باب 28- آخر في ذكر من يخلد في النار و من يخرج منها

 1-  يد، ]التوحيد[ الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير قال سمعت موسى بن جعفر ع يقول لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر و الجحود و أهل الضلال و الشرك و من اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر قال الله تعالى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً قال فقلت له يا ابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المؤمنين فقال حدثني أبي عن آبائه عن علي ع قال سمعت رسول الله ص يقول إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل قال ابن أبي عمير فقلت له يا ابن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر و الله تعالى يقول وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ و من يركب الكبائر لا يكون مرتضى فقال يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءهذلك و ندم عليه و قد قال النبي ص كفى بالندم توبة و قال من سرته حسنة و ساءته سيئة فهو مؤمن فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن و لم تجب له الشفاعة و كان ظالما و الله تعالى يقول ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ  وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ فقلت له يا ابن رسول الله و كيف لا يكون مؤمنا من لم يندم على ذنب يرتكبه فقال يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي و هو يعلم أنه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب و متى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة و متى لم يندم عليها كان مصرا و المصر لا يغفر له لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب و لو كان مؤمنا بالعقوبة لندم و قد قال النبي ص لا كبيرة مع الاستغفار و لا صغيرة مع الإصرار و أما قول الله وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه و الدين الإقرار بالجزاء على الحسنات و السيئات و من ارتضى الله دينه ندم على ما يرتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة

 2-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ في قوله تعالى وَ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قال قال رسول الله ص إن ولاية علي حسنة لا تضر معها شي‏ء من السيئات و إن جلت إلا ما يصيب أهلها من التطهير منها بمحن الدنيا و ببعض العذاب في الآخرة إلى أن ينجوا منها بشفاعة مواليهم الطيبين الطاهرين و إن ولاية أضداد علي و مخالفة علي ع سيئة لا تنفع معها شي‏ء إلا ما ينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم و الصحة و السعة فيردوا الآخرة و لا يكون لهم إلا دائم العذاب ثم قال إن من جحد ولاية علي ع لا يرى بعينه الجنة أبدا إلا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله و مأواه فيزداد حسرات و ندمات و إن من تولى عليا و تبرأ من أعدائه و سلم لأوليائه لا يرى النار بعينه إلا ما يراه فيقال له لو كنت على غير هذا لكان ذلك مأواك و إلا ما يباشره فيها إن كان مسرفا على نفسه بما دون الكفر إلى أن ينظف بجهنم كما ينظف القذر بدنه بالحمام ثم ينقل عنها بشفاعة مواليه ثم قال رسول الله ص اتقوا الله معاشر الشيعة فإن الجنة لن تفوتكم و إن أبطأت بها عنكم قبائح أعمالكم فتنافسوا في درجاتها قيل فهل يدخل جهنم أحد من محبيك و محبي علي ع قال من قذر نفسه بمخالفة محمد و علي و واقع المحرمات و ظلم المؤمنين و المؤمنات و خالف ما رسم له من الشريعات جاء يوم القيامة قذرا طفسا  يقول محمد و علي ع يا فلان أنت قذر طفس لا تصلح لمرافقة الأخيار و لا لمعانقة الحور الحسان و لا الملائكة المقربين لا تصل إلى هناك إلا بأن يطهر عنك ما هاهنا يعني ما عليك من الذنوب فيدخل إلى الطبق الأعلى من جهنم فيعذب ببعض ذنوبه و منهم من يصيبه الشدائد في المحشر ببعض ذنوبه ثم يلتقطه من هنا من يبعثهم إليه مواليه من خيار شيعتهم كما يلقط الطير الحب و منهم من يكون ذنوبه أقل و أخف فيطهر منها بالشدائد و النوائب من السلاطين و غيرهم و من الآفات في الأبدان في الدنيا ليدلى في قبره و هو طاهر و منهم من يقرب موته و قد بقيت عليه سيئة فيشتد نزعه فيكفر به عنه فإن بقي شي‏ء و قويت عليه و يكون عليه بطر أو اضطراب في يوم موته فيقل من بحضرته فيلحقه به الذل فيكفر عنه فإن بقي عليه شي‏ء أتي به و لما يلحد فيتفرقون عنه فتطهر فإن كانت ذنوبه أعظم و أكثر طهر منها بشدائد عرصات يوم القيامة فإن كانت أكثر و أعظم طهر منها في الطبق الأعلى من جهنم و هؤلاء أشد محبينا عذابا و أعظمهم ذنوبا إن هؤلاء لا يسمون بشيعتنا و لكن يسمون بمحبينا و الموالين لأوليائنا و المعادين لأعدائنا إنما شيعتنا من شيعنا و اتبع آثارنا و اقتدى بأعمالنا

 توضيح الطفس محركة قذر الإنسان إذا لم يتعهد نفسه و هو طفس ككتف قذر نجس و البطر بالتحريك الدهش و الحيرة

 3-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ إسماعيل بن إبراهيم معنعنا عن ميسرة قال سمعت الرضا ع يقول و الله لا يرى في النار منكم اثنان أبدا و الله و لا واحد قال قلت له أصلحك الله أين  هذا في كتاب الله قال في سورة الرحمن و هو قوله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه منكم إنس و لا جان قال قلت ليس فيها منكم قال بلى و الله إنه لمثبت فيها و إن أول من غير ذلك لابن أروى و ذلك لكم خاصة و لو لم يكن فيها منكم لسقط عقاب الله عن الخلق

 بيان ابن أروى هو عثمان

 4-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن ميسر قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال كيف أصحابك فقلت جعلت فداك لنحن عندهم أشر من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا قال و كان متكئا فاستوى جالسا ثم قال كيف قلت قلت و الله لنحن عندهم أشر من اليهود و النصارى و الذين أشركوا فقال أما و الله لا يدخل النار منكم اثنان لا و الله و لا واحد و الله إنكم الذين قال الله تعالى وَ قالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ثم قال طلبوكم و الله في النار و الله فما وجدوا منكم أحدا

 5-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن منصور بن يونس عن عنبسة عن أبي عبد الله ع قال إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا فيقول بعضهم لبعض ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ قال و ذلك قول الله عز و جل إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا

 6-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله ع أنه قال لأبي بصير يا أبا محمد لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله وَ قالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ و الله ما عنى الله و لا أراد بهذا غيركم صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس  و أنتم و الله في الجنة تحبرون و في الناس تطلبون الخبر

 7-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن ابن فضال عن ابن مسكان عن ابن فرقد عمن سمع أبا عبد الله ع يقول لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر و لا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فاسترجعت فقال ما لك تسترجع فقلت لما أسمع منك فقال ليس حيث تذهب إنما أعني الجحود إنما هو الجحود

 8-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن القاسم بن عبيد بإسناده عن عبد الله بن سليمان الديلمي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لعلي ع ثم تأخذ بحجزتي و آخذ بحجزة الله و هي الحق و تأخذ ذريتك بحجزتك و تأخذ شيعتك بحجزة ذريتك فأين يذهب بكم إلا إلى الجنة فإذا دخلتم الجنة فتبوأتم مع أزواجكم و نزلتم منازلكم أوحى الله إلى مالك أن افتح باب الجنة لينظروا أوليائي إلى ما فضلتهم على عدوهم فيفتح أبواب جهنم فتطلون عليهم فإذا وجد أهل جهنم روح رائحة الجنة قالوا يا مالك أ تطمع لنا في تخفيف العذاب عنا إنا لنجد روحا فيقول لهم مالك إن الله أوحى إلي أن أفتح أبواب جهنم لينظر أهل الجنة إليكم فيرفعون رءوسهم فيقول هذا يا فلان أ لم تك تجوع فأشبعك و يقول هذا يا فلان أ لم تك تعرى فأكسوك و يقول هذا يا فلان أ لم تك تخاف فآويتك و يقول هذا يا فلان أ لم تك تحدث فأكتم عليك فيقولون بلى فيقولون استوهبونا من ربكم فيدعون لهم فيخرجون من النار إلى الجنة فيكونون فيها ملومين و يسمون  الجهنميين فيقولون سألتم ربكم فأنقذنا من عذابه فادعوه يذهب عنا هذا الاسم و يجعل لنا في الجنة مأوى فيدعون فيوحي الله إلى ريح فتهب على أفواه أهل الجنة فينسيهم ذلك الاسم و يجعل لهم في الجنة مأوى

 9-  فس، ]تفسير القمي[ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ هم الذين خالفوا دين الله و صلوا و صاموا و نصبوا لأمير المؤمنين ع و هو قوله تعالى عامِلَةٌ ناصِبَةٌ عملوا و نصبوا فلا يقبل منهم شي‏ء من أفعالهم تَصْلى وجوههم ناراً حامِيَةً

 و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله تعالى إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَ كَفَرَ يريد من لم يتعظ و لم يصدقك و جحد ربوبيتي و كفر نعمتي فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ يريد الغليظ الشديد الدائم

 10-  و حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من خالفكم و إن عبد و اجتهد منسوب إلى هذه الآية وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً

 11-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن أحمد رفعه إلى أبي عبد الله ع قال كل ناصب و إن تعبد منسوب إلى هذا الآية وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ الآية

 12-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن ابن فضال عن حنان عن أبي عبد الله ع أنه قال لا يبالي الناصب صلى أم زنى و هذه الآية نزلت فيهم عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً

 13-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال أبي كل ناصب و إن تعبد و اجتهد منسوب إلى هذه الآية عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً كل ناصب مجتهد فعمله هباء الخبر

 14-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن أبي عبد الله الرازي عن أحمد بن محمد بن نصر عن صالح بن سعيد القماط عن أبان بن تغلب قال  قال أبو عبد الله ع كل ناصب و إن تعبد و اجتهد يصير إلى هذه الغاية عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً

 15-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن وهب عن أبي سعيد هاشم عن أبي عبد الله ع قال أربعة لا يدخلون الجنة الكاهن و المنافق و مدمن الخمر و القتات و هو النمام

 بيان لعل المعنى أن الكاهن و المدمن و القتات لا يدخلونها إذا كانوا مستحلين أو ابتداء و كذا الكلام في بعض ما سيأتي من الأخبار في أصحاب الكبائر

 16-  ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن سهل عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن سنان عن منذر بن يزيد عن أبي هارون المكفوف قال قال لي أبو عبد الله ع يا أبا هارون إن الله تبارك و تعالى آلى على نفسه أن لا يجاوره خائن قال قلت و ما الخائن قال من ادخر عن مؤمن درهما أو حبس عنه شيئا من أمر الدنيا قال قلت أعوذ بالله من غضب الله فقال إن الله تبارك و تعالى آلى على نفسه أن لا يسكن جنته أصنافا ثلاثة راد على الله عز و جل أو راد على إمام هدى أو من حبس حق امرئ مؤمن قال قلت يعطيه من فضل ما يملك قال يعطيه من نفسه و روحه فإن بخل عليه بنفسه فليس منه إنما هو شرك شيطان

 17-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة لا يدخلون الجنة السفاك للدم و شارب الخمر و مشاء بنميمة

 18-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناده عن المفضل بن عمر عن الصادق عن آبائه قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي جل جلاله و ساق الحديث في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع إلى أن قال يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع و يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنتي و لا أظللته تحت عرشي الخبر

   -19  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ في قوله تعالى بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ قال السيئة المحيطة به أن تخرجه عن جملة دين الله و تنزعه عن ولاية الله و تؤمنه من سخط الله و هي الشرك بالله و الكفر به و الكفر بنبوة محمد ص و الكفر بولاية علي بن أبي طالب ع و خلفائه كل واحد من هذه سيئة تحيط به أي تحيط بأعماله فتبطلها و تمحقها فَأُولئِكَ عاملو هذه السيئة المحيطة أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ

 20-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس عن صباح المزني عن أبي حمزة عن أحدهما ع في قول الله عز و جل بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال إذا جحد إمامة أمير المؤمنين فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ

 21-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال إن رسول الله ص تلا هذه الآية لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ فقال ص أصحاب الجنة من أطاعني و سلم لعلي بن أبي طالب بعدي و أقر بولايته و أصحاب النار من سخط الولاية و نقض العهد و قاتله بعدي

 22-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن سعيد عن عبد الله بن وضاح اللؤلؤي عن إسماعيل بن أبان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال علي ع إذا كان يوم القيامة نادى مناد من السماء أين علي بن أبي طالب قال فأقوم أنا فيقال لي أنت علي فأقول أنا ابن عم النبي و وصيه و وارثه فيقال لي صدقت ادخل الجنة فقد غفر الله لك و لشيعتك فقد آمنك الله و آمنهم معك من الفزع الأكبر ادخلوا الجنة آمنين لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ

 23-  لي، ]الأمالي للصدوق[ حمزة العلوي عن علي بن إبراهيم عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن الحسين بن يحيى بن الحسين عن عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا  لا يعذب الله بالنار موحدا أبدا و إن أهل التوحيد يشفعون فيشفعون ثم قال ع إنه إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك و تعالى بقوم ساءت أعمالهم في دار الدنيا إلى النار فيقولون يا رب كيف تدخلنا النار و قد كنا نوحدك في دار الدنيا و كيف تحرق قلوبنا و قد عقدت على أن لا إله إلا أنت أم كيف تحرق وجوهنا و قد عفرناها لك في التراب أم كيف تحرق أيدينا و قد رفعناها بالدعاء إليك فيقول الله جل جلاله عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا فجزاؤكم نار جهنم فيقولون يا ربنا عفوك أعظم أم خطيئتنا فيقول بل عفوي فيقولون رحمتك أوسع أم ذنوبنا فيقول عز و جل بل رحمتي فيقولون إقرارنا بتوحيدك أعظم أم ذنوبنا فيقول عز و جل بل إقراركم بتوحيدي أعظم فيقولون يا ربنا فليسعنا عفوك و رحمتك التي وسعت كل شي‏ء فيقول الله جل جلاله ملائكتي و عزتي و جلالي ما خلقت خلقا أحب إلي من المقرين لي بتوحيدي و أن لا إله غيري و حق علي أن لا أصلي بالنار أهل توحيدي أدخلوا عبادي الجنة

 24-  من كتاب صفات الشيعة، للصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قال من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة و إخلاصه أن يحجزه لا إله إلا الله عما حرم الله

 25-  و عن ابن المتوكل عن محمد الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لما فتح رسول الله ص مكة قام على الصفا فقال يا بني هاشم يا بني عبد المطلب إني رسول الله إليكم و إني شفيق عليكم لا تقولوا إن محمدا منا فو الله ما أوليائي منكم و لا من غيركم إلا المتقون ألا فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا على رقابكم و يأتي الناس يحملون الآخرة ألا و إني قد أعذرت فيما بيني و بينكم و فيما بين الله عز و جل و بينكم و إن لي عملي و لكم عملكم

   -26  و من كتاب فضائل الشيعة للصدوق رحمه الله، بإسناده عن أبي عبد الله ع قال قال لشيعته دياركم لكم جنة و قبوركم لكم جنة للجنة خلقتم و إلى الجنة تصيرون

 27-  و بإسناده عن الصباح بن سيابة عن أبي عبد الله ع قال إن الرجل ليحبكم و ما يدري ما تقولون فيدخله الله الجنة و إن الرجل ليبغضكم و ما يدري ما تقولون فيدخله الله النار

 28-  و بإسناده عن ميسر قال سمعت الرضا ع يقول لا يرى منكم في النار اثنان لا و الله و لا واحد قال قلت فأين ذا من كتاب الله فأمسك عني هنيئة قال فإني معه ذات يوم في الطواف إذ قال يا ميسر اليوم أذن لي في جوابك عن مسألتك كذا قال قلت فأين هو من القرآن قال في سورة الرحمن و هو قول الله عز و جل فيومئذ لا يسئل عن ذنبه منكم إنس و لا جان هكذا نزلت و غيرها ابن أروى

 29-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن القاسم بن بريد عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله ع عن الجهنميين فقال كان أبو جعفر ع يقول يخرجون منها فينتهي بهم إلى عين عند باب الجنة تسمى عين الحيوان فينضح عليهم من مائها فينبتون كما تنبت الزرع تنبت لحومهم و جلودهم و شعورهم

 30-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن عمر بن أبان عن آدم أخي أيوب عن حمران قال قلت لأبي عبد الله ع إنهم يقولون لا تعجبون من قوم يزعمون أن الله يخرج قوما من النار فيجعلهم من أصحاب الجنة مع أوليائه فقال أ ما يقرءون قول الله تبارك و تعالى وَ مِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ إنها جنة دون جنة و نار دون نار إنهم لا يساكنون أولياء الله و قال بينهما و الله منزلة و لكن لا أستطيع أن أتكلم إن أمرهم لأضيق من الحلقة إن القائم لو قام لبدأ بهؤلاء

 بيان قوله ع إن أمرهم أي المخالفين لأضيق من الحلقة أي الأمر في الآخرة مضيق عليهم لا يعفى عنهم كما يعفى عن مذنبي الشيعة و لو قام القائم بدأ  بقتل هؤلاء قبل الكفار فقوله ع لا أستطيع أن أتكلم أي في تكفيرهم تقية و الحاصل أن المخالفين ليسوا من أهل الجنان و لا من أهل المنزلة بين الجنة و النار و هي الأعراف بل هم مخلدون في النار و يحتمل أن يكون المعنى لا أستطيع أن أتكلم في رد أقوالهم لأنهم ضيقوا علينا الأمر كالحلقة و أضيق فلزمنا التقية منهم

 31-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن عمر بن أبان قال سألت أبا عبد الله ع عمن دخل النار ثم أخرج منها ثم أدخل الجنة فقال إن شئت حدثتك بما كان يقول فيه أبي قال إن ناسا يخرجون من النار بعد ما كانوا حمما فينطلق بهم إلى نهر عند باب الجنة يقال له الحيوان فينضح عليهم من مائه فتنبت لحومهم و دماؤهم و شعورهم

 32-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن عمر بن أبان قال سمعت عبدا صالحا يقول في الجهنميين إنهم يدخلون النار بذنوبهم و يخرجون بعفو الله

 33-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن قوما يحرقون في النار حتى إذا صاروا حمما أدركتهم الشفاعة قال فينطلق بهم إلى نهر يخرج من رشح أهل الجنة فيغتسلون فيه فتنبت لحومهم و دماؤهم و تذهب عنهم قشف النار و يدخلون الجنة فيسمون الجهنميون فينادون بأجمعهم اللهم أذهب عنا هذا الاسم قال فيذهب عنهم ثم قال يا أبا بصير إن أعداء علي هم الخالدون في النار لا تدركهم الشفاعة

 بيان قال الفيروزآبادي الحمم كصرد الفحم و قال القشف محركة قذر الجلد و رثاثة الهيئة و سوء الحال

 34-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن ربعي عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال إن آخر من يخرج من النار لرجل يقال له همام ينادي فيها عمرا يا حنان يا منان

 35-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن الأحول عن حمران قال  سمعت أبا جعفر ع يقول إن الكفار و المشركين يرون أهل التوحيد في النار فيقولون ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا و ما أنتم و نحن إلا سواء قال فيأنف لهم الرب عز و جل فيقول للملائكة اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله و يقول للمؤمنين مثل ذلك حتى إذا لم يبق أحد تبلغه الشفاعة قال تبارك و تعالى أنا أرحم الراحمين اخرجوا برحمتي فيخرجون كما يخرج الفراش قال ثم قال أبو جعفر ع ثم مدت العمد و أعمدت عليهم و كان و الله الخلود

 36-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ فيما كتب الرضا ع للمأمون من محض الإسلام إن الله لا يدخل النار مؤمنا و قد وعده الجنة و لا يخرج من النار كافرا و قد أوعده النار و الخلود فيها و مذنبو أهل التوحيد يدخلون النار و يخرجون منها و الشفاعة جائزة لهم

 ل، ]الخصال[ في خبر الأعمش عن الصادق ع مثله

 37-  شي، ]تفسير العياشي[ عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله ع و ما هم بخارجين من النار قال أعداء علي ع هم المخلدون في النار أبد الآبدين و دهر الداهرين

 38-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزاز عن أبي عبد الله ع قال من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله كتب الله عز و جل له ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه و جيرانه و معارفه و من صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن الله عز و جل إلا أن يكون ناصبا

 39-  كا، ]الكافي[ في الصحيح عن الحارث بن المغيرة قال قلت لأبي عبد الله ع قال رسول الله ص من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال نعم قلت جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه قال جاهلية كفر و نفاق و ضلال

   -40  كا، ]الكافي[ بإسناده عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ثلاثة لا يَنْظُرُ الله إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ من ادعى إمامة من الله ليست له و من جحد إماما من الله و من زعم أن لهما في الإسلام نصيب

 41-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ قال فقال هم أولياء فلان و فلان و فلان اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما فلذلك قال الله تبارك و تعالى وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا إلى قوله وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ قال ثم قال أبو جعفر ع هم و الله يا جابر أئمة الظلم و أتباعهم

 تذييل اعلم أن الذي يقتضيه الجمع بين الآيات و الأخبار أن الكافر المنكر لضروري من ضروريات دين الإسلام مخلد في النار لا يخفف عنه العذاب إلا المستضعف الناقص في عقله أو الذي لم يتم عليه الحجة و لم يقصر في الفحص و النظر فإنه يحتمل أن يكون من المرجون لأمر الله كما سيأتي تحقيقه في كتاب الإيمان و الكفر و أما غير الشيعة الإمامية من المخالفين و سائر فرق الشيعة ممن لم ينكر شيئا من ضروريات دين الإسلام فهم فرقتان إحداهما المتعصبون المعاندون منهم ممن قد تمت عليهم الحجة فهم في النار خالدون و الأخرى المستضعفون منهم و هم الضعفاء العقول مثل النساء العاجزات و البله و أمثالهم و من لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمان الفترة أو كان في موضع لم يأت إليه خبر الحجة فهم المرجون لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ فيرجى لهم النجاة من النار و أما أصحاب الكبائر من الإمامية فلا خلاف بين الإمامية في أنهم لا يخلدون في النار و أما أنهم هل يدخلون النار أم لا فالأخبار مختلفة فيهم اختلافا كثيرا و مقتضى الجمع بينها أنه يحتمل دخولهم النار و أنهم غير داخلين في الأخبار التي وردت أن الشيعة و المؤمن لا يدخل النار لأنه قد ورد في أخبار أخر أن الشيعة من شايع عليا في أعماله و أن الإيمان مركب من القول و العمل لكن الأخبار الكثيرة دلت على أن الشفاعة تلحقهم  قبل دخول النار و في هذا التبهيم حكم لا يخفى بعضها على أولي الأبصار و سيأتي تمام القول في ذلك و الأخبار الدالة على تلك الأقسام و أحكامهم و أحوالهم و صفاتهم في كتاب الإيمان و الكفر. قال العلامة رحمه الله في شرحه على التجريد أجمع المسلمون كافة على أن عذاب الكافر مؤبد لا ينقطع و اختلفوا في أصحاب الكبائر من المسلمين فالوعيدية على أنه كذلك و ذهبت الإمامية و طائفة كثيرة من المعتزلة و الأشاعرة إلى أن عذابه منقطع و الحق أن عقابهم منقطع لوجهين الأول أنه يستحق الثواب بإيمانه لقوله تعالى فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ و الإيمان أعظم أفعال الخير فإذا استحق العقاب بالمعصية فإما أن يقدم الثواب على العقاب و هو باطل بالإجماع لأن الثواب المستحق بالإيمان دائم على ما تقدم أو بالعكس و هو المراد و الجمع محال. الثاني يلزم أن يكون من عبد الله تعالى مدة عمره بأنواع القربات إليه ثم عصى في آخر عمره معصية واحدة مع بقاء إيمانه مخلدا في النار كمن أشرك بالله مدة عمره و ذلك محال لقبحه عند العقلاء ثم قال المحارب لعلي ع كافر

 لقول النبي ص حربك يا علي حربي

و لا شك في كفر من حارب النبي ص و أما مخالفوه في الإمامة  فقد اختلف قول علمائنا فيهم فمنهم من حكم بكفرهم لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من ضرورة و هو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره و ذهب آخرون إلى أنهم فسقة و هو الأقوى ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة أحدها أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة الثاني قال بعضهم إنهم يخرجون من النار إلى الجنة الثالث ما ارتضاه ابن نوبخت و جماعة من علمائنا أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود و لا يدخلون الجنة لعدم الإيمان المقتضي لاستحقاق الثواب انتهى. و قال رحمه الله في شرح الياقوت أما دافعو النص فقد ذهب أكثر أصحابنا إلى تكفيرهم و من أصحابنا من يحكم بفسقهم خاصة ثم اختلف أصحابنا في أحكامهم في الآخرة فالأكثر قالوا بتخليدهم و فيهم من قال بعدم الخلود و ذلك إما بأن ينقلوا إلى الجنة و هو قول شاذ عنده أولا إليهما و استحسنه المصنف انتهى. أقول القول بعدم خلودهم في النار نشأ من عدم تتبعهم للأخبار و الأحاديث الدالة على خلودهم متواترة أو قريبة منها نعم الاحتمالان الأخيران آتيان في المستضعفين منهم كما ستعرف. و القول بخروج غير المستضعفين من النار قول مجهول القائل نشأ بين المتأخرين الذين لا معرفة لهم بالأخبار و لا بأقوال القدماء الأخيار قال الصدوق رحمه الله اعتقادنا في الظالمين أنهم ملعونون و البراءة منهم واجبة و استدل على ذلك بالآيات و الأخبار ثم قال و الظلم هو وضع الشي‏ء في غير موضعه فمن ادعى الإمامة و ليس بإمام فهو الظالم الملعون و من وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون

 و قال النبي ص من جحد عليا إمامته من بعدي فإنما جحد نبوتي و من جحد نبوتي فقد جحد الله ربوبيته

ثم قال و اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين و الأئمة من بعده ع أنه  بمنزلة من جحد نبوة الأنبياء ع و اعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين و أنكر واحدا ممن بعده من الأئمة ع أنه بمنزلة من آمن بجميع الأنبياء و أنكر نبوة محمد ص

 و قال الصادق ع المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا

 و قال النبي ص الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و آخرهم القائم طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني

 و قال الصادق ع من شك في كفر أعدائنا و الظالمين لنا فهو كافر

و اعتقادنا فيمن قاتل عليا صلوات الله عليه

 كقول النبي ص من قاتل عليا فقد قاتلني

 و قوله من حارب عليا فقد حاربني و من حاربني فقد حارب الله عز و جل

 و قوله ص لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين ع أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم

و اعتقادنا في البراءة أنها من الأوثان الأربعة و الإناث الأربع و من جميع أشياعهم و أتباعهم و أنهم شر خلق الله عز و جل و لا يتم الإقرار بالله و برسوله و بالأئمة ع إلا بالبراءة من أعدائهم. و قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المسائل اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة و جحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار و قال في موضع آخر اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار و أن على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم و إقامة البينات عليهم فإن تابوا من بدعهم و صاروا إلى الصواب و إلا قتلهم لردتهم عن الإيمان و أن من مات منهم على ذلك فهو من أهل النار. و أجمعت المعتزلة على خلاف ذلك و زعموا أن كثيرا من أهل البدع فساق ليسوا بكفار و أن فيهم من لا يفسق ببدعته و لا يخرج بها عن الإسلام كالمرجئة من أصحاب ابن شبيب و التبرية من الزيدية الموافقة لهم في الأصول و إن خالفوهم في صفات الإمام. و قال المحقق الطوسي روح الله روحه القدوسي في قواعد العقائد أصول  الإيمان عند الشيعة ثلاثة التصديق بوحدانية الله تعالى في ذاته و العدل في أفعاله و التصديق بنبوة الأنبياء ع و التصديق بإمامة الأئمة المعصومين من بعد الأنبياء. و قال أهل السنة الإيمان هو التصديق بالله تعالى و بكون النبي ص صادقا و التصديق بالأحكام التي نعلم يقينا أنه ع حكم بها دون ما فيه اختلاف أو اشتباه و الكفر يقابل الإيمان و الذنب يقابل العمل الصالح و ينقسم إلى كبائر و صغائر و يستحق المؤمن بالإجماع الخلود في الجنة و يستحق الكافر الخلود في العقاب. و قال الشهيد الثاني رفع الله درجته في رسالة حقائق الإيمان عند تحقيق معنى الإيمان و الإسلام البحث الثاني في جواب إلزام يرد على القائلين من الإمامية بعموم الإسلام مع القول بأن الكفر عدم الإيمان عما من شأنه أن يكون مؤمنا أما الإلزام فإنهم حكموا بإسلام من أقر بالشهادتين فقط غير عابث دون إيمانه سواء علم منه عدم التصديق بإمامة الأئمة ع أم لا إلا من خرج بدليل خارج كالنواصب و الخوارج فالظاهر أن هذا الحكم مناف للحكم بأن الكفر عدم الإيمان عما من شأنه أن يكون مؤمنا و أيضا قد عرفت مما تقدم أن التصديق بإمامة الأئمة ع من أصول الإيمان عند الطائفة من الإمامية كما هو معلوم من مذهبهم ضرورة و صرح بنقله المحقق الطوسي رحمه الله عنهم فيما تقدم و لا ريب أن الشي‏ء يعدم بعدم أصله الذي هو جزؤه كما نحن فيه فيلزم الحكم بكفر من لم يتحقق له التصديق المذكور و إن أقر بالشهادتين و أنه مناف أيضا للحكم بإسلام من لم يصدق بإمامة الأئمة الاثني عشر ع و هذا الأخير لا خصوصية لوروده على القول بعموم الإسلام بل هو وارد على القائلين بإسلام من لم يتحقق له التصديق المذكور مع قطع النظر عن كونهم قائلين بعموم الإسلام أو مساواته للإيمان. و أما الجواب فبالمنع من المنافاة بين الحكمين و ذلك لأنا نحكم بأن من لم يتحقق له التصديق المذكور كافر في نفس الأمر و الحكم بإسلامه إنما هو في الظاهر فموضوع الحكمين مختلف فلا منافاة ثم قال المراد بالحكم بإسلامه ظاهرا صحة ترتب كثير من الأحكام الشرعية على ذلك و الحاصل أن الشارع جعل الإقرار بالشهادتين علامة  على صحة إجراء أكثر الأحكام الشرعية على المقر كحل مناكحته و الحكم بطهارته و حقن دمه و ماله و غير ذلك من الأحكام المذكورة في كتب الفروع و كان الحكمة في ذلك هو التخفيف عن المؤمنين لمسيس الحاجة إلى مخالطتهم في أكثر الأزمنة و الأمكنة و استمالة الكافر إلى الإسلام فإنه إذا اكتفي في إجراء أحكام المسلمين عليه ظاهرا بمجرد إقراره الظاهري ازداد ثباته و رغبته في الإسلام ثم يترقى في ذلك إلى أن يتحقق له الإسلام باطنا أيضا. و اعلم أن جمعا من علماء الإمامية حكموا بكفر أهل الخلاف و الأكثر على الحكم بإسلامهم فإن أرادوا بذلك كونهم كافرين في نفس الأمر لا في الظاهر فالظاهر أن النزاع لفظي إذ القائلون بإسلامهم يريدون ما ذكرناه من الحكم بصحة جريان أكثر أحكام المسلمين عليهم في الظاهر لا أنهم مسلمون في نفس الأمر و لذا نقلوا الإجماع على دخولهم النار و إن أرادوا بذلك كونهم كافرين ظاهرا و باطنا فهو ممنوع و لا دليل عليه بل الدليل قائم على إسلامهم ظاهرا

 لقوله ص أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

انتهى كلامه رفع مقامه. و قال الشيخ الطوسي نور الله ضريحه في تلخيص الشافي عندنا أن من حارب أمير المؤمنين كافر و الدليل على ذلك إجماع الفرقة المحقة الإمامية على ذلك و إجماعهم حجة و أيضا فنحن نعلم أن من حاربه كان منكرا لإمامته و دافعا لها و دفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما على حد واحد ثم استدل رحمه الله بأخبار كثيرة على ذلك. فإذا عرفت ما ذكره القدماء و المتأخرون من أساطين العلماء و الإمامية و محققيهم عرفت ضعف القول بخروجهم من النار و الأخبار الواردة في ذلك أكثر من أن يمكن جمعه في باب أو كتاب و إذا كانوا في الدنيا و الآخرة في حكم المسلمين فأي فرق بينهم و بين فساق الشيعة و أي فائدة فيما أجمع عليه الفرقة المحقة من كون الإمامة من أصول الدين ردا على المخالفين القائلين بأنه من فروعه و قد روت العامة و الخاصة متواترا من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية و قد أوردت أخبارا كثيرة  في أبواب الآيات النازلة فيهم ع أنهم فسروا الشرك و الكفر في الآيات بترك الولاية و قد وردت أخبار متواترة أنه لا يقبل عمل من الأعمال إلا بالولاية. و قال الصدوق رحمه الله الإسلام هو الإقرار بالشهادتين و هو الذي به تحقن الدماء و الأموال و الثواب على الإيمان

 و قد ورد في الصحيح عن أبي جعفر ع من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز و جل ظاهر عادل أصبح ضالا تائها و إن من مات على هذه الحالة مات ميتة كفر و نفاق

و اعلم أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا و أضلوا فأعمالهم التي يعملونها كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْ‏ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ و عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ الآية قال ع إنما عنى بذلك أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفار فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ و قد ورد في الناصب ما ورد في خلوده في النار

 و قد روي بأسانيد كثيرة عنهم ع لو أن كل ملك خلقه الله عز و جل و كل نبي بعثه الله و كل صديق و كل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله عز و جل من النار ما أخرجه الله أبدا و الله عز و جل يقول في كتابه ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً و قد روي بأسانيد معتبرة عن أبي عبد الله ع أنه قال ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول أنا أبغض محمدا و آل محمد و لكن الناصب من نصب لكم و هو يعلم أنكم تتولونا و تتبرءون من عدونا و أنكم من شيعتنا

و يظهر من بعض الأخبار بل من كثير منها أنهم في الدنيا أيضا في حكم الكفار لكن لما علم الله أن أئمة الجور و أتباعهم يستولون على الشيعة و هم يبتلون بمعاشرتهم و لا يمكنهم الاجتناب عنهم و ترك معاشرتهم و مخالطتهم و مناكحتهم أجرى الله عليهم حكم الإسلام توسعة فإذا ظهر القائم ع يجري عليهم حكم سائر الكفار في جميع الأمور و في الآخرة يدخلون النار ماكثين فيها أبدا مع الكفار و به يجمع بين الأخبار كما أشار  إليه المفيد و الشهيد الثاني قدس الله روحهما. و أيضا يمكن أن يقال لما كان في تلك الأزمنة عليهم شبهة في الجملة يجري عليهم في الدنيا حكم الإسلام فإذا ظهر في زمانه ع الحق الصريح بالبينات و المعجزات و لم تبق لهم شبهة و أنكروه التحقوا بسائر الكفار و أخبار هذا المطلب متفرقة في أبواب هذا الكتاب و أرجو من الله أن يوفقني لتأليف كتاب مفرد في ذلك إن شاء الله تعالى و بعض الأخبار المشعرة بخلاف ما ذكرنا محمول على المستضعفين كما عرفت. و قال شارح المقاصد اختلف أهل الإسلام فيمن ارتكب الكبيرة من المؤمنين و مات قبل التوبة فالمذهب عندنا عدم القطع بالعفو و لا بالعقاب بل كلاهما في مشية الله تعالى لكن على تقدير التعذيب نقطع بأنه لا يخلد في النار بل يخرج البتة لا بطريق الوجوب على الله تعالى بل بمقتضى ما سبق من الوعد و ثبت بالدليل كتخليد أهل الجنة و عند المعتزلة القطع بالعذاب الدائم من غير عفو و لا إخراج من النار و ما وقع في كلام البعض من أن صاحب الكبيرة عند المعتزلة ليس في الجنة و لا في النار فغلط نشأ من قولهم إن له المنزلة بين المنزلتين أي حالة غير الإيمان و الكفر و أما ما ذهب إليه مقاتل بن سليمان و بعض المرجئة من أن عصاة المؤمنين لا يعذبون أصلا و إنما النار للكفار تمسكا بالآيات الدالة على اختصاص العذاب بالكفار مثل قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى إِنَّ الْخِزْيَ  الْيَوْمَ وَ السُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ فجوابه تخصيص ذلك العذاب بما يكون على سبيل الخلود

 و أما تمسكهم بمثل قوله ع من قال لا إله إلا الله دخل الجنة و إن زنى و إن سرق

فضعيف لأنه إنما ينفي الخلود لا الدخول لنا وجوه الأول و هو العمدة الآيات و الأحاديث الدالة على أن المؤمنين يدخلون الجنة البتة و ليس ذلك قبل دخول النار وفاقا فتعين أن يكون بعده و هو مسألة انقطاع العذاب أو بدونه و هو مسألة العفو التام قال الله تعالى فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ

 و قال النبي ص من قال لا إله إلا الله دخل الجنة و قال من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة و إن زنى و إن سرق

الثاني النصوص المشعرة بالخروج من النار كقوله تعالى النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ

 و كقول النبي ص يخرج من النار قوم بعد ما امتحشوا و صاروا فحما و حمما فينبتون كما ينبت الحبة في حميل السيل

و خبر الواحد و إن لم يكن حجة في الأصول لكن يفيد التأييد و التأكيد بتعاضد النصوص. الثالث و هو على قاعدة الاعتزال أن من واظب على الإيمان و العمل الصالح مائة سنة و صدر عنه في أثناء ذلك أو بعده جريمة واحدة كشرب جرعة من الخمر فلا يحسن من الحكيم أن يعذبه على ذلك أبد الآباد و لو لم يكن هذا ظلما فلا ظلم أو لم يستحق بهذا ذما فلا ذم.  الرابع أن المعصية متناهية زمانا و هو ظاهر و قدرا لما يوجد من معصية أشد منها فجزاؤها يجب أن يكون متناهيا تحقيقا لقاعدة العدل بخلاف الكفر فإنه لا يتناهى قدرا و إن تناهى زمانه. و احتجت المعتزلة بوجوه الأول الآيات الدالة على الخلود المتناولة للكافر و غيره كقوله تعالى وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً و قوله تعالى وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها و قوله وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها و مثل هذا مسوق للتأبيد و نفي الخروج و قوله وَ إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ وَ ما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ و عدم الغيبة عن النار خلود فيها و قوله وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها و ليس المراد تعدي جميع الحدود بارتكاب الكبائر كلها تركا و أتيانا فإنه محال لما بين البعض من التضاد كاليهودية و النصرانية و المجوسية فيحمل على مورد الآية من حدود المواريث و قوله بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ. و الجواب بعد تسليم كون الصيغ للعموم أن العموم غير مراد في الآية الأولى للقطع بخروج التائب و أصحاب الصغائر و صاحب الكبيرة الغير المنصوصة إذا أتى بعدها بطاعات تربى ثوابها على عقوباته فليكن مرتكب الكبيرة من المؤمنين أيضا خارجا مما سبق من الآيات و الأدلة و بالجملة فالعام المخرج منه البعض لا يفيد القطع وفاقا و لو سلم فلا نسلم تأبيد الاستحقاق بل هو مغيا بغاية رؤية الوعيد لقوله بعده حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ و لو سلم فغايته الدلالة على استحقاق العذاب المؤبد  لا على الوقوع كما هو المتنازع لجواز الخروج بالعفو. و عن الثالثة بأن معنى متعمدا مستحلا فعله على ما ذكره ابن عباس إذ التعمد على الحقيقة إنما يكون من المستحل أو بأن التعليق بالوصف يشعر بالحيثية فيختص بمن قتل المؤمن لإيمانه أو بأن الخلود و إن كان ظاهرا في الدوام فالمراد هاهنا المكث الطويل جمعا بين الأدلة. و عن الثالثة بأنها في حق الكافرين المنكرين للحشر بقرينة قوله ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ مع ما في دلالتها على الخلود من المناقشة الظاهرة لجواز أن يخرجوا عند عدم إرادتهم الخروج باليأس أو الذهول أو نحو ذلك. و عن الرابعة بعد تسليم إفادتها النفي عن كل فرد و دلالتها على دوام عدم الغيبة أنها تختص بالكفار جمعا بين الأدلة و كذا الخامسة و السادسة حملا للحدود على حدود الإسلام و لإحاطة الخطيئة على غلبتها بحيث لا يبقى معها الإيمان هذا مع ما في الخلود من الاحتمال. ثم قال في بحث آخر لا خلاف في أن من آمن بعد الكفر و المعاصي فهو من أهل الجنة بمنزلة من لا معصية له و من كفر نعوذ بالله بعد الإيمان و العمل الصالح فهو من أهل النار بمنزلة من لا حسنة له و إنما الكلام فيمن آمن و عمل صالحا وَ آخَرَ سَيِّئاً و استمر على الطاعات و الكبائر كما يشاهد من الناس فعندنا مآله إلى الجنة و لو بعد النار و استحقاقه للثواب و العقاب بمقتضى الوعد و الوعيد ثابت من غير حبوط و المشهور من مذهب المعتزلة أنه من أهل الخلود في النار إذا مات قبل التوبة فأشكل عليهم الأمر في إيمانه و طاعاته و ما يثبت من استحقاقاته أين طارت و كيف زالت فقالوا بحبوط الطاعات و مالوا إلى أن السيئات يذهبن الحسنات حتى ذهب الجمهور منهم إلى أن الكبيرة الواحدة تحبط ثواب جميع العبادات و فساده ظاهر أما سمعا فللنصوص الدالة على أن الله تعالى لا يضيع أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا و عمل صالحا و أما عقلا فللقطع بأنه لا يحسن من الحكيم الكريم إبطال ثواب إيمان العبد

   و مواظبته على الطاعات طول العمر بتناول لقمة من الرباء أو جرعة من الخمر إلى آخر ما قال. أقول قد سبق القول في ذلك في باب الحبط و التكفير و لا أظنك يخفى عليك ما مهدناه أولا بعد الإحاطة بما أوردناه من الآيات و الأخبار و سيأتي عمدة الأخبار المتعلقة بتلك المباحث في كتاب الإيمان و الكفر