باب 3- أنه لم سميت الدنيا دنيا و الآخرة آخرة

1-  العلل، عن علي بن أحمد بن محمد عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بإسناده رفعه قال أتى علي بن أبي طالب ع يهودي فسأله عن مسائل فكان فيما يسأله لم سميت الدنيا دنيا و لم سميت الآخرة آخرة فقال ع إنما سميت الدنيا دنيا لأنها أدنى من كل شي‏ء و سميت الآخرة آخرة لأن فيها الجزاء و الثواب

    -2  و منه، فيما سأل يزيد بن سلام النبي ص سأله عن الدنيا لم سميت الدنيا قال لأن الدنيا دنية خلقت من دون الآخرة و لو خلقت مع الآخرة لم يفن أهلها كما لا يفنى أهل الآخرة قال فأخبرني لم سميت الآخرة آخرة قال لأنها متأخرة تجي‏ء من بعد الدنيا لا توصف سنينها و لا تحصى أيامها و لا يموت سكانها الخبر

 بيان قوله في الخبر الأول لأنها أدنى من كل شي‏ء أي أقرب بحسب المكان أو بحسب الزمان أو أخس و أرذل على وفق الخبر الثاني و قوله لأن فيها الجزاء لعله بيان لملزوم العلة أي لما كان فيها الجزاء و الجزاء متأخر عن العمل فلذا جعلت بعد الدنيا و سميت بذلك قال الله عز و جل يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى يعني الدنيا من الدنو بمعنى القرب و قال سبحانه وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى و بالجملة الأدنى و الدنيا يصرفان على وجوه فتارة يعبر به عن الأقل فيقابل بالأكثر و الأكبر و تارة عن الأرذل و الأحقر فيقابل بالأعلى و الأفضل و تارة عن الأقرب فيقابل بالأقصى و تارة عن الأولى فيقابل بالآخرة و بجميع ذلك ورد التنزيل على بعض الوجوه و قال الجزري الدنيا اسم لهذه الحياة لبعد الآخرة عنها