باب 11- الأدوية المركبة الجامعة للفوائد النافعة لكثير من الأمراض

1-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن سعيد بن جناح عن رجل عن أبي عبد الله ع أن موسى بن عمران ع شكا إلى ربه تعالى البلة و الرطوبة فأمره الله أن يأخذ الهليلج و البليلج و الأملج فيعجنه بالعسل و يأخذه ثم قال أبو عبد الله ع هو الذي يسمونه عندكم الطريفل

 بيان للطريفل عند الأطباء نسخ كثيرة و عمدة أجزاء جميعها ما ورد في الخبر و أقربها منه الطريفل الصغير و هو مركب من الهليلج الكابلي و الأسود و الأصفر و الأملج و البليلج أجزاء سواء و تلت بدهن اللوز و يعجن بالعسل ثلاثة أضعاف جميع الأجزاء و يستعمل بعد شهرين إلى ثلاث سنين و هو من أنفع الأدوية عندهم

2-  الفردوس، عن ابن عباس عن النبي ص الهليلج الأسود و بليلج و أملج يغلى بسمن البقر و يعجن بالعسل يعني الطريفل

3-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عبد الله و الحسين ابنا بسطام قالا أملى علينا أحمد بن رياح المتطبب هذه الأدوية و ذكر أنه عرضها على الإمام فرضيها و قال إنها تنفع بإذن الله تعالى من المرة السوداء و الصفراء و البلغم و وجع المعدة و القي‏ء و الحمى و البرسام و تشقق اليدين و الرجلين و الأسر و الزحير و وجع الكبد و الحر في الرأس و ينبغي أن يحتمي من التمر و السمك و الخل و البقل و ليكن طعام من يشربه زيرباجه بدهن سمسم يشربه ثلاثة أيام كل يوم مثقالين و كنت أسقيه مثقالا فقال العالم ع مثقالين و ذكر أنه لبعض الأنبياء على نبينا و آله و عليه السلام يؤخذ من الخيارشنبر رطل منقى و ينقع في رطل من ماء يوما و ليلة ثم يصفى   فيؤخذ صفوه و يطرح ثفله و يجعل مع صفوه رطل من عسل و رطل من أفشرج السفرجل و أربعين مثقالا من دهن الورد ثم يطبخه بنار لينة حتى يثخن ثم ينزل عن النار و يتركه حتى يبرد فإذا برد جعلت فيه الفلفل و دار الفلفل و قرفة القرنفل و قرنفل و قاقلة و زنجبيل و دارچيني و جوزبوا من كل واحد ثلاثة مثاقيل مدقوق منخول فإذا جعلت فيه هذه الأخلاط عجنت بعضه ببعض و جعلته في جرة خضراء أو في قارورة و الشربة مثقالين على الريق نافع بإذن الله عز و جل و هو نافع لما ذكر و هو نافع لليرقان و الحمى الصلبة الشديدة التي يتخوف على صاحبها البرسام و الحرارة و وجع المثانة و الإحليل قال تأخذ خيار باذرنج فتقشره ثم تطبخ قشوره بالماء مع أصول الهندباء ثم تصفيه و تصب عليه سكر طبرزد ثم تشرب منه على الريق ثلاثة أيام في كل يوم مقدار رطل فإنه جيد مجرب نافع بإذن الله تعالى لخفقان الفؤاد و النفس العالي و وجع المعدة و تقويتها و وجع الخاصرة و يزيد في ماء الوجه و يذهب بالصفار و أخلاطه أن تأخذ من الزنجبيل اليابس اثنين و سبعين مثقالا و من الدار فلفل أربعين مثقالا و من شبه و سادج و فلفل و إهليلج أسود و قاقلة مربى و جوز طيب و نانخواه و حب الرمان الحلو و شونيز و كمون كرماني من كل واحد أربع مثاقيل يدق كله و ينخل ثم تأخذ ستمائة مثقال فانيذ جيد فتجعله في برنية و تصب فيه شيئا من ماء ثم توقد تحتها وقودا لينا حتى يذوب الفانيذ ثم تجعله في إناء نظيف ثم تذر عليه الأدوية المدقوقة و تعجنها به حتى تختلط ثم ترفعه في قارورة أو جرة خضراء الشربة منه مثل الجوزة فإنه لا يخالف أصلا بإذن الله تعالى

   دواء عجيب ينفع بإذن الله تعالى من ورم البطن و وجع المعدة و يقطع البلغم و يذيب الحصاة و الحشو الذي يجتمع في المثانة و لوجع الخاصرة تأخذ من الهليلج الأسود و البليلج و الأملج و كور و فلفل و دار فلفل و دارچيني و زنجبيل و شقاقل و وج و أسارون و خولنجان أجزاء سواء تدق و تنخل و تلت بسمن بقر حديث و تعجن جميع ذلك بوزنه مرتين عسل منزوع الرغوة أو فانيذ جيد الشربة منه مثل البندقة أو عفصة دواء لكثرة الجماع و غيره قال هذا عجيب يسخن الكليتين و يكثر صاحبه الجماع و يذهب بالبرودة من المفاصل كلها و هو نافع لوجع الخاصرة و البطن و لرياح المفاصل و لمن يشق عليه البول و لمن لا يستطيع أن يحبس بوله و لضربان الفؤاد و النفس العالي و النفخة و التخمة و الدود في البطن و يجلو الفؤاد و يشهي الطعام و يسكن وجع الصدر و صفرة العين و صفرة اللون و اليرقان و كثرة العطش و لمن يشتكي عينه و لوجع الرأس و نقصان الدماغ و للحمى النافض و لكل داء قديم و حديث جيد مجرب لا يخالف أصلا الشربة منه مثقالان و كان عندنا مثقال فغيره الإمام ع تأخذ إهليلج أسود و إهليلج أصفر و سقمونياء من كل واحد ست مثاقيل و فلفل و دار فلفل و زنجبيل يابس و نانخواه و خشخاش أحمر و ملح هندي من كل واحد أربعة مثاقيل و نارمشك و قاقلة و سنبل و شقاقل و عود البلسان و حب البلسان و سليخة مقشرة و علك رومي و عاقرقرحا و دارچيني من كل واحد مثقالين تدقق هذه الأدوية كلها و تعجن بعد ما تنخل غير السقمونياء فإنه يدق على حدة و لا ينخل ثم يخلط جميعا و يؤخذ خمسة و ثمانون مثقالا فانيذ سجزي جيد و يذاب كله في الطنجير بنار لينة و يلت به الأدوية ثم يعجن ذلك كله بعسل منزوع الرغوة ثم   يرفع الرغوة في قارورة أو جرة خضراء فإذا احتجت إليه فخذ منه على الريق مثقالين بما شئت من الشراب و عند منامك مثله فإنه عجيب نافع لجميع ما وصفناه إن شاء الله تعالى

 بيان في القاموس الأسر بالضم احتباس البول و قال صاحب بحر الجواهر الزيرباج هي المرقة التي تتخذ من الخل و الفواكه اليابسة و تطيب بالزعفران و يطرح فيها مثل الكمون و يحلى ببعض الأشياء الحلوة و في بعض النسخ أماجة و كأنها الشورباجة المعمولة من الخمير. قوله و ذكر أنه الظاهر أنه متعلق بالدواء الآتي و يحتمل تعلقه بالدواء الماضي حتى يثخن في أكثر النسخ بالثاء المثلثة أي يحصل فيه قوام و في بعض النسخ بالسين و الأول أظهر. و قال صاحب بحر الجواهر أفشرج معرب أفشرده و هي التي تتخذ من النباتات التي لها مياه فتدق و يعصر ماؤها و لا تطبخ و تشمس حتى تصير ربا. و في القاموس القرف بالكسر القشر أو قشر المقل و قشر الرمان و لحاء الشجر و بهاء القشرة و ضرب من الدارصيني لأن منه الدارصيني على الحقيقة و يعرف بدارصيني الصين و جسمه أشحم و أثخن و أكثر تخلخلا و منه المعروف بالقرفة على الحقيقة أحمر أملس مائل إلى الحلو ظاهره خشن برائحة عطرة و طعم حار حريف. و منه المعروف بقرفة القرنفل و هي رقيقة صلبة إلى السواد بلا تخلخل أصلا و رائحتها كالقرنفل و الكل مسخن ملطف مدر مجفف محفظ باهي انتهى. و قد مر هذا الدواء بعينه في باب علاج البطن. و قوله و الحمى الصلبة يحتمل أن يكون استئناف كلام و بيانا للدواء   المذكور بعده و يحتمل تعلقه بالسابق و يكون قوله و الحرارة أول الكلام و يحتمل أن يكون و هو نافع لليرقان أول الكلام و يكون الضمير راجعا إلى الدواء الآتي لما مر في باب الحمى أن الرضا ع داوى صاحب اليرقان بماء قشور الخيار باذرنج. و قال ابن بيطار شبه و يقال له شبهان و هو ضرب من الشوك و هي شجرة شبه شجرة الملوخ و على أغصانها شوك صغار و تورد وردا لطيفا أحمر حمرة خفيفة و تعقد حبا كالشهدانج إذا اعتصر خرجت منه لزوجة كثيرة مائية لزجة جدا و هذا الخشب و عصارته من أبلغ الأدوية نفعا لنهش ذوات السموم من الهوام و قيل بزرها دسم لزج إذا شرب نفع من السعال و فتت الحصاة التي في المثانة و كان صالحا و أدر البول و أصلها و ورقها إذا دقت و سحقت و تضمد بها حللت الجراحات في ابتدائها و الأورام البلغمية. و قال السادج تشبه رائحتها رائحة الناردين تنبت في أماكن من بلاد الهند فيها حصاة و هو ورق يظهر على وجه الماء في تلك المواضع بمنزلة عدس الماء و ليس له أصل و إذا جمعوه على المكان يشيلونه في خيط كتان و يجففونه و يخزنونه. و قال جالينوس قوته شبيهة بقوة الناردين غير أن الناردين أشد فعلا منه. و أما السادج فإنه أدر للبول منه و أجود للمعدة و هو صالح لأورام العين الحارة إذا غلى بشراب و لطخ بعد السحق على العين و قد يوضع تحت اللسان لطيب النكهة و يجعل مع الثياب ليحفظها من التأكل و يطيب رائحتها. و قال الرازي حار في الثالثة يابس في الثانية. و قال في المنصوري إنه نافع للخفقان و البخر. و قال جوزبوا هو جوز الطيب و قوته من الحرارة و اليبوسة من الدرجة الثانية حابس للطبيعة مطيب للنكهة و المعدة نافع من ضعف الكبد و المعدة

    هاضم للطعام نافع للطحال و ينفع من السبل و يقوي البصر و ينفع من عسر البول و يمنع من لزق الأمعاء و من استطلاق البطن إذا كان عن برد و بالجملة فهو نافع للمرطوبين المبرودين. و في القاموس البرنية إناء من خزف و الوج دواء معروف. قال في بحر الجواهر هو بالفتح أصل نبات ينبت بالحياض و شطوط المياه فارسية برج حار يابس في الثالثة ملطف للأخلاط الغليظة و يدر البول و يذهب صلابة الطحال و يقلع بياض العين و يجلو ظلمتها و ينفع أوجاع الجنب و الصدر و المغص و إذا شرب مع العسل ينفع من وجع الرأس العتيق و إذا شرب منه درهم أسهل الصفراء و البلغم و السوداء و ينفع من نزول الماء في العين جيد لثقل اللسان و قال أسارون حشيشة ذات بزور كثيرة طيبة الرائحة لذاعة للسان لها زهر بين الورق عند أصولها لونها فرفيري شبيه بزهر البنج حار يابس في الثانية و قيل يبسه أقل من حره يسكن أوجاع الباطن كلها و يلطف و يسخن و يفتح سدد الكبد و يفيد وجع الورك و يسهل البلغم من الاستسقاء مدر مقو للمثانة و الكلية و المعدة مفتت لحصاة الكلية. و قال العفص كفلس مازو. و قال ابن بيطار فانيذ سجزي بالسين و الزاي منسوب إلى سجستان

4-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن أحمد بن العباس بن المفضل عن أخيه عبد الله قال لدغتني العقرب فكادت شوكته حين ضربتني تبلغ بطني من شدة ما ضربتني و كان أبو الحسن العسكري ع جارنا فصرت إليه فقلت إن ابني عبد الله لدغته العقرب و هو ذا يتخوف عليه فقال اسقوه من دواء الجامع فإنه دواء الرضا ع فقلت و ما هو قال دواء معروف قلت مولاي فإني لا أعرفه قال خذ سنبل و زعفران و قاقلة   و عاقرقرحا و خربق أبيض و بنج و فلفل أبيض أجزاء سواء بالسوية و إبرفيون جزءين يدق دقا ناعما و ينخل بحريرة و يعجن بعسل منزوع الرغوة و يسقى منه للسعة الحية و العقرب حبة بماء الحلتيت فإنه يبرأ من ساعته قال فعالجناه به و سقيناه فبرأ من ساعته و نحن نتخذه و نعطيه للناس إلى يومنا هذا

 بيان قوله فصرت إليه كذا في النسخ و الظاهر فصار إليه أبي أو فقال أبي. و قال في القانون الخربق الأسود أشد حرارة من الأبيض و حار يابس إلى الثالثة و هو محلل ملطف قوي الجلاء و الأبيض أشد مرارة و إذا أكلته الفأر ماتت. و ذكر لهما منافع و مضار لا حاجة بنا إلى ذكرها. و الحلتيت بالتاء و التاء أيضا في الأخير صمغ الأنجدان و قال بعضهم ينفع من لسعة العقرب منفعة بالغة شربا و طلاء

5-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن إبراهيم بن محمد عن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم عن الفضل بن ميمون الأزدي عن أبي جعفر بن علي بن موسى ع قال قلت يا ابن رسول الله إني أجد من هذه الشوصة وجعا شديدا فقال له خذ حبة واحدة من دواء الرضا ع مع شي‏ء من زعفران و اطل به حول الشوصة قلت و ما دواء أبيك قال الدواء الجامع و هو معروف عند فلان و فلان قال فذهبت إلى أحدهما و أخذت منه حبة واحدة فلطخت به ما حول الشوصة مع ما ذكره من ماء الزعفران فعوفيت منها

 بيان قال الفيروزآبادي الشوصة وجع في البطن أو ريح تعتقب في الأضلاع أو ورم في حجابها من داخل و اختلاج العروق. و قال جالينوس هو ورم في حجاب الأضلاع من داخل

6-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن أحمد بن المستعين عن صالح بن عبد الرحمن قال شكوت إلى الرضا ع داء بأهلي من الفالج و اللقوة فقال أين أنت من دواء أبي قلت   و ما هو قال الدواء الجامع خذ منه حبة بماء المرزنجوش و اسعطها به فإنها تعافى بإذن الله تعالى

7-  و منه، عن محمد بن علي بن زنجويه المتطبب عن عبد الله بن عثمان قال شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى ع برد المعدة في معدتي و خفقانا في فؤادي فقال أين أنت عن دواء أبي و هو الدواء الجامع قلت يا ابن رسول الله و ما هو قال معروف عند الشيعة قلت سيدي و مولاي فأنا كأحدهم فأعطني صفته حتى أعالجه و أعطي الناس قال خذ زعفران و عاقرقرحا و سنبل و قاقلة و بنج و خربق أبيض و فلفل أبيض أجزاء سواء و إبرفيون جزءين يدق ذلك كله دقا ناعما و ينخل بحريرة و يعجن بضعفي وزنه عسلا منزوع الرغوة فيسقى صاحب خفقان الفؤاد و من به برد المعدة حبة بماء كمون يطبخ فإنه يعافى بإذن الله تعالى

8-  و منه، عن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد عن أبيه قال دخلت على الرضا ع فشكوت إليه وجعا في طحالي أبيت مسهرا منه و أظل نهاري متلبدا من شدة وجعه فقال أين أنت من الدواء الجامع يعني الأدوية المتقدم ذكرها غير أنه قال خذ حبة منها بماء بارد و حسوة خل ففعلت ما أمرني به فسكن ما بي بحمد الله

 بيان قال في القاموس لبد كصرد و كتف من لا يبرح منزله و لا يطيب معاشا و تلبد الطائر بالأرض جثم عليها و في بعض النسخ متلددا أي متحيرا

9-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن محمد بن كثير البرودي عن محمد بن سليمان و كان يأخذ علم أهل البيت عن الرضا ع قال شكوت إلى علي بن موسى الرضا ع وجعا   بجنبي الأيمن و الأيسر فقال لي أين أنت عن الدواء الجامع فإنه دواء مشهور و عنى به الأدوية التي تقدم ذكرها و قال أما للجنب الأيمن فخذ منه حبة واحدة بماء الكمون يطبخ طبخا و أما للجنب الأيسر فخذ بماء أصول الكرفس يطبخ طبخا فقلت يا ابن رسول الله آخذ منه مثقالا أو مثقالين قال لا بل وزن حبة واحدة تشفى بإذن الله تعالى

10-  و منه، عن محمد بن عبد الله الكاتب عن أحمد بن إسحاق قال كنت كثيرا ما أجالس الرضا ع فقلت يا ابن رسول الله إن أبي مبطون منذ ثلاث ليال لا يملك بطنه فقال أين أنت من الدواء الجامع قلت لا أعرفه قال هو عند أحمد بن إبراهيم التمار فخذ منه حبة واحدة و اسق أباك بماء الآس المطبوخ فإنه يبرأ من ساعته قال فصرت فأخذت منه شيئا كثيرا و أسقيته حبة واحدة فسكن من ساعته

 بيان قال ابن بيطار الآس كثير بأرض العرب و خضرته دائمة ينمو حتى يكون شجرا عظيما و له زهرة بيضاء طيبة الرائحة و ثمرة سوداء إذا أينعت و تحلو و فيها مع ذلك علقمة و قد يؤكل ثمره رطبا و يابسا لنفث الدم و لحرقة المثانة و عصارة الثمر و هو رطب يفعل الثمرة و هي جيدة للمعدة مدرة للبول. و ورقه إذا دق و سحق و صب عليه الماء و خلط به شي‏ء يسير من زيت أو دهن ورد و خمر و تضمد به وافق القروح الرطبة و المواضع التي تسيل إليها الفضول و الإسهال المزمن.   و قيل الآس بارد في الأولى يابس في الثانية و نافع من الحرارة و الرطوبة قاطع للإسهال المتولد من المرة الصفراء نافع للبخار الحار الرطب إذا شم و حبه صالح للسعال و استطلاق البطن الحادث من المرة الصفراء. و قال في القانون ليس في الأشربة ما يعقل و ينفع من أوجاع الرئة و السعال غير شرابه و ورقه ينفع السجج الخف درورا و ضمادا و ربه يمنع سيلان الفضول إلى المعدة و ينفع حرقة البول و هو جيد في منع درور الحيض و ماء ورقه يعقل الطبيعة و يحبس الإسهال المراري طلاء و إذا شرب ذلك مع دهن الحل عصر البلغم و أسهله

11-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن محمد بن حكام عن محمد بن النضر مؤدب ولد أبي جعفر محمد بن علي بن موسى ع قال شكوت إليه ما أجد من الحصاة فقال ويحك أين أنت عن الجامع دواء أبي فقلت يا سيدي و مولاي أعطني صفته فقال هو عندنا يا جارية أخرجى البستوقة الخضراء قال فأخرجت البستوقة و أخرج منها مقدار حبة فقال اشرب هذه الحبة بماء السداب أو بماء الفجل المطبوخ فإنك تعافى منه فقال فشربته بماء السداب فو الله ما أحسست بوجعه إلى يومنا هذا

12-  و منه، عن عبد الله بن بسطام عن إبراهيم بن النضر من ولد ميثم التمار بقزوين و نحن مرابطون عن الأئمة بها أنهم وصفوا هذه الدواء لأوليائهم و هو الدواء الذي يسمى الدواء الشافية و هو خلاف الدواء الجامعة فإنه نافع للفالج العتيق و الحديث و هو للقوة العتيقة و الحديثة و الدبيلة ما حدث منها و   ما عتق و السعال العتيق و الحديث و الكزاز و ريح الشوكة و وجع العين و ريح السبل و هي الريح التي تنبت الشعر في العين و لوجع الرجلين من الخام العتيق و للمعدة إذا ضعفت و للأرواح التي تصيب الصبيان من أم الصبيان و الفزع الذي يصيب المرأة في نومها و هي حامل و السل الذي يأخذ بالنفخ و هو الماء الأصفر الذي يكون في البطن و الجذام و لكل علامات المرة و البلغم و النهشة و لمن تلسعه الحية و العقرب نزل به جبرئيل الروح الأمين على موسى بن عمران ع حين أراد فرعون أن يسم بني إسرائيل فجعل لهم عيدا في يوم الأحد و قد تهيأ فرعون و اتخذ لهم طعاما كثيرا و نصب موائد كثيرة و جعل السم في الأطعمة و خرج موسى ع ببني إسرائيل و هم ستمائة ألف فوقف لهم موسى ع عند المضيف فرد النساء و الولدان و أوصى لبني إسرائيل فقال لا تأكلوا من طعامهم و لا تشربوا من شرابهم حتى أعود إليكم ثم أقبل على الناس يسقيهم من هذا الدواء مقدار ما تحمله رأس الإبرة و علم أنهم يخالفون أمره و يقعون في طعام فرعون ثم زحف و زحفوا معه فلما نظروا إلى نصب الموائد أسرعوا إلى الطعام و وضعوا أيديهم فيه و من قبل ما نادى فرعون موسى و هارون و يوشع بن نون و من كل خيار بني إسرائيل وجههم إلى مائدة لهم خاصة و قال إني عزمت على نفسي أن لا يلي خدمتكم و بركم غيري أو كبراء أهل مملكتي فأكلوا حتى تملوا من الطعام و جعل فرعون يعيد السم مرة بعد أخرى فلما فرغوا من الطعام و خرج موسى ع و خرج أصحابه قال لفرعون إنا تركنا النساء و الصبيان و الأثقال خلفنا و إنا ننتظرهم قال فرعون إذا يعاد لهم الطعام و نكرمهم كما أكرمنا من معك فتوافوا و أطعمهم كما أطعم أصحابهم و خرج موسى ع إلى العسكر   فأقبل فرعون على أصحابه و قال لهم زعمتم أن موسى و هارون سحرا بنا و أريانا بالسحر أنهم يأكلون من طعامنا فلم يأكلوا من طعامنا شيئا و قد خرجا و ذهب السحر فأجمعوا مما قدرتم عليه على الطعام الباقي يومهم هذا و من الغد لكي يتفانوا ففعلوا و قد أمر فرعون أن يتخذ لأصحابه خاصة طعام لا سم فيه فجمعهم عليه فمنهم من أكل و منهم من ترك فكل من أطعم من طعامه نفخ فهلك من أصحاب فرعون سبعون ألفا ذكرا و مائة و ستون ألفا أنثى سوى الدواب و الكلاب و غير ذلك فتعجب هو و أصحابه بما كان الله أمره أن يسقي أصحابه من الدواء و الذي يسمى الشافية ثم أنزل الله تعالى على رسوله هذا الدواء نزل به جبرئيل ع و نسخة الدواء هذه تأخذ جزءا من ثوم مقشر ثم تشدخه و لا تنعم دقه و تضعه في طنجير أو في قدر على ما يحضرك ثم توقد تحته بنار لينة ثم تصب عليه من سمن البقر قدر ما يغمره و تطبخه بنار لينة حتى يشرب ذلك السمن ثم تسقيه مرة بعد أخرى حتى لا يقبل الثوم شيئا ثم تصب عليه اللبن الحليب فتوقد تحته بنار لينة و تفعل ذلك مثل ما فعلت بالسمن و ليكن اللبن أيضا لبن بقرة حديثة الولادة حتى لا يقبل شيئا و لا يشرب ثم تعمد إلى عسل الشهد فتعصره من شهده و تغليه على النار على حدة و لا يكون فيه من الشهد شي‏ء ثم تصبه على الثوم و توقد تحته بنار لينة كما صنعت بالسمن و اللبن ثم تعمد إلى عشرة دراهم من الشونيز و تدقه دقا ناعما و تنظف الشونيز و لا تنخله و تأخذ وزن خمسة دراهم فلفل و مرزنجوش و تدقه ثم ترمي فيه و تصيره مثل خبيصة على النار

   ثم تجعله في إناء لا يصيبه الغبار و لا شي‏ء و لا ريح و يجعل في الإناء شي‏ء من سمن البقر و تدهن به الإناء ثم تدفن في الشعير أو رماد أربعين يوما و كلما عتق كان أجود و يأخذ صاحب العلة في الساعة التي يصيبه فيه الأذى الشديد مقدار حمصة قال فإذا أتى على هذا الدواء شهر فهو ينفع من ضربان الضرس و جميع ما يثور من البلغم بعد أن يأخذه على الريق مقدار نصف جوزة و إذا أتى عليه شهران فهو جيد للحمى النافض يأخذ منه عند منامه مقدار نصف جوزة و هو غاية لهضم الطعام و غاية كل داء في العين فإذا أتى عليه ثلاثة أشهر فهو جيد من المرة الصفراء و البلغم المحترق و هيجان كل داء يكون من الصفراء يأخذه على الريق فإذا أتى عليه أربعة أشهر فهو جيد من الظلمة تكون في العين و النفس الذي يأخذ الرجل إذا مشى يأخذه بالليل إذا نام و إذا أتى عليه خمسة أشهر يؤخذ دهن بنفسج أو دهن حل و يؤخذ من هذا الدواء نصف عدسة يداف بالدهن و يسعط به صاحب الصداع المطبق و إذا أتى عليه ستة أشهر يؤخذ منه قدر عدسة يسعط به صاحب الشقيقة بالبنفسج في الجانب الذي فيه العلة و ذلك على الريق من أول النهار و إذا أتى عليه سبعة أشهر ينفع من الريح الذي يكون في الأذن يقطر فيها بدهن ورد مثل العدسة من أول النهار و إذا أتى عليه ثمانية أشهر ينفع من المرة الحمراء و الداء الذي يخاف منه الآكلة يشرب بماء و تدهن بأي دهن شئت و   تضع على الداء و ذلك على الريق مع طلوع الشمس و إذا أتى عليه تسعة أشهر ينفع بإذن الله من السدد و كثرة النوم و الهذيان في المنام و الوجع و الفزع يؤخذ بدهن بزر الفجل على الريق و عند منامه قدر عدسة و إذا أتى عليه عشرة أشهر جيد للمرة السوداء و الصفراء التي تأخذ بالبلبلة و الحمى الباطنة و اختلاط العقل يؤخذ منه مثل العدسة بخل و بياض البيض و تشربه على الريق بأي دهن شئت عند منامك و إذا أتى عليه أحد عشر شهرا فإنه ينفع من المرة السوداء التي أخذ صاحبها بالفزع و الوسواس قدر الحمصة بدهن الورد و يشربه على الريق و قدر الحمصة يشربه عند المنام فيشربه بغير دهن و إذا أتى عليه اثنا عشر شهرا ينفع من الفالج الحديث و العتيق بماء المرزنجوش يأخذ منه قدر حمصة و يدهن رجليه بالزيت و الملح عند منامه و من القابلة مثل ذلك و يحمى من الخل و اللبن و البقل و السمك و يطعم بعد ذلك ما يشاء و إذا أتى عليه ثلاثة عشر شهرا فإنه ينفع من الدبيلة و الضحك من غير شي‏ء و عبث الرجل بلحيته يؤخذ منه قدر الحمصة مرة أو مرتين يداف بماء السداب و يشرب عند أول الليل و إذا أتى عليه أربعة عشر شهرا ينفع من السموم كلها و إن كان سقي سما يؤخذ بزر الباذنجان فيدق ثم يغلى على النار ثم يصفى و يشرب من هذا الدواء قدر الحمصة مرة أو مرتين أو ثلاث مرات أو أربع مرات بماء فاتر و لا يتجاوز أربع مرات و ليشربه عند السحر

   و إذا أتى عليه خمسة عشر شهرا فإنه ينفع من السحر و الخامة و الإبردة و الأرواح يؤخذ منه قدر نصف بندقة و يغلى بتمر و يشربه إذا أخذ مضجعه و لا يشرب في ليلة و من الغد حتى يطعم طعاما كثيرا و إذا أتى عليه ستة عشر شهرا يؤخذ منه نصف عدسة فيداف بماء المطر مطر حديث من يومه أو من ليلته أو برد فيكتحل صاحب العمى العتيق و الحديث غدوة و عشية و عند منامه أربعة أيام فإن برئ و إلا فثمانية أيام و لا أراه يبلغ الثمان حتى يبرأ بإذن الله عز و جل و إذا أتى عليه سبعة عشر شهرا ينفع بإذن الله عز و جل من الجذام بدهن الأكارع أكارع البقر لا أكارع الغنم يؤخذ منه قدر بندقة عند المنام و على الريق و يؤخذ منه قدر حبة فيدهن به جسده يدلك دلكا شديدا و يؤخذ منه شي‏ء قليل فيسعط به بدهن الزيت زيت الزيتون أو بدهن الورد و ذلك في آخر النهار في الحمام و إذا أتى عليه ثمانية عشر شهرا ينفع بإذن الله تعالى من البهق الذي يشاكل البرص إلا أن يشرط موضعه فيدمى و يؤخذ من الدواء مقدار حمصة و يسقى مع دهن البندق أو دهن لوز مر أو دهن صنوبر يسقى بعد الفجر و يسعط منه بمقدار حبة مع ذلك الدهن و يدلك به جسده مع الملح قال و لا ينبغي أن يغير هذه الأدوية عن حدها و وضعها التي تقدم ذكرها لأنه إن خالف خولف به و لم ينتفع بشي‏ء منه و إذا أتى عليه تسعة عشر شهرا يؤخذ حب الرمان رمان حلو فيعصره و يخرج ماءه و يؤخذ من الحنظلة قدر حبة فيستقى من السهو و النسيان   و البلغم المحترق و الحمى العتيقة و الحديثة على الريق بماء حار و إذا أتى عليه عشرون شهرا ينفع بإذن الله من الصمم ينقع بماء الكندر ثم يخرج ماؤه فيجعل معه مثل العدسة اللطيفة فيجعل في أذنه فإن سمع و إلا أسعط من الغد بذلك الماء بمثل العدسة و صب على يافوخه من فضل السعوط و المبرسم إذا ثقل به و طال لسانه يؤخذ حب العنب الحامض ثم يسقى المبرسم بهذا الدواء فإنه ينتفع به و يخفف عنه و كلما عتق كان أجود و يؤخذ منه الأقل

 توضيح كأن تأنيث الشافية و الجامعة لاشتمالهما على الأدوية الكثيرة. و قال في بحر الجواهر الفالج بكسر اللام استرخاء عام لأحد شقي البدن طولا من الرأس إلى القدم و اللغة موافقة لهذا المعنى يقال فلجت الشي‏ء فلجين أي شققته بنصفين و منهم من يقول إنه استرخاء أحد شقي البدن دون الرأس و عليه صاحب الكامل و القدماء لا يفرقون بينه و بين الاسترخاء. قال الشيخ و إذا أخذ الفالج بمعنى الاسترخاء مطلقا فقد يكون منه ما يعم الشقين جميعا سوى أعضاء الرأس التي لو عمتها كان سكتة كما يكون ما يختص بإصبع واحدة و قال اللقوة بالفتح و الكسر علة ينجذب لها شق الوجه إلى جهة غير طبيعية فيخرج النفخة و البزقة من جانب واحد و لا يحسن التقاء الشفتين و لا تنطبق إحدى العينين و قال الدبيلة بالتصغير كل ورم فإما أن يعرض في داخله موضع تنصب فيه المادة فتسمى دبيلة و إلا خص باسم الورم و ما كان من الدبيلات حارا خص باسم الخراج. و قال الآملي الدبيلة ورم كبير مستدير الشكل يجمع المدة و قيل هي دمل كبير ذو أفواه كثيرة فارسيتها كفگيرك و قال الكزاز و الكزازة بالضم يقال على تشنج يبتدئ من عضلات الترقوة فيمدها إلى قدام أو إلى خلف أو إلى   الجهتين جميعا و قد يقال على كل ممدود و قد يختص باسم الكزاز منه ما كان بسبب برد مجمد من داخل أو خارج سواء كان من جانب أو جانبين. و في القاموس الشوكة داء معروف و حمرة تعلو الجسد و قال في بحر الجواهر الشوك بالفتح خار و أطباء إطلاق ميكنند بر زوايدى كه از پس فقرات ناشي شده باشد و الشوكة أيضا حمرة تعلو الوجه و الجسد و شوكة باد آورد انتهى. و قيل المراد هنا ريح تحدث من لدغ العقارب و أمثالها و هو بعيد مع أنه يوجب التكرار و التعريف المذكور للسبل خلاف ما هو المشهور بين الأطباء قال ابن سينا هو غشاوة تعرض للعين من انتفاخ عروقها الظاهرة في سطح الملتحمة و القرنية و من انتساج شي‏ء فيما بينهما كالدخان. و قال العلامة اعلم أن الأطباء لم يحققوا الكلام في السبل حتى الشيخ مع جلالة قدره و الحق أنها عبارة عن أجسام غريبة شبيهة بالعروق في غشاء رقيق متولد على العين. قوله ع من الخام أي البلغم الذي لم ينضج بعد قال في بحر الجواهر الخام بلغم غير طبيعي اختلف أجزاؤه في الرقة و الغلظ و يطلق أيضا على شي‏ء يرسب في القارورة رقيق الأجزاء غير منتن. قوله ع و السل الذي يأخذ بالنفخ قيل كأن المراد به القولنج المراري و قال بعضهم السل في اللغة الهزال و في الطب قرحة في الرئة و إنما سمي المرض به لأن من لوازمه هزال البدن و لما كانت الحمى الدقية لازمة لهذه القرحة ذكر القرشي أن السل هو قرحة الرئة مع الدق و عده من الأمراض المركبة و قال بعضهم يقال السل لحمى الدق و لدق الشيخوخة و لقرحة الرئة و قال الفيروزآبادي السل بالكسر و الضم و كغراب قرحة تحدث في الرئة إما

    بعقب ذات الرئة أو ذات الجنب أو زكام و نوازل و سعال طويل و يلزمها حمى هادئة و النهشة لسع الهوام. قوله ع عند المضيف أي محل الضيافة و في بعض النسخ عند المضيق أي عند محل الضيق لرد النساء و الصبيان. و في القاموس الشدخ كالمنع الكسر في كل رطب و قيل يابس و الخبيص حلواء معمول من الرطب و السمن. و قوله ع من المرة الحمراء أي طغيان الدم أو الرياح التي توجب احمرار البدن. من السدد في بعض النسخ بالدال ثم الراء المهملتين و في بعضها بالدالين المهملتين. قال في بحر الجواهر السدد محركة في اللغة تحير البصر و هو لازم لهذا المرض و في الطب هو حالة يبقى الإنسان مع حدوثها باهتا يجد في رأسه ثقلا عظيما و في عينيه ظلمة و ربما وجد طنينا في أذنيه و ربما زال معها عقله و قال السدد لزوجات و غلظ تنشب في المجاري و العروق الضيقة و تبقى فيها و تمنع الغذاء و الفضلات من النفوذ فيها و يطلق على ما يمنع بعضها دون بعض. قال العلامة و اعلم أن الانسداد عند الأطباء غير السدة لأن الانسداد إنما يطلقونه على مسام الجلد و أفواه العروق إذا انضمت و قد يطلق السدد على صلابة تنبت على رأس الجراحة بمنزلة القشر و البلبلة شدة الهم و الوسواس. قوله ع و من القابلة بالباء الموحدة أي الليلة الآتية و في بعض النسخ بالمثناة التحتانية أو بالهمزة أي يفعل ذلك عند القيلولة أيضا. قوله و يشرب من هذا الدواء أي قبل ماء الباذنجان أو بعده أو معه مدافا فيه.   و في بحر الجواهر الإبردة بكسر الهمزة و الراء علة معروفة من غلبة البرد أو الرطوبة مفتر عن الجماع و همزتها زائدة و قد مر الكلام فيه. قوله ع و لا يشرب في ليلته أي من هذا الدواء بل يكتفي بالمرة الواحدة و قيل أي لا يشرب ماء و لا يخفى بعده. قوله أو برد أي ماء برد بالتحريك. قوله زيت الزيتون إنما قيد ع بذلك لأن الزيت يطلق على كل دهن يعتصر و إن لم يكن من الزيتون و قيل أي من الزيتون المدرك اليانع. قال جالينوس كلما كان من الأدهان يعتصر من غير الزيتون فإنه يسمى بزيت بطريق الاستعارة و قال بعضهم الزيت قد يعتصر من الزيتون الفج و قد يعتصر من الزيتون المدرك و زيت الإنفاق هو المعتصر من الفج و إنما سمي به لأنه يتخذ للنفقة و يقال له الركاب أيضا لأنه كان يحمل على الركاب أي على الإبل من الشام إلى العراق. أقول سيأتي تمام الكلام في بابه إن شاء الله. قوله ع إلا أن يشرط موضعه لعل المعنى أن البهق و البرص يشتبهان إلا أن يبضع بشرط الحجام و شبهه فيخرج الدم فإنه يعلم حينئذ أنه بهق و ليس ببرص و إذا كان برصا يخرج منه ماء أبيض. و اعلم أن البرص نوعان أبيض و أسود و كذا البهق و الفرق بينهما أن البهق مخصوص بالجلد و لا يغور في اللحم و البرص بنوعيه يغور فيه. و البندق هو الفندق بالفارسية و قال ابن بيطار البندق فارسي و الجلوز عربي. قوله من الحنظلة كذا فيما وجدنا من النسخ و لعلها كناية عن الشافية لمرارتها أو المعنى إدخال الدواء و الحنظل معا في ماء الرمان. قوله ينقع بماء بالتنوين أي ينقع الكندر بماء. و إلا أسعط أي في أنفه لا في أذنه كما توهم

    -13  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن محمد بن جعفر بن علي البرسي عن محمد بن يحيى البابي و كان بابا للمفضل بن عمر و كان المفضل بابا لأبي عبد الله الصادق ع قال محمد بن يحيى الأرمني حدثني محمد بن سنان السناني الزاهري أبو عبد الله قال حدثني المفضل بن عمر قال حدثني الصادق جعفر بن محمد ع قال هذا الدواء دواء محمد ص و هو شبيه بالدواء الذي أهداه جبرئيل الروح الأمين إلى موسى بن عمران ع إلا أن في هذا ما ليس في ذلك من العلاج و الزيادة و النقصان و إنما هذه الأدوية من وضع الأنبياء ع و الحكماء من أوصياء الأنبياء فإن زيد فيه أو نقص منه أو جعل فيه فضل حبة أو نقصان حبة مما وضعوه انتقص الأصل و فسد الدواء و لم ينجع لأنهم متى خالفوهم خولف بهم فهو أن يأخذ من الثوم المقشر أربعة أرطال و يصب عليه في الطنجير أربعة أرطال لبن بقر و يوقد تحته وقودا لينا رقيقا حتى يشربه ثم يصب عليه أربعة أرطال سمن بقر فإذا شربه و نضج صب عليه أربعة أرطال عسل ثم يوقد تحته وقودا رقيقا ثم اطرح عليه وزن درهمين قراصا ثم اضربه ضربا شديدا حتى ينعقد فإذا انعقد و نضج و اختلط به حولته و هو حار إلى بستوقة و شددت رأسه و دفنته في شعير أو تراب طيب مدة أيام الصيف فإذا جاء الشتاء أخذت منه كل غداة مثل الجوزة الكبيرة على الريق فهو دواء جامع لكل شي‏ء دق أو جل صغر أو كبر و هو مجرب معروف عند المؤمنين

    -14  و منه، عن أحمد بن محمد أبي عبد الله عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله ع في دواء محمد ص قال هو الدواء الذي لا يؤخذ لشي‏ء من الأشياء إلا نفع صاحبه هو لما يشرب له من جميع العلل و الأرواح فاستعمله و علمه إخوانك المؤمنين فإن لك بكل مؤمن ينتفع به عتق رقبة من النار

 بيان قوله و الزيادة و النقصان أي المنع من زيادة المقادير و نقصانها فإنه في هذا الدواء أشد أو زيد فيه بعض الأدوية و نقص بعضها. و قال في القاموس القراص كرمان البابونج و عشب ربعي و الورس و في بحر الجواهر القراص كزنار البابونج