باب 3- ما روي في سعادة أيام الأسبوع و نحوستها

1-  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن علي بن عبديد الأشعري عن ابن محبوب عن حبيب السجستاني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص يوم الجمعة يوم عبادة فتعبدوا لله عز و جل فيه و يوم السبت لآل محمد ع و يوم الأحد لشيعتهم و يوم الإثنين يوم بني أمية و يوم الثلاثاء   يوم لين و يوم الأربعاء لبني العباس و فتحهم و يوم الخميس يوم مبارك بورك لأمتي في بكورها فيه

 بيان ضمير بكورها راجع إلى الأمة أي مباكرتهم في طلب الحوائج و توجههم إليها بكرة

2-  الخصال، عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن سهل بن زياد عن عمر بن سفيان رفع الحديث إلى أبي عبد الله ع أنه قال لرجل من مواليه يا فلان ما لك لم تخرج قال جعلت فداك اليوم الأحد قال و ما للأحد قال الرجل للحديث الذي جاء عن النبي ص أنه قال احذروا حد الأحد فإن له حدا مثل حد السيف قال كذبوا كذبوا ما قال ذاك رسول الله ص فإن الأحد اسم من أسماء الله عز و جل قال قلت جعلت فداك فالإثنين قال سمي باسمهما قال الرجل سمي باسمهما و لم يكونا فقال له أبو عبد الله ع إذا حدثت فافهم إن الله تبارك و تعالى قد علم اليوم الذي يقبض فيه نبيه ص و اليوم الذي يظلم فيه وصيه فسماه باسمهما قال قلت فالثلاثاء قال خلقت يوم الثلاثاء النار و ذلك قوله عز و جل انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَ لا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ قال قلت فالأربعاء قال بنيت أربعة أركان للنار قال قلت فالخميس قال خلق الله الخمسة يوم الخميس قال قلت فالجمعة قال جمع الله عز و جل الخلق لولايتنا يوم الجمعة قال قلت فالسبت قال سبت الملائكة لربها يوم السبت فوجدته لم يزل واحدا

 بيان باسمهما أي باسم أبي بكر و عمر و الخمسة أصحاب العباء ع   سبت الملائكة أي قطعت أعمالها للتفكر في ذاته تعالى قال الراغب في مفرداته أصل السبت قطع العمل و منه سبت السير أي قطعه و سبت شعره حلقه و أنفه اصطلمه و قيل سمي يوم السبت لأن الله تعالى ابتدأ بخلق السماوات و الأرض يوم الأحد فخلقها في ستة أيام كما ذكره فقطع عمله يوم السبت فسمي بذلك

3-  الخصال، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد الموصلي عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن العسكري ع جئت أسأل عن خبره قال فنظر إلي الزراقي و كان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه فقال يا صقر ما شأنك فقلت خير أيها الأستاد فقال اقعد فأخذني ما تقدم و ما تأخر و قلت أخطأت في المجي‏ء قال فوحى الناس عنه ثم قال لي ما شأنك و فيم جئت قلت لخبر ما فقال لعلك تسأل عن خبر مولاك فقلت له و من مولاي مولاي أمير المؤمنين فقال اسكت مولاك مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك فقلت الحمد لله قال أ تحب أن تراه قلت نعم قال اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده قال فجلست فلما خرج قال لغلام له خذ بيد الصقر و أدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس و خل بينه و بينه قال فأدخلني إلى الحجرة و أومأ إلى بيت فدخلت فإذا هو ع جالس على صدر حصير و بحذائه قبر محفور قال فسلمت عليه فرد علي ثم أمرني بالجلوس ثم قال لي يا صقر ما أتى بك قلت سيدي جئت أتعرف خبرك قال ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إلي فقال يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن فقلت الحمد لله ثم قلت يا سيدي حديث يروى عن النبي ص لا أعرف معناه قال و ما هو فقلت قوله لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه فقال نعم الأيام نحن ما قامت السماوات و الأرض فالسبت اسم رسول الله   ص و الأحد كناية عن أمير المؤمنين ع و الإثنين الحسن و الحسين و الثلاثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا و الخميس ابني الحسن بن علي و الجمعة ابن ابني و إليه تجتمع عصابة الحق و هو الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال ع ودع و اخرج فلا آمن عليك

 قال الصدوق ره الأيام ليست بأئمة و لكن كني بها عن الأئمة لئلا يدرك معناه غير أهل الحق كما كنى الله عز و جل بالتين و الزيتون و طور سينين و هذا البلد الأمين عن النبي و علي و الحسن و الحسين و كما كنى عز و جل بالنعاج عن النساء على قول من روى ذلك في قصة داود و الخصمين و كما كنى بالسير في الأرض عن النظر في القرآن

 سئل الصادق ع عن قول الله عز و جل أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ قال معناه أ و لم ينظروا في القرآن

و كما كنى عز و جل بالسر عن النكاح في قوله عز و جل وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا و كما كنى عز و جل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيسى و أمه كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ و معناه أنهما كانا يتغوطان و كما كنى بالنحل عن رسول الله ص في قوله وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ و مثل هذا كثير. بيان فأخذني ما تقدم أي بالسؤال عما تقدم و عما تأخر أي عن الأمور المختلفة لاستعلام حالي و سبب مجيئي لذا ندم على الذهاب إليه لئلا يطلع على حاله و مذهبه أو الموصول فاعل أخذني بتقدير أي أخذني التفكر فيما تقدم من الأمور من ظنه التشيع بي و فيما تأخر مما يترتب على مجيئي من المفاسد   فوحى الناس أي أشار إليهم أن يبعدوا عنه أو على بناء التفعيل أي عجلهم في الذهاب عنه أو هو على بناء المجرد و الناس فاعل أي أسرعوا في الذهاب قال في المصباح الوحي الإشارة و الوحى السرعة يمد و يقصر و موت وحي مثل سريع وزنا و معنى يقال وحيت الذبيحة أحيها من باب وعد ذبحتها ذبحا وحيا و وحى الدواء للموت توحية عجله و أوحاه بالألف مثله انتهى و صاحب البريد الرسول المستعجل إذ البريد يطلق على الرسول و على دابته و يحتمل أن يراد به هنا رئيس هذه الطائفة في القاموس البريد المرتب و الرسل على دواب البريد و في الصحاح البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد و صاحب البريد قد أبرد إلى الأمير فهو مبرد و الرسول بريد و في النهاية البريد كلمة فارسية يراد بها في الأصل البغل و أصلها بريدة دم أي محذوف الذنب لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها فأعربت و خففت ثم سمي الرسول الذي يركبه بريدا و المسافة التي بين السكتين بريدا انتهى. لا عليك أي لا حزن عليك و الكناية عن العسكري ع بالخميس إما لكون إمامته أو ولادته في يوم الخميس و إن كان ضبط بعضهم مخالفا لذلك إذ الأكثر لم يعينوا خصوص اليوم أو لأن سني إمامته خمس سنين إذ السنة السادسة لم تكمل أو لأنه ع خامس من سمي أو كني بالحسن أو لأنه متصل بالقائم ع المكنى عنه بالجمعة أو لعلة أخرى لا نعرفها و لعل هذه من بطون الخبر فإن لأخبارهم ع ظهرا و بطنا كالقرآن و يكون ظاهره أيضا مرادا بأن يكون المعنى أن التشؤم و التطير بها يوجب تأثيرها و هذا معنى معاداتها لهم فأما المتوكلون   على الله المتوسلون بولاء أهل البيت ع فلا تضرهم نحوسة الأيام و الساعات كما سيأتي في رواية الشيخ في مجالسه

4-  العلل، و العيون، و الخصال، عن محمد بن عمرو البصري عن محمد بن عبد الله الواعظ عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع قال سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن الأيام و ما يجوز فيها من العمل فقال ع يوم السبت يوم مكر و خديعة و يوم الأحد يوم عرس و بناء و يوم الإثنين يوم سفر و طلب و يوم الثلاثاء يوم حرب و دم و يوم الأربعاء يوم شوم فيه يتطير الناس و يوم الخميس يوم الدخول على الأمراء و قضاء الحوائج و يوم الجمعة يوم خطبة و نكاح

 قال الصدوق ره يوم الإثنين يوم سفر إلى موضع الاستسقاء و الطلب للمطر بيان يمكن حمل ما ورد في الإثنين على التقية

5-  العيون، عن أبيه و محمد بن الحسن عن محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس معا عن محمد بن أحمد الأشعري عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن بكر بن صالح الجعفري قال سمعت أبا الحسن ع يقول قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء و استحموا يوم الأربعاء و أصيبوا من الحجام حاجتكم يوم الخميس و تطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة

    الخصال، عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن البرقي مثله

6-  العلل، في خبر ابن سلام أنه سأل النبي ص عن أول يوم خلق الله عز و جل قال يوم الأحد قال و لم سمي يوم الأحد قال لأنه واحد محدود قال فالإثنين قال هو اليوم الثاني من الدنيا قال و الثلاثاء قال الثالث من الدنيا قال فالأربعاء قال اليوم الرابع من الدنيا قال فالخميس قال هو يوم خامس من الدنيا و هو يوم أنيس لعن فيه إبليس و رفع فيه إدريس قال فالجمعة قال هو يوم مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ و يوم شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قال فالسبت قال يوم مسبوت و ذلك قوله عز و جل في القرآن وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ فمن الأحد إلى الجمعة ستة أيام و السبت معطل

 بيان لأنه واحد محدود لعل المعنى أنه أول زمان حد أوله و آخره فصار يوما لأنه أول يوم خلق فيه العالم و قبله لم يكن زمان محدود كذلك فينطبق على ما بعده و على سائر الأخبار و مشهود أي مشهود فيه أوله و هو شاهد لمن أتى الجمعة يوم مسبوت أي مقطوع فيه خلق العالم

7-  مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن أبي محمد الفحام عن محمد بن أحمد المنصوري عن سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس قال قلت للعسكري ع ذات يوم يا سيدي قد وقع إلي اختيارات الأيام عن سيدنا الصادق ع مما حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن سيدنا الصادق ع في كل شهر فأعرضه عليك فقال لي افعل فلما عرضته عليه و صححته قلت له يا سيدي في أكثر هذه الأيام قواطع عن المقاصد لما ذكر   فيها من النحس و المخاوف فتدلني على الاحتراز من المخاوف فيها فإنما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها فقال لي يا سهل إن لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجة البحار الغامرة و سباسب البيد الغائرة بين سباع و ذئاب و أعادي الجن و الإنس لأمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا فثق بالله عز و جل و أخلص في الولاء لأئمتك الطاهرين و توجه حيث شئت و اقصد ما شئت إذا أصبحت و قلت ثلاثا أصبحت اللهم معتصما بذمامك المنيع الذي لا يطاول و لا يحاول من كل طارق و غاشم من سائر ما خلقت و من خلقت من خلقك الصامت و الناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيك محتجزا من كل قاصد إلى أذية بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقهم و التمسك بحبلهم جميعا موقنا أن الحق لهم و معهم و فيهم و بهم أوالي من والوا و أجانب من جانبوا فأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه يا عظيم حجزت الأعادي عني ببديع السماوات و الأرض إنا جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون و قلتها عشيا ثلاثا حصلت في حصن من مخاوفك و أمن من محذورك فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه فقدم أمام توجهك الحمد لله رب العالمين و المعوذتين و آية الكرسي و سورة القدر و آخر آية في سورة آل عمران و قل اللهم بك يصول الصائل و بقدرتك يطول الطائل و لا حول لكل ذي حول إلا بك و لا قوة يمتارها ذو قوة إلا منك بصفوتك من خلقك و خيرتك من بريتك محمد نبيك و عترته و سلالته عليه و عليهم السلام صل عليهم و اكفني شر هذا اليوم و ضرره و ارزقني خيره و يمنه و اقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة و بلوغ المحبة و   الظفر بالأمنية و كفاية الطاغية الغوية و كل ذي قدرة لي على أذية حتى أكون في جنة و عصمة من كل بلاء و نقمة و أبدلني من المخاوف أمنا و من العوائق فيه يسرا حتى لا يصدني صاد عن المراد و لا يحل بي طارق من أذى العباد إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و الأمور إليك تصير يا من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

 بيان اللجة بالضم معظم الماء و يقال غمر الماء أي كثر و غمره الماء أي غطاه و السبسب المفازة أو الأرض المستوية البعيدة بلد سبسب و سباسب و البيد بالكسر جمع البيداء و هي الفلاة أي الأرض الخالية لا ماء فيها و الغائرة من الغور أي المنخفضة فإنها أهول و في بعض النسخ بالباء الموحدة من الغبار فإنه لا يهتدى إلى الخروج منها و الذمام بالكسر العهد و الكفالة و الأمان و المطاولة المغالبة في الطول و الطول و حاوله رامه و الغشم الظلم بلباس سابغة بغير تنوين فيهما بالإضافة فالأولى من إضافة الموصوف إلى الصفة و الثانية البيانية أو بالتنوين فيهما أو في الثاني منهما فقوله ولاء بدل أو عطف بيان و كذا قوله بجدار حصين يحتمل الإضافة و التوصيف و في بعض النسخ حصن بغير ياء فالإضافة لا غير و الحجز المنع و الكف ببديع السماوات و الأرض أي مبدعهما أو بمن سماواته و أرضه بديعتان و صال على قرنه سطا و استطال و الامتيار جلب الميرة بالكسر و هي الطعام و السلالة بالضم ما انسل من الشي‏ء و الولد

8-  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله ع قال السبت لنا و الأحد شيعتنا و الإثنين لأعدائنا و الثلاثاء لبني أمية و الأربعاء يوم شرب الدواء و الخميس تقضى فيه الحوائج و الجمعة للتنظيف و التطيب و هو عيد المسلمين و   هو أفضل من الفطر و الأضحى و يوم غدير أفضل الأعياد و هو الثامن عشر من ذي الحجة و كان يوم الجمعة و يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة و تقوم القيامة يوم الجمعة و ما من عمل أفضل يوم الجمعة من الصلاة على محمد و آله

 بيان لأعدائنا أي لجميع المخالفين و إن كان بنو أمية منهم و الثلاثاء لخصوصهم و شيعتهم

9-  العلل، لمحمد بن علي بن إبراهيم قال العلة في صوم الخميس و الأربعاء أن الأعمال ترفع يوم الخميس و النار خلقت يوم الأربعاء

10-  الدر المنثور، عن ابن عباس قال إن الله تعالى خلق يوما فسماه الأحد ثم خلق ثانيا فسماه الإثنين ثم خلق ثالثا فسماه الثلاثاء ثم خلق رابعا فسماه الأربعاء و خلق خامسا فسماه الخميس فخلق الله الأرض يوم الأحد و الإثنين و خلق الجبال يوم الثلاثاء و لذلك يقول الناس إنه يوم ثقيل و خلق مواضع الأنهار و الشجر و القرى يوم الأربعاء و خلق الطير و الوحش و السباع و الهوام و الآفة يوم الخميس و خلق الإنسان يوم الجمعة و فرغ من الخلق يوم السبت

11-  العيون، عن محمد بن علي بن الشاه عن أبي بكر عبد الله النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه و عن أحمد بن إبراهيم الخوزي و إبراهيم بن مروان الخوزي عن جعفر بن محمد بن زياد عن أحمد بن عبد الله الشيباني و عن الحسين بن محمد الأشناني عن علي بن محمد بن مهرويه عن داود بن سليمان جميعا عن الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد ع قال السبت لنا و الأحد لشيعتنا و الإثنين لبني أمية و الثلاثاء لشيعتهم و الأربعاء لبني العباس   و الخميس لشيعتهم و الجمعة لسائر الناس جميعا و ليس فيه سفر قال الله تبارك و تعالى و تعالى فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ يعني يوم السبت

 صحيفة الرضا، بالإسناد عنه ع مثله بيان فيه مخالفة لسائر الأخبار في ذم الثلاثاء و الخميس إلا أن يقال تبرك المخالفين بهما لا يدل على ذمهما إلا إذا اقترن بهما شي‏ء آخر كالإثنين ثم على تأويله ع لعل المراد بقضاء الصلاة العمل بتوابعها و مكملاتها من سائر أعمال يوم الجمعة

12-  المكارم، عن الحلبي عن أبي عبد الله ع أ يكره السفر في شي‏ء من الأيام المكروهة الأربعاء و غيره قال افتتح سفرك بالصدقة و اقرأ آية الكرسي إذا بدا لك

 و عن حماد بن عثمان عنه ع مثله إلا أنه قال افتتح سفرك بالصدقة و اخرج إذا بدا لك و اقرأ آية الكرسي و احتجم إذا بدا لك

13-  في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين ع

لنعم اليوم يوم السبت حقا لصيد إن أردت بلا امتراءو في الأحد البناء لأن فيه تبدي الله في خلق السماءو في الإثنين إن سافرت فيه ستظفر بالنجاح و بالثراءو من يرد الحجامة فالثلاثاء ففي ساعاته هرق الدماءو إن شرب امرؤ يوما دواء فنعم اليوم يوم الأربعاء

   و في يوم الخميس قضاء حاج ففيه الله يأذن بالدعاءو في الجمعات تزويج و عرس و لذات الرجال مع النساءو هذا العلم لا يعلمه إلا نبي أو وصي الأنبياء

 بيان لنعم اللام لام الابتداء للتأكيد و لا تدخل على الماضي إلا مع قد في غير نعم و بئس و الحق ضد الباطل و اليقين الثابت و هو مفعول مطلق لفعل لازم الحذف أي أقول قولا حقا أو علمت ذلك حقا يقينا أو حق ذلك حقا و الظرف في قوله بلا امتراء متعلق بنعم أو بقوله حقا تبدي أي ابتدأ قلبت الهمزة ألفا و يؤيده قول الجوهري إن أهل المدينة يقولون بدينا بمعنى بدأنا كذا قال الشارح. و قال بعض الأفاضل ما ذكره لا يوافقه اللغة و الظاهر أن يكون الأصل في كلامه ع لأن فيه ابتدأ الله على الماضي من الافتعال فأسقط الكتاب الهمزة من أوله حفظا لرعاية الوزن عند القطع عن المصراع الأول و لم يتفطنوا لجواز الوصل لتلك الرعاية ثم كتبوا الهمزة الأخيرة بالياء على ما اشتهر من الخطاء في أمثاله بينهم انتهى. و فيه متعلق بقوله ستظفر و الضمير راجع إلى السفر كذا ذكره الشارح و يمكن أن يكون الضمير راجعا إلى الإثنين و يكون تأكيدا أو يكون تقدير الكلام و أقول في الإثنين و الثراء كثرة المال و هرق الدماء بالفتح على المصدر سفكها في المصباح تقول هرقته هرقا من باب نفع انتهى و المشهور فيه الإهراق و يمكن أن يكون هنا لازما أي انصباب الدماء و الحاج جمع الحاجة ذكره الفيروزآبادي و قال أذن بالشي‏ء كسمع علم به و أذن له في الشي‏ء كسمع إذنا بالكسر إباحة و أذن إليه و له كفرح استمع معجبا أو عام انتهى و على التقادير كناية عن استجابة الدعاء. و التزويج النكاح و العرس الزفاف أو إطعامه في القاموس العرس بالضم و بضمتين طعام الوليمة و النكاح و قال الشارح قد تقرر في علم النجوم أن السبت متعلق بزحل و الأحد بالشمس و الإثنين بالقمر و الثلاثاء بالمريخ و الأربعاء بالعطارد و الخميس بالمشتري و الجمعة بالزهرة و مناسبة   القمر بالسفر و المريخ بالحجامة و سفك الدم و العطارد لشرب الدواء و المشتري بقضاء الحاجات و الدعاء و الزهرة للتزويج و العرس و اجتماع الرجال و النساء مسلمة في هذا الفن لكن مناسبة الزحل بالصيد و الشمس بالبناء لا تظهران من هذا الفن. و لعل تخصيص السبت بالصيد مبني على ما روي عن ابن عباس و مجاهد أن اليهود أمروا باليوم الذي أمرتم به و هو يوم الجمعة فتركوه و اختاروا السبت فابتلاهم الله به و حرم عليهم الصيد فيه فإذا كان يوم السبت شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر فإذا انقضت السبت ذهبت و ما عادت إلا في السبت المقبل و ذلك بلاء ابتلاهم الله به و وجه التخصيص للأحد بالبناء مذكور في البيت انتهى. و أقول لعل تخصيص السبت بالصيد لأن الله رخص لنا فيه و يجب المبادرة إلى رخصة كما يجب المبادرة إلى عزائمه و لذا يستحب الجماع في أول ليلة من شهر رمضان أو مخالفة لليهود في تحريمهم الصيد فيه ثم إن البيت الأخير يدل على أن هذا العلم الذي هو شعبة من علم النجوم مختص بهم ع لا يعلمه غيرهم كما مر في الأخبار قال الغزالي في الإحياء المنهي عنه من النجوم أمران أحدهما أن يصدق بأنها فاعلة لآثارها مستقلة بها و الثاني تصديق المنجمين في أحكامهم لأنهم يقولونها من جهل و هذا العلم كان معجزة لبعض الأنبياء ع ثم اندرس فلم يبق إلا ما هو مختلط لا يتميز فيه الصواب عن الخطاء فاعتقاد كون الكواكب أسبابا لآثار تحصل بخلق الله ليس قادحا في الدين بل هو الحق انتهى و قال علاء الدولة من الصوفية إذا أردت أن تعرف أن المطر يحدث بسبب الاتصالات العلوية التي يسميها المنجمون فتح الباب فاقرأ قوله تعالى فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ و إذا أردت أن تعرف أن علم النجوم علم الأنبياء فاقرأ قوله تعالى فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ و مراد النبي ص من قوله

 من آمن بالنجوم فقد كفر

أن من آمن بأنها مستقلات بأنفسها في تدبير العالم غير مسخرات بأمر الله تعالى فقد كفر بالله الذي خلقها و سخرها و جعلها   مدبرات بأمره و أودع في كل واحد منها خاصية خاصة دون غيره و في اجتماعها خاصية دون ما اختص به كل واحد قبل الاجتماع انتهى و قد مر الكلام منا في ذلك في بابه

14-  المكارم، من كتاب المحاسن عن عبد الله بن سليمان عن أحدهما ع قال كان أبي إذا خرج يوم الأربعاء أو في يوم يكرهه الناس من محاق أو غيره تصدق بصدقة ثم خرج

 و عن أبي عبد الله ع من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع الله عنه نحس ذلك اليوم

 و من كتاب طب الأئمة عن أبي الحسن ع قال قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء و احتجموا يوم الأربعاء و أصيبوا من الحمام يوم الخميس و تطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة