باب 1- أخبار الغدير و ما صدر في ذلك اليوم من النص الجلي على إمامته ع و تفسير بعض الآيات النازلة في تلك الواقعة

 أقول روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب و غيره بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ فيه النبي ص لأمير المؤمنين ع العهد بغدير خم فأقروا له بالولاية فطوبى لمن ثبت عليها و الويل لمن نكثها

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الحسن بن محمد بن الحسن السكوني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى عن أبي جعفر بن السري و أبي نصر بن موسى الخلال معا عن علي بن سعيد عن ضمرة بن شوذب عن مطر عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا و هو يوم غدير خم لما أخذ رسول الله بيد علي بن أبي طالب ع و قال أ لست أولى بالمؤمنين قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه فقال له عمر بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم فأنزل الله عز و جل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

  يف، ]الطرائف[ ابن المغازلي بإسناده إلى أبي هريرة مثله

 و رواه الخطيب في تاريخ بغداد مثله

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن السعيد الهاشمي عن فرات عن محمد بن ظهير عن عبد الله بن الفضل عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي و هو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي و هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين و أتم على أمتي فيه النعمة و رضي لهم الإسلام دينا ثم قال ص معاشر الناس إن عليا مني و أنا من علي خلق من طينتي و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي و هو أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين و خير الوصيين و زوج سيدة نساء العالمين و أبو الأئمة المهديين معاشر الناس من أحب عليا أحببته و من أبغض عليا أبغضته و من وصل عليا وصلته و من قطع عليا قطعته و من جفا عليا جفوته و من والى عليا واليته و من عادى عليا عاديته معاشر الناس أنا مدينة الحكمة و علي بن أبي طالب بابها و لن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا معاشر الناس و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته و أوجب ولايته على ملائكته

 إيضاح قال الجزري فيه أمتي الغر المحجلون أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي و الأقدام استعار أثر الوضوء في الوجه و اليدين و الرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس و يديه و رجليه و قال اليعسوب السيد و الرئيس و المقدم و أصلحه فحل النحل و قال نوه به أي شهره و عرفه

3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال إن رسول الله ص لما أسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور و هو قول الله عز و جل جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ فلما انتهى به إلى ذلك النهر فقال له جبرئيل يا محمد اعبر على بركة الله فقد نور الله لك بصرك مد لك أمامك فإن هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب و لا نبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منه فأنفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك و تعالى منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه و أربعون ألف لسان كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر فعبر رسول الله ص حتى انتهى إلى الحجب و الحجب خمس مائة حجاب من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ثم قال تقدم يا محمد فقال له يا جبرئيل و لم لا تكون معي قال ليس لي أن أجوز هذا المكان فتقدم رسول الله ص ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك و تعالى أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك بتكته انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا و أنك رسولي و أن عليا وزيرك فهبط رسول الله ص فكره أن يحدث الناس بشي‏ء كراهية أن يتهموه لأنهم كانوا حديثي العهد بالجاهلية حتى مضى لذلك ستة أيام فأنزل الله تبارك و تعالى فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ فاحتمل رسول الله ذلك حتى كان يوم الثامن فأنزل الله تبارك و تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ و قال رسول الله ص تهديد بعد وعيد لأمضين أمر الله عز و جل فإن يتهموني و يكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة و قال و سلم جبرئيل على علي بإمرة المؤمنين فقال علي ع يا رسول الله أسمع الكلام و لا أحس الرؤية فقال يا علي هذا جبرئيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني ثم أمر رسول الله ص رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين ثم قال يا بلال ناد في الناس أن لا يبقي غدا أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم فلما كان من الغد خرج رسول الله ص بجماعة أصحابه فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إن الله تبارك و تعالى أرسلني إليكم برسالة و إني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذبوني حتى أنزل الله علي وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي إن الله تبارك و تعالى أسرى بي و أسمعني و قال يا محمد أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك بتكته انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا و إنك رسولي و أن عليا وزيرك ثم أخذ ص بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما و لم ير قبل ذلك ثم قال ص أيها الناس إن الله تبارك و تعالى مولاي و أنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فقال الشكاك و المنافقون و الذين في قلوبهم مرض و زيغ نبرأ إلى الله من مقالة ليس بحتم و لا نرضى أن يكون عليا وزيره هذه منه عصبية فقال سلمان و المقداد و أبو ذر و عمار بن ياسر رضي الله عنهم و الله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فكرر رسول الله ص ذلك ثلاثا ثم قال إن كمال الدين و تمام النعمة و رضى الرب بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب صلوات الله و سلامه عليه

 بيان قوله ع ثم قال تقدم لعل هذا القول كان من وراء النهر كما دل عليه قوله فيما تقدم و البتك القطع

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن عمر الحافظ عن محمد بن الحسين عن حفص عن محمد بن هارون عن قاسم بن الحسن عن يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الربيع عن أبي هارون عن أبي سعيد قال لما كان يوم غدير خم أمر رسول الله ص مناديا فنادى الصلاة جامعة فأخذ بيد علي ع و قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقال حسان بن ثابت يا رسول الله أقول في علي ع شعرا فقال رسول الله ص افعل فقال

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و أكرم بالنبي مناديايقول فمن مولاكم و وليكم فقالوا و لم يبدوا هناك التعادياإلهك مولانا و أنت ولينا و لن تجدن منا لك اليوم عاصيافقال له قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماما و هادياو كان علي أرمد العين يبتغي لعينيه مما يشتكيه مداويافداواه خير الناس منه بريقه فبورك مرقيا و بورك راقيا

5-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن صفوان بن يحيى عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية ثم لم ينزل بعدها فريضة ثم نزل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بكراع الغميم فأقامها رسول الله بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة

  -6  فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ قال نزلت هذه الآية في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ قال نزلت هذه الآية في منصرف رسول الله ص من حجة الوداع و حج رسول الله ص حجة الوداع لتمام عشر حجج من مقدمة المدينة و كان من قوله بمنى أن حمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس اسمعوا قولي و اعقلوه عني فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ثم قال هل تعلمون أي يوم أعظم حرمة قال الناس هذا اليوم قال فأي شهر قال الناس هذا قال ص و أي بلد أعظم حرمة قال الناس بلدنا هذا قال ص فإن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا هل بلغت أيها الناس قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال ص ألا و كل مأثرة أو بدع كانت في الجاهلية أو دم أو مال فإنها تحت قدمي هاتين ليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال ألا و كل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع و أول موضوع منه ربا العباس بن عبد المطلب ألا و كل دم كانت في الجاهلية فهو موضوع و أول موضوع منه دم ربيعة ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال ألا و إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه و لكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم ألا و إنه إذا أطيع فقد عبد ألا يا أيها الناس إن المسلم أخو المسلم حقا و لا يحل لامرئ مسلم دم امرئ مسلم و ماله إلا ما أعطاه بطيبة نفس منه و إني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله ألا هل بلغت أيها الناس قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال أيها الناس احفظوا قولي تنتفعوا به بعدي و افقهوه تنتعشوا به بعدي ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا فإن أنتم فعلتم ذلك و لتفعلن لتجدونني في كتيبة بين جبرئيل و ميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف ثم التفت عن يمينه و سكت ساعة ثم قال إن شاء الله أو علي بن أبي طالب ثم قال ألا و إني قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا و من خالفهما فقد هلك ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال ألا و إنه سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عني فأقول رب أصحابي فيقال يا محمد إنهم أحدثوا بعدك و غيروا سنتك فأقول سحقا سحقا فلما كان آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله تعالى إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ فقال رسول الله ص نعيت إلي نفسي ثم نادى الصلاة جامعة في مسجد الخيف فاجتمع الناس و حمد الله و أثنى عليه ثم قال نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها و بلغها لمن لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله و النصيحة لأئمة المسلمين و لزوم جماعتهم فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم و هم يد على من سواهم أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين قالوا يا رسول الله و ما الثقلان فقال كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كإصبعي هاتين و جمع بين سبابتيه و لا أقول كهاتين و جمع بين سبابته و الوسطى فتفضل هذه على هذه فاجتمع قوم من أصحابه و قالوا يريد محمد ص أن يجعل الإمامة في أهل بيته فخرج منهم أربعة نفر إلى مكة و دخلوا الكعبة و تعاهدوا و تعاقدوا و كتبوا فيما بينهم كتابا إن أمات الله محمدا أو قتله أن لا يردوا هذا الأمر في أهل بيته أبدا فأنزل الله

 تعالى على نبيه في ذلك أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ فخرج رسول الله ص من مكة يريد المدينة حتى نزل منزلا يقال له غدير خم و قد علم الناس مناسكهم و أوعز إليهم وصيته إذا نزل عليه هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فقام رسول الله ص فقال تهديد و وعيد فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس هل تعلمون من وليكم قالوا نعم الله و رسوله قال أ لستم تعلمون أني أولى بكم منكم بأنفسكم قالوا بلى قال اللهم اشهد فأعاد ذلك عليهم ثلاثا في كل ذلك يقول مثل قوله الأول و يقول الناس كذلك و يقول اللهم اشهد ثم أخذ بيد أمير المؤمنين صلوات الله عليه فرفعها حتى بدا للناس بياض إبطيهما ثم قال ص ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أحب من أحبه ثم قال اللهم اشهد عليهم و أنا من الشاهدين فاستفهمه عمر من بين أصحابه فقال يا رسول الله هذا من الله أو من رسوله فقال رسول الله ص نعم من الله و من رسوله إنه أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة و أعداءه النار فقال أصحابه الذين ارتدوا بعده قد قال محمد ص في مسجد الخيف ما قال و قال هاهنا ما قال و إن رجع إلى المدينة يأخذنا بالبيعة له فاجتمعوا أربعة عشر نفرا و تأمروا على قتل رسول الله ص و قعدوا له في العقبة و هي عقبة أرشى بين الجحفة و الأبواء فقعدوا سبعة عن يمين العقبة و سبعة عن يسارها لينفروا ناقة رسول ص فلما جن الليل تقدم رسول الله ص في تلك الليلة العسكر فأقبل ينعس على ناقته فلما دنا من العقبة ناداه جبرئيل يا محمد إن فلانا و فلانا و فلانا قد قعدوا لك فنظر رسول الله ص فقال من هذا خلفي فقال حذيفة بن اليمان أنا حذيفة بن اليمان يا رسول الله قال سمعت ما سمعت قال بلى قال فاكتم ثم دنا رسول الله ص منهم فناداهم بأسمائهم فلما سمعوا نداء رسول الله فروا و دخلوا في غمار الناس و قد كانوا عقلوا رواحلهم فتركوها و لحق الناس برسول الله ص و طلبوهم و انتهى رسول الله ص إلى رواحلهم فعرفها فلما نزل قال ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة إن أمات الله محمد أو قتله أن لا يردوا هذا الأمر في أهل بيته أبدا فجاءوا إلى رسول الله فحلفوا أنهم لم يقولوا من ذلك شيئا و لم يريدوه و لم يهموا بشي‏ء من رسول الله ص فأنزل الله يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا من قتل رسول الله ص وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَ إِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ ما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ فرجع رسول الله ص إلى المدينة و بقي بها المحرم و النصف من صفر لا يشتكي شيئا ثم ابتدأ به الوجع الذي توفي فيه ص

 توضيح قال الجزري في الحديث ألا إن كل دم و مأثرة كانت في الجاهلية فإنها تحت قدمي هاتين مآثر العرب مكارمها و مفاخرها التي تؤثر عنها أي تروى و تذكر أراد إخفاءها و إعدامها و إذلال أمر الجاهلية و نقض سنتها و قال فلا أنتعش أي فلا أرتفع و انتعش العاثر إذا نهض من عثرته و قال الكتيبة القطعة العظيمة من الجيش. قوله ص أو علي بن أبي طالب عطف على الياء في قوله لتجدوني و سكونه و التفاته كان لاستماع الوحي حيث أوحي إليه أنه يفعل ذلك علي ع و قال الجزري في حديث الحوض فأقول سحقا سحقا أي بعدا بعدا قوله نعيت إلي نفسي قال الطبرسي اختلف في أنهم من أي وجه علموا ذلك و ليس في ظاهره نعي فقيل لأن التقدير فسبح بحمد ربك فإنك حينئذ لاحق بالله و ذائق الموت كما ذاق من قبلك من الرسل و عند الكمال يرقب الزوال كما قيل.

إذا تم أمر دنا نقصه. توقع زوالا إذا قيل تم.

 و قيل لأنه سبحانه أمره بتجديد التوحيد و استدراك الفائت بالاستغفار و ذلك مما يلزم عند الانتقال من هذه الدار إلى دار الأبرار. و قال الجزري فيه نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها نضره و نضره و أنضره أي نعمه و يروى بالتخفيف و التشديد من النضارة و هي في الأصل حسن الوجه و البريق و إنما أراد حسن خلقه و قدره و قال في قوله يغل هو من الإغلال الخيانة في كل شي‏ء و يروى يغل بفتح الياء من الغل و هو الحقد و الشحناء أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق و روى يغل بالتخفيف من الوغول في الشر و المعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة و الدغل و الشر و عليهن في موضع الحال تقديره لا يغل كائنا عليهن قلب مؤمن. و قال فيه فإن دعوتهم تحيط من ورائهم أي تحوطهم و تكفيهم و تحفظهم. أقول و يمكن أن يكون من على صيغة الموصول أو بالكسر حرف جر على التقديرين يحتمل أن يكون المراد بالدعوة دعاء النبي إلى الإسلام أو دعاؤه و شفاعته لنجاتهم و سعاداتهم أو الأعم منه و من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بأن يكون إضافة الدعوة إلى الفاعل و على التقدير الأول يحتمل أن يكون المعنى أن دعوة النبي ص ليست مختصة بالحاضرين بل تبليغه ص يشمل الغائبين و من يأتي بعدهم من المعدومين قوله تتكافأ دماؤهم أي تتساوى في القصاص و الديات و قال الجزري الذمة العهد و الأمان و منه الحديث يسعى بذمتهم أدناهم أي إذا أعطى أحد لجيش العدو أمانا جاز ذلك على جميع المسلمين و ليس لهم أن يخفروه و لا أن ينقضوا عليه عهده. أقول لعل المعنى أن أدنى المسلمين يسعى في تحصيل الذمة لكافر على جميع المسلمين و هو كناية عن قبول أمانه فإنه لو لم يقبل أمانه لم يسع في ذلك و يمكن أن يقرأ يسعى على البناء للمجهول و يكون أدناهم بدلا عن الضمير في قوله بذمتهم و الأول أظهر و قال الجزري فيه هم يد على من سواهم أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسع التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الأديان و الملل كأنه جعل أيديهم يدا واحدة و فعلهم فعلا واحدا و قال الجوهري أوعزت إليه في كذا و كذا أي تقدمت

7-  ب، ]قرب الإسناد[ السندي بن محمد عن صفوان الجمال قال قال أبو عبد الله ع لما نزلت هذه الآية في الولاية أمر رسول الله ص بالدوحات في غدير خم فقممن ثم نودي الصلاة جامعة ثم قال أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه أ لست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى قال من كنت مولاه فعلي مولاه رب وال من والاه و عاد من عاداه ثم أمر الناس يبايعون عليا فبايعه الناس لا يجي‏ء أحد إلا بايعه و لا يتكلم منهم أحد ثم جاء زفر و حبتر فقال ص له يا زفر بايع عليا بالولاية فقال من الله و من رسوله قال من الله و من رسوله ثم جاء حبتر فقال ص بايع عليا بالولاية فقال من الله و من رسوله ثم ثنى عطفه ملتفتا فقال لزفر لشد ما يرفع بضبع ابن عمه

 بيان قال الجزري الضبع بسكون الباء وسط العضد و قيل هو ما تحت الإبط

8-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن الحسن التاجر عن الحسن بن علي الصوفي عن زكريا بن محمد عن محمد بن علي عن جعفر بن محمد ع قال لما أقام رسول الله ص أمير المؤمنين عليا يوم غدير خم كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين منهم أبو بكر و عمر و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص و أبو عبيدة و سالم مولى أبي حذيفة و المغيرة بن شعبة قال عمر أ ما ترون عينيه كأنهما عينا مجنون يعني النبي ص الساعة يقوم و يقول قال لي ربي فلما قام قال أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله و رسوله قال اللهم فاشهد ثم قال ألا من كنت مولاه فعلي مولاه و سلموا عليه بإمرة المؤمنين فأنزل جبرئيل ع و أعلم رسول الله ص بمقالة القوم فدعاهم فسألهم فأنكروا و حلفوا فأنزل الله يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا

9-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عميرة عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين ع للناس في قوله يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي بغدير خم فقال من كنت مولاه فعلي مولاه فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر و حثوا التراب على رءوسهم فقال لهم إبليس ما لكم فقالوا إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شي‏ء إلى يوم القيامة فقال لهم إبليس كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني فأنزل الله على رسوله وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ الآية

10-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن حسان عن أبي عبد الله ع في قوله وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ قال الولاية نزلت لأمير المؤمنين ع يوم الغدير

11-  فس، ]تفسير القمي[ أبي رفعه قال قال أبو عبد الله ع لما نزلت الولاية و كان من قول رسول الله بغدير خم سلموا على علي بإمرة المؤمنين فقالا من الله و من رسوله فقال لهما نعم حقا من الله و من رسوله إنه أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة و يدخل أعداءه النار فأنزل الله عز و جل وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ يعني قول رسول الله من الله و من رسوله ثم ضرب لهم مثلا فقال وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ

12-  ب، ]قرب الإسناد[ السندي بن محمد عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لما نزلت الولاية لعلي ع قام رجل من جانب الناس فقال لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها بعده إلا كافر فجاءه الثاني فقال له يا عبد الله من أنت قال فسكت فرجع الثاني إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله إني رأيت رجلا في جانب الناس و هو يقول عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها إلا كافر فقال يا فلان ذلك جبرئيل فإياك أن تكون ممن يحل العقدة فينكص

13-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبيه ع قال إن إبليس رن أربع رنات يوم لعن و يوم أهبط إلى الأرض و يوم بعث النبي ص و يوم الغدير

14-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله

15-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب و ابن يزيد معا عن ابن أبي عمير و حدثنا أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير و حدثنا ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن ابن أبي عمير و حدثنا ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال لما رجع رسول الله ص من حجة الوداع و نحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة أمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم ثم نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت و إنكم ميتون و كأني قد دعيت فأجبت و إني مسئول عما أرسلت به إليكم و عما خلفت فيكم من كتاب الله و حجته و إنكم مسئولون فما أنتم قائلون لربكم قالوا نقول قد بلغت و نصحت و جاهدت فجزاك الله عنا أفضل الجزاء ثم قال لهم أ لستم تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله إليكم و أن الجنة حق و أن النار حق و أن البعث بعد الموت حق فقالوا نشهد بذلك قال اللهم اشهد على ما يقولون ألا و إني أشهدكم أني أشهد أن الله مولاي و أنا مولى كل مسلم و أنا أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فهل تقرون بذلك و تشهدون لي به فقالوا نعم نشهد لك بذلك فقال ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه و هو هذا ثم أخذ بيد علي ع فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما ثم قال اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ألا و إني فرطكم و أنتم واردون علي الحوض غدا و هو حوض عرضه ما بين بصري و صنعاء فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء ألا و إني سائلكم غدا ما ذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذ وردتم على حوضي و ما ذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف خلفتموني فيهما حين تلقوني قالوا و ما هذان الثقلان يا رسول الله قال أما الثقل الأكبر فكتاب الله عز و جل سبب ممدود من الله و مني في أيديكم طرفه بيد الله و الطرف الآخر بأيديكم فيه علم ما مضى و ما بقي إلى أن تقوم الساعة و أما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن و هو علي بن أبي طالب و عترته ع و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض قال معروف بن خربوذ فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر ع فقال صدق أبو الطفيل هذا كلام وجدناه في كتاب علي ع و عرفناه

 إيضاح بصري بالضم موضع بالشام و صنعاء بالمد قصبة باليمن

16-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن سهل بن قاسم النوشجاني قال قال رجل للرضا ع يا ابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن الزبير أنه قال توفي النبي ص و هو في تقية فقال أما بعد قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فإنه أزال كل تقية بضمان الله عز و جل له و بين أمر الله تعالى و لكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده و أما قبل نزول هذه الآية فلعله

17-  مع، ]معاني الأخبار[ بالأسانيد إلى دارم عن نعيم بن سالم عن أنس قال سمعت رسول الله ص يقول يوم غدير خم و هو آخذ بيد علي ع أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله

18-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن أحمد القلانسي عن عبد الله بن محمد عن عبد الرحمن بن صالح عن موسى بن عمران عن أبي إسحاق السبيعي عن زيد بن أرقم قال سمعت رسول الله ص بغدير خم يقول إن الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي لعن الله من ادعى إلى غير أبيه لعن الله من تولى إلى غير مواليه الولد لصاحب الفراش و للعاهر الحجر و ليس لوارث وصية ألا و قد سمعتم مني و رأيتموني ألا من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ألا و إني فرط لكم على الحوض و مكاثر بكم الأمم يوم القيامة فلا تسودوا وجهي ألا لأستنقذن رجالا من النار و ليستنقذن من يدي أقوام إن الله مولاي و أنا مولى كل مؤمن و مؤمنة ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه

19-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن علي بن قادم عن إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن سهم بن حصين الأسدي قال قدمت إلى مكة أنا و عبد الله بن علقمة و كان عبد الله بن علقمة سبابة لعلي صلوات الله عليه دهرا قال قلت له هل لك في هذا يعني أبا سعيد الخدري تحدث به عهدا قال نعم فأتيناه فقال هل سمعت لعلي منقبة قال نعم إذا حدثتك تسأل عنها المهاجرين و الأنصار و قريشا إن رسول الله ص قال يوم غدير خم فأبلغ ثم قال أيها الناس أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى قالها ثلاث مرات ثم قال ادن يا علي فرفع رسول الله ص يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما قال من كنت مولاه فعلي مولاه ثلاث مرات ثم قال فقال عبد الله بن علقمة أنت سمعت هذا من رسول الله ص قال أبو سعيد نعم و أشار إلى أذنيه و صدره قال سمعته أذناي و وعاه قلبي قال عبد الله بن شريك فقدم علينا عبد الله بن علقمة و سهم بن حصين فلما صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة فقال إني أتوب إلى الله و أستغفره من سب علي ع ثلاث مرات

 توضيح قال الجزري فيه أنه كان يصلي الهجير حين تدحض الشمس أراد صلاة الهجير يعني الظهر فحذف المضاف و الهجير و الهاجرة اشتداد الحر نصف النهار

20-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن الحسن بن جعفر بن مدرار عن عمه طاهر عن معاوية بن ميسرة عن الحكم بن عتيبة و سلمة بن كهيل عن حبيب الإسكاف عن زيد بن أرقم قال خطبنا رسول الله ص يوم غدير خم فقال ص من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

21-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن الحسن بن علي بن عفان عن عبد الله عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مر و سعيد بن وهب و عن زيد بن نقيع قالوا سمعنا عليا ع يقول في الرحبة أنشد الله من سمع النبي يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام فقام ثلاثة عشر فشهدوا أن رسول الله ص قال أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى يا رسول الله فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه و انصر من نصره و اخذل من خذله قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث يا با بكر من أنسا أخر

22-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالأسانيد عن الحسن عن عبيد الله بن موسى عن هانئ بن أيوب عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد أنه سمع عليا ع في الرحبة ينشد الناس من سمع رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقام بضعة عشر فشهدوا

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن الحسن مثله

 بشا، ]بشارة المصطفى[ أبو علي بن شيخ الطائفة و محمد بن أحمد بن شهريار عن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن أبي عمرو عن ابن عقدة مثله

23-  ما ابن الصلت عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن علي بن ثابت عن منصور بن الأسود عن مسلم الملائي عن أنس بن مالك أنه سمع رسول الله ص يقول يوم غدير خم أنا أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ و أخذ بيد علي ع و قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

24-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن علي بن محمد عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و اخذل من خذله و انصر من نصره

 أقول نورد هاهنا ما ذكره السيد جمال الدين بن طاوس في كتاب الإقبال في ذكر عمل يوم الغدير من أخباره قال اعلم أن نص النبي على مولانا علي بن أبي طالب ع يوم الغدير بالإمامة لا يحتاج إلى كشف و بيان لأهل العلم و الأمانة و الدراية و إنما نذكر تنبيها على بعض من رواه ليقصد من شاء و يقف على معناه فمن ذلك ما صنفه أبو سعد مسعود بن ناصر السجستاني المخالف لأهل البيت في عقيدته المتفق عند أهل المعرفة به على صحة ما يرويه لأهل البيت و أمانته صنف كتابا سماه كتاب الدراية في حديث الولاية و هو سبعة عشر جزءا روي فيه حديث نص النبي ص بتلك المناقب و المراتب على مولانا علي بن أبي طالب ع عن مائة و عشرين نفسا من الصحابة و من ذلك ما رواه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ الكبير في كتاب صنفه و سماه كتاب الرد على الحرقوصية روي فيه حديث يوم الغدير و ما نص النبي ص على علي ع بالولاية و المقام الكبير و روي ذلك من خمس و سبعين طريقا و من ذلك ما رواه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب سماه كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة و من ذلك الذي لم يكن مثله في زمانه أبو العباس أحمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الذي زكاه و شهد بعلمه الخطيب مصنف تاريخ بغداد فإنه صنف كتابا سماه حديث الولاية وجدت هذا الكتاب بنسخة قد كتبت في زمن أبو العباس بن عقدة مصنفه تاريخها سنة ثلاثين و ثلاثمائة صحيح النقل عليه خط الطوسي و جماعة من شيوخ الإسلام لا يخفى صحة ما تضمنه على أهل الأفهام و قد روي فيه نص النبي على مولانا علي ع بالولاية من مائة و خمس طرق و إن عددت أسماء المصنفين من المسلمين في هذا الباب طال ذلك على من يقف على هذا الكتاب و جميع هذه التصانيف عندنا الآن إلا كتاب الطبري. فصل في بعض تفصيل ما جرت عليه حال يوم الغدير من التعظيم و التبجيل اعلم أن ما نذكر في هذا الفصل ما رواه أيضا مخالفو الشيعة المعتمد عليهم في النقل فمن ذلك ما رواه عنهم مصنف كتاب النشر و الطي و جعله حجة ظاهرة باتفاق العدو و الولي و حمل به نسخة إلى الملك شاه مازندران رستم بن علي لما حضره بالري فقال فيما رواه عن رجالهم.

 فصل و عن أحمد بن محمد بن علي المهلب أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن القاسم الشعراني عن أبيه حدثنا سلمة بن الفضل الأنصاري عن أبي مريم عن قيس بن حيان عن عطية السعدي قال سألت حذيفة بن اليمان عن إقامة النبي ص عليا يوم الغدير غدير خم كيف كان فقال إن الله تعالى أنزل على نبيه أقول أنا لعله يعني بالمدينة النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ فقالوا يا رسول الله ما هذه الولاية التي أنتم بها أحق منا بأنفسنا فقال ص السمع و الطاعة فيما أحببتم و كرهتم فقلنا سمعنا و أطعنا فأنزل الله تعالى وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ مِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَ أَطَعْنا فخرجنا إلى مكة مع النبي ص في حجة الوداع فنزل جبرئيل فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول انصب عليا علما للناس فبكى النبي ص حتى اخضلت لحيته و قال يا جبرئيل إن قومي حديثو عهد بالجاهلية ضربتهم على الدين طوعا و كرها حتى انقادوا لي فكيف إذا حملت على رقابهم غيري فصعد جبرئيل

 ثم قال صاحب كتاب النشر و الطي عن حذيفة و قد كان النبي ص بعث عليا إلى اليمن فوافى مكة و نحن مع الرسول ص ثم توجه علي ع يوما نحو الكعبة يصلي فلما ركع أتاه سائل فتصدق عليه بحلقة خاتمه فأنزل الله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فكبر رسول الله ص و قرأه علينا ثم قال قوموا نطلب هذه الصفة التي وصف الله بها فلما دخل رسول الله المسجد استقبله سائل فقال من أين جئت فقال من عند هذا المصلي تصدق علي بهذه الحلقة و هو راكع فكبر رسول الله ص و مضى نحو علي فقال يا علي ما أحدثت اليوم من خير فأخبره بما كان منه إلى السائل فكبر ثالثة فنظر المنافقون بعضهم إلى بعض و قالوا إن أفئدتنا لا تقوى على ذلك أبدا مع الطاعة له فنسأل رسول الله أن يبدله لنا فأتوا رسول الله ص فأخبروه بذلك فأنزل الله تعالى قرآنا و هو قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي الآية فقال جبرئيل يا رسول الله أتمه فقال حبيبي جبرئيل قد سمعت ما تأمروا به فانصرف عن رسول الله ص الأمين جبرئيل

 ثم قال صاحب كتاب النشر و الطي من غير حديث حذيفة فكان من قول رسول الله ص في حجة الوداع بمنى يا أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كإصبعي هاتين و جمع بين سبابتيه ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا و من خالفهما فقد هلك ألا هل بلغت أيها الناس قالوا نعم قال اللهم اشهد

ثم قال صاحب كتاب النشر و الطي فلما كان في آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله عليه إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ إلى آخرها فقال ص نعيت إلي نفسي فجاء إلى مسجد الخيف فدخله و نادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فحمد الله و أثنى عليه و ذكر خطبته ثم قال فيها أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر كتاب الله عز و جل طرف بيد الله تعالى و طرف بأيديكم فتمسكوا به و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كإصبعي هاتين و جمع بين سبابتيه و لا أقول كهاتين و جمع بين سبابته و الوسطى فتفضل هذه على هذه. قال مصنف كتاب النشر و الطي فاجتمع قوم و قالوا يريد محمد ص أن يجعل الإمامة في أهل بيته فخرج منهم أربعة و دخلوا إلى مكة و دخلوا الكعبة و كتبوا فيما بينهم إن أمات الله محمدا أو قتل لا يرد هذا الأمر في أهل بيته فأنزل الله تعالى أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ أقول فانظر هذا التدريج من النبي ص و التلطف من الله تعالى في نصه على مولانا علي صلوات الله عليه فأول أمره بالمدينة قال سبحانه وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ فنص على أن الأقرب إلى النبي ص أولى به من المؤمنين و المهاجرين فعزل جل جلاله عن هذه الولاية المؤمنين و المهاجرين و خص بها أولي الأرحام من سيد المرسلين ثم انظر كيف نزل جبرئيل بعد خروجه إلى مكة بالتعيين على علي ع فلما راجع النبي ص و أشفق على قومه من حسدهم لعلي ع كيف عاد الله جل جلاله أنزل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ و كشف عن علي ع بذلك الوصف ثم انظر كيف مال النبي إلى التوطئة بذكر أهل بيته بمنى ثم عاد ذكرهم في مسجد الخيف. ثم ذكر صاحب كتاب النشر و الطي توجههم إلى المدينة و مراجعة رسول الله ص مرة بعد مرة لله جل جلاله و ما تكرر من الله تعالى إلى رسول الله ص في ولاية علي ع قال حذيفة و أذن النبي ص بالرحيل نحو المدينة فارتحلنا ثم قال صاحب كتاب النشر و الطي فنزل جبرئيل على النبي ص بضجنان في حجة الوداع بإعلان علي ثم قال صاحب الكتاب فخرج رسول الله ص حتى نزل الجحفة فلما نزل القوم و أخذوا منازلهم فأتاه جبرئيل فأمره أن يقوم بعلي ع فقال يا رب إن قومي حديثو عهد بالجاهلية فمتى أفعل هذا يقولوا فعل بابن عمه. أقول و زاد في الجحفة أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني في كتاب الدراية فقال بإسناده عن عدة طرق إلى عبد الله بن عباس قال لما خرج النبي ص في حجة الوداع فنزل جحفة أتاه جبرئيل فأمره أن يقوم بعلي ع قال أ لستم تزعمون أني أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى يا رسول الله قال ص فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه و انصر من نصره و أعن من أعانه قال ابن عباس وجبت و الله في أعناق الناس. أقول و سار النبي ص من الجحفة قال مسعود السجستاني في كتاب الدراية بإسناده إلى عبد الله بن عباس أيضا قال أمر رسول الله ص أن يبلغ ولاية علي ع فأنزل الله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. يقول رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس أمده الله بعناياته و أيده بكراماته اعلم أن موسى نبي الله راجع الله تعالى في إبلاغ رسالته و قال في مراجعته إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ و إنما كان قتل نفسا واحدة و أما علي بن أبي طالب ع فإنه كان قد قتل من قريش و غيرهم من القبائل قتلى كل واحد منهم يحتمل مراجعة النبي ص لله جل جلاله في تأخير ولاية مولانا علي ع و ترك إظهار عظيم فضله و شرف محله و كان النبي ص

  شفيقا على أمته كما وصفه الله جل جلاله فأشفق عليهم من الامتحان بإظهار ولاية علي ع في أوان و يحتمل أن يكون الله عز و جل أذن للنبي ص في مراجعته ليظهر لأمته أنه ما آثره لمولانا علي ع و إنما الله جل جلاله آثره كما قال ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى. قال صاحب كتاب النشر و الطي في تمام حديثه ما هذا لفظه فهبط جبرئيل ع فقال اقرأ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الآية و قد بلغنا غدير خم في وقت لو طرح اللحم فيه على الأرض لانشوى و انتهى إلينا رسول الله ص فنادى الصلاة جامعة و لقد كان أمر علي ع أعظم عند الله مما يقدر فدعا المقداد و سلمان و أبا ذر و عمارا فأمرهم أن يعمدوا إلى أصل شجرتين فيقموا ما تحتهما فكسحوه و أمرهم أن يضعوا الحجارة بعضها على بعض كقامة رسول الله ص و أمر بثوب فطرح عليه ثم صعد النبي ص المنبر ينظر يمنة و يسرة و ينتظر اجتماع الناس إليه فلما اجتمعوا فقال. الحمد لله الذي علا في توحده و دنا في تفرده إلى أن قال أقر له على نفسي بالعبودية و أشهد له بالربوبية و أؤدي ما أوحى إلي حذار إن لم أفعل أن تحل بي قارعة أوحى إلي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الآية معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله الله تبارك و تعالى و أنا أبين لكم سبب هذه الآية أن جبرئيل هبط إلي مرارا أمرني عن السلام أن أقول في المشهد و أعلم الأبيض و الأسود أن علي بن أبي طالب أخي و خليفتي و الإمام بعدي أيها الناس علمي بالمنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم و يحسبونه هينا وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ و كثرة أذاهم لي مرة سموني أذنا لكثرة ملازمته إياي و إقبالي عليه حتى أنزل الله وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ محيط و لو شئت أن أسمي القائلين بأسمائهم لسميت و اعلموا أن الله قد نصبه لكم وليا و إماما مفترضا طاعته على المهاجرين و الأنصار و على التابعين و على البادي و الحاضر و على العجمي و العربي و على الحر و المملوك و على الكبير و الصغير و إلى الأبيض و الأسود و على كل موحد فهو ماض حكمه جائز قوله نافذ أمره ملعون من خالفه مرحوم من صدقه معاشر الناس تدبروا القرآن و افهموا آياته و محكماته و لا تتبعوا متشابهه فو الله لا يوضح تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و رافعها بيدي و معلمكم أن من كنت مولاه فهو مولاه و هو على معاشر الناس إن عليا و الطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر و القرآن الثقل الأكبر لن يفترقا حتى يردا علي الحوض و لا تحل إمرة المؤمنين لأحد بعدي غيره. ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه على درجة دون مقامه متيامنا عن وجه رسول الله ص فرفعه بيده و قال أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله و رسوله فقال ص ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله إنما أكمل الله لكم دينكم بولايته و إمامته و ما نزلت آية خاطب الله بها المؤمنين إلا بدأ به و لا شهد الله بالجنة في هل أتى إلا له و لا أنزلها في غيره ذرية كل نبي من صلبه و ذريتي من صلب علي لا يبغض عليا إلا شقي و لا يوالي عليا إلا تقي و في علي نزلت وَ الْعَصْرِ و تفسيرها و رب عصر القيامة إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ أعداء آل محمد إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا بولايتهم وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ بمواساة إخوانهم وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ في غيبة غائبهم. معاشر الناس آمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزل أنزل الله النور في ثم في علي ثم النسل منه إلى المهدي الذي يأخذ بحق الله معاشر الناس إني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل إلا أن عليا الموصوف بالصبر و الشكر ثم من بعده من ولده من صلبه معاشر الناس قد ضل من قبلكم أكثر الأولين أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم أن تسلكوا الهدى إليه ثم على من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون

  بالحق إني قد بينت لكم و فهمتكم هذا علي يفهمكم بعدي ألا و إني عند انقطاع خطبتي أدعوكم إلى مصافحتي على بيعته و الإقرار له بولايته ألا إني بايعت لله و علي بايع لي و أنا آخذكم بالبيعة له عن الله فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً. معاشر الناس أنتم أكثر من أن تصافحوني بكف واحدة قد أمرني الله أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدتم الإمرة لعلي بن أبي طالب و من جاء من بعده من الأئمة مني و منه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه فليبلغ الحاضر الغائب فقولوا سامعين مطيعين راضين لما بلغت عن ربك نبايعك على ذلك بقلوبنا و ألسنتنا و أيدينا على ذلك نحيا و نموت و نبعث لا نغير و لا نبدل و لا نشك و لا نرتاب أعطينا بذلك الله و إياك و عليا و الحسن و الحسين و الأئمة الذين ذكرت كل عهد و ميثاق من قلوبنا و ألسنتنا لا نبتغي بذلك بدلا و نحن نؤدي ذلك إلى كل من رأينا فبادر الناس بنعم نعم سمعنا و أطعنا أمر الله و أمر رسوله آمنا به بقلوبنا و تداكوا على رسول الله و علي بأيديهم إلى أن صليت الظهر و العصر في وقت واحد و باقي ذلك اليوم إلى أن صليت العشاءان في وقت واحد و رسول الله ص يقول كلما أتى فوج الحمد لله الذي فضلنا على العالمين. فصل و أما ما رواه مسعود بن ناصر السجستاني في صفة نص النبي ص على مولانا علي ع بالولاية فإنه مجلد أكثر من عشرين كراسا و أما الذي ذكره محمد بن جرير صاحب التاريخ في ذلك فإنه مجلد و كذلك ما ذكره أبو العباس بن عقدة و غيره من العلماء و أهل الروايات فإنها عدة مجلدات. فصل و أما ما جرى من إظهار بعض من حضر في يوم الغدير لكراهة نص النبي ص على مولانا علي ع فقد ذكر الثعلبي في تفسيره أن الناس تنحوا عن النبي ص و أمر عليا فجمعهم فلما اجتمعوا قام و هو متوسد على يد علي بن أبي طالب

  ع فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ثم قال لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه فرضي الله عنه كما أنا راض عنه فإنه لا يختار على قربي و محبتي شيئا ثم رفع يديه فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال فابتدر الناس إلى رسول الله ص يبكون و يتضرعون و يقولون يا رسول الله ما تنحينا عنك إلا كراهية أن نثقل عليك فنعوذ بالله من سخط رسوله فرضي رسول الله عنهم عند ذلك. أقول روى السيد في الطرائف و ابن بطريق في العمدة عن ابن المغازلي بإسناده إلى جابر بن عبد الله أن رسول الله ص نزل بخم فتنحى الناس عنه فأمر عليا فجمعهم إلى آخر الخبر. ثم قال في الإقبال. فصل و قال مصنف كتاب النشر و الطي قال أبو سعيد الخدري فلم ننصرف حتى نزلت هذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فقال رسول الله ص الحمد لله على كمال الدين و تمام النعمة و رضي الرب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب و نزلت الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ الآية قال صاحب الكتاب فقال الصادق ع يئس الكفرة و طمع الظلمة. قلت أنا و قال مسلم في صحيحه بإسناده إلى طارق بن شهاب قال قالت اليهود لعمر لو علينا معشر اليهود نزلت هذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً نعلم اليوم الذي أنزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيدا و روى نزول هذه يوم الغدير جماعة من المخالفين ذكرناهم في الطرائف و قال مصنف كتاب النشر و الطي ما هذا لفظه فصل و روي أن الله تعالى عرض عليا على الأعداء يوم الابتهال فرجعوا عن العداوة و عرضه على الأولياء يوم الغدير فصاروا أعداء فشتان ما بينهما

 و روى أبو سعيد السمان بإسناده أن إبليس أتى رسول الله ص في صورة شيخ حسن السمت فقال يا محمد ما أقل من يبايعك على ما تقول في ابن عمك علي فأنزل الله وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فاجتمع جماعة من المنافقين الذين نكثوا عهده فقالوا قد قال محمد بالأمس في مسجد الخيف ما قال و قال هاهنا ما قال فإن رجع إلى المدينة يأخذ البيعة له و الرأي أن نقتل محمدا قبل أن يدخل المدينة فلما كان في تلك الليلة قعد له ص أربعة عشر رجلا في العقبة ليقتلوه و هي عقبة بين الجحفة و الأبواء فقعد سبعة عن يمين العقبة و سبعة عن يسارها لينفروا ناقته فلما أمسى رسول الله ص صلى و ارتحل و تقدم أصحابه و كان على ناقة ناجية فلما صعد العقبة ناداه جبرئيل يا محمد إن فلانا و فلانا و سماهم كلهم و ذكر صاحب الكتاب أسماء القوم المشار إليهم ثم قال قال جبرئيل يا محمد هؤلاء قد قعدوا لك في العقبة ليغتالوك فنظر رسول الله ص إلى من خلفه فقال من هذا خلفي فقال حذيفة بن اليمان أنا حذيفة يا رسول الله قال ص سمعت ما سمعناه قال نعم قال اكتم ثم دنا منهم فناداهم بأسمائهم و أسماء آبائهم فلما سمعوا نداء رسول الله ص مروا و دخلوا في غمار الناس و تركوا رواحلهم و قد كانوا عقلوها داخل العقبة و لحق الناس برسول الله ص و انتهى رسول الله ص إلى رواحلهم فعرفها فلما نزل قال ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة إن أمات الله محمدا أو قتل لا يرد هذا الأمر إلى أهل بيته ثم هموا بما هموا به فجاءوا إلى رسول الله ص يحلفون أنهم لم يهموا بشي‏ء من ذلك فأنزل الله تبارك و تعالى يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا الآية

 فصل و بلغ أمر الحسد لمولانا علي ع على ذلك المقام و الإنعام إلى بعضهم الهلاك و الاصطلام

 فروى الحاكم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة و هو من أعيان رجال الجمهور فقال قرأت على أبي بكر محمد بن محمد الصيدلاني فأقر به حدثكم أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني حدثنا عبد الرحمن بن الحسين الأسدي حدثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي حدثنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان بن سعيد حدثنا منصور بن ربعي عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله ص لعلي ع من كنت مولاه فهذا علي مولاه قام النعمان بن المنذر الفهري فقال هذا شي‏ء قلته من عندك أو شي‏ء أمرك به ربك قال لا بل أمرني به ربي فقال اللهم أنزل علينا حجارة من السماء فما بلغ رحله حتى جاءه حجر فأدماه فخر ميتا فأنزل الله تعالى سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ

 أقول و روى هذا الحديث الثعلبي في تفسيره للقرآن بأفضل و أكمل من هذه الرواية و كذلك رواه صاحب كتاب النشر و الطي قال لما كان رسول الله ص بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي ع و قال من كنت مولاه فعلي مولاه فشاع ذلك في كل بلد فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فأتى رسول الله ص على ناقة له حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته و أناخها و عقلها ثم أتى النبي و هو في ملإ من أصحابه قال يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله فقبلناه و أمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه و أمرتنا بالحج فقبلناه ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا و قلت من كنت مولاه فعلي مولاه أ هذا شي‏ء من عندك أم من الله فقال و الله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله فولى الحارث يريد راحلته و هو يقول اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته و خرج من دبره فقتله

بيان ناقة ناجية و نجية سريعة

25-  ك، ]إكمال الدين[ محمد بن إبراهيم عن العباس بن الفضل عن أبي ذرعة عن كثير بن يحيى أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب عن أبي ثابت عن عمرو بن واثلة عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله ص من حجة الوداع نزل بغدير خم ثم أمر بدوحات فقم ما تحتهن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله و عترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال إن الله مولاي و أنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ع فقال من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال قلت لزيد بن أرقم أنت سمعته من رسول الله قال ما كان في الدوحات أحد إلا و رآه بعينه و سمعه بإذنه

 ك، ]إكمال الدين[ محمد بن عمر الحافظ عن عبد الله بن سليمان عن أحمد بن معلى عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة مثله

26-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب محمد بن أبي الثلج بإسناده قال قال أبو عبد الله جعفر الصادق ع أنزل الله عز و جل على نبيه ص بكراع الغميم يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فذكر قيام رسول الله بالولاية بغدير خم قال و نزل جبرئيل بقول الله عز و جل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً بعلي أمير المؤمنين في هذا اليوم أكمل لكم معاشر المهاجرين و الأنصار دينكم و أتم عليكم نعمته و رضي لكم الإسلام دينا فاسمعوا له و أطيعوا تفوزوا و تغنموا

27-  شي، ]تفسير العياشي[ عن زرارة عن أبي جعفر ع قال آخر فريضة أنزلها الله الولاية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فلم ينزل من الفرائض شيئا بعدها حتى قبض الله رسوله

28-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لما نزل رسول الله عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل فقال له يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك قل لأمتك الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بولاية علي بن أبي طالب وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً و لست أنزل عليكم بعد هذا قد أنزلت عليكم الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و هي الخامسة و لست أقبل هذه الأربعة إلا بها

29-  شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن أذينة قال سمعت زرارة عن أبي جعفر ع أن الفريضة كانت تنزل ثم تنزل الفريضة الأخرى فكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فقال أبو جعفر ع يقول الله لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة

 شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال تمام النعمة دخول الجنة

30-  شي، ]تفسير العياشي[ عن صفوان الجمال قال قال أبو عبد الله لما نزلت هذه الآية بالولاية أمر رسول الله ص بالدوحات دوحات غدير خم فقممن ثم نودي الصلاة جامعة ثم قال أيها الناس أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه رب وال من والاه و عاد من عاداه ثم أمر الناس ببيعته و بايعه الناس لا يجي‏ء أحد إلا بايعه لا يتكلم حتى جاء أبو بكر فقال يا أبا بكر بايع عليا بالولاية فقال من الله أو من رسوله فقال من الله و من رسوله ثم جاء عمر فقال بايع عليا بالولاية فقال من الله أو من رسوله فقال من الله و من رسوله ثم ثنى عطفيه فالتفت فقال لأبي بكر لشد ما يرفع بضبعي ابن عمه ثم خرج هاربا من العسكر فما لبث أن أتى النبي ص فقال يا رسول الله إني خرجت من العسكر لحاجة فرأيت رجلا عليه ثياب لم أر أحسن منه و الرجل من أحسن الناس وجها و أطيبهم ريحا فقال لقد عقد رسول الله ص لعلي عقدا لا يحله إلا كافر فقال يا عمر أ تدري من ذاك قال لا قال ذاك جبرئيل فاحذر أن تكون أول من تحله فتكفر ثم قال أبو عبد الله ع لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعلي بن أبي طالب ع فما قدر على أخذ حقه و إن أحدكم يكون له المال و له شاهدان فيأخذ حقه فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ في علي ع

31-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي صالح عن ابن عباس و جابر بن عبد الله قالا أمر الله محمدا أن ينصب عليا للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول الله ص أن يقولوا جاء بابن عمه و أن يطغوا في ذلك عليه فأوحى الله إليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فقام رسول الله ص بولايته يوم غدير خم

32-  شي، ]تفسير العياشي[ عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال لما نزل جبرئيل على رسول الله ص في حجة الوداع بإعلان أمر علي بن أبي طالب يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إلى آخر الآية قال فمكث النبي ص ثلاثا حتى أتى الجحفة فلم يأخذ بيده فرقا من الناس فلما نزل الجحفة يوم الغدير في مكان يقال له مهيعة فنادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال النبي ص من أولى بكم من أنفسكم قال فجهروا فقالوا الله و رسوله ثم قال لهم الثانية فقالوا الله و رسوله ثم قال لهم الثالثة فقالوا الله و رسوله فأخذ بيد علي ع فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فإنه مني و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي

33-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد الله ع ابتداء منه العجب يا أبا حفص لما لقي علي بن أبي طالب إنه كان له عشرة آلاف شاهد لم يقدر على أخذ حقه و الرجل يأخذ حقه بشاهدين إن رسول الله ص خرج من المدينة حاجا و تبعه خمسة آلاف و رجع من مكة و قد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة فلما انتهى إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية علي ع و قد كانت نزلت ولايته بمنى و امتنع رسول الله من القيام بها لمكان الناس فقال يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ مما كرهت بمنى فأمر رسول الله ص فقمت السمرات فقال رجل من الناس أما و الله ليأتينكم بداهية فقلت لعمر من الرجل فقال الحبشي

 بيان الحبشي هو عمر لانتسابه إلى الصهاكة الحبشية

34-  شي، ]تفسير العياشي[ عن زياد بن المنذر قال كنت عند أبي جعفر محمد بن علي ع و هو يحدث الناس فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى كان يروي عن الحسن البصري فقال يا ابن رسول الله جعلت فداك إن الحسن البصري يحدثنا حديثا يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل و لا يخبرنا من الرجل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ تفسيرها أ تخشى الناس فالله يعصمك من الناس فقال أبو جعفر ع ما له لا قضى الله دينه يعني صلاته أما أن لو شاء أن يخبر به خبر به إن جبرئيل هبط على رسول الله ص فقال له إن ربك تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم فدله على الصلاة و احتج بها عليه فدل رسول الله ص أمته عليها و احتج بها عليهم ثم أتاه فقال إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك من زكاتهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم فدله على الزكاة و احتج بها عليه فدل رسول الله أمته على الزكاة و احتج بها عليهم ثم أتاه جبرئيل فقال إن الله تعالى يأمرك أن تدل أمتك من صيامهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم و زكاتهم شهر رمضان بين شعبان و شوال يؤتى فيه كذا و يجتنب فيه كذا فدله على الصيام و احتج به عليه فدل رسول الله ص أمته على الصيام و احتج به عليهم ثم أتاه فقال إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك في حجهم مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم و زكاتهم و صيامهم فدله على الحج و احتج عليه فدل رسول الله ص أمته على الحج و احتج به عليهم ثم أتاه فقال إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك في حجهم مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم و زكاتهم و صيامهم فدله على الحج و احتج عليه فدل رسول الله ص أمته على الحج و احتج به عليهم ثم أتاه فقال إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك من وليهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم و زكاتهم و صيامهم و حجهم قال فقال رسول الله ص رب أمتي حديثو عهد بالجاهلية فأنزل الله يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ تفسيرها أ تخشى الناس فالله يعصمك من الناس فقام رسول الله ص فأخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه

35-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال لما أنزل الله على نبيه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ قال فأخذ رسول الله ص بيد علي ع فقال يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبل إلا و قد عمر ثم دعاه الله فأجابه و أوشك أن أدعى فأجيب و أنا مسئول و أنتم مسئولون فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت و نصحت و أديت ما عليك فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين فقال اللهم اشهد ثم قال يا معشر المسلمين ليبلغ الشاهد الغائب أوصى من آمن بي و صدقني بولاية علي إلا أن ولاية علي ولايتي و ولايتي ولاية ربي عهدا عهده إلي ربي و أمرني أن أبلغكموه ثم قال هل سمعتم ثلاث مرات يقولها فقال قائل قد سمعنا يا رسول الله

36-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الإمام موسى بن جعفر ع إن رسول الله ص لما أوقف العالم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في يوم الغدير موقفه المشهور المعروف ثم قال يا عباد الله انسبوني فقالوا أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ثم قال أيها الناس أ لست أولى بكم منكم بأنفسكم فأنا مولاكم أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله فنظر إلى السماء و قال اللهم اشهد يقول هو ذلك و هم يقولون ذلك ثلاثا ثم قال ألا من كنت مولاه و أولى به فهذا مولاه و أولى به اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ثم قال قم يا أبا بكر فبايع له بإمرة المؤمنين فقام ففعل ذلك و بايع له ثم قال قم يا عمر فبايع له بإمرة المؤمنين فقام فبايع ثم قال بعد ذلك لتمام التسعة ثم لرؤساء المهاجرين و الأنصار فبايعوا كلهم فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطاب و قال بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة ثم تفرقوا عن ذلك و قد وكدت عليهم العهود و المواثيق ثم إن قوما من متمرديهم و جبابرتهم تواطئوا بينهم إن كانت لمحمد ص كائنة لندفعن عن علي هذا الأمر و لا نتركنه له فعرف الله ذلك من قبلهم و كانوا يأتون رسول الله ص و يقولون لقد أقمت عليا أحب خلق الله إلى الله و إليك و إلينا كفيتنا به مئونة الظلمة لنا و الجائرين في سياستنا و علم الله تعالى في قلوبهم خلاف ذلك من موالاة بعضهم لبعض و إنهم على العداوة مقيمون و لدفع الأمر عن محقه مؤثرون فأخبر الله عز و جل محمدا عنهم فقال يا محمد وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ الذي أمرك بنصب علي إماما و سائسا لأمتك و مدبرا وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ بذلك و لكنهم مواطئون على هلاكك و هلاكه يوطنون أنفسهم على التمرد على علي إن كانت بك كائنة قوله عز و جل يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَشْعُرُونَ قال موسى بن جعفر ع فاتصل ذلك من مواطاتهم و قيلهم في علي ع و سوء تدبيرهم عليه برسول الله ص فدعاهم و عاتبهم فاجتهدوا في الأيمان و قال أولهم يا رسول الله ما اعتددت بشي‏ء كاعتدادي بهذه البيعة و لقد رجوت أن يفسح الله بها لي في الجنان و يجعلني فيها من أفضل النزال و السكان و قال ثانيهم بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما وثقت بدخول الجنة و النجاة من النار إلا بهذه البيعة و الله ما يسرني إن نقضتها أو نكثت بعد ما أعطيت من نفسي ما أعطيت و إن كان لي طلاع ما بين الثرى إلى العرش لآلي رطبة و جواهر فاخرة و قال ثالثهم و الله يا رسول الله لقد صرت من الفرح بهذه البيعة من السرور و الفتح من الآمال في رضوان الله ما أيقنت أنه لو كانت علي ذنوب أهل الأرض كلها لمحصت عني بهذه البيعة و حلف على ما قال من ذلك و لعن من بلغ عنه رسول الله خلاف ما حلف عليه ثم تتابع بهذا الاعتذار من بعدهم من الجبابرة و المتمردين فقال الله عز و جل لمحمد يُخادِعُونَ اللَّهَ يعني يخادعون رسول الله ص بإبدائهم خلاف ما في جوانحهم وَ الَّذِينَ آمَنُوا كذلك أيضا الذين سيدهم و فاضلهم علي بن أبي طالب ع ثم قال وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ و ما يضرون بتلك الخديعة إلا أنفسهم فالله غني عنهم و عن نصرتهم و لو لا إمهاله لما قدروا على شي‏ء من فجورهم و طغيانهم وَ ما يَشْعُرُونَ أن الأمر كذلك و أن الله يطلع نبيه على نفاقهم و كذبهم و كفرهم و يأمره بلعنهم في لعنة الظالمين الناكثين و ذلك اللعن لا يفارقهم

 في الدنيا يلعنهم خيار عباد الله و في الآخرة يبتلون بشدائد عذاب الله قوله عز و جل فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ قال موسى بن جعفر ع إن رسول الله ص لما اعتذر إليه هؤلاء بما اعتذروا تكرم عليهم بأن قبل ظواهرهم و وكل بواطنهم إلى ربهم لكن جبرئيل أتاه فقال يا محمد إن العلي الأعلى يقرئك السلام و يقول أخرج هؤلاء المردة الذين اتصل بك عنهم في علي و نكثهم لبيعته و توطينهم نفوسهم على مخالفتهم عليا ليظهر من العجائب ما أكرمه الله به من طواعية الأرض و الجبال و السماء له و سائر ما خلق الله لما أوقفه موقفك و أقامه مقامك ليعلموا أن ولي الله عليا غني عنهم و أنه لا يكف عنهم انتقامه إلا بأمر الله الذي له فيه و فيهم التدبير الذي بالغة بالحكمة التي هو عامل بها و ممض لما يوجبها فأمر رسول الله ص الجماعة الذين اتصل به عنهم ما اتصل في أمر علي ع و المواطاة على مخالفته بالخروج فقال لعلي ع لما استنفر عند صفح بعض جبال المدينة يا علي أن الله جل و علا أمر هؤلاء بنصرتك و مساعدتك و المواظبة على خدمتك و الجد في طاعتك فإن أطاعوك فهو خير لهم يصيرون في جنان الله ملوكا خالدين ناعمين و إن خالفوك فهو شر لهم يصيرون في جهنم خالدين معذبين ثم قال رسول الله ص لتلك الجماعة اعلموا أنكم إن أطعتم عليا سعدتم و إن خالفتم شقيتم و أغناه الله عنكم بمن سيريكموه و بما سيريكموه ثم قال رسول الله ص يا علي سل ربك بجاه محمد و آله الطيبين الذين أنت بعد محمد سيدهم أن يقلب لك هذه الجبال ما شئت فسأل ربه تعالى ذلك فانقلبت فضة ثم نادته الجبال يا علي و يا وصي رسول رب العالمين إن الله قد أعدنا لك إن أردت إنفاقنا في أمرك فمتى دعوتنا أجبناك لتمضي فينا حكمك و تنفذ فينا قضاءك ثم انقلبت ذهبا كلها و قالت مقالة الفضة ثم انقلبت مسكا و عنبرا و عبيرا و جواهر و يواقيت و كل شي‏ء منها ينقلب إليه فنادته يا أبا الحسن يا أخا رسول الله نحن المسخرات لك ادعنا متى شئت لتنفقنا فيما شئت نجبك و نتحول لك إلى ما شئت ثم قال رسول الله ص يا علي سل الله بمحمد و آله الطاهرين الذين أنت سيدهم بعد محمد رسول الله أن يقلب أشجارها لك رجالا شاكين الأسلحة و صخورها أسودا و نمورا و أفاعي فدعا الله علي بذلك فامتلأت تلك الجبال و الهضبات و قرار الأرض من الرجال الشاكين السلاح الذين لا يفي بالواحد منهم عشرة آلاف من الناس المعهودين و من الأسود و النمور و الأفاعي حتى طبقت تلك الجبال و الأرضون و الهضبات كل ينادي يا علي يا وصي رسول الله نحن قد سخرنا الله لك و أمرنا بإجابتك كلما دعوتنا إلى اصطلام كل من سلطتنا عليه فمتى شئت فادعنا نجبك و ما شئت فأمرنا به نطعك يا علي يا وصي رسول الله إن لك عند الله من الشأن العظيم ما لو سألت الله أن يصير لك أطراف الأرض و جوانبها هيئة واحدة كصرة كيس لفعل أو يحد لك السماء إلى الأرض لفعل أو يرفع لك الأرض إلى السماء لفعل أو يقلب لك ما في بحارها الأجاج ماء عذبا أو زئبقا أو بانا أو ما شئت من أنواع الأشربة و الأدهان لفعل و لو شئت أن

 يجمد البحار أو يجعل سائر الأرض هي البحار لفعل لا يحزنك تمرد هؤلاء المتمردين و خلاف هؤلاء المخالفين فكأنهم بالدنيا قد انقضت عنهم كأن لم يكونوا فيها و كأنهم بالآخرة إذا وردت عليهم كان لم يزالوا فيها يا علي إن الذي أمهلهم مع كفرهم و فسقهم في تمردهم عن طاعتك هو الذي أمهل فرعون ذا الأوتاد و نمرود بن كنعان و من ادعى الإلهية من ذوي الطغيان و أطغى الطغاة إبليس رأس أهل الضلالات ما خلقت أنت و لا هم لدار الفناء بل خلقتم لدار البقاء و لكنكم تنتقلون من دار إلى دار و لا حاجة بربك إلى من يسوسهم و يرعاهم و لكنه أراد تشريفك عليهم و إبانتك بالفضل فيهم و لو شاء لهداهم قال فمرضت قلوب القوم لما شاهدوا ذلك مضافا إلى ما كان من مرض أجسامهم له و لعلي بن أبي طالب ع فقال الله عند ذلك فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي في قلوب هؤلاء المتمردين الشاكين الناكثين لما أخذت عليهم من بيعة علي ع فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً بحيث تاهت له قلوبهم جزاء بما أريتهم من هذه الآيات و المعجزات وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ محمدا و يكذبون في قولهم إنا على العهد و البيعة مقيمون قوله عز و جل وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ قال الإمام ع قال العالم موسى بن جعفر ع إذا قيل لهؤلاء الناكثين للبيعة في يوم الغدير لا تفسدوا في الأرض بإظهار نكث البيعة لعباد الله المستضعفين فتشوشون عليهم دينهم و تحيرونهم في مذاهبهم قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ لأننا لا نعتقد دين محمد و لا غير دين محمد ص و نحن في الدين متخيرون فنحن نرضى في الظاهر بمحمد بإظهار قبول دينه و شريعته و نقضي في الباطن على شهواتنا فنتمتع و نتركه و نترفه و نعتق أنفسنا من رق محمد ص و نكفها من طاعة ابن عمه علي لكي إن أبد أمره في الدنيا كنا قد توجهنا عنده و إن اضمحل أمره كنا قد سلمنا على أعدائه قال الله عز و جل أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ بما يفعلون أمور أنفسهم لأن الله تعالى يعرف نبيه ص نفاقهم فهو يلعنهم و يأمر المسلمين بلعنهم و لا يثق بهم أيضا أعداء المؤمنين لأنهم يظنون أنهم ينافقونهم أيضا كما ينافقون أصحاب محمد ص فلا يرتفع لهم عندهم منزلة و لا يحلون عندهم محل أهل الثقة قوله عز و جل وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَ لكِنْ لا يَعْلَمُونَ قال الإمام موسى بن جعفر ع و إذا قيل لهؤلاء الناكثين البيعة قال لهم خيار المؤمنين كسلمان و المقداد و عمار و أبي ذر آمنوا برسول الله و بعلي الذي وقفه موقفه و أقامه مقامه و أناط مصالح الدين و الدنيا كلها به فآمنوا بهذا النبي و سلموا لهذا الإمام و سلموا له ظاهرة و باطنة كما آمن الناس المؤمنون كسلمان و المقداد و أبي ذر و عمار قالوا في الجواب لمن يفضون إليه لا لهؤلاء المؤمنين لأنهم لا يجسرون على مكاشفتهم بهذا الجواب و لكنهم يذكرون لمن يفضون إليهم من أهليهم الذين يثقون بهم من المنافقين و من المستضعفين أو من المؤمنين الذين هم بالستر عليهم واثقون بهم يقولون لهم أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ يعنون سلمان و أصحابه لما أعطوا عليا خالص ودهم و محض طاعتهم و كشفوا رءوسهم بموالاة أوليائه و معاداة أعدائه حتى إن اضمحل أمر محمد ص طحطحهم أعداؤه و أهلكهم سائر الملوك و المخالفين لمحمد ص أي فهم بهذا التعرض لأعداء محمد ص جاهلون سفهاء قال الله عز و جل أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ الإخفاء العقول و الآراء الذين لم ينظروا في أمر محمد حق النظر فيعرفوا نبوته و يعرفوا به صحة ما ناطه بعلي ع من أمر الدين و الدنيا حتى بقوا لتركهم تأمل حجج الله جاهلين و صاروا خائفين من محمد

 و ذويه و من مخالفيهم و لا يؤمنون أن ينقلب فيهلكون معه فهم السفهاء حيث لا يسلم لهم بنفاقهم هذا لا محبة محمد و المؤمنين و لا محبة اليهود و سائر الكافرين لأنهم به و بهم يظهرون لمحمد من موالاته و موالاة أخيه علي ع و معاداة أعدائهم اليهود و النصارى و النواصب كما يظهرون لهم من معاداة محمد و علي ع و معاداة أدائهم و بهذا يقدرون أن نفاقهم معهم كنفاقهم مع محمد و علي و لكن لا يعلمون أن الأمر ليس كذلك فإن الله يطلع نبيه على أسرارهم فيخسأهم و يلعنهم و يسقطهم

 تبيين طلاع الشي‏ء بالكسر ملؤه و المراد بالبان دهنه و هو معروف. أقول قال ابن الجوزي في كتاب المناقب حديث في قوله ص من كنت مولاه فعلي مولاه أخرجه أحمد بن حنبل في المسند و الفضائل و أخرجه الترمذي أيضا فأما طريق أحمد فروي عن زاذان قال سمعت عليا ينشد الناس في الرحبة و يقول أنشد الله رجلا سمع رسول الله ص يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه فقام ثلاثة عشر رجلا من الصحابة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ص يقول ذلك و أما طريق الترمذي فكذلك و زاد فيه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و أدر الحق معه كيفما دار و حيث دار قال الترمذي هذا حديث حسن. و أما طريق الفضائل فقال أحمد عن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي وليه و في هذه الرواية فقام بالرحبة ثلاثون رجلا أو خلق كثير فشهدوا له بذلك و قال أحمد في الفضائل عن رباح بن الحارث قال جاء رهط إلى أمير المؤمنين ع فقالوا السلام عليك يا مولانا و كان بالرحبة فقال ع كيف أكون مولاكم و أنتم قوم عرب فقالوا سمعنا رسول الله ص يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه قال رباح فقلت من هؤلاء فقيل لي نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله ص. أقول و رواه ابن بطريق عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن يحيى بن آدم عن جيش بن الحارث بن لقيط عن رباح بن الحارث. ثم قال ابن الجوزي و قال أحمد حدثنا ابن نمير حدثنا عبد الملك عن عطية العوفي قال أتيت زيد بن أرقم فقلت له إن ختنا لي حدثني عنك في شأن علي بن أبي طالب ع يوم الغدير و أنا أحب أن أسمعه منك فقال لي إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم فقلت ليس عليك مني بأس فقال نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله علينا ظهرا و هو آخذ بعضد علي بن أبي طالب ع فقال أيها الناس أ لستم تعلمون أني أولى بالناس من أنفسهم قالوا بلى فقال من كنت مولاه فعلي مولاه قالها أربع مرات. مد، ]العمدة[ عبد الله بن أحمد عن أبيه مثله.

 أقول قال ابن الجوزي و قال أحمد أيضا حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عدي بن زيد عن عدي بن ثابت عن براء بن عازب قال كنا مع رسول الله ص في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة و كسح لرسول الله ص بين شجرتين فصلى بنا الظهر و أخذ بيد علي بن أبي طالب ع و قال اللهم من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم انصر من نصره و اخذل من خذله فقال عمر بن الخطاب هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة. أقول رواه السيد في الطرائف و ابن بطريق في العمدة عن أحمد بن حنبل و الثعلبي بإسنادهما عن البراء. ثم قال ابن الجوزي اتفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع رسول الله من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة و كان معه من الصحابة و من الأعراب و ممن يسكن حول مكة و المدينة مائة و عشرون ألفا و هم الذين شهدوا معه حجة الوداع و سمعوا منه هذه المقالة و قد أكثر الشعراء في يوم الغدير فقال حسان بن ثابت.

يناديهم يوم الغدير نبيهم. بخم فأسمع بالرسول مناديا.

 إلى آخر ما مر من قوله.

رضيتك من بعدي إماما و هاديا. فمن كنت مولاه فهذا وليه.و كن للذي عادى عليا معاديا

. فقال له النبي ص يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نافحت عنا بلسانك و قال قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري و أنشدها بين يدي أمير المؤمنين ع يوم صفين.

قلت لما بغى الغدو علينا. حسبنا ربنا و نعم الوكيل.و علي إمامنا و إمام . لسوانا أتى به التنزيل.يوم قال النبي من كنت مولاه. فهذا مولاه خطب جليل.إنما قاله الرسول على الأمة . ما فيه قول و قال و قيل.

 و قال الكميت.

نفى عن عينك الأرق الهجوعا. و مما تمتري عنها الدموعا.لدى الرحمن يشفع بالمثاني. و كان لنا أبو حسن شفيعا.و يوم الدوح دوح غدير خم. أبان له الولاية لو أطيعا.و لكن الرجال تدافعوها. فلم أر مثلها خطرا منيعا.

 و لهذه الأبيات قصة عجيبة حكاها لي بعض إخواننا قال أنشدت ليلة هذه الأبيات و بت متفكرا فيها فنمت فرأيت أمير المؤمنين ع في منامي فقال لي أنشدني أبيات الكميت فأنشدته إياها فلما أنهيتها قال ع.

فلم أر مثل ذاك اليوم يوما. و لم أر مثله حقا أضيعا.

 قال فانتبهت مذعورا. و قال السيد الحميري.

يا بائع الأخرى بدنياه. ليس بهذا أمر الله.من أين أبغضت علي الرضي. و أحمد قد كان رضاه.من الذي أحمد من بينهم. يوم غدير الخم ناواه.أقامه من بين أصحابه. و هم حواليه فسماه.هذا علي بن أبي طالب. مولى لمن قد كنت مولاه.فوال من والاه يا ذا العلى. و عاد من قد كان عاداه

37-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر بن أرقم قال بينا نحن في مجلس لنا و أخي زيد بن أرقم يحدثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه زي السفر فسلم علينا ثم وقف فقال أ فيكم زيد بن أرقم فقال زيد أنا زيد بن أرقم فما تريد فقال الرجل أ تدري من أين جئت قال لا قال من فسطاط مصر لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله ص فقال له زيد و ما هو قال حديث غدير خم في ولاية علي بن أبي طالب ع فقال يا ابن أخي إن قبل غدير خم ما أحدثك به إن جبرئيل الروح الأمين ع نزل على رسول الله ص بولاية علي بن أبي طالب ع فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له و بكى ص فقال له جبرئيل ع ما لك يا محمد أ جزعت من أمر الله فقال كلا يا جبرئيل و لكن قد علم ربي ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادي و أهبط إلي جنودا من السماء فنصروني فكيف يقروا لعلي من بعدي فانصرف عنه جبرئيل ثم نزل عليه فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ فلما نزلنا الجحفة راجعين و ضربنا أخبيتنا نزل جبرئيل بهذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول الله ص و هو ينادي أيها الناس أجيبوا داعي الله أنا رسول الله فأتيناه مسرعين في شدة الحر فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه و بعضه على قدمه من الحر و أمر بقم ما تحت الدوح فقم ما كان ثمة من الشوك و الحجارة فقال رجل ما دعاه إلى قم هذا المكان و هو يريد أن يرحل من ساعته إلا ليأتينكم اليوم بداهية فلما فرغوا من القم أمر رسول الله ص أن يؤتى بأحلاس دوابنا و أقتاب إبلنا و حقائبنا فوضعنا بعضها على بعض ثم ألقينا عليها ثوبا ثم صعد عليها رسول الله فحمد الله و أثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنه نزل علي عشية عرفة أمر ضقت به ذرعا مخافة تكذيب أهل الإفك حتى جاءني في هذا الموضع وعيد من ربي إن لم أفعل ألا و إني غير هائب لقوم و لا محاب لقرابتي أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله و رسوله قال اللهم اشهد و أنت يا جبرئيل فاشهد حتى قالها ثلاثا ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ع فرفعه إليه ثم قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله قالها ثلاثا ثم قال هل سمعتم فقالوا اللهم بلى قال فأقررتم قالوا بلى ثم قال ص اللهم اشهد و أنت يا جبرئيل فاشهد ثم نزل فانصرفنا إلى رحالنا و كان إلى جانب خبائي خباء لنفر من قريش و هم ثلاثة و معي حذيفة بن اليمان فسمعنا أحد الثلاثة و هو يقول و الله إن محمدا لأحمق إن كان يرى أن الأمر

 يستقيم لعلي من بعده و قال آخر أ تجعله أحمق أ لم تعلم أنه مجنون قد كاد أن يصرع عند امرأة ابن أبي كبشة و قال الثالث دعوه إن شاء أن يكون أحمق و إن شاء أن يكون مجنونا و الله ما يكون ما يقول أبدا فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء فأدخل رأسه إليهم و قال فعلتموها و رسول الله ص بين أظهركم و وحي الله ينزل عليكم و الله لأخبرنه بكرة بمقالتكم فقالوا له يا أبا عبد الله و إنك لهاهنا و قد سمعت ما قلنا اكتم علينا فإن لكل جوار أمانة فقال لهم ما هذا من جوار الأمانة و لا من مجالسها ما نصحت الله و رسوله إن أنا طويت عنه هذا الحديث فقالوا له يا أبا عبد الله فاصنع ما شئت فو الله لنحلفن أنا لم نقل و أنك قد كذبت علينا أ فتراه يصدقك و يكذبنا و نحن ثلاثة فقال لهم أما أنا فلا أبالي إذا أديت النصيحة إلى الله و إلى رسوله فقولوا ما شئتم أن تقولوا ثم مضى حتى أتى رسول الله ص و علي إلى جانب محتب بحمائل سيفه فأخبره بمقالة القوم فبعث إليهم رسول الله ص فأتوه فقال لهم ما ذا قلتم فقالوا و الله ما قلنا شيئا فإن كنت بلغت عنا شيئا فمكذوب علينا فهبط جبرئيل بهذه الآية يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ و قال علي ع عند ذلك ليقولوا ما شاءوا و الله إن قلبي بين أضلاعي و إن سيفي لفي عنقي و لئن هموا لأهمن فقال جبرئيل للنبي ص اصبر للأمر الذي هو كائن فأخبر النبي ص عليا بما أخبره به جبرئيل فقال إذا أصبر للمقادير قال أبو عبد الله ع و قال رجل من الملإ شيخ لئن كنا بين أقوامنا كما يقول هذا لنحن أشر من الحمير قال و قال آخر شاب إلى جنبه لئن كنت صادقا لنحن أشر من الحمير

  -38  عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه سمعت أبا عبد الله ع يقول لما قال النبي ص ما قال في غدير خم و صاروا بالأخبية مر المقداد بجماعة منهم و هم يقولون و الله إن كنا أصحاب كسرى و قيصر لكنا في الخز و الوشي و الديباج و النساجات و أنا معه في الأخشنين نأكل الخشن و نلبس الخشن حتى إذا دنا موته و فنيت أيامه و حضر أجله أراد أن يوليها عليا من بعده أما و الله ليعلمن قال فمضى المقداد و أخبر النبي ص به فقال الصلاة جامعة قال فقالوا قد رمانا المقداد فنقوم نحلف عليه قال فجاءوا حتى جثوا بين يديه فقالوا بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله لا و الذي بعثك بالحق و الذي أكرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك لا و الذي اصطفاك على البشر قال فقال النبي ص بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بك يا محمد ليلة العقبة وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ كان أحدهم يبيع الرءوس و آخر يبيع الكراع و ينقل القرامل فأغناهم الله برسوله ثم جعلوا حدهم و حديدهم عليه قال أبان بن تغلب عنه ع لما نصب رسول الله ص عليا ع يوم غدير خم فقال من كنت مولاه فعلي مولاه ضم رجلان من قريش رءوسها و قالا و الله لا نسلم له ما قال أبدا فأخبر النبي ص فسألهم عما قالا فكذبا و حلفا بالله و ما قالا شيئا فنزل جبرئيل على رسول الله ص يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا الآية قال أبو عبد الله ع لقد توليا و ما تابا

 بيان قال الفيروزآبادي كان المشركون يقولون للنبي ص ابن أبي كبشة شبهوه بابن أبي كبشة رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الأوثان أو هي كنية وهب بن عبد مناف جده ص من قبل أمه لأنه كان نزع إليه في الشبه أو كنية زوج حليمة السعدية و قال القرمل كجعفر شجر ضعيف بلا شوك و كزبرج ما تشده المرأة في شعرها

39-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الواحدي في أسباب نزول القرآن بإسناده عن الأعمش و أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري و أبو بكر الشيرازي فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ع بالإسناد عن ابن عباس و المرزباني في كتابه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ يوم غدير خم في علي بن أبي طالب ع

 تفسير ابن جريح و عطاء و الثوري و الثعلبي أنها نزلت في فضل علي بن أبي طالب ع

 إبراهيم الثقفي بإسناده عن الخدري و بريدة الأسلمي و محمد بن علي أنها نزلت يوم الغدير في علي ع

 تفسير الثعالبي قال جعفر بن محمد ع معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب ع فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي ص بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه

 و عنه بإسناده عن الكلبي نزل أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله ص بيد علي ع فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقوله يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فيه خمسة أشياء كرامة و أمر و حكاية و عزل و عصمة أمر الله نبيه أن ينصب عليا إماما فتوقف فيه لكراهته تكذيب القوم فنزلت فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ الآية فأمرهم رسول الله أن يسلموا على علي ع بالإمرة ثم نزل بعد أيام يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ و جاء في تفسير قوله تعالى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ليلة المعراج في علي ع فلما دخل وقته قال بلغ ما أنزل إليك من ربك و ما أوحى أي بلغ ما أنزل إليك في علي ع ليلة المعراج

 أبو سعيد الخدري و جابر الأنصاري قالا لما نزلت الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ قال النبي ص الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب ع بعدي

 رواه النطنزي بإقامة حافظه في الخصائص

 العياشي عن الصادق ع الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي بولايتنا وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً أي تسليم النفس لأمرنا

 الباقر و الصادق ع نزلت هذه الآية يوم الغدير

 و قال يهودي لعمر لو كان هذا اليوم فينا لاتخذناه عيدا فقال ابن عباس و أي يوم أكمل من هذا العيد

 ابن عباس إن النبي ص توفي بعد هذه الآية بأحد و ثمانين يوما

 بيان أقول هذا على ما رواه العامة من كون وفاة الرسول ص في ثاني عشر شهر ربيع الأول يكون نزول الآية بعد يوم الغدير بقليل

 40-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ السدي لم ينزل الله بعد هذه الآية حلالا و لا حراما و حج رسول الله في ذي الحجة و المحرم و قبض و روي أنه لما نزل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أمره الله تعالى أن ينادي بولاية علي ع فضاق النبي بذلك ذرعا لمعرفته بفساد قلوبهم فأنزل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ثم أنزل اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ثم أنزل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ و في هذه الآية خمس بشارات إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرحمن و إهانة الشيطان و يأس الجاحدين قوله تعالى الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ و في الخبر الغدير عيد الله الأكبر. ابن عباس اجتمعت في ذلك اليوم خمسة أعياد الجمعة و الغدير و عيد اليهود و النصارى و المجوس و لم يجتمع هذا فيما سمع قبله و في رواية الخدري أنه كان يوم الخميس. و العلماء يطبقون على قبول هذا الخبر و إنما وقع الخلاف في تأويله ذكره محمد بن إسحاق و أحمد البلاذري و مسلم بن الحجاج و أبو نعيم الأصفهاني و أبو الحسن الدارقطني و أبو بكر بن مردويه و ابن شاهين و أبو بكر الباقلاني و أبو المعاني الجويني و أبو إسحاق الثعلبي و أبو سعيد الخركوشي و أبو المظفر السمعاني و أبو بكر بن شيبة و علي بن الجعد و شعبة و الأعمش و ابن عباس و ابن الثلاج و الشعبي و الزهري و الأقليشي و ابن البيع و ابن ماجة و ابن عبد ربه و الألكاني و أبو يعلى الموصلي من عدة طرق و أحمد بن حنبل من أربعين طريقا و ابن بطة من ثلاث و عشرين طريقا و ابن جرير الطبري من نيف و سبعين طريقا في كتاب الولاية و أبو العباس بن عقدة من مائة و خمس طرق و أبو بكر الجعابي من مائة و خمس و عشرين طريقا و قد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير و أحمد بن محمد بن سعيد كتاب من روى غدير خم و مسعود الشجري كتابا فيه رواه هذا الخبر و طرقها و استخرج منصور اللاتي الرازي في كتابه أسماء رواتها على حروف المعجم. و ذكر عن صاحب الكافي أنه قال روى لنا قصة غدير خم القاضي أبو بكر الجعابي عن أبي بكر و عمر و عثمان و علي ع و طلحة و الزبير و الحسن و الحسين ع و عبد الله بن جعفر و عباس بن عبد المطلب و عبد الله بن عباس و أبو ذر و سلمان و عبد الله بن عباس و عبد الرحمن و أبو قتادة و زيد بن أرقم و جرير بن حميد و عدي بن حاتم و عبد الله بن أنيس و البراء بن عازب و أبو أيوب و أبو برذة السلمي و سهل بن حنيف و سمرة بن جندب و أبو الهيثم و عبد الله بن ثابت الأنصاري و سلمة بن الأكوع و الخدري و عقبة بن عامر و أبو رافع و كعب بن عجرة و حذيفة بن اليمان و أبو سعيد البردي و حذيفة بن أسيد و زيد بن ثابت

  و سعد بن عبادة و خزيمة بن ثابت و حباب بن عتبة و جند بن سفيان و عمر بن أبي سلمة و قيس بن سعد و عبادة بن الصامت و أبو زينب و أبو ليلى و عبد الله بن ربيعة و أسامة بن زيد و سعد بن جنادة و حباب بن سمرة و يعلى بن مرة و ابن قدامة الأنصاري و ناجية بن عميرة و أبو كاهل و خالد بن الوليد و حسان بن ثابت و النعمان بن عجلان و أبو رفاعة و عمرو بن الحمق و عبد الله بن يعمر و مالك بن حوريث و أبو الحمراء و ضمرة بن الحديد و وحشي بن حرب و عروة بن أبي الجعد و عامر بن النميري و بشير بن عبد المنذر و رفاعة بن عبد المنذر و ثابت بن وديعة و عمرو بن حريث و قيس بن عاصم و عبد الأعلى بن عدي و عثمان بن حنيف و أبي بن كعب و من النساء فاطمة الزهراء و عائشة و أم سلمة و أم هانئ و فاطمة بنت حمزة. و قال صاحب الجمهرة في الخاء و الميم خم موضع نص النبي ص فيه على علي ع و ذكره عمرو بن أبي ربيعة في مفاخرته و ذكره حسان في شعره و في رواية عن الباقر ع قال لما قال النبي ص يوم غدير خم بين ألف و ثلاث مائة رجل من كنت مولاه فعلي مولاه الخبر الصادق ع تعطى حقوق الناس بشهادة شاهدين و ما أعطي أمير المؤمنين حقه بشهادة عشرة آلاف نفس يعني الغدير و الغدير في وادي الأراك على عشرة فراسخ من المدينة و على أربعة أميال من الجحفة عند شجرات خمس دوحات عظام أنشد الكميت عند الباقر ع.

و يوم الدوح دوح غدير خم. أبان له الولاية لو أطيعا.و لكن الرجال تبايعوها. فلم أر مثلها خطرا منيعا.و لم أر مثل هذا اليوم يوما. و لم أر مثله حقا أضيعا.فلم أقصد بهم لعنا و لكن. أساء بذاك أولهم صنيعا.فصار لذاك أقربهم لعدل. إلى جور و احفظهم مضيعا.أضاعوا أمر قائدهم فضلوا. و أقربهم لدى الحدثان ريعا.

 تناسوا حقه فبغوا عليه. بلا ترة و كان لهم قريعا.

 و المجمع عليه أن الثامن عشر من ذي الحجة كان يوم غدير خم فأمر النبي صلوات الله عليه مناديا فنادى الصلاة جامعة و قال من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله و رسوله فقال اللهم اشهد ثم أخذ بيد علي ع فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و يؤكد ذلك أنه استشهد به أمير المؤمنين ع يوم الدار حيث عدد فضائله فقال أ فيكم من قال له رسول الله من كنت مولاه فعلي مولاه فقالوا لا فاعترفوا بذلك و هم جمهور الصحابة. فضائل أحمد و أحاديث أبي بكر بن مالك و إبانة بن بطة و كشف الثعلبي عن البراء قال لما أقبلنا مع رسول الله ص في حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى إن الصلاة جامعة و كسح للنبي تحت شجرتين فأخذ بيد علي ع فقال أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله فقال أ و لست أولى من كل مؤمن بنفسه قالوا بلى قال هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقال فلقيه عمر بن الخطاب فقال له هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن و مؤمنة. أبو سعيد الخدري في خبر ثم قال النبي ص يا قوم هنئوني هنئوني إن الله تعالى خصني بالنبوة و خص أهل بيتي بالإمامة فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ع فقال طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة الخركوشي في شرف المصطفى عن البراء بن عازب في خبر فقال النبي ص اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة ذكر أبو بكر الباقلاني في التمهيد متأولا له. السمعاني في فضائل الصحابة بإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال قيل لعمر بن الخطاب إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي ص قال إنه مولاي. معاوية بن عمار عن الصادق ع في خبر لما قال النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه قال العدوي لا و الله ما أمره بهذا و ما هو إلا شي‏ء يتقوله فأنزل الله تعالى وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ إلى قوله عَلَى الْكافِرِينَ يعني محمدا وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ يعني به عليا. حسان الجمال عن أبي عبد الله ع في خبر فلما رأوه رافعا يده يعني رسول الله ص قال بعضهم انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل بهذه الآية وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ إلى آخر السورة. عمر بن يزيد سأل أبا عبد الله ع عن قوله تعالى قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ قال بالولاية قلت و كيف ذلك قال إنه لما نصبه للناس قال من كنت مولاه فعلي مولاه ارتاب الناس فقالوا إن محمدا ليدعونا في كل وقت إلى أمر جديد و قد بدأ بأهل بيته يملكهم رقابنا ثم قرأ قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ فقال أديت إليكم ما افترض عليكم ربكم أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَ فُرادى. المرتضى قال في التنزيه إن النبي ص لما نص على أمير المؤمنين بالإمامة في ابتداء الأمر جاءه قوم من قريش و قالوا له يا رسول الله إن الناس قريبو عهد بالإسلام و لا يرضون أن تكون النبوة فيك و الإمامة في ابن عمك فلو عدلت بها إلى غيره لكان أولى فقال لهم النبي ص ما فعلت ذلك لرأيي فأتخير فيه و لكن الله أمرني به و فرضه علي فقالوا له فإذا لم تفعل ذلك مخافة الخلاف على ربك فأشرك معه في الخلافة رجلا من قريش يسكن إليه الناس ليتم لك الأمر و لا تخالف الناس عليك فنزل لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ.

  عبد العظيم الحسني عن الصادق ع في خبر قال رجل من بني عدي اجتمعت إلى قريش فأتينا النبي ص فقالوا يا رسول الله إنا تركنا عبادة الأوثان و اتبعناك فأشركنا في ولاية علي ع فنكون شركاء فهبط جبرئيل على النبي ص فقال يا محمد لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ الآية قال الرجل فضاق صدري فخرجت هاربا لما أصابني من الجهد فإذا أنا بفارس قد تلقاني على فرس أشقر عليه عمامة صفراء يفوح منه رائحة المسك فقال يا رجل لقد عقد محمد عقدة لا يحلها إلا كافر أو منافق قال فأتيت النبي ص فأخبرته فقال هل عرفت الفارس ذلك جبرئيل عرض عليكم ولاية إن حللتم العقد أو شككتم كنت خصمكم يوم القيامة. الباقر ع قال قام ابن هند و تمطى و خرج مغضبا واضعا يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري و يساره على المغيرة بن شعبة و هو يقول و الله لا نصدق محمدا على مقالته و نقر عليا بولايته فنزل فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى الآيات فهم به رسول الله ص أن يرده فيقتله فقال له جبرئيل ع لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ فسكت عنه رسول الله ص. و قال ع في قوله تعالى قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ ذلك قول أعداء الله لرسول الله ص من خلفه و هم يرون أنه لا يسمع قولهم لو أنه جعلنا أئمة دون علي أو بدلنا آية مكان آية قال الله عز و جل ردا عليهم قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ الآية. و قال أبو الحسن الماضي ع إن رسول الله ص دعا الناس إلى ولاية علي ع ليس إلا فاتهموه و خرجوا من عنده فأنزل الله قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ إن عصيته أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَ رِسالاتِهِ في علي وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ في ولاية علي فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً. و عنه ع في قوله تعالى وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ فيك وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَ ذَرْنِي وَ الْمُكَذِّبِينَ بوصيك أُولِي النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا. و عن بعضهم ع في قوله تعالى وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ يا محمد بما أوحي إليك من ولاية علي أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ من أجرم إلى آل محمد ص و ركب من وصيه ما ركب. أبو عبد الله ع وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ ما تقول في علي قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ. أبو عبيد و الثعلبي و النقاش و سفيان بن عيينة و الرازي و القزويني و النيسابوري و الطبرسي و الطوسي في تفاسيرهم أنه لما بلغ رسول الله ص بغدير خم ما بلغ و شاع ذلك في البلاد أتى الحارث بن النعمان الفهري و في رواية أبي عبيد جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال يا محمد أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و بالصلاة و الصوم و الحج و الزكاة فقبلنا منك ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا و قلت من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا شي‏ء منك أم من الله فقال رسول الله ص و الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله فولى الحارث يريد راحلته و هو يقول اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط

  على هامته و خرج من دبره فقتله و أنزل الله تعالى سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ الآية و في شرح الأخبار أنه نزل أَ فَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ و رواه أبو نعيم الفضل بن دكين. و في الخبر أن النبي ص كان يخبر عن وفاته بمدة و يقول قد حان مني خفوق من بين أظهركم و كانت المنافقون يقولون لئن مات محمد ص لنخرب دينه فلما كان موقف الغدير قالوا بطل كيدنا فنزلت الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا الآية و روي أن النبي ص لما فرغ و تفرق الناس اجتمع نفر من قريش يتأسفون على ما جرى فمر بهم ضب فقال بعضهم ليت محمدا أمر علينا هذا الضب دون علي فسمع ذلك أبو ذر فحكى ذلك لرسول الله ص فبعث إليهم و أحضرهم و عرض عليهم مقالهم فأنكروا و حلفوا فأنزل الله تعالى يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا الآية فقال النبي ص ما أظلت الخضراء الخبر. و في رواية أبي بصير عن الصادق ع في خبر أن النبي ص قال أما جبرئيل نزل علي و أخبرني أنه يؤتى يوم القيامة بقوم إمامهم ضب فانظروا أن لا تكونوا أولئك فإن الله تعالى يقول يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ. أمالي أبي عبد الله النيسابوري و أمالي أبي جعفر الطوسي في خبر عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا ع أنه قال حدثني أبي عن أبيه أن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض إن لله تعالى في الفردوس قصرا لبنة من فضة و لبنة من ذهب فيه مائة ألف قبة حمراء و مائة ألف خيمة من ياقوتة خضراء ترابه المسك و العنبر فيه أربعة أنهار نهر من خمر و نهر من ماء و نهر من لبن و نهر من عسل حواليه أشجار جميع الفواكه عليه الطيور أبدانها من لؤلؤ و أجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله و يقدسونه و يهللونه فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء و تتمرغ في ذلك المسك و العنبر فإذا اجتمع الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم و إنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطر و الزلل إلى قابل في هذا اليوم تكرمة لمحمد و علي الخبر. مصباح المتهجد في خطبة الغدير إن أمير المؤمنين ع قال إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج و رفع الدرج و صحت الحجج و هو يوم الإيضاح و الإفصاح عن المقام الصراح و يوم كمال الدين و يوم العهد المعهود و يوم الشاهد و المشهود و يوم تبيان العقود عن النفاق و الجحود و يوم البيان عن حقائق الإيمان و يوم دحر الشيطان و يوم البرهان هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ هذا يوم الملإ الأعلى الذي أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ هذا يوم الإرشاد و يوم محنة العباد و يوم الدليل على الذواد هذا يوم إبداء أحقاد الصدور و مضمرات الأمور هذا يوم النصوص على أهل الخصوص هذا يوم شيث هذا يوم إدريس هذا يوم يوشع هذا يوم شمعون

41-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله ع يذكر في حديث غدير خم أنه لما قال النبي ص لعلي ع ما قال و أقامه للناس صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت فقالوا يا سيدنا ما هذه الصرخة فقال ويلكم يومكم كيوم عيسى و الله لأضلن فيه الخلق قال فنزل القرآن وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فقال صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى فقال ويحكم حكى الله و الله كلامي قرآنا و أنزل عليه وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال و عزتك و جلالك لألحقن الفريق بالجميع قال فقال النبي ص بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ قال صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة قال و الله من أصحاب علي و لكن بعزتك و جلالك يا رب لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك قال فقال أبو عبد الله ع و الذي بعث بالحق محمدا للعفاريت و الأبالسة على المؤمنين أكثر من الزنابير على اللحم و المؤمن أشد من الجبل و الجبل يستقل منه بالفأس فينحت منه و المؤمن لا يستقل على دينه

42-  جع، ]جامع الأخبار[ أخبرنا علي بن عبد الله الزيادي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبيه عن محمد بن سنان عن زرارة قال سمعت الصادق ع قال لما خرج رسول الله ص إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها و في خبر آخر و قد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن و خمسة ألف رجل من المدينة جاءه جبرئيل في الطريق فقال له يا رسول الله إن الله تعالى يقرئك السلام و قرأ هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فقال له رسول الله ص يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالإسلام فأخشى أن يضطربوا و لا يطيعوا فعرج جبرئيل ع إلى مكانه و نزل عليه في يوم الثاني و كان رسول الله ص نازلا بغدير فقال له يا محمد يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ فقال له يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني فعرج جبرئيل و نزل عليه في اليوم الثالث و كان رسول الله ص بموضع يقال له غدير خم و قال له يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس أنيخوا ناقتي فو الله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي و أمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل و صعدها و أخرج معه عليا ع و قام قائما و خطب خطبة بليغة وعظ فيها و زجر ثم قال في آخر كلامه يا أيها الناس أ لست أولى بكم منكم فقالوا بلى يا رسول الله ثم قال قم يا علي فقام علي ع فأخذه بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما ثم قال ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ثم نزل من المنبر و جاء أصحابه إلى أمير المؤمنين ع و هنئوه بالولاية و أول من قال له عمر بن الخطاب فقال له يا علي أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة و نزل جبرئيل ع بهذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً سئل الصادق ع عن قول الله عز و جل يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها قال يعرفون يوم الغدير و ينكرونها يوم السقيفة فاستأذن حسان بن ثابت أن يقول أبياتا في ذلك اليوم فأذن له فأنشأ يقول

يناديهم يوم الغدير نبيهم

إلى قوله

 رضيتك من بعدي إماما و هادياهناك دعا اللهم وال وليه و كن للذي عادى عليا معاديافخص بها دون البرية كلها عليا و سماه العزيز المواخيا

فقال له رسول الله ص لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك فلما كان بعد ثلاثة و جلس النبي ص مجلسه أتاه رجل من بني مخزوم يسمى عمر بن عتبته و في خبر آخر حارث بن النعمان الفهري فقال يا محمد أسألك عن ثلاث مسائل فقال سل عما بدا لك فقال أخبرني عن شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله أ منك أم من ربك قال النبي ص أوحي إلي من الله و السفير جبرئيل و المؤذن أنا و ما آذنت إلا من أمر ربي قال فأخبرني عن الصلاة و الزكاة و الحج و الجهاد أ منك أم من ربك قال النبي ص مثل ذلك قال فأخبرني عن هذا الرجل يعني علي بن أبي طالب ع و قولك فيه من كنت مولاه فهذا علي مولاه إلى آخره أ منك أم من ربك قال النبي ص الوحي إلي من الله و السفير جبرئيل و المؤذن أنا و ما آذنت إلا ما أمرني فرفع المخزومي رأسه إلى السماء فقال اللهم إن كان محمد صادقا فيما يقول فأرسل علي شواظا من نار و في خبر آخر في التفسير فقال اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ و ولى فو الله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء فأرعدت و أبرقت فأصعقت فأصابته الصاعقة فأحرقته النار فهبط جبرئيل و هو يقول اقرأ يا محمد سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ السائل عمر و المحترق عمر فقال النبي ص لأصحابه رأيتم قالوا نعم و سمعتم قالوا نعم قال طوبى لمن والاه و الويل لمن عاداه كأني أنظر إلى علي و شيعته يوم القيامة يزفون على نوق من رياض الجنة شباب متوجون مكحلون لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ قد أيدوا برضوان مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ حتى سكنوا حظيرة القدس من جوار رب العالمين لهم فيها ما تشتهي الأنفس وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ و هم فيها خالدون و يقول لهم الملائكة سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ

43-  بشا، ]بشارة المصطفى[ الحسن بن الحسين بن بابويه عن الحسين بن الحسن بن زيد عن أبيه عن جده زيد بن محمد عن الحسن بن أحمد السبيعي عن محمد بن عبد العزيز عن إبراهيم بن ميمون عن موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق السبيعي قال سمعت البراء بن عازب و زيد بن أرقم قالا كنا مع رسول الله ص يوم غدير خم و نحن نرفع أغصان الشجر عن رأسه فقال لعن الله من ادعى إلى غير أبيه و لعن الله من توالى إلى غير مواليه و الولد للفراش و ليس للوارث وصية ألا و قد سمعتم مني و رأيتموني ألا من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ألا إن دماءكم و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا أنا فرطكم على الحوض فمكاثر بكم الأمم يوم القيامة فلا تسودوا وجهي ألا لأستنقذن رجالا من النار و ليستنقذن من يدي آخرون و لأقولن يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ألا و إن الله وليي و أنا ولي كل مؤمن فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثم قال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي طرفه بيدي و طرفه بأيديكم فاسألوهم و لا تسألوا غيرهم فتضلوا

44-  بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن أحمد بن محمد بن حماد عن ابن عقدة عن أبي جعفر بن محمد بن هشام عن علي بن الحسين بن أبي بردة البجلي عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي ع قال أخذ رسول الله ص يوم الغدير بيدي فقال اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه و انصر من نصره و اخذل من خذله

45-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن اليقطيني عن ابن فضال عن عبد الصمد بن بشير عن عطية العوفي عن أبي جعفر ع قال إن رسول الله ص لما أخذ بيد علي ع بغدير خم فقال ص من كنت مولاه فعلي مولاه كان إبليس لعنه الله حاضرا بعفاريته فقالت له حيث قال ص من كنت مولاه فعلي مولاه و الله ما هكذا قلت لنا لقد أخبرتنا أن هذا إذا مضى افترق أصحابه و هذا أمر مستقر كلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر فقال افترقوا فإن أصحابه قد وعدوني أن لا يقروا له بشي‏ء مما قال قوله عز و جل وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

 و يؤيده ما رواه علي بن إبراهيم بإسناده عن زيد الشحام قال دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر ع و سأله عن قوله عز و جل وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قال لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين ع للناس و هو قوله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ أخذ رسول الله ص بيد علي ع بغدير خم و قال من كنت مولاه فعلي مولاه حثت الأبالسة التراب على رءوسها فقال لهم إبليس الأكبر لعنه الله ما لكم قالوا قد عقد هذا الرجل عقدة لا يحلها إنسي إلى يوم القيامة فقال لهم إبليس كلا الذين حوله قد وعدوني فيه عدة و لن يخلفوني فيها فأنزل الله سبحانه هذه الآية وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يعني بأمير المؤمنين ع و على ذريته الطيبين

46-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الأزدي عن محمد بن الحسين الصائغ عن الحسن بن علي الصيرفي عن محمد البزاز عن فرات بن أحنف عن أبي عبد الله ع قال قلت جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر و الأضحى و يوم الجمعة و يوم عرفة قال فقال لي نعم أفضلها و أعظمها و أشرفها عند الله منزلة و هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين و أنزل على نبيه محمد الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً قال قلت و أي يوم هو قال فقال لي إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية و الإمامة من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيدا و إنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله ص عليا للناس علما و أنزل فيه ما أنزل و كمل فيه الدين و تمت فيه النعمة على المؤمنين قال قلت و أي يوم هو في السنة قال فقال لي إن الأيام تتقدم و تتأخر و ربما كان يوم السبت و الأحد و الاثنين إلى آخر أيام السبعة قال قلت فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم قال هو يوم عبادة و صلاة و شكر لله و حمد له و سرور لما من الله به عليكم من ولايتنا و إني أحب لكم أن تصوموه

47-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسن بن سعيد معنعنا عن إبراهيم بن محمد بن إسحاق و كان من أصحاب جعفر ع يقول في قول الله عز و جل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي قال في علي ع

48-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا عن زيد بن أرقم قال لما نزلت هذه الآية في ولاية علي بن أبي طالب ع يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ قال فأخذ رسول الله ص يد علي بن أبي طالب ع ثم رفعها و قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله

49-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن الحكم معنعنا عن عبد الله بن عطاء قال كنت جالسا عند أبي جعفر ع قال أوحي إلى النبي ص قل للناس من كنت مولاه فعلي مولاه فلم يبلغ ذلك و خاف الناس فأوحى إليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فأخذ بيد علي بن أبي طالب ع يوم غدير و قال من كنت مولاه فعلي مولاه

  -50  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن أحمد معنعنا عن عبد الله بن عطاء قال كنت جالسا عند أبي جعفر ع في مسجد الرسول و عبد الله بن سلام جالس في صحن المسجد قال قلت جعلت فداك هذا الذي عنده علم ع نزل فيه الكتاب قال لا و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا إلى آخر الآية و نزل فيه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إلى آخر الآية فأخذ رسول الله بيد علي بن أبي طالب يوم غدير خم و قال من كنت مولاه فعلي مولاه

51-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن سعيد معنعنا عن أبي جعفر ع الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي قال بعلي بن أبي طالب ع

52-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن أحمد بن يوسف معنعنا عن أبي جعفر ع في قوله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إلى آخر الآية فخرج رسول الله ص حين أتته عزمة من الله في يوم شديد الحر فنودي في الناس فاجتمعوا و أمر بشجرات فقم ما تحتهن من الشوك ثم قال يا أيها الناس من وليكم أولى بكم من أنفسكم قالوا الله و رسوله فقال ص من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ثلاث مرات

53-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله ع قال قلت جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين قال نعم يا حسن أعظمهما و أشرفهما قلت و أي يوم هو قال يوم نصب أمير المؤمنين ع علما للناس قلت جعلت فداك و ما ينبغي لنا أن نصنع فيه قال تصومه يا حسن و تكثر الصلاة على محمد و آله و تبرأ إلى الله ممن ظلمهم فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا قال قلت فما لمن صامه قال صيام ستين شهرا

54-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال سألت أبا عبد الله ع هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة و الأضحى و الفطر قال نعم أعظمها حرمة قلت و أي عيد هو جعلت فداك قال اليوم الذي نصب فيه رسول الله ص أمير المؤمنين ع و قال من كنت مولاه فعلي مولاه قلت و أي يوم هو قال و ما تصنع باليوم إن السنة تدور و لكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة فقلت و ما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم قال تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام و العبادة و الذكر لمحمد و آل محمد فإن رسول الله ص أوصى أمير المؤمنين ع أن يتخذ ذلك اليوم عيدا و كذلك كانت الأنبياء تفعل كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيدا

55-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن الحجال عن عبد الصمد بن بشير عن حسان الجمال قال حملت أبا عبد الله ع من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال ذلك موضع قدم رسول الله ص حيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال ذلك موضع فسطاط أبي فلان و فلان و سالم مولى أبي حذيفة و أبي عبيدة بن الجراح فلما أن رأوه رافعا يده قال بعضهم لبعض انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل ع بهذه الآية وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ ما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ

56-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن البزنطي عن أبان عن أبي عبد الله ع قال يستحب الصلاة في مسجد الغدير لأن النبي ص أقام فيه أمير المؤمنين ع و هو موضع أظهر الله تعالى فيه الحق

57-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أبو القاسم الحسني معنعنا عن أبي عبد الله ع قال لما نزلت ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أقامه رسول الله ص فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه فقال رجل لقد فتن بهذا الغلام فأنزل الله تعالى فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

58-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن سعيد معنعنا عن أبي حباب عن أبي أيوب الأنصاري قال لما أخذ رسول الله ص بيد أمير المؤمنين علي ع فرفعها قال ناس فتن بابن عمه فنزلت الآية فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

59-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن مخلد الجعفي عن طاوس عن أبيه قال سمعت محمد بن علي ع يقول نزل جبرئيل ع على النبي ص بعرفات يوم الجمعة فقال يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول قل لأمتك الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فذكر كلاما فيه طول فقال بعض المنافقين لبعض ما ترون عيناه تدوران يعنون النبي ص كأنه مجنون و قد افتتن بابن عمه ما يألوا رفع بضبعه لو قدر أن يجعله مثل كسرى و قيصر لفعل فقال النبي ص بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فعلم الناس أن القرآن قد نزل عليه فأنصتوا فقرأ ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ يعني قول من قال من المنافقين وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ بتبليغك ما بلغت في علي وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ قال و هكذا نزلت

60-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ معنعنا عن أبي هريرة قال طرحت الأقتاب لرسول الله ص يوم غدير خم قال فعلا عليها فحمد الله تعالى و أثنى عليه ثم أخذ بعضد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فشالها و رفعها ثم قال اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال يا رسول الله دعوتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله و نشهد أنك رسول الله فصدقنا و أمرتنا بالصلاة فصلينا و بالصيام فصمنا و بالجهاد فجاهدنا و بالزكاة فأدينا قال و لم يقنعك إلا أن أخذت بيد هذا الغلام على رءوس الأشهاد فقلت اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا عن الله أم عنك قال ص هذا عن الله لا عني قال الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عنك قال الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عني و أعاد ثالثا فقام الأعرابي مسرعا إلى بعيره و هو يقول اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ واقع قال فما استتم الأعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نار من السماء فأحرقته و أنزل الله في عقب ذلك سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ

61-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد بن بشرويه القطان معنعنا عن الأوزاعي عن صعصعة بن صوحان و الأحنف بن قيس قالا جميعا سمعنا عن ابن عباس يقول كنت مع رسول الله ص إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال يا أحمد أمرتنا بالصلاة و الزكاة أ فمنك كان هذا أم من ربك يا محمد قال الفريضة من ربي و أداء الرسالة مني حتى أقول ما أديت إليكم إلا ما أمرني ربي قال فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب ع زعمت أنه منك كهارون من موسى و شيعته على نوق غر محجلة يرفلون في عرصة القيامة حتى يأتوا الكوثر فيشربوا و جميع هذه الأمة يكونون زمرة في عرصة القيامة أ هذا سبق من السماء أم كان منك يا محمد قال بلى سبق من السماء ثم كان مني لقد خلقنا الله نورا تحت العرش فقال عمرو بن الحارث الآن علمت أنك ساحر كذاب يا محمد أ لستما من ولد آدم قال بلى و لكن خلقني الله نورا تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم فجعل ذلك النور في صلب آدم فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب حتى تفرقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب و أبي طالب فخلقني ربي من ذلك النور لكنه لا نبي بعدي قال فوثب عمرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلا من الكفار و هم ينفضون أرديتهم فيقولون اللهم إن كان محمد صادقا في مقالته فارم عمرا و أصحابه بشواظ من نار قال فرمي عمرو و أصحابه بصاعقة من السماء فأنزل الله هذه الآية سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ فالسائل عمرو و أصحابه

 بيان محجلة أي شدت عليها الحجلة و هي بالتحريك بيت كالقبة يستر بالثياب و قال الفيروزآبادي رفل رفلا و رفلانا و أرفل جر ذيله و تبختر و خطر بيده

62-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن أحمد بن ظبيان معنعنا عن الحسين بن محمد الخارقي قال سألت سفيان بن عيينة عن سَأَلَ سائِلٌ فيمن نزلت فقال يا ابن أخي سألتني عن شي‏ء ما سألني عنه خلق قبلك لقد سألت جعفر بن محمد ع عن مثل الذي سألتني عنه فقال أخبرني أبي عن جده عن أبيه عن ابن عباس قال لما كان يوم غدير خم قام رسول الله ص خطيبا فأوجز في خطبته ثم دعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فأخذ بضبعه ثم رفع بيده حتى رئي بياض إبطيهما فقال أ لم أبلغكم الرسالة أ لم أنصح لكم قالوا اللهم نعم فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ففشت هذه في الناس فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فرحل راحلته ثم استوى عليها و رسول الله إذ ذاك بمكة حتى انتهى إلى الأبطح فأناخ ناقته ثم عقلها ثم جاء إلى النبي ص فسلم فرد عليه النبي ص فقال يا محمد إنك دعوتنا أن نقول لا إله إلا الله فقلنا ثم دعوتنا أن نقول إنك رسول الله فقلنا و في القلب ما فيه ثم قلت فصلوا فصلينا ثم قلت فصوموا فصمنا ثم قلت فحجوا فحججنا ثم قلت إذا رزق أحدكم مائتي درهم فليتصدق بخمسه كل سنة ففعلنا ثم إنك أقمت ابن عمك فجعلته علما و قلت من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله أ فعنك أم عن الله قال بل عن الله قال فقالها ثلاثا قال فنهض و إنه لمغضب و إنه ليقول اللهم إن كان ما قال محمد ص حقا فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ تكون نقمة في أولنا و آية في آخرنا و إن كان ما قال محمد كذبا فأنزل به نقمتك ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوى عليها فلما خرج من الأبطح رماه الله تعالى بحجر من السماء فسقط عن رأسه و خرج من دبره و سقط ميتا فأنزل الله فيه سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ

 يف، ]الطرائف[ روى الثعلبي بإسناده عن سفيان بن عيينة مثله

63-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن خالد عن الحسن بن القاسم عن عمر بن الحسن عن آدم بن حماد عن حسين بن محمد عن سفيان مثله

 و قال أيضا حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد عن محمد بن سليمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع أنه تلا هذه الآية سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ بولاية علي لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ثم قال هكذا هي في مصحف فاطمة ع

 و روى البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع أنه قال هكذا و الله أنزلها جبرئيل على النبي و هكذا هو مثبت في مصحف فاطمة ع

  -64  كشف، ]كشف الغمة[ أبو بكر بن مردويه قوله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إنها نزلت في بيان الولاية

 عن زيد بن علي قال لما جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبي بذلك ذرعا و قال قومي حديثو عهد بجاهلية فنزلت

 قال رياح بن الحارث كنت في الرحبة مع أمير المؤمنين ع إذ أقبل ركب يسيرون حتى أناخوا بالرحبة ثم أقبلوا يمشون حتى أتوا عليا ع فقالوا السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته قال من القوم قالوا مواليك يا أمير المؤمنين قال فنظرت إليه و هو يضحك و يقول من أين و أنتم قوم عرب قالوا سمعنا رسول الله ص يقول يوم غدير خم و هو آخذ بيدك يقول أيها الناس أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قلنا بلى يا رسول الله فقال إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين و علي مولى من كنت مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقال أنتم تقولون ذلك قالوا نعم قال و تشهدون عليه قالوا نعم قال صدقتم فانطلق القوم و تبعتهم فقلت لرجل منهم من أنتم يا عبد الله قالوا نحن رهط من الأنصار و هذا أبو أيوب صاحب رسول الله ص فأخذت بيده و سلمت عليه و صافحته

 أقول روى هذا الحديث عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عن إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين عن يحيى بن سليمان عن أبي فضيل عن الحسن بن الحكم النخعي عن رياح بن الحارث. ثم قال علي بن عيسى ناقلا عن ابن مردويه و عن حبيب بن يسار عن أبي رميلة أن ركبا أربعة أتوا عليا حتى أناخوا بالرحبة ثم أقبلوا إليه فقالوا السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته قال و عليكم السلام إني أقبل الركب قالوا أقبل مواليك من أرض كذا و كذا قال أنى أنتم موالي قالوا سمعنا رسول الله يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه. و عن ابن عباس قال لما أمر الله رسوله أن يقوم بعلي فيقول له ما قال فقال ص يا رب إن قومي حديثو عهد بجاهلية ثم مضى بحجه فلما أقبل راجعا و نزل بغدير خم أنزل الله عليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الآية فأخذ بعضد علي ع ثم خرج إلى الناس فقال أيها الناس أ لست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و أعن من أعانه و اخذل من خذله و انصر من نصره و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه قال ابن عباس فوجبت و الله في رقاب القوم و قال حسان بن ثابت

يناديهم يوم الغدير نبيهم

 إلى آخر الأبيات. و عن ابن هارون العبدي قال كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره حتى جلست إلى أبي سعيد الخدري فسمعته يقول أمر الناس بخمس فعملوا بأربع و تركوا واحدة فقال له رجل يا أبا سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها قال الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم صوم شهر رمضان قال فما الواحدة التي تركوها قال ولاية علي بن أبي طالب ع قال و إنها مفترضة معهن قال نعم قال فقد كفر الناس قال فما ذنبي. و عن عبد الله قال كنا نقرأ على عهد رسول الله ص يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي الآية عن أبي سعيد حديث غدير خم و رفعه بيد علي ع فنزلت و قال النبي ص الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب و الولاية لعلي بن أبي طالب ع

65-  أقول قال الشيخ يحيى بن بطريق في كتاب المستدرك روى الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي ع بإسناده يرفعه إلى الحجاف عن الأعمش عن عطية قال نزلت هذه الآية على رسول الله ص في علي بن أبي طالب ع يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

 و بإسناده يرفعه إلى قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ص دعا الناس إلى علي في غدير خم و أمر بما تحت الشجر من شوك فقم و ذلك في يوم الخميس فدعا عليا فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله ص ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فقال رسول الله ص الله أكبر على كمال الدين و تمام النعمة و رضى الرب برسالتي و الولاية لعلي بن أبي طالب ع بعدي ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله قال حسان بن ثابت ائذن لي يا رسول الله فأقول في علي أبياتا تسمعهن فقال قل على بركة الله فقام حسان فقال يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله ص في الآية ماضية فقال

يناديهم يوم الغدير نبيهم

إلى قوله

فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أنصار صدق موالياهناك دعا اللهم وال وليه و كن للذي عادى عليا معاديا

 يف، ]الطرائف[ ابن مردويه بإسناده عن الخدري مثله و زاد فيه فقال فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة ثم قال و رواه محمد بن عمران المرزباني في كتاب سرقات الشعر إلى آخر الأبيات

66-  مد، ]العمدة[ من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الخامس من إفراد مسلم من مسند ابن أبي أوفى بالإسناد قال انطلقنا أنا و حصين بن سبرة و عمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله ص قال يا ابن أخي و الله لقد كبر سني و قدم عهدي و نسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ص فما حدثتكم فاقبلوه و ما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله ص يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة و المدينة فحمد الله و أثنى و وعظ و ذكر ثم قال أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب و أنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به فحث على كتاب الله و رغب فيه ثم قال و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي

 و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري من الجزء الثالث بالإسناد من صحيح أبي داود السجستاني و من صحيح الترمذي عن حصين بن سبرة مثله و في آخره ثم قال و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي و كتاب الله فإنهما لن يفترقا حتى تلقوني على الحوض

 مد، ]العمدة[ من صحيح مسلم عن زهير بن الحرب و شجاع بن مخلد عن ابن عليه عن زهير عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان عن زيد بن حيان قال انطلقت أنا و حصين بن سبرة و ذكر نحوه

67-  يف، ]الطرائف[ روى أبو سعيد مسعود السجستاني و اتفق عليه مسلم في صحيحه و البخاري و أحمد بن حنبل في مسنده من عدة طرق بأسانيد متصلة إلى عبد الله بن عباس و إلى عائشة قالا لما خرج النبي ص إلى حجة الوداع نزل بالجحفة فأتاه جبرئيل فأمره أن يقوم بعلي ع فقال ص أيها الناس أ لستم تزعمون أني أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه و انصر من نصره و أعز من أعزه و أعن من أعانه قال ابن عباس وجبت و الله في أعناق القوم

 و روى مسعود السجستاني بإسناده إلى عبد الله بن عباس قال أراد رسول الله ص أن يبلغ بولاية علي ع فأنزل الله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الآية فلما كان يوم غدير خم قام فحمد الله و أثنى عليه و قال أ لست أني أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه تمام الحديث

 68-  يف، ]الطرائف[ قد صنف العلماء بالأخبار كتبا كثيرة في حديث يوم الغدير و وقائعه في الحروب و ذكر فضائل اختص بها من دون غيره و تصديق ما قلناه و ممن صنف تفصيل ما حققناه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف بابن عقدة و هو ثقة عند أرباب المذاهب و جعل ذلك كتابا محررا سماه حديث الولاية و ذكر الأخبار عن النبي ص بذلك و أسماء الرواة من الصحابة و الكتاب عندي و عليه خط الشيخ العالم الرباني أبي جعفر الطوسي و جماعة من شيوخ الإسلام لا يخفى صحة ما تضمنه على أهل الأفهام و قد أثنى على ابن عقدة الخطيب صاحب تاريخ بغداد و زكاه و هذه أسماء من روي عنهم حديث يوم الغدير و نص النبي على علي عليهما الصلاة و السلام و التحية و الإكرام بالخلافة و إظهار ذلك عند الكافة و منهم من هنأ بذلك. أبو بكر عبد الله بن عثمان عمر بن الخطاب عثمان بن عفان علي بن أبي طالب ع طلحة بن عبيد الله الزبير بن العوام عبد الرحمن بن عوف سعيد بن مالك العباس بن عبد المطلب الحسن بن علي بن أبي طالب ع الحسين بن علي بن أبي طالب ع عبد الله بن عباس عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الحسين بن عبد الله بن مسعود عمار بن ياسر أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري سلمان الفارسي أسعد بن زرارة الأنصاري خزيمة بن ثابت الأنصاري أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري سهل بن حنيف الأنصاري حذيفة بن اليمان عبد الله بن عمر الخطاب البراء بن عازب الأنصاري رفاعة بن رافع سمرة بن جندب سلمة بن الأكوع الأسلمي زيد بن ثابت الأنصاري أبو ليلى الأنصاري أبو قدامة الأنصاري سهل بن سعد الأنصاري عدي بن حاتم الطائي ثابت بن زيد بن وديعة كعب بن عجرة الأنصاري أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المقداد بن عمرو الكندي عمر بن أبي سلمة عبد الله بن أبي عبد الأسد المخزومي عمران بن حصين الخزاعي يزيد بن الخصيب الأسلمي جبلة بن عمرو الأنصاري أبو هريرة الدوسي أبو برزة نضلة بن عتبة الأسلمي أبو سعيد الخدري جابر بن عبد الله الأنصاري حريز بن عبد الله زيد بن عبد الله زيد بن أرقم الأنصاري أبو رافع مولى رسول الله ص أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري أنس بن مالك الأنصاري ناجية بن عمرو الخزاعي أبو زينب بن عوف الأنصاري يعلى بن مرة الثقفي سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري حذيفة بن أسيد أبو شريحة الغفاري عمرو بن الحمق الخزاعي زيد بن حارثة الأنصاري ثابت بن وديعة الأنصاري مالك بن حويرث أبو سليمان جابر بن سمرة السواني عبد الله بن ثابت الأنصاري جيش بن جنادة السلولي ضميرة الأسدي عبد الله بن عازب الأنصاري عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي يزيد بن شراحيل الأنصاري عبد الله بن بشير المازني النعمان بن العجلان الأنصاري عبد الرحمن بن يعمر الديلمي أبو حمزة خادم رسول الله ص أبو الفضالة الأنصاري عطية بن بشير المازني عامر بن ليلى الغفاري أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري حسان بن ثابت الأنصاري سعد بن جنادة العوفي عامر بن عمير النميري عبد الله بن ياميل حنة بن حرمة العرني عقبة بن عامر الجهني أبو ذؤيب الشاعر أبو شريح الخزاعي أبو جحيفة وهب بن عبد الله النسوي أبو أمامة الصدي بن عجلان الباهلي عامر بن ليلى بن جندب بن سفيان الغفلي البجلي أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي وحشي بن حرب قيس بن ثابت بن شماس الأنصاري عبد الرحمن مدلج حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي فاطمة بنت رسول الله ص عائشة بنت أبي بكر

  أم سلمة أم المؤمنين أم هانئ بنت أبي طالب فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب أسماء بنت عميس الخثعمية. ثم ذكر ابن عقدة ثمانية و عشرين رجلا من الصحابة لم يذكرهم و لم يذكر أسماءهم أيضا و قد روى الحديث في ذلك محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ من خمس و سبعين طريقا و أفرد له كتابا سماه كتاب الولاية و رواه أيضا أبو العباس المعروف بابن عقدة من مائة و خمس طرق و أفرد له كتابا سماه حديث الولاية و قد تقدم تسمية من روى عنهم و ذكر محمد بن الحسن الطوسي في كتاب الاقتصاد و غيره أن قد رواه غير المذكورين من مائة و خمس و عشرين طريقا و رواه أيضا أحمد بن حنبل في مسنده أكثر من خمسة عشر طريقا و رواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتابه أكثر من اثني عشر طريقا قال ابن المغازلي الشافعي بعد رواياته الخبر يوم الغدير هذا حديث صحيح عن رسول الله ص و قد روى حديث غدير خم نحو مائة نفس منهم العشرة و هو حديث ثابت لا أعرف له علة تفرد علي ع بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد هذا لفظ ابن المغازلي.

 و من روايات الفقيه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله ص بمنى و إني لأدناهم إليه في حجة الوداع حين قال لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض و ايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلى خلفه فقال أو علي أو علي ثلاثا فرأينا أن جبرئيل ع غمزه و أنزل الله على أثر ذلك فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ بعلي بن أبي طالب أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ثم نزلت قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ثم نزلت فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ في أمر علي إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ و إن عليا لعلم للساعة وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ عن علي بن أبي طالب

  -69  مد، ]العمدة[ من مناقب الفقيه أبي الحسن بن المغازلي عن أبي علي بن عبد الله العلاف عن عبد السلام بن عبد الملك عن عبد الله بن محمد بن عثمان عن محمد بن بكر بن عبد الرزاق عن مغيرة بن محمد المهلبي عن مسلم بن إبراهيم عن نوح بن قيس عن الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قال أقبل نبي الله من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة و المدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى الصلاة جامعة فخرجنا إلى رسول الله ص في يوم شديد الحر و إن منا لمن يضع رداءه على رأسه و بعضه تحت قدميه من شدة الحر حتى انتهينا إلى رسول الله ص فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا بوجهه الكريم فقال الحمد لله الذي نحمده و نستعينه و نؤمن به و نتوكل عليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن أضل و لا مضل لمن هدى و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد أيها الناس إنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمر من قبله و إن عيسى ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة و إني قد أسرعت في العشرين ألا و إني يوشك أن أفارقكم ألا و إني مسئول و أنتم مسئولون فهل بلغتكم فما ذا أنتم قائلون فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقول نشهد أنك عبد الله و رسوله قد بلغت رسالته و جاهدت في سبيله و صدعت بأمره و عبدته حتى أتاك اليقين جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته فقال أ لستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق و النار حق و تؤمنون بالكتاب كله قالوا بلى قال اشهدوا أن قد صدقتكم و صدقتموني ألا و إني فرطكم و أنتم تبعي توشكون أن تردوا علي الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما قال فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين فقال بأبي أنت و أمي يا نبي الله ما الثقلان قال الأكبر منهما كتاب الله عز و جل سبب طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم فتمسكوا به و لا تزلوا و الأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي و أجاب دعوتي فلا يقتلوهم و لا يقهروهم و لا يقصروا عنهم فإني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ناصرهما لي ناصر و خاذلهما لي خاذل و وليهما لي ولي و عدوهما لي عدو ألا و إنها لن تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها و تظاهر على نبيها و تقتل من قام بالقسط منها ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها فقال من كنت مولاه فعلي مولاه و من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قالها ثلاثا آخر الخطبة

 يف، ]الطرائف[ ابن المغازلي بإسناده إلى الوليد بن صالح مثله

 توضيح قال الجوهري علت الضالة أعيل عيلا و عيلانا فأنا عائل إذا لم ندر أي وجهة تبغيها

70-  يف، ]الطرائف[ روى ابن المغازلي في كتابه بإسناده إلى عطية العوفي قال رأيت ابن أبي أوفى في دهليز له بعد ما ذهب بصره فسألته عن حديث فقال إنكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم قال قلت أصلحك الله إني لست منهم ليس عليك عار قال أي حديث قال قلت حديث علي يوم غدير خم قال خرج علينا رسول الله ص في حجة الوداع يوم غدير خم و قد أخذ بيد علي ع فقال أيها الناس أ لستم تعلمون أني أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه

 و من ذلك ما رواه ابن المغازلي في كتابه و رواه بإسناده إلى عمر بن سعد قال شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله من سمع رسول الله ص يوم غدير خم يقول ما قال فليشهد فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو سعيد الخدري و أبو هريرة و أنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله

 قال السيد و قد تركت باقي روايات الفقيه ابن المغازلي في يوم الغدير خوف الإطالة و قد رووا روايات تدل على أن النبي ص قد كان يقرر هذا المعنى عند أصحابه قبل يوم الغدير بما يناسب هذه الألفاظ فمن روايات الفقيه الشافعي ابن المغازلي في ذلك في كتاب المناقب بإسناده إلى أنس قال لما كان يوم المباهلة و آخى النبي ص بين المهاجرين و الأنصار و علي واقف يراه و يعرف مكانه لم يواخ بينه و بين أحد فانصرف علي ع باكي العين فافتقده النبي ص فقال ما فعل أبو الحسن قالوا انصرف باكي العين يا رسول الله قال يا بلال اذهب فأتني به فمضى بلال إلى علي ع و قد دخل إلى منزله باكي العين فقالت فاطمة ما يبكيك لا أبكى الله عينيك قال يا فاطمة آخى النبي ص بين المهاجرين و الأنصار و أنا واقف يراني و يعرف مكاني و لم يواخ بيني و بين أحد قالت لا يحزنك إنه لعله إنما ادخرك لنفسه قال بلال يا علي أجب النبي فأتى علي النبي ص فقال النبي ص ما يبكيك يا أبا الحسن قال آخيت بين المهاجرين و الأنصار يا رسول الله و أنا واقف تراني و تعرف مكاني و لم تواخ بيني و بين أحد قال إنما ادخرتك لنفسي أ لا يسرك أن تكون أخا نبيك قال بلى يا رسول الله أنى لي بذلك فأخذه بيده و أرقاه المنبر و قال اللهم هذا مني و أنا منه ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسى ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه

 و مما يدل على ذلك ما اتفق على نقله أحمد بن حنبل في مسنده و الفقيه ابن المغازلي في كتابه بإسنادهما إلى عبد الله بن عباس عن بريدة قال غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله ص تنقصته فرأيت وجه رسول الله ص يتغير فقال يا بريدة أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قلت بلى يا رسول الله قال ص فمن كنت مولاه فعلي مولاه

 و من روايات أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى زيد بن أرقم قال قال ميمون بن عبد الله قال قال زيد بن أرقم و أنا أسمع نزلنا مع رسول الله بواد يقال له وادي خم فأمر بالصلاة فصلاها قال فخطبنا و ظلل لرسول الله ص بثوب على شجرة من الشمس فقال النبي ص أ لستم تعلمون أ و لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

 مد، ]العمدة[ بإسناده عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن عفان عن أبي عوانة عن المغيرة عن أبي عبيدة عن ميمون مثله

71-  يف، ]الطرائف[ و من روايات أبي ليلى الكندي من مسند أحمد بن حنبل أنه سأله زيد بن أرقم عن قول النبي ص لعلي ع من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه فقال زيد نعم قالها رسول الله ص أربع مرات

 و من روايات أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى شعبة عن أبي إسحاق قال إني سمعت عمر و زاد فيه أن رسول الله ص قال اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه

  و من روايات أحمد في مسنده إلى سفيان عن أبي نجيح عن أبيه و ربيعة الحرشي أنه ذكر علي عند رجل و عنده سعد بن أبي وقاص فقال سعد أ تذكر عليا إن له مناقب أربعا لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من كذا و كذا و ذكر حمر النعم قوله لأعطين الراية غدا و قوله أنت بمنزلة هارون من موسى و قوله من كنت مولاه فعلي مولاه و نسي سفيان واحدة

 و من روايات أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى زاذان قال سمعت عليا في الرحبة و هو ينشد الناس من سمع النبي و هو يقول ما قال فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

 مد، ]العمدة[ بإسناده إلى عبد الله بن أحمد عن أبيه عن عبد الملك عن أبي عبد الرحمن عن زاذان أبي عمر مثله

72-  يف، ]الطرائف[ مد، ]العمدة[ و من روايات أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى أبي الطفيل قال خطب علي الناس في الرحبة ثم قال أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله ص يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس قال أبو نعيم فقام أناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس أ تعلمون أني أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره

 قال السيد قد تركت باقي روايات أحمد بن حنبل في مسنده بخبر يوم الغدير ففي اليسير دلالة على الكثير

73-  و من روايات الثعلبي في تفسيره لخبر يوم الغدير غير ما تقدمت الإشارة إليه من تأويل قوله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الآية قال قال أبو جعفر محمد بن علي ع معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب ع

 و في رواية أخرى معناه بلغ ما أنزل إليك في علي ع

 و من ذلك بإسناد الثعلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الآية نزلت في علي بن أبي طالب ع أمر النبي ص أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله ص بيد علي بن أبي طالب ع فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

 و من الروايات في صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن و صحيح الترمذي و هو في الجزء الثالث من الجمع بين الصحاح الستة في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع على حد ثلث الكتاب قال عن ابن سرحة و زيد بن أرقم أن رسول الله ص قال من كنت مولاه فعلي مولاه

 و رووا في الكتاب المذكور من الصحاح الستة من الجزء الثالث المشار إليه حديث زيد بن أرقم المقدم ذكره في أحاديث وصية النبي ص بالثقلين يوم غدير خم و قد تقدم هناك أيضا بعض ما رواه مسلم في صحيحه و الحميدي في الجمع بين الصحيحين في ذكر حديث يوم الغدير أيضا فلا حاجة إلى إعادته

 أقول روى السيوطي في الدر المنثور عن ابن مردويه و ابن عساكر بإسنادهما عن أبي سعيد الخدري قال لما نصب رسول الله ص عليا ع يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرئيل ع عليه بهذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

 و روي أيضا عن ابن مردويه و الخطيب و ابن عساكر بأسانيدهم عن أبي هريرة قال لما كان يوم غدير خم و هو الثامن عشر من ذي الحجة قال النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه فأنزل الله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

 و روي عن ابن جرير بإسناده عن ابن عباس وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ يعني إن كتمت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ما نزل على رسول الله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب ع

 و روي عن ابن مردويه بإسناده عن ابن مسعود قال كنا نقرأ على عهد رسول الله يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ أن عليا مولى المؤمنين وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

74-  مد، ]العمدة[ بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن حجاج بن شاعر عن سبابة عن نعيم بن حكيم عن ابن مريم و رجل من جلساء علي ع أن النبي ص قال يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه

 و بالإسناد عن عبد الله عن أبيه عن محمد بن جعفر عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم الشاك شعبة عن النبي ص أنه قال من كنت مولاه فعلي مولاه

 قال سعيد بن جبير و أنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس قال أظنه قال و كتمته

 و بالإسناد عن عبد الله عن أبيه عن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت سعيد بن وهب قال نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي ص فشهدوا أن رسول الله ص قال من كنت مولاه فعلي مولاه

 و بالإسناد عنه عن أبيه عن وكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه

 و بالإسناد عنه عن أبيه عن عبد الرزاق عن معمر عن طاوس عن أبيه قال بعث رسول الله عليا إلى اليمن و خرج بريدة الأسلمي فبعثه علي ع في بعض السبي فشكاه بريدة إلى رسول الله ص فقال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه

 أقول روى الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي بإسناده عن الأعمش عن عطية قال نزلت هذه الآية على رسول الله ص في علي بن أبي طالب ع يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

 و روي في كتاب منقبة المطهرين عن جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال خرجنا مع رسول الله ص حجاجا حتى إذا كنا بالجحفة بغدير خم صلى الظهر ثم قام خطيبا فينا فقال أيها الناس هل تسمعون أني رسول الله إليكم إني أوشك أن أدعى و إني مسئول و إنكم مسئولون إني مسئول هل بلغتكم و أنتم مسئولون هل بلغتم فما ذا أنتم قائلون قال قلنا يا رسول الله بلغت و جهدت قال اللهم اشهد و أنا من الشاهدين ألا هل تسمعون إني رسول الله إليكم و إني مخلف فيكم الثقلين فانظروا كيف تخلفون فيهما قال قلنا يا رسول الله و ما الثقلان قال الثقل الأكبر كتاب الله سبب بيدي الله و سبب بأيديكم فتمسكوا به لن تهلكوا أو تضلوا و الآخر عترتي و إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض

 قال أبو نعيم رواه عن أبي الطفيل من التابعين حبيب بن أبي ثابت و سلمة بن كهيل و من الأعلام حكيم بن جبير و وهب الهناني و رواه عن زيد بن أرقم يزيد بن حيان و علي بن ربيعة و يحيى بن جعدة و أبو الضحى بن امرأة زيد بن أرقم و رواه غير زيد من الصحابة علي بن أبي طالب و عبد الله بن عمر و البراء بن عازب و جابر بن عبد الله و حذيفة بن أسيد و أبو سعيد الخدري

75-  يف، ]الطرائف[ و روى الخوارزمي في مناقبه عن عبد الملك بن علي الهمداني عن محمد بن الحسين البزاز عن محمد بن محمد بن عبد العزيز عن هلال بن جعفر عن محمد بن عمر الحافظ عن علي بن موسى الخزاز عن الحسن بن علي الهاشمي عن إسماعيل بن أبان عن أبي مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال أبي دفع النبي ص الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ع ففتح الله تعالى عليه و وقفه يوم غدير فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن و مؤمنة و قال له أنت مني و أنا منك و قال له تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل و قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت و قال له أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي و قال أنت العروة الوثقى و قال له أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي و قال أنت الذي أنزل الله فيه وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ و قال له أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي و قال له أنا أول من تنشق عنه الأرض و أنت معي و قال له أنا عند الحوض و أنت معي و الحديث طويل إلى أن قال له أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي و بعدي الحسن و الحسين و فاطمة ع و قال له إن الله قد أوحى إلي بأن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني الله بتبليغه و قال له اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ثم بكى صلوات الله عليه فقيل مم بكاؤك يا رسول الله قال أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده و أخبرني جبرئيل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمة على محبتهم و كان الشانئ لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم و ذلك حين تغير البلاد و ضعف العباد و اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم قال النبي ص اسمه كاسمي و هو من ولد ابنتي فاطمة يظهر الله الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم و يتبعهم الناس راغب إليهم و خائف لهم قال و سكن البكاء عن النبي ص فقال معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف و قضاءه لا يرد وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ و إن فتح الله قريب اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا اللهم اكلأهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و أعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير

76-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أبو القاسم العلوي معنعنا عن عمار بن ياسر قال كنت عند أبي ذر الغفاري في مجلس ابن عباس رضي الله عنه و عليه فسطاط و هو يحدث الناس إذ قام أبو ذر حتى ضرب بيده إلى عمود الفسطاط ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فقد أنبأته باسمي أنا جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري سألتكم بحق الله و حق رسوله أ سمعتم من رسول الله ص و هو يقول ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر قالوا اللهم نعم قال أ فتعلمون أيها الناس أن رسول الله ص جمعنا يوم غد يرخم ألف و ثلاثمائة رجل و جمعنا يوم سمرات خمس مائة رجل كل ذلك يقول اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه و قال اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فقام رجل و قال بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة فلما سمع ذلك معاوية بن أبي سفيان اتكأ على مغيرة بن شعبة و قام و هو يقول لا نقر لعلي بولاية و لا نصدق محمدا في مقاله فأنزل الله على نبيه محمد ص فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى تهددا من الله تعالى و انتهارا فقالوا اللهم نعم

77-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ إسحاق بن محمد بن القاسم بن صالح بن خالد الهاشمي معنعنا عن حذيفة بن اليمان قال كنت و الله جالسا بين يدي رسول الله ص و قد نزل بنا غدير خم و قد غص المجلس بالمهاجرين و الأنصار فقام رسول الله ص على قدميه و قال أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ فقلت لصاحبي جبرئيل يا خليلي إن قريشا قالوا لي كذا و كذا فإن الخبر من ربي فقال وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ثم نادى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و أقامه عن يمينه ثم قال أيها الناس أ لستم تعلمون أني أولى بكم منكم بأنفسكم قالوا اللهم بلى قال أيها الناس من كنت مولاه فهذا مولاه فقال رجل من عرض المسجد يا رسول الله ما تأويل هذا فقال من كنت نبيه فهذا علي أميره و قال اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فقال حذيفة فو الله لقد رأيت معاوية حتى قام فتمطى و خرج مغضبا واضعا يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري و يساره على مغيرة بن شعبة ثم قام يمشي متمطيا و هو يقول لا نصدق محمدا على مقالته و لا نقر لعلي بولايته فأنزل الله على أثر كلامه فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى فهم به رسول الله ص أن يرده و يقتله ثم قال جبرئيل لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ فسكت النبي ص

 بيان قال البيضاوي يتمطى أي يتبختر افتخارا بذلك من المط لأن المتبختر يمد خطاه فيكون أصله يتمطط أو من المطا و هو الظهر فإنه يلويه أَوْلى لَكَ فَأَوْلى من الولي و أصله أولاك الله ما تكرهه و اللام مزيدة كما في رَدِفَ لَكُمْ أو أولى لك الهلاك و قيل أفعل من الويل بعد القلب كأدنى من دون أو فعلى من آل يئول بمعنى عقباك النار ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى أي يتكرر ذلك عليه مرة بعد أخرى

78-  أقول في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن أبان بن أبي عياش روى عن سليم قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول إن رسول الله ص دعا الناس بغدير خم فأمر بما كان تحت الشجر من الشوك فقم و كان ذلك يوم الخميس ثم دعا الناس إليه و أخذ بضبع علي بن أبي طالب فرفعها حتى نظرت إلى بياض إبط رسول الله ص فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله قال أبو سعيد فلم ينزل حتى نزلت هذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فقال رسول الله ص الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و بولاية علي ع من بعدي فقال حسان بن ثابت يا رسول الله أ تأذن لي لأقول في علي ع أبياتا فقال ص قل على بركة الله فقال حسان يا مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله ص

أ لم تعلموا أن النبي محمدا لدى دوح خم حين قام منادياو قد جاءه جبريل من عند ربه بأنك معصوم فلا تك وانياو بلغهم ما أنزل الله ربهم و إن أنت لم تفعل و حاذرت باغياعليك فما بلغتهم عن إلههم رسالته إن كنت تخشى الأعاديافقام به إذ ذاك رافع كفه بيمنى يديه معلن الصوت عاليافقال لهم من كنت مولاه منكم و كان لقولي حافظا ليس ناسيافمولاه من بعدي علي و إنني به لكم دون البرية راضيافيا رب من والى عليا فواله و كن للذي عادى عليا معادياو يا رب فانصر ناصريه لنصرهم إمام الهدى كالبدر يجلو الدياجيا

 و يا رب فاخذل خاذليه و كن لهم إذا وقفوا يوم الحساب مكافيا

79-  مد، ]العمدة[ ابن المغازلي عن محمد بن أحمد بن عثمان يرفعه إلى حبة العرني و عبد خير و عمرو ذي مر قالوا سمعنا علي بن أبي طالب ع ينشد الناس في الرحبة بذكر يوم الغدير فقام اثنا عشر رجلا من أهل بدر منهم زيد بن أرقم فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله ص يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

 و روي أيضا عن محمد بن الحسين بن عبد الرحمن الأصفهاني يرفعه إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

 و روي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن محمد العدل عن الحارثي عن الصوفي عن إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي عن شاذان عن عمران بن مسلم عن سويد بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله ص لعلي ع من كنت مولاه فعلي مولاه

 و روي أيضا عن محمد بن أحمد بن عثمان يرفعه إلى الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود عنه ص مثله

 و روي أيضا عن علي بن عمرو بن شوذب عن أبيه عن محمد بن الحسين الزعفراني عن أحمد بن يحيى بن عبد الحميد عن إسرائيل عن الحكم بن أبي سليمان عن زيد بن أرقم قال نشد علي الناس في المسجد فقال أنشد الله رجلا سمع رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و كنت أنا فيمن كتم فذهب بصري

 و روي عن أحمد بن محمد بن طاوان عن الحسين بن محمد العلوي يرفعه إلى الأعمش عن سعيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله ص من كنت وليه فعلي وليه

 أقول روي من طريق ابن المغازلي عن زيد بن أرقم و أبي سعيد الخدري و بريدة الأسلمي و ابن أبي أوفى و ابن عباس مثل ما مر في رواية السيد بن طاوس و غيره و روى أيضا ما رواه السيد و غيره من مسند أحمد بن حنبل و الثعلبي و غيرهما مرسلا بأسانيدها تركناها حذرا من التكرار

80-  أقول و روي أيضا في المستدرك من كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم بإسناده إلى عميرة بن سعد قال شهدت عليا ع على المنبر ناشد أصحاب رسول الله و فيهم أبو سعيد و أبو هريرة و أنس بن مالك و هم حول المنبر و علي ع على المنبر و حول المنبر اثنا عشر هو منهم فقال علي ع أنشدكم بالله هل سمعتم رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه قالوا اللهم نعم و قعد رجل هو أنس بن مالك فقال ما منعك أن تقوم قال يا أمير المؤمنين كبرت و نسيت فقال اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء قال فما مات حتى رأيت بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة

 قال أبو نعيم و رواه أيضا ابن عائشة عن إسماعيل مثله

 قال و رواه أيضا الأجلح و هانئ بن أيوب عن طلحة بن مصرف

81-  و من كتاب الأنساب لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في الجزء الأول في فضائل أمير المؤمنين ع قال قال علي ع على المنبر أنشدت الله رجلا سمع رسول الله ص يقول يوم غدير خم اللهم وال من والاه و عاد من عاداه إلا قام فشهد و تحت المنبر أنس بن مالك و البراء بن عازب و جرير بن عبد الله البجلي فأعادها فلم يجبه أحد فقال اللهم من كتم هذه الشهادة و هو يعرفها فلا تخرجها من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها قال فبرص أنس و عمي البراء و رجع جرير أعرابيا بعد هجرته فأتى الشراة فمات في بيت أمه

82-  و ذكر السمعاني في كتاب فضائل الصحابة بإسناده عن زيد بن أرقم أن رجلا أتاه يسأله عن عثمان و علي ع فقال أما عثمان فيرجئ أمره إلى الله و أما علي ع فإنا قد أقبلنا مع رسول الله ص في غزاة حنين فنزلنا الغدير غدير خم فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى يا رسول الله فأخذ بيد علي حتى أشخصها ثم قال من كنت مولاه فهذا مولاه

83-  و بإسناده عن البراء بن عازب قال أقبلنا مع رسول الله ص في حجة الوداع حتى إذا كنا بغدير خم نودي فينا أن الصلاة جامعة و كسح لرسول الله ص تحت شجرتين فأخذ النبي ص بيد علي ع فقال أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى يا رسول الله ثم قال رسول الله ص فإن هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة

84-  و بإسناده عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب عن النبي ص قال من كنت مولاه فعلي مولاه

85-  و بإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال قيل لعمر إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من صحابة رسول الله قال لأنه مولاي انتهى

 أقول و روى ابن الأثير في جامع الأصول من صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم أو أبي سريحة الشك من شعبة أن رسول الله ص قال من كنت مولاه فعلي مولاه

 و روى البغوي في المصابيح و البيضاوي عن أحمد و الترمذي بإسنادهما عن زيد بن أرقم مثله

 و رويا عن أحمد بإسناده عن البراء بن عازب و زيد بن أرقم أن النبي ص لما نزل بغدير خم أخذ بيد علي ع فقال أ لستم تعلمون أني أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قالوا بلى قال أ لستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى فقال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة

 أقول و قال ابن حجر العسقلاني في المجلد السادس من كتاب فتح الباري في شرح باب فضائل أمير المؤمنين من صحيح البخاري و أما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فقد أخرجه الترمذي و النسائي و هو كثير الطرق جدا و قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد و كثير من أسانيدها صحاح و حسان انتهى

 و قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة روى عثمان بن سعيد عن شريك بن عبد الله قال لما بلغ عليا ع أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي ص و تفضيله على الناس قال أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله ص و سمع مقالته في يوم غدير خم إلا قام فشهد بما سمع فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول الله ص فقالوا سمعناه يقول ذلك اليوم و هو رافع بيدي على من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه

 و قال في موضع آخر روى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن عبد الغفار أن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة و يجلس إليه فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال يا أبا هريرة أنشدك الله أ سمعت رسول الله ص يقول لعلي بن أبي طالب اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال اللهم نعم قال فأشهد بالله أن قد واليت عدوه و عاديت وليه ثم قام عنه

 و قال في موضع آخر ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين أن عدة من الصحابة و التابعين و المحدثين كانوا منحرفين عن علي ع قائلين فيه السوء و منهم من كتم مناقبه و أعان أعداءه ميلا مع الدنيا و إيثارا للعاجلة فمنهم أنس بن مالك ناشد على الناس في رحبة القصر أو قال رحبة الجامع بالكوفة أيكم سمع رسول الله يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بها و أنس بن مالك لم يقم فقال له يا أنس ما يمنعك أن تقوم فتشهد فلقد حضرتها فقال يا أمير المؤمنين كبرت و نسيت فقال اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة قال طلحة بن عمير فو الله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه

 و روى عثمان بن مطرف أن رجلا سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب ع فقال آليت أن لا أكتم حديثا سئلت عنه في علي ع بعد يوم الرحبة ذاك رأس المتقين يوم القيامة سمعته و الله من نبيكم

 و روى أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن أن عليا ع نشد الناس من سمع رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد له قوم و أمسك زيد بن أرقم فلم يشهد و كان يعلمها فدعا عليه علي ع بذهاب البصر فعمي فكان يحدث الناس بالحديث بعد ما كف بصره

 و قال في موضع آخر قال ع يوم الشورى أ فيكم أحد قال له رسول الله ص من كنت مولاه فهذا مولاه غيري قالوا لا

 و قال في موضع آخر المشهور أن عليا ع ناشد الناس في الرحبة بالكوفة فقال أنشد الله رجلا سمع رسول الله ص يقول لي و هو منصرف من حجة الوداع من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقام رجال فشهدوا بذلك فقال ع لأنس بن مالك لقد حضرتها فما بالك فقال يا أمير المؤمنين كبرت سني و صار ما أنساه أكثر مما أذكره فقال إن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لا تواريها العمامة فما مات حتى أصابه البرص

 و قد ذكر ابن قتيبة حديث البرص و الدعوة التي دعا بها أمير المؤمنين ع على أنس بن مالك في كتاب المعارف و ابن قتيبة غير متهم في حق علي للمشهور من انحرافه عنه انتهى

 و روى ابن شيرويه في الفردوس عن سمرة عن النبي ص قال من كنت نبيه فعلي وليه

 و عن حبشي بن جنادة عنه ص قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أعن من أعانه

 و عن بريدة قال النبي ص يا بريدة إن عليا وليكم بعدي فأحب عليا فإنما يفعل ما يؤمر

86-  ج، ]الإحتجاج[ حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني قال أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قدس الله روحه قال أخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال أخبرنا علي السوري قال أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس و كان من عباد الله الصالحين قال حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال حدثنا سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي ع أنه قال حج رسول الله ص من المدينة و قد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج و الولاية فأتاه جبرئيل ع فقال له يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام و يقول لك إني لم أقبض نبيا من أنبيائي و لا رسولا من رسلي إلا بعد إكمال ديني و تأكيد حجتي و قد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغهما قومك فريضة الحج و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك فإني لم أخل أرضي من حجة و لن أخليها أبدا فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج و تحج و يحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب و تعلمهم من حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم و زكاتهم و صيامهم و توقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع فنادى منادي رسول الله ص في الناس ألا إن رسول الله يريد الحج و أن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم و يوقفكم من ذلك على مثل الذي أوقفكم عليه من غيره فخرج رسول الله ص و خرج معه الناس و أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم و بلغ من حج مع رسول الله ص من أهل المدينة و أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى ع السبعين ألفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون ع فنكثوا و اتخذوا العجل و السامري و كذلك أخذ رسول الله ص البيعة لعلي ع بالخلافة على نحو عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة و اتخذوا العجل و السامري سنة بسنة و مثلا بمثل و اتصلت التلبية ما بين مكة و المدينة فلما وقف رسول الله ص بالموقف أتاه جبرئيل عن الله تعالى فقال يا محمد إن الله عز و جل يقرئك السلام و يقول لك إنه قد دنا أجلك و مدتك و أنا مستقدمك على ما لا بد منه و لا عنه محيص فاعهد عهدك و قدم وصيتك و اعمد إلى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياء من قبلك و السلاح و التابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلمها إلى وصيك و خليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب فأقمه للناس علما و جدد عهده و ميثاقه و بيعته و ذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم به و عهدي التي عاهدت إليهم من ولاية وليي و مولاهم و مولى كل مؤمن و مؤمنة علي بن أبي طالب فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا بعد إكمال

 ديني و إتمام نعمتي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي و ذلك كمال توحيدي و ديني و إتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي و طاعته و ذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي فاليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا بوليي و مولى كل مؤمن و مؤمنة على عبدي و وصي نبيي و الخليفة من بعده و حجتي البالغة على خلقي مقرون طاعته بطاعة محمد نبيي و مقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني جعلته علما بيني و بين خلقي من عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا و من أشرك بيعته كان مشركا و من لقيني بولايته دخل الجنة و من لقيني بعداوته دخل النار فأقم يا محمد عليا علما و خذ عليهم البيعة و جدد عهدي و ميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه فإني قابضك إلي و مستقدمك علي فخشي رسول الله ص قومه و أهل النفاق و الشقاق أن يتفرقوا و يرجعوا إلى جاهلية لما عرف من عداوتهم و لما تنطوي عليه أنفسهم لعلي ع من العداوة و البغضاء و سأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس و انتظر أن يأتيه جبرئيل ع بالعصمة من الناس من الله جل اسمه فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف فأتاه جبرئيل ع في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده و يقيم عليا علما للناس و لم يأته بالعصمة من الله عز و جل بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة و المدينة فأتاه جبرئيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله و لم يأته بالعصمة فقال يا جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني و لا يقبلوا قولي في علي فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار و العصمة من الناس فقال يا محمد إن الله عز و جل يقرئك السلام و يقول لك

  يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ و كان أوائلهم قريبا من الجحفة فأمره أن يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ليقيم عليا علما للناس و يبلغهم ما أنزل الله في علي ع و أخبره أن الله عز و جل قد عصمه من الناس فأمر رسول الله ص عند ما جاءت العصمة مناديا ينادي في الناس بالصلاة جامعة و يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر عنهم و تنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير أمره بذلك جبرئيل عن الله عز اسمه و في الموضع سلمات فأمر رسول الله ص أن يقم ما تحتهن و ينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس فتراجع الناس و احتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون فقام رسول الله ص فوق تلك الأحجار ثم حمد الله و أثنى عليه فقال الحمد لله الذي علا في توحده و دنا في تفرده و جل في سلطانه و عظم في أركانه و أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً و هو في مكانه و قهر جميع الخلق بقدرته و برهانه مجيدا لم يزل محمودا لا يزال بارئ المسموكات و داحي المدحوات و جبار السماوات قدوس سبوح رب الملائكة و الروح متفضل على جميع من برأه متطول على من أدناه يلحظ كل عين و العيون لا تراه كريم حليم ذو أناة قد وسع كل شي‏ء رحمته و من عليهم بنعمته لا يعجل بانتقامه و لا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه قد فهم السرائر و علم الضمائر و لم تخف عليه المكنونات و لا اشتبهت عليه الخفيات له الإحاطة بكل شي‏ء و الغلبة على كل شي‏ء و القوة في كل شي‏ء و القدرة على كل شي‏ء لا مثله شي‏ء و هو منشئ الشي‏ء حين لا شي‏ء دائم قائم بالقسط لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جل عن أن تدركه الأبصار وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ لا يلحق أحد وصفه من معاينة و لا يجد أحد كيف هو من سر و علانية إلا بما دل عز و جل على نفسه و أشهد بأنه الذي ملأ الدهر قدسه و الذي يغشى الأبد نوره و الذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير و لا معه شريك في تقدير و لا تفاوت في تدبير صور ما أبدع على غير مثال و خلق ما خلق بلا معونة من أحد و لا تكلف و لا احتيال أنشأها فكانت و برأها فبانت فهو الله لا إله إلا هو المتقن الصنعة الحسن الصنيعة العدل الذي لا يجور و الأكرم الذي ترجع إليه الأمور و أشهد أنه الذي تواضع كل شي‏ء لعظمته و ذل كل شي‏ء لعزته و استسلم كل شي‏ء لقدرته و خشع كل شي‏ء لهيبته مالك الأملاك و مفلك الأفلاك و مسخر الشمس و القمر كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً قاصم كل جبار عنيد و مهلك كل شيطان مريد لم يكن معه ضد و لا ند أحد صمد لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ إله واحد و رب ماجد يشاء فيمضي و يريد فيقضي و يعلم فيحصي و يميت و يحيي و يفقر و يغني و يضحك و يبكي و يدني و يقصي و يمنع و يثري لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ بيده الخير وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ مجيب الدعاء و مجزل العطاء محصي الأنفاس و رب الجنة و الناس لا يشكل عليه شي‏ء و لا يضجره صراخ المستصرخين و لا يبرمه إلحاح الملحين العاصم للصالحين و الموفق

 للمفلحين و مولى المؤمنين و رب العالمين الذي استحق من كل من خلق أن يشكره و يحمده على السراء و الضراء و الشدة و الرخاء أومن به و بملائكته و كتبه و رسله أسمع أمره و أطيع و أبادر إلى كل ما يرضاه و استسلم لما قضاه رغبة في طاعته و خوفا من عقوبته لأنه الله الذي لا يؤمن مكره و لا يخاف جوره أقر له على نفسي بالعبودية و أشهد له بالربوبية و أؤدي ما أوحى إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد و إن عظمت حيلته لا إله إلا هو لأنه قد أعلمني أني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته و قد ضمن لي تبارك و تعالى العصمة و هو الله الكافي الكريم فأوحى إلي بسم الله الرحمن الرحيم يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله إلي و أنا مبين لكم سبب هذه الآية أن جبرئيل هبط إلي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي و هو السلام أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض و أسود أن علي بن أبي طالب أخي و وصيي و خليفتي و الإمام من بعدي الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و هو وليكم بعد الله و رسوله و قد أنزل الله تبارك و تعالى علي بذلك آية من كتابه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ و علي بن أبي طالب أقام الصلاة و آتى الزكاة و هو راكع يريد الله عز و جل في كل حال و سألت جبرئيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المؤمنين و كثرة المنافقين و إدغال الآثمين و ختل المستهزءين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ و يحسبونه هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ و كثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني أذنا و زعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي و إقبالي عليه حتى أنزل الله عز و جل في ذلك وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ على الذين يزعمون أنه أذن خَيْرٍ لَكُمْ الآية و لو شئت أن أسمي القائلين بذلك بأسمائهم لسميت و أن أومئ إليهم بأعيانهم لأومأت و أن أدل عليهم لدللت و لكني و الله في أمورهم قد تكرمت و كل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل الله إلي ثم تلا ص يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم وليا و إماما مفترضة طاعته على المهاجرين و الأنصار و على التابعين بإحسان و على البادي و الحاضر و على الأعجمي و العربي و الحر و المملوك و الصغير و الكبير و على الأبيض و الأسود و على كل موحد ماض حكمه جائز قوله نافذ أمره ملعون من خالفه مرحوم من تبعه و من صدقه فقد غفر الله له و لمن سمع منه و أطاع له معاشر الناس إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لأمر ربكم فإن الله عز و جل هو وليكم و إلهكم ثم من دونه رسولكم محمد وليكم و القائم المخاطب لكم ثم من بعدي علي وليكم و إمامكم بأمر الله ربكم ثم

 الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم تلقون الله عز اسمه و رسوله لا حلال إلا ما أحله الله و لا حرام إلا ما حرمه الله عرفني الله الحلال و الحرام و أنا أفضيت بما علمني ربي من كتابه و حلاله و حرامه إليه معاشر الناس ما من علم إلا و قد أحصاه الله في و كل علم علمته فقد أحصيته في إمام المتقين و ما من علم إلا و قد علمته عليا و هو الإمام المبين معاشر الناس لا تضلوا عنه و لا تنفروا منه و لا تستنكفوا من ولايته فهو الذي يهدي إلى الحق و يعمل به و يزهق الباطل و ينهى عنه و لا تأخذه في الله لومة لائم ثم إنه أول من آمن بالله و رسوله و الذي فدى رسول الله ص بنفسه و الذي كان مع رسول الله و لا أحد يعبد الله مع رسول الله من الرجال غيره معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله و اقبلوه فقد نصبه الله معاشر الناس إنه إمام من الله و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته و لن يغفر له حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه و أن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد و دهر الدهور فاحذروا أن تخالفوا فتصلوا نارا وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ أيها الناس بي و الله بشر الأولون من النبيين و المرسلين و أنا خاتم الأنبياء و المرسلين و الحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى و من شك في شي‏ء من قولي هذا فقد شك في الكل منه و الشاك في ذلك فله النار معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي و إحسانا منه إلي و لا إله إلا هو له الحمد مني أبد الآبدين و دهر الداهرين على كل حال معاشر الناس فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر و أنثى بنا أنزل الله الرزق و بقي الخلق ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد قولي هذا و لم يوافقه إلا أن جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك و يقول من عادى عليا و لم يتوله فعليه لعنتي و غضبي ف لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ أن تخالفوه فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ معاشر الناس إنه جنب الله الذي نزل في كتابه يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ معاشر الناس تدبروا القرآن و افهموا آياته و انظروا إلى محكماته و لا تتبعوا متشابهه فو الله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و مصعده إلي و شائل بعضده و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه و هو علي بن أبي طالب أخي و وصيي و موالاته من الله عز و جل أنزلها على معاشر الناس إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر و القرآن هو الثقل الأكبر و كل واحد منبئ عن صاحبه و موافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا إنهم أمناء الله في خلقه و حكماؤه في أرضه ألا و قد أديت ألا و قد بلغت ألا و قد أسمعت ألا و قد أوضحت ألا و إن الله عز و جل قال و أنا قلت عن الله عز و جل ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا و لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره ثم ضرب بيده على عضده فرفعه و كان منذ أول ما صعد رسول الله ص درجة دون مقامه فبسط يده نحو وجه رسول الله ص و شال عليا حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله ص ثم قال معاشر الناس هذا علي أخي و وصيي و واعي علمي و خليفتي على أمتي و على تفسير كتاب الله عز و جل و الداعي إليه و العامل بما يرضاه و المحارب لأعدائه و الموالي على طاعته و الناهي عن معصيته خليفة رسول الله و أمير المؤمنين و الإمام الهادي و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر الله أقول ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ

 بأمر ربي أقول اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و العن من أنكره و اغضب على من جحد حقه اللهم إنك أنزلت علي أن الإمامة لعلي وليك عند تبياني ذلك عليهم و نصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم نعمتك و رضيت لهم الإسلام دينا فقلت وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ اللهم إني أشهدك أني قد بلغت معاشر الناس إنما أكمل الله عز و جل دينكم بإمامته فمن لم يأتم به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة و العرض على الله عز و جل ف أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ معاشر الناس هذا علي أنصركم لي و أحقكم بي و أقربكم إلي و أعزكم علي و الله عز و جل و أنا عنه راضيان و ما نزلت آية رضى إلا فيه و ما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به و لا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه و لا شهد الله بالجنة في هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ إلا له و لا أنزلها في سواه و لا مدح بها غيره معاشر الناس هو ناصر دين الله و المجادل عن رسول الله و هو التقي النقي و الهادي المهدي نبيكم خير نبي و وصيكم خير وصي و بنوه خير الأوصياء معاشر الناس ذرية كل نبي من صلبه و ذريتي من صلب علي معاشر الناس إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم فإن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة و هو صفوة الله عز و جل و كيف بكم و أنتم أنتم و منكم أعداء الله ألا إنه لا يبغض عليا إلا شقي و لا يتوالى عليا إلا تقي و لا يؤمن به إلا مؤمن مخلص في علي و الله نزلت سورة العصر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إلى آخرها معاشر الناس قد أشهدت الله و بلغتكم رسالتي وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ

 معاشر الناس اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ معاشر الناس آمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزل معه مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها معاشر الناس النور من الله عز و جل في مسلوك ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله و بكل حق هو لنا لأن الله عز و جل قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظالمين و الغاصبين من جميع العالمين معاشر الناس أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أ فإن مت أو قتلت انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ألا و إن عليا هو الموصوف بالصبر و الشكر ثم من بعده ولدي من صلبه معاشر الناس لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم فيصيبكم بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ إنه لَبِالْمِرْصادِ معاشر الناس سيكون من بعدي أئمة يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ معاشر الناس إن الله و أنا بريئان منهم معاشر الناس إنهم و أنصارهم و أشياعهم و أتباعهم فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و لبئس مثوى المتكبرين ألا إنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته قال فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة معاشر الناس إني أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة و قد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر و غائب و على كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولد أو لم يولد فليبلغ الحاضر الغائب و الوالد الولد إلى يوم القيامة و سيجعلونها ملكا و اغتصابا ألا لعن الله الغاصبين و المغتصبين و عندها سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ف يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ معاشر الناس إن الله عز و جل لم يكن يذركم عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ معاشر الناس إنه ما من قرية إلا و الله مهلكها بتكذيبها و كذلك يهلك الْقُرى وَ هِيَ ظالِمَةٌ كما ذكر الله تعالى و هذا إمامكم و وليكم و هو مواعيد الله و الله يصدق وعده معاشر الناس قد ضل قبلكم أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ و الله قد أهلك الأولين و هو مهلك الآخرين معاشر الناس إن الله قد أمرني و نهاني و قد أمرت عليا و نهيته فعلم الأمر و النهي من ربه عز و جل فاسمعوا لأمره تسلموا و أطيعوه تهتدوا و انتهوا لنهيه ترشدوا و صيروا إلى مراده و لا تتفرق بكم السبل عن سبيله معاشر الناس أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ ثم قرأ ص الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ إلى آخرها و قال في نزلت و فيهم نزلت و لهم عمت و إياهم خصت أولئك أولياء الله لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الغالبون ألا إن أعداء علي هم أهل الشقاق العادون و إخوان الشياطين الذين يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ألا إن أولياءهم

 هم المؤمنون الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز و جل لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إلى آخر الآية ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز و جل فقال الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ ألا إن أولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين و تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ ألا إن أولياءهم الذين قال الله عز و جل يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ... بِغَيْرِ حِسابٍ ألا إن أعداءهم الذين يصلون سعيرا ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شَهِيقاً وَ هِيَ تَفُورُ و لها زفير كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز و جل كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ إلى قوله فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ ألا إن أولياءهم الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ معاشر الناس شتان ما بين السعير و الجنة فعدونا من ذمه الله و لعنه و ولينا من مدحه الله و أحبه معاشر الناس ألا و إني منذر و علي هاد معاشر الناس إني نبي و علي وصيي ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي ألا إنه الظاهر على الدين ألا إنه المنتقم من الظالمين ألا إنه فاتح الحصون و هادمها ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله عز و جل ألا إنه الناصر لدين الله ألا إنه الغراف من بحر عميق ألا إنه قسيم كل ذي فضل بفضله و كل ذي جهل بجهله ألا إنه خيرة الله و الله مختاره ألا إنه وارث كل علم و المحيط به ألا إنه المخبر عن ربه عز و جل و المنبه بأمر إيمانه ألا إنه الرشيد السديد ألا إنه المفوض إليه ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه ألا إنه الباقي حجة و لا حجة بعده و لا حق إلا معه و لا نور إلا عنده ألا إنه لا غالب له و لا منصور عليه ألا و إنه ولي الله في أرضه و حكمه في خلقه و أمينه في سره و علانيته معاشر الناس قد بينت لكم و أفهمتكم و هذا علي يفهمكم بعدي ألا و إن عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته و الإقرار به ثم مصافقته بعدي ألا إني قد بايعت الله و علي قد بايعني و أنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز و جل فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ الآية معاشر الناس إن الحج و العمرة مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ الآية معاشر الناس حجوا البيت فما ورده أهل بيت إلا استغنوا و لا تخلفوا عنه إلا افتقروا معاشر الناس ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك فإذا انقضت حجه استونف عليه عمله معاشر الناس الحجاج معانون و نفقاتهم مخلفة و الله لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ معاشر الناس حجوا البيت بكمال الدين و التفقه و لا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة و إقلاع معاشر الناس أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ كما أمركم الله عز و جل لئن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم و يبين لكم الذي نصبه الله عز و جل بعدي و من خلقه الله مني و أنا منه يخبركم بما تسألون عنه و يبين لكم ما لا تعلمون ألا إن الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما و أعرفهما فآمر بالحلال و أنهى عن الحرام في مقام

 واحد فأمرت أن آخذ البيعة عليكم و الصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز و جل في علي أمير المؤمنين و الأئمة من بعده الذين هم مني و منه أئمة قائمهم فيهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق معاشر الناس و كل حلال دللتكم عليه و كل حرام نهيتكم عنه فإني لم أرجع عن ذلك و لم أبدل ألا فاذكروا ذلك و احفظوه و تواصوا به و لا تبدلوه و لا تغيروه ألا و إني أجدد القول ألا فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر ألا و إن رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلى قولي و تبلغوه من لم يحضره تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته فإنه أمر من الله عز و جل و مني و لا أمر بمعروف و لا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم معاشر الناس القرآن يعرفكم أن الأئمة من بعده ولده و عرفتكم أنهم مني و منه حيث يقول الله عز و جل كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ و قلت لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما معاشر الناس التقوى التقوى و احذروا الساعة كما قال الله عز و جل إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ‏ءٌ عَظِيمٌ اذكروا الممات و الحساب و الموازين و المحاسبة بين يدي رب العالمين و الثواب و العقاب و من جاء بالحسنة أثيب و من جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب معاشر الناس إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة في وقت واحد و أمرني الله عز و جل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين و من جاء بعده من الأئمة مني و منه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه فقولوا بأجمعكم إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا و ربك في أمر علي و أمر ولده من صلبه من الأئمة نبايعك على ذلك بقلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و أيدينا على ذلك نحيا و نموت و نبعث لا نغير و لا نبدل و لا نشك و لا نرتاب و لا نرجع عن عهد و لا ننقض الميثاق و نطيع الله و عليا أمير المؤمنين و ولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن و الحسين الذين قد عرفتكم مكانهما مني و محلهما عندي و منزلتهما من ربي فقد أديت ذلك إليكم فإنهما سيدا شباب أهل الجنة و إنهما الإمامان بعد أبيهما علي و أنا أبوهما قبله فقولوا أطعنا الله بذلك و إياك و عليا و الحسن و الحسين و الأئمة الذين ذكرت عهدا و ميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و مصافقة أيدينا من أدركهما بيده و أقر بهما بلسانه لا نبتغي بذلك بدلا و لا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا نحن نؤدي ذلك عنك الداني و القاصي من أولادنا و أهالينا أشهدنا الله وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً و أنت علينا به شهيد و كل من أطاع ممن ظهر و استتر و ملائكة الله و جنوده و عبيده و الله أكبر من كل شهيد معاشر الناس ما تقولون فإن الله يعلم كل صوت و خافية كل نفس فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها و من بايع فإنما يبايع الله يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ معاشر الناس فاتقوا الله و بايعوا عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه و الحسن و الحسين و الأئمة ع كلمة طيبة باقية يهلك الله من غدر و يرحم من وفى فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ الآية

 معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم و سلموا على علي بإمرة المؤمنين و قولوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ و قولوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ معاشر الناس إن فضائل علي بن أبي طالب عند الله عز و جل و قد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد فمن أنبأكم بها و عرفها فصدقوه معاشر الناس مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ و عليا و الأئمة الذين ذكرتهم فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً معاشر الناس السابقون إلى مبايعته و موالاته و التسليم عليه بإمرة المؤمنين أولئك الفائزون فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ معاشر الناس قولوا ما يرضى الله عنكم من القول ف إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فلن تضروا الله شيئا اللهم اغفر للمؤمنين و اعطب على الكافرين وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فنادته القوم نعم سمعنا و أطعنا أمر الله و أمر رسوله بقلوبنا و ألسنتنا و أيدينا و تداكوا على رسول الله ص و على علي ع و صافقوا بأيديهم فكان أول من صافق رسول الله ص الأول و الثاني و الثالث و الرابع و الخامس عليهم ما عليهم و باقي المهاجرين و الأنصار و باقي الناس عن آخرهم على قدر منازلهم إلى أن صليت الظهر و العصر في وقت واحد و المغرب و العشاء الآخرة في وقت واحد و أوصلوا البيعة و المصافقة ثلاثا و رسول الله ص يقول كلما بايع قوم الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين و صارت المصافقة سنة و رسما يستعملها من ليس له حق فيها

  شف، ]كشف اليقين[ أحمد بن محمد الطبري من علماء المخالفين رواه في كتابه عن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن الحسن بن علي أبي محمد الدينوري عن محمد بن موسى الهمداني إلى آخر الخبر

 بيان أقول روي أكثر هذه الخطبة مما يتعلق بالنص و الفضائل مؤلف كتاب الصراط المستقيم عن محمد بن جرير الطبري في كتاب الولاية بإسناده إلى زيد بن أرقم و روى جميعا الشيخ علي بن يوسف بن المطهر رحمه الله عن زيد بن أرقم قوله ص عظم في أركانه أي بسبب صفاته التي لجلاله بمنزلة الأركان أو في العرش و الكرسي و السماوات و الأرضين التي هي أركان مخلوقاته أو بسبب عزه و منعته أو جنوده التي تتبع قدرته الذاتية قال الفيروزآبادي الركن بالضم الجانب الأقوى و الأمر العظيم و ما يقوى به من ملك و جند و غيره و العز و المنعة. قوله ص و هو في مكانه أي في منزلته و رفعته أي ليس علمه بالأشياء على وجه ينافي عظمته و تقدسه بأن يدنو منها أو يتمزج بها أو ترتسم صورها فيه قوله ص و مفلك الأفلاك أي خالقها إذ قبل وجودها لا يصدق عليها أنها فلك أو محركها أو مديرها قوله ص و هو السلام أي السالم من النقائص و الآفات المسلم غيره منها لا غيره فلا تكرار و يحتمل التأكيد و الأدغال جمع الدغل بالتحريك و هو دخول ما يفسد و الموضع يخاف فيه الاغتيال و الختل بالتحريك الخديعة. قوله قل أذن على الذين يزعمون يمكن أن يكون في مصحفهم ع هكذا و يحتمل أن يكون بيانا لحاصل المعنى إذ كونه أذن خير إنما يكون بأن يستمع إلى الأخبار و هم لا يظنون به إلا خيرا و يحتمل أن يكون تفسيرا لقوله يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ أي يؤمن للمؤمنين بأنه كذلك و في رواية السيد هذه الزيادة بين الآية و هو الأظهر. قال الطبرسي هُوَ أُذُنٌ معناه أنه يستمع إلى ما يقال له و يصغي إليه و يقبله  قُلْ يا محمد أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ أي هو أذن خير يستمع إلى ما هو خير لكم و هو الوحي و قيل معناه هو يسمع الخير و يعمل به يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ معناه أنه لا يضره كونه أذنا فإنه أذن خير فلا يقبل إلا الخبر الصادق من الله و يصدق المؤمنين أيضا فيما يخبرونه و يقبل منهم دون المنافقين انتهى. قوله ص في هذا المشهد أي في هذا المكان أو في مثل هذا المجمع إذ تفرق كثير من الناس بعده و لم يجتمعوا له بعد ذلك و يقال شاله أي رفعه قوله ص هو مواعيد الله أي محل مواعيد الله مما يكون في الرجعة و القيامة و غيرهما قوله ص و لهم عمت أي شملت جميع أهل البيت و هي مخصوصة بهم لا يشركهم فيها غيرهم

87-  ج، ]الإحتجاج[ روي عن الصادق ع أنه لما فرغ رسول الله ص من هذه الخطبة رئي في الناس رجل جميل بهي طيب الريح فقال تالله ما رأيت كاليوم قط ما أشد ما يؤكد لابن عمه و إنه لعقد له عقدا لا يحله إلا كافر بالله العظيم و برسوله الكريم ويل طويل لمن حل عقدة قال فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته ثم التفت إلى النبي ص و قال أ ما سمعت ما قال هذا الرجل كذا و كذا فقال رسول الله ص يا عمر أ تدري من ذلك الرجل قال لا قال ذلك الروح الأمين جبرئيل فإياك أن تحله فإنك إن فعلت فالله و رسوله و ملائكته و المؤمنون منك برآء

88-  كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي و قد أورده أحمد في مسنده عن ابن عباس عن بريدة الأسلمي قال قد غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله ص فذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله ص تغير فقال يا بريدة أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قلت بلى يا رسول الله فقال من كنت مولاه فعلي مولاه

 و نقلت من مسند أحمد بن حنبل عن بريدة قال بعثنا رسول الله ص في سرية قال فلما قدمنا قال كيف رأيتم صحابة صاحبكم قال فإما شكوته أو شكاه غيري قال فرفعت رأسي و كنت رجلا مكبابا قال فإذا النبي قد احمر وجهه و هو يقول من كنت وليه فعلي وليه

 و بالإسناد عن بريدة من المسند المذكور قال بعث رسول الله ص بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب و على الآخر خالد بن وليد فقال إذا التقيتم فعلي على الناس و إن افترقتما فكل واحد منكما على جنده قال فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة و سبينا الذرية فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه قال بريدة فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله ص يخبره بذلك فلما أتيت النبي ص دفعت الكتاب فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله ص فقلت يا رسول الله هذا مكان العائذ بك بعثتني مع رجل و أمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به فقال رسول الله ص لا تقع في علي فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي

 و من صحيح الترمذي عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله ص جيشا و استعمل عليهم علي بن أبي طالب فمشى في السرية و أصاب جارية فأنكروا عليه و تعاقد أربعة من أصحاب رسول الله فقالوا إذا لقينا رسول الله أخبرناه بما صنع علي و كان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدءوا برسول الله ص فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله ص و قام أحد الأربعة فقال يا رسول الله أ لم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا و كذا فأعرض عنه رسول الله ص فقام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا فأقبل رسول الله ص و الغضب يعرف في وجهه فقال ما تريدون من علي إن عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن من بعدي و من صحيحه من كنت مولاه فعلي مولاه

89-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسن بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن سنان عن الحسين الجمال قال حملت أبا عبد الله من المدينة إلى مكة فلما بلغ غدير خم نظر إلي و قال هذا موضع قدم رسول الله ص حين أخذ بيد علي ع و قال من كنت مولاه فعلي مولاه و كان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش سماهم لي فلما نظروا إليه و قد رفع يده حتى بان بياض إبطيه قالوا انظروا إلى عينيه قد انقلبتا كأنهما عينا مجنون فأتاه جبرئيل فقال اقرأ وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ ما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ و الذكر علي بن أبي طالب ع فقلت الحمد لله الذي أسمعني هذا منك فقال لو لا أنك جمالي لما حدثتك بهذا لأنك لا تصدق إذا رويت عني

90-  بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي بن قرواش عن محمد بن محمد النقار عن محمد بن محمد بن الحسين و الحسن بن زيد بن حمزة عن علي بن عبد الرحمن عن محمد بن منصور عن علي بن الحسين بن عمر بن علي بن الحسين عن إبراهيم بن رجاء الشيباني قال قيل لجعفر بن محمد ع ما أراد رسول الله ص بقوله لعلي ع يوم الغدير من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال فاستوى جعفر بن محمد ع قاعدا ثم قال سئل و الله عنها رسول الله ص فقال الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه و أنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي و من كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه

91-  بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن أحمد بن شهريار عن محمد بن محمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي المفضل الشيباني عن عبد الله بن أحمد بن عامر عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و اخذل من خذله و انصر من نصره

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه عن آبائه ع مثله

92-  بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن محمد بن القاسم الفارسي عن محمد بن يوسف عن محمد بن أحمد بن حماد عن محمد بن محمد بن سليمان عن أحمد بن يزيد بن سليم عن إسماعيل بن أبان عن أبي مريم عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من كنت وليه فعلي وليه

93-  و بهذا الإسناد عن عبد الصمد عن عبد الله بن محمد بن عبد الله عن عبد الله بن أحمد بن الحسين عن عبد الله بن هاشم عن وكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه قال قال رسول الله ص من كنت وليه فعلي وليه

94-  و بالإسناد عن الفارسي عن أحمد بن أبي الطيب عن إبراهيم بن عبد الله عن زكريا بن يحيى عن عبد الرحمن بن صالح عن موسى بن عثمان عن أبي إسحاق عن البراء و زيد بن أرقم قالا كنا مع النبي ص يوم غدير خم و نحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه فقال إن الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي ألا و قد سمعتموني و رأيتموني فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ألا و إني فرطكم على الحوض و مكاثر بكم الأمم يوم القيامة و لا تسودوا وجهي ألا و إن الله عز و جل وليي و أنا ولي كل مؤمن فمن كنت مولاه فعلي مولاه

95-  كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن الحسن بن طريف قال كتبت إلى أبي محمد ع أسأله ما معنى قول رسول الله ص لأمير المؤمنين ع من كنت مولاه فهذا مولاه قال أراد بذلك أن جعله علما يعرف به حزب الله عند الفرقة

96-  لي، ]الأمالي للصدوق[ مع، ]معاني الأخبار[ محمد بن عمر الحافظ عن جعفر بن محمد الحسني عن محمد بن علي بن خلف عن سهل بن عامر عن زافر بن سليمان عن شريك عن أبي إسحاق قال قلت لعلي بن الحسين ع ما معنى قول النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه قال أخبرهم أنه الإمام بعده

97-  مع، ]معاني الأخبار[ محمد بن عمر عن موسى بن محمد بن الحسن عن الحسن بن محمد عن صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن أبان بن تغلب قال سألت أبا جعفر محمد بن علي ع عن قول النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه فقال يا أبا سعيد تسأل عن مثل هذا أعلمهم أنه يقوم فيهم مقامه

98-  لي، ]الأمالي للصدوق[ مع، ]معاني الأخبار[ محمد بن عمر عن محمد بن القاسم عن عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن أبيه قال ذكر عند زيد بن علي قول النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه قال نصبه علما ليعرف به حزب الله عز و جل عند الفرقة

99-  مع، ]معاني الأخبار[ محمد بن عمر عن محمد بن الحارث عن أحمد بن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن أبان عن أبي مريم عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله ص الله ربي و لا إمارة لي معه و أنا رسول ربي و لا إمارة معي و علي ولي من كنت وليه و لا إمارة معه

100-  مع، ]معاني الأخبار[ الحافظ عن محمد بن عبيد الله عن محمد بن علي بن بسام عن معلل بن نفيل عن أيوب بن سلمة عن بسام عن عطية عن أبي سعيد قال قال النبي ص من كنت وليه فعلي وليه و من كنت إمامه فعلي إمامه و من كنت أميره فعلي أميره و من كنت نذيره فعلي نذيره و من كنت هاديه فعلي هاديه و من كنت وسيلته إلى الله تعالى فعلي وسيلته إلى الله عز و جل فالله سبحانه يحكم بينه و بين عدوه

 قال الصدوق رحمه الله في كتاب معاني الأخبار بعد نقل الأخبار في معنى من كنت مولاه فعلي مولاه نحن نستدل على أن النبي ص قد نص على علي بن أبي طالب ع و استخلفه و أوجب فرض طاعته على الخلق بالأخبار الصحيحة و هي قسمان قسم قد جامعنا عليه خصومنا في نقله و خالفونا في تأويله و قسم قد خالفونا في نقله فالذي يجب علينا فيما وافقونا في نقله أن نريهم بتقسيم الكلام و رده إلى مشهور اللغات و الاستعمال المعروف أن معناه هو ما ذهبنا إليه من النص و الاستخلاف دون ما ذهبوهم إليه من خلاف ذلك و الذي يجب علينا فيما خالفونا في نقله أن نبين أنه ورد ورودا يقطع مثله العذر و أنه نظير ما قد قبلوه و قطع عذرهم و احتجوا به على مخالفيهم من الأخبار التي تفردوهم بنقلها دون مخالفيهم و جعلوها مع ذلك قاطعة للعذر و حجة على من خالفهم فنقول و بالله نستعين. إنا و مخالفينا قد روينا عن النبي ص أنه قام يوم غدير خم و قد جمع المسلمين فقال أيها الناس أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فقالوا اللهم بلى قال ص فمن كنت مولاه فعلي مولاه فقال اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ثم نظرنا في معنى قول النبي ص أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثم في معنى قوله ص فمن كنت مولاه فعلي مولاه فوجدنا ذلك ينقسم في اللغة على وجوه لا يعلم في اللغة غيرها أنا ذاكرها إن شاء الله تعالى و نظرنا فيما يجمع له النبي ص الناس و يخطب به و يعظم الشأن فيه فإذا هو شي‏ء لا يجوز أن يكونوا علموه فكرره عليهم و لا شي‏ء لا يفيدهم بالقول فيه معنى لأن ذلك في صفة العابث و العبث عن رسول الله ص منفي فنرجع إلى ما يحتمله لفظة المولى في اللغة. يحتمل أن يكون المولى مالك الرق كما يملك المولى عبده و له أن يبيعه و يهبه و يحتمل أن يكون المولى المعتق من الرق و يحتمل أن يكون المولى المعتق و هذه الثلاثة الأوجه مشهورة عند الخاصة و العامة فهي ساقطة في قول النبي ص لأنه لا يجوز أن يكون عنى بقوله فمن كنت مولاه فعلي مولاه واحدة منها لأنه لا يملك بيع المسلمين و لا عتقهم من رق العبودية و لا أعتقوه و يحتمل أيضا أن يكون المولى ابن العم قال الشاعر.

مهلا بني عمنا مهلا موالينا. لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا.

 و يحتمل أن يكون المولى العاقبة قال الله عز و جل مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ أي عاقبتكم و ما يئول بكم الحال إليه و يحتمل أن يكون المولى ما يلي الشي‏ء مثل خلفه و قدامه قال الشاعر.

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه. مولى المخالفة خلفها و أمامها.

 و لم نجد أيضا شيئا من هذه الأوجه يجوز أن يكون النبي ص عناه بقوله فمن كنت مولاه فعلي مولاه لأنه لا يجوز أن يقول من كنت ابن عمه فعلي ابن عمه لأن ذلك معروف معلوم و تكريره على المسلمين عبث بلا فائدة و ليس يجوز أن يعني به عاقبة أمرهم و لا خلف و لا قدام لأنه لا معنى له و لا فائدة و وجدنا اللغة تجيز أن يقول الرجل فلان مولاي إذا كان مالك طاعته فكان هذا هو المعنى الذي عناه النبي ص بقوله من كنت مولاه فعلي مولاه لأن الأقسام التي يحتملها اللغة لم يجز أن يعنيها بما بيناه و لم يبق قسم غير هذا فوجب أن يكون هو الذي عناه بقوله فمن كنت مولاه فعلي مولاه و مما يؤكد ذلك قوله ص أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثم قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه فدل ذلك على أن معنى مولى هو أنه أولى بهم من أنفسهم لأن المشهور في اللغة و العرف أن الرجل إذا قال لرجل إنك أولى بي من نفسي فقد جعله مطاعا آمرا عليه و لا يجوز أن يعصيه و أنا لو أخذنا بيعة على رجل و أقر بأنا أولى به من نفسه لم يكن له أن يخالفنا في شي‏ء نأمره به لأنه إن خالفنا بطل معنى إقراره بأنا أولى به من نفسه و لأن العرب أيضا إذا أمر منهم إنسان إنسانا بشي‏ء و أخذه بالعمل به و كان له أن يعصيه فعصاه قال له يا هذا أنا أولى بنفسي منك إن لي أن أفعل بها ما أريد و ليس ذلك لك مني فإذا كان قول الإنسان أنا أولى بنفسي منك يوجب له أن يفعل بنفسه ما يشاء إذا كان في الحقيقة أولى بنفسه من غيره وجب لمن هو أولى بنفسه منه أن يفعل به ما يشاء و لا يكون له أن يخالفه و لا يعصيه إذا كان ذلك كذلك. ثم قال النبي ص أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فأقروا له بذلك ثم قال متبعا لقوله الأول بلا فصل فمن كنت مولاه فعلي مولاه فقد علم أن قوله مولاه عبارة عن المعنى الذي أقروا له بأنه أولى بهم من أنفسهم فإذا كان إنما عنى ص بقوله من كنت مولاه أني أولى به فقد جعل ذلك لعلي بن أبي طالب ع بقوله ص فعلي مولاه لأنه لا يصلح أن يكون عنى بقوله فعلي مولاه قسما من الأقسام التي أحلنا أن يكون النبي عناها في نفسه لأن الأقسام هي أن يكون مالك رق أو معتقا أو معتقا أو ابن عم أو عاقبة أو خلفا أو قداما فإذا لم يكن لهذه الوجوه فيه ص معنى لم يكن لها في علي ع أيضا معنى و بقي ملك الطاعة فثبت أنه عناه و إذا وجب ملك طاعة المسلمين لعلي ع فهو معنى الإمامة لأن الإمامة إنما هي مشتقة من الايتمام بالإنسان و الايتمام هو الاتباع و الاقتداء و العمل بعمله و القول بقوله و أصل ذلك في اللغة سهم يكون مثالا يعمل عليه السهام و يتبع بصنعه صنعها و بمقداره مقدارها فإذا وجبت طاعة علي ع على الخلق استحق معنى الإمامة. فإن قالوا إن النبي ص إنما جعل لعلي ع بهذا القول فضيلة شريفة و إنها ليست الإمامة قيل لهم هذا في أول تأدي الخبر إلينا قد كانت النفوس تذهب إليه فأما تقسيم الكلام و تبيين ما يحتمله وجوه لفظة المولى في اللغة حتى يحصل المعنى الذي جعله لعلي ع بها فلا يجوز ذلك لأنا قد رأينا أن اللغة تجيز في لفظة المولى وجوها كلها لم يعنها النبي ص بقوله في نفسه و لا في علي ع و بقي معنى واحد فوجب أنه الذي عناه في نفسه و في علي ع و هو ملك الطاعة. فإن قالوا فلعله قد عنى معنى لم نعرفه لأننا لا نحيط باللغة قيل لهم لو جاز ذلك لجاز لنا في كل ما نقل عن النبي ص و كل ما في القرآن أن نقول لعله عنى به ما لم يستعمل في اللغة و نشكك فيه و ذلك تعليل و خروج من التفهم و نظير قول النبي ص أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فلما أقروا له بذلك قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه قول رجل لجماعة أ ليس هذا المتاع بيني و بينكم نبيعه و الربح بيننا

  نصفان و الوضيعة كذلك فقالوا له نعم قال فمن كنت شريكه فزيد شريكه فقد أعلم أن ما عناه بقوله فمن كنت شريكه إنما عنى أنه المعنى الذي قررهم به بدءا من بيع المتاع و اقتسام الربح و الوضيعة ثم جعل ذلك المعنى الذي هو الشركة لزيد بقوله فزيد شريكه و كذلك قول النبي ص أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ و إقرارهم له بذلك ثم قوله ص فمن كنت مولاه فعلي مولاه إنما هو إعلام أنه عنى بقوله المعنى الذي أقروا به بدءا و كذلك جعله لعلي ع بقوله فعلي مولاه كما جعل ذلك الرجل الشركة لزيد بقوله فزيد شريكه و لا فرق في ذلك فإن ادعى مدع أنه يجوز في اللغة غير ما بيناه فليأت به و لن يجده. فإن اعترضوا بما يدعونه من زيد بن حارثة و غيره من الأخبار التي يختصون بها لم يكن ذلك لهم لأنهم راموا أن يخصوا معنى خبر ورد بإجماع بخبر رووه دوننا و هذا ظلم لأن لنا أخبارا كثيرة تؤكد معنى من كنت مولاه فعلي مولاه و تدل على أنه إنما استخلفه بذلك و فرض طاعته هكذا يروى نصا في هذا الخبر عن النبي ص و عن علي ع فيكون خبرنا المخصوص بإزاء خبرهم المخصوص و يبقى الخبر على عمومه نحتج به نحن و هم بما توجبه اللغة و الاستعمال فيها و تقسيم الكلام و رده إلى الصحيح منه و لا يكون لخصومنا من الخبر المجموع عليه و لا من دلالته ما لنا. و بإزاء ما يروونه من خبر زيد بن حارثة أخبار قد جاءت على ألسنتهم شهدت بأن زيدا أصيب في غزوة مؤتة مع جعفر بن أبي طالب و ذلك قبل يوم غدير خم بمدة طويلة لأن يوم الغدير كان بعد حجة الوداع و لم يبق النبي ص بعده إلا أقل من ثلاثة أشهر فإذا كان بإزاء خبركم في زيد ما قد رويتموه في نقضه لم يكن ذلك لكم حجة على الخبر المجمع عليه و لو أن زيدا كان حاضرا قول النبي ص يوم الغدير لم يكن حضوره بحجة لكم أيضا لأن جميع العرب عالمون بأن مولى النبي مولى أهل بيته و بني عمه مشهور ذلك في لغتهم و تعارفهم فلم يكن لقول النبي ص للناس اعرفوا ما قد عرفتموه و شهر بينكم لأنه لو جاز ذلك لجاز أن يقول قائل ابن أخي أبي النبي ليس بابن عمه فيقوم النبي ص فيقول فمن كان ابن أخي أبي فهو ابن عمي و ذلك فاسد لأنه عبث و ما لا يفعله إلا اللاعب السفيه و ذلك منفي عن النبي ص. فإن قال قائل إن لنا أن نروي في كل خبر نقلته فوقبت ما يدل على معنى من كنت مولاه فعلي مولاه قيل له هذا غلط في النظر لأن عليك أن تروي من أخبارنا أيضا ما يدل على معنى الخبر مثل ما جعلته لنفسك في ذلك فيكون خبرنا الذي نخص به مقاوما لخبرك الذي تختص به و يبقى من كنت مولاه فعلي مولاه من حيث أجمعنا على نقله حجة لنا عليكم موجبا ما أوجبناه به من الولاية على النص و هذا كلام لا زيادة فيه. فإن قال قائل فهلا أفصح النبي ص باستخلاف علي ع إن كان كما تقولون و ما الذي دعاه إلى أن يقول فيه قولا يحتاج فيه إلى تأويل و تقع فيه المجادلة قيل له لو لزم أن يكون الخبر باطلا أو لم يرد به النبي ص

  المعنى الذي هو الاستخلاف و إيجاب فرض الطاعة لعلي ع لأنه يحتمل التأويل أو لأن غيره عندك أبين و أفصح عن المعنى للزمك إن كنت معتزليا أن الله عز و جل لم يرد بقوله في كتابه لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ أي لا يرى لأن قولك لا يرى يحتمل التأويل و أن الله عز و جل لم يرد بقوله في كتابه وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ إنه خلق الأجسام التي يعمل فيها العباد دون أفعالهم فإنه لو أراد ذلك لأوضحه بأن يقول قولا لا يقع فيه التأويل و أن يكون الله عز و جل لم يرد بقوله وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ أن كل قاتل المؤمن ففي جهنم كانت معه أعمال صالحة أم لا لأنه لم يبين ذلك بقول لا يحتمل التأويل و إن كنت أشعريا لزمك ما لزم المعتزلة بما ذكرناه كله لأنه لم يبين ذلك بلفظ يفصح عن معناه الذي هو عندك بالحق. و إن كان من أصحاب الحديث قيل له يلزمك أن لا يكون قال النبي ص إنكم ترون ربكم كما ترون القمر في ليلة البدر لا تضامون في رؤيته لأنه قال قولا يحتمل التأويل و لم يفصح به و هو لا يقول ترونه بعيونكم لا بقلوبكم و لما كان هذا الخبر يحتمل التأويل و لم يكن مفصحا علمنا أن النبي ص لم يعن به الرؤية التي ادعيتموها و هذا اختلاط شديد لأن أكثر الكلام في القرآن و أخبار النبي ص بلسان عربي و مخاطبة لقوم فصحاء على أحوال تدل على مراد النبي ص. و ربما وكل علم المعنى إلى العقول أن يتأمل الكلام و لا أعلم عبارة عن معنى فرض الطاعة أوكد من قول النبي ص أ لست أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثم قوله فمن كنت مولاه فعلي مولاه لأنه كلام مرتب على إقرار المسلمين للنبي ص يعني الطاعة و أنه أولى بهم من أنفسهم ثم قال فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه لأن معنى فمن كنت مولاه هو فمن كنت أولى به من نفسه لأنها عبارة عن ذلك بعينه إذ كان لا يجوز في اللغة غير ذلك أ لا ترى أن قائلا لو قال لجماعة أ ليس هذا المتاع بيننا نبيعه و نقتسم الربح و الوضيعة فيه فقالوا له نعم فقال فمن كنت شريكه فزيد شريكه كان كلاما صحيحا و العلة في ذلك أن الشركة هي عبارة عن معنى قول القائل هذا المتاع بيننا نقتسم الربح و الوضيعة فلذلك صح بعد قول القائل فمن كنت شريكه فزيد شريكه و كذا صح بعد قول النبي ص أ لست أولى بكم من أنفسكم فمن كنت مولاه فعلي مولاه لأن مولاه عبارة عن قوله أ لست أولى بكم من أنفسكم و إلا فمتى لم تكن اللفظة التي جاءت مع الفاء الأولى عبارة عن المعنى الأول لم يكن الكلام منتظما أبدا و لا مفهوما و لا صوابا بل يكون داخلا في الهذيان و من أضاف ذلك إلى رسول الله ص كفر بالله العظيم و إذا كانت لفظة فمن كنت مولاه تدل على من كنت أولى به من نفسه على ما أريناه و قد جعلها بعينها لعلي ع فقد جعل أن يكون علي ع أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ذلك هو الطاعة لعلي ع كما بينا بدءا. و مما يزيد ذلك بيانا أن قوله ع فمن كنت مولاه فعلي مولاه لو كان لم يرد بهذا أنه أولى بكم من أنفسكم جاز أن يكون لم يرد بقوله فمن كنت مولاه أي من كنت أولى به من نفسه و إن جاز ذلك لزم الكلام الذي من قبل هذا أنه يكون كلاما مختلفا فاسدا غير منتظم و لا مفهم معنى و لا مما يلفظ به حكيم و لا عاقل. فقد لزم بما مر من كلامنا و بينا أن معنى قول النبي ص أ لست أولى بكم من أنفسكم أنه يملك طاعتهم و لزم أن قوله ص فمن كنت مولاه إنما أراد به فمن كنت أملك طاعته فعلي ع يملك طاعته بقوله فعلي مولاه و هذا واضح و الحمد لله على معونته و توفيقه. بيان قال الجوهري المولى المعتق و المعتق و ابن العم و الناصر و الجار و كل من ولي أمر واحد فهو وليه و قول الشاعر. 

هم المولى و إن جنفوا علينا. و إنا من لقائهم لزور.

 قال أبو عبيد يعني الموالي أي بني العم و هو كقوله تعالى نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا و أما قول لبيد.

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه. مولى المخافة خلفها و أمامها

. فيريد أنه أولى موضع أن تكون فيه الحرب و قوله فغدت تم الكلام كأنه قال فغدت هذه البقرة و قطع الكلام ثم ابتدأ كأنه قال تحسب أن كلا الفرجين مولى المخافة و المولى الحليف و قال.

موالي حلف لا موالي قرابة. و لكن قطينا يسألون الأتاويا.

 يقول هم حلفاء لا أبناء عم انتهى. قوله فإن قال قائل إن لنا أن نروي أقول كانت النسخة سقيمة هاهنا و لعل مراد السائل أنه يكفي لرد استدلالك أن نروي خبرا في معنى من كنت مولاه معارضا لخبرك الذي أوردته في ذلك و قد روينا خبر زيد بن حارثة و حاصل الجواب أنك إن نقلت من أخبارنا ما يدفع خبرنا المختص بنا و يئول الخبر على خلاف ما هو مقصودنا ينفعك في رد استدلالنا و أما إذا أتيت بالخبر من طريقك الذي تختص به فيكون خبرنا الذي نخص به مقاوما لخبرك و إذا تعارضا تساقطا فبقي الخبر المجمع عليه و ما استدللنا عليه من ظاهره حجة لنا عليكم

101-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن يحيى بن زكريا بن شيبان عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن منصور بن سلم بن سابور عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن يزيد عن أبيه قال قال رسول الله ص علي بن أبي طالب مولى كل مؤمن و مؤمنة و هو وليكم بعدي

102-  شف، ]كشف اليقين[ السيد فخار بن معد عن علي بن محمد بن عدنان عن عبد الله بن عبد الصمد عن محمد بن علي بن ميمون عن دارم بن محمد عن محمد بن إبراهيم بن السري عن ابن عقدة عن محمد بن الفضل بن إبراهيم عن أبيه عن مثنى بن القاسم عن هلال بن أيوب عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال قال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه أوحي إلي في علي أنه أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين

103-  كش، ]رجال الكشي[ جبرئيل بن أحمد عن موسى بن معاوية بن وهب عن علي بن سعيد عن عبد الله بن عبد الله الواسطي عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال لما صرع زيد بن صوحان رحمه الله يوم الجمل جاء أمير المؤمنين ع حتى جلس عند رأسه فقال رحمك الله يا زيد لقد كنت خفيف المئونة عظيم المعونة قال فرفع زيد رأسه إليه ثم قال و أنت فجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين فو الله ما علمتك إلا بالله عليما و في أم الكتاب عليا حكيما و إن الله في صدرك لعظيم و الله ما قاتلت معك على جهالة و لكنني سمعت أم سلمة زوج النبي ص تقول سمعت رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فكرهت و الله أن أخذلك فيخذلني الله

104-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن حمدون عن فرج بن فروة عن مسعدة عن صالح بن ميثم عن أبيه قال بينا أنا في السوق إذ أتاني الأصبغ بن نباتة فقال لي ويحك يا ميثم لقد سمعت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع آنفا حديثا صعبا شديدا أن يكون كما ذكر قلت و ما هو قال سمعت يقول إن حديثنا أهل البيت صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان قال فقمت من فروي فأتيت أمير المؤمنين ع فقلت يا أمير المؤمنين جعلت فداك حديث أخبرني به الأصبغ عنك قد ضقت به ذرعا قال فما هو فأخبرته به قال لي اجلس يا ميثم أ و كل علم العلماء يحتمل قال الله لملائكته إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ إلى آخر الآية فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم قال قلت هذه و الله أعظم من تلك قال و الأخرى عن موسى أنزل الله عليه التوراة فظن أن لا أحد في الأرض أعلم منه فأخبره الله تعالى أن في خلقي من هو أعلم منك و ذاك إذ خاف على نبيه العجب قال فدعا ربه أن يرشده إلى العالم قال فجمع الله بينه و بين الخضر ع فخرق السفينة فلم يحتمل ذلك موسى و قتل الغلام فلم يحتمله و أقام الجدار فلم يحتمل ذلك و أما المؤمن فنبينا محمد رسول الله ص أخذ بيدي يوم الغدير فقال ص من كنت مولاه فعلي مولاه فهل رأيت المؤمنين احتمل ذلك إلا من عصمهم الله منهم ألا فأبشروا ثم أبشروا فإن الله قد خصكم بما لم يخص به الملائكة و النبيين و المؤمنين بما احتملتم من أمر رسول الله

105-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن سعيد معنعنا عن بريدة قال بعث رسول الله علي بن أبي طالب ع إلى اليمن و خالد على الخيل و قال إذا اجتمعتما فعلي على الناس قال فلما قدمنا إلى النبي ص فتح على المسلمين و أصابوا من الغنائم غنائم كثيرة و أخذ علي بن أبي طالب ع جارية من الخمس قال فقال خالد يا بريدة اغتنمها إلى النبي ص فأخبره فإنه يسقط من عينيه فقال بريدة فقدمت المدينة و دخلت المسجد فأتيت منزل النبي ص و رسول الله في بيته و سفراء علي بن أبي طالب ع جلوس على بابه فأتيت الناس فقالوا يا بريدة ما الخبر قلت فتح الله على المسلمين فأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثلها قالوا فما أقدمك قلت بعثني خالد أخبر النبي ص بجارية أخذها علي بن أبي طالب ع من الخمس قال فأخبره فإنه يسقط من عينيه قال و رسول الله يسمع الكلام قال فخرج النبي ص مغضبا كأنما يفقأ من وجهه حب الرمان فقال ما بال أقوام ينتقصون عليا من تنقص عليا فقد تنقصني و من فارق عليا فقد فارقني إن عليا مني و أنا منه خلقه الله من طينتي و خلقت من طينة إبراهيم و أنا أفضل من إبراهيم و فضل إبراهيم لي فضل ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ويحك يا بريدة أ ما علمت أن لعلي بن أبي طالب في الخمس أفضل من الجارية التي أخذها و أنه وليكم من بعدي قال فلما رأيت شدة غضب رسول الله ص قلت يا رسول الله أسألك بحق الصحبة إلا بسطت لي يدك حتى أبايعك على الإسلام جديدا قال فما فارقت حتى بايعته على الإسلام جديدا

 تذنيب اعلم أن الاستدلال بخبر الغدير يتوقف على أمرين أحدهما إثبات الخبر و الثاني إثبات دلالته على خلافته صلوات الله عليه أما الأول فلا أظن عاقلا يرتاب في ثبوته و تواتره بعد أحاطته بما أسلفناه من الأخبار التي اتفقت المخالف و المؤالف على نقلها و تصحيحها مع أن ما أوردناه قليل من كثير و قد أوردنا كثيرا منها في كتاب الفتن و سيأتي في الأبواب الآتية بعضها و قد قرع سمعك ذكر من صنف الكتاب في ذلك من علماء الفريقين. و قال صاحب إحقاق الحق رحمه الله ذكر الشيخ ابن كثير الشامي الشافعي عند ذكر أحوال محمد بن جرير الطبري إني رأيت كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين و كتابا جمع فيه طرق حديث الطير و نقل عن أبي المعالي الجويني أنه كان يتعجب و يقول رأيت مجلدا ببغداد في يد صحاف فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه المجلدة الثامنة و العشرون من طرق من كنت مولاه فعلي مولاه و يتلوه المجلد التاسعة و العشرون و أثبت الشيخ ابن الجوزي الشافعي في رسالته الموسومة بأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب ع تواتر هذا الحديث من طرق كثيرة و نسب منكرة إلى الجهل و العصبية انتهى. و قال السيد المرتضى في كتاب الشافي أما الدلالة على صحة الخبر فلا يطالب بها إلا متعنت لظهوره و اشتهاره و حصول العلم لكل من سمع الأخبار به و ما المطالب بتصحيح خبر الغدير و الدلالة عليه إلا كالمطالب بتصحيح غزوات النبي ص الظاهرة المشهورة و أحواله المعروفة و حجة الوداع نفسها لأن ظهور الجميع و عموم العلم به بمنزلة واحدة و بعد فقالت الشيعة بنقله و بتواتره و أكثر رواة أصحاب الحديث ترويه بالأسانيد المتصلة و جميع أصحاب السير ينقلونه عن أسلافهم خلفا عن سلف نقلا بغير إسناد مخصوص كما نقلوا الوقائع و الحوادث الظاهرة و قد أورده مصنفو الحديث في جملة الصحيح و قد استبد هذا الخبر بما لا يشركه فيه سائر الأخبار لأن الأخبار على ضربين أحدهما لا يعتبر في نقله الأسانيد المتصلة كالخبر عن وقعة بدر و خيبر و الجمل و الصفين و الضرب الآخر يعتبر فيه اتصال الأسانيد كأخبار الشريعة و قد اجتمع فيه الطريقان و مما يدل على صحته إجماع علماء الأمة على قبوله و لا شبهة فيما ادعيناه من الإطباق لأن الشيعة جعلته الحجة في النص على أمير المؤمنين ع بالإمامة و مخالفو الشيعة أولوه على اختلاف تأويلاتهم و ما يعلم أن فرقة من فرق الأمة ردت هذا الخبر أو امتنعت من قبوله. و أما ما حكي عن ابن أبي داود السجستاني في دفع الخبر و حكي عن الخوارج مثله و طعن الجاحظ في كتاب العثمانية فيه فنقول أولا إنه لا يعتبر في باب الإجماع

  عدم تقدم خلافه فإن ابن أبي داود و الجاحظ لو صرحا بالخلاف لسقط خلافهما بما ذكرناه من الإجماع على أنه قد قيل إن ابن أبي داود لم ينكر الخبر و إنما أنكر كون المسجد الذي بغدير خم متقدما و قد حكي عنه التنصل من القدح في الخبر و التبري مما قذفه به محمد بن جرير الطبري و أما الجاحظ فلم يتجاسر أيضا على التصريح بدفع الخبر و إنما طعن على بعض رواته و ادعى اختلاف ما نقل في لفظه و أما الخوارج فما يقدر أحد على أن يحكي عنهم دفعا لهذا الخبر و كتبهم خالية عن ذلك و قد استدل قوم على صحة الخبر بما تظاهرت به الروايات من احتجاج أمير المؤمنين ع به في الشورى حيث قال أنشدكم الله هل منكم أحد أخذ رسول الله ص بيده فقال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه غيري فقال القوم اللهم لا و إذا اعترف به من حضر الشورى من الوجوه و اتصل أيضا بغيرهم من الصحابة ممن لم يحضر الموضع و لم يكن من أحد نكير له مع علمنا بتوفر الدواعي إلى إظهار ذلك لو كان فقد وجب القطع على صحته على أن الخبر لو لم يكن في الوضوح كالشمس لما جاز أن يدعيه أمير المؤمنين ع سيما مثله في مثل هذا المقام انتهى ما خص كلامه و من أراد التفصيل فليرجع إلى أصل الكتاب. و أما الثاني قلنا في الاستدلال به على إمامته صلوات الله عليه مقامان الأول أن المولى جاء بمعنى الأول بالأمر و المتصرف المطاع في كل ما يأمر و الثاني أن المراد به هنا هو هذا المعنى أما الأول فقد قال السيد المرتضى في كتاب الشافي من كان له أدنى اختلاط باللغة و أهلها يعرف أنهم يضعون هذه اللفظة مكان أولى كما أنهم يستعملونها في ابن العم و قد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى و منزلته في اللغة منزلته في كتابه المعروف بالمجاز في القرآن لما انتهى إلى قوله تعالى مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ أن معنى مولاكم أولى بكم و أنشد بيت لبيد شاهدا له فغدت البيت و ليس أبو عبيدة ممن يغلط في اللغة و لو غلط فيها أو وهم لما جاز أن يمسك عن النكير عليه و الرد لتأويله غيره من أهل اللغة ممن أصاب و ما غلط فيه على عادتهم المعروفة في تتبع بعضهم لبعض ورد بعضهم على بعض فصار قول أبي عبيدة الذي حكيناه مع أنه لم يظهر من أحد من أهل اللغة رد له كأنه قول الجميع و لا خلاف بين المفسرين في أن قوله تعالى وَ لِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ أن المراد بالموالي من كان أملك بالميراث و أولى بحيازته و أحق به و قال الأخطل.

فأصبحت مولاها من الناس بعده. و أحرى قريش أن تهاب و تحمد.

 و قال أيضا يخاطب بني أمية.

أعطاكم الله جدا تنصرون به. لا جد إلا صغير بعد محتقر.لم تأشروا فيه إذ كنتم مواليه. و لو يكون لقوم غيركم أشروا.

 و قال غيره.

كانوا موالي حق يطلبون به. فأدركوه و ما ملوا و لا تعبوا.

 و قال العجاج.

الحمد لله الذي أعطى الخير. موالي الحق إن المولى شكر.

 و روي في الحديث أيما امرأة تزوجت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل و كلما استشهد به لم يرد بلفظ مولى فيه إلا معنى أولى دون غيره و قد تقدمت حكايتنا عن المبرد قوله إن أصل تأويل الولي الذي هو أولى أي أحق و مثله المولى و قال في هذا الموضع بعد أن ذكر تأويل قوله تعالى بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا و الولي و المولى معناهما سواء و هو الحقيق بخلقه المتولي لأمورهم و قال الفراء في كتاب معاني القرآن الولي و المولى في كلام العرب واحد و في قراءة عبد الله بن مسعود إنما مولاكم الله و رسوله مكان وليكم الله و قال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه في القرآن المعروف بالمشكل و المولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام أولهن المولى المنعم ثم المنعم عليه المعتق و المولى الولي و المولى الأولى بشي‏ء و ذكر شاهدا عليه الآية التي قدمنا ذكرها و بيت لبيد و المولى الجار و المولى ابن العم و المولى الصهر و المولى الحليف و استشهد لكل واحد من أقسام المولى بشي‏ء من الشعر لم نذكره لأن غرضنا سواه و قال أبو عمر غلام تغلب في تفسير بيت الحارث بن حلزة الذي هو زعموا أن كل من شرب العير موال لنا أقسام المولى و ذكر في جملة الأقسام أن المولى السيد و إن لم يكن مالكا و المولى الولي و قد ذكر جماعة ممن يرجع إلى مثله في اللغة أن من جملة أقسام مولى السيد الذي ليس هو بمالك و لا معتق و لو ذهبنا إلى ذكر جميع ما يمكن أن يكون شاهدا فيما قصدناه لأكثرنا و فيما أدركناه كفاية و مقنع انتهى كلامه قدس سره. و قال الجزري في النهاية قد تكرر اسم المولى في الحديث و هو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو الرب و المالك و السيد و المنعم و المعتق و الناصر و المحب و التابع و الجار و ابن العم و الحليف و العقيد و الصهر و العبد و المعتق و المنعم عليه و كل من ولي أمرا و قام به فهو مولاه و وليه و منه الحديث من كنت مولاه فعلي مولاه يحمل على أكثر الأسماء المذكورة و منه الحديث أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل و روي وليها أي متولي أمرها. و قال البيضاوي و الزمخشري و غيرهما من المفسرين في تفسير قوله تعالى هِيَ مَوْلاكُمْ هي أولى بكم و قال الزمخشري في قوله تعالى أنت مولانا سيدنا فنحن عبيدك أو ناصرنا أو متولي أمورنا. و أما الثاني ففيه مسالك. المسلك الأول أن المولى حقيقة في الأولى لاستقلالها بنفسها و رجوع سائر الأقسام في الاشتقاق إليها لأن المالك إنما كان مولى لكونه أولى بتدبير رقيقه و بحمل جريرته و المملوك مولى لكونه أولى بطاعة مالكه و المعتق و المعتق كذلك و الناصر لكونه أولى بنصرة من نصره و الحليف لكونه أولى بنصرة حليفه و الجار لكونه أولى بنصرة جاره و الذب عنه و الصهر لكونه أولى بمصاهره و الأمام و الوراء لكونه أولى بمن يليه و ابن العم لكونه أولى بنصرة ابن عمه و العقل عنه و المحب المخلص لكونه أولى بنصرة محبه و إذا كانت لفظة مولى حقيقة في الأولى وجب حملها عليها دون سائر معانيها و هذا الوجه ذكره يحيى بن بطريق في العمدة و أبو الصلاح الحلبي في التقريب. المسلك الثاني ما ذكره السيد في الشافي و غيره في غيره و هو أن ما يحتمله لفظة مولى ينقسم إلى أقسام منها ما لم يكن ص عليه و منها ما كان عليه و معلوم لكل أحد أنه ص لم يرده و منها ما كان عليه و معلوم بالدليل أنه لم يرده و منها ما كان حاصلا له و يجب أن يريده لبطلان سائر الأقسام و استحالة خلو كلامه من معنى و فائدة. فالقسم الأول هو المعتق و الحليف لأن الحليف هو الذي ينضم إلى قبيلة أو عشيرة فيحالفها على نصرته و الدفاع عنه فيكون منتسبا إليها متعززا بها و لم يكن النبي ص حليفا لأحد على هذا الوجه و القسم الثاني ينقسم إلى قسمين

  أحدهما معلوم أنه لم يرده لبطلانه في نفسه كالمعتق و المالك و الجار و الصهر و الخلف و الأمام إذا عدا من أقسام المولى و الآخر أنه لم يرده من حيث لم يكن فيه فائدة و كان ظاهرا شائعا و هو ابن العم و القسم الثالث الذي يعلم بالدليل أنه لم يرده هو ولاية الدين و النصرة فيه و المحبة أو ولاء العتق و الدليل على أنه ص لم يرد ذلك أن كل أحد يعلم من دينه وجوب تولي المؤمنين و نصرتهم و قد نطق الكتاب به و ليس يحسن أن يجمعهم على الصورة التي حكيت في تلك الحال و يعلمهم ما هم مضطرون إليه من دينه و كذلك هم يعلمون أن ولاء العتق لبني العم قبل الشريعة و بعدها و قول ابن الخطاب في الحال على ما تظاهرت به الرواية لأمير المؤمنين ع أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن يبطل أن يكون المراد ولاء العتق و بمثل ما ذكرناه في إبطال أن يكون المراد بالخبر ولاء العتق أو إيجاب النصرة في الدين أستبعد أن يكون أراد به قسم ابن العم لاشتراك خلو الكلام عن الفائدة بينهما فلم يبق إلا القسم الرابع الذي كان حاصلا له و يجب أن يريده و هو الأولى بتدبير الأمر و أمرهم و نهيهم انتهى. أقول أكثر المخالفين لجئوا في دفع الاستدلال به إلى تجويز كون المراد الناصر و المحب و لا يخفى على عاقل أنه ما كان يتوقف بيان ذلك على اجتماع الناس لذلك في شدة الحر بل كان هذا أمرا يجب أن يوصي به عليا ع بأن ينصر من كان الرسول ص ينصره و يحب من كان يحبه و لا يتصور في أخبار الناس بذلك فائدة يعتد بها إلا إذا أريد بذلك نوع من النصرة و المحبة يكون للأمراء بالنسبة إلى رعاياهم أو أريد به جلب محبتهم بالنسبة إليه و وجوب متابعتهم له حيث ينصرهم في جميع المواطن و يحبهم على الدين و بهذا أيضا يتم المدعى. و أيضا نقول على تقدير أن يراد به المحب و الناصر أيضا يدل على إمامته ع عند ذوي العقول المستقيمة و الفطرة القويمة بقرائن الحال فإنا لو فرضنا أن أحدا من الملوك جمع عند قرب وفاته جميع عسكره و أخذ بيد رجل هو أقرب أقاربه و أخص الخلق به و قال من كنت محبه و ناصره فهذا محبه و ناصره ثم دعا لمن نصره و والاه و لعن من خذله و لم يواله ثم لم يقل هذا لأحد غيره و لم يعين لخلافته رجلا سواه فهل يفهم أحد من رعيته و من حضر ذلك المجلس إلا أنه يريد بذلك استخلافه و تطميع الناس في نصره و محبته و حث الناس على إطاعته و قبول أمره و نصرته على عدوه و بوجه آخر نقول ظاهر قوله من كنت ناصره فعلي ناصره يتمشى منه النصرة لكل أحد كما كان يتأتى من النبي ص و لا يكون ذلك إلا بالرئاسة العامة إذ لا يخفى على منصف أنه لا يحسن من أمير قوي الأركان كثير الأعوان أن يقول في شأن بعض آحاد الرعايا من كنت ناصره فهذا ناصره فأما إذا استخلفه و أمره على الناس فهذا في غاية الحسن لأنه جعله بحيث يمكن أن يكون ناصر من نصره المسلك الثالث ما سبق في كلام الصدوق من وجود القرينة في الكلام على أن المراد بالمولى الأولى و به يثبت أنه الإمام و هو العمدة في هذا المقام و لا ينكره إلا جاهل بأساليب الكلام أو متجاهل لعصبيته عما تتسارع إليه الأفهام قال السيد في الشافي فأما الدلالة على أن المراد بلفظة مولى في خبر الغدير الأولى فهو أن من عادة

  أهل اللسان في خطابهم إذا أوردوا جملة مصرحة و عطفوا عليها بكلام محتمل لما تقدم التصريح به و لغيره لم يجز أن يريدوا بالمحتمل إلا المعنى الأول يبين صحة ما ذكرناه أن أحدهم إذا قال مقبلا على جماعة مفهما لهم و له عدة عبيد أ لستم عارفين بعبدي فلان ثم قال عاطفا على كلامه فاشهدوا أن عبدي حر لوجه الله لم يجز أن يريد بقوله عبدي بعد أن قدم ما قدمه إلا العبد الذي سماه في أول كلامه دون غيره من سائر عبيده و متى أراد سواه كان عندهم لغوا خارجا من طريق البيان. ثم اعترض بأن ما ذكرتم من المثال إنما يقبح أن يريد غير ما مهده سابقا من العبيد لأنه حينئذ تكون المقدمة لغوا لا فائدة فيها و ليس الأمر في خبر الغدير كذلك لأنه يمكن أن يكون المعنى إذا كنت أولى بكم و كانت طاعتي واجبة عليكم فافعلوا كذا و كذا فإنه من جملة ما آمركم فيه بطاعتي و هذه عادة الحكماء فيما يلزمونه من يجب عليه طاعتهم فافترق الأمران ثم أجاب بأنه لو كان الأمر على ما ذكرت لوجب أن يكون متى حصل في المثال الذي أوردناه فائدة لمقدمته و إن قلت أن يحسن ما حكمنا بقبحه و وافقتنا عليه و نحن نعلم أن القائل إذا أقبل على جماعة فقال أ لستم تعرفون صديقي زيدا الذي كنت ابتعت منه عبدي فلانا الذي صفته كذا و كذا و أشهدناكم على أنفسنا بالمبايعة فاشهدوا أني قد وهبت له عبدي أو قد رددت إليه عبدي لم يجز أن يريد بالكلام الثاني إلا العبد الذي سماه و عينه في صلب الكلام و إن كان متى لم يرد ذلك يصح أن يحصل فيما قدمه فائدة لأنه لا يمتنع أن يريد بما قدمه من ذكر العبد تعريف الصديق و يكون وجه التعلق بين الكلامين أنكم إذا كنتم قد شهدتم بكذا و عرفتموه فاشهدوا أيضا بكذا و هو لو صرح بما قدمناه حتى يقول بعد المقدمة فاشهدوا أني قد وهبت له أو رددت إليه عبدي فلانا الذي كنت ملكته منه و يذكر من عبيده غير من تقدم ذكره يحسن و كان وجه حسنه ما ذكرناه انتهى كلامه نور الله ضريحه. أقول فإذا ثبت أن المراد بالمولى هاهنا الأولى الذي تقدم ذكره و الأولى في الكلام المتقدم غير مقيد بشي‏ء من الأشياء و حال من الأحوال فلو لم يكن المراد العموم لزم الإلغاز في الكلام المتقدم و من قواعدهم المقررة أن حذف المتعلق من غير قرينة دالة على خصوص أمر من الأمور يدل على العموم لا سيما و قد انضم إليه قوله ص من أنفسكم فإن للمرء أن يتصرف في نفسه ما يشاء و يتولى من أمره ما يشاء فإذا حكم بأنه أولى بهم من أنفسهم يدل على أن له أن يأمرهم بما يشاء و يدبر فيهم ما يشاء في أمر الدين و الدنيا و أنه لا اختيار لهم معه و هل هذا إلا معنى الإمامة و الرئاسة العامة. و أيضا لا يخفى على عاقل أن ما قررهم ص إنما أشار به إلى ما أثبت الله تعالى له في كتابه العزيز حيث قال النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ و قد

  أجمع المفسرون على أن المراد به ما ذكرناه قال الزمخشري في كتاب الكشاف النبي أولى بالمؤمنين في كل شي‏ء من أمور الدين و الدنيا من أنفسهم و لهذا أطلق و لم يقيد فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم و حكمه أنفذ عليهم من حكمها و حقه آثر لديهم من حقوقها و شفقتهم عليه أقدم من شفقتهم عليها و أن يبذلوها دونه و يجعلوها فداءه إذا أعضل خطب و وقاءه إذا لحقت حرب و أن لا يتبعوا ما تدعوهم إليه نفوسهم و لا ما تصرفهم عنه و يتبعوا كل ما دعاهم إليه رسول الله ص و صرفهم عنه إلى آخر كلامه و نحوه قال البيضاوي و غيره من المفسرين. و قال السيد فأما الدليل على أن لفظة أولى يفيد معنى الإمامة فهو أنا نجد أهل اللغة لا يضعون هذا اللفظ إلا فيمن كان يملك ما وصف بأنه أولى به و ينفذ فيه أمره و نهيه أ لا تراهم يقولون السلطان أولى بإقامة الحدود من الرعية و ولد الميت أولى بميراثه من كثير من أقاربه و مرادهم في جميع ذلك ما ذكرناه و لا خلاف بين المفسرين في أن قوله تعالى النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ المراد به أنه أولى بتدبيرهم و القيام بأمرهم حيث وجبت طاعته عليهم و نحن نعلم أنه لا يكون أولى بتدبير الخلق و أمرهم و نهيهم من كل أحد إلا من كان إماما لهم مفترض الطاعة عليهم. فإن قال سلمنا أن المراد بالمولى في الخبر ما تقدم من معنى الأولى من أين لكم أنه أراد كونه أولى بهم في تدبيرهم و أمرهم و نهيهم دون أن يكون أراد به أولى بأن يوالوه و يحبوه و يعظموه و يفضلوه قيل له سؤالك يبطل من وجهين أحدهما أن الظاهر من قول القائل فلان أولى بفلان أنه أولى بتدبيره و أحق بأمره و نهيه فإذا انضاف إلى ذلك القول أولى به من نفسه زالت الشبهة في أن المراد ما ذكرناه أ لا تراهم يستعملون هذه اللفظة مطلقة في كل موضع حصل فيه محض التدبير و الاختصاص بالأمر و النهي كاستعمالهم لها في السلطان و رعيته و الوالد ولده و السيد و عبده و إن جاز أن يستعملوها مقيدة في غير هذا الموضع إذا قالوا فلان أولى بمحبة فلان أو بنصرته أو بكذا و كذا منه إلا أن مع الإطلاق لا يعقل عنهم إلا المعنى الأول. و الوجه الآخر أنه إذا ثبت أن النبي ص أراد بما قدمه من كونه أولى بالخلق من نفوسهم أنه أولى بتدبيرهم و تصريفهم من حيث وجبت طاعته عليهم بلا خلاف وجب أن يكون ما أوجبه لأمير المؤمنين ع في الكلام الثاني جاريا ذلك المجرى يشهد بصحة ما قلناه أن القائل من أهل اللسان إذا قال فلان و فلان و ذكر جماعة شركائي في المتاع الذي من صفته كذا و كذا ثم قال عاطفا على كلامه من كنت شريكه فعبد الله شريكه اقتضى ظاهر لفظه أن عبد الله شريكه في المتاع الذي قدم ذكره و أخبر أن الجماعة شركاؤه فيه و متى أراد أن عبد الله شريكه في غير الأمر الأول كان سفيها عابثا ملغزا. فإن قيل إذا نسلم لكم أنه ع أولى بهم بمعنى التدبير و وجوب الطاعة من أين لكم عموم وجوب الطاعة في جميع الأمور التي تقوم بها الأئمة و لعله أراد به أولى بأن يطيعوه في بعض الأشياء دون بعض قيل له الوجه الثاني الذي ذكرناه في جواب سؤالك المتقدم يسقط هذا السؤال و مما يبطله أيضا أنه إذا ثبت أنه ع مفترض الطاعة على جميع الخلق في بعض الأمور دون بعض وجبت إمامته و عموم فرض طاعته و امتثال تدبيره فلا يكون إلا الإمام لأن الأمة مجمعة على أن من هذه صفته هو الإمام. و لأن كل من أوجب لأمير المؤمنين ع من خبر الغدير فرض الطاعة على الخلق أوجبها عامة في الأمور كلها على الوجه الذي يجب للأئمة و لم يخص شيئا دون شي‏ء و بمثل هذا الوجه نجيب من قال كيف علمتم عموم القول لجميع الخلق مضافا إلى عموم إيجاب الطاعة لسائر الأمور و لستم ممن يثبت للعموم صيغة في اللغة فتتعلقون بلفظة من و عمومها و ما الذي يمنع على أصولكم من أن يكون أوجب طاعته على واحد من الناس أو جماعة من الأمة قليلة العدد لأنه لا خلاف في عموم طاعة النبي

  ص و عموم قوله من بعد فمن كنت مولاه و إلا لم يكن للعموم صورة و قد بينا أن الذي أوجبه ثانيا يجب مطابقته لما قدمه في وجهه و عمومه في الأمور و كذا يجب عمومه في المخالفين بتلك الطريقة لأن كل من أوجب من الخبر فرض الطاعة و ما يرجع إلى معنى الإمامة ذهب إلى عمومه لجميع المكلفين كما ذهب إلى عمومه في جميع الأفعال انتهى. و أما ما زعم بعضهم من أن قوله ص اللهم وال من والاه قرينة على أن المراد بالمولى الموالي و الناصر فلا يخفى وهنه إذ لم يكن استدلالنا بمحض تقدم ذكر الأولى حتى يعارضونا بذلك بل إنما استدللنا بسياق الكلام و تمهيد المقدمة و التفريع عليها و ما يحكم به عرف أرباب اللسان في ذلك و أما الدعاء بموالاة من والاه فليس بتلك المثابة و إنما يتم هذا لو ادعى أحد أن اللفظ بعد ما أطلق على أحد معانيه لا يناسب أن يطلق ما يناسبه و يدانيه في الاشتقاق على معنى آخر و كيف يدعي ذلك عاقل مع أن ذلك مما يعد من المحسنات البديعية بل نقول تعقيبه بهذا يؤيد ما ذكرناه و يقوى ما أسسناه بوجوه. الأول أنه لما أثبت ص له الرئاسة العامة و الإمامة الكبرى و هي مما يحتاج إلى الجنود و الأعوان و إثبات مثل ذلك لواحد من بين جماعة مما يفضي إلى هيجان الجسد المورث لترك النصرة و الخذلان لا سيما أنه ص كان عالما بما في صدور المنافقين الحاضرين من عداوته و ما انطوى عليه جنوبهم من السعي في غصب خلافته ع أكد ذلك بالدعاء لأعوانه و اللعن على من قصر في شأنه و لو كان الغرض محض كونه ص ناصرا لهم أو ثبوت الموالاة بينه و بينهم كسائر المؤمنين لم يكن يحتاج إلى مثل تلك المبالغات و الدعاء له بما يدعى للأمراء و أصحاب الولايات. و الثاني أنه يدل على عصمته اللازمة لإمامته ع لأنه لو كان يصدر منه المعصية لكان يجب على من يعلم ذلك منه منعه و زجره و ترك موالاته و إبداء معاداته

  لذلك و دعاء الرسول ص لكل من يواليه و ينصره و لعنه على كل من يعاديه و يخذله يستلزم عدم كونه أبدا على حال يستحق عليها ترك الموالاة و النصرة. و الثالث أنه إذا كان المراد بالمولى الأولى كما نقوله كان المقصود منه طلب موالاته و متابعته و نصرته من القوم و إن كان المراد الناصر و المحب كان المقصود بيان كونه ص ناصر و محبا لهم فالدعاء لمن يواليه و ينصره و اللعن على من يتركهما في الأول أهم و به أنسب من الثاني إلا أن يؤول الثاني بما يرجع إلى الأول في المال كما أومأنا إليه سابقا المسلك الرابع أن الأخبار المروية من طرق الخاصة و العامة الدالة على أن قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ نزلت في يوم الغدير تدل على أن المراد بالمولى ما يرجع إلى الإمامة الكبرى إذ ما يكون سببا لكمال الدين و تمام النعمة على المسلمين لا يكون إلا ما يكون من أصول الدين بل من أعظمها و هي الإمامة التي بها يتم نظام الدنيا و الدين و بالاعتقاد بها تقبل أعمال المسلمين و قال الشيخ جلال الدين السيوطي و هو من أكابر متأخري المخالفين في كتاب الإتقان أخرج أبو عبيدة عن محمد بن كعب قال نزلت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة و المدينة و منها الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ و في الصحيح عن عمر أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم و أخرج مثله من حديث أبي هريرة انتهى و روى السيوطي أيضا في الدر المنثور بأسانيد أن اليهود قالوا لو علينا نزلت هذه الآية لاتخذنا يومها عيدا.

 و روى الشيخ الطبرسي في مجمع البيان عن مهدي بن نزار الحسيني عن عبد الله الحسكاني عن أبي عبد الله الشيرازي عن أبي بكر الجرجاني عن أبي أحمد الأنصاري البصري عن أحمد بن عمار بن خالد عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ص لما نزلت هذه الآية قال الله أكبر الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب من بعدي و قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله قال و قال الربيع بن أنس نزل في المسير حجة الوداع

انتهى و قد مر سائر الأخبار في ذلك. المسلك الخامس أن الأخبار المتقدمة الدالة على نزول قوله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ مما يعين أن المراد بالمولى الأولى و الخليفة و الإمام لأن التهديد بأنه إن لم يبلغه فكأنه لم يبلغ شيئا من رسالاته و ضمان العصمة له يجب أن يكون في إبلاغ حكم يكون بإبلاغه إصلاح الدين و الدنيا لكافة الأنام و به يتبين الناس الحلال و الحرام إلى يوم القيامة و يكون قبوله صعبا على الأقوام و ليس ما ذكروه من الاحتمالات في لفظ المولى مما يظن فيه أمثال ذلك إلا خلافته و إمامته ع إذ بها يبقى ما بلغه ص من أحكام الدين و بها ينتظم أمور المسلمين و لضغائن الناس لأمير المؤمنين كان مظنة إثارة الفتن من المنافقين فلذا ضمن الله له العصمة من شرهم. قال الرازي في تفسيره الكبير في بيان محتملات نزول تلك الآية العاشر نزلت هذه الآية في فضل علي ع و لما نزلت هذه الآية أخذ بيده و قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فلقيه عمر فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة و هو قول ابن عباس و البراء بن عازب و محمد بن علي. و قال الطبرسي رحمه الله روى العياشي في تفسيره بإسناده عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و جابر بن عبد الله قال أمر الله تعالى أن ينصب عليا للناس فيخبرهم بولايته فتخوف رسول الله ص أن يقولوا حابى ابن عمه و أن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله إليه الآية فقام ص بولايته يوم غدير خم و هذا الخبر بعينه حدثناه السيد أبو الحمد عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن ابن أبي عمير في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التأويل و فيه أيضا بالإسناد المرفوع إلى حيان بن علي العنزي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي ع فأخذ رسول الله ص بيده فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و قد أورد هذا الخبر أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره بإسناده مرفوعا إلى ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي ع أمر النبي ص أن يبلغ فأخذ رسول الله ص بيد علي ع فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أن الله أوحى إلى نبيه ص أن يستخلف عليا ع فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فأنزل الله سبحانه هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره بأدائه و المعنى إن تركت تبليغ ما أنزل إليك و كتمته كنت كأنك لم تبلغ شيئا من رسالات ربك في استحقاق العقوبة. المسلك السادس هو أن الأخبار الخاصية و العامية المشتملة على صريح النص في تلك الواقعة إن لم ندع تواترها معنى مع أنها كذلك فهي تصلح لكونها قرينة

  لكون المراد بالمولى ما يفيد الإمامة الكبرى و الخلافة العظمى لا سيما مع انضمام ما جرت به عادة الأنبياء ع و السلاطين و الأمراء من استخلافهم عند قرب وفاتهم و هل يريب عاقل في أن نزول النبي ص في زمان و مكان لم يكن نزول المسافر متعارفا فيهما حيث كان الهواء على ما روي في غاية الحرارة حتى كان الرجل يستظل بدابته و يضع الرداء تحت قدميه من شدة الرمضاء و المكان مملوءا من الأشواك ثم صعوده على الأقتاب و الدعاء لأمير المؤمنين علي ع على وجه يناسب شأن الملوك و الخلفاء و ولاة العهد لم يكن إلا لنزول الوحي الإيجابي الفوري في ذلك الوقت لاستدراك أمر عظيم الشأن جليل القدر و هو استخلافه و الأمر بوجوب طاعته. المسلك السابع نقول يكفي في القرينة على إرادة الإمامة من المولى فهم من حضر ذلك المكان و سمع هذا الكلام هذا المعنى كحسان حيث نظمه في أشعاره المتواترة و غيره من شعراء الصحابة و التابعين و غيرهم و كالحارث بن النعمان الفهري كما مر عن الثعلبي و غيره أنه هكذا فهم الخطاب حيث سمعه و غيرهم من الصحابة و التابعين على ما مر بيانه في ضمن الأخبار و لنعم ما قال الغزالي في كتاب سر العالمين في مقالته الرابعة التي وضعها لتحقيق أمر الخلافة بعد عدة من الأبحاث و ذكر الاختلاف لكن أسفرت الحجة وجهها و أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته ص في يوم غدير خم باتفاق الجميع و هو يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بخ بخ لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة فهذا تسليم و رضى و تحكيم ثم بعد هذا غلب الهوى بحب الرئاسة و حمل عمود الخلافة و عقود البنود و خفقان الهواء في قعقعة الرايات و اشتباك ازدحام الخيول و فتح الأمصار سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأول فنبذوا الحق وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ انتهى. أقول لا يخفى على من شم رائحة الإنصاف أن تلك الوجوه التي نقلناها عن القوم مع تتميمات ألحقناها بها و نكات تفردنا بإيرادها لو كان كل منها مما يمكن لمباهت و معاند أن يناقش فيها فبعد اجتماعها و تعاضد بعضها ببعض لا يبقى لأحد مجال الريب فيها و العجب من هؤلاء المخالفين مع ادعائهم غاية الفضل و الكمال كيف طاوعتهم أنفسهم أن يبدوا في مقابلة تلك الدلائل و البراهين احتمالات يحكم كل عقل باستحالتها و لو كان مجرد التمسك بذيل الجهالات و الالتجاء بمحض الاحتمالات مما يكفي لدفع الاستدلالات لم يبق شي‏ء من الدلائل إلا و لمباهت فيه مجال و لا شي‏ء من البراهين إلا و لجاهل فيه مقال فكيف يثبتون الصانع و يقيمون البراهين فيه على الملحدين و كيف يتكلمون في إثبات النبوات و غيره من مقاصد الدين أعاذنا الله و إياهم من العصبية و العناد و وفقنا جميعا لما يهدي إلى الرشاد. تذييل قال أبو الصلاح الحلبي في كتاب تقريب المعارف و قد لخصه من الشافعي فإن قيل فطرقكم من هذا الخبر يوجب كون علي ع إماما في الحال و الإجماع بخلاف ذلك قلنا هذا يسقط من وجوه. أحدها أنه جرى في استخلافه عليا صلوات الله عليهما على عادة المستخلفين الذين يطلقون إيجاب الاستخلاف في الحال و مرادهم بعد الوفاة و لا يفتقرون إلى بيان لعلم السامعين بهذا العرف المستقر.

  و ثانيها أن الخبر إذا أفاد فرض طاعته و إمامته ع على العموم و خرج حال الحياة بإجماع بقي ما عداه و ليس لأحد أن يقول على هذا الوجه فألحقوا بحال حياة النبي ص أحوال المتقدمين على أمير المؤمنين ع لأنا إنما أخرجنا حال الحياة من عموم الأحوال للدليل و لا دليل على إمامة المتقدمين و لأن كل قائل بالنص قائل بإيجاب إمامته ع بعد النبي ص بلا فصل فإذا كان الخبر دالا على النص بما أوضحنا سقط السؤال. و ثالثها أنا نقول بموجبه من كونه ع مفترض الطاعة على كل مكلف و في كل أمر و حال منذ نطق به إلى أن قبضه الله تعالى إليه و إلى الآن و موسوما بذلك و لا يمنع منه إجماع لاختصاصه بالمنع من وجود إمامين و ليس هو في حياة النبي ص كذلك لكونه ع مرعيا للنبي ص و تحت يده و إن كان مفترض الطاعة على أمته كالنبي ص لأنه لم يكن الإمام إماما من حيث فرض الطاعة فقط لثبوته للأمراء و إنما كان كذلك لأنه لا يد فوق يده و هذا لم يحصل إلا بعد وفاته صلوات الله عليه و آله انتهى. أقول من أراد الإحاطة على الاعتراضات الموردة في هذا المقام و أجوبتها الشافية فليرجع إلى كتاب الشافي و فيما ذكرناه كفاية لإتمام الحجة و وضوح المحجة وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ