باب 4- مذاكرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور في مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن علي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن محمد بن أبي عمر العدني عن أبي العباس بن حمزة عن أحمد بن سوار عن عبيد الله بن عاصم عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص المؤمن إذا مات و ترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه و بين النار و أعطاه الله تبارك و تعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات و ما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلا ناداه ربه عز و جل جلست إلى حبيبي و عزتي و جلالي لأسكننك الجنة معه و لا أبالي

   -2  ثو، ]ثواب الأعمال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن الجاموراني عن ابن البطائني عن ابن عميرة عن ابن حازم عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص مجالسة أهل الدين شرف الدنيا و الآخرة

 ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن الجاموراني مثله بيان أهل الدين علماء الدين و العاملون بشرائعه

 3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن إبراهيم بن إسحاق عن أحمد بن محمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال قال الرضا ع من جلس مجلسا يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب الخبر

 بيان إحياء أمرهم بذكر فضائلهم و نشر أخبارهم و حفظ آثارهم

 4-  فس، ]تفسير القمي[ عن أمير المؤمنين ع أيها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس و تواضع من غير منقصة و جالس أهل الفقه و الرحمة و خالط أهل الذل و المسكنة و أنفق مالا جمعه في غير معصية الخبر

 بيان قوله ع من غير منقصة يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد من غير منقصة في الدين بأن لا يكون التواضع لكافر أو فاسق أو ظالم أو لأمر باطل. الثاني أن يكون المراد بالمنقصة العيب أي لا يكون تواضعه لخيانة أو فسق أو غير ذلك من المعايب التي توجب التذلل عند الناس. الثالث أن يكون المراد بالمنقصة الفقر أي لا يكون تواضعه لنقص مال بأن يكون الداعي له على التواضع الحاجة و طمع المال. الرابع أن يكون المراد نفي كثرة التواضع بحيث ينتهي إلى منقصة و مذلة. قوله ع في غير معصية الظاهر تعلقه بالإنفاق و تعلقه بالجميع أو بهما على التنازع بعيد

   -5  ل، ]الخصال[ أبي عن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع في وصيته لابنه محمد بن الحنفية و اعلم أن مروة المرء المسلم مروتان مروة في حضر و مروة في سفر أما مروة الحضر فقراءة القرآن و مجالسة العلماء و النظر في الفقه و المحافظة على الصلاة في الجماعات و أما مروة السفر فبذل الزاد و قلة الخلاف على من صحبك و كثرة ذكر الله عز و جل في كل مصعد و مهبط و نزول و قيام و قعود

 6-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ القطان و النقاش و الطالقاني جميعا عن أحمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال قال الرضا ع من تذكر مصابنا فبكى و أبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون و من جلس مجلسا يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب

 بيان موت القلوب في القيامة كناية عن شدة الدهشة و الغم و الحزن و الخوف

 7-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع قال سمعته يقول لخيثمة يا خيثمة أقرئ موالينا السلام و أوصهم بتقوى الله العظيم عز و جل و أن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم و أن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقياهم حياة أمرنا قال ثم رفع يده ع فقال رحم الله امرأ أحيا أمرنا

 8-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن القاسم بن محمد عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن جميل بن دراج عن معتب مولى أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لداود بن سرحان يا داود أبلغ موالي عني السلام و أني أقول رحم الله عبدا اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما و ما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر فإن في اجتماعكم و مذاكرتكم إحياءنا و خير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا و دعا إلى ذكرنا

   -9  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الشريف الصالح أبي عبد الله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي رحمه الله عن ابن عقدة عن يحيى بن الحسن بن الحسين العلوي عن إسحاق بن موسى عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص المتقون سادة و الفقهاء قادة و الجلوس إليهم عبادة

 10-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة منهم الحسين بن عبيد الله و أحمد بن محمد بن عبدون و الحسن بن إسماعيل بن أشناس و أبو طالب بن خرور و أبو الحسن الصفار جميعا عن أبي المفضل الشيباني عن أحمد بن عبيد الله عن أيوب بن محمد الرقي عن سلام بن رزين عن إسرائيل بن يونس الكوفي عن جده أبي إسحاق عن الحارث الهمداني عن علي ع عن النبي ص قال الأنبياء قادة و الفقهاء سادة و مجالستهم زيادة و أنتم في ممر الليل و النهار في آجال منقوصة و أعمال محفوظة و الموت يأتيكم بغتة فمن يزرع خيرا يحصد غبطة و من يزرع شرا يحصد ندامة

 توضيح بغتة أي فجأة و الغبطة بالكسر السرور و حسن الحال

 11-  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس رفعه قال قال لقمان لابنه يا بني اختر المجالس على عينك فإن رأيت قوما يذكرون الله عز و جل فاجلس معهم فإنك إن تك عالما ينفعك علمك و يزيدوك علما و إن كنت جاهلا علموك و لعل الله أن يظلهم برحمة فتعمك معهم و إذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فإنك إن تك عالما لا ينفعك علمك و إن تك جاهلا يزيدوك جهلا و لعل الله أن يظلهم بعقوبة فتعمك معهم

 بيان اختر المجالس على عينك أي على بصيرة منك أو بعينك فإن علي قد تجي‏ء بمعنى الباء أو رجحها على عينك و على الأخير التفصيل لبيان المجلس الذي ينبغي أن يختار على العين

   -12  مع، ]معاني الأخبار[ النقاش عن أحمد الكوفي عن المنذر بن محمد عن أبيه قال حدثني محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع عن أبيه عن أبيه عن الحسن بن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص بادروا إلى رياض الجنة فقالوا و ما رياض الجنة قال حلق الذكر

 إيضاح حلق الذكر المجالس التي يذكر الله فيها على قانون الشرع و يذكر فيها علوم أهل البيت ع و فضائلهم و مجالس الوعظ التي يذكر فيها وعده و وعيده لا المجالس المبتدعة المخترعة التي يعصى الله فيها فإنها مجالس الغفلة لا حلق الذكر

 13-  مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ في كلمات النبي ص برواية الصادق ع أحكم الناس من فر من جهال الناس و أسعد الناس من خالط كرام الناس و سيأتي تمامه

 14-  غو، ]غوالي اللئالي[ روي عن الصادق ع أنه قال تلاقوا و تحادثوا العلم فإن بالحديث تجلى القلوب الرائنة و بالحديث إحياء أمرنا فرحم الله من أحيا أمرنا

 بيان قال الجوهري الرين الطبع و الدنس يقال ران على قلبه ذنبه يرين رينا و ريونا أي غلب

 15-  غو، ]غوالي اللئالي[ روى عدة من المشايخ بطريق صحيح عن الصادق ع أنه قال إن الله عز و جل يقول لملائكته عند انصراف أهل مجالس الذكر و العلم إلى منازلهم اكتبوا ثواب ما شاهدتموه من أعمالهم فيكتبون لكل واحد ثواب عمله و يتركون بعض من حضر معهم فلا يكتبونه فيقول الله عز و جل ما لكم لم تكتبوا فلانا أ ليس كان معهم و قد شهدهم فيقولون يا رب إنه لم يشرك معهم بحرف و لا تكلم معهم بكلمة فيقول الجليل جل جلاله أ ليس كان جليسهم فيقولون بلى يا رب فيقول اكتبوه معهم إنهم قوم لا يشقى بهم جليسهم فيكتبونه معهم فيقول تعالى اكتبوا له ثوابا مثل ثواب أحدهم

 بيان قوله ع لا يشقى بهم جليسهم أي ببركتهم لا يخيب جليسهم عن كرامتهم فيشقى أو إن صحبتهم مؤثرة في الجليس فاستحق بسبب ذلك الثواب و السعادة

 16-  غو، ]غوالي اللئالي[ قال النبي ص تذاكروا و تلاقوا و تحدثوا فإن الحديث جلاء  إن القلوب لترين كما يرين السيف و جلاؤها الحديث

 17-  و قال ص إن الله عز و جل يقول تذاكر العلم بين عبادي مما تحيا عليه القلوب الميتة إذا انتهوا فيه إلى أمري

 منية المريد، عن أبي عبد الله ع عنه ص مثله

 18-  غو، ]غوالي اللئالي[ قال النبي ص قال الحواريون لعيسى ع يا روح الله من نجالس قال من يذكركم الله رؤيته و يزيد في علمكم منطقه و يرغبكم في الآخرة عمله

 19-  غو، ]غوالي اللئالي[ روي عن بعض الصادقين ع أنه قال الجلساء ثلاثة جليس تستفيد منه فالزمه و جليس تفيده فأكرمه و جليس لا تفيد و لا تستفيد منه فاهرب عنه

 20-  جا، ]المجالس للمفيد[ المراغي عن ثوابة بن يزيد عن أحمد بن علي بن المثنى عن محمد بن المثنى عن سبابة بن سوار عن المبارك بن سعيد عن خليل الفراء عن أبي المحبر قال قال رسول الله ص أربعة مفسدة للقلوب الخلوة بالنساء و الاستماع منهن و الأخذ برأيهن و مجالسة الموتى فقيل له يا رسول الله و ما مجالسة الموتى قال مجالسة كل ضال عن الإيمان و حائر في الأحكام

 21-  جع، ]جامع الأخبار[ عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله ص يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من قيام ألف ليلة يصلى في كل ليلة ألف ركعة و الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من ألف غزوة و قراءة القرآن كله قال يا رسول الله مذاكرة العلم خير من قراءة القرآن كله فقال رسول الله ص يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من قراءة القرآن كله اثنا عشر ألف مرة عليكم بمذاكرة العلم فإن بالعلم تعرفون الحلال من الحرام يا أبا ذر الجلوس ساعة  عند مذاكرة العلم خير لك من عبادة سنة صيام نهارها و قيام ليلها و النظر إلى وجه العالم خير لك من عتق ألف رقبة

 22-  ضه، ]روضة الواعظين[ قال لقمان لابنه يا بني جالس العلماء و زاحمهم بركبتيك فإن الله عز و جل يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء

 بيان زاحمهم أي ضايقهم و ادخل في زحامهم بركبتيك أي أدخل ركبتيك في زحامهم و الوابل المطر العظيم القطر الشديد

 23-  ضه، ]روضة الواعظين[ روي عن بعض الصحابة قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي ص فقال يا رسول الله إذا حضرت جنازة و مجلس عالم أيهما أحب إليك أن أشهد فقال رسول الله ص إن كان للجنازة من يتبعها و يدفنها فإن حضور مجلس عالم أفضل من حضور ألف جنازة و من عيادة ألف مريض و من قيام ألف ليلة و من صيام ألف يوم و من ألف درهم يتصدق بها على المساكين و من ألف حجة سوى الفريضة و من ألف غزوة سوى الواجب تغزوها في سبيل الله بمالك و نفسك و أين تقع هذه المشاهد من مشهد عالم أ ما علمت أن الله يطاع بالعلم و يعبد بالعلم و خير الدنيا و الآخرة مع العلم و شر الدنيا و الآخرة مع الجهل

 24-  كشف، ]كشف الغمة[ عن الحافظ عبد العزيز عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله صلى الله و عليه و آله مجالسة العلماء عبادة و النظر إلى علي ع عبادة و النظر إلى البيت عبادة و النظر إلى المصحف عبادة و النظر إلى الوالدين عبادة

 25-  ختص، ]الإختصاص[ المفيد عن أبي غالب الزراري و ابن قولويه عن الكليني عن الحسين بن الحسن عن محمد بن زكريا الغلابي عن ابن عائشة النصري رفعه أن أمير المؤمنين ع قال في بعض خطبه أيها الناس اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه و لا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه الناس أبناء ما يحسنون و قدر كل امرئ ما يحسن فتكلموا في العلم تبين أقداركم

 26-  ختص، ]الإختصاص[ قال الباقر ع تذكر العلم ساعة خير من قيام ليلة

   -27  ختص، ]الإختصاص[ قال موسى بن جعفر ع محادثة العالم على المزبلة خير من محادثة الجاهل على الزرابي

 28-  و قال ع لا تجلسوا عند كل عالم إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس من الشك إلى اليقين و من الكبر إلى التواضع و من الرياء إلى الإخلاص و من العداوة إلى النصيحة و من الرغبة إلى الزهد

 29-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال قال ص النظر في وجه العالم حبا له عبادة

 30-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع من جالس العلماء وقر و من خالط الأنذال حقر

 31-  و منه قال رسول الله صلى الله عليه و آله طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب غيره و أنفق ما اكتسب في غير معصية و رحم أهل الضعف و المسكنة و خالط أهل الفقه و الحكمة

 32-  و منه قال لقمان لابنه أي بني صاحب العلماء و جالسهم و زرهم في بيوتهم لعلك أن تشبههم فتكون منهم

 33-  عدة، ]عدة الداعي[ عن علي ع قال جلوس ساعة عند العلماء أحب إلى الله من عبادة ألف سنة و النظر إلى العالم أحب إلى الله من اعتكاف سنة في البيت الحرام و زيارة العلماء أحب إلى الله تعالى من سبعين طوافا حول البيت و أفضل من سبعين حجة و عمرة مبرورة مقبولة و رفع الله له سبعين درجة و أنزل الله عليه الرحمة و شهدت له الملائكة أن الجنة وجبت له

 34-  منية المريد، قال رسول الله ص إذا مررتم في رياض الجنة فارتعوا قالوا يا رسول الله و ما رياض الجنة قال حلق الذكر فإن لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم

 قال بعض العلماء حلق الذكر هي مجالس الحلال و الحرام كيف يشتري و يبيع و يصلي و يصوم و ينكح و يطلق و يحج و أشباه ذلك

   -35  و خرج ص فإذا في المسجد مجلسان مجلس يتفقهون و مجلس يدعون الله و يسألونه فقال كلا المجلسين إلى خير أما هؤلاء فيدعون الله و أما هؤلاء فيتعلمون و يفقهون الجاهل هؤلاء أفضل بالتعليم أرسلت ثم قعد معهم

 36-  و عن الباقر ع رحم الله عبدا أحيا العلم فقيل و ما إحياؤه قال أن يذاكره به أهل الدين و الورع

 37-  و عنه ع قال تذاكر العلم دراسة و الدراسة صلاة حسنة

 38-  في الزبور قل لأحبار بني إسرائيل و رهبانهم حادثوا من الناس الأتقياء فإن لم تجدوا فيهم تقيا فحادثوا العلماء و إن لم تجدوا عالما فحادثوا العقلاء فإن التقى و العلم و العقل ثلاث مراتب ما جعلت واحدة منهن في خلقي و أنا أريد هلاكه