باب 37- ما جرى بينه و بين أهل الكتاب و المشركين بعد الهجرة و فيه نوادر أخباره و أحوال أصحابه ص زائدا على ما تقدم في باب المبعث و كتاب الاحتجاج و ما سيأتي في ال

الآيات البقرة ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ لَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ اللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ و قال تعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و قال سبحانه إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَ يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ و قال تعالى وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ  وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ و قال تعالى لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ آل عمران كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ أَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ و قال تعالى وَ لَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَ إِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَ ما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَ لا يُحِبُّونَكُمْ وَ تُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَ إِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَ إِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَ إِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ و قال تعالى وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ  إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ

 النساء 44-  أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَ يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَ كَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَ كَفى بِاللَّهِ نَصِيراً مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَ يَقُولُونَ سَمِعْنا وَ عَصَيْنا وَ اسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَ راعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ طَعْناً فِي الدِّينِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ اسْمَعْ وَ انْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَقْوَمَ وَ لكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا و قال تعالى فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً وَ إِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً وَ لَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً إلى قوله وَ يَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَ اللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا و قال تعالى وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً إلى قوله وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً و قال تعالى وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً إلى قوله عَظِيماً و قال تعالى إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَ لا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَ لا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَ لا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَ كانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ  غَفُوراً رَحِيماً وَ مَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَ مَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ رَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَ ما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ إلى قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قالُوا أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَ إِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَ نَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا المائدة يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ إِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ وَ كَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَ عِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا  لِلَّذِينَ هادُوا وَ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ

 إلى قوله تعالى وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَ أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ احْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَ لَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ الْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَ إِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَ لَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَ أَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ وَ إِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَ قَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَ هُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ وَ تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ أَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَ أَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ و قال تعالى وَ أَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ إلى قوله تعالى مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ

   إلى قوله تعالى قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْ‏ءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَ كُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها وَ اللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ. و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى وَ لا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَ مَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْمَعُوا وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ الأنعام وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ ما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ وَ كَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَ هؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ وَ إِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالى وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ‏ءٌ وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ الأعراف وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ  فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ الأنفال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَ أَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ و قال تعالى قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَ إِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ التوبة ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَى الزَّكاةَ وَ لَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ و قال تعالى يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ و قال سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَ الرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ و قال تعالى إِنَّمَا النَّسِي‏ءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَ يُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ

   و قال سبحانه وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَ إِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ و قال تعالى وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ إلى قوله تعالى الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَ يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَ أَكْثَرَ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَ خُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ أَ لَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ قَوْمِ إِبْراهِيمَ وَ أَصْحابِ مَدْيَنَ وَ الْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ إلى قوله تعالى يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَ إِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ ما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَ تَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ  الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ و قال تعالى الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَ يَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالى وَ مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلى قوله تعالى وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ و قال سبحانه ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ إلى قوله تعالى وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إلى قوله تعالى وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ أَ وَ لا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَ لا هُمْ يَذَّكَّرُونَ وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ

   هود أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ الرعد وَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ مِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَ لا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَ إِلَيْهِ مَآبِ الكهف وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ النور وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ الآيات و قال تعالى وَ يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ وَ إِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ رَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخْشَ اللَّهَ وَ يَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ القصص الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا العنكبوت الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ  إلى قوله تعالى وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ وَ لَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَ وَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ وَ لَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ لقمان وَ إِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ الأحزاب يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَ الْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً وَ اتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ و قال تعالى لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا سبأ وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَ لا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ الأحقاف قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ كَفَرْتُمْ بِهِ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَ اسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَ إِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ محمد وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ. إلى قوله تعالى وَ يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَ ذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ طاعَةٌ وَ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ  أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلى لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبارَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَ كَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ وَ لَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصَّابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ

 و قال تعالى وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ الحجرات يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ نِعْمَةً وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ  فِي قُلُوبِكُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ النجم أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَ أَعْطى قَلِيلًا وَ أَكْدى أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى الحديد يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْ‏ءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ المجادلة قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَ تَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ و قال تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَ لا مِنْهُمْ وَ يَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ الممتحنة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ الجمعة يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَ لا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ و قال تعالى وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ وَ اللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

   القلم وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ ما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ الليل فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى وَ ما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى إلى آخر السورة التكاثر أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ إلى آخر السورة. تفسير قوله تعالى أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ قال الطبرسي رحمه الله الخير الذي تمنوا أن لا ينزله الله عليهم ما أوحي إلى نبيه ص و أنزل عليه من القرآن و الشرائع بغيا منهم و حسدا وَ اللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ روي عن أمير المؤمنين و أبي جعفر الباقر ع أن المراد برحمته هاهنا النبوة. وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ نزلت في حيي بن أخطب و أخيه أبي ياسر بن أخطب و قد دخلا على النبي ص حين قدم المدينة فلما خرجا قيل لحيي هو نبي فقال هو هو فقيل ما له عندك قال العداوة إلى الموت و هو الذي نقض العهد و أثار الحرب يوم الأحزاب عن ابن عباس و قيل نزلت في كعب بن الأشرف عن الزهري و قيل في جماعة اليهود عن الحسن فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا أي تجاوزوا عنهم و قيل أرسلوهم فإنهم لا يعجزون الله حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ أي بأمره لكم بعقابهم أو يعاقبهم هو على ذلك ثم أتاهم بأمره فقال قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ الآية و قيل بأمره أي بآية القتل و السبي لبني قريظة و الإجلاء لبني النضير و قيل هذه الآية منسوخة بقوله قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ و قيل نسخت بقوله فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ  

 و روي عن الباقر ع أنه قال لم يؤمر رسول الله ص بقتال و لا أذن له فيه حتى نزل جبرئيل ع بهذه الآية أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا و قلده سيفا.

و قال في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ المعني بهذه الآية أهل الكتاب بإجماع المفسرين إلا أنها متوجهة على قول كثير منهم إلى جماعة من اليهود قليلة و هم علماؤهم ككعب بن الأشرف و حيي بن أخطب و كعب بن أسيد و كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا و يرجون كون النبي منهم فلما بعث من غيرهم خافوا زوال مأكلتهم فغيروا صفته فأنزل الله هذه الآية ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ أي صفة محمد و البشارة به وَ يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أي يستبدلون به عوضا قليلا أي كل ما يأخذونه في مقابلة ذلك فهو قليل أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ أي يؤديهم ما يأكلونه إلى النار و قيل يأكلون النار حقيقة في جهنم وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ بما يحبون أو لا يكلمهم أصلا لغاية الغضب بل تكلمهم الملائكة من قبل الله تعالى وَ لا يُزَكِّيهِمْ أي لا يثني عليهم أو لا يقبل أعمالهم أو لا يطهرهم بالمغفرة وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أي مؤلم أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى أي استبدلوا الكفر بالنبي ص بالإيمان به وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ أي ما أجرأهم على النار روي عن أبي عبد الله ع أو ما أعملهم بأعمال أهل النار و هو المروي أيضا عن أبي عبد الله ع أو ما أبقاهم و أدومهم على النار و على الوجوه ظاهر الكلام التعجب ذلِكَ أي الحكم بالنار أو العذاب أو الضلال بِأَنَّ  اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ أي القرآن أو التوراة بِالْحَقِّ وَ إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ أي الكفار أجمع أو أهل الكتاب لأنهم حرفوا الكتاب و كتموا صفة النبي ص لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ أي عن الألفة بالاجتماع على الصواب. قوله تعالى وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ يروقك و يعظم في نفسك قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا أي ما يقوله في أمور الدنيا أو متعلق بيعجبك أي يعجبك قوله في الدنيا حلاوة و فصاحة لا في الآخرة وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى أن ما فِي قَلْبِهِ موافق لكلامه وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ شديد العداوة و الجدال للمسلمين قيل نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي و كان حسن المنظر حلو المنطق يوالي رسول الله و يدعي الإسلام و قيل في المنافقين كلهم وَ إِذا تَوَلَّى أدبر و انصرف عنك و قيل إذا غلب و صار واليا سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ كما فعله الأخنس بثقيف إذ بيتهم و أحرق زرعهم و أهلك مواشيهم أو كما يفعله ولاة السوء بالقتل و الإتلاف أو بالظلم حتى يمنع الله بشومه القطر فيهلك الحرث و النسل وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ لا يرتضيه فاحذروا غضبه عليه وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ حملته الأنفة و حميته الجاهلية على الإثم الذي يؤمر باتقائه لجاجا فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ كفته جزاء و عذابا وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ المهاد الفراش و قيل ما يوطأ للجنب. قوله تعالى لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قال الطبرسي رحمه الله قيل نزلت في رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له صبح و كان يكرهه على الإسلام و قيل في رجل من الأنصار يدعى أبا الحصين و كان له ابنان فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت فلما أرادوا الرجوع أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا و مضيا إلى الشام فأخبر أبو الحصين رسول الله ص فأنزل الله سبحانه لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ فقال رسول الله ص أبعدهما الله هما أول من كفر فوجد أبو الحصين في نفسه على النبي ص حيث لم يبعث في طلبهما فأنزل الله

   سبحانه فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ الآية قال و كان هذا قبل أن يؤمر النبي ص بقتال أهل الكتاب ثم نسخ و أمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة عن السدي و هكذا قال ابن مسعود و ابن زيد إنها منسوخة بآية السيف و قال الباقون هي محكمة. قوله تعالى كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قيل نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له الحارث بن سويد بن الصامت و كان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا و هرب و ارتد عن الإسلام و لحق بمكة ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله ص هل من توبة قالوا فنزلت الآيات إلى قوله إِلَّا الَّذِينَ تابُوا فحملها إليه رجل من قومه فقال إني لأعلم أنك لصدوق و إن رسول الله لأصدق منك و إن الله تعالى أصدق الثلاثة و رجع إلى المدينة و تاب و حسن إسلامه عن مجاهد و السدي و هو المروي عن أبي عبد الله ع و قيل نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي ص قبل مبعثه ثم كفروا بعد البعث حسدا و بغيا عن الحسن و الجبائي و أبي مسلم. و قال رحمه الله في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ قيل نزلت في أهل الكتاب الذين آمنوا برسول الله قبل مبعثه ثم كفروا به بعد مبعثه عن الحسن و قيل نزلت في اليهود كفروا بعيسى و الإنجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم و كتبهم ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً بكفرهم بمحمد ص و القرآن عن قتادة و عطا و قيل نزلت في الأحد عشر من أصحاب الحارث بن سويد لما رجع الحارث قالوا نقيم بمكة على الكفر ما بدا لنا فمتى ما أردنا الرجعة رجعنا فنزلت فينا ما نزلت في الحارث فلما فتح رسول الله ص مكة دخل في الإسلام من دخل منهم فقبلت توبته فنزل فيمن مات منهم كافرا إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ الآية.  قوله تعالى لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ لأنها لم تقع على وجه الإخلاص و يدل عليه قوله وَ أُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ و لو حققوا التوبة لكانوا مهتدين و قيل لن تقبل توبتهم عند رؤية البأس إذ لم يؤمنوا إلا عند حضور الموت و قيل لأنها أظهرت الإسلام تورية فأطلع الله رسوله على سرائرهم عن ابن عباس. قوله تعالى لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً قال الطبرسي رحمه الله قال مقاتل إن رءوس اليهود مثل كعب بن الأشرف و أبي رافع و أبي ناشر و كنانة و ابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم كعبد الله بن سلام و أصحابه فأنبوهم على إسلامهم فنزلت الآية. و قال في قوله تعالى لَيْسُوا سَواءً قيل سبب نزول الآية أنه لما أسلم عبد الله بن سلام و جماعة قالت أحبار اليهود ما آمن بمحمد إلا أشرارنا فأنزل الله تعالى لَيْسُوا سَواءً إلى قوله مِنَ الصَّالِحِينَ عن ابن عباس و قتادة و ابن جريح و قيل إنها نزلت في أربعين من أهل نجران و اثنين و ثلاثين من الحبشة و ثمانية من الروم كانوا على عهد عيسى ع فصدقوا محمدا ص عن عطا. و قال رحمه الله في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا نزلت في رجال من المسلمين كانوا يواصلون رجالا من اليهود لما كان بينهم من الصداقة و القرابة و الجوار و الحلف و الرضاع عن ابن عباس و قيل نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصادقون المنافقين و يخالطونهم عن مجاهد بِطانَةً البطانة خاصة الرجل الذين يستبطنون أمره مِنْ دُونِكُمْ من غير أهل ملتكم لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا أي لا يقصرون فيما يؤدي إلى فساد أمركم و الخبال الشر و الفساد وَدُّوا ما عَنِتُّمْ تمنوا إدخال المشقة عليكم أو إضلالكم عن دينكم إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ أي نعمة من الله تعالى وَ إِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ أي محنة و بلية. و قال رحمه الله في قوله تعالى وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أقول قد مر سبب

   نزولها في باب الهجرة إلى الحبشة. قوله تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً قال الطبرسي رحمه الله نزلت في رفاعة بن زيد بن سائب و مالك بن دخشم كانا إذا تكلم رسول الله ص لويا بلسانهما و عاباه عن ابن عباس. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ يَقُولُونَ سَمِعْنا أي قولك وَ عَصَيْنا أمرك وَ اسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ أي مدعوا عليك بلا سمعة بصمم أو موت أو اسمع غير مجاب إلى ما تدعو إليه أو اسمع غير مسمع كلاما ترضاه أو اسمع كلاما غير مسمع إياك لأن أذنك تنبو عنه فيكون مفعولا به أو اسمع غير مسمع مكروها من قولهم أسمعه فلان إذا سبه و إنما قالوه نفاقا وَ راعِنا انظرنا نكلمك أو نفهم كلامك لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ فتلا بها و صرفا للكلام على ما يشبه السب حيث وضعوا راعنا المشابه لما يتسابون به موضع انظرنا و غير مسمع موضع لا أسمعت مكروها أو فتلا بها و ضما ما يظهرون من الدعاء و التوقير إلى ما يضمرون من السب و التحقير نفاقا وَ طَعْناً فِي الدِّينِ استهزاء به و سخرية. قوله تعالى فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ قال الطبرسي رحمه الله قيل نزلت في الزبير و رجل من الأنصار خاصمه إلى رسول الله ص في شراج من الحرة كانا يسقيان بها النخل كلاهما فقال النبي ص للزبير اسق ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصاري و قال يا رسول الله ص لأن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله ص ثم قال للزبير اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر و استوف حقك ثم أرسل الماء إلى جارك و كان رسول الله ص أشار على الزبير برأي فيه السعة له و لخصمه فلما أحفظ رسول الله ص استوعب للزبير حقه من صريح الحكم.  و يقال إن الرجل كان حاطب بن أبي بلتعة. قال الراوي ثم خرجا فمرا على المقداد فقال لمن كان القضاء يا أبا بلتعة قال قضى لابن عمته و لوى شدقه ففطن لذلك يهودي كان مع المقداد فقال قاتل الله هؤلاء يزعمون أنه رسول ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم و ايم الله لقد أذنبنا مرة واحدة في حياة موسى فدعانا موسى إلى التوراة فقال فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ففعلنا فبلغ قتلانا سبعين ألفا في طاعة ربنا حتى رضي عنا فقال ثابت بن قيس بن شماس أما و الله إن الله ليعلم مني الصدق و لو أمرني محمد أن أقتل نفسي لفعلت فأنزل الله في حاطب بن أبي بلتعة و ليه شدقه هذه الآية فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ أي فيما وقع بينهم من الخصومة و التبس عليهم من أركان الشريعة حَرَجاً أي ضيقا بشك أو إثم. إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ قيل إن القليل الذين استثنى الله تعالى هو ثابت بن قيس و قيل هو جماعة من أصحاب رسول الله ص قالوا و الله لو أمرنا لفعلنا و الحمد لله الذي عافانا و منهم عبد الله بن مسعود و عمار بن ياسر فقال النبي ص إن من أمتي رجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي وَ يَقُولُونَ طاعَةٌ يعني به المنافقين و قيل المسلمين الذين حكي عنهم أنهم يخشون الناس كخشية الله. و قال البيضاوي طاعَةٌ أي أمرنا طاعة أو منا طاعة فَإِذا بَرَزُوا أي خرجوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ أي زورت خلاف ما قلت لها أو ما قالت لك من القبول و ضمان الطاعة. قوله تعالى وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ قال الطبرسي رحمه الله نزلت في عياش بن

   أبي ربيعة المخزومي أخي أبي جهل لأمه لأنه كان أسلم و قتل بعد إسلامه رجلا مسلما و هو لا يعلم بإسلامه و المقتول الحارث بن يزيد أبو أنيسة العامري عن مجاهد و عكرمة و السدي قال قتله بالحرة بعد الهجرة و كان أحد من رده عن الهجرة و كان يعذب عياشا مع أبي جهل و هو المروي عن أبي جعفر ع و قيل نزلت في رجل قتله أبو الدرداء كانوا في سرية فعدل أبو الدرداء إلى شعب يريد حاجة فوجد رجلا من القوم في غنم له فحمل عليه بالسيف فقال لا إله إلا الله فبدر فضربه حتى جاء بغنمه إلى القوم ثم وجد في نفسه شيئا فأتى رسول الله ص فذكر له ذلك فقال له رسول الله ص أ لا شققت عن قلبه و قد أخبرك بلسانه فلم تصدقه قال كيف بي يا رسول الله قال فكيف بلا إله إلا الله قال أبو درداء فتمنيت أن ذلك اليوم مبتدأ إيماني فنزلت الآية عن ابن زيد. قوله تعالى وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً قال رحمه الله نزلت في مقيس بن صبابة الكناني وجد أخاه هشاما قتيلا في بني النجار فذكر ذلك لرسول الله ص فأرسل معه قيس بن هلال الفهري و قال له قل لبني النجار إن علمتم قاتل هشام فادفعوه إلى أخيه ليقتص منه و إن لم تعلموا فادفعوا إليه ديته فبلغ الفهري الرسالة فأعطوه الدية فلما انصرف و معه الفهري وسوس إليه الشيطان فقال ما صنعت شيئا أخذت دية أخيك فيكون سبة عليك اقتل الذي معك لتكون نفس بنفس و الدية فضل فرماه بصخرة فقتله و ركب بعيرا و رجع إلى مكة كافرا و أنشد يقول   

قتلت به فهرا و حملت عقله سراة بني النجار أرباب فارع‏فأدركت ثاري و اضطجعت موسدا و كنت إلى الأوثان أول راجع.

 فقال النبي ص لا أؤمنه في حل و لا حرم فقتل يوم الفتح رواه الضحاك و جماعة من المفسرين. و قال رحمه الله في قوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ نزلت في بني أبيرق كانوا ثلاثة إخوة بشر و بشير و مبشر و كان بشير يكنى أبا طعمة و كان يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله ص ثم يقول قاله فلان و كانوا أهل حاجة في الجاهلية و الإسلام فنقب أبو طعمة على علية رفاعة بن زيد و أخذ له طعاما و سيفا و درعا فشكا ذلك إلى ابن أخيه قتادة بن النعمان و كان قتادة بدريا فتحسسا في الدار و سألا أهل الدار في ذلك فقال بنو أبيرق و الله ما صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجل ذو حسب و نسب فأصلت عليهم لبيد بن سهل سيفه و خرج إليهم و قال يا بني أبيرق أ ترمونني بالسرقة و أنتم أولى بها مني و أنتم المنافقون تهجون رسول الله ص و تنسبون ذلك إلى قريش لتبينن ذلك أو لأضعن سيفي فيكم فداروه و أتى قتادة رسول الله ص فقال يا رسول الله إن أهل بيت منا أهل بيت سوء عدوا على عمي فخرقوا علية له من ظهرها و أصابوا له طعاما و سلاحا فقال رسول الله ص انظروا في شأنكم فلما سمع بذلك رجل من بطنهم الذي هم منه يقال له أسيد بن عروة جمع رجالا من أهل الدار ثم انطلق إلى رسول الله ص فقال إن قتادة بن النعمان و عمه عمدا إلى أهل بيت منا لهم حسب و نسب و صلاح و أنبوهم بالقبيح و قالوا لهم ما لا ينبغي و انصرف فلما أتى قتادة رسول الله ص بعد ذلك ليكلمه جبهه رسول الله ص جبها شديدا و قال عمدت إلى أهل بيت لهم حسب و نسب تؤنبهم بالقبيح و تقول ما لا ينبغي قال فقام  قتادة من عند رسول الله ص و رجع إلى عمه فقال ليتني مت و لم أكن كلمت رسول الله ص فقد قال لي ما كرهت فقال عمه رفاعة الله المستعان فنزلت الآيات إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ إلى قوله إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ فبلغ بشيرا ما نزل فيه من القرآن فهرب إلى مكة و ارتد كافرا فنزل على سلافة بنت سعد بن شهيد و كانت امرأة من الأوس من بني عمرو بن عوف نكحت في بني عبد الدار فهجاها حسان فقال

و قد أنزلته بنت سعد و أصبحت ينازعها جلد استها و تنازعه‏ظننتم بأن يخفى الذي قد صنعتم و فينا نبي عندنا الوحي واضعه

. فحملت رحله على رأسها و ألقته في الأبطح و قالت ما كنت تأتيني بخير أهديت إلي شعر حسان هذا قول مجاهد و قتادة و عكرمة و ابن جريح إلا أن قتادة و عكرمة قالا إن بني أبيرق طرحوا ذلك على يهودي يقال له زيد بن السمين فجاء اليهودي إلى رسول الله ص و جاء بنو أبيرق إليه و كلموه أن يجادل عنهم فهم رسول الله ص أن يفعل و أن يعاقب اليهودي فنزلت الآية و به قال ابن عباس و قال الضحاك نزلت في رجل من الأنصار استودع درعا فجحد صاحبها فخونه رجال من أصحاب رسول الله ص فغضب له قومه و قالوا يا نبي الله خون صاحبنا و هو مسلم أمين فعذره النبي ص و ذب عنه و هو يرى أنه بري‏ء مكذوب عليه فأنزل الله فيه الآيات و اختار الطبري هذا الوجه قال لأن الخيانة إنما تكون في الوديعة لا في السرقة. قوله تعالى وَ لا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ أي لأجلهم و الذب عنهم. قوله يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ أي يخونونها فإن وبال خيانتهم يعود إليهم أو جعل المعصية خيانة لها. قوله تعالى إِذْ يُبَيِّتُونَ أي يدبرون و يزورون ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ  من رمي البري‏ء و الحلف الكاذب و شهادة الزور. أقول قد مر بعض الكلام في تلك الآيات في باب العصمة. قوله تعالى لا خَيْرَ قال الطبرسي قدس الله روحه قيل نزلت في بني أبيرق و قد مضت قصتهم عن أبي صالح عن ابن عباس و قيل نزلت في وفد ثقيف قدموا على رسول الله ص و قالوا يا محمد جئناك نبايعك على أن لا تكسر أصناما بأيدينا و على أن نتمتع باللات و العزى سنة فلم يجبهم إلى ذلك و عصمه الله منه عن ابن عباس. و قال في قوله تعالى وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ قيل نزلت في شأن ابن أبيرق سارق الدرع و لما أنزل الله في تقريعه و تقريع قومه الآيات كفر و ارتد و لحق بالمشركين من أهل مكة ثم نقب حائطا للسرقة فوقع عليه الحائط فقتله عن الحسن و قيل إنه خرج من مكة نحو الشام فنزل منزلا و سرق بعض المتاع و هرب فأخذ و رمي بالحجارة حتى قتل عن الكلبي. قوله نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى أي نجعله واليا لما تولى من الضلال و نخلي بينه و بين ما اختاره. قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا قال الطبرسي رحمه الله قيل في معناه أقوال أحدها أنه عنى به أن الذين آمنوا بموسى ع ثم كفروا بعبادة العجل و غير ذلك ثُمَّ آمَنُوا يعني النصارى بعيسى ع ثُمَّ كَفَرُوا به ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً بمحمد ص عن قتادة. و ثانيها أن المراد آمنوا بموسى ع ثم كفروا بعده ثم آمنوا بعزير ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفرا بمحمد ص عن الزجاج و الفراء. و ثالثها أنه عنى به طائفة من أهل الكتاب أرادوا تشكيك نفر من أصحاب  رسول الله ص فكانوا يظهرون الإيمان بحضرتهم ثم يقولون قد عرضت لنا شبهة في أمره و نبوته فيظهرون الكفر ثم يظهرون الإيمان ثم يقولون عرضت لنا شبهة أخرى فيكفرون ثم ازدادوا الكفر عليه إلى الموت عن الحسن و ذلك معنى قوله تعالى وَ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَ اكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. و رابعها أن المراد به المنافقون آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ثم ماتوا على كفرهم عن مجاهد و ابن زيد و قال ابن عباس دخل في هذه الآية كل منافق كان في عهد النبي ص في البحر و البر. قوله الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ قال البيضاوي أي ينتظرون وقوع أمر بكم أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ مظاهرين لكم فأسهموا لنا فيما غنمتم أي نصيب من الحرب قالُوا أي للكفرة أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ أ لم نغلبكم و نتمكن من قتلكم فأبقينا عليكم وَ نَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بأن أخذلناهم بتخييل ما ضعفت به قلوبهم و توانينا في مظاهرتهم فأشركونا فيما أصبتم. قوله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ

 قال الطبرسي رحمه الله قال الباقر ع و جماعة من المفسرين إن امرأة من خيبر ذات شرف بينهم زنت مع رجل من أشرافهم و هما محصنان فكرهوا رجمهما فأرسلوا إلى يهود المدينة و كتبوا لهم أن يسألوا النبي ص عن ذلك طمعا في أن يأتي لهم برخصة فانطلق قوم منهم كعب بن الأشرف و كعب بن أسيد و شعبة بن عمرو و مالك بن الضيف و كنانة بن أبي الحقيق و غيرهم فقالوا يا محمد أخبرنا عن الزانية و الزاني إذا أحصنا ما حدهما فقال و هل ترضون بقضائي في ذلك قالوا نعم فنزل جبرئيل ع بالرجم فأخبرهم بذلك فأبوا أن يأخذوا به فقال جبرئيل اجعل بينك و بينهم  ابن صوريا وصفه له فقال النبي ص هل تعرفون شابا أمرد أبيض أعور سكن فدك يقال له ابن صوريا قالوا نعم قال فأي رجل هو فيكم قالوا أعلم يهودي على وجه الأرض بما أنزل الله على موسى قال فأرسلوا إليه ففعلوا فأتاهم عبد الله بن صوريا فقال له النبي إني أنشدك الله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى و فلق لكم البحر فأنجاكم و أغرق آل فرعون و ظلل عليكم الغمام و أنزل عليكم المن و السلوى هل تجدون في كتابكم الرجم على من أحصن قال ابن صوريا نعم و الذي ذكرتني به لو لا خشية أن يحرقني رب التوراة إن كذبت أو غيرت ما اعترفت لك و لكن أخبرني كيف هي في كتابك يا محمد قال إذا شهد أربعة رهط عدول أنه قد أدخله فيها كما يدخل الميل في المكحلة وجب عليه الرجم فقال ابن صوريا هكذا أنزل الله في التوراة على موسى فقال له النبي فما ذا كان أول ما ترخصتم به أمر الله قال كنا إذا زنى الشريف تركناه و إذا زنى الضعيف أقمنا عليه الحد فكثر الزنى في أشرافنا حتى زنى ابن عم ملك لنا فلم نرجمه ثم زنى رجل آخر فأراد رجمه فقال له قومه لا حتى ترجم فلانا يعنون ابن عمه فقلنا تعالوا نجتمع فلنضع شيئا دون الرجم يكون على الشريف و الوضيع فوضعنا الجلد و التحميم و هو أن يجلدا أربعين جلدة ثم يسود وجوههما ثم يحملان على حمارين و يجعل وجوههما من قبل دبر الحمار و يطاف بهما فجعلوا هذا مكان الرجم فقالت اليهود لابن صوريا ما أسرع ما أخبرته به و ما كنت لما أثنينا عليك بأهل و لكنك كنت غائبا فكرهنا أن نغتابك فقال إنه أنشدني بالتوراة و لو لا ذلك لما أخبرته به فأمر بهما النبي ص فرجما عند باب مسجده و قال أنا أول من أحيا أمرك إذا أماتوه فأنزل الله سبحانه فيه يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ فقام ابن صوريا فوضع يديه على ركبتي رسول  الله ص ثم قال هذا مقام العائذ بالله و بك أن تذكر لنا الكثير الذي أمرت أن تعفو عنه فأعرض النبي ص عن ذلك ثم سأله ابن صوريا عن نومه فقال تنام عيناي و لا ينام قلبي فقال صدقت فأخبرني عن شبه الولد بأبيه ليس فيه من شبه أمه شي‏ء أو بأمه ليس فيه من شبه أبيه شي‏ء فقال أيهما علا و سبق ماؤه ماء صاحبه كان الشبه له قال صدقت فأخبرني ما للرجل من الولد و ما للمرأة منه قال فأغمي على رسول الله ص طويلا ثم خلي عنه محمرا وجهه يفيض عرقا فقال اللحم و الدم و الظفر و الشعر للمرأة و العظم و العصب و العروق للرجل قال له صدقت أمرك أمر نبي فأسلم ابن صوريا عند ذلك و قال يا محمد من يأتيك من الملائكة قال جبرئيل قال صفه لي فوصفه له النبي ص فقال أشهد أنه في التوراة كما قلت و أنك رسول الله حقا فلما أسلم ابن صوريا وقعت فيه اليهود و شتموه فلما أرادوا أن ينهضوا تعلقت بنو قريظة ببني النضير فقالوا يا محمد إخواننا بنو النضير أبونا واحد و ديننا واحد و نبينا واحد إذا قتلوا منا قتيلا لم يفدونا و أعطونا ديته سبعين وسقا من تمر و إذا قتلنا منهم قتيلا قتلوا القاتل و أخذوا منا الضعف مائة و أربعين وسقا من تمر و إن كان القتيل امرأة قتلوا بها الرجل منا و بالرجل منهم الرجلين منا و بالعبد الحر منا و جراحاتنا على النصف من جراحاتهم فاقض بيننا و بينهم فأنزل الله في الرجم و القصاص الآيات

قوله تعالى سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ قال البيضاوي خبر محذوف أي هم سماعون و الضمير للفريقين أو للذين يسارعون و يجوز أن يكون مبتدأ و من الذين خبره و اللام في للكذب إما مزيدة أو لتضمين معنى القبول أي قابلون لما تفتريه الأحبار أو للعلة و المفعول محذوف أي سماعون كلامك ليكذبوا عليك فيه سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ أي لجمع آخر من اليهود لم  يحضروا مجلسك و تجافوا عنك تكبرا أو إفراطا في البغضاء و المعنى على الوجهين أي مصغون لهم قابلون كلامهم أو سماعون منك لأجلهم و للإنهاء إليهم و يجوز أن يتعلق اللام بالكذب لأن سماعون الثاني مكرر للتأكيد أي سماعون ليكذبوا لقوم آخرين يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها إما لفظا بإهماله أو تغيير وصفه و إما معنى بحمله على غير المراد و إجرائه في غير مورده يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ أي إن أوتيتم هذا المحرف فاقبلوه و اعملوا به وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ بل أفتاكم محمد بخلافه فَاحْذَرُوا أي فاحذروا قبول ما أفتاكم به وَ كَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ تعجيب من تحكيمهم من لا يؤمنون به و الحال أن الحكم منصوص عليه في الكتاب الذي هو عندهم و تنبيه على أنهم ما قصدوا بالتحكيم معرفة الحق و إنما طلبوا به ما يكون أهون عليهم ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ثم يعرضون عن حكمك الموافق لكتابهم بعد التحكيم الَّذِينَ أَسْلَمُوا صفة أجريت على النبيين مدحا لهم و تنويها بشأن المؤمنين و تعريضا باليهود لِلَّذِينَ هادُوا متعلق بأنزل أو بيحكم بِمَا اسْتُحْفِظُوا بسبب أمر الله إياهم بأن يحفظوا كتابه من التضييع و التحريف وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ رقباء لا يتركون أن يغيروا أو يبينون ما يخفى منه كما فعل ابن صوريا عَمَّا جاءَكَ أي منحرفا عما جاءك شِرْعَةً شريعة و هي الطريقة إلى الماء شبه بها الدين وَ مِنْهاجاً و طريقا واضحا أُمَّةً واحِدَةً جماعة متفقة على دين واحد في جميع الأعصار من غير نسخ. قوله تعالى وَ أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ قال الطبرسي إنما كرر سبحانه الأمر بالحكم بينهم لأمرين أحدهما أنهما حكمان أمر بهما جميعا لأنهم احتكموا إليه في زنى المحصن ثم احتكموا إليه في قتيل كان بينهم عن جماعة من المفسرين و هو المروي عن أبي جعفر ع. و الثاني أن الأمر الأول مطلق و الثاني يدل على أنه منزل وَ احْذَرْهُمْ  أَنْ يَفْتِنُوكَ

 فيه قولان أحدهما احذرهم أن يضلوك عن ذلك إلى ما يهوون من الأحكام بأن يطمعوك منهم في الإجابة إلى الإسلام عن ابن عباس. و الثاني احذرهم أن يضلوك بالكذب على التوراة أنه ليس كذلك الحكم فيها فإني قد بينت لك حكمها. و قال البيضاوي روي أن أحبار اليهود قالوا اذهبوا بنا إلى محمد ص لعلنا نفتنه عن دينه فقالوا يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود و إن اتبعناك اتبعك اليهود كلهم و إن بيننا و بين قومنا خصومة فتحكم لنا عليهم و نحن نؤمن بك و نصدقك فأبى ذلك رسول الله ص فنزلت. أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ قيل نزلت في بني قريظة و النضير طلبوا رسول الله ص أن يحكم بما كان يحكم به أهل الجاهلية من التفاضل بين القتلى. قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا قال الطبرسي رحمه الله قيل كان رفاعة بن زيد بن التابوت و سويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا و كان رجال من المسلمين يوادونهم فنزلت الآية عن ابن عباس. و قال في قوله اتَّخَذُوها هُزُواً وَ لَعِباً قيل في معناه قولان أحدهما أنهم كانوا إذا أذن المؤذن للصلاة تضاحكوا فيما بينهم و تغامزوا على طريق السخف و المجون تجهيلا لأهلها و تنفيرا للناس عنها و عن الداعي إليها و الآخر أنهم كانوا يرون المنادي إليها بمنزلة اللاعب الهاذي بفعلها جهلا منهم بمنزلتها قال السدي كان رجل من النصارى بالمدينة فسمع المؤذن ينادي أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله فقال حرق الكاذب فدخلت خادمة له ليلة بنار و هو  نائم و أهله فسقطت شررة فاحترق هو و أهله و احترق البيت. قوله تعالى هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا أي تنكرون منا و تعيبون بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً أي بشر مما نقمتم من أيماننا جزاء أي إن كان ذلك عندكم شرا فأنا أخبركم بشر منه عاقبة أو بشر من الذين طعنتم عليهم من المسلمين على الإنصاف في المخاصمة و المظاهرة في الحجاج وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ عطف على قوله لَعَنَهُ اللَّهُ و قال الفراء تأويله و من جعل منهم القردة و من عبد الطاغوت. وَ إِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا قال البيضاوي نزلت في يهود نافقوا رسول الله أو في عامة المنافقين وَ قَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَ هُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ أي يخرجون من عندك كما دخلوا لا يؤثر فيهم ما سمعوا منك. قوله تعالى مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ قال الطبرسي أي من هؤلاء قوم معتدلون في العمل من غير غلو و لا تقصير قال الجبائي و هم الذين أسلموا منهم و تابعوا النبي ص و هو المروي في تفسير أهل البيت و قيل يريد به النجاشي و أصحابه و قيل إنهم قوم لم يناصبوا النبي ص مناصبة هؤلاء حكاه الزجاج و يحتمل أن يكون أراد به من يقر منهم بأن المسيح عبد الله و لا يدعي فيه الإلهية. و قال في قوله لَسْتُمْ عَلى شَيْ‏ءٍ قال ابن عباس جاء جماعة من اليهود إلى رسول الله ص فقالوا له أ لست تقر أن التوراة من عند الله قال بلى قالوا فإنا نؤمن بها و لا نؤمن بما عداها فنزلت الآية. و في قوله تعالى لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ اختلف في نزولها

 فقيل سأل الناس رسول الله ص حتى أخفوه بالمسألة فقام مغضبا خطيبا فقال سلوني فو الله لا تسألوني عن شي‏ء إلا بينته لكم فقام رجل من بني سهم يقال له عبد الله بن حذافة و كان يطعن في نسبه فقال يا نبي الله من أبي فقال أبوك حذافة بن قيس فقام إليه رجل آخر فقال يا رسول الله أين أبي فقال في النار فقام عمر و قبل رجل  رسول الله ص و قال إنا يا رسول الله ص حديثو عهد بجاهلية و شرك فاعف عنا عفا الله عنك فسكن غضبه فقال أما و الذي نفسي بيده لقد صورت لي الجنة و النار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير و الشر عن الزهري و قتادة عن أنس و قيل كان قوم يسألون رسول الله ص استهزاء مرة و امتحانا مرة فيقول له بعضهم من أبي و يقول الآخر أين أبي و يقول الآخر إذا ضلت ناقته أين ناقتي فأنزل الله عز و جل هذه الآية عن ابن عباس

 و قيل خطب رسول الله ص فقال إن الله كتب عليكم الحج فقام عكاشة بن محصن و يروى سراقة بن مالك فقال أ في كل عام يا رسول الله فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلاثا فقال رسول الله ص ويحك و ما يؤمنك أن أقول نعم و الله و لو قلت نعم لوجبت و لو وجبت ما استطعتم و لو تركتم كفرتم فاتركوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشي‏ء فأتوا منه ما استطعتم و إذا نهيتكم عن شي‏ء فاجتنبوه

عن علي بن أبي طالب ع و أبي أمامة الباهلي و قيل نزلت حين سألوا رسول الله ص عن البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحامي عن مجاهد. و في قوله قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ فيه أقوال أحدها أنهم قوم عيسى ع سألوه إنزال المائدة ثم كفروا بها عن ابن عباس. و ثانيها أنهم قوم صالح و ثالثها قريش حين سألوا النبي ص أن يحول الصفا ذهبا و رابعها أنهم كانوا سألوا النبي ص عن مثل هذه الأشياء يعني من أبي و نحوه فلما أخبرهم بذلك قالوا ليس الأمر كذلك فكفروا به فيكون على هذا نهيا عن سؤال النبي ص عن أنساب الجاهلية لأنهم لو سألوا عنها ربما ظهر الأمر فيها على خلاف حكمهم فيحملهم ذلك على تكذيبه عن الجبائي. و قال رحمه الله في قوله تعالى شَهادَةُ بَيْنِكُمْ سبب نزول هذه الآية أن ثلاثة نفر خرجوا من المدينة تجارا إلى الشام تميم بن أوس الداري و أخوه  عدي و هما نصرانيان و ابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص السهمي و كان مسلما حتى إذا كانوا ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصية بيده و دسها في متاعه و أوصى إليهما و دفع المال إليهما و قال أبلغا هذا أهلي فلما مات فتحا المتاع و أخذا ما أعجبهما منه ثم رجعا بالمال إلى الورثة فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما كان خرج به صاحبهم فنظروا إلى الوصية فوجدوا المال فيها تاما فكلموا تميما و صاحبه فقالا لا علم لنا به و ما دفعه إلينا أبغلناه كما هو فرفعوا أمرهم إلى النبي ص فنزلت الآية عن الواقدي عن أسامة بن زيد عن أبيه و عن جماعة المفسرين و هو المروي عن أبي جعفر ع قالوا فلما نزلت الآية الأولى صلى رسول الله ص العصر و دعا بتميم و عدي فاستحلفهما عند المنبر بالله ما قبضنا له غير هذا و لا كتمناه و خلى رسول الله ص سبيلهما ثم اطلع على إناء من فضة منقوش بذهب معهما فقالوا هذا من متاعه فقالا اشتريناه منه و نسينا أن نخبركم به فرفعوا أمرهما إلى رسول الله ص فنزل قوله فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إلى آخره فقام رجلان من أولياء الميت أحدهما عمرو بن العاص و الآخر المطلب بن أبي وداعة السهمي فحلفا بالله أنهما خانا و كذبا فدفع الإناء إليهما و إلى أولياء الميت و كان تميم الداري بعد ما أسلم يقول صدق الله و صدق رسوله أنا أخذت الإناء فأتوب إلى الله و أستغفره. و قال رحمه الله في قوله تعالى وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ

 روى الثعلبي بإسناده عن عبد الله بن مسعود قال مر الملأ من قريش على رسول الله ص و عنده صهيب و خباب و بلال و عمار و غيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا يا محمد أ رضيت بهؤلاء من قومك أ فنحن نكون تبعا لهم أ هؤلاء الذين من الله عليهم اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم اتبعناك فأنزل الله تعالى وَ لا تَطْرُدِ إلى آخره و قال سلمان و خباب فينا نزلت هذه الآية جاء الأقرع بن حابس التميمي و عيينة  بن حصن الفزاري و ذووهم من المؤلفة قلوبهم فوجدوا النبي ص قاعدا مع بلال و صهيب و عمار و خباب في ناس من ضعفاء المؤمنين فحقروهم فقالوا يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتى نخلو بك فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن يرونا مع هؤلاء الأعبد ثم إذا انصرفنا فإن شئت فأعدهم إلى مجلسك فأجابهم النبي ص إلى ذلك فقالا له اكتب لنا بهذا على نفسك كتابا فدعا بصحيفة و أحضر عليا ع ليكتب قال و نحن قعود في ناحية إذ نزل جبرئيل ع بقوله وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ إلى قوله أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ فنحى رسول الله ص الصحيفة و أقبل علينا و دنونا منه و هو يقول كَتَبَ ربكم عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فكنا نقعد معه فإذا أراد أن يقوم قام و تركنا فأنزل الله وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ الآية قال فكان رسول الله ص يقعد معنا و يدنو حتى كادت ركبتنا تمس ركبته فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا و تركناه حتى يقوم و قال لنا الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا و معكم الممات

قوله تعالى ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ قال البيضاوي أي ليس عليك حساب إيمانهم فلعل إيمانهم عند الله كان أعظم من إيمان من تطردهم بسؤالهم طمعا في إيمانهم لو آمنوا و ليس عليك اعتبار بواطنهم و قيل ما عليك من حساب رزقهم أي من فقرهم و قيل الضمير للمشركين أي لا تؤاخذ بحسابهم و لا هم بحسابك حتى يهمك إيمانهم بحيث تطرد المؤمنين طمعا فيه وَ كَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ أي و مثل ذلك الفتن و هو اختلاف أحوال الناس في أمر الدنيا فَتَنَّا أي ابتلينا بعضهم ببعض في أمر الدين فقدمنا هؤلاء الضعفاء على أشراف قريش بالسبق إلى الإيمان. و قال الطبرسي في قوله تعالى وَ إِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ اختلف فيمن  نزلت هذه الآية فقيل نزلت في الذين نهى الله عز و جل نبيه عن طردهم

و كان النبي ص إذا رآهم بدأهم بالسلام و قال الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام

عن عكرمة و قيل نزلت في جماعة من الصحابة منهم حمزة و جعفر و مصعب بن عمير و عمار و غيرهم عن عطاء و قيل نزلت في التائبين و هو المروي عن أبي عبد الله ع. و قال في قوله تعالى وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية فقيل نزلت في مسيلمة حيث ادعى النبوة إلى قوله وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ‏ءٌ و قوله وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ في عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه كان يكتب الوحي للنبي ص فكان إذا قال له اكتب عَلِيماً حَكِيماً كتب غفورا رحيما و إذا قال له اكتب غَفُوراً رَحِيماً كتب عليما حكيما و ارتد و لحق بمكة و قال إني أنزل مثل ما أنزل الله عن عكرمة و ابن عباس و مجاهد و السدي و إليه ذهب الفراء و الزجاج و الجبائي و هو المروي عن أبي جعفر ع و قال قوم نزلت في ابن أبي سرح خاصة و قال قوم نزلت في مسيلمة خاصة وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ قيل المراد به عبد الله بن سعد بن أبي سرح أملى عليه رسول الله ص ذات يوم وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ إلى قوله ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فجرى على لسان ابن أبي سرح فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ فأملاه عليه و قال هكذا أنزل فارتد عدو الله و قال إن كان محمد صادقا فلقد أوحي إلي كما أوحي إليه و لئن كان كاذبا فلقد قلت كما قال و ارتد عن الإسلام و هدر رسول الله ص دمه فلما كان يوم الفتح جاء به عثمان و قد أخذ بيده و رسول الله ص في المسجد فقال يا رسول الله اعف عنه فسكت رسول الله ص ثم أعاد فسكت ثم أعاد فقال هو لك فلما مر قال رسول الله ص لأصحابه أ لم أقل من رآه فليقتله فقال  عبد الله بن بشر كانت عيني إليك يا رسول الله أن تشير إلي فأقتله فقال ص الأنبياء لا يقتلون بالإشارة. قوله تعالى وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا قال الطبرسي نور الله ضريحه اختلف في المعني به فقيل هو بلعام بن باعور عن ابن عباس و ابن مسعود و أبي حمزة الثمالي قال أبو حمزة و بلغنا أيضا و الله أعلم أنه أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر و روي ذلك عن جماعة و كان قصته أنه قد قرأ الكتب و علم أنه سبحانه مرسل رسولا في ذلك الوقت و رجا أن يكون هو ذلك الرسول فلما أرسل محمد ص حسده و مر على قتلى بدر فسأل عنهم فقيل قتلهم محمد فقال لو كان نبيا ما قتل أقرباءه و استنشد رسول الله ص أخته شعره بعد موته فأنشدته

لك الحمد و النعماء و الفضل ربنا و لا شي‏ء أعلى منك جدا و أمجدمليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه و تسجد

. و هي قصيدة طويلة حتى أتت على آخرها ثم أنشدته قصيدته التي فيها

وقف الناس للحساب جميعا فشقي معذب و سعيد

. و التي فيها

عند ذي العرش يعرضون عليه يعلم الجهر و السرار الخفيايوم يأتي الرحمن و هو رحيم إنه كان وعده مأتيارب إن تعف فالمعافاة ظني أو تعاقب فلم تعاقب بريا

. فقال رسول الله ص آمن شعره و كفر قلبه و أنزل الله فيه قوله وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ الآية.  و قيل إنه أبو عامر النعمان بن صيفي الراهب الذي سماه النبي ص الفاسق كان قد ترهب في الجاهلية و لبس المسوح فقدم المدينة فقال للنبي ص ما هذا الذي جئت به قال جئت بالحنيفية دين إبراهيم قال فأنا عليها فقال ص لست عليها لكنك أدخلت فيها ما ليس منها فقال أبو عامر أمات الله الكاذب منا طريدا وحيدا فخرج إلى الشام و أرسل إلى المنافقين أن استعدوا السلاح ثم أتى قيصر و أتى بجند ليخرج النبي ص من المدينة فمات بالشام طريد وحيدا عن سعيد بن المسيب و قيل المعني به منافقو أهل الكتاب الذين كانوا يعرفون النبي ص كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ

 و قال أبو جعفر ع الأصل في ذلك بلعم ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على هدى الله من أهل القبلة

و قال رحمه الله في قوله تعالى لا تَخُونُوا اللَّهَ قال عطا سمعت جابر بن عبد الله يقول إن أبا سفيان خرج من مكة فأتى جبرئيل النبي ص فقال إن أبا سفيان في مكان كذا و كذا فاخرجوا إليه و اكتموا قال فكتب إليه رجل من المنافقين أن محمدا يريدكم فخذوا حذركم فأنزل الله هذه الآية و قال السدي كانوا يسمعون الشي‏ء من النبي ص فيفشونه حتى يبلغ المشركين و قال الكلبي و الزهري نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري و ذلك أن رسول الله ص حاصر يهود قريظة إحدى و عشرين ليلة فسألوا رسول الله ص الصلح على ما صالح إخوانهم من بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم إلى أذرعات و أريحا من أرض الشام فأبى أن يعطيهم ذلك رسول الله ص إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فقالوا أرسل إلينا أبا لبابة و كان مناصحا لهم لأن عياله و ولده و ماله كانت عندهم فبعثه رسول الله ص فأتاهم فقالوا ما ترى يا أبا لبابة أ ننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه أنه الذبح فلا تفعلوا فأتاه جبرئيل فأخبره بذلك قال أبو لبابة فو الله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت الله و رسوله فنزلت الآية فيه فلما نزلت شد  نفسه على سارية من سواري المسجد و قال و الله لا أذوق طعاما و لا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما و لا شرابا حتى خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له يا أبا لبابة قد تيب عليك فقال لا و الله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله ص هو الذي يحلني فجاءه فحله بيده ثم قال أبو لبابة إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب و أن انخلع من مالي فقال النبي ص يجزيك الثلث أن تتصدق به و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع. و قال في قوله تعالى ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا أي بالدخول و اللزوم أو باستصلاحها و رم ما استرم منها أو بأن يكونوا من أهلها مَساجِدَ اللَّهِ قيل المراد به المسجد الحرام خاصة و قيل عامة في كل المساجد. أقول سيأتي في كتاب أحوال أمير المؤمنين ع أن قوله تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ إلى آخر الآية نزلت في أمير المؤمنين ع و عباس و طلحة بن شيبة حين افتخروا فقال طلحة أنا صاحب البيت و بيدي مفتاحه و قال عباس أنا صاحب السقاية

 و قال علي ع ما أدري ما تقولان لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس و أنا صاحب الجهاد

فنزلت. و قال رحمه الله في قوله تعالى يُرِيدُونَ أي اليهود و النصارى أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ و هو القرآن و الإسلام أو الدلالة و البرهان. و في قوله بِالْباطِلِ أي يأخذون الرشا على الحكم وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أي يمنعون غيرهم عن اتباع الإسلام. أقول قد مر تفسير النسي‏ء في باب ولادته ص. قوله تعالى وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ

 قال الطبرسي عن أبي سعيد الخدري قال بينا رسول الله ص يقسم قسما و قال ابن عباس كانت غنائم هوازن يوم  حنين إذ جاءه ابن أبي الخويصرة التميمي و هو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال اعدل يا رسول الله فقال ويلك و من يعدل إذا لم أعدل فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه فقال النبي ص دعه فإن له أصحابا يحتقر أحدكم صلاته عند صلاتهم و صيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شي‏ء ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شي‏ء ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شي‏ء قد سبق الفرث و الدم آيتهم رجل أسود في إحدى ثدييه أو قال إحدى ثديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على فترة من الناس

و في حديث آخر فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم فنزلت الآية قال أبو سعيد الخدري أشهد أني سمعت هذا من رسول الله ص و أشهد أن عليا ع حين قتلهم و أنا معه جي‏ء بالرجل على النعت الذي نعته رسول الله ص رواه الثعلبي بالإسناد في تفسيره و قال الكلبي نزلت في المؤلفة قلوبهم و هم المنافقون قال رجل منهم يقال له ابن الحواظ لم تقسم بالسوية فأنزل الله الآية و قال الحسن أتاه رجل و هو يقسم فقال أ لست تزعم أن الله أمرك أن تضع الصدقات في الفقراء و المساكين قال بلى قال فما بالك تضعها في رعاة الغنم قال إن نبي الله موسى كان راعي غنم فلما ولى الرجل قال احذروا هذا و قال ابن زيد قال المنافقون ما يعطيها محمد إلا من أحب و لا يؤثر بها إلا هواه فنزلت الآية و قال أبو عبد الله ع أهل هذه الآية أكثر من ثلثي الناس يَلْمِزُكَ أي يعيبك و يطعن عليك. و قال رحمه الله في قوله تعالى وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ قيل نزلت في جماعة  من المنافقين منهم الخلاس بن سويد و شاس بن قيس و مخشي بن حمير و رفاعة بن عبد المنذر و غيرهم قالوا ما لا ينبغي فقال رجل منهم لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغ محمدا ما تقولون فيقع بنا قال الخلاس بل نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول فإن محمدا ع أذن سامعة فأنزل الله الآية. و قيل نزلت في رجل من المنافقين يقال له نبتل بن الحارث و كان رجلا أدلم أحمر العينين أسفع الخدين مشوه الخلقة و كان ينم حديث النبي ص إلى المنافقين فقيل له لا تفعل فقال إنما محمد أذن من حدثه شيئا صدقه نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا و هو الذي قال فيه النبي ص من أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث عن محمد بن إسحاق و غيره و قيل إنها نزلت في رهط من المنافقين تخلفوا عن غزاة تبوك فلما رجع رسول الله ص من تبوك أتوا المؤمنين يعتذرون إليهم من تخلفهم و يعتلون و يحلفون فنزلت عن مقاتل و قيل نزلت في خلاس بن سويد و غيره من المنافقين قالوا لئن كان ما يقول محمد حقا فنحن شر من الحمير و كان عندهم غلام من الأنصار يقال له عامر بن قيس فقال و الله إن ما يقول محمد حق و أنتم شر من الحمير ثم أتى النبي ص و أخبره فدعاهم فسألهم فحلفوا أن عامرا كذاب فنزلت الآية عن قتادة و السدي هُوَ أُذُنٌ معناه أنه يستمع إلى ما يقال له و يصغي إليه و يقبله. قوله تعالى وَ يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ أي عن الإنفاق أو عن الجهاد نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ أي تركوا طاعته فتركهم في النار أو ترك رحمتهم و إثابتهم بِخَلاقِهِمْ أي بنصيبهم و حظهم من الدنيا وَ خُضْتُمْ أي في الكفر و الاستهزاء.  أقول قد مر سبب نزول قوله تعالى يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا في باب إعجاز القرآن. قوله تعالى وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا أي بقتل النبي ص ليلة العقبة و التنفير بناقته أو بإخراجه من المدينة أو بالإفساد بين أصحابه. قوله تعالى وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ

 قال الطبرسي رحمه الله قيل نزلت في ثعلبة بن حاطب و كان من الأنصار قال للنبي ص ادع الله أن يرزقني مالا فقال يا ثعلبة قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه أ ما لك في رسول الله ص أسوة و الذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهبا و فضة لسارت ثم أتاه بعد ذلك فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا و الذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه فقال ص اللهم ارزق ثعلبة مالا قال فاتخذ غنما فنمت كما ينمي الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل واديا من أوديتها ثم كثرت نموا حتى تباعد من المدينة فاشتغل بذلك عن الجمعة و الجماعة و بعث رسول الله ص المصدق ليأخذ الصدقة فأبى و بخل و قال ما هذه إلا أخت الجزية فقال رسول الله ص يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة فأنزل الله الآيات

عن أبي أمامة الباهلي و روي ذلك مرفوعا و قيل إن ثعلبة أتى مجلسا من الأنصار فأشهدهم فقال لئن آتاني الله من فضله تصدقت منه و آتيت كل ذي حق حقه و وصلت منه القرابة فابتلاه الله فمات ابن عم له فورثه مالا و لم يف بما قال فنزلت الآيات عن ابن عباس و ابن جبير و قتادة و قيل نزلت في ثعلبة بن حاطب و معتب بن قشير و هما من بني عمرو بن عوف قالا لئن رزقنا الله مالا لنصدقن فلما رزقهما المال بخلا به عن الحسن و مجاهد و قيل نزلت في رجال من المنافقين نبتل بن الحارث و جد بن قيس و ثعلبة بن حاطب و معتب بن قشير عن الضحاك و قيل نزلت في حاطب بن أبي بلتعة كان له بالشام مال فأبطأ عليه و جهد لذلك جهدا شديدا فحلف لئن آتاه الله ذلك المال ليصدقن فآتاه  الله تعالى فلم يفعل عن الكلبي. و قال في قوله تعالى الَّذِينَ يَلْمِزُونَ أي يعيبون الْمُطَّوِّعِينَ أي المتطوعين بالصدقة وَ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ أي و يعيبون الذين لا يجدون إلا طاقتهم فيتصدقون بالقليل سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ أي جازاهم جزاء سخريتهم سَبْعِينَ مَرَّةً هو على المبالغة و ليس المراد العدد المخصوص فإن العرب تبالغ بالسبعة و السبعين. الْأَعْرابُ أي سكان البوادي أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً يريد الأعراب الذين كانوا حول المدينة و معناه أن سكان البوادي إذا كانوا كفارا أو منافقين فهم أشد كفرا من أهل الحضر لبعدهم عن مواضع العلم و عن استماع الحجج و بركات الوحي وَ أَجْدَرُ أي أحرى و أولى وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً أي و من منافقي الأعراب من يعد ما ينفق في الجهاد و في سبيل الخير غرما لحقه لأنه لا يرجو به ثوابا وَ يَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ أي و ينتظر بكم صروف الزمان و حوادث الأيام و العواقب المذمومة كانوا ينتظرون موت النبي ص ليرجعوا إلى دين المشركين عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ أي على هؤلاء المنافقين دائرة البلاء يعني أن ما ينتظرون بكم هو لاحق بهم و هم المغلوبون أبدا وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ أي يرغب بذلك في دعاء الرسول و استغفاره أَلا إِنَّها أي صلوات الرسول ص أو نفقتهم قُرْبَةٌ لَهُمْ تقربهم إلى ثواب الله. و قال في قوله تعالى وَ مِمَّنْ حَوْلَكُمْ أي من جملة من حول مدينتكم قيل إنهم جهينة و مزينة و أسلم و أشجع و غفار و كانت منازلهم حول المدينة وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أي منهم أيضا منافقون مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ أي مرنوا و تجرءوا عليه أو أقاموا عليه و لجوا فيه سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ أي في الدنيا بالفضيحة فإن النبي ص ذكر رجالا منهم و أخرجهم من المسجد يوم الجمعة في خطبته و قال

   اخرجوا إنكم منافقون و يعذبهم في القبر و قيل مرة في الدنيا بالقتل و السبي و مرة بعذاب القبر و قيل إنهم عذبوا بالجوع مرتين و قيل إحداهما أخذ الزكاة منهم و الأخرى عذاب القبر و قيل إحداهما غيظهم من الإسلام و الأخرى عذاب القبر و قيل إن الأولى إقامة الحدود عليهم و الأخرى عذاب القبر وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا قال أبو حمزة الثمالي بلغنا أنهم ثلاثة نفر من الأنصار أبو لبابة بن عبد المنذر و ثعلبة بن وديعة و أوس بن حذام تخلفوا عن رسول الله ص عند مخرجه إلى تبوك فلما بلغهم ما أنزل فيمن تخلف عن نبيه ص أيقنوا بالهلاك و أوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلم يزالوا كذلك حتى قدم رسول الله ص فسأل عنهم فذكر أنهم أقسموا لا يحلون أنفسهم حتى يكون رسول الله ص يحلهم فقال رسول الله ص و أنا أقسم لا أكون أول من حلهم إلا أن أؤمر فيهم بأمر فلما نزل عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ عمد رسول الله ص إليهم فحلهم فانطلقوا فجاءوا بأموالهم إلى رسول الله ص فقالوا هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فخذها و تصدق بها عنا فقال ص ما أمرت فيها بأمر فنزل خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً الآيات و قيل إنهم كانوا عشرة رهط منهم أبو لبابة عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس و قيل كانوا ثمانية منهم أبو لبابة و هلال و كردم و أبو قيس عن ابن جبير و زيد بن أسلم و قيل كانوا سبعة عن قتادة و قيل كانوا خمسة و روي عن أبي جعفر الباقر ع أنها نزلت في أبي لبابة و لم يذكر معه غيره و سبب نزولها فيه ما جرى منه في بني قريظة حين قال إن نزلتم على حكمه فهو الذبح و به قال مجاهد و قيل نزلت فيه خاصة حين تأخر عن النبي ص في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية على ما تقدم ذكره عن الزهري قال ثم قال أبو لبابة يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار  قومي التي أصبت فيها الذنب و أن أنخلع من مالي كله قال يجزيك يا أبا لبابة الثلث و في جميع الأقوال أخذ رسول الله ص ثلث أموالهم و ترك الثلثين لأن الله تعالى قال خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ و لم يقل خذ أموالهم. و قال في قوله تعالى ما كانَ لِلنَّبِيِّ في تفسير الحسن أن المسلمين قالوا للنبي ص أ لا تستغفر لآبائنا الذين ماتوا في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية و بين أنه لا ينبغي لنبي و لا مؤمن أن يدعو للكافر و يستغفر له. و في قوله تعالى وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً قيل مات قوم من المسلمين على الإسلام قبل أن تنزل الفرائض فقال المسلمون يا رسول الله إخواننا الذين ماتوا قبل الفرائض ما منزلتهم فنزل وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً الآية و قيل لما نسخ بعض الشرائع و قد غاب أناس و هم يعملون بالأمر الأول إذ لم يعلموا بالأمر الثاني مثل تحويل القبلة و غير ذلك و قد مات الأولون على الحكم الأول سئل النبي ص عن ذلك فأنزل الله الآية و بين أنه لا يعذب هؤلاء على التوجه إلى القبلة حتى يسمعوا بالنسخ و لا يعملوا بالناسخ فحينئذ يعذبهم وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ أي المنافقين مَنْ يَقُولُ على وجه الإنكار بعضهم لبعض أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ السورة إِيماناً و قيل معناه يقول المنافقون للمؤمنين الذين في إيمانهم ضعف أيكم زادته هذه إيمانا أي يقينا و بصيرة وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي شك و نفاق فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ أي نفاقا و كفرا إلى نفاقهم و كفرهم لأنهم يشكون فيها كما شكوا فيما تقدمها أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ أي يمتحنون فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أي دفعة أو دفعتين بالأمراض و الأوجاع أو بالجهاد مع رسول الله ص و ما يرون من نصرة الله رسوله و ما ينال أعداءه من القتل و السبي أو بالقحط و الجوع أو بهتك أستارهم و ما يظهر من خبث سرائرهم أو بالبلاء و الجلاء و منع القطر و ذهاب الثمار نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ يؤمون به هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ و إنما يفعلون ذلك لأنهم منافقون يحذرون أن

   يعلم بهم ثُمَّ انْصَرَفُوا عن المجلس أو عن الإيمان صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ عن الفوائد التي يستفيدها المؤمنون أو عن رحمته و ثوابه. قوله تعالى أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ. أقول قد مر تفسيره في كتاب الاحتجاج و قال في قوله وَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يريد أصحاب النبي ص الذين آمنوا به و صدقوه أعطوا القرآن و فرحوا بإنزاله وَ مِنَ الْأَحْزابِ يعني اليهود و النصارى و المجوس أنكروا بعض معانيه و ما يخالف أحكامهم و قيل الذين آتيناهم الكتاب هم الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام و أصحابه فرحوا بالقرآن لأنهم يصدقون به و الأحزاب بقية أهل الكتاب و سائر المشركين عن ابن عباس. و قال رحمه الله في قوله تعالى وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ نزلت في سلمان و أبي ذر و صهيب و عمار و خباب و غيرهم من فقراء أصحاب النبي ص و ذلك أن المؤلفة قلوبهم جاءوا إلى رسول الله ص عيينة بن حصن و الأقرع بن حابس و ذووهم فقالوا يا رسول الله إن جلست في صدر المجلس و نحيت عنا هؤلاء و روائح صنانهم و كانت عليهم جبات الصوف جلسنا نحن إليك و أخذنا عنك فما يمنعنا من الدخول عليك إلا هؤلاء فلما نزلت الآية قام النبي ص يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا و معكم الممات وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ أي احبس نفسك مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ أي يداومون على الصلوات و الدعاء عند الصباح و المساء يُرِيدُونَ وَجْهَهُ أي رضوانه و القربة إليه وَ لا تَعْدُ أي و لا تتجاوز عَيْناكَ عَنْهُمْ بالنظر إلى غيرهم من أبناء الدنيا تُرِيدُ  زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا في موضع الحال أي مريدا مجالسة أهل الشرف و الغنى و كان ص حريصا على إيمان العظماء من المشركين طمعا في إيمان أتباعهم و لم يمل إلى الدنيا و زينتها قط وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا أي جعلنا قلبه غافلا بتعريضه للغفلة أو نسبنا قلبه إلى الغفلة أو صادفناه غافلا أو جعلناه غفلا لم نسمه بسمة المؤمنين من قولهم أغفل فلان ماشيته إذا لم يسمها بسمة تعرف أو تركنا قلبه و خذلناه و خلينا بينه و بين الشيطان بتركه أمرنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ في شهواته و أفعاله وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً أي سرفا و إفراطا أو ضياعا و هلاكا وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ أي هذا القرآن أو ما آتيتكم به الحق من ربكم فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ هذا وعيد من الله سبحانه و إنذار. قوله تعالى وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ

 قال الطبرسي رحمه الله روى الضحاك عن ابن عباس قال لما نزلت الآية وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ قال عاصم بن عدي يا رسول الله إن رأى رجل منا مع امرأته رجلا فإن أخبر بما رأى جلد ثمانين و إن التمس أربعة شهداء كان الرجل قد قضى حاجته ثم مضى قال كذلك أنزلت الآية يا عاصم فخرج سامعا مطيعا فلم يصل إلى منزله حتى استقبله هلال بن أمية يسترجع فقال ما وراءك قال وجدت شريك بن سمحا على بطن امرأتي خولة فرجع إلى النبي ص فأخبره هلال بالذي كان فبعث إليها فقال ما يقول زوجك فقالت يا رسول الله إن ابن سمحا كان يأتينا فينزل بنا فيتعلم الشي‏ء من القرآن فربما تركه عندي و خرج زوجي فلا أدري أدركته الغيرة أم بخل علي بالطعام فأنزل الله تعالى آية اللعان و عن الحسن قال لما نزلت وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الآية قال سعد بن عبادة يا رسول الله أ رأيت إن رأى رجل مع امرأته رجلا فقتله يقتلونه و إن أخبر بما رأى جلد ثمانين أ فلا يضربه بالسيف فقال رسول الله كفى بالسيف شا أراد أن يقول  شاهدا ثم أمسك و قال لو لا أن يتتابع فيه السكران و الغيران

 و في رواية عكرمة عن ابن عباس قال سعد بن عبادة لو أتيت لكاع و قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء فو الله ما كنت لآتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من حاجته و يذهب و إن قلت ما رأيت إن في ظهري لثمانين جلدة فقال ص يا معشر الأنصار أ ما تسمعون إلى ما قال سيدكم فقالوا لا تلمه فإنه رجل غيور ما تزوج امرأة قط إلا بكرا و لا طلق امرأة له فاجترأ امرؤ منا أن يتزوجها فقال سعد بن عبادة يا رسول الله بأبي أنت و أمي و الله لأعترف أنها من الله و أنها حق و لكن عجبت من ذلك لما أخبرتك فقال ص فإن الله يأبى إلا ذاك فقال صدق الله و رسوله فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى جاء ابن عم له يقال له هلال بن أمية من حديقة له قد رأى رجلا مع امرأته فلما أصبح غدا إلى رسول الله ص فقال إني جئت أهلي عشاء فوجدت معها رجلا رأيته بعيني و سمعته بأذني فكره رسول الله ص حتى رأى الكراهة في وجهه فقال هلال إني لأرى الكراهة في وجهك و الله يعلم أني لصادق و أني لأرجو أن يجعل الله لي فرجا فهم رسول الله ص أن يضربه قال و اجتمعت الأنصار و قالوا ابتلينا بما قال سعد أ يجلد هلال و تبطل شهادته فنزل الوحي و أمسكوا عن الكلام حين عرفوا أن الوحي قد نزل فأنزل الله تعالى وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ الآيات فقال النبي ص أبشر يا هلال فإن الله قد جعل فرجا فقال قد كنت أرجو ذلك من الله تعالى فقال ص أرسلوا إليها فجاءت فلاعن بينهما فلما انقضى اللعان فرق بينهما و قضى أن الولد لها و لا يدعى لأب و لا يرمى ولدها ثم قال رسول الله ص إن جاءت به كذا و كذا فهو لزوجها و إن جاءت به كذا و كذا فهو للذي قيل فيه

و قال رحمه الله في قوله تعالى وَ يَقُولُونَ آمَنَّا قيل نزلت الآيات في رجل من المنافقين كان بينه و بين رجل من اليهود حكومة فدعاه اليهودي إلى رسول  الله ص و دعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف و حكى البلخي أنه كانت بين علي ع و عثمان منازعة في أرض اشتراها من علي ع فخرجت فيها أحجار و أراد ردها بالعيب فلم يأخذها فقال بيني و بينك رسول الله ص فقال الحكم بن أبي العاص إن حاكمته إلى ابن عمه حكم له فلا تحاكمه إليه فنزلت الآيات و هو المروي عن أبي جعفر ع أو قريب منه وَ إِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ أي و إن علموا أن الحق يقع لهم يَأْتُوا إلى النبي ص مسرعين طائعين منقادين مَرَضٌ أي شك في نبوتك و نفاق أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ أي يجور الله و رسوله عليهم في الحكم وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ لما بين الله سبحانه كراهتهم لحكمه قالوا للنبي ص و الله لو أمرتنا بالخروج من ديارنا و أموالنا لفعلنا فقال الله سبحانه وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ أي حلفوا بالله أغلظ أيمانهم و قدر طاقتهم أنك إن أمرتنا بالخروج في غزواتك لخرجنا قُلْ لهم لا تُقْسِمُوا أي لا تحلفوا و تم الكلام طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ أي طاعة حسنة للنبي ص خالصة صادقة أفضل و أحسن من قسمكم أو ليكن منكم طاعة. و قال رحمه الله في قوله تعالى الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ نزل في عبد الله بن سلام و تميم الداري و الجارود العبدي و سلمان الفارسي فإنهم لما أسلموا نزلت فيهم الآيات عن قتادة و قيل نزلت في أربعين رجلا من أهل الإنجيل كانوا مسلمين بالنبي ص قبل مبعثه اثنان و ثلاثون من الحبشة أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب وقت قدومه و ثمانية قدموا من الشام منهم بحيرا و أبرهة و الأشرف و عامر و أيمن و إدريس و نافع و تميم مِنْ قَبْلِهِ أي من قبل محمد ص أو من قبل القرآن مَرَّتَيْنِ مرة بتمسكهم بدينهم حتى أدركوا محمدا ص فآمنوا به و مرة بإيمانهم به.  و قال رحمه الله في قوله تعالى أَ حَسِبَ النَّاسُ قيل نزلت في عمار بن ياسر و كان يعذب في الله عن ابن جريج و قيل نزلت في أناس مسلمين كانوا بمكة فكتب إليهم من في المدينة أنه لا يقبل منكم الإقرار بالإسلام حتى تهاجروا فخرجوا إلى المدينة فاتبعهم المشركون فآذوهم و قاتلوهم فمنهم من قتل و منهم من نجا عن الشعبي و قيل إنه أراد بالناس الذين آمنوا بمكة سلمة بن هشام و عياش بن أبي ربيعة و الوليد بن الوليد و عمار بن ياسر و غيرهم عن ابن عباس. و في قوله تعالى وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ قال الكلبي نزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي و ذلك أنه أسلم فخاف أهل بيته فهاجر إلى المدينة قبل أن يهاجر النبي ص فحلفت أمه أسماء بنت مخزمة بن أبي جندل التميمي أن لا تأكل و لا تشرب و لا تغسل رأسها و لا تدخل كنا حتى يرجع إليها فلما رأى ابناها أبو جهل و الحارث ابنا هشام و هما أخوا عياش لأمه جزعها ركبا في طلبه حتى أتيا المدينة فلقياه و ذكرا له القصة فلم يزالا به حتى أخذ عليهما المواثيق أن لا يصرفاه عن دينه و تبعهما و قد كانت أمه صبرت ثلاثة أيام ثم أكلت و شربت فلما خرجوا من المدينة أخذاه فأوثقاه كتافا و جلده كل واحد منهما مائة جلدة فبرئ من دين محمد ص جزعا من الضرب و قال ما لا ينبغي فنزلت الآية و كان الحارث أشدهما عليه فحلف عياش لئن قدر عليه خارجا من الحرم ليضربن عنقه فلما رجعوا إلى مكة مكثوا حينا ثم هاجر النبي ص و المؤمنون إلى المدينة و هاجر عياش و حسن إسلامه و أسلم الحارث بن هشام و هاجر إلى المدينة و بايع النبي ص على الإسلام و لم يحضر عياش فلقيه عياش يوما بظهر قباء لم يشعر بإسلامه فضرب عنقه فقيل له إن الرجل قد أسلم فاسترجع عياش و بكى ثم أتى النبي ص فأخبره بذلك فنزل وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً

   الآية و قيل نزلت الآية في ناس من المنافقين يقولون آمنا فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك عن الضحاك و قيل نزلت في قوم ردهم المشركون إلى مكة عن قتادة. و في قوله تعالى وَ إِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ روى السدي عن مصعب بن سعيد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله ص الناس إلا أربعة نفر قال اقتلوهم و إن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل و عبد الله بن أختل و قيس بن صبابة و عبد الله بن أبي سرح فأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم ريح عاصفة فقال أهل السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا فقال عكرمة لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أني آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما فجاء فأسلم. و قال في قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ نزلت في أبي سفيان بن حرب و عكرمة بن أبي جهل و أبي الأعور السلمي قدموا المدينة و نزلوا على عبد الله بن أبي بعد غزوة أحد بأمان من رسول الله ص ليكلموه فقاموا و قام معهم عبد الله بن أبي و عبد الله بن سعد بن أبي سرح و طعمة بن أبيرق فدخلوا على رسول الله ص فقالوا يا محمد ارفض ذكر آلهتنا اللات و العزى و مناة و قل إن لها شفاعة لمن عبدها و ندعك و ربك فشق ذلك على النبي ص فقال عمر بن الخطاب ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم فقال إني أعطيتهم الأمان و أمر ص فأخرجوا من المدينة و نزلت الآية وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ من أهل مكة أبا سفيان و أبا الأعور و عكرمة وَ الْمُنافِقِينَ ابن أبي و ابن سعد و طعمة و قيل نزلت في ناس من ثقيف قدموا على رسول الله ص فطلبوا منه أن يمتعهم باللات و العزى سنة قالوا ليعلم قريش منزلتنا منك و قوله ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ نزل في أبي معمر

   حميد بن معمر بن حبيب الفهري و كان لبيبا حافظا لما يسمع و كان يقول إن في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد و كانت قريش تسميه ذا القلبين فلما كان يوم بدر و هزم المشركون و فيهم أبو معمر تلقاه أبو سفيان بن حرب و هو آخذ بيده إحدى نعليه و الأخرى في رجله فقال له يا أبا معمر ما حال الناس قال انهزموا قال فما بالك إحدى نعليك في يدك و الأخرى في رجلك فقال أبو معمر ما شعرت إلا أنهما في رجلي فعرفوا يومئذ أنه لم يكن له إلا قلب واحد لما نسي نعله في يده عن مجاهد و قتادة و إحدى الروايتين عن ابن عباس و قيل إن المنافقين كانوا يقولون إن لمحمد قلبين ينسبونه إلى الدهاء فأكذبهم الله تعالى بذلك عن ابن عباس. و في قوله تعالى لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي فجور و ضعف في الإيمان وَ الْمُرْجِفُونَ و هم المنافقون أيضا الذين كانوا يرجفون في المدينة بالأخبار الكاذبة المضعفة لقلوب المسلمين بأن يقولوا اجتمع المشركون في موضع كذا قاصدين لحرب المسلمين و نحو ذلك و يقولوا لسرايا المسلمين أنهم قتلوا و هزموا و تقدير الكلام لئن لم ينته هؤلاء عن أذى المسلمين و عن الإرجاف بما يشغل قلوبهم لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ أي لنسلطنك عليهم أي أمرناك بقتلهم حتى تقتلهم و تخلي عنهم المدينة و قد حصل الإغراء بقوله جاهِدِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقِينَ و قيل لم يحصل لأنهم انتهوا أَيْنَما ثُقِفُوا أي وجدوا و ظفر بهم. و في قوله تعالى وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا و هم اليهود و قيل هم مشركو العرب و هو الأصح وَ لا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ من أمر الآخرة و قيل يعنون به التوراة و الإنجيل و ذلك أنه لما قال مؤمنو أهل الكتاب إن صفة محمد ص في كتابنا و هو نبي مبعوث كفر المشركون بكتابهم.  و في قوله تعالى وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ يعني عبد الله بن سلام لَوْ كانَ خَيْراً اختلف فيمن قال ذلك فقيل هم اليهود قالوا لو كان دين محمد ص خيرا ما سبقنا إليه عبد الله بن سلام عن أكثر المفسرين و قيل إن أسلم و جهينة و مزينة و غفارا لما أسلموا قال بنو عامر بن صعصعة بن غطفان و أسد و أشجع هذا القول عن الكلبي. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ يعني المنافقين كانوا يحضرون مجلس رسول الله ص و يسمعون كلامه فإذا خرجوا قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أي لعلماء الصحابة ما ذا قالَ آنِفاً ما الذي قال الساعة استهزاء أو استعلاما إذ لم يلقوا إليه آذانهم تهاونا به لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ أي هلا نزلت سورة في أمر الجهاد فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ مبينة لا تشابه فيها وَ ذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ أي الأمر به رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ضعف في الدين و قيل نفاق نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ جبنا و مخافة فَأَوْلى لَهُمْ فويل لهم أفعل من الولي و هو القرب أو فعلى من آل و معناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه أو يئول إليه أمرهم طاعَةٌ وَ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ استئناف أي أمرهم طاعة أو طاعة و قول معروف خير لهم أو حكاية قولهم فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ أي جد و الإسناد مجاز فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ أي فيما زعموا من الحرص على الجهاد أو الإيمان فَهَلْ عَسَيْتُمْ فهل يتوقع منكم إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أمور الناس و تأمرتم عليهم أو أعرضتم و توليتم عن الإسلام أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ تناجزا على الولاية و تجاذبا لها أو رجوعا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية من التغاور و المقاتلة مع الأقارب أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها لا يصل إليها ذكر و لا ينكشف لها أمر و قيل أم منقطعة

   وَ أَمْلى لَهُمْ و أمد لهم في الأماني و الآمال ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ أي قال اليهود الذين كفروا بالنبي ص بعد ما تبين لهم نعته للمنافقين أو المنافقون لهم أو أحد الفريقين للمشركين سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ في بعض أموركم أو في بعض ما تأمرون به كالقعود عن الجهاد و الموافقة في الخروج معهم أن اخرجوا و التظافر على الرسول فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ فكيف يعملون و يحتالون حينئذ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبارَهُمْ تصوير لتوفيهم بما يخافون منه و يجبنون عن القتال له ذلِكَ إشارة إلى التوفي الموصوف أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أن لن يبرز الله لرسوله و المؤمنين أَضْغانَهُمْ أحقادهم وَ لَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ لعرفناكهم بدلائل تعرفهم بأعيانهم فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ بعلاماتهم التي نسمهم بها و لَحْنِ الْقَوْلِ أسلوبه به و إمالته إلى جهة تعريض و تورية وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ ما يخبر به عن أعمالكم فيظهر حسنها و قبيحها أو أخبارهم عن إيمانهم و موالاتهم المؤمنين في صدقها و كذبها يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ يقم مكانكم قوما آخرين ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ في التولي و الزهد في الإيمان و هم الفرس أو الأنصار أو اليمن أو الملائكة.

 و قال الطبرسي رحمه الله و روى أبو هريرة أن ناسا من أصحاب رسول الله ص قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه و كان سلمان إلى جنب رسول الله ص فضرب يده على فخذ سلمان فقال هذا و قومه و الذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس

 و روى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال إن تتولوا يا معشر العرب يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ يعني الموالي

 و عن أبي عبد الله ع قال قد و الله أبدل بهم خيرا منهم الموالي

  قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ قال الطبرسي برد الله مضجعه نزل في الوليد بن عقبة بن أبي معيط بعثه رسول الله ص في صدقات بني المصطلق فخرجوا يتلقونه فرحا به و كانت بينهم عداوة في الجاهلية فظن أنهم هموا بقتله فرجع إلى رسول الله ص و قال أنهم منعوا صدقاتهم و كان الأمر بخلافه فغضب النبي ص و هم أن يغزوهم فنزلت الآية عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و قيل إنها نزلت فيمن قال للنبي ص إن مارية أم إبراهيم يأتيها ابن عم لها قبطي فدعا رسول الله ص عليا ع و قال يا أخي خذ هذا السيف فإن وجدته عندها فاقتله فقال يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة أمضي لما أمرتني أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقال ص بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب قال علي ع فأقبلت موشحا بالسيف فوجدته عندها فاخترطت السيف فلما عرف أني أريده أتى نخلة فرقي إليها ثم رمى بنفسه على قفاه و شغر برجليه فإذا أنه أجب أمسح ما له مما للرجال قليل و لا كثير فرجعت و أخبرت النبي ص فقال الحمد لله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت. و قال البيضاوي فَتَبَيَّنُوا أي فتعرفوا و تفحصوا أَنْ تُصِيبُوا كراهة إصابتكم قَوْماً بِجَهالَةٍ جاهلين بحالهم فَتُصْبِحُوا فتصيروا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ مغتمين غما لازما متمنين أنه لم يقع لَعَنِتُّمْ أي لوقعتم في الجهد. قوله وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا قال الطبرسي رحمه الله نزل في الأوس و الخزرج وقع بينهما قتال بالسعف و النعال عن ابن جبير و قيل نزل في رهط عبد الله بن أبي بن سلول من الخزرج و رهط عبد الله بن رواحة من الأوس و سببه أن النبي ص وقف على عبد الله بن أبي فراث حمار رسول الله ص فأمسك عبد الله أنفه و قال إليك عني فقال عبد الله بن رواحة لحمار رسول الله ص أطيب ريحا منك و من أبيك فغضب قومه و أعان ابن رواحة قومه و كان بينهما  ضرب بالجريد و الأيدي و النعال. و قوله تعالى لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ نزل في ثابت بن قيس بن شماس و كان في أذنه وقر و كان إذا دخل المسجد تفسحوا له حتى يقعد عند النبي ص فيسمع ما يقول فدخل المسجد يوما و الناس قد فرغوا من الصلاة و أخذوا مكانهم فجعل يتخطى رقاب الناس يقول تفسحوا تفسحوا حتى انتهى إلى رجل فقال له أصبت مجلسا فاجلس فجلس خلفه مغضبا فلما انجلت الظلمة قال من هذا قال الرجل أنا فلان فقال ثابت بن فلانة ذكر أما له كان يعير بها في الجاهلية فنكس الرجل رأسه حياء فنزلت الآية عن ابن عباس و قوله وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً نزلت في رجلين من أصحاب رسول الله ص اغتابا رفيقهما و هو سلمان بعثاه إلى رسول الله ص ليأتي لهما بطعام فبعثه إلى أسامة بن زيد و كان خازن رسول الله ص على رحله فقال ما عندي شي‏ء فعاد إليهما فقالا بخل أسامة و قالا لسلمان لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار ماؤها ثم انطلقا يتجسسان هل عند أسامة ما أمر لهما به رسول الله ص فقال رسول الله ص لهما ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما قالا يا رسول الله ما تناولنا يومنا هذا لحما قال ظللتم تأكلون لحم سلمان و أسامة فنزلت الآية. و قوله يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى قيل نزل في ثابت بن قيس بن شماس و قوله للرجل الذي لم يتفسح له ابن فلانة فقال ص من الذاكر فلانة فقام ثابت فقال أنا يا رسول الله فقال انظر في وجوه القوم فنظر إليهم فقال ما رأيت يا ثابت فقال رأيت أسود و أبيض و أحمر قال فإنك لا تفضلهم إلا بالتقوى و الدين فنزلت هذه الآية و قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ الآية عن ابن عباس و قيل لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله بلالا حتى علا ظهر الكعبة و أذن فقال عتاب بن أسيد الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم و قال حارث بن هشام أ ما وجد محمد غير هذا الغراب

   الأسود مؤذنا و قال سهيل بن عمرو إن يرد الله شيئا لغيره و قال أبو سفيان إني لا أقول شيئا أخاف أن يخبره رب السماء فأتى جبرئيل رسول الله ص فأخبره بما قالوا فدعاهم رسول الله ص و سألهم عما قالوا فأقروا به و نزلت الآية و زجرهم عن التفاخر بالأنساب و الازدراء بالفخر و التكاثر بالأموال. و قال في قوله تعالى أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى نزلت الآيات السبع في عثمان بن عفان كان يتصدق و ينفق ماله فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ما هذا الذي تصنع يوشك أن لا يبقى لك شي‏ء فقال عثمان إن لي ذنوبا و إني أطلب بما أصنع رضى الله و أرجو عفوه فقال له عبد الله أعطني ناقتك برحلها و أنا أتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه و أشهد عليه و أمسك عن الصدقة فنزلت أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى أي يوم أحد حين ترك المركز وَ أَعْطى قَلِيلًا ثم قطع نفقته إلى قوله وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى فعاد عثمان إلى ما كان عليه عن ابن عباس و السدي و الكلبي و جماعة من المفسرين و قيل نزلت في الوليد بن المغيرة و كان قد اتبع رسول الله ص على دينه فعيره المشركون و قالوا تركت دين الأشياخ و ضللتهم و زعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذاب الله فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئا من ماله و رجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله ففعل فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل و منعه تمام ما ضمن له فنزلت أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى عن الإيمان وَ أَعْطى صاحبه الضامن قَلِيلًا وَ أَكْدى أي بخل بالباقي عن مجاهد و ابن زيد و قيل نزلت في العاص بن وائل السهمي و ذلك أنه ربما كان يوافق رسول الله ص في بعض الأمور عن السدي و قيل نزلت في رجل قال لأهله جهزوني حتى انطلق إلى هذا الرجل يريد النبي ص فتجهز و خرج فلقيه رجل من الكفار فقال له أين تريد فقال محمدا لعلي أصيب من خيره قال له الرجل أعطني جهازك و أحمل عنك إثمك عن عطا و قيل نزلت في أبي جهل و ذلك أنه قال و الله

   ما يأمرنا محمد إلا بمكارم الأخلاق فذلك قوله أَعْطى قَلِيلًا وَ أَكْدى أي لم يؤمن به عن محمد بن كعب. و قال رحمه الله في قوله يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ أي نصيبين نصيبا لإيمانكم بمن تقدم من الأنبياء و نصيبا لإيمانكم بمحمد ص عن ابن عباس وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ أي هدى تهتدون به و قيل هو القرآن ثم قال قال سعيد بن جبير بعث رسول الله ص جعفرا في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم عليه فدعاه فاستجاب له و آمن به فلما كان عند انصرافه قال ناس ممن آمن به من أهل مملكته و هم أربعون رجلا ائذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به فقدموا مع جعفر فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة استأذنوا رسول الله ص و قالوا يا نبي الله إن لنا أموالا و نحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فأذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين فأنزل الله تعالى فيهم الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ إلى قوله وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فكانت النفقة التي واسوا بها المسلمين فلما سمع أهل الكتاب ممن لم يؤمن به قوله أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا فخروا على المسلمين فقالوا يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابنا و كتابكم فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا فنزل قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ الآية فجعل لهم أجرين و زادهم النور و المغفرة ثم قال لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ و قال الكلبي كان هؤلاء أربعة و عشرين رجلا قدموا من اليمن على رسول الله ص و هو بمكة لم يكونوا يهودا و لا نصارى و كانوا على دين الأنبياء فأسلموا فقال لهم أبو جهل بئس القوم أنتم و الوفد لقومكم فردوا عليه وَ ما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ الآية فجعل الله لهم و لمؤمني أهل الكتاب  عبد الله بن سلام و أصحابه أجرين اثنين فجعلوا يفتخرون على أصحاب رسول الله ص و يقولون نحن أفضل منكم لنا أجران و لكم أجر واحد فنزل لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ إلى آخر السورة. و قال رحمه الله في قوله تعالى قَدْ سَمِعَ اللَّهُ نزلت الآيات في امرأة من الأنصار ثم من الخزرج اسمها خولة بنت خويلد عن ابن عباس و قيل خولة بنت ثعلبة عن قتادة و المقاتلين و زوجها أوس بن الصامت و ذلك أنها كانت حسنة الجسم فرآها زوجها ساجدة في صلاتها فلما انصرفت أرادها فأبت عليه فغضب عليها و كان امرأ فيه سرعة و لمم فقال لها أنت علي كظهر أمي ثم ندم على ما قال و كان الظهار من طلاق أهل الجاهلية فقال لها ما أظنك إلا و قد حرمت علي فقالت لا تقل ذلك و أت رسول الله ص فاسأله فقال إني أجدني أستحيي منه أن أسأله عن هذا قالت فدعني أسأله فقال سليه فأتت النبي ص و عائشة تغسل شق رأسه فقالت يا رسول الله إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني و أنا شابة غانية ذات مال و أهل حتى إذا أكل مالي و أفنى شبابي و تفرق أهلي و كبر سني ظاهر مني و قد ندم فهل من شي‏ء تجمعني و إياه تنعشني به فقال ص ما أراك إلا حرمت عليه فقالت يا رسول الله و الذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا و إنه أبو ولدي و أحب الناس إلي فقال ص ما أراك إلا حرمت عليه و لم أؤمر في شأنك بشي‏ء فجعلت تراجع رسول الله ص و إذا قال لها رسول الله ص حرمت عليه هتفت و قالت أشكو إلى الله فاقتي و حاجتي و شدة حالي اللهم فأنزل على لسان نبيك و كان هذا أول ظهار في الإسلام فقامت عائشة تغسل شق رأسه الآخر فقالت انظر في أمري جعلني الله فداك يا نبي الله فقالت عائشة اقصري حديثك و مجادلتك أ ما ترين وجه

   رسول الله ص و كان ص إذا نزل عليه الوحي أخذه مثل السبات فلما قضى الوحي قال ادعي زوجك فتلا عليه رسول الله قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَ تَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ إلى تمام الآيات قالت عائشة تبارك الذي وسع سمعه الأصوات كلها إن المرأة لتحاور رسول الله ص و أنا في ناحية البيت أسمع بعض كلامها و يخفى علي بعضه إذ أنزل الله قَدْ سَمِعَ اللَّهُ فلما تلا عليه الآيات قال له هل تستطيع أن تعتق رقبة قال إذا يذهب مالي كله و الرقبة غالية و أنا قليل المال فقال ص فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين فقال و الله يا رسول الله إني إذا لم آكل في اليوم ثلاث مرات كل بصري و خشيت أن يغشى عيني قال فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا و الله إلا أن تعينني على ذلك يا رسول الله فقال إني معينك بخمسة عشر صاعا و أنا داع لك بالبركة فأعانه رسول الله ص بخمسة عشر صاعا و دعا له بالبركة فاجتمع لهما أمرهما. و قال في قوله أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ المراد بهم قوم من المنافقين كانوا يوالون اليهود و يفشون إليهم أسرار المؤمنين و يجتمعون معهم على ذكر مساءة النبي ص و المؤمنين ما هُمْ مِنْكُمْ وَ لا مِنْهُمْ يعني أنهم ليسوا من المؤمنين في الدين و الولاية و لا من اليهود وَ يَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ أي على أنهم لم ينافقوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ أنهم منافقون. و قال في قوله تعالى قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أي لا تتولوا اليهود و ذلك أن جماعة من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود أخبار المسلمين يتواصلون إليهم بذلك فيصيبون من ثمارهم فنهى الله عن ذلك و قيل أراد جميع الكفار كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ أي إن اليهود بتكذيبهم محمدا ص قد يئسوا من أن يكون لهم في الآخرة حظ كما يئس الكفار الذين ماتوا و صاروا في القبور من أن يكون لهم في الآخرة حظ لأنهم قد أيقنوا بعذاب الله و قيل كما يئس  كفار العرب من أن يحيا أهل القبور. و في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا أي سموا يهودا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ كما زعموا أنهم أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ الذي يوصلكم إليه و قد مر شرحه مرارا و قال رحمه الله في قوله تعالى وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً

 قال جابر بن عبد الله أقبلت عير و نحن نصلي مع رسول الله ص الجمعة فانفض الناس إليها فما بقي غير اثني عشر رجلا أنا فيهم فنزلت الآية و قال الحسن و أبو مالك أصاب أهل المدينة جوع و غلاء سعر فقدم دحية بن خليفة بتجارة زيت من الشام و النبي ص يخطب يوم الجمعة فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشية أن يسبقوا إليه فلم يبق مع النبي ص إلا رهط فنزلت فقال ص و الذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارا و قال المقاتلان بينا رسول الله ص يخطب يوم الجمعة إذ قدم دحية بن خليفة بن فروة الكلبي ثم أحد بني الخزرج ثم أحد بني زيد بن مناة من الشام بتجارة و كان إذا قدم لم يبق بالمدينة عاتق إلا أتته و كان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إليه من دقيق أو بر أو غيره فينزل عند أحجار الزيت و هو مكان في سوق المدينة ثم يضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه فيخرج إليه الناس ليتبايعوا معه فقدم ذات جمعة و كان ذلك قبل أن يسلم و رسول الله ص قائم على المنبر يخطب فخرج الناس فلم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلا و امرأة فقال ص لو لا هؤلاء لسومت لهم الحجارة من السماء و أنزل الله هذه الآية

و قيل لم يبق في المسجد إلا ثمانية رهط عن الكلبي عن ابن عباس و قيل إلا أحد عشر رجلا عن ابن كيسان و قيل إنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات في كل يوم مرة لعير تقدم من الشام و كل ذلك يوافق يوم الجمعة عن قتادة و مقاتل. قوله تعالى وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً اللهو هو الطبل و قيل المزامير   انْفَضُّوا إِلَيْها أي تفرقوا عنك خارجين إليها و روي عن أبي عبد الله ع أنه قال انصرفوا إليها وَ تَرَكُوكَ قائِماً تخطب على المنبر و قيل أراد قائما في الصلاة قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ من الثواب على سماع الخطبة و حضور الموعظة و الصلاة و الثبات مع النبي ص خَيْرٌ و أحمد عاقبة مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ وَ اللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ يرزقكم و إن لم تتركوا الخطبة و الجمعة. قوله تعالى وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا قال البيضاوي إن هي المخففة و اللام دليلها و المعنى أنهم لشدة عداوتهم ينظرون إليك شزرا بحيث يكادون يزلون قدمك و يرمونك أو أنهم يكادون يصيبونك بالعين إذ روي أنه كان في بني أسد عيانون فأراد بعضهم أن يعين رسول الله ص فنزلت. أقول سيأتي أنها نزلت عند نصب الرسول ص أمير المؤمنين ع للخلافة و ما قاله المنافقون عند ذلك. قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ أَعْطى

 قال الطبرسي رحمه الله روى الواحدي بالإسناد المتصل عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال و كان الرجل إذا جاء فدخل الدار و صعد النخلة ليأخذ منها التمر فربما سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ التمر من أيديهم فإن وجدها في في أحدهم أدخل إصبعه حتى يخرج التمر من فيه فشكا ذلك الرجل إلى النبي ص و أخبره بما يلقى من صاحب النخلة فقال له النبي ص اذهب و لقي رسول الله ص صاحب النخلة فقال تعطني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان و لك بها نخلة في الجنة فقال له الرجل إن لي نخلا كثيرا و ما فيه نخلة أعجب إلي ثمرة منها قال ثم ذهب الرجل فقال رجل كان يسمع الكلام من رسول الله ص يا رسول الله أ تعطيني بما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إن أنا أخذتها قال نعم فذهب الرجل و لقي صاحب النخلة فساومها منه فقال له أ شعرت أن محمدا أعطاني بها نخلة في الجنة فقلت له يعجبني تمرها  و إن لي نخلا كثيرا فما فيه نخلة أعجب إلي تمرة منها فقال له الآخر أ تريد بيعها فقال لا إلا أن أعطى بها مالا أظنه أعطى قال فما مناك قال أربعون نخلة فقال الرجل جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة ثم سكت عنه فقال له أنا أعطيك أربعين نخلة فقال له أشهد إن كنت صادقا فمر إلى ناس فدعاهم فأشهد له بأربعين نخلة ثم ذهب إلى النبي ص فقال يا رسول الله إن النخلة قد صارت في ملكي فهي لك فذهب رسول الله ص إلى صاحب الدار فقال له النخلة لك و لعيالك فأنزل الله تعالى وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى السورة

و عن عطا قال اسم الرجل أبو الدحداح فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى هو أبو الدحداح وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى هو صاحب النخلة. و قوله لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى هو صاحب النخلة وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى أبو الدحداح وَ لَسَوْفَ يَرْضى إذا أدخله الجنة قال فكان النبي ص يمر بذلك الحش و عذوقه دانية فيقول عذوق و عذوق لأبي الدحداح في الجنة و الأولى أن تكون الآيات محمولة على عمومها في كل من يعطي حق الله من ماله و كل من يمنع حقه سبحانه و روى العياشي ذلك بإسناده عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع. أقول سيأتي الأخبار في ذلك في أبواب الصدقات. قوله تعالى أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ قال الطبرسي رحمه الله قيل نزلت السورة في اليهود قالوا نحن أكثر من بني فلان و بنو فلان أكثر من بني فلان ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالا عن قتادة و قيل نزلت في فخذ من الأنصار تفاخروا عن أبي بريدة و قيل نزلت في حيين من قريش بني عبد مناف بن قصي و بني سهم بن عمرو تكاثروا و عدوا أشرافهم فكثرهم بنو عبد مناف ثم قالوا نعد موتانا حتى زاروا القبور فعدوهم فقالوا هذا قبر فلان و هذا قبر فلان فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية عن مقاتل و الكلبي.  بيان البضعة القطعة من اللحم و في النهاية في حديث ذي الثدية له يدية مثل البضعة تدردر أي ترجرج تجي‏ء و تذهب و الأصل تتدردر فحذفت إحدى التاءين تخفيفا و قال الأدلم الأسود الطويل و قال فيه أنا و سعفاء الخدين الحانية على ولدها يوم القيامة كهاتين و ضم إصبعيه السعفة نوع من السواد ليس بالكثير و قيل هو السواد مع لون آخر أراد أنها بذلت نفسها و تركت الزينة و الترفه حتى شحب لونها و اسود إقامة على ولدها بعد وفاة زوجها و قال اللكع عند العرب العبد ثم استعمل في الحمق و الذم يقال للرجل لكع و للمرأة لكاع و منه حديث سعد بن عبادة أ رأيت إن دخل رجل بيته فرأى لكاعا قد تفخذ امرأته هكذا روي في الحديث جعله صفة للرجل و لعله أراد لكعا فحرف. و في القاموس سميحة كجهينة بئر بالمدينة غزيرة. و في النهاية اللمم طرف من الجنون يلم بالإنسان أي يقرب منه و يعتريه و في حديث جميلة أنها كانت تحت الأوس بن الصامت و كان رجلا به لمم فإذا اشتد لممه ظاهر من امرأته اللمم هنا الإلمام بالنساء و شدة الحرص عليهن و ليس من الجنون فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شي‏ء. و في القاموس الغانية المرأة تطلب و لا تطلب أو الغنية بحسنها عن الزينة أو التي غنيت ببيت أبويها و لم يقع عليها سباء أو الشابة العفيفة ذات زوج أم لا و قال العاتق الجارية أول ما أدركت و التي لم تتزوج. لسومت أي أرسلت أو أعلمت بأسمائهم و أرسلت لهم كما أرسلت لقوم لوط.

 1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الزجاج في المعاني و الثعلبي في الكشف و الزمخشري في الفائق و الواحدي في أسباب نزول القرآن و الثمالي في تفسيره و اللفظ له أنه قال عثمان لابن سلام نزل على محمد ص الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ  أَبْناءَهُمْ فكيف هذه قال نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه بين الغلمان و ايم الله أنا بمحمد أشد معرفة مني بابني لأني عرفته بما نعته الله في كتابنا و أما ابني فإني لا أدري ما أحدثت أمه. ابن عباس قال كانت اليهود يستنصرون على الأوس و الخزرج برسول الله ص قبل مبعثه فلما بعثه الله تعالى من العرب دون بني إسرائيل كفروا به فقال لهم بشر بن معرور و معاذ بن جبل اتقوا الله و أسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد و نحن أهل الشرك و تذكرون أنه مبعوث فقال سلام بن مسلم أخو بني النضير ما جاءنا بشي‏ء نعرفه و ما هو بالذي كنا نذكركم فنزل وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قالوا في قوله وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ الآية و كانت اليهود إذا أصابتهم شدة من الكفار يقولون اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته في التوراة فلما قرب خروجه ص قالوا قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ و هو المروي عن الصادق ع و كان لأحبار من اليهود طعمة فحرفوا صفة النبي ص في التوراة من الممادح إلى المقابح فلما قالت عامة اليهود كان محمدا هو المبعوث في آخر الزمان قالت الأحبار كلا و حاشا و هذه صفته في التوراة و أسلم عبد الله بن سلام و قال يا رسول الله سل اليهود عني فإنهم يقولون هو أعلمنا فإذا قالوا ذلك قلت لهم إن التوراة دالة على نبوتك و إن صفاتك فيها واضحة فلما سألهم قالوا كذلك فحينئذ أظهر ابن سلام إيمانه فكذبوه فنزل قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ كَفَرْتُمْ بِهِ وَ شَهِدَ شاهِدٌ الآية. الكلبي قال كعب بن الأشرف و مالك بن الصيف و وهب بن يهود أو  فنحاص بن عازوراء يا محمد إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا في التوراة أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ فإن زعمت أن الله بعثك إلينا فجئنا به نصدقك فنزلت وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الآية و قوله قُلْ قَدْ جاءَكُمْ أراد زكريا و يحيى و جميع من قتلهم اليهود. الكلبي كان النضر بن الحارث يتجر فيخرج إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم و يحدث بها قريشا و يقول لهم إن محمدا يحدثكم بحديث عاد و ثمود و أنا أحدثكم بحديث رستم و إسفنديار فيستملحون حديثه و يتركون استماع القرآن فنزل وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ

2-  فس، ]تفسير القمي[ وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ الآية فهم قوم من اليهود و النصارى دخلوا في الإسلام منهم النجاشي و أصحابه

3-  فس، ]تفسير القمي[ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ الآية قال نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب فقالوا أ ديننا أفضل أم دين محمد قالوا بل دينكم أفضل

4-  فس، ]تفسير القمي[ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ الآية نزلت في عيينة بن حصن الفزاري أجدبت بلادهم فجاء إلى رسول الله ص و وادعه على أن يقيم ببطن نخل و لا يتعرض له و كان منافقا ملعونا و هو الذي سماه رسول الله ص الأحمق المطاع في قومه

5-  فس، ]تفسير القمي[ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ الآية فإنها نزلت في عبد الله بن أبي و أصحابه الذين قعدوا عن رسول الله ص يوم أحد فكان إذا ظفر رسول الله ص بالكفار قالوا أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ و إذا ظفر الكفار قالوا أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ أن نعينكم و لم نعن عليكم قوله وَ هُوَ خادِعُهُمْ قال الخديعة من الله العذاب   يُراؤُنَ النَّاسَ أنهم يؤمنون لا إِلى هؤُلاءِ وَ لا إِلى هؤُلاءِ أي لم يكونوا من المؤمنين و لا من اليهود ثم قال إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ نزلت في عبد الله بن أبي و جرت في كل منافق مشرك

6-  فس، ]تفسير القمي[ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً قال لكل نبي شريعة و طريق وَ لكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ أي يختبركم

7-  فس، ]تفسير القمي[ وَ إِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا قال نزلت في عبد الله بن أبي لما أظهر الإسلام وَ قَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ قال وَ هُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ من الإيمان

8-  فس، ]تفسير القمي[ وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ يعني اليهود و النصارى لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ قال من فوقهم المطر و من تحت أرجلهم النبات

9-  فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ فإنها نزلت في ابن بندي و ابن أبي مارية نصرانيين و كان رجل يقال له تميم الداري مسلم خرج معهما في سفر و كان مع تميم خرج و متاع و آنية منقوشة بالذهب و قلادة أخرجها إلى بعض أسواق العرب ليبيعها فلما مروا بالمدينة اعتل تميم فلما حضره الموت دفع ما كان معه إلى ابن بندي و ابن أبي مارية و أمرهما أن يوصلاه إلى ورثته فقدما المدينة فأوصلا ما كان دفعه إليهما تميم و حبسا الآنية المنقوشة و القلادة فقال ورثة الميت هل مرض صاحبنا مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة فقالوا ما مرض إلا أياما قليلة قالوا فهل سرق منه شي‏ء في سفره هذا قالوا لا قالوا فهل اتجر تجارة خسر فيها قالوا لا قالوا فقد افتقدنا  أنبل شي‏ء كان معه آنية منقوشة بالذهب مكللة و قلادة فقالوا ما دفعه إلينا قد أديناه إليكم فقدموهما إلى رسول الله ص فأوجب عليهما اليمين فحلفا و أطلقهما ثم ظهرت القلادة و الآنية عليهما فأخبروا رسول الله ص بذلك فانتظر الحكم من الله فأنزل الآية إلى قوله أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ يعني من أهل الكتاب فأطلق الله شهادة أهل الكتاب على الوصية فقط إذا كان في سفر و لم يجد المسلم مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ يعني بعد صلاة العصر فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ إلى قوله إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ فهذه الشهادة الأولى التي حلفها رسول الله ص ثم قال عز و جل فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً أي حلفا على كذب فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما يعني من أولياء المدعي فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ أي يحلفان بالله لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما و أنهما قد كذبا فيما حلفا بالله فأمر رسول الله ص أولياء تميم الداري أن يحلفوا بالله على ما أمرهم به فأخذ الآنية و القلادة من ابن بندي و ابن أبي مارية و ردهما على أولياء تميم

10-  فس، ]تفسير القمي[ وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ الآية فإنه كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمون أصحاب الصفة و كان رسول الله ص أمرهم أن يكونوا في صفة يأوون إليها و كان رسول الله ص يتعاهدهم بنفسه و ربما حمل إليهم ما يأكلون و كانوا يختلفون إلى رسول الله ص فيقربهم و يقعد معهم و يؤنسهم و كان إذا جاء الأغنياء و المترفون من أصحابه ينكرون ذلك عليه و يقولون له اطردهم عنك فجاء يوما رجل من الأنصار إلى رسول الله ص و عنده رجل من أصحاب الصفة قد لزق برسول الله ص و رسول الله ص يحدثه فقعد الأنصاري بالبعد منهما فقال له رسول الله ص تقدم فلم يفعل فقال له رسول الله ص لعلك خفت أن يلزق فقره بك فقال الأنصاري اطرد هؤلاء  عنك فأنزل الله وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ الآية ثم قال وَ كَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ أي اختبرنا الأغنياء بالغنى لننظر كيف مواساتهم للفقراء و كيف يخرجون ما فرض الله عليهم في أموالهم لهم و اختبرنا الفقراء لننظر كيف صبرهم على الفقر و عما في أيدي الأغنياء لِيَقُولُوا أي الفقراء أَ هؤُلاءِ الأغنياء مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الآية ثم فرض على رسول الله ص أن يسلم على التوابين الذين عملوا السيئات ثم تابوا فقال وَ إِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ يعني أوجب الرحمة لمن تاب و الدليل على ذلك قوله أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

11-  فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ الآية نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر فلفظ الآية عام و معناها خاص و نزلت في غزوة بني قريظة في سنة خمس من الهجرة و قد كتبت في هذه السورة مع أخبار بدر و كانت بدر على رأس ستة عشر شهرا من مقدم رسول الله ص المدينة و نزلت مع الآية التي في سورة التوبة قوله وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً الآية نزلت في أبي لبابة فهذا الدليل على أن التأليف على خلاف ما أنزل الله على نبيه ص

 و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال خيانة الله و رسوله معصيتهما و أما خيانة الأمانة فكل إنسان مأمون على ما افترض الله عليه

12-  فس، ]تفسير القمي[ إِنَّمَا النَّسِي‏ءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ كان سبب نزولها أن رجلا من كنانة كان يقف في الموسم فيقول قد أحللت دماء المحلين طي‏ء و خثعم في شهر المحرم و أنسأته و حرمت بدله صفر فإذا كان العام المقبل يقول قد أحللت صفر و أنسأته  و حرمت بدله شهر المحرم فنزلت الآية

13-  فس، ]تفسير القمي[ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فإنها نزلت لما جاءت الصدقات و جاء الأغنياء و ظنوا أن رسول الله ص يقسمها بينهم فلما وضعها رسول الله ص في الفقراء تغامزوا برسول الله ص و لمزوه و قالوا نحن الذين نقوم في الحرب و نغزو معه و نقوي أمره ثم يدفع الصدقات إلى هؤلاء الذين لا يعينونه و لا يغنون عنه شيئا فأنزل الله وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا إلى قوله إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ

14-  فس، ]تفسير القمي[ قوله وَ لَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى أي و لو كانوا قراباتهم قوله رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ أي شكا إلى شكهم قوله أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ أي يمرضون قوله ثُمَّ انْصَرَفُوا أي تفرقوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ عن الحق إلى الباطل باختيارهم الباطل على الحق

15-  فس، ]تفسير القمي[ أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ يقول يكتمون ما في صدورهم من بغض علي ع فقال أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ فإنه كان إذا حدث بشي‏ء من فضل علي ع أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثم قاموا يقول الله يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ حين قاموا إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ

16-  فس، ]تفسير القمي[ وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ كان سبب ذلك أن رسول الله ص لما رجع من غزوة تبوك جاء إليه عويمر بن ساعدة العجلاني و كان من الأنصار فقال يا رسول الله إن امرأتي زنى بها شريك بن سمحاء و هي منه حامل فأعرض عنه رسول الله ص فأعاد عليه القول فأعرض عنه حتى فعل ذلك أربع مرات فدخل رسول الله ص منزله فنزل عليه آية اللعان و خرج رسول الله ص و صلى  بالناس العصر و قال لعويمر ايتني بأهلك فقد أنزل الله فيكما قرآنا فجاء إليها فقال لها رسول الله ص يدعوك و كانت في شرف من قومها فجاء معها جماعة فلما دخلت المسجد قال رسول الله ص لعويمر تقدم إلى المنبر و التعنا فقال كيف أصنع فقال تقدم و قل أشهد بالله أني لَمِنَ الصَّادِقِينَ فيما رميتها به فتقدم و قالها فقال رسول الله ص أعدها فأعادها ثم قال أعدها حتى فعل ذلك أربع مرات و قال في الخامسة عليك لعنة الله إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به فقال في الخامسة إن عليه لعنة الله إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ فيما رماها به ثم قال رسول الله ص اللعنة موجبة إن كنت كاذبا ثم قال له تنح فتنحى ثم قال لزوجته تشهدين كما شهد و إلا أقمت عليك حد الله فنظرت في وجوه قومها فقالت لا أسود هذه الوجوه في هذه العشية فتقدمت إلى المنبر و قالت أشهد بالله أن عويمر بن الساعدة من الكاذبين في ما رماني به فقال لها رسول الله أعيديها فأعادتها أربع مرات فقال لها رسول الله ص العني نفسك في الخامسة إن كان من الصادقين في ما رماك به فقالت في الخامسة أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ في ما رماني به فقال رسول الله ص ويلك إنها موجبة ثم قال رسول الله ص لزوجها اذهب فلا تحل لك أبدا قال يا رسول الله فمالي الذي أعطيتها قال إن كنت كاذبا فهو أبعد لك منه و إن  كنت صادقا فهو لها بما استحللت من فرجها ثم قال رسول الله إن جاءت بالولد أحمش الساقين أنفس العينين جعدا فهو للأمر السيئ و إن جاءت به أشهل أصهب فهو لأبيه فيقال إنها جاءت به على الأمر السيئ

 بيان أحمش الساقين أي دقيقهما و النفس بالتحريك السعة و القطط الشديد الجعودة و قيل الحسن الجعودة و الشهلة حمرة في سواد العين و الصهب محركة حمرة أو شقرة في الشعر

17-  فس، ]تفسير القمي[ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ أي إذا آذاه إنسان أو أصابه ضر أو فاقة أو خوف من الظالمين دخل معهم في دينهم فرأى أن ما يفعلونه هو مثل عذاب الله الذي لا ينقطع

18-  فس، ]تفسير القمي[ وَ إِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ يعني في البحر فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ أي صالح و الختار الخداع

19-  فس، ]تفسير القمي[ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ إلى قوله تعالى إِلَّا قَلِيلًا فإنها نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة يرجفون برسول الله ص إذا خرج في بعض غزواته يقولون قتل و أسر فيغتم المسلمون لذلك و يشكون إلى رسول الله ص فأنزل الله في ذلك لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي شك ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا أي نأمرك بإخراجهم من المدينة إلا قليلا

 و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال مَلْعُونِينَ فوجبت عليهم اللعنة يقول الله بعد اللعنة أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا

20-  فس، ]تفسير القمي[ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب  رسول الله ص و من كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به و لم يعه فإذا خرج قال للمؤمنين ما ذا قالَ محمد آنِفاً فقال الله أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ

 حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن رسول الله ص كان يدعو أصحابه فمن أراد الله به خيرا سمع و عرف ما يدعو إليه و من أراد الله به شرا طبع على قلبه فلا يسمع و لا يعقل و هو قول الله تبارك و تعالى حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب رسول الله و من كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به و لم يعه فإذا خرج قال للمؤمنين ما ذا قال رسول الله آنفا فقال أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ

21-  فس، ]تفسير القمي[ وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا أي استسلمتم بالسيف لا يَلِتْكُمْ أي لا ينقصكم

22-  فس، ]تفسير القمي[ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ الآية قال كان سبب نزول هذه السورة أنه أول من ظاهر في الإسلام كان رجلا يقال له أوس بن الصامت من الأنصار و كان شيخا كبيرا فغضب على أهله يوما فقال لها أنت علي كظهر أمي ثم ندم على ذلك قال و كان الرجل في الجاهلية إذا قال لأهله أنت علي كظهر أمي حرمت عليه آخر الأبد فقال أوس لأهله يا خولة إنا كنا نحرم هذا في الجاهلية و قد أتانا الله بالإسلام فاذهبي إلى رسول الله ص فاسأليه عن ذلك فأتت خولة رسول الله ص فقالت بأبي أنت و أمي يا رسول الله إن أوس بن الصامت هو زوجي و أبو ولدي و ابن عمي فقال لي أنت علي كظهر أمي و كنا نحرم ذلك في  الجاهلية و قد أتانا الله الإسلام بك

 حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن حمران عن أبي جعفر ع قال إن امرأة من المسلمات أتت النبي ص فقالت يا رسول الله إن فلانا زوجي قد نثرت له بطني و أعنته على دنياه و آخرته لم ير مني مكروها أشكو منه إليك فقال فيم تشكينه قالت إنه قال أنت علي حرام كظهر أمي و قد أخرجني من منزلي فانظر في أمري فقال لها رسول الله ص ما أنزل الله تبارك و تعالى علي كتابا أقضي فيه بينك و بين زوجك و أنا أكره أن أكون من المتكلفين فجعلت تبكي و تشتكي ما بها إلى الله عز و جل و إلى رسول الله ص و انصرفت قال فسمع الله تبارك و تعالى مجادلتها لرسول الله ص في زوجها و ما شكت إليه فأنزل الله في ذلك قرآنا قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها الآيات قال فبعث رسول الله ص إلى المرأة فأتته فقال لها جيئيني بزوجك فأتته به فقال له أ قلت لامرأتك هذه أنت علي حرام كظهر أمي فقال قد قلت لها ذلك فقال له رسول الله ص قد أنزل الله فيك و في امرأتك قرآنا و قرأ الآيات فضم إليك امرأتك فإنك قد قلت مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَ زُوراً و قد عفا الله عنك و غفر لك و لا تعد قال فانصرف الرجل و هو نادم على ما قال لامرأته و كره الله عز و جل ذلك للمؤمنين بعد

 بيان قولها نثرت له بطني أرادت أنها كانت شابة تلد الأولاد عنده و امرأة نثورة كثيرة الولد ذكره الجزري

23-  فس، ]تفسير القمي[ قوله تعالى فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قال في التوراة  مكتوب أولياء الله تمنون الموت قوله تعالى وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً الآية قال كان رسول الله ص يصلي بالناس يوم الجمعة و دخلت ميرة و بين يديها قوم يضربون بالدفوف و الملاهي فترك الناس الصلاة و مروا ينظرون إليهم فأنزل الله وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً

 أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال نزلت وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ للذين اتقوا وَ اللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

24-  فس، ]تفسير القمي[ وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا قال لما أخبرهم رسول الله ص بفضل أمير المؤمنين ع قالوا هو مجنون فقال الله سبحانه وَ ما هُوَ يعني أمير المؤمنين إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ

25-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن محمد البرقي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان غلام من اليهود يأتي النبي ص كثيرا حتى استخفه و ربما أرسله في حاجة و ربما كتب له الكتاب إلى قوم فافتقده أياما فسأل عنه فقال له قائل تركته في آخر يوم من أيام الدنيا فأتاه النبي ص في ناس من أصحابه و كان له ع بركة لا يكلم أحدا إلا أجابه فقال يا فلان ففتح عينه و قال لبيك يا أبا القاسم قال قل أشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله ص ثانية و قال له مثل قوله الأول فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله ص الثالثة فالتفت  الغلام إلى أبيه فقال إن شئت فقل و إن شئت فلا فقال الغلام أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله و مات مكانه فقال رسول الله ص لأبيه اخرج عنا ثم قال ع لأصحابه اغسلوه و كفنوه و أتوني به أصلي عليه ثم خرج و هو يقول الحمد لله الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار

26-  فس، ]تفسير القمي[ إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ  وَ لا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً فإنه كان سبب نزولها أن قوما من الأنصار من بني أبيرق إخوة ثلاثة كانوا منافقين بشير و مبشر و بشر فنقبوا على عم قتادة بن النعمان و كان قتادة بدريا و أخرجوا طعاما كان أعده لعياله و سيفا و درعا فشكا قتادة ذلك إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله إن قوما نقبوا على عمي و أخذوا طعاما كان أعده لعياله و درعا و هم أهل بيت سوء و كان معهم في الرأي رجل مؤمن يقال له لبيد بن سهل فقال بنو أبيرق لقتادة هذا عمل لبيد بن سهل فبلغ ذلك لبيدا فأخذ سيفه و خرج عليهم فقال يا بني أبيرق أ ترمونني بالسرق و أنتم أولى به مني و أنتم المنافقون تهجون رسول الله ص و تنسبونه إلى قريش لتبينن ذلك أو لأملأن سيفي منكم فداروه فقالوا له ارجع رحمك الله فإنك بري‏ء من ذلك فمشى بنو أبيرق إلى رجل من رهطهم يقال له أسيد بن عروة و كان منطيقا بليغا فمشى إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله إن قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت منا أهل شرف و حسب و نسب فرماهم بالسرق و اتهمهم بما ليس فيهم فاغتم رسول الله ص من ذلك و جاء إليه قتادة فأقبل عليه رسول الله ص فقال له عمدت إلى أهل بيت شرف و حسب و نسب فرميتهم بالسرقة فعاتبه عتابا شديدا فاغتم قتادة من ذلك و رجع إلى عمه و قال ليتني مت و لم أكلم رسول الله ص فقد كلمني بما كرهته فقال عمه الله المستعان فأنزل الله في ذلك على نبيه إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَ لا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَ لا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَ لا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ يعني الفعل فوقع القول مقام الفعل ثم قال ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ إلى وَ مَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً لبيد بن سهل

 و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال إن أناسا من رهط بشير الأدنين قالوا انطلقوا إلى رسول الله ص نكلمه في صاحبنا و نعذره فإن صاحبنا بري‏ء فلما أنزل الله يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَ لا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَ هُوَ مَعَهُمْ إلى قوله وَكِيلًا فأقبلت رهط بشير فقالوا يا بشير استغفر الله و تب من الذنب فقال و الذي أحلف به ما سرقها إلا لبيد فنزلت وَ مَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً ثم إن بشيرا كفر و لحق بمكة و أنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا و أتوا النبي ص ليعذروه وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ رَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَ ما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً فنزل في بشير و هو بمكة وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً

27-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص كان يسير في بعض مسيره فقال لأصحابه يطلع عليكم من بعض هذه الفجاج شخص ليس له عهد بإبليس منذ ثلاثة أيام فما لبثوا أن أقبل أعرابي قد يبس جلده على عظمه و غارت عيناه في رأسه و اخضرت شفتاه من أكل البقل فسأل عن النبي ص في أول الرفاق حتى لقيه فقال له اعرض علي الإسلام فقال قل أشهد أن لا  إله إلا الله و أني محمد رسول الله قال أقررت قال تصلي الخمس و تصوم شهر رمضان قال أقررت قال ع تحج البيت الحرام و تؤدي الزكاة و تغتسل من الجنابة قال أقررت فتخلف بعير الأعرابي و وقف النبي ص فسأل عنه فرجع الناس في طلبه فوجدوه في آخر العسكر قد سقط خف بعيره في حفرة من حفر الجرذان فسقط فاندق عنق الأعرابي و عنق البعير و هما ميتان فأمر النبي ص فضربت خيمة فغسل فيه ثم دخل النبي ص فكفنه فسمعوا للنبي ص حركة فخرج و جبينه يترشح عرقا و قال إن هذا الأعرابي مات و هو جائع و هو ممن آمن و لم يلبس إيمانه بظلم فابتدره الحور العين بثمار الجنة يحشون بها شدقه و هي تقول يا رسول الله اجعلني في أزواجه

28-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن رسول الله ص كتب إلى قيس بن عرنة البجلي يأمره بالقدوم عليه فأقبل و معه خويلد بن الحارث الكلبي حتى إذا دنا من المدينة هاب الرجل أن يدخل فقال له قيس أما إذا أبيت أن تدخل فكن في هذا الجبل حتى آتيه فإن رأيت الذي تحب أدعوك فاتبعني فأقام و مضى قيس حتى إذا دخل على النبي ص المسجد فقال يا محمد أنا آمن قال نعم و صاحبك الذي تخلف في الجبل قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله فبايعه و أرسل إلى صاحبه فأتاه فقال له النبي ص يا قيس إن قومك قومي و إن لهم في الله و في رسوله خلفا

29-  شا، ]الإرشاد[ لما دخل أبو سفيان المدينة لتجديد العهد بين رسول الله ص و بين قريش عند ما كان من بني بكر في خزاعة و قتلهم من قتلوا منها فقصد أبو سفيان ليتلافى الفارط من القوم و قد خاف من نصرة رسول الله ص لهم و أشفق مما حل بهم  يوم الفتح فأتى النبي ص و كلمه في ذلك فلم يرد عليه جوابا فقام من عنده فلقيه أبو بكر فتشبث به و ظن أنه يوصله إلى بغيته من النبي ص فسأله كلامه له فقال ما أنا بفاعل ذلك لعلم أبي بكر بأن سؤاله في ذلك لا يغني شيئا فظن أبو سفيان بعمر ما ظنه بأبي بكر فكلمه في ذلك فدفعه بغلظة و فظاظة كادت أن يفسد الرأي على النبي ص فعدل إلى بيت أمير المؤمنين ع فاستأذن عليه فأذن له و عنده فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال يا علي إنك أمس القوم بي رحما و أقربهم مني قرابة و قد جئتك فلا أرجعن كما جئت خائبا اشفع لي عند رسول الله ص فيما قصدته فقال له ويحك يا أبا سفيان لقد عزم رسول الله ص على أمر لا نستطيع أن نكلمه فيه فالتفت أبو سفيان إلى فاطمة ع فقال لها يا بنت محمد ص هل لك أن تأمري ابنيك أن يجيرا بين الناس فيكونا سيدي العرب إلى آخر الدهر فقالت ما بلغ بنياي أن يجيرا بين الناس و ما يجير أحد على رسول الله ص فتحير أبو سفيان و أسقط في يديه ثم أقبل على أمير المؤمنين ع فقال يا أبا الحسن أرى الأمور قد التبست علي فانصح لي فقال له أمير المؤمنين ما أرى شيئا يغني عنك و لكنك سيد بني كنانة فقم و أجر بين الناس ثم الحق بأرضك قال فترى ذلك مغنيا عني شيئا قال لا و الله ما أظن و لكن ما أجد لك غير ذلك فقام أبو سفيان في المسجد فقال أيها الناس إني قد أجرت بين الناس ثم ركب بعيره و انطلق فلما قدم على قريش قالوا ما وراءك قال جئت محمدا فكلمته فو الله ما رد علي شيئا ثم جئت إلى ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيرا ثم لقيت ابن الخطاب فوجدته فظا غليظا لا خير فيه ثم جئت  عليا فوجدته ألين القوم لي و قد أشار علي بشي‏ء فصنعته فو الله ما أدري يغني عني شيئا أم لا قالوا بما أمرك قال أمرني أن أجير بين الناس ففعلت فقالوا هل أجاز ذلك محمد قال لا قالوا فويلك فو الله إن زاد الرجل على أن لعب بك فما يغني عنك فقال أبو سفيان لا و الله ما وجدت غير ذلك

30-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ روي أنه أخذ بلال جمانة ابنة الزحاف الأشجعي فلما كان في وادي النعام هجمت عليه و ضربته ضربة بعد ضربة ثم جمعت ما كان يعز عليها من ذهب و فضة في سفره و ركبت حجرة من خيل أبيها و خرجت من العسكر تسير على وجهها إلى شهاب بن مازن الملقب بالكوكب الدري و كان قد خطبها من أبيها ثم إنه أنفذ النبي ص سلمان و صهيبا إليه لإبطائه فرأوه ملقى على وجه الأرض ميتا و الدم يجري من تحته فأتيا النبي ص و أخبراه بذلك فقال النبي ص كفوا عن البكاء ثم صلى ركعتين و دعا بدعوات ثم أخذ كفا من الماء فرشه على بلال فوثب قائما و جعل يقبل قدم النبي ص فقال له النبي ص من هذا الذي فعل بك هذا الفعال يا بلال فقال جمانة بنت الزحاف و إني لها عاشق فقال أبشر يا بلال فسوف أنفذ إليها و آتي بها فقال النبي ص يا أبا الحسن هذا أخي جبرئيل يخبرني عن رب العالمين أن جمانة لما قتلت بلالا مضت إلى رجل يقال له شهاب بن مازن و كان قد خطبها من أبيها و لم ينعم له بزواجها و قد شكت حالها إليه و قد سار بجموعه يروم حربنا فقم و اقصده بالمسلمين فالله تعالى ينصرك عليه و ها أنا راجع إلى المدينة قال فعند ذلك سار الإمام بالمسلمين و جعل يجد في السير حتى وصل إلى شهاب و جاهده و نصر المسلمين فأسلم شهاب و أسلمت جمانة و العسكر و أتى بهم الإمام إلى المدينة و جددوا الإسلام على يدي النبي ص فقال النبي ص يا بلال ما تقول فقال يا رسول الله قد كنت  محبا لها فالآن شهاب أحق بها مني فعند ذلك وهب شهاب لبلال جاريتين و فرسين و ناقتين

 بيان في القاموس الحجر بالكسر الأنثى من الخيل و بالهاء لحن

31-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال أمير المؤمنين ع لقد بعث رسول الله ص جيشا ذات يوم إلى قوم من أشداء الكفار فأبطأ عليهم خبرهم و تعلق قلبه بهم و قال ليت لنا من يتعرف أخبارهم و يأتينا بأنبائهم بينا هو قائل إذ جاءه البشير بأنهم قد ظفروا بأعدائهم و استولوا و صيروهم بين قتيل و جريح و أسير و انتهبوا أموالهم و سبوا ذراريهم و عيالهم فلما قرب القوم من المدينة خرج إليهم رسول الله ص بأصحابه يتلقاهم فلما لقيهم و رئيسهم زيد بن حارثة و كان قد أمره عليهم فلما رأى زيد رسول الله ص نزل عن ناقته و جاء إلى رسول الله ص و قبل رجله ثم قبل يده فأخذه رسول الله ص و قبل رأسه ثم نزل إلى رسول الله ص عبد الله بن رواحة فقبل رجله و يده و ضمه رسول الله ص إليه ثم نزل إليه سائر الجيش و وقفوا يصلون عليه و رد عليهم رسول الله خيرا ثم قال لهم حدثوني خبركم و حالكم مع أعدائكم و كان معهم من أسراء القوم و ذراريهم و عيالاتهم و أموالهم من الذهب و الفضة و صنوف الأمتعة شي‏ء عظيم فقالوا يا رسول الله لو علمت كيف حالنا لعظم تعجبك فقال رسول الله ص لم أكن أعلم ذلك حتى عرفنيه الآن جبرئيل ع و ما كنت أعلم شيئا من كتابه و دينه أيضا حتى علمنيه ربي قال الله عز و جل وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ إلى قوله صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ و لكن حدثوا بذلك  إخوانكم هؤلاء المؤمنين لأصدقكم فقد أخبرني جبرئيل ع فقالوا يا رسول الله ص إنا لما قربنا من العدو بعثنا عينا لنا لنعرف أخبارهم و عددهم لنا فرجع إلينا يخبرنا أنهم قدر ألف رجل و كنا ألفي رجل و إذا القوم قد خرجوا إلى ظاهر بلدهم في ألف رجل و تركوا في البلد ثلاثة آلاف يوهموننا أنهم ألف و أخبرنا صاحبنا أنهم يقولون في ما بينهم نحن ألف و هم ألفان و لسنا نطيق مكافحتهم و ليس لنا إلا التحاصن في البلد حتى تضيق صدورهم من منازلتنا فينصرفوا عنا فتجرأنا بذلك عليهم و زحفنا إليهم فدخلوا بلدهم و أغلقوا دوننا بابه فقعدنا ننازلهم فلما جن علينا الليل و صرنا إلى نصفه فتحوا باب بلدهم و نحن غارون نائمون ما كان فينا منتبه إلا أربعة نفر زيد بن حارثة في جانب من جوانب عسكرنا يصلي و يقرأ القرآن و عبد الله بن رواحة في جانب آخر يصلي و يقرأ القرآن و قتادة بن النعمان في جانب آخر يصلي و يقرأ القرآن و قيس بن عاصم في جانب آخر يصلي و يقرأ القرآن فخرجوا في الليلة الظلماء الدامسة و رشقونا بنبالهم و كان ذلك بلدهم و هم بطرقه و مواضعه عالمون و نحن بها جاهلون فقلنا فيما بيننا دهينا و أوتينا هذا ليل مظلم لا يمكننا أن نتقي النبال لأنا لا نبصرها فبينا نحن كذلك إذ رأينا ضوءا خارجا من في قيس بن عاصم المنقري كالنار المشتعلة و ضوءا خارجا من في قتادة بن النعمان كضوء الزهرة و المشتري و ضوءا خارجا من في عبد الله بن رواحة كشعاع القمر في الليلة المظلمة و نورا ساطعا من في زيد بن الحارثة أضوأ من الشمس الطالعة و إذا تلك الأنوار قد أضاءت معسكرنا حتى أنه أضوأ من نصف النهار و أعداؤنا في ظلمة شديدة فأبصرناهم و عموا عنا ففرقنا زيد عليهم حتى أحطنا بهم و نحن نبصرهم و هم لا يبصروننا فنحن بصراء و هم عميان فوضعنا عليهم السيوف فصاروا بين قتيل و جريح و أسير و دخلنا بلدهم فاشتملنا على

  الذراري و العيال و الأثاث و الأموال هذه عيالاتهم و ذراريهم و هذه أموالهم و ما رأينا يا رسول الله أعجب من تلك الأنوار من أفواه هؤلاء القوم التي عادت ظلمة على أعدائنا حتى مكننا منهم فقال رسول الله ص فقولوا الحمد لله رب العالمين على ما فضلكم به من شهر شعبان هذه كانت غرة شعبان و قد انسلخ عنهم الشهر الحرام و هذه الأنوار بأعمال إخوانكم هؤلاء في غرة شعبان و أسلفوا لها أنوارا في ليلتها قبل أن يقع منهم الأعمال قالوا يا رسول الله و ما تلك الأعمال لنثاب عليها قال رسول الله ص أما قيس بن عاصم المنقري فإنه أمر بمعروف في يوم غرة شعبان و قد نهى عن منكر و دل على خير فلذلك قدم له النور في بارحة يومه عند قراءته القرآن و أما قتادة بن النعمان فإنه قضى دينا كان عليه في يوم غرة شعبان فلذلك أسلفه الله النور في بارحة يومه و أما عبد الله بن رواحة فإنه كان برا بوالديه فكثرت غنيمته في هذه الليلة فلما كان من غده قال له أبوه إني و أمك لك محبان و إن امرأتك فلانة تؤذينا و تعيبنا و إنا لا نأمن من انقلاب في بعض هذه المشاهد و لسنا نأمن أن تستشهد في بعضها فتداخلنا هذه في أموالك و يزداد علينا بغيها و غيها فقال عبد الله ما كنت أعلم بغيها عليكم و كراهيتكما لها و لو كنت علمت ذلك لأبنتها من نفسي و لكني قد أبنتها الآن لتأمنا ما تحذران فما كنت بالذي أحب من تكرهان فلذلك أسلفه الله النور الذي رأيتم و أما زيد بن حارثة الذي كان يخرج من فيه نور أضوأ من الشمس الطالعة و هو سيد القوم و أفضلهم فلقد علم الله ما يكون منه فاختاره و فضله على علمه بما يكون منه إنه في اليوم الذي ولي هذه الليلة التي  كان فيها ظفر المؤمنين بالشمس الطالعة من فيه جاءه رجل من منافقي عسكرهم يريد التضريب بينه و بين علي بن أبي طالب ع و إفساد ما بينهما فقال له بخ بخ لك أصبحت لا نظير لك في أهل بيت رسول الله ص و صحابته و هذا بلاؤك و هذا الذي شاهدناه نورك فقال له زيد يا عبد الله اتق الله و لا تفرط في المقال و لا ترفعني فوق قدري فإنك بذلك مخالف و به كافر و إني إن تلقيت مقالتك هذه بالقبول كذلك يا عبد الله أ لا أحدثك بما كان في أوائل الإسلام و ما بعده حتى دخل رسول الله ص المدينة و زوجه فاطمة ع و ولدت الحسن و الحسين ع قال بلى قال إن رسول الله ص كان لي شديد المحبة حتى تبناني لذلك فكنت أدعى زيد بن محمد إلى أن ولد لعلي الحسن و الحسين ع فكرهت ذلك لأجلهما و قلت لمن كان يدعوني أحب أن تدعوني زيدا مولى رسول الله ص فإني أكره أن أضاهي الحسن و الحسين فلم يزل ذلك حتى صدق الله ظني و أنزل على محمد ص ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ يعني قلبا يحب محمدا و آله و يعظمهم و قلبا يعظم به غيرهم كتعظيمهم أو قلبا يحب به أعداءهم بل من أحب أعداءهم فهو يبغضهم و لا يحبهم ثم قال وَ ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ إلى قوله وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ يعني الحسن و الحسين ع أولى ببنوة رسول الله ص في كتاب الله و فرضه مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً إحسانا و إكراما لا يبلغ ذلك محل الأولاد كانَ  ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً فتركوا ذلك و جعلوا يقولون زيد أخو رسول الله ص فما زال الناس يقولون لي هذا و أكرهه حتى أعاد رسول الله ص المؤاخاة بينه و بين علي بن أبي طالب ع ثم قال زيد يا عبد الله إن زيدا مولى علي بن أبي طالب كما هو مولى رسول الله ص فلا تجعله نظيره و لا ترفعه فوق قدره فتكون كالنصارى لما رفعوا عيسى ع فوق قدره فكفروا بالله العظيم قال رسول الله ص فلذلك فضل الله زيدا بما رأيتم و شرفه بما شاهدتم و الذي بعثني بالحق نبيا إن الذي أعده الله لزيد في الآخرة ليصغر في جنبه ما شهدتم في الدنيا من نوره إنه ليأتي يوم القيامة و نوره يسير أمامه و خلفه و يمينه و يساره و فوقه و تحته من كل جانب مسيرة مائتي ألف سنة

32-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال إن رسول الله ص رفع رأسه إلى السماء فتبسم فقيل له يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك إلى السماء فتبسمت قال نعم عجبت لملكين هبطا من السماء إلى الأرض يلتمسان عبدا مؤمنا صالحا في مصلى كان يصلي فيه ليكتبا له عمله في يومه و ليلته فلم يجداه في مصلاه فعرجا إلى السماء فقالا ربنا عبدك فلان المؤمن التمسناه في مصلاه لنكتب له عمله ليومه و ليلته فلم نصبه فوجدناه في حبالك فقال الله عز و جل اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحته من الخير في يومه و ليلته ما دام في حبالي فإن علي أن أكتب له أجر ما كان يعمله إذا حبسته عنه

33-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي سعيد المكاري عن رجل عن أبي عبد الله ع قال أتى رسول الله ص  وفد من اليمن و فيهم رجل كان أعظمهم كلاما و أشدهم استقصاء في محاجة النبي فغضب النبي ص حتى التوى عرق الغضب بين عينيه و تربد وجهه و أطرق إلى الأرض فأتاه جبرئيل ع فقال ربك يقرئك السلام و يقول لك هذا رجل سخي يطعم الطعام فسكن عن النبي ص الغضب و رفع رأسه و قال له لو لا أن جبرئيل أخبرني عن الله عز و جل أنك سخي تطعم الطعام شددت بك و جعلتك حديثا لمن خلفك فقال له الرجل و إن ربك ليحب السخاء فقال نعم قال إني أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله و الذي بعثك بالحق لا رددت عن مالي أحدا

 بيان تربد وجهه تغير

34-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبي عبد الله ع قال جاء رجل إلى النبي ص فقال إني شيخ كثير العيال ضعيف الركن قليل الشي‏ء فهل من معونة على زماني فنظر رسول الله ص إلى أصحابه و نظر إليه أصحابه و قال قد أسمعنا القول و أسمعكم فقام إليه رجل فقال كنت مثلك بالأمس فذهب به إلى منزله فأعطاه مرودا من تبر و كانوا يتبايعون بالتبر و هو الذهب و الفضة فقال الشيخ هذا كله قال نعم فقال الشيخ أقبل تبرك فإني لست بجني و لا إنسي و لكني رسول من الله لأبلوك فوجدتك شاكرا فجزاك الله خيرا

 بيان المرود في بعض النسخ بالراء المهملة و هو الميل أو حديدة تدور في اللجام و محور البكرة من حديد و في بعض النسخ بالزاء و هو ما يجعل فيه الزاد و هو أظهر

35-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد و علي بن محمد عن صالح بن  أبي حماد جميعا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال قال رجل للنبي ص يا رسول الله علمني قال اذهب و لا تغضب فقال الرجل قد اكتفيت بذلك فمضى إلى أهله فإذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفا و لبسوا السلاح فلما رأى ذلك لبس سلاحه ثم قام معهم ثم ذكر قول رسول الله ص لا تغضب فرمى السلاح ثم جاء يمشي إلى القوم الذين هم عدو قومه فقال يا هؤلاء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر فعلي في مالي أنا أوفيكموه فقال القوم فما كان فهو لكم نحن أولى بذلك منكم قال فاصطلح القوم و ذهب الغضب

36-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن أحمد عن محمد بن عماد البربري عن محمد بن يحيى و لقب أبيه داهر الرازي عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن موسى بن السيف عن سالم بن الجعد عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال بعث رسول الله ص الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني وليعة قال و كانت بينه و بينهم شحناء في الجاهلية قال فلما بلغ إلى بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه قال فخشي القوم فرجع إلى النبي ص فقال يا رسول الله إن بني وليعة أرادوا قتلي و منعوني الصدقة فلما بلغ بني وليعة الذي قال لهم الوليد بن عقبة عند رسول الله ص لقوا رسول الله ص فقالوا يا رسول الله لقد كذب الوليد و لكن كان بيننا و بينه شحناء في الجاهلية فخشينا أن يعاقبنا بالذي بيننا و بينه قال فقال النبي ص لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا عندي كنفسي فقتل مقاتليكم و سبى ذراريكم هو هذا حيث ترون ثم ضرب بيده على كتف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و أنزل الله في الوليد هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ  آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ

37-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي جميلة عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال مر النبي ص في سوق المدينة بطعام فقال لصاحبه ما أرى طعامك إلا طيبا و سأله عن سعره فأوحى الله عز و جل إليه أن يدس يده في الطعام ففعل فأخرج طعاما رديا فقال لصاحبه ما أراك إلا و قد جمعت خيانة و غشا للمسلمين

38-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن موسى بن عمر عن موسى بن بكر عن رجل عن أبي عبد الله ع قال أتى النبي ص أعرابي فقال له أ لست خيرنا أبا و أما و أكرمنا عقبا و رئيسا في الجاهلية و الإسلام فغضب النبي ص و قال يا أعرابي كم دون لسانك من حجاب قال اثنان شفتان و أسنان فقال ص أ ما كان في أحد هذين ما يرد عنا غرب لسانك هذا أما إنه لم يعط أحد في دنياه شيئا هو أضر له في آخرته من طلاقة لسانه يا علي قم فاقطع لسانه فظن الناس أنه يقطع لسانه فأعطاه دراهم

 بيان قال الجوهري غرب كل شي‏ء حده يقال في لسانه غرب أي حدة

39-  دعوات الراوندي، عن ربيعة بن كعب قال قال لي ذات يوم رسول الله ص يا ربيعة خدمتني سبع سنين أ فلا تسألني حاجة فقلت يا رسول الله أمهلني حتى أفكر فلما أصبحت و دخلت عليه قال لي يا ربيعة هات حاجتك فقلت تسأل الله أن يدخلني معك الجنة فقال لي من علمك هذا فقلت يا رسول الله  ما علمني أحد لكني فكرت في نفسي و قلت إن سألته مالا كان إلى نفاد و إن سألته عمرا طويلا و أولادا كان عاقبتهم الموت قال ربيعة فنكس رأسه ساعة ثم قال أفعل ذلك فأعني بكثرة السجود

40-  كنز الكراجكي، قال كان أكثم بن صيفي الأسدي حكيما مقدما عاش ثلاثمائة سنة و ثلاثين و كان ممن أدرك الإسلام و آمن بالنبي ص و مات قبل أن يراه و روي أنه لما سمع به ص بعث إليه ابنه و أوصاه بوصية حسنة و كتب معه كتابا يقول فيه باسمك اللهم من العبد إلى العبد فأبلغنا ما بلغك فقد أتانا عنك خبر لا ندري ما أصله فإن كنت أريت فأرنا و إن كنت علمت فعلمنا و أشركنا في كنزك و السلام فكتب إليه رسول الله ص بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى أكثم بن صيفي أحمد الله إليك إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله أقولها و آمر الناس بها الخلق خلق الله و الأمر كله لله خلقهم و أماتهم و هو ينشرهم و إليه المصير أدبتكم بآداب المرسلين و لتسألن عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ فلما وصل كتاب رسول الله ص إليه جمع بني تميم و وعظهم و حثهم على المسير معه إليه و عرفهم وجوب ذلك عليهم فلم يجيبوه و عند ذلك سار إلى رسول الله ص وحده و لم يتبعه غير بنيه و بني بنيه و مات قبل أن يصل إليه ص

41-  أقول قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً قيل نزلت في ثوبان مولى رسول الله ص و كان شديد الحب لرسول الله ص قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم و قد تغير لونه و نحل جسمه فقال ص يا ثوبان ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي من مرض و لا وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك  هناك لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين و أني إن أدخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك و إن لم أدخل الجنة فلا أحسب أن أراك أبدا فنزلت الآية ثم قال ص و الذي نفسي بيده لا يؤمنن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه و أبويه و أهله و ولده و الناس أجمعين و قيل إن أصحاب رسول الله ص قالوا ما ينبغي لنا أن نفارقك فإنا لا نراك إلا في الدنيا فأما في الآخرة فإنك ترفع فوقنا بفضلك فلا نراك فنزلت الآية عن قتادة و مسروق

42-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى و علي عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد الأشعري عن القداح عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال كان بالمدينة رجلان يسمى أحدهما هيت و الآخر مانع فقالا لرجل و رسول الله ص يسمع إذا افتتحتم الطائف إن شاء الله فعليك بابنة غيلان الثقفية فإنها شموع نجلاء مبتلة هيفاء شنباء إذا جلست تثنت و إذا تكلمت غنت تقبل بأربع و تدبر بثمان بين رجليها مثل القدح فقال النبي ص لا أراكما من أولي الإربة من الرجال فأمر بهما رسول الله ص فعزب بهما إلى مكان يقال له الغرابا و كان يتسوقان في كل جمعة

 بيان هذا الخبر مروي من طرق المخالفين أيضا قال في المغرب هيت من مخنثي المدينة و قيل هو تصحيف هنب بالنون و الباء و خطئ قائله و في بعض شروحهم الشموع مثل السجود اللعب و المزاح و قد شمع يشمع شمعا و شموعا و مشمعة و في الحمل مبالغة في كثرة لعبها و مزاحها. أقول و يظهر من كتب اللغة أنه بفتح الشين قال في شمس العلوم الشموع المرأة المزاحة و في الصحاح الشموع من النساء اللعوب الضحوك نجلاء إما من نجلت الأرض اخضرت أي خضراء أو من النجل بالتحريك و هو سعة العين و الرجل أنجل و العين نجلاء و في النهاية يقال عين نجلاء أي واسعة مبتلة  يقال امرأة مبتلة بتشديد التاء مفتوحة أي تامة الخلق لم يركب لحمها بعضه على بعض و لا يوصف به الرجل و يجوز أن يقرأ منبتلة بالنون و الباء الموحدة و التاء المكسورة نحو منقطعة لفظا و معنى أي منقطعة عن الزوج يعني أنها باكرة هيفاء الهيف محركة ضمر البطن و الكشح و دقة الخاصرة رجل أهيف و امرأة هيفاء و في بعض النسخ بالقاف و الأهيق الطويل العنق شنباء الشنب بالتحريك البياض و البريق و التحديد في الأسنان و في الصحاح الشنب حدة في الأسنان و يقال برد و عذوبة و امرأة شنباء بينة الشنب قال الجرمي سمعت الأصمعي يقول الشنب برد الفم و الأسنان فقلت إن أصحابنا يقولون هو حدتها حين تطلع فيراد بذلك حداثتها و طراوتها لأنها إذا أتت عليها السنون احتكت فقال ما هو إلا بردها قوله تثنت أي ترد بعض أعضائها على بعض من ثنى الشي‏ء كسعى إذ رد بعضه على بعض فتثنى فيكون كناية عن سمنها أو من الثني بمعنى ضم شي‏ء إلى شي‏ء و منه التثنية فالمعنى أنها كانت تثني رجلا واحدة و تضع الأخرى على فخذها كما هو شأن المغرور بحسنه أو بجاهه من الشبان و أهل الدنيا أو من ثنى العود إذا عطفه و معناه إذا جلست انعطفت أعضاؤها و تمايلت كما هو شأن المتبختر و المتجبر الفخور أو أنها رشيقة القد ليس لها انعطاف إلا إذا جلست و في روايات العامة إذا مشت تثنت و إذا جلست تبنت فالمعنى أنها تتكبر في مشيتها و تتثنى فيه و تتبختر قال الجزري في النهاية إذا قعدت تبنت أي فرجت رجليها لضخم ركبها كأنه شبهها بالقبة من الأدم و هي مبناة لسمنها و كثرة لحمها و قيل شبهها بها إذا ضربت و طنبت انفرجت و كذلك هذه إذا قعدت تربعت و فرشت رجليها. قوله و إذا تكلمت غنت أقول في روايات العامة تغنت قال القاضي عياض هو من الغنة لا من الغناء أي تتغنن في كلامها و تدخل صوتها في الخيشوم و قد عد ذلك من علامات التجبر قوله تقبل بأربع أقول يحتمل وجوها الأول ما ذكره المطرزي في المغرب حيث قال يعني أربع عكن تقبل بهن و

   لهن أطراف أربعة من كل جانب فتصير ثماني تدبر بهن و قال المازري الأربع التي تقبل بهن هن من كل ناحية ثنتان و لكل واحدة طرفان فإذا أدبرت ظهرت الأطراف ثمانية. الثاني أن يراد بالأربع اليدان و الثديان يعني أن هذه الأربعة بلغت في العظمة حدا توجب مشيها مكبة مثل الحيوانات التي تمشي على أربع فإذا أقبلت أقبلت بهذه الأربع و لم يعتبر الرجلين لأنهما محجوبتان خلف الثديين لعظمتهما فلا تكونان مرئيتين عند الإقبال و إذا أدبرت أدبرت بها مع أربعة أخرى و هي الرجلان و الأليتان لأن جميع الثمانية عند الإدبار مرئية و يؤيده ما ذكره الجزري حيث قال إن سعدا خطب امرأة بمكة فقيل إنها تمشي على ست إذا أقبلت و على أربع إذا أدبرت يعني بالست يديها و رجليها و ثدييها يعني أنها لعظم يديها و ثدييها كأنها تمشي مكبة و الأربع رجلاها و أليتاها و إنهما كادتا تمسان الأرض لعظمهما و هي بنت غيلان الثقفية التي قيل فيها تقبل بأربع و تدبر بثمان و كانت تحت عبد الرحمن بن عوف انتهى. الثالث أن يراد بالأربع الذوائب المرسلة في طرفي الوجه في كل طرف اثنتان مفتول و مرسل و بالثمان الذوائب المرسلة خلفها فإنهن كثيرا ما يقسمنه ثمانية أقسام فالمقصود وصفها بكثرة الشعر. الرابع ما أفاده الوالد العلامة رحمه الله و هو أن يكون المراد بالأربع العينين و الحاجبين أو الحاجب و العين و الأنف و الفم أو مكان الأنف النحر أو مثل ذلك و بالثمان تلك الأربع مع قلب الناظر و لسانه و عينيه أو قلبه و عقله و لسانه و عينه أو قلبه و عينه و أذنه و لسانه و هذا معنى لطيف و إن كان الظاهر أنه لم يخطر ببال قائله. قوله مثل القدح شبه فرجها بالقدح في العظم و حسن الهيئة قوله ص لا أراكما من أولي الإربة أي ما كنت أظن أنكما من أولي الإربة أي الذين لهم حاجة إلى النساء بل كنت أظن أنكما لا تشتهيان النساء و لا تعرفان من حسنهن  ما تذكران فلذا نفاهما عن المدينة لأنهما كانا يدخلان على النساء و يجلسان معهن قوله فعزب بهما على بناء المفعول بالعين المهملة و الزاء المعجمة كما في أكثر النسخ بمعنى التبعيد و الإخراج من موضع إلى آخر أو بالغين المعجمة و الراء المهملة بمعنى النفي عن البلد قوله ع يتسوقان أي يدخلان سوق المدينة للبيع و الشراء. أقول قد أثبتنا في باب غزوة تبوك و قصة العقبة أحوال أصحاب العقبة و كفرهم و حال حذيفة و في باب أحوال سلمان أحوال جماعة و في أبواب غزوات النبي ص أحوال جماعة لا سيما في غزوة بدر و أحد و تبوك و حال زيد بن حارثة في باب أبي طالب و باب جعفر و باب قصة زينب و حال المستهزءين برسول الله ص في أبواب المعجزات و بعض أحوال جابر في غزوة الخندق و بعض أحوال حاطب بن أبي بلتعة في باب فتح مكة و في باب أحوال أزواج النبي ص و في باب العباس حديث الأخوات من أهل الجنة و في باب فتح مكة خبر بديل بن ورقاء الخزاعي و في باب بني المطلق ما صنع خالد بن الوليد لعنه الله بهم و في غزوة أحد حال أبي دجانة و في غزوة خيبر بعض أحوال أسامة بن زيد و في باب غصب لصوص الخلافة الجماعة الذين أنكروا على أبي بكر و يظهر منه أحوال جماعة أخرى و في أبواب الفتن إنكار أسامة بن زيد على أبي بكر و إنكار أبي قحافة عليه و في احتجاج أمير المؤمنين ع على جماعة من الصحابة في زمن معاوية ما يظهر منه أحوال جماعة و في إرادة قتل خالد لأمير المؤمنين ع أيضا كذلك و سيظهر في أبواب احتجاجات الحسن بن علي ع و أصحابه على معاوية أحوال جماعة و حال أبي الدرداء في باب عبادة علي ع و حال أم أيمن في باب ولادة الحسين ع و شقاوة أربعة استشهدهم أمير المؤمنين ع على خلافته فكتموا فدعا عليهم و هم أنس بن مالك و البراء بن عازب الأنصاري و الأشعث بن قيس الكندي و خالد بن يزيد البجلي في بابه و شقاوة سعد بن أبي وقاص في أحوال الحسين ع و أنه قال له أمير المؤمنين ع ما في رأسك و لحيتك من شعرة إلا و في أصلها

   شيطان جالس و في باب الأذان بعض أحوال بلال و في أبواب أحوال الباقر ع بعض فضائل جابر بن عبد الله الأنصاري و حال طلحة و الزبير لعنهما الله في أبواب كتاب الفتن و في أخبار الغدير حال أبي سعيد الخدري و جماعة و في أبواب الفضائل أخبارا كثيرة عن أبي سعيد و في باب وجوب ولايتهم ع فضلا عظيما لسعد بن معاذ و كذا في باب فضائل أصحاب الكساء

43-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن أبيه عن البرقي عن أبيه عن خالد بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي بن أبي طالب ع فقال ذاك خير خلق الله من الأولين و الآخرين ما خلا النبيين و المرسلين إن الله عز و جل لم يخلق خلقا بعد النبيين و المرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده بعده قلت فما تقول فيمن يبغضه و ينتقصه فقال لا يبغضه إلا كافر و لا ينتقصه إلا منافق قلت فما تقول فيمن يتولاه و يتولى الأئمة من ولده بعده فقال إن شيعة علي ع و الأئمة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة ثم قال ما ترون لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلى ضلالة من كان أقرب الناس منه قالوا شيعته و أنصاره قال فلو أن رجلا خرج يدعو الناس إلى هدى من كان أقرب الناس منه قالوا شيعته و أنصاره قال فكذلك علي بن أبي طالب ع بيده لواء الحمد يوم القيامة أقرب الناس منه شيعته و أنصاره

44-  فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فإنها نزلت لما رجع رسول الله ص من غزوة خيبر و بعث أسامة بن زيد في خيل إلى بعض قرى اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى الإسلام و كان رجل من اليهود يقال له مرداس بن نهيك الفدكي في بعض القرى فلما أحس بخيل رسول الله ص جمع أهله و ماله و صار في ناحية الجبل فأقبل يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول  الله فمر به أسامة بن زيد فطعنه و قتله فلما رجع إلى رسول الله ص أخبره بذلك فقال له رسول الله ص قتلت رجلا شهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فقال يا رسول الله إنما قالها تعوذا من القتل فقال رسول الله ص فلا شققت الغطاء عن قلبه لا ما قال بلسانه قبلت و لا ما كان في نفسه علمت فحلف أسامة بعد ذلك أنه لا يقتل أحدا شهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص فتخلف عن أمير المؤمنين ع في حروبه و أنزل الله في ذلك وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً

45-  فس، ]تفسير القمي[ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ فإنها نزلت في الزبير بن العوام فإنه نازع رجلا من اليهود في حديقة فقال الزبير نرضى بابن شيبة اليهودي و قال اليهودي نرضى بمحمد و أنزل الله أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَ يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً و هم أعداء آل محمد كلهم جرت فيهم هذه الآية

46-  فس، ]تفسير القمي[ وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر و كان رسول الله ص لما حاصر بني قريظة قالوا له ابعث إلينا أبا لبابة نستشيره  في أمرنا فقال رسول الله ص يا أبا لبابة ائت حلفاءك و مواليك فأتاهم فقالوا له يا با لبابة ما ترى أ ننزل على حكم رسول الله ص فقال انزلوا و اعلموا أن حكمه فيكم هو الذبح و أشار إلى حلقه ثم ندم على ذلك فقال خنت الله و رسوله و نزل من حصنهم و لم يرجع إلى رسول الله ص و مر إلى المسجد و شد في عنقه حبلا ثم شده إلى الأسطوانة التي كانت تسمى أسطوانة التوبة فقال لا أحله حتى أموت أو يتوب الله علي فبلغ رسول الله ص فقال أما لو أتانا لاستغفرنا الله له فأما إذا قصد إلى ربه فالله أولى به و كان أبو لبابة يصوم النهار و يأكل بالليل ما يمسك رمقه و كانت بنته تأتيه بعشائه و تحله عند قضاء الحاجة فلما كان بعد ذلك و رسول الله في بيت أم سلمة نزلت توبته فقال يا أم سلمة قد تاب الله على أبي لبابة فقالت يا رسول الله أ فأؤذنه بذلك فقال لتفعلن فأخرجت رأسها من الحجرة فقالت يا أبا لبابة أبشر قد تاب الله عليك فقال الحمد لله فوثب المسلمون يحلونه فقال لا و الله حتى يحلني رسول الله ص بيده فجاء رسول الله ص فقال يا أبا لبابة قد تاب الله عليك توبة لو ولدت من أمك يومك هذا لكفاك فقال يا رسول الله أ فأتصدق بمالي كله قال لا قال فبثلثيه قال لا قال فبنصفه قال لا قال فبثلثه قال نعم فأنزل الله وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً إلى قوله أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

47-  فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ أبو سفيان بن حرب بن أمية و سهيل بن عمرو و هو من بني عامر بن لوي و  همام بن عمرو و أخوه و صفوان بن أمية بن خلف القرشي ثم الجمحي و الأقرع بن حابس التميمي ثم أحد بني حازم و عيينة بن حصن الفزاري و مالك بن عوف و علقمة بن علانة بلغني أن رسول الله ص كان يعطي الرجل منهم مائة من الإبل و رعاتها و أكثر من ذلك و أقل

48-  فس، ]تفسير القمي[ وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ فإنه كان سبب نزولها أن عبد الله بن نفيل كان منافقا و كان يقعد إلى رسول الله ص فيسمع كلامه و ينقله إلى المنافقين و ينم عليه فنزل جبرئيل على رسول الله فقال يا محمد إن رجلا من المنافقين ينم عليك و ينقل حديثك إلى المنافقين فقال رسول الله ص من هو فقال الرجل الأسود كثير شعر الرأس ينظر بعينين كأنهما قدران و ينطق بلسان شيطان فدعاه رسول الله فأخبره فحلف أنه لم يفعل فقال رسول الله ص قد قبلت منك فلا تقعد فرجع إلى أصحابه فقال إن محمدا أذن أخبره الله أني أنم عليه و أنقل أخباره فقبل و أخبرته أني لم أفعل فقبل فأنزل الله على نبيه وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ أي يصدق الله فيما يقول له و يصدقك فيما تعتذر إليه في الظاهر و لا يصدقك في الباطن قوله وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ يعني المقرين بالإيمان من غير اعتقاد

   -49  فس، ]تفسير القمي[ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ قال نزلت في الذين تحالفوا في الكعبة أن لا يردوا هذا الأمر في بني هاشم فهي كلمة الكفر ثم قعدوا لرسول الله ص في العقبة و هموا بقتله و هو قوله وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ثم ذكر البخلاء و سماهم منافقين و كاذبين فقال وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ إلى قوله وَ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ

 و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال هو ثعلبة بن خاطب بن عمرو بن عوف كان محتاجا فعاهد الله فلما آتاه الله بخل به ثم ذكر المنافقين فقال أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ الآية و أما قوله الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ فجاء سالم بن عمير الأنصاري بصاع من تمر فقال يا رسول الله كنت ليلتي أخبز لجرير حتى نلت صاعين تمرا أما أحدهما فأمسكته و أما الآخر فأقرضته ربي فأمر رسول الله ص أن ينثره في الصدقات فسخر منه المنافقون فقالوا و الله إن كان الله يغني عن هذا الصاع ما يصنع الله بصاعه شيئا و لكن أبا عقيل أراد أن يذكر نفسه ليعطى من الصدقات فقال سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ قوله اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ قال علي بن إبراهيم إنها نزلت لما رجع رسول الله ص إلى المدينة و مرض عبد الله بن أبي و كان ابنه عبد الله بن عبد الله مؤمنا فجاء إلى رسول الله ص و أبوه يجود بنفسه فقال يا رسول الله بأبي أنت و أمي إنك إن لم تأت أبي كان ذلك عارا علينا فدخل إليه رسول الله ص  و المنافقون عنده فقال ابنه عبد الله بن عبد الله يا رسول الله استغفر الله له فاستغفر له فقال عمر أ لم ينهك الله يا رسول الله أن تصلي عليهم أو تستغفر لهم فأعرض عنه رسول الله ص و أعاد عليه فقال له ويلك إني خيرت فاخترت إن الله يقول اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ فلما مات عبد الله جاء ابنه إلى رسول الله ص فقال بأبي أنت و أمي يا رسول الله إن رأيت أن تحضر جنازته فحضر رسول الله ص و قام على قبره فقال له عمر يا رسول الله أ لم ينهك الله أن تصلي عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً و أن تقوم على قبره فقال له رسول الله ص ويلك و هل تدري ما قلت إنما قلت اللهم احش قبره نارا و جوفه نارا و أصله النار فبدا من رسول الله ص ما لم يكن يحب قال و لما قدم النبي ص من تبوك كان أصحابه المؤمنون يتعرضون للمنافقين و يؤذونهم فكانوا يحلفون لهم أنهم على الحق و ليس هم بمنافقين لكي يعرضوا عنهم و يرضوا عنهم فأنزل الله سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ ثم وصف الأعراب فقال الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً إلى قوله إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

50-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن يحيى بن عمران عن يونس عن أبي الطيار قال قال أبو عبد الله ع المرجون لأمر الله قوم كانوا مشركين قتلوا حمزة و جعفرا و أشباههما من المؤمنين ثم دخلوا بعد ذلك في الإسلام فوحدوا الله و تركوا الشرك  و لم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة و لم يكونوا على جحودهم فيجب لهم النار فهم على تلك الحالة مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ

51-  فس، ]تفسير القمي[ وَ لكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث من بني لوي يقول الله فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة و أن الله لا يهدي القوم الظالمين ذلك بأن الله ختم على سمعهم و أبصارهم و قلوبهم و أولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون هكذا في قراءة ابن مسعود هذا كله في عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان عاملا لعثمان بن عفان على مصر و نزل فيه أيضا وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ

52-  فس، ]تفسير القمي[ قوله وَ يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا إلى قوله وَ ما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ

 فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين ع و عثمان و ذلك أنه كان بينهما منازعة في حديقة فقال أمير المؤمنين ع ترضى برسول الله ص فقال عبد الرحمن بن عوف لعثمان لا تحاكمه إلى رسول الله ص فإنه يحكم له عليك و لكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهودي فقال عثمان لأمير المؤمنين ع لا أرضى إلا بابن شيبة اليهودي فقال ابن شيبة لعثمان تأتمنون محمدا على وحي السماء و تتهمونه في الأحكام فأنزل الله على رسوله وَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ  لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إلى قوله بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

53-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن حماد عن حريز عن أبي جعفر ع قال سئل عن جابر فقال رحم الله جابرا بلغ من فقهه أنه كان يعرف تأويل هذه الآية إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ يعني الرجعة

54-  فس، ]تفسير القمي[ قال رسول الله ص لما مر بعمرو بن العاص و عقبة بن أبي معيط و هما في حائط يشربان و يغنيان بهذا البيت في حمزة بن عبد المطلب حين قتل كم من حواري تلوح عظامه وراء الحرب عنه أن يجر فيقبرا فقال النبي ص اللهم العنهما و اركسهما في الفتنة ركسا و دعهما إلى النار دعا

55-  فس، ]تفسير القمي[ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ قال نزلت في حنظلة بن أبي عامر و ذلك أنه تزوج في الليلة التي كان في صبحها حرب أحد فاستأذن رسول الله ص أن يقيم عند أهله فأنزل الله هذه الآية فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ فأقام عند أهله ثم أصبح و هو جنب فحضر القتال فاستشهد فقال رسول الله ص رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحاف فضة بين السماء و الأرض فكان يسمى غسيل الملائكة

56-  فس، ]تفسير القمي[ فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى قال نزلت في رجل من الأنصار كانت له نخلة في دار رجل فكان يدخل عليه بغير إذن فشكا ذلك إلى رسول الله ص فقال رسول الله ص لصاحب النخلة بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنة فقال لا أفعل قال فبعنيها بحديقة في الجنة فقال لا أفعل و انصرف فمضى إليه أبو الدحداح و اشتراها منه و أتى النبي ص فقال أبو الدحداح يا رسول الله خذها و اجعل لي في الجنة التي قلت لهذا فلم يقبله فقال رسول الله ص لك في الجنة حدائق و حدائق فأنزل الله في ذلك فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى يعني أبا الدحداح فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى وَ ما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى يعني إذا مات إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى قال علينا أن نبين لهم قوله فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى أي تلتهب عليهم لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى يعني هذا الذي بخل على رسول الله ص وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي قال أبو الدحداح و قال الله وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى قال ليس لأحد عند الله يدعي ربه بما فعله لنفسه و إن جازاه فبفضله يفعل و هو قوله إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى وَ لَسَوْفَ يَرْضى أي يرضى عن أمير المؤمنين و يرضوا كذا عنه

57-  فس، ]تفسير القمي[ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ قال لما مات أبو طالب فنادى أبو جهل و الوليد عليهما لعائن الله هلم فاقتلوا محمدا فقد مات الذي كان ناصره فقال الله فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ قال كما دعا إلى قتل رسول الله ص نحن أيضا ندع الزبانية

  -58  ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي قال سمعت الرضا ع يقول في تفسير وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى قال إن رجلا من الأنصار كان لرجل في حائطه نخلة و كان يضر به فشكا ذلك إلى رسول الله ص فدعاه فقال أعطني نخلتك بنخلة في الجنة فأبى فبلغ ذلك رجلا من الأنصار يكنى أبا الدحداح جاء إلى صاحب النخلة فقال بعني نخلتك بحائطي فباعه فجاء إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله قد اشتريت نخلة فلان بحائطي قال فقال له رسول الله ص فلك بدلها نخلة في الجنة فأنزل الله تبارك و تعالى على نبيه ص وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطى يعني النخلة وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى بوعد رسول الله ص فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى... وَ ما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى فقلت له قول الله تبارك و تعالى إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى قال الله يَهْدِي مَنْ يَشاءُ و يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ فقلت له أصلحك الله إن قوما من أصحابنا يزعمون أن المعرفة مكتسبة و أنهم إذا نظروا من وجه النظر أدركوا فأنكر ذلك و قال فما لهؤلاء القوم لا يكتسبون الخير لأنفسهم ليس أحد من الناس إلا و هو يحب أن يكون هو خيرا ممن هو منه هؤلاء بني هاشم موضعهم موضعهم و قرابتهم قرابتهم و هم أحق بهذا الأمر منكم أ فترون أنهم لا ينظرون لأنفسهم و قد عرفتم و لم يعرفوا قال أبو جعفر ع لو استطاع الناس لأحبونا

59-  ب، ]قرب الإسناد[ عنهما عن حنان قال سأل صدقة بن مسلم أبا عبد الله ع و أنا عنده فقال من الشاهد على فاطمة بأنها لا ترث أباها فقال شهدت عليها عائشة و حفصة و رجل من العرب يقال له أوس بن الحدثان من بني نصر شهدوا عند أبي بكر بأن رسول الله ص قال لا أورث فمنعوا فاطمة ع ميراثها من أبيها

  -60  ل، ]الخصال[ عن جعفر بن محمد ع قال ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله ص أبو هريرة و أنس بن مالك و امرأة

 أقول سيأتي بإسناده في باب عائشة

61-  ل، ]الخصال[ الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير و البزنطي معا عن أبان الأحمر عن جماعة مشيخة قالوا اختار رسول الله ص من أمته اثني عشر نقيبا أشار إليهم جبرئيل و أمره باختيارهم كعدة نقباء موسى تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس فمن الخزرج أسعد بن زرارة و البراء بن معاوية و عبد الرحمن بن حمام و جابر بن عبد الله و رافع بن مالك و سعد بن عبادة و المنذر بن عمرو و عبد الله بن رواحة و سعد بن الربيع و من القوافل عبادة بن الصامت و معنى القوافل أن الرجل من العرب كان إذا دخل يثرب يجي‏ء إلى رجل من أشراف الخزرج فيقول له أجرني ما دمت بها من أن أظلم فيقول قوفل حيث شئت فأنت في جواري فلا يتعرض له أحد و من الأوس أبو الهيثم بن التيهان و أسيد بن حضير و سعد بن خيثمة

 قال الصدوق رحمه الله و قد أخرجت قصتهم في كتاب النبوة و النقيب الرئيس من العرفاء و قد قيل إنه الضمين و قد قيل إنه الأمين و قد قيل إنه الشهيد على قومه و أصل النقيب في اللغة من النقب و هو الثقب الواسع فقيل نقيب القوم لأنه ينقب عن أحوالهم كما ينقب عن الأسرار و عن مكنون الإضمار و معنى قول الله عز و جل وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً هو أنه أخذ من كل سبط منهم ضمينا بما عقد عليهم من الميثاق في أمر دينهم و قد قيل إنهم بعثوا إلى الجبارين ليقفوا على أحوالهم و يرجعوا بذلك إلى نبيهم موسى ع فرجعوا ينهون قومهم عن قتالهم لما رأوا من شدة بأسهم و عظم خلقهم و القصة معروفة و كان مرادنا ذكر معنى النقيب في اللغة و الله الموفق للصواب. أقول سيأتي بعض أخبار الباب في باب مثالب الثلاثة لعنهم الله

62-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن محمد الكاتب عن الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن علي عن العباس بن عبد الله العنزي عن عبد الرحمن بن الأسود اليشكري عن عون بن عبيد الله عن أبيه عن جده أبي رافع قال دخلت على رسول الله ص يوما و هو نائم و حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبي ص فظننت أنه يوحى إليه فاضطجعت بينه و بين الحية فقلت إن كان منها سوء كان إلي دونه فمكثت هنيهة فاستيقظ النبي ص و هو يقرأ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا حتى أتى على آخر الآية ثم قال الحمد لله الذي أتم لعلي نعمته و هنيئا له بفضل الله الذي آتاه ثم قال لي ما لك هاهنا فأخبرته بخبر الحية فقال لي اقتلها ففعلت ثم قال يا أبا رافع كيف أنت و قوم يقاتلون عليا و هو على الحق و هم على الباطل جهادهم حق لله عز اسمه فمن لم يستطع فبقلبه ليس وراءه شي‏ء فقلت يا رسول الله ادع الله لي إن أدركتهم أن يقويني على قتالهم قال فدعا النبي ص و قال إن لكل نبي أمينا و إن أميني أبو رافع قال فلما بايع الناس عليا بعد عثمان و سار طلحة و الزبير ذكرت قول النبي ص فبعت داري بالمدينة و أرضا لي بخيبر و خرجت بنفسي و ولدي مع أمير المؤمنين ع لأستشهد بين يديه فلم أدرك معه حتى عاد من البصرة و خرجت معه إلى صفين فقاتلت بين يديه بها و بالنهروان أيضا و لم أزل معه حتى استشهد فرجعت إلى المدينة و ليس لي بها دار و لا أرض فأعطاني الحسن بن علي ع أرضا بينبع و قسم لي شطر دار أمير المؤمنين ع فنزلتها و عيالي

63-  جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن خالد بن يزيد عن أبي خالد عن حنان بن سدير عن أبي إسحاق عن ربيعة السعدي قال أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له حدثني بما سمعت من رسول الله ص و رأيته يعمل به فقال عليك بالقرآن فقلت له قد قرأت القرآن و إنما جئتك لتحدثني بما لم أره و لم أسمعه من رسول الله ص اللهم إني أشهدك على حذيفة أني أتيته ليحدثني فإنه قد سمع و كتم قال فقال حذيفة قد أبلغت في الشدة ثم قال لي خذها قصيرة من طويلة و جامعة لكل أمرك إن آية الجنة في هذه الأمة ليأكل الطعام و يمشي في الأسواق فقلت له فبين لي آية الجنة فأتبعها و آية النار فأتقيها فقال لي و الذي نفس حذيفة بيده أن آية الجنة و الهداة إليها إلى يوم القيامة لأئمة آل محمد و إن آية النار و الدعاة إليها إلى يوم القيامة لأعداؤهم

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن محمد بن محمد بن سليمان عن هارون بن حاتم عن إسماعيل بن توبة و مصعب بن سلام عن أبي إسحاق عن ربيعة مثله

64-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن محمد الكاتب عن الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أبي الوليد الضبي عن أبي بكر الهذلي قال دخل الحارث بن حوط الليثي على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال يا أمير المؤمنين ما أرى طلحة و الزبير و عائشة أضحوا إلا على حق فقال يا حار إنك نظرت تحتك و لم تنظر فوقك جزت عن الحق إن الحق و الباطل لا يعرفان بالناس و لكن اعرف الحق باتباع من اتبعه و الباطل باجتناب من اجتنبه قال فهلا أكون كعبد الله بن عمر و سعد بن مالك فقال أمير المؤمنين ع إن عبد الله بن عمر و سعدا خذلا الحق و لم ينصرا الباطل متى كانا إمامين في الخير فيتبعان

65-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن خالد عن العباس بن المغيرة عن أحمد بن منصور عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن خالد بن خالد اليشكري قال خرجت سنة فتح تستر حتى قدمت الكوفة فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل جهم من الرجال فقلت من هذا فقال القوم أ ما تعرفه فقلت لا فقالوا هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله ص قال فقعدت إليه فحدث القوم فقال إن الناس كانوا يسألون رسول الله ص عن الخير و كنت أسأله عن الشر فأنكر ذلك القوم عليه فقال سأحدثكم بما أنكرتم إنه جاء أمر الإسلام فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية و كنت أعطيت من القرآن فقها و كان يجيئون فيسألون النبي ص فقلت أنا يا رسول الله أ يكون هذا الخير شرا قال نعم قلت فما العصمة منه قال السيف قال قلت و ما بعد السيف بقية قال نعم يكون أمارة على أقذاء و هدنة على دخن قال قلت ثم ما ذا قال ثم تفشو رعاة الضلالة فإن رأيت يومئذ خليفة عدل فالزمه و إلا فمت عاضا على جزل شجرة

 بيان يقال رجل جهم الوجه أي كالحه و قال الجزري في الحديث هدنة على دخن و جماعة على أقذاء الدخن بالتحريك مصدر دخنت النار تدخن إذا ألقي عليها حطب رطب فكثر دخانها أي على فساد و اختلاف تشبيها بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر و قيل أصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد و جاء تفسيره في الحديث أنه لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه أي لا يصفو بعضها لبعض و لا ينصع حبها كالكدورة التي في لون الدابة و الأقذاء جمع قذى و القذى جمع قذاة و هو ما يقع في العين و الماء و الشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك أراد أن اجتماعهم يكون على فساد في قلوبهم فشبه بقذى العين و الماء و الشراب و قال الهدنة السكون و الصلح و الموادعة بين المسلمين انتهى و الجزل الحطب اليابس أو الغليظ العظيم منه

66-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن بسران عن محمد بن عمرو بن البختري عن سعيد بن نصر البزاز عن سفيان بن عيينة عن عمر أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاري يقول أتى رسول الله ص قبر عبد الله بن أبي بعد ما أدخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبته أو فخذه فنفث فيه من ريقه و ألبسه قميصه الله أعلم

67-  لي، ]الأمالي للصدوق[ علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب عن جعفر بن أحمد بن يوسف عن علي بن برزج عن عمرو بن اليسع عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع قال أتي رسول الله ص فقيل له سعد بن معاذ قد مات فقام رسول الله ص و قام أصحابه معه فأمر بغسل سعد و هو قائم على عضادة الباب فلما حنط و كفن و حمل على سريره تبعه رسول الله ص بلا حذاء و لا رداء ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة و يسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر فنزل رسول الله ص حتى لحده و سوى عليه اللبن و جعل يقول ناولوني حجرا ناولوني ترابا فيسد به ما بين اللبن فلما أن فرغ و حثا عليه التراب و سوى قبره قال رسول الله ص إني لأعلم أنه سيبلى و يصل البلاء إليه و لكن الله عز و جل يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد من جانب يا سعد هنيئا لك الجنة فقال رسول الله ص يا أم سعد مه لا تجزمي على ربك فإن سعدا قد أصابته ضمة قال فرجع رسول الله ص و رجع الناس فقالوا يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد أنك تبعت جنازته بلا حذاء و لا رداء فقال ص إن الملائكة كانت بلا رداء و لا حذاء فتأسيت بها قالوا و كنت تأخذ يمنة السرير و يسرته قال كانت يدي في يد جبرئيل ع آخذ حيث يأخذ فقال أمرت بغسله و صليت على جنازته و لحدته في قبره ثم قلت إن سعدا قد أصابته ضمة قال فقال ص نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق مثله

68-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن أبي عمرو عن جعفر بن محمد بن شاكر عن قبيصة عن عقبة عن سفيان عن أبي إسحاق عن حمزة بن مالك قال قال عبد الله لقد قرأت من في رسول الله ص سبعين سورة و زيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب مع الصبيان

69-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان البراء بن معرور الأنصاري بالمدينة و كان رسول الله ص بمكة و المسلمون يصلون إلى بيت المقدس فأوصى إذا دفن أن يجعل وجهه إلى رسول الله ص فجرت فيه السنة و نزل به كتاب

70-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان البراء بن معرور الأنصاري بالمدينة و كان رسول الله ص بمكة و إنه حضره الموت فأوصى بثلث ماله فجرت به السنة

71-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن البرقي عن أبيه عن يونس عن ابن أسباط عن عمه عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع إن الناس يقولون إن العرش اهتز لموت سعد بن معاذ فقال إنما هو السرير الذي كان عليه

72-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن هاشم عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن النبي ص صلى على سعد بن معاذ و قال لقد وافى من الملائكة للصلاة عليه تسعون ألف ملك و فيهم جبرئيل يصلون عليه فقلت يا جبرئيل بما استحق صلاتكم هذا منكم عليه قال بقراءة قل هو الله أحد قائما و قاعدا و راكبا و ماشيا و ذاهبا و جائيا

 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي مثله و فيه سبعون يد، ]التوحيد[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد مثله

73-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر الرزاز عن جده محمد بن عيسى عن إسحاق بن يزيد عن عبد المؤمن بن القاسم عن عمران بن ظبيان عن عباد بن عبد الله الأسدي عن زيد بن صوحان أنه حدثهم في البصرة عن حذيفة بن اليمان أنه أنذرهم فتنا مشتبهة يرتكس فيها أقوام على وجوههم قال ارقبوها قال فقلنا كيف النجاة يا با عبد الله قال انظروا الفئة التي فيها علي ع فأتوها و لو زحفا على ركبكم فإني سمعت رسول الله ص يقول علي أمير البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله إلى يوم القيامة

74-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر بن محمد بن رباح عن عباد بن يعقوب عن علي بن هشام بن البريد عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن موسى بن عبد الله بن يزيد يعني الخطمي عن صلة بن زفر أنه أدخل رأسه تحت الثوب بعد ما سجى على حذيفة فقال له إن هذه الفتنة قد وقعت فما تأمرني قال إذا أنت فرغت من دفني فشد على راحلتك و الحق بعلي ع فإنه على الحق و الحق لا يفارقه

75-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن جعفر الحسني عن أحمد بن عبد المنعم عن يحيى بن يعلى عن الصباح بن يحيى عن يعقوب بن زياد العبسي عن علي بن علقمة الأيادي قال لما قدم الحسين بن علي صلوات الله عليهما و عمار بن ياسر رضي الله عنه يستنفران الناس خرج حذيفة رحمه الله و هو مريض مرضه الذي قبض فيه فخرج يتهادى بين رجلين فحرص الناس على اتباع علي ع و طاعته و نصرته ثم قال ألا من أراد و الذي لا إله غيره أن ينظر إلى أمير المؤمنين حقا حقا فلينظر إلى علي بن أبي طالب ع ألا فوازروه و اتبعوه و انصروه قال يعقوب أنا و الله سمعته من علي بن علقمة و من عمومتي يذكرونه عن حذيفة

76-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بهذا الإسناد عن يحيى بن يعلى عن العلا بن صالح الأسدي عن عدي بن ثابت عن أبي راشد قال لما أتى حذيفة ببيعة علي ع ضرب بيده واحدة على الأخرى و بايع له و قال هذه بيعة أمير المؤمنين حقا فو الله لا نبايع بعده لأحد من قريش إلا أصغر أو أبتر يولي الحق استه

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبيد الله بن الحسين العلوي عن محمد بن علي بن حمزة العلوي عن أبيه عن الحسين بن زيد بن علي قال سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع عن سن جدنا علي بن الحسين ع فقال أخبرني أبي عن أبيه علي بن الحسين ع قال كنت أمشي خلف عمي و أبي الحسن و الحسين في بعض طرقات المدينة في العام الذي قبض فيه عمي الحسن و أنا يومئذ غلام قد ناهزت الحلم أو كدت فلقيهما جابر بن عبد الله و أنس بن مالك الأنصاريان في جماعة من قريش و الأنصار فما تمالك جابر بن عبد الله حتى أكب على أيديهما و أرجلهما يقبلها فقال له رجل من قريش كان نسيبا لمروان أ تصنع هذا يا با عبد الله في سنك و موضعك من صحبة رسول الله ص و كان جابر قد شهد بدرا فقال له إليك عني فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما و مكانهما ما أعلم لقبلت ما تحت أقدامهما من التراب ثم أقبل جابر على أنس بن مالك فقال يا با حمزة أخبرني رسول الله ص فيهما بأمر ما ظننته أن يكون في بشر قال له أنس و ما الذي أخبرك يا با عبد الله قال علي بن الحسين فانطلق الحسن و الحسين ع و وقفت أنا أسمع محاورة القوم فأنشأ جابر يحدث قال بينا رسول الله ص ذات يوم في المسجد و قد خف من حوله إذ قال لي يا جابر ادع لي ابني حسنا و حسينا و كان ص شديد الكلف بهما فانطلقت فدعوتهما و أقبلت أحمل هذا مرة و هذا مرة حتى جئته بهما فقال لي و أنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من حنوي عليهما و تكريمي إياهما أ تحبهما يا جابر قلت و ما يمنعني من ذلك فداك أبي و أمي و مكانهما منك مكانهما قال أ فلا أخبرك عن فضلهما قلت بلى بأبي أنت و أمي قال إن الله تعالى لما أراد أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيبة فأودعها صلب أبي آدم ع فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح و إبراهيم ع ثم كذلك إلى عبد المطلب فلم يصبني من دنس الجاهلية شي‏ء ثم افترقت تلك النطفة شطرين إلى عبد الله و أبي طالب فولدني أبي فختم الله بي النبوة و ولد علي فختمت به الوصية ثم اجتمعت النطفتان مني و من علي فولدتا الجهر و الجهير الحسنان فختم الله بهما أسباط النبوة و جعل ذريتي منهما و الذي يفتح مدينة أو قال مدائن الكفر و يملأ أرض الله عدلا بعد ما ملئت جورا فهما طهران مطهران و هما سيدا شباب أهل الجنة طوبى لمن أحبهما و أباهما و أمهما و ويل لمن حادهم و أبغضهم

 بيان ناهز الصبي البلوغ داناه قوله أو كدت أي أن أبلغ و يقال كلفت بهذا الأمر أي أولعت به و حنت المرأة على ولدها حنوا كعلو عطفت و الجهر و الجهير كأنهما من ألقابهما أو أسمائهما في الكتب السالفة في القاموس جهر و جهير ذو منظر و الجهر بالضم هيئة الرجل و حسن منظره و الجهير الجميل و الخليق للمعروف

77-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن عبد الله بن حامد عن محمد بن جعفر عن علي بن حرب عن محمد بن حجر عن عمه سعيد عن أبيه عن أمه عن وائل بن حجر قال جاءنا ظهور النبي ص و أنا في ملك عظيم و طاعة من قومي فرفضت ذلك و آثرت الله و رسوله و قدمت على رسول الله ص فأخبرني أصحابه أنه بشرهم قبل قدومي بثلاث فقال هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت راغبا في الإسلام طائعا بقية أبناء الملوك فقلت يا رسول الله أتانا ظهورك و أنا في ملك فمن الله علي أن رفضت ذلك و آثرت الله و رسوله و دينه راغبا فيه فقال ص صدقت اللهم بارك في وائل و في ولده و ولد ولده

78-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن ابن عباس قال بينما رسول الله ص بفناء بيته بمكة جالس إذ قربه عثمان بن مظعون فجلس و رسول الله ص يحدثه إذ شخص بصره ص إلى السماء فنظر ساعة ثم انحرف فقال عثمان تركتني و أخذت بنفض رأسك كأنك تشفه شيئا فقال رسول الله ص أ و فطنت إلى ذلك قال نعم قال رسول الله ص أتاني جبرئيل ع فقال عثمان فما قال قال قال إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ قال عثمان فأحببت محمدا و استقر الإيمان في قلبي

79-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا الدرداء كان يعبد صنما في الجاهلية و أن عبد الله بن رواحة و محمد بن مسلمة ينتظران خلوة أبي الدرداء فغاب فدخلا على بيته و كسرا صنمه فلما رجع قال لأهله من فعل هذا قالت لا أدري سمعت صوتا فجئت و قد خرجوا ثم قالت لو كان الصنم يدفع لدفع عن نفسه فقال أعطيني حلتي فلبسها فقال النبي ص هذا أبو الدرداء يجي‏ء و يسلم فإذا هو جاء و أسلم

80-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عبد الله بن الزبير قال احتجم النبي ص فأخذت الدم لأهريقه فلما برزت حسوته فلما رجعت قال ما صنعت قلت جعلته في أخفى مكان قال ألفاك شربت الدم ثم قال ويل للناس منك و ويل لك من الناس

81-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه ذكر زيد بن صوحان فقال زيد و ما زيد يسبق منه عضو إلى الجنة فقطعت يده يوم نهاوند في سبيل الله فكان كما قال

82-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حكى العقبي أن أبا أيوب الأنصاري رئي عند خليج قسطنطنية فسئل عن حاجته قال أما دنياكم فلا حاجة لي فيها و لكن إن مت فقدموني ما استطعتم في بلاد العدو فإني سمعت رسول الله ص يقول يدفن عند سور القسطنطنية رجل صالح من أصحابي و قد رجوت أن أكونه ثم مات فكانوا يجاهدون و السرير يحمل و يقدم فأرسل قيصر في ذلك فقالوا صاحب نبينا و قد سألنا أن ندفنه في بلادك و نحن منفذون وصيته قال فإذا وليتم أخرجناه إلى الكلاب فقالوا لو نبش من قبره ما ترك بأرض العرب نصراني إلا قتل و لا كنيسة إلا هدمت فبنى على قبره قبة يسرج فيها إلى اليوم و قبره إلى الآن يزار في جنب سور القسطنطنية

83-  سر، ]السرائر[ موسى بن بكر عن المفضل قال عرضت على أبي عبد الله ع أصحاب الردة فكل ما سميت إنسانا قال اعزب حتى قلت حذيفة قال اعزب قلت ابن مسعود قال اعزب ثم قال إن كنت إنما تريد الذين لم يدخلهم شي‏ء فعليك بهؤلاء الثلاثة أبو ذر و سلمان و المقداد

 بيان اعزب أي ابعد أقول لعل ما ورد في حذيفة لبيان تزلزله أو ارتداده في أول الأمر فلا ينافي رجوعه إلى الحق أخيرا كما يدل عليه الحصر الذي في آخر الخبر فلا ينافي الأخبار السابقة

84-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص معاشر الناس أحبوا موالينا مع حبكم لآلنا هذا زيد بن حارثة و ابنه أسامة بن زيد من خواص موالينا فأحبوهما فو الذي بعث محمدا بالحق نبيا لينفعكم حبهما قالوا و كيف ينفعنا حبهما قال إنهما يأتيان يوم القيامة عليا ع بخلق عظيم أكثر من ربيعة و مضر بعدد كل واحد منهما فيقولان يا أخا رسول الله هؤلاء أحبونا بحب محمد رسول الله و بحبك فيكتب لهم علي ع جوازا على الصراط فيعبرون عليه و يردون الجنة سالمين

85-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص يا عباد الله هذا سعد بن معاذ من خيار عباد الله آثر رضى الله على سخط قراباته و أصهاره من اليهود و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر و غضب لمحمد رسول الله ص و لعلي ولي الله و وصي رسول الله ص فلما مات سعد بعد أن شفي من بني قريظة بأن قتلوا أجمعين قال ص يرحمك الله يا سعد فلقد كنت شجا في حلوق الكافرين لو بقيت لكففت العجل الذي يراد نصبه في بيضة الإسلام

 بيان الشجا ما ينشب في الحلق من عظم و غيره أقول تمام الخبر في باب احتجاج الرسول ص على اليهود و باب قصة أبي عامر الراهب

  -86  جا، ]المجالس للمفيد[ علي بن بلال عن عبد الله بن أسعد عن الثقفي عن إسماعيل بن صبيح عن سالم بن أبي سالم عن أبي هارون العبدي قال كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره حتى جلست إلى أبي سعيد الخدري رحمه الله فسمعته يقول أمر الناس بخمس فعملوا بأربع و تركوا واحدة فقال له رجل يا با سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها قال الصلاة و الزكاة و الحج و صوم شهر رمضان قال فما الواحدة التي تركوها قال ولاية علي بن أبي طالب ع قال الرجل و إنها المفترضة معهن قال أبو سعيد نعم و رب الكعبة قال الرجل فقد كفر الناس إذن قال أبو سعيد فما ذنبي

87-  جا، ]المجالس للمفيد[ الحسين بن محمد النحوي عن محمد بن الحسين عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال كان النابغة الجعدي ممن يتأله في الجاهلية و أنكر الخمر و السكر و هجر الأوثان و الأزلام و قال في الجاهلية كلمته التي قال فيها

الحمد لله لا شريك له من لم يقلها لنفسه ظلما

و كان يذكر دين إبراهيم ع و الحنيفية و يصوم و يستغفر و يتوقى أشياء لغوا فيها و وفد على رسول الله ص فقال

أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى و يتلو كتابا كالمجرة نشراو جاهدت حتى ما أحس و من معي سهيلا إذا ما لاح ثم تغوراو صرت إلى التقوى و لم أخش كافرا و كنت من النار المخوفة أزجرا

قال و كان النابغة علوي الرأي و خرج بعد رسول الله ص مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع إلى صفين فنزل ليلة فساق به و هو يقول

قد علم المصران و العراق أن عليا فحلها العناق‏أبيض جحجاح له رواق و أمه غالا بها الصداق

 أكرم من شد به نطاق إن الأولى جاروك لا أفاقوالكم سباق و لهم سباق قد علمت ذلكم الرفاق‏سقتم إلى نهج الهدى و ساقوا إلى التي ليس لها عراق‏في ملة عادتها النفاق

88-  طا، ]الأمان[ رأينا و روينا من بعض تواريخ أسفار النبي ص أنه كان قصد قوما من أهل الكتاب قبل دخولهم في الذمة فظفر منهم بامرأة قريبة العرس بزوجها و عاد من سفره فبات في طريقه و أشار إلى عمار بن ياسر و عباد بن بشر أن يحرساه فاقتسما الليلة قسما و كان لعباد بن بشر النصف الأول و لعمار بن ياسر النصف الثاني فنام عمار بن ياسر و قام عباد بن بشر يصلي و قد تبعهم اليهودي يطلب امرأته أو يغتنم إهمالا من التحفظ فيفتك بالنبي ص فنظر اليهودي عباد بن بشر يصلي في موضع العبور فلم يعلم في ظلام الليل هل هو شجرة أو أكمة أو دابة أو إنسان فرماه بسهم فأثبته فيه فلم يقطع الصلاة فرماه بآخر فخفف الصلاة و أيقظ عمار بن ياسر فرأى السهام في جسده فعاتبه و قال هلا أيقظتني في أول سهم فقال قد كنت قد بدأت في سورة الكهف فكرهت أن أقطعها و لو لا خوفي أن يأتي العدو على نفسي و يصل إلى رسول الله ص و أكون قد ضيعت ثغرا من ثغور المسلمين لما خففت من صلاتي و لو أتى على نفسي فدفعا العدو عما أراده

 ثم قال و قد ذكر أبو نعيم الحافظ في الجزء الثاني من كتاب حلية الأولياء بإسناده في حديث أبي ريحانة أنه كان مع رسول الله صلوات الله عليه في غزوة قال فأوينا ذات ليلة إلى شرف فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم الحفيرة فيدخل فيها و يكفأ عليه بحجفته فلما رأى ذلك منهم قال من يحرسنا في هذه الليلة فأدعو له بدعاء يصيب به فضله فقام رجل فقال أنا يا رسول الله ص فقال من أنت فقال فلان بن فلان الأنصاري فقال ادن مني فدنا منه فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح بدعاء له قال أبو ريحانة فلما سمعت ما يدعو به رسول الله ص للأنصاري فقمت فقلت أنا رجل فسألني كما سأله فقال ادن كما قال له و دعا بدعاء دون ما دعا به للأنصاري ثم قال حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله و حرمت النار على عين دمعت من خشية الله و قال الثالثة أنسيتها قال أبو شريح بعد ذلك حرمت النار على عين قد غضت عن محارم الله

89-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال كنت عند أبي جعفر ع إذا استأذن عليه رجل فأذن له فدخل عليه فسلم فرحب به أبو جعفر ع و أدناه و ساءله فقال الرجل جعلت فداك إني خطبت إلى مولاك فلان بن أبي رافع ابنته فلانة فردني و رغب عني و ازدرأني لدمامتي و حاجتي و غربتي و قد دخلني من ذلك غضاضة هجمة عض لها قلبي تمنيت عندها الموت فقال أبو جعفر ع اذهب فأنت رسولي إليه و قل له يقول لك محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع زوج منحج بن رباح مولاي ابنتك فلانة و لا ترده قال أبو حمزة فوثب الرجل فرحا مسرعا برسالة أبي جعفر ع فلما أن توارى الرجل قال أبو جعفر ع إن رجلا كان من أهل اليمامة يقال له جويبر أتى رسول الله ص منتجعا للإسلام فأسلم و حسن إسلامه و كان رجلا قصيرا دميما محتاجا عاريا و كان من قباح السودان فضمه رسول الله ص لحال غربته و عراه و كان يجري عليه طعامه صاعا من تمر بالصاع الأول و كساه شملتين و أمره أن يلزم المسجد و يرقد فيه بالليل فمكث بذلك ما شاء الله حتى كثر الغرباء ممن يدخل في الإسلام من أهل الحاجة بالمدينة و ضاق بهم المسجد فأوحى الله عز و جل إلى نبيه ص أن طهر مسجدك و أخرج من المسجد من يرقد فيه بالليل و مر بسد أبواب كل من كان له في مسجدك باب إلا باب علي و مسكن فاطمة ع و لا يمرن فيه جنب و لا يرقد فيه غريب قال فأمر رسول الله ص بسد أبوابهم إلا باب علي ع و أقر مسكن فاطمة صلى الله عليها على حاله قال ثم إن رسول الله ص أمر أن يتخذ للمسلمين سقيفة فعملت لهم و هي الصفة ثم أمر الغرباء و المساكين أن يظلوا فيها نهارهم و ليلهم فنزلوها و اجتمعوا فيها فكان رسول الله ص يتعاهدهم بالبر و التمر و الشعير و الزبيب إذا كان عنده و كان المسلمون يتعاهدونهم و يرقونهم لرقة رسول الله ص و يصرفون صدقاتهم إليهم فإن رسول الله ص نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة منه له و رقة عليه فقال يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك و أعانتك على دنياك و آخرتك فقال له جويبر يا رسول الله بأبي أنت و أمي من يرغب في فو الله ما من حسب و لا نسب و لا مال و لا جمال فأية امرأة ترغب في فقال له رسول الله ص يا جويبر إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفا و شرف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعا و أعز بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلا و أذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية و تفاخرها بعشائرها و باسق أنسابها فالناس اليوم كلهم أبيضهم و أسودهم و قرشيهم و عربيهم و عجميهم من آدم و إن آدم ع خلقه الله من طين و إن أحب الناس إلى الله عز و جل يوم القيامة أطوعهم له و أتقاهم و ما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلا إلا لمن كان أتقى لله منك و أطوع ثم قال له انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنه من أشرف بني بياضة حسبا فيهم فقل له إني رسول رسول الله إليك

 و هو يقول لك زوج جويبرا ابنتك الدلفاء قال فانطلق جويبر برسالة رسول الله ص إلى زياد بن لبيد و هو في منزله و جماعة من قومه عنده فاستأذن فأعلم فأذن له و سلم عليه ثم قال يا زياد بن لبيد إني رسول رسول الله ص إليك في حاجة فأبوح بها أم أسرها إليك فقال له زياد بل بح بها فإن ذلك شرف لي و فخر فقال له جويبر إن رسول الله ص يقول لك زوج جويبرا ابنتك الدلفاء فقال له زياد أ رسول الله أرسلك إلي بهذا يا جويبر فقال له نعم ما كنت لأكذب على رسول الله ص فقال له زياد إنا لا نزوج فتياتنا إلا أكفاءنا من الأنصار فانصرف يا جويبر حتى ألقى رسول الله ص فأخبره بعذري فانصرف جويبر و هو يقول و الله ما بهذا أنزل القرآن و لا بهذا ظهرت نبوة محمد ص فسمعت مقالته الدلفاء بنت زياد و هي في خدرها فأرسلت إلى أبيها ادخل إلي فدخل إليها فقالت ما هذا الكلام الذي سمعته منك تحاور به جويبرا فقال لها ذكر لي أن رسول الله ص أرسله و قال يقول لك رسول الله ص زوج جويبرا ابنتك الدلفاء فقالت له و الله ما كان جويبر ليكذب على رسول الله ص بحضرته فابعث الآن رسولا يرد عليك جويبرا فبعث زياد رسولا فلحق جويبرا فقال له زياد يا جويبر مرحبا بك اطمئن حتى أعود إليك ثم انطلق زياد إلى رسول الله ص فقال له بأبي أنت و أمي إن جويبرا أتاني برسالتك و قال إن رسول الله ص يقول زوج جويبرا ابنتك الدلفاء فلم ألن له في القول و رأيت لقاءك و نحن لا نزوج إلا أكفاءنا من الأنصار فقال له رسول الله ص يا زياد جويبر مؤمن و المؤمن كفو للمؤمنة و المسلم كفو للمسلمة فزوجه يا زياد و لا ترغب عنه قال فرجع زياد إلى منزله و دخل على ابنته فقال لها ما سمعه من رسول الله ص فقالت له إنك إن عصيت رسول الله ص كفرت فزوج جويبرا فخرج زياد فأخذ بيد جويبر ثم أخرجه إلى قومه فزوجه على سنة الله و سنة رسوله و ضمن صداقها قال فجهزها زياد و هيأها ثم أرسلوا إلى جويبر فقالوا له أ لك منزل فنسوقها إليك فقال و الله ما لي من منزل قال فهيئوها و هيئوا لها منزلا و هيئوا فيه فراشا و متاعا و كسوا جويبرا ثوبين و أدخلت الدلفاء في بيتها و أدخل جويبر عليها معتما فلما رآها نظر إلى بيت و متاع و ريح طيبة قام إلى زاوية البيت فلم يزل تاليا للقرآن راكعا و ساجدا حتى طلع الفجر فلما سمع النداء خرج و خرجت زوجته إلى الصلاة فتوضأت و صلت الصبح فسئلت هل مسك فقالت ما زال تاليا للقرآن و راكعا و ساجدا حتى سمع النداء فخرج فلما كانت الليلة الثانية فعل مثل ذلك و أخفوا ذلك من زياد فلما كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك فأخبر بذلك أبوها فانطلق إلى رسول الله ص فقال له بأبي أنت و أمي يا رسول الله ص أمرتني بتزويج جويبر و لا و الله ما كان من مناكحنا و لكن طاعتك أوجبت علي تزويجه فقال له النبي ص فما الذي أنكرتم منه قال إنا هيأنا له بيتا و متاعا و أدخلت ابنتي البيت و أدخل معها معتما فما كلمها و لا نظر إليها و لا دنا منها بل قام إلى زاوية البيت فلم يزل تاليا للقرآن راكعا و ساجدا حتى سمع النداء فخرج ثم فعل مثل ذلك في الليلة الثانية و مثل ذلك في الليلة الثالثة و لم يدن منها و لم يكلمها إلى أن جئتك و ما نراه يريد النساء فانظر في أمرنا فانصرف زياد و بعث رسول الله ص إلى جويبر فقال له أ ما تقرب النساء فقال له جويبر أ و ما أنا بفحل بلى يا رسول الله إني لشبق نهم إلى النساء فقال له رسول الله ص قد خبرت بخلاف ما وصفت به نفسك قد ذكروا لي أنهم هيئوا لك بيتا و فراشا و متاعا و أدخلت عليك فتاة حسناء عطرة و أتيت معتما فلم تنظر إليها و لم تكلمها و لم تدن منها فما دهاك إذن فقال له

 جويبر يا رسول الله دخلت بيتا واسعا و رأيت فراشا و متاعا و فتاة حسناء عطرة و ذكرت حالي التي كنت عليها و غربتي و حاجتي و ضيعتي و كينونتي مع الغرباء و المساكين فأحببت إذ أولاني الله ذلك أن أشكره على ما أعطاني و أتقرب إليه بحقيقة الشكر فنهضت إلى جانب البيت فلم أزل في صلاتي تاليا للقرآن راكعا و ساجدا أشكر الله حتى سمعت النداء فخرجت فلما أصبحت رأيت أن أصوم ذلك اليوم ففعلت ذلك ثلاثة أيام و لياليها و رأيت ذلك في جنب ما أعطاني الله يسيرا و لكني سأرضيها و أرضيهم الليلة إن شاء الله فأرسل رسول الله ص إلى زياد فأتاه و أعلمه ما قال جويبر فطابت أنفسهم قال وفى لهم جويبر بما قال ثم إن رسول الله ص خرج في غزوة له و معه جويبر فاستشهد رحمه الله فما كان في الأنصار أيم أنفق منها بعد جويبر

 بيان رحب به ترحيبا أي قال له مرحبا أي أتيت رحبا و سعة و قيل رحب به أي دعاه إلى الرحب و السعة و الأول هو الذي صرح به اللغويون و الازدراء الاحتقار و الانتقاص و الدمامة بالمهملة الحقارة و القبح و الغضاضة الذلة و الهجمة البغتة و الهجمة من الإبل ما بين السبعين إلى المائة و من الشتاء شدة برده و من الصيف شدة حره و الانتجاع الطلب و الباسق المرتفع و باح بسره أظهره و الخدر بالكسر ستر يمد للجارية في ناحية البيت قوله معتما في بعض النسخ بالغين المعجمة و في بعضها بالمهملة إما من الاعتمام و هو لبس العمامة أو من أعتم إذا دخل في وقت العتمة أو من عتم على بناء التفعيل بمعنى أبطأ و الأظهر أحد الأخيرين قوله من مناكحنا أي موضع نكاحنا و الشبق شدة شهوة الجماع و النهم الحريص و دهاه أصابه بداهية و النفاق ضد الكساد أي رغب الناس كثيرا في تزويجها بعد جويبر و لم يصر تزويج جويبر لها سببا لعدم رغبة الناس فيها

  -90  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر ع قال مر رسول الله ص برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه فقال أ لا أدلك على غرس أثبت أصلا و أسرع إيناعا و أطيب ثمرا و أبقى قال بلى فدلني يا رسول الله ص فقال إذا أصبحت و أمسيت فقل سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإن لك إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة و هن من الباقيات الصالحات قال فقال الرجل فإني أشهدك يا رسول الله أن حائطي هذه صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة فأنزل الله عز و جل آيا من القرآن فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى

 بيان إيناع الثمرة نضجها و إدراكها

91-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال جاء رجل إلى النبي ص فشكا إليه أذى جاره فقال له رسول الله ص اصبر ثم أتاه ثانية فقال له النبي ص اصبر ثم عاد إليه فشكاه ثالثة فقال النبي ص للرجل الذي شكا إذا كان عند رواح الناس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق حتى يراه من يروح إلى الجمعة فإذا سألوك فأخبرهم قال ففعل فأتى جاره المؤذي له فقال له رد متاعك و لك الله علي أن لا أعود

92-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول كان على عهد رسول الله ص مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفة و كان ملازما لرسول الله ص عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شي‏ء منها و كان رسول الله ص يرق له و ينظر إلى حاجته و غربته فيقول يا سعد لو قد جاءني شي‏ء لأغنيتك قال فأبطأ ذلك على رسول الله ص فاشتد غم رسول الله ص لسعد فعلم الله سبحانه ما دخل على رسول الله ص من غمه لسعد فأهبط عليه جبرئيل و معه درهمان فقال له يا محمد إن الله عز و جل قد علم ما قد دخلك من الغم بسعد أ فتحب أن تغنيه فقال نعم فقال له فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إياه و مره أن يتجر بهما قال فأخذهما رسول الله ص ثم خرج إلى صلاة الظهر و سعد قائم على باب حجرات رسول الله ص ينتظره فلما رآه رسول الله ص قال يا سعد أ تحسن التجارة فقال له سعد و الله ما أصبحت أملك مالا أتجر به فأعطاه رسول الله ص الدرهمين و قال له اتجر بهما و تصرف لرزق الله تعالى فأخذهما سعد و مضى مع النبي ص حتى صلى معه الظهر و العصر فقال له النبي ص قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتما يا سعد قال فأقبل سعد لا يشتري بدرهم شيئا إلا باعه بدرهمين و لا يشتري شيئا بدرهمين إلا باعه بأربعة و أقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه و ماله و عظمت تجارته فاتخذ على باب المسجد موضعا و جلس فيه و جمع تجايره إليه و كان رسول الله ص إذا أقام بلال الصلاة يخرج و سعد مشغول بالدنيا لم يتطهر و لم يتهيأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا فكان النبي ص يقول يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلاة فكان يقول ما أصنع أضيع مالي هذا رجل قد بعته فأريد أن أستوفي منه و هذا رجل قد اشتريت منه فأريد أن أوفيه قال فدخل رسول الله ص من أمر سعد غم أشد من غمه بفقره فهبط عليه جبرئيل ع فقال يا محمد إن الله قد علم غمك بسعد فأيما أحب إليك حاله الأولى أو حاله هذه فقال له النبي ص يا جبرئيل بل حاله الأولى قد ذهبت دنياه بآخرته فقال له جبرئيل ع إن حب الدنيا و الأموال فتنة و مشغلة عن الآخرة قل لسعد يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه فإن أمره سيصير إلى الحال التي كان عليها أولا قال فخرج النبي ص فمر بسعد فقال له يا سعد أ ما تريد أن ترد علي الدرهمين الذين أعطيتكهما فقال سعد بلى و مائتين فقال له لست أريد منك يا سعد إلا الدرهمين فأعطاه سعد درهمين قال فأدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع و عاد إلى حاله التي كان عليها

 بيان قال الجوهري الصرف الحيلة و منه قولهم إنه ليتصرف في الأمور

93-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن إسحاق بن إبراهيم الجعفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رسول الله ص دخل بيت أم سلمة فشم ريحا طيبة فقال أتتكم الحولاء فقالت هو ذا هي تشكو زوجها فخرجت عليه الحولاء فقالت بأبي أنت و أمي إن زوجي عني معرض فقال زيديه يا حولاء فقالت ما أترك شيئا طيبا مما أتطيب له به و هو عني معرض فقال أما لو يدري ما له بإقباله عليك قالت و ما له بإقباله علي فقال أما إنه إذا أقبل اكتنفه ملكان و كان كالشاهر سيفه في سبيل الله فإذا هو جامع تحات عنه الذنوب كما تتحات ورق الشجر فإذا هو اغتسل انسلخ من الذنوب

94-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبي داود المسترق عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال إن ثلاث نسوة أتين رسول الله ص فقالت إحداهن إن زوجي لا يأكل اللحم و قالت الأخرى إن زوجي لا يشم الطيب و قالت الأخرى إن زوجي لا يقرب النساء فخرج رسول الله ص يجر رداه حتى صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال ما بال أقوام من أصحابي لا يأكلون اللحم و لا يشمون الطيب و لا يأتون النساء أما إني آكل اللحم و أشم الطيب و آتي النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني

95-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن أبي سلمة عن أبي عبد الله ع قال حضر رجلا الموت فقيل يا رسول الله إن فلانا قد حضره الموت فنهض رسول الله ص و معه ناس من أصحابه حتى أتاه و هو مغمى عليه قال فقال يا ملك الموت كف عن الرجل حتى أسائله فأفاق الرجل فقال النبي ص ما رأيت قال رأيت بياضا كثيرا و سوادا كثيرا فقال فأيهما كان أقرب إليك منك فقال السواد فقال النبي ص قل اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك و اقبل مني اليسير من طاعتك فقال ثم أغمي عليه فقال يا ملك الموت خفف عنه ساعة حتى أسائله فأفاق الرجل فقال ما رأيت قال رأيت بياضا كثيرا و سوادا كثيرا قال فأيهما كان أقرب إليك فقال البياض فقال رسول الله ص غفر الله لصاحبكم قال فقال أبو عبد الله ع إذا حضرتم ميتا فقولوا له هذا الكلام ليقوله

96-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ قال ذاك حمزة و جعفر و عبيدة و سلمان و أبو ذر و المقداد بن الأسود و عمار هدوا إلى أمير المؤمنين ع و قوله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ يعني أمير المؤمنين ع وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ الأول و الثاني و الثالث

97-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال لما مات عبد الله بن أبي بن سلول حضر النبي ص جنازته فقال عمر لرسول الله ص يا رسول الله أ لم ينهك الله أن تقوم على قبره فسكت فقال يا رسول الله أ لم ينهك الله أن تقوم على قبره فقال له ويلك و ما يدريك ما قلت إني قلت اللهم احش جوفه نارا و املأ قبره نارا و أصله نارا قال أبو عبد الله ع فأبدى من رسول الله ص ما كان يكره

98-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال استقبل رسول الله ص حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له كيف أنت يا حارثة بن مالك النعماني فقال يا رسول الله مؤمن حقا فقال له رسول الله ص لكل شي‏ء حقيقة فما حقيقة قولك فقال يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي و أظمأت هواجري و كأني أنظر إلى عرش ربي و قد وضع للحساب و كأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في الجنة و كأني أسمع عواء أهل النار في النار فقال رسول الله ص عبد نور الله قلبه أبصرت فاثبت فقال يا رسول الله ادع الله لي أن يرزقني الشهادة معك فقال اللهم ارزق حارثة الشهادة فلم يلبث إلا أياما حتى بعث رسول الله ص سرية فبعثه فيها فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ثم قتل

 و في رواية القاسم بن بريد عن أبي بصير قال استشهد مع جعفر بن أبي طالب ع بعد تسعة نفر و كان هو العاشر

99-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان البراء بن معرور التميمي الأنصاري بالمدينة و كان رسول الله ص بمكة و إنه حضره الموت و كان رسول الله ص و المسلمون يصلون إلى بيت المقدس فأوصى البراء إذا دفن أن يجعل وجهه إلى رسول الله ص إلى القبلة فجرت به السنة و أنه أوصى بثلث ماله فنزل به الكتاب و جرت به السنة

100-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير معنعنا عن مالك المازني قال أتى تسعة نفر إلى أبي سعيد الخدري فقالوا يا أبا سعيد هذا الرجل الذي يكثر الناس فيه ما تقول فيه فقال عمن تسألوني قالوا نسأل عن علي بن أبي طالب ع فقال أما إنكم تسألوني عن رجل أمر من الدفلى و أحلى من العسل و أخف من الريشة و أثقل من الجبال أما و الله ما حلا إلا على ألسنة المؤمنين و ما أخف إلا على قلوب المتقين فلا أحبه أحد قط لله و لرسوله إلا حشره الله من الآمنين و إنه لمن حزب الله و حزب الله هُمُ الْغالِبُونَ و الله ما أمر إلا على لسان كافر و لا ثقل إلا على قلب منافق و ما ازور عنه أحد قط و لا لوى و لا تحزب و لا عبس و لا بسر و لا عسر و لا مضر و لا التفت و لا نظر و لا تبسم و لا يجرى و لا ضحك إلى صاحبه و لا قال أعجب لهذا الأمر إلا حشره الله منافقا مع المنافقين وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ

 بيان قال الفيروزآبادي الدفل بالكسر و كذكرى نبت مر فارسيته خرزهره انتهى و الازورار عن الشي‏ء العدول عنه و لوى الرجل رأسه أمال و أعرض و تحزبوا تجمعوا و بسر الرجل وجهه كلح كعبس و عسر الغريم يعسره و يعسره طلب منه على عسرة و عسر عليه خالفه كعسره قوله و لا مضر في بعض النسخ بالضاد المعجمة يقال مضر تمضيرا أي أهلك و تمضر تغضب لهم و يقال مضرها أي جمعها و في بعضها بالمهملة و التمصير التقليل و قطع العطية قليلا قليلا

101-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن الخيبري عن الحسين بن ثوير و أبي سلمة السراج قالا سمعنا أبا عبد الله ع و هو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال و أربعا من النساء فلان و فلان و فلان و معاوية و يسميهم و فلانة و فلانة و هندا و أم الحكم أخت معاوية

102-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد الله ع قال اشتدت حال رجل من أصحاب النبي ص فقالت له امرأته لو أتيت رسول الله ص فسألته فجاء إلى النبي ص فلما رآه النبي ص قال من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه الله فقال الرجل ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأعلمها فقالت إن رسول الله ص بشر فأعلمه فأتاه فلما رآه رسول الله ص قال من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه الله حتى فعل الرجل ذلك ثلاثا ثم ذهب الرجل فاستعار معولا ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطبا ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع به فأكله ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر من ذلك فباعه فلم يزل يعمل و يجمع حتى اشترى معولا ثم جمع حتى اشترى بكرين و غلاما ثم أثرى حتى أيسر فجاء إلى النبي ص فأعلمه كيف جاء يسأله و كيف سمع النبي فقال النبي ص قلت لك من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه الله

  بيان يقال أثرى الرجل إذا كثرت أمواله

103-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً يعني علي بن أبي طالب كَمَنْ كانَ فاسِقاً يعني الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعنه الله لا يَسْتَوُونَ عند الله و في قوله تعالى أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ نزلت في علي بن أبي طالب ع وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ نزلت في الوليد بن عقبة

104-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال جاءت فخذ من الأنصار إلى رسول الله ص فسلموا عليه فرد عليهم السلام فقالوا يا رسول الله لنا إليك حاجة فقال هاتوا حاجتكم قالوا إنها حاجة عظيمة فقال هاتوها ما هي قالوا تضمن لنا على ربك الجنة قال فنكس رسول الله ص رأسه ثم نكت في الأرض ثم رفع رأسه فقال أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا قال فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لإنسان ناولنيه فرارا من المسألة فينزل فيأخذه و يكون على المائدة فيكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه فلا يقول ناولني حتى يقوم فيشرب

 بيان قال الجوهري الفخذ في العشائر أقل من البطن أولها الشعب ثم القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ

105-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن فضال عن أبي جميلة عن ليث المرادي قال قال أبو عبد الله ع إن رسول الله ص كسا أسامة بن زيد حلة حرير فخرج فيها فقال مهلا يا أسامة إنما يلبسها من لا خلاق له فاقسمها بين نسائك

106-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أحمد عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لبني سلمة يا بني سلمة من سيدكم قالوا يا رسول الله سيدنا رجل فيه بخل فقال ص و أي داء أدوا من البخل ثم قال بل سيدكم الأبيض الجسد البراء بن معرور

 توضيح قال في النهاية فيه أي داء أدوى من البخل أي أي عيب أقبح منه و الصواب أدوأ بالهمزة و لكن هكذا يروى إلا أن يجعل من باب دوي يدوى دواء فهو دو إذا هلك لمرض باطن

107-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن نوح بن شعيب عن أبي داود المسترق رفعه قال قال أبو عبد الله ع دعي النبي ص إلى طعام فلما دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فتقع البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه و لم تسقط و لم تنكسر فتعجب النبي ص منها فقال له الرجل أ عجبت من هذه البيضة فو الذي بعثك بالحق ما رزئت شيئا قط فنهض رسول الله ص و لم يأكل من طعامه شيئا و قال من لم يرزأ فما لله فيه من حاجة

 بيان الرزء المصيبة و يقال ما رزأته ماله بفتح الزاء و كسرها أي ما نقصته

108-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال جاء رجل موسر إلى رسول الله ص نقي الثوب فجلس إلى رسول الله ص فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى جنب الموسر فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه فقال رسول الله ص أ خفت أن يمسك من فقره شي‏ء قال لا قال فخفت أن يصيبه من غناك شي‏ء قال لا قال فخفت أن يوسخ ثيابك قال لا قال فما حملك على ما صنعت فقال يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح و يقبح لي كل حسن و قد جعلت له نصف مالي فقال رسول الله ص للمعسر أ تقبل قال لا فقال له الرجل و لم قال أخاف أن يدخلني ما دخلك

 بيان درن الثوب بالكسر أي وسخ يوسخ بالفتح

109-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن النبي ص بينما هو ذات يوم عند عائشة إذا استأذن عليه رجل فقال رسول الله ص بئس أخو العشيرة فقامت عائشة فدخلت البيت فأذن رسول الله ص للرجل فلما دخل أقبل عليه رسول الله ص بوجهه و بشره إليه يحدثه حتى إذا فرغ و خرج من عنده قالت عائشة يا رسول الله بينما أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به إذ أقبلت عليه بوجهك و بشرك فقال رسول الله ص عند ذلك أن من شرار عباد الله من تكره مجالسته لفحشه

110-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال أتى رسول الله ص رجل فقال يا رسول الله أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فقال له رسول الله ص أما إنك عاشرهم في النار

111-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن هارون بن حمزة عن علي بن عبد العزيز قال قال لي أبو عبد الله ع ما فعل عمر بن مسلم قلت جعلت فداك أقبل على العبادة و ترك التجارة فقال ويحه أ ما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له إن قوما من أصحاب رسول الله ص لما نزلت وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ أغلقوا الأبواب و أقبلوا على العبادة و قالوا قد كفينا فبلغ ذلك النبي ص فأرسل إليهم فقال ما حملكم على ما صنعتم فقالوا يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة فقال إنه من فعل ذلك لم يستجب له عليكم بالطلب

112-  كا، ]الكافي[ العدة عن ابن عيسى عن البزنطي عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال لما هاجرت النساء إلى رسول الله ص هاجرت فيهن امرأة يقال لها أم حبيب و كانت خافضة تخفض الجواري فلما رآها رسول الله ص قال لها يا أم حبيب العمل الذي كان في يدك هو في يدك اليوم قالت نعم يا رسول الله إلا أن يكون حراما فتنهاني عنه قال لا بل حلال فادني مني حتى أعلمك قال فدنت منه فقال يا أم حبيب إذا أنت فعلت فلا تنهكي أي لا تستأصلي و أشمي فإنه أشرق للوجه و أحظى عند الزوج قال و كان لأم حبيب أخت يقال لها أم عطية و كانت مقينة يعني ماشطة فلما انصرفت أم حبيب إلى أختها أخبرتها بما قال لها رسول الله ص فأقبلت أم عطية إلى النبي ص فأخبرته بما قالت لها أختها فقال لها رسول الله ص ادني مني يا أم عطية إذا أنت قينت الجارية فلا تغسلي وجهها بالخرقة فإن الخرقة تشرب ماء الوجه

 بيان قوله ص أشمي قال الجزري شبه القطع اليسير بإشمام الرائحة و النهك بالمبالغة فيه أي اقطعي بعض النواة و لا تستأصليها و قال حظيت المرأة عند زوجها دنت من قلبه و أحبها انتهى و قينت الماشطة العروس تقيينا زينتها

113-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن الفضيل و زرارة عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ قال زرارة سألت عنها أبا جعفر ع فقال هؤلاء قوم عبدوا الله و خلعوا عبادة من يعبد من دون الله و شكوا في محمد ص و ما جاء به فتكلموا بالإسلام و شهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و أقروا بالقرآن و هم في ذلك شاكون في محمد ص و ما جاء به و ليسوا شكاكا في الله قال الله عز و جل وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ يعني على شك في محمد و ما جاء به ص فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ يعني عافية في نفسه و ماله و ولده اطْمَأَنَّ بِهِ و رضي به وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ بلاء في جسده أو ماله تطير و كره المقام على الإقرار بالنبي فرجع إلى الوقوف و الشك فنصب العداوة لله و لرسوله و الجحود بالنبي ص و ما جاء به

114-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ قال هم قوم وحدوا الله و خلعوا عبادة من يعبد من دون الله فخرجوا من الشرك و لم يعرفوا أن محمدا رسول الله فهم يعبدون الله على شك في محمد و ما جاء به فأتوا رسول الله ص و قالوا ننظر فإن كثرت أموالنا و عوفينا في أنفسنا و أولادنا علمنا أنه صادق و أنه رسول الله و إن كان غير ذلك نظرنا قال الله عز و جل فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ يعني عافية في الدنيا وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ يعني بلاء في نفسه و ماله انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ انقلب على شكه إلى الشرك خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَ ما لا يَنْفَعُهُ قال ينقلب مشركا يدعو غير الله و يعبد غير الله فمنهم من يعرف فيدخل الإيمان قلبه فيؤمن فيصدق و يزول عن منزلته من الشك إلى الإيمان و منهم من يثبت على شكه و منهم من ينقلب إلى الشرك

  -115  يب، ]تهذيب الأحكام[ الشيخ عن ابن قولويه عن الكليني عن العدة عن سهل عن أيوب بن نوح عمن رواه عن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر ع أن الحسن بن علي ع كفن أسامة بن زيد ببرد حبرة و أن عليا كفن سهل بن حنيف ببرد أحمر حبرة

116-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد الله ع قال جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبي ص فجاء النبي ص فإذا هي عندهم فقال إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله فقال إذا بعت فأحسني و لا تغشي فإنه أتقى لله و أبقى للمال

117-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن سمرة بن جندب كان له عذق في حائط لرجل من الأنصار و كان منزل الأنصاري بباب البستان فكان يمر به إلى نخلته و لا يستأذن فكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة فلما تأبى جاء الأنصاري إلى رسول الله ص فشكا إليه و خبره الخبر فأرسل إليه رسول الله ص و خبره بقول الأنصاري و ما شكا و قال إذا أردت الدخول فاستأذن فأبى فلما أبى ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله فأبى أن يبيع فقال لك بها عذق مذلل في الجنة فأبى أن يقبل فقال رسول الله ص للأنصاري اذهب فاقلعها و ارم بها إليه فإنه لا ضرر و لا ضرار

 بيان العذق بالفتح النخلة بحملها ذكره الجوهري و قال قوله تعالى وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا أي سويت عناقيدها و دليت و قال الجزري في الحديث كم من عذق مذلل لأبي الدحداح تذليل العذوق أنها إذا أخرجت من كوافيرها التي تغطيها عند انشقاقها عنها يعمد الآبر فيمسخها و يبسرها حتى تتدلى خارجة من بين الجريد و السلاء فيسهل قطافها عند إدراكها و إن كانت العين مفتوحة فهي النخلة و تذليلها تسهيل اجتناء ثمرها و إدناؤها من قاطفها

118-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن مسكان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن سمرة بن جندب كان له عذق و كان طريقه إليه في جوف منزل رجل من الأنصار فكان يجي‏ء فيدخل إلى عذقه بغير إذن من الأنصاري فقال الأنصاري يا سمرة لا تزال تفجأنا على حال لا نحب أن تفجأنا عليها فإذا دخلت فاستأذن فقال لا أستأذن في طريقي و هو طريقي إلى عذقي قال فشكاه الأنصاري إلى رسول الله ص فأرسل إليه رسول الله ص فأتاه فقال له إن فلانا قد شكاك و زعم أنك تمر عليه و على أهله بغير إذنه فاستأذن عليه إذا أردت أن تدخل فقال يا رسول الله أستأذن في طريقي إلى عذقي فقال له رسول الله ص خل عنه و لك مكانه عذق في مكان كذا و كذا فقال لا قال فلك اثنان قال لا أريد فلم يزل يزيده حتى بلغ عشرة أعذاق فقال لا قال فلك عشرة في مكان كذا و كذا فأبى فقال خل عنه و لك مكانه عذق في الجنة قال لا أريد فقال له رسول الله ص إنك رجل مضار و لا ضرر و لا ضرار على مؤمن قال ثم أمر بها رسول الله ص فقلعت ثم رمي بها إليه و قال له رسول الله ص انطلق فاغرسها حيث شئت

119-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان و هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يكبر على قوم خمسا و على قوم آخرين أربعا فإذا كبر على رجل أربعا اتهم يعني بالنفاق

  -120  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن سالم و علي عن أبيه جميعا عن أحمد بن النضر و محمد بن يحيى عن محمد بن أبي القاسم عن الحسين بن أبي قتادة جميعا عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال خرج رسول الله ص لعرض الخيل فمر بقبر أبي أحيحة فقال أبو بكر لعن الله صاحب هذا القبر فو الله إن كان ليصد عن سبيل الله و يكذب رسول الله ص فقال خالد ابنه بل لعن الله أبا قحافة فو الله ما كان يقري الضيف و لا يقاتل العدو فلعن الله أهونهما على العشيرة فقدا فألقى رسول الله ص خطام راحلته على غاربها ثم قال إذا أنتم تناولتم المشركين فعموا و لا تخصوا فيغضب ولده ثم وقف فعرضت عليه الخيل فمر به فرس فقال عيينة بن حصن إن من أمر هذا الفرس كيت و كيت فقال رسول الله ص ذرنا فأنا أعلم بالخيل منك فقال عيينة و أنا أعلم بالرجال منك فغضب رسول الله ص حتى ظهر الدم في وجهه فقال له فأي الرجال أفضل فقال عيينة بن حصن رجال يكونون بنجد يضعون سيوفهم على عواتقهم و رماحهم على كواثب خيلهم ثم يضربون بها قدما قدما فقال رسول الله ص كذبت بل رجال أهل اليمن أفضل الإيمان يماني و الحكمة يمانية و لو لا الهجرة لكنت امرأ من أهل اليمن الجفاء و القسوة في الفدادين أصحاب الوبر ربيعة و مضر من حيث يطلع قرن الشمس و مذحج أكثر قبيل يدخلون الجنة و حضرموت خير من عامر بن صعصعة و روى بعضهم خير من الحارث بن معاوية و بجيلة خير من رعل و ذكوان و إن يهلك لحيان فلا أبالي ثم قال لعن الله الملوك الأربعة جمدا و مخوسا و مشرحا و أبضعة و أختهم العمردة لعن الله المحلل و المحلل له و من توالى غير مواليه و من ادعى نسبا لا يعرف و المتشبهين من الرجال بالنساء و المتشبهات من النساء بالرجال و من أحدث حدثا في الإسلام أو آوى محدثا و من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه و من لعن أبويه فقال رجل يا رسول الله أ يوجد رجل يلعن أبويه فقال نعم يلعن آباء الرجال و أمهاتهم فيلعنون أبويه لعن الله رعلا و ذكوان و عضلا و لحيان و المجذمين من أسد و غطفان و أبا سفيان بن حرب و شهيلا ذا الأسنان و ابني مليكة بن جزيم و مروان و هوذة و هونة

 بيان قوله أهونهما أي من يكون فقده أسهل على عشيرته و لا يبالون بموته و الغارب ما بين السنام و العنق و كأنه ص ألقاه للغضب أو لأن يسير البعير و الكواثب جمع كاثبة و هي من الفرس مجمع كتفيه قدام السرج و يقال مضى قدما بضمتين إذا لم يعرج و لم ينثن و قال الجزري في الحديث الإيمان يمان و الحكمة يمانية إنما قال ص ذلك لأن الإيمان بدأ من مكة و هي من تهامة و تهامة من أرض اليمن و لهذا يقال الكعبة اليمانية و قيل إنه قال هذا القول للأنصار لأنهم يمانون و هم نصروا الإيمان و المؤمنين و آووهم فنسب الإيمان إليهم انتهى. و قال في شرح السنة هذا ثناء على أهل اليمن لإسراعهم إلى الإيمان و قال الجوهري اليمن بلاد العرب و النسبة إليه يمني و يمان مخففة و الألف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه و بعضهم يقول يماني بالتشديد. قوله ص لو لا الهجرة لعل المعنى لو لا أني هجرت عن مكة لكنت اليوم من أهل اليمن إذ هي منها أو أنه لو لا أن المدينة كانت أولا دار هجرتي و اخترتها بأمر الله لاتخذت اليمن وطنا أو أنه لو لا أن الهجرة أشرف لعددت نفسي من الأنصار و يؤيد الأخير ما مر في قصة حنين و لو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار. قوله في الفدادين قال الجزري الفدادون بالتشديد الذين تعلوا أصواتهم في حروثهم و مواشيهم يقال فد الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته و قيل هم المكثرون من الإبل و قيل هم الجمالون و البقارون و الحمارون و الرعيان و قيل إنما هم الفدادين مخففا واحدها فدان مشددا و هو البقر الذي يحرث بها و أهلها أهل جفاء و قسوة قوله أصحاب الوبر أي أهل البوادي فإن بيوتهم منه قوله من حيث يطلع قرن الشمس قال الجوهري قرن الشمس أعلاها و أول ما يبدو منها في الطلوع. أقول لعل المراد أهل البوادي من هاتين القبيلتين الكائنتين في شرقي المدينة و في روايات المخالفين حيث يطلع قرن الشيطان و مذحج كمسجد أبو قبيلة من اليمن و حضرموت اسم بلد و قبيلة أيضا و عامر بن صعصعة أبو قبيلة و بجيلة كسفينة حي باليمن و رعل بالكسر و ذكوان بالفتح قبيلتان من سليم و لحيان أبو قبيلة و في القاموس مخوس كمنبر و مشرح و جمد و أبضعة بنو معديكرب الملوك الأربعة الذين لعنهم رسول الله ص و لعن أختهم العمردة وفدوا مع الأشعث فأسلموا ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجير فقال نائحتهم.

يا عين بكي لي الملوك الأربعة

. قوله ص لعن الله المحلل قال في النهاية فيه لعن الله المحلل و المحلل له و في رواية المحل و المحل له و في حديث بعض الصحابة لا أوتي بحال و لا محلل إلا رجمته جعل الزمخشري هذا الأخير حديثا لا أثرا و في هذه اللفظة ثلاث لغات حللت و أحللت و حللت فعلى الأولى جاء الأول يقال حلل فهو محلل و محلل له و على الثانية جاء الثاني تقول أحل فهو محل و محل له و على الثالثة جاء الثالث تقول حللت فأنا حال و هو محلول له و المعنى في الجميع هو أن يطلق الرجل امرأته ثلاثا فيتزوجها رجل آخر على شريطة أن يطلقها بعد وطئها لتحل لزوجها الأول و قيل سمي محللا بقصده إلى التحليل كما يسمى مشتريا إذا قصد الشراء انتهى. و قال الطيبي في شرح المشكاة و إنما لعن لأنه هتك مروة و قلة حمية و خسة نفس و هو بالنسبة إلى المحلل له ظاهر و أما المحلل فإنه كالتيس يعير نفسه بالوطء لغرض الغير انتهى. أقول مع الاشتراط ذهب أكثر العامة إلى بطلان النكاح و لذا أولوا التحليل بقصده و لا يبعد القول بالبطلان على أصول الأصحاب أيضا ثم اعلم أنه يمكن أن يؤول الخبر على وجهين آخرين أحدهما أن يكون إشارة إلى تحليل القتال في الأشهر الحرم للنسي‏ء كما مر و قال الزمخشري كان جنادة بن عوف الكناني مطاعا في الجاهلية و كان يقوم على جمل في الموسم فيقول بأعلى صوت إن آلهتكم قد أحلت لكم المحرم فأحلوه ثم يقوم في القابل فيقول إن آلهتكم قد حرمت عليكم المحرم فحرموه. و ثانيهما أن يكون المراد مطلق تحليل ما حرم الله. قوله ص و من توالى فسره أكثر العامة بالانتساب إلى غير من انتسب إليه من ذي نسب أو معتق و خصه بعضهم بولاء العتق و فسر في أخبارنا بالانتساب إلى غير أئمة الحق و اتخاذ غيرهم أئمة كما سيأتي. قوله لا يعرف على بناء المعلوم أو المجهول قوله ص و المتشبهين بأن يلبس الثياب المختصة بهن و يتزين بما يخصهن و كذا العكس و المشهور بين علمائنا حرمتهما و في بعض الأخبار أن المشتبهين من الرجال المفعولون منهم و المشتبهات من النساء الساحقات قوله حدثا أي بدعة أو أمرا منكرا و فسر في بعض الأخبار بالقتل كما مر في أول الكتاب و قرئ المحدث بفتح الدال أي الأمر المبتدع و إيواؤه الرضا به و الصبر عليه و عدم الإنكار على فاعله و بكسرها أي نصر جانيا و أجاره من خصمه أو مبتدعا قوله غير قاتله أي مريد قتله أو غير قاتل من هو ولي دمه قوله غير ضاربه أي مريد ضربه أو من يضربه قوله ص و من لعن أبويه لعن النبي ص هنا أبا بكر حيث صار سببا للعن أبيه كما مر و العضل بالتحريك أبو قبيلة قوله و المجذمين لعل المراد من انتسب إلى الجذيمة و لعل أسدا و غطفان كلتيهما منسوبتان إليها قال الجوهري جذيمة قبيلة من عبد القيس ينسب إليهم جذمي بالتحريك و كذلك إلى جذيمة أسد و قال الفيروزآبادي غطفان محركة حي من قيس و ما بعد ذلك أسماء الرجال

121-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن البزنطي عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفر ع أن ثمامة بن أثال أسرته خيل النبي ص و قد كان رسول الله ص قال اللهم أمكني من ثمامة فقال له رسول الله ص إني مخيرك واحدة من ثلاث أقتلك قال إذا تقتل عظيما أو أفاديك قال إذا تجدني غاليا أو أمن عليك قال إذا تجدني شاكرا قال فإني قد مننت عليك قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله و قد و الله علمت أنك رسول الله حيث رأيت و ما كنت لأشهد بها و أنا في الوثاق

122-  كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كان على عهد رسول الله ص رجل يقال له ذو النمرة و كان من أقبح الناس و إنما سمي ذا النمرة من قبحه فأتى النبي ص فقال يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عز و جل علي فقال له رسول الله ص فرض الله عليك سبع عشرة ركعة في اليوم و الليلة و صوم شهر رمضان إذا أدركته و الحج إذا استطعت إليه سبيلا و الزكاة و فسرها له فقال و الذي بعثك بالحق نبيا ما أزيد ربي على ما فرض علي شيئا فقال له النبي ص و لم يا ذا النمرة فقال كما خلقني قبيحا قال فهبط جبرئيل ع على النبي ص فقال يا رسول الله ص إن ربك يأمرك أن تبلغ ذا النمرة عنه السلام و تقول له يقول لك ربك تبارك و تعالى أ ما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل ع يوم القيامة فقال له رسول الله ص يا ذا النمرة هذا جبرئيل يأمرني أن أبلغك السلام و يقول لك ربك أ ما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل فقال ذو النمرة فإني قد رضيت يا رب فو عزتك لأزيدنك حتى ترضى

123-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة عن أحدهما ع قال قال رسول الله ص لو لا أني أكره أن يقال إن محمدا استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير

124-  ختص، ]الإختصاص[ جعفر بن الحسين و أحمد بن هارون و غيرهما عن ابن الوليد عن الصفار عن الخشاب عن ابن كلوب عن إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد ع أن رسول الله ص اشترى فرسا من أعرابي فأعجبه فقام أقوام من المنافقين حسدوا رسول الله ص على ما أخذ منه فقالوا للأعرابي لو بلغت به إلى السوق بعته بأضعاف هذا فدخل الأعرابي الشره فقال أ لا أرجع فأستقيله فقالوا لا و لكنه رجل صالح فإذا جاءك بنقدك فقل ما بعتك بهذا فإنه سيرده عليك فلما جاء النبي ص أخرج إليه النقد فقال ما بعتك بهذا فقال النبي ص و الذي بعثني بالحق لقد بعتني فجاء خزيمة بن ثابت فقال يا أعرابي أشهد لقد بعت رسول الله ص بهذا الثمن الذي قال فقال الأعرابي لقد بعته و ما معنا من أحد فقال رسول الله ص لخزيمة كيف شهدت بهذا فقال يا رسول الله بأبي أنت و أمي تخبرنا عن الله و أخبار السماوات فنصدقك و لا نصدقك في ثمن هذا فجعل رسول الله ص شهادته شهادة رجلين فهو ذو الشهادتين

125-  ختص، ]الإختصاص[ كان بلال مؤذن رسول الله ص فلما قبض رسول الله ص لزم بيته و لم يؤذن لأحد من الخلفاء و قال فيه أبو عبد الله جعفر بن محمد ع رحم الله بلالا فإنه كان يحبنا أهل البيت و لعن الله صهيبا فإنه كان يعادينا و في خبر آخر كان يبكي على عمر

126-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن إبراهيم عن علي بن محمد بن يزيد القمي عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال كان بلال عبدا صالحا و كان صهيب عبد سوء و كان يبكي على عمر

127-  يه، ]من لا يحضر الفقيه[ عن أبي بصير عن أحدهما ع أنه قال إن بلالا كان عبدا صالحا فقال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله ص فترك يومئذ حي على خير العمل

128-  يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن علي بن محبوب عن معاوية بن حكيم عن سليمان بن جعفر عن أبيه قال دخل رجل من أهل الشام على أبي عبد الله ع فقال له إن أول من سبق إلى الجنة بلال قال و لم قال لأنه أول من أذن

 بيان الظاهر أن القائل أولا أبو عبد الله ع فالأولية إضافية بالنسبة إلى جماعة من أضرابه أو المؤذنين و يحتمل أن يكون القائل الشامي فقال ع و لم على وجه الإنكار فلما أصر القائل لم يجبه ع للمصلحة

129-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن قوما أتوا رسول الله ص فقالوا يا رسول الله اضمن لنا على ربك الجنة قال فقال على أن تعينوني بطول السجود قالوا نعم يا رسول الله فضمن لهم الجنة قال فبلغ ذلك قوما من الأنصار قال فأتوه فقالوا يا رسول الله اضمن لنا الجنة قال على أن لا تسألوا أحدا شيئا قالوا نعم يا رسول الله قال فضمن لهم الجنة فكان الرجل منهم يسقط سوطه و هو على دابته فينزل حتى يتناوله كراهية أن يسأل أحدا شيئا و إن كان الرجل لينقطع شسعه فيكره أن يطلب من أحد شيئا

130-  يه، ]من لا يحضر الفقيه[ بإسناده عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال احتجم رسول الله ص حجمه مولى لبني بياضة و أعطاه لو كان حراما ما أعطاه فلما فرغ قال له رسول الله ص أين الدم قال شربته يا رسول الله فقال ما كان ينبغي لك أن تفعله و قد جعله الله لك حجابا من النار

131-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال كان رجل يبيع الزيت و كان يحب رسول الله ص حبا شديدا كان إذا أراد أن يذهب في حاجته لم يمض حتى ينظر إلى رسول الله ص قد عرف ذلك منه فإذا جاء تطاول له حتى ينظر إليه حتى إذا كان ذات يوم دخل فتطاول له رسول الله ص حتى نظر إليه ثم مضى في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع فلما رآه رسول الله ص قد فعل ذلك أشار إليه بيده اجلس فجلس بين يديه فقال ما لك فعلت اليوم شيئا لم تكن تفعله قبل ذلك فقال يا رسول الله و الذي بعثك بالحق نبيا لغشي قلبي شي‏ء من ذكرك حتى ما استطعت أن أمضي في حاجتي حتى رجعت إليك فدعا له و قال له خيرا ثم مكث رسول الله ص أياما لا يراه فلما فقده سأل عنه فقيل يا رسول الله ما رأيناه منذ أيام فانتعل رسول الله ص و انتعل معه أصحابه و انطلق حتى أتى سوق الزيت فإذا دكان الرجل ليس فيه أحد فسأل عنه جيرته فقالوا يا رسول الله مات و لقد كان عندنا أمينا صدوقا إلا أنه قد كان فيه خصلة قال و ما هي قالوا كان يرهق يعنون يتبع النساء فقال رسول الله ص رحمه الله و الله لقد كان يحبني حبا لو كان نخاسا لغفر الله له

 بيان نخاسا فيما عندنا من النسخ بالنون و لعله محمول على من يبيع الأحرار و ربما يقرأ بالباء الموحدة من بخس المكيال و الميزان فيناسب عمله أيضا

132-  محص، ]التمحيص[ عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عن آبائه ع قال رفع إلى رسول الله ص قوم في بعض غزواته فقال من القوم قالوا مؤمنون يا رسول الله قال ما بلغ من إيمانكم قالوا الصبر عند البلاء و الشكر عند الرخاء و الرضاء بالقضاء فقال رسول الله ص حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء إن كنتم كما تقولون فلا تبنوا ما لا تسكنون و لا تجمعوا ما لا تأكلون و اتقوا الله الذي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

133-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص خرج في جنازة سعد و قد شيعه سبعون ألف ملك فرفع رسول الله ص رأسه إلى السماء ثم قال مثل سعد يضم قال قلت جعلت فداك إنا نحدث أنه كان يستخف بالبول فقال معاذ الله إنما كان من زعارة في خلقه على أهله قال فقالت أم سعد هنيئا لك يا سعد قال فقال لها رسول الله ص يا أم سعد لا تحتمي على الله

 بيان الزعارة بتشديد الراء شكاسة الخلق

134-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال أتى رجل رسول الله ص فقال يا رسول الله إني خرجت و امرأتي حائض فرجعت و هي حبلى فقال له رسول الله ص من تتهم قال أتهم رجلين قال ائت بهما فجاء بهما فقال رسول الله ص أن يك ابن هذا فيخرج قططا كذا و كذا فخرج كما قال رسول الله ص فجعل معقلته على قوم أمه و ميراثه لهم و لو أن إنسانا قال يا ابن الزانية يجلد الحد

135-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج رفعه قال بينا رسول الله ص قاعد إذ جاءت امرأة عريانة حتى قامت بين يديه فقالت يا رسول الله إني فجرت فطهرني قال و جاء رجل يعدو في أثرها و ألقى عليها ثوبا فقال ص ما هي منك قال صاحبتي يا رسول الله خلوت بجاريتي فصنعت ما ترى فقال ضمها إليك ثم قال إن الغيراء لا تبصر أعلى الوادي من أسفله

136-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن عبد الله بن القاسم الحضرمي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا من الأنصار على عهد رسول الله ص خرج في بعض حوائجه فعهد إلى امرأته عهدا أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم قال و إن أباها مرض فبعثت المرأة إلى النبي ص فقالت إن زوجي خرج و عهد إلي أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم و إن أبي مرض فتأمرني أن أعوده فقال رسول الله ص اجلسي في بيتك و أطيعي زوجك قال فثقل فأرسلت إليه ثانيا بذلك فقالت فتأمرني أن أعوده فقال اجلسي في بيتك و أطيعي زوجك قال فمات أبوها فبعثت إليه أن أبي قد مات فتأمرني أن أصلي عليه فقال لا اجلسي في بيتك و أطيعي زوجك قال فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله ص أن الله قد غفر لك و لأبيك بطاعتك لزوجك

137-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال خرج رسول الله ص يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم فمر بالنساء فوقف عليهن ثم قال يا معاشر النساء تصدقن و أطعن أزواجكن فإن أكثركن في النار فلما سمعن ذلك بكين ثم قامت إليه امرأة منهن فقالت يا رسول الله في النار مع الكفار و الله ما نحن بكفار فنكون من أهل النار فقال لها رسول الله ص إنكن كافرات بحق أزواجكن

138-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول خطب رسول الله النساء فقال يا معاشر النساء تصدقن و لو من حليكن و لو بتمرة و لو بشق تمرة فإن أكثركن حطب جهنم إنكن تكثرن اللعن و تكفرن العشيرة فقالت امرأة من بني سليم لها عقل يا رسول الله أ ليس نحن الأمهات الحاملات المرضعات أ ليس منا البنات المقيمات و الأخوات المشفقات فرق لها رسول الله ص فقال حاملات والدات مرضعات رحيمات لو لا ما يأتين إلى بعولتهن ما دخلت مصلية منهن النار

139-  نوادر الراوندي، بإسناده إلى موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لحارث بن مالك كيف أصبحت فقال أصبحت و الله يا رسول الله من المؤمنين فقال رسول الله ص لكل مؤمن حقيقة فما حقيقة إيمانك قال أسهرت ليلي و أنفقت مالي و عزفت عن الدنيا و كأني أنظر إلى عرش ربي جل جلاله و قد أبرز للحساب و كأني أنظر إلى أهل الجنة في الجنة يتزاورون و كأني أنظر إلى أهل النار يتعاوون فقال رسول الله ص هذا عبد قد نور الله قلبه قد أبصرت فالزم فقال يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة فدعا له فاستشهد يوم الثامن

140-  وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه الله نقلا من خط الشهيد قدس سره قال روي عن النابغة الجعدي قال أنشدت رسول الله ص شعر  

بلغنا السماء مجدنا و جدودنا و إنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال أين المظهر يا أبا ليلى قلت الجنة قال أجل إن شاء الله ثم قلت شعر

و لا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر يحمي صفوه أن يكدراو لا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

فقال له النبي ص أجدت لا يفض الله فاك مرتين

141-  أقول وجدت في كتاب سليم بن قيس عن أبان بن أبي عياش عنه عن سلمان و أبي ذر و المقداد أن نفرا من المنافقين اجتمعوا فقالوا إن محمدا ليخبرنا عن الجنة و ما أعد الله فيها من النعيم لأوليائه و أهل طاعته و عن النار و ما أعد الله فيها من الأنكال و الهوان لأعدائه و أهل معصيته فلو أخبرنا بآبائنا و أمهاتنا و مقعدنا من الجنة و النار فعرفنا الذي يبنى عليه في العاجل و الآجل فبلغ ذلك رسول الله ص فأمر بلالا فنادى بالصلاة جامعة فاجتمع الناس حتى غص المسجد و تضايق بأهله فخرج مغضبا حاسرا عن ذراعيه و ركبتيه حتى صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أوحى إلي ربي فاختصني برسالته و اصطفاني لنبوته و فضلني على جميع ولد آدم و أطلعني على ما شاء من غيبه فاسألوني عما بدا لكم فو الذي نفسي بيده لا يسألني رجل منكم عن أبيه و أمه و عن مقعده من الجنة و النار إلا أخبرته هذا جبرئيل عن يميني يخبرني عن ربي فاسألوني فقام رجل مؤمن يحب الله و رسوله فقال يا نبي الله من أنا قال أنت عبد الله بن جعفر فنسبه إلى أبيه الذي كان يدعى به فجلس قريرة عينه ثم قام منافق مريض القلب مبغض لله و لرسوله فقال يا رسول الله من أنا قال أنت فلان بن فلان راع لبني عصمة و هم شر حي في ثقيف عصوا الله فأخزاهم فجلس و قد أخزاه الله و فضحه على رءوس الأشهاد و كان قبل ذلك لا يشك الناس أنه صنديد من صناديد قريش و ناب من أنيابهم ثم قام ثالث منافق مريض القلب فقال يا رسول الله أ في الجنة أنا أم في النار قال في النار و رغما فجلس قد أخزاه الله و فضحه على رءوس الأشهاد فقام عمر بن الخطاب فقال رضينا بالله ربا و بالإسلام دينا و بك يا رسول الله نبيا و نعوذ بالله من غضب الله و غضب رسوله اعف عنا يا رسول الله عفا الله عنك و استر سترك الله فقال عن غير هذا أو تطلب سواه يا عمر فقال يا رسول الله العفو عن أمتك فقام علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله انسبني من أنا لتعرف الناس قرابتي منك فقال يا علي خلقت أنا و أنت من عمودين من نور معلقين من تحت العرش يقدسان الملك من قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ثم خلق من ذينك العمودين نطفتين بيضاوين ملتويتين ثم نقل تلك النطفتين في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الزكية الطاهرة حتى جعل نصفها في صلب عبد الله و نصفها في صلب أبي طالب فجزء أنا و جزء أنت و هو قول الله عز و جل وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً يا علي أنت مني و أنا منك سيط لحمك بلحمي و دمك بدمي و أنت السبب فيما بين الله و بين خلقه بعدي فمن جحد ولايتك قطع السبب الذي فيما بينه و بين الله و كان ماضيا في الدرجات يا علي ما عرف الله إلا بي ثم بك من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته يا علي أنت علم الله بعدي الأكبر في الأرض و أنت الركن الأكبر في القيامة فمن استظل بفيئك كان فائزا لأن حساب الخلائق إليك و مآبهم إليك و الميزان ميزانك و الصراط صراطك و الموقف موقفك و الحساب حسابك فمن ركن إليك نجا و من خالفك هوى و هلك اللهم اشهد اللهم اشهد ثم نزل

142-  أبان عن سليم عن سلمان قال كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجلا من أهل البيت قطعت حديثها فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم ما مثل محمد في أهل بيته إلا مثل نخلة نبتت في كناسة فبلغ ذلك رسول الله ص فغضب ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس ثم قام فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس من أنا قالوا أنت رسول الله قال أنا رسول الله و أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ثم مضى في نسبه حتى انتهى إلى نزار ثم قال ألا و إني و أهل بيتي كنا نورا نسعى بين يدي الله قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام فكان ذلك النور إذا سبح سبحت الملائكة لتسبيحه فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه ثم أهبط إلى الأرض في صلب آدم ثم حمله في السفينة في صلب نوح ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم ثم لم يزل ينقلنا في أكارم الأصلاب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتدا و أكرم المغارس منبتا بين الآباء و الأمهات لم يلتق أحد منهم على سفاح قط ألا و نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا و علي و جعفر و حمزة و الحسن و الحسين و فاطمة و المهدي ألا و إن الله نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختار منها رجلين أحدهما أنا فبعثني رسولا و الآخر علي بن أبي طالب و أوحى إلي أن أتخذه أخا و خليلا و وزيرا و وصيا و خليفة ألا و إنه ولي كل مؤمن بعدي من والاه والاه الله و من عاداه عاداه الله لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا كافر هو زر الأرض بعدي و سكنها و هو كلمة الله التقوى و عروة الله الوثقى أ تريدون أن تطفئوا نور الله بأفواهكم وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ألا و إن الله نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثني عشر وصيا من أهل بيتي فجعلهم خيار أمتي واحدا بعد واحد مثل النجوم في السماء كلما غاب نجم طلع نجم هم أئمة هداة مهتدون لا يضرهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم هم حجج الله في أرضه و شهداؤه على خلقه خزان علمه و تراجمة وحيه و معادن حكمته من أطاعهم أطاع الله و من عصاهم عصى الله هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه حتى يردوا علي الحوض فليبلغ الشاهد الغائب اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات

 بيان السوط خلط الشي‏ء بعضه ببعض و المحتد بكسر التاء الأصل و قال الجزري في النهاية في حديث أبي ذر قال يصف عليا ع و إنه لعالم الأرض و زرها الذي تسكن إليه أي قوامها و أصله من زر القلب و هو عظيم صغير يكون قوام القلب به و أخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان. قوله فاختار بعدنا اثني عشر لعله كان بعدي فصحف أو كان أحد عشر و على تقدير صحة النسخة يحتمل أن يكون المراد بقوله ص بعدنا بعد الأنبياء أو يكون الاثنا عشر بضم أمير المؤمنين ع مع الأحد عشر تغليبا و هذا أحد وجوه القدح في كتاب سليم بن قيس مع اشتهاره بين أرباب الحديث و هذا لا يصير سببا للقدح إذ قلما يخلو كتاب من أضعاف هذا التصحيف و التحريف و مثل هذا موجود في الكافي و غيره من الكتب المعتبرة كما لا يخفى على المتتبع