باب 2- وفاته و غسله و الصلاة عليه و دفنه ص

1-  كشف، ]كشف الغمة[ من تاريخ أحمد بن أحمد الخشاب عن أبي جعفر الباقر ع قال قبض رسول الله ص و هو ابن ثلاث و ستين سنة في سنة عشر من الهجرة فكان مقامه بمكة أربعين سنة ثم نزل عليه الوحي في تمام الأربعين و كان بمكة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة و هو ابن ثلاث و خمسين سنة فأقام بالمدينة عشر سنين و قبض ص في شهر ربيع الأول يوم الإثنين لليلتين خلتا منه و روي لثماني عشرة ليلة منه رواه البغوي و قيل لعشر خلون منه و قيل لثمان بقين منه رواه ابن الجوزي و الحافظ أبو محمد بن حرم و قيل لثمان خلون من ربيع الأول

2-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بإسناده عن الصدوق عن أحمد بن موسى الدقاق عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال عن عمر بن خلاد و الحسين بن علي عن أبي قتادة الحراني عن جعفر بن نوقان عن ميمونة بن مهران عن زاذان عن ابن عباس قال دخل أبو سفيان على النبي ص يوما فقال يا رسول الله أريد أن أسألك عن شي‏ء فقال ص إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني قال افعل قال أردت أن تسأل عن مبلغ عمري فقال نعم يا رسول الله فقال إني أعيش ثلاثا و ستين سنة فقال أشهد أنك صادق فقال ص بلسانك دون قلبك الخبر

3-  ع، ]علل الشرائع[ أبي و ابن الوليد معا عن محمد العطار عن الأشعري عن ابن هاشم عن ابن سنان رفعه قال السنة في الحنوط ثلاثة عشر درهما و ثلث قال محمد بن أحمد و رووا أن جبرئيل ع نزل على رسول الله ص بحنوط و كان وزنه أربعين درهما فقسمه رسول الله ص ثلاثة أجزاء جزء له و جزء لعلي و جزء لفاطمة صلوات الله عليهم

 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه رفعه قال السنة في الحنوط ثلاثة عشر درهما و ثلث و قال إن جبرئيل إلى آخر الخبر

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن سعيد بن بشير عن ابن كاسب عن عبد الله بن ميمون المكي قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين ع أنه دخل عليه رجلان من قريش فقال أ لا أحدثكما عن رسول الله ص فقالا بلى حدثنا عن أبي القاسم قال سمعت أبي ع يقول لما كان قبل وفاة رسول الله ص بثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل فقال يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما و تفضيلا لك و خاصة يسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك يا محمد قال النبي ص أجدني يا جبرئيل مغموما و أجدني يا جبرئيل مكروبا فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل و ملك الموت و معهما ملك يقال له إسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل ع فقال يا أحمد إن الله عز و جل أرسلني إليك إكراما لك و تفضيلا لك و خاصة يسألك عما هو أعلم به منك فقال كيف تجدك يا محمد قال أجدني يا جبرئيل مغموما و أجدني يا جبرئيل مكروبا فاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك لم يستأذن على أحد قبلك و لا يستأذن على أحد بعدك قال ائذن له فأذن له جبرئيل ع فأقبل حتى وقف بين يديه فقال يا أحمد إن الله أرسلني إليك و أمرني أن أطيعك فيما تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها و إن كرهت تركتها فقال النبي ص أ تفعل ذلك يا ملك الموت قال نعم بذلك أمرت أن أطيعك فيما تأمرني فقال له جبرئيل يا أحمد إن الله تبارك و تعالى قد اشتاق إلى لقائك فقال رسول الله ص يا ملك الموت امض لما أمرت به فقال جبرئيل ع هذا آخر وطئي الأرض إنما كنت حاجتي من الدنيا فلما توفي رسول الله صلى الله على روحه الطيب و على آله الطاهرين جاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه و لا يرون شخصه فقال السلام عليكم و رحمة الله كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إن في الله عزاء من كل مصيبة و خلفا من كل هالك و دركا من كل ما فات فبالله فثقوا و إياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب و السلام عليكم و رحمة الله قال علي بن أبي طالب ع هل تدرون من هذا هذا الخضر ع

 بيان قوله ع هذا آخر وطئي الأرض لعل المراد آخر نزولي لتبليغ الرسالة فلا ينافي الأخبار الدالة على نزوله ع بعد ذلك و يمكن أن يكون بعد ذلك لم يطأ الأرض بل وقف في الهواء أو مراده أني لا أريد بعد ذلك نزولا إلا أن يشاء الله قوله إن في الله أي في ذاته تعالى فإنه تعالى أنفع للباقي من كل هالك أو في إطاعة أمر الله حيث أمر بالصبر أو في التفكر في ثواب الله و ما أعد للصابرين من عظيم الأجر

5-  ب، ]قرب الإسناد[ أبو البختري عن جعفر عن أبيه عن علي ع أن قبر رسول الله ص رفع من الأرض قدر شبر و أربع أصابع و رش عليه الماء قال علي ع و السنة أن يرش على القبر الماء

6-  ج، ]الإحتجاج[ في رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي أنه قال أتيت عليا ع و هو يغسل رسول الله ص و قد كان أوصى أن لا يغسله غير علي ع و أخبر عنه أنه لا يريد أن يقلب منه عضوا إلا قلب له و قد قال أمير المؤمنين ع لرسول الله ص من يعينني على غسلك يا رسول الله قال جبرئيل فلما غسله و كفنه أدخلني و أدخل أبا ذر و المقداد و فاطمة و حسنا و حسينا ع فتقدم و صففنا خلفه و صلى عليه و عائشة في الحجرة لا تعلم قد أخذ جبرئيل ببصرها ثم أدخل عشرة من المهاجرين و عشرة من الأنصار فيصلون و يخرجون حتى لم يبق أحد من المهاجرين و الأنصار إلا صلى عليه الخبر

7-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو عن أبيه قال توفي رسول الله ص في شهر ربيع الأول في اثنتي عشرة مضت من شهر ربيع الأول يوم الإثنين و دفن ليلة الأربعاء

8-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن محمد بن عبد الواحد عن محمد بن عمار العبسي عن أحمد بن طارق عن علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله عن عون بن أبي رافع عن أبيه عن علي بن أبي طالب ع قال دخلت على نبي الله و هو مريض فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق و النبي ص نائم فلما دخلت عليه قال الرجل ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني فدنوت منهما فقام الرجل و جلست مكانه و وضعت رأس النبي ص في حجري كما كان في حجر الرجل فمكثت ساعة ثم إن النبي ص استيقظ فقال أين الرجل الذي كان رأسي في حجره فقلت لما دخلت عليك دعاني إليك ثم قال ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني ثم قام فجلست مكانه فقال النبي ص فهل تدري من الرجل قلت لا بأبي و أمي فقال النبي ص ذاك جبرئيل كان يحدثني حتى خف عني وجعي و نمت و رأسي في حجره

9-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن محمد بن حمدان الصيدلاني عن محمد بن مسلم الواسطي عن محمد بن هارون عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عبد الله زيد الجرمي عن ابن عباس قال لما مرض رسول الله ص و عنده أصحابه قام إليه عمار بن ياسر فقال له فداك أبي و أمي يا رسول الله من يغسلك منا إذا كان ذلك منك قال ذاك علي بن أبي طالب لأنه لا يهم بعضو من أعضائي إلا أعانته الملائكة على ذلك فقال له فداك أبي و أمي يا رسول الله فمن يصلي عليك منا إذا كان ذلك منك قال مه رحمك الله ثم قال لعلي يا ابن أبي طالب إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني و أنق غسلي و كفني في طمري هذين أو في بياض مصر و برد يمان و لا تغال في كفني و احملوني حتى تضعوني على شفير قبري فأول من يصلي علي الجبار جل جلاله من فوق عرشه ثم جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في جنود من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله جل و عز ثم الحافون بالعرش ثم سكان أهل سماء فسماء ثم جل أهل بيتي و نسائي الأقربون فالأقربون يؤمون إيماء و يسلمون تسليما لا يؤذوني بصوت نادية و لا مرنة ثم قال يا بلال هلم علي بالناس فاجتمع الناس فخرج رسول الله ص متعصبا بعمامته متوكيا على قوسه حتى صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال معاشر أصحابي أي نبي كنت لكم أ لم أجاهد بين أظهركم أ لم تكسر رباعيتي أ لم يعفر جبيني أ لم تسل الدماء على حر وجهي حتى كنفت لحيتي أ لم أكابد الشدة و الجهد مع جهال قومي أ لم أربط حجر المجاعة على بطني قالوا بلى يا رسول الله لقد كنت لله صابرا و عن منكر بلاء الله ناهيا فجزاك الله عنا أفضل الجزاء قال و أنتم فجزاكم الله ثم قال إن ربي عز و جل حكم و أقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم فناشدتكم بالله أي رجل منكم كانت له قبل محمد مظلمة إلا قام فليقتص منه فالقصاص في دار الدنيا أحب إلي من القصاص في دار الآخرة على رءوس الملائكة و الأنبياء فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له سوادة بن قيس فقال له فداك أبي و أمي يا رسول الله إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك و أنت على ناقتك العضباء و بيدك القضيب الممشوق فرفعت القضيب و أنت تريد الراحلة فأصاب بطني فلا أدري عمدا أو خطأ فقال معاذ الله أن أكون تعمدت ثم قال يا بلال قم إلى منزل فاطمة فأتني بالقضيب الممشوق فخرج بلال و هو ينادي في سكك المدينة معاشر الناس من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة فهذا محمد يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة و طرق بلال الباب على فاطمة ع و هو يقول يا فاطمة قومي فوالدك يريد القضيب الممشوق فأقبلت فاطمة ع و هي تقول يا بلال و ما يصنع والدي بالقضيب و ليس هذا يوم القضيب فقال بلال يا فاطمة أ ما علمت أن والدك قد صعد المنبر و هو يودع أهل الدين و الدنيا فصاحت فاطمة ع و قالت وا غماه لغمك يا أبتاه من للفقراء و المساكين و ابن السبيل يا حبيب الله و حبيب القلوب ثم ناولت بلالا القضيب فخرج حتى ناوله رسول الله ص فقال رسول الله ص أين الشيخ فقال الشيخ ها أنا ذا يا رسول الله بأبي أنت و أمي فقال تعال فاقتص مني حتى ترضى فقال الشيخ فاكشف لي عن بطنك يا رسول الله فكشف ص عن بطنه فقال الشيخ بأبي أنت و أمي يا

 رسول الله أ تأذن لي أن أضع فمي على بطنك فأذن له فقال أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار يوم النار فقال رسول الله ص يا سوادة بن قيس أ تعفو أم تقتص فقال بل أعفو يا رسول الله فقال ص اللهم اعف عن سوادة بن قيس كما عفا عن نبيك محمد ثم قام رسول الله ص فدخل بيت أم سلمة و هو يقول رب سلم أمة محمد من النار و يسر عليهم الحساب فقالت أم سلمة يا رسول الله ما لي أراك مغموما متغير اللون فقال نعيت إلي نفسي هذه الساعة فسلام لك في الدنيا فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا فقالت أم سلمة وا حزناه حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمداه ثم قال ع ادع لي حبيبة قلبي و قرة عيني فاطمة تجي‏ء فجاءت فاطمة ع و هي تقول نفسي لنفسك الفداء و وجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه أ لا تكلمني كلمة فإني أنظر إليك و أراك مفارق الدنيا و أرى عساكر الموت تغشاك شديدا فقال لها يا بنية إني مفارقك فسلام عليك مني قالت يا أبتاه فأين الملتقى يوم القيامة قال عند الحساب قالت فإن لم ألقك عند الحساب قال عند الشفاعة لأمتي قالت فإن لم ألقك عند الشفاعة لأمتك قال عند الصراط جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و الملائكة من خلفي و قدامي ينادون رب سلم أمة محمد من النار و يسر عليهم الحساب قالت فاطمة ع فأين والدتي خديجة قال في قصر له أربعة أبواب إلى الجنة ثم أغمي على رسول الله ص فدخل بلال و هو يقول الصلاة رحمك الله فخرج رسول الله ص و صلى بالناس و خفف الصلاة ثم قال ادعوا لي علي بن أبي طالب و أسامة بن زيد فجاءا فوضع ع يده على عاتق علي و الأخرى على أسامة ثم قال انطلقا بي إلى فاطمة فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها فإذا الحسن و الحسين ع يبكيان و يصطرخان و هما يقولان أنفسنا لنفسك الفداء و وجوهنا لوجهك الوقاء فقال رسول الله ص من هذان يا علي قال هذان ابناك الحسن و الحسين فعانقهما و قبلهما و كان الحسن ع أشد بكاء فقال له كف يا حسن فقد شققت على رسول الله فنزل ملك الموت ع و قال السلام عليك يا رسول الله قال و عليك السلام يا ملك الموت لي إليك حاجة قال و ما حاجتك يا نبي الله قال حاجتي أن لا تقبض روحي حتى يجيئني جبرئيل فيسلم علي و أسلم عليه فخرج ملك الموت و هو يقول يا محمداه فاستقبله جبرئيل في الهواء فقال يا ملك الموت قبضت روح محمد قال لا يا جبرئيل سألني أن لا أقبضه حتى يلقاك فتسلم عليه و يسلم عليك فقال جبرئيل يا ملك الموت أ ما ترى أبواب السماء مفتحة لروح محمد أ ما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ثم نزل جبرئيل ع فقال السلام عليك يا أبا القاسم فقال و عليك السلام يا جبرئيل ادن مني حبيبي جبرئيل فدنا منه فنزل ملك الموت فقال له جبرئيل يا ملك الموت احفظ وصية الله في روح محمد و كان جبرئيل عن يمينهو ميكائيل عن يساره و ملك الموت آخذ بروحه ص فلما كشف الثوب عن وجه رسول الله نظر إلى جبرئيل فقال له عند الشدائد تخذلني فقال يا محمد إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ

 فروي عن ابن عباس أن رسول الله ص في ذلك المرض كان يقول ادعوا لي حبيبي فجعل يدعى له رجل بعد رجل فيعرض عنه فقيل لفاطمة امضي إلى علي فما نرى رسول الله يريد غير علي فبعثت فاطمة إلى علي ع فلما دخل فتح رسول الله ص عينيه و تهلل وجهه ثم قال إلي يا علي إلي يا علي فما زال يدنيه حتى أخذه بيده و أجلسه عند رأسه ثم أغمي عليه فجاء الحسن و الحسين ع يصيحان و يبكيان حتى وقعا على رسول الله ص فأراد علي ع أن ينحيهما عنه فأفاق رسول الله ص ثم قال يا علي دعني أشمهما و يشماني و أتزود منهما و يتزودان مني أما إنهما سيظلمان بعدي و يقتلان ظلما فلعنة الله على من يظلمهما يقول ذلك ثلاثا ثم مد يده إلى علي ع فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه و وضع فاه على فيه و جعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة صلوات الله عليه و آله فانسل علي من تحت ثيابه و قال أعظم الله أجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه فارتفعت الأصوات بالضجة و البكاء فقيل لأمير المؤمنين ع ما الذي ناجاك به رسول الله ص حين أدخلك تحت ثيابه فقال علمني ألف باب يفتح لي كل باب ألف باب

 بيان أرن و رن أي صاح و حر الوجه بالضم ما بدا من الوجنة قوله ص حتى كنفت أي أحاطت و في بعض النسخ لثقت بالثاء المثلثة و القاف يقال لثق يومنا كفرح ركدت ريحه و كثر نداه و ألثقه بلله و نداه و لثقه تلثيقا أفسده

10-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن محمد العطار عن الأشعري عن ابن معروف عن ابن أبي عمير عن أبي حمزة عن عقبة بن بشير قال جئت إلى أبي جعفر ع يوم الإثنين فقال كل فقلت إني صائم فقال و كيف صمت قال قلت لأن رسول الله ص ولد فيه فقال أما ما ولد فيه فلا تعلمون و أما ما قبض فيه فنعم ثم قال فلا تصم و لا تسافر فيه

 أقول الأخبار كثيرة في أن وفاته ص كان في يوم الإثنين و ستأتي في أبواب الأسبوع

11-  ل، ]الخصال[ فيما أجاب أمير المؤمنين ع اليهودي الذي سأل عما ابتلي به ع و هو من علامات الأوصياء فقال ع أما أولهن يا أخا اليهود فإنه لم يكن لي خاصة دون المسلمين عامة أحد آنس به أو أعتمد عليه أو أستنيم إليه أو أتقرب به غير رسول الله ص هو رباني صغيرا و بوأني كبيرا و كفاني العيلة و جبرني من اليتم و أغناني عن الطلب و وقاني المكسب و عال لي النفس و الولد و الأهل هذا في تصاريف أمر الدنيا مع ما خصني به من الدرجات التي قادتني إلى معالي الحظوة عند الله عز و جل فنزل بي من وفاة رسول الله ص ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به فرأيت الناس من أهل بيتي بين جازع لا يملك جزعه و لا يضبط نفسه و لا يقوى على حمل فادح ما نزل به قد أذهب الجزع صبره و أذهل عقله و حال بينه و بين الفهم و الإفهام و القول و الاستماع و سائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معز يأمر بالصبر و بين مساعد باك لبكائهم جازع لجزعهم و حملت نفسي على الصبر عند وفاته بلزوم الصمت و الاشتغال بما أمرني به من تجهيزه و تغسيله و تحنيطه و تكفينه و الصلاة عليه و وضعه في حفرته و جمع كتاب الله و عهده إلى خلقه لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة و لا هائج زفرة و لا لاذع حرقة و لا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عز و جل و لرسوله ص علي و بلغت منه الذي أمرني به و احتملته صابرا محتسبا ثم التفت ع إلى أصحابه فقال أ ليس كذلك قالوا بلى يا أمير المؤمنين

 بيان استنام إليه سكن الحظوة بالضم و الكسر المكانة و الزفرة التنفس الشديد و يقال لذع النار الشي‏ء أي أحرقته

12-  ك، ]إكمال الدين[ علي بن أحمد الدقاق عن حمزة بن القاسم عن علي بن الجنيد الرازي عن أبي عوانة عن الحسين بن علي عن عبد الرازق عن أبيه عن مثيا مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال قلت للنبي ص يا رسول الله من يغسلك إذا مت فقال يغسل كل نبي وصيه قلت فمن وصيك يا رسول الله قال علي بن أبي طالب فقلت كم يعيش بعدك يا رسول الله قال ثلاثين سنة فإن يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثلاثين سنة و خرجت عليه صفراء بنت شعيب زوج موسى فقالت أنا أحق بالأمر منك فقاتلها فقتل مقاتلتها و أسرها فأحسن أسرها و إن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا و كذا ألفا من أمتي فيقاتلها فيقتل مقاتلتها و يأسرها فيحسن أسرها و فيها أنزل الله تعالى وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى يعني صفراء بنت شعيب

13-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد و أحمد بن إسحاق عن القاسم بن يحيى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال لما قبض رسول الله ص هبط جبرئيل و معه الملائكة و الروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر قال ففتح لأمير المؤمنين بصره فرآهم في منتهى السماوات إلى الأرض يغسلون النبي معه و يصلون معه عليه و يحفرون له و الله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه فتكلم و فتح لأمير المؤمنين سمعه فسمعه يوصيهم به فبكى و سمعهم يقولون لا نألوه جهدا و إنما هو صاحبنا بعدك إلا أنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه حتى إذا مات أمير المؤمنين ع رأى الحسن و الحسين مثل ذلك الذي رأى و رأيا النبي أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعوا بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك و رأى النبي و عليا يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك و رأى النبي و عليا و الحسن يعينون الملائكة حتى إذا مات علي بن الحسين رأى محمد بن علي مثل ذلك و رأى النبي و عليا و الحسن و الحسين يعينون الملائكة حتى إذا مات محمد بن علي رأى جعفر مثل ذلك و رأي النبي و عليا و الحسن و الحسين و علي بن الحسين يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر رأى موسى منه مثل ذلك هكذا يجري إلى آخرنا

14-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير و عن ابن فضال جميعا عن مثنى الحناط و أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز و علي بن الحكم جميعا عن مثنى الحناط عن الحسين الخراز عن الحسين بن معاوية قال قال لي جعفر بن محمد ع دعا رسول الله ص عليا ع فقال له يا علي إذا أنا مت فاستق ست قرب من ماء فإذا استقيت فأنق غسلي و كفني و حنطني فإذا كفنتني و حنطتني فخذ بي و أجلسني و ضع يدك على صدري و سلني عما بدا لك

15-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطي عن فضيل سكرة قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك هل للماء حد محدود قال إن رسول الله ص قال لأمير المؤمنين علي ع إذا أنا مت فاستق لي ست قرب من ماء بئر غرس فغسلني و كفني و حنطني فإذا فرغت من غسلي فخذ بمجامع كفني و أجلسني ثم سائلني عما شئت فو الله لا تسألني عن شي‏ء إلا أجبتك

 كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن البزنطي مثله يج، ]الخرائج و الجرائح[ بإسناده عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن البزنطي مثله. أقول سيأتي مثله بأسانيد في أبواب علم أمير المؤمنين صلوات الله عليه

16-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ قبض النبي ص يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة

 بيان هذا هو الموافق لما ذكره أكثر الإمامية قال الشيخ رحمه الله في التهذيب قبض ص مسموما يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة. لكن قال الكليني رحمه الله قبض ص لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول يوم الإثنين و هو ابن ثلاث و ستين سنة. و في تفسير الثعلبي يوم الإثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول حين زاغت الشمس و سيأتي أقوال كثيرة من المخالفين في ذلك

17-  ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن محمد عن حمدان بن سليمان النيشابوري عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع عن جده عن أبي رافع قال إن الله تعالى ناجى عليا ع يوم غسل رسول الله

18-  ك، ]إكمال الدين[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جعفر بن أحمد عن ابن فضال عن الرضا ع قال لما قبض رسول الله ص جاء الخضر فوقف على باب البيت و فيه علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع و رسول الله ص قد سجي بثوب فقال السلام عليكم يا أهل البيت كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إن في الله خلفا من كل هالك و عزاء من كل مصيبة و دركا من كل فائت فتوكلوا عليه و ثقوا به و أستغفر الله لي و لكم فقال أمير المؤمنين ع هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم

19-  ك، ]إكمال الدين[ الطالقاني عن أحمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا ع قال لما قبض رسول الله ص أتاهم آت فوقف على باب البيت فعزاهم به و أهل البيت يسمعون كلامه و لا يرونه فقال علي بن أبي طالب ع هذا هو الخضر أتاكم يعزيكم بنبيكم

20-  ك، ]إكمال الدين[ الطالقاني عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن سعيد بن بشير عن ابن كاسب عن عبد الله بن ميمون المكي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين ع في حديث طويل يقول في آخره لما توفي رسول الله ص و جاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه و لا يرون شخصه فقال السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إن في الله عزاء من كل مصيبة و خلفا من كل هالك و دركا من كل ما فات فبالله فثقوا و إياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته قال علي بن أبي طالب هل تدرون من هذا هذا الخضر ع

21-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سم رسول الله يوم خيبر فتكلم اللحم فقال يا رسول الله إني مسموم قال فقال النبي عند موته اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر و ما من نبي و لا وصي إلا شهيدا

 بيان المطايا جمع مطية و هي الدابة التي تمطو في سيرها و كأنه استعير هنا للأعضاء و القوى التي بها يقوم الإنسان و الأصوب مطاي كما في بعض النسخ و المطا الظهر

22-  ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن القداح عن أبي عبد الله ع قال سمت اليهودية النبي في ذراع قال و كان رسول الله ص يحب الذراع و الكتف و يكره الورك لقربها من المبال قال لما أتي بالشواء أكل من الذراع و كان يحبها فأكل ما شاء الله ثم قال الذراع يا رسول الله إني مسموم فتركه و ما زال ينتقض به سمه حتى مات ص

23-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله ع قال تدرون مات النبي أو قتل إن الله يقول أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فسم قبل الموت إنهما سقتاه فقلنا إنهما و أبوهما شر من خلق الله

 بيان يحتمل أن يكون كلا السمين دخيلين في شهادته ص

24-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ روي أن عليا ع غسل النبي ص في قميص و كفنه في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين و ثوب حبرة يمنية و لحد له أبو طلحة ثم خرج أبو طلحة و دخل على القبر فبسط يده فوضع النبي ص فأدخله اللحد و قال إن عليا ع لما أن غسل رسول الله ص و فرغ من غسله نظر في عينيه فرأى فيهما شيئا فانكب عليه فأدخل لسانه فمسح ما كان فيهما فقال بأبي و أمي يا رسول الله صلى الله عليك طبت حيا و طبت ميتا قاله العالم ع

 و قال جعفر ع إن رسول الله ص أوصى إلى علي ع أن لا يغسلني غيرك فقال علي ع يا رسول الله من يناولني الماء و إنك رجل ثقيل لا أستطيع أن أقلبك فقال جبرئيل معك يعاونك و يناولك الفضل الماء و قل له فليغط عينيه فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه قال كان الفضل يناوله الماء و جبرئيل يعاونه و علي يغسله فلما أن فرغ من غسله و كفنه أتاه العباس فقال يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي ص في بقيع المصلى و أن يؤمهم رجل منهم فخرج علي إلى الناس فقال يا أيها الناس أ ما تعلمون أن رسول الله ص إمامنا حيا و ميتا و هل تعلمون أنه ص لعن من جعل القبور مصلى و لعن من يجعل مع الله إلها و لعن من كسر رباعيته و شق لثته قال فقالوا الأمر إليك فاصنع ما رأيت قال و إني أدفن رسول الله ص في البقعة التي قبض فيها ثم قام على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون

25-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ سعد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن الحسن بن علي بن زيد عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال قال علي بن أبي طالب أمرني رسول الله ص إذا توفي أن أستقي سبع قرب من بئر غرس فأغسله بها فإذا غسلته و فرغت من غسله أخرجت من في البيت قال فإذا أخرجتهم فضع فاك على في ثم سلني عما هو كائن إلى أن تقوم الساعة من أمر الفتن قال علي ففعلت ذلك فأنبأني بما يكون إلى أن تقوم الساعة و ما من فئة تكون إلا و أنا أعرف أهل ضلالها من أهل حقها

26-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى سعد عن الحسن بن علي الزيتوني عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لأمير المؤمنين ع إذا أنا مت فغسلني و كفني و ما أملي عليك فاكتب قلت ففعل قال نعم

 27-  شا، ]الإرشاد[ لما أراد أمير المؤمنين ع غسل الرسول ص استدعى الفضل بن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله بعد أن عصب عينه ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به إلى سرته و تولى غسله و تحنيطه و تكفينه و الفضل يعاطيه الماء و يعينه عليه فلما فرغ من غسله و تجهيزه تقدم فصلى عليه وحده و لم يشركه معه أحد في الصلاة عليه و كان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه و أين يدفن فخرج إليهم أمير المؤمنين ع و قال لهم إن رسول الله ص إمامنا حيا و ميتا فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام و ينصرفون و إن الله تعالى لم يقبض نبيا في مكان إلا و قد ارتضاه لرمسه فيه و إني لدافنه في حجرته التي قبض فيها فسلم القوم لذلك و رضوا به و لما صلى المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن الجراح و كان يحفر لأهل مكة و يضرح و كان ذلك عادة أهل مكة و أنفذ إلى زيد بن سهل و كان يحفر لأهل المدينة و يلحد فاستدعاهما و قال اللهم خر لنبيك فوجد أبو طلحة زيد بن سهل و قيل له احفر لرسول الله ص فحفر له لحدا و دخل أمير المؤمنين ع و العباس بن عبد المطلب و الفضل بن العباس و أسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول الله ص فنادت الأنصار من وراء البيت يا علي إنا نذكرك الله و حقنا اليوم من رسول الله ص أن يذهب أدخل منا رجلا يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله ص فقال ليدخل أوس بن خولي و كان بدريا فاضلا من بني عوف من الخزرج فلما دخل قال له علي ع انزل القبر فنزل و وضع أمير المؤمنين رسول الله ع على يديه و دلاه في حفرته فلما حصل في الأرض قال له اخرج فخرج و نزل على القبر فكشف عن وجه رسول الله ص و وضع خده على الأرض موجها إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن و أهال عليه التراب و كان ذلك في يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته ص و هو ابن ثلاث و ستين سنة و لم يحضر دفن رسول الله ص أكثر الناس لما جرى بين المهاجرين و الأنصار من التشاجر في أمر الخلافة و فات أكثرهم الصلاة عليه لذلك و أصبحت فاطمة ع تنادي وا سوء صباحاه فسمعها أبو بكر فقال لها إن صباحك لصباح سوء. و اغتنم القوم الفرصة لشغل علي بن أبي طالب ع برسول الله ص و انقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول الله ص فتبادروا إلى ولاية الأمر و اتفق لأبي بكر ما اتفق لاختلاف الأنصار فيما بينهم و كراهية الطلقاء و المؤلفة قلوبهم من تأخر الأمر حتى يفرغ بنو هاشم فيستقر الأمر مقره فبايعوا أبا بكر لحضوره المكان و كانت أسباب معروفة تيسر للقوم منها ما راموه ليس هذا الكتاب موضع ذكرها فيشرح القول فيها على التفصيل و قد جاءت الرواية أنه لما تم لأبي بكر ما تم و بايعه من بايع جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع و هو يسوي قبر رسول الله ص بمسحاة في يده فقال له إن القوم قد بايعوا أبا بكر و وقعت الخذلة للأنصار لاختلافهم و بدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من إدراككم الأمر فوضع طرف المسحاة على الأرض و يده عليها ثم قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ و قد كان جاء أبو سفيان إلى باب رسول الله ص و علي و العباس متوفران على النظر في أمره فنادى

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم. و لا سيما تيم بن مرة أو عدي.فما الأمر إلا فيكم و إليكم. و ليس لها إلا أبو حسن علي.أبا حسن فاشدد بها كف حازم. فإنك بالأمر الذي تبتغي ملي.

 ثم نادى بأعلى صوته يا بني هاشم يا بني عبد مناف أ رضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل الرذل بن الرذل أما و الله لو شئتم لأملأنها عليهم خيلا و رجلا فناداه أمير المؤمنين ع ارجع يا أبا سفيان فو الله ما تريد الله بما تقول و ما زلت تكيد الإسلام و أهله و نحن مشاغيل برسول الله ص و على كل امرئ ما اكتسب و هو ولي ما احتقب فانصرف أبو سفيان إلى المسجد فوجد بني أمية مجتمعين فيه فحرضهم على الأمر و لم ينهضوا له و كانت فتنة عمت و بلية شملت و أسباب سوء اتفقت تمكن بها الشيطان و تعاون فيها أهل الإفك و العدوان فتخاذل في إنكارها أهل الإيمان و كان ذلك تأويل قول الله عز و جل وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً. توضيح قال الجوهري الضريح الشق في وسط القبر و اللحد في الجانب و قال توفر عليه أي رعى حرماته و احتقبه احتمله

28-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أقام بالمدينة عشر سنين ثم حج حجة الوداع و نصب عليا إماما يوم غدير خم فلما دخل المدينة بعث أسامة بن زيد و أمره أن يقصد حيث قتل أبوه و جعل في جيشه و تحت رايته أبا بكر و عمر و أبا عبيدة و عسكر أسامة بالجرف فاشتكى شكواه التي توفي فيها فكان يقول في مرضه نفذوا جيش أسامة و يكرر ذلك فلما دخل سنة إحدى عشرة أقام بالمدينة المحرم و مرض أياما و توفي في الثاني من صفر يوم الإثنين و يقال يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول و كان بين قدومه المدينة و وفاته عشر سنين و قبض قبل أن تغيب الشمس و هو ابن ثلاث و ستين سنة فغسله علي ع بثوبيه بوصيته منه و في رواية و نودي بذلك و بقي غير مدفون ثلاثة أيام يصلي عليه الناس و حفر له لحدا أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري و دفنه علي ع و عاونه العباس و الفضل و أسامة فنادت الأنصار يا علي نذكرك الله و حقنا اليوم من رسول الله ص أن يذهب أدخل منا رجلا فيه فقال ليدخل أوس بن خولي فلما دلاه في حفرته قال له اخرج و ربع قبره

29-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أحمد في مسنده عن ابن عباس لما مرض رسول الله ص مرضه الذي مات فيه قال ادعوا لي عليا قالت عائشة ندعو لك أبا بكر قالت حفصة ندعو لك عمر قالت أم الفضل ندعو لك العباس فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا فسكت فقال عمر قوموا عن رسول الله الخبر

 و من طريقة أهل البيت ع أن عائشة دعت أباها فأعرض عنه و دعت حفصة أباها فأعرض عنه و دعت أم سلمة عليا فناجاه طويلا ثم أغمي عليه فجاء الحسن و الحسين يصيحان و يبكيان حتى وقعا على رسول الله ص و أراد علي أن ينحيهما عنه فأفاق رسول الله ص ثم قال يا علي دعهما أشمهما و يشماني و أتزود منهما و يتزودان مني ثم جذب عليا تحت ثوبه و وضع فاه على فيه و جعل يناجيه فلما حضره الموت قال له ضع رأسي يا علي في حجرك فقد جاء أمر الله فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك و امسح بها وجهك ثم وجهني إلى القبلة و تول أمري و صل علي أول الناس و لا تفارقني حتى تواريني في رمسي و استعن بالله عز و جل و أخذ علي برأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه فبكت فاطمة فأومأ إليها بالدنو منه فأسر إليها شيئا تهلل وجهها القصة ثم قضى و مد أمير المؤمنين يده اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ثم وجهه و مد عليه إزاره و استقبل بالنظر في أمره

 و روي أنه قال جبرئيل إن ملك الموت يستأذن عليك و ما استأذن أحدا قبلك و لا بعدك فأذن له فدخل و سلم عليه و قال يا أحمد إن الله تعالى بعثني إليك لأطيعك أقبض أو أرجع فأمره فقبض

 الباقر ع لما حضر رسول الله ص الوفاة نزل جبرئيل فقال يا رسول الله تريد الرجوع إلى الدنيا قال لا و قد بلغت ثم قال له يا رسول الله تريد الرجوع إلى الدنيا قال لا الرفيق الأعلى

 الصادق ع قال جبرئيل يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها

 و روي أنه استل علي ع من تحت ثيابه و قال عظم الله أجوركم في نبيكم فقيل له ما الذي ناجاك به رسول الله ص تحت ثيابه فقال علمني ألف باب من العلم فتح لي كل باب ألف باب و أوصاني بما أنا به قائم إن شاء الله

 أبو عبد الله بن ماجة في السنن و أبو يعلى الموصلي في المسند قال أنس كانت فاطمة ع تقول لما ثقل النبي ص يا أبتاه جبرئيل إلينا ينعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه أجاب ربا دعاه

 الكافي اجتمعت نسوة بني هاشم و جعلن يذكرن النبي ص فقالت فاطمة اتركن التعداد و عليكن بالدعاء

 و قال النبي ص يا علي من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب

 و أنشأ أمير المؤمنين ع  

الموت لا والدا يبقي و لا ولدا هذا السبيل إلى أن لا ترى أحداهذا النبي و لم يخلد لأمته لو خلد الله خلقا قبله خلداللموت فينا سهام غير خاطئة من فاته اليوم سهم لم يفته غدا

 الزهراء ع

إذا مات يوما ميت قل ذكره و ذكر أبي مذ مات و الله أزيدتذكرت لما فرق الموت بيننا فعزيت نفسي بالنبي محمدفقلت لها إن الممات سبيلنا و من لم يمت في يومه مات في غد

 ديك الجن

تأمل إذا الأحزان فيك تكاثرت أ عاش رسول الله أم ضمه القبر

. إبراهيم بن المهدي

اصبر لكل مصيبة و تجلد و اعلم بأن المرء غير مخلدأ و ما ترى أن الحوادث جمة و ترى المنية للرجال بمرصدفإذا ذكرت مصيبة تشجى لها فاذكر مصابك بالنبي محمد

. و لغيره.

فلو كانت الدنيا يدوم بقاؤها لكان رسول الله فيها مخلد

. تاريخ الطبري و إبانة العكبري قال ابن مسعود قيل للنبي ص من يغسلك يا رسول الله قال أهلي الأدنى.

 حلية الأولياء و تاريخ الطبري إن علي بن أبي طالب كان يغسل النبي ص و الفضل يصب الماء عليه و جبرئيل يعينهما و كان علي يقول ما أطيبك حيا و ميتا

مسند الموصلي في خبر عن عائشة ثم خلوا بينه و بين أهل بيته فغسله علي بن أبي طالب ع و أسامة بن زيد.

 الصفواني في الإحن و المحن بإسناده عن إسماعيل بن عبد الله عن أبيه عن علي ع قال أوصاني رسول الله ص إذا أنا مت فاغسلني بسبع قرب من بئري بئر غرس

 إبانة ابن بطة قال يزيد بن بلال قال علي أوصى النبي ص ألا يغسله أحد غيري فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه قال فما تناولت عضوا إلا كأنما كان يقله معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله

و روي أنه لما أراد علي غسله استدعى الفضل بن عباس ليعينه و كان مشدود العينين و قد أمره علي بذلك إشفاقا عليه من العمى. الحميري

هذا الذي وليته عورتي و لو رأى عورتي سواه عمي

. و له

من ذا تشاغل بالنبي و غسله و رأى عن الدنيا بذاك عزاء

. العبدي

من ولي غسل النبي و من لففه من بعد في الكفن

. السروجي

غسله إمام صدق طاهر من دنس الشرك و أسباب الغيرفأورث الله عليا علمه و كان من بعد إليه يفتقر

. غيره

كان يغسل النبي مشتغلا فافتتنوا و النبي لم يقبر

 و قال أبو جعفر ع قال الناس كيف الصلاة عليه فقال علي إن رسول الله إمام حيا و ميتا فدخل عليه عشرة عشرة فصلوا عليه يوم الإثنين و ليلة الثلاثاء حتى الصباح و يوم الثلاثاء حتى صلى عليه الأقرباء و الخواص و لم يحضر أهل السقيفة و كان علي أنفذ إليهم بريدة و إنما تمت بيعتهم بعد دفنه

 و قال أمير المؤمنين ع سمعت رسول الله ص يقول إنما نزلت هذه الآية في الصلاة علي بعد قبض الله لي إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ الآية

 و سئل الباقر ع كيف كانت الصلاة على النبي ص فقال لما غسله أمير المؤمنين و كفنه سجاه و أدخل عليه عشرة فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين في وسطهم فقال إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ الآية فيقول القوم مثل ما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة و أهل العوالي

و اختلفوا أين يدفن فقال بعضهم في البقيع و قال آخرون في صحن المسجد

 فقال أمير المؤمنين إن الله لم يقبض نبيه إلا في أطهر البقاع فينبغي أن يدفن في البقعة التي قبض فيها

فاتفقت الجماعة على قوله و دفن في حجرته.

 تاريخ الطبري في حديث ابن مسعود قلنا فمن يدخلك قبرك يا نبي الله قال أهلي

و قال الطبري و ابن ماجة الذي نزل في قبر رسول الله ص علي بن أبي طالب و الفضل و قثم و شقران و لهذا قال أمير المؤمنين ع أنا الأول أنا الآخر

30-  شي، ]تفسير العياشي[ الحسين عن أبي عبد الله ع قال لما قبض رسول الله جاءهم جبرئيل و النبي ص مسجى و في البيت علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ إلى مَتاعُ الْغُرُورِ إن في الله عزاء من كل مصيبة و دركا من كل ما فات و خلفا من كل هالك فبالله فثقوا و إياه فارجوا إنما المصاب من حرم الثواب و هذا آخر وطئي من الدنيا قال قالوا فسمعنا صوتا فلم نر شخصا

 كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة عن الحسين بن المختار عنه ع مثله

31-  شي، ]تفسير العياشي[ هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لما قبض رسول الله ص سمعوا صوتا من جانب البيت و لم يروا شخصا يقول كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ إلى قوله فَقَدْ فازَ ثم قال في الله خلف و عزاء من كل مصيبة و درك لما فات فبالله فثقوا و إياه فارجوا و إنما المحروم من حرم الثواب و استروا عورة نبيكم فلما وضعه على السرير نودي يا علي لا تخلع القميص قال فغسله علي ع في قميصه

32-  جا، ]المجالس للمفيد[ علي بن محمد القرشي عن علي بن الحسن بن فضال عن الحسين بن نصر عن أبيه عن أحمد بن عبد الله بن عبد الملك عن عمرو بن حريث عن الحسين بن سلمة عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال لما فرغ أمير المؤمنين ع من تغسيل رسول الله ص و تكفينه و تحنيطه أذن للناس و قال ليدخل منكم عشرة عشرة ليصلوا عليه فدخلوا و قام أمير المؤمنين ع بينه و بينهم و قال إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً و كان الناس يقولون كما يقول قال أبو جعفر ع و هكذا كانت الصلاة عليه ص

33-  جا، ]المجالس للمفيد[ محمد بن الحسين المقري عن عبد الله بن يحيى عن أحمد بن الحسين بن سعيد القرشي عن أبيه عن الحسين بن مخارق عن عبد الصمد بن علي عن أبيه عن عبد الله بن العباس رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله ص تولى غسله علي بن أبي طالب ع و العباس معه و الفضل بن العباس فلما فرغ علي ع من غسله كشف الإزار عن وجهه ثم قال بأبي أنت و أمي طبت حيا و طبت ميتا انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك من النبوة و الأنباء خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك و عممت حتى صار الناس فيك سواء و لو لا أنك أمرت بالصبر و نهيت عن الجزع لأنفدنا عليك الشئون و لكن ما لا يدفع كمد و غصص مخالفان و هما داء الأجل و قلالك بأبي أنت و أمي اذكرنا عند ربك و اجعلنا من همك ثم أكب عليه فقبل وجهه و الإزار عليه

 بيان سيأتي في رواية النهج و يظهر منه أن فيه تصحيفات

34-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ سهيل بن أبي صالح عن ابن عباس أنه أغمي على النبي ص في مرضه فدق بابه فقالت فاطمة من ذا قال أنا رجل غريب أتيت أسأل رسول الله ص أ تأذنون لي في الدخول عليه فأجابت امض رحمك الله لحاجتك فرسول الله عنك مشغول فمضى ثم رجع فدق الباب و قال غريب يستأذن على رسول الله أ تأذنون للغرباء فأفاق رسول الله ص من غشيته و قال يا فاطمة أ تدرين من هذا قالت لا يا رسول الله قال هذا مفرق الجماعات و منغص اللذات هذا ملك الموت ما استأذن و الله على أحد قبلي و لا يستأذن على أحد بعدي استأذن علي لكرامتي على الله ائذني له فقالت ادخل رحمك الله فدخل كريح هفافة و قال السلام على أهل بيت رسول الله فأوصى النبي إلى علي بالصبر عن الدنيا و بحفظ فاطمة و بجمع القرآن و بقضاء دينه و بغسله و أن يعمل حول قبره حائطا و بحفظ الحسن و الحسين

 بيان في القاموس هفت الريح تهف هفا و هفيفا هبت فسمع صوت هبوبها و ريح هفافة طيبة ساكنة

35-  عم، ]إعلام الورى[ قضى رسول الله ص و يد أمير المؤمنين ع اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ثم وجهه و غمضه و مد عليه إزاره و اشتغل بالنظر في أمره

 و روي عن أم سلمة قالت وضعت يدي على صدر رسول الله ص يوم مات فمر بي جمع آكل و أتوضأ ما تذهب ريح المسك من يدي

 و روى ثابت عن أنس قال قالت فاطمة ع لما ثقل النبي ص و جعل يتغشاه الكرب يا أبتاه إلى جبرئيل ننعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه جنان الفردوس مأواه يا أبتاه أجاب ربا دعاه

 قال الباقر ع لما حضر رسول الله الوفاة نزل جبرئيل فقال يا رسول الله أ تريد الرجوع إلى الدنيا قال لا و قد بلغت ثم قال له يا رسول الله أ تريد الرجوع إلى الدنيا قال لا الرفيق الأعلى

 و قال الصادق ع قال جبرئيل يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها قال و صاحت فاطمة ع و صاح المسلمون و يضعون التراب على رءوسهم و مات ص لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته و روي أيضا لاثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأول يوم الإثنين و لما أراد علي ع غسله استدعى الفضل بن العباس فأمره أن يناوله الماء بعد أن عصب عينيه فشق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به إلى سرته و تولى غسله و تحنيطه و تكفينه و الفضل يناوله الماء فلما فرغ من غسله و تجهيزه تقدم فصلى عليه

 قال أبان و حدثني أبو مريم عن أبي جعفر ع قال قال الناس كيف الصلاة عليه فقال علي ع إن رسول الله إمامنا حيا و ميتا فدخل عليه عشرة عشرة فصلوا عليه يوم الإثنين و ليلة الثلاثاء حتى الصباح و يوم الثلاثاء حتى صلى عليه كبيرهم و صغيرهم و ذكرهم و أنثاهم و ضواحي المدينة بغير إمام و خاض المسلمون في موضع دفنه فقال علي ع إن الله سبحانه لم يقبض نبيا في مكان إلا و ارتضاه لرمسه فيه و إني دافنه في حجرته التي قبض فيها فرضي المسلمون بذلك فلما صلى المسلمون عليه أنفذ العباس إلى أبي عبيدة بن الجراح و كان يحفر لأهل مكة و يضرح و أنفذ إلى زيد بن سهل أبي طلحة و كان يحفر لأهل المدينة و يلحد فاستدعاهما و قال اللهم خر لنبيك فوجد أبو طلحة فقيل له احفر لرسول الله فحفر له لحدا و دخل أمير المؤمنين علي ع و العباس و الفضل و أسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول الله فنادت الأنصار من وراء البيت يا علي إنا نذكرك الله و حقنا اليوم من رسول الله أن يذهب أدخل منا رجلا يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله ص فقال ليدخل أوس بن خولي رجل من بني عوف بن الخزرج و كان بدريا فدخل البيت و قال له علي انزل القبر فنزل و وضع علي رسول الله على يديه ثم دلاه في حفرته ثم قال له اخرج فخرج و نزل علي فكشف عن وجهه و وضع خده على الأرض موجها إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن و هال عليه التراب

 بيان لعل قوله سنة عشر مبني على اعتبار سنة الهجرة من أول ربيع الأول حيث وقعت الهجرة فيه و الذين قالوا سنة إحدى عشرة بنوه على المحرم و هو أشهر.

 36-  كشف، ]كشف الغمة[ عاش ثلاثا و ستين سنة منها مع أبيه سنتان و أربعة أشهر و مع جده عبد المطلب ثماني سنين ثم كفله عمه أبو طالب بعد وفاة عبد المطلب فكان يكرمه و يحميه و ينصره بيده و لسانه أيام حياته و قيل إن أباه مات و هو حمل و قيل مات و عمره سبعة أشهر و ماتت أمه و عمره ست سنين.

 و روى مسلم في صحيحه أنه قال استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي فزوروا القبور تذكركم الموت

و تزوج خديجة و هو ابن خمس و عشرين سنة و توفي عمه أبو طالب و عمره ست و أربعون سنة و ثمانية أشهر و أربعة و عشرون يوما و توفيت خديجة ع بعده بثلاثة أيام فسمي ذلك عام الحزن.

 و روى هشام بن عروة عن أبيه قال قال رسول الله ص ما زالت قريش كاعة حتى مات أبو طالب

 و أقام بمكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة بعد أن استتر في الغار ثلاثة أيام و قيل ستة أيام و دخل المدينة يوم الإثنين الحادي عشر من ربيع الأول و بقي بها عشر سنين ثم قبض لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة للهجرة.

 عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع قال لما حضر النبي ص جعل يغمى عليه فقالت فاطمة وا كرباه لكربك يا أبتاه ففتح عينه و قال لا كرب على أبيك بعد اليوم

 و قال ع و المسلمون مجتمعون حوله أيها الناس إنه لا نبي بعدي و لا سنة بعد سنتي فمن ادعى ذلك فدعواه و باغيه في النار أيها الناس أحيوا القصاص و أحيوا الحق لصاحب الحق و لا تفرقوا و أسلموا و سلموا كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ

 و من كتاب أبي إسحاق الثعلبي قال دخل أبو بكر على النبي ص و قد ثقل فقال يا رسول الله متى الأجل قال قد حضر قال أبو بكر الله المستعان على ذلك فإلى ما المنقلب قال إلى السدرة المنتهى و جنة المأوى و إلى الرفيق الأعلى و الكأس الأوفى و العيش المهنى قال أبو بكر فمن يلي غسلك قال رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى قال ففيم نكفنك قال في ثيابي هذه التي علي أو في حلة يمانية أو في بياض مصر قال كيف الصلاة عليك فارتجت الأرض بالبكاء فقال لهم النبي ص مهلا عفا الله عنكم إذا غسلت و كفنت فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة فإن الله تبارك و تعالى أول من يصلي علي ثم يأذن للملائكة في الصلاة علي فأول من ينزل جبرئيل ع ثم إسرافيل ثم ميكائيل ثم ملك الموت ع في جنود كثير من الملائكة بأجمعها ثم ادخلوا علي زمرة زمرة فصلوا علي و سلموا تسليما و لا تؤذوني بتزكية و لا رنة و ليبدأ بالصلاة علي الأدنى فالأدنى من أهل بيتي ثم النساء ثم الصبيان زمرا قال أبو بكر فمن يدخل قبرك قال الأدنى فالأدنى من أهل بيتي مع ملائكة لا ترونهم قوموا فأدوا عني إلى من وراءكم فقلت للحارث بن مرة من حدثك هذا الحديث قال عبد الله بن مسعود

 عن علي ع قال كان جبرئيل ينزل على النبي ص في مرضه الذي قبض فيه في كل يوم و في كل ليلة فيقول السلام عليك إن ربك يقرئك السلام فيقول كيف تجدك و هو أعلم بك و لكنه أراد أن يزيدك كرامة و شرفا إلى ما أعطاك على الخلق و أراد أن يكون عيادة المريض سنة في أمتك فيقول له النبي ص إن كان وجعا يا جبرئيل أجدني وجعا فقال له جبرئيل ع اعلم يا محمد إن الله لم يشدد عليك و ما من أحد من خلقه أكرم عليه منك و لكنه أحب أن يسمع صوتك و دعاءك حتى تلقاه مستوجبا للدرجة و الثواب الذي أعد لك و الكرامة و الفضيلة على الخلق و إن قال له النبي ص أجدني مريحا في عافية قال له فاحمد الله على ذلك فإنه يحب أن تحمده و تشكره ليزيدك إلى ما أعطاك خيرا فإنه يحب أن يحمد و يزيد من شكر قال و إنه نزل عليه في الوقت الذي كان ينزل فيه فعرفنا حسه فقال علي ع فيخرج من كان في البيت غيري فقال له جبرئيل ع يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يسألك و هو أعلم بك كيف تجدك فقال له النبي ص أجدني ميتا قال له جبرئيل يا محمد أبشر فإن الله إنما أراد أن يبلغك بما تجد ما أعد لك من الكرامة قال له النبي ص إن ملك الموت استأذن علي فأذنت له فدخل و استنظرته مجيئك فقال له يا محمد إن ربك إليك مشتاق فما استأذن ملك الموت على أحد قبلك و لا يستأذن على أحد بعدك فقال النبي ص لا تبرح يا جبرئيل حتى يعود ثم أذن للنساء فدخلن عليه فقال لابنته ادني مني يا فاطمة فأكبت عليه فناجاها فرفعت رأسها و عيناها تهملان دموعا فقال لها ادني مني فدنت منه فأكبت عليه فناجاها فرفعت رأسها و هي تضحك فتعجبنا لما رأينا فسألناها فأخبرتنا أنه نعى إليها نفسه فبكت فقال يا بنية لا تجزعي فإني سألت ربي أن يجعلك أول أهل بيتي لحاقا بي فأخبرني أنه قد استجاب لي فضحكت قال ثم دعا النبي ص الحسن و الحسين ع فقبلهما و شمهما و جعل يترشفهما و عيناه تهملان

 و روي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال أتى جبرئيل ع إلى رسول الله ص يعوده فقال السلام عليك يا محمد هذا آخر يوم أهبط فيه إلى الدنيا

 و عن عطاء بن يسار أن رسول الله ص لما حضر أتاه جبرئيل ع فقال يا محمد الآن أصعد إلى السماء و لا أنزل إلى الأرض أبدا

 و عن أبي جعفر ع قال لما حضرت النبي الوفاة استأذن عليه رجل فخرج إليه علي ع فقال حاجتك قال أردت الدخول إلى رسول الله ص فقال علي لست تصل إليه فما حاجتك فقال الرجل إنه لا بد من الدخول عليه فدخل علي فاستأذن النبي ع فأذن له فدخل و جلس عند رأس رسول الله ثم قال يا نبي الله إني رسول الله إليك قال و أي رسل الله أنت قال أنا ملك الموت أرسلني إليك يخيرك بين لقائه و الرجوع إلى الدنيا فقال له النبي فأمهلني حتى ينزل جبرئيل فأستشيره و نزل جبرئيل فقال يا رسول الله الآخرة خير لك من الأولى و لسوف يعطيك ربك فترضى لقاء الله خير لك فقال ص لقاء ربي خير لي فامض لما أمرت به فقال جبرئيل لملك الموت لا تعجل حتى أعرج إلى ربي و أهبط قال ملك الموت ع لقد صارت نفسه في موضع لا أقدر على تأخيرها فعند ذلك قال جبرئيل يا محمد هذا آخر هبوطي إلى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي فيها

و اختلف أهل بيته و أصحابه في دفنه فقال علي ع إن الله لم يقبض روح نبيه إلا في أطهر البقاع و ينبغي أن يدفن حيث قبض فأخذوا بقوله و روى الجمهور موته في الإثنين ثاني عشر ربيع الأول قالوا ولد يوم الإثنين و بعث يوم الإثنين و دخل المدينة يوم الإثنين و قبض يوم الإثنين كما ذكرناه آنفا و دفن يوم الأربعاء و دخل إليه العباس و علي و الفضل بن العباس و قيل و قثم أيضا و قالت بنو زهرة نحن أخواله فأدخلوا منا واحدا فأدخلوا عبد الرحمن بن عوف و قيل دخل أسامة بن زيد و قال المغيرة بن شعبة أنا أقربكم عهدا به و ذلك أنه ألقى خاتمه في القبر و نزل استخرجه. و لحده أبو طلحة و ألقى القطيفة تحته شقران. قال صاحب كتاب التنوير ذو النسبين بين دحية و الحسين لا شك أنه توفي يوم الإثنين و اختلف أصحاب السير و التواريخ فقال ابن إسحاق لاثنتي عشرة ليلة و هذا باطل بيقين و أصول العلم المجمع عليها أهل الكتاب و السنة لأنه قد ثبت أن الوقفة بعرفات في حجة الوداع كانت يوم الجمعة فيكون أول ذي الحجة الخميس فيكون أول المحرم الجمعة أو السبت فإن كان الجمعة فصفر إما السبت أو الأحد و إن كان السبت فصفر إما الأحد أو الإثنين فإن كان أول صفر السبت فأول ربيع الأول الأحد أو الإثنين و إن كان الإثنين فأول ربيع إما الثلاثاء أو الأربعاء و كيفما دارت الحال على هذا الحساب لا يكون الإثنين ثاني عشر و ذكر القاضي أبو بكر في كتاب البرهان أنه توفي لليلتين خلتا من ربيع الأول و كذا ذكر الطبري عن ابن الكلبي و أبي مخنف و هذا لا يبعد إن كانت الأشهر الثلاثة التي قبله نواقص فتدبر. و ذكر الخوارزمي أنه توفي ص يوم الإثنين أول ربيع الأول و هذا أقرب مما ذكره الطبري فالذي تلخص أنه يجوز أن يكون موته في أول الشهر أو ثانية أو ثالث عشره أو رابع عشره أو خامس عشره لإجماع المسلمين أن وقفة عرفة في حجة الوداع كانت يوم الجمعة انتهى كلام ذي النسبين. بيان بتزكية أي بذكر ما يعدونه من الفضائل و ليس منها كما كانت عادة العرب من الوصف بالحمية و العصبية و أمثالها أو مطلقا فإن الدعاء في تلك الحال أفضل و الترشف المص و ترشف الإناء استقصى الشرب حتى لم يدع فيه شيئا و أقول الجمع بين ما نقلوا الاتفاق عليه من كون عرفة حجة الوداع الجمعة و بين ما اتفقوا عليه من كون وفاته ص يوم الإثنين بناء على القولين المشهورين من كون وفاته ص إما في الثامن و العشرين من صفر أو الثاني عشر من ربيع الأول غير متيسر و كذا لا يوافق ما روي أن يوم الغدير في تلك السنة كان يوم الجمعة فلا بد من القدح في بعضها

37-  كشف، ]كشف الغمة[ روي عن ابن عباس قال قالت فاطمة ع للنبي ص و هو في سكرات الموت يا أبة أنا لا أصبر عنك ساعة من الدنيا فأين الميعاد غدا قال أما إنك أول أهلي لحوقا بي و الميعاد على جسر جهنم قالت يا أبة أ ليس قد حرم الله عز و جل جسمك و لحمك على النار قال بلى و لكني قائم حتى تجوز أمتي قالت فإن لم أرك هناك قال تريني عند القنطرة السابعة من قناطر جهنم أستوهب الظالم من المظلوم قالت فإن لم أرك هناك قال تريني في مقام الشفاعة و أنا أشفع لأمتي قالت فإن لم أرك هناك قال تريني عند الميزان و أنا أسأل لأمتي الخلاص من النار قالت فإن لم أرك هناك قال تريني عند الحوض حوضي عرضه ما بين أيلة إلى صنعاء على حوضي ألف غلام بألف كأس كاللؤلؤ المنظوم و كالبيض المكنون من تناول منه شربة فشربها لم يظمأ بعدها أبدا فلم يزل يقولها حتى خرجت الروح من جسده ص

38-  نص، ]كفاية الأثر[ علي بن الحسن بن محمد عن هارون بن موسى عن محمد بن علي بن معمر عن عبد الله بن معبد عن موسى بن إبراهيم عن عبد الكريم بن هلال عن أسلم عن أبي الطفيل عن عمار قال لما حضر رسول الله ص الوفاة دعا بعلي ع فساره طويلا ثم قال يا علي أنت وصيي و وارثي قد أعطاك الله علمي و فهمي فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم و غصبت على حقك فبكت فاطمة ع و بكى الحسن و الحسين فقال لفاطمة يا سيدة النسوان مم بكاؤك قالت يا أبة أخشى الضيعة بعدك قال أبشري يا فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي لا تبكي و لا تحزني فإنك سيدة نساء أهل الجنة و أباك سيد الأنبياء و ابن عمك خير الأوصياء و ابناك سيدا شباب أهل الجنة و من صلب الحسين يخرج الله الأئمة التسعة مطهرون معصومون و منها مهدي هذه الأمة ثم التفت إلى علي ع فقال يا علي لا يلي غسلي و تكفيني غيرك فقال له علي يا رسول الله من يناولني الماء فإنك رجل ثقيل لا أستطيع أن أقلبك فقال له إن جبرئيل معك و يناولك الفضل الماء قال فليغط عينيه فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه قال فلما مات رسول الله ص كان الفضل يناوله الماء و جبرئيل يعاونه فلما أن غسله و كفنه أتاه العباس فقال يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي ص بالبقيع و أن يؤمهم رجل واحد فخرج على الناس فقال أيها الناس إن رسول الله كان إماما حيا و ميتا و هل تعلمون أن رسول الله ص لعن من جعل القبور مصلى و لعن من جعل مع الله إلها آخر و لعن من كسر رباعيته و شق لثته قال فقالوا الأمر إليك فاصنع ما رأيت قال فإني أدفن رسول الله ص في البقعة التي قبض فيها قال ثم قام على الباب و صلى عليه ثم أمر الناس عشرا عشرا يصلون عليه ثم يخرجون

39-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن منصور بن العباس عن علي بن أسباط عن يعقوب بن سالم عن رجل عن أبي جعفر ع قال لما قبض رسول الله ص بات آل محمد ص بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم و لا أرض تقلهم لأن رسول الله ص وتر الأقربين و الأبعدين في الله فبينما هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه و يسمعون كلامه فقال السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله و بركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة و نجاة من كل هلكة و دركا لما فات كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ إن الله اختاركم و فضلكم و طهركم و جعلكم أهل بيت نبيه و استودعكم علمه و أورثكم كتابه و جعلكم تابوت علمه و عصا عزه و ضرب لكم مثلا من نوره و عصمكم من الزلل و آمنكم من الفتن فتعزوا بعزاء الله فإن الله لم ينزع منكم رحمته و لن يزيل عنكم نعمته فأنتم أهل الله عز و جل الذين بهم تمت النعمة و اجتمعت الفرقة و ائتلفت الكلمة و أنتم أولياؤه فمن تولاكم فاز و من ظلم حقكم زهق مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ثم الله على نصركم إذا يشاء قدير فاصبروا لعواقب الأمور فإنها إلى الله تصير قد قبلكم الله من نبيه وديعة و أستودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض فمن أدى أمانته أتاه الله صدقه فأنتم الأمانة المستودعة و لكم المودة الواجبة و الطاعة المفروضة و قد قبض رسول الله ص و قد أكمل لكم الدين و بين لكم سبيل المخرج فلم يترك لجاهل حجة فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه و الله من وراء حوائجكم و أستودعكم الله و السلام عليكم فسألت أبا جعفر ع ممن أتاهم التعزية فقال من الله تبارك و تعالى

 بيان قال الفيروزآبادي وتر الرجل أفزعه و القوم جعل شفعهم وترا و وتره ماله نقصه إياه و الموتور الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول وتره يتره وترا فمن زحزح أي أبعد قوله تابوت علمه أي بمنزلة التابوت في بني إسرائيل لكونه مخزنا لعلومهم و هم خزان علوم هذه الأمة قوله و عصا عزه أي أنتم للنبي ص بمنزلة العصا لموسى فإنها كانت سببا لعزة موسى ع و غلبته. قوله فتعزوا بعزاء الله قال الجزري في الحديث من لم يتعز بعزاء الله فليس منا قيل أراد بالتعزي التأسي و التصبر عند المصيبة و أن يقول إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ كما أمر الله تعالى فمعنى قوله بعزاء الله أي بتعزية الله تعالى إياه فأقام الاسم مقام المصدر قوله و استودعكم أولياءه المؤمنين أي جعلكم وديعة عندهم و طلب منهم حفظكم و رعايتكم قوله أو تناسى أي أظهر النسيان و لم يكن ناسيا

40-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن مفضل بن صالح عن زيد الشحام قال سئل أبو عبد الله ع عن رسول الله ص بم كفن قال في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين و برد حبرة

 بيان قال الجوهري صحار بالضم قصبة عمان و قال الجزري فيه كفن رسول الله ص في ثوبين صحاريين صحار قرية باليمن نسب الثوب إليها و قيل هو من الصحرة و هي حمرة خفية كالغبرة يقال ثوب أصحر و صحاري

41-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله ع أن رسول الله ص لحد له أبو طلحة الأنصاري

  -42  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن يحيى بن أبي العلا عن أبي عبد الله ع قال ألقى شقران مولى رسول الله ص في قبره القطيفة

43-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن حسين بن عثمان عن ابن مسكان عن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول جعل علي ع على قبر النبي ص لبنا

44-  كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن غير واحد عن أبان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال قبر رسول الله ص محصب حصباء حمراء

45-  كا، ]الكافي[ محمد بن الحسين عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن علي بن النعمان عن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر ع قال قلت له كيف كانت الصلاة على النبي ص قال لما غسله أمير المؤمنين ع و كفنه سجاه ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين ع في وسطهم فقال إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً فيقول القوم كما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة و أهل العوالي

 بيان قال الجزري العوالي أماكن بأعلى أراضي المدينة

46-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن يوسف عن أبي المعزى عن عقبة بن بشير عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص لعلي ع يا علي ادفني في هذا المكان و ارفع قبري من الأرض أربع أصابع و رش عليه من الماء

47-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال أتى العباس أمير المؤمنين ع فقال يا علي إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله ص في بقيع المصلى و أن يؤمهم رجل منهم فخرج أمير المؤمنين إلى الناس فقال يا أيها الناس إن رسول الله ص إمام حيا و ميتا و قال إني أدفن في البقعة التي أقبض فيها ثم قام على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون

48-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما قبض النبي ص صلت عليه الملائكة و المهاجرون و الأنصار فوجا فوجا قال و قال أمير المؤمنين ع سمعت رسول الله ص يقول في صحته و سلامته إنما أنزلت هذه الآية علي في الصلاة بعد قبض الله لي إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً

49-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع و لقد قبض رسول الله ص و إن رأسه لعلى صدري و قد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي و لقد وليت غسله ص و الملائكة أعواني فضجت الدار و الأفنية ملأ يهبط و ملأ يعرج و ما فارقت سمعي هينمة يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه فمن ذا أحق به مني حيا و ميتا

 بيان الهينمة الكلام الخفي لا يفهم

50-  يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن القاسم الصيقل قال كتبت إليه جعلت فداك هل اغتسل أمير المؤمنين ع حين غسل رسول الله ص عند موته فأجابه النبي ص طاهر مطهر و لكن أمير المؤمنين ع فعل و جرت به السنة

51-  يب، ]تهذيب الأحكام[ أخبرني الشيخ عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن علي بن النعمان عن أبي مريم الأنصاري قال سمعت أبا جعفر ع يقول كفن رسول الله ص في ثلاثة أثواب برد أحمر حبرة و ثوبين أبيضين صحاريين قلت له و كيف صلي عليه قال سجي بثوب و جعل وسط البيت فإذا دخل قوم داروا به و صلوا عليه و دعوا له ثم يخرجون و يدخل آخرون ثم دخل علي ع القبر فوضعه على يديه و أدخل معه الفضل بن العباس فقال رجل من الأنصار من بني الخيلاء يقال له أوس بن الخولي أنشدكم الله أن تقطعوا حقنا فقال له علي ع ادخل فدخل معهما فسألته أين وضع السرير فقال عند رجل القبر و سل سلا

 بيان يظهر من مجموع ما مر في الأخبار في الصلاة عليه ص أن الصلاة الحقيقة هي التي كان أمير المؤمنين ع صلاها أولا مع الستة المذكورين في خبر سليم و لم يدخل في ذلك سوى الخواص من أهل بيته و أصحابه لئلا يتقدم أحد من لصوص الخلافة في الصلاة أو يحضر أحد من هؤلاء المنافقين فيها ثم كان ع يدخل عشرة عشرة من الصحابة فيقرأ الآية و يدعون و يخرجون من غير صلاة

52-  يب، ]تهذيب الأحكام[ يعقوب بن يزيد عن الغفاري عن إبراهيم بن علي عن جعفر عن أبيه ع أن قبر رسول الله ص رفع شبرا من الأرض

53-  يب، ]تهذيب الأحكام[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الحارث بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال قبض رسول الله ص فستر بثوب و رسول الله ص خلف الثوب و علي ع عند طرف ثوبه و قد وضع خديه على راحته و الريح يضرب طرف الثوب على وجه علي ع قال و الناس على الباب و في المسجد ينتحبون و يبكون و إذا سمعنا صوتا في البيت أن نبيكم طاهر مطهر فادفنوه و لا تغسلوه قال فرأيت عليا ع حين رفع رأسه فزعا فقال اخسأ عدو الله فإنه أمرني بغسله و كفنه و دفنه و ذاك سنة قال ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة يا علي بن أبي طالب استر عورة نبيك و لا تنزع القميص

54-  نهج، ]نهج البلاغة[ إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك و فادح مصيبتك موضع تعز فلقد وسدتك في ملحودة قبرك و فاضت بين نحري و صدري نفسك إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ

55-  نهج، ]نهج البلاغة[ من كلام له ع قاله و هو يلي غسل رسول الله ص و تجهيزه بأبي أنت و أمي لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة و الأنباء و أخبار السماء خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك و عممت حتى صار الناس فيك سواء و لو لا أنك أمرت بالصبر و نهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشئون و لكان الداء مماطلا و الكمد محالفا و قلالك و لكنه ما لا يملك رده و لا يستطاع دفعه بأبي أنت و أمي اذكرنا عند ربك و اجعلنا من بالك

 بيان قوله ع ما لم ينقطع إذ في موت غيره ص من الأنبياء كان يرجى نزول الوحي على غيره فأما هو ص فلما كان خاتم الأنبياء لم يرج ذلك قوله ع خصصت أي في المصيبة أي اختصت و امتازت مصيبتك في الشدة بين المصائب حتى صار تذكرها مسليا عما سواها و عمت مصيبتك الأنام بحيث لا يختص بها أحد دون غيره قوله لأنفدنا أي أفنينا و أذهبنا حتى لا يبقى شي‏ء منه بالبكاء و شئون الرأس هي عظامه و طرائقه و مواصل قبائله قوله مماطلا أي يماطل في الذهاب و لا يذهب و الكمد بالفتح و بالتحريك تغير اللون و الحزن الشديد و مرض القلب منه و حالفه عاهده و لازمه قوله و قلالك أي الداء و الكمد قليلان في جنب مصيبتك و إنه ينبغي لمصيبتك ما هو أعظم منهما قوله و لكنه أي الموت أو الحزن و البال القلب أي اجعلنا ممن حضر بالك و تهتم بشأنه و تدعو و تشفع له

56-  أقول قال السيد بن طاوس رحمه الله في كشف المحجة ذكر الطبري في تاريخه في رواية أن النبي ص توفي يوم الإثنين و ما دفن إلى يوم الأربعاء و في رواية أنه ص بقي ثلاثة أيام حتى دفن و ذكر إبراهيم الثقفي في كتاب المعرفة أن النبي ص بقي ثلاثة أيام حتى دفن لاشتغالهم بولاية أبي بكر و المنازعات فيها

57-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن الحسن بن علي بن زكريا عن أحمد بن عبيد الله عن الربيع بن سيار عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد رفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه قال قال أمير المؤمنين ع يوم الشورى هل فيكم أحد غسل رسول الله مع الملائكة المقربين بالروح و الريحان فقلبه لي الملائكة و أنا أسمع قولهم و هم يقولون استروا عورة نبيكم ستركم الله غيري قالوا لا قال فهل فيكم من كفن رسول الله ص و وضعه في حفرته غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد بعث الله عز و جل إليه بالتعزية حيث قبض رسول الله ص و فاطمة ع تبكيه إذ سمعنا حسا على الباب و قائلا يقول نسمع صوته و لا نرى شخصه و هو يقول السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله و بركاته ربكم عز و جل يقرئكم السلام و يقول لكم إن في الله خلفا من كل مصيبة و عزاء من كل هالك و دركا من كل فوت فتعزوا بعزاء الله و اعلموا أن أهل الأرض يموتون و أن أهل السماء لا يبقون و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و أنا في البيت و فاطمة و الحسن و الحسين أربعة لا خامس لنا إلا رسول الله مسجى بيننا غيري قالوا لا ثم قال فهل فيكم أحد أعطاه رسول الله ص حنوطا من حنوط الجنة فقال اقسم هذا أثلاثا ثلثا حنطني به و ثلثا لابنتي و ثلثا لك غيري قالوا لا الخبر

58-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل بإسناده إلى أبي الطفيل قال قال علي ع يوم الشورى فأنشدكم الله هل فيكم أحد غسل رسول الله ص غيري قالوا اللهم لا قال فأنشدكم الله هل فيكم أحد أقرب عهدا برسول الله مني قالوا اللهم لا قال فأنشدكم الله هل فيكم أحد نزل في حفرة رسول الله ص غيري قالوا اللهم لا الخبر

59-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لما قبض رسول الله ص سمعوا صوتا من جانب البيت و لم يروا شخصا يقول كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ ثم قال في الله خلف من كل هالك و عزاء من كل مصيبة و درك لما فات فبالله فثقوا و إياه فارجوا فإن المحروم من يحرم الثواب و استروا عورة نبيكم فلما وضعه علي ع على سريره نودي يا علي لا تخلع القميص قال فغسله في قميصه ثم قال قال رسول الله ص يا علي إذا أنا مت فغسلني فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه قال فقال له علي ع يا رسول الله إنك رجل ثقيل و لا بد لي ممن يعينني قال فقال له إن جبرئيل معك يعينك و ليناولك الفضل بن العباس الماء و مره فليعصب عينه فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه

60-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين عن ابن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن فضال عن علي بن عقبة عن أبي كهمش عن عمرو بن سعيد بن هلال قال قال أبو عبد الله ع إذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله ص فإن الناس لم يصابوا بمثله و لن يصابوا بمثله أبدا

61-  ج، ]الإحتجاج[ عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع يوم الشورى نشدتكم بالله هل فيكم أحد غسل رسول الله ص و كفنه غيري قالوا لا قال نشدتكم بالله هل فيكم أحد علمه رسول الله ص ألف كلمة كل كلمة مفتاح ألف كلمة غيري قالوا لا قال نشدتكم بالله هل فيكم أحد أعطاه رسول الله ص حنوطا من حنوط الجنة ثم قال اقسمه أثلاثا ثلثا لي تحنطني به و ثلثا لابنتي و ثلثا لك غيري قالوا لا

62-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال إن الله لما قبض نبيه ص دخل على فاطمة ع من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز و جل فأرسل إليها ملكا يسلي غمها و يحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ع فقال لها إذا أحسست بذلك و سمعت الصوت قولي لي فأعلمته ذلك و جعل أمير المؤمنين ع يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال ثم قال أما إنه ليس فيه شي‏ء من الحلال و الحرام و لكن فيه علم ما يكون

63-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله ع قال إن فاطمة ع مكثت بعد رسول الله ص خمسة و سبعين يوما و كان دخلها حزن شديد على أبيها و كان جبرئيل ع يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي ع يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة ع

64-  كتاب الطرف، للسيد علي بن طاوس و كتاب مصباح الأنوار بإسنادهما إلى كتاب الوصية لعيسى الضرير عن موسى بن جعفر ع قال قال لي أبي قال علي ع لما قرأت صحيفة وصية رسول الله ص فإذا فيها يا علي غسلني و لا يغسلني غيرك قال فقلت لرسول الله ص بأبي أنت و أمي أنا أقوى على غسلك وحدي قال بذا أمرني جبرئيل و بذلك أمره الله تبارك و تعالى قال فقلت له فإن لم أقو على غسلك وحدي فأستعين بغيري يكون معي فقال جبرئيل يا محمد قل لعلي ع إن ربك يأمرك أن تغسل ابن عمك فإن هذا السنة لا يغسل الأنبياء غير الأوصياء و إنما يغسل كل نبي وصيه من بعده و هي من حجج الله لمحمد ص على أمته فيما أجمعوا عليه من قطيعة ما أمرهم به و اعلم يا علي إن لك على غسلي أعوانا نعم الأعوان و الإخوان قال علي ع فقلت يا رسول الله من هم بأبي أنت و أمي فقال جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت و إسماعيل صاحب السماء الدنيا أعوان لك قال علي ع فخررت لله ساجدا و قلت الحمد لله الذي جعل لي إخوانا و أعوانا هم أمناء الله ثم قال رسول الله ص أمسك هذه الصحيفة التي كتبها القوم و شرطوا فيها الشروط على قطيعتك و ذهاب حقك و ما قد أزمعوا عليه من الظلم تكون عندك لتوافيني بها غدا و تحاجهم بها فقال علي ع غسلت رسول الله ص أنا وحدي و هو في قميصه فذهبت أنزع عنه القميص فقال جبرئيل يا علي لا تجرد أخاك من قميصه فإن الله لم يجرده و تأيد في الغسل فأنا أشاركك في ابن عمك بأمر الله فغسلته بالروح و الريحان و الرحمة الملائكة الكرام الأبرار الأخيار تبشرني و تمسك و أكلم ساعة بعد ساعة و لا أقلب منه إلا قلب لي فلما فرغت من غسله و كفنه وضعته على سريره و خرجت كما أمرت فاجتمع له من الملائكة ما سد الخافقين فصلى عليه ربه و الملائكة الكرام المقربون و حملة عرشه الكريم و ما سبح لله رب العالمين و أنفذت جميع ما أمرت ثم واريته في قبره فسمعت صارخا يصرخ من خلفي يا آل تيم و يا آل عدي يا آل أمية أنتم أئمة تدعون إلى النار و يوم القيامة لا تنصرون اصبروا آل محمد تؤجروا و لا تجزعوا فتوزروا مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ

65-  من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين ع في مرثية سيد المرسلين ص

نفسي على زفراتها محبوسة يا ليتها خرجت مع الزفرات‏لا خير بعدك في الحياة و إنما أبكي مخافة أن تطول حياتي

66-  و منه في المرثية عند زيارته ص

ما غاض دمعي عند نائبة إلا جعلتك للبكاء سبباو إذا ذكرتك سامحتك به مني الجفون فغاض و انسكباإني أجل ثرى حللت به عن أن أرى لسواه مكثئا

 بيان غاض الماء قل و غار في الأرض و الضمير في به راجع إلى الدمع و الجفون فاعل سامحت و الانسكاب الانصباب و ضمير سواه راجع إلى الثرى

67-  و قال شارح الديوان لفاطمة ع قريب منها

إذا اشتد شوقي زرت قبرك باكيا أنوح و أشكو لا أراك مجاوبي

 فيا ساكن الصحراء علمتني البكا و ذكرك أنساني جميع المصائب‏فإن كنت عني في التراب مغيبا فما كنت عن قلب الحزين بغائب

68-  و منه، في مرثيته صلى الله عليهما

كنت السواد لناظري فبكى عليك الناظرمن شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر

69-  و منه،

يعزونني قوم براة من الصبر و في الصبر أشياء أمر من الصبريعزي المعزي ثم يمضي لشأنه و يبقى المعزى في أحر من الجمر

 بيان الصبر الأخير أريد به الدواء المر المعروف و إنما سكن لضرورة الشعر

70-  و منه، أيضا في مرثيته صلوات الله عليهما

أ من بعد تكفين النبي و دفنه بأثوابه آسى على هالك ثوى‏رزئنا رسول الله فينا فلن نرى بذاك عديلا ما حيينا من الردى‏و كان لنا كالحصن من دون أهله له معقل حرز حريز من العدى‏و كنا بمرآة نرى النور و الهدى صباح مساء راح فينا أو اغتدى‏لقد غشيتنا ظلمة بعد موته نهارا فقد زادت على ظلمة الدجى‏فيا خير من ضم الجوانح و الحشا و يا خير ميت ضمه الترب و الثرى‏كأن أمور الناس بعدك ضمنت سفينة موج حين في البحر قد سماو ضاق فضاء الأرض عنهم برحبه لفقد رسول الله إذ قيل قد مضى‏فقد نزلت بالمسلمين مصيبة كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفافلن يستقل الناس تلك مصيبة و لن يجبر العظم الذي منهم وهى‏و في كل وقت للصلاة يهيجه بلال و يدعو باسمه كلما دعاو يطلب أقوام مواريث هالك و فينا مواريث النبوة و الهدى

  بيان آسى أي أحزن و ثوى بالمكان أقام به رزئنا على بناء المجهول من قولهم رزأته مصيبة أي أصابته و ما رزأته ماله بالكسر و الفتح أي ما نقصته و الرزء بالضم المصيبة و ربما يقرأ على بناء المعلوم من قولهم رزأت الرجل أي أصبت منه خيرا و الأول أنسب و قوله من الردى متعلق بحيينا بتضمين معنى النجاة و الردى الهلاك من دون أهله كأنه وضع الظاهر موضع الضمير أي كان لنا كالحصن من دوننا يمنع وصول الأذى إلينا و من غير سائر أهله و قوله معقل كأنه حال و المعقل الملجأ و الحرز الموضع الحصين و العدى جمع العدو و هو جمع لا نظير له و المرأى المنظر و قوله صباح مساء ظرف و صباح مبني و مساء قد يكون معربا و قد يكون مبنيا و أعرب هنا للوزن. قال الرضي رحمه الله أصله صباحا فمساء أي كل صباح و كل مساء و الفاء يؤدي معنى العموم كما في قولك انتظرته ساعة فساعة أي كل ساعة إذ فائدة الفاء التعقيب فيكون المعنى يوما و يوما عقيبه بلا فصل إلى ما لا يتناهى فاقتصر على أول مراتب التكرار كما في قوله تعالى ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ و لبيك أو أصله صباحا بعد مساء و الدجى جمع الدجية و هي الظلمة. و الجوانح الأضلاع التي تحت الترائب و هي مما يلي الصدر الواحدة جانحة و الحشا ما اضطمت عليه الضلوع و لعل ضم الجوانح و الحشا كناية عن الموت كما قيل أو المعنى خير جميع الناس فإن كل إنسان له جوانح و حشا منضمين و الترب بالضم التراب و الثرى التراب الندي و قوله قد سما فاعله الموج و الرحب بالضم السعة و الباء بمعنى مع و الصدع الشق و الصفا الحجر الصلب و الشعب الصدع في الشي‏ء و إصلاحه و هو المراد هاهنا و قوله ص لا شعب استئناف كأن سائلا سأل هل يمكن إصلاح الشعب فأجاب بعدم الإمكان و استقلال الأمر عده قليلا و مصيبة تمييز أو حال و الوهي الكسر و الضمير في يهيجه راجع إلى العظم و الواو في قوله و في كل وقت للحال