باب 1- قصص مريم و ولادتها و بعض أحوالها صلوات الله عليها و أحوال أبيها عمران

الآيات آل عمران إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ و قال تعالى وَ إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَ يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلًا وَ مِنَ الصَّالِحِينَ قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَ يُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ رَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ لِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ

 1-  كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان عن عبد الأعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول تؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت فيجاء بمريم ع فيقال أنت أحسن أم هذه قد حسناها فلم تفتتن

 أقول قد مر تمامه في باب قصص أيوب ع

 2-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الحكم بن عيينة قال سألت يا أبا جعفر ع عن قول الله في الكتاب إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ اصطفاها مرتين و الاصطفاء إنما هو مرة واحدة قال فقال لي يا حكم إن لهذا تأويلا و تفسيرا فقلت له ففسره لنا أبقاك الله قال يعني اصطفاها أولا من ذرية الأنبياء المصطفين المرسلين و طهرها من أن يكون في ولادتها من آبائها و أمهاتها سفاح و اصطفاها بهذا في القرآن يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي شكرا لله ثم قال لنبيه محمد ص يخبره بما غاب عنه من خبر مريم و عيسى يا محمد ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ في مريم و ابنها و بما خصهما الله به و فضلهما و أكرمهما حيث قال وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ يا محمد إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ حين أيتمت من أبيها و في رواية ابن خرزاد أيهم يكفل مريم حين أيتمت من أبويها وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ يا محمد إِذْ يَخْتَصِمُونَ في مريم عند ولادتها بعيسى أيهم يكفلها و يكفل ولدها قال فقلت له أبقاك الله فمن كفلها فقال أ ما تسمع لقوله وَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا الآية و زاد علي بن مهزيار في حديثه فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ قال قلت أ كان يصيب مريم ما يصيب النساء من الطمث قال نعم ما كانت إلا امرأة من النساء و في رواية أخرى إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ قال قال استهموا عليها فخرج سهم زكريا فكفل بها و قال زيد بن ركانة اختصموا في بنت حمزة كما اختصموا في مريم قال قلت له جعلت فداك حمزة استن السنن و الأمثال كما اختصموا في مريم اختصموا في بنت حمزة قال نعم وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ قال نساء عالميها قال و كانت فاطمة ع سيدة نساء العالمين

 بيان قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ أي اختارك و ألطف لك حتى تفرغت لعبادته و اتباع مرضاته و قيل معناه اصطفاك لولادة المسيح وَ طَهَّرَكِ بالإيمان عن الكفر و بالطاعة عن المعصية أو طهرك عن الأدناس و الأقذار التي تعرض للنساء مثل الحيض و النفاس حتى صرت صالحة لخدمة المسجد أو طهرك عن الأخلاق الذميمة و الطبائع الرديئة وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ أي على نساء عالمي زمانك لأن فاطمة ع سيدة نساء العالمين

 و قال أبو جعفر ع معنى الآية اصطفاك من ذرية الأنبياء و طهرك من السفاح و اصطفاك لولادة عيسى من غير فحل

و خرج بهذا من أن يكون تكرارا. أقول يظهر مما رواه أن فيما عندنا من نسخة العياشي سقطا. ثم قال يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ أي اعبديه و أخلصي له العبادة أو أديمي الطاعة له أو أطيلي القيام في الصلاة وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ أي كما يعمل الراكعون و الساجدون أو يكون ذلك أمرا لها بأن تعمل السجود و الركوع معهم في الجماعة و قيل معناه و اسجدي لله شكرا و اركعي أي و صلي مع المصلين ثم قال وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ التي يكتبون بها التوراة في الماء و قيل أقلامهم أقداحهم للاقتراع جعلوا عليها علامات يعرفون بها من يكفل مريم على جهة القرعة أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ فيه دلالة على أنهم قد بلغوا في التشاح عليها إلى حد الخصومة و في وقت التشاح قولان. أحدهما حين ولادتها و حمل أمها إياها إلى الكنيسة فتشاحوا في الذي يحضنها و يكفل تربيتها و قال بعضهم كان ذلك وقت كبرها و عجز زكريا عن تربيتها. و قال رحمه الله في قوله تعالى إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ اسمها حنة جدة عيسى و كانتا أختين إحداهما عند عمران بن أشهم من ولد سليمان بن داود ع و قيل هو عمران بن ماثان عن ابن عباس و مقاتل و ليس عمران أبا موسى و بينهما ألف و ثمان مائة سنة و كان بنو ماثان رءوس بني إسرائيل و الأخرى كانت عند زكريا ايشاع و اسم أبيها فاقود بن فتيل فيحيى و مريم ابنا خالة رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً أي أوجبت لك أن أجعل ما في بطني محررا أي خادما للبيعة يخدم في متعبداتنا و قيل محررا للعبادة أي مخلصا لها و قيل عتيقا خالصا لطاعتك لا أستعمله في منافعي و لا أصرفه في الحوائج قالوا و كان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة يقوم عليها و يكنسها و يخدمها لا يبرح حتى يبلغ الحلم ثم يخير فإن أحب أن يقيم فيه أقام و إن أحب أن يذهب ذهب حيث شاء قالوا و كانت حنة قد أمسك عنها الولد حتى آيست فبينما هي تحت شجرة إذ رأت طائرا يزق فرخا له فتحرك نفسها للولد فدعت الله أن يرزقها ولدا فحملت بمريم فَتَقَبَّلْ مِنِّي أي نذري قبول رضا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ لما أقول الْعَلِيمُ بما أنوي فَلَمَّا وَضَعَتْها خجلت و استحيت و قالَتْ منكسة رأسها رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى و قيل فيه قولان. أحدهما أن المراد به الاعتذار من العدول عن النذر لأنها أنثى و الآخر أن المراد تقديم الذكر في السؤال لها بأنها أنثى لأن سعيها أضعف و عملها أنقص فقدم ذكرها ليصح القصد لها في السؤال بقولها وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى لأنها لا تصلح لما يصلح له الذكر و إنما كانيجوز لهم التحرير في الذكور دون الإناث لأنها لا تصلح لما يصلح الذكر له من التحرير لخدمة بيت المقدس لما يلحقها من الحيض و النفاس و الصيانة عن التبرج للناس و قال قتادة لم يكن التحرير إلا في الغلمان فيما جرت به العادة و قيل أرادت أن الذكر أفضل من الأنثى على العموم و أصلح للأشياء وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ و هي بلغتهم العابدة و الخادمة فيما قيل

 و روى الثعلبي بإسناده عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال حسبك من نساء العالمين أربع مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد

 وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ خافت عليها ما يغلب على النساء من الآفات فقالت ذلك و قيل إنما استعاذتها من طعنة الشيطان في جنبها التي لها يستهل الصبي صارخا فوقاها الله و ولدها عيسى ع منه بحجاب و قيل إنما استعاذت من إغواء الشيطان الرجيم إياها فَتَقَبَّلَها رَبُّها مع أنوثتها و رضي بها في النذر التي نذرته حنة للعبادة في بيت المقدس و لم يتقبل قبلها أنثى في ذلك المعنى و قيل معناه تكفل بها في تربيتها و القيام بشأنها عن الحسن و قبوله إياها أنه ما عرتها علة ساعة في ليل أو نهار بِقَبُولٍ حَسَنٍ أصله بتقبل حسن و قيل معناه سلك بها طريق السعداء عن ابن عباس وَ أَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً أي جعل نشوءها نشوء حسنا و قيل سوى خلقها فكانت تنبت في يوم ما ينبت غيرها في عام عن ابن عباس و قيل أنبتها في رزقها و غذائها حتى تمت امرأة بالغة تامة عن ابن جريح. و قال ابن عباس لما بلغت تسع سنين صامت النهار و قامت الليل و تبتلت حتى غلبت الأحبار وَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا بالتشديد أي ضمها الله عز اسمه إلى زكريا و جعله كفيلها ليقوم بها و بالتخفيف معناه ضمها زكريا إلى نفسه و ضمن القيام بأمرها و قالوا إن أم مريم أتت بها ملفوفة في خرقة إلى المسجد و قالت دونكم النذيرة فتنافس فيها الأحبار لأنها كانت بنت إمامهم و صاحب قربانهم فقال لهم زكريا ع أنا أحق بها لأن خالتها عندي فقالت له الأحبار إنها لو تركت لأحق الناس بها لتركت لأمها التي ولدتها و لكنا نقرع عليها فتكون عند من خرج سهمه فانطلقوا و هم تسعة و عشرون رجلا إلى نهر جار فألقوا أقلامهم في الماء فارتفع قلم زكريا فوق الماء و رسبت أقلامهم عن ابن إسحاق و جماعة و قيل بل تلبث قلم زكريا و قام فوق الماء كأنه في طين و جرت أقلامهم مع جرية الماء فذهب بها الماء عن السدي فسهمهم زكريا و قرعهم و كان رأس الأحبار و نبيهم فذلك قوله تعالى وَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا. قالوا فلما ضم زكريا مريم إلى نفسه بنى لها بيتا و استرضع لها و قال محمد بن إسحاق ضمها إلى خالتها أم يحيى حتى إذا شبت و بلغت مبلغ النساء بنى لها محرابا في المسجد و جعل بابه في وسطها لا يرقى إليها إلا بسلم مثل باب الكعبة و لا يصعد إليها غيره و كان يأتيها بطعامها و شرابها و دهنها كل يوم كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً يعني وجد زكريا عندها فاكهة في غير أوانها فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف غضا طريا و قيل إنها لم ترضع قط و إنما كان يأتيها رزقها من الجنة قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا يعني قال لها زكريا كيف لك و من أين لك هذا كالمتعجب منه قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أي من الجنةو هذه تكرمة من الله لها و إن كان ذلك خارقا للعادة فإن عندنا يجوز أن تظهر الآيات الخارقة للعادة على غير الأنبياء من الأولياء و الأصفياء و من منع ذلك من المعتزلة قالوا فيه قولين. أحدهما أنه كان ذلك تأسيسا لنبوة عيسى ع عن البلخي و الآخر أنه كان بدعاء زكريا ع لها بالرزق في الجملة و كانت معجزة له عن الجبائي إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ

 3-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن سالم عن مفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله ع من غسل فاطمة ع قال ذاك أمير المؤمنين ع كأنما استفظعت ذلك من قوله فقال لي كأنك ضقت مما أخبرتك فقلت قد كان جعلت فداك فقال لا تضيقن فإنها صديقة لم يكن يغسلها إلا صديق أ ما علمت أن مريم ع لم يغسلها إلا عيسى ع

 4-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سيف عن نجم عن أبي جعفر ع قال إن فاطمة ع ضمنت لعلي ع عمل البيت و العجين و الخبز و قم البيت و ضمن لها علي ع ما كان خلف الباب نقل الحطب و أن يجي‏ء بالطعام فقال لها يوما يا فاطمة هل عندك شي‏ء قالت و الذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاث إلا شي‏ء آثرتك به قال أ فلا أخبرتني قالت كان رسول الله ص نهاني أن أسألك شيئا فقال لا تسألي ابن عمك شيئا إن جاءك بشي‏ء عفوا و إلا فلا تسأليه قال فخرج ع فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا ثم أقبل به و قد أمسى فلقي المقداد بن الأسود فقال للمقداد ما أخرجك في هذه الساعة قال الجوع و الذي عظم حقك يا أمير المؤمنين قال فهو أخرجني و قد استقرضت دينارا و سأؤثرك به فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول الله ص جالسا و فاطمة تصلي و بينهما شي‏ء مغطى فلما فرغت أحضرت ذلك الشي‏ء فإذا جفنة من خبز و لحم قال يا فاطمة أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فقال رسول الله ص أ لا أحدثك بمثلك و مثلها قال بلى قال مثل زكريا إذ دخل على مريم المحراب ف وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فأكلوا منها شهرا و هي الجفنة التي يأكل منها القائم ع و هو عنده

 5-  ل، ]الخصال[ الفامي و ابن مسرور معا عن ابن بطة عن الصفار عن ابن معروف عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي جعفر ع قال أول من سوهم عليه مريم بنت عمران و هو قول الله وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ و السهام ستة الخبر

 يه، ]من لا يحضر الفقيه[ أبي عن سعد عن ابن هاشم و ابن يزيد عن حماد بن عيسى عمن أخبره عن حريز عنه ع مثله بيان قوله ع و السهام ستة ظاهره أن السهام في تلك الواقعة كانت ستة لكون المتنازعين ستة فيدل على بطلان ما مر في كلام الطبرسي رحمه الله أنهم كانوا تسعة و عشرين و يحتمل أن يكون المراد كون سهام القرعة مطلقا ستة إذا لم يزد المطلوب عليها بضم السهام المبهمة كما دل عليه بعض الأخبار لكنه بعيد

 6-  فس، ]تفسير القمي[ وَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها قال مريم لم ينظر إليها شي‏ء فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا قال روح مخلوقة لله

  -7  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن داود بن محمد النهدي قال دخل أبو سعيد المكاري على أبي الحسن الرضا ع فقال له أ بلغ من قدرك أن تدعي ما ادعى آباؤك فقال له الرضا ع ما لك أطفأ الله نورك و أدخل الفقر بيتك أ ما علمت أن الله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا فوهب له مريم و وهب لمريم عيسى فعيسى ابن مريم من مريم و مريم من عيسى و مريم و عيسى واحد و أنا من أبي و أبي مني و أنا و أبي شي‏ء واحد الخبر

 مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن إبراهيم بن هاشم عن داود بن محمد النهدي مثله

 8-  فس، ]تفسير القمي[ إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فإن الله تبارك و تعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذن الله فبشر عمران زوجته بذلك فحملت فقالت رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً للمحراب و كانوا إذا نذروا نذرا محررا جعلوا ولدهم للمحراب فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى و أنت وعدتني ذكرا وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ فوهب الله لمريم عيسى ع

 قال و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن قلنا لكم في الرجل منا قولا فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك إن الله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذني و جاعله رسولا إلى بني إسرائيل فحدث امرأته حنة بذلك و هي أم مريم فلما حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما فَلَمَّا وَضَعَتْها أنثى قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى لأن البنت لا تكون رسولا يقول الله وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ فلما وهب الله لمريم عيسى ع كان هو الذي بشر الله به عمران و وعده إياه فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك فلما بلغت مريم صارت في المحراب و أرخت على نفسها سترا و كان لا يراها أحد و كان يدخل عليها زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف فكان يقول لها أَنَّى لَكِ هذا فتقول هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ وَ إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ قال اصطفاها مرتين أما الأولى فاصطفاها أي اختارها و أما الثانية فإنها حملت من غير فحل فاصطفاها بذلك على نساء العالمين قوله يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ و إنما هو و اركعي و اسجدي ثم قال الله لنبيه ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ يا محمد وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ قال لما ولدت اختصموا آل عمران فيها و كلهم قالوا نحن نكفلها فخرجوا و ضربوا بالسهام بينهم فخرج سهم زكريا ع فكفلها زكريا ع قوله وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ أي ذو وجه و جاه

 9-  ل، ]الخصال[ محمد بن علي بن إسماعيل عن أبي القاسم بن منيع عن شيبان بن فروخ عن داود بن أبي الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال خط رسول الله ص أربع خطط في الأرض و قال أ تدرون ما هذا قلنا الله و رسوله أعلم فقال رسول الله أفضل نساء الجنة أربع خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و مريم بنت عمران و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون

 10-  ل، ]الخصال[ سليمان بن أحمد بن أيوب اللحمي عن علي بن عبد العزيز عن حجاج بن المنهال عن داود بن أبي الفرات عن علباء عن عكرمة عن ابن عباس قال خط رسول الله ص أربع خطوط ثم قال خير نساء الجنة مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون

 11-  ل، ]الخصال[ ابن إدريس عن أبيه عن محمد بن أحمد عن أبي عبد الله الرازي عن ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الأول ع قال قال رسول الله ص إن الله عز و جل اختار من النساء أربعا مريم و آسية و خديجة و فاطمة الخبر

 12-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن أحمد عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي قال قلت لأبي جعفر ع إن المغيرة يزعم أن الحائض تقضي الصلاة كما تقضي الصوم فقال ما له لا وفقه الله إن امرأة عمران قالت رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً و المحرر للمسجد لا يخرج منه أبدا فلما وضعت مريم قالت رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى... وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى فلما وضعتها أدخلتها المسجد فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد أنى كانت تجد أياما تقضيها و هي عليها أن تكون الدهر في المسجد

 شي، ]تفسير العياشي[ عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي مثله

 13-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي مثله و فيه فلما وضعتها أدخلتها المسجد فساهمت عليها الأنبياء فأصابت القرعة زكريا ع فكفلها زكريا ع فلم تخرج من المسجد حتى بلغت فلما بلغت ما تبلغ النساء خرجت فهل كانت تقدر على أن تقضي تلك الأيام التي خرجت و هي عليها أن تكون الدهر في المسجد

 أقول سيأتي شرحه في كتاب الصلاة إن شاء الله

 14-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر ع عن عمران أ كان نبيا فقال نعم كان نبيا مرسلا إلى قومه و كانت حنة امرأة عمران و حنانة امرأة زكريا أختين فولد لعمران من حنة مريم و ولد لزكريا من حنانة يحيى ع و ولدت مريم عيسى ع و كان عيسى ع ابن بنت خالته و كان يحيى ع ابن خالة مريم و خالة الأم بمنزلة الخالة

 بيان أي فلذا كان يقال إن يحيى ابن خالة عيسى. ثم اعلم أن هذا مخالف لما مر و سيأتي أن مريم كانت أخت أم يحيى و لعل أحدهما محمول على التقية و يمكن حمل الأخت الوارد في تلك الأخبار على المجاز أيضا و يمكن إرجاع ضمير أختها في خبر إسماعيل الآتي إلى أم مريم

  -15  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى جل جلاله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذن الله و أني جاعله رسولا إلى بني إسرائيل قال فحدث عمران امرأته حنة بذلك و هي أم مريم فلما حملت كان حملها عند نفسها غلاما فقالت رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فوضعت أنثى فقالت وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى إن البنت لا تكون رسولا فلما أن وهب الله لمريم عيسى بعد ذلك كان هو الذي بشر الله به عمران

 كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير مثله

 16-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن أورمة عن محمد بن أبي صالح عن الحسن بن محمد بن أبي طلحة قال قلت للرضا ع أ يأتي الرسل عن الله بشي‏ء ثم تأتي بخلافه قال نعم إن شئت حدثتك و إن شئت أتيتك به من كتاب الله تعالى جلت عظمته ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ الآية فما دخلوها و دخل أبناء أبنائهم و قال عمران إن الله وعدني أن يهب لي غلاما نبيا في سنتي هذه و شهري هذا ثم غاب و ولدت امرأته مريم و كفلها زكريا فقالت طائفة صدق نبي الله و قالت الآخرون كذب فلما ولدت مريم عيسى ع قالت الطائفة التي أقامت على صدق عمران هذا الذي وعدنا الله

 17-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد رفعه قال قال الصادق ع في قوله تعالى وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها قال أحصنت فرجها قبل أن تلد عيسى خمسمائة عام قال فأول من سوهم عليه مريم ابنة عمران نذرت أمها ما في بطنها محررا للكنيسة فوضعتها أنثى فشبت فكانت تخدم العباد تناولهم حتى بلغت و أمر زكريا ع أن يتخذ لها حجابا دون العباد فكان زكريا ع يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تعالى و قال عاشت مريم بعد عمران خمسمائة سنة

 بيان لا يخفى ما في هذا الخبر من الشذوذ و الغرابة و المخالفة لسائر الأخبار و الآثار

 18-  شي، ]تفسير العياشي[ أبو خالد القماط عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر ع قال إن امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال و المحرر للمسجد إذا وضعته دخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا فلما ولدت مريم قالت رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ فساهم عليها النبيون فأصاب القرعة زكريا و هو زوج أختها و كفلها و أدخلها المسجد فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث و كانت أجمل النساء و كانت تصلي فتضي‏ء المحراب لنورها فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف و فاكهة الصيف في الشتاء فقال أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فهنالك دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قال إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي إلى ما ذكر الله من قصة زكريا و يحيى

 19-  شي، ]تفسير العياشي[ حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع في قول الله إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً المحرر يكون في الكنيسة و لا يخرج منها فَلَمَّا وَضَعَتْها أنثى قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى... وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى إن الأنثى تحيض فتخرج من المسجد و المحرر لا يخرج من المسجد

 20-  شي، ]تفسير العياشي[ في رواية حريز عن أحدهما ع قال نذرت ما في بطنها للكنيسة أن تخدم العباد وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى في الخدمة قال فشبت و كانت تخدمهم و تناولهم حتى بلغت فأمر زكريا ع أن يتخذ لها حجابا دون العباد فكان يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء فهنالك دعا و سأل ربه زكريا فوهب له يحيى

 21-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول أوحى الله إلى عمران أني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذن الله و رسولا إلى بني إسرائيل فأخبر بذلك امرأته حنة فحملت فوضعت مريم فقالت رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى و الأنثى لا تكون رسولا و قال لها عمران إنه ذكر يكون نبيا فلما رأت ذلك قالت ما قالت فقال الله و قوله الحق وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ فقال أبو جعفر ع فكان ذلك عيسى ابن مريم ع فإن قلنا لكم إن الأمر يكون في أحدنا فكان في ابنه و ابن ابنه أو ابن ابن ابنه فقد كان فيه فلا تنكروا ذلك

 أقول سيأتي بعض أخبارها في أبواب أحوال فاطمة ع

 22-  لي، ]الأمالي للصدوق[ بإسناده عن ابن عباس في حديث طويل رواه عن النبي ص أنه قال في فاطمة ع و ما يصيبها من الظلم بعده ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة فعند ذلك يؤنسها الله تعالى بالملائكة فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول يا فاطمة إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ يا فاطمة اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله إليها مريم بنت عمران تمرضها و تؤنسها في علتها إلى آخر الخبر

  -23  ع، ]علل الشرائع[ بإسناده عن أبي عبد الله ع قال إنما سميت فاطمة محدثة لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول يا فاطمة إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ يا فاطمة اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ فتحدثهم و يحدثونها فقالت لهم ذات ليلة أ ليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران فقالوا إن مريم كانت سيدة نساء عالمها و إن الله عز و جل جعلك سيدة نساء عالمك و عالمها و سيدة نساء الأولين و الآخرين