باب 8- يوم الخميس

1-  قرب الإسناد، عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال كان رسول الله ص يسافر يوم الإثنين و الخميس و يعقد فيهما الألوية

2-  و منه، بالإسناد قال قال رسول الله ص يوم الخميس يوم يحبه الله و رسوله و فيه ألان الله الحديد

3-  و قال قال رسول الله ص اللهم بارك لأمتي في بكورها و اجعله يوم الخميس

 بيان هذا يخالف ظاهرا ما مر من أن إلانة الحديد كانت في يوم الثلاثاء و يمكن حمل هذا على التقية لأن راويه من العامة أو يقال وقعت فيهما معا

4-  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن مروك بن عبيد عن محمد بن سنان عن معتب بن المبارك قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في يوم خميس و هو يحتجم فقلت له يا ابن رسول الله تحتجم في يوم الخميس قال نعم من كان منكم محتجما فليحتجم في يوم الخميس فإن كل عشية جمعة يبتدر الدم فرقا من القيامة و لا يرجع إلى وكره إلى غداة الخميس و قال أبو عبد الله ع من احتجم في آخر خميس من الشهر في أول النهار سل عنه الداء سلا

5-  العيون، بالأسانيد الثلاثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه ع قال   قال رسول الله ص اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم سبتها و خميسها

 صحيفة الرضا، بالإسناد عنه ع مثله

6-  الخصال، عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن محمد بن عبد الله عن محمد بن عقبة عن زكريا عن أبيه عن يحيى قال قال أبو عبد الله ع من قص أظافيره يوم الخميس و ترك واحدة ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر

7-  العيون، بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال كان رسول الله ص يسافر يوم الخميس و يقول فيه ترفع الأعمال إلى الله عز و جل و تعقد فيه الألوية

8-  الخصال، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد الأشعري عن محمد بن حسان عن أبي محمد الرازي عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال رسول الله ص من قلم أظفاره يوم السبت و يوم الخميس و أخذ من شاربه عوفي من وجع الأضراس و وجع العين

 بيان الظاهر أن الواو بمعنى أو

9-  صحيفة الرضا، بالإسناد عنه عن آبائه ع قال كان رسول الله ص يسافر يوم الإثنين و الخميس و يقول فيهما ترفع الأعمال إلى الله عز و جل و تعقد فيهما الألوية

    -10  محاسبة النفس، للسيد علي بن طاوس ره نقلا من كتاب الأزمنة لمحمد بن عمران المرزباني قال كان رسول الله ص يصوم الإثنين و الخميس فقيل له لم ذلك فقال ص إن الأعمال ترفع في كل إثنين و خميس فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم

11-  و بإسناده أيضا عن أبي أيوب قال قال رسول الله ص ما من إثنين و لا خميس إلا ترفع فيه الأعمال إلا عمل المقادير

12-  و منه بإسناده إلى شيخ الطائفة بإسناده إلى عنبسة بن بجاد العابد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول آخر خميس في الشهر ترفع فيه أعمال الشهر

 بيان كأن المراد بعمل المقادير الأعمال التي لا اختيار للعبد فيها فإنها ليست محلا للتكليف

13-  المكارم، عن الصادق ع أن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس فإذا زالت الشمس تفرق فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال

 فذلكة اعلم أن يوم الجمعة بضم الجيم و سكون الميم و ضمها اسم يوم من الأسبوع و كان يسمى في القديم عروبة بفتح العين و ضم الراء المهملتين قال الجوهري يوم العروبة يوم الجمعة و هو من أسمائهم القديمة و قال يوم الجمعة يوم العروبة و كذلك الجمعة بضم الميم و يجمع على جمعات و جمع انتهى و قال في المصباح المنير يوم الجمعة سمي بذلك لاجتماع الناس به و ضم الميم لغة الحجاز و فتحها لغة بني تميم و إسكانها لغة عقيل و قرأ بها الأعمش ثم قال و أما الجمعة بسكون الميم فاسم لأيام الأسبوع و أولها السبت قال أبو عمرو الزاهد في كتاب المداخل أخبرنا تغلب عن ابن الأعرابي قال قال   أول الجمعة يوم السبت و أول الأيام يوم الأحد هكذا عند العرب و قال في مجمع البيان إنما سميت جمعة لأن الله تعالى فرغ فيه من خلق الأشياء فاجتمعت فيه المخلوقات و قيل لأنه تجتمع فيه الجماعات و قيل إن أول من سماها جمعة كعب بن لوي و هو أول من قال أما بعد و قيل إن أول من سماها جمعة الأنصار انتهى و هو أسعد الأيام و أشرفها كما مر و سيأتي في كتاب الصلاة إن شاء الله لكن لما كان يوم عبادة و قربه لا ينبغي أن يرتكب فيه ما ينافيها كالسفر و الاشتغال بالأمور الدنيوية و ليلته مثل يومه مباركة زاهرة منورة و يستحب فيهما التزويج و الزفاف و حلق الرأس و أخذ الأظفار و الشارب و الاستحمام و غسل الرأس بالسدر و الخطمي و سائر ما سيأتي في محله فأما التنور فالظاهر أن المنع فيه محمول على التقية و اختلف الأخبار أيضا في الحجامة و لعل الأولى تركها إلا مع الضرورة و لم أر في الفصد نهيا و قال المنجمون يومه متعلق بالزهرة و ليلته بالقمر و أما يوم السبت فقال الجوهري السبت الراحة و الدهر و حلق الرأس و سبت علاوته سبتا إذا ضرب عنقه و منه سمي يوم السبت لانقطاع الأيام عنده و قال الراغب قيل سمي يوم السبت لأن الله تعالى ابتدأ خلق السماوات يوم الأحد فخلقها في ستة أيام كما ذكره فقطع عمله يوم السبت فسمي بذلك انتهى و قيل لقطع اليهود أعمالهم فيه و قيل لاستراحتهم فيه قال السيد الأجل المرتضى ره في الغرر و الدرر في جواب سائل سأل عن قوله تعالى وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً فقال إذا كان السبات هو النوم فكأنه قال و جعلنا نومكم نوما و هذا مما لا فائدة فيه فأجاب ره في هذه الآية بوجوه. منها أن يكون المراد بالسبات الراحة و الدعة و قد قال قوم إن اجتماع   الخلق كان في يوم الجمعة و الفراغ منه في يوم السبت فسمي اليوم بالسبت للفراغ الذي كان فيه و لأن الله تعالى أمر بني إسرائيل فيه بالاستراحة من الأعمال قيل و أصل السبات التمدد يقال سبتت المرأة شعرها إذا حلته من العقص و أرسلته. و منها أن يكون المراد بذلك القطع لأن السبت القطع و السبت أيضا الحلق يقال سبت شعره إذا حلقه و هو يرجع إلى معنى القطع و النعال السبتية التي لا شعر عليها فالمعنى جعلنا نومكم قطعا لأعمالكم و تصرفكم و من أجاب بهذا الجواب يقول إنما سمي يوم السبت بذلك لأن بدء الخلق كان يوم الأحد و جمع يوم الجمعة و قطع يوم السبت فترجع التسمية إلى معنى القطع و قد اختلف الناس في ابتداء الخلق فقال أهل التوراة إن الله تعالى ابتدأه في يوم الأحد فكان الخلق يوم الأحد و الإثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس و الجمعة ثم فرغ في يوم السبت و هذا قول أهل التوراة و قال آخرون إن الابتداء كان في يوم الإثنين إلى السبت و فرغ في يوم الأحد و هذا قول أهل الإنجيل فأما قول أهل الإسلام فهو أن ابتداء الخلق كان في يوم السبت و اتصل إلى الخميس و جعلت الجمعة عيدا فعلى هذا القول يمكن أن يسمى اليوم بالسبت من حيث قطع فيه بعض خلق الأرض

 فقد روى أبو هريرة عن النبي ص أنه قال إن الله خلق التربة في يوم السبت و خلق الجبال فيها يوم الأحد

إلى آخر ما أفاده ره و ما ذكره من كون ابتداء الخلق يوم السبت خلاف المشهور بين الفريقين. و بالجملة يوم السبت يوم مبارك صالح لجميع الأعمال و البكور فيه أسعد و أيمن كما عرفت لا سيما للسفر و طلب الحوائج و يومه عند الأحكاميين متعلق بزحل و ليلته بالمريخ و اسمه بالعربية القديمة شيار كتاب. و يوم الأحد و كان يسمى في القديم بالأول و سمي أحدا لأنه أول الأيام أو اليوم الأول من خلق العالم و هو يوم متوسط لأكثر الأعمال و ذمه و مدحه متعارضان بل مدحه أقوى و عند الأحكاميين يومه متعلق بالشمس و ليلته بعطارد.   و يوم الإثنين يسمى في اللغة القديمة بأهون قال الجوهري كانت العرب تسمي يوم الإثنين أهون في أسمائهم القديمة أنشدني أبو سعيد قال أنشدني ابن دريد لبعض شعراء الجاهلية.

أؤمل أن أعيش و أن يومي بأول أو بأهون أو جبارأم التالي دبار أم فيومي بمؤنس أو عروبة أو شيار.

 و في كتاب أبي ريحان أو التالي دبار فإن أفته فمؤنس إلخ و وجه التسمية ظاهر مما مر و هو أنحس أيام الأسبوع و لا يصلح لشي‏ء من الأعمال و ما ورد في مدحه فمحمول على التقية لتبرك المخالفين به اقتفاء ببني أمية لعنهم الله و أكثر مصائب أهل البيت ع وقع فيه و لذا وضعوا الأخبار للتبرك به كما وضعوها للتبرك بيوم عاشوراء. و يمكن حمل بعض الأخبار على الضرورة و يمكن حمل بعضها على النسخ أيضا بأن يكون في الأول مباركا حيث لم يقع بعد فيه ما يصير سببا لنحوسته فلما فات فيه رسول الله ص و جرت المصائب فيه على أهل البيت ع و تبرك المخالفون به صار أنحس الأيام و يكون ذلك أيضا بإخباره ص لئلا يلزم النسخ بعده ص و يمكن القول بمثله في يوم عاشوراء و هذا وجه قريب للجمع بين الأخبار و إن كان الأول أقرب و عند المنجمين يومه متعلق بالقمر و ليلته بالمشتري. و يوم الثلاثاء بفتح الثاء و قد يضم ثم لام ثم ألف و هو ممدود و في اللغة القديمة يسمى الجبار كغراب و هو يوم متوسط لأكثر الأعمال لا سيما صعاب الأمور لأن الله تعالى ألان فيه الحديد لداود ع و في مجمع البيان أن الله خلق فيه الجبال و روي أنه سبحانه خلق فيه الأشجار و الأنهار و الهوام و ورد فيه النهي عن الحجامة و تجويزها و التجويز أقوى و السفر أيضا فيه محمود و   عند الأحكاميين يومه متعلق بالمريخ و ليلته بالزهرة. و يوم الأربعاء مثلثة الباء ممدودة و في المصباح هو بكسر الباء و لا نظير له في المفردات و إنما يأتي وزنه في الجمع و بعض بني أسد يفتح الباء و الضم لغة قليلة فيه انتهى و في اللغة القديمة اسمه دبار في القاموس دبار كغراب و كتاب يوم الأربعاء و في كتاب العين ليلته انتهى و في المجمع خلق الله فيه الشجر و العمران و الخراب و قيل خلق فيه الطير و هو يوم نحس لا سيما آخر أربعاء من الشهر و ليست نحوسته كالإثنين و قد مر أن الله خلق فيه النار و قد ورد تجويز بعض الأعمال فيه كالاستحمام و شرب الدواء و منع فيه من الحجامة و النورة و السفر و عند أرباب النجوم يومه متعلق بالعطارد و ليلته بزحل. و يوم الخميس كانت العرب تسميه مؤنسا ذكره الجوهري و هو مناسب لما ورد في الخبر أنه يوم أنيس و هو يوم مبارك صالح لجميع الأعمال لا سيما السفر و طلب الحوائج و البكور فيه أشد بركة و سيأتي فضله و الأعمال المطلوبة فيه في كتاب الصلاة إن شاء الله و قد روي فيه منع عن الحجامة و التجويز أصح و أقوى و أيد المنع بأن الرشيد احتجم فيه و مات و هذا مؤيد لسعادة هذا اليوم و عند الأحكاميين يومه منسوب إلى المشتري و ليلته إلى الشمس و المراد بالليلة في جميع ما نقلنا عنهم الليلة المستقبلة على خلاف أهل الشرع فإنهم يعدون الليلة الماضية من اليوم