باب 11- مناقب أصحاب الكساء و فضلهم صلوات الله عليهم

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الهمداني عن علي بن إبراهيم عن جعفر بن سلمة عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن عثمان بن أبي شيبة و محرز بن هشام قالا حدثنا مطلب بن زياد عن ليث بن أبي سليم قال أتى النبي ص علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم التحية و الإكرام كلهم يقول أنا أحب إلى رسول الله ص فأخذ ص فاطمة مما يلي بطنه و عليا مما يلي ظهره و الحسن ع عن يمينه و الحسين ع عن يساره ثم قال ص أنتم مني و أنا منكم

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي و ابن مسرور عن ابن عامر عن المعلى عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال النبي ص إن عليا وصيي و خليفتي و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني و من ناواهم فقد ناواني و من جفاهم فقد جفاني و من برهم فقد برني وصل الله من وصلهم و قطع من قطعهم و نصر من أعانهم و خذل من خذلهم اللهم من كان له من أنبيائك و رسلك ثقل و أهل بيت فعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

   -3  لي، ]الأمالي للصدوق[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال كان النبي ص يقف عند طلوع كل فجر على باب علي و فاطمة ع فيقول الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل الذي بنعمته تتم الصالحات سمع سامع بحمد الله و نعمته و حسن بلائه عندنا نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من صباح النار نعوذ بالله من مساء النار الصلاة يا أهل البيت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 بيان قال في النهاية في الحديث سمع سامع بحمد الله و حسن بلائه علينا أي ليسمع السامع و ليشهد الشاهد حمدنا لله تعالى على ما أحسن إلينا و أولانا من نعمه و حسن البلاء النعمة و الاختبار بالخير ليتبين الشكر و بالشر ليظهر الصبر انتهى و قال بعض شراح صحيح مسلم هذا يعني سمع بكسر الميم و روي بفتحها مشددة يعني بلغ سامع قولي هذا لغيره و قال مثله تنبيها على الذكر و الدعاء في السحر و قال بعضهم الذهاب إلى الخبر أولى أي من كان له سمع فقد سمع بحمدنا لله و إفضاله علينا فإن كليهما قد اشتهر و استفاض حتى لا يكاد يخفى على ذي سمع

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن علي بن الحسين البرقي عن عبد الله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جده الحسين بن علي ع قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله فسألوه عن مسائل فكان فيما سألوه أخبرني عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة أمر الله بني إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده قال النبي ص فأنشدتك بالله إن أنا أخبرتك تقر لي قال اليهودي نعم يا محمد قال فقال النبي ص أول ما في التوراة مكتوب محمد رسول الله و هي بالعبرانية طاب ثم تلا رسول الله ص هذه الآية يَجِدُونَهُ  مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ و في السطر الثاني اسم وصيي علي بن أبي طالب و الثالث و الرابع سبطي الحسن و الحسين و في السطر الخامس أمهما فاطمة سيدة نساء العالمين صلوات الله عليهم و في التوراة اسم وصيي إليا و اسم السبطين شبر و شبير و هما نورا فاطمة ع قال اليهودي صدقت يا محمد فأخبرني عن فضلكم أهل البيت قال النبي ص لي فضل على النبيين فما من نبي إلا دعا على قومه بدعوة و أنا أخرت دعوتي لأمتي لأشفع لهم يوم القيامة و أما فضل أهل بيتي و ذريتي على غيرهم كفضل الماء على كل شي‏ء و به حياة كل شي‏ء و حب أهل بيتي و ذريتي استكمال الدين و تلا رسول الله هذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً إلى آخر الآية قال اليهودي صدقت يا محمد

 بيان قال الفيروزآبادي شبر كبقم و شبير كقمير و مشبر كمحدث أبناء هارون ع قيل و بأسمائهم سمى النبي ص الحسن و الحسين و المحسن

5-  لي، ]الأمالي للصدوق[ العسكري عن محمد بن منصور و أبي يزيد القرشي معا عن نضر بن علي الجهضمي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه عن علي ع قال أخذ رسول الله ص بيد الحسن و الحسين ع فقال من أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة

6-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله لما أسري بي إلى السماء و انتهيت إلى سدرة المنتهى قال إن الورقة منها تظل الدنيا و على كل ورقة ملك يسبح الله يخرج من أفواههم الدر و الياقوت  تبصر اللؤلؤ مقدار خمس مائة عام و ما يسقط من ذلك الدار و الياقوت يخرجونه ملائكة موكلين به يلقونه في بحر من نور يخرجون كل ليلة جمعة إلى السدرة المنتهى فلما نظروا إلي رحبوا بي و قالوا يا محمد مرحبا بك فسمعت اضطراب ريح السدرة و خفقة أبواب الجنان قد اهتزت فرحا لمحبيك فسمعت الجنان تنادي وا شوقاه إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع

7-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال قال لي رسول الله ص يا علي خلق الناس من شجر شتى و خلقت أنا و أنت من شجرة واحدة أنا أصلها و أنت فرعها و الحسن و الحسين أغصانها و شيعتنا أوراقها فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة

8-  ع، ]علل الشرائع[ العطار عن أبيه عن أبي محمد العلوي الدينوري بإسناده رفع الحديث إلى الصادق ع قال قلت له لم صارت المغرب ثلاث ركعات و أربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر و لا سفر فقال إن الله عز و جل أنزل على نبيه ص لكل صلاة ركعتين في الحضر فأضاف إليها رسول الله لكل صلاة ركعتين في الحضر و قصر فيها في السفر إلا المغرب فلما صلى المغرب بلغه مولد فاطمة ع فأضاف إليها ركعة شكرا لله عز و جل فلما أن ولد الحسن ع أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز و جل فلما أن ولد الحسين أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز و جل فقال لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فتركها على حالها في الحضر و السفر

9-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن عبد الله بن محمد الأبهري عن علي بن أحمد بن الصباح عن إبراهيم بن عبد الله ابن أخي عبد الرزاق عن عمه عبد الرزاق عن أبيه همام بن نافع عن مينا  مولى عبد الرحمن بن عوف قال قال لي عبد الرحمن يا مينا أ لا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله ص قلت بلى قال سمعته يقول أنا شجرة و فاطمة فرعها و علي لقاحها و الحسن و الحسين ثمرها و محبوهم من أمتي ورقها

 بيان أبهر كأصغر اسم بلد قال في القاموس أبهر بلا لام معرب آب هر أي ماء الرحى بلد عظيم بين قزوين و زنجان و بليدة بنواحي أصفهان و قال اللقاح كسحاب ما تلقح به النخلة و طلع الفحال أي ذكر النخل

10-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن عمر بن سعيد السجستاني عن محمد بن يزيد عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيب عن حذيفة بن اليمان قال سمعت النبي ص يقول أتاني ملك لم يهبط إلى الأرض قبل وقته فعرفني أنه استأذن الله عز و جل في السلام علي فأذن له فسلم علي و بشرني أن ابنتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة و أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة

11-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن عمران المرزباني عن أحمد بن محمد بن عيسى المكي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن هواذة بن خليفة عن عوف بن عطية عن أبيه عن أم سلمة قالت بينا رسول الله ص في بيتي إذ قالت الخادم يا رسول الله إن عليا و فاطمة ع بالسدة فقال قومي فتنحى لي عن أهل  بيتي قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي و فاطمة و الحسن و الحسين و هما صبيان صغيران فوضعهما النبي ص في حجره و قبلهما و اعتنق عليا بإحدى يديه و فاطمة باليد الأخرى و قبل فاطمة و قال اللهم إليك أنا و أهل بيتي لا إلى النار فقلت يا رسول الله و أنا معكم فقال و أنت

12-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد القطواني عن عباد بن ثابت عن علي بن صالح عن أبي إسحاق الشيباني قال و حدثني يحيى بن عبد الملك و عباد بن الربيع و عبد الله بن أبي عتبة عن أبي إسحاق الشيباني عن جميع بن عمير قال دخلت مع أمي على عائشة فذكرت لها عليا فقالت ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله منه و ما رأيت امرأة كانت أحب إلى رسول الله من امرأته

13-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أبي الفضل بن يوسف عن محمد بن عكاشة عن حميد بن المثنى عن يحيى بن طلحة عن أيوب بن الحر عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي ع قال إن فاطمة شكت إلى رسول الله ص فقال أ لا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما و أحلمهم حلما و أكثرهم علما أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا ما جعل الله لمريم بنت عمران و أن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن ابن عقدة مثله

 بيان الاستثناء في قوله ص إلا ما جعل الله لمريم موافق لروايات العامة و سيأتي أخبار متواترة أنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و يمكن أن  يكون المعنى أن سيادة النساء منحصرة فيها إلا مريم فإنها سيدة نساء عالمها

14-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن الحسن بن علي بن عفان عن عبد العزيز بن الخطاب عن ناصح عن زكريا عن أنس قال اتكأ النبي على علي ع فقال يا علي أ ما ترضى أن تكون أخي و أكون أخاك و تكون وليي و وصيي و وارثي تدخل رابع أربعة الجنة أنا و أنت و الحسن و الحسين و ذريتنا خلف ظهورنا و من تبعنا من أمتنا على أيمانهم و شمائلهم قال بلى يا رسول الله

15-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن الحسين المنقري عن علي بن العباس عن الحسين بن بشر عن محمد بن علي بن سليمان عن حنان بن سدير عن أبيه عن الباقر ع قال كان النبي ص جالسا في مسجده فجاء علي ع فسلم و جلس ثم جاء الحسن بن علي ع فأخذه النبي ص و أجلسه في حجره و ضمه إليه ثم قال له اذهب فاجلس مع أبيك ثم جاء الحسين ع ففعل النبي مثل ذلك و قال له اجلس مع أبيك إذ دخل رجل المسجد فسلم على النبي ص خاصة و أعرض عن علي و الحسن و الحسين ع فقال له النبي ص ما منعك أن تسلم على علي و ولده فو الذي بعثني بالهدى و دين الحق لقد رأيت الرحمة تنزل عليه و على ولديه

16-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن إسماعيل بن يحيى العبسي عن محمد بن جرير الطبري عن محمد بن إسماعيل عن عبد السلام الهروي عن الحسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب الأنصاري قال مرض رسول الله ص مرضه فأتته فاطمة ع تعوده فلما رأت ما برسول الله من المرض و الجهد استعبرت و بكت حتى سالت دموعها على خديها فقال لها النبي ص يا فاطمة إني لكرامة الله إياك زوجتك أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما إن الله تعالى اطلع  إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منها فبعثني نبيا و اطلع إليها ثانية فاختار بعلك فجعله وصيا فسرت فاطمة ع و استبشرت فأراد رسول الله ص أن يزيدها مزيد الخير فقال يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبعا لم يعطها أحد قبلنا و لا يعطاها أحد بعدنا نبينا أفضل الأنبياء و هو أبوك و وصينا أفضل الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا أفضل الشهداء و هو عمك و منا من جعل الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة و هو ابن عمك و منا سبطا هذه الأمة و هما ابناك و الذي نفسي بيده لا بد لهذه الأمة من مهدي و هو و الله من ولدك

17-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن محمد العطار عن الخشاب عن علي بن النعمان عن بشير الدهان قال قلت لأبي جعفر ع جعلت فداك أي الفصوص أركبه على خاتمي فقال ع يا بشير أين أنت عن العقيق الأحمر و العقيق الأصفر و العقيق الأبيض فإنها ثلاثة جبال في الجنة فأما الأحمر فمطل على دار رسول الله ص و أما الأصفر فمطل على دار فاطمة صلوات الله عليها و أما الأبيض فمطل على دار أمير المؤمنين ع و الدور كلها واحدة يخرج منها ثلاثة أنهار من تحت كل جبل نهر أشد بردا من الثلج و أحلى من العسل و أشد بياضا من اللبن لا يشرب منها إلا محمد و آله و شيعتهم و مصبها كلها واحد و مجراها من الكوثر و إن هذه الثلاثة جبال تسبح الله و تقدسه و تمجده و تستغفر لمحبي آل محمد ص فمن تختم بشي‏ء منها من شيعة آل محمد ص لم ير إلا الخير و الحسنى و السعة في رزقه و السلامة من جميع أنواع البلاء و هو في أمان من السلطان الجائر و من كل ما يخافه الإنسان و يحذره

18-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن إبراهيم بن محمد بن إسحاق عن محمد  بن إسحاق عن صباح عن السدي عن صبيح عن زيد بن أرقم قال خرج رسول الله ص و إذا علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم

 بشا، ]بشارة المصطفى[ يحيى بن محمد الجواني عن الحسين بن علي الداعي عن جعفر بن محمد الحسيني عن محمد بن عبد الله الحافظ عن محمد بن يعقوب عن العباس بن محمد الدوري عن مالك بن إسماعيل عن أسباط بن نصر عن السدي مثله

 و بهذا الإسناد عن محمد بن عبد الله عن المنذر بن محمد بن المنذر عن أبيه عن سليمان بن قرم عن ابن الحجاف عن إبراهيم بن عبد الله بن صبيح عن أبيه عن جده عن زيد بن أرقم مثله

19-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحفار عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن زاذان عن عباد بن يعقوب عن يحيى بن يسار عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي ع و عن الحارث عن علي ع عن النبي ص أنه قال مثلي مثل شجرة أنا أصلها و علي فرعها و الحسن و الحسين ثمرتها و الشيعة ورقها فأبى أن يخرج من الطيب إلا الطيب

20-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ علي بن شبل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت الأشعث بن قيس الكندي و جويبر الختلي قالا لعلي أمير المؤمنين ع حدثنا  في خلواتك أنت و فاطمة قال نعم بينا أنا و فاطمة في كساء إذ أقبل رسول الله نصف الليل و كان يأتيها بالتمر و اللبن ليعينها على الغلامين فدخل فوضع رجلا بحبالي و رجلا بحبالها ثم إن فاطمة ع بكت فقال لها رسول الله ص ما يبكيك يا بنية محمد فقالت حالنا كما ترى في كساء نصفه تحتنا و نصفه فوقنا فقال رسول الله ص لها يا فاطمة أ ما تعلمين أن الله تعالى اطلع اطلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها أباك فاتخذه صفيا و ابتعثه برسالته و ائتمنه على وحيه يا فاطمة أ ما تعلمين أن الله اطلع اطلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها بعلك و أمرني أن أزوجكيه و أن أتخذه وصيا يا فاطمة أ ما تعلمين أن العرش سأل ربه أن يزينه بزينة لم يزين بها بشرا من خلقه فزينه بالحسن و الحسين ركنين من أركان الجنة و روي ركنين من أركان العرش

21-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن القاسم بن زكريا عن حسين بن نصر بن مزاحم عن أبيه عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ع قال أتى رجل النبي ص فقال يا رسول الله أي الخلق أحب إليك قال رسول الله ص و أنا إلى جنبه هذا و ابناه و أمهما هم مني و أنا منهم و هم معي في الجنة هكذا و جمع بين إصبعيه

22-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي عن محمد بن علي بن حمزة العلوي عن أبيه عن الحسين بن زيد بن علي قال سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع عن سن جدنا علي بن الحسين ع قال أخبرني أبي عن أبيه علي بن الحسين قال كنت أمشي خلف عمي و أبي الحسن و الحسين  في بعض طرقات المدينة في العام الذي قبض فيه عمي الحسن و أنا يومئذ غلام قد ناهزت الحلم أو كدت فلقيهما جابر بن عبد الله و أنس بن مالك الأنصاريان في جماعة من قريش و الأنصار فما تمالك جابر بن عبد الله حتى أكب على أيديهما و أرجلهما يقبلهما فقال له رجل من قريش كان نسيبا لمروان أ تصنع هذا يا أبا عبد الله في سنك و موضعك من صحبة رسول الله ص و كان جابر قد شهد بدرا فقال له إليك عني فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما و مكانهما ما أعلم لقبلت ما تحت أقدامهما من التراب ثم أقبل جابر على أنس بن مالك فقال يا أبا حمزة أخبرني رسول الله ص فيهما بأمر ما ظننته أن يكون في بشر قال له أنس و ما الذي أخبرك يا أبا عبد الله قال علي بن الحسين فانطلق الحسن و الحسين و وقفت أنا أسمع محاورة القوم فأنشأ جابر يحدث قال بينا رسول الله ص ذات يوم في المسجد و قد خف من حوله إذ قال لي يا جابر ادع لي حسنا و حسينا و كان ص شديد الكلف بهما فانطلقت فدعوتهما و أقبلت أحمل هذا مرة و هذا مرة حتى جئته بهما فقال لي و أنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من حنوي عليهما و تكريمي إياهما أ تحبهما يا جابر قلت و ما يمنعني من ذلك فداك أبي و أمي و مكانهما منك مكانهما قال أ فلا أخبرك عن  فضلهما قلت بلى بأبي أنت و أمي قال ص إن الله تعالى لما أراد أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيبة فأودعها صلب أبي آدم فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح و إبراهيم ع ثم كذلك إلى عبد المطلب فلم يصبني من دنس الجاهلية شي‏ء ثم افترقت تلك النطفة شطرين إلى عبد الله و أبي طالب فولدني أبي فختم الله بي النبوة و ولد علي فختمت به الوصية ثم اجتمعت النطفتان مني و من علي فولدتا الجهر و الجهير الحسنان فختم الله بهما أسباط النبوة و جعل ذريتي منهما و الذي يفتح مدينة أو قال مدائن الكفر و يملأ أرض الله عدلا بعد ما ملئت جورا فهما طهران مطهران و هما سيدا شباب أهل الجنة طوبى لمن أحبهما و أباهما و أمهما و ويل لمن حادهم و أبغضهم

 بيان ناهزت الحلم أو كدت أي قربت من البلوغ أو كدت أن أكون بالغا و ترديده ع إما للمصلحة أو المعنى أني كنت في سن لو كان غيري في مثله لكان الأمران فيه محتملين فإن بلوغهم و حلمهم ليس كسائر الناس و على المشهور من تاريخهم ع كان للسجاد ع في تلك السنة إحدى عشرة سنة و قيل ثلاث عشرة سنة و يمكن أن يكون وجه المصلحة في التبهيم الاختلاف في سن البلوغ. و قال الجزري فيه أكلفوا من العمل ما تطيقون يقال كلفت بهذا الأمر أكلف به إذا ولعت به و أحببته و قال الفيروزآبادي حنت على ولدها حنوا كعلو عطفت و قال جهر و جهير بين الجهورة و الجهارة ذو منظر و الجهر  بالضم هيئة الرجل و حسن منظره و الجهير الجميل و الخليق للمعروف و الأجهر الحسن المنظر و الجسم التامة و في النهاية في صفته ص من رآه جهرة أي عظم في عينه يقال جهرت الرجل و اجتهرته إذا رأيته عظيم المنظر و رجل جهير أي ذو منظر

23-  مع، ]معاني الأخبار[ العجلي عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال كان رسول الله ص ذات يوم جالسا و عنده علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال و الذي بعثني بالحق بشيرا ما على وجه الأرض خلق أحب إلى الله عز و جل و لا أكرم عليه منا إن الله تبارك و تعالى شق لي اسما من أسمائه فهو محمود و أنا محمد و شق لك يا علي اسما من أسمائه فهو العلي الأعلى و أنت علي و شق لك يا حسن اسما من أسمائه فهو المحسن و أنت حسن و شق لك يا حسين اسما من أسمائه فهو ذو الإحسان و أنت حسين و شق لك يا فاطمة اسما من أسمائه فهو الفاطر و أنت فاطمة ثم قال اللهم إني أشهدك أني سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم و محب لمن أحبهم و مبغض لمن أبغضهم و عدو لمن عاداهم و ولي لمن والاهم لأنهم مني و أنا منهم

24-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمار عن أبيه عن أبي إسحاق إبراهيم و أبيه علي بن الحسن معا عن أحمد بن عبد الباقي عن عبد الملك بن عيسى العسكري عن أبي الحسن علي بن عثمان عن أحمد بن إدريس عن محمد بن موسى اللؤلؤي عن عبد الله بن مسلم عن الأزهري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال قال رسول الله ص رأيت ليلة أسري بي إلى السماء الرابعة ديكا بدنه درة بيضاء و عيناه ياقوتتان حمراوان و رجلاه من الزبرجد الأخضر و هو ينادي لا إله إلا الله محمد رسول الله  علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ولي الله فاطمة و ولدها الحسن و الحسين صفوة الله يا غافلين اذكروا الله على مبغضهم لعنة الله

25-  شا، ]الإرشاد[ محمد بن العباس الرازي عن محمد بن خالد عن إبراهيم بن عبد الله عن محمد بن سليمان الديلمي عن جابر بن يزيد الجعفي عن عدي بن حكيم عن عبد الله بن العباس قال قال لنا أهل البيت سبع خصال ما منهن خصلة في الناس منا النبي و منا الوصي خير هذه الأمة بعده علي بن أبي طالب ع و منا حمزة أسد الله و أسد رسوله و سيد الشهداء و منا جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء و منا سبطا هذه الأمة و سيدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين و منا قائم آل محمد الذي أكرم الله به نبيه و منا المنصور

 بيان لعل المراد بالمنصور أيضا القائم ع بقرينة أن بالقائم يتم السبع و يحتمل أن يكون المراد به الحسين ع فإنه منصور في الرجعة و سيأتي ما يؤيده

26-  جا، ]المجالس للمفيد[ عمر بن محمد الصيرفي عن محمد بن إدريس عن الحسن بن عطية عن إسرائيل بن ميسرة عن المنهال عن زر بن حبيش عن حذيفة قال قال لي النبي ص أ ما رأيت الشخص الذي اعترض لي قلت بلى يا رسول الله قال ذاك ملك لم يهبط قط إلى الأرض قبل الساعة استأذن الله عز و جل في السلام على علي فأذن له فسلم عليه و بشرني أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة

27-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص ما سوى الله قط امرأة برجل إلا ما كان من  تسوية الله فاطمة بعلي ع و إلحاقها و هي امرأة بأفضل رجال العالمين و كذلك ما كان من الحسن و الحسين و إلحاق الله إياهما بالأفضلين الأكرمين لما أدخلهم في المباهلة قال رسول الله ص فألحق الله فاطمة بمحمد و علي في الشهادة و ألحق الحسن و الحسين بهم قال الله تعالى فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فكان الأبناء الحسن و الحسين جاء بهما رسول الله فأقعدهما بين يديه كجروي الأسد و أما النساء فكانت فاطمة جاء بها رسول الله ص و أقعدها خلفه كلبوة الأسد و أما الأنفس فكان علي بن أبي طالب ع جاء به رسول الله فأقعده على يمينه كالأسد و ربض هو كالأسد و قال ص لأهل نجران هلموا الآن نتباهل فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فقال رسول الله ص اللهم هذا نفسي و هو عندي عدل نفسي اللهم هذه نسائي أفضل نساء العالمين و قال اللهم هذان ولداي و سبطاي فأنا حرب لمن حاربوا و سلم لمن سالموا ميز الله تعالى عند ذلك الصادقين من الكاذبين فجعل محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع أصدق الصادقين و أفضل المؤمنين فأما محمد فهو أفضل رجال العالمين و أما علي فهو نفس محمد أفضل رجال العالمين بعده و أما فاطمة فأفضل نساء العالمين و أما الحسن و الحسين فسيدا شباب أهل الجنة إلا ما كان من ابني الخالة عيسى و يحيى  فإن الله تعالى ما الحق صبيانا برجال كاملي العقول إلا هؤلاء الأربعة عيسى ابن مريم و يحيى بن زكريا و الحسن و الحسين ع أما عيسى فإن الله تعالى حكى قصته فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قال الله تعالى حاكيا عن عيسى ع قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا الآية و قال في قصة يحيى يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قال لم يخلق أحدا قبله اسمه يحيى فحكى الله قصته إلى قوله يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا قال و من ذلك الحكم أنه كان صبيا فقال له الصبيان هلم نلعب فقال أوه و الله ما للعب خلقنا و إنما خلقنا للجد لأمر عظيم ثم قال وَ حَناناً مِنْ لَدُنَّا يعني تحننا و رحمة على والديه و سائر عبادنا وَ زَكاةً يعني طهارة لمن آمن به و صدقه وَ كانَ تَقِيًّا يتقي الشرور و المعاصي وَ بَرًّا بِوالِدَيْهِ محسنا إليهما مطيعا لهما وَ لَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا يقتل على الغضب و يضرب على الغضب لكنه ما من عبد عبد الله عز و جل إلا و قد أخطأ أو هم بخطيئة ما خلا يحيى بن زكريا فإنه لم يذنب و لم يهم بذنب ثم قال الله عز و جل وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا و قال أيضا في قصة يحيى هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ يعني لما رأى زكريا عند مريم فاكهة الشتاء في

  الصيف و فاكهة الصيف في الشتاء و قال لها يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ و أيقن زكريا أنه من عند الله إذ كان لا يدخل عليها أحد غيره قال عند ذلك في نفسه إن الذي يقدر أن يأتي لمريم بفاكهة الشتاء في الصيف و فاكهة الصيف في الشتاء لقادر أن يهب لي ولدا و إن كنت شيخا و كانت امرأتي عاقرا ف هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ف قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ قال الله عز و جل فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ يعني نادت زكريا وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ قال مصدقا بعيسى يصدق يحيى بعيسى وَ سَيِّداً بمعنى رئيسا في طاعة الله على أهل طاعته وَ حَصُوراً و هو الذي لا يأتي النساء وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ قال و كان أول تصديق يحيى بعيسى ع أن زكريا كان لا يصعد إلى مريم في تلك الصومعة غيره يصعد إليها بسلم فإذا نزل أقفل عليها ثم فتح لها من فوق الباب كوة صغيرة يدخل عليها منها الريح فلما وجد مريم و قد حبلت ساءه ذلك و قال في نفسه ما كان يصعد إلى هذه أحد غيري و قد حبلت و الآن افتضح في بني إسرائيل لا يشكون أني أحبلتها فجاء إلى امرأته فقال لها ذلك فقالت يا زكريا لا تخف فإن الله لا يصنع بك إلا خيرا و ائتني بمريم أنظر إليها و أسألها عن حالها فجاء بها زكريا إلى امرأته فكفى الله مريم مئونة الجواب عن السؤال و لما دخلت إلى أختها و هي الكبرى و مريم الصغرى لم تقم إليها امرأة زكريا فأذن الله ليحيى و هو في بطن أمه فنخس في بطنها و أزعجها و نادى أمه تدخل إليك سيدة نساء  العالمين مشتملة على سيد رجال العالمين و لا تقومين إليها فانزعجت و قامت إليها و سجد يحيى و هو في بطن أمه لعيسى ابن مريم فذلك أول تصديقه له فذلك قول رسول الله ص في الحسن و الحسين ع إنهما سيدا شباب أهل الجنة إلا ما كان من ابني الخالة يحيى و عيسى ثم قال رسول الله ص هؤلاء الأربعة عيسى و يحيى و الحسن و الحسين وهب الله لهم الحكمة و أبانهم بالصدق من الكاذبين فجعلهم من أفضل الصادقين في زمانهم و ألحقهم بالرجال الفاضلين البالغين و فاطمة جعلها من أفضل الصادقين لما ميز الصادقين من الكاذبين و علي ع جعله نفس رسول الله و محمد رسول الله جعله أفضل خلق الله عز و جل ثم قال رسول الله ص إن لله عز و جل خيارا من كل ما خلقه فله من البقاع خيار و له من الليالي و الأيام خيار و له من الشهور خيار و له من عباده خيار و له من خيارهم خيار فأما خياره من البقاع فمكة و المدينة و بيت المقدس فإن صلاتي في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام و المسجد الأقصى يعني مكة و بيت المقدس و أما خياره من الليالي فليالي الجمع و ليلة النصف من شعبان و ليلة القدر و ليلتا العيدين و أما خياره من الأيام فأيام الجمع و الأعياد و أما خياره من الشهور فرجب و شعبان و شهر رمضان و أما خياره من عباده فولد آدم و خياره من ولد آدم من اختارهم على علم منه بهم فإن الله عز و جل لما اختار خلقه اختار ولد آدم ثم اختار من ولد آدم العرب ثم اختار من العرب مضر ثم اختار من

  مضر قريشا ثم اختار من قريش هاشما ثم اختار من هاشم أنا و أهل بيتي كذلك فمن أحب العرب فبحبي أحبهم و من أبغض العرب فببغضي أبغضهم و إن الله عز و جل اختار من الشهور شهر رجب و شعبان و شهر رمضان ثم قال رسول الله يا عباد الله فكم من سعيد في شهر شعبان في ذلك فكم من شقي به هناك أ لا أنبئكم بمثل محمد و آله قالوا بلى يا رسول الله قال محمد في عباد الله كشهر رمضان في الشهور و آل محمد في عباد الله كشهر شعبان في الشهور و علي بن أبي طالب ع في آل محمد كأفضل أيام شعبان و لياليه و هو ليلة نصفه و يومه و سائر المؤمنين في آل محمد كشهر رجب في شهر شعبان هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ و طبقات فأجدهم في طاعة الله أقربهم شبها بآل محمد أ لا أنبئكم برجل قد جعله الله من آل محمد كأوائل أيام رجب من أوائل أيام شعبان قالوا بلى يا رسول الله قال منهم الذي يهتز عرش الرحمن لموته و يستبشر الملائكة في السماوات بقدومه و يخدمه في عرصات القيامة و في الجنان من الملائكة ألف ضعف عدد أهل الدنيا من أول الدهر إلى آخره و لا يميته الله في هذه الدنيا حتى يشفيه من أعدائه و يشفي صاحبا له و أخا في الله مساعدا له على تعظيم آل محمد ص قالوا و من ذلك يا رسول الله قال ها هو مقبل عليكم غضبان فاسألوه عن غضبه فإن غضبه لآل محمد ص خصوصا لعلي بن أبي طالب ع فطمح القوم بأعناقهم و شخصوا بأبصارهم و نظروا فإذا أول طالع عليهم سعد بن معاذ و هو غضبان فأقبل فلما رأى رسول الله ص قال له يا سعد أما إن غضب الله لما غضبت له أشد فما الذي أغضبك حدثنا بما قلته في غضبك حتى أحدثك بما قالته الملائكة لمن قلت له و قالته الملائكة لله عز و جل و أجابها الله عز و جل  فقال سعد بأبي أنت و أمي يا رسول الله بينا أنا جالس على بابي و بحضرتي نفر من أصحاب الأنصار إذ تمادى رجلان من الأنصار قد دب في أحدهما النفاق فكرهت أن أدخل بينهما مخافة أن يزداد شرهما و أردت أن يتكافأ فلم يتكافأ و تماديا في شرهما حتى انتهيا إلى أن جرد كل واحد منهما السيف على صاحبه فأخذ هذا سيفه و ترسه و هذا سيفه و ترسه و تجادلا و تضاربا فجعل كل واحد منهما يتقي سيف صاحبه بدرقته و كرهت أن أدخل بينهما مخافة أن تمتد إلى يد خاطئة و قلت في نفسي اللهم انصر أحبهما لنبيك و آله فما زالا يتجاولان لا يتمكن واحد منهما من الآخر إلى أن طلع علينا أخوك علي بن أبي طالب ع فصحت بهما هذا علي بن أبي طالب لم توقراه فوقراه و تكافأ و هذا أخو رسول الله و أفضل آل محمد فأما أحدهما فإنه لما سمع مقالتي رمى بسيفه و درقته من يده و أما الآخر فلم يحفل بذلك فتمكن لاستسلام صاحبه منه فقطعه بسيفه قطعا أصابه بنيف و عشرين ضربة فغضبت عليه و وجدت من ذلك وجدا شديدا و قلت له يا عبد الله بئس العبد أنت لم توقر أخا رسول الله و أثخنت بالجراح من وقره و قد كان لك قرنا كفيا بدفاعك عن نفسه و ما تمكنت منه إلا بتوقيره أخا رسول الله ص

  فقال رسول الله ص فما الذي صنع علي بن أبي طالب لما كف صاحبك و تعدى عليه الآخر قال جعل ينظر إليه و هو يضرب بسيفه لا يقول شيئا و لا يفعله ثم جاز و تركهما و إن ذلك المضروب لعله بآخر رمق فقال رسول الله ص يا سعد لعلك ظننت أن ذلك الباغي المتعدي ظافر إنه ما ظفر يغنم من ظفر بظلم إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنياه إنه لا يحصد من المر حلو و لا من الحلو مر و أما غضبك لذلك المظلوم على ذلك الظالم فغضب الله عليه أشد من ذلك و غضب الملائكة على ذلك الظالم لذلك المظلوم و أما كف علي بن أبي طالب عن نصرة ذلك المظلوم فإن ذلك لما أراد الله من إظهار آيات محمد في ذلك لا أحدثك يا سعد بما قال الله و قالته الملائكة لذلك الظالم و لذلك المظلوم و لك حتى تأتيني بالرجل المثخن فترى فيه آيات الله المصدقة لمحمد ص فقال سعد يا رسول الله و كيف آتي به و عنقه متعلقة بجلدة رقيقة و يده و رجله كذلك و إن حركته تميزت أعضاؤه و تفاصلت قال رسول الله ص يا سعد إن الذي ينشئ السحاب و لا شي‏ء منه حتى يتكاثف و يطبق أكناف السماء و آفاقها ثم يلاشيه من بعد حتى يضمحل فلا ترى منه شيئا لقادر و إن تميزت تلك الأعضاء أن يؤلفها من بعد كما ألفها إذا لم تكن شيئا قال سعد صدقت يا رسول الله و ذهب فجاء بالرجل و وضعه بين يدي رسول الله ص و هو بآخر رمق فلما وضعه انفصل رأسه عن كتفه و يده عن زنده و فخذه عن أصله فوضع رسول الله ص الرأس في موضعه و اليد و الرجل في موضعهما ثم تفل على  الرجل و مسح يده على مواضع جراحاته و قال اللهم أنت المحيي للأموات و المميت للأحياء و القادر على ما يشاء و عبدك هذا مثخن بهذه الجراحات بتوقيره لأخي رسول الله علي بن أبي طالب اللهم فأنزل عليه شفاء من شفائك و دواء من دوائك و عافية من عافيتك قال فو الذي بعثه بالحق نبيا إنه لما قال ذلك التأمت الأعضاء و التصقت و تراجعت الدماء إلى عروقها و قام قائما سويا سالما صحيحا لا بلية به و لا يظهر على بدنه أثر جراحة كأنه ما أصيب بشي‏ء البتة ثم أقبل رسول الله ص على سعد و أصحابه فقال الآن بعد ظهور آيات الله لتصديق محمد أحدثكم بما قالت الملائكة لك و لصاحبك هذا و لذلك الظالم أنك لما قلت لهذا العبد أحسنت في كفك عن القتال توقيرا لأخي محمد رسول الله ص كما قلت لصاحبه أسأت في تعديك على من كف عنك توقيرا لعلي بن أبي طالب و كان ذلك قرنا وفيا و كفوا قالت الملائكة كلها له بئس ما صنعت و بئس العبد أنت في تعديك على من كف عن دفعك عن نفسه توقيرا لعلي بن أبي طالب أخي محمد ص ثم لعنه الله من فوق العرش و صلى عليك يا سعد في حثك على توقير علي ع و على صاحبك في قبوله منك ثم قالت الملائكة يا ربنا لو أذنت لانتقمنا من هذا المتعدي فقال  تعالى يا عبادي سوف أمكن سعد بن معاذ من الانتقام منهم و أشفي غيظه حتى ينال فيهم بغيته و أمكن هذا المظلوم من ذلك الظالم بما هو أحب إليه من إهلاككم لهذا المتعدي إني أعلم ما لا تعلمون فقالت الملائكة أ فتأذن أن ننزل إلى هذا المثخن بالجراحات من شراب الجنة و ريحانها لينزل به الشفاء فقال الله تعالى سوف أجعل له أفضل من ذلك ريق محمد ينفث منه عليه و مسح يده عليه فيأتيه الشفاء و العافية يا عبادي إني أنا مالك الشفاء و الإحياء و الإماتة و الغناء و الإفقار و الإسقام و الصحة و الرفع و الخفض و الإهانة و الإعزاز دونكم و دون سائر الخلق قالت الملائكة كذلك أنت يا ربنا فقال سعد يا رسول الله فقد أصيب اكحلي هذا و ربما ينفجر منه الدم و أخاف الموت و الضعف قبل أن أشفي من بني قريظة فدعا رسول الله له فبقي حتى حكم في بني قريظة فقتلوا عن آخرهم و غنمت أموالهم و سبيت ذراريهم ثم انفجر دمه و مات و صار إلى رضوان الله فلما وقي دمه من جراحاته قال رسول الله ص يا سعد سوف يشفي الله غيظ المؤمنين و يزداد لك غيظ المنافقين فلم يلبث

  يسيرا حتى كان حكم سعد في بني قريظة لما نزلوا و هم تسع مائة و خمسون رجلا جلدا شبابا ضرابين بالسيف فقال أ رضيتم بحكمي قالوا بلى و هم يتوهمون أنه يستبقيهم لما كان بينه من الرضاع و الرحم و الصهر قال فضعوا أسلحتكم فوضعوها قال اعتزلوا فاعتزلوا قال سلموا حصنكم فسلموه قال رسول الله ص أحكم فيهم يا سعد قال قد حكمت فيهم بأن يقتل رجالهم و تسبى نساؤهم و ذراريهم و تغنم أموالهم فلما سل المسلمون سيوفهم ليضعوا عليهم قال سعد لا أريد هكذا يا رسول الله قال كيف تريد اقترح و لا تقترح العذاب فإن الله كتب الإحسان في كل شي‏ء حتى في القتل قال يا رسول الله لا أقترح العذاب إلا على واحد و هو الذي تعدى على صاحبنا هذا لما كف عنه توقيرا لعلي بن أبي طالب ع رده إلى إخوانه من اليهود فهو منهم يؤتى واحد واحد منهم نضربه بسيف مرهف إلا ذلك فإنه يعذب به فقال رسول الله ص يا سعد ألا من اقترح على عدوه عذابا باطلا فقد اقترحت أنت عذابا حقا فقال سعد للفتى قم بسيفك هذا إلى صاحبك المتعدي عليك فاقتص منه قال فتقدم إليه فما زال يضربه بسيفه حتى ضربه بنيف و عشرين ضربة كما كان ضربه هو فقال هذا عدد ما ضربني به فقد كفاني ثم ضرب عنقه ثم جعل الفتى يضرب أعناق قوم يبعدون عنه و يترك قوما يقربون في المسافة منه ثم كف و قال دونكم فقال سعد فأعطني السيف فأعطاه فلم يميز أحدا و قتل كل من كان أقرب إليه حتى  قتل عددا منهم ثم سل و رمى بالسيف و قال دونكم فما زال القوم يقتلونهم حتى قتلوا عن آخرهم فقال رسول الله ص للفتى ما لك قتلت من بعد في المسافة و تركت من قرب قال يا رسول الله كنت أتنكب عن القرابات و آخذ في الأجنبي قال رسول الله ص و قد كان فيهم من كان ليس بقرابة و تركت قال يا رسول الله كان لهم علي أياد في الجاهلية فكرهت أن أتولى قتلهم و لهم علي تلك الأيادي فقال رسول الله ص أما إنك لو شفعت إلينا فيهم لشفعناك فقال يا رسول الله ما كنت لأدرأ عذاب الله من أعدائه و إن كنت أكره أن أوليه بنفسي ثم قال رسول الله ص لسعد و أنت فما بالك لم تميز أحدا فقال يا رسول الله عاديتهم في الله و أبغضهم في الله فلا أريد مراقبة غيرك و غير محبيك قال رسول الله ص أنت من الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم فلما فرغ من آخرهم انفجر كلمه و مات فقال رسول الله ص هذا ولي من أولياء الله حقا اهتز عرش الرحمن لموته و لمنديله في الجنة أفضل من الدنيا و ما فيها إلى سائر ما يكرم به فيها حياه الله ما حياه

 بيان سيف مرهف على بناء المفعول من الإفعال أي مرقق ليكون أسرع في القتل

28-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في المحاضرات روى أبو هريرة أنه سجد رسول الله ص خمس  سجدات بلا ركوع فقلنا له في ذلك فقال أتاني جبرئيل فقال إن الله يحب عليا فسجدت فرفعت رأسي فقال إن الله يحب الحسن فسجدت فرفعت رأسي فقال إن الله يحب الحسين فسجدت ثم قال إن الله يحب فاطمة فسجدت ثم قال إن الله يحب من أحبهم فسجدت

29-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو هريرة و ابن عباس و الصادق ع أن فاطمة ع عادت رسول الله ص عند مرضه الذي عوفي منه و معها الحسن و الحسين فأقبلا يغمزان مما يليهما من يد رسول الله حتى اضطجعا على عضديه و ناما فلما انتبها خرجا في ليلة ظلماء مدلهمة ذات رعد و برق و قد أرخت السماء عزاليها فسطع لهما نور فلم يزالا يمشيان في ذلك النور و يتحدثان حتى أتيا حديقة بني النجار فاضطجعا و ناما فانتبه النبي ص من نومه و طلبهما في منزل فاطمة فلم يكونا فيه فقام على رجليه و هو يقول إلهي و سيدي و مولاي هذان شبلاي خرجا من المخمصة و المجاعة اللهم أنت وكيلي عليهما اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما و سلمهما فنزل جبرئيل و قال إن الله يقرئك السلام و يقول لك لا تحزن و لا تغتم لهما فإنهما فاضلان في الدنيا و الآخرة و أبوهما أفضل منهما هما نائمان في حديقة بني النجار و قد وكل الله بهما ملكا فسطع النبي ص نور فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار فإذا هما نائمان و الحسن معانق الحسين و قد تقشعت السماء فوقهما كطبق و هي تمطر كأشد مطر و قد منع الله المطر منهما و قد أكنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب و جناحان جناح قد غطت به الحسن و جناح قد غطت به  الحسين فانسابت الحية و هي تقول اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك أن هذان شبلا نبيك قد حفظتهما عليه و دفعتهما إليه سالمين صحيحين فمكث النبي ص يقبلهما حتى انتبها فلما استيقظا حمل النبي الحسن و حمل جبرئيل الحسين فقال أبو بكر ادفعهما إلينا فقد أثقلاك فقال أما إن أحدهما على جناح جبرئيل و الآخر على جناح ميكائيل فقال عمر ادفع إلي أحدهما أخفف عنك فقال امض فقد سمع الله كلامك و عرف مقامك فقال أمير المؤمنين ع ادفع إلي أحد شبلي و شبليك فالتفت إلى الحسن فقال يا حسن هل تمضي إلى كتف أبيك فقال و الله يا جداه يا رسول الله إن كتفك لأحب إلي من كتف أبي ثم التفت إلى الحسين ع فقال يا حسين تمضي إلى كتف أبيك فقال أنا أقول كما قال أخي فقال رسول الله ص نعم المطية مطيتكما و نعم الراكبان أنتما فلما أتى المسجد قال و الله يا حبيبي لأشرفنكما بما شرفكما الله ثم أمر مناديا ينادي في المدينة فاجتمع الناس في المسجد فقام و قال يا معشر الناس أ لا أدلكم على خير الناس جدا و جدة قالوا بلى يا رسول الله قال الحسن و الحسين فإن جدهما محمد و جدتهما خديجة ثم قال يا معشر الناس أ لا أدلكم على خير الناس أبا و أما و هكذا عما و عمة و خالا و خالة و قد روى الخركوشي في شرف النبي عن هارون الرشيد عن آبائه عن ابن عباس هذا المعنى

 بيان في القاموس العزلاء مصب الماء من الراوية و نحوها و الجمع عزالي و في النهاية فأرسلت السماء عزاليها العزالي جمع العزلاء و هم فم المزادة الأسفل فشبه اتساع المطر و اندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة و قال فتقشع السحاب أي تصدع و أقلع

   -30  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير عن محمد بن جنيد عن يحيى بن يعلى عن إسرائيل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء قال لي العزيز آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ قلت وَ الْمُؤْمِنُونَ قال صدقت يا محمد عليك السلام من خلفت لأمتك من بعدك قلت خيرها لأهلها قال علي بن أبي طالب قلت نعم يا رب قال عز شأنه يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها و اشتققت لك اسما من أسمائي لا أذكر في مكان إلا ذكرت معي فأنا محمود و أنت محمد ثم اطلعت الثانية اطلاعة فاخترت منها عليا و اشتققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو علي يا محمد خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين أشباح نور من نوري و عرضت ولايتكم على السماوات و أهلها و على الأرضين و من فيهن فمن قبل ولايتكم كان عندي من الأظفرين و من جحدها كان عندي من الكفار يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم

 و حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد عن الحسن بن الحسين عن يحيى بن يعلى مثله

31-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أحمد بن صالح الهمداني عن الحسن بن علي عن زكريا بن يحيى التستري عن أحمد بن قتيبة الهمداني عن عبد الرحمن بن زيد عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى كان و لا شي‏ء فخلق خمسة من نور جلاله و اشتق لكل واحد منهم اسما من أسمائه المنزلة فهو الحميد و سماني محمدا و هو الأعلى  و سمي أمير المؤمنين عليا و له الأسماء الحسنى فاشتق منها حسنا و حسينا و هو فاطر فاشتق لفاطمة من أسمائه اسما فلما خلقهم جعلهم في الميثاق عن يمين العرش و خلق الملائكة من نور فلما أن نظروا إليهم عظموا أمرهم و شأنهم و لقنوا التسبيح فذلك قوله تعالى وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ فلما خلق الله تعالى آدم ع نظر إليهم عن يمين العرش فقال يا رب من هؤلاء قال يا آدم هؤلاء صفوتي و خاصتي خلقتهم من نور جلالي و شققت لهم اسما من أسمائي قال يا رب فبحقك عليهم علمني أسماءهم قال يا آدم فهم عندك أمانة سر من سري لا يطلع عليه غيرك إلا بإذني قال نعم يا رب قال يا آدم أعطني على ذلك العهد فأخذ عليه العهد ثم علمه أسماءهم ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ و لم يكن علمهم بأسمائهم فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ و أوفوا بولاية علي ع فرضا من الله أوف لكم بالجنة

32-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن إبراهيم الفزاري معنعنا عن أبي مسلم الخولاني قال دخل النبي ص على فاطمة الزهراء ع و عائشة و هما تفتخران و قد احمرت وجوههما فسألهما عن خبرهما فأخبرتاه فقال النبي ص يا عائشة أ و ما علمت أن الله اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ و عليا و الحسن و الحسين و حمزة و جعفرا و فاطمة و خديجة عَلَى الْعالَمِينَ

33-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين معنعنا عن أم سلمة قالت كنت مع النبي ص في البيت  فقالت الخادم هذا علي و فاطمة و الحسن و الحسين قائمين بالسدة فقال قومي تنحي لي عن أهل بيتي فقمت فجلست في ناحية فأذن لهم فدخلوا فقبل فاطمة و اعتنقها و قبل عليا و اعتنقه و ضم إليه الحسن و الحسين صبيين صغيرين ثم أغدف عليهم خميصة سوداء ثم قال اللهم إليك لا إلى النار فقلت أنا يا رسول الله قال و أنت على خير

 بيان قال الجوهري أغدفت المرأة قناعها أرسلته على وجهها

34-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أبو القاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ قال علي و فاطمة بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ قال رسول الله ص يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قال الحسن و الحسين ع

 و حدثنا علي بن عتاب و الحسين بن سعيد و جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن الصادق ع يقول هكذا معنى الآية

 و قال علي بن موسى الرضا ع هكذا

35-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن مخلد معنعنا عن أبي ذر الغفاري في قوله تعالى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و فاطمة ع يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الحسن و الحسين ع فمن رأى مثل هؤلاء الأربعة لا يحبهم إلا مؤمن و لا يبغضهم إلا كافر فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت و لا تكونوا كفار ببغض أهل البيت فتلقوا في النار

36-  يف، ]الطرائف[ من طرائف ما وجدته في حديث سفيان الثوري تأليف سليمان بن أحمد الطبراني عن هشام بن عروة عن عائشة قالت كنت أرى رسول الله ص يفعل بفاطمة ع شيئا من التقبيل و الألطاف فقلت يا رسول الله تفعل بفاطمة شيئا لم أرك تفعله قبل فقال يا حميراء إنه لما كانت ليلة أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فوقفت على شجرة  من شجر الجنة لم أر شجرة في الجنة أحسن منها حسنا و لا أنضر منها ورقا و لا أطيب منها ثمرا فتناولت ثمرة من ثمرها فأكلتها فصارت نطفة في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فأنا إذا اشتقت إلى الجنة سمعت ريحها من فاطمة يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين و لا تعتل كما يعتللن يعني به الحيض

 و من ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده أن النبي ص أخذ بيد الحسن و الحسين و قال من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما صلوات الله عليهم كان معي في درجتي يوم القيامة

 و من ذلك ما رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي في كتابه بإسناده إلى جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ص ذات يوم بعرفات و علي ع تجاهه ادن مني يا علي خلقت أنا و أنت من شجرة فأنا أصلها و أنت فرعها و الحسن و الحسين أغصانها فمن تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة

 و من ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده إلى عبد الله بن عباس قال سئل النبي ص عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فَتابَ عَلَيْهِ قال سأله بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي فتاب عليه

 و من ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزل قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت مودتهم قال علي و فاطمة و ابناهما رواه الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية بهذه الألفاظ و المعاني و روي أيضا في تفسير هذه الآية قال نظر رسول الله ص إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع و قال أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم

37-  يف، ]الطرائف[ روى ابن المغازلي بإسناده في كتاب المناقب يرفعه إلى أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله ص مرض مرضه فدخلت عليه فاطمة تعوده و هو ناقة من  مرضه فلما رأت ما برسول الله من الجهد و الضعف خنقتها العبرة حتى جرت دمعها فقال لها يا فاطمة إن الله تعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيا ثم اطلع إليها الثانية فاختار منها بعلك فأوحى الله تعالى إلي فأنكحته و اتخذته وصيا أ ما علمت أن لكرامة الله إياك زوجك أعظمهم حلما و أقدمهم سلما و أعلمهم علما فسرت بذلك فاطمة ع فاستبشرت ثم قال لها رسول الله ص يا فاطمة له ثمانية أضراس ثواقب إيمانه بالله و رسوله و تزويجه فاطمة و سبطاه الحسن و الحسين و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر و قضاؤه بكتاب الله يا فاطمة إنا أهل بيت أوتينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا أو قال الأنبياء و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا نبينا أفضل الأنبياء و هو أبوك و وصينا أفضل الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا خير الشهداء و هو حمزة عمك و منا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء و هو جعفر ابن عمك و منا سبطا هذه الأمة و هما ابناك و منا و الذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة

38-  مد، ]العمدة[ من صحيح البخاري فاطمة سيدة نساء أهل الجنة

 و بإسناده عن البخاري عن أبي الوليد عن ابن عيينة عن عمر بن دينار عن ابن أبي مليكة عن مسور بن مخرمة أن رسول الله ص قال فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني

 و بإسناده إلى صحيح مسلم عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي عن شقيق بن عمرو عن ابن أبي مليكة مثله

 و بالإسناد عن مسلم عن أحمد بن عبد الله بن يونس عن ليث عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة عن النبي ص أنه قال إنما ابنتي بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها

 و بالإسناد إلى مسلم عن أبي معمر عن شقيق عن ابن أبي مليكة عن المسور  قال قال رسول الله ص إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها

 و بالإسناد عن مسلم عن أبي كامل فضيل بن حسين عن أبي عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت كن أزواج رسول الله ص عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة ع تمشي ما تخطئ مشيتها عن مشية رسول الله ص شيئا فلما رآها رحب بها فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى حزنها سارها ثانية فضحكت فقلت لها خصك رسول الله ص من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله ص سألتها ما قال لك رسول الله قالت ما كنت لأفشي على رسول الله ص سره قالت فلما توفي رسول الله قلت عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله ص فقالت أما الآن فنعم أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبرئيل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة و إنه عارضه الآن مرتين و إني لأرى الأجل قد اقترب فاتقي الله و اصبري فإنه نعم السلف أنا لك قالت فبكيت البكاء الذي رأيت فلما رأى حزني سارني الثانية فقال يا فاطمة أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة فضحكت ضحكي الذي رأيت

 و بالإسناد عن مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن يحيى عن زكريا و حدثنا ابن نمير عن زكريا عن فراس عن عامر عن مسروق عن  عائشة مثله

 و بالإسناد عن منصور بن أبي مزاحم عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة و عن زهير بن حرب عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن عروة عن عائشة مثله مع اختصار إلا أنها قالت قالت فاطمة أخبرني بموته فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت

 و بإسناده عن الثعلبي في تفسيره عن الحسين بن محمد الدينوري عن أحمد بن محمد بن إسحاق عن عبد الملك بن محمود عن محمد بن يعقوب عن زكريا بن يحيى عن داود بن الزبير عن محمد بن حجاف عن أبي ذر عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال حسبك من نساء العالمين أربع مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد

 و من الجمع بين الصحاح الستة من سنن أبي داود بإسناده عن النبي ص قال إن النبي ص سار فاطمة و قال لها أ لا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة فقالت فأين مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون فقال مريم سيدة نساء عالمها و آسية سيدة نساء عالمها

 و بالإسناد أيضا قال قال النبي ص فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني

 و بالإسناد من سنن أبي داود و صحيح الترمذي عن أنس بن مالك مثل حديث أبي هريرة

 أقول و روى ابن بطريق رحمه الله أيضا في كتاب المستدرك بإسناده إلى كتاب حلية الأولياء عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن عمران بن حصين أن النبي ص قال أ لا تنطلق بنا نعود فاطمة فإنها تشتكي قلت بلى قال فانطلقنا إلى أن انتهينا  إلى بابها فسلم و استأذن فقال أدخل أنا و من معي قالت نعم و من معك يا أبتاه فو الله ما علي إلا عباءة فقال لها اصنعي بها كذا و اصنعي بها كذا فعلمها كيف تستتر فقالت و الله ما على رأسي من خمار قال فأخذ خلق ملاءة كانت عليه فقال اختمري بها ثم أذنت لهما فدخلا فقال كيف تجدينك يا بنية قالت إني لوجعة و إنه ليزيدني أن مالي طعام آكله قال يا بنية أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين قالت يا أبة فأين مريم ابنة عمران قال تلك سيدة نساء عالمها و أنت سيدة نساء عالمك أم و الله لقد زوجتك سيدا في الدنيا و الآخرة

 و من الكتاب المذكور عن جابر بن سمرة مثله و قال في آخره إنها سيدة النساء يوم القيامة

 و بالإسناد عن أبي نعيم عن مسروق عن عائشة مثل ما مر في رواية مسلم

 و بالإسناد عن جابر الجعفي عن الشعبي و روته فاطمة بنت الحسين و عائشة بنت طلحة عن عائشة نحوه

 و عنه أيضا مثل حديث المسور بثلاثة أسانيد

 و عنه أيضا عن سعيد بن المسيب عن علي صلوات الله عليه أنه قال لفاطمة ما خير النساء قالت لا يرين النساء و أن لا يرينا الرجال و لا يرونهن فذكر ذلك للنبي ص فقال إنما فاطمة بضعة مني

 و عنه أيضا بإسناده عن الأعمش عن علقمة عن ابن مسعود قال أصابت فاطمة صبيحة يوم العرس رعدة فقال لها النبي ص يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ يا فاطمة لما أراد الله تعالى إملاكك بعلي أمر جبرئيل ع فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم فزوجك من علي ثم أمر الله تعالى شجر الجنان فحملت الحلي و الحلل ثم أمرها فنثرته على الملائكة فمن أخذ منهم يومئذ شيئا أكثر مما أخذه غيره افتخر به إلى يوم القيامة قالت أم سلمة رضي الله عنها لقد كانت فاطمة تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبرئيل

   و من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص أول شخص يدخل الجنة فاطمة مثلها في هذه الأمة مثل مريم بنت عمران في بني إسرائيل

 و عنه بإسناده عن سيدة النساء فاطمة ع قالت قال رسول الله ص كل بني أب ينتمون إلى عصبة أبيهم إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم و أنا عصبتهم

 و عنه بإسناده عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال رسول الله ص يا علي إن الله عز و جل زوجك فاطمة و جعل صداقها الأرض فمن مشى عليها مبغضا لك مشى حراما

 و عنه بإسناده عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص تحشر ابنتي فاطمة و معها ثياب مصبوغة بدم فتتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول يا عدل احكم بيني و بين قاتل ولدي فيحكم لابنتي و رب الكعبة

 و من أحاديث ابن عمار الموصلي بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عن النبي ص أنه قال لفاطمة ع إن الله يغضب لغضبك و يرضى لرضاك

 و من كتاب مناقب الصحابة لأبي المظفر السمعاني بإسناده الشعبي عن أبي جحيفة عن علي ع قال قال النبي ص إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت الحجب يا أهل الجمع نكسوا رءوسكم و غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد على الصراط

 و عنه بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رسول الله إذا قدم من مغازيه قبل فاطمة ع

   توضيح و تأييد قال في النهاية في حديث فاطمة يريبني ما يريبها أي يسوؤني ما يسوؤها و يزعجني ما يزعجها يقال رابني هذا الأمر و أرابني إذا رأيت منه ما تكره. و أقول قد أخرجت أكثر أخبار فضائل فاطمة و الحسنين ع من جامع الأصول لا سيما أخبار سيادة النساء و قد روى ما مر من رواية عائشة من صحاح البخاري و مسلم و أبي داود و الترمذي إلى قولها يا فاطمة أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة و في رواية مسلم و الترمذي فقال أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة و أنك أول أهلي لحوقا بي ثم قال و في رواية الترمذي قالت ما رأيت أحدا أشبه سمتا و دلا و هديا برسول الله في قيامها و قعودها من فاطمة بنت رسول الله ص قالت و كانت إذا دخلت على النبي قام إليها فقبلها و أجلسها في مجلسه و كان النبي ص إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته و أجلسته في مجلسها فلما مرض النبي ص دخلت فاطمة فأكبت عليه و قبلته ثم رفعت رأسها فبكت ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت فقلت إني كنت أظن أن هذه من أعقل نسائها فإذا هي من النساء فلما توفي رسول الله ص قلت لها أ رأيت حين أكببت على النبي فرفعت رأسك فبكيت ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت ما حملك على ذلك قالت إني إذا لبذرة أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقا به فذاك حين ضحكت. و قال في النهاية الدل و الهدي و السمت عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة و الوقار و حسن السيرة و الطريقة و استقامة المنظر و الهيئة و منه أعجبني دلها أي حسن هيئتها و قيل حسن حديثها و قال في حديث فاطمة عند وفاة النبي ص قالت لعائشة إذا البذرة البذر الذي يفشي السر و يظهر ما يسمعه.  و قد أورد أخبارا أخر تركناها مخافة الإطناب و قد أوردت الأخبار المتعلقة بمناقبها و أحوالها في باب أحوالها ع و باب فدك و إنما أوردت قليلا منها هاهنا استطرادا

39-  مد، ]العمدة[ بإسناده إلى مسند عبد الله بن أحمد بن حنبل عن نصر بن علي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عن جده ع أن رسول الله ص أخذ بيد حسن و حسين و قال ص من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة

 و بالإسناد عن عبد الله عن أبيه عن عفان عن معاذ بن معاذ عن قيس بن الربيع عن أبي المقدام عن عبد الرحمن الأزرق عن علي ع قال دخل علي رسول الله ص و أنا نائم على المنامة فاستسقى الحسن و الحسين ع قال فقام النبي ص إلى شاة لنا بكي‏ء فدرت فجاء الحسن فسقاه النبي ص فقالت فاطمة يا رسول الله كأنه أحبهما إليك قال لا و لكنه استسقى قبله ثم قال إني و إياك و ابنيك و هذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة

 بيان قال في النهاية بكأت الناقة و الشاة إذا قل لبنها فهي بكي‏ء و بكيئة و منه حديث علي ع دخل على رسول الله ص و أنا على المنامة فقام إلى شاة بكي‏ء فحلبها و قال المنامة هاهنا الدكان التي ينام عليها و في غير هذا هي القطيفة و الميم الأولى زائدة قوله ع فدرت أي جرى لبنها

   -40  مد، ]العمدة[ من صحيح البخاري عن صدقة عن ابن عيينة عن أبي موسى عن الحسن أنه سمع أبا بكرة قال سمعت النبي ص على المنبر و الحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة و إلى الحسن مرة و يقول ابني هذا سيد

 و عنه عن مسدد عن معمر عن أبيه عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد عن النبي ص أنه كان يأخذه و الحسين و يقول اللهم إني أحبهما فأحبهما أو كما قال

 و عنه بإسناده إلى ابن عمر عن النبي ص قال هما ريحانتاي من الدنيا

 و من صحيح مسلم بإسناده عن أبي هريرة عن النبي ص قال للحسن إني أحبه اللهم فأحبه و أحب من يحبه

 و عنه بإسناده عن البراء بن عازب قال رأيت النبي ص و الحسن على عاتقه و هو يقول اللهم إني أحبه فأحبه

 و عن الثعلبي في تفسيره بإسناده عن سفيان الثوري في قول الله عز و جل مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ قال فاطمة و علي يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قال الحسن و الحسين

 قال الثعلبي و روي هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير و قال بَيْنَهُما بَرْزَخٌ محمد

 و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من صحيح أبي داود و صحيح الترمذي بإسنادهما عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة

 و عنه من سنن أبي داود عن علي ع قال كنت إذا سألت رسول الله ص أعطاني و إذا سكت ابتدأني قال و أخذ بيد الحسن و الحسين و قال من  أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما و كان متعبا لسنتي كان معي في الجنة

 و من كتاب المصابيح بإسناده عن يعلى بن مرة قال قال رسول الله ص حسين مني و أنا منه أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط

 و عنه عن أسامة بن زيد قال طرقت النبي ص ذات ليلة في بعض الحاجات فخرج النبي ص و هو مشتمل على شي‏ء لا أدري ما هو فلما فرغت من حاجتي قلت ما الذي أنت مشتمل عليه فكشفه فإذا الحسن و الحسين ع على وركيه فقال ص هذان ابناي و ابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما و أحب من يحبهما

 أقول روى ابن بطريق في كتاب المستدرك الأخبار المتقدمة بأسانيد كثيرة من كتاب المغازي لمحمد بن إسحاق و كتاب الحلية للحافظ أبي نعيم و من كتاب الفردوس لابن شيرويه و روي من كتاب الفردوس بإسناده عن النبي ص قال إن موسى بن عمران سأل ربه عز و جل في زيارة الحسين ع فزاره في سبعين ألفا من الملائكة

 و عنه بإسناده عن أمير المؤمنين ع قال الحسن و الحسين ع يوم القيامة عن جنبي عرش الرحمن بمنزلة الشنفين من الوجه

 بيان في القاموس الشنفة بالضم لحن القرط الأعلى أو معلاق في فوق الأذن أو ما علق في أعلاها و أما ما علق في أسفلها فقرط و الجمع شنف.  المستدرك قال

 و من أحاديث ابن عمار الموصلي بإسناده عن أنس قال قال رسول الله ص لعلي يا علي إذا كان يوم القيامة أقوم أنا من قبري و أنت كهاتين و أشار بإصبعيه السبابة و الوسطى و حركهما و صفهما أنت عن يميني و فاطمة من ورائي و الحسن و الحسين قدامي حتى نأتي الموقف ثم ينادي مناد من قبل الله تعالى إلا أن عليا و شيعته الآمنون يوم القيامة

 و من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني بإسناده عن عبد الرحمن بن سابط قال طلع الحسين بن علي ع من باب المسجد فقال جابر بن عبد الله من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا سمعته من رسول الله ص

 و عنه بإسناده عن سعيد بن راشد عن يعلى قال جاء الحسن و الحسين يسعيان إلى رسول الله ص فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه و أخذ الآخر فضمه إلى إبطه الآخر ثم قال هذان ريحانتاي من الدنيا من أحبني فليحبهما

 و عنه بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن الحسن و الحسين كانا يصطرعان فاطلع عليهما النبي ص و هو يقول أيها الحسن فقال علي ع يا رسول الله على الحسين فقال إن جبرئيل يقول أيها الحسين

 و بإسناده عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان الحسن عند النبي ص و كان يحبه حبا شديدا فقال ص اذهب إلى أمك فقلت أذهب معه قال لا فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى وصل إلى أمه

 و بإسناده عن يزيد بن جابر عن عمر قال قال رسول الله ص ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما

أقول قد أورد أخبارا كثيرة في مناقبهما و سنوردها من غيره من الكتب في أبواب فضائلهما ع

   -41  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ سليمان بن مهران عن جابر عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي ص قال لما عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله الحسن و الحسين سبطا رسول الله و فاطمة الزهراء صفوة الله على ناكرهم و باغضهم لعنة الله

42-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالأسانيد يرفعه إلى عمار بن ياسر قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء أوحى الله إلي يا محمد على من تخلف أمتك قلت اللهم عليك قال صدقت أنا خلفتك على الناس أجمعين يا محمد قلت لبيك و سعديك قال يا محمد إني اصطفيتك برسالاتي و أنت أميني على وحيي ثم خلقت من طينتك الصديق الأكبر سيد الأوصياء و جعلت له الحسن و الحسين أنت يا محمد الشجرة و علي غصنها و فاطمة ورقها و الحسن و الحسين ثمرها و جعلت شيعتكم من بقية طينتكم فلذلك قلوبهم و أجسادهم تهوي إليكم

 أقول و روى ابن الأثير عن الترمذي عن علي ع أن رسول الله ص أخذ بيد حسن و حسين و قال من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة و ذكر رزين بعد قوله و أمهما و مات متبعا لسنتي غير مبتدع كان معي في الجنة

 و من الترمذي أيضا عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله ص لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم

43-  خص، ]منتخب البصائر[ الصدوق عن ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن ابن أبي نجران عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال قال جابر بن عبد الله الأنصاري  قلت لرسول الله ص ما تقول في علي بن أبي طالب قال ذاك نفسي قلت فما تقول في الحسن و الحسين قال هما روحاي و فاطمة أمهما ابنتي يسوؤني ما ساءها و يسرني ما سرها أشهد الله أني حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنها أحب الأسماء إلى الله عز و جل

 أقول تمامه في باب فضائل سلمان

44-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن أحمد بن سلام الأسدي عن السري بن خزيمة عن يزيد بن هاشم عن مسمع بن عبد الملك عن خالد بن طليق عن أبيه عن جدته أم بجيد امرأة عمران بن حصين عن ميمونة و أم سلمة زوجي النبي ص قالتا استسقى الحسن فقام رسول الله ص فجدح له في غمر كان لهم يعني قدحا يشرب فيه ثم أتاه به فقام الحسين ع فقال اسقنيه يا أبة فأعطاه الحسن ثم جدح للحسين ع فسقاه فقالت فاطمة ع كان الحسن أحبهما إليك قال إنه استسقى قبله و إني و إياك و هما و هذا الراقد في مكان واحد في الجنة

 بيان قال ابن حجر في التقريب أم بجيد بالتصغير بجيم يقال لها حرا صحابية لها حديث و قال الجزري الجدح أن يخلط السويق بالماء و يخوض حتى يستوي و كذلك اللبن و نحوه و قال الغمر بضم الغين و فتح الميم القدح الصغير انتهى و المراد بالراقد أمير المؤمنين ع كان نائما

45-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالإسناد إلى أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله ص  إن الله خلقني و عليا من شجرة واحدة فأنا أصلها و علي فرعها و الحسن و الحسين ثمرها و شيعتنا ورقها فمن تمسك بها نجا و من تخلف عنها هوى

 و بالإسناد يرفعه إلى قتادة عن رسول الله ص أن النار افتخرت على الجنة فقالت النار تسكنني الملوك و الجبابرة و أنت تسكنك الفقراء و المساكين فشكت الجنة إلى ربها فأوحى الله إليها اسكني فإني أزينك يوم القيامة بأربعة أركان بمحمد سيد الأنبياء و علي سيد الأوصياء و الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة و شيعتهم في قصورك مع الحور العين

46-  كشف، ]كشف الغمة[ من مسند أحمد بن حنبل عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن رسول الله ص أخذ بيد حسن و حسين و قال من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة

 و من كتاب الحافظ أبي بكر محمد بن أبي نصر عن زيد بن أرقم أن النبي ص قال لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين ع أنا سلم لمن سالمتم و حرب لم حاربتم

 و منه عن زيد بن أرقم قال مر النبي ص على بيت فيه فاطمة و علي و حسن و حسين ع فقال أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم

47-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه إلى عائشة قالت كنت عند رسول الله ص فذكرت عليا فقال يا عائشة لم يكن قط في الدنيا أحب إلى الله منه و من زوجته فاطمة ابنتي و من ولديه الحسن و الحسين تعلمين يا عائشة أي شي‏ء رأيت لابنتي فاطمة و لبعلها قلت أخبرني يا رسول الله قال ص يا عائشة إن ابنتي سيدة نساء  أهل الجنة و إن بعلها لا يقاس بأحد من الناس و إن ولديه الحسن و الحسين هما ريحانتاي في الدنيا و الآخرة يا عائشة أنا و فاطمة و الحسن و الحسين و ابن عمي علي في غرفة بيضاء أساسها رحمة الله و أطرافها رضوان الله و هي تحت عرش الله و بين علي و بين نور الله باب ينظر إلى الله و ينظر الله إليه و ذلك وقت يلجم الله الناس بالعرق على رأسه تاج قد أضاء ما بين المشرق و المغرب يرفل في حلتين حمراوين و قال الله تعالى خلقتك و عليا من طينة العرش ثم خلقت ذريته و محبيه من طينة تحت العرش و خلقت مبغضيه من طينة الخبال و هي طينة من جهنم

 بيان في النهاية في الحديث يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل إلى أفواههم و يصير لهم بمنزلة اللجام و يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر و في النهاية رفل رفلا أي جر ذيله و تبختر في مشيته و في النهاية في الحديث الخبال عصارة أهل النار الخبال في الأصل الفساد و يكون في الأفعال و الأبدان و العقول

48-  كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن زيد بن أرقم عن النبي ص أنه قال لعلي و فاطمة و حسن و حسين أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم

 و رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي هريرة قال نظر النبي ص إلى علي و الحسن و الحسين و فاطمة صلوات الله عليهم فقال أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم

 و من المسند عن حذيفة بن اليمان قال سألتني أمي متى عهدك بالنبي ص قال فقلت لها منذ كذا و كذا قال فنالت مني و سبتني قال فقلت لها دعيني  فإني آتي النبي فأصلي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي و لك قال فأتيت النبي ص فصليت معه المغرب فصلى النبي العشاء ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه ثم ذهب فاتبعته فسمع صوتي فقال من هذا فقلت حذيفة قال ما لك فحدثته بالأمر قال غفر الله لك و لأمك ثم قال أ ما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل قال قلت بلى قال هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه عز و جل أن يسلم علي و يبشرني أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و أن فاطمة سيدة نساء العالمين

 أقول رواه ابن بطريق في المستدرك من كتاب الحلية بإسناده عن حذيفة مثله و في آخره و أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة

49-  كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب مولد فاطمة لأبي جعفر بن بابويه روى حديثا مرفوعا إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال سمعت رسول الله ص يقول إن الله عز و جل خلقني و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين من نور فعصر ذلك النور عصرة فخرج منها شيعتنا فسبحنا فسبحوا و قدسنا فقدسوا و هللنا فهللوا و مجدنا فمجدوا و وحدنا فوحدوا ثم خلق السماوات و الأرضين و خلق الملائكة فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا و لا تقديسا فسبحنا فسبحت شيعتنا فسبحت الملائكة و كذلك في البواقي فنحن الموحدون حيث لا موحد غيرنا و حقيق على الله عز و جل كما اختصنا و اختص شيعتنا أن ينزلنا و شيعتنا في أعلى عليين إن الله اصطفانا و اصطفى شيعتنا من قبل أن تكون أجساما فدعانا فأجبنا فغفر لنا و لشيعتنا من قبل أن نستغفر الله تعالى

 قال قد اختصرت بعض ألفاظ هذا الحديث بقولي و كذا في البواقي لأن فيه و قدسنا فقدست شيعتنا فقدست الملائكة إلى آخرها و نبهت على ذلك لتعلمه

   و روي عن علي ع قال سمعت رسول الله ص يقول إن الله تبارك و تعالى خلقني و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين من نور واحد

 و عن حذيفة بن اليمان قال دخلت عائشة على النبي ص و هو يقبل فاطمة صلوات الله عليها فقالت يا رسول الله أ تقبلها و هي ذات بعل فقال لها أما و الله لو علمت ودي لها إذا لازددت لها ودا إنه لما عرج بي إلى السماء فصرت إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل و أقام ميكائيل ثم قال لي ادن فقلت أدنو و أنت بحضرتي فقال لي نعم إن الله فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين و فضلك أنت خاصة فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة فلما صليت و صرت إلى السماء السادسة إذا أنا بملك من نور على سرير من نور عن يمينه صف من الملائكة و عن يساره صف من الملائكة فسلمت فرد علي السلام و هو متكئ فأوحى الله عز و جل إليه أيها الملك سلم عليك حبيبي و خيرتي من خلقي فرددت السلام عليه و أنت متكئ و عزتي و جلالي لتقومن و لتسلمن عليه و لا تقعد إلى يوم القيامة فوثب الملك و هو يعانقني و يقول ما أكرمك على رب العالمين يا محمد فلما صرت إلى الحجب نوديت آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ فألهمت فقلت وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ... كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ ثم أخذ جبرئيل ع بيدي و أدخلني الجنة و أنا مسرور فإذا أنا بشجرة من نور مكللة بالنور و في أصلها ملكان يطويان الحلي و الحلل إلى يوم القيامة ثم تقدمت أمامي فإذا أنا بقصر من لؤلؤة بيضاء لا صدع فيها و لا وصل فقلت حبيبي لمن هذا القصر قال لابنك الحسن ثم تقدمت أمامي فإذا أنا بتفاح لم أر تفاحا أعظم منه فأخذت تفاحة ففلقتها فإذا أنا بحوراء كان أجفانها مقاديم أجنحة  النسور فقلت لها لمن أنت فبكت ثم قالت أنا لابنك المقتول ظلما الحسين بن علي ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد الزلال و أحلى من العسل فأكلت رطبة منها و أنا أشتهيها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فإذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة صلوات الله عليها و على أبيها و بعلها

 و منه عن ابن عباس مثله و فيه زيادة يتعلق بفضل أمير المؤمنين ع و فيه فقلت لمن هذه الشجرة فقال لأخيك علي بن أبي طالب و هذان الملكان يطويان الحلي و الحلل إلى يوم القيامة و ليس فيه ذكر الحسن و الحسين ع و فيه فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت و فيه قبل هذا فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم في روضة من رياض الجنة قد اكتنفه جماعة من الملائكة و فيه فنوديت في السادسة يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن زيد الثقفي عن أبي نصر بن أبي مسعود الأصفهاني عن جعفر بن أحمد عن الحسن بن إسماعيل عن علي بن محمد الكوفي عن موسى بن عبد الله الموصلي عن أبي فزارة عن حذيفة مثله

50-  بشا، ]بشارة المصطفى[ يحيى بن محمد الجواني عن الحسين بن علي الداعي عن جعفر بن محمد الحسيني عن محمد بن عبد الله الحافظ عن أحمد بن محمد التميمي عن المنذر بن محمد اللخمي عن أبيه عن عمه عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال إني لعند النبي ص أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال رسول الله أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم

51-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ من كتاب مصباح الأنوار لشيخ الطائفة بإسناده عن أنس بن مالك  قال صلى بنا رسول الله ص في بعض الأيام صلاة الفجر ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت له يا رسول الله إن رأيت أن تفسر لنا قوله تعالى فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً فقال ص أما النبيون فأنا و أما الصديقون فأخي علي و أما الشهداء فعمي حمزة و أما الصالحون فابنتي فاطمة و أولادها الحسن و الحسين قال و كان العباس حاضرا فوثب و جلس بين يدي رسول الله ص و قال أ لسنا أنا و أنت و علي و فاطمة و الحسن و الحسين من نبعة واحدة قال و ما ذاك يا عم قال لأنك تعرف بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين دوننا قال فتبسم النبي و قال أما قولك يا عم أ لسنا من نبعة واحدة فصدقت و لكن يا عم إن الله خلقني و خلق عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل أن يخلق آدم ع حين لا سماء مبنية و لا أرض مدحية و لا ظلمة و لا نور و لا شمس و لا قمر و لا جنة و لا نار فقال العباس و كيف كان بدء خلقكم يا رسول الله فقال يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا ثم مزج النور بالروح فخلقني و خلق عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع فكنا نسبحه حين لا تسبيح و نقدسه حين لا تقديس فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري و نوري من نور الله و نوري أفضل من العرش ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة فالملائكة من نور أخي علي و نور علي من نور الله و علي أفضل من الملائكة ثم فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السماوات و الأرض فالسماوات و الأرض من نور ابنتي فاطمة و نور ابنتي فاطمة من نور الله تعالى و ابنتي فاطمة أفضل من السماوات و الأرض ثم فتق نور ولدي الحسن و خلق منه الشمس و القمر فالشمس و القمر من نور ولدي الحسن و نور ولدي الحسن من نور الله و الحسن أفضل من الشمس و القمر ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة و الحور العين فالجنة و الحور العين من نور ولدي الحسين و نور ولدي الحسين من نور الله فولدي الحسين أفضل من الجنة و الحور العين  ثم أمر الله الظلمات أن تمر على سحائب النظر فأظلمت السماوات على الملائكة فضجت الملائكة بالتقديس و التسبيح و قالت إلهنا و سيدنا منذ خلقتنا و عرفتنا هذه الأشباح لم نر بأسا فبحق هذه الأشباح إلا ما كشفت عنا هذه الظلمة فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة قناديل فعلقها في بطنان العرش فأزهرت السماوات و الأرض ثم أشرقت بنورها فلأجل ذلك سميت الزهراء فقالت الملائكة إلهنا و سيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد أشرقت به السماوات و الأرض فأوحى الله إليها هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة ابنة حبيبي و زوجة وليي و أخي نبيي و أبو حججي على عبادي في بلادي أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم و تقديسكم لهذه المرأة و شيعتها و محبيها إلى يوم القيامة قال فلما سمع العباس من رسول الله ص ذلك وثب و قبل بين عيني علي و قال و الله يا علي أنت الحجة البالغة ل مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ

52-  بشا، ]بشارة المصطفى[ بالإسناد إلى الصدوق عن الهمداني عن علي بن إبراهيم عن جعفر بن سلمة عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي عن أبي قتادة الحراني عن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال إن رسول الله ص كان جالسا يوما و عنده علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي و أكرم الناس علي فأحب من يحبهم و أبغض من يبغضهم و وال من والاهم و عاد من عاداهم و أعن من أعانهم و اجعلهم مطهرين من كل رجس معصومين من كل ذنب و أيدهم بروح القدس منك ثم قال يا علي أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي و أنت قائد المؤمنين إلى الجنة و كأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن  يمينها سبعون ألف ملك و عن شمالها سبعون ألف ملك و بين يديها سبعون ألف ملك و خلفها سبعون ألف ملك تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة فأيما امرأة صلت في اليوم و الليلة خمسة صلوات و صامت شهر رمضان و حجت بيت الله الحرام و زكت مالها و أطاعت زوجها و والت عليا بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة و إنها سيدة نساء العالمين فقيل يا رسول الله هي سيدة نساء عالمها فقال ذاك لمريم بنت عمران فأما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و إنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين و ينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون يا فاطمة إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ ثم التفت إلى علي ع فقال يا علي إن فاطمة بضعة مني و نور عيني و ثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها و يسرني ما سرها إنها أول من تلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي و أما الحسن و الحسين فهما ابناي و ريحانتاي و هما سيدا شباب أهل الجنة فليكونا عليك كسمعك و بصرك ثم رفع يديه إلى السماء فقال اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم مبغض لمن أبغضهم سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم و عدو لمن عاداهم و ولي لمن والاهم

53-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى الحافظ أبو نعيم عن رجاله عن أبي هريرة قال قال علي بن أبي طالب ع يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة قال ص فاطمة أحب إلي منك و أنت أعز علي منها فكأني بك و أنت على حوضي تذود عنه الناس و إن عليه أباريق عدد نجوم السماء و أنت و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر في الجنة  إخوانا على سرر متقابلين و أنت معي و شيعتك ثم قرأ رسول الله ص هذه الآية وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ

54-  أقول وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي عن أبان بن أبي عياش عنه قال حدثني علي بن أبي طالب ع و سلمان و أبو ذر و المقداد و حدثني أبو الجحاف داود بن أبي عوف العوفي يروي عن أبي سعيد الخدري قال دخل رسول الله ص على ابنته فاطمة ع و هي توقد تحت قدر لها تطبخ طعاما لأهلها و علي ع في ناحية البيت نائم و الحسن و الحسين ع نائمان إلى جنبه فقعد رسول الله ص مع ابنته يحدثها و في رواية أخرى مع فاطمة يحدثها و هي توقد تحت قدرها ليس لها خادم فإذا استيقظ الحسن ع فأقبل على رسول الله ص فقال يا أبت اسقني و في رواية أخرى يا جداه اسقني فأخذه رسول الله ص ثم قام إلى نعجة كانت له فاحتلبها بيده ثم جاء به و على اللبن رغوة ليناوله الحسن فاستيقظ الحسين ع فقال يا أبت اسقني فقال النبي ص يا بني أخوك و هو أكبر منك قد استسقاني فقال الحسين ع اسقني قبله فجعل رسول الله يلين له و يطلب إليه أن يدع أخاه يشرب و الحسين يأبى فقالت فاطمة ع يا أبت كان الحسن أحبهما إليك قال ص ما هو بأحبهما إلي و إنهما عندي لسواء غير أن الحسن استسقاني أول مرة و إني و إياك و إياهما و هذا الراقد في الجنة لفي منزل واحد و درجة واحدة قال و علي ع نائم لا يدري بشي‏ء من ذلك قال و مر بهما رسول الله ص ذات يوم و هما يلعبان فأخذهما رسول الله ص فاحتملهما و وضع كل واحد منهما على عاتقه فاستقبله رجل قال و في رواية  أخرى فوضع أحدهما على منكبه الأيمن و الآخر على منكبه الأيسر ثم أقبل بهما فاستقبله أبو بكر فقال لنعم الراحلة أنت و في رواية أخرى نعم المركب ركبتما يا غلامين فقال رسول الله ص و نعم الراكبان هما إن هذين الغلامين ريحانتاي من الدنيا قال فلما أتى بهما منزل فاطمة أقبلا يصطرعان فجعل رسول الله ص يقول إيه يا حسن فقالت فاطمة ع يا رسول الله أ تقول إيه يا حسن و هو أكبر منه فقال هذا جبرئيل ع يقول إيه يا حسين فصرع الحسين الحسن قال و نظر رسول الله ص إليهما يوما و قد أقبلا فقال هذان و الله سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما إن أخير الناس عندي و أحبهم إلي و أكرمهم علي أبوكما ثم أمكما و ليس عند الله أحد أفضل مني و أخي و وزيري و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي علي بن أبي طالب ألا إنه خليلي و وزيري و صفيي و خليفتي من بعدي و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي فإذا هلك فابني الحسن من بعده فإذا هلك فابني الحسين من بعده ثم الأئمة من عقب الحسين و في رواية أخرى ثم الأئمة التسعة من عقب الحسين الهداة المهتدون هم مع الحق و الحق معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم إلى يوم القيامة و هم زر الأرض الذين تسكن إليهم الأرض و هم حبل الله المتين و هم عروة الله الوثقى التي لَا انْفِصامَ لَها و هم حجج الله في أرضه و شهداؤه على خلقه و معادن حكمته و هم بمنزلة سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق و هم بمنزلة باب حطة في بني إسرائيل من دخله كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا فرض الله في الكتاب طاعتهم و أمر فيه بولايتهم من أطاعهم أطاع الله و من عصاهم عصى الله قال و كان الحسين ع يجي‏ء إلى رسول الله ص و هو ساجد فيتخطى  الصفوف حتى يأتي النبي فيركب ظهره فيقوم رسول الله ص و قد وضع يده على ظهر الحسين و يده الأخرى على ركبته حتى يفرغ من صلاته و كان الحسن يأتيه و هو على المنبر يخطب فيصعد إليه فيركب على عاتق النبي ص و يدلي رجليه على صدره حتى يرى بريق خلخاله و رسول الله ص يخطب فيمسكه كذلك حتى يفرغ من خطبته

 بيان قال في النهاية إيه كلمة يراد بها الاستزادة و هي مبنية على الكسر فإذا وصلت نونت فقلت إيه حدثنا و إذا قلت إيها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت و قد ترد المنصوبة بمعنى التصديق و الرضى بالشي‏ء

55-  لي، ]الأمالي للصدوق[ حدثنا أحمد بن الحسن القطان و علي بن أحمد بن موسى الدقاق و محمد بن أحمد السناني و عبد الله بن محمد الصائغ رضي الله عنهم قالوا حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثني علي بن محمد قال حدثنا الفضل بن عباس قال حدثنا عبد القدوس الوراق قال حدثنا محمد بن كثير عن الأعمش و حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتب قال حدثنا أحمد بن يحيى القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثني عبد الله بن يحيى محمد بن باطويه قال حدثنا محمد بن كثير عن الأعمش و أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من أصبهان قال حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ست و ثمانين و مائتين قال حدثنا الوليد بن الفضل العنزي قال حدثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش و حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال حدثني أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال حدثنا علي بن عيسى الكوفي قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش و زاد بعضهم على بعض في اللفظ و قال بعضهم ما لم يقل بعض و سياق الحديث لمندل بن علي  العنزي عن الأعمش قال بعث إلي أبو جعفر الدوانيقي في جوف الليل أن أجب قال فقمت متفكرا فيما بيني و بين نفسي و قلت ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي ع و لعلي إن أخبرته قتلني قال فكتبت وصيتي و لبست كفني و دخلت فيه عليه فقال ادن فدنوت و عنده عمرو بن عبيد فلما رأيته طابت نفسي شيئا ثم قال ادن فدنوت حتى كادت تمس ركبتي ركبته قال فوجد مني رائحة الحنوط فقال و الله لتصدقني أو لأصلبنك قلت ما حاجتك يا أمير المؤمنين قال ما شأنك متحنطا قلت أتاني رسولك في جوف الليل أن أجب فقلت عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث إلي في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي ع فلعلي إن أخبرته قتلني فكتبت وصيتي و لبست كفني قال و كان متكئا فاستوى قاعدا فقال لا حول و لا قوة إلا بالله سألتك بالله يا سليمان كم حديثا ترويه في فضائل علي ع قال فقلت يسيرا يا أمير المؤمنين قال كم قلت عشرة آلاف حديث و ما زاد فقال يا سليمان و الله لأحدثنك بحديث في فضائل علي ع تنسى كل حديث سمعته قال قلت حدثني يا أمير المؤمنين قال نعم كنت هاربا من بني أمية و كنت أتردد في البلدان فأتقرب إلى الناس بفضائل علي ع و كانوا يطعموني و يزودوني حتى وردت بلاد الشام و إني لفي كساء خلق ما علي غيره فسمعت الإقامة و أنا جائع فدخلت المسجد لأصلي و في نفسي أن أكلم الناس في عشاء يعشوني فلما سلم الإمام دخل المسجد صبيان فالتفت الإمام إليهما و قال مرحبا بكما و مرحبا بمن اسمكما على اسمهما فكان إلى جنبي شاب فقلت يا شاب ما الصبيان من الشيخ قال هو جدهما و ليس بالمدينة أحد يحب عليا غير هذا الشيخ فلذلك سمي أحدهما الحسن و الآخر الحسين فقمت فرحا فقلت للشيخ هل لك في حديث أقر به عينك فقال إن أقررت عيني أقررت عينك قال فقلت حدثني والدي عن أبيه عن جده قال كنا قعودا عند رسول الله ص إذ جاءت فاطمة ع تبكي فقال لها النبي ص ما يبكيك يا فاطمة قالت

  يا أبت خرج الحسن و الحسين فما أدري أين باتا فقال لها النبي ص يا فاطمة لا تبكين فالله الذي خلقهما هو ألطف بهما منك و رفع النبي يده إلى السماء فقال اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما و سلمهما فنزل جبرئيل من السماء فقال يا محمد إن الله يقرئك السلام و هو يقول لا تحزن و لا تغتم لهما فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة و أبوهما خير منهما هما نائمان في حظيرة بني النجار و قد وكل الله بهما ملكا قال فقام النبي ص فرحا و معه أصحابه حتى أتوا حظيرة بني النجار فإذا هم بالحسن معانق للحسين و إذا الملك الموكل بهما قد افترش أحد جناحيه تحتهما و غطاهما بالآخر قال فمكث النبي ص يقبلهما حتى انتبها فلما استيقظا حمل النبي ص الحسن و حمل جبرئيل الحسين فخرج من الحظيرة و هو يقول و الله لأشرفنكما كما شرفكم الله عز و جل فقال له أبو بكر ناولني أحد الصبيين أخفف عنك فقال يا أبا بكر نعم الحاملان و نعم الراكبان و أبوهما أفضل منهما فخرج حتى أتى باب المسجد فقال يا بلال هلم علي بالناس فنادى منادي رسول الله ص في المدينة فاجتمع الناس عند رسول الله في المسجد فقام على قدميه فقال يا معشر الناس أ لا أدلكم على خير الناس جدا و جدة قالوا بلى يا رسول الله قال الحسن و الحسين فإن جدهما محمد و جدتهما خديجة بنت خويلد يا معشر الناس أ لا أدلكم على خير الناس أبا و أما قالوا بلى يا رسول الله قال الحسن و الحسين فإن أباهما يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله و أمهما فاطمة بنت رسول الله يا معشر الناس أ لا أدلكم على خير الناس عما و عمة قالوا بلى يا رسول الله قال الحسن و الحسين فإن عمهما جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة مع الملائكة و عمتهما أم هانئ بنت أبي طالب يا معشر الناس أ لا  أدلكم على خير الناس خالا و خالة قالوا بلى يا رسول الله قال الحسن و الحسين فإن خالهما القاسم بن رسول الله ص و خالتهما زينب بنت رسول الله ثم قال بيده هكذا يحشرنا الله ثم قال اللهم إنك تعلم أن الحسن في الجنة و الحسين في الجنة و جدهما في الجنة و جدتهما في الجنة و أباهما في الجنة و أمهما في الجنة و عمهما في الجنة و عمتهما في الجنة و خالهما في الجنة و خالتهما في الجنة اللهم إنك تعلم أن من يحبهما في الجنة و من يبغضهما في النار قال فلما قلت ذلك للشيخ قال من أنت يا فتى قلت من أهل الكوفة قال أ عربي أنت أم مولى قال قلت بل عربي قال فأنت تحدث بهذا الحديث و أنت في هذا الكساء فكساني خلعته و حملني على بغلته فبعتهما بمائة دينار فقال يا شاب أقررت عيني فو الله لأقرن عينك و لأرشدنك إلى شاب يقر عينك اليوم قال فقلت أرشدني قال لي أخوان أحدهما إمام و الآخرة مؤذن أما الإمام فإنه يحب عليا منذ خرج من بطن أمه و أما المؤذن فإنه يبغض عليا منذ خرج من بطن أمه قال قلت أرشدني فأخذ بيدي حتى أتى باب الإمام فإذا أنا برجل قد خرج إلي فقال أما البغلة و الكسوة فأعرفهما و الله ما كان فلان يحملك و يكسوك إلا أنك تحب الله عز و جل و رسوله فحدثني بحديث في فضائل علي بن أبي طالب ع قال فقلت أخبرني أبي عن أبيه عن جده قال كنا قعودا عند النبي ص إذ جاءت فاطمة ع تبكي بكاء شديدا فقال لها رسول الله ص ما يبكيك يا فاطمة قالت يا أبت عيرتني نساء قريش و قلن أن أباك زوجك من معدم لا مال له فقال لها النبي ص لا تبكين فو الله ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه و أشهد بذلك جبرئيل و ميكائيل و إن الله عز و جل اطلع على أهل الدنيا فاختار

  من الخلائق أباك فبعثه نبيا ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا فزوجك إياه و اتخذه وصيا فعلي أشجع الناس قلبا و أحلم الناس حلما و أسمح الناس كفا و أقدم الناس سلما و أعلم الناس علما و الحسن و الحسين ابناه و هما سيدا شباب أهل الجنة و اسمهما في التوراة شبر و شبير لكرامتهما على الله عز و جل يا فاطمة لا تبكين فو الله إنه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين و علي حلتين و لواء الحمد بيدي فأناوله عليا لكرامته على الله عز و جل يا فاطمة لا تبكين فإني إذا دعيت إلى رب العالمين يجي‏ء علي معي و إذا شفعني الله عز و جل شفع عليا معي يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمن و نعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب يا فاطمة علي يعينني على مفاتيح الجنة و شيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة فلما قلت ذلك قال يا بني ممن أنت قلت من أهل الكوفة قال أ عربي أم مولى قلت بل عربي قال فكساني ثلاثين ثوبا و أعطاني عشرة آلاف درهم ثم قال يا شاب قد أقررت عيني و لي إليك حاجة قلت قضيت إن شاء الله قال فإذا كان غدا فأت مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي ع قال فطالت علي تلك الليلة فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي فقمت في الصف فإذا إلى جانبي شاب متعمم فذهب ليركع فسقطت عمامته فنظرت في وجهه فإذا رأسه رأس خنزير و وجهه وجه خنزير فو الله ما علمت ما تكلمت به في صلاتي حتى سلم الإمام فقلت يا ويحك ما الذي أرى بك فبكى و قال لي انظر إلى هذه الدار فنظرت فقال لي كنت مؤذنا لآل فلان كلما أصبحت لعنت عليا ألف مرة بين الأذان و الإقامة و كلما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرة فخرجت من منزلي فأتيت داري فاتكأت على هذا الدكان الذي ترى فرأيت في منامي كأني بالجنة و فيها رسول الله ص و علي فرحين و رأيت كان النبي عن يمينه الحسن و عن يساره الحسين و معه كأس فقال يا حسن  اسقني فسقاه ثم قال اسق الجماعة فشربوا ثم رأيته كأنه قال اسق المتكئ على هذا الدكان فقال له الحسن يا جد أ تأمرني أن أسقي هذا و هو يلعن والدي في كل يوم ألف مرة بين الأذان و الإقامة و قد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرة فأتاني النبي ص فقال لي ما لك عليك لعنة الله تلعن عليا و علي مني و تشتم عليا و علي مني فرأيته كأنه تفل في وجهي و ضربني برجله و قال قم غير الله ما بك من نعمة فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير و وجهي وجه خنزير ثم قال لي أبو جعفر أمير المؤمنين أ هذان الحديثان في يدك فقلت لا فقال يا سليمان حب علي إيمان و بغضه نفاق و الله لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا منافق قال قلت الأمان يا أمير المؤمنين قال لك الأمان قلت فما تقول في قاتل الحسين ع قال إلى النار و في النار قلت و كذلك من قتل ولد رسول الله إلى النار و في النار قال الملك عقيم يا سليمان اخرج فحدث بما سمعت

 بشا، ]بشارة المصطفى[ وجدت بخط والدي أبي القاسم حدثنا عبد الله بن عدي بجرجان عن أبي يعقوب الصوفي عن ابن عبد الرحمن الأنصاري عن الأعمش و ذكر مثله بأدنى تغيير و تبديل في الألفاظ

 بيان في القاموس العشاء كسماء طعام العشي و تعشى أكله و عشاه عشوا و عشيا أطعمه إياه كعشاه و أعشاه. و أقول و روى هذا الحديث الخوارزمي في مناقبه أطول و أبسط من ذلك و رواه صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة و هو أيضا من المخالفين و ساق الحديث نحو ما مر إلى قوله حتى سلم الإمامة فالتفت إليه و قلت له ما هذا الذي أرى بك فقال لي لعلك صاحب أخي بالأمس قلت نعم فأخذ بيدي و أقامني و هو يبكي حتى أتينا إلى منزله فقال لي ادخل فدخلت فقال انظر إلى هذا الدكان فنظرت إلى دكة  فقال كنت مؤدبا أؤدب الصبيان على هذه الدكة و كنت ألعن عليا بين كل أذان و إقامة ألف مرة و إنه كان قد لعنته في يوم الجمعة بين الأذان و الإقامة أربعة آلاف مرة فخرجت من المسجد و أتيت الدار فانطرحت على هذه الدكة نائما فرأيت في منامي إلى آخر الخبر

56-  يف، ]الطرائف[ ذكر الحاكم النيسابوري و هو من ثقات الأربعة المذاهب في تاريخ النيسابوري في ترجمة هارون و بدأ بذكر هارون الرشيد رفعه إلى ميمون الهاشمي إلى الرشيد قال جرى ذكر آل أبي طالب عند الرشيد فقال يتوهم على العوام أني أبغض عليا و ولده و الله ما ذلك كما يظنونه و إن الله يعلم شدة حبي لعلي و الحسن و الحسين ع و معرفتي بفضلهم و لكنا طلبنا بثأرهم حتى أقضى الله هذا الأمر إلينا فقربناهم و خلطناهم فحسدونا و طلبوا ما في أيدينا و سعوا في الأرض فسادا

 و لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس قال كنا ذات يوم مع رسول الله ص إذ أقبلت فاطمة ع و هي تبكي و ساق الحديث إلى قوله ثم قال اللهم إنك تعلم أن الحسن و الحسين في الجنة و أباهما في الجنة و أمهما في الجنة و عمهما في الجنة و عمتهما في الجنة و خالهما في الجنة و خالتهما في الجنة و من أحبهما في الجنة و من أبغضها في النار و قال سليمان و كان هارون يحدثنا و عيناه تدمعان و تخنقه العبرة

57-  يف، ]الطرائف[ ابن المغازلي بإسناده قال دخل الأعمش على المنصور و هو جالس للمظالم فلما بصر به قال له يا سليمان تصدر قال لا أتصدر حيث جلست ثم قال حدثني الصادق ع قال حدثني الباقر ع قال حدثني السجاد ع قال حدثني الشهيد أبو عبد الله ع قال حدثني أبي و هو الوصي علي بن أبي طالب ع قال حدثني النبي ص قال أتاني جبرئيل آنفا فقال تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد لله تعالى بالوحدانية و لي بالنبوة و لعلي بالوصية و لولده  بالإمامة و لشيعته بالجنة قال فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له تذكر قوما فعلم من لا يعلم فقال الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و السجاد علي بن الحسين و الشهيد الحسين بن علي و الوصي هو التقي علي بن أبي طالب

58-  أقول قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة روى إبراهيم بن ديزيل الهمداني في كتاب صفين عن يحيى بن سليمان عن يعلى بن عبيد الحنفي عن إسماعيل السدي عن زيد بن أرقم قال كنا مع رسول الله ص و هو في الحجرة يوحى إليه و نحن ننتظره حتى اشتدت الحر فجاء علي بن أبي طالب و معه فاطمة و حسن و حسين ع فقعدوا في ظل حائط ينتظرونه فلما خرج رسول الله ص رآهم فأتاهم و وقفنا نحن مكاننا ثم جاء إلينا و هو يظللهم بثوبه ممسكا بطرف الثوب و علي ممسك بطرفه الآخر و هو يقول اللهم إني أحبهم فأحبهم اللهم إني سلم لمن سالمهم حرب لم حاربهم قال فقال ذلك ثلاث مرات انتهى

59-  و روى ابن شيرويه في الفردوس عن علي عن النبي ص قال لما أسري بي رأيت على باب الجنة مكتوبا بالذهب لا بماء الذهب لا إله إلا الله محمد حبيب الله علي ولي الله فاطمة أمة الله الحسن و الحسين صفوة الله على باغضيهم لعنة الله

60-  و عن أبي هريرة يحشر الأنبياء يوم القيامة ليوافوا يومهم المحشر و يبعث صالح على ناقته و يبعث ابناي الحسن و الحسين على ناقتي العضباء و أبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها

 و عن علي ع عنه ص قال تحشر ابنتي فاطمة و معها ثياب مصبوغة بدم فتتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول يا عدل احكم بيني و بين قاتل ولدي فيحكم لابنتي و رب الكعبة

61-  فس، ]تفسير القمي[ محمد بن أبي عبد الله عن سعد بن عبد الله عن الأصفهاني عن  المنقري عن يحيى بن سعيد العطار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في قول الله تبارك و تعالى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ قال علي و فاطمة ع بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قال الحسن و الحسين ع

62-  كشف، ]كشف الغمة[ الحافظ أبو بكر بن مردويه قوله تعالى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ عن أنس قال علي و فاطمة يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قال الحسن و الحسين و عن ابن عباس علي و فاطمة بَيْنَهُما بَرْزَخٌ النبي ص يَخْرُجُ مِنْهُمَا الحسن و الحسين صلوات الله عليهما

63-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن أحمد عن محفوظ بن بشر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله تعالى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ قال علي و فاطمة بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ قال لا يبغي على علي فاطمة و لا تبغي فاطمة على علي يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قال الحسن و الحسين ع من رأى مثل هؤلاء الأربعة علي و فاطمة و الحسن و الحسين لا يحبهم إلا مؤمن و لا يبغضهم إلا كافر فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت و لا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن أبي ذر الغفاري مثله سواء

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أبو القاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ قال قال علي و فاطمة بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ قال رسول الله ص يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قال الحسن و الحسين ع

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن عتاب و الحسين بن سعيد و جعفر بن محمد الفزاري بأسانيدهم عن الصادق ع مثله

 و روي مثله عن الرضا ع

   بيان أقول رواه العلامة قدس الله روحه عن ابن عباس و الطبرسي نور الله ضريحه عن سلمان الفارسي و سعيد بن جبير و سفيان الثوري ثم قال و لا غرو أن يكونا ع بحرين لسعة فضلهما و كثرة خيرهما فإن البحر إنما يسمى بحرا لسعته و قال معنى مرج أرسل و قال الجوهري الغرو العجب يقال لا غرو أي ليس بعجب. أقول قد أثبتنا كثيرا من أخبار هذا الباب في أبواب أحوال الأنبياء ع لا سيما أحوال آدم ع و في أبواب أحوال فاطمة ع و في باب فضائل حمزة و جعفر و باب أحوال عباس و عقيل و في كثير من أبواب كتاب الإمامة.

 و رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا أن أم أيمن قالت مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي فاطمة الزهراء ع لأزورها في منزلها و كان يوما حارا من أيام الصيف فأتيت إلى باب دارها و إذا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب فإذ بفاطمة الزهراء نائمة عند الرحى و رأيت الرحى تطحن البر و هي تدور من غير يد تديرها و المهد أيضا إلى جانبها و الحسين ع نائم فيه و المهد يهتز و لم أر من يهزه و رأيت كفا يسبح الله تعالى قريبا من كف فاطمة الزهراء قالت أم أيمن فتعجب من ذلك فتركتها و مضيت إلى سيدي رسول الله ص و سلمت عليه و قلت له يا رسول الله إني رأيت عجبا ما رأيت مثله أبدا فقال لي ما رأيت يا أم أيمن فقلت إني قصدت منزل سيدتي فاطمة الزهراء فلقيت الباب مغلقا و إذا أنا بالرحى تطحن البر و هي تدور من غير يد تديرها و رأيت مهد الحسين يهتز من غير يد تهزه و رأيت كفا يسبح الله تعالى قريبا من كف فاطمة ع و لم أر شخصه فتعجبت من ذلك يا سيدي فقال يا أم أيمن اعلمي أن فاطمة الزهراء صائمة و هي متعبة جائعة و الزمان قيظ  فألقى الله تعالى عليها النعاس فنامت فسبحان من لا ينام فوكل الله ملكا يطحن عنها قوت عيالها و أرسل الله ملكا آخر يهز مهد ولدها الحسين ع لئلا يزعجها من نومها و وكل الله ملكا آخر يسبح الله عز و جل قريبا من كف فاطمة يكون ثواب تسبيحه لها لأن فاطمة لم تفتر عن ذكر الله فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة فقلت يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان و من الذي يهز مهد الحسين و يناغيه و من المسبح فتبسم النبي ص ضاحكا و قال أما الطحان فجبرئيل و أما الذي يهز مهد الحسين فهو ميكائيل و أما الملك المسبح فهو إسرافيل

64-  كنز الكراجكي، عن محمد بن أحمد بن شاذان عن سهل بن أحمد عن عبد الله الديباجي عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص دخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوبا لا إله إلا الله محمد حبيب الله علي بن أبي طالب ولي الله فاطمة أمة الله الحسن و الحسين صفوة الله على مبغضيهم لعنة الله

65-  و عن ابن شاذان عن عمر بن إبراهيم المقري عن عبد الله بن محمد البغوي عن عبد الله بن عمر عن عبد الملك بن عمير عن سالم البزاز عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص خير هذه الأمة من بعدي علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين فمن قال غير هذا فعليه لعنة الله