باب 14- من يجوز أخذ العلم منه و من لا يجوز و ذم التقليد و النهي عن متابعة غير المعصوم في كل ما يقول و وجوب التمسك بعروة أتباعهم عليهم السلام و جواز الرجوع إلى

الآيات المائدة وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ الأعراف وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا يونس أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ و قال تعالى قالُوا أَ جِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا مريم يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا الشعراء قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ  لقمان وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ الصافات إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ الزمر وَ الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى الزخرف وَ كَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ

 1-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن سعد الكشي و محمد بن أبي عوف البخاري عن محمد بن أحمد بن حماد المروزي رفعه قال قال الصادق ع اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا فإنا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا فقيل له أ و يكون المؤمن محدثا قال يكون مفهما و المفهم محدث

 2-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و إبراهيم ابنا نصير عن محمد بن إسماعيل الرازي عن علي بن حبيب المدائني عن علي بن سويد السائي قال كتب إلي أبو الحسن الأول و هو في السجن و أما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله و رسوله و خانوا أماناتهم إنهم اؤتمنوا على كتاب الله جل و علا فحرفوه و بدلوه فعليهم لعنة الله و لعنة رسوله و ملائكته و لعنة آبائي الكرام البررة و لعنتي و لعنة شيعتي إلى يوم القيامة

 3-  كش، ]رجال الكشي[ جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر بن وهب عن أحمد بن حاتم بن ماهويه قال كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث ع أسأله عمن آخذ معالم ديني و كتب أخوه أيضا بذلك فكتب إليهما فهمت ما ذكرتما فاعتمدا في دينكما على مسن في حبكما و كل كثير القدم في أمرنا فإنهم كافوكما إن شاء الله تعالى

 4-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله ع أنه قال لرجل من أصحابه لا تكون إمعة تقول أنا مع الناس و أنا كواحد من الناس

   أقول قد أثبتنا ما يناسب هذا الباب في باب ذم علماء السوء

 5-  مع، ]معاني الأخبار[ ماجيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي عن حسين بن أيوب بن أبي غفيلة الصيرفي عن كرام الخثعمي عن الثمالي قال قال أبو عبد الله ع إياك و الرئاسة و إياك أن تطأ أعقاب الرجال فقلت جعلت فداك أما الرئاسة فقد عرفتها و أما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال فقال ليس حيث تذهب إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال

 بيان ظن السائل أن مراده ع بوطء أعقاب الرجال مطلق أخذ العلم عن الناس فقال ع المراد أن تنصب رجلا غير الحجة فتصدقه في كل ما يقول برأيه من غير أن يسند ذلك إلى المعصوم ع فأما من يروي عن المعصوم أو يفسر ما فهمه من كلامه لمن ليس له صلاحية فهم كلامه من غير تلقين فالأخذ عنه كالأخذ عن المعصوم و يجب على من لا يعلم الرجوع إليه ليعرف أحكام الله تعالى

 6-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن أبي حفص محمد بن خالد عن أخيه سفيان بن خالد قال قال أبو عبد الله ع يا سفيان إياك و الرئاسة فما طلبها أحد إلا هلك فقلت له جعلت فداك قد هلكنا إذا ليس أحد منا إلا و هو يحب أن يذكر و يقصد و يؤخذ عنه فقال ليس حيث تذهب إليه إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال و تدعو الناس إلى قوله

 7-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن زياد قال قال الصادق ع كذب من زعم أنه يعرفنا و هو مستمسك بعروة غيرنا

 8-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال أبو محمد العسكري ع حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول الله ص أن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس و لكن يقبضه بقبض العلماء فإذا لم ينزل عالم إلى عالم يصرف عنه طلاب حطام الدنيا و حرامها و يمنعون الحق أهله و يجعلونه لغير أهله و اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا

   -9  و قال أمير المؤمنين ع يا معشر شيعتنا و المنتحلين مودتنا إياكم و أصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها و أعيتهم السنة أن يعوها فاتخذوا عباد الله خولا و ماله دولا فذلت لهم الرقاب و أطاعهم الخلق أشباه الكلاب و نازعوا الحق أهله و تمثلوا بالأئمة الصادقين و هم من الكفار الملاعين فسئلوا عما لا يعلمون فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا و أضلوا أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما

 10-  و قال الرضا ع قال علي بن الحسين ع إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته و هديه و تماوت في منطقه و تخاضع في حركاته فرويدا لا يغرنكم فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا و ركوب الحرام منها لضعف نيته و مهانته و جبن قلبه فنصب الدين فخا لها فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه و إذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لا يغرنكم فإن شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من ينبو عن المال الحرام و إن كثر و يحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرما فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لا يغركم حتى تنظروا ما عقده عقله فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغركم حتى تنظروا أ مع هواه يكون على عقله أو يكون مع عقله على هواه و كيف محبته للرئاسات الباطلة و زهده فيها فإن في الناس من خسر الدنيا و الآخرة يترك الدنيا للدنيا و يرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال و النعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة حتى إِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة و يمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه فهو يحل ما حرم الله و يحرم ما أحل الله لا يبالي بما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد يتقي من أجلها فأولئك الذين غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً  و لكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله و قواه مبذولة في رضى الله يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل و يعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد و لا تنفد و إن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له و لا يزول فذلكم الرجل نعم الرجل فبه فتمسكوا و بسنته فاقتدوا و إلى ربكم به فتوسلوا فإنه لا ترد له دعوة و لا تخيب له طلبة

 11-  ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عن الرضا ع أنه قال قال علي بن الحسين ع إذا رأيتم الرجل إلى آخر الخبر

 بيان قوله ع فإذا لم ينزل عالم إلى عالم من باب الإفعال أو التفعيل أي إذا لم يعلم العالم علمه إما للتقية أو لعدم قابلية المتعلمين فمات ذلك العالم صرف طلاب حطام الدنيا الناس عن العلم لقلة أعوان العلم و يمنعون الحق أهله لذهاب أنصار الحق قوله ع المنتحلين مودتنا فيه تعريض بهم إذ الانتحال ادعاء أمر من غير الاتصاف به حقيقة و يحتمل أن يكون المراد الذين اتخذوا مودتنا نحلتهم و دينهم قوله ع تفلتت منهم الأحاديث أي فات و ذهب منهم حفظ الأحاديث و أعجزهم ضبط السنة فلم يقدروا عليه قوله ع فاتخذوا عباد الله خولا قال الجزري في حديث أبي هريرة إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان عباد الله خولا أي خدما و عبيدا يعني أنهم يستخدمونهم و يستعبدونهم قوله ع و ماله دولا أي يتداولونه بينهم و قوله أشباه الكلاب نعت للخلق قوله ع و تمثلوا أي تشبهوا بهم و ادعوا منزلتهم قوله ع فأنفوا أي تكبروا و استنكفوا قوله ع سمته و هديه قال الفيروزآبادي السمت الطريق و هيئة أهل الخير و قال الهدي الطريقة و السيرة قوله ع و تماوت قال الفيروزآبادي المتماوت الناسك المرائي و قال الجزري يقال تماوت الرجل إذا أظهر من نفسه التخافت و التضاعف من العبادة و الزهد و الصوم قوله ع و تخاضع أي أظهر الخضوع في جميع حركاته قوله فرويدا أي أمهل و تأن و لا تبادر إلى متابعته  و الانخداع عن أطواره قوله و مهانته أي مذلته و حقارته قوله يختل الناس أي يخدعهم قوله اقتحمه أي دخله مبادرا من غير روية قوله ع من ينبو عن المال الحرام أي يرتفع عنه و لا يتوجه إليه قال الجزري يقال نبا عنه بصره ينبو أي تجافى و لم ينظر إليه قوله ع على شوهاء أي يحمل نفسه على امرأة قبيحة مشوهة الخلقة فيزني بها و لا يتركها فضلا عن الحسناء قوله ع ما عقدة عقله يحتمل أن يكون كلمة ما موصولة و عقد فعلا ماضيا أي حتى تنظروا إلى الأمور التي عقدها عقله و نظمها فإن على العقل إنما يستدل بآثاره و يحتمل أن تكون ما استفهامية و العقدة اسما بمعنى ما عقد عليه فيرجع إلى المعنى الأول و يحتمل على الأخير أن يكون المراد ثبات عقله و استقراره و عدم تزلزله فيما يحكم به عقله قوله ع أ مع هواه يكون على عقله حاصله أنه ينبغي أن ينظر هل عقله مغلوب لهواه أم هواه مقهور لعقله. قوله أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ أي حملته الأنفة و حمية الجاهلية على الإثم الذي يؤمر باتقائه لجاجا من قولك أخذته بكذا إذا حملته عليه و ألزمته إياه فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ أي كفته جزاء و عقابا وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ جواب قسم مقدر و المخصوص بالذم محذوف للعلم به و المهاد الفراش و قيل ما يوطأ للجنب قوله ع فهو يخبط خبط عشواء قال الجوهري العشواء الناقة التي لا تبصر أمامها فهي تخبط بيديها كل شي‏ء و ركب فلان العشواء إذا خبطأمره على غير بصيرة و فلان خابط خبط عشواء قوله ع و يمده ربه أي يقويه من مد الجيش و أمده إذا زاده و قواه أي بعد أن طلب ما لا يقدر عليه من دعوى الإمامة و رئاسة الخلق و إفتاء الناس فعجز عنها لنقصه و جهله استحق منع لطفه تعالى عنه فصار ذلك سببا لتماديه في طغيانه و ضلاله قوله لا تبيد أي لا تهلك و لا تفنى

 12-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري ع في قوله تعالى وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ قال ع ثم قال الله تعالى يا محمد و من هؤلاء اليهود أميون لا يقرءون الكتاب و لا يكتبون كالأمي منسوب إلى أمه أي هو كما خرج من بطن أمه لا يقرأ و لا يكتب لا يعلمون الكتاب المنزل من السماء و لا المتكذب به و لا  يميزون بينهما إلا أماني أي إلا أن يقرأ عليهم و يقال هذا كتاب الله و كلامه لا يعرفون إن قرئ من الكتاب خلاف ما فيه وَ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ أي ما يقرأ عليهم رؤساؤهم من تكذيب محمد ص في نبوته و إمامة علي ع سيد عترته ع و هم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم تقليدهم فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا قال ع قال الله تعالى هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة محمد ص و هي خلاف صفته و قالوا للمستضعفين منهم هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان أنه طويل عظيم البدن و البطن أصهب الشعر و محمد ص بخلافه و هو يجي‏ء بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة و إنما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رئاستهم و تدوم لهم إصاباتهم و يكفوا أنفسهم مئونة خدمة رسول الله ص و خدمة علي ع و أهل خاصته فقال الله عز و جل فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد ص و علي ع الشدة لهم من العذاب في أسوء بقاع جهنم وَ وَيْلٌ لَهُمْ الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الأولى مما يكسبونه من الأموال التي يأخذونها إذا ثبتوا أعوامهم على الكفر بمحمد رسول الله ص و الجحد لوصية أخيه علي بن أبي طالب ولي الله ثم قال ع قال رجل للصادق ع فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمهم بتقليدهم و القبول من علمائهم و هل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم فإن لم يجز لأولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم فقال ع بين عوامنا و علمائنا و بين عوام اليهود و علمائهم فرق من جهة و تسوية من جهة أما من حيث استووا فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم و أما من حيث افترقوا فلا قال بين لي يا ابن رسول الله قال ع إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علمائهم بالكذب الصريح و بأكل الحرام و الرشاء و بتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات و العنايات و المصانعات و عرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم و أنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه و أعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم و ظلموهم من أجلهم و عرفوهم يقارفون المحرمات و اضطروا

  بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله و لا على الوسائط بين الخلق و بين الله فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا و من قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره و لا تصديقه في حكاياته و لا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه و وجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله ص إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى و أشهر من أن لا تظهر لهم و كذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر و العصبية الشديدة و التكالب على حطام الدنيا و حرامها و إهلاك من يتعصبون عليه و إن كان لإصلاح أمره مستحقا و الترفرف بالبر و الإحسان على من تعصبوا له و إن كان للإذلال و الإهانة مستحقا فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه و ذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم فأما من ركب من القبائح و الفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا و لا كرامة و إنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك لأن الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم و يضعون الأشياء على غير وجوهها لقلة معرفتهم و آخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم و منهم قوم نصاب لا يقدرون على القدح فينا فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا و ينتقصون بنا عند نصابنا ثم يضيفون إليه أضعافه و أضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن برآء منها فيقبله المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا فضلوا و أضلوا و هم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد عليه اللعنة على الحسين بن علي ع و أصحابه فإنهم يسلبونهم الأرواح و الأموال و هؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بأنهم لنا موالون و لأعدائنا معادون يدخلون الشك و الشبهة على ضعفاء شيعتنا فيضلونهم و يمنعونهم عن قصد الحق المصيب لا جرم أن من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام أنه لا يريد إلا صيانة دينه و تعظيم وليه لم يتركه في يد هذا المتلبس الكافر و لكنه يقيض له مؤمنا يقف به على الصواب ثم يوفقه الله  للقبول منه فيجمع الله له بذلك خير الدنيا و الآخرة و يجمع على من أضله لعن الدنيا و عذاب الآخرة ثم قال قال رسول الله ص شرار علماء أمتنا المضلون عنا القاطعون للطرق إلينا المسمون أضدادنا بأسمائنا الملقبون أندادنا بألقابنا يصلون عليهم و هم للعن مستحقون و يلعنونا و نحن بكرامات الله مغمورون و بصلوات الله و صلوات ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون ثم قال قيل لأمير المؤمنين ع من خير خلق الله بعد أئمة الهدى و مصابيح الدجى قال العلماء إذا صلحوا قيل و من شر خلق الله بعد إبليس و فرعون و نمرود و بعد المتسمين بأسمائكم و بعد المتلقبين بألقابكم و الآخذين لأمكنتكم و المتأمرين في ممالككم قال العلماء إذا فسدوا هم المظهرون للأباطيل الكاتمون للحقائق و فيهم قال الله عز و جل أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا الآية

 إيضاح قوله ع أي إلا أن يقرأ عليهم قال البيضاوي استثناء منقطع و الأماني جمع أمنية و هي في الأصل ما يقدره الإنسان في نفسه من منى إذا قدر و لذلك تطلق على الكذب و على كل ما يتمنى و ما يقرأ و المعنى و لكن يعتقدون أكاذيب أخذوها تقليدا من المحرفين أو مواعيد فازعة سمعوها منهم من أن الجنة لا يدخلها إلا من كان هودا و أن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة و قيل إلا ما يقرءون قراءة عارية عن معرفة المعنى و تدبره من قوله

تمنى كتاب الله أول ليلة . تمني داود الزبور على رسل.

 و هو لا يناسب وصفهم بأنهم أميون. أقول على تفسيره ع لا يرد ما أورده فإن المراد حينئذ القراءة عليهم لا قراءتهم و هو أظهر التفاسير لفظا و معنا قوله أصهب الشعر قال الجوهري الصهبة الشقرة في شعر الرأس قوله ع و أهل خاصته أي أهل سره أو الإضافة بيانية قوله ع و التكالب قال الفيروزآبادي المكالبة المشارة و المضايقة. و التكالب التواثب قوله و الترفرف هو بسط الطائر جناحيه و هو كناية عن اللطف و في بعض النسخ الرفوف يقال رف فلانا أي أحسن إليه فيتوجهون أي يصيرون  ذوي جاه و وجه معروف قوله و ينتقصون بنا أي يعيبوننا قوله ع يقيض له أي يسبب له

 13-  ج، ]الإحتجاج[ الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتابا سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم و أنا حجة الله الخبر

 14-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين بن صغير عمن حدثه عن ربعي بن عبد الله عن أبي عبد الله ع أنه قال أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب فجعل لكل سبب شرحا و جعل لكل شرح علما و جعل لكل علم بابا ناطقا عرفه من عرفه و جهله من جهله ذلك رسول الله ص و نحن

 15-  ير، ]بصائر الدرجات[ القاشاني عن اليقطيني يرفعه قال قال أبو عبد الله ع أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب فجعل لكل شي‏ء سببا و جعل لكل سبب شرحا و جعل لكل شرح مفتاحا و جعل لكل مفتاح علما و جعل لكل علم بابا ناطقا من عرفه عرف الله و من أنكره أنكر الله ذلك رسول الله و نحن

 بيان لعل المراد بالشي‏ء ذي السبب القرب و الفوز و الكرامة و الجنة و سببه الطاعة و ما يوجب حصول تلك الأمور و شرح ذلك السبب هو الشريعة المقدسة و المفتاح الوحي النازل لبيان الشرع و علم ذلك المفتاح بالتحريك أي ما يعلم به هو الملك الحامل للوحي و الباب الذي به يتوصل إلى هذا العلم هو رسول الله ص و الأئمة ع

 16-  ير، ]بصائر الدرجات[ السندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا جعفر ع و عنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى و هو يقول  إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار فقال أبو جعفر ع فهلك إذا مؤمن آل فرعون و ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا ع فليذهب الحسن يمينا و شمالا فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا

 17-  ير، ]بصائر الدرجات[ الفضل عن موسى بن القاسم عن حماد بن عيسى عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا جعفر ع يقول و سأله رجل من أهل البصرة فقال إن عثمان الأعمى يروي عن الحسن أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم أهل النار قال أبو جعفر ع فهلك إذا مؤمن آل فرعون كذبوا إن ذلك من فروج الزناة و ما زال العلم مكتوما قبل قتل ابن آدم فليذهب الحسن يمينا و شمالا لا يوجد العلم إلا عند أهل بيت نزل عليهم جبرئيل

 بيان قوله ع إن ذلك أي الريح التي تؤذي أهل النار إنما هي من فروج الزناة. أقول قد أوردنا بعض الأخبار في باب كتمان العلم

 18-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن معلى بن أبي عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال لي إن الحكم بن عتيبة ممن قال الله وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ فليشرق الحكم و ليغرب أما و الله لا يصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل

 19-  ير، ]بصائر الدرجات[ السندي بن محمد و محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر ع عن شهادة ولد الزنا تجوز قال لا فقلت إن الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز فقال اللهم لا تغفر له ذنبه ما قال الله للحكم إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ فليذهب الحكم يمينا و شمالا فو الله لا يوجد العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل

 كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر و جعفر بن محمد بن حكيم عن أبان مثله  بيان أي إنما خاطب الله رسوله بهذا الخطاب إن القرآن ذكر أي مذكر أو شرف لك و لقومك و قومه أهل بيته و قد ورد في الأخبار أن المخاطب في قوله تعالى وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ هو أهل بيت النبي ص فإن الناس يسألونهم عن علوم القرآن

 20-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن علي عن أبي إسحاق ثعلبة عن أبي مريم قال قال أبو جعفر ع لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة شرقا و غربا لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت

 كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد بن فيروزان عن الأشعري عن ابن معروف عن الحجال عن أبي مريم مثله

 21-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي البختري و سندي بن محمد عن أبي البختري عن أبي عبد الله ع قال إن العلماء ورثة الأنبياء و ذلك أن الأنبياء لم يورثوا درهما و لا دينارا و إنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ شيئا منها فقد أخذ حظا وافرا فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين

 ختص، ]الإختصاص[ محمد بن الحسين عن ابن الوليد عن الصفار عن السندي مثله ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن ابن فضال رفعه إلى أبي عبد الله ع مثله

 22-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد بن فيروزان القمي عن البرقي عن  البزنطي عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين و تحريف الغالين و انتحال الجاهلين كما ينفي الكير خبث الحديد

 23-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن النضر عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ قال عنى الله بها من اتخذ دينه رأيه من غير إمام من أئمة الهدى

 24-  ير، ]بصائر الدرجات[ يعقوب بن يزيد عن إسحاق بن عمار عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع أنه قال من دان الله بغير سماع عن صادق ألزمه الله التيه إلى يوم القيامة

 بيان التيه الحيرة في الدين

 25-  ير، ]بصائر الدرجات[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد السياري عن علي بن عبد الله قال سأله رجل عن قول الله عز و جل فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى قال من قال بالأئمة و اتبع أمرهم و لم يجز طاعتهم

 26-  كتاب زيد الزراد، عن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن لنا أوعية نملؤها علما و حكما و ليست لها بأهل فما نملؤها إلا لتنقل إلى شيعتنا فانظروا إلى ما في الأوعية فخذوها ثم صفوها من الكدورة تأخذونها بيضاء نقية صافية و إياكم و الأوعية فإنها وعاء سوء فتنكبوها

 27-  و منه، قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اطلبوا العلم من معدن العلم و إياكم و الولائج فيهم الصدادون عن الله ثم قال ذهب العلم و بقي غبرات العلم في أوعية سوء فاحذروا باطنها فإن في باطنها الهلاك و عليكم بظاهرها فإن في ظاهرها النجاة

 بيان لعل المراد بتصفيتها تخليصها من آرائهم الفاسدة أو من أخبارهم التي هم متهمون فيها لموافقتها لعقائدهم و المراد بباطنها عقائدها الفاسدة أو فسوقها التي يخفونها عن الخلق

   -28  كتاب جعفر بن محمد بن شريح، عن حميد بن شعيب عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله ع قال إن الحكمة لتكون في قلب المنافق فتجلجل في صدره حتى يخرجها فيوعيها المؤمن و تكون كلمة المنافق في صدر المؤمن فتجلجل في صدره حتى يخرجها فيعيها المنافق

 29-  و منه، بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا دخل على أبي ع فقال إنكم أهل بيت رحمة اختصكم الله بذلك قال نحن كذلك و الحمد لله لم ندخل أحدا في ضلالة و لم نخرج أحدا من باب هدى نعوذ بالله أن نضل أحدا

 30-  ف، ]تحف العقول[ عن أبي جعفر الثاني ع قال من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله و إن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس

 31-  سن، ]المحاسن[ ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال أما إنه ليس عند أحد من الناس حق و لا صواب إلا شي‏ء أخذوه منا أهل البيت و لا أحد من الناس يقضي بحق و عدل و صواب إلا مفتاح ذلك القضاء و بابه و أوله و سببه علي بن أبي طالب ع فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأ من قبلهم إذا أخطئوا و الصواب من قبل علي بن أبي طالب ع

 32-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل قال سمعت أبا جعفر ع يقول كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل

 33-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن محمد بن عمر عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ع قال إنا أهل بيت من علم الله علمنا و من حكمه أخذنا و من قول الصادق سمعنا فإن تتبعونا تهتدوا

 34-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن البزنطي عن زرارة قال كنت عند أبي جعفر ع فقال لي رجل من أهل الكوفة سله عن قول أمير المؤمنين ع سلوني عما شئتم و لا تسألونني عن شي‏ء إلا أنبأتكم به قال فسألته فقال إنه ليس أحد عنده علم شي‏ء إلا خرج من عند أمير المؤمنين ع فليذهب الناس حيث شاءوا فو الله ليأتين الأمر هاهنا و أشار بيده إلى صدره

   بيان قوله ليأتين بفتح الياء و رفع الأمر أي يأتي العلم و ما يتعلق بأمور الخلق و يهبط إلى صدورنا و يحتمل نصب الأمر فيكون ضمير الفاعل راجعا إلى كل أحد من الناس أو كل من أراد اتضاح الأمر له

 35-  ير، ]بصائر الدرجات[ العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنه ليس عند أحد من حق و لا صواب و ليس أحد من الناس يقضي بقضاء يصيب فيه الحق إلا مفتاحه علي فإذا تشعبت بهم الأمور كان الخطأ من قبلهم و الصواب من قبله أو كما قال

 ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم مثله

 36-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول أما إنه ليس عند أحد علم و لا حق و لا فتيا إلا شي‏ء أخذ عن علي بن أبي طالب ع و عنا أهل البيت و ما من قضاء يقضى به بحق و صواب إلا بدء ذلك و مفتاحه و سببه و علمه من علي ع و منا فإذا اختلف عليهم أمرهم قاسوا و عملوا بالرأي و كان الخطأ من قبلهم إذا قاسوا و كان الصواب إذا اتبعوا الآثار من قبل علي ع

 37-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله تبارك و تعالى أدب نبيه على محبته فقال إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ و قال وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و قال مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ و إن رسول الله ص فوض إلى علي ع و ائتمنه فسلمتم و جحد الناس فو الله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا و تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين الله

   توضيح قوله أدب نبيه على محبته أي على نحو ما أحب و أراد فيكون الظرف صفة لمصدر محذوف و يحتمل أن تكون كلمة على تعليلية أي علمه و فهمه ما يوجب تأدبه بآداب الله و تخلقه بأخلاق الله لحبه إياه و أن يكون حالا عن فاعل أدب أي حال كونه محبا له و كائنا على محبته أو عن مفعوله أو المراد أنه علمه ما يوجب محبته لله أو محبة الله له قوله ع و نحن فيما بينكم و بين الله أي نحن الوسائط في العلم و سائر الكمالات بينكم و بين الله فلا تسألوا عن غيرنا أو نحن شفعاؤكم إلى الله

 38-  سن، ]المحاسن[ أبي عمن ذكره عن زيد الشحام عن أبي جعفر ع في قول الله فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ قال قلت ما طعامه قال علمه الذي يأخذه ممن يأخذه

 بيان هذا أحد بطون الآية الكريمة و على هذا التأويل المراد بالماء العلوم الفائضة منه تعالى فإنها سبب لحياة القلوب و عمارتها و بالأرض القلوب و الأرواح و بتلك الثمرات ثمرات تلك العلوم ختص، ]الإختصاص[ محمد بن الحسين عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن الشحام مثله

 39-  سن، ]المحاسن[ علي بن عيسى القاساني عن ابن مسعود الميسري رفعه قال قال المسيح ع خذوا الحق من أهل الباطل و لا تأخذوا الباطل من أهل الحق كونوا نقاد الكلام فكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضة المموهة النظر إلى ذلك سواء و البصراء به خبراء

 إيضاح قال الفيروزآبادي موه الشي‏ء طلاه بفضة أو ذهب و تحته نحاس أو حديد

 40-  سن، ]المحاسن[ النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه ع عن رسول الله ص قال غريبتان كلمة حكم من سفيه فاقبلوها و كلمة سفه من حكيم فاغفروها

 بيان قوله ع فاغفروها أي لا تلوموه بها أو استروها و لا تذيعوها فإن الغفر في الأصل بمعنى الستر

   -41  سن، ]المحاسن[ علي بن سيف قال قال أمير المؤمنين ع خذوا الحكمة و لو من المشركين

 42-  سن، ]المحاسن[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال المسيح ع معشر الحواريين لم يضركم من نتن القطران إذا أصابتكم سراجه خذوا العلم ممن عنده و لا تنظروا إلى عمله

 43-  سن، ]المحاسن[ النوفلي عن علي بن سيف رفعه قال سئل أمير المؤمنين ع من أعلم الناس قال من جمع علم الناس إلى علمه

 44-  سن، ]المحاسن[ محمد بن علي عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع و حدثني الوشاء عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع إن كلمة الحكمة لتكون في قلب المنافق فتجلجل حتى يخرجها

 بيان فتجلجل بفتح التاء أو ضمها أي تتحرك أو تحرك صاحبها على التكلم بها

 45-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي عن محمد بن علي بن حمزة العلوي عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع الهيبة خيبة و الفرصة خلسة و الحكمة ضالة المؤمن فاطلبوها و لو عند المشرك تكونوا أحق بها و أهلها

 46-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد العلوي عن أحمد بن عبد المنعم عن حماد بن عثمان عن حمران قال سمعت علي بن الحسين ع يقول لا تحقر اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكبا الخسيسة فإن أبي حدثني قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول إن الكلمة من الحكمة لتتلجلج في صدر المنافق نزاعا إلى مظانها حتى يلفظ بها فيسمعها المؤمن فيكون أحق بها و أهلها فيلقفها

 بيان الكبا بالكسر و القصر الكناسة

 47-  سن، ]المحاسن[ أبي عمن ذكره عن عمرو بن أبي المقدام عن رجل عن أبي جعفر ع في قول الله اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ قال و الله ما صلوا لهم و لا صاموا و لكن أطاعوهم في معصية الله

   -48  سن، ]المحاسن[ محمد بن خالد عن حماد عن ربعي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فقال و الله ما صلوا و لا صاموا لهم و لكنهم أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فاتبعوهم

 49-  كتاب صفات الشيعة للصدوق، عن ماجيلويه عن عمه عن أبي سمينة عن ابن سنان عن المفضل قال قال الصادق ع كذب من زعم أنه من شيعتنا و هو متمسك بعروة غيرنا

 50-  سن، ]المحاسن[ أبي عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فقال أما و الله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم و لو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون

 51-  سن، ]المحاسن[ قال أبو جعفر ع إن القرآن شاهد الحق و محمد ص لذلك مستقر فمن اتخذ سببا إلى سبب الله لم يقطع به الأسباب و من اتخذ غير ذلك سببا مع كل كذاب فاتقوا الله فإن الله قد أوضح لكم أعلام دينكم و منار هداكم فلا تأخذوا أمركم بالوهن و لا أديانكم هزوا فتدحض أعمالكم و تخطئوا سبيلكم و لا تكونوا في حزب الشيطان فتضلوا يهلك من هلك و يحيا من حي و على الله البيان بين لكم فاهتدوا و بقول العلماء فانتفعوا و السبيل في ذلك إلى الله ف مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً

 بيان قوله ع و محمد لذلك مستقر أي محل استقرار القرآن و فيه ثبت علمه قوله ع إلى سبب الله السبب الأول الحجة و السبب الثاني القرآن أو النبي ص قوله ع لم يقطع به الأسباب أي لم تنقطع أسبابه عما يريد الوصول إليه من الحق من قولهم قطع بزيد على المجهول أي عجز عن سفره أو حيل بينه و بين ما يؤمله قوله فاتقوا الله هو جزاء الشرط أو خبر الموصول أي فاتقوا الله و احذروا عن مثل فعاله و يحتمل أن يكون فيها سقط و كانت العبارة كان مع كل كذاب قوله ع فتدحض أي تبطل

   -52  سن، ]المحاسن[ بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن لكم معالم فاتبعوها و نهاية فانتهوا إليها

 بيان المعالم ما يعلم به الحق و المراد بها هنا الأئمة ع و المراد بالنهاية إما حدود الشرع و أحكامه أو الغايات المقررة للخلق في ترقياتهم بحسب استعداداتهم في مراتب الكمال

 53-  دعوات الراوندي، من وصية ذي القرنين لا تتعلم العلم ممن لم ينتفع به فإن من لم ينفعه علمه لا ينفعك

 54-  و منه، قال أبو عبيد في غريب الحديث في حديث النبي ص حين أتاه عمر فقال إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا فترى أن نكتب بعضها فقال رسول الله ص أ فتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود و النصارى لقد جئتكم بها بيضاء نقية و لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي قال أبو عبيد أ متحيرون أنتم في الإسلام و لا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود و النصارى كأنه كره ذلك منه

 55-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع إن كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء و إذا كان خطاء كان داء

 56-  و قال ع خذ الحكمة أنى كانت فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتتخلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن

 57-  و قال ع في مثل ذلك الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة و لو من أهل النفاق

 58-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور عن أبي بكر المفيد الجرجرائي عن المعمر أبي الدنيا عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص كلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها

 59-  شا، ]الإرشاد[ روى ثقات أهل النقل عند العامة و الخاصة عن أمير المؤمنين ع في كلام افتتاحه الحمد لله و الصلاة على نبيه أما بعد فذمتي بما أقول رهينة و  أنا به زعيم إنه لا يهيج على التقوى زرع قوم و لا يظمأ عنه سنخ أصل و إن الخير كله فيمن عرف قدره و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره و إن أبغض الخلق عند الله رجل وكله إلى نفسه جائر عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة قد لهج فيها بالصوم و الصلاة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدى من كان قبله مضل لمن اقتدى به حمال خطايا غيره رهين بخطيئته قد قمش جهلا في جهال غشوه غار بأغباش الفتنة عمي عن الهدى قد سماه أشباه الناس عالما و لم يغن فيه يوما سالما بكر فاستكثر مما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من آجن و استكثر من غير طائل جلس للناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره إن خالف من سبقه لم يأمن من نقض حكمه من يأتي بعده كفعله بمن كان قبله و إن نزلت به إحدى المهمات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع عليه فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ و لا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا إن قاس شيئا بشي‏ء لم يكذب رأيه و إن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من نفسه من الجهل و النقص و الضرورة كيلا يقال إنه لا يعلم ثم أقدم بغير علم فهو خائض عشوات ركاب شبهات خباط جهالات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم و لا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم يذري الروايات ذرو الريح الهشيم تبكي منه المواريث و تصرخ منه الدماء و يستحل بقضائه الفرج الحرام و يحرم به الحلال لا يسلم بإصدار ما عليه ورد و لا يندم على ما منه فرط أيها الناس عليكم بالطاعة و المعرفة بمن لا تعذرون بجهالته فإن العلم الذي هبط به آدم و جميع ما فضلت به النبيون إلى محمد خاتم النبيين في عترة محمد ص فأين يتاه بكم بل أين تذهبون يا من نسخ من أصلاب أصحاب السفينة فهذه مثلها فيكم فاركبوها فكما نجا في هاتيك من نجا كذلك ينجو في هذي من دخلها أنا رهين بذلك قسما حقا و ما أنا من المتكلفين الويل لمن تخلف ثم الويل لمن تخلف أما بلغكم ما قال فيهم نبيكم ص حيث يقول في حجة الوداع إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ألا هذا عَذْبٌ فُراتٌ فاشربوا وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ فاجتنبوا

   نهج، ]نهج البلاغة[ مرسلا مثله إيضاح فذمتي بما أقول رهينة و أنا به زعيم الذمة العهد و الأمان و الضمان و الحرمة و الحق أي حرمتي أو ضماني أو حقوقي عند الله مرهونة لحقية ما أقوله قال في النهاية و في حديث علي ع ذمتي رهينة و أنا به زعيم أي ضماني و عهدي رهن في الوفاء به و قال الزعيم الكفيل إنه لا يهيج على التقوى زرع قوم قال الجزري هاج النبت هياجا أي يبس و اصفر و منه حديث علي ع لا يهيج على التقوى زرع قوم أراد من عمل لله عملا لم يفسد عمله و لا يبطل كما يهيج الزرع فيهلك و لا يظمأ عنه سنخ أصل الظماء شدة العطش قال الجزري و في حديث علي ع و لا يظمأ على التقوى سنخ أصل السنخ و الأصل واحد فلما اختلف اللفظان أضاف أحدهما إلى الآخر. أقول الفقرتان متقاربتان في المعنى و يحتمل أن يكون المراد بهما عدم فوت المنافع الدنيوية أيضا بالتقوى و يحتمل أن يراد بأحدهما إحداهما و بالأخرى الأخرى. و في نهج البلاغة لا يهلك على التقوى سنخ أصل و لا يظمأ عليها زرع قوم و إن الخير كله فيمن عرف قدره قال ابن ميثم أي مقداره و منزلته بالنسبة إلى مخلوقات الله تعالى و أنه أي شي‏ء منها و لأي شي‏ء خلق و ما طوره المرسوم له في كتاب ربه و سنن أنبيائه جائر عن قصد السبيل الجائر الضال عن الطريق و القصد استقامة الطريق و وسطه و في بعض نسخ الكافي حائر بالحاء المهملة من الحيرة مشغوف بكلام بدعة قال الجوهري الشغاف غلاف القلب و هو جلده دون الحجاب يقال شغفه الحب أي بلغ شغافه قد لهج فيها بالصوم و الصلاة قال الجوهري اللهج بالشي‏ء الولوع به و ضمير فيها راجع إلى البدعة أي هو حريص في مبتدعات الصلاة و الصوم و فيها غير موجود في الكافي ضال عن هدى من كان قبله هدى بضم الهاء و فتح الدال أو فتح الهاء و سكون الدال. و في النهج بعد ذلك مضل لمن اقتدى به في حياته و بعد وفاته و في الكافي و بعد موته رهين بخطيئته أي هو مرهون بها قال المطرزي هو رهين بكذا أي مأخوذ به قد قمش جهلا في جهال و في الكتابين و رجل قمش جهلا و القمش جمع الشي‏ء المتفرق غشوه أي أحاطوا به و ليس فيهما غار بأغباش الفتنة قال الجوهري الغبش

   ظلمة آخر الليل و الجمع أغباش أي غفل و انخدع و اغتر بسبب ظلمة الفتن و الجهالات أو فيها و لم يغن فيه يوما سالما قال الجزري و في حديث علي ع و رجل سماه الناس عالما و لم يغن في العلم يوما تاما من قولك غنيت بالمكان أغني إذا أقمت به انتهى قوله سالما أي من النقص بأن يكون نعتا لليوم أو سالما من الجهل بأن يكون حالا عن ضمير الفاعل بكر فاستكثر مما قل منه خير مما كثر أي خرج في الطلب بكرة كناية عن شدة طلبه و اهتمامه في كل يوم أو في أول العمر و ابتداء الطلب و ما موصولة و هي مع صلتها صفة لمحذوف أي من شي‏ء ما قل منه خير مما كثر و يحتمل أن تكون ما مصدرية أيضا و قيل قل مبتدأ بتقدير أن و خير خبره كقولهم تسمع بالمعيدي خير من أن تراه و المراد بذلك الشي‏ء أما الشبهات المضلة و الآراء الفاسدة و العقائد الباطلة أو زهرات الدنيا حتى إذا ارتوى من آجن الآجن الماء المتعفن المتغير استعير للآراء الباطلة و الأهواء الفاسدة و استكثر من غير طائل قال الجوهري هذا أمر لا طائل فيه إذا لم يكن فيه غناء و مزية و إن نزلت به إحدى المهمات و في الكتابين المبهمات هيأ لها حشوا أي كثيرا لا فائدة فيها ثم قطع عليه أي جزم به فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت قال ابن ميثم وجه هذا التمثيل أن الشبهات التي تقع على ذهن مثل هذا الموصوف إذا قصد حل قضية مبهمة تكثر فتلتبس على ذهنه وجه الحق منها فلا يهتدي له لضعف ذهنه فتلك الشبهات في الوهاء تشبه نسج العنكبوت و ذهنه فيها يشبه الذباب الواقع فيه فكما لا يتمكن الذباب من خلاص نفسه من شباك العنكبوت لضعفه كذلك ذهن هذا الرجل لا يقدر على التخلص من تلك الشبهات. أقول و يحتمل أيضا أن يكون المراد تشبيه ما يلبس على الناس من الشبهات بنسج العنكبوت لضعفها و ظهور بطلانها لكن تقع فيها ضعفاء العقول فلا يقدرون على التخلص منها لجهلهم و ضعف يقينهم و الأول أنسب بما بعده. لا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا أي أنه لوفور جهله يظن أنه بلغ غاية العلم فليس بعد ما بلغ إليه فكره لأحد مذهب و موضع تفكر فهو خائض عشوات أي يخوض و يدخل في ظلمات الجهالات و الفتن خباط جهالات الخبط المشي على غير استواء

   أي خباط في الجهالات أو بسببها و لا يعض في العلم بضرس قاطع كناية عن عدم إتقانه للقوانين الشرعية و إحاطته بها يقال لم يعض فلان على الأمر الفلاني بضرس إذا لم يحكمه يذري الروايات ذرو الريح الهشيم قال الفيروزآبادي ذرت الريح الشي‏ء ذروا و أذرته و ذرته أطارته و أذهبته و قال الهشيم نبت يابس متكسر أو يابس كل كلاء و كل شجر و وجه التشبيه صدور فعل بلا روية من غير أن يعود إلى الفاعل نفع و فائدة فإن هذا الرجل المتصفح للروايات ليس له بصيرة بها و لا شعور بوجه العمل بها بل هو يمر على رواية بعد أخرى و يمشي عليها من غير فائدة كما أن الريح التي تذري الهشيم لا شعور لها بفعلها و لا يعود إليها من ذلك نفع و إنما أتى الذرو مكان الإذراء لاتحاد معنييهما و في بعض الروايات يذروا الرواية قال الجزري يقال ذرته الريح و أذرته تذروه و تذريه إذا أطارته و منه حديث علي ع يذروا الرواية ذرو الريح الهشيم أي يسرد الرواية كما تنسف الريح هشيم النبت تبكي منه المواريث و تصرخ منه الدماء الظاهر أنهما على المجاز و يحتمل حذف المضاف أي أهل المواريث و أهل الدماء لا يسلم بإصدار ما عليه ورد أي لا يسلم عن الخطإ في إرجاع ما عليه ورد من المسائل أي في جوابها و في الكتابين لا ملي‏ء و الله بإصدار ما عليه ورد أي لا يستحق ذلك و لا يقوى عليه قال الجزري الملي‏ء بالهمز الثقة الغني و قد ملؤ فهو ملي‏ء بين الملاءة بالمد و قد أولع الناس بترك الهمزة و تشديد الياء و منه حديث علي ع لا ملي‏ء و الله بإصدار ما ورد عليه و لا يندم على ما منه فرط أي لا يندم على ما قصر فيه و في الكافي و لا هو أهل لما منه فرط بالتخفيف أي سبق على الناس و تقدم عليهم بسببه من ادعاء العلم و ليست هذه الفقرة أصلا في نهج البلاغة و قال ابن أبي الحديد في كتاب ابن قتيبة و لا أهل لما فرط به أي ليس بمستحق للمدح الذي مدح به. ثم اعلم أنه على نسخة المنقول عنه جميع تلك الأوصاف لصنف واحد من الناس و على ما في الكتابين من زيادة و رجل عند قوله قمش جهلا فالفرق بين الرجلين إما بأن يكون المراد بالأول الضال في أصول العقائد كالمشبهة و المجبرة و الثاني هو المتفقه في فروع الشرعيات و ليس بأهل لذلك أو بأن يكون المراد بالأول من نصب نفسه  لسائر مناصب الإفادة دون منصب القضاء و بالثاني من نصب نفسه له. فأين يتاه بكم من التيه بمعنى التحير و الضلال أي أين يذهب الشيطان أو الناس بكم متحيرين بل أين تذهبون إضراب عما يفهم سابقا من أن الداعي لهم على ذلك غيرهم و أنهم مجبورون على ذلك أي بل أنتم باختياركم تذهبون عن الحق إلى الباطل يا من نسخ من أصلاب أصحاب السفينة النسخ الإزالة و التغيير أي كنتم في أصلاب من ركب سفينة نوح فأنزلتم عن تلك الأصلاب فاعتبروا بحال أجدادكم و تفكروا في كيفية نجاتهم فإن مثل أهل البيت كمثل سفينة نوح و تي و ذي للإشارة إلى المؤنث قسما حقا أي أقسم قسما حقا و ما أنا من المتكلفين أي المتصنعين بما لست من أهله و لست ممن يدعي الباطل و يقول الشي‏ء من غير حقيقة إني تارك فيكم الثقلين قال الجزري فيه إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي سماهما ثقلين لأن الأخذ بهما و العمل بهما ثقيل و يقال لكل خطير نفيس ثقيل فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما و تفخيما لشأنهما ما إن تمسكتم بهما بدل من الثقلين و إنهما لن يفترقا يدل على أن لفظ القرآن و معناه عندهم ع إلا هذا أي سبيل الحق الذي أريتكموه عَذْبٌ فُراتٌ أي شديد العذوبة وَ هذا أي سبيل الباطل الذي حذرتكموه مِلْحٌ أُجاجٌ أي مالح شديد الملوحة و المرارة

 60-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سعد عن أبي جعفر ع قال سألته عن هذه الآية لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها فقال آل محمد ص أبواب الله و سبيله و الدعاة إلى الجنة و القادة إليها و الأدلاء عليها إلى يوم القيامة

 61-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع في قوله لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ الآية قال يعني أن يأتي الأمر من وجهها من أي الأمور كان

   -62  قال و روى سعيد بن منخل في حديث له رفعه قال البيوت الأئمة ع و الأبواب أبوابها

 63-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها قال ائتوا الأمور من وجهها

 64-  غو، ]غوالي اللئالي[ قال النبي ص خذوا العلم من أفواه الرجال

 65-  و قال ص و إياكم و أهل الدفاتر و لا يغرنكم الصحفيون

 66-  و قال ص الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها

 67-  ني، ]الغيبة للنعماني[ روي عن أبي عبد الله ع أنه قال من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه و من دخل فيه بالكتاب و السنة زالت الجبال قبل أن يزول

 68-  ني، ]الغيبة للنعماني[ سلام بن محمد عن أحمد بن داود عن علي بن الحسين بن بابويه عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن المفضل بن زرارة عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع من دان الله بغير سماع من عالم صادق ألزمه الله التيه إلى الفناء و من ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك و ذلك الباب هو الأمين المأمون على سر الله المكنون

 ني، ]الغيبة للنعماني[ الكليني عن بعض رجاله عن عبد العظيم الحسني عن مالك بن عامر عن المفضل مثله