باب 17- ما جاء في تجويز المجادلة و المخاصمة في الدين و النهي عن المراء

الآيات آل عمران ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ الأعراف أَ تُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ الأنفال يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ النحل وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الكهف فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَ لا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً و قال تعالى وَ كانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْ‏ءٍ جَدَلًا و قال تعالى وَ يُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَ اتَّخَذُوا آياتِي وَ ما أُنْذِرُوا هُزُواً مريم وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا الحج وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ و قال تعالى وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَ نُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ و قال تعالى وَ إِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ الفرقان فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَ جاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً النمل قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ العنكبوت وَ لا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ  المؤمن ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا و قال سبحانه وَ جادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ و قال تعالى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا و قال سبحانه إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ و قال تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ حمعسق وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ عَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ و قال تعالى أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ و قال تعالى وَ يَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ الزخرف ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ

 1-  ج، ]الإحتجاج[ روي عن النبي ص أنه قال نحن المجادلون في دين الله

 2-  ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد عن أبي محمد العسكري ع قال ذكر عند الصادق ع الجدال في الدين و إن رسول الله ص و الأئمة المعصومين عليهم السلام قد نهوا عنه فقال الصادق ع لم ينه عنه مطلقا لكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن أ ما تسمعون الله يقول وَ لا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ و قوله تعالى ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين و الجدال بغير التي هي أحسن محرم و حرمه الله تعالى على شيعتنا و كيف يحرم الله الجدال جملة و هو يقول وَ قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى قال الله تعالى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فجعل علم الصدق و الإيمان بالبرهان و هل يؤتى بالبرهان إلا في الجدال بالتي هي أحسن قيل يا ابن رسول الله فما الجدال بالتي هي أحسن و التي ليست بأحسن قال أما الجدال بغير التي هي أحسن أن تجادل مبطلا فيورد عليك باطلا فلا ترده بحجة قد نصبها الله تعالى و لكن تجحد قوله أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به باطله فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه حجة لأنك لا تدري كيف المخلص منه فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم و على المبطلين  أما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلته و ضعف في يده حجة له على باطله و أما الضعفاء منكم فتغم قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل و أما الجدال التي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه أن يجادل به من جحد البعث بعد الموت و إحياءه له فقال الله حاكيا عنه وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ فقال الله في الرد عليه قُلْ يا محمد يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ فأراد الله من نبيه أن يجادل المبطل الذي قال كيف يجوز أن يبعث هذه العظام و هي رميم فقال الله تعالى قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ أ فيعجز من ابتدأ به لا من شي‏ء أن يعيده بعد أن يبلى بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته ثم قال الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً أي إذا كمن النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب يستخرجها فعرفكم أنه على إعادة ما بلي أقدر ثم قال أَ وَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ أي إذا كان خلق السماوات و الأرض أعظم و أبعد في أوهامكم و قدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي فكيف جوزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم و الأصعب لديكم و لم تجوزوا منه ما هو أسهل عندكم من إعادة البالي قال الصادق ع فهذا الجدال بالتي هي أحسن لأن فيها قطع عذر الكافرين و إزالة شبههم و أما الجدال بغير التي هي أحسن بأن تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه و بين باطل من تجادله و إنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم لأنك مثله جحد هو حقا و جحدت أنت حقا آخر

 م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ فقال فقام إليه رجل و قال يا ابن رسول الله أ فجادل رسول الله ص فقال الصادق مهما ظننت برسول الله ص من شي‏ء فلا تظن به مخالفة الله أ و ليس الله تعالى قال وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ و قال قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ لمن ضرب لله مثلا أ فتظن أن رسول الله ص خالف ما أمره الله به فلم يجادل بما أمره الله به و لم يخبر عن الله بما أمره أن يخبر به

 بيان الشجر الأخضر الذي ينقدح منه النار هو شجر المرخ و العفار نوعان من  الشجر في البادية يسحق المرخ على العفار و هما خضراوان يقطر منهما الماء فينقدح النار و يظهر من تفسيره ع أنه تظهر منه النار الكامنة فيه لا أنها تحصل من سحقهما بالاستحالة كما هو المشهور بين الحكماء و سيأتي تفصيل القول فيه في كتاب السماء و العالم قوله ع و قدركم محركة أي طاقتكم أو بسكون الدال أي قوتكم ذكرهما الفيروزآبادي

 3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ في رواية يونس بن ظبيان عن الصادق ع فيما روي عن النبي ص من جوامع كلماته أنه قال أورع الناس من ترك المراء و إن كان محقا

 بيان المراء الجدال و يظهر من الأخبار أن المذموم منه هو ما كان الغرض فيه الغلبة و إظهار الكمال و الفخر أو التعصب و ترويج الباطل و أما ما كان لإظهار الحق و رفع الباطل و دفع الشبه عن الدين و إرشاد المضلين فهو من أعظم أركان الدين لكن التميز بينهما في غاية الصعوبة و الإشكال و كثيرا ما يشتبه أحدهما بالآخر في بادي النظر و للنفس فيه تسويلات خفية لا يمكن التخلص منها إلا بفضله تعالى

 4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن النهدي عن ابن محبوب عن الخزاز عن محمد بن مسلم قال سئل الصادق ع عن الخمر فقال قال رسول الله ص إن أول ما نهاني عنه ربي عز و جل عن عبادة الأوثان و شرب الخمر و ملاحاة الرجال الخبر

 بيان قال الجزري فيه نهيت عن ملاحاة الرجال أي مقاولتهم و مخاصمتهم تقول لاحيته ملاحاة و لحاء إذا نازعته

 5-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن الحميري عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن الحذاء قال قال أبو جعفر ع يا زياد إياك و الخصومات فإنها تورث الشك و تحبط العمل و تردي صاحبها و عسى أن يتكلم الرجل بالشي‏ء لا يغفر له الخبر

 بيان لعل المراد الخصومة فيما نهى عن التكلم فيه من التفكر في ذاته تعالى أو في كنه صفاته أو في مسألة القضاء و القدر و الجبر و الاختيار و أمثالها كما يومي إليه آخر الكلام

   -6  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عنبسة العابد عن أبي عبد الله الصادق ع قال إياكم و الخصومة في الدين فإنها تشغل القلب عن ذكر الله عز و جل و تورث النفاق و تكسب الضغائن و تستجير الكذب

 إيضاح الضغائن جمع الضغينة و هي الحقد و العداوة و البغضاء قوله تستجير في بعض النسخ بالزاي المعجمة أي يضطر في المجادلة إلى الكذب و قول الباطل فيظنه جائزا للضرورة بزعمه و في بعضها بالمهملة أي يطلب الإجارة و الأمان من الكذب و يلجأ إليه للتخلص من غلبة الخصم

 7-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن ابن هاشم عن الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان عن الصادق ع قال من لاحى الرجال ذهبت مروءته الخبر

 8-  ل، ]الخصال[ الخليل بن أحمد عن أبي العباس السراج عن قتيبة عن قرعة عن إسماعيل بن أسيد عن جبلة الإفريقي أن رسول الله ص قال أنا زعيم ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا و لمن ترك الكذب و إن كان هازلا و لمن حسن خلقه

 بيان الزعيم الكفيل و الضامن و ربض الجنة أي سافلها و ما قرب من بابها و سورها قال في النهاية فيه أنا زعيم ببيت في ربض الجنة هو بفتح الباء ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن و تحت القلاع انتهى و الهزل نقيض الجد

 9-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة من أنفق و لم يخف فقرا و أنصف الناس من نفسه و أفشى السلام في العالم و ترك المراء و إن كان محقا

 سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان مثله

 10-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الحميري عن هارون عن ابن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال رسول الله ص أربع يمتن القلوب الذنب على الذنب و كثرة مناقشة النساء يعني محادثتهن و مماراة الأحمق تقول و يقول و لا يرجع إلى  خير و مجالسة الموتى فقيل له يا رسول الله و ما الموتى قال كل غني مترف

 11-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن محبوب عن أبي ولاد عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين ع يقول إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعينه و قلة المراء و حلمه و صبره و حسن خلقه

 بيان أي سبب المعرفة

 12-  ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد معا عن محمد العطار و أحمد بن إدريس معا عن الأشعري قال حدثني بعض أصحابنا يعني جعفر بن محمد بن عبيد الله عن أبي يحيى الواسطي عمن ذكره أنه قال لأبي عبد الله ع أ ترى هذا الخلق كله من الناس فقال ألق منهم التارك للسواك و المتربع في موضع الضيق و الداخل فيما لا يعينه و المماري فيما لا علم له به و المتمرض من غير علة و المتشعث من غير مصيبة و المخالف على أصحابه في الحق و قد اتفقوا عليه و المفتخر يفتخر بآبائه و هو خلو من صالح أعمالهم فهو بمنزلة الخلنج يقشر لحا من لحا حتى يوصل إلى جوهريته و هو كما قال الله عز و جل إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا

 بيان الخلنج كسمند شجر فارسي معرب و كانوا ينحتون منه القصاع و الظاهر أنه شبه من يفتخر بآبائه مع كونه خاليا عن صالح أعمالهم بلحا شجر الخلنج فإن لحاه فاسد و لا ينفع اللحاء كون لبه صالحا لأن ينحت منه الأشياء بل إذا أرادوا ذلك قشروا لحاه و نبذوها و انتفعوا بلبه و أصله فكما لا ينفع صلاح اللب للقشر مع مجاورته له فكذا لا ينفع صلاح الآباء للمفتخر بهم مع كونه فاسدا ل، ]الخصال[ في الأربعمائة ما يناسب الباب

 13-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال لعن الله الذين يجادلون في دينه أولئك ملعونون على لسان نبيه ص

 14-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ في وصية أمير المؤمنين ع عند وفاته دع المماراة و مجاراة من لا عقل له و لا علم

   بيان المجاراة الجري مع الخصم في المناظرة

 15-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسن بن حمزة الحسني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن بزيع عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع أنه قال لأصحابه اسمعوا مني كلاما هو خير لكم من الدهم الموقفة لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه و ليدع كثيرا من الكلام فيما يعنيه حتى يجد له موضعا فرب متكلم في غير موضعه جنى على نفسه بكلامه و لا يمارين أحدكم سفيها و لا حليما فإنه من مارى حليما أقصاه و من مارى سفيها أرداه و اذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا به إذا غبتم عنه و اعملوا عمل من يعلم أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالإجرام

 إيضاح، الدهم بالضم جمع أدهم أي خير لكم من الخيول السود التي أوقفت و هيأت لكم و لحوائجكم أو بالفتح أي العدد الكثير من الناس أوقفت عندكم يطيعونكم فيما تأمرونهم و الأول أظهر قوله ع أقصاه أي أبعده عن نفسه أي هو موجب لقطع محبته و رفع الفتنة أو أبعده عن الحق قوله ع أرداه أي أهلكه بأن صار سببا لصدور السفاهة عنه فأهلكه أو صار سببا لرسوخه في باطله

 16-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد أبي قتادة عن أبي عبد الله ع قال وصية ورقة بن نوفل لخديجة بنت خويلد ع إذا دخل عليها يقول لها يا بنت أخي لا تماري جاهلا و لا  عالما فإنك متى ماريت جاهلا أذلك و متى ماريت عالما منعك علمه و إنما يسعد بالعلماء من أطاعهم الخبر

 17-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن محمد بن محمد بن معقل عن محمد بن الحسن بن بنت إلياس عن أبيه عن الرضا عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إياكم و مشارة الناس فإنها تظهر العرة و تدفن الغرة

 بيان الأولى بالعين المهملة و الثانية بالمعجمة و كلتاهما مضمومتان قال الجزري في المهملة فيه إياكم و مشارة الناس فإنها تظهر العرة العرة هي القذر و عذرة الناس فاستعير للمساوي و المثالب و قال في المعجمة و منه الحديث إياكم و مشارة الناس فإنها تدفن الغرة و تظهر العرة الغرة هاهنا الحسن و العمل الصالح شبهه بغرة الفرس و كل شي‏ء ترفع قيمته فهو غرة انتهى و في بعض النسخ و مشارة الناس و هي إيصال الشر إلى الغير لتحوجه إلى أن يوصله إليك و في بعضها و مشاجرة الناس أي منازعتهم

 18-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن الغفاري عن أبي جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إياكم و جدال كل مفتون فإن كل مفتون ملقن حجته إلى انقضاء مدته فإذا انقضت مدته أحرقته فتنته بالنار

 بيان أي يلقنه الشيطان حجته ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن سنان عن جعفر بن إبراهيم مثله

 19-  مع، ]معاني الأخبار[ في كلمات النبي ص برواية الثمالي عن الصادق ع أورع الناس من ترك المراء و إن كان محقا

 20-  أبي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال إن من التواضع أن يرضى الرجل بالمجلس دون المجلس و أن يسلم  على من يلقى و أن يترك المراء و إن كان محقا و لا يحب أن يحمد على التقوى

 بيان قوله ع بالمجلس دون المجلس أي بمجلس دون مجلس آخر أي بأي مجلس كان أو دون المجلس الذي ينبغي في العرف أن يجلس فيه أي أدون منه أو أدون من مجلس غيره

 21-  سن، ]المحاسن[ أبي عن القاسم بن محمد عن البطائني عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال لا تخاصموا الناس فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونا لأحبونا إن الله أخذ ميثاق الناس فلا يزيد فيهم أحد أبدا و لا ينقص منهم أحد أبدا

 بيان سيأتي الكلام في تحقيق هذه الأخبار في كتاب العدل و المعاد

 22-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله ع قال يهلك أصحاب الكلام و ينجو المسلمون إن المسلمين هم النجباء

 23-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن ابن معروف عن عبد الله بن يحيى عن ابن أذينة عن الحضرمي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يهلك أصحاب الكلام و ينجو المسلمون إن المسلمين هم النجباء يقولون هذا ينقاد و هذا لا ينقاد أما و الله لو علموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف اثنان

 بيان يقولون أي يقول المتكلمون لما أسسوه بعقولهم الناقصة هذا ينقاد أي يستقيم على أصولنا و هذا لا ينقاد أي لا يجري على الأصول الكلامية و يحتمل أن يكون إشارة إلى ما يقوله أهل المناظرة في مجادلاتهم سلمنا هذا و لكن لا نسلم ذلك و الأول أظهر قوله ع لو علموا كيف كان بدء الخلق لعل المراد أن مناظراتهم في حقائق الأشياء و كيفياتها و كيفية صدورها عن الله تعالى إنما هو لجهلهم بأصل الخلق و إنما يقولون بعقولهم و يثبتون بأصولهم مقدمات فاسدة و يبنون عليها تلك الأمور التي يرجع جل علم الكلام إليها فلو كانوا عالمين بكيفية الخلق و أصله لما اختلفوا و يحتمل أن يكون المراد العلم بكيفية خلق أفراد البشر و اختلاف أفهامهم و استعداداتهم فلو علموا ذلك لم  يتنازعوا و لم يتشاجروا و لم يكلفوا أحدا التصديق بما هو فوق طاقته و لم يتعرضوا لفهم ما لم يكلفوا بفهمه و لا يحيط به علمهم و اعترفوا بالعجز و قصور المدارك و لم يعرضوا أنفسهم للوقوع في المهالك

 24-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اجعلوا أمركم لله و لا تجعلوه للناس فإن ما كان لله فهو لله و ما كان للناس فلا يصعد إلى الله فلا تخاصموا الناس لدينكم فإن المخاصمة ممرضة للقلب إن الله قال لنبيه ص إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ و قال أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ذروا الناس فإن الناس أخذوا عن الناس و إنكم أخذتم عن رسول الله ص و علي ع و لا سواء إني سمعت أبي ع يقول إن الله إذا كتب على عبد أن يدخل في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره

 25-  سن، ]المحاسن[ أبي عن صفوان و فضالة عن داود بن فرقد قال كان أبي يقول ما لكم و لدعاء الناس إنه لا يدخل في هذا الأمر إلا من كتب الله عز و جل له

 26-  سن، ]المحاسن[ أبي عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن ثابت قال قال أبو عبد الله ع يا ثابت ما لكم و للناس

 27-  سن، ]المحاسن[ أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رجلا أتى أبي فقال إني رجل خصم أخاصم من أحب أن  يدخل في هذا الأمر فقال له أبي لا تخاصم أحدا فإن الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه حتى إنه ليبصر به الرجل منكم يشتهي لقاءه

 قال و حدثني عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن ثابت عن أبي عبد الله ع بيان النكت أن تضرب في الأرض بخشب فيؤثر فيها و النقش في الأرض و المراد إلقاء الحق فيه و إثباته بحيث تنتقش به و تقبله و الظاهر أن الغرض من تلك الأخبار ترك مجادلة من لا يؤثر الحق فيه و تجب التقية منه و لما كانوا في غاية الحرص على دخول الناس في الإيمان كانوا يتعرضون للمهالك فبين ع أنه ليس كل من تلقون إليه شيئا من الخير يقبله بل لا بد من شرائط يفقدها كثير من الناس و إن كان فقدها بسوء اختيارهم و سنفصل القول فيها في محله إن شاء الله

 28-  سن، ]المحاسن[ أبي عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لا تخاصموا الناس فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونا لأحبونا إن الله أخذ ميثاق شيعتنا يوم أخذ ميثاق النبيين فلا يزيد فيهم أحد أبدا و لا ينقص منهم أحد أبدا

 29-  سن، ]المحاسن[ أبي عن القاسم بن محمد عن البطائني عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع أدعو الناس إلى ما في يدي فقال لا قلت إن استرشدني أحد أرشده قال نعم إن استرشدك فأرشده فإن استزادك فزده فإن جاحدك فجاحده

 بيان فجاحده أي لا تظهر له معتقدك و إن سألك عنه فلا تعترف به أو المعنى إن أنكر و رد عليك في شي‏ء من دينك فأنكر عليه و الأول أوفق بصدر الخبر

 30-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ إياك و الخصومة فإنها تورث الشك و تحبط العمل و تردي بصاحبها و عسى أن يتكلم بشي‏ء فلا يغفر له

 31-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع المراء داء ردي و ليس للإنسان خصلة شر منه و هو خلق إبليس و نسبته فلا يماري في أي حال كان إلا من كان جاهلا بنفسه و بغيره محروما من حقائق الدين

   -32  روي أن رجلا قال للحسين بن علي ع اجلس حتى نتناظر في الدين فقال يا هذا أنا بصير بديني مكشوف علي هداي فإن كنت جاهلا بدينك فاذهب و اطلبه ما لي و للمماراة و إن الشيطان ليوسوس للرجل و يناجيه و يقول ناظر الناس في الدين كيلا يظنوا بك العجز و الجهل ثم المراء لا يخلو من أربعة أوجه إما أن تتمارى أنت و صاحبك فيما تعلمان فقد تركتما بذلك النصيحة و طلبتما الفضيحة و أضعتما ذلك العلم أو تجهلانه فأظهرتما جهلا و خاصمتما جهلا أو تعلمه أنت فظلمت صاحبك بطلبك عثرته أو يعلمه صاحبك فتركت حرمته و لم تنزله منزلته و هذا كله محال فمن أنصف و قبل الحق و ترك المماراة فقد أوثق إيمانه و أحسن صحبة دينه و صان عقله

 33-  سر، ]السرائر[ من كتاب المشيخة لابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنما شيعتنا الخرس

 34-  سر، ]السرائر[ من كتاب المشيخة لابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يقولون ينقاد و لا ينقاد يعني أصحاب الكلام أما لو علموا كيف كان بدء الخلق و أصله لما اختلف اثنان

 35-  ني، ]الغيبة للنعماني[ عبد الواحد بن عبد الله بن يونس عن محمد بن جعفر القرشي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن أبي محمد الغفاري عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إياكم و جدال كل مفتون فإنه ملقن حجته إلى انقضاء مدته فإذا انقضت مدته ألهبته خطيئته و أحرقته

 36-  جا، ]المجالس للمفيد[ الحسن بن حمزة الطبري عن علي بن حاتم القزويني عن محمد بن جعفر المخزومي عن محمد بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الحسين بن يزيد عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال من أعاننا بلسانه على عدونا أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عز و جل

   -37  جا، ]المجالس للمفيد[ الجعابي عن ابن عقدة عن أحمد بن يوسف عن محمد بن يزيد عن أحمد بن رزق عن أبي زياد الفقيمي عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من حسن إسلام المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه

 38-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن اليقطيني عن ابن أسباط عن ابن عميرة عن عبد الأعلى قال قلت لأبي عبد الله ع إن الناس يعيبون علي بالكلام و أنا أكلم الناس فقال أما مثلك من يقع ثم يطير فنعم و أما من يقع ثم لا يطير فلا

 39-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و محمد ابنا نصير عن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان الأحمر عن الطيار قال قلت لأبي عبد الله ع بلغني أنك كرهت مناظرة الناس فقال أما كلام مثلك فلا يكره من إذا طار يحسن أن يقع و إن وقع يحسن أن يطير فمن كان هكذا لا نكرهه

 40-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و محمد عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال قال لي أبو عبد الله ع ما فعل ابن الطيار قال قلت مات قال رحمه الله و لقاه نضرة و سرورا فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت

 41-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و محمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبد الله ع قال ما فعل ابن الطيار فقلت توفي فقال رحمه الله أدخل الله عليه الرحمة و النضرة فإنه كان يخاصم عنا أهل البيت

 42-  كش، ]رجال الكشي[ نضر بن الصباح قال كان أبو عبد الله ع يقول لعبد الرحمن بن الحجاج يا عبد الرحمن كلم أهل المدينة فإني أحب أن يرى في رجال الشيعة مثلك

 43-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم قال ذكر لأبي الحسن ع أصحاب الكلام فقال أما ابن حكيم فدعوه

   -44  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد قال كان أبو الحسن ع يأمر محمد بن حكيم أن يجالس أهل المدينة في مسجد رسول الله ص و أن يكلمهم و يخاصمهم حتى كلمهم في صاحب القبر و كان إذا انصرف إليه قال ما قلت لهم و ما قالوا لك و يرضى بذلك منه

 كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد بن يزيد عن الأشعري عن ابن هاشم عن يحيى بن عمران عن يونس عن محمد بن حكيم مثله

 45-  ختص، ]الإختصاص[ قال الرضا ع لا تمارين العلماء فيرفضوك و لا تمارين السفهاء فيجهلوا عليك

 46-  أقول قال السيد بن طاوس رحمه الله في كشف المحجة رويت من كتاب أبي محمد عبد الله بن حماد الأنصاري و نقلته من أصل قرئ على الشيخ هارون بن موسى التلعكبري رواه عن عبد الله بن سنان قال أردت الدخول على أبي عبد الله ع فقال لي مؤمن الطاق استأذن لي على أبي عبد الله ع فقلت له نعم فدخلت عليه فأعلمته مكانه فقال لا تأذن له علي فقلت جعلت فداك انقطاعه إليكم و ولاؤه لكم و جداله فيكم و لا يقدر أحد من خلق الله أن يخصمه فقال بل يخصمه صبي من صبيان الكتاب فقلت جعلت فداك هو أجدل من ذلك و قد خاصم جميع أهل الأديان فخصمهم فكيف يخصمه غلام من الغلمان و صبي من الصبيان فقال يقول له الصبي أخبرني عن إمامك أمرك أن تخاصم الناس فلا يقدر أن يكذب علي فيقول لا فيقول له فأنت تخاصم الناس من غير أن يأمرك إمامك فأنت عاص له فيخصمه يا ابن سنان لا تأذن له علي فإن الكلام و الخصومات تفسد النية و تمحقالدين

 47-  و من الكتاب المذكور عن عاصم الحناط عن أبي عبيدة الحذاء قال قال لي أبو جعفر ع و أنا عنده إياك و أصحاب الكلام و الخصومات و مجالستهم فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه و تكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه حتى تكلفوا علم السماء يا أبا عبيدة خالط الناس بأخلاقهم و زائلهم بأعمالهم يا أبا عبيدة إنا لا نعد الرجل فقيها عالما حتى يعرف  لحن القول و هو قول الله عز و جل وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ

 48-  و من الكتاب المذكور عن جميل قال سمعت أبا عبد الله ع يقول متكلمو هذه العصابة من شرار من هم منهم

 قال السيد رحمه الله و يحتمل أن يكون المراد بهذا الحديث يا ولدي المتكلمين الذين يطلبون بكلامهم و علمهم ما لا يرضاه الله جل جلاله أو يكونون ممن يشغلهم الاشتغال بعلم الكلام عما هو واجب عليهم من فرائض الله جل جلاله ثم قال رحمه الله و مما يؤكد تصديق الروايات بالتحذير من علم الكلام و ما فيه من الشبهات أنني وجدت الشيخ العالم سعيد بن هبة الله الراوندي قد صنف كراسا و هي عندي الآن في الخلاف الذي تجدد بين الشيخ المفيد و المرتضى رحمهما الله و كانا من أعظم أهل زمانهما و خاصة شيخنا المفيد فذكر في الكراس نحو خمس و تسعين مسألة قد وقع الخلاف بينهما فيها من علم الأصول و قال في آخرها لو استوفيت ما اختلفا فيه لطال الكتاب و هذا يدلك على أنه طريق بعيد عن معرفة رب الأرباب

 49-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع إياكم و الجدال فإنه يورث الشك في دين الله

 50-  منية المريد، قال النبي ص ذروا المراء فإنه لا تفهم حكمته و لا تؤمن فتنته

 51-  و قال ص من ترك المراء و هو محق بني له بيت في أعلى الجنة و من ترك المراء و هو مبطل يبنى له بيت في ربض الجنة

 52-  و قال ص ما ضل قوم إلا أوثقوا الجدل

 53-  و قال ص لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء و إن كان محقا

 54-  و روي عن أبي الدرداء و أبي أمامة و واثلة و أنس قالوا خرج علينا رسول الله ص يوما و نحن نتمارى في شي‏ء من أمر الدين فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم قال إنما هلك من كان قبلكم بهذا ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ذروا المراء فإن  المماري قد تمت خسارته ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رياضها و أوسطها و أعلاها لمن ترك المراء و هو صادق ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء

 55-  و عنه ص قال ثلاث من لقي الله بهن دخل الجنة من أي باب شاء من حسن خلقه و خشي الله في المغيب و المحضر و ترك المراء و إن كان محقا

 56-  و عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إياكم و المراء و الخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان و ينبت عليهما النفاق

 57-  و عن أبي عبد الله ع قال قال جبرئيل ع للنبي ص إياك و ملاحاة الرجال

 58-  كتاب عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول إياكم و أصحاب الخصومات و الكذابين فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه و تكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه حتى تكلفوا علم السماء يا أبا عبيدة خالق الناس بأخلاقهم يا أبا عبيدة إنا لا نعد الرجل فينا عاقلا حتى يعرف لحن القول ثم قرأ ع وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ

 59-  كتاب جعفر بن محمد بن شريح، عن حميد بن شعيب عن جابر الجعفي قال سمعته يقول إن أناسا دخلوا على أبي رحمة الله عليه فذكروا له خصومتهم مع الناس فقال لهم هل تعرفون كتاب الله ما كان فيه ناسخ أو منسوخ قالوا لا فقال لهم و ما حملكم على الخصومة لعلكم تحلون حراما أو تحرمون حلالا و لا تدرون إنما يتكلم في كتاب الله من يعرف حلال الله و حرامه قالوا له أ تريد أن نكون مرجئة قال لهم أبي ويحكم ما أنا بمرجئي و لكن أمرتكم بالحق

 60-  و بهذا الإسناد عن جابر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رسول الله كان يدعو أصحابه من أراد الله به خيرا سمع و عرف ما يدعوه إليه و من أراد الله به شرا طبع على قلبه فلا يسمع و لا يعقل و ذلك قول الله عز و جل إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا  لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ و قال إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَ ما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ الآية

 61-  كتاب مثنى بن الوليد، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا يخاصم إلا شاك في دينه أو من لا ورع له