باب 60- جوامع تأويل ما أنزل فيهم عليهم السلام و نوادرها

 1-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روت الخاصة و العامة عن ابن عباس قال قال أمير المؤمنين عليه السلام نزل القرآن أرباعا ربع فينا و ربع في عدونا و ربع سنن و أمثال و ربع فرائض و أحكام و لنا كرائم القرآن

 2-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أحمد بن الحسن بن إسماعيل و الحسن بن علي بن الحسن بن عبيدة معا عن محمد بن الحسن بن مطهرة عن صالح بن الأسود عن جميل بن عبد الله النخعي عن زكريا بن ميسرة عن ابن نباتة عنه ع مثله

 3-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ مقداد بن علي الحجازي عن عبد الرحمن العلوي عن محمد بن سعيد و محمد بن عيسى بن زكريا عن عبد الرحمن بن سراج عن حماد بن أعين عن الحسن بن عبد الرحمن عن ابن نباتة عن أمير المؤمنين ع قال القرآن أربعة أرباع ربع فينا و ربع في أعدائنا و ربع فرائض و أحكام و ربع حلال و حرام و لنا كرائم القرآن

 4-  فس، ]تفسير القمي[ محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد بن محمد بن السياري عن فلان قال خرج عن أبي الحسن ع قال إن الله جعل قلوب الأئمة موردا لإرادته فإذا شاء الله شيئا شاءوه و هو قوله وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ

  بيان هذا أحسن التوجيهات في تلك الآيات بأن تكون مخصوصة بالأئمة عليهم السلام على وجهين أحدهما أنهم ع صاروا ربانيين خالين عن مراداتهم و إرادتهم فلا تتعلق مشيتهم إلا بما علموا أن الله تعالى يشاؤه. و ثانيهما معنى أرفع و أدق من ذلك و هو أنهم لما صيروا أنفسهم كذلك صاروا بحيث ربهم الشائي لهم و المريد لهم فلا يفعلون شيئا إلا بما يفيض الله سبحانه عليهم من مشيته و إرادته و هذا أحد معاني قوله تعالى كنت سمعه و بصره و يده و لسانه و سيأتي بسط القول في ذلك في كتاب مكارم الأخلاق إن شاء الله تعالى

 5-  فس، ]تفسير القمي[ علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله وَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ ما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ قال كذب الذين من قبلهم رسلهم ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا و آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين

 بيان ظاهره أنه تنزيل و يحتمل التأويل أيضا بإرجاع ضمير الجمع إلى الرسل. و قال البيضاوي أي و ما بلغ هؤلاء عشر ما آتينا أولئك من القوة و طول العمر و كثرة المال أو ما بلغ أولئك عشر ما آتينا هؤلاء من البينات و الهدى

 6-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن تفسير هذه الآية لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ قال تفسيرها بالباطن أن لكل قرن من هذه الأمة رسولا من آل محمد ع يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول و هم الأولياء و هم الرسل و أما قوله فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ قال معناه أن الرسل يقضون بالقسط و هم لا يظلمون كما قال الله

 بيان لعله على تأويل الباطن المراد بالرسول معناه اللغوي ليشمل الإمام أو المعنى أنهم ع بمنزلة الأنبياء في الأمم السالفة ففي كل قرن بهم تتم الحجة كما ورد أن علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل و فسر بهم ع و أما تفسيره لقوله تعالى قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ فهو وجه حسن لم يذكره المفسرون بل قالوا بعد تكذيبهم رسولهم قضى الله بينهم و بينه بالعدل بإنجائه و إهلاكهم و قيل هو بيان لحالهم في القيامة و شهادة الرسل عليهم و عدل الله فيهم

 7-  كا، ]الكافي[ أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عمارة بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال أما قوله أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ محمد بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ بموالاة علي اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً من آل محمد كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ

 8-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع قال أما قوله أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ الآية إلى يَعْمَلُونَ قال أبو جعفر ع ذلك مثل موسى و الرسل من بعده و عيسى صلوات الله عليه ضرب لأمة محمد ص مثلا فقال الله لهم فإن جاءكم محمد بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ بموالاة علي اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً من آل محمد كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ فذلك تفسيرها في الباطن

 بيان على هذا التأويل يكون الخطاب متوجها إلى الكافرين و المكذبين للرسل جميعا في صدر الآية و في قوله تعالى فَفَرِيقاً إلى هذه الأمة أي فأنتم يا أمة محمد فريقا من آله كذبتم و يحتمل أن يكون الخطاب في جميع الآية عاما و يكون تحققه في هذه الأمة في ضمن قتل أهل بيته ص إما بتعميم الرسل مجازا أو بإسناد القتل مجازا فإن قتل أهل بيته بمنزلة قتله و فيه بعد و يحتمل أن يكون الخطاب متوجها إلى اليهود كما هو ظاهر الآية و لما كان ما صدر عن الأمم السالفة يصدر عن هذه الأمة فالقتل إنما تحقق هنا في قتل أهل البيت عليهم السلام لما ورد عنهم ع أن الله صرف القتل و الأذى عن نبينا و أوقعهما علينا

 9-  شي، ]تفسير العياشي[ عن خالد بن زيد عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ حَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ قال حيث كان رسول الله ص بين أظهرهم ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا حيث قبض رسول الله ص ثم تاب عليهم حيث قام أمير المؤمنين ع قال ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا إلى الساعة

 10-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن حمران قال كنت عند أبي عبد الله ع فجاءه رجل و قال له يا أبا عبد الله ما تتعجب من عيسى بن زيد بن علي يزعم أنه ما يتولى عليا إلا على الظاهر و ما يدري لعله كان يعبد سبعين إلها من دون الله قال فقال و ما أصنع قال الله فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ و أومأ بيده إلينا فقلت نعقلها و الله

 بيان قال الطبرسي رحمه الله فَإِنْ يَكْفُرْ بِها أي بالكتاب و النبوة و الحكم هؤُلاءِ يعني الكفار الذين جحدوا نبوة النبي ص فَقَدْ وَكَّلْنا بِها أي بمراعاة أمر النبوة و تعظيمها و الأخذ بهدى الأنبياء قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ أي الأنبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا بما أتى به النبي ص قبل مبعثه و قيل الملائكة و قيل من آمن به ع بعد مبعثه انتهى أقول فسر ع القوم بالشيعة أو أولاد العجم كما ورد في خبر آخر و أما كلام عيسى فلعله أراد أنا لا نعلم باطن أمير المؤمنين ع أنه مؤمن أو مشرك و إنما نواليه بظاهره و قوله نعقلها و الله أي نعلم إيمانه باطنا لإخبار الله و رسوله بذلك

 11-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ كلما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد قصمه الله

 12-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن جعفر بن محمد بن مالك عن الحسن بن علي بن مهران عن سعيد بن عثمان عن داود الرقي قال سألت أبا عبد الله ع عن قوله تعالى الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ قال يا داود سألت عن أمر فاكتف بما يرد عليك إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره ثم إن الله ضرب ذلك مثلا لمن وثب علينا و هتك حرمتنا و ظلمنا حقنا فقال هما بحسبان قال هما في عذابي قال قلت وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ قال النجم رسول الله ص و الشجر أمير المؤمنين و الأئمة ع لم يعصوا الله طرفة عين قال قلت وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ قال أسماء رسول الله ص قبضه الله ثم رفعه إليه وَ وَضَعَ الْمِيزانَ و الميزان أمير المؤمنين نصبه لهم من بعده قلت أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ قال لا تطغوا في الإمام بالعصيان و الخلاف قلت وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ قال أطيعوا الإمام بالعدل و لا تبخسوه من حقه قلت قوله فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ قال أي بأي نعمتي تكذبان بمحمد أم بعلي فبهما أنعمت على العباد

 13-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سليمان قال قلت لأبي عبد الله ع ما معنى قوله تعالى وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قال الذين همزوا آل محمد حقهم و لمزوهم و جلسوا مجلسا كان آل محمد أحق به منهم

 بيان قال الفيروزآبادي الهمز الغمز و الضغط و النخس و الدفع و الضرب و العض و الكسر و الهمزة الغماز و قال اللمز العيب و الإشارة بالعين و نحوها و الضرب و الدفع و كهمزة العياب للناس أو الذي يعيبك في وجهك و الهمزة من يعيبك في الغيب و ما ذكره ع قريب من بعض تلك المعاني

 14-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن سنان عن محمد بن النعمان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله عز و جل لم يكلنا إلى أنفسنا و لو وكلنا إلى أنفسنا لكنا كبعض الناس و لكن نحن الذين قال الله عز و جل ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

 15-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير بإسناده عن جعفر بن محمد ع في قول الله تعالى لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ قال أهل بيت نبيكم ع

 بيان إنما أول ع قتل الأنفس بقتلهم ع لأنهم أسباب للحياة الجسمانية و الروحانية فهم بمنزلة أنفس الناس أو لأن قتلهم سبب لهلاكهم الصوري و المعنوي فكأنهم قتلوا أنفسهم

 16-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال قلت هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ قال يغشاهم القائم بالسيف قال قلت وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ قال خاضعة لا تطيق الامتناع قال قلت عامِلَةٌ قال عملت بغير ما أنزل الله قال قلت ناصِبَةٌ قال نصبت غير ولاة الأمر قال قلت تَصْلى ناراً حامِيَةً قال تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم و في الآخرة نار جهنم

 17-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قلت له إن بعض أصحابنا يفترون و يقذفون من خالفهم فقال الكف عنهم أجمل ثم قال و الله يا با حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا قلت كيف لي بالمخرج من هذا فقال لي يا با حمزة كتاب الله المنزل يدل عليه إن الله تبارك و تعالى جعل لنا أهل البيت سهاما ثلاثة في جميع الفي‏ء ثم قال عز و جل وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فنحن أصحاب الخمس و الفي‏ء و قد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا و الله يا با حمزة ما من أرض تفتح و لا خمس يخمس فيضرب على شي‏ء منه إلا كان حراما على من يصيبه فرجا كان أو مالا و لو قد ظهر الحق لقد بيع الرجل الكريمة عليه نفسه فيمن لا يزيد حتى أن الرجل منهم ليفتدي بجميع ماله و يطلب النجاة لنفسه فلا يصل إلى شي‏ء من ذلك و قد أخرجونا و شيعتنا من حقنا ذلك بلا عذر و لا حق و لا حجة قلت قوله عز و جل هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ قال إما موت في طاعة الله أو إدراك ظهور إمام و نحن نتربص بهم مع ما نحن فيه من الشدة أن يصيبهم الله بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ قال هو المسخ أَوْ بِأَيْدِينا و هو القتل قال الله عز و جل لنبيه ص قل فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ و التربص انتظار وقوع البلاء بأعدائهم

  بيان قوله يفترون أي عليهم و يقذفونهم بأنهم أولاد زنا فأجاب ع بأنه لا ينبغي لهم ترك التقية لكن لكلامهم محمل صدق قوله كيف لي بالمخرج أي بم أستدل و أحتج على من أنكر هذا قوله فيضرب على شي‏ء منه يحتمل أن يكون من قولهم ضربت عليه خراجا إذا جعلته وظيفة أي يضرب خراج على شي‏ء من تلك المأخوذات من الأرضين سواء أخذوها على وجه الخمس أو غيره أو من قولهم ضرب بالقداح إذا ساهم بها و أخرجها فيكون كناية عن القسمة قوله ع لقد بيع الرجل هو على بناء المجهول فالرجل مرفوع به و الكريمة صفة للرجل أي يبيع الإمام أو من يأذن له من أصحاب الخمس و الخراج و الغنائم المخالف الذي تولد من هذه الأموال مع كونه عزيزا في نفسه كريما في سوق المزاد و لا يزيد أحد على ثمنه لهوانه و حقارته عندهم هذا إذا قرئ بالزاء المعجمة كما في أكثر النسخ و بالمهملة أيضا يرجع إلى هذا المعنى و بعض الأفاضل قرأ بيع على المعلوم من التفعيل و نصب الكريمة ليكون مفعولا لبيع و جعل نفسه عطف بيان للكريمة أو بدلا عنها فالمعنى أن المخالف يبيع نفسه للفداء و ما ذكرنا أظهر كما لا يخفى. قوله ع ليفتدي بجميع ماله أي ليفك من قيد الرقية فلا يتيسر له ذلك لعدم قبول الإمام ع ذلك منه قوله تعالى هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا أي تنتظرون إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ أي إلا إحدى العاقبتين اللتين كل منهما حسنى العواقب و ذكر المفسرون أن المراد بهما النصرة و الشهادة و لعل الخبر محمول على أن ظاهر الآية متوجه إلى هؤلاء و باطنها إلى الشيعة في زمان عدم استيلاء الحق فإنهم أيضا بين إحدى الحسنيين إما الموت على الحق أو إدراك ظهور الإمام و غلبته و يحتمل أن يكون المراد أن نظير مورد الآية و شبيهها جار في الشيعة و ما يقاسون من الشدائد من المخالفين قوله تعالى وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أي نحن أيضا ننتظر فيكم إحدى السوأتين أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أي بقارعة و نازلة من السماء و على تأويله ع المسخ أَوْ بعذاب بِأَيْدِينا و هو القتل في زمن استيلاء الحق

 18-  كا، ]الكافي[ بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ قال هو أمير المؤمنين ع وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ قال عند خروج القائم ع و في قوله عز و جل وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ قال اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب و سيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم و أما قوله عز و جل وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ قال لو لا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم واحدا و في قوله عز و جل وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ قال بخروج القائم ع و قوله عز و جل وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ قال يعنون بولاية علي ع و قوله عز و جل وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ قال إذا قام القائم عليه السلام ذهبت دولة الباطل

 بيان قوله تعالى قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أي على القرآن أو على تبليغ الوحي. قوله تعالى وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ أي من المتصنعين بما لست من أهله على ما عرفتم من حالي فأنتحل النبوة و أتقول القرآن و على تفسيره فأقول في أمير المؤمنين ع ما لم يوح إلي إِنْ هُوَ أي القرآن و على ما فسره ع أمير المؤمنين ع أو ما نزل من القرآن فيه صلوات الله عليه إِلَّا ذِكْرٌ أي مذكر و موعظة لِلْعالَمِينَ أي للثقلين وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ أي نبأ القرآن و هو ما فيه من الوعد و الوعيد أو صدقه أو نبأ الرسول ص و صدقه فيما أتى به و على تفسيره ع نبأ أمير المؤمنين صلوات الله عليه و صدقه و علو شأنه أو نبأ القرآن و صدقه فيما أخبر به من فضله ع و جلالة شأنه بَعْدَ حِينٍ أي بعد الموت أو يوم القيامة أو عند ظهور الإسلام و على تفسيره ع عند خروج القائم صلوات الله عليه. قوله تعالى وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ قال البيضاوي القضاء السابق بتأجيل الجزاء أو العدة بأن الفصل يكون يوم القيامة لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بين الكافرين و المؤمنين أو المشركين و شركائهم. قوله ع لو لا ما تقدم فيهم أي بأنه سيجزيهم يوم القيامة أو يولد منهم أولاد مؤمنون لقتلهم القائم ع أجمعين و يحتمل أن يكون ما أبقى القائم ع بيانا لما تقدم فيهم أي لو لا أن قدر الله أن يكون قتلهم على يد القائم لأهلكهم الله و عذبهم قبل ذلك و لم يمهلهم و لكن لا يخلو من بعد قوله ع بخروج القائم ع اعلم أن أكثر الآيات الواردة في القيامة الكبرى دالة بباطنها على الرجعة الصغرى و لما كان في زمن القائم ع يرد بعض المشركين و المخالفين و المنافقين و يجازون ببعض أعمالهم فلذلك سمي بيوم الدين و قد يطلق اليوم على مقدار من الزمان و إن كانت أياما كثيرة و يحتمل أن يكون المراد يوم رجعتهم. قوله ع ذهبت دولة الباطل فعلى تفسيره التعبير بصيغة الماضي للتأكيد وقوعه و بيان أنه لا ريب فيه فكأنه قد وقع

 19-  كا، ]الكافي[ بهذا الإسناد عن الحسن عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال دخلت مع أبي جعفر ع المسجد الحرام و هو متكئ علي فنظر إلى الناس و نحن على باب بني شيبة فقال يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقا و لا يدينون دينا يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم ثم تلا هذه الآية أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يعني و الله عليا ع و الأوصياء ثم تلا ع هذه الآية فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أمير المؤمنين ع يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي ع إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذا أما و الله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم و لا يغفر الذنوب إلا لكم و لا يتقبل إلا منكم و إنكم لأهل هذه الآية إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً يا فضيل أ ما ترضون أن تقيموا الصلاة و تؤتوا الزكاة و تكفوا ألسنتكم و تدخلوا الجنة ثم قرأ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ أنتم و الله أهل هذه الآية

 بيان قوله فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً قال المفسرون أي ذا زلفة و قرب وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أي تطلبون و تستعجلون تفتعلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث من الدعوى و على تأويله ع الضمير في المواضع راجع إلى أمير المؤمنين ع أي لما رأوا أمير المؤمنين ع ذا قرب و منزلة عند ربه في القيامة ظهر على وجوههم أثر الكآبة و الانكسار و الحزن فتقول الملائكة لهم مشيرين إليه هذا الذي كنتم بسببه تدعون منزلته و تسميتم بأمير المؤمنين و قد كان مختصا به عليه السلام. قوله ع أنتم و الله أهل هذه الآية أي أنتم عملتم بمضمون صدر الآية لا مع التتمة أو هذا الأمر متوجه إليكم فاعلموا بصدرها و احذروا آخرها

  -20  عد، ]العقائد[ قال الصادق ع ما من آية في القرآن أولها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي بن أبي طالب ع أميرها و قائدها و شريفها و أولها و ما من آية تسوق إلى الجنة إلا و هي في النبي و الأئمة ع و أشياعهم و أتباعهم و ما من آية تسوق إلى النار إلا و هي في أعدائهم و المخالفين لهم و إن كانت الآيات و في ذكر الأولين فما كان منها من خير فهو جار في أهل الخير و ما كان منها من شر فهو جار في أهل الشر

 21-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الشيرازي في كتابه بالإسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن علي ع في قوله تعالى فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ قال صور الله عز و جل علي بن أبي طالب ع في ظهر أبي طالب على صورة محمد صلى الله عليه و آله فكان علي بن أبي طالب أشبه الناس برسول الله ص و كان الحسين بن علي أشبه الناس بفاطمة و كنت أنا أشبه الناس بخديجة الكبرى و قالوا النداء من الله ثلاثة نداء من الله للخلق نحو وَ ناداهُما رَبُّهُما وَ نادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ وَ نادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ و الثاني نداء من الخلق إلى الله نحو وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَنادى فِي الظُّلُماتِ وَ زَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ وَ أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ و الثالث نداء الخلق للخلق نحو فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ فَناداها مِنْ تَحْتِها يُنادُونَهُمْ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَ نادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ وَ نادَوْا يا مالِكُ و نداء النبي في ذريته رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ

 22-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن أيوب بن سليمان عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال قوله عز و جل أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ نزلت في عتبة و شيبة و الوليد بن عتبة و هم الذين بارزوا عليا و حمزة و عبيدة و نزلت فيهم مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَ مَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ قال في علي و صاحبيه

 23-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن الحسين عن حميد بن الربيع عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز و جل ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ قال قال علي بن أبي طالب ع ليس عبد من عبيد الله ممن امتحن قلبه للإيمان إلا و هو يجد مودتنا على قلبه فهو يودنا و ما من عبد من عبيد الله ممن سخط الله عليه إلا و هو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا فأصبحنا نفرح بحب المحب و نعرف بغض المبغض و أصبح محبنا ينتظر رحمة الله جل و عز فكأن أبواب الرحمة قد فتحت له و أصبح مبغضنا على شفا جرف من النار فكأن ذلك الشفا قد انهار بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم و تعسا لأهل النار مثواهم إن الله عز و جل يقول فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ و إنه ليس عبد من عبيد الله يقصر في حبنا لخير جعله الله عنده إذ لا يستوي من يحبنا و من يبغضنا و لا يجتمعان في قلب رجل أبدا إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا و يبغض بهذا أما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه و مبغضنا على تلك المنزلة نحن النجباء و أفراطنا أفراط الأنبياء و أنا وصي الأوصياء و الفئة الباغية من حزب الشيطان و الشيطان منهم فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فإن شارك في حبنا عدونا فليس منا و لسنا منه و الله عدوه و جبرئيل و ميكائيل و الله عدو للكافرين

 24-  و قال علي ع لا يجتمع حبنا و حب عدونا في جوف إنسان إن الله عز و جل يقول ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ

 25-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن حديد عن ابن بزيع عن بزرج بن بصير و الكناني قالا قلنا لأبي عبد الله ع جعلنا الله فداك قوله تعالى وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ قال يا با محمد الروح خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص يخبره و يسدده و هو مع الأئمة ع يخبرهم و يسددهم

  -26  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن شمر قال قال أبو عبد الله ع أمر رسول الله ص أبا بكر و عمر و عليا ع أن يمضوا إلى الكهف و الرقيم فيسبغ أبو بكر الوضوء و يصف قدميه و يصلي ركعتين و ينادي ثلاثا فإن أجابوه و إلا فليقل مثل ذلك عمر فإن أجابوه و إلا فليقل مثل ذلك علي ع فمضوا و فعلوا ما أمرهم به رسول الله ص فلم يجيبوا أبا بكر و لا عمر فقام علي ع و فعل ذلك فأجابوه و قالوا لبيك لبيك ثلاثا فقال لهم ما لكم لم تجيبوا الصوت الأول و الثاني و أجبتم الثالث فقالوا إنا أمرنا أن لا نجيب إلا نبيا أو وصيا ثم انصرفوا إلى النبي ص فسألهم ما فعلوا فأخبروه فأخرج رسول الله ص صحيفة حمراء فقال لهم اكتبوا شهادتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم و سمعتم فأنزل الله سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ يوم القيامة

 27-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن خلف بن حماد عن أبي بصير قال ذكر أبو جعفر ع الكتاب الذي تعاقدوا عليه في الكعبة و أشهدوا فيه و ختموا عليه بخواتيمهم فقال يا با محمد إن الله أخبر نبيه بما يصنعونه قبل أن يكتبوه و أنزل الله فيه كتابا قلت أنزل الله فيه كتابا قال نعم أ لم تسمع قوله تعالى سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ

 28-  كا، ]الكافي[ أحمد بن مهران و علي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام إذ أتاه رجل نصراني فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له أخبرني عن حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ما تفسيرها في الباطن فقال أما حم فهو محمد ص و هو في كتاب هود الذي أنزل عليه و هو منقوص الحروف و أما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين ع و أما الليلة ففاطمة ع و أما قوله فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم و رجل حكيم و رجل حكيم إلى آخر الخبر بطوله

 29-  فس، ]تفسير القمي[ سعيد بن محمد عن بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن بن جريح عن عطار عن ابن عباس في قوله تعالى مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ يريد المؤمنين وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها يريد المنافقين و المشركين ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ يريد إليه تصيرون

 30-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روي عن البرقي عن أحمد بن النضر عن أبي مريم رفعه إلى أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا لما نزلت على رسول الله ص قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَ ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَ لا بِكُمْ يعني في حروبه قالت قريش فعلى ما نتبعه و هو لا يدري ما يفعل به و لا بنا فأنزل الله إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً و قالا قوله إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ في علي هكذا نزلت

 31-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روي مرفوعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال قرأ أبو عبد الله ع فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ و سلطتم و ملكتم أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ثم قال نزلت هذه الآية في بني عمنا بني العباس و بني أمية ثم قرأ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ عن الدين وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ عن الوصي ثم قرأ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ بعد ولاية علي مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلى لَهُمْ ثم قرأ وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا بولاية علي زادَهُمْ هُدىً حيث عرفهم الأئمة من بعده و القائم وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ أي ثواب تقواهم أمانا من النار و قال ع و قوله عز و جل فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ و هم علي صلوات الله عليه و أصحابه وَ الْمُؤْمِناتِ و هن خديجة و صويحباتها و قال ع و قوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ في علي وَ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ ثم قال وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بولاية علي يَتَمَتَّعُونَ بدنياهم وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَ النَّارُ مَثْوىً لَهُمْ ثم قال عليه السلام مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ و هم آل محمد و أشياعهم ثم قال قال أبو جعفر ع أما قوله فِيها أَنْهارٌ فالأنهار رجال و قوله ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ فهو علي ع في الباطن و قوله وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ فإنه الإمام و أما قوله وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ فإنه علمهم يتلذذ منه شيعتهم و أما قوله وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ فإنها ولاية أمير المؤمنين و أما قوله كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ أي إن المتيقن كمن هو خالد في ولاية عدو آل محمد و ولاية عدو آل محمد هي النار من دخلها فقد دخل النار ثم أخبر سبحانه عنهم وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ قال جابر ثم قال أبو جعفر ع نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد ص هكذا ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ في علي فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ و قال جابر سألت أبا جعفر ع عن قوله عز و جل أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فقرأ أبو جعفر الَّذِينَ كَفَرُوا حتى بلغ إلى أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثم قال هل لك في رجل يسير بك فيبلغ بك من المطلع إلى المغرب في يوم واحد قال فقلت يا ابن رسول الله جعلني الله فداك و من لي بهذا فقال ذاك أمير المؤمنين ع أ لم تسمع قول رسول الله لتبلغن الأسباب و الله لتركبن السحاب و الله لتؤتن عصا موسى و الله لتعطن خاتم سليمان ثم قال هذا قول رسول الله ص و الله

 32-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن أحمد عن عيسى بن إسحاق عن الحسن بن الحارث عن أبيه عن داود بن أبي هند عن ابن جبير عن ابن عباس في قوله عز و جل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ قال قوله كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ أصل الزرع عبد المطلب و شطؤه محمد ص و يعجب الزراع علي بن أبي طالب ع

 بيان شَطْأَهُ أي فراخه فَآزَرَهُ أي قواه فَاسْتَغْلَظَ أي صار من الدقة إلى الغلظ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ أي فاستقام على قصبه جمع ساق يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ أي بقوته و غلظه و حسن منظره قال المفسرون هو مثل ضربه الله تعالى للصحابة قلوا في بدء الإسلام ثم كثروا و استحكموا فترقى أمرهم بحيث أعجب الناس و على ما ذكره ع التمثيل للرسول ص و الذين معه من أهل بيته فكان ابتداء أمرهم من عبد المطلب و كانت قوة أمرهم و تمامه بعلي ع

 33-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن جعفر بن العلوي عن عبد الله بن محمد الزيات عن جندل بن والق عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن جعفر بن محمد ع قال قال رسول الله ص أنا سيد الناس و لا فخر و علي سيد المؤمنين اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقال رجل من قريش و الله لا يألوا يطرئ ابن عمه فأنزل الله سبحانه وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى و ما هذا القول الذي يقوله بهواه في ابن عمه إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى

 34-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن أحمد بن خالد عن محمد بن خالد الأزدي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ما فتنتم إلا ببغض آل محمد إذا مضى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ بتفضيله أهل بيته إلى قوله إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى

 بيان ما فتنتم ظاهره أنه تنزيل و يحتمل أن يكون تأويلا بأن يكون النجم كناية عن الرسول ص و هويه عن وفاته ففيه إيماء إلى افتتانهم بذلك بقرينة ما بعده

 35-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن منصور بن العباس عن داود بن الحصين عن الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله ع قال لما أوقف رسول الله ص أمير المؤمنين يوم الغدير افترق الناس ثلاث فرق فقالت فرقة ضل محمد و فرقة قالت غوى و فرقة قالت بهواه يقول في أهل بيته و ابن عمه فأنزل الله سبحانه وَ النَّجْمِ إِذا هَوى الآيات

 36-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن محمد بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله ليلة أسري بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى فقال لي جبرئيل تقدم يا محمد فدنوت دنوة و الدنوة مد البصر فرأيت نورا ساطعا فخررت لله ساجدا فقال لي يا محمد من خلفت في الأرض قلت يا رب أعدلها و أصدقها و أبرها علي بن أبي طالب وصيي و وارثي و خليفتي في أهلي فقال لي أقرئه مني السلام و قل له إن غضبه عز و رضاه حكم يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا العلي الأعلى وهبت لأخيك اسما من أسمائي فسميته عليا و أنا العلي الأعلى يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا فاطر السماوات و الأرض وهبت لابنتك اسما من أسمائي فسميتها فاطمة و أنا فاطر كل شي‏ء يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا الحسن البلاء وهبت لسبطيك اسمين من أسمائي فسميتهما الحسن و الحسين و أنا الحسن البلاء قال فلما حدث النبي ص قريشا بهذا الحديث قال قوم ما أوحى الله إلى محمد بشي‏ء و إنما تكلم عن هوى نفسه فأنزل الله تبارك و تعالى تبيان ذلك وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى إلى آخر الآيات

 بيان غضبه عز أي سبب لعزة الدين و غلبته و رضاه عن أحد حكم بإيمانه أو حكمه فهو العزيز الحكيم

 37-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن خارجة عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ قال الثقلان نحن و القرآن

 38-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن الحميري عن السندي بن محمد عن أبان عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ قال كتاب الله و نحن

 بيان المشهور بين المفسرين أن المراد بالثقلين في تلك الآية الجن و الإنس و المعنى سنتجرد لحسابكم و لجزائكم يوم القيامة و على تأويله المراد بالثقلين القرآن و أهل البيت ع كما مر و المعنى سنفرغ لسؤال الخلق لكم و الانتقام ممن لم يرع حقكم

 39-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن حميد بن زياد عن الحسن بن سماعة عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها يعني بموتها كفر أهلها و الكافر ميت فيحييها الله بالقائم فيعدل فيها فتحيا الأرض و يحيا أهلها بعد موتهم

 40-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أبي الأزهر عن الزبير بن بكار عن بعض أصحابه قال قال رجل للحسن ع إن فيك كبرا فقال كلا الكبر لله وحده و لكن في عزة قال الله تعالى وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ

 41-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ جاء في تفسير أهل البيت ع عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً قال يعني بهذه الولاية إبليس اللعين خلقه وحيدا من غير أب و لا أم و قوله وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً يعني هذه الدولة إلى يوم الوقت المعلوم يوم يقوم القائم وَ بَنِينَ شُهُوداً إلى قوله كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً يقول معاندا للأئمة يدعو إلى غير سبيلها و يصد الناس عنها و هي آيات الله و قوله سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً قال أبو عبد الله ع صعود جبل في النار من نحاس يحمل عليه حبتر ليصعده كارها فإذا ضرب بيديه على الجبل ذابتا حتى تلحقا بالركبتين فإذا رفعهما عادتا فلا يزال هكذا ما شاء الله و قوله تعالى إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ إلى قوله إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ قال هذا يعني تدبيره و نظره و فكرته و استكباره في نفسه و ادعاؤه الحق لنفسه دون أهله ثم قال الله تعالى سَأُصْلِيهِ سَقَرَ إلى قوله لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ قال يراه أهل الشرق كما يراه أهل الغرب أنه إذا كان في سقر يراه أهل الشرق و الغرب و يتبين حاله و المعنى في هذه الآيات جميعها حبتر قال قوله عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ أي تسعة عشر رجلا فيكونون من الناس كلهم في الشرق و الغرب و قوله وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً قال فالنار هو القائم ع الذي أنار ضوؤه و خروجه لأهل الشرق و الغرب و الملائكة هم الذين يملكون علم آل محمد صلوات الله عليهم و قوله وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا قال يعني المرجئة و قوله لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ قال هم الشيعة و هم أهل الكتاب و هم الذين أوتوا الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ و قوله وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ أي لا يشك الشيعة في شي‏ء من أمر القائم ع و قوله وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يعني بذلك الشيعة و ضعفاءها وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا فقال الله عز و جل لهم كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ فالمؤمن يسلم و الكافر يشك و قوله وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ فجنود ربك هم الشيعة و هم شهداء الله في الأرض و قوله وَ ما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ قال يعني اليوم قبل خروج القائم ع من شاء قبل الحق و تقدم إليه و من شاء تأخر عنه و قوله كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ قال هم أطفال المؤمنين قال الله تعالى وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ قال يعني أنهم آمنوا في الميثاق و قوله وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ قال يوم الدين خروج القائم ع و قوله فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ يعني بالتذكرة و الآية أمير المؤمنين صلوات الله عليه و قوله كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال يعني كأنهم حمر وحش فرت من الأسد حين رأته و كذلك المرجئة إذا سمعت بفضل آل محمد صلوات الله عليهم نفرت عن الحق ثم قال الله تعالى بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً قال يريد كل رجل من المخالفين أن ينزل عليه كتاب من السماء ثم قال تعالى كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ هي دولة القائم ع ثم قال تعالى بعد أن عرفهم التذكرة أنها الولاية كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ وَ ما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ قال فالتقوى في هذا الموضع النبي ص و المغفرة أمير المؤمنين ع

 42-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روي عن البرقي عن خلف بن حماد عن الحلبي قال سمعت أبا عبد الله ع يقرأ بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ أي يكذبه

 43-  و قال بعض أصحابنا عنهم صلوات الله عليهم إن قوله عز و جل يريد الإنسان ليفجر إمامه قال يريد أن يفجر أمير المؤمنين ع يعني يكيده

 بيان لعله ع قرأ إمامه بكسر الهمزة إما بقراءة لِيَفْجُرَ على القراءة المشهورة أو من باب الإفعال أو التفعيل قال الفيروزآبادي فجر فسق و كذب و كذب و عصى و خالف و أمرهم فسد و الراكب فجورا مال عن سرجه و عن الحق عدل و على القراءة المشهورة قالوا أي ليدوم على فجوره فيما يستقبله من الزمان

 44-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن سعيد بن عثمان الخزاز قال سمعت أبا سعيد المدائني يقول كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ بالخير مرقوم بحب محمد و آل محمد ع

 45-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن الحسن معنعنا عن جابر رضي الله عنه قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ إلى رَبِّ الْعالَمِينَ قال أبو جعفر ع أما قوله فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا يعني لما تركوا ولاية علي بن أبي طالب ع و قد أمروا بها

 46-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري بإسناده عن خيثمة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها إلى آخر الآية قال يعني مودتنا و نصرتنا قلت أيما قدر الله منه باللسان و اليدين و القلب قال يا خيثمة نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسيف و نصرتنا باليدين أفضل يا خيثمة إن القرآن نزلت أثلاثا فثلث فينا و ثلث في عدونا و ثلث فرائض و أحكام و لو أن آية نزلت في قوم ثم ماتوا أولئك ماتت الآية إذا ما بقي من القرآن شي‏ء إن القرآن يجري من أوله إلى آخره ما قامت السماوات و الأرض فلكل قوم آية يتلونها يا خيثمة إن الإسلام بدئ غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء يا خيثمة سيأتي على الناس زمان لا يعرفون الله ما هو و التوحيد حتى يكون خروج الدجال و حتى ينزل عيسى ابن مريم عليهما الصلاة و السلام من السماء و يقتل الله الدجال على يديه و يصلي بهم رجل منا أهل البيت أ لا ترى أن عيسى يصلي خلفنا و هو نبي ألا و نحن أفضل منه

 47-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ فرات بن إبراهيم الكوفي رحمة الله عليه معنعنا عن زيد بن علي عليه السلام في قوله تعالى فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إلى آخر الآية قال يخرج الطائفة منا و مثلنا كمن كان قبلنا من القرون فمنهم من يقتل و تبقى منهم بقية ليحيوا ذلك الأمر يوما ما

 48-  و عن جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي بن أبي طالب ع قال هذه الآية فينا نزلت

 49-  شي، ]تفسير العياشي[ عن ثعلبة عن أبي عبد الله ع قال قال الله تبارك و تعالى لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قال فينا عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ قال فينا حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ قال فينا بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ قال شركنا المؤمنين في هذه الرابعة و ثلاثة لنا

 50-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر ع قال تلا هذه الآية لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قال من أنفسنا قال عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ قال ما عنتنا قال حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ علينا بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ قال بشيعتنا رءوف رحيم فلنا ثلاثة أرباعها و لشيعتنا ربعها

 بيان لا يخفى أن هذا التأويل على الآية أشد انطباقا من تفسير المفسرين لقوله مِنْ أَنْفُسِكُمْ و لتغيير الأسلوب في قوله بِالْمُؤْمِنِينَ

 51-  شي، ]تفسير العياشي[ عن خطاب بن سلمة قال قال أبو جعفر ع ما بعث الله نبيا قط إلا بولايتنا و البراءة من عدونا و ذلك قول الله في كتابه وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ بتكذيبهم آل محمد ع ثم قال فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

 52-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي رفعه إلى النوفلي عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنا التجارة المربحة المنجية من العذاب الأليم التي دل عليها في كتابه فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ

 53-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن عبيد بن كثير عن حسين بن نصر بن مزاحم عن أبيه عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن علي ع قال نحن الذين بعث الله فينا رسولا يتلو علينا آياته و يزكينا و يعلمنا الكتاب و الحكمة

 54-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن علي عن الحسين بن أحمد عن أحمد بن هلال عن عمر الكلبي عن أبي الصامت قال قال أبو عبد الله ع إن الليل و النهار اثنتا عشرة ساعة و إن علي بن أبي طالب أشرف ساعة منها و هو قوله تعالى بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً

 55-  فس، ]تفسير القمي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ قال يعني فاطمة ع

 بيان و إن كانت الآيات السابقة على تلك الآيات واردة في ذكر سقر و زبانيتها فلا استبعاد في إرجاع تلك الضمائر إليها ع إذ في قوله تعالى وَ ما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ قالوا الضمير إما راجع إلى سقر أو إلى عدة الخزنة أو إلى السورة فمع احتمال إرجاعه إلى السورة لا يبعد إرجاعه إلى صاحبتها على أنه يحتمل أن يكون المراد به أن تلك التهديدات إنما هي لمن ظلمها و غصب حقها صلوات الله عليها

 56-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن سالم الحناط قال قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن قول الله تبارك و تعالى نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ قال هي الولاية لأمير المؤمنين ع

 57-  كا، ]الكافي[ أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع في قول الله عز و جل يُوفُونَ بِالنَّذْرِ الذي أخذ عليهم من ولايتنا

 بيان في القاموس نذر على نفسه ينذر و ينذر نذرا و نذورا أوجبه و النذر ما كان وعدا شرط و ما ذكره ع من تأويل الإيفاء بالنذر بالفاء في عالم الأجساد بما أوجب على نفسه من ولاية النبي و الأئمة صلوات الله عليهم في الميثاق بطن من بطون الآية و لا ينافي ظاهره من الوفاء بالنذور و العهود المعهودة في الشريعة و ما سيأتي في باب نزول هل أتى أنها نزلت في نذر أهل البيت الصوم لشفاء الحسين ع و يمكن أن يكون المراد بالنذر مطلق العهود مع الله أو مع الخلق أيضا و خصوص سبب النزول لا يصير سببا لخصوص الحكم و المعنى و اكتفى هنا بذكر الولاية لكونها الفرد الأخفى و يؤيده أن الآيات السابقة مسوقة لوصف مطلق الأبرار و إن كان المقصود الأصلي منها الأئمة الأطهار. أقول و في رواية أخرى عن محمد بن فضيل قلت قوله يُوفُونَ بِالنَّذْرِ قال يوفون لله بالنذر و هو أظهر فهنا سقط

 58-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا قال كان رسول الله ص دعا قريشا إلى ولايتنا فنفروا و أنكروا فقال الذين كفروا من قريش للذين آمنوا الذين أقروا لأمير المؤمنين و لنا أهل البيت أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا تعييرا منهم فقال الله ردا عليهم وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ من الأمم السالفة هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَ رِءْياً قلت قوله مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا قال كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين ع و لا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين فيمد لهم في ضلالتهم و طغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم الله شرا مكانا و أضعف جندا قلت قوله حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً قال أما قوله حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فهو خروج القائم و هو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم و ما نزل بهم من الله على يدي قائمه فذلك قوله مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً يعني عند القائم وَ أَضْعَفُ جُنْداً قلت قوله  وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً قال يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم حيث لا يجحدونه و لا ينكرونه قلت قوله لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً قال إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين و الأئمة من بعده ع فهو العهد عند الله قلت قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قال ولاية أمير المؤمنين ع هي الود الذي قال الله قلت فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قال إنما يسره الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنين ع علما فبشر به المؤمنين و أنذر به الكافرين و هم الذين ذكرهم الله في كتابه لُدًّا أي كفارا و قال سألته عن قول الله لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ قال لتنذر القوم الذي أنت فيهم كما أنذر آباؤهم فهم غافلون عن الله و عن رسوله و عن وعيده لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ ممن لا يقرون بولاية أمير المؤمنين ع و الأئمة من بعده فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بإمامة أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده فلما لم يقروا كانت عقوبتهم ما ذكر الله إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ في نار جهنم ثم قال وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ عقوبة منه لهم حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين و الأئمة من بعده هذا في الدنيا و في الآخرة في نار جهنم مقمحون ثم قال يا محمد وَ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بالله و بولاية علي و من بعده ثم قال إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ يعني أمير المؤمنين وَ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ يا محمد بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ

 توضيح الندي على فعيل مجلس القوم و متحدثهم ذكره الجوهري و قال الأثاث متاع البيت. و قال في قوله تعالى هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَ رِءْياً من همزه جعله من المنظر من رأيت و هو ما رأته العين من حال حسنة و كسوة ظاهرة و من لم يهمزه إما أن يكون على تخفيف الهمزة أو يكون من رويت ألوانهم و جلودهم ريا أي امتلأت و حسنت. قوله تعالى فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا قال القاضي فيمده و يمهله بطول العمر و التمتع به و إنما أخرجه على لفظ الأمر إيذانا بأن إمهاله مما ينبغي أن يفعله استدراجا و قطعا لمعاذيره. قوله ع حتى يموتوا كأنه ع فسر العذاب النازل بهم بعد الموت و الساعة بالرجعة في زمن القائم ع أو بوصولهم إلى زمن القائم ع أو الأعم منهما فإن الساعة ظهرها القيامة و بطنها الرجعة كما سيأتي و لما ردد الله تعالى ما يوعدون بين العذاب و بين الساعة و فرع سبحانه عليهما قوله فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً بين ع التفريع على كل منهما مفصلا فقال في التفريع على العذاب حتى يموتوا فيصيرهم الله إلخ و لما لم يذكر ع الشق الآخر أعاد السائل الآية ثانيا فبين ع الساعة بقوله أما قوله حتى إذا رأوا إلخ أي أحد شقي ما يوعدون خروجه ع لأنه ع بين الشق الآخر سابقا و لذا قال ع و هو الساعة ثم بين التفريع على هذا الشق بقوله فسيعلمون ذلك اليوم و ما نزل و لعل الواو زيد من النساخ كما في تأويل الآيات الباهرة نقلا عن الكليني و على ما في أكثر النسخ فقوله ذلك اليوم مفعول لا ظرف أي حقيقة ذلك اليوم فقوله و ما نزل عطف تفسير قال يزيدهم لعله على تفسيره يزيد عطف على يعلمون أي فسيزيد الله لا على الشرطية المحكية بعد القول و لا على قوله فليمدد كما ذكره المفسرون قوله ع إلا من دان يحتمل أن يكون الاستثناء من الشافعين أو المشفوع لهم أو الأعم لأن قوله تعالى لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ يحتمل الوجوه الثلاثة و حمله الطبرسي رحمه الله على الأخير حيث قال إن هؤلاء الكفار لا تنفذ شفاعة غيرهم فيهم و لا شفاعة لهم لغيرهم. قوله ع هي الود ظاهره أنه ع فسر الذين آمنوا بالشيعة فإن الله جعل لهم مودة أمير المؤمنين و يحتمل أن يكون المراد بهم أمير المؤمنين و أولاده الأئمة ع فإن الله جعل لهم المودة الواجبة على الناس كما روى علي بن إبراهيم عن الصادق ع قال كان سبب نزول هذه الآية أن أمير المؤمنين ع كان جالسا بين يدي رسول الله ص فقال له قل يا علي اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا فأنزل الله تعالى الآية انتهى. قوله ع إنما يسره الله الضمير للقرآن باعتبار الآيات النازلة فيه ع أو للود المفسر بالولاية و فسر اللد بالكفار لبيان أن شدة الخصومة في ولاية علي ع كفر و اللد جمع الألد و هو الشديد الخصومة لتنذر قوما ما أنذر قال البيضاوي قوما غير منذرين آباؤهم يعني آباءهم الأقربين لتطاول مدة الفترة أو الذي أنذر به أو شيئا أنذر به آباؤهم الأبعدون أو أنذر به آباؤهم على المصدر انتهى. و ظاهر الخبر المصدرية و يحتمل الموصولة و الموصوفة على بعد. قوله لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ على تأويله ع هو الوعيد بالقتل في الدنيا على يد القائم ع و العقوبة بالنار في الآخرة و الإقماح رفع الرأس و غض البصر يقال أقحمه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه قوله ع عقوبة منه لهم لعله ع فسر عدم الإبصار بعدم الإبصار الحق و تركهم النظر في الدلائل كما هو المشهور بين المفسرين و فسر أكثرهم الآية الأولى أيضا بذلك و فسر ع الذكر بأمير المؤمنين ع على المثال و المراد جميع الأئمة ع لأنهم يذكرون الناس ما فيه صلاحهم من علوم التوحيد و المعاد و سائر المعارف و الشرائع و الأحكام

 59-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي ع قال سألته عن قول الله جل و عز يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ قال يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين ع بأفواههم قلت وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ قال و الله متم الإمامة لقوله عز و جل الذين آمنوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا فالنور هو الإمام قلت هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ قال هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه و الولاية هي دين الحق قلت لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ قال يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم قال يقول الله و الله متم ولاية القائم وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ بولاية علي ع قلت هذا تنزيل قال نعم أما هذا الحرف فتنزيل و أما غيره فتأويل قلت ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا قال إن الله تبارك و تعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين و جعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا و أنزل بذلك قرآنا فقال يا محمد إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ بولاية وصيك قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ بولاية علي لَكاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ و السبيل هو الوصي إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا برسالتك و كفروا بولاية وصيك فطبع الله عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ قلت ما معنى لا يَفْقَهُونَ قال يقول لا يعقلون بنبوتك قلت وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ قال و إذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ قال الله وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ عن ولاية علي وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ عليه ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ يقول الظالمين لوصيك قلت أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ قال إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره و جعل من تبعه سويا على صراط مستقيم و الصراط المستقيم أمير المؤمنين ع قال قلت قوله إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ قال يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي قال قلت وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ قال قالوا إن محمدا كذاب على ربه و ما أمره الله بهذا في علي فأنزل الله بذلك قرآنا فقال إن ولاية علي ع تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا محمد بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ثم عطف القول فقال إن ولاية علي لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ للعالمين وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ و إن عليا لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ و إن ولايته لَحَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ يا محمد بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ يقول اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل قلت قوله لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ

قال الهدى الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً قلت تنزيل قال لا تأويل قلت قوله إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قال إن رسول الله ص دعا الناس إلى ولاية علي فاجتمعت إليه قريش فقالوا يا محمد أعفنا من هذا فقال لهم رسول الله ص هذا إلى الله ليس إلي فاتهموه و خرجوا من عنده فأنزل الله قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ إن عصيته أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَ رِسالاتِهِ في علي قلت هذا تنزيل قال نعم ثم قال توكيدا وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ في ولاية علي فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قلت حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً قال يعني بذلك القائم و أنصاره قلت وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ قال يقولون فيك وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَ ذَرْنِي يا محمد وَ الْمُكَذِّبِينَ بوصيك أُولِي النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا قلت إن هذا تنزيل قال نعم قلت لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ قال يستيقنون أن الله و رسوله و وصيه حق قلت وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً قال يزدادون بولاية الوصي إيمانا قلت وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال بولاية علي قلت ما هذا الارتياب قال يعني بذلك أهل الكتاب و المؤمنين الذين ذكر الله فقال و لا يرتابون في الولاية قلت وَ ما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ قال نعم ولاية علي قلت إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ قال الولاية قلت لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ قال من تقدم إلى ولايتنا أخر عن سقر و من تأخر عنا تقدم إلى سقر إلا أصحاب اليمين قال هم و الله شيعتنا قلت لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ قال إنا لم نتول وصي محمد و الأوصياء من بعده و لا يصلون عليهم قلت فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ قال عن الولاية معرضين قلت كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ قال الولاية قلت قوله يُوفُونَ بِالنَّذْرِ قال يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا قلت إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا قال بولاية علي تنزيلا قلت هذا تنزيل قال نعم هذا تأويل قلت إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ قال الولاية قلت يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ قال في ولايتنا قال وَ الظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً أ لا ترى أن الله يقول وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ قال إن الله أعز و أمنع من أن يظلم أو أن ينسب نفسه إلى ظلم و لكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ قلت هذا تنزيل قال نعم قلت وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ قال يقول ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية علي أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ قال الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ قال من أجرم إلى آل محمد و ركب من وصيه ما ركب قلت إِنَّ الْمُتَّقِينَ قال نحن و الله و شيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا و سائر الناس منها براء قلت يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ الآية قال نحن و الله المأذون لهم يوم القيامة و القائلون صوابا قلت ما تقولون إذا تكلمتم قال نمجد ربنا و نصلي على نبينا و نشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا قلت كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ قال هم الذين فجروا في حق الأئمة و اعتدوا عليهم قلت ثم يقال هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ قال يعني أمير المؤمنين قلت تنزيل قال نعم

 تبيين قوله ع ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين ع فسر المفسرون النور بالإيمان و الإسلام و فسره ع بالولاية لأنها العمدة فيهما و بها يتبين سائر أركانهما قوله ع متم الإمامة أي بنصب إمام في كل عصر و تبيين حجيته للناس و إن أنكروه أو الإتمام في زمان القائم ع ثم استشهد ع لكون النور الإمام بآية أخرى في سورة التغابن و هي هكذا فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فالتغيير إما من الرواة و النساخ أو منه ع نقلا بالمعنى و فسر المفسرون النور بالقرآن و أوله ع بالإمام ع لمقارنته للنبي ص في سائر الآيات الواردة في ذلك كآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ و آية أُولِي الْأَمْرِ و غيرهما و الإنزال لا ينافي ذلك لأنه قد ورد في شأن الرسول ص أيضا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا فأنزل نور النبي و الوصي صلوات الله عليهما من صلب آدم إلى الأصلاب الطاهرة إلى صلب عبد المطلب فافترق نصفين فانتقل نصف إلى صلب عبد الله و نصف إلى صلب أبي طالب كما مر و قد قال تعالى النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ و فسر بعلي ع و أيضا يحتمل أن يكون الإنزال إشارة إلى أنه بعد رفعهم ع إلى أعلى منازل القرب و التقدس و العز و الكرامة أنزلهم إلى معاشرة الخلق و هدايتهم ليأخذوا عنهم العلوم بقدسهم و طهارتهم و يبلغوا إلى الخلق بظاهر بشريتهم فإنزالهم إشارة إلى هذا المعنى كما حققناه في مقام آخر و يحتمل أن يكون مبنيا على أنه ليس المراد بالإيمان بالقرآن الإذعان به مجملا بل فهم معانيه و التصديق بها و لا يتيسر ذلك إلا بمعرفة الإمام و ولايته فإنه الحافظ للقرآن لفظا و معنى و ظهرا و بطنا بل هو القرآن حقيقة كما سيأتي تحقيقه في كتاب القرآن و غيره إن شاء الله. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ أقول هذا المضمون مذكور في ثلاثة مواضع من القرآن أولها في التوبة يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. و ثانيها في الفتح هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً. و ثالثها في الصف يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و الظاهر أن الذي ورد في الخبر هو تأويل ما في سورة الصف و قوله وَ اللَّهُ مُتِمُّ ولاية القائم عود إلى تأويل تتمة الآية الأولى لأن السائل استعجل و سأل عن تفسير الآية الثانية قبل إتمام تفسير الأولى فعاد عليه السلام إلى تفسير الآية الأولى و لم يفسر وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ لتقارب مفهومي عجزي الآيتين و يحتمل أن يكون وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ تفسيرا لقوله وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ أو نقلا بالمعنى و الأول أظهر. و قوله ع أما هذا الحرف أي قوله بولاية علي في آخر الآية أو من قوله و الله إلى قوله علي.

  قوله ع بولاية وصيك أي بسببها فإن نفاقهم كان بسبب إنكار الولاية أو فيها لأنهم كانوا يظهرون قبولها و يسعون باطنا في إزالتها لَكاذِبُونَ أي في ادعائهم الإذعان بنبوتك إذ تكذيب الولاية يستلزم تكذيب النبوة و السبيل هو الوصي لأنه الموصل إلى النجاة و الداعي إلى سبيل الخير و لا يقبل عمل إلا بولايته لا يعقلون بنبوتك أي لا يدركون حقيقتها و حقيتها و لا يفهمون أن إنكار الوصي تكذيب للنبي ص و أن معنى النبوة و فائدتها و نفعها لا تتم إلا بتعيين وصي معصوم حافظ لشريعته فمن لم يؤمن بالوصي لم يعقل معنى النبوة فتصديقه على فرض وقوعه تصديق من غير تصور لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ أي عطفوها إعراضا و استكبارا عن ذلك وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ أي يعرضون قوله ع ثم عطف القول هو على بناء المفعول و الباء في قوله بمعرفته بمعنى إلى أي عطف الله تعالى القول عن بيان حالهم إلى بيان علمه بعاقبة أمرهم و أنهم لا ينفعهم الإنذار و يحتمل أن تكون الباء سببية فيرجع إلى الأول. فإن قيل المشهور بين المفسرين نزول تلك الآيات في ابن أبي المنافق و أصحابه و هو مناف لما في الخبر. قلت خصوص السبب لا يصير سببا لخصوص الحكم و ما ورد من الأحكام في جماعة يجري في أضرابهم إلى يوم القيامة مع أنه قد كانت الآيات تنزل مرتين في قضيتين لتشابههما و أيضا لا اعتماد على أكثر ما رووه في أسباب النزول و بالجملة يحتمل أن يكون المعنى أن آيات النفاق تشمل جماعة كانوا يظهرون الإيمان بالرسول ص و ينكرون إمامة وصيه فإنه كفر به حقيقة أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا يقال كببته فأكب و قد مر تفسير الآية من حاد أي مال و عدل و الحاصل أن شيعة علي ع التابع له في عقائده و أعماله يمشي على صراط مستقيم لا يعوج عن الحق و لا يشتبه عليه الطريق و لا يقع في الشبهات التي توجب عثاره و يعسر عليه التخلص منها و المخالف له أعمى حيران لا يعلم مقصده عاقبة أمره فيسلك الطرق الوعرة المشتبهة التي لا يدري أين ينتهي و يقع في حفر و مضايق و شبهات لا يعرف

  كيفية التخلص منها و الصراط المستقيم أمير المؤمنين أي ولايته و متابعته أو يقدر في الآية مضاف. إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ قال المفسرون الضمير راجع إلى القرآن و على ما فسره ع أيضا راجع إليه لكن باعتبار الآيات النازلة في الولاية أو المعنى أنها جار فيها أيضا بل هي عمدتها. قوله ع قالوا إن محمدا تفسير لشاعر لأن المراد به من يروج الكذب بلطائف الحيل و يكون بناء كلامه على الخيالات الشعرية لأن عدم كون القرآن شعرا مما لا ريب فيه أحد قوله ع إن ولاية علي لا ينافي رجوع الضمير إلى القرآن لأن المراد به الآيات النازلة في الولاية كما عرفت لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ كناية عن شدة الأخذ لأن الأخذ بها أشد و أقوى من الأخذ باليسار و الوتين عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه ثم عطف على بناء المعلوم و الضمير لله أي أرجع القول إلى ما كان في الولاية إن ولاية علي تفسير لقوله وَ إِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ أي الآيات النازلة في الولاية و فسر المتقين بالعالمين بالولاية أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ أي بالولاية و إن عليا لحسرة هذا أيضا تفسير لمرجع الضمير و بيان لحاصل المعنى فإن الآيات النازلة في الولاية و عدم العمل بها لما صارت وبالا و حسرة على الكافرين يوم القيامة فكأنه ع حسرة لهم و كذا الكلام في قوله و إن ولايته فإن الضمائر كلها راجعة إلى شي‏ء واحد و عبر عنه بعبارات مختلفة تفننا و توضيحا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى فسروا الهدى بالقرآن و لما كان أكثره في الولاية إما تصريحا أو تلويحا و إما ظهرا أو بطنا فسر ع الهدى بالولاية و لما كان الإيمان بالولاية راجعا إلى الإيمان بالمولى أي صاحب الولاية و الذي هو أولى بكل أحد من نفسه أرجع ضمير به إلى المولى بيانا لحاصل المعنى و يحتمل أن يكون الهدى مصدرا بمعنى اسم الفاعل مبالغة فالمراد بالهدى الهادي و هو المولى و أول ع فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ بالإيمان بالولاية للدلالة على أن من لم يؤمن بالولاية لم يؤمن بربه فإنها شرط الإيمان بالله. فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً قال البيضاوي أي نقصا في الجزاء و لا أن ترهقه دلة أو جزاء نقص لأنه لم يبخس حقا و لم يرهق ظلما لأن من حق الإيمان بالقرآن أن يجتنب ذلك. و في القاموس البخس النقص و الظلم و الرهق محركة غشيان المحارم قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قال البيضاوي أي و لا نفعا أو غيا و لا رشدا عبر عن أحدهما باسمه و عن الآخر باسم سببه أو مسببه إشعارا بالمعنيين قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ إن أراد بي سوءا وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً أي منحرفا و ملتجئا إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ استثناء من قوله لا أَمْلِكُ فإن التبليغ إرشاد و إنفاع و ما بينهما اعتراض مؤكد لنفي الاستطاعة أو من مُلْتَحَداً أو معناه أن لا أبلغ بلاغا و ما قبله دليل الجواب و رِسالاتِهِ عطف على بَلاغاً و مِنَ اللَّهِ صفته فإن صلته عن كقوله أبلغوا عني و لو آية انتهى. قوله أعفنا يقال أعفاه عن الأمر إذا لم يكلفه يعني بذلك القائم فإنه من جملة ما وعدوا به و لا ينافي شموله للقيامة و عقوباتها أيضا فاصبر عَلى ما يَقُولُونَ في المزمل وَ اصْبِرْ و كأنه من النساخ أو ذكر الفاء للإشعار بأن وَ اصْبِرْ عطف على ما اتخذ و هو من تتمة التفريع قال يقولون فيك أي إنه شاعر أو كاهن أو إن ما يقوله في ابن عمه هو من قبل نفسه وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا بأن تجانبهم و تداريهم و لا تكافيهم و تكل أمرهم إلى الله وَ ذَرْنِي أي دعني و إياهم فإني أجازيهم أُولِي النَّعْمَةِ أي أرباب التنعم وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا أي زمانا أو إمهالا قليلا قلت إن هذا تنزيل أي قوله بوصيك أي كذا نزل أو هو مدلوله التضمني فإن تكذيبه ص في أمر الوصي تكذيب للوصي لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ قبله في المدثر ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً

 إلى قوله سبحانه سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَ ما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ إلخ. و قال المفسرون الوحيد الوليد بن المغيرة و استيقان أهل الكتاب لموافقة عدد الزبانية لما في كتبهم و ازدياد إيمان المؤمنين بالإيمان به أو بتصديق أهل الكتاب وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ تأكيد للاستيقان و زيادة الإيمان و نفي لما يعرض المستيقن حيثما عراه شبهة و قد ورد في أخبارنا أن الوحيد ولد الزنا و هو عمر و كذا تتمة الآيات فيه كما أوردناه في موضع آخر و لما كان تهديده بعذاب سقر لإنكار الولاية فذكر الولاية في تلك الآيات لذلك و فقه ذلك أنك قد عرفت مرارا أن الآية إذا نزلت في قوم فهي تجري في أمثالهم إلى يوم القيامة فظاهر الآيات في الوليد و باطنها في الزنيم العنيد و كما أن الأول كان معارضا في النبوة فكذا الثاني كان معارضا في الولاية و هما متلازمان و نفي كل منهما يستلزم نفي الأخرى فلا ينافي هذا التأويل كون السورة مكية مع أن النبي ص في أول بعثته ع أظهر إمامة وصيه كما مر فيحتمل أن يكون الكافر و المنافق معا نسباه إلى السحر لإظهار الولاية و أيضا نفي القرآن على أي وجه كان يستلزم نفي الولاية و إثباته إثباتها. قوله ما هذا الارتياب لعل السائل جعل قوله بولاية علي متعلقا بالمؤمنين فلا يعلم حينئذ أن متعلق الارتياب المنفي ما هو فلذلك سأل عنه. قوله نعم ولاية علي كان المعنى أن التذكير لولايته و يحتمل في بطن القرآن إرجاع الضمير إلى الولاية لكون الآيات نازلة فيها و كذا قوله ع الولاية يحتمل الوجهين و قوله ع من تقدم إلى ولايتنا يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد بالتقدم التقدم إلى الولاية و بالتأخر التأخر عن سقر فالترديد بحسب اللفظ فقط. الثاني أن يكون كلاهما بالنظر إلى الولاية و أو للتقسيم كقولهم الكلمة اسم أو فعل أو حرف. الثالث أن يكون المراد كليهما بحسب ظهر الآية و بطنها بأن يكون بحسب ظهرها المراد التقدم إلى سقر و التأخر عنها و بحسب بطنها التقدم إلى الولاية و التأخر عنها كَلَّا إِنَّها في المدثر إِنَّهُ فكأنه في قراءتهم ع إنها أو هو من النساخ نعم في سورة عبس كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ فيحتمل أن يكون سؤال السائل عنها. قال بولاية علي أي المراد بالقرآن ما نزل منه في الولاية أو هي العمدة فيه قال نعم ليس نعم في بعض النسخ و هو أظهر و رواه صاحب تأويل الآيات الباهرة نقلا عن الكافي قال لا تأويل و على ما في أكثر النسخ من وجود نعم فيمكن أن يكون مبنيا على أن سؤال السائل على وجه الإنكار و الاستبعاد فقال ع نعم تصديقا لإنكاره أو يكون نعم فقط جوابا عن السؤال و ذا إشارة إلى ما قال ع في الآية السابقة إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ أقول المفسرون أرجعوا الضمير إلى السورة أو الآيات القريبة و لما تعاضدت روايات الخاص و العام على نزول السورة في أهل البيت ع فتفسيره الإشارة بالولاية غير مناف لما ذكروه إذ السورة من حيث نزولها فيهم تذكرة لولايتهم و الاعتقاد بجلالتهم بل يحتمل أن يكون على تفسيره ع هذه إشارة إلى السورة أو الآيات و يكون قوله ع الولاية تفسيرا لمتعلق التذكرة أي ما يتذكر بها فلا تكلف أصلا في ولايتنا لا ريب أن الولاية من أعظم الرحمات الدنيوية و الأخروية و الظلم عليهم أعظم الظلم فهم لا محالة داخلون في الآية إن لم تكن مخصوصة بهم بقرينة مورد النزول ثم الظاهر من كلامه ع أن المراد بالظالمين من ظلم الله أي من ظلم الأئمة ع و أنه عبر كذلك لبيان أن ظلمهم بمنزلة ظلم الرب تعالى شأنه و الحاصل أن الله تعالى أجل من أن ينسب إليه أحد ظلما بالظالمية

  أو المظلومية حتى يحتاج إلى أن ينفي عن نفسه ذلك بل الله سبحانه خلط الأنبياء و الأوصياء ع بنفسه و نسب إلى نفسه سبحانه كل ما يفعل بهم أو ينسب إليهم لبيان كرامتهم لديه فقوله تعالى وَ ما ظَلَمْناهُمْ ليس الغرض نفي الظلم عن نفسه بل عن حججه بأنهم لا يظلمون الناس بقتلهم و جبرهم على الإسلام و الاستقامة على الحق بل هم يظلمون أنفسهم بترك متابعة الأنبياء و الأوصياء صلوات الله عليهم ثم إن تلك الآيات وردت في مواضع من القرآن المجيد ففي سورة البقرة وَ ظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ. و في الأعراف وَ ظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ إلى آخر ما مر و في هود وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ. و في النحل وَ عَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ. فالآية الأولى هنا هي ما في البقرة و الأعراف و الثانية هي ما في النحل فقوله ع نعم في جواب هذا تنزيل مشكل إذ كون الولاية مكان الرحمة بعيد جدا و كون الآية و الظالمين آل محمد كما قيل تنافي ما حققه ع من قوله خلطنا بنفسه إلخ إلا أن يقال المراد بالتنزيل ما مر من أنه مدلوله المطابقي و التضمني لا الالتزامي أو أنه قاله جبرئيل عند إنزال الآية و في بعض النسخ و ما ظلموناهم في الأخير فيدل على أنه كان في النحل هكذا فضمير هم تأكيد و مضمونها مطابق لما في البقرة و الأعراف و هو أظهر. فإن قيل هذه القراءة تنافي ما في صدر الآية إذ الظاهر أنه استدراك لما يتوهم من أن التحريم ظلم عليهم فبين أن هذا جزاء ظلمهم. قلت قد قال تعالى في سورة النساء فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً الآية فيحتمل أن يكون هذا لبيان أن ظلمهم الذي صار سببا لتحريم الطيبات عليهم لم يكن علينا أي على أنبيائنا و حججنا بل كان على أنفسهم حيث حرموا بذلك طيبات الدنيا و الآخرة و لعل هذا أفيد فخذ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ هي في المرسلات بعد قوله لِيَوْمِ الْفَصْلِ وَ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ أي يوم القيامة و تفسير المكذبين بالذين كذبوا الرسول ص فيما أوحي إليه من الولاية إما لأنه مورد نزول الآية أو لأن التكذيب في الولاية داخل فيه بل هي عمدته و أشد أفراده و كذا الآيات اللاحقة يجري فيها الوجهان ثم قال في هذه السورة إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ ففسر المتقين بالأئمة عليهم السلام و شيعتهم لأنه في مقابلة المكذبين المنكرين للولاية و لا ريب أن الإقرار بالولاية مأخوذ في التقوى بل فيما هو أعم منه و هو الإيمان و ملة إبراهيم هي التوحيد الخالص المتضمن للإقرار بجميع ما جاء به الرسل و أصله و عمدته الولاية و قد مر نزول الآية التالية في شفاعة النبي و الأئمة ع في كتاب المعاد

 60-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً قال يعني به ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قلت وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى قال يعني أعمى البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين ع قالَ و هو متحير في القيامة يقول لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها قال الآيات الأئمة ع فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة ع فلم تطع أمرهم و لم تسمع لهم قلت وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى قال يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين غيره و لم يؤمن بآيات ربه و ترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثارهم و لم يتولهم قلت اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ قال ولاية أمير المؤمنين قلت مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ قال معرفة أمير المؤمنين و الأئمة ع نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ قال نزيده منها قال يستوفي نصيبه من دولتهم وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ قال ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب

 بيان الضنك الضيق مصدر وصف به و كذلك يستوي فيه المذكر و المؤنث و فسر ع الذكر بالولاية لشموله لها و كونها عمدة أسباب ذكر الله و الذكر المذكور في الآية شامل لجميع الأنبياء و ولايتهم و متابعتهم و شرائعهم و ما أتوا به لكون الخطاب إلى آدم و حواء و أولادهما لكونها تتمة قوله تعالى اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً الآية لكن أشرف الأنبياء نبينا صلى الله عليهم و أكرم الأوصياء أوصياؤه ع و أفضل الشرائع شريعته فتخصيص أمير المؤمنين ع لكونه أشرف و لكونه المتنازع فيه أولا في هذه الأمة قوله الآيات الأئمة أي هم آيات الله أو المراد الآيات النازلة فيهم أو هي عمدتها و فسر الأكثر الإسراف بالشرك بالله و فسره ع بالشرك في الولاية فإنه يتضمن الشرك بالله و فسر عليه السلام الرزق بالولاية تفسيرا له بالرزق الروحاني أو الأعم و خص أشرفه و هو الولاية بالذكر لأنها الأصل و المادة لسائر العلوم و المعارف و فسر زيادة الحرث بالمنافع الدنيوية أو الأعم منها و من العلوم و المعارف التي يلقونها إليهم و فسر الآخرة بالرجعة و دولة القائم لما عرفت أن أكثر آيات القيامة مأولة بها

 61-  فس، ]تفسير القمي[ وَ الشَّفْعِ قال الشفع ركعتان و الوتر ركعة و في حديث آخر قال الشفع الحسن و الحسين و الوتر أمير المؤمنين صلوات الله عليهم

 62-  فس، ]تفسير القمي[ جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن ابن البطائني عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ الآية يعني الحسين بن علي ع

 63-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال الشفع هو رسول الله ص و علي ع و الوتر هو الله الواحد عز و جل

 64-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة عن أبي جعفر ع في قوله لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ قال يا زرارة أ و لم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فلان و فلان و فلان

 بيان أي كانت ضلالتهم بعد نبيهم مطابقة لما صدر من الأمم السابقة من ترك الخليفة و اتباع العجل و السامري و أشباه ذلك كما قال علي بن إبراهيم في تفسير تلك الآية يقول حالا بعد حال يقول لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة لا تخطئون طريقهم و لا يخطئ شبر بشبر و ذراع بذراع و باع بباع حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود و النصارى تعني يا رسول الله قال فمن أعني لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فيكون أول ما تنقضون من دينكم الأمانة و آخره الصلاة. و يحتمل أن يكون المعنى تطابق أحوال خلفاء الجور في الشدة و الفساد. قال البيضاوي طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أي حالا بعد حال مطابقة لأختها في الشدة أو مراتب الشدة بعد المراتب

  -65  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ع في قول الله تعالى وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً قال عهدنا إليه في محمد و الأئمة من بعده فترك و لم يكن له عزم أنهم هكذا و إنما سمي أولو العزم أولي العزم أنه عهد إليهم في محمد و الأوصياء من بعده ع و المهدي ع و سيرته و أجمع عزمهم على أن ذلك كذلك و الإقرار به

 66-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن جعفر بن محمد بن عبيد الله عن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع في قوله وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة ع من ذريتهم فَنَسِيَ هكذا و الله أنزلت على محمد ص

 67-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى الحسين بن جبير في نخب المناقب بإسناده عن الباقر ع في قوله تعالى وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ قال يسألونك يا محمد أ علي وصيك قل إي و ربي إنه لوصيي

 68-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع في قوله وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قال ما تقول في علي ع قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ

 بيان المشهور بين المفسرين أن الضمير راجع إلى العذاب أو إلى ما يدعيه الرسول ص أو إلى القرآن

 69-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن المفضل عن جابر عن أبي جعفر ع قال الم و كل حرف في القرآن مقطعة من حروف اسم الله الأعظم الذي يؤلفه الرسول و الإمام ع فيدعو به فيجاب قال قلت قوله ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ قال الكتاب أمير المؤمنين لا شك فيه أنه إمام هُدىً لِلْمُتَّقِينَ فالآيتان لشيعتنا هم المتقون الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ و هو البعث و النشور و قيام القائم و الرجعة وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ قال مما علمناهم من القرآن يتلون

 أقول هذا الخبر على هذا الوجه كان في بعض نسخ التفسير

 70-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن فرج بن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و قد تلا هذه الآية وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ يعني رسول الله ص وَ لَتَنْصُرُنَّهُ يعني وصيه أمير المؤمنين ع و لم يبعث الله نبيا و لا رسولا إلا و أخذ عليه الميثاق لمحمد ص بالنبوة و لعلي بالإمامة

 71-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة و محمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الله بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ قال النبأ العظيم الولاية و سألته عن قوله هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ قال ولاية أمير المؤمنين ع

 بيان لعل المعنى أن الولاية الخالصة لله هي ما يكون مع ولاية ع

 72-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمداني يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ قال الأنبياء و الأوصياء ع

 73-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء قال سألت أبا جعفر ع عن الاستطاعة و قول الناس فقال و تلا هذه الآية وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ يا با عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول و كلهم هالك قال قلت قوله إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ قال هم شيعتنا و لرحمته خلقهم و هو قوله وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ يقول لطاعة الإمامة الرحمة التي يقول وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ يقول علم الإمام و وسع علمه الذي هو من علمه كل شي‏ء و هو شيعتنا ثم قال فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ يعني ولاية غير الإمام و طاعته ثم قال يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ يعني النبي ص و الوصي و القائم يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ إذا قام وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ و المنكر من أنكر فضل الإمام و جحده وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ أخذ العلم من أهله وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ و الخبائث قول من خالف وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ و هي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ و الأغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام فلما عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم و الإصر الذنب و هي الآصار ثم نسبهم فقال فَالَّذِينَ آمَنُوا يعني بالإمام وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ يعني الذين اجتنبوا الجبت و الطاغوت أن يعبدوها و الجبت و الطاغوت فلان و فلان و فلان و العبادة طاعة الناس لهم ثم قال أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ ثم جزاهم فقال لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ و الإمام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره و بقتل أعدائهم و بالنجاة في الآخرة و الورود على محمد ص و آله الصادقين على الحوض

 بيان عن الاستطاعة أي هل يستطيع العبد من أفعاله شيئا أم لا و قول الناس أي اختلافهم في هذه المسألة كما مر في كتاب العدل و الواو في و تلا للحالية و قوله يا با عبيدة مفعول قال و المراد بالناس المخالفون و بالإصابة الوجدان و الإدراك و الآية في سورة هود هكذا وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا يَزالُونَ و على تفسيره ع المشار إليه في و لذلك الرحمة أو الرحم و ضمير هم للموصول في قوله إلا من و قوله يقول لطاعة الإمام تفسير للرحمة فحاصل المعنى حينئذ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ بأن وفقه لطاعة الإمام و لهذه الطاعة خلقهم فالرحمة حقيقة هو الإمام من جهة أن طاعته تورث النجاة و هو رحمة أيضا من جهة علمه الكامل الذي انتفع به الشيعة كلهم و وسعهم و جميع أمورهم و هما يرجعان إلى معنى واحد لتلازمهما فقوله ع الرحمة بدل لطاعة الإمام أو للإمام ففسر الطاعة بالعلم لتلازمهما أو الإمام بالرحمة من جهة أن علمه وسع الشيعة و كفاهم فقوله الرحمة التي يقول أي الإمام هو الرحمة التي يقولها في قوله وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ يقول علم الإمام تفسير للرحمة للبيان أن كونه رحمة من جهة علمه و يمكن أن يقرأ علم بصيغة الماضي و وسع علمه أي علم الإمام الذي من علمه أي من علم الله. و فسر ع الشي‏ء بالشيعة لأنهم المنتفعون به فصار رحمة و أما سائر الخلق فإنه و إن كان لهم أيضا رحمة لكن لما لم ينتفعوا به صار عليهم سخطا و وبالا فالمراد بكل شي‏ء إما كل محل قابل و هم الشيعة أو يكون عاما و التخصيص لما ذكر أو لأنه لو لا خواص الشيعة لم تفض رحمة على غيرهم أصلا كما ورد في الأخبار الكثيرة أنه لو لا الإمام و خواص شيعته لم تمطر السماء و لم تنبت الأرض. فتخصيص الرحمة بالإمام لأنه عمدة الرحمات الخاصة و مادتها و تخصيص محلها بالشيعة لأنهم المقصودون بالذات منها و يحتمل أن يكون المراد بسعة علمه لهم أنه يعرف شيعته من غير شيعته كناية عن علمه بحقائق جميع الأشياء و أحوالها لكن فيه بعد. قوله يعني ولاية غير الإمام هو بيان لمفعول يتقون المحذوف أي الذين يكفون أنفسهم عن ولاية غير الإمام المنصوب من قبل الله تعالى و كان الغرض بيان الفرد الأخفى و جميع أفراد الشرك داخل فيه يعني النبي و الوصي لعل المعنى أنه ذكر في ضمن نعته المذكور في الكتابين أن له أوصياء أولهم علي و آخرهم القائم ع يقوم بإعلاء كلمتهم فهو بيان للوجدان أي يجدونه بتلك الأوصاف و ضمير يَأْمُرُهُمْ راجع إلى القائم ع و الغرض بيان أن الأمر و النهي المنصوبين إلى النبي ع ليس المراد به صدورهما عنه ص بخصوصه بل يشمل ما يصدر عن أوصيائه ع و الذي يتأتى منه صدورهما على وجه الكمال و هو القائم ع لنفاذ حكمه و جريان أمره و المنكر بفتح الكاف من أنكر أي إنكار من أنكر نظير قوله تعالى وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى و الكسر تصحيف و لما كان المعروف كل أمر يعرف العقل السليم حسنه و المنكر ضده فولاية الإمام و طاعته أهم المعروفات و أعظمها و اختيار ولاية غيره عليه أفظع المنكرات و أشنعها و كذا المراد بالطيبات كل ما تستطيبه العقول السليمة و بالخبائث كل ما تستقذره النفوس الطيبة فتشمل الطيبات العلوم الحقة المأخوذة عن أهل بيت العصمة ع

  و الخبائث العلوم الباطلة و الشبهات الواهية المأخوذة عن أئمة الضلالة و أتباعهم مع أن كل ما ورد في الأغذية الجسمانية و النعم الظاهرة مأولة في بطن القرآن بالأغذية الروحانية و النعم الباطنة كما عرفت مرارا و هي الذنوب التي كانوا فيها أي ذنب ترك الولاية و ما يتبعه من الخطاء في الأعمال و الأغلال هي الخطأ في العقائد و الأقوال شبه آراءهم الناشئة عن ضلالتهم بالأغلال لأنها قيدتهم و حبستهم عن الاهتداء إلى الحق أو لأنها لزمت أعناقهم بأوزارها لزوم الغل و من في قوله من ترك للتعليل. و قال الفيروزآبادي الإصر الكسر و الحبس و بالكسر العهد و الذنب و الثقل و يضم و يفتح في الكل و الجمع آصار و الإصار ككتاب حبل صغير يشد به أسفل الخبإ و وتد الطنب فقوله و هي الآصار إما بصيغة الجمع يريد أن قراءتهم ع هكذا موافقا لقراءة ابن عامر أو أن المراد بالمفرد هنا الجمع أو أن الأغلال عمدة آصارهم و ذنوبهم فإنها متعلقة بالعقائد أو بصيغة المفرد يريد أن الإصر مأخوذ من الإصار الذي يشد به الخبأ ثم نسبهم الضمير للشيعة المذكورين في صدر الحديث أي ذكر صفتهم و حالهم و مثوباتهم فقال الذين آمنوا في القرآن فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ نقل بالمعنى يعني بالإمام أي الإيمان بالإمام داخل في الإيمان بالرسول و قد مر أن المراد بالنور أمير المؤمنين ع. قوله يعني الذين اجتنبوا كأنه تفسير لقوله وَ اتَّبَعُوا النُّورَ فإن اتباع القرآن أو الإمام لا يتم إلا بالبراءة من أئمة الضلال أو المعنى أن المؤمنين المذكورين في هذه الآية هم المذكورون في الآيات الأخر المبشرون فيها لأن الآيات السابقة في الأعراف و في الزمر وَ الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ و بعدها بفاصلة وَ أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ و في يونس الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ. فجمع ع بين مضامين الآيات لبيان اتحاد مواردها و اتصال بعضها ببعض في المعنى فالتي في الزمر شرط البشارة فيها باجتناب عبادة الطاغوت و هو كل رئيس في الباطل و فسر عبادتها بطاعتها كقوله تعالى لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ و ضم الجبت إليها لقرب مضمونها و اقترانهما في سائر الآيات و إيماء إلى أنه في سائر الآيات أيضا إشارة إلى هؤلاء المنافقين و كأنه ع فسر الإنابة إلى الرب و الإسلام له بقبول الولاية لأن من لم يقبلها رد على الله و لم يسلم له ثم جزاهم أي بين جزاءهم و ظاهر الخبر أن البشارة من الإمام و الظرفان لمتعلق البشارة لا لنفسها أي يبشرهم بما يكون لهم في الدنيا لهم في زمن القائم ع و في الآخرة و قد مر في كتاب المعاد تأويلات أخرى لها

 74-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام قال سألت أبا جعفر ع عن قوله تعالى الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً قال هم الأوصياء من مخافة عدوهم

 75-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد و غيره عن سهل عن ابن يزيد عن زياد القندي عن عمار الأسدي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ولايتنا أهل البيت و أهوى بيده إلى صدره فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا

  بيان الظاهر أن قوله ع ولايتنا تفسير للعمل الصالح فالمستتر في قوله يَرْفَعُهُ راجع إليه و البارز إلى الكلم و المراد به كلمة الإخلاص و الأذكار كلها و بصعوده بلوغه إلى محل الرضا و القبول أي العمل الصالح و هو الولاية يرفع الكلم الطيب و يبلغه حد القبول و يحتمل أن يكون تفسيرا للكلم الطيب و إشارة إلى أن المراد به الولاية و الإقرار به و حكم الضميرين حينئذ بعكس ما سبق و هو أنسب بآخر الخبر و بما ذكره علي بن إبراهيم حيث قال قوله إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ قال كلمة الإخلاص و الإقرار بما جاء به من عند الله من الفرائض و الولاية يرفع العمل الصالح إلى الله

 76-  و روي عن الرضا ع أنه قال الكلم الطيب هو قول لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله و خليفته حقا و خلفاؤه خلفاء الله و العمل الصالح يرفعه فهو دليله و عمله اعتقاده الذي في قلبه بأن هذا الكلام صحيح كما قلته بلساني

 77-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سماعة عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي قال بولاية أمير المؤمنين ع أُوفِ بِعَهْدِكُمْ أوف لكم بالجنة

 78-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن الحسن بن مخارق عن أبي الورد عن أبي جعفر ع قال قوله عز و جل أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ هم آل محمد صلوات الله عليهم

 79-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن حكيم عن سفيان بن إبراهيم الجريري عن أبي صادق قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ الآية قال نحن هم قال قلت إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ قال هم شيعتنا

 80-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى ع في قول الله عز و جل وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ قال آل محمد صلوات الله عليهم و من تابعهم على منهاجهم و الأرض أرض الجنة

 81-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ بهذا الإسناد عنه ع عن أبيه عن جده أبي جعفر صلوات الله عليهم أن النبي ص قال ذات يوم إن ربي وعدني نصرته و أن يمدني بملائكته و أنه ناصرني بهم و بعلي ع أخي خاصة من بين أهلي فاشتد ذلك على القوم أن خص عليا ع بالنصرة و أغاظهم ذلك فأنزل الله عز و جل مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ محمدا بعلي فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ قال ليضع حبلا في عنقه إلى سماء بيته يمده حتى يختنق فيموت فينظر هل يذهبن كيده غيظه

 82-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ بهذا الإسناد عنه ع في قوله تعالى وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْقائِمِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ يعني بهم آل محمد ص

 83-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ بهذا الإسناد عنه ع في قوله عز و جل وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً قال هم الأئمة ع و هم الأعلام و لو لا صبرهم و انتظارهم الأمر أن يأتيهم من الله لقتلوا جميعا قال الله عز و جل وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ

 بيان أي لو خرج الأئمة الذين أمروا بالصبر و ترك الخروج و انتظار الفرج لقتلوا و قتل أكثر الناس و يصير سببا لتعطيل معابد جميع أهل الكتب و إبطال شرائعهم فبهم و صبرهم دفع الله شر الكافرين و المخالفين عن المؤمنين و يحتمل أن يكون المعنى أن نظير تلك الآية جار فيهم ع

 84-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة رفعه إلى عبد الله بن سنان عن ذريح المحاربي قال قلت لأبي عبد الله ع قوله تعالى ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ قال هو لقاء الإمام ع

 بيان يحتمل أن يكون المراد تفسير الوفاء بالنذور بلقاء الإمام كما ورد في أخبار كثيرة في قوله تعالى يُوفُونَ بِالنَّذْرِ أن النذر هو العهد الذي أخذ عليهم في الميثاق بالولاية و يحتمل أن يكون المراد تأويل قضاء التفث به فإنه مفسر بإزالة الأدناس و الأشعاث نحو قص الأظفار و الشارب و حلق العانة و أعظم الأدناس و أخبث الأرجاس الروحانية الجهل و الظلالة و مذام الأخلاق و هي إنما تزول بلقاء الإمام.

 و يؤيده ما رواه الكليني بإسناده عن عبد الله بن سنان عن ذريح قال قلت لأبي عبد الله ع إن الله أمرني في كتابه بأمر فأحب أن أعلمه قال و ما ذاك قلت قول الله عز و جل ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ قال لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ لقاء الإمام وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ تلك المناسك قال عبد الله بن سنان فأتيت أبا عبد الله ع فقلت جعلت فداك قول الله عز و جل ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ قال ع أخذ الشارب و قص الأظفار و ما أشبه ذلك قال قلت جعلت فداك إن ذريحا المحاربي حدثني عنك بأنك قلت له لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ لقاء الإمام وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ تلك المناسك قال صدق ذريح و صدقت إن للقرآن ظاهرا و باطنا و من يحتمل مثل ما يحتمل ذريح

 85-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن زياد عن الحسن بن سماعة عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر بن زائدة عن حمران عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ الآية فقال كان قوم صالحون هم مهاجرون قوم سوء خوفا أن يفسدوهم فيدفع الله بهم من الصالحين و لم يأجر أولئك بما يدفع بهم و فينا مثلهم

 بيان أي كان قوم صالحون هجروا قوم سوء خوفا أن يفسدوا عليهم دينهم فالله تعالى يدفع بهذا القوم السوء عن الصالحين شر الكفار كما كان الخلفاء الثلاثة و بنو أمية و أضرابهم يقاتلون المشركين و يدفعونهم عن المؤمنين الذين لا يخالطونهم و لا يعاونهم خوفا من أن يفسدوا عليهم دينهم لنفاقهم و فجورهم و لم يأجر الله هؤلاء المنافقين بهذا الدفع لأنه لم يكن غرضهم إلا الملك و السلطنة و الاستيلاء على المؤمنين و أئمتهم

 كما قال النبي ص إن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم

و أما قوله ع و فينا مثلهم يعني نحن أيضا نهجر المخالفين لسوء فعالهم فيدفع الله ضرر الكافرين و شرهم عنا بهم

 86-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن موسى بن جعفر عن أبيه ع في قول الله عز و جل وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا إلى قوله إِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ قال نزلت في أمير المؤمنين ع و قال سمعت أبي محمد بن علي ع كثيرا ما يردد هذه الآية وَ مَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ فقلت يا أبة جعلت فداك أ حسب هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين ع خاصة قال نعم

 87-  و بهذا الإسناد عن الكاظم عن أبيه ع قال لما نزلت هذه الآية لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ جمعهم رسول الله ثم قال يا معشر المهاجرين و الأنصار إن الله تعالى يقول لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ و المنسك هو الإمام لكل أمة بعد نبيها حتى يدركه نبي ألا و إن لزوم الإمام و طاعته هو الدين و هو المنسك و هو علي بن أبي طالب ع إمامكم بعدي فإني أدعوكم إلى هداه و إنه على هدى مستقيم فقام القوم يتعجبون من ذلك و يقولون و الله إذا لننازعن الأمر و لا نرضى طاعته أبدا فأنزل الله عز و جل ادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ وَ إِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ

 88-  و بهذا الإسناد عنه عن أبيه ع في قول الله عز و جل وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا الآية قال كان القوم إذا نزلت في أمير المؤمنين آية في كتاب الله فيها فرض طاعته أو فضيلة فيه أو في أهله سخطوا ذلك و كرهوا حتى هموا به و أرادوا به العظيم و أرادوا برسول الله ص أيضا ليلة العقبة غيظا و غضبا و حسدا حتى نزلت هذه الآية و قال ع في قوله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا الآية أمرهم بالركوع و السجود و عبادة الله و قد افترضها الله عليهم و أما فعل الخير فهو طاعة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بعد رسول الله ص وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ يا شيعة آل محمد وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ قال من ضيق مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ يا آل محمد يا من قد استودعكم المسلمين و افترض طاعتكم عليهم وَ تَكُونُوا أنتم شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ بما قطعوا من رحمكم و ضيعوا من حقكم و مزقوا من كتاب الله و عدلوا حكم غيركم بكم فألزموا الأرض فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ يا آل محمد و أهل بيته هُوَ مَوْلاكُمْ أنتم و شيعتكم فَنِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ

 89-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن القاسم بن عبيد عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن أحمد بن إسماعيل عن العباس بن عبد الرحمن عن سليمان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال لما قدم النبي ص المدينة أعطى عليا ع و عثمان أرضا أعلاها لعثمان و أسفلها لعلي ع فقال علي ع لعثمان إن أرضي لا تصلح إلا بأرضك فاشتر مني أو بعني فقال له أنا أبيعك فاشترى منه علي ع فقال له أصحابه أي شي‏ء صنعت بعت أرضك من علي و أنت لو أمسكت عنه الماء ما أنبتت أرضه شيئا حتى يبيعك بحكمك قال فجاء عثمان إلى علي ع فقال له لا أجيز البيع فقال له بعت و رضيت و ليس ذلك لك قال فاجعل بيني و بينك رجلا قال علي ع النبي ص فقال عثمان هو ابن عمك و لكن اجعل بيني و بينك غيره فقال علي ع لا أحاكمك إلى غير النبي ص و النبي شاهد علينا فأبى ذلك فأنزل الله وَ يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ إلى قوله وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

 90-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن الحسين بن حميد عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا الآيات قال إنها نزلت في رجل اشترى من علي بن أبي طالب ع أرضا ثم ندم و ندمه أصحابه فقال لعلي ع لا حاجة لي فيها فقال له قد اشتريت و رضيت فانطلق أخاصمك إلى رسول الله ص فقال له أصحابه لا تخاصمه إلى رسول الله ص فقال انطلق أخاصمك إلى أبي بكر و عمر أيهما شئت بيني و بينك قال علي ع لا و الله و لكن إلى رسول الله ص بيني و بينك لا أرضى بغيره فأنزل الله عز و جل هذه الآيات وَ يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا إلى قوله وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

 91-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي عمن رفعه إلى أبي عبد الله ع في قوله عز ذكره وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ قال هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به إلينا فيسمعون حديثنا و يقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم و ينفقون أموالهم و يتعبون أبدانهم حتى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلوه إليهم فيعيه هؤلاء و يضيعه هؤلاء فأولئك الذين يجعل الله عز ذكره لهم مخرجا و يرزقهم من حيث لا يحتسبون و في قول الله عز و جل هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ قال الذين يغشون الإمام إلى قوله عز و جل لا يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ قال لا ينفعهم و لا يغنيهم لا ينفعهم الدخول و لا يغنيهم القعود

 بيان حمل ع الرزق في الآية على الرزق الروحاني و هو العلم قوله ع يغشون الإمام أي يدخلون عليه مع النصب و عدم الولاية فلا ينتفعون بالدخول عليه و لا يمكنهم ترك السؤال لجهلهم أو المراد أنهم في زمن القائم ع لا ينفعهم الدخول عليه لعلمه بنصبهم الذي أضمروه و لا الجلوس في البيوت لعلمه بهم و عدم تمكينه إياهم لذلك

 92-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ قال نزلت هذه الآية في فلان و فلان و أبي عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف و سالم مولى أبي حذيفة و المغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم و تعاهدوا و توافقوا لئن مضى محمد لا يكون الخلافة في بني هاشم و لا النبوة أبدا فأنزل الله عز و جل فيهم هذه الآية قال قلت قوله عز و جل أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ قال و هاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم قال أبو عبد الله ع لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلا يوم قتل الحسين ع و هكذا كان في سابق علم الله عز و جل الذي أعلمه رسول الله ص أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين ع و خرج الملك من بني هاشم فقد كان ذلك كله قلت وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ قال الفئتان إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة و هم أهل هذه الآية و هم الذين بغوا على أمير المؤمنين ع فكان الواجب عليه قتالهم و قتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله و لو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا و يرجعوا عن رأيهم لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين و هي الفئة الباغية كما قال الله عز و جل فكان الواجب على أمير المؤمنين ع أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم كما عدل رسول الله ص في أهل مكة إنما من عليهم و عفا و كذلك صنع أمير المؤمنين ع بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي ص بأهل مكة حذو النعل بالنعل قال قلت قوله عز و جل وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى قال هم أهل البصرة هي المؤتفكة قلت وَ الْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ قال أولئك قوم لوط ائتفكت عليهم انقلبت عليهم

 بيان انقلاب البصرة إما حقيقة كقرى قوم لوط و إما مجازا بالغرق و البلايا التي نزلت عليهم و يؤيد الأول ما رواه علي بن إبراهيم حيث قال قد ائتفكت البصرة بأهلها مرتين و على الله تمام الثالثة و تمام الثالثة في الرجعة

 93-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا عن محمد بن علي بن الحنفية أنه قرأ وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قال و الذي نفسي بيده لو أن رجلا عبد الله بين الركن و المقام حتى تلتقي ترقوتاه لحشره الله مع من يحب

  بيان قال الطبرسي رحمه الله أي قرن كل واحد منها إلى شكله و ضم إليه أي قرن كل إنسان بشكله من أهل النار و بشكله من أهل الجنة و قيل معناه ردت الأرواح إلى الأجساد فتصير أحياء و قيل يقرن الغاوي بمن أغواه من إنسان أو شيطان و قيل أي قرنت نفوس الصالحين بالحور العين و نفوس الكافرين بالشياطين

 94-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً قال من تولى الأوصياء من آل محمد ص و اتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين و المؤمنين الأولين حتى يصل ولايتهم إلى آدم ع و هو قول الله عز و جل مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها تدخله الجنة و هو قول الله عز و جل قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ يقول أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به و تنجون من عذاب يوم القيامة و قال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب و الإنكار قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ يقول متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض أ ما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا فقالوا ما أنزل الله هذا و ما هو إلا شي‏ء يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا و لئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا و أراد الله أن يعلم نبيه الذي أخفوا في صدورهم و أسروا به فقال في كتابه عز و جل أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ يقول لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك و لا بمودتهم و قد قال الله عز و جل وَ يَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ يقول الحق لأهل بيتك الولاية إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ و يقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك و الظلم بعدك و هو قول الله عز و جل وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ و في قول الله عز و جل وَ النَّجْمِ إِذا هَوى قال أقسم بقبر محمد ص إذا قبض ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ بتفضيله أهل بيته وَ ما غَوى وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى يقول ما يتكلم لفضل أهل بيته بهواه و هو قول الله عز و جل إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى و قال الله عز و جل لمحمد قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ قال لو أني أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي فكان مثلكم كما قال الله عز و جل كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ يقول أضاءت الأرض بنور محمد ص كما تضي‏ء الشمس فضرب مثل محمد ص الشمس و مثل الوصي القمر و هو قوله عز و جل جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً و قوله وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ و قوله عز و جل ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ يعني قبض محمد ص فظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته و هو قوله عز و جل وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ

ثم إن رسول الله ص وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي و هو قول الله عز و جل اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يقول أنا هادي السماوات و الأرض مثل العلم الذي أعطيته و هو نوري الذي يهتدي به مثل المشكاة فيها المصباح فالمشكاة قلب محمد ص و المصباح النور الذي فيه العلم و قوله الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ يقول إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ فأعلمهم فضل الوصي يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ فأصل الشجرة المباركة إبراهيم ع و هو قول الله عز و جل رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ و هو قول الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ يقول لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب و لا نصارى فتصلوا قبل المشرق و أنتم على ملة إبراهيم ع و قد قال الله عز و جل ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ و قوله عز و جل يَكادُ زَيْتُها يُضِي‏ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ يقول مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون يَكادُ زَيْتُها يُضِي‏ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ يقول يكادون أن يتكلمون بالنبوة و لو لم ينزل عليهم ملك

 بيان قوله فذاك يزيده أي مودتهم مستلزمة لمودة هؤلاء أو لا تقبل مودة هؤلاء إلا بمودتهم قوله ع و هو قول الله أي المراد بالحسنة فيها أيضا مودة الأوصياء ع أي نزلت فيها أي هي الفرد الكامل من الحسنة التي يشترط قبول سائر الحسنات بها فكأنها منحصرة فيها قوله ع أجر المودة الإضافة بيانية و ما ذكره ع وجه حسن تام في الجمع بين الآيات التي وردت في أجر الرسالة لأن الله تعالى قال في موضع قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فدلت على أن المودة أجر الرسالة و قال في موضع آخر قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ أي الأجر الذي سألتكم يعود نفعه إليكم و قال في موضع آخر قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا فيظهر من تفسيره ع هنا أن المراد به أن أجر الرسالة إنما أطلبه ممن قبل قولي و أطاعني و اتخذ إلى ربه سبيلا و قال عز ذكره في موضع آخر قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ فهذا على تفسيره ع متوجه إلى الكافرين و الجاحدين و المنافقين قوله ع يقول الحق أي عنى بالحق الولاية قوله يقول بما ألقوه تفسير لقوله بِذاتِ الصُّدُورِ قوله ع أقسم بقبر محمد ص أي المراد بالنجم الرسول ص كما بيناه في باب مفرد و المراد بهويه أي سقوطه و هبوطه و غروبه أو صعوده و موته و غيبته في التراب أو صعود روحه المقدسة إلى رب الأرباب. قوله ع لو أني أمرت لعله على تأويله ع في الكلام تقدير أي لو أن عندي الأخبار بما تستعجلون به و لم يفسر ع الجزاء لظهوره أي لقضي الأمر بيني و بينكم لظهور كفركم و نفاقكم و وجوب قتلكم و قوله ع فكان مثلكم لبيان ما يترتب على ذهابه ص من بينهم من ضلالتهم و غوايتهم و به أشار ع إلى تأويل حسن لآية أخرى و تشبيه تام كامل فيها و هي ما ذكره الله تعالى في وصف المنافقين حيث قال مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ فالمراد استضاءة الأرض بنور محمد ص من العلم و الهداية و استدل ع على أن المراد بالضوء هاهنا نور محمد ص بأن الله مثل في جميع القرآن الرسول ص بالشمس و نسب إليها الضياء و الوصي بالقمر و نسب إليه النور فالضوء للرسالة و النور للإمامة و هو قوله عز و جل جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً و ربما يستأنس لذلك بما ذكروه من أن الضياء يطلق على ضوء النير بالذات و النور على نور المضي‏ء بالغير و لذا ينسب النور إلى القمر لأنه يستفيد النور من الشمس و لما كان نور الأوصياء مقتبسا من نور الرسول ص و علمهم ع من علمه عبر عن علمهم و كمالهم بالنور و عن علم الرسول ص بالضياء. و أشار ع إلى تأويل آية أخرى و هي قوله عز و جل وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فهي إشارة إلى ذهاب النبي ص و غروب شمس الرسالة فالناس مظلمون إلا أن يستضيئوا بنور القمر و هو الوصي ثم ذكر ع تتمة الآية السابقة بعد بيان أن المراد بالإضاءة إضاءة شمس الرسالة فقال المراد بإذهاب الله نورهم قبض النبي ص فظهرت الظلمة بالضم أو بالتحريك فلم يبصروا فضل أهل بيته ع. و قوله ع بعد ذلك و هو قوله عز و جل وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ يحتمل أن يراد به أنها نزلت في شأن الأمة بعد وفاة النبي ص و ذهاب نورهم فصاروا كمن كان في ظلمات ينظر و لا يبصر شيئا و يحتمل أن يكون على سبيل التنظير أي كما أن في زمان الرسول ص أخبر الله عن حال جماعة تركوا الحق و اختاروا الضلالة فأذهب الله نور الهدى عن أسماعهم و أبصارهم فصاروا بحيث مع سماعهم الهدى كأنهم لا يسمعون و مع رؤيتهم الحق كأنهم لا يبصرون فكذا هؤلاء لذهاب نور الرسالة من بينهم لا يبصرون الحق و إن كانوا ينظرون إليه قوله ع النور الذي فيه العلم هو عطف بيان للنور

  -95  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن حميد بن زياد عن ابن سماعة عن ابن سدير عن أبي محمد الحناط قال قلت لأبي جعفر ع قول الله عز و جل نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَ إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ قال ولاية علي ع

 96-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن صفوان عن أبي عثمان عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ قال خروج القائم ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ قال هم بنو أمية الذين متعوا في دنياهم

 97-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن الحسن الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قال في علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أهل بيته ع

 98-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روي من طريق العامة عن ابن عباس قال قوله عز و جل وَ ما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَ الْبَصِيرُ قال الأعمى أبو جهل و البصير أمير المؤمنين ع وَ لَا الظُّلُماتُ وَ لَا النُّورُ فالظلمات أبو جهل و النور أمير المؤمنين وَ لَا الظِّلُّ وَ لَا الْحَرُورُ فالظل ظل أمير المؤمنين ع في الجنة و الحرور يعني جهنم لأبي جهل ثم جمعهم جميعا فقال وَ ما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَ لَا الْأَمْواتُ فالأحياء علي و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و فاطمة و خديجة ع و الأموات كفار مكة

 99-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن يوسف بن كليب المسعودي عن عمرو بن عبد الغفار الفقيمي عن محمد عن أبي الحكم بن المختار عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال حم اسم من أسماء الله عز و جل عسق علم علي بفسق كل جماعة و نفاق كل فرقة

 100-  و بحذف الإسناد يرفعه إلى محمد بن جمهور عن السكوني عن أبي جعفر قال حم حتم و عين عذاب و سين سنون كسني يوسف و قاف قذف و خسف و مسخ يكون في آخر الزمان بالسفياني و أصحابه و ناس من كلب ثلاثون ألف ألف يخرجون معه و ذلك حين يخرج القائم ع بمكة و هو مهدي هذه الأمة

 101-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن سهل عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار قال حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر ع قال كنت عند أبي يوما قاعدا حتى أتى رجل فوقف به قال أ فيكم باقر العلم و رئيسه محمد بن علي قيل له نعم فجلس طويلا ثم قام إليه فقال يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله عز و جل في قصة زكريا وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَ كانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً قال نعم الموالي بنو العم و أحب الله أن يهب له وليا من صلبه و ذلك أنه فيما كان علم من فضل محمد ص قال يا رب أ مع ما شرفت محمدا و كرمته و رفعت ذكره حتى قرنته بذكرك فما يمنعك يا سيدي أن تهب له ذرية من صلبه فيكون فيها النبوة قال يا زكريا قد فعلت ذلك بمحمد ص و لا نبوة بعده و هو خاتم الأنبياء و لكن الإمامة لابن عمه و أخيه علي بن أبي طالب من بعده و أخرجت الذرية من صلب علي إلى بطن فاطمة بنت محمد و صيرت بعضها من بعض فخرجت منه الأئمة حججي على خلقي و إني مخرج من صلبك ولدا يرثك وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ فوهب الله له يحيى ع

 102-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن سهل عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى ع قال سألته عن قول الله أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَ مِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ قال نحن ذرية إبراهيم و المحمولون مع نور و نحن صفوة الله و أما قوله وَ مِمَّنْ هَدَيْنا وَ اجْتَبَيْنا فهم و الله شيعتنا الذين هداهم الله لمودتنا و اجتباهم لديننا فحيوا عليه و ماتوا عليه وصفهم الله بالعبادة و الخشوع و رقة القلب فقال إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِيًّا قال عز و جل فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا و هو جبل من صفر يدور في وسط جهنم ثم قال عز و جل إِلَّا مَنْ تابَ من غش آل محمد وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً إلى قوله مَنْ كانَ تَقِيًّا

 103-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر ع قال جاء رجل إلى علي بن الحسين ع فقال له إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت و فيمن نزلت فقال أبي ع سله فيمن نزلت وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا و فيمن نزلت وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ و فيمن نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فأتاه الرجل فسأله فقال وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله عن العرش مم خلقه الله و متى خلق و كم هو و كيف هو فانصرف الرجل إلى أبي ع فقال أبي ع فهل أجابك بالآيات قال لا قال أبي لكن أجيبك فيها بعلم و نور غير المدعى و لا المنتحل أما قوله وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا ففيه نزل و في أبيه و أما قوله وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ففي أبيه نزلت و أما الأخرى ففي بنيه نزلت و فينا و لم يكن الرباط الذي أمرنا به و سيكون ذلك من نسلنا المرابط و من نسله المرابط و أما ما سأل عنه من العرش مم خلقه الله فإن الله خلقه أرباعا لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء الهواء و القلم و النور ثم خلقه من ألوان أنوار مختلفة من ذلك النور نور أخضر منه اخضرت الخضرة و نور أصفر منه اصفرت الصفرة و نور أحمر منه احمرت الحمرة و نور أبيض و هو نور الأنوار و منه ضوء النهار ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين ليس من ذلك طبق إلا يسبح بحمد ربه و يقدسه بأصوات مختلفة و السنة غير مشتبهة لو أذن للسان واحد فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال و المدائن و الحصون و كشف البحار و لهلك ما دونه له ثمانية أركان يحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله يسبحون بالليل و النهار لا يَفْتُرُونَ و لو أحس حس شي‏ء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين بينه و بين الأحساس الجبروت و الكبرياء و العظمة و القدس و الرحمة و العلم و ليس وراء هذا مقال فقال لقد طمع الحائر في غير مطمع أما إن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم فيخرجون أقواما من دين الله و ستصبغ الأرض بدماء أفراخ من أفراخ آل محمد تنهض تلك الفراخ في غير وقت و تطلب غير مدرك و يرابط الذين آمنوا و يصبرون و يصابرون حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ

 بيان قوله ع ففي أبيه نزلت أي هو من جملة الذين هم مصداق الآية في هذه الأمة و نزلت لتهديدهم و تنبيههم و لا ينافي وقوعها في سياق قصة نوح ع و كونه حكاية لقوله قوله ففي بنيه نزلت و فينا أي فينا نزلت إن نصبر في دولة بنيه و نرابط حتى يظهر أمرنا و في أكثر النسخ ابنه على إرادة الجنس أو أول من خرج منهم ثم بين ع أن من نسله من يرابط و ينتظر الغلبة في دولة بني أمية و من نسلنا من يرابط و ينتظر الفرج في دولة بني أمية و دولتهم. قوله و لو أحس أي لو أحس الحاس أو ابن عباس حس شي‏ء أي صوت شي‏ء مما فوقه لم يقدر على ذلك طرفة عين بل يهلك و في بعض النسخ شيئا أي لو أحس حس من الحواس شيئا من تلك الأصوات لبطل الحس و لم يطق ذلك و في بعضها و لو أحس شي‏ء مما فوقه فهو على بناء المجهول أو قوله مما فوقه مفعول أحس أي شيئا مما فوقه قوله بينه أي بين المرء و ابن عباس أو الملك أو الحاس و بين الأحساس بالفتح جمع حس أي الأصوات و يحتمل الكسر الجبروت أي حجب الجبروت و الكبرياء و العظمة و غير ذلك مانعة عن وصول الأصوات إلى الخلق. قوله ع لقد طمع الحائر أي ابن عباس الجاهل المتحير فيما ليس له الطمع فيه من علم الغيوب. قوله ع تنهض تلك الفراخ في غير وقت أي يخرجون عند استقرار دولة بني عباس و عدم انقضاء ملكهم و يطلبون ما لا يمكنهم إدراكه من الظفر عليهم و أما الأئمة و شيعتهم فلا يستعجلون بل يصبرون إلى أن يؤذن لهم و قد تكلمنا في تحقيق الأنوار و الحجب في كتاب السماء و العالم

 104-  فس، ]تفسير القمي[ جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه و الحسين بن أبي العلاء و عبد الله بن وضاح و شعيب العقرقوفي جميعهم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يعني في الخلق أنه مثلهم مخلوق يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً قال لا يتخذ مع ولاية آل محمد غيرهم ولايتهم العمل الصالح فمن أشرك بعبادة ربه فقد أشرك بولايتنا و كفر بها و جحد أمير المؤمنين ع حقه و ولايته قلت قوله الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي قال يعني بالذكر ولاية علي ع و هو قوله ذِكْرِي قلت قوله لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً قال كانوا لا يستطيعون إذا ذكر علي عندهم أن يسمعوا ذكره لشدة بغض له و عداوة منهم له و لأهل بيته قلت قوله أَ فَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلًا قال يعنيهما و أشياعهما الذين اتخذوهما من دون الله أولياء و كانوا يرون أنهم يحبهم إياهما أنهما ينجيانهم من عذاب الله و كانوا بحبهما كافرين قلت قوله إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلًا أي منزلا فهي لهما و لأشياعهما عتيدة عند الله قلت قوله نُزُلًا قال مأوى و منزلا

 بيان قوله فمن أشرك بعبادة ربه كأنه على سبيل القلب و اعلم أن المفسرين فسروا النزل بما يعد للضيف لكن ورد في اللغة بمعنى المنزل كما فسره ع به قال الفيروزآبادي النزل بضمتين المنزل و ما يهيئ للضيف قبل أن ينزل عليه

 105-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن أبي جعفر ع قال جاء رجل إلى أبي فقال ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت و فيمن نزلت قال فسله فيمن نزلت وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا و فيمن نزلت وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ و فيمن نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فأتاه الرجل فغضب و قال وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني فأسائله و لكن سله عن العرش مم خلق و كيف هو فانصرف الرجل إلى أبي فقال ما قيل له فقال هل أجابك في الآيات قال لا قال لكني أجيبك فيها بنور و علم غير المدعى و لا المنتحل أما الأوليان فنزلتا فيه و في أبيه و أما الأخرى فنزلت في أبي و فينا و لم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد و سيكون من نسلنا المرابط و من نسله المرابط

 106-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَ الْفَحْشاءِ وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قال الإمام ع قال الله عز و جل يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ من أنواع ثمارها و أطعمتها حَلالًا طَيِّباً لكم إذا أطعتم ربكم في تعظيم من عظمه و الاستخفاف لمن أهانه و صغره وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ما يخطو بكم إليه و يغريكم به من مخالفة من جعله الله رسولا أفضل المرسلين و أمره بنصب من جعله أفضل الوصيين و سائر من جعلهم خلفاءه و أولياءه إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ لكم العداوة و يأمركم بمخالفة أفضل النبيين و معاندة أشرف الوصيين إِنَّما يَأْمُرُكُمْ الشيطان بِالسُّوءِ بسوء المذهب و الاعتقاد في خير خلق الله محمد رسول الله ص و جحود ولاية أفضل أولياء الله بعد محمد رسول الله ص وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بإمامة من لم يجعل الله له في الإمام حظا و من جعله من أراذل أعدائه و أعظمهم كفرا به

 قال علي بن الحسين ع قال رسول الله ص فضلت على الخلق أجمعين و شرفت على جميع النبيين و اختصصت بالقرآن العظيم و أكرمت بعلي سيد الوصيين و عظمت بشيعته خير شيعة النبيين و الوصيين و قيل لي يا محمد قابل نعمائي عليك بشكر الممتري للمزيد فقلت يا ربي و ما أفضل ما أشكرك به فقال لي يا محمد أفضل ذلك بثك فضل أخيك علي و بعثك سائر عبادي على تعظيمه و تعظيم شيعته و أمرك إياهم أن لا يتوادوا إلا في و لا يتباغضوا إلا في و لا يوالوا و لا يعادوا إلا في و أن ينصبوا الحرب لإبليس و عتاة مردته الداعين إلى مخالفتي و أن يجعلوا جنتهم منهم العداوة لأعداء محمد و علي و أن يجعلوا أفضل سلاحهم على إبليس و جنوده تفضيل محمد على جميع النبيين و تفضيل علي على سائر أمته أجمعين و اعتقادهم بأنه الصادق لا يكذب و الحليم لا يجهل و المصيب لا يغفر و الذي بمحبته تثقل موازين المؤمنين و بمخالفته تخف موازين الناصبين فإذا هم فعلوا ذلك كان إبليس و جنوده المردة أخسأ المهزومين و أضعف الضعيفين

 إيضاح امترى الشي‏ء استخرجه

 107-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ قال الإمام ع وصف الله هؤلاء المتبعين لخطوات الشيطان فقال و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل في كتابه من وصف محمد و حلية علي و وصف فضائله و ذكر مناقبه و إلى الرسول و تعالوا إلى الرسول لتقبلوا منه ما يأمركم به قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا من الدين و المذهب فاقتدوا بدين آبائهم في مخالفة رسول الله ص و منابذة علي ولي الله ع قال الله عز و جل أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ إلى شي‏ء من الصواب

 قال علي بن الحسين ع قال رسول الله ص يا عباد الله اتبعوا أخي و وصيي علي بن أبي طالب بأمر الله و لا تكونوا كالذين اتخذوا أربابا من دون الله تقليدا لجهال آبائهم الكافرين بالله فإن المقلد دينه ممن لا يعلم دين الله يبوء بغضب من الله و يكون من أسراء إبليس لعين الله و اعلموا أن الله عز و جل جعل أخي عليا أفضل زينة عترتي فقال و من والاه و والى أولياءه و عادى أعداءه جعلته من أفضل زينة جناني و من أشرف أوليائي و خلصائي و من أدمن محبتنا أهل البيت فتح الله عز و جل له من الجنة ثمانية أبوابها و أباحه جميعها يدخل مما شاء منها و كل أبواب الجنان تناديه يا ولي الله أ لم تدخلني أ لم تخصني من بيننا

 بيان ما ذكر في العنوان موافق لما في سورة البقرة و ما ذكر في التفسير موافق لما في سورة المائدة و هو قوله تعالى وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ و لعله من الرواة أو منه ع لبيان اتحاد مضمون الآيتين

 108-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِيِّينَ وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ السَّائِلِينَ وَ فِي الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَى الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ

 قال الإمام قال علي بن الحسين ع لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا الآية قال إن رسول الله ص لما فضل عليا ع و أخبر عن جلالته عند ربه عز و جل و أبان عن فضائل شيعته و أنصار دعوته و وبخ اليهود و النصارى على كفرهم و كتمانهم لذكر محمد و علي عليهما و آلهما السلام في كتبهم بفضائلهم و محاسنهم فخرت اليهود و النصارى عليهم فقالت اليهود قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة و فينا من يحيي الليل صلاة إليها و هي قبلة موسى التي أمرنا بها و قالت النصارى قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة و فينا من يحيي الليل صلاة إليها و هي قبلة عيسى ع التي أمرنا بها و قال كل واحد من الفريقين أ ترى ربنا يبطل أعمالنا هذه الكثيرة و صلاتنا إلى قبلتنا لأنا لا نتبع محمدا على هواه في نفسه و أخيه فأنزل الله تعالى يا محمد قل لَيْسَ الْبِرَّ الطاعة التي تنالون بها الجنان و تستحقون بها الغفران و الرضوان أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ بصلاتكم قِبَلَ الْمَشْرِقِ يا أيها النصارى وَ قبل الْمَغْرِبِ يا أيها اليهود و أنتم لأمر الله مخالفون و على ولي الله مغتاظون وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ يعني بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد يعظم من يشاء و يكرم من يشاء و يهين من يشاء و يذله لا راد لأمره و لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ و آمن باليوم الآخر يوم القيامة التي أفضل من يوافيها محمد سيد النبيين و بعده علي أخوه و صفيه سيد الوصيين و التي لا يحضرها من شيعة محمد أحد إلا أضاءت فيها أنواره فسار فيها إلى جنات النعيم هو و إخوانه و أزواجه و ذرياته و المحسنون إليه و الدافعون في الدنيا عنه و لا يحضرها من أعداء محمد أحد إلا غشيته ظلماتها فيصير فيها إلى العذاب الأليم هو و شركاؤه في عقده و دينه و مذهبه و المتقربون كانوا في الدنيا إليه لغير تقية لحقتهم و التي تنادي الجنان فيها إلينا إلينا أولياء محمد و علي ع و شيعتهما و عنا عنا أعداء محمد و علي ع و أهل مخالفتهما و تنادي النيران عنا عنا أولياء محمد و علي و شيعتهما و إلينا إلينا أعداء محمد و علي و شيعتهما يوم تقول الجنان يا محمد و يا علي إن الله تعالى أمرنا بطاعتكما و أن تأذنا في الدخول إلينا من تدخلانه فاملئانا بشيعتكما مرحبا بهم و أهلا و سهلا و تقول النيران يا محمد و يا علي إن الله أمرنا بطاعتكما و أن يحرق بنا من تأمراننا بحرقه فاملئانا بأعدائكما وَ الْمَلائِكَةِ و من آمن بالملائكة أنهم عباد معصومون لا يَعْصُونَ اللَّهَ عز و جل ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ و إن أشرف أعمالهم في مراتبهم التي قد رتبوا فيها من الثرى إلى العرش الصلاة على محمد و آله الطيبين صلوات الله عليهم و استدعاء رحمة الله و رضوانه لشيعتهم المتقين و اللعن للمتابعين لأعدائهم المجاهرين و المنافقين المجاهرين وَ الْكِتابِ و يؤمنون بالكتاب الذي أنزل الله مشتملا على ذكر فضل محمد سيد المرسلين و على المخصوص بما لم يخص به أحد من العالمين و على ذكر فضل من تبعهما و أطاعهما من المؤمنين و بغض من خالفهما من المعاندين و المنافقين وَ النَّبِيِّينَ و آمن بالنبيين أنهم أفضل خلق الله أجمعين و أنهم كلهم دلوا على فضل محمد سيد المرسلين و فضل علي سيد الوصيين و فضل شيعتهما على سائر المؤمنين بالنبيين و بأنهم كانوا لفضل محمد و علي معترفين و لهما بما خصهما الله به مسلمين و أن الله تعالى أعطى محمدا ص من الشرف و الفضل ما لم تسم إليه نفس أحد من النبيين إلا نهاه الله عن ذلك و زجره و أمره أن يسلم لمحمد و علي و آلهما الطيبين فضلهم و أن الله قد فضل محمدا بفاتحة الكتاب على جميع النبيين ما أعطاها أحدا قبله إلا ما أعطى سليمان بن داود من بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فرآها أشرف من جميع ممالكه كلها التي أعطيها فقال يا رب ما أشرفها من كلمات إنها لآثر من جميع ممالكي التي وهبتها لي قال الله تعالى يا سليمان و كيف لا تكون كذلك و ما من عبد و لا أمة سماني بها إلا أوجبت له من الثواب ألف ضعف ما أوجبت لمن تصدق بألف ضعف ممالكك يا سليمان هذه سبع ما أهبه لمحمد سيد النبيين تمام فاتحة الكتاب إلى آخرها فقال يا رب أ تأذن لي

 أن أسألك تمامها قال الله تعالى يا سليمان اقنع بما أعطيتك فلن تبلغ شرف محمد و إياك و أن تقترح على درجة محمد و فضله و جلاله فأخرجك عن ملكك كما أخرجت آدم عن ملك الجنان لما اقترح درجة محمد و علي في الشجرة التي أمرته أن لا يقربها يروم أن يكون له فضلها و هي شجرة أصلها محمد و أكبر أغصانها علي و سائر أغصانها آل محمد على قدر مراتبهم و قضبانها شيعته و أمته على مراتبهم و أحوالهم إنه ليس لأحد مثل درجات محمد فعند ذلك قال سليمان يا رب قنعني بما رزقتني فأقنعه فقال يا رب سلمت و رضيت و قنعت و علمت أن ليس لأحد مثل درجات محمد ص وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ أعطى في الله المستحقين من المؤمنين على حبه للمال و شدة حاجته إليه يأمل الحياة و يخشى الفقر لأنه صحيح شحيح ذَوِي الْقُرْبى أعطى قرابة النبي الفقراء هدية و برا لا صدقة فإن الله عز و جل قد أجلهم عن الصدقة و آتى قرابة نفسه صدقة و برا و على أي سبيل أراد وَ الْيَتامى و آتى اليتامى من بني هاشم الفقراء برا لا صدقة و آتى يتامى غيرهم صدقة و صلة وَ الْمَساكِينَ مساكين الناس وَ ابْنَ السَّبِيلِ المجتاز المنقطع به لا نفقة معه وَ السَّائِلِينَ الذين يتكففون و يسألون الصدقات وَ فِي الرِّقابِ المكاتبين يعينهم ليؤدوا فيعتقوا قال فإن لم يكن له مال يحتمل المواساة فليجدد الإقرار بتوحيد الله و نبوة محمد رسول الله و ليجهر بتفضيلنا و الاعتراف بواجب حقوقنا أهل البيت و بتفضيلنا على سائر النبيين و بتفضيل محمد على سائر النبيين و موالاة أوليائنا و معاداة أعدائنا و البراءة منهم كائنا من كانوا آباءهم و أمهاتهم و ذوي قراباتهم و موداتهم فإن ولاية الله لا تنال إلا بولاية أوليائه و معاداة أعدائه وَ أَقامَ الصَّلاةَ قال و البر بر من أقام الصلاة بحدودها و علم أن أكبر حدودها الدخول فيها و الخروج عنها معترفا بفضل محمد سيد أنبيائه و عبيده و الموالاة لسيد الأوصياء و أفضل الأتقياء علي سيد الأبرار و قائد الأخيار و أفضل أهل دار القرار بعد النبي الزكي المختار وَ آتَى الزَّكاةَ الواجبة عليه لإخوانه المؤمنين فإن لم يكن له مال يزكيه فزكاة بدنه و عقله و هو أن يجهر بفضل علي و الطيبين من آله إذا قدر و يستعمل التقية عند البلايا إذا عمت و المحن إذا نزلت و لأعدائنا إذا غلبوا أو يعاشر عباد الله بما لم يثلم دينه و لا يقدح في عرضه و بما يسلم معه دينه و دنياه فهو استعمال التقية يوفر نفسه على طاعة مولاه و يصون عرضه الذي فرض الله عليه صيانته و يحفظ على نفسه أمواله التي جعلها الله له قياما و لدينه و عرضه و بدنه قواما و لعن المغضوب عليهم الآخذين من الخصال بأرذلها و من الخلال بأسخطها لدفعهم الحقوق عن أهلها و تسليمهم الولايات إلى غير مستحقها ثم قال وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا قال و من أعظم عهودهم أن لا يستروا ما يعلمون من شرف من شرفه الله تعالى و فضل من فضله الله و أن لا يضعوا الأسماء الشريفة على من لا يستحقها من المقصرين و المسرفين الضالين الذين ضلوا عمن دل الله عليه بدلالاته و اختصه بكراماته الواصفين له بخلاف صفاته و المنكرين لما عرفوا من دلالاته و علاماته الذين سموا بأسمائهم من ليسوا بأكفائهم من المقصرين المتمردين ثم قال وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ يعني في محاربة الأعداء و لا عدو يحاربه أعدى من إبليس و مردته يهتف به و يدفعه و إياهم بالصلاة على محمد و آله الطيبين عليهم السلام وَ الضَّرَّاءِ الفقر و الشدة و لا فقر أشد من فقر مؤمن يلجأ إلى التكفف من أعداء آل محمد يصبر على ذلك و يرى ما يأخذه من مالهم مغنما يلعنهم به و يستعين بما يأخذه على تجديد ذكر ولاية الطيبين الطاهرين وَ حِينَ الْبَأْسِ عند شدة القتال يذكر الله و يصلي على محمد رسول الله و على علي ولي الله و يوالي بقلبه و لسانه أولياء الله و يعادي كذلك أعداء الله قال الله عز و جل أُولئِكَ أهل هذه الصفات التي ذكرها الموصوفون بها الَّذِينَ صَدَقُوا في إيمانهم و صدقوا أقاويلهم بأفاعيلهم وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لما أمروا باتقائه من عذاب النار و لما أمروا باتقائه من شرور النواصب الكفار

 109-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل عن أبي جعفر ع في قول الله يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْ‏ءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ قال هي الولاية و هو قول الله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ قال هي الولاية

  -110  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن معروف عن حماد عن ربعي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول الله تبارك و تعالى وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ قال الولاية

 شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن مسلم مثله كا، ]الكافي[ محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد مثله بيان لعل المعنى أن الولاية أهم الأشياء التي أنزلت إليهم و أعظمها

 111-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه عن سليمان بن خالد قال كنت في محمل أقرأ إذ ناداني أبو عبد الله ع اقرأ يا سليمان و أنا في هذه الآيات التي في آخر تبارك وَ الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَ لا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لا يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ فقال هذه فينا أما و الله لقد وعظنا و هو يعلم أنا لا نزني اقرأ يا سليمان فقرأت حتى انتهيت إلى قوله إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قال قف هذه فيكم إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز و جل فيكون هو الذي يلي حسابه فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا فيقول عملت كذا في يوم كذا في ساعة كذا فيقول أعرف يا رب قال حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول أعرف فيقول سترتها عليك في الدنيا و أغفرها لك اليوم أبدلوها لعبدي حسنات قال فترفع صحيفته للناس فيقولون سبحان الله أ ما كانت لهذا العبد سيئة واحدة و هو قول الله عز و جل فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قال ثم قرأت حتى انتهيت إلى قوله وَ الَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً فقال ع هذه فينا ثم قرأت وَ الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَ عُمْياناً فقال هذه فيكم إذا ذكرتم فضلنا لم تشكوا ثم قرأت وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ إلى آخر السورة فقال هذه فينا

 112-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَ ما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ

 قال الباقر ع فلما قال الله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ و ذكر الذباب في قوله إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً الآية و لما قال مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ و ضرب المثل في هذه السورة بالذي استوقد نارا و بالصيب من السماء قالت النواصب و الكفار و ما هذا من الأمثال فتضرب يريدون به الطعن على رسول الله ص فقال الله يا محمد إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي لا يترك حياء أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا للحق يوضحه به عند عباده المؤمنين ما بَعُوضَةً ما هو بعوضة المثل فَما فَوْقَها فما فوق البعوضة و هو الذباب يضرب به المثل إذا علم أن فيه صلاح عباده و نفعهم فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بالله و بولاية محمد و علي و آلهما الطيبين و سلم لرسول الله ص و للأئمة ع أحكامهم و أخبارهم و أحوالهم و لم يقابلهم في أمورهم و لم يتعاط الدخول في أسرارهم و لم يفش شيئا مما يقف عليه منها إلا بإذنهم فَيَعْلَمُونَ يعلم هؤلاء المؤمنون الذين هذه صفتهم أَنَّهُ المثل المضروب الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ أراد به الحق و إبانته و الكشف عنه و إيضاحه وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا بمحمد ص بمعارضتهم في علي ع بلم و كيف و تركهم الانقياد له في سائر ما أمر به فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً يقول الذين كفروا إن الله يضل بهذا المثل كثيرا و يهدي به كثيرا أي فلا معنى للمثل لأنه و إن نفع به من يهديه فهو يضر به من يضله به فرد الله تعالى عليهم قيلهم فقال وَ ما يُضِلُّ بِهِ يعني ما يضل الله بالمثل إِلَّا الْفاسِقِينَ الجانين على أنفسهم بترك تأمله و بوضعه على خلاف ما أمر الله بوضعه عليه ثم وصف هؤلاء الفاسقين الخارجين عن دين الله و طاعته منهم فقال عز و جل الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ المأخوذ عليهم لله بالربوبية و لمحمد ص بالنبوة و لعلي بالإمامة و لشيعتهما بالمحبة و الكرامة مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ إحكامه و تغليظه وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ من الأرحام و القرابات أن يتعاهدوهم و يقضوا حقوقهم و أفضل رحم و أوجبه حقا رحم محمد ص فإن حقهم بمحمد كما أن حق قرابات الإنسان بأبيه و أمه و محمد أعظم حقا من أبويه كذلك حق رحمه أعظم و قطيعته أفظع و أفضح وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ بالبراءة ممن فرض الله إمامته و اعتقاد إمامة من قد فرض الله مخالفته أُولئِكَ أهل هذه الصفة هُمُ الْخاسِرُونَ خسروا أنفسهم لما صاروا إلى النيران و حرموا الجنان فيا لها من خسارة ألزمتهم عذاب الأبد و حرمتهم نعيم الأبد قال و قال الباقر ع إلا و من سلم لنا ما لا يدريه ثقة بأنا محقون عالمون لا نقف به إلا على أوضح المحجات سلم الله تعالى إليه من قصور الجنة أيضا ما لا يعلم قدرها هو و لا يقادر قدرها إلا خالقها و واهبها ألا و من ترك المراء و الجدال و اقتصر على التسليم لنا و ترك الأذى فإذا حبسه الله تعالى على الصراط فجاءته الملائكة تجادله على أعماله و توافقه على ذنوبه فإذا النداء من قبل الله عز و جل يا ملائكتي عبدي هذا لم يجادل و سلم الأمر لأئمته فلا تجادلوه و سلموه في جناني إلى أئمته يكون منيخا فيها بقربهم كما كان مسلما في الدنيا لهم و أما من عارض بلم و كيف و نقض الجملة بالتفصيل قالت له الملائكة على الصراط واقفنا يا عبد الله و جادلنا على أعمالك كما جادلت في الدنيا الحاكمين لك عن أئمتك فسيأتيهم النداء صدقتم بما عامل فعاملوه ألا فواقفوه فيواقف و يطول حسابه و يشتد في ذلك الحساب عذابه فما أعظم هناك ندامته و أشد حسراته لا تنجيه هناك إلا رحمة الله إن لم يكن فارق في الدنيا جملة دينه و إلا فهو في النار أبد الآبدين قال الباقر ع و يقال للموفي بعهوده في الدنيا و نذوره و أيمانه و

 مواعيده يا أيتها الملائكة و في هذا العبد في الدنيا بعهوده فوفوا له هاهنا بما وعدناه و سامحوه و لا تناقشوه فحينئذ تصيره الملائكة إلى الجنان و أما من قطع رحمه فإن كان وصل رحم محمد ص و قد قطع رحم نفسه شفع أرحام محمد له إلى رحمه و قالوا لك من حسناتنا و طاعتنا ما شئت فاعف عنه فيعطونه ما يشاء فيعفوا عنه و يعوض الله المعطين و لا ينقصهم و إن كان وصل أرحام نفسه و قطع أرحام محمد ص بأن جحد حقوقهم و دفعهم عن واجبهم و سمى غيرهم بأسمائهم و لقبهم بألقابهم و نبز بالألقاب القبيحة مخالفيه من أهل ولايتهم قيل له يا عبد الله اكتسبت عداوة آل محمد الطهراء أئمتك لصداقة هؤلاء فاستعن بهم الآن ليعينوك فلا يجدوا معينا و لا مغيثا و يصير إلى العذاب الأليم المهين قال الباقر ع و من سمانا بأسمائنا و لقبنا بألقابنا و لم يسم أضدادنا بأسمائنا و لم يلقبهم بألقابنا إلا عند الضرورة التي عند مثلها نسمي نحن و نلقب أعداءنا بأسمائنا و ألقابنا فإن الله عز و جل يقول لنا يوم القيامة اقترحوا لأوليائكم هؤلاء ما تغنونهم به فنقترح لهم على الله عز و جل ما يكون قدر الدنيا كلها فيه كقدر خردلة في السماوات و الأرض فيعطيهم الله تعالى إياه و يضاعفه لهم أضعافا مضاعفات فقيل للباقر ع فإن بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أن البعوضة علي و أن ما فوقها و هو الذباب محمد رسول الله ص فقال الباقر ع سمع هؤلاء شيئا لم يضعوه على وجهه إنما كان رسول الله ص قاعدا ذات يوم و علي إذ سمع قائلا يقول ما شاء الله و شاء محمد و سمع آخر يقول ما شاء الله و شاء علي فقال رسول الله ص لا تقرنوا محمدا و لا عليا بالله عز و جل و لكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد ثم ما شاء علي ثم ما شاء محمد ما شاء الله ثم ما شاء علي إن مشية الله هي القاهرة التي لا تساوي و لا تكافئ و لا تداني و ما محمد رسول الله ص في دين الله و في قدرته إلا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة و ما علي في دين الله و في قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه الممالك مع أن فضل الله تعالى على محمد و علي الفضل الذي لا يفي به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره هذا ما قال رسول الله ص في ذكر الذباب و البعوضة في هذا المكان فلا يدخل في قوله إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً

 توضيح قوله ع ما هو بعوضة المثل لعله كان في قراءتهم ع بعوضة بالرفع كما قرئ به في الشواذ قال البيضاوي بعد أن وجه قراءة النصب بكون كلمة ما مزيدة للتنكير و الإبهام أو للتأكيد و قرئت بالرفع على أنه خبر مبتدإ و على هذا يحتمل ما وجوها أخر أن تكون موصولة حذف صدر صلتها أو موصوفة بصفة كذلك و محلها النصب بالبدلية على الوجهين و استفهامية هي المبتدأ انتهى. ثم إنه ع جعل قوله تعالى يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً من تتمة كلام المنافقين و قد ذهب إلى هذا بعض المفسرين و أما ما رده ع من نزول الآية في محمد و علي صلوات الله عليهما فينافيه ظاهرا ما رواه علي بن إبراهيم عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع أن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين ع فالبعوضة أمير المؤمنين و ما فوقها رسول الله ص و الدليل على ذلك قوله فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ يعني أمير المؤمنين كما أخذ رسول الله ص الميثاق عليهم له وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً فرد الله عليهم فقال وَ ما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ يعني من صلة أمير المؤمنين و الأئمة صلوات الله عليهم وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ انتهى. و أقول يمكن الجمع بينهما بأنه ع إنما نفى كون هذا هو المراد من ظهر الآية لا بطنها و يكون في بطنها إشارة إلى ما ذكره ع من سبب هذا القول أو إلى ما مثل الله بهم ع لذاته تعالى من قوله اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و أمثاله لئلا يتوهم متوهم أن لهم ع في جنب عظمته تعالى قدرا أو لهم مشاركة له تعالى في كنه ذاته و صفاته أو الحلول أو الاتحاد تعالى الله عن جميع ذلك فنبه الله تعالى بذلك على أنهم و إن كانوا أعظم المخلوقات و أشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة و أشباهها و الله تعالى يعلم حقائق كلامه و حججه ع

 113-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ قال الإمام ع قال الله تعالى لليهود آمِنُوا أيها اليهود بِما أَنْزَلْتُ على محمد ص من ذكر نبوته و أنباء إمامة أخيه علي و عترته الطاهرين مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ فإن مثل هذا الذكر في كتابكم أن محمدا النبي سيد الأولين و الآخرين المؤيد بسيد الوصيين و خليفة رب العالمين فاروق الأمة و باب مدينة الحكمة و وصي رسول رب الرحمة وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي المنزلة لنبوة محمد و إمامة علي و الطيبين من عترته ثَمَناً قَلِيلًا بأن تجحدوا نبوة النبي ص و إمامة الإمام ع و تعتاضوا منها عرض الدنيا فإن ذلك و إن كثر فإلى نفاد و خسار و بوار ثم قال عز و جل وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ في كتمان أمر محمد و أمر وصيه فإنكم إن لم تتقوا لم تقدحوا في نبوة النبي ص و لا في إمامة الوصي بل حجج الله عليكم قائمة و براهينه بذلك واضحة قد قطعت معاذيركم و أبطلت تمويهكم و هؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد و خانوه و قالوا نحن نعلم أن محمدا نبي و أن عليا وصيه و لكن لست أنت ذاك و لا هذا يشيرون إلى علي فأنطق الله تعالى ثيابهم التي عليهم و خفافهم التي في أرجلهم يقول كل واحد منها للابسه كذبت أنت يا عدو الله بل النبي محمد هذا و الوصي علي هذا و لو أذن لنا لضغطناكم و عقرناكم و قتلناكم فقال رسول الله ص إن الله عز و جل يمهلهم لعلمه بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات طيبات مؤمنات و لَوْ تَزَيَّلُوا لعذب الله هؤلاء عَذاباً أَلِيماً إنما يعجل من يخاف الفوت

 114-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ قال أَقِيمُوا الصَّلاةَ المكتوبات التي جاء بها محمد و أقيموا أيضا الصلاة على محمد و آله الطيبين الطاهرين الذين علي سيدهم و فاضلهم وَ آتُوا الزَّكاةَ من أموالكم إذا وجبت و من أبدانكم إذا لزمت و من معونتكم إذا التمست وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ تواضعوا مع المتواضعين لعظمة الله عز و جل في الانقياد لأولياء الله محمد نبي الله و علي ولي الله و الأئمة بعدهما سادات أصفياء الله

 115-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الله تعالى لسائر اليهود و الكافرين المظهرين وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ بالصبر عن الحرام على تأدية الأمانات و بالصبر عن الرئاسات الباطلة على الاعتراف لمحمد بنبوته و لعلي بوصيته وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ على خدمتهما و خدمة من يأمرانكم بخدمته على استحقاق الرضوان و الغفران و دائم نعيم الجنان في جوار الرحمن و مرافقة خيار المؤمنين و التمتع بالنظر إلى عترة محمد سيد الأولين و الآخرين و علي سيد الوصيين و السادة الأخيار المنتجبين فإن ذلك أقر لعيونكم و أتم لسروركم و أكمل لهدايتكم من سائر نعيم الجنان و استعينوا أيضا بالصلوات الخمس و بالصلاة على محمد و آله الطيبين على قرب الوصول إلى جنات النعيم وَ إِنَّها أي هذه الفعلة من الصلوات الخمس و الصلاة على محمد و آله الطيبين مع الانقياد لأوامرهم و الإيمان بسرهم و علانيتهم و ترك معارضتهم بلم و كيف لَكَبِيرَةٌ عظيمة إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الخائفين عن الله في مخالفته في أعظم فرائضه

 116-  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن البزنطي عن هشام بن سالم عن سعد عن أبي جعفر ع قال نحن عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال لا تقولوا هذا رمضان و لا ذهب رمضان و لا جاء رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله لا يجي‏ء و لا يذهب و إنما يجي‏ء و يذهب الرائل و لكن قولوا شهر رمضان فالشهر المضاف إلى الاسم و الاسم اسم الله و هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن جعله الله مثلا و عيدا ألا و من خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله و نحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن و الحصن هو الإمام فكبر عند رؤيته كانت له يوم القيامة صخرة أثقل في ميزانه من السماوات السبع و الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و ما تحتهن قلت يا با جعفر و ما الميزان قال إنك قد ازددت قوة و نظرا يا سعد رسول الله الصخرة و نحن الميزان و ذلك قول الله في الإمام لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ قال و من كبر بين يدي الإمام و قال لا الله إلا الله وحده لا شريك له كتب الله له رضوانه الأكبر و من يكتب الله له رضوانه الأكبر يجمع بينه و بين إبراهيم و محمد و المرسلين في دار الجلال فقلت له و ما دار الجلال فقال نحن الدار و ذلك قول الله تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فنحن العاقبة يا سعد و أما مودتنا للمتقين فيقول الله تبارك و تعالى تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ فنحن جلال الله و كرامته التي أكرم الله تبارك و تعالى العباد بطاعتنا

 بيان مثلا أي حجة و شرفا و فضلا لهذه الأمة أو مثلا لأهل البيت ع و عيدا للمؤمنين بعوائد الله عليكم أو بعوده عليهم بالرحمة و الرضوان لِيَقُومَ النَّاسُ إشارة إلى قوله تعالى لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ الآية و في الخبر رموز و تأويلات و كأنه لم يخل من تصحيفات

 117-  شي، ]تفسير العياشي[ عن هارون بن محمد الحلبي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله يا بَنِي إِسْرائِيلَ قال هم نحن خاصة

 118-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن علي عن أبي عبد الله قال سألته عن قوله يا بَنِي إِسْرائِيلَ قال هي خاصة بآل محمد

 119-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي داود عمن سمع رسول الله ص يقول أنا عبد الله اسمي أحمد و أنا عبد الله اسمي إسرائيل فما أمره فقد أمرني و ما عناه فقد عناني

 بيان لعل المعنى أن المراد بقوله تعالى يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ في الباطن آل محمد ع لأن إسرائيل معناه عبد الله و أنا ابن عبد الله و أنا عبد الله لقوله تعالى سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ فكل خطاب حسن يتوجه إلى بني إسرائيل في الظاهر يتوجه إلي و إلى أهل بيتي في الباطن

 120-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روي مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى قال دولة إبليس إلى يوم القيامة و هو يوم قيامة القائم وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى و هو القائم إذا قام و قوله فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى أعطى نفسه الحق و اتقى الباطل فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى أي الجنة وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى يعني بنفسه عن الحق و استغنى بالباطل عن الحق وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى بولاية علي بن أبي طالب ع و الأئمة من بعده فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى يعني النار و أما قوله إن عليا للهدى يعني أن عليا هو الهدى و إن له الآخرة و الأولى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى قال هو القائم إذا قام بالغضب فيقتل من ألف تسعمائة و تسعة و تسعين لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى قال هو عدو آل محمد ع وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى قال ذاك أمير المؤمنين و شيعته

 121-  و روي بإسناد متصل إلى سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله ع وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى الله خلق الزوجين الذكر و الأنثى و لعلي الآخرة و الأولى

 122-  و روى محمد بن خالد البرقي عن يونس بن ظبيان عن علي بن أبي حمزة عن فيض بن مختار عن أبي عبد الله ع أنه قرأ إن عليا للهدى و إن له الآخرة و الأولى و ذلك حيث سئل عن القرآن قال فيه الأعاجيب فيه و كفى الله المؤمنين القتال بعلي ع و فيه أن عليا للهدى و أن له الآخرة و الأولى

 123-  و يؤيده ما رواه مرفوعا بإسناده عن محمد بن أورمة عن الربيع بن بكر عن يونس بن ظبيان قال قرأ أبو عبد الله ع وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى الله خالق الزوجين الذكر و الأنثى و لعلي الآخرة و الأولى

 124-  و يعضده ما رواه إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال نزلت هذه الآية هكذا و الله الله خالق الزوجين الذكر و الأنثى و لعلي الآخرة و الأولى

 و يدل على ذلك ما جاء في الدعاء سبحان من خلق الدنيا و الآخرة و ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لمحمد و آل محمد

 125-  أقول روى العلامة في كشف الحق، في قوله تعالى وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً عن ابن عباس لا تقتلوا أهل بيت نبيكم

 بيان أي أهل بيت نبيكم بمنزلة أنفسكم فيلزمكم أن تكرموهم كأنفسكم بل ينبغي أن يكونوا عندكم أولى من أنفسكم

 126-  ختص، ]الإختصاص[ عن جابر الجعفي قال قال أبو جعفر ع لم سميت يوم الجمعة يوم الجمعة قال قلت تخبرني جعلني الله فداك قال أ فلا أخبرك بتأويله الأعظم قال قلت بلى جعلني الله فداك فقال يا جابر سمى الله الجمعة جمعة لأن الله عز و جل جمع في ذلك اليوم الأولين و الآخرين و جميع ما خلق الله من الجن و الإنس و كل شي‏ء خلق ربنا و السماوات و الأرضين و البحار و الجنة و النار و كل شي‏ء خلق الله في الميثاق فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمد ص بالنبوة و لعلي ع بالولاية و في ذلك اليوم قال الله للسماوات و الأرض ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فسمى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين و الآخرين ثم قال عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ من يومكم هذا الذي جمعكم فيه و الصلاة أمير المؤمنين ع يعني بالصلاة الولاية و هي الولاية الكبرى ففي ذلك اليوم أتت الرسل و الأنبياء و الملائكة و كل شي‏ء خلق الله و الثقلان الجن و الإنس و السماوات و الأرضون و المؤمنون بالتلبية لله عز و جل فامضوا إلى ذكر الله و ذكر الله أمير المؤمنين وَ ذَرُوا الْبَيْعَ يعني الأول ذلِكُمْ يعني بيعة أمير المؤمنين ع و ولايته خَيْرٌ لَكُمْ من بيعة الأول و ولايته إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ يعني بيعة أمير المؤمنين ع فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ يعني بالأرض الأوصياء أمر الله بطاعتهم و ولايتهم كما أمر بطاعة الرسول و طاعة أمير المؤمنين كنى الله في ذلك عن أسمائهم فسماهم بالأرض و ابتغوا فضل الله قال جابر وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ قال تحريف هكذا نزلت و ابتغوا فضل الله على الأوصياء و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ثم خاطب الله عز و جل في ذلك الموقف محمدا ص فقال يا محمد إِذا رَأَوْا الشكاك و الجاحدون تِجارَةً يعني الأول أَوْ لَهْواً يعني الثاني انصرفوا إليها قال قلت انْفَضُّوا إِلَيْها قال تحريف هكذا نزلت و تركوك مع علي قائما قل يا محمد ما عِنْدَ اللَّهِ من ولاية علي و الأوصياء خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ يعني بيعة الأول و الثاني للذين اتقوا قال قلت ليس فيها للذين اتقوا قال فقال بلى هكذا نزلت و أنتم هم الذين اتقوا وَ اللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

 127-  فس، ]تفسير القمي[ قوله قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها قال أبو عبد الله ع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زكاه النبي ص

 بيان على هذا التأويل يكون المراد بالنفس نفس أمير المؤمنين ع حيث ألهمه الله تعالى خيره و شره و يكون المراد بمن دساها من أخفى فضله ع

 128-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قال الإقرار بالأنبياء و الأوصياء و أمير المؤمنين خاصة قال لا ينفع إيمانها لأنها سلبت

 بيان لعله ع فسر كسب الخير بالإقرار بالأنبياء و الأوصياء في الدنيا فإذا لم يفعلوا لم ينفعهم الإيمان في الميثاق لأنه سلب منهم

 129-  كا، ]الكافي[ بالإسناد المتقدم عن يونس عن صباح المزني عن أبي حمزة عن أحدهما ع في قول الله جل و عز بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال إذا جحد إمامة أمير المؤمنين فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ

 130-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ أبو عبد الله الحسين بن جبير في نخب المناقب، قال روينا حديثا مسندا عن أبي الورد عن أبي جعفر ع قال قوله عز و جل أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ هو علي بن أبي طالب و الأعمى هنا هو عدوه و أولو الألباب شيعته الموصوفون بقوله تعالى الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ لا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ المأخوذ عليهم في الذر بولايته و يوم الغدير

 131-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود قال قال موسى بن جعفر ع سألت أبي عن قول الله عز و جل وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الآية قال نزلت فينا خاصة

 132-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و علي بن محمد القاشاني جميعا عن الأصفهاني عن المنقري عن حفص عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ قال ما الذي أتوا أتوا و الله الطاعة مع المحبة و الولاية و هم مع ذلك خائفون ليس خوفهم خوف شك و لكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في طاعتنا و ولايتنا