باب 15- ذم علماء السوء و لزوم التحرز عنهم

الآيات الأعراف وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ  فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا المؤمن فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ حمعسق وَ ما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ الجمعة مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ

 1-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبيه ع أن عليا ع قال إياكم و الجهال من المتعبدين و الفجار من العلماء فإنهم فتنة كل مفتون

 2-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ع عن النبي ص أنه قال في كلام له العلماء رجلان رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج و عالم تارك لعلمه فهذا هالك و إن أهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه و إن أشد أهل النار ندامة و حسرة رجل دعا عبدا إلى الله عز و جل فاستجاب له و قبل منه و أطاع الله عز و جل فأدخله الله الجنة و أدخل الداعي النار بتركه علمه و اتباعه الهوى ثم قال أمير المؤمنين ع ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خصلتان اتباع الهوى و طول الأمل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق و طول الأمل ينسي الآخرة

 3-  ل، ]الخصال[ الفامي عن ابن بطة عن البرقي عن أبيه بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين ع أنه قال قطع ظهري رجلان من الدنيا رجل عليم اللسان فاسق و رجل جاهل القلب ناسك هذا يصد بلسانه عن فسقه و هذا بنسكه عن جهله فاتقوا الفاسق من العلماء و الجاهل من المتعبدين أولئك فتنة كل مفتون فإني سمعت رسول الله ص يقول يا علي هلاك أمتي على يدي كل منافق عليم اللسان

 بيان قوله ع هذا يصد بلسانه عن فسقه أي يمنع الناس عن أن يعلموا  فسقه بما يصور لهم بلسانه و يشبه عليهم ببيانه فيعدون فسقه عبادة أو أنهم لا يعبئون بفسقه بما يسمعون من حسن بيانه و الاحتمالان جاريان في الفقرة الثانية

 4-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع الفتن ثلاث حب النساء و هو سيف الشيطان و شرب الخمر و هو فخ الشيطان و حب الدينار و الدرهم و هو سهم الشيطان فمن أحب النساء لم ينتفع بعيشه و من أحب الأشربة حرمت عليه الجنة و من أحب الدينار و الدرهم فهو عبد الدنيا

 5-  و قال قال عيسى ابن مريم ع الدينار داء الدين و العالم طبيب الدين فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه و اعلموا أنه غير ناصح لغيره

 6-  ل، ]الخصال[ أبي عن الحميري عن هارون عن ابن زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع أن عليا ع قال إن في جهنم رحى تطحن أ فلا تسألوني ما طحنها فقيل له و ما طحنها يا أمير المؤمنين قال العلماء الفجرة و القراء الفسقة و الجبابرة الظلمة و الوزراء الخونة و العرفاء الكذبة و إن في النار لمدينة يقال لها الحصينة أ فلا تسألوني ما فيها فقيل و ما فيها يا أمير المؤمنين فقال فيها أيدي الناكثين

 ثو، ]ثواب الأعمال[ ماجيلويه عن عمه عن هارون مثله بيان قال الجزري العرفاء جمع عريف و هو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم و يتعرف الأمير منه أحوالهم فعيل بمعنى فاعل و النكث نقض العهد و البيعة

 7-  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن القاشاني عن الأصفهاني عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال إذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتهموه على دينكم فإن كل محب يحوط ما أحب

 8-  و قال أوحى الله عز و جل إلى داود ع لا تجعل بيني و بينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم

   -9  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن أبي محمد الخطاب عن ابن محبوب عن حماد بن عثمان عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ قال هل رأيت شاعرا يتبعه أحد إنما هم قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا و أضلوا

 بيان التعبير عنهم بالشعراء لأنهم كالشعراء مبني أحكامهم و آرائهم على الخيالات الباطلة

 10-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن أسلم الجبلي بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين ع قال إن الله عز و جل يعذب ستة بست العرب بالعصبية و الدهاقنة بالكبر و الأمراء بالجور و الفقهاء بالحسد و التجار بالخيانة و أهل الرستاق بالجهل

 بيان الدهاقنة جمع الدهقان و هو معرب دهبان أي رئيس القرية

 11-  ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن محمد العطار عن محمد بن أحمد عن الخشاب عن ابن مهران و ابن أسباط فيما أعلم عن بعض رجالهما قال قال أبو عبد الله ع إن من العلماء من يحب أن يخزن علمه و لا يؤخذ عنه فذلك في الدرك الأول من النار و من العلماء من إذا وعظ أنف و إذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار و من العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة و الشرف و لا يرى له في المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث من النار و من العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة و السلاطين فإن رد عليه شي‏ء من قوله أو قصر في شي‏ء من أمره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار و من العلماء من يطلب أحاديث اليهود و النصارى ليغزر به علمه و يكثر به حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار و من العلماء من يضع نفسه للفتيا و يقول سلوني و لعله لا  يصيب حرفا واحدا و الله لا يحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار و من العلماء من يتخذ علمه مروءة و عقلا فذاك في الدرك السابع من النار

 بيان قوله ع من إذا وعظ على المجهول أنف أي استكبر عن قبول الوعظ و إذا وعظ على المعلوم عنف أي جاوز الحد و العنف ضد الرفق. قوله ع أو قصر على المجهول من باب التفعيل أي إن وقع التقصير من أحد في شي‏ء من أمره كإكرامه و الإحسان إليه غضب قوله ع ليغزر أي يكثر قوله ع يتخذ علمه مروة و عقلا أي يطلب العلم و يبذله ليعده الناس من أهل المروة و العقل

 12-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسين عن أبيه عن الصفار عن القاشاني عن الأصفهاني عن المنقري عن حفص قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع يقول قال عيسى ابن مريم لأصحابه تعلمون للدنيا و أنتم ترزقون فيها بغير عمل و لا تعملون للآخرة و لا ترزقون فيها إلا بالعمل ويلكم علماء السوء الأجرة تأخذون و العمل لا تصنعون يوشك رب العمل أن يطلب عمله و توشكوا أن تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته و هو مقبل على دنياه و ما يضره أشهى إليه مما ينفعه

 13-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إذا ظهر العلم و احترز العمل و ائتلفت الألسن و اختلفت القلوب و تقاطعت الأرحام هنالك لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ

 14-  ثو، ]ثواب الأعمال[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه و لا من الإسلام إلا اسمه يسمون به و هم أبعد الناس منه مساجدهم عامرة و هي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة و إليهم تعود

 بيان لعل المراد عود ضررها إليهم في الدنيا و الآخرة أو أنهم مراجع لها  يؤونها و ينصرونها

 15-  غو، ]غوالي اللئالي[ روي عن النبي ص أنه قال الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا قيل يا رسول الله و ما دخولهم في الدنيا قال اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم

 16-  ختص، ]الإختصاص[ قال رسول الله ص من تعلم علما ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو يصرف به الناس إلى نفسه يقول أنا رئيسكم فليتبوأ مقعده من النار إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها فمن دعا الناس إلى نفسه و فيهم من هو أعلم منه لم ينظر الله إليه يوم القيامة

 17-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع رب عالم قد قتله جهله و علمه معه لا ينفعه

 بيان قيل أراد العلماء بما لا نفع فيه من العلوم كالسحر و النيرنجات و غير ذلك و يحتمل أن يراد بالجهل الأهواء الباطلة و الشهوات الفاسدة فإنها ربما غلبت العقل و العلم

 18-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع أشد الناس بلاء و أعظمهم عناء من بلي بلسان مطلق و قلب مطبق فهو لا يحمد إن سكت و لا يحسن إن نطق

 19-  و قال رسول الله ص إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا

 20-  منية المريد، عن النبي ص قال إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا و لا مشركا فأما المؤمن فيحجزه إيمانه و أما المشرك فيقمعه كفره و لكن أتخوف عليكم منافقا عليم اللسان يقول ما تعرفون و يعمل ما تنكرون

 21-  و قال ص إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان

 22-  و قال ص ألا إن شر الشر شرار العلماء و إن خير الخير خيار العلماء

 23-  و قال ص من قال أنا عالم فهو جاهل

   -24  و قال ص يظهر الدين حتى يجاوز البحار و يخاض البحار في سبيل الله ثم يأتي من بعدكم أقوام يقرءون القرآن يقولون قرأنا القرآن من أقرأ منا و من أفقه منا و من أعلم منا ثم التفت إلى أصحابه فقال هل في أولئك من خير قالوا لا قال أولئك منكم من هذه الآية وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ

 25-  و قال أمير المؤمنين ع قصم ظهري عالم متهتك و جاهل متنسك فالجاهل يغش الناس بتنسكه و العالم يغرهم بتهتكه