باب 16- النهي عن القول بغير علم و الإفتاء بالرأي و بيان شرائطه

الآيات البقرة فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ و قال تعالى أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ آل عمران وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَ ما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ يَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ و قال تعالى فَمَنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ النساء انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ كَفى بِهِ إِثْماً مُبِيناً المائدة وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ و قال وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ و قال وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ و قال تعالى وَ لكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ الأنعام وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ و قال تعالى افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ و قال تعالى قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ حَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِراءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ  الأعراف قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ إلى قوله وَ أَنْتَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ و قال تعالى وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ و قال تعالى أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ يونس فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ و قال تعالى قُلْ أَ رَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَ حَلالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَ ما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ و قال أَ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ هود وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَ يَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ النحل إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ و قال تعالى وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتاعٌ قَلِيلٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ الكهف فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً طه قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى النور وَ تَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ العنكبوت وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ و قال تعالى وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ لقمان وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ الزمر فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ و قال تعالى وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ  الجاثية وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ الأحقاف أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً الصف وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ هُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ الحاقة وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ الجن وَ أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً

 1-  كتاب عاصم بن حميد، عن خالد بن راشد عن مولى لعبيدة السلماني قال خطبنا أمير المؤمنين ع على منبر له من لبن فحمد الله و أثنى عليه ثم قال يا أيها الناس اتقوا الله و لا تفتوا الناس بما لا تعلمون إن رسول الله ص قال قولا آل منه إلى غيره و قال قولا وضع على غير موضعه و كذب عليه فقام إليه علقمة و عبيدة السلماني فقالا يا أمير المؤمنين فما نصنع بما قد خبرنا في هذا الصحف عن أصحاب محمد ص قال سلا عن ذلك علماء آل محمد ص كأنه يعني نفسه

 2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن مسرور عن ابن عامر عن معلى عن ابن أسباط عن جعفر بن سماعة عن غير واحد عن زرارة بن أعين قال سألت أبا جعفر الباقر ع ما حق الله على العباد قال أن يقولوا ما يعلمون و يقفوا عند ما لا يعلمون

 3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يونس بن يعقوب عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله عن أبي عبد الله الصادق ع قال إن الله تبارك و تعالى عير عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا و لا يردوا ما لم يعلموا قال الله عز و جل أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ و قال بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ

 شي، ]تفسير العياشي[ عن إسحاق بن عبد العزيز مثله شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي السفاتج مثله  بيان قوله ع أن لا يقولوا أي لئلا يقولوا

 4-  ب، ]قرب الإسناد[ أبو البختري عن جعفر عن أبيه ع أن عليا ع قال لرجل و هو يوصيه خذ مني خمسا لا يرجون أحدكم إلا بربه و لا يخاف إلا ذنبه و لا يستحي أن يتعلم ما لم يعلم و لا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم و اعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد

 كتاب المثنى بن الوليد، عن ميمون بن حمران عنه ع مثله

 5-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن ابن عميرة عن مفضل بن يزيد قال قال أبو عبد الله ع أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال أن تدين الله بالباطل و تفتي الناس بما لا تعلم

 بيان أن تدين الله أي تعبد الله بالباطل أي بدين باطل أو بعمل بدعة

 6-  ل، ]الخصال[ أبي عن علي عن أبيه عن اليقطيني عن يونس عن ابن الحجاج قال قال لي أبو عبد الله ع إياك و خصلتين فيهما هلك من هلك إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم

 7-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن الواسطي يرفعه إلى زرارة عن أبي عبد الله ع قال إن من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحق و إن ضرك على الباطل و إن نفعك و أن لا يجوز منطقك علمك

 سن، ]المحاسن[ أحمد عن الواسطي مثله

 8-  ل، ]الخصال[ أبو منصور أحمد بن إبراهيم عن زيد بن محمد البغدادي عن أبي القاسم عبد الله بن أحمد الطائي عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه ع قال قال علي ع خمس لو رحلتم فيهن ما قدرتم على مثلهن لا يخاف عبد إلا ذنبه و لا يرجو إلا ربه عز و جل و لا يستحيي الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم و لا يستحيي أحد إذا لم يعلم أن يتعلم و الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا إيمان لمن لا صبر له

 9-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا ع مثله إلا أن فيه و لا يستحيي الجاهل  إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم و لا يستحيي أحدكم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه عن آبائه ع مثله بيان قوله لو رحلتم فيهن لعل فيه مضافا محذوفا أي سافرتم في طلب مثلهن أو في استعلام قدرهن

 10-  ل، ]الخصال[ الحسن بن محمد السكوني بالكوفة عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن سعيد بن عمرو الأشعثي عن سفيان بن عيينة عن الشعبي قال قال علي ع خذوا عني كلمات لو ركبتم المطي فأنضيتموها لم تصيبوا مثلهن ألا يرجو أحد إلا ربه و لا يخاف إلا ذنبه و لا يستحيي إذا لم يعلم أن يتعلم و لا يستحيي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم و اعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا خير في جسد لا رأس له

 نهج، ]نهج البلاغة[ عنه ع مثله بيان المطي على فعيل و المطايا هما جمعان للمطية و هي الدابة تسرع في سيرها و قال الجزري فيه إن المؤمن لينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره أي يهزله و يجعله نضوا و النضو دابة هزلتها الأسفار و منه حديث علي ع كلمات لو رحمتم فيهن المطي لأنضيتموهن

 11-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ أبي عن الحسن بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا ع في خبر طويل قال يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا و شمالا فالزم طريقتنا فإنه من لزمنا لزمناه و من فارقنا فارقناه إن أدنى ما يخرج الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك و يبرأ ممن خالفه يا ابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا و الآخرة

 بيان المراد ابتداع دين أو رأي أو عبادة و الإصرار عليها حتى هذا الأمر المخالف للواقع الذي لا يترتب عليه فساد و الحاصل أن الغرض التعميم في كل أمر يخالف الواقع فإن التدين به يخرج الرجل عن الإيمان المأخوذ فيه ترك الكبائر كما هو مصطلح الأخبار و سيأتي تحقيقها

 12-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال  قال رسول الله ص من أفتى الناس بغير علم لعنه ملائكة السماوات و الأرض

 سن، ]المحاسن[ أبي عن فضالة عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال قال رسول الله ص مثله سن، ]المحاسن[ محمد بن عيسى عن جعفر بن محمد بن أبي الصباح عن إبراهيم بن أبي السماك عن موسى بن بكر عن أبي الحسن ع مثله سن، ]المحاسن[ الجاموراني عن ابن البطائني عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع مثله صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع مثله

 13-  ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن عبد العظيم الحسني عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه ع قال قال علي بن الحسين ع ليس لك أن تقعد مع من شئت لأن الله تبارك و تعالى يقول وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ و ليس لك أن تتكلم بما شئت لأن الله عز و جل قال وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ و لأن رسول الله ص قال رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو صمت فسلم و ليس لك أن تسمع ما شئت لأن الله عز و جل يقول إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا

 بيان الخطاب في الآية الأولى إما خطاب عام أو المخاطب به ظاهرا الرسول و المراد به الأمة قوله تعالى وَ لا تَقْفُ أي و لا تتبع قوله تعالى كُلُّ أُولئِكَ أي كل هذه الأعضاء و أجراها مجرى العقلاء لما كانت مسئولة عن أحوالها شاهدة على صاحبها

 14-  مع، ]معاني الأخبار[ العجلي عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول  عن أبيه عن محمد بن سنان عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من استأكل بعلمه افتقر فقلت له جعلت فداك إن في شيعتك و مواليك قوما يتحملون علومكم و يبثونها في شيعتكم فلا يعدمون على ذلك منهم البر و الصلة و الإكرام فقال ع ليس أولئك بمستأكلين إنما المستأكل بعلمه الذي يفتي بغير علم و لا هدى من الله عز و جل ليبطل به الحقوق طمعا في حطام الدنيا

 15-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هشام عن ابن أبي عمير عن حمزة بن حمران قال قال أبو عبد الله ع إن من أجاب في كل ما يسأل عنه لمجنون

 16-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن محمد بن يحيى عن سهل عن جعفر الكوفي عن الدهقان عن درست عن ابن عبد الحميد عن أبي إبراهيم ع قال قال رسول الله ص اتقوا تكذيب الله قيل يا رسول الله و كيف ذاك قال يقول أحدكم قال الله فيقول الله عز و جل كذبت لم أقله و يقول لم يقل الله فيقول عز و جل كذبت قد قلته

 17-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال الكذب على الله عز و جل و على رسوله و على الأوصياء عليهم الصلاة و السلام من الكبائر

 و قال رسول الله ص من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار

 سن، ]المحاسن[ محمد بن علي و علي بن عبد الله عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي مثله

 18-  كش، ]رجال الكشي[ سعد عن اليقطيني عن أخيه جعفر بن عيسى و علي بن إسماعيل عن الرضا ع قال و الله ما أحد يكذب علينا إلا و يذيقه الله حر الحديد

 19-  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي عبيدة عن أبي سخيلة قال سمعت عليا ع على منبر الكوفة يقول أيها الناس ثلاث لا دين لهم لا دين لمن دان بجحود آية من كتاب الله و لا دين لمن دان بفرية باطل على الله و لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله تبارك و تعالى ثم قال أيها الناس لا خير في دين لا تفقه فيه  و لا خير في دنيا لا تدبر فيها و لا خير في نسك لا ورع فيه

 20-  سن، ]المحاسن[ علي بن حسان الواسطي و البزنطي عن درست عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله ع ما حق الله على خلقه قال حق الله على خلقه أن يقولوا ما يعلمون و يكفوا عما لا يعلمون فإذا فعلوا ذلك فقد و الله أدوا إليه حقه

 21-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن المغيرة عن ابن الحجاج عن أبي عبد الله ع قال إياك و خصلتين مهلكتين أن تفتي الناس برأيك أو تقول ما لا تعلم

 22-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن ثعلبة عن ابن الحجاج قال سألت أبا عبد الله ع عن مجالسة أصحاب الرأي فقال جالسهم و إياك و خصلتين هلك فيهما الرجال أن تدين بشي‏ء من رأيك أو تفتي الناس بغير علم

 بيان أن تدين أي تعتقد أو تعبد الله

 23-  سن، ]المحاسن[ ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال من أفتى الناس بغير علم و لا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب و لحقه وزر من عمل بفتياه

 بيان بغير علم أي من الله بغير واسطة بشر كما للنبي و بعض علوم الأئمة ع و الهدى كسائر علومهم و علوم سائر الناس و يحتمل أن يكون المراد بالهدى الظنون المعتبرة شرعا و يحتمل التأكيد و الفتيا بالضم الفتوى

 24-  سن، ]المحاسن[ أبي عن يونس عن داود بن فرقد عمن حدثه عن عبد الله بن شبرمة قال ما أذكر حديثا سمعته من جعفر بن محمد ع إلا كاد يتصدع قلبي قال قال أبي عن جدي عن رسول الله ص قال ابن شبرمة و أقسم بالله ما كذب أبوه على جده و لا كذب جده على رسول الله فقال قال رسول الله ص من عمل بالمقاييس فقد هلك و  أهلك و من أفتى الناس و هو لا يعلم الناسخ من المنسوخ و المحكم من المتشابه فقد هلك و أهلك

 25-  سن، ]المحاسن[ الوشاء عن أبان الأحمر عن زياد بن أبي رجاء عن أبي جعفر ع قال ما علمتم فقولوا و ما لم تعلموا فقولوا الله أعلم إن الرجل لينتزع بالآية من القرآن يخر فيها أبعد من السماء

 بيان في الكافي لينزع الآية من القرآن و الخرور السقوط من علو إلى سفل أي يبعد من رحمة الله بأبعد مما بين السماء و الأرض أو يتضرر في آخرته بأكثر مما يتضرر الساقط من هذا البعد في دنياه أو يبعد عن مراد الله فيها بأكثر من ذلك البعد من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس

 26-  سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد بن عيسى عن حريز عن الهيثم عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال إذا سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل لا أدري و لا يقل الله أعلم فيوقع في قلب صاحبه شكا و إذا قال المسئول لا أدري فلا يتهمه السائل

 27-  سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد بن عيسى عن ربعي عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال للعالم إذا سئل عن شي‏ء و هو لا يعلمه أن يقول الله أعلم و ليس لغير العالم أن يقول ذلك

 بيان لا ينافي الخبر السابق لأن الظاهر أن الخبر السابق مخصوص بغير العالم على أنه يمكن أن يخص ذلك بمن يتهمه السائل بالضنة عن الجواب إذا قال الله أعلم

 28-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن المغيرة عن فضيل بن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال إذا سئلت عما لا تعلم فقل لا أدري فإن لا أدري خير من الفتيا

 29-  سن، ]المحاسن[ جعفر بن محمد عن عبيد الله الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال قال علي ع في كلام له لا يستحيي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا علم لي به

   -30  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة عن رجل لم يسمه أنه سأل أبا عبد الله ع رجلان تدارءا في شي‏ء فقال أحدهما أشهد أن هذا كذا و كذا برأيه فوافق الحق و كف الآخر فقال القول قول العلماء فقال هذا أفضل الرجلين أو قال أورعهما

 بيان قال الجوهري تدارءوا تدافعوا في الخصومة

 31-  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا لم يجحدوا و لم يكفروا

 32-  سن، ]المحاسن[ أبي عمن حدثه رفعه إلى أبي عبد الله ع قال إنه لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه و التثبت فيه و الرد إلى أئمة المسلمين حتى يعرفوكم فيه الحق و يحملوكم فيه على القصد قال الله عز و جل فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ

 33-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن ابن بكير عن حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي عبد الله ع بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعا منها قال له كف قال أبو عبد الله ع اكتب فأملى عليه إنه لا ينفعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه و التثبت فيه و رده إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد

 بيان الأمر بالكف و السكوت إما لأن من عرض الخطبة فسر هذا الموضع برأيه و أخطأ أو لأنه كان في هذا الموضع غموض و لم يتثبت عنده و لم يطلب تفسيره أو لأنه ع أراد إنشاء ذلك فاستعجل لشدة الاهتمام

 34-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع لا تحل الفتيا لمن لا يستفتي من الله عز و جل بصفاء سره و إخلاص عمله و علانيته و برهان من ربه في كل حال لأن من أفتى فقد حكم و الحكم لا يصح إلا بإذن من الله و برهانه و من حكم بالخبر بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله مأثوم بحكمه قال النبي ص أجرؤكم بالفتيا أجرؤكم على الله عز و جل أ و لا يعلم المفتي أنه هو الذي يدخل بين الله تعالى و بين عباده و هو الحاجز بين الجنة و النار

   قال سفيان بن عيينة ينتفع بعلمي غيري و أنا قد حرمت نفسي نفعها و لا تحل الفتيا في الحلال و الحرام بين الخلق إلا لمن كان أتبع الخلق من أهل زمانه و ناحيته و بلده بالنبي ص

 قال أمير المؤمنين ع لقاض هل تعرف الناسخ من المنسوخ قال لا قال فهل أشرفت على مراد الله عز و جل في أمثال القرآن قال لا قال إذا هلكت و أهلكت و المفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن و حقائق السنن و بواطن الإشارات و الآداب و الإجماع و الاختلاف و الاطلاع على أصول ما أجمعوا عليه و ما اختلفوا فيه ثم حسن الاختيار ثم العمل الصالح ثم الحكمة ثم التقوى ثم حينئذ إن قدر

 بيان قوله و من حكم بالخبر بلا معاينة أي بلا علم بمعنى الخبر و وجه صدوره و كيفية الجمع بينه و بين غيره

 35-  غو، ]غوالي اللئالي[ قال النبي ص من أفتى الناس بغير علم كان ما يفسده من الدين أكثر مما يصلحه

 36-  و قال ص من عمل بالمقاييس فقد هلك و أهلك و من أفتى الناس و هو لا يعلم الناسخ من المنسوخ و المحكم من المتشابه فقد هلك و أهلك

 37-  جا، ]المجالس للمفيد[ الجعابي عن عبد الله بن إسحاق عن إسحاق بن إبراهيم البغوي عن أبي قطر عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله ص إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه بين الناس و لكن يقبض العلم بقبض العلماء و إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسألوهم فقالوا بغير علم فضلوا و أضلوا

 38-  جا، ]المجالس للمفيد[ أبو غالب الزراري عن عمه علي بن سليمان عن الطيالسي عن العلاء عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله و لا دين لمن  دان بفرية باطل على الله و لا دين لمن دان بجحود شي‏ء من آيات الله

 39-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و إبراهيم ابنا نصير عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن حسين بن معاذ عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي عن أبي عبد الله ع قال قال لي بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس قال قلت نعم و قد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج إني أقعد في الجامع فيجي‏ء الرجل فيسألني عن الشي‏ء فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يقولون و يجي‏ء الرجل أعرفه بحبكم أو بمودتكم فأخبره بما جاء عنكم و يجي‏ء الرجل لا أعرفه و لا أدري من هو فأقول جاء عن فلان كذا و جاء عن فلان كذا فأدخل قولكم فيما بين ذلك قال فقال لي اصنع كذا فإني أصنع كذا

 40-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء و ملائكة الأرض

 41-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع من ترك قول لا أدري أصيبت مقاتله

 بيان أي من أجاب عن كل سؤال هلك و في بعض النسخ أصبيت كلمته بتقديم الموحدة أي أميلت كلمته في الجواب إلى الجهل

 42-  نهج، ]نهج البلاغة[ لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كل ما تعلم فإن الله سبحانه قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة

 43-  و قال ع علامة الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك و أن لا يكون في حديثك فضل عن علمك و أن تتقي الله في حديث غيرك

 بيان لعل الضرر محمول على ما لا يبلغ حدا يجب فيه التقية و حديث الغير يحتمل الرواية و الغيبة و أشباههما أو المراد عدم مبادرة كلام الغير بالرد و إنكاره مع العلم بحقيته حسدا و مراء

 44-  نهج، ]نهج البلاغة[ في وصيته للحسن ع لا تقل ما لا تعلم و إن قل ما تعلم

 45-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف

   -46  منية المريد، عن النبي ص قال المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور

 بيان قال في النهاية فيه المتشبع بما لا يملك كلابس ثوبي زور أي المتكثر بأكثر مما عنده و يتجمل بذلك كالذي يرى أنه شبعان و ليس كذلك و من فعله فإنما يسخر من نفسه و هو من أفعال ذوي الزور بل هو في نفسه زور أي كذب

 47-  منية المريد، عن النبي ص قال من أفتى بفتيا من غير تثبت و في لفظ بغير علم فإنما إثمه على من أفتاه

 48-  و قال ص أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار

 49-  و قال ص أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي أو رجل يضل الناس بغير علم أو مصور يصور التماثيل

 50-  و روي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر أحد فقهاء المدينة المتفق على  علمه و فقهه بين المسلمين أنه سئل عن شي‏ء فقال لا أحسنه فقال السائل إني جئت إليك لا أعرف غيرك فقال القاسم لا تنظر إلى طول لحيتي و كثرة الناس حولي و الله ما أحسنه فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه يا ابن أخي الزمه فقال فو الله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم فقال القاسم و الله لأن يقطع لساني أحب إلي أن أتكلم بما لا علم لي به