باب 11- معجزاته في إخباره ص بالمغيبات و فيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن

 1-  نجم، ]كتاب النجوم[ من كتاب الدلائل تصنيف عبد الله بن جعفر الحميري بإسناده عن الصادق ع قال طلب قوم من قريش إلى النبي ص حاجة فقال إنكم تمطرون غدا فأصبحت كأنها زجاجة و ارتفع النهار قال فأتاه رجل عظيم عند الناس فقال ما كان أغناك عما تكلمت به أمس ما رأيناك هكذا قط فارتفعت سحابة من قبل الصورين فاطردت الأودية و جاءهم من المطر ما جاءوا إلى رسول الله ص فقالوا اطلب إلى الله أن يكفها عنا فقال اللهم حوالينا و لا علينا فارتفع السحاب يمينا و شمالا

 بيان قال الفيروزآبادي صورة بالضم موضع من صدر يلملم و صوران قرية باليمن و موضع بقرب المدينة

 2-  ب، ]قرب الإسناد[ اليقطيني عن ابن ميمون عن جعفر بن محمد ع قال قال أبي كان النبي ص أخذ من العباس يوم بدر دنانير كانت معه فقال يا رسول الله ما عندي غيرها فقال فأين الذي استخبيته عند أم الفضل فقال أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله ما كان معها أحد حين استخبيتها

 3-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن حبة العرني قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول إن يوشع بن نون ع كان وصي موسى بن عمران ع و كانت ألواح موسى ع من زمرد أخضر فلما غضب موسى ع ألقى الألواح من يده فمنها ما تكسر و منها ما بقي و منها ما ارتفع فلما ذهب عن موسى ع الغضب قال يوشع بن نون ع أ عندك تبيان ما في الألواح قال نعم فلم يزل يتوارثها رهط من بعد رهط حتى وقعت في أيدي أربعة رهط من اليمن و بعث الله محمدا ص بتهامة و بلغهم الخبر فقالوا ما يقول هذا النبي قيل ينهى عن الخمر و الزنا و يأمر بمحاسن الأخلاق و كرم الجوار فقالوا هذا أولى بما في أيدينا منا فاتفقوا أن يأتوه في شهر كذا و كذا فأوحى الله إلى جبرئيل ائت النبي فأخبره فأتاه فقال إن فلانا و فلانا و فلانا و فلانا ورثوا ألواح موسى ع و هم يأتوك في شهر كذا و كذا في ليلة كذا و كذا فسهر لهم تلك الليلة فجاء الركب فدقوا عليه الباب و هم يقولون يا محمد قال نعم يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان أين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنك محمدا رسول الله و الله ما علم به أحد قط منذ وقع عندنا قبلك قال فأخذه النبي ص فإذا هو كتاب بالعبرانية دقيق فدفعه إلي و وضعته عند رأسي فأصبحت بالغداة و هو كتاب بالعربية جليل فيه علم ما خلق الله منذ قامت السماوات و الأرض إلى أن تقوم الساعة فعلمت ذلك

 4-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن عبد الله بن حامد عن الحسن بن محمد بن إسحاق عن الحسين بن إسحاق الدقاق عن عمر بن خالد عن عمر بن راشد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال كان رسول الله ص يوما جالسا فاطلع عليه علي ع مع جماعة فلما رآهم تبسم قال جئتموني تسألوني عن شي‏ء إن شئتم أعلمتكم بما جئتم و إن شئتم تسألوني فقالوا بل تخبرنا يا رسول الله قال جئتم تسألونني عن الصنائع لمن تحق فلا ينبغي أن يصنع إلا لذي حسب أو دين و جئتم تسألونني عن جهاد المرأة فإن جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها و جئتم تسألونني عن الأرزاق من أين أبى الله أن يرزق عبده إلا من حيث لا يعلم فإن العبد إذا لم يعلم وجه رزقه كثر دعائه

 بيان الصنائع جمع الصنيعة و هي العطية و الكرامة و الإحسان

 5-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن عبد الله بن حامد عن محمد بن جعفر عن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم عن عمر بن حصين الباهلي عن عمر بن مسلم عن عبد الرحمن بن زياد عن مسلم بن يسار قال قال أبو عقبة الأنصاري كنت في خدمة رسول الله ص فجاء نفر من اليهود فقالوا لي استأذن لنا على محمد فأخبرته فدخلوا عليه فقالوا أخبرنا عما جئنا نسألك عنه قال جئتموني تسألونني عن ذي القرنين قالوا نعم فقال كان غلاما من أهل الروم ناصحا لله عز و جل فأحبه الله و ملك الأرض فسار حتى أتى مغرب الشمس ثم سار إلى مطلعها ثم سار إلى خيل يأجوج و مأجوج فبنى فيها السد قالوا نشهد أن هذا شأنه و إنه لفي التوراة

 6-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن عباس قال دخل أبو سفيان على النبي ص يوما فقال يا رسول الله أريد أن أسألك عن شي‏ء فقال ص إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني قال افعل قال أردت أن تسأل عن مبلغ عمري فقال نعم يا رسول الله فقال إني أعيش ثلاثا و ستين سنة فقال أشهد أنك صادق فقال ص بلسانك دون قلبك قال ابن عباس و الله ما كان إلا منافقا قال و لقد كنا في محفل فيه أبو سفيان و قد كف بصره و فينا علي ع فأذن المؤذن فلما قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أبو سفيان هاهنا من يحتشم قال واحد من القوم لا فقال لله در أخي بني هاشم انظروا أين وضع اسمه فقال علي ع أسخن الله عينك يا با سفيان الله فعل ذلك بقوله عز من قائل وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ فقال أبو سفيان أسخن الله عين من قال ليس هاهنا من يحتشم

 بيان أسخن الله عينه أبكاه

 7-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن عبد الله بن حامد عن محمد بن جعفر عن علي بن حرب عن محمد بن حجر عن عمه سعيد عن أبيه عن أمه عن وائل بن حجر قال جاءنا ظهور النبي ص و أنا في ملك عظيم و طاعة من قومي فرفضت ذلك و آثرت الله و رسوله و قدمت على رسول الله ص فأخبرني أصحابه أنه بشرهم قبل قدومي بثلاث فقال هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت راغبا في الإسلام طائعا بقية أبناء الملوك فقلت يا رسول الله أتانا ظهورك و أنا في ملك فمن الله علي أن رفضت ذلك و آثرت الله و رسوله و دينه راغبا فيه فقال ص صدقت اللهم بارك في وائل و في ولده و ولد ولده

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ مرسلا مثله و فيه فلما قدمت عليه أدناني و بسط لي ردائه فجلست عليه فصعد المنبر و قال هذا وائل بن حجر قد أتانا راغبا في الإسلام طائعا بقية أبناء الملوك اللهم بارك في وائل و ولده و ولد ولده

 8-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن البرقي عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال أتي النبي ص بأسارى فأمر بقتلهم ما خلا رجلا من بينهم فقال الرجل كيف أطلقت عني من بينهم فقال أخبرني جبرئيل عن الله تعالى ذكره أن فيك خمس خصال يحبه الله و رسوله الغيرة الشديدة على حرمك و السخاء و حسن الخلق و صدق اللسان و الشجاعة فأسلم الرجل و حسن إسلامه

  -9  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسن بن سعيد عن النضر عن موسى بن بكر عن أبي عبد الله ع قال ضلت ناقة رسول الله ص في غزوة تبوك فقال المنافقون يحدثنا عن الغيب و لا يعلم مكان ناقته فأتاه جبرئيل ع فأخبره بما قالوا و قال إن ناقتك في شعب كذا متعلق زمامها بشجرة كذا فنادى رسول الله ص الصلاة جامعة قال فاجتمع الناس فقال أيها الناس إن ناقتي بشعب كذا فبادروا إليها حتى أتوها

 10-  ير، ]بصائر الدرجات[ موسى بن عمر عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك سمى رسول الله أبا بكر الصديق قال نعم قال فكيف قال حين كان معه في الغار قال رسول الله ص إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة قال يا رسول الله و إنك لتراها قال نعم قال فتقدر أن ترينيها قال ادن مني قال فدنا منه فمسح على عينيه ثم قال انظر فنظر أبو بكر فرأى السفينة و هي تضطرب في البحر ثم نظر إلى قصور أهل المدينة فقال في نفسه الآن صدقت أنك ساحر فقال رسول الله ص الصديق أنت

 بيان قوله الصديق أنت على سبيل التهكم

 11-  عم، ]إعلام الورى[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن ناقته افتقدت فأرجف المنافقون فقالوا يخبرنا بخبر السماء و لا يدري أين هو ناقته فسمع ذلك فقال إني و إن كنت أخبركم بلطائف الأسرار لكني لا أعلم من ذلك إلا ما علمني الله فلما وسوس لهم الشيطان دلهم على حالها و وصف لهم الشجرة التي هي متعلقة بها فأتوها فوجدوها على ما وصف قد تعلق خطامها بشجرة

  -12  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن من كان بحضرته من المنافقين كانوا لا يكونون في شي‏ء من ذكره إلا أطلعه الله عليهم و بينه فيخبرهم به حتى كان بعضهم يقول لصاحبه اسكت و كف فو الله لو لم يكن عندنا إلا الحجارة لأخبرته حجارة البطحاء لم يكن ذلك منه و لا منهم مرة و لا مرات بل يكثر ذلك أن يحصى عدده حتى يظن ظان أن ذلك كان بالظن و التخمين كيف و هو يخبرهم بما قالوا على ما لفظوا و يخبرهم عما في ضمائرهم فكلما ضوعفت عليهم الآيات ازدادوا عمى لعنادهم

 13-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه أتى يهود النضير مع جماعة من أصحابه فاندس له رجل منهم و لم يخبر أحدا و لم يؤامر بشرا إلا ما أضمره عليه و هو يريد أن يطرح عليه صخرة و كان قاعدا في ظل أطم من آطامهم فنذرته نذارة الله فقام راجعا إلى المدينة و أنبأ القوم بما أراد صاحبهم فسألوه فصدقهم و صدقوه و بعث الله على الذي أراد كيده أمس الخلق به رحما فقتله فنفل ماله رسول الله كله

 بيان قوله فاندس أي اختفى و الأطم بضمتين القصر و كل حصن مبني بحجارة و كل بيت مربع مسطح و الجمع آطام و أطوم

 14-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عليا قال بعثني رسول الله و الزبير و المقداد معي فقال انطلقوا حتى تبلغوا روضة خاخ فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فانطلقنا و أدركناها و قلنا أين الكتاب قالت ما معي كتاب ففتشها الزبير و المقداد و قالا ما نرى معها كتابا فقلت حدث به رسول الله و تقولان ليس معها لتخرجنه أو لأجردنك فأخرجته من حجزتها فلما عادوا إلى النبي ص قال يا حاطب ما حملك على هذا قال أردت أن يكون لي يد عند القوم و ما ارتددت فقال صدق حاطب لا تقولوا له إلا خيرا

 و في هذا إعلام بمعجزات منها إخباره عن الكتاب و عن بلوغ المرأة روضة خاخ و منها شهادته لحاطب بالصدق فقد وجد كل ذلك كما أخبر

 15-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص أنفذ عمارا في سفر ليستقي فعرض له شيطان في صورة عبد أسود فصرعه ثلاث مرات فقال ص إن الشيطان قد حال بين عمار و بين الماء في صورة عبد أسود و إن الله أظفر عمارا فدخل فأخبر بمثله

 16-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا سعيد الخدري قال كنا نخرج في غزوات مترافقين تسعة و عشرة فنقسم العمل فيقعد بعضنا في الرحال و بعضا يعمل لأصحابه و يسقي ركابهم و يصنع طعامهم و طائفة تذهب إلى النبي ص فاتفق في رفقتنا رجل يعمل عمل ثلاثة نفر يخيط و يسقي و يصنع طعاما فذكر ذلك للنبي ص فقال ذلك رجل من أهل النار فلقينا العدو و قاتلناهم فجرح و أخذ الرجل سهما فقتل به نفسه فقال أشهد أني رسول الله و عبده

 17-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن ابن عباس قال كان النبي ص جالسا في ظل حجر كاد أن ينصرف عنه الظل فقال إنه سيأتيكم رجل ينظر إليكم بعين شيطان فإذا جاءكم فلا تكلموه فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق فدعاه و قال على ما تشتموني أنت و أصحابك فقال لا نفعل قال دعني آتك بهم فدعاهم فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا و ما فعلوا فأنزل الله يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ

 18-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ من معجزات النبي ص أن أبا الدرداء كان يعبد صنما في الجاهلية و أن عبد الله بن رواحة و محمد بن مسلمة ينتظران خلوة أبي الدرداء فغاب فدخلا على بيته و كسرا صنمه فلما رجع قال لأهله من فعل هذا قالت لا أدري سمعت صوتا فجئت و قد خرجوا ثم قالت لو كان الصنم يدفع لدفع عن نفسه فقال أعطيني حلتي فلبستها فقال النبي ص هذا أبو الدرداء يجي‏ء و يسلم فإذا هو جاء و أسلم و منها أنه ص أخبر أبا ذر بما جرى عليه بعد وفاته فقال كيف بك إذا أخرجت من مكانك قال أذهب إلى المسجد الحرام قال كيف بك إذا أخرجت منه قال أذهب إلى الشام قال كيف بك إذا أخرجت منها قال أعمد إلى سيفي فأضرب به حتى أقتل قال لا تفعل و لكن اسمع و أطع فكان ما كان حتى أخرج إلى الربذة و منها أنه ص قال لفاطمة إنك أول أهل بيتي لحاقا بي فكانت أول من مات بعده و منها أنه قال لأزواجه أطولكن يدا أسرعكن بي لحوقا قالت عائشة كنا نتطاول بالأيدي حتى ماتت زينب بنت جحش و منها أنه ص ذكر زيد بن صوحان فقال زيد و ما زيد يسبق منه عضو إلى الجنة فقطعت يده يوم نهاوند في سبيل الله و منها ما أخبر عن أم ورقة الأنصارية فكان يقول انطلقوا بنا إلى الشهيدة نزورها فقتلها غلام و جارية لها بعد وفاته و منها أنه ص قال في محمد بن الحنفية يا علي سيولد لك ولد قد نحلته اسمي و كنيتي و منها أنه ص قال رأيت في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا فأولتهما هذين الكذابين مسيلمة كذاب اليمامة و كذاب صنعاء العبسي و منها أن عبد الله بن الزبير قال احتجم النبي ص فأخذت الدم لأهريقه فلما برزت حسوته فلما رجعت قال ما صنعت قلت جعلته في أخفى مكان قال ألفاك شربت الدم ثم قال ويل للناس منك و ويل لك من الناس و منها أنه ص قال ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب

 و روي لما أقبلت عائشة مياه بني عامر ليلا نبحتها كلاب الحوأب قالت ما هذا قالوا الحوأب قالت ما أظنني إلا راجعة ردوني إن رسول الله ص قال لنا ذات يوم كيف بإحداكن إذا نبح عليها كلاب الحوأب و منها أنه ص قال أخبرني جبرائيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف فجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه و منها أن أم سلمة قالت كان عمار ينقل اللبن بمسجد الرسول و كان ص يمسح التراب عن صدره و يقول تقتلك الفئة الباغية

 و منها ما روى أبو سعيد الخدري أن النبي ص قسم يوما قسما فقال رجل من تميم اعدل فقال ويحك و من يعدل إذا لم أعدل قيل نضرب عنقه قال لا إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته و صيامه مع صلاتهم و صيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية رئيسهم رجل أدعج إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة قال أبو سعيد إني كنت مع علي حين قتلهم فالتمس في القتلى بالنهروان فأتي به على النعت الذي نعته رسول الله ص و منها أنه ص قال تبنى مدينة بين دجلة و دجيل و قطربل و الصراة تجبى إليها خزائن الأرض يخسف بها يعني بغداد و ذكر أرضا يقال لها البصرة إلى جنبها نهر يقال له دجلة ذو نخل ينزل بها بنو قنطورا يتفرق الناس فيه ثلاث فرق فرقة تلحق بأهلها فيهلكون و فرقة تأخذ على أنفسها فيكفرون و فرقة تجعل ذراريهم خلف ظهورهم يقاتلون قتلاهم شهداء يفتح الله على بقيتهم

 بيان قال في النهاية في الحديث أنه قال لنسائه أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا كنى بطول اليد عن العطاء و الصدقة يقال فلان طويل الباع إذا كان سمحا جوادا و كان زينب تحب الصدقة و هي ماتت قبلهن و قال في قوله الأدبب أراد الأدب فترك الإدغام لأجل الحوأب و الأدب الكثير وبر الوجه و النباح صياح الكلب و الحوأب منزل بين البصرة و مكة و الأدعج الأسود العين و قيل المراد به هنا سواد الوجه. و قال الفيروزآبادي قطربل بالضم و تشديد الباء الموحدة أو بتخفيفها و تشديد اللام موضعان أحدهما بالعراق ينسب إليه الخمر و قال الصراة نهر بالعراق. و قال الجزري في حديث حذيفة يوشك بنو قنطورا أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم و يروى أهل البصرة منها كأني بهم خنس الأنوف خزر العيون عراض الوجوه قيل إن قنطورا كانت جارية لإبراهيم الخليل ع ولدت له أولادا منهم الترك و الصين و منه حديث ابن عمر و يوشك بنو قنطورا أن يخرجوكم من أرض البصرة و حديث أبي بكرة إذا كان آخر الزمان جاء بنو قنطورا و قال و فيه تقاتلون قوما خنس الأنف الخنس بالتحريك انقباض قصبة الأنف و عرض الأرنبة و المراد بهم الترك لأنه الغالب على آنافهم و هو شبيه بالفطس

 19-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن رجلا أتى النبي ص فقال إني خرجت و امرأتي حائض و رجعت و هي حبلى فقال من تتهم قال فلانا و فلانا قال ائت بهما فجاء بهما فقال ص إن يكن من هذا فسيخرج قططا كذا و كذا فخرج كما قال رسول الله ص

 20-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن رجلا جاء إلى النبي ص فقال ما طعمت طعاما منذ يومين فقال عليك بالسوق فلما كان من الغد دخل فقال يا رسول الله أتيت السوق أمس فلم أصب شيئا فبت بغير عشاء قال فعليك بالسوق فأتى بعد ذلك أيضا فقال ص عليك بالسوق فانطلق إليها فإذا عير قد جاءت و عليها متاع فباعوه ففضل بدينار فأخذه الرجل و جاء إلى رسول الله ص و قال ما أصبت شيئا قال هل أصبت من عير آل فلان شيئا قال لا قال بلى ضرب لك فيها بسهم و خرجت منها بدينار قال نعم قال فما حملك على أن تكذب قال أشهد أنك صادق و دعاني إلى ذلك إرادة أن أعلم أ تعلم ما يعمل الناس و أن أزداد خيرا إلى خير فقال له النبي ص صدقت من استغنى أغناه الله و من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر لا يسد أدناها شي‏ء فما رئي سائلا بعد ذلك اليوم ثم قال إن الصدقة لا تحل لغني و لا لذي مرة سوي أي لا يحل له أن يأخذها و هو يقدر أن يكف نفسه عنها

 21-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي جعفر ع قال بينما رسول الله ص يوما جالسا إذ قام متغير اللون فتوسط المسجد ثم أقبل يناجي طويلا ثم رجع إليهم قالوا يا رسول الله رأينا منك منظرا ما رأيناه فيما مضى قال إني نظرت إلى ملك السحاب إسماعيل و لم يهبط إلى الأرض إلا بعذاب فوثبت مخافة أن يكون قد نزل في أمتي شي‏ء فسألته ما أهبطه فقال استأذنت ربي في السلام عليك فأذن لي قلت فهل أمرت فيها بشي‏ء قال نعم في يوم كذا و في شهر كذا في ساعة كذا فقام المنافقون و ظنوا أنهم على شي‏ء فكتبوا ذلك اليوم و كان أشد يوم حرا فأقبل القوم يتغامزون فقال رسول الله ص لعلي ع انظر هل ترى في السماء شيئا فخرج ثم قال أرى في مكان كذا كهيئة الترس غمامة فما لبثوا أن جللتهم سحابة سوداء ثم هطلت عليهم حتى ضج الناس

  بيان الهطل تتابع المطر

 22-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال مر رسول الله ص يوما على علي ع و الزبير قائم معه يكلمه فقال رسول الله ص ما تقول له فو الله لتكونن أول العرب تنكث بيعته

 23-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه ص قال لجيش بعثهم إلى أكيدر دومة الجندل أما إنكم تأتونه فتجدونه يصيد البقر فوجدوه كذلك

 24-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه لما نزلت إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ قال نعيت إلي نفسي أني مقبوض فمات في تلك السنة و قال لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن إنك لا تلقاني بعد هذا

 25-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الصادق ع قال أصابت رسول الله ص في غزوة المصطلق ريح شديدة فقلبت الرحال و كادت تدقها فقال رسول الله ص أما إنها موت منافق قالوا فقدمنا المدينة فوجدنا رفاعة بن زيد مات في ذلك اليوم و كان عظيم النفاق و كان أصله من اليهود فضلت ناقة رسول الله ص في تلك الريح فزعم يزيد بن الأصيب و كان في منزل عمارة بن حزم كيف يقول إنه يعلم الغيب و لا يدري أين ناقته قال بئس ما قلت و الله ما يقول هو إنه يعلم الغيب و هو صادق فأخبر النبي بذلك فقال لا يعلم الغيب إلا الله و إن الله أخبرني أن ناقتي في هذا الشعب تعلق زمامها بشجرة فوجدوها كذلك و لم يبرح أحد من ذلك الموضع فأخرج عمارة ابن الأصيب من منزله

 26-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن رسول الله ص كتب إلى قيس بن عرنة البجلي يأمره بالقدوم عليه فأقبل و معه خويلد بن الحارث الكلبي حتى إذا دنا من المدينة هاب الرجل أن يدخل فقال له قيس أما إذا أبيت أن تدخل فكن في هذا الجبل حتى آتيه فإن رأيت الذي تحب أدعوك فاتبعني فأقام و مضى قيس حتى إذا دخل على النبي ص المسجد فقال يا محمد أنا آمن قال نعم و صاحبك الذي تخلف في الجبل قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله فبايعه و أرسل إلى صاحبه فأتاه فقال له النبي ص يا قيس إن قومك قومي و إن لهم في الله و في رسوله خلفا

 27-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا ذر قال يا رسول الله إني قد اجتويت المدينة أ فتأذن لي أن أخرج أنا و ابن أخي إلى الغابة فنكون بها فقال إني أخشى أن تغير حي من العرب فيقتل ابن أخيك فتأتي فتسعى فتقوم بين يدي متكئا على عصاك فتقول قتل ابن أخي و أخذ السرح فقال يا رسول الله لا يكون إلا خير فأذن له فأغارت خيل بني فزارة فأخذوا السرح و قتلوا ابن أخيه فجاء أبو ذر معتمدا على عصاه و وقف عند رسول الله ص و به طعنة قد جافته فقال صدق الله رسوله

 بيان قال الجزري في حديث العرنيين فاجتووا المدينة أي أصابهم الجوى و هو المرض و داء الجوف إذا تطاول و ذلك إذا لم يوافقهم هواؤها و استوخموها يقال اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه و إن كنت في نعمة انتهى و الغابة موضع بالحجاز ثم إن هذا من أبي ذر رضي الله عنه على تقدير صحته لعله كان قبل كمال إيمانه و استقرار أمره

 28-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن رسول الله ص لقي في غزوة ذات الرقاع رجلا من محارب يقال له عاصم فقال له يا محمد أ تعلم الغيب قال لا يعلم الغيب إلا الله قال و الله لجملي هذا أحب إلي من إلهك قال لكن الله أخبرني من علم غيبه أنه تعالى يبعث عليك قرحة في مسبل لحيتك حتى تصل إلى دماغك فتموت و الله إلى النار فرجع فبعث الله قرحة فأخذت في لحيته حتى وصلت إلى دماغه فجعل يقول لله در القرشي إن قال بعلم أو زجر أصاب

 29-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن وابصة بن معبد الأسدي أتاه و قال في نفسه لا أدع من البر و الإثم شيئا إلا سألته فلما أتاه قال له بعض أصحابه إليك يا وابصة عن سؤال رسول الله فقال النبي ص دعوا وابصة ادن فدنوت فقال تسأل عما جئت له أم أخبرك قال أخبرني قال جئت تسأل عن البر و الإثم قال نعم فضرب يده على صدره ثم قال البر ما اطمأنت إليه النفس و البر ما اطمأن إليه الصدر و الإثم ما تردد في الصدر و جال في القلب و إن أفتاك الناس و إن أفتوك

 30-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه فلما أدركوا حاجتهم قال ائتوني بتمر أرضكم مما معكم فأتاه كل واحد منهم بنوع منه فقال النبي ص هذا يسمى كذا و هذا يسمى كذا فقالوا أنت أعلم بتمر أرضنا منا فوصف لهم أرضهم فقالوا أ دخلتها قال لا لكن فسح لي فنظرت إليها فقام رجل منهم فقال يا رسول الله هذا خالي به خبل فأخذ بردائه و قال اخرج يا عبد الله ثلاثا ثم أرسله فبرأ ثم أتوه بشاة هرمة فأخذ إحدى أذنيها بين إصبعيه فصار لها ميسما ثم قال خذوها فإن هذا ميسم في آذان ما تلد إلى يوم القيامة فهي تتوالد كذلك

 31-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص قال للعباس ويل لذريتي من ذريتك فقال يا رسول الله فأختصي قال إنه أمر قد قضي أي لا ينفع الخصاء فعبد الله قد ولد و صار له ولد

 32-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن ناقة ضلت لبعض أصحابه في سفر كان فيه فقال صاحبها لو كان نبيا لعلم أين الناقة فبلغ ذلك النبي ص فقال ص الغيب لا يعلمه إلا الله انطلق يا فلان فإن ناقتك في مكان كذا قد تعلق زمامها بشجرة فوجدها كما قال

 33-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ من معجزاته ص أنه أخبر الناس بمكة بمعراجه و قال آية ذلك أنه ند لبني فلان في طريقي بعير فدللتهم عليه و هو الآن يطلع عليكم من ثنية كذا يقدمها جمل أورق عليه غرارتان إحداهما سوداء و الأخرى برقاء فوجدوا الأمر على ما قال و منها أنه ص رأى عليا ع نائما في بعض الغزوات في التراب فقال يا أبا تراب أ لا أحدثك بأشقى الناس أخي ثمود و الذي يضربك على هذا و وضع يده على قرنه حتى تبل هذه من هذا و أشار إلى لحيته و منها أنه ص قال لعلي ع تقاتل بعدي الناكثين و القاسطين و المارقين فكان كذلك و منها قوله لعمار ستقتلك الفئة الباغية و آخر زادك ضياح من لبن فأتي عمار بصفين بلبن فشربه فبارز فقتل و منها أنه لما كانت قريش تحالفوا و كتبوا بينهم صحيفة ألا يجالسوا واحدا من بني هاشم و لا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم محمدا ليقتلوه و علقوا تلك الصحيفة في الكعبة و حاصروا بني هاشم في الشعب شعب عبد المطلب أربع سنين فأصبح النبي ص يوما و قال لعمه أبي طالب إن الصحيفة التي كتبتها قريش في قطيعتنا قد بعث الله عليها دابة فلحست كل ما فيها غير اسم الله و كانوا قد ختموها بأربعين خاتما من رؤساء قريش فقال أبو طالب يا ابن أخي أ فأصير إلى قريش فأعلمهم بذلك قال إن شئت فصار أبو طالب رضي الله عنه إليهم فاستبشروا بمصيره إليهم و استقبلوه بالتعظيم و الإجلال و قالوا قد علمنا الآن أن رضى قومك أحب إليك مما كنت فيه أ فتسلم إلينا محمدا و لهذا جئتنا فقال يا قوم قد جئتكم بخبر أخبرني به ابن أخي محمد فانظروا في ذلك فإن كان كما قال فاتقوا الله و ارجعوا عن قطيعتنا و إن كان بخلاف ما قال سلمته إليكم و اتبعت مرضاتكم قالوا و ما الذي أخبرك قال أخبرني أن الله قد بعث على صحيفتكم دابة فلحست ما فيها غير اسم الله فحطوها فإن كان الأمر بخلاف ما قال سلمته إليكم ففتحوها فلم يجدوا فيها شيئا غير اسم الله فتفرقوا و هم يقولون سحر سحر و انصرف أبو طالب رضي الله عنه

 بيان ند البعير شرد و نفر و البرقاء ما اجتمع فيه سواد و بياض و الضياح بالفتح اللبن الرقيق يصب فيه ماء ثم يخلط و اللحس باللسان معروف و اللحس أيضا أكل الدود الصوف و أكل الجراد الخضر

 34-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص كان يوما جالسا و حوله علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال لهم كيف بكم إذا كنتم صرعى و قبوركم شتى فقال الحسين ع أ نموت موتا أو نقتل قتلا فقال بل تقتل يا بني ظلما و يقتل أخوك ظلما و يقتل أبوك ظلما و تشرد ذراريكم في الأرض فقال الحسين ع و من يقتلنا قال شرار الناس قال فهل يزورنا أحد قال نعم طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم بري و صلتي فإذا كان يوم القيامة جئتهم و أخلصهم من أهواله

 35-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب عتيق تاريخه سنة ثمان و ثمانين هجرية قال حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ثم قال ما هذا لفظه و أنا كنت معه ص يوم قال يأتي تسع نفر من حضرموت فيسلم منهم ستة و لا يسلم منهم ثلاثة فوقع في قلوب كثير من كلامه ما شاء الله أن يقع فقلت أنا صدق الله و رسوله هو كما قلت يا رسول الله فقال أنت الصديق الأكبر و يعسوب المؤمنين و إمامهم و ترى ما أرى و تعلم ما أعلم و أنت أول المؤمنين إيمانا و كذلك خلقك الله و نزع منك الشك و الضلال فأنت الهادي الثاني و الوزير الصادق فلما أصبح رسول الله ص و قعد في مجلسه ذلك و أنا عن يمينه أقبل التسعة رهط من حضرموت حتى دنوا من النبي ص و سلموا فرد عليهم السلام و قالوا يا محمد اعرض علينا الإسلام فأسلم منهم ستة و لم يسلم الثلاثة فانصرفوا فقال النبي ص للثلاثة أما أنت يا فلان فستموت بصاعقة من السماء و أما أنت يا فلان فسيضربك أفعى في موضع كذا و كذا و أما أنت يا فلان فإنك تخرج في طلب ماشية و إبل لك فيستقبلك ناس من كذا فيقتلونك فوقع في قلوب الذين أسلموا فرجعوا إلى رسول الله ص فقال لهم ما فعل أصحابكم الثلاثة الذين تولوا عن الإسلام و لم يسلموا فقالوا و الذي بعثك بالحق نبيا ما جاوزوا ما قلت و كل مات بما قلت و إنا جئناك لنجدد الإسلام و نشهد أنك رسول الله صلى الله عليك و أنك الأمين على الأحياء و الأموات

 36-  عم، ]إعلام الورى[ و أما آياته صلوات الله عليه في إخباره بالغائبات و الكوائن بعده فأكثر من أن تحصى و تعد فمن ذلك ما روي عنه في معنى قوله تعالى لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و هو ما رواه أبي بن كعب أن رسول الله ص قال بشر هذه الأمة بالسناء و الرفعة و النصرة و التمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب

 و روى بريدة الأسلمي أنه عليه و آله السلام قال ستبعث بعوث فكن في بعث يأتي خراسان ثم اسكن مدينة مرو فإنه بناها ذو القرنين و دعا لها بالبركة و قال لا يصيب أهلها سوء

 و روى أبو هريرة قال قال رسول الله ص لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا و كرمان قوما من أعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كان وجوههم المجان المطرقة

 و روى أنس بن مالك قال قال رسول الله ص رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب من رطب ابن طاب فأولت الرفعة لنا في الدنيا و العافية في الآخرة و أن ديننا قد طاب و من ذلك إخباره بما يحدث أمته بعده نحو قوله ص لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض رواه البخاري في الصحيح مرفوعا إلى ابن عمر

 و قوله رواه أبو حازم عن سهل بن حنيف عن النبي ص أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب و من شرب لم يظمأ أبدا و ليردن علي أقوام أعرفهم و يعرفونني ثم يحال بيني و بينهم قال أبو حازم سمع النعمان بن أبي عياش و أنا أحدث الناس بهذا الحديث فقال هكذا سمعت سهلا يقول قلت نعم قال فأنا أشهد على أبي سعيد الخدري يزيد فيه فأقول إنهم أمتي فيقال إنك لا تدري ما عملوا بعدك فأقول سحقا لمن بدل بعدي ذكره البخاري في الصحيح

 و قوله ص فيما رواه شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلب فقالت ما أظنني إلا راجعة سمعت النبي ص قال لنا أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب فقال الزبير لعل الله أن يصلح بك بين الناس و قوله للزبير لما لقيه و عليا ع في سقيفة بني ساعدة فقال أ تحبه يا زبير قال و ما يمنعني قال فكيف بك إذا قاتلته و أنت ظالم له

 و عن أبي جروة المازني قال سمعت عليا يقول للزبير نشدتك الله أ ما سمعت رسول الله ص يقول إنك تقاتلني و أنت ظالم قال بلى و لكني نسيت و قوله ص لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية أخرجه مسلم في الصحيح

 و عن أبي البختري أن عمارا أتي بشربة من لبن فضحك فقيل له ما يضحكك قال إن رسول الله ص أخبرني و قال هو آخر شراب أشربه حين أموت و قوله في الخوارج سيكون في أمتي فرقة يحسنون القول و يسيئون الفعل يدعون إلى كتاب الله و ليسوا منه في شي‏ء يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يرجعون إليه حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق و الخليقة طوبى لمن قتلوه طوبى لمن قتلهم و من قتلهم كان أولى بالله منهم قالوا يا رسول الله فما سيماهم قال التحليق رواه أنس بن مالك و قوله لأمير المؤمنين علي ع إن الأمة ستغدر بك بعدي و قوله له ع تقاتل بعدي الناكثين و القاسطين و المارقين

 و من ذلك إخباره بقتل معاوية حجرا و أصحابه فيما رواه ابن وهب عن أبي لهيعة عن أبي الأسود قال دخل معاوية على عائشة فقالت ما حملك على قتل أهل عذراء حجر و أصحابه فقال يا أم المؤمنين إني رأيت قتلهم صلاحا للأمة و بقاءهم فسادا للأمة فقالت سمعت رسول الله ص قال سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم و أهل السماء

 و روى ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عبد الله بن زرير الغافقي قال سمعت عليا ع يقول يا أهل العراق سيقتل سبعة نفر بعذراء مثلهم كمثل أصحاب الأخدود فقتل حجر بن عدي و أصحابه

 و من ذلك إخباره بقتل الحسين بن علي ع روى أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن أم سلمة أن رسول الله ص اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ و هو خاثر ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ و هو خاثر دون ما رأيت منه في المرة الأولى ثم اضطجع و استيقظ و في يده تربة حمراء يقبلها فقلت ما هذه التربة يا رسول الله قال أخبرني جبرئيل ع أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين ع فقلت يا جبرئيل أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها

 و عن أنس بن مالك قال استأذن ملك المطر أن يأتي رسول الله ص فأذن له فقال لأم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل أحد فجاء الحسين بن علي ع فوثب حتى دخل فجعل يقع على منكب النبي ص فقال الملك أ تحبه فقال النبي ص نعم قال فإن أمتك ستقتله و إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه قال فضرب يده فأراه ترابا أحمر فأخذته أم سلمة فصيرته في طرف ثوبها فكنا نسمع أن يقتل بكربلاء

 و من ذلك إخباره بمصارع أهل بيته ص روى الحاكم أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن سيد العابدين علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال زارنا رسول الله ص فعملنا له خزيرة و أهدت إليه أم أيمن قعبا من زبد و صحفة من تمر فأكل رسول الله ص و أكلنا معه ثم وضأت رسول الله ص فمسح رأسه و وجهه بيده و استقبل القبلة فدعا الله ما شاء ثم أكب إلى الأرض بدموع غزيرة مثل المطر فهبنا رسول الله ص أن نسأله فوثب الحسين ع فأكب على رسول الله ص فقال يا أبة رأيتك تصنع ما لم تصنع مثله قط قال يا بني سررت بكم اليوم سرورا لم أسر بكم مثله و إن حبيبي جبرئيل أتاني و أخبرني أنكم قتلى و مصارعكم شتى و أحزنني ذلك فدعوت الله لكم بالخيرة فقال الحسين ع فمن يزورنا على تشتتنا و تبعد قبورنا فقال رسول الله ص طائفة من أمتي يريدون به بري و صلتي إذا كان يوم القيامة زرتها بالموقف و أخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله و شدائده

 و من ذلك إخباره عن قتلى أهل الحرة فكان كما أخبر روي عن أيوب بن بشير قال خرج رسول الله ص في سفر من أسفاره فلما مر بحرة زهرة وقف فاسترجع فساء ذلك من معه و ظنوا أن ذلك من أمر سفرهم فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ما الذي رأيت فقال رسول الله أما إن ذلك ليس من سفركم قالوا فما هو يا رسول الله قال يقتل بهذه الحرة خيار أمتي بعد أصحابي قال أنس بن مالك قتل يوم الحرة سبع مائة رجل من حملة القرآن فيهم ثلاثة من أصحاب النبي ص و كان الحسن يقول لما كان يوم الحرة قتل أهل المدينة حتى كاد لا ينفلت أحد و كان فيمن قتل ابنا زينب ربيبة رسول الله ص و هما ابنا زمعة بن عبد الله بن الأسود و كان وقعت الحرة يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و ستين و من ذلك قوله ص في ابن عباس لن يموت حتى يذهب بصره و يؤتى علما فكان كما قال و قوله في زيد بن أرقم و قد عاده من مرض كان به ليس عليك من مرضك بأس و لكن كيف بك إذا عمرت بعدي فعميت قال إذا احتسب و أصبر قال إذا تدخل الجنة بغير حساب

 و من ذلك قوله في الوليد بن يزيد الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال ولد لأخي أم سلمة من أمها غلام فسموه الوليد فقال النبي ص تسمون بأسماء فراعنتكم غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر لأمتي من فرعون لقومه قال فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد

 و من ذلك قوله ص في بني أبي العاص و بني أمية روى أبو سعيد الخدري عنه ص أنه قال إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دغلا و عباد الله خولا و مال الله دولا

 و في رواية أبي هريرة أربعين رجلا

 ابن مرهب قال كنت عند معاوية بن أبي سفيان فدخل عليه مروان يكلمه في حاجته فقال اقض حاجتي فو الله إن مئونتي لعظيمة و إني أبو عشرة و عم عشرة و أخو عشرة فلما أدبر مروان و ابن عباس جالس معه على السرير فقال معاوية أشهد بالله يا ابن عباس أ ما تعلم أن رسول الله قال إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله بينهم دولا و عباد الله خولا و دين الله دغلا فإذا بلغوا تسعة و تسعين و أربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة فقال ابن عباس اللهم نعم و ترك مروان حاجة له فرد عبد الملك إلى معاوية فكلمه فلما أدبر عبد الملك قال أنشدك الله يا ابن عباس أ ما تعلم أن رسول الله ذكر هذا فقال أبو الجبابرة الأربعة قال ابن عباس اللهم نعم

 يوسف بن مازن الراسبي قال قام رجل إلى الحسن بن علي ع فقال يا مسود وجه المؤمن فقال الحسن لا تؤبنني رحمك الله فإن رسول الله ص رأى بني أمية يخطبون على منبره رجلا فرجلا فساءه ذلك فنزلت إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ الكوثر نهر في الجنة و نزلت إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ يعني ألف شهر تملكه بنو أمية فحسبنا ذلك فإذا هو لا يزيد و لا ينقص

 و الروايات في هذا الفن من الآيات كثيرة لا يتسع لذكر جميعها هذا الكتاب و فيما أوردناه منها كفاية لذوي الألباب. بيان قال في النهاية فيه ذكر خوز و كرمان و روي خوز أو كرمان و الخوز جبل معروف و كرمان صقع معروف في العجم و يروى بالراء المهملة و هو من أرض فارس و صوبه الدارقطني و قيل إذا أضيف فبالراء و إذا عطف فبالزاي و قال الفطس انخفاض قصبة الأنف و انفراشها و الرجل أفطس و قال المجان المطرقة المجان جمع مجن أي التراس التي ألبست العقب شيئا بعد شي‏ء انتهى و العقب العصب الذي تعمل منه الأوتار و المراد تشبيه وجوه الترك في عرضها و نتو وجناتها بالتراس المطرقة و يقرأ المطرقة على بناء الإفعال و التفعيل كلاهما بفتح الراء و الأول أفصح. و في النهاية في حديث الحوض فأقول سحقا سحقا أي بعدا بعدا. قوله حتى يرتد أي السهم على فوقه و الفوق بالضم موضع الوتر من السهم و المعنى أنهم لا يرجعون إلى الدين كما لا يرجع السهم بعد خروجه من الرمية على جهة فوقه و قال الجزري في قوله يمرقون من الدين أي يجوزونه و يخرقونه و يبعدونه كما يمرق السهم الشي‏ء المرمي به انتهى. و كون التحليق علامة لهم لا يدل على ذم حلق الرأس كما ورد أنه مثلة لأعدائكم و جمال لكم و سيأتي في بابه إن شاء الله تعالى. و قال الفيروزآبادي العذراء مدينة النبي ص و بلا لام موضع على بريد من دمشق أو قرية بالشام. و قال الجزري فيه أصبح رسول الله و هو خاثر النفس أي ثقيل النفس غير طيب و لا نشيط و قال الخزيرة لحم يقطع صغارا و يصب عليه ماء كثير فإذا نضج زر عليه الدقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة و قيل هي حساء من دقيق و دسم و قيل إذا كان من دقيق فهو حريرة و إذا كان من نخالة فهو خزيرة و قال في قوله دغلا أي يخدعون الناس و أصل الدغل الشجر الملتف الذي يكمن أهل الفساد فيه و قيل هو من قولهم أدغلت هذا الأمر إذا أدخلت فيه ما يخالفه و يفسده و في قوله خولا بالتحريك أي خدما و عبيدا يعني أنهم يستخدمونهم و يستعبدونهم و الدول بضم الدال و فتح الواو جمع الدولة بالضم و هو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم

 37-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن قيس قال سمعت أبا جعفر ع يقول و هو يحدث الناس بمكة صلى رسول الله ص الفجر ثم جلس مع أصحابه حتى طلعت الشمس فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان أنصاري و ثقفي فقال لهما رسول الله ص قد علمت أن لكما حاجة تريدان أن تسألا عنها فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني و إن شئتما فاسألا عنها قالا بل تخبرنا قبل أن نسألك عنها فإن ذلك أجلى للعمى و أبعد من الارتياب و أثبت للإيمان فقال رسول الله ص أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك و صلاتك ما لك في ذلك من الخير أما وضوؤك فإنك إذا وضعت يدك في إنائك ثم قلت بسم الله تناثرت منها ما اكتسبت من الذنوب فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرها و فوك فإذا غسلت ذراعك تناثرت الذنوب عن يمينك و شمالك فإذا مسحت رأسك و قدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك فهذا لك في وضوئك

 38-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن عمر أخي عذافر عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص ضلت ناقته فقال الناس فيها يخبرنا عن السماء و لا يخبرنا عن ناقته فهبط عليه جبرئيل فقال يا محمد ناقتك في وادي كذا و كذا ملفوف خطامها بشجرة كذا و كذا قال فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه و قال يا أيها الناس أكثرتم علي في ناقتي ألا و ما أعطاني الله خير مما أخذ مني ألا و إن ناقتي في وادي كذا و كذا ملفوف خطامها بشجرة كذا و كذا فابتدرها الناس فوجدوها كما قال رسول الله ص

 39-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الزبيري و الشعبي أن قيصر حارب كسرى فكان هوى المسلمين مع قيصر لأنه صاحب كتاب و ملة و أشد تعظيما لأمر النبي ص و كان وضع كتابه على عينه و أمر كسرى بتمزيقه حين أتاهما كتابه يدعوهما إلى الحق فلما كثر الكلام بين المسلمين و المشركين قرأ الرسول الم غُلِبَتِ الرُّومُ الآية ثم حدد الوقت في قوله فِي بِضْعِ سِنِينَ ثم آكده في قوله وَعْدَ اللَّهِ فغلبوا يوم الحديبية و بنوا الرومية و روي عنه لفارس نطحة أو نطحتان ثم قال لا فارس بعدها أبدا و الروم ذات القرون كلما ذهب قرن خلف قرن هبهب إلى آخر الأبد

  قتادة و جابر بن عبد الله في قوله وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ نزلت في النجاشي لما مات نعاه جبرئيل إلى النبي ص فجمع الناس في البقيع و كشف له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي و صلى عليه فقالت المنافقون في ذلك فجاءت الأخبار من كل جانب أنه مات في ذلك اليوم في تلك الساعة و ما علم هرقل بموته إلا من تجار رأوا من المدينة

 الكلبي في قوله فَشُدُّوا الْوَثاقَ نزلت في العباس لما أسر في يوم بدر فقال له النبي ص افد نفسك و ابني أخيك يعني عقيلا و نوفلا و حليفك يعني عتبة بن أبي جحدر فإنك ذو مال فقال إن القوم استكرهوني و لا مال عندي قال فأين المال الذي وضعته بمكة عند أم الفضل حين خرجت و لم يكن معكما أحد و قلت إن أصبت في سفري فللفضل كذا و لعبد الله كذا و لقثم كذا قال و الذي بعثك بالحق نبيا ما علم بهذا أحد غيرها و إني لأعلم إنك لرسول الله ففدى نفسه بمائة أوقية و كل واحد بمائة أوقية فنزل يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى الآية فكان العباس يقول صدق الله و صدق رسوله فإنه كان معي عشرون أوقية فأخذت فأعطاني الله مكانها عشرين عبدا كل منهم يضرب بمال كثير أدناهم يضرب بعشرين ألف درهم

 و قال أبو جعفر ع بينا رسول الله ص في المسجد إذ قال قم يا فلان قم يا فلان حتى أخرج خمسة نفر فقال اخرجوا من مسجدنا لا تصلون فيه و أنتم لا تزكون و حكمه لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ و فيه حديث عمر و مثل حكمه على اليهود أنهم لن يتمنوا الموت فعجزوا عنه و هم مكلفون مختارون و يقرأ هذه الآية في سورة يقرأ بها في جوامع الإسلام يوم الجمعة جهرا تعظيما للآية التي فيها و حكمه على أهل نجران أنهم لو باهلوا لأضرم الوادي عليهم نارا فامتنعوا و علموا صحة قوله و نحو قوله فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً و قوله يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى

 و روي أنهم كانوا على تبوك فقال لأصحابه الليلة تهب ريح عظيمة شديدة فلا يقومن أحدكم الليلة فهاجت الريح فقام رجل من القوم فحملته الريح فألقته بجبل طيئ و أخبر و هو بتبوك بموت رجل بالمدينة عظيم النفاق فلما قدموا المدينة وجدوه قد مات في ذلك اليوم و أخبر بمقتل الأسود العنسي الكذاب ليلة قتله و هو بصنعاء و أخبر بمن قتله و قال يوما لأصحابه اليوم تنصر العرب على العجم فجاء الخبر بوقعة ذي قار بنصر العرب على العجم و كان يوما جالسا بين أصحابه فقال وقعت الواقعة أخذ الراية زيد بن حارثة فقتل و مضى شهيدا و قد أخذها بعده جعفر بن أبي طالب و تقدم فقتل و مضى شهيدا ثم وقف ص وقفة لأن عبد الله كان توقف عند أخذ الراية ثم أخذها ثم قال أخذ الراية عبد الله بن رواحة و تقدم فقتل و مات شهيدا ثم قال أخذ الراية خالد بن الوليد فكشف العدو عن المسلمين ثم قام من وقته و دخل إلى بيت جعفر و نعاه إلى أهله و استخرج ولده و نظر ص إلى ذراعي سراقة بن مالك دقيقين أشعرين فقال كيف بك يا سراقة إذا ألبست بعدي سواري كسرى فلما فتحت فارس دعاه عمر و ألبسه سواري كسرى و قوله ص لسلمان سيوضع على رأسك تاج كسرى فوضع التاج على رأسه عند الفتح و قوله لأبي ذر كيف تصنع إذا أخرجت منها الخبر و ذكر ص يوما زيد بن صوحان فقال زيد و ما زيد يسبقه عضو منه إلى الجنة فقطعت يده في يوم نهاوند في سبيل الله و قال ص إنكم ستفتحون مصر فإذا فتحتموها فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم رحما و ذمة يعني أن أم إبراهيم منهم و قوله ص إنكم تفتحون رومية فإذا فتحتم كنيستها الشرقية فاجعلوها مسجدا و عدوا سبع بلاطات ثم ارفعوا البلاطة الثامنة فإنكم تجدون تحتها عصا موسى ع و كسوة إيليا و أخبر ص بأن طوائف من أمته يغزون في البحر و كان كذلك و خرج الزبير إلى ياسر بخيبر مبارزا فقالت أمه صفية أ ياسر يقتل ابني يا رسول الله قال لا بل ابنك يقتله إن شاء الله فكان كما قال

 و في شرف المصطفى عن الخركوشي أنه قال لطلحة إنك ستقاتل عليا و أنت ظالم و قوله المشهور للزبير إنك تقاتل عليا و أنت ظالم و قوله ص لعائشة ستنبح عليك كلاب الحوأب و قوله لفاطمة ع بأنها أول أهله لحاقا به فكان كذلك و قوله لعلي صلوات الله عليهما لأعطين الراية غدا رجلا فكان كما قال و قوله ص له إنك ستقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين و قوله ص في يوم أحد و قد أفاق من غشيته إنهم لن ينالوا منا مثلها أبدا و إخباره ص بقتل علي و الحسين ع و عمار سليمان بن صرد قال النبي ص حين أجلي عنه الأحزاب أن لا نغزوهم و لا يغزوننا و قال ص لرجل من أصحابه مجتمعين أحدكم ضرسه في النار مثل أحد فماتوا كلهم على استقامة و ارتد منهم واحد فقتل مرتدا و قال لآخرين آخركم موتا في النار يعني أبا مخدورة و أبا هريرة و سمرة فمات أبو هريرة ثم أبو مخدورة و وقع سمرة في نار فاحترق فيها و أخبر ص بقتل أبي بن خلف الجمحي فخدش يوم أحد خدشا لطيفا فكان منيته

 الخركوشي في شرف النبي أنه قال للأنصار إنكم سترون بعدي أثرة فلما ولي معاوية عليهم منع عطاياهم فقدم عليهم فلم يتلقوه فقال لهم ما الذي منعكم أن تلقوني قالوا لم يكن لنا ظهور نركبها فقال لهم أين كانت نواضحكم فقال أبو قتادة عقرناها يوم بدر في طلب أبيك ثم رووا له الحديث فقال لهم ما قال لكم رسول الله قالوا قال لنا اصبروا حتى تلقوني قال فاصبروا إذا فقال في ذلك عبد الرحمن بن حسان

أ لا أبلغ معاوية بن صخر أمير المؤمنين بنا كلامي‏فإنا صابرون و منظروكم إلى يوم التغابن و الخصام

 السدي قال النبي ص لأصحابه يدخل عليكم الآن رجل من ربيعة يتكلم بكلام شيطان فدخل الحطيم بن هند وحده فقال إلى ما تدعو يا محمد فأخبره فقال أنظرني فلي من أشاوره ثم خرج فقال النبي ص دخل بوجه كافر و خرج بعقب غادر فذهب و أخذ سرح المدينة

 أبو هريرة قال ص ليرعفن جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا فرئي عمرو بن سعيد بن العاص سال رعافه

 و روي عنه ص الأئمة من قريش فلم يوجد إمام ضلال أو حق إلا منهم

 أنس أنه قال لا تسألوني عن شي‏ء إلا بينته فقام رجل من بني سهم يقال له عبد الله بن حذافة و كان يطعن في نسبه فقال يا نبي الله من أبي قال أبوك حذافة بن قيس فنزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ قوله سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا و وصفه لبيت المقدس و تعديده أبوابه و أساطينه و حديث العير التي مر بها و الجمل الأحمر الذي يقدمها و الغرارتين عليه و استأسر بنو لحيان خبيب بن عدي الأنصاري و باعوه من أهل مكة فأنشد خبيب  

لقد جمع الأحزاب حولي و ألبوا قبائلهم و استجمعوا كل مجمع‏و قد حشدوا أولادهم و نساءهم و قربت من جذع طويل ممنع‏فذا العرش صبرني على ما يراد بي فقد ياس منهم بعد يومي و مطمعي‏و تالله ما أخشى إذا كنت ذا تقى على أي جمع كان لله مصرعي

فلما صلب قال السلام عليك يا رسول الله و كان النبي ص في ذلك الوقت بين أصحابه بالمدينة فقال و عليك السلام ثم بكى و قال هذا خبيب يسلم علي حين قتلته قريش

 و كتب ص عهدا لحي سلمان بكازرون هذا كتاب من محمد بن عبد الله رسول الله سأله الفارسي سلمان وصية بأخيه مهاد بن فروخ بن مهيار و أقاربه و أهل بيته و عقبه من بعده ما تناسلوا من أسلم منهم و أقام على دينه سلام الله أحمد الله إليكم إن الله تعالى أمرني أن أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له أقولها و آمر الناس بها و الأمر كله لله خلقهم و أماتهم و هو ينشرهم و إليه المصير ثم ذكر فيه من احترام سلمان إلى أن قال و قد رفعت عنهم جز الناصية و الجزية و الخمس و العشر و سائر المؤن و الكلف فإن سألوكم فأعطوهم و إن استغاثوا بكم فأغيثوهم و إن استجاروا بكم فأجيروهم و إن أساءوا فاغفروا لهم و إن أسي‏ء إليهم فامنعوا عنهم و ليعطوا من بيت مال المسلمين في كل سنة مائتي حلة و من الأواقي مائة فقد استحق سلمان ذلك من رسول الله ثم دعا لمن عمل به و دعا على من أذاهم و كتب علي بن أبي طالب و الكتاب إلى اليوم في أيديهم و يعمل القوم برسم النبي ص فلو لا ثقته بأن دينه يطبق الأرض لكان كتبه هذا السجل مستحيلا. و كتب نحوه لأهل تميم الداري من محمد رسول الله للداريين إذا أعطاه الله الأرض وهبت لهم بيت عين و صرين و بيت إبراهيم. و كتب ص للعباس الحيرة من الكوفة و الميدان من الشام و الخط من هجر و مسيرة ثلاثة أيام من أرض اليمن فلما افتتح ذلك أتى به إلى عمر فقال هذا مال كثير القصة. و من العجائب الموجودة تدبيره ص أمر دينه بأشياء قبل حاجته إليها مثل وضعه المواقيت للحج و وضع عمرة و المسلخ و بطن العقيق ميقاتا لأهل العراق و لا عراق يومئذ و الجحفة لأهل الشام و ليس به من يحج يومئذ و من أصغى إلى ما نقل عنه علم أن الأولين و الآخرين يعجزون عن أمثالها و أن ذلك لا يتصور إلا أن يكون من الوحي و التنزيل. و قوله ص زويت لي الأرض فأريت مشارقها و مغاربها و سيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها فصدق في خبره فقد ملكهم من أول المشرق إلى آخر المغرب من بحر الأندلس و بلاد البربر و لم يتسعوا في الجنوب و لا في الشمال كما أخبر ص سواء بسواء و قوله لعدي بن حاتم لا يمنعك من هذا الدين الذي ترى من جهد أهله و ضعف أصحابه فلكأنهم بيضاء المدائن قد فتحت عليهم و كأنهم بالظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي مكة بغير خفار و لا تخاف إلا الله فأبصر عدي ذلك كله. و قوله ص لخالد بن الوليد و قد بعثه إلى أكيدر بن عبد الملك ملك كنده و كان نصرانيا ستجده يصيد البقر فخرج حتى كان من حصنه بمنظر العين في ليلة مقمرة صائفة و هو على سطح له و معه امرأته فباتت البقر تخد بقرونها باب القصر فقالت هل رأيت مثل ذلك قط قال لا و الله قالت فمن بترك هذا قال لا أحد فنزل و ركب على فرسه و معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان و بعث به إلى رسول الله ص و أنشد في ذلك رجل من بني طيئ.

تبارك سائق البقرات إني. رأيت الله يهدي كل هاد.فمن يك حائدا عن ذي تبوك. فإنا قد أمرنا بالجهاد.

 و قوله لكنانة زوج صفية و الربيع أين آنيتكما التي كنتما تعيرانها أهل مكة قالا هزمنا فلم تزل تضعنا أرض و تقلنا أرض أخرى و أنفقناها فقال لهما إنكما إن كتمتما شيئا فاطلعت عليه استحللت دماءكما و ذراريكما قالا نعم فدعا رجلا من الأنصار و قال اذهب إلى قراح كذا و كذا ثم ائت النخيل فانظر نخلة عن يمينك و عن يسارك و انظر نخلة مرفوعة فأتني بما فيها فانطلق فجاء بالآنية و الأموال فضرب عنقهما. و قال الجارود بن عمرو العبدي و سلمة بن عباد الأزدي إن كنت نبينا فحدثنا عما جئنا نسألك عنه فقال ص أما أنت يا جارود فإنك جئت تسألني عن دماء الجاهلية و عن حلف الإسلام و عن المنيحة قال أصبت فقال ص فإن دماء الجاهلية موضوع و حلفها لا يزيده الإسلام إلا شدة و لا حلف في الإسلام و من أفضل الصدقة أن تمنح أخاك ظهر الدابة و لبن الشاة و أما أنت يا سلمة بن عباد فجئت تسألني عن عبادة الأوثان و يوم السباسب و عقل الهجين أما عبادة الأوثان فإن الله جل و عز يقول إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الآية و أما يوم السباسب فقد أبدلك الله عز و جل ليلة القدر و يوم العيد لمحة تطلع الشمس لا شعاع لها و أما عقل الهجين فإن أهل الإسلام تتكافأ دماؤهم و يجير أقصاهم على أدناهم و أكرمهم عند الله أتقاهم قالا نشهد بالله أن ذلك كان في أنفسنا. و في حديث أبي جعفر ع أن النبي ص صلى و تفرق الناس فبقي أنصاري و ثقفي فقال لهما قد علمت أن لكما حاجة تريدان أن تسألاني عنها فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني و إن شئتما فاسألا فقالا نحب أن تخبرنا بها قبل أن نسألك فإن ذلك أجلى للعمى و أثبت للإيمان فقال ص يا أخا الأنصار إنك من قوم يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ و أنت قروي و هذا بدوي أ فتؤثره بالمسألة قال نعم قال أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك و صلاتك و ما لك على ذلك من الأجر فأخبره بذلك و أما أنت يا أخا الأنصار فجئت تسألني عن حجك و عمرتك و ما لك فيهما و أخبره ص بفضلهما. أنس أنه قال لرجل اسمه أبو بدر قل لا إله إلا الله فسأله حجة فقال في قلبك من أربعة أشهر كذا و كذا فصدقه و أسلم. أتى سائل إلى النبي ص و سأله شيئا فأمره بالجلوس فأتاه رجل بكيس و وضع قبله و قال يا رسول الله هذه أربع مائة درهم أعطه المستحق فقال ص يا سائل خذ هذه الأربع مائة دينار فقال صاحب المال يا رسول الله ليس بدينار و إنما هو درهم فقال ص لا تكذبني فإن الله صدقني و فتح رأس الكيس فإذا هو دنانير فعجب الرجل و حلف أنه شحنها من الدراهم قال صدقت و لكن لما جرى على لساني الدنانير جعل الله الدراهم دنانير. و كتب ص إلى ابن جلندى و أهل عمان و قال أما إنهم سيقبلون كتابي و يصدقوني و يسألكم ابن جلندى هل بعث رسول الله معكم بهدية فقولوا لا فسيقول لو كان رسول الله بعث معكم بهدية لكانت مثل المائدة التي نزلت على بني إسرائيل و على المسيح فكان كما قال ص. و في حديث جرير بن عبد الله البجلي و عبدة بن مسهر لما قال له أخبرني عما أسألك

  و ما أحرت و ما أبصرت يريد في المنام فقال ص أما ما أحرت فسيفك الحسام و ابنك الهمام و فرسك عصام و رأيت في المنام في غلس الظلام أن ابنك يريد الغزل فلقيه أبو ثغل على سفح الجبل مع إحدى نساء بني ثغل فقتله نجدة بن جبل ثم أخبره بما يجري و ما يجب أن يعمل. قال أبو شهم مرت بي جارية بالمدينة فأخذت بكشحها قال و أصبح الرسول ص يبايع الناس قال فأتيته فلم يبايعني فقال صاحب الجنبذة قلت و الله لا أعود قال فبايعني. و أمثلة ذلك كثيرة فصار مخبرات مقاله على ما أخبر به ص. بيان قال في النهاية فيه فارس نطحة أو نطحتين ثم لا فارس بعدها أبدا معناه أن فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ثم يبطل ملكها و يزول فحذف الفعل لبيان المعنى و القرون جمع قرن و هو أهل كل زمان و في القاموس الهبهبة السرعة و ترقرق السراب و الزجر و الانتباه و الذبح و الهبهبي الحسن الخدمة و القصاب و السريع كالهبهب فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً بناء على كونه إشارة إلى قتلهم ببدر و كذا البطشة قوله و لم يتسعوا في الجنوب أي لم يحصل لهم السعة في الملك في الجنوب و الشمال ما حصلت لهم في المشرق و المغرب قوله بالظعينة أي المرأة المسافرة و قال الفيروزآبادي الظعينة الهودج فيه امرأة أم لا و المرأة ما دامت في الهودج و قال الجوهري خد الأرض شقها و في القاموس منحه كمنعه و ضربه أعطاه و الاسم المنحة بالكسر و منحه الناقة جعل له وبرها و لبنها و ولدها و هي المنحة و المنيحة. و قال الجزري في الحديث أبدلكم الله بيوم السباسب يوم العيد يوم السباسب عيد للنصارى انتهى. قوله عقل الهجين أي دية غير شريف النسب هل تساوي دية الشريف أو أنه لما كان عنده أنه لا يقتص الشريف للهجين سأله ص عن قدر ديته فأجابه ص بنفي ما توهمه قوله ما أحرت بالحاء المهملة المخففة أي رددت أو بالخاء المعجمة المشددة أي تركت وراء ظهرك و الجنبذة بالضم القبة و لعله تصحيف الجبذة بمعنى الجذبة

 40-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال أبو سفيان في فراشه مع هند العجب يرسل يتيم أبي طالب و لا أرسل فقص عليه النبي ص من غده فهم أبو سفيان بعقوبة هند لإفشاء سره فأخبره النبي ص بعزمه في عقوبتها فتحير أبو سفيان قتادة قال أبي بن خلف الجمحي و في رواية غيره صفوان بن أمية المخزومي لعمير بن وهب الجمحي علي نفقاتك و نفقات عيالك ما دمت حيا إن سرت إلى المدينة و قتلت محمدا في نومه فنزل جبرئيل بقوله سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ الآية فلما رآه رسول الله ص قال لم جئت فقال لفداء أسرى عندكم قال و ما بال السيف قال قبحها الله و هل أغنت من شي‏ء قال فما ذا شرطت لصفوان بن أمية في الحجر قال و ما ذا شرطت قال تحملت له بقتلي على أن يقضي دينك و يعول عيالك و الله حائل بيني و بينك فأسلم الرجل ثم لحق بمكة و أسلم معه بشر و حلف صفوان أن لا يكلمه أبدا

  -41  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في حديث خزيم بن أوس سمعت النبي ص يقول هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي و هذه الشيماء بنت نفيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود فقلت يا رسول الله إن نحن دخلنا الحيرة فوجدنا كما تصف فهي لي قال نعم هي لك قال فلما فتحوا الحيرة تعلق بها و شهد له محمد بن مسيلمة و محمد بن بشير الأنصاريان بقول النبي ص فسلمها إليه خالد فباعها من أخيها بألف دينار

 أبو هريرة قال ص إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده و إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده و الذي نفسي بيده لينفقن كنوزهما في سبيل الله

 جبير بن عبد الله قال النبي ص تبنى مدينة بين دجلة و دجيل و الصراة و قطربل تجبى إليها خزائن الأرض

 و في رواية تسكنها جبابرة الأرض الخبر

 أبو بكرة قال النبي ص إن ناسا من أمتي ينزلون بغائط يسمونه البصرة و عنده نهر يقال له دجلة يكون لهم عليها جسر و يكثر أهلها و يكون من أمصار المهاجرين الخبر

 فضالة بن أبي فضالة الأنصاري و عثمان بن صهيب أنه قال لعلي ع في خبر أشقى الآخرين الذي يضربك على هذه و أشار إلى يافوخه

 أنس بن الحارث قال سمعت النبي ص يقول إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض من العراق فمن أدركه منكم فلينصره قال فقتل أنس مع الحسين ع و فيه حديث القارورة التي أعطى أم سلمة

  و حديث الحسن بن علي ع أنه سيصلح الله به فئتين

 و حديث فاطمة الزهراء ع و بكائها و ضحكها عند وفاة النبي ص و حديث كلاب الحوأب و حديث عمار تقتلك الفئة الباغية

 حذيفة قال لو أحدثكم بما سمعت من رسول الله لوجمتموني قالوا سبحان الله نحن نفعل قال لو أحدثكم أن بعض أمهاتكم تأتيكم في كتيبة كثير عددها شديد بأسها تقاتلكم صدقتم قالوا سبحان الله و من يصدق بهذا قال تأتيكم أمكم الحميراء في كتيبة يسوق بها أعلاجها من حيث تسوء وجوهكم

 ابن عباس قال النبي ص أيتكن صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثيرة بعد أن كادت

 و قال ص أطولكن يدا أسرعكن لحوقا بي فكانت سودة أطولهن يدا بالمعروف

 ابن عمر عن النبي ص يكون في ثقيف كذاب و مبير فكان الكذاب المختار و المبير الحجاج و منه إخباره ص بأويس القرني

 حكى العقبي أن أبا أيوب الأنصاري رئي عند خليج قسطنطينية فسئل عن حاجته قال أما دنياكم فلا حاجة لي فيها و لكن إن مت فقدموني ما استطعتم في بلاد العدو فإني سمعت رسول الله ص يقول يدفن عند سور القسطنطينية رجل صالح من أصحابي و قد رجوت أن أكونه ثم مات فكانوا يجاهدون و السرير يحمل و يقدم فأرسل قيصر في ذلك فقالوا صاحب نبينا و قد سألنا أن ندفنه في بلادك و نحن منفذون وصيته قال فإذا وليتم أخرجناه إلى الكلاب فقالوا لو نبش من قبره ما ترك بأرض العرب نصراني إلا قتل و لا كنيسة إلا هدمت فبني على قبره قبة يسرج فيها إلى اليوم و قبره إلى الآن يزار في جنب سور القسطنطينية

 بيان في الصحاح أصل الغائط المطمئن من الأرض الواسع و وجمه دفعه و ضربه بجمع الكف و الأعلاج جمع العلج بالكسر و هو الرجل القوي الضخم و الرجل من كفار العجم و غيرهم. قوله بعد أن كادت أي أن تغلب و تظفر أو تهلك أو هو من الكيد بمعنى الحرب أو بمعنى المكر

 42-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لما أسري برسول الله عليه و آله السلام أتاه جبرئيل بالبراق فركبها فأتى بيت المقدس فلقي من لقي من إخوانه من الأنبياء ثم رجع فأصبح يحدث أصحابه أني أتيت بيت المقدس الليلة و لقيت إخوانا من الأنبياء فقالوا يا رسول الله و كيف أتيت بيت المقدس الليلة فقال جاءني جبرئيل ع بالبراق فركبته و آية ذلك أني مررت بعير لأبي سفيان على ماء بني فلان و قد أضلوا جملا لهم و هم في طلبه قال فقال القوم بعضهم لبعض إنما جاء راكب سريع و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها فاسألوه عن أسواقها و أبوابها و تجارها قال فسألوه فقالوا يا رسول الله كيف الشام و كيف أسواقها و كان رسول الله ص إذا سئل عن الشي‏ء لا يعرفه شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه قال فبينا هو كذلك إذا أتاه جبرئيل ع فقال يا رسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله ص فإذا هو بالشام و أبوابها و تجارها فقال أين السائل عن الشام فقالوا أين بيت فلان و مكان فلان فأجابهم في كل ما سألوه عنه قال فلم يؤمن فيهم إلا قليل و هو قول الله وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ فنعوذ بالله أن لا نؤمن بالله و رسوله آمنا بالله و برسوله آمنا بالله و برسوله

 أقول الأبواب السالفة و الآتية مشحونة بإخباره ص بالغائبات لا سيما قصص بدر و إنما أوردنا في هذا الباب شطرا منها