باب 2- الأيام و الساعات و الليل و النهار

1-  الخصال، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان عن أبي عبد الله ع قال ساعات الليل اثنتا عشرة ساعة و ساعات النهار اثنتا عشرة ساعة و أفضل ساعات الليل و النهار أوقات الصلوات ثم قال ع إنه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء و هبت الرياح و نظر الله عز و جل إلى خلقه و إني لأحب أن يصعد لي عند ذلك إلى السماء عمل صالح ثم قال عليكم بالدعاء في أدبار الصلوات فإنه مستجاب

2-  و منه، عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن الحسن بن شمون عن أبي هاشم قال قلت لأبي الحسن الماضي ع لم جعلت صلاة الفريضة و السنة خمسين ركعة لا يزاد فيها و لا ينقص منها قال إن ساعة الليل اثنتا عشرة ساعة و فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ساعة و ساعات النهار اثنتا عشرة ساعة فجعل لكل ساعة ركعتين و ما بين غروب الشمس إلى سقوط الشفق غسق

3-  العلل، عن أبيه إلى قوله عن أبي هاشم الخادم و ذكر الحديث و زاد في آخره فجعل للغسق ركعة

 بيان المراد بالركعة ركعتا الوتيرة فإنهما تعدان بركعة و المراد بالساعة في الخبرين الساعات المعوجة الزمانية كما سيأتي بيانها و عدم   إدخال الساعتين في الليل و النهار مبني على اصطلاح خاص كان عند القدماء و أهل الكتاب و نقل أبو ريحان البيروني في القانون المسعودي عن براهمة الهند أن ما بين طلوع الفجر و طلوع الشمس و كذلك ما بين غروب الشمس و غروب الشفق خارجان عن الليل و النهار بل هما بمنزلة الفصل المشترك بينهما و ذكره البرجندي في بعض تعليقاته

4-  العلل، في خبر ابن سلام سئل النبي ص لم سمي الليل ليلا قال لأنه يلايل الرجال من النساء جعله الله عز و جل ألفة و لباسا و ذلك قول الله عز و جل وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَ جَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً

 بيان الملايلة المعاملة ليلا كالمياومة المعاملة يوما و يظهر منه أن الليل من الملايلة مع أن الظاهر العكس و يمكن أن يكون تنبيها على أن أصل الليل الستر

5-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال رسول الله ص لا تسبوا الرياح فإنها مأمورة و لا تسبوا الجبال و لا الساعات و لا الأيام و لا الليالي فتأثموا و ترجع عليكم

 بيان حاصله أن تلك الأمور إن كان فيها شر أو نحوسة أو ضرر فكل ذلك بتقدير خالقها و هي مجبولة عليها فلعنها لعن من لا يستحقه و من لعن من لا يستحقه يرجع اللعن عليه

6-  تحف العقول، قال الحسن بن مسعود دخلت على أبي الحسن علي بن محمد ع و قد نكيت إصبعي و تلقاني راكب و صدم كتفي و دخلت في زحمة فخرقوا على بعض ثيابي فقلت كفاني الله شرك من يوم فما أشأمك فقال لي يا حسن هذا و أنت تغشانا ترمي بذنبك من لا ذنب له قال الحسن فأثاب   إلي عقلي و تبينت خطائي فقلت مولاي أستغفر الله فقال يا حسن ما ذنب الأيام حتى صرتم تتشأمون بها إذا جوزيتهم بأعمالكم فيها قال الحسن أنا أستغفر الله أبدا و هي توبتي يا ابن رسول الله قال و الله ما ينفعكم و لكن الله يعاقبكم بذمها على ما لا ذم عليها فيه أ ما علمت يا حسن أن الله هو المثيب و المعاقب و المجازي بالأعمال عاجلا و آجلا قلت بلى يا مولاي قال لا تعد و لا تجعل للأيام صنعا في حكم الله

 بيان هذا أي تقول هذا و أنت تغشانا أي تدخل علينا فأثاب أي أرجع الإمام إلى عقلي و يدل على أنه ليس لحركات الأفلاك و حدوث الأزمنة مدخل في الحوادث و هذا لا ينافي ما وقع من التحرز عن بعض الساعات و الأيام للأعمال لأنها بأمره تعالى تحرزا عما قدر الله حدوثه فيها كما قال أمير المؤمنين ع أفر من قضاء الله إلى قدره

7-  النهج، ]نهج البلاغة[ قال ع و قد سئل عن مسافة ما بين المشرق و المغرب مسيرة يوم للشمس

 بيان لعل عدوله ع عن الجواب الحقيقي إلى الإقناعي للإشعار بقلة الفائدة في معرفة تلك المسافة نحو ما قيل في قوله تعالى قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ أو لعسر إثباتها على وجه لا يبقى للمنافقين من الحاضرين سبيل إلى الإنكار كما صرح ع به في جواب من سأل عن عدد شعر لحيته أو لعدم استعداد الحاضرين لفهمه بحجة و دليل و عدم المصلحة في ذكره بلا دليل

8-  العلل، لمحمد بن علي بن إبراهيم قال علة فضل الليل على النهار أن بالليل يكون البيات و يرفع العذاب و تقل المعاصي و فيه ليلة القدر التي هي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ

    بيان لعل المراد بالبيات البيتوتة و النوم و الاستراحة أو البيات إلى الطاعات و الظاهر أنه كان السبات فصحفه النساخ قال الجوهري السبات النوم و أصله الراحة و منه قوله تعالى وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً و يرفع العذاب عذاب المخلوقين على الغالب

9-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن إسماعيل بن أبان عن عمرو بن عبد الله الثقفي قال لما أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر ع إلى الشام سأله عالم من علماء النصارى عن مسائل فكان فيما سأله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل و لا من النهار أي ساعة هي فقال أبو جعفر ع ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فقال النصراني فإذا لم تكن من ساعات الليل و لا من ساعات النهار فمن أي الساعات هي فقال أبو جعفر ع من ساعات الجنة و فيها تفيق مرضانا الخبر

 توضيح قد عرفت أن هذا اصطلاح آخر في الليل و النهار و ساعاتهما كان معروفا بين أهل الكتاب فأجابه ع على مصطلحهم و الحاصل أن هذه الساعة لا تشبه شيئا من ساعات الليل و النهار بل هي شبيهة بساعات الجنة و إنما جعلها الله في الدنيا ليعرفوا بها طيب هواء الجنة و لطافته و اعتداله

10-  إرشاد القلوب، بإسناده رفعه إلى الكاظم ع عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع إن الله تعالى فرض على أمة محمد ص في الليل و النهار خمس صلوات في خمسة أوقات اثنتان بالليل و ثلاث بالنهار ثم جعل هذه الخمس صلوات تعدل خمسين صلاة و جعلها كفارة خطاياهم الخبر

 11-  الخصال، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن عمه عن أبي إسحاق قال أملى علينا تغلب ساعات الليل الغسق و الفحمة و العشوة و الهدأة و السباع   و الجنح و الهزيع و العفر و الزلفة و السحرة و البهرة و ساعات النهار الراد و الشروق و المتوع و الترجل و الدلوك و الجنوح و الهجيرة و الظهيرة و الأصيل و الطفل

 توضيح قال الفيروزآبادي الغسق محركة ظلمة أول الليل و قال الفحمة من الليل أوله أو أشد سواده أو ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس خاص بالصيف جمع فحام و فحوم و قال العشوة بالفتح الظلمة كالعشاء ما بين أول الليل إلى ربعه و العشاء أول الظلام أو من المغرب إلى العتمة أو من زوال الشمس إلى طلوع الفجر و العشية آخر النهار و العشاءان المغرب و العتمة و في المصباح المنير العشي قيل ما بين الزوال إلى الصباح و قيل العشي و العشاء من صلاة المغرب إلى العتمة و عليه قول ابن فارس العشاءان المغرب و العتمة قال ابن الأنباري العشية مؤنثة و ربما ذكرتها العرب و قال بعضهم العشية واحدة جمعها عشي و العشاء بالكسر و المد أول ظلام الليل و العشاء بالفتح و المد الطعام الذي يتعشى به وقت العشاء و قال أتانا بعد هدء من الليل و هدء و هدأة و هدي‏ء و مهدأ و هدوء أي حين هدأ الليل و الرجل أو الهدء أول الليل إلى ثلثه و أما السباع فلم أجده فيما عندنا من كتب اللغة و كأنه من السباع ككتاب بمعنى الجماع لأنه وقته أو من السبع لأنه مضى من الليل سبع ساعات أو هو بالياء المثناة التحتانية قال في القاموس بعد سيعاء من الليل بالكسر و كسيراء بعد قطع منه و بعد سوع من الليل و سواع كغراب بعد هدء و قال جنوح الليل إقباله و الجنح بالكسر الجانب و من الليل الطائفة و يضم و قال الراغب في مفرداته الجنح قطعة من الليل مظلمة و في القاموس هزيع من الليل كأمير طائفة أو نحو ثلثه أو ربعه و العفر في بعض النسخ بالعين المهملة و الفاء و في بعضها بالمعجمة و   على التقادير آخره راء مهملة و في بعضها الفغد بالفاء ثم الغين المعجمة و في بضعها بالفاء ثم القاف و في بعضها بالنون ثم القاف و على التقادير آخره دال مهملة و لم أجد لشي‏ء منها معنى مناسبا و في القاموس اليعفور جزء من أجزاء الليل فالأول أنسب إن لم يكن تصحيفه و في القاموس الزلفة بالضم الطائفة من الليل و الجمع زلف كغرف و غرفات و غرفات و غرفات أو الزلف ساعات الليل الآخذة من النهار و ساعات النهار الآخذة من الليل و قال الجوهري الزلفة الطائفة من أول الليل و قال السحر قبل الصبح و السحرة بالضم السحر الأعلى و قال الراغب في المفردات السحر و السحرة اختلاط ظلام آخر الليل بضياء النهار و جعل اسما لذلك الوقت يقال لقيته بأعلى سحرين. و في القاموس ابهار الليل انتصف أو تراكبت ظلمته أو ذهبت عامته أو بقي نحو ثلثه و البهرة بالضم من الليل وسطه و قال رائد الضحى و رأده ارتفاعه و قال الشرق الشمس و يحرك و إسفارها و شرقت الشمس شرقا و شروقا طلعت كأشرقت و قال متع النهار كمنع متوعا ارتفع قبل الزوال و الضحى بلغ آخر غايته و هو عند الضحى الأكبر أو ترجل و بلغ الغاية و قال ترجل النهار ارتفع و قال دلكت الشمس دلوكا غربت أو اصفرت أو مالت أو زالت من كبد السماء انتهى. و أقول قد ورد في الأخبار أن دلوك الشمس زوالها و الجنوح لعله هنا بمعنى الميل لميل الشمس إلى المغرب و لم أر بهذا المعنى في كتب اللغة و في القاموس الهجير و الهجيرة و الهجر و الهاجرة نصف النهار عند زوال الشمس مع الظهر أو من عند زوالها إلى العصر لأن الناس يستكنون في بيوتهم كأنهم قد تهاجروا شدة الحر و قال الظهر ساعة الزوال و الظهيرة حد انتصاف النهار و إنما ذلك في القيظ و قال الراغب الظهيرة وقت الظهر و قال يقال للعشية

    أصيل و أصيلة و قال الجوهري الأصيل الوقت بعد العصر إلى المغرب و جمعه أصل و آصال و قال الطفل بالتحريك بعد العصر إذا طفلت الشمس للمغرب يقال أتيته طفلا. أقول و رأيت في بعض الكتب أن العرب قسموا كلا من الليل و النهار باثنتي عشرة ساعة و سموا كلا منها باسم فساعات النهار البكور و الشروق و الغدو و الضحى و الهاجرة و الظهيرة و الرواح و العصر و القصر و الأصيل و العشي و الغروب و ساعات الليل الشفق و الغسق و العتمة و السدفة و الجهمة و الزلفة و البهرة و السحر و السحرة و الفجر و الصبح و الصباح و بعضهم ذكروا في ساعات النهار الذرور و البزوغ و الضحى و الغزالة و الهاجرة و الزوال و الدلوك و العصر و الأصيل و الصبوب و الحدود و الغروب و بعضهم هكذا البكور و الشروق و الإشراق و الراد و الضحى و المتوع و الهاجرة و الأصيل و العصر و القصر و الطفل و الغروب ففي القاموس البكرة بالضم الغدوة كالبكر محركة و اسمها الإبكار و بكر إليه و عليه و فيه و بكر و ابتكر أتاه بكرة و كل من بادر إلى شي‏ء فقد أبكر إليه في أي وقت كان. و قال الغدوة بالضم البكرة أو ما بين صلاة الفجر و الطلوع الشمس كالغداة و الغدية و الجمع غدوات و غديات و غدايا و غدوا و لا يقال غدايا إلا مع عشايا و غدا عليه غدوا و غدوة بالضم و اغتدى بكر و قال الضحو و الضحوة و الضحية كعشية ارتفاع النهار و الضحى فويقه و الضحاء بالمد إذا قرب انتصاف النهار و قال الرواح العشي من الزوال إلى الليل و قال العصر العشي إلى احمرار الشمس و قال الجوهري قصر الظلام اختلاطه و قد قصر العشي يقصر قصورا إذا أمسيت و يقال أتيته قصرا أي عشيا و قال الشفق بقية ضوء الشمس له حمرتها في أول الليل إلى قريب من العتمة. و قال الخليل الشفق الحمرة من   غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة فإذا ذهب قيل غاب الشفق و قال العتمة وقت صلاة العشاء قال الخليل العتمة هو الثلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق و قد عتم الليل يعتم و عتمته ظلامه. و قال قال الأصمعي السدفة و السدفة في لغة نجد الظلمة و في لغة غيرهم الضوء و هو من الأضداد و كذلك السدف بالتحريك و قال أبو عبيد بعضهم يجعل السدفة اختلاط الضوء و الظلمة معا كوقت ما بين طلوع الفجر إلى الإسفار و قد أسدف الليل أي أظلم و قال الفيروزآبادي الجهمة أول مآخير الليل أو بقية سواده من آخره و يضم و قال الفجر ضوء الصباح و هو حمرة الشمس في سواد الليل و قد انفجر الصبح و تفجر و انفجر عنه الليل و أفجروا دخلوا فيه و أنت مفجر إلى طلوع الشمس و قال الصبح الفجر أو أول النهار و الجمع أصباح و هو الصبيحة و الصباح و الإصباح انتهى. و أقول الظاهر أن مرادهم بالفجر الأول و بالصبح الثاني و بالصباح الإسفار و للصبح عند العرب أسماء كثيرة الفلق بالتحريك و السطيع و الصديع و المغرب و الصرام و الصريم و الشميط و السدف و الشق و الفتق و الذرور من ذرت الشمس تذر ذرورا إذا طلعت و بزوغ الشمس أيضا طلوعها. و في القاموس الغزالة كسحابة الشمس لأنها تمد حبالا كأنها تغزل أو الشمس عند طلوعها أو عند ارتفاعها و غزالة الضحى و غزالاته أولها أو بعد ما تنبسط الشمس و تضحى أو أولها إلى مضي خمس النهار انتهى. و الصبوب و الحدود لم أر لهما معنى مناسبا و يقال للغداة و العشي البردان و الأبردان و العصران و الصرعان و القرتان و الكرتان و يقال وسق الليل لساعة منه و سهواء الليل و روبته بالفتح و الضم بغير همز اسمان لبعض ساعات الليل و الهبة بكسر الهاء و تشديد الباء الساعة تبقى من السحر و يقال رأيت بلجة الصبح بالفتح و الضم إذا رأيت ضوءه. فهذا ما وجدنا من أسماء ساعات الليل و النهار عند

    العرب و لليل و النهار أيضا عندهم أسماء الدائبان و الصرفان و الجديدان و الأجدان و الحاديان و الأصرمان و الملوان و العصران و الردفان و الصرعان و الأثرمان و المتباديان و الفتيان و الطريدان و ابنا سبات و ابنا جمير و ابنا سمير فالدائبان لدءوبهما و جدهما في السير و الصرفان لصروف الدهر فيهما و الجديدان لحدوثهما و تجددهما و لذلك سمي الأجدان و الحاديان لسوقهما الناس إلى الموت و الأصرمان لقطعهما الأعمار و الملوان من قولهم عشت معه ملاوة من الدهر أي حينا و برهة و يقال سكت مليا أي طويلا و العصران من العصر بمعنى الدهر و الردفان لترادفهما و تواليهما و الصرعان إبلان ترد أحدهما حين تصدر الأخرى و الصرعان أيضا المثلان و الأثرمان أي القديمان الشائبان فإن الثرم سقوط الثنايا من الأسنان و المتباديان من البدو بمعنى الظهور و الفتيان لأنهما يتجددان شابين و الطريدان لأنهما يطردان و يدفعان سريعا و السبات بالضم الدهر و الجمير من قولهم أجمر القوم على الشي‏ء إذا اجتمعوا عليه و هذا جمير القوم أي مجتمعهم و السمير من المسامرة و هو الحديث بالليل و السمير أيضا الدهر و ابناه الليل و النهار

فوائد جليلة

 الأولى اعلم أن اليوم نوعان حقيقي و وسطي فالحقيقي عند بعض المنجمين من زوال الشمس من دائرة نصف النهار فوق الأرض إلى وصولها إليها و عند بعضهم من زوال مركز الشمس من دائرة نصف النهار تحت الأرض إلى وصولها إليها و على التقديرين يكون اليوم بليلته بمقدار دورة من المعدل مع المطالع الإستوائية لقوس يقطعه الشمس من فلك البروج بحركتها الخاصة من نصف اليوم إلى نصف اليوم أو من نصف الليل إلى نصف الليل و الوسطى هو مقدار دورة من المعدل مع مطالع قوس تقطعه الشمس بالسير الوسطي و بسبب الاختلاف بين الحركة الوسطية و الحركة التقويمية يختلف اليوم بالمعنى الأول و الثاني اختلافا   يسيرا يظهر في أيام كثيرة لكن اليوم بالاصطلاحين لا يختلف باختلاف الآفاق و بعضهم يأخذون اليوم من طلوع الشمس إلى طلوعها و بعضهم من غروبها إلى غروبها و ذلك يختلف باختلاف الآفاق كما تقرر في محله. قال أبو ريحان البيروني إن اليوم بليلته هو عودة الشمس بدوران الكل إلى دائرة فرضت ابتداء لذلك اليوم بليلته أي دائرة كانت إذا وقع عليها الاصطلاح و كانت عظيمة لأن كل واحدة من العظام أفق بالقوة أعنى بالقوة أنه يمكن فيها أن يكون أفقا لمسكن ما و بدوران الكل حركة الفلك بما فيه المرئية من المشرق إلى المغرب على قطبيه. ثم إن العرب فرضت أول مجموع اليوم و الليلة نقط المغارب على دائرة الأفق فصار اليوم عندهم بليلته من لدن غروب الشمس عن الأفق إلى غروبها من الغد و الذي دعاهم إلى ذلك هو أن شهورهم مبتنية على مسير القمر مستخرجة من حركاته المختلفة مقيدة برؤية الأهلة لا الحساب و هي ترى لدى غروب الشمس و رؤيتها عندهم أول الشهر فصارت الليلة عندهم قبل النهار و على ذلك جرت عادتهم في تقديم الليالي على الأيام إذا نسبوها إلى أسماء الأسابيع و احتج لهم من وافقهم على ذلك بأن الظلمة أقدم في المرتبة من النور و أن النور طار على الظلمة فالأقدم أولى أن يبتدأ به و غلبوا السكون لذلك على الحركة بإضافة الراحة و الدعة و أن الحركة لحاجة و ضرورة و التعب عقيب الضرورة فالتعب نتيجة الحركة و بأن السكون إذا دام في الأسطقسات مدة لم يولد فسادا فإذا دامت الحركة فيها و استحكمت أفسدت و حدثت الزلازل و العواصف و الأمواج و أشباهها فأما عند غيرهم من الروم و الفرس و من وافقهم فإن الاصطلاح واقع بينهم على أن اليوم بليلته هو من لدن طلوعها من أفق المشرق إلى طلوعها منه بالغد إذا كانت شهورهم مستخرجة بالحساب غير متعلقة بأحوال القمر و لا غيره من الكواكب و ابتداؤها من أول النهار فصار النهار عندهم قبل الليل و احتجوا بأن النور وجود و الظلمة عدم و مقدمو النور على الظلمة يقولون بتغليب

    الحركة على السكون لأنها وجود لا عدم و حياة لا موت و يعارضونهم بنظائر ما قاله أولئك كقولهم إن السماء أفضل من الأرض و إن العامل و الشاب أصح و الماء الجاري لا يقبل عفونة كالراكد و أما أصحاب التنجيم فإن اليوم بليلته عند جلهم و الجمهور من علمائهم هو من لدن موافاة الشمس فلك نصف النهار إلى موافاتها إياه في نهار الغد و هو قول بين القولين فصار ابتداء الأيام بلياليها عندهم من النصف الظاهر من فلك نصف النهار و بنوا على ذلك حسابهم و استخرجوا عليها مواضع الكواكب بحركاتها المستوية و مواضعها المقومة في دفاتر السنة و بعضهم آثر النصف الخفي من فلك نصف النهار فابتدءوا به من نصف الليل كصاحب زيج شهرياران و لا بأس بذلك فإن المرجع إلى أصل واحد. و الذي دعاهم إلى اختيار دائرة نصف النهار دون دائرة الأفق هو أمور كثيرة منها أنهم وجدوا الأيام بلياليها مختلفة المقادير غير متفقة كما يظهر ذلك من اختلافها عند الكسوفات ظهورا بينا للحس و كان ذلك من أجل اختلاف مسير الشمس في فلك البروج و سرعته فيه مرة و بطئه أخرى و اختلاف مرور القطع من فلك البروج على الدوائر فاحتاجوا إلى تعديلها لإزالة ما عرض لها من الاختلاف و كان تعديلها بمطالع فلك البروج على دائرة نصف النهار مطردا في جميع المواضع إذ كانت هذه الدائرة بعض آفاق الكرة المنتصبة و غير متغيرة اللوازم في جميع البقاع من الأرض و لم يجدوا ذلك في دوائر الآفاق لاختلافها في كل موضع و حدوثها لكل واحد من العروض على شكل مخالف لما سواه و تفاوت مرور قطع فلك البروج عليها و العمل بها غير تام و لا جار على نظام. و منها أنه ليس بين دوائر أنصاف نهار البلاد إلا ما بينهما من دائرة معدل النهار و المدارات المشبهة بها فأما الآفاق فإن ما بينها مركب من ذلك و من انحرافها إلى الشمال و الجنوب و تصحيح أحوال الكواكب و مواضعها إنما هو بالجهة التي يلزم من فلك نصف النهار و تسمى الطول ليس له خط في الجهة الأخرى اللازمة عن الأفق و تسمى العرض فلأجل هذا اختاروا الدائرة التي   تطرد عليها حسباناتهم و أعرضوا عن غيرها على أنهم لو راموا العمل بالآفاق لتهيأ لهم و لأدتهم إلى ما أدتهم إليه دائرة نصف النهار لكن بعد سلوك المسلك البعيد و أعظم الخطاء هو تنكب الطريق المستقيم إلى البعد الأطول على عمد. الفائدة الثانية اعلم أن اليوم قد يطلق على مجموع اليوم و الليلة و قد يطلق على ما يقابل الليل و هو يرادف النهار و لا ريب في أن اليوم و النهار الشرعيين مبدؤهما من طلوع الفجر الثاني إلى غيبوبة قرص الشمس عند بعض و إلى ذهاب الحمرة المشرقية عند أكثر الشيعة و عند المنجمين و أهل فارس و الروم من طلوع الشمس إلى غروبها و خلط بعضهم بين الاصطلاحين فتوهم أن اليوم الشرعي أيضا في غير الصوم من الطلوع إلى الغروب و هذا خطاء و قد أوردنا الآيات و الأخبار الكثيرة الدالة على ما اخترناه في كتاب الصلاة و أجبنا عن شبه المخالفين في ذلك. قال أبو ريحان بعد إيراد ما تقدم منه هذا الحد هو الذي نحد به اليوم على الإطلاق إذا اشترط الليلة في التركيب فأما على التقسيم و التفصيل فإن اليوم بانفراده و النهار بمعنى واحد و هو من طلوع جرم الشمس إلى غروبه و الليل بخلاف ذلك و عكسه بتعارف من الناس قاطبة فيما بينهم و اتفاق من جمهورهم لا يتنازعون فيه إلا أن بعض علماء الفقه في الإسلام حد أول النهار بطلوع الفجر و آخره بغروب الشمس تسوية منه بينه و بين مدة الصوم و احتج بقوله تعالى وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ فادعى أن هذين الحدين هما طرفا النهار و لا تعلق لمن رأى هذا الرأي بهذه الآية بوجه من الوجوه لأنه لو كان أول الصوم أول النهار لكان تحديده ما هو ظاهر بين للناس بمثل ما حده به جاريا مجرى التكلف لما لا معنى له كما لم يحد آخر النهار و أول الليل بمثل ذلك إذ هو معلوم متعارف لا يجهله أحد و لكنه تعالى لما حد أول الصوم بطلوع الفجر و لم

    يحد آخره بمثله بل أطلقه بذكر الليل فقط لعلم الناس بأسرهم أنه غروب قرص الشمس علم أن المراد بما ذكر في الأول لم يكن مبدأ النهار و مما يدل على صحة قولنا قوله تعالى أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ إلى قوله تعالى ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ فأطلق المباشرة و الأكل و الشرب إلى وقت محدود لا الليل كله كما كان محظورا على المسلمين قبل نزول هذه الآية الأكل و الشرب بعد عشاء الآخرة و ما كانوا يعدون صومهم بيوم و بعض ليلته بل كانوا يذكرونها أياما بإطلاق. فإن قيل إنه أراد بذلك تعريفهم أول النهار للزم أن يكون الناس قبل ذلك جاهلين بأول الأيام و الليالي و ذلك ظاهر المحال فإن قيل إن النهار الشرعي خلاف النهار الوضعي فما ذلك إلا خلاف في العبارة و تسمية شي‏ء باسم وقع في التعارف على غيره مع تعري الآية عن ذكر النهار و أوله و المشاحة في مثل ذلك مما نعتزلها و نوافق الخصوم في العبارات إذا وافقونا في المعاني و كيف يعتقد أمر ظهر للعيان خلافه فإن الشفق من جهة المغرب هو نظير الفجر من جهة المشرق و هما متساويان في العلة متوازيان في الحالة فلو كان طلوع الفجر أول النهار لكان غروب الشفق آخره و قد اضطر إلى قبول ذلك بعض الشيعة و على أن من خالفنا فيما قدمناه يوافقنا في مساواة الليل و النهار مرتين في السنة إحداهما في الربيع و الأخرى في الخريف و يطابق قوله قولنا في أن النهار ينتهي في طوله عند تناهي قرب الشمس من القطب الشمالي و أنه ينتهي في قصره عند تناهي بعدها منه و أن ليل الصيف الأقصر يساوي نهار الشتاء الأقصر و أن   معنى قوله يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ و قوله تعالى يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ راجع إلى ذلك فإن جهلوا ذلك كله أو تجاهلوا لم يجدوا بدا من كون النصف النهار الأول ست ساعات و النصف الأخير ست ساعات و لا يمكنهم التعامي عن ذلك لشيوع الخبر المأثور في ذكر فضائل السابقين إلى الجامع يوم الجمعة و تفاضل أجورهم بتفاضل قصورهم في الساعات الست التي هي أول النهار إلى وقت الزوال و ذلك مقول على الساعات الزمانية المعوجة دون المستوية التي تسمى المعتدلة فلو سامحناهم بالتسليم لهم في دعواهم لوجب أن يكون استواء الليل و النهار حين تكون الشمس بجنبتي الانقلاب الشتوي و يكون ذلك في بعض المواضع دون بعض و أن لا يكون الليل الشتوي مساويا للنهار الصيفي و أن لا يكون نصف النهار موافاة الشمس منتصف ما بين الطلوع و الغروب و خلافات هذه اللوازم هي القضايا المقبولة عند من له أدنى بصر و ليس يتحقق لزوم هذه الشناعات إياهم إلا من له درية يسيرة بحركات الأكر. فإن تعلق متعلق بقول الناس عند طلوع الفجر قد أصبحنا و ذهب الليل فأين هو عن قولهم عند تقارب غروب الشمس و اصفرارها قد أمسينا و ذهب النهار و جاء الليل و إنما ذلك إنباء عن دنوه و إقباله و إدبار ما هم فيه و ذلك جار على طريق المجاز و الاستعارة و جائز في اللغة كقول الله تبارك و تعالى أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ و يشهد لصحة قولنا ما روي

 عن النبي ص أنه قال صلاة النهار عجماء

و تسمية الناس صلاة الظهر بالأولى لأنها الأولى من صلاتي النهار و تسمية صلاة العصر بالوسطى لتوسطها بين الصلاة الأولى من صلاتي النهار و بين الصلاة الأولى من صلوات الليل و ليس قصدي فيما أوردته في هذا الموضع إلا نفي   ظن من يظن أن الضروريات تشهد بخلاف ما يدل عليه القرآن و يحتج لإثبات ظنه بقول أحد الفقهاء و المفسرين و الله الموفق للصواب انتهى كلامه. و أقول سيأتي جواب ذلك كله و الدلائل الكثيرة الدالة على خلافه و ما ذكره على تقدير تمامه لا ينافي ما ادعيناه مع أن عرف الشرع بل العرف العام قد استقر على أن ابتداء اليوم و النهار طلوع الفجر الثاني و أكثر ما ذكره يدل على أنه بحسب الحساب و القواعد النجومية أولهما طلوع الشمس و لا مشاحة في ذلك و قوله لو كان أول الصوم أول النهار إلخ فالجواب أنه لما كان أول النهار عند أهل الحساب طلوع الشمس بين سبحانه أن المراد هنا اليوم الشرعي كما أنه لما كانت اليد تطلق على معان قال في آية الوضوء إِلَى الْمَرافِقِ لتعيين أحد المعاني و لما لم يكن في آخر النهار اختلاف في الاصطلاح لم يتعرض لتعيينه و إنما استقر العرف العام و الخاص على جعل أول النهار الفجر و أول الليل الغروب لما سيأتي أن الناس لما كانوا في الليل فارغين عن أعمالهم الضرورية للظلمة المانعة فاغتنموا شيئا من الضياء لحركتهم و توجههم إلى أعمالهم الدينية و الدنيوية   و في الليل بالعكس لأنهم لما كلوا و ملوا من حركات النهار و أعماله اغتنموا شيئا من الظلمة لتركهم ذلك فلذا اختلف الأمر في أول النهار و آخره و ما وقع في الشرع من أن الزوال نصف النهار فهو على التقريب و التخمين و ما ذكره من استواء الليل و النهار في الاعتدالين فمعلوم أنه مبني على اصطلاح المنجمين و سيأتي الكلام في جميع ذلك في كتاب الصلاة إن شاء الله تعالى. الفائدة الثالثة لا ريب في أن الليل بحسب الشرع مقدم على اليوم فما ورد في ليلة الجمعة مثلا إنما هي الليلة المتقدمة لا المتأخرة و ما يعتبره المنجمون و بعض العرب من تأخير الليلة فهو محض اصطلاح منهم و لا يبتني عليه شي‏ء من أحكام الشريعة و مما يدل عليه ما رواه

 الكليني في الروضة بسند موثق عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية إن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام

و توضيحه أن المغيرية هم أتباع المغيرة بن سعد البجلي و هو من المذمومين المطعونين و قد روى الكشي أخبارا كثيرة في أنه كان من الكذابين على أبي جعفر ع و روي أنه كان يدعو الناس إلى محمد بن عبد الله بن الحسن و كان من الزيدية التبرية و في بعض النسخ المغيرة أي الذين غيروا دين الله من المخالفين و قصة بطن نخلة هي ما ذكره المفسرون و المؤرخون أن النبي ص بعث عبد الله بن جحش و معه ثمانية رهط من المهاجرين و قيل اثنا عشر و أمره أن ينزل نخلة بين مكة و الطائف فيرصد قريشا و يعلم أخبارهم فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة قريش في آخر يوم من جمادى الآخرة و كانوا يرون أنه من جمادى و هو رجب فاختصم المسلمون فقال قائل منهم هذه غرة من عدو و غنم رزقتموه فلا ندري أ من   الشهر الحرام هذا اليوم أم لا فقال قائل منهم لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام و لا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه و غنموا عيره فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتى قدموا على النبي ص فقالوا أ يحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ الآية و يظهر من هذا الخبر كما ورد في بعض السير أيضا أنهم إنما فعلوا ذلك بعد رؤية هلال رجب و علمهم بكونه منه و استشهاده عليه السلام بأن الصحابة حكموا بعد رؤية الهلال بدخول رجب فالليل سابق على النهار و محسوب مع اليوم الذي بعده يوما و ما سبق من تقدم خلق النهار على الليل لا ينافي ذلك كما لا يخفى. الفائدة الرابعة اعلم أنهم يقسمون كلا من اليوم الحقيقي و اليوم الوسطي إلى أربعة و عشرين قسما متساوية يسمونها بالساعات المستوية و المعتدلة و أقسام اليوم الحقيقي تسمى بالحقيقية و الوسطي بالوسطية و قد يقسمون كلا من الليل و النهار في أي وقت كان باثنتي عشرة ساعة متساوية و يسمونها بالساعات المعوجة لاختلاف مقاديرها باختلاف الأيام طولا و قصرا بخلاف المستوية فإنها تختلف أعدادها و لا تختلف مقاديرها و المعوجة بعكسها و تسمى المعوجة بالساعات الزمانية أيضا لأنها نصف سدس زمان النهار أو زمان الليل و كثير من الأخبار مبنية على هذا الاصطلاح كما أومأنا إليه و الساعتان تستويان في خط الإستواء أبدا و عند حلول الشمس أحد الاعتدالين في سائر الآفاق و قد تطلق الساعة في الأخبار على مقدار من أجزاء الليل و النهار مختص بحكم معين أو صفة مخصوصة كساعة ما بين طلوع الفجر و الشمس و ساعة الزوال و الساعة بعد العصر و ساعة آخر الليل و أشباه ذلك بل على مقدار من الزمان و إن لم يكن من أجزاء الليل و النهار كالساعة التي تطلق على يوم القيامة كما أن اليوم قد يطلق على مقدار من الزمان مخصوص بواقعة أو حكم كيوم القيامة و يوم حنين و قال   تعالى وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ

12-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد جميعا عن النضر عن يحيى الحلبي عن المثنى عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً قال أ ما ترى البيت إذا كان الليل أشد سوادا من خارج فكذلك هم يزدادون سوادا

13-  التهذيب، بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف عن أبي بكر الحضرمي قال سألت أبا عبد الله ع فقلت متى أصلي ركعتي الفجر قال حين يعترض الفجر و هو الذي تسميه العرب الصديع

 بيان في القاموس الصديع كأمير الصبح و في الأساس و من المجاز انصدع الفجر و طلع الصديع و هو الفجر