باب 12- نوادر طبهم ع و جوامعها

1-  فقه الرضا، ع أروي عن العالم ع أنه قال الحمية رأس كل دواء و المعدة بيت الأدواء و عود بدنا ما تعود

2-  و قال رأس الحمية الرفق بالبدن

3-  و روي اجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء فإذا لم يحتمل الداء فالدواء

4-  و أروي عنه ع أنه قال اثنان عليلان أبدا صحيح محتمي و عليل مخلط

5-  و روي إذا جعت فكل و إذا عطشت فاشرب و إذا هاج بك البول   فبل و لا تجامع إلا من حاجة و إذا نعست فنم فإن ذلك مصحة للبدن

6-  و قال العالم ع كل علة تسارع في الجسم ينتظر أن يؤمر فيأخذ إلا الحمى فإنها ترد ورودا و إن الله عز و جل يحجب بين الداء و الدواء حتى تنقضي المدة ثم يخلي بينه و بينه فيكون برؤه بذلك الدواء أو يشاء فيخلي قبل انقضاء المدة بمعروف أو صدقة أو بر فإنه يمحو ما يشاء و يثبت و هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ

7-  و قال العالم ع في العسل شفاء من كل داء من لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم و يكسر الصفراء و يقمع المرة السوداء و يصفو الذهن و يجود الحفظ إذا كان مع اللبان الذكر و السكر ينفع من كل شي‏ء و لا يضر من شي‏ء و كذلك الماء المغلي

8-  و أروي في الماء البارد أنه يطفئ الحرارة و يسكن الصفراء و يهضم الطعام و يذيب الفضلة التي على رأس المعدة و يذهب بالحمى

9-  و أروي أنه لو كان شي‏ء يزيد في البدن لكان الغمز يزيد و اللين من الثياب و كذلك الطيب و دخول الحمام و لو غمز الميت فعاش لما أنكرت ذلك

10-  و أروي أن الصدقة ترجع البلاء من السماء

11-  و قيل إن الصدقة تدفع القضاء المبرم عن صاحبه

12-  و قيل لا يذهب بالأدواء إلا الدعاء و الصدقة و الماء البارد

13-  و أروي أن أقصى الحمية أربعة عشر يوما و أنها ليس ترك أكل الشي‏ء و لكنها ترك الإكثار منه

14-  و أروي أن الصحة و العلة تقتتلان في الجسد فإن غلبت العلة الصحة استيقظ المريض و إن غلبت الصحة العلة اشتهى الطعام فإذا اشتهى الطعام فأطعموه فلربما كان فيه الشفاء

15-  و نروي من كفران النعمة أن يقول الرجل أكلت الطعام فضرني

    -16  و نروي أن الثمار إذا أدركت ففيها الشفاء لقوله جل و عز كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ و بالله التوفيق

17-  و أروي عن العالم ع في القرآن شفاء من كل داء

18-  و قال داووا مرضاكم بالصدقة و استشفوا بالقرآن فمن لم يشفه القرآن فلا شفاء له

 بيان مخلط أي يخلط في الأكل و الشرب الضار مع النافع و لا يميز بينهما

19-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عبد الله بن بسطام عن محمد بن زريق عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع من أراد البقاء و لا بقاء فليخفف الرداء و ليباكر الغداء و ليقل مجامعة النساء

 بيان من أراد البقاء أي طول العمر و لا بقاء جملة معترضة أي لا يكون البقاء في الدنيا أبدا أو يحتمل الحالية

 و قال في النهاية، في حديث علي من أراد البقاء و لا بقاء فليخفف الرداء قيل و ما خفة الرداء قال قلة الدين سمي رداء لقولهم دينك في ذمتي و في عنقي و لازم في رقبتي و هو موضع الرداء

انتهى. و عن الفارسي يجوز أن يقال كني بالرداء عن الظهر لأن الرداء يقع عليه فمعناه فليخفف ظهره و لا يثقله بالدين و أقول مع عدم التفسير كما في هذه الرواية فظاهره عدم ثقل ما يكون على عاتقه من الأثواب

20-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن إسحاق بن حسان عن عيسى بن بشير الواسطي عن ابن مسكان و زرارة قالا قال أبو جعفر ع طب العرب   في ثلاث شرطة الحجامة و الحقنة و آخر الدواء الكي

21-  عن أبي عبد الله ع قال طب العرب في خمسة شرطة الحجامة و الحقنة و السعوط و القي‏ء و الحمام و آخر الدواء الكي

22-  و عن أبي جعفر الباقر ع طب العرب في سبعة شرطة الحجامة و الحقنة و الحمام و السعوط و القي‏ء و شربة عسل و آخر الدواء الكي و ربما تزاد فيه النورة

23-  و منه، عن الزبير بن بكار عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن إسحاق عن عمار عن فضيل الرسان قال قال أبو عبد الله ع من دواء الأنبياء الحجامة و النورة و السعوط

24-  و منه، عبد الله بن بسطام عن محمد بن إسماعيل بن حاتم عن عمرو بن أبي خالد عن إسحاق بن عمار قال شكوت إلى جعفر بن محمد الصادق ع بعض الوجع و قلت له إن الطبيب وصف لي شرابا و ذكر أن هذا الشراب موافق لهذا الداء فقال له الصادق ع و ما وصف لك الطبيب قال خذ الزبيب و صب عليه الماء ثم صب عليه عسلا ثم اطبخه حتى يذهب الثلثان فيبقى الثلث فقال أ ليس هو حلوا قلت بلى يا ابن رسول الله قال اشرب الحلو حيث وجدته أو حيث أصبته و لم يزدني على هذا

 بيان لعل السؤال عن كونه حلوا للعلم بعدم تغيره و إسكاره فإنه مع الحلاوة لا يكون مسكرا

 و في الكافي، وصف لي شرابا آخذ الزبيب و أصب عليه   الماء للواحد اثنين ثم أصب عليه العسل ثم أطبخه حتى يذهب ثلثاه و يبقى الثلث فقال أ ليس حلوا قلت بلى قال اشربه و لم أخبره كم العسل

25-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن محمد بن إسماعيل بن أبي طالب عن جابر الجعفي عن محمد الباقر عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا كان بأحدكم أوجاع في جسده و قد غلبت الحرارة فعليه بالفراش قيل للباقر ع يا ابن رسول الله ما معنى الفراش قال غشيان النساء فإنه يسكنه و يطفيه

 بيان في القاموس الفراش بالكسر زوجة الرجل

26-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن محمد بن بكير عن صفوان بن اليسع عن منذر بن هامان عن محمد بن مسلم و سعد المولى قالا قال أبو عبد الله ع إن عامة هذه الأرواح من المرة الغالبة أو دم محترق أو بلغم غالب فليشتغل الرجل بمراعاة نفسه قبل أن يغلب عليه شي‏ء من هذه الطبائع فيهلكه

 بيان الأرواح جمع الريح كالأرياح و كأن المراد هنا الجنون و الخبل و الفالج و اللقوة بل الجذام و البرص و اشتباهها

27-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن إبراهيم بن يسار عن جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر الباقر ع عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص داووا مرضاكم بالصدقة

28-  و عنه ص الصدقة تدفع البلاء المبرم فداووا مرضاكم بالصدقة

    -29  و عنه ص الصدقة تدفع ميتة السوء عن صاحبها

30-  و عن موسى بن جعفر ع أن رجلا شكا إليه أنني في عشر نفر من العيال كلهم مرضى فقال له موسى ع داووهم بالصدقة فليس شي‏ء أسرع إجابة من الصدقة و لا أجدى منفعة على المريض من الصدقة

31-  العياشي، عن حمران عن أبي عبد الله ع قال اشتكى رجل إلى أمير المؤمنين ع فقال له سل من امرأتك درهما من صداقها فاشتر به عسلا فاشربه بماء السماء ففعل ما أمر به فبرأ فسأل أمير المؤمنين ع عن ذلك أ شي‏ء سمعته من النبي ص قال لا و لكني سمعت الله يقول في كتابه فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً و قال يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ و قال وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فاجتمع الهني‏ء و المري‏ء و البركة و الشفاء فرجوت بذلك البرء

32-  و منه، عن سيف بن عميرة عن شيخ من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال كنا عنده فسأله شيخ فقال إن بي وجعا و أنا أشرب له النبيذ و وصفه له الشيخ فقال له ما يمنعك من الماء الذي جعل الله منه كل شي‏ء حي قال لا يوافقني قال فما يمنعك من العسل قال الله فيه شِفاءٌ لِلنَّاسِ قال لا أجده قال فما يمنعك من اللبن الذي نبت منه لحمك و اشتد عظمك قال لا يوافقني فقال له أبو عبد الله ع أ تريد أن آمرك بشرب الخمر لا و الله لا آمرك

    -33  الكافي، عن العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن نوح بن شعيب عمن ذكره عن أبي الحسن ع قال من تغير عليه ماء الظهر فلينفع له اللبن الحليب و العسل

34-  و منه، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد الله ع إن المشي للمريض نكس إن أبي ع كان إذا اعتل جعل في ثوب فحمل لحاجته يعني الوضوء و ذاك أنه كان يقول إن المشي للمريض نكس

35-  الدعائم، عن علي ع أنه كان يقول من أراد البقاء و لا بقاء فليخفف الرداء و يدمن الحذاء و يقلل مجامعة النساء و يباكر الغداء

36-  و عن جعفر بن محمد ع أنه قال لو اقتصد الناس في المطعم لاستقامت أبدانهم

37-  و عن النبي ص ترك العشاء مهرمة

38-  و عنه ع قال ترك العشاء خراب الجسد و ينبغي للرجل إذا أسن أن لا يبيت إلا و جوفه مملو طعاما

39-  و عنه ع قال ثلاثة يذهبن النسيان و يحدثن الذكر قراءة القرآن و السواك و الصيام

40-  و عنه ع قال في المرأة التي يستمر بها الدم فتستحاض قال تغتسل عند كل صلاة احتسابا فإنه لم تفعله امرأة قط احتسابا إلا عوفيت من ذلك

41-  دعوات الراوندي، قال النبي ص إياكم و البطنة فإنها مفسدة   للبدن و مورثة للسقم و مكسلة عن العبادة

42-  و قال الأصبغ بن نباتة سمعت أمير المؤمنين ع يقول لابنه الحسن ع يا بني أ لا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب فقال بلى قال لا تجلس على الطعام إلا و أنت جائع و لا تقم عن الطعام إلا و أنت تشتهيه و جود المضغ و إذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب و قال إن في القرآن لآية تجمع الطب كله كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا

43-  و عن أمير المؤمنين ع من أراد البقاء و لا بقاء فليباكر الغذاء و ليؤخر العشاء و ليقل غشيان النساء و ليخفف الرداء قيل و ما خفة الرداء قال الدين

 و في رواية من أراد النسأ و لا نسأ

 بيان قال في النهاية النس‏ء التأخير يقال نسأت الشي‏ء نسأ و أنسأته إنساء إذا أخرته و النساء الاسم

 و منه حديث علي ع من سره النساء و لا نساء

أي تأخير العمر و البقاء

44-  الدعوات، قال النبي ص أذيبوا طعامكم بذكر الله و الصلاة و لا تناموا عليها فتقسو قلوبكم

45-  و قال صوموا تصحوا

46-  و قال سافروا تصحوا و تغنموا

47-  قال زين العابدين ع حجوا و اعتمروا تصح أجسامكم و تتسع أرزاقكم و يصلح إيمانكم و تكفوا مئونة الناس و مئونة عيالكم

48-  و قال أمير المؤمنين ع قيام الليل مصحة للبدن

49-  و عن النبي ص عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم و إن قيام الليل قربة إلى الله و تكفير السيئات و منهاة عن الإثم و مطردة الداء عن الجسد

    -50  و قال أبو عبد الله ع صلاة الليل تحسن الوجه و تحسن الخلق و تطيب الرزق و تقضي الدين و تذهب الهم و تجلو البصر عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم و مطردة الداء عن أجسادكم

51-  و يروى أن الرجل إذا قام يصلي أصبح طيب النفس و إذا نام حتى يصبح أصبح ثقيلا موصما

 بيان في النهاية الوصم الفترة و الكسل و التواني

52-  الدعوات، قال أمير المؤمنين ع المعدة بيت الأدواء و الحمية رأس الدواء لا صحة مع النهم لا مرض أضنى من العقل

53-  و روي من قل طعامه صح بدنه و صفا قلبه و من كثر طعامه سقم بدنه و قسا قلبه

54-  و عن الصادق ع قال أوحى الله إلى موسى بن عمران ع تدري لم انتجبتك من خلقي و اصطفيتك بكلامي قال لا يا رب فأوحى الله عز و جل إليه أني اطلعت إلى الأرض فلم أعلم لي عليها أشد تواضعا منك فخر موسى ساجدا و عفر خديه بالتراب تذللا منه لربه تعالى فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك و أمر يدك في موضع سجودك و امسح بها وجهك و ما نالته من بدنك فإني أومنك من كل داء و سقم

55-  و روي عنهم ع قلم أظفارك و ابدأ بخنصرك من يدك اليسرى و اختم بخنصرك من يدك اليمنى و خذ شاربك و قل حين تريد ذلك بسم الله و بالله و على ملة رسول الله فإنه من فعل ذلك كتب الله له بكل قلامة و جزازة عتق رقبة و لم يمرض إلا المرض الذي يموت فيه

56-  و قال أبو عبد الله ع تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن الجذام و البرص و العمى فإن لم تحتج فحكها حكا

    -57  و قال النبي ص ما من مسلم يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء الجذام و البرص و الجنون

58-  و عنه شرب الماء من الكوز العام أمان من البرص و الجذام

59-  و روي لا تأكل ما قد عرفت مضرته و لا تؤثر هواك على راحة بدنك و الحمية هو الاقتصاد في كل شي‏ء و أصل الطب الأزم و هو ضبط الشفتين و الرفق باليدين و الداء الدوي إدخال الطعام على الطعام و اجتنب الدواء ما لزمتك الصحة فإذا أحسست بحركة الداء فأحرقه بما يردعه قبل استعجاله

60-  و قال الباقر ع عجبا لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار

61-  و قال النبي ص إن الله لا إله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء و الدبيلة و الحرق و الغرق و الهدم و الجنون فعد ص سبعين بابا من الشر

62-  و قال أمير المؤمنين ع الصدقة دواء منجح

63-  و قال النبي ص إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء

64-  و قال الصادق ع داووا مرضاكم بالصدقة و ما على أحدكم أن يتصدق بقوت يومه إن ملك الموت يدفع إليه الصك بقبض روح العبد فيتصدق فيقال له رد الصك

65-  و قال النبي ص أ لا أعلمكم بدعاء علمني جبرئيل ع ما لا تحتاجون معه إلى طبيب و دواء قالوا بلى يا رسول الله قال يأخذ ماء المطر و يقرأ عليه فاتحة الكتاب و قل أعوذ برب الناس و قل أعوذ برب الفلق و يصلي على النبي ص و يسبح كلها سبعين مرة و يشرب من ذلك الماء غدوة و عشية سبعة أيام متوالية الخبر بتمامه

66-  و جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع و قال أشتكي بطني فقال أ لك   زوجة قال نعم قال استوهب منها درهما من صداقها بطيبة نفسها من مالها فاشتر به عسلا ثم اسكب عليه من ماء السماء و اشربه ففعل الرجل ما أمر به فبرأ فسأل أمير المؤمنين ع أ شي‏ء سمعته من رسول الله ص قال لا و لكن سمعت الله يقول في كتابه فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً و قال يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ و قال وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً قال قلت إذا اجتمعت البركة و الشفاء و الهني‏ء و المري‏ء رجوت في ذلك البرء و شفيت إن شاء الله

67-  و في رواية عن الصادق ع أنه شكا إليه رجل الداء العضال فقال استوهب درهما امرأتك من صداقها و اشتر به عسلا و امزجه بماء المزن و اكتب به القرآن و اشربه ففعل فأذهب الله عنه ذلك فأخبر أبا عبد الله ع بذلك فتلا فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً و يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ و كان أمير المؤمنين إذا أصابه المطر مسح به صلعته و قال بركة من السماء لم يصبها يد و لا سقاء

 توضيح لا صحة مع النهم في القاموس النهم محركة إفراط الشهوة في الطعام و أن لا يمتلئ عين الآكل و لا يشبع و قال ضني كرضي مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس و أضناه المرض انتهى. و حاصل الفقرة الأولى أن شدة الحرص في الطعام أو الأعم من جملة الأمراض بل أشدها و حاصل الثانية أن العقل يوجب الحزن و الألم في الدنيا لأن العاقل محزون لآخرته لما يصيبه من الدنيا و أنه يدرك قبحه بعقله بخلاف الأحمق الجاهل   فإنه في سعة منهما و القلامة بالضم ما سقط من قلم الظفر و كذا الجزازة ما سقط من جز الشعر. و في النهاية فأزم القوم أي أمسكوا عن الكلام كما يمسك الصائم عن الطعام. و منه سميت الحمية أزما و منه حديث عمر و سأل الحارث بن كلدة ما الدواء قال الأزم يعني الحمية و إمساك الأسنان بعضها على بعض و الداء الدوي توصف على المبالغة أي داء لا علاج له أو بعيد علاجه من دوي بالكسر يدوى أي مرض. و في النهاية الدبيلة هي خراج و دمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبا و هي تصغير دبلة و قال الداء العضال هو المرض الذي يعجز الأطباء فلا دواء له

68-  النهج، ]نهج البلاغة[ قال ع توقوا البرد في أوله و تلقوه في آخره فإنه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار أوله يحرق و آخره يورق

69-  دعوات الراوندي، عن عامر الشعبي قال قال زر بن حبيش قال أمير المؤمنين ع أربع كلمات في الطب لو قالها بقراط أو جالينوس لقدم أمامها مائة ورقة ثم زينها بهذه الكلمات و هي قوله توقوا البرد إلى قوله يورق

 ثم قال و روي توقوا الهواء

 بيان لقدم أمامها أي لحفظها أو في وصفها و مدحها و توقى و اتقى بمعنى أي احترزوا و احفظوا أبدانكم من البرد أول الشتاء بالثياب و نحوها و التلقي الاستقبال. و إحراقه إسقاط الورق و المنع من النمو و الإيراق إنبات الورق

 و رووا عن النبي ص اغتنموا برد الربيع فإنه يفعل بأبدانكم ما يفعل بأشجاركم و اجتنبوا برد الخريف فإنه يفعل بأبدانكم ما يفعل بأشجاركم

70-  الجنة للكفعمي، ما يورث الحفظ من العقاقير و الأدوية فمن ذلك   ما رواه ابن مسعود عن النبي ص لحفظ القرآن و يقطع البلغم و البول و يقوي الظهر يؤخذ عشرة دراهم قرنفل و كذلك من الحرمل و من الكندر الأبيض و من السكر الأبيض يسحق الجميع و يخلط إلا الحرمل فإنه يفرك فركا باليد و يؤكل منه غدوة زنة درهم و كذا عند النوم و رأيت هذا بعينه في كتاب لقط الفوائد و في لقط الفوائد أيضا أنه من أراد أن يكثر حفظه و يقل نسيانه فليأكل كل يوم مثقالا من زنجبيل مربى قال و مما جرب للحفظ أن يأخذ زبيبا أحمر منزوع العجم عشرين درهما و من السعد الكوفي مثقالا و من اللبان الذكر درهمين و من الزعفران نصف درهم يدق الجميع و يعجن بماء الرازيانج حتى يبقى في قوام المعجون و يستعمل على الريق كل يوم وزن درهم و من أدمن أكل الزبيب على الريق رزق الفهم و الحفظ و الذهن و نقص من البلغم

 و في كتاب طريق النجاة، ثلاثة تذهب البلغم و تزيد في الحفظ الصوم و السواك و قراءة القرآن

71-  و من أدوية الحفظ عن أبي بصير قال قلت للصادق ع كيف نقدر على هذا العلم الذي فرعتموه لنا قال خذ وزن عشرة دراهم قرنفل و مثلها كندر ذكر دقها ناعما ثم استف على الريق كل يوم قليلا و منها لمن يكون بعيد الذهن قليل الحفظ يؤخذ سنا مكي و سعد هندي و فلفل أبيض و كندر ذكر و زعفران خالص أجزاء سواء يدق و يخلط بعسل و يشرب منه زنة مثقال كل يوم سبعة أيام متوالية فإن فعل ذلك أربعة عشر يوما خيف عليه من شدة الحفظ أن يكون ساحرا

72-  و منها عن علي ع من أخذ من الزعفران الخالص جزءا و من السعد جزءا و يضاف إليهما عسلا و يشرب منه مثقالين في كل يوم فإنه يتخوف عليه   من شدة الحفظ أن يكون ساحرا و منها ما وجد بخط الشيخ أحمد بن فهد رحمه الله دواء للحفظ شهدت التجربة بصحته و هو كندر و سعد و سكر طبرزد أجزاء متساوية و يسحق ناعما و يستف منه على الريق كل يوم خمسة دراهم يستعمل ثلاثة أيام و يقطع خمسة ثم يستعمل كذلك ثلاثة أيام و يقطع خمسة و هكذا قلت و هذا بعينه رأيته في كتاب لقط الفوائد

 أقول و قال الشيخ محمد بن إدريس رحمه الله في كتاب السرائر من كان يستضر جسده بترك العشاء فالأفضل له أن لا يتركه و لا يبيت إلا و جوفه مملوء من الطعام

 و قد روي أن ترك العشاء مهرمة و إذا كان الإنسان مريضا فلا ينبغي له أن يكرهه على تناول الطعام و الشراب بل يتلطف به في ذلك

 و روي أن أكل اللحم و اللبن ينبت اللحم و يشد العظم و روي أن أكل اللحم يزيد في السمع و البصر

 و روي أن أكل اللحم بالبيض يزيد في الباه

 و روي أن ماء الكمأة فيه شفاء للعين

 و روي أنه يكره أن يحتجم الإنسان في يوم الأربعاء أو سبت فإنه ذكر أنه يحدث منه الوضح و الحجامة في الرأس فيها شفاء من كل داء

 و روي أن أفضل الدواء في أربعة أشياء الحجامة و الحقنة و النورة و القي‏ء فإن تبيغ الدم

 بالتاء المنقطة بنقطتين من فوق و الباء المنقطة من تحتها نقطة واحدة و الياء المنقطة بنقطتين من تحتها و تشديدها و الغين المعجمة و معنى ذلك هاج به يقال تبوغ الدم بصاحبه و تبيغ أي هاج به

 فينبغي أن يحتجم   في أي الأيام كان من غير كراهة وقت من الأوقات و يقرأ آية الكرسي و يستخير الله سبحانه و يصلي على النبي و آله ع

 و روي أنه إذا عرضت الحمى للإنسان فينبغي أن يداويها بصب الماء عليه فإن لم يسهل عليه ذلك فليحضر له إناء فيه ماء بارد و يدخل يده فيه و الاكتحال بالإثمد عند النوم يذهب القذى و يصفي البصر

 و روي أنه إذا لدغت العقرب إنسانا فليأخذ شيئا من الملح و يضعه على الموضع ثم يعصره بإبهامه حتى يذوب

 و روي أنه من اشتد وجعه فينبغي أن يستدعي بقدح فيه ماء و يقرأ عليه الحمد أربعين مرة ثم يصبه على نفسه

 و روي أن أكل الزبيب المنزوع العجم على الريق فيه منافع عظيمة فمن أكل منه كل يوم على الريق إحدى و عشرين زبيبة منزوعة العجم قل مرضه و قيل إنه لم يمرض إلا المرض الذي يموت فيه و من أكل عند نومه تسع تمرات عوفي من القولنج و قتل دود البطن على ما روي

 و روي أكل الحبة السوداء فيه شفاء من كل داء على ما روي و في شراب العسل منافع كثيرة فمن استعمله انتفع به ما لم يكن به مرض

 و روي أن لبن البقر فيه منافع فمن تمكن منه فليشربه

 و روي أن أكل البيض نافع للأحشاء

 و روي أن أكل القرع يزيد في العقل و ينفع الدماغ و يستحب أكل الهندباء

 و روي عن سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال إذا دخلتم أرضا فكلوا من بصلها فإنه يذهب عنكم وباءها

 و روي أن رجلا من أصحابه ع شكا إليه اختلاف البطن فأمر أن يتخذ من الأرز سويقا و يشربه ففعل فعوفي

 و روي أن النبي ص قال إياكم و الشبرم فإنه حار يار و عليكم بالسنا فتداووا به فلو دفع شي‏ء الموت لدفعه السنا و تداووا بالحلبة فلو علم أمتي ما لها في الحلبة   لتداووا بها و لو بوزنها ذهبا

 و روي ع أنه قال إدمان أكل السمك الطري يذيب الجسم

 و روي أن أكل التمر بعد أكل السمك الطري يذهب أذاه

 و روي عنه ع أن رجلا شكا إليه وجع الخاصرة فقال ع له عليك بما يسقط من الخوان فكله ففعل فعوفي

 و روي عنه ع أنه قال الريح الطيبة تشد العقل و تزيد في الباه

 و روي عن رسول الله ص أنه نهى عن أكل الطفل الطين و الفحم و قال من أكل الطين فقد أعان على نفسه و من أكله فمات لم يصل عليه و أكل الطين يورث النفاق

 و روي عنه ع قال فضلنا أهل البيت على الناس كفضل البنفسج على سائر الأدهان

 و روي عن أمير المؤمنين أنه قال من أكل الرمان بشحمه دبغ معدته و السفرجل يذكي القلب الضعيف و يشجع الجبان

 و روي عن سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال الخل يسكن المرار و يحيي القلب و يقتل دود البطن و يشد الفم

 فهذه جملة مقنعة من جملة ما ورد عن الأئمة ع في هذا الباب و إيراد جميعه لا يحصى و لا يسعه كتاب فأما ما ورد عنهم ع في الاستشفاء بفعل الخير و البر و التعوذ و الرقي فنحن نورد من جملة ما ورد عنهم ع في ذلك جملة مقنعة بمشية الله سبحانه

 روي عن سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال ثلاث يذهبن النسيان و يحددن الفكر قراءة القرآن و السواك و الصوم

    و روي عنه ع أن بعض أهل بيته ذكر له أمر عليل عنده فقال ادع بمكتل فاجعل فيه برا و اجعله بين يديه و أمر غلمانك إذا جاء سائل أن يدخلوه إليه فليناوله منه بيده و يأمره أن يدعو له قال أ فلا أعطي الدنانير و الدراهم قال اصنع ما آمرك به فكذلك رويناه ففعل فرزق العافية

 و روي عنه ع أنه قال ارغبوا في الصدقة و بكروا فيها فما من مؤمن تصدق بصدقة حين يصبح يريد بها ما عند الله إلا دفع الله بها عنه شر ما ينزل من السماء ذلك اليوم ثم قال لا تستخفوا بدعاء المساكين للمرضى منكم فإنه يستجاب لهم فيكم و لا يستجاب لهم في أنفسهم

 و روي عنه ع أن رجلا من أصحابه شكا إليه وضحا أصابه بين عينيه و قال بلغ مني يا ابن رسول الله مبلغا شديدا فقال عليك بالدعاء و أنت ساجد ففعل فبرأ منه

 و روي عنه ع أنه قال إذا أصابك هم فامسح يدك على موضع سجودك ثم مر يدك على وجهك من جانب خدك الأيسر على جبينك إلى جانب خدك الأيمن ثم قل بسم الله الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ... الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ اللهم أذهب عني الهم و الحزن ثلاثا

 و روي عنه ع أنه قال من قال كل يوم ثلاثين مرة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ تبارك اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم دفع الله عنه تسعة و تسعين نوعا من البلاء أهونها الجذام

 و روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أنه قال مرضت فعادني رسول الله   ص و أنا لا أتقار على فراشي فقال يا علي إن أشد الناس بلاء النبيون ثم الأوصياء ثم الذين يلونهم أبشر فإنها حظك من عذاب الله مع ما لك من الثواب ثم قال أ تحب أن يكشف الله ما بك قال قلت بلى يا رسول الله قال قل اللهم ارحم جلدي الرقيق و عظمي الدقيق و أعوذ بك من فورة الحريق يا أم ملدم إن كنت آمنت بالله فلا تأكلي اللحم و لا تشربي الدم و لا تفوري من الفم و انتقلي إلى من يزعم أن مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله قال فقلتها فعوفيت من ساعتي

 قال جعفر بن محمد ع ما فزعت قط إليه إلا وجدته و كنا نعلمه النساء و الصبيان

 و روي عن سيدنا جعفر بن محمد ع أنه قال كان رسول الله ص يجلس الحسن على فخذه الأيمن و الحسين على فخذه الأيسر ثم يقول أعيذكما بكلمات الله التامات كلها من شر كل شيطان و هامة و من شر كل عين لامة ثم يقول هكذا كان إبراهيم يعوذ ابنيه إسماعيل و إسحاق ع

 و روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال من ساء خلقه فأذنوا في أذنه

 و روي عن النبي ص أنه نهى عن السحر و الكهانة و القيافة و التمائم   فلا يجوز استعمال شي‏ء من ذلك على حال و هذه جملة مقنعة و استقصاء ذلك يطول به الكتاب و يحصل به الإسهاب

 بيان قال في النهاية في حديث أم سلمة أنها شربت الشبرم فقال إنه حار جار الشبرم حب يشبه الحمص يطبخ و يشرب ماؤه للتداوي و قيل إنه نوع من الشيح و جار إتباع للحار و منهم من يرويه يار و هو أيضا بالتشديد إتباع للحار يقال حار يار و حران يران. و قال ابن بيطار قال ديسقوريدس قد يظن أنه من أصناف النوع المسمى ماريس شبيه بالنوع من شجر الصنوبر و له زهر صغير لونه إلى لون الفرفير و ثمر عريض يشبه بالعدس. و قال جالينوس قد يظن قوم أن هذا النبات من أنواع اليتوع و ذلك لأن له من اللبن ما لليتوع و يسهل أيضا مثل ما يسهل اليتوع. و قال حبيش حار في الدرجة الثالثة يابس في آخر الثانية و فيه مع ذلك قبض و حدة و إذا شرب غير مصلح وجد له قبض على اللهاة و في الحنك و قد كانت القدماء تستعمله في الأدوية المسهلة فوجدوه ضارا لمن كان الغالب على مزاجه الحرارة و يحدث لأكثر من شربه منهم حميات و مضر للبواسير. ثم قال الشبرم اسم عند بعض الأعراب لنوع من الشوك ينبت بالجبال لونه أبيض و ورقه صغير و شوكه على شبه شوك الجولق الكبير الذي عندنا و يزعمون أنه ينفع للوباء إذا شرب انتهى. و له في كتب الطب ذم كثير. و السكر سد النهر.

 و قال الشهيد قدس سره قال رسول الله ص اللهم بارك لنا في الخبز

    و قال ع أكرموا الخبز فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الأرض و الأرض و ما فيها و نهى الصادق ع عن وضع الرغيف تحت القصعة

 و قال ع في إكرام الخبز إذا وضع به فلا ينتظر به غيره و من كرامته أن لا يوطأ و لا يقطع و نهى رسول الله ص عن شمه و قال إذا أتيتم بالخبز و اللحم فابدءوا بالخبز

 و قال ع صغروا رغفانكم فإنه مع كل رغيف بركة و نهى الصادق ع عن قطعه بالسكين

 و عن الرضا ع فضل خبز الشعير على البر كفضلنا على الناس و ما من نبي إلا و قد دعا لأكل الشعير و بارك عليه و ما دخل جوفا إلا و أخرج كل داء فيه و هو قوت الأنبياء و طعام الأبرار

 و روي إطعام المسلول و المبطون خبز الأرز و في السويق و نفعه أخبار جمة و فسره الكليني بسويق الحنطة

 و قال الصادق ع سويق العدس يقطع العطش و يقوي المعدة و فيه شفاء من سبعين داء و من يتخم فليتغد و ليتعش و لا يأكل بينهما شي‏ء و يكره ترك العشاء لما روي أن تركه خراب البدن

 و قال الصادق ع من ترك العشاء ليلة السبت و ليلة الأحد متواليين ذهبت منه قوته و لم ترجع إليه أربعين يوما

 و قال الصادق ع العشاء بعد العشاء الآخرة عشاء النبيين ع

 و قال ع مسح الوجه بعد الوضوء يذهب بالكلف و هو شي‏ء يعلو الوجه كالسمسم أو لون بين الحمرة و السواد و يزيد في الرزق و أمر بمسح الحاجب و أن يقول الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل فلا ترمد عيناه و يكره مسح اليد بالمنديل و فيها شي‏ء من أثر الطعام تعظيما له حتى يمصها و يستحب الأكل مما يليه و أن لا يتناول من قدام غيره شيئا

 و قال الصادق ع إن الرجل إذا أراد أن يطعم فأهوى بيده و قال بسم الله وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ غفر الله له قبل أن تصير اللقمة إلى فيه

 و قال ع لا   تأكلوا من جوانبه فإن البركة في رأسه و كان رسول الله ص يلطع القصعة بالأصابع أي يلحسها و من لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها و يستحب الأكل بجميع الأصابع

 و روي أن رسول الله كان يأكل بثلاث أصابع و يكره الأكل بإصبعين و يستحب مص الأصابع و لا بأس بكتابة سورة التوحيد في القصعة و كان رسول الله ص إذا أكل لقم من بين عينيه و إذا شرب سقى من عن يمينه

 و قال أمير المؤمنين ع كلوا ما يسقط من الخوان بالكسر فإنه شفاء من كل داء و روي أنه ينفي الفقر و يكثر الولد و يذهب بذات الجنب و من وجد كسرة فأكلها فله حسنة و إن غسلها من قذر و أكلها فله سبعون حسنة

ثم ذكر قدس سره بعد ذلك منافع أطعمة مأثورة عنهم ع قال روي مدح لحم الضأن عن الرضا ع

 و روي أن أكل اللحم يزيد في السمع و البصر و أكله بالبيض يزيد في الباه و أنه سيد الطعام في الدنيا و الآخرة

 و عن الباقر ع لحم البقر بالسلق يذهب البياض

 و عن علي ع و قد قال عمر إن أطيب اللحمان لحم الدجاج كلا تلك خنازير الطير إن أطيب اللحم لحم الفرخ قد نهض أو كاد ينهض

 و عن الكاظم ع لحم القبج يقوي الساقين و يطرد الحمى

 و عن أبي الحسن ع القديد لحم سوء يهيج كل داء

 و عن الصادق ع شيئان صالحان الرمان و الماء الفاتر و شيئان فاسدان الجبن و القديد

 و عنه ع ثلاث لا يؤكلن و يسمن استشعار الكتان و الطيب و النورة و ثلاثة يؤكلن و يهزلن بكسر الزاي اللحم اليابس و الجبن و الطلع

    و عن الصادق ع الجبن ضار بالغداة نافع بالعشي و يزيد في ماء الظهر

 و عنه ع الجبن و الجوز إذا اجتمعا كانا دواء و إذا افترقا كانا داء

 و روي أن الجبن كان يعجبه ع

 و عن أمير المؤمنين أكل الجوز في شدة الحر يهيج الحر في الجوف و يهيج القروح في الجسد و أكله في الشتاء يسخن الكليتين و يدفع البرد و كان رسول الله ص يعجبه من اللحم الذراع و يكره الورك لقربها من المبال

 و عن أمير المؤمنين ع إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم باللبن

 و في رواية عن الصادق ع أنه اللبن الحليب

 و عن النبي ص مدح الثريد

 و عن الصادق ع أطفئوا نائرة الضغائن باللحم و الثريد

 و عن أبي الحسن ع فيمن شكا إليه ضعف مرض فأمره بأكل الكباب بفتح الكاف قال الجوهري هو الطباهج و كأنه المقلي و ربما جعل ما يلقى على الفحم و روي أنه يزيل الصفرة و يذهب بالحمى و مدح الصادق ع الرأس

 و عن أمير المؤمنين ع عليكم بالهريسة فإنها تنشط للعبادة أربعين يوما و شكا رسول الله إلى ربه وجع الظهر فأمره بأكل الهريسة و شكا نبي الضعف و قلة الجماع فأمره بأكلها

 و روي إنا و شيعتنا خلقنا من الحلاوة فنحن نحب الحلاوة و يكره الطعام الحار لنهي النبي ص و البركة في البارد و يستحب لمن بات و في جوفه سمك أن يتبعه بتمر أو عسل ليندفع الفالج و روي أنه يذيب الجسد و شكا رجل إلى أبي الحسن ع قلة الولد فقال ع استغفر الله و كل البيض بالبصل

 روي للنسل اللحم و البيض

 و روي أن الخل   و الزيت طعام الأنبياء و أنه كان أحب الصباغ إلى رسول الله ص الخل و الزيت

و الصباغ جمع صبغ بالكسر و هو ما يصطبغ به من الإدام أي يغمس فيه الخبز و كان أمير المؤمنين ع يكثر أكلهما

 و عن النبي ص نعم الإدام الخل و ما افتقر بيت فيه خل و روي أنه يشد الذهن و يزيد في العقل و يكسر المرة و يحيي القلب و يقتل دواب البطن و يشد الفم و يقطع شهوة الزنا الاصطباغ به و عين في بعضها خل الخمر و المري إدام يوسف لما شكا إلى ربه و هو في السجن أكل الخبز وحده فأمره أن يأخذ الخبز و يجعل في خابية و يصب عليه الماء و الملح و هو المري

 و عن النبي ص كلوا الزيت و ادهنوا به فإنه من شجرة مباركة

 و عن الصادق ع الزيتون يطرد الرياح و يزيد في الماء و ما استشفى الناس بمثل العسل و هو شفاء من كل داء و السكر ينفع من كل شي‏ء و لا يضر شيئا و أكل سكرتين عند النوم تزيل الوجع و السكر بالماء البارد جيد للمرض و السكر يزيل البلغم و السمن دواء و خصوصا في الصيف

 و روي من بلغ الخمسين لا يبيتن إلا و في جوفه منه و نهى عنه للشيخ و أمره بأكل الثريد

 و مدح النبي ص اللبن و قال إنه طعام المرسلين و لبن الشاة السوداء خير من لبن الحمراء و لبن البقرة الحمراء خير من لبن السوداء

 و روي أن اللبن ينبت اللحم و يشد العضد

 و عن أبي الحسن ع لماء الظهر اللبن الحليب و العسل

 و عن علي ع ألبان البقر دواء ينفع للذرب

 و عن رسول الله ص عليكم بألبان البقر فإنها تخلط من الشجر

 و عن أبي الحسن ع في النانخواه أنها هاضومة

 و عن الصادق ع نعم   الطعام الأرز يوسع الأمعاء و يقطع البواسير

 و روي أن الحمص بارك فيه سبعون نبيا و إنه جيد لوجع الظهر

 و عن أمير المؤمنين ع أكل العدس يرق القلب و يسرع الدمعة

 و روي أن أكل الباقلاء يمخخ الساقين أي يجري فيها المخ و يسمنهما و يزيد في الدماغ و يولد الدم الطري و أن أكله بقشره يدبغ المعدة و أن اللوبيا تطرد الرياح المستنبطة و أن طبيخ الماش يذهب بالبهق

 و روي أن النبي ص و عليا و الحسنين و زين العابدين و الباقر و الصادق و الكاظم ع كانوا يحبون التمر و أن شيعتهم تحبه و أن البرني يشبع و يهنئ و يمرئ و يذهب بالعياء و مع كل تمرة حسنة و هو الدواء و لا داء له و يكره تقشير التمر

 و روي أن العنب الرازقي و الرطب المشان و الرمان الإمليسي من فواكه الجنة و أن أكل العنب الأسود يذهب الغم و ليؤكل مثنى و روي فرادى أمرأ و أهنأ

 و روي شيئان يؤكلان باليدين جميعا العنب و الرمان و الاصطباح بإحدى و عشرين زبيبة حمراء يدفع الأمراض و هو يشد العصب و يذهب بالنصب و يطيب النفس و التين أشبه شي‏ء بنبات الجنة و يذهب بالداء و لا يحتاج معه إلى دواء و هو يقطع البواسير و يذهب النقرس و الرمان سيد الفواكه و كان أحب الثمار إلى النبي ص يمرئ الشبعان و يجزي الجائع و في كل رمانة حبة من الجنة فلا يشارك الأكل فيها و يحافظ فيها على حبها بأسره و أكله بشحمه دباغ المعدة و أكله يذهب وسوسة الشيطان و ينير القلب و مدح رمان سوراء و أكل رمانة يوم الجمعة على الريق ينور أربعين   صباحا و الرمانتان ثمانون و الثلاثمائة و عشرون فلا وسوسة و لا معصية و دخان عوده ينفي الهوام و التفاح ينفع من السم و السحر و سويقه ينفع من السم و اللمم و البلغم و أكله يقطع الرعاف و خصوصا سويقه و السفرجل يذكي و يشجع و يصفي اللون و يحسن الولد و يذهب الغم و ينطق أكله بالحكمة و ما بعث الله نبيا إلا و معه رائحة السفرجل و الكمثرى يجلو القلب و يدبغ المعدة و خصوصا على الشبع و الإجاص يطفئ الحرارة و يسكن الصفراء و يابسة يسكن الدم و يسل الداء و يؤكل الأترج بعد الطعام و كان رسول الله يعجبه النظر إلى الأترج الأخضر و الغبيراء تدبغ المعدة و أمان من البواسير و تقوي الساقين و كان رسول الله ص يأكل الرطب بالبطيخ

ثم قال رحمه الله درس في البقول و غيرها. يستحب أن يؤتى بالبقل الأخضر على المائدة تأسيا بأمير المؤمنين ع و سبع ورقات من الهندباء أمان من القولنج ليلته و على كل ورقة قطرة من الجنة فليؤكل و لا ينفض و هو يزيد في الباه و يحسن الولد و فيه شفاء من ألف داء و الباذروج يفتح السدد و يشهي الطعام و يذهب بالسل و يهضم الطعام و كان يعجب أمير المؤمنين ع. و الكراث ينفع من الطحال فيؤكل ثلاثة أيام و يطيب النكهة و يطرد الرياح و يقطع البواسير و هو أمان من الجذام و كان أمير المؤمنين ع يأكله بالملح.

 و عن النبي ص عليكم بالكرفس فإنه طعام إلياس و اليسع و يوشع و روي أنه يورث الحفظ و يذكي القلب و ينفي الجنون و الجذام و البرص و لا   بقلة أشرف من الفرفخ بالخاء المعجمة و فتح الفاءين و هي بقلة فاطمة ع و الخس يصفي الدم و السداب يزيد في العقل و الجرجير بقل بني أمية و هو مذموم و السلق يدفع الجذام و البرسام بكسر الباء

 و عن الصادق ع رفع عن اليهود الجذام بأكلهم السلق و قلعهم العروق

 و روي نعم البقلة السلق ينبت بشاطئ الفردوس و فيها شفاء من الأوجاع كلها و تشد العصب و تظهر الدم و تغلظ العظم و الكمأة من المن و ماؤها شفاء للعين و الدباء يزيد في العقل و الدماغ و كان يعجب النبي ص و أصل الفجل يقطع البلغم و ورقه يحدر البول و الجزر أمان من القولنج و البواسير و يعين على الجماع

و السلجم بالسين المهملة و الشين المعجمة و صحح بعضهم بالمهملة لا غير يذيب الجذام

 و كان النبي ص يأكل القثاء بالملح و يأكل عن أسفله فإنه أعظم لبركته و الباذنجان للشاب و الشيخ و ينفي الداء و يصلح الطبيعة و البصل يزيد في الجماع و يذهب البلغم و يشد القلب و يذهب الحمى و يطرد الوباء بالقصر و المد و السعتر على الريق يذهب بالرطوبة و يجعل للمعدة خملا بسكون الميم و التخلل يصلح اللثة و يطيب الفم و نهى عن التخلل بالخوص و القصب و الريحان فإنهما يهيجان عرق الجذام و عن التخلل بالرمان و الآس و غسل الفم بالسعد بضم السين بعد الطعام يذهب علل الفم و يذهب بوجع الأسنان و الماء سيد الشراب في الدنيا و الآخرة و طعمه طعم الحياة و يكره الإكثار منه و عبه أي شربه بغير مص و يستحب مصه

 و روي من شرب الماء فنحاه   و هو يشتهيه فحمد الله يفعل ذلك ثلاثا وجبت له الجنة و روي باسم الله في المرات الثلاث في ابتدائه

 و عن الصادق ع إذا شرب الماء يحرك الإناء و يقال يا ماء ماء زمزم و ماء الفرات يقرئك السلام و ماء زمزم شفاء من كل داء و هو دواء مما شرب له و ماء الميزاب يشفي المريض و ماء السماء يدفع الأسقام و نهى عن البرد لقوله تعالى يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ و ماء الفرات يصب فيه ميزابان من الجنة و تحنيك الولد به يجبه إلى الولاية

 و عن الصادق ع تفجرت العيون من تحت الكعبة و ماء نيل مصر يميت القلب و الأكل في فخارها و غسل الرأس بطينها يذهب بالغيرة و تورث الدياثة

 و كان رسول الله ص يعجبه الشرب في القدح الشامي و الشرب في اليدين أفضل و من شرب الماء فذكر الحسين ع و لعن قاتله كتب له مائة ألف حسنة و حط عنه مائة ألف سيئة و رفع له مائة ألف درجة و كأنما أعتق مائة ألف نسمة ثم قال طيب الله تربته درس ملتقط من طب الأئمة ع يستحب الحجامة في الرأس فإن فيها شفاء من كل داء و تكره الحجامة في الأربعاء و السبت خوفا من الوضح إلا أن يتبيغ به الدم أي يهيج فيحتجم متى شاء و يقرأ آية الكرسي و يستخير الله و يصلي على النبي و آله صلوات الله عليهم

 و روي أن الدواء في الحجامة و النورة و الحقنة و القي‏ء

 و روي مداواة الحمى بصب الماء فإن شق فليدخل يده في ماء البارد و من اشتد وجعه قرأ على قدح فيه ماء الحمد أربعين مرة ثم يضعه عليه و ليجعل المريض عنده مكتلا فيه بر و يناول السائل منه بيده و يأمره أن يدعو له فيعافى إن شاء الله تعالى و الاكتحال بالإثمد بكسر الهمزة و الميم عند النوم يذهب القذى و يصفي البصر و أكل الحبة السوداء شفاء من كل داء و الحرمل بالحاء المهملة و الميم   المفتوحة شفاء من سبعين داء و هو يشجع الجبان و يطرد الشيطان و السنا بالقصر دواء و كذا الحلبة و الريح الطيبة يشد العقل و يزيد في الباه و البنفسج أفضل الأدهان و قراءة القرآن و السواك و الصيام يذهبن النسيان و يحددن الكفر و الدعاء في حال السجود يزيل العلل و مسح اليد على المسجد ثم مسحها على العلة كذلك و علم رسول الله ص عليا ع للحمى اللهم ارحم جلدي الرقيق و عظمي الدقيق و أعوذ بك من فورة الحريق يا أم ملدم بكسر الميم و فتح الدال إلى قوله قال الصادق ع ما فزعت إليه قط إلا وجدته

 و كان ع يمر يده على الوجع و يقول ثلاثا الله ربي حقا لا أشرك به شيئا اللهم أنت لها و لكل داء عظيمة و قال للأوجاع كلها باسم الله و بالله كم من نعمة لله في عرق ساكن و غير ساكن على عبد شاكر و غير شاكر و يأخذ لحيته بيده اليمنى عقيب الصلاة المفروضة و يقول اللهم فرج عني كربتي و عجل عافيتي و اكشف ضري ثلاث مرات

 و روي اجتناب الدواء ما احتمل البدن الداء و التقصير في الطعام يصح البدن و من كتم وجعا ثلاثة أيام من الناس و شكا إلى الله عز و جل عوفي و من أخذ الرازيانج و السكر و الإهليلج استقبال الصيف ثلاثة أشهر في كل شهر ثلاثة أيام لم يمرض إلا مرض الموت

 و روي استعمال الإهليلج الأسود في كل ثلاثة أيام و أقله في كل جمعة و أقله في كل شهر و في الإهليلج شفاء من سبعين داء و السعتر دواء أمير المؤمنين ع و طين قبر الحسين ع شفاء من كل داء و الاكتحال بالإثمد سراج العين و ليكن أربعا في اليمين و ثلاثا في اليسار عند النوم   و يجوز المعالجة بالطبيب الكتابي و قدح العين عند نزول الماء و دهن الليل يروي البشرة و يبيض الوجه

بيان قال في القاموس الطباهجة اللحم المشرح معرب تباهه و قال الكباب بالفتح اللحم المشرح و قال الذرب محركة فساد الجرح و اتساعه و فساد المعدة و صلاحها ضد و المرض الذي لا يبرأ انتهى. و قال في بحر الجواهر الذرب محركة إسهال معدي و قيل هو انطلاق البطن المتصل و قيل هو أن ينهضم الطعام في المعدة و الأمعاء و لا يغذو جميع البدن بل يستفرغ من أسفل فقط استفراغا متصلا. أقول تلك الأدوية و الأدعية و الآداب التي نقلناها من هؤلاء الأفاضل الكرام و المشيخة العظام و إن كان مر أكثرها أو ستأتي بأسانيدها فإنما أوردتها هنا تأييدا و تأكيدا مع ما فيها من الفوائد الجليلة