باب 17- باب ما ورد في معاوية و عمرو بن العاص و أوليائهما و قد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية

423-  فس، ]تفسير القمي[ وَ إِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ نزلت في معاوية لما خان أمير المؤمنين ع

 بيان لعل المراد أن أمير المؤمنين عمل بهذا الحكم في معاوية قال البيضاوي و وَ إِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ معاهدين خيانة نقض عهد تلوح لك فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ فاطرح إليهم عهدهم عَلى سَواءٍ على عدل أو طريق قصد في العداوة و لا تناجزهم الحرب فإنه يكون خيانة منك أو على سواء في الخوف أو العلم بنقض العهد

424-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ المحاضرات عن الراغب أنه قال أمير المؤمنين ع لا يموت ابن هند حتى يعلق الصليب في عنقه

 و قد رواه الأحنف بن قيس و ابن شهاب الزهري و الأعثم الكوفي و أبو حيان التوحيدي و أبو الثلاج في جماعة فكان كما قال ع

425-  فس، ]تفسير القمي[ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ في ولاية علي صلوات الله عليه فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قال النبي ص يا علي أنت قسيم النار تقول هذا لي و هذا لك قالوا فمتى يكون متى ما تعدنا يا محمد من أمر علي و النار فأنزل الله تعالى حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ يعني الموت و القيامة فَسَيَعْلَمُونَ يعني فلانا و فلانا و فلانا و معاوية و عمرو بن العاص و أصحاب الضغائن من قريش مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً

426-  فس، ]تفسير القمي[ محمد بن جعفر عن محمد بن عيسى عن زياد عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن الحسن بن زياد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في قوله وَ أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً فقال لا بل و الله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية و تركوا الحسن بن علي صلوات الله عليهما

427-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا ع عن آبائه عن أمير المؤمنين قال لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله ص أن أهل صفين قد لعنهم الله عز و جل على لسان نبيه ص وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى

428-  فس، ]تفسير القمي[ فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى فإنه كان سبب نزولها أن رسول الله ص دعا إلى بيعة علي يوم غدير خم فلما بلغ الناس و أخبرهم في علي ما أراد الله أن يخبرهم به رجعوا الناس فاتكأ معاوية على المغيرة بن شعبة و أبي موسى الأشعري ثم أقبل يتمطى نحو أهله و يقول و الله ما نقر لعلي بالولاية أبدا و لا نصدق محمدا مقالته فيه فأنزل الله جل ذكره فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى وعيدا للفاسق فصعد رسول الله المنبر و هو يريد البراءة منه فأنزل الله لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ فسكت رسول الله ص و لم يسمه

 بيان فَلا صَدَّقَ من الصدق أو التصديق يَتَمَطَّى أي يتبختر افتخارا بذلك أَوْلى لَكَ ويل لك

429-  فس، ]تفسير القمي[ دخل رسول الله المسجد و فيه عمرو بن العاص و الحكم بن أبي العاص فقال عمرو يا أبا الأبتر و كان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد يسمى أبتر ثم قال عمرو و إني لأشنأ محمدا أي أبغضه فأنزل الله على رسوله ص إِنَّ شانِئَكَ أي مبغضك عمرو بن العاص هُوَ الْأَبْتَرُ يعني لا دين له و لا نسب

430-  يب، ]تهذيب الأحكام[ ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عن علي ع أن رسول الله ص نهى أهل مكة أن يؤاجروا دورهم و أن يغلقوا عليها أبوابا و قال سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ قال و فعل ذلك أبو بكر و عمر و عثمان و علي ع حتى كان في زمن معاوية

431-  مع، ]معاني الأخبار[ المكتب عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن نصر بن عبيد عن نصر بن مزاحم عن عبد الغفار بن القاسم عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال أقبل أبو سفيان و معاوية يتبعه فقال رسول الله ص اللهم العن التابع و المتبوع اللهم عليك بالأقيعس قال ابن البراء لأبيه من الأقيعس قال معاوية

432-  كتاب صفين، مثله  قال الصدوق رضي الله عنه الأقيعس تصغير الأقعس و هو الملتوي العنق و القعاس التواء يأخذ في العنق من ريح كأنما يكسره إلى ما وراءه و الأقعس العزيز الممتنع و يقال عز أقعس و القوعس الغليظ العنق الشديد الظهر من كل شي‏ء و القعوس الشيخ الكبير و القعس نقيض الحدب و الفعل قعس يقعس قعسا و الجمع قعساوات و قعس و القعساء من النملة الرافعة صدرها و ذنبها و الاقعنساس شدة و التقاعس هو من تقاعس فلان إذا لم ينفذ و لم يمض لما كلف و مقاعس حي من تميم

433-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن محمد العطار و أحمد بن إدريس معا عن الأشعري عن السياري عن الحكم بن سالم عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال أنا و آل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله قلنا صدق الله و قالوا كذب الله قاتل أبو سفيان رسول الله ص و قاتل معاوية علي بن أبي طالب و قاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي ع و السفياني يقاتل القائم ع

434-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كتاب أحمد بن عبد الله المؤذن عن أبي معاوية الصرير عن الأعمش عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة و ابن عباس و في تفسير ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ و قد دخلت الروايات بعضها في بعض أن النبي ص انتبه من نومه في بيت أم هانئ فزعا فسألته عن ذلك فقال يا أم هانئ إن الله عز و جل عرض علي في منامي القيامة و أهوالها و الجنة و نعيمها و النار و ما فيها و عذابها فأطلعت في النار فإذا أنا بمعاوية و عمرو بن العاص قائمين في حر جهنم ترضخ رءوسها الزبانية بحجارة من جمر جهنم يقولون لهما هل آمنتما بولاية علي بن أبي طالب قال ابن عباس فيخرج علي من حجاب العظمة ضاحكا مستبشرا و ينادي حكم لي و رب الكعبة فذلك قوله أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ فيبعث الخبيث إلى النار و يقوم علي في الموقف يشفع في أصحابه و أهل بيته و شيعته

435-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر يقول قال رسول الله ص و معاوية يكتب بين يديه و أهوى بيده إلى خاصرته بالسيف من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف فرآه رجل ممن سمع ذلك من رسول الله ص يوما و هو يخطب بالشام على الناس فاخترط سيفه ثم مشى إليه فحال الناس بينه و بينه فقالوا يا عبد الله ما لك فقال سمعت رسول الله ص يقول من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف قال فقالوا أ تدري من استعمله قال لا قالوا أمير المؤمنين عمر فقال الرجل سمع و طاعة لأمير المؤمنين

 بيان بقره كمنعه شقه و وسعه

436-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن أحمد بن محمد بن إسحاق عن أبيه قال حلف رجل بخراسان بالطلاق أن معاوية ليس من أصحاب رسول الله ص أيام كان الرضا ع بها فأفتى الفقهاء بطلاقها فسئل الرضا ع فأفتى أنها لا تطلق فكتب الفقهاء رقعة أنفذوها إليه و قالوا له من أين قلت يا ابن رسول الله ص أنها لم تطلق فوقع ع في رقعتهم قلت هذا من روايتكم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ص قال لمسلمة الفتح و قد كثروا عليه أنتم خير و أصحابي خير و لا هجرة بعد الفتح فأبطل الهجرة و لم يجعل هؤلاء أصحابا له فرجعوا إلى قوله

437-  ل، ]الخصال[ ابن موسى عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن نصير بن عبيد عن نصر بن مزاحم عن يحيى بن يعلى عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد أن أبي حرب بن أبي الأسود عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال سمعت النبي ص يقول من شر خلق الله خمسة إبليس و ابن آدم الذي قتل أخاه و فرعون ذو الأوتاد و رجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم و رجل من هذا الأمة يبايع على كفر عند باب لد قال ثم قال إني لما رأيت معاوية يبايع عند لد ذكرت قول رسول الله ص فلحقت بعلي فكنت معه

438-  كتاب صفين، لنصر بن مزاحم عن يحيى بن يعلى مثله

 بيان قال الفيروزآبادي لد بالضم قرية بفلسطين يقتل عيسى ع الدجال عند بابها

439-  ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي عن العباس بن عامر عن أبان عن بشير النبال عن أبي جعفر ع أنه قال كنت خلف أبي و هو على بغلته فنفرت بغلته فإذا رجل شيخ في عنقه سلسلة و رجل يتبعه فقال يا علي بن الحسين اسقني اسقني فقال الرجل لا تسقه لا سقاه الله قال و كان الشيخ معاوية

440-  ختص، ]الإختصاص[ أيوب بن نوح و الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن العباس مثله

441-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن الحسين بن أبي العلاء عن هارون بن خارجة عن يحيى ابن أم الطويل قال صحبت علي بن الحسين ع في المدينة إلى مكة و هو على بغلته و أنا على راحلة فجزنا وادي ضجنان فإذا نحن برجل أسود في رقبته سلسلة قال و هو يقول يا علي بن الحسين اسقني سقاك الله قال فقال علي فوضع رأسه على صدره ثم حرك دابته قال فالتفت فإذا رجل يجذبه و هو يقول لا تسقه لا سقاه الله قال فحركت راحلتي فلحقت بعلي بن الحسين ع قال فقال لي أي شي‏ء رأيت فأخبرته فقال ذاك معاوية

442-  حة، ]فرحة الغري[ محمد بن محمد بن علي بن الذياب عن الحسن بن إسحاق بن موهوب عن محمد بن القاضي عبد الله عن المبارك بن عبد الجبار عن أحمد بن عبد الواحد عن علي بن محمد بن عقبة عن سليمان بن الربيع عن نصر بن مزاحم التميمي في كتاب صفين قال كان معاوية إذا قنت لعن عليا ع و ابن عباس و قيس بن سعد و الحسن و الحسين ع و لم ينكر ذلك عليه إما خوفا من مؤمن أو اعتقادا من جاهل و كان خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كريز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن عمعمة بن حريز بن شق بن مصعب بن يشكر بن دهم بن أفرك بن بدير بن قسر القسري يقول على المنبر العنوا علي بن أبي طالب فإنه لص بن لص بضم اللام فقام إليه أعرابي فقال و الله ما أعلم من أي شي‏ء أعجب من سبك علي بن أبي طالب أم من معرفتك بالعربية

443-  كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب الموفقيات للزبير بن بكار الزبيري عن رجاله قال قال مطرف بن المغيرة بن شعبة وفدت مع أبي المغيرة على معاوية و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية و يذكر عقله و يعجب بما يرى منه إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء و رأيته مغتما فانتظرته ساعة و ظننت أنه لشي‏ء حدث فينا و في عملنا فقلت ما لي أراك مغتما منذ الليلة فقال يا بني جئت من عند أخبث الناس قلت و ما ذاك قال قلت له و خلوت به إنك قد بلغت سنا فلو أظهرت عدلا و بسطت خيرا فإنك قد كبرت و لو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فو الله ما عندهم اليوم شي‏ء تخافه فقال هيهات هيهات ملك أخو تيم فعدل و فعل ما فعل فو الله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلا أن يقول قائل أبو بكر ثم ملك أخو بني عدي فاجتهد و شمر عشر سنين فو الله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلا أن يقول قائل عمر ثم ملك عثمان فهلك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه و فعل ما فعل و عمل به ما عمل فو الله ما عدا أن هلك فهلك ذكره و ذكر ما فعل به و إن أخا بني هاشم يصاح به في كل يوم خمس مرات أشهد أن محمدا رسول الله فأي عمل يبقى بعد هذا لا أم لك لا و الله إلا دفنا دفنا

 بيان أي أقتلهم و أدفنهم دفنا أو أدفن و أخفي ذكرهم و فضائلهم و هو أظهر

444-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ عن الحسن بن محبوب عن محمد بن مسكان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع أنه قال نزلت سورة الحاقة في أمير المؤمنين ع و في معاوية عليه من الله جزاء ما عمله

445-  و يؤيده ما رواه محمد بن عباس عن الحسن بن أحمد عن محمد بن عيسى عن رجل عن الحلبي عن أبي عبد الله ع أنه قال قوله عز و جل فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ إلى آخر الآيات فهو أمير المؤمنين وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فالشامي

446-  و روي عن أبي عبد الله أن معاوية صاحب السلسلة و هو فرعون هذه الأمة

447-  كا، ]الكافي[ أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله ع قال قلت له ما العقل قال ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان قال قلت فالذي كان في معاوية فقال تلك النكراء تلك الشيطنة و هي شبيهة بالعقل

448-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال قال أبو عبد الله ع إن معاوية أول من علق على بابه مصراعين بمكة فمنع حاج بيت الله ما قال الله عز و جل سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ و كان الناس إذا قدموا مكة نزل البادي على الحاضر حتى يقضي حجه و كان معاوية صاحب السلسلة التي قال الله عز و جل فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ و كان فرعون هذه الأمة

449-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن يحيى بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع عن أبيه ع قال لم يكن لدور مكة أبواب و كان أهل البلدان يأتون بقطوانهم فيدخلون فيضربون بها و كان أول من بوبها معاوية

 أقول سيأتي أخبار كثيرة في كتاب الحج في أن أول من ابتدع ذلك معاوية

450-  يب، ]تهذيب الأحكام[ الحسين بن سعيد عن فضالة عن معاوية بن وهب قال قال أبو عبد الله ع إن أول من خطب و هو جالس معاوية و استأذن الناس في ذلك من وجع كان في ركبتيه و كان يخطب خطبة و هو جالس و خطبة و هو قائم ثم يجلس بينهما

451-  د، ]العدد القوية[ كان معاوية يكتب فيما ينزل به يسأل له علي بن أبي طالب ع عن ذلك فلما بلغه قتله قال ذهب الفقه و العلم بموت ابن أبي طالب فقال له أخوه عتبة لا يسمع هذا أهل الشام فقال دعني عنك

452-  ختص، ]الإختصاص[ هلك معاوية و هو ابن ثماني و سبعين سنة و ولي الأمر عشرين سنة

453-  ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن علي بن أبي المغيرة قال نزل أبو جعفر ع بضجنان فقال ثلاث مرات لا غفر الله لك فلما قال ذلك قال أ تدرون لمن قلت أو قال له بعض أصحابنا فقال مر بي معاوية بن أبي سفيان يجر سلسلة قد أدلع لسانه يسألني أن أستغفر له ثم قال إنه يقال إنه واد من أودية جهنم

 أقول قد أوردنا مثله بأسانيد في باب أحوال البرزخ و باب معجزات الباقر ع

454-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لما كان سنة إحدى و أربعين أراد معاوية الحج فأرسل نجارا و أرسل بالإله و كتب إلى صاحب المدينة أن يقلع منبر رسول الله ص و يجعلوه على قدر منبره بالشام فلما نهضوا ليقلعوه انكسفت الشمس و زلزلت الأرض فكفوا و كتبوا بذلك إلى معاوية فكتب إليهم يعزم عليهم لما فعلوه ففعلوا فمنبر رسول الله ص المدخل الذي رأيت

455-  تقريب، قال ابن الأثير في الكامل أراد معاوية في سنة خمسين من الهجرة أن ينقل منبر رسول الله ص من المدينة إلى الشام و قال لا نترك منبر النبي ص و عصاه في المدينة و هم قتلة عثمان و طلب العصا و هي عند سعد القرظي فحرك المنبر فكسفت الشمس حتى رأيت النجوم بادية فأعظم الناس ذلك فتركه و قيل أتاه جابر و أبو هريرة فقالا لا يصلح أن يخرج منبر رسول الله ص من موضع وضعه فيه و تنقل عصاه إلى الشام فتركه و زاد فيه ست درجات و اعتذر مما صنع

 أقول يظهر من الخبر أن هذا اعتذار من القوم له

456-  كتاب سليم بن قيس عن أبان عن سليم و عمر بن أبي سلمة قالا قدم معاوية حاجا في خلافته المدينة بعد ما قتل أمير المؤمنين صلوات الله عليه و صالح الحسن و في رواية أخرى بعد ما مات الحسن ع و استقبله أهل المدينة فنظر فإذا الذي استقبله من قريش أكثر من الأنصار فسأل عن ذلك فقيل إنهم يحتاجون ليست لهم دواب فالتفت معاوية إلى قيس بن سعد بن عبادة فقال يا معشر الأنصار ما لكم لا تستقبلوني مع إخوانكم من قريش فقال قيس و كان سيد الأنصار و ابن سيدهم أقعدنا يا أمير المؤمنين إن لم يكن لنا دواب قال معاوية فأين النواضح فقال قيس أفنيناها يوم بدر و يوم أحد و ما بعدهما في مشاهد رسول الله حين ضربناك و أباك على الإسلام حتى ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ و أنتم كارهون قال معاوية اللهم غفرا قال قيس أما إن رسول الله ص قال سترون بعدي أثره ثم قال يا معاوية تعيرنا بنواضحنا و الله لقد لقيناكم عليها يوم بدر و أنتم جاهدون على إطفاء نور الله و أن يكون كلمة الشيطان هي العليا ثم دخلت أنت و أبوك كرها في الإسلام الذي ضربناكم عليه فقال معاوية كأنك تمن علينا بنصرتكم إيانا فلله و لقريش بذلك المن و الطول أ لستم تمنون علينا يا معشر الأنصار بنصرتكم رسول الله و هو من قريش و هو ابن عمنا و منا فلنا المن و الطول إن جعلكم الله أنصارنا و أتباعنا فهداكم بنا فقال قيس إن الله بعث محمدا ص رحمة للعالمين فبعثه إلى الناس كافة و إلى الجن و الإنس و الأحمر و الأسود و الأبيض اختاره لنبوته و اختصه برسالته فكان أول من صدقه و آمن به ابن عمه علي بن أبي طالب و أبو طالب يذب عنه و يمنعه و يحول بين كفار قريش و بين أن يردعوه و يؤذوه و أمر أن يبلغ رسالة ربه فلم يزل ممنوعا من الضيم و الأذى حتى مات عمه أبو طالب و أمر ابنه بموازرته فوازره و نصره و جعل نفسه دونه في كل شديدة و كل ضيق و كل خوف و اختص الله بذلك عليا ع من بين قريش و أكرمه من بين جميع العرب و العجم فجمع رسول الله ص جميع بني عبد المطلب فيهم أبو طالب و أبو لهب و هم يومئذ أربعون رجلا فدعاهم رسول الله ص و خادمه علي ع و رسول الله ص

 في حجر عمه أبي طالب فقال أيكم ينتدب أن يكون أخي و وزيري و وصيي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن من بعدي فأمسك القوم حتى أعادها ثلاثا فقال علي ع أنا يا رسول الله فوضع رأسه في حجره و تفل في فيه و قال اللهم املأ جوفه علما و فهما و حكما ثم قال لأبي طالب يا أبا طالب اسمع الآن لابنك و أطع فقد جعله الله من نبيه بمنزلة هارون من موسى و آخى ص بين علي و بين نفسه فلم يدع قيس شيئا من مناقبه إلا ذكرها و احتج بها و قال منهم جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة بجناحين اختصه الله بذلك من بين الناس و منهم حمزة سيد الشهداء و منهم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة فإذا وضعت من قريش رسول الله ص و أهل بيته و عترته الطيبين فنحن و الله خير منكم يا معشر قريش و أحب الله و رسوله و إلى أهل بيته منكم لقد قبض رسول الله ص فاجتمعت الأنصار إلى أبي ثم قالوا نبايع سعدا فجاءت قريش فخاصمونا بحقه و قرابته فما يعدو قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار أو ظلموا آل محمد و لعمري ما لأحد من الأنصار و لا لقريش و لا لأحد من العرب و العجم في الخلافة حق مع علي بن أبي طالب ع و ولده من بعده فغضب معاوية و قال يا ابن سعد عمن أخذت هذا و عمن رويته و عمن سمعته أبوك أخبرك بذلك و عنه أخذته فقال قيس سمعته و أخذته ممن هو خير من أبي و أعظم علي حقا من أبي قال من قال علي بن أبي طالب ع عالم هذه الأمة و صديقها الذي أنزل الله فيه قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ فلم يدع قيس آية نزلت في علي ع إلا ذكرها قال معاوية فإن صديقها أبو بكر و فاروقها عمر و الذي عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ عبد الله بن سلام قال قيس أحق بهذه الأسماء و أولى بها الذي أنزل الله فيه أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ

و الذي نصبه رسول الله ص بغدير خم فقال من كنت مولاه أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه و قال في غزوة تبوك أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و كان معاوية يومئذ بالمدينة فعند ذلك نادى مناديه و كتب بذلك نسخة إلى عماله أ لا برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي و أهل بيته و قامت الخطبة في كل مكان على المنابر بلعن علي بن أبي طالب ع و البراءة منه و الوقيعة في أهل بيته و اللعنة لهم بما ليس فيهم ع ثم إن معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا إليه غير عبد الله بن عباس فقال له يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجدة علي بقتالي إياكم يوم صفين يا ابن عباس إن ابن عمي عثمان قتل مظلوما قال ابن عباس فعمر بن الخطاب قد قتل أيضا مظلوما قال فتسلم الأمر إلى ولده و هذا ابنه قال إن عمر قتله مشرك قال ابن عباس فمن قتل عثمان قال قتله المسلمون قال فذلك أدحض لحجتك و أحل لدمه إن كان المسلمون قتلوه و خذلوه فليس إلا بحق قال فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي و أهل بيته فكف لسانك يا ابن عباس و اربع على نفسك قال فتنهانا عن قراءة القرآن قال لا قال فتنهانا عن تأويله قال نعم قال فنقرؤه و لا نسأل عن ما عنى الله به قال نعم قال فأيما أوجب علينا قراءته أو العمل به قال العمل به قال فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا قال يسأل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله أنت و أهل بيتك قال إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فاسأل عنه آل أبي سفيان و آل أبي معيط و اليهود و النصارى و المحبوس قال فقد عدلتني بهؤلاء قال لعمري ما أعدلك بهم إلا إذا نهيت الأمة أن يعبدوا الله بالقرآن و بما فيه من أمر أو نهي أو حلال أو حرام أو ناسخ أو منسوخ أو عام أو خاص أو محكم أو متشابه و إن لم تسأل الأمة عن ذلك هلكوا و اختلفوا و تاهوا قال معاوية فاقرءوا القرآن و لا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم و مما قال رسول الله و ارووا ما سوى ذلك قال ابن عباس قال الله تعالى في القرآن يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ قال معاوية يا ابن عباس اكفني نفسك و كف عني لسانك و إن كنت لا بد فاعلا فليكن سرا فلا تسمعه أحدا علانية ثم رجع إلى منزله فبعث إليه بخمسين ألف درهم و في رواية أخرى مائة ألف درهم ثم اشتد البلاء بالأمصار كلها على شيعة علي و أهل بيته و كان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة و استعمل عليها زيادا ضمها إليه مع البصرة و جمع له العراقين و كان يتبع الشيعة و هو بهم عالم لأنه كان منهم قد عرفهم و سمع كلامهم أول شي‏ء فقتلهم تحت كل كوكب و تحت كل حجر و مدر و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل منهم و صلبهم على جذوع النخل و سمل أعينهم و طردهم و شردهم حتى انتزحوا عن العراق فلم يبق بها أحد منهم إلا مقتول أو مصلوب أو طريد أو هارب

 و كتب معاوية إلى عماله و ولاته في جميع الأرضين و الأمصار أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي و لا من أهل بيته و لا من أهل ولايته الذين يروون فضله و يتحدثون بمناقبه شهادة و كتب إلى عماله انظروا من قبلكم من شيعة عثمان و محبيه و أهل بيته و أهل ولايته الذين يروون فضله و يتحدثون بمناقبه فادنوا مجالسهم و أكرموهم و قربوهم و شرفوهم و اكتبوا إلي بما يروي كل واحد منهم فيه باسمه و اسم أبيه و ممن هو ففعلوا ذلك حتى أكثروا في عثمان الحديث و بعث إليهم بالصلات و الكسى و أكثر لهم القطائع من العرب و الموالي فكثروا في كل مصر و تنافسوا في المنازل و الضياع و اتسعت عليهم الدنيا فلم يكن أحد يأتي عامل مصر من الأمصار و لا قرية فيروي في عثمان منقبة أو يذكر له فضيلة إلا كتب اسمه و قرب و شفع فمكثوا بذلك ما شاء الله ثم كتب إلى عماله أن الحديث قد كثر في عثمان و فشا في كل مصر و من كل ناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوهم إلى الرواية في أبي بكر و عمر فإن فضلهما و سوابقهما أحب إلي و أقر لعيني و أدحض لحجة أهل هذا البيت و أشد عليهم من مناقب عثمان و فضله فقرأ كل قاض و أمير من ولاته كتابه على الناس و أخذ الناس في الروايات فيهم و في مناقبهم ثم كتب نسخة جمع فيها جميع ما روي فيهم من المناقب و الفضائل و أنفذهما إلى عماله و أمرهم بقراءتها على المنابر في كل كورة و في كل مسجد و أمرهم أن ينفذوا إلى معلمي الكتاتيب أن يعلموها صبيانهم حتى يرووها و يتعلموها كما يتعلمون القرآن حتى علموها بناتهم و نساءهم و خدمهم و حشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله ثم كتب إلى عمال نسخة واحدة إلى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا و أهل بيته فامحوه من الديوان و لا تجيزوا له شهادة ثم كتب كتابا آخر من اتهمتموه و لم تقم عليه بينة فاقتلوه فقتلوهم على التهم و الظن و الشبه تحت كل كوكب حتى لقد كان الرجل يسقط بالكلمة فيضرب عنقه و لم يكن ذلك البلاء في بلد أكبر و لا أشد منه بالعراق و لا سيما بالكوفة حتى أن الرجل من شيعة علي و ممن بقي من أصحابه بالمدينة و غيرها ليأتيه من يثق به فيدخل بيته ثم يلقى عليه ستر فيخاف من خادمه و مملوكه فلا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان المغلظة ليكتمن عليه و جعل الأمر لا يزداد إلا شدة و كثر عندهم عدوهم و أظهروا أحاديثهم الكاذبة في أصحابهم من الزور و البهتان فينشأ الناس على ذلك و لا يتعلمون إلا منهم و مضى على ذلك قضاتهم و ولاتهم و فقهاؤهم و كان أعظم الناس في ذلك بلاء و فتنة القراء المراءون المتصنعون الذين يظهرون لهم الحزن و الخشوع و النسك و يكذبون و يعلمون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم و يدنوا لذلك مجالسهم و يصيبوا بذلك الأموال و القطائع و المنازل حتى صارت أحاديثهم تلك و رواياتهم في أيدي من يحسب أنها حق و إنها صدق فرووها و قبلوها و تعلموها و علموها و أحبوا عليها و أبغضوا و صارت بأيدي الناس المتدينين الذين لا يستحلون الكذب و يبغضون عليه أهله فقبلوها و هم يرون أنها حق و لو علموا أنها باطل لم يرووها و لم يتدينوا بها فصار الحق في ذلك الزمان باطلا و الباطل حقا و الصدق كذبا و الكذب صدقا و قد قال رسول الله ص لتشملنكم فتنة يربوا فيها الوليد و ينشأ فيها الكبير تجري الناس عليها و يتخذونها سنة فإذا غير منها شي‏ء قالوا أتى الناس منكرا غيرت السنة فلما مات الحسن بن علي ع لم يزل الفتنة و البلاء يعظمان و يشتدان فلم يبق ولي لله إلا خائفا على دمه و في رواية أخرى إلا خائفا على دمه أنه مقتول و إلا طريدا و لم يبق عدو لله إلا مظهرا الحجة غير مستتر ببدعته و ضلالته فلما كان قبل موت معاوية بسنة حج الحسين بن علي صلوات الله عليه و عبد الله بن عباس و عبد الله بن جعفر فجمع الحسين ع بني هاشم رجالهم و نساءهم و مواليهم و من حج منهم و من الأنصار ممن يعرفه الحسين و أهل

 بيته ثم أرسل رسلا لا تدعوا أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله ص المعروفين بالصلاح و النسك إلا اجمعوهم لي فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل و هم في سرادقه عامتهم من التابعين و نحو من مائتي رجل من أصحاب النبي ص فقام فيهم خطيبا فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد فإن هذا الطاغية قد فعل بنا و بشيعتنا ما قد رأيتم و علمتم و شهدتم و أني أريد أن أسألكم عن شي‏ء فإن صدقت فصدقوني و إن كذبت فكذبوني و أسألكم بحق الله عليكم و حق رسوله ص و قرابتي من نبيكم عليه و آله السلام لما سترتم مقامي هذا و وصفتم مقالتي و دعوتم أجمعين في أمصاركم من قبائلكم من آمنتم من الناس

 و في رواية أخرى بعد قوله فكذبوني اسمعوا مقالتي و اكتبوا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم و قبائلكم فمن آمنتم من الناس و وثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر و يذهب الحق و يغلب وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ و ما ترك شيئا مما أنزل الله فيهم من القرآن إلا تلاه و فسره و لا شيئا مما قاله رسول الله ص في أبيه و أخيه و أمه و في نفسه و أهل بيته إلا رواه و كل ذلك يقول أصحابه اللهم نعم و قد سمعناه و شهدناه و يقول التابع اللهم قد حدثني به من أصدقه و ائتمنه من الصحابة فقال أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به و بدينه

 قال سليم فكان فيما ناشدهم الحسين ع و ذكرهم أن قال أنشدكم الله أ تعلمون أن علي بن أبي طالب ع كان أخا رسول الله حين آخى بين أصحابه فآخى بينه و بين نفسه و قال أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله ص اشترى موضع مسجده و منازله فابتناه ثم ابتنى فيه عشرة منازل تسعة له و جعل عاشرها في وسطها لأبي ثم سد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه فتكلم في ذلك من تكلم فقال ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه و لكن الله أمرني بسد أبوابكم و فتح بابه ثم نهى الناس أن يناموا في المسجد غيره و كان يجنب في المسجد و منزله في منزل رسول الله ص فولد لرسول الله ص فيه أولاد قالوا اللهم نعم قال أ فتعلمون أن عمر بن الخطاب حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله إلى المسجد فأبى عليه ثم خطب فقال إن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري و غير أخي و ابنيه قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله أ تعلمون أن رسول الله ص نصبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية و قال ليبلغ الشاهد الغائب قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله أ تعلمون أن رسول الله ص قال له في غزوة تبوك أنت مني بمنزلة هارون من موسى و أنت ولي كل مؤمن بعدي قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله أ تعلمون أن رسول الله ص حين دعا النصارى من أهل نجران إلى المباهلة لم يأت إلا به و بصاحبته و ابنيه قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله أ تعلمون أنه دفع إليه اللواء يوم خيبر ثم قال لأدفعها إلى رجل يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله كرار غير فرار يفتحها الله على يديه قالوا اللهم نعم قال أ تعلمون أن رسول الله ص بعثه ببراءة و قال لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني قالوا اللهم نعم قال أ تعلمون أن رسول الله ص لم ينزل به شديدة قط إلا قدمه لها ثقة به و أنه لم يدعه باسمه قط إلا يقول يا أخي و ادعوا إلي أخي قالوا اللهم نعم قال أ فتعلمون أن رسول الله ص قضى بينه و بين جعفر و زيد فقال يا علي أنت مني و أنا منك و أنت ولي كل مؤمن بعدي قالوا اللهم نعم قال أ تعلمون أنه كانت له من رسول الله ص كل يوم خلوة و كل ليلة دخلة إذا سأله أعطاه و إذا سكت ابتدأه قالوا اللهم نعم قال أ تعلمون أن رسول الله ص فضله على جعفر و حمزة حين قال لفاطمة زوجتك خير أهل بيتي أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكبرهم علما قالوا اللهم نعم قال أ تعلمون أن رسول الله ص قال أنا سيد ولد آدم و أخي علي سيد العرب و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة و الحسن و الحسين ابناي سيدا شباب أهل الجنة قالوا اللهم نعم قال أ تعلمون أن رسول الله ص أمره بغسله و أخبره أن جبرئيل ع يعينه قالوا اللهم نعم قال أ تعلمون أن رسول الله ص قال في آخر خطبة خطبها إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله و أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا قالوا اللهم نعم فلم يدع شيئا أنزله الله في علي بن أبي طالب ع خاصة و في أهل بيته من القرآن و لا على لسان نبيه ص إلا ناشدهم فيه فيقول الصحابة اللهم نعم قد سمعنا و يقول التابع اللهم نعم قد حدثنيه من أثق به فلان و فلان ثم قد ناشدهم أنهم قد سمعوه يقول من زعم أنه يحبني و يبغض عليا فقد كذب ليس يحبني و يبغض عليا فقال له قائل يا رسول الله و كيف ذلك قال لأنه مني و أنا منه من أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض الله فقالوا اللهم نعم قد سمعنا و تفرقوا على ذلك

 بيان قوله اللهم غفرا أي اللهم اغفر لي غفرا أو اللهم افتتاح للكلام و الخطاب لقيس أي اغفر ما وقع مني أو استر معايبي. و قال ابن الأثير في النهاية فيه قال للأنصار إنكم ستلقون بعدي أثره فاصبروا الأثرة بفتح الهمزة و الثاء الاسم من آثر يؤثر إيثارا إذا أعطى أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفي‏ء و الاستيثار الانفراد بالشي‏ء. و قال الجوهري سمل العين فقأها يقال سملت عينه تسمل إذا فقأت بحديدة محماة و قال نزحت الدار بعدت و بلد نازح و قوم منازيح و قد نزح بفلان إذا بعد عن دياره غيبة بعيدة و تقول أنت بمنتزح من كذا أي بعيد منه. قوله ع فولد لرسول الله ص أي ولد له أولاد من فاطمة كانوا أولادا لرسول الله ص

457-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن أحمد بن القاسم عن عباد عن علي بن عابس عن حصين عن عبد الله بن معقل عن علي ع أنه قنت في الصبح فلعن معاوية و عمرو بن العاص و أبا موسى و أبا الأعور و أصحابهم

458-  كتاب صفين، لنصر بن مزاحم عن أبي عبد الرحمن عن يونس بن الأرقم عن عوف عن عبد الله عن عمرو بن هند البجلي عن أبيه قال فلما نظر علي ع إلى رايات معاوية و أهل الشام قال و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما أسلموا و لكن استسلموا و أسروا الكفر فلما وجدوا عليه أعوانا رجعوا إلى عداوتهم منا إلا أنهم لم يدعوا الصلاة

459-  و عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال لما كان قتال صفين قال رجل لعمار يا أبا اليقظان أ لم يقل رسول الله قاتلوا الناس حتى يسلموا فإذا أسلموا عصموا مني دماءهم و أموالهم قال بلى و لكن و الله ما أسلموا و لكن استسلموا و أسروا الكفر حتى وجدوا عليه أعوانا

460-  و بالإسناد عن حبيب عن منذر الثوري قال قال محمد بن الحنفية لما أتاهم رسول الله ص من أعلى الوادي و من أسفله و ملئوا الأودية كتائب يعني يوم فتح مكة استسلموا حتى وجدوا أعوانا

461-  و عن الحكم بن ظهير عن إسماعيل عن الحسن و أيضا عن الحكم عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه قال الحسن فما فعلوا و لا أفلحوا

462-  و عن عمرو بن ثابت عن إسماعيل عن الحسن قال قال رسول الله ص إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه قال فحدثني بعضهم قال قال أبو سعيد الخدري فلم نفعل و لم نفلح

463-  و عن يحيى بن يعلى عن الأعمش عن خيثمة قال قال عبد الله بن عمر إن معاوية في تابوت فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و لو لا كلمة فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ما كان أحد أسفل من معاوية

464-  و عن جعفر الأحمر عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله ص يموت معاوية على غير ملة الإسلام

465-  و عن جعفر عن ليث عن محارب بن زياد عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ص يموت معاوية على غير ملتي

466-  و عن قيس بن الربيع و سليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي ع قال رأيت النبي ص في النوم فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأود و اللدد فقال انظر فإذا عمرو بن العاص و معاوية معلقين منكسين تشدخ رءوسهما بالصخر

467-  و عن يحيى بن يعلى عن عبد الجبار بن عباس عن عمار الدهني عن أبي المثنى عن عبد الله بن عمر قال ما بين تابوت معاوية و تابوت فرعون إلا درجة و ما انخفضت تلك الدرجة إلا لأنه قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى

468-  و عن أبي عبد الرحمن عن العلا بن يزيد القرشي عن جعفر بن محمد ع قال دخل زيد بن أرقم على معاوية فإذا عمرو بن العاص جالس معه على السرير فلما رأى ذلك زيد جاء حتى رمى بنفسه بينهما فقال له عمرو بن العاص أ ما وجدت لك مجلسا إلا أن تقطع بيني و بين أمير المؤمنين فقال زيد إن رسول الله ص غزا غزوة و أنتما معه فرآكما مجتمعين فنظر إليكما نظرا شديدا ثم رآكما اليوم الثاني و اليوم الثالث كل ذلك يديم النظر إليكما فقال في اليوم الثالث إذا رأيتم معاوية و عمرو بن العاص مجتمعين ففرقوا بينهما فإنهما لن يجتمعا على خير

469-  و عن محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال أخبرني أبو هلال أنه سمع أبا برزة الأسلمي أنهم كانوا مع رسول الله ص فسمعوا غناء فتشرفوا له فقام رجل فاستمع له و ذلك قبل أن تحرم الخمر فأتاهم ثم رجع فقال هما معاوية و عمرو بن العاص يجيب أحدهما الآخر و هو يقول لا يزال حواري تلوح عظامه زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا فرفع رسول الله يديه فقال اللهم اركسهم في الفتنة ركسا اللهم دعهم إلى النار دعا

470-  و عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمر قال إن تابوت معاوية في النار فوق تابوت فرعون و ذلك بأن فرعون قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى

471-  و عن شريك عن ليث عن طاوس عن عبد الله بن عمر قال أتيت النبي ص فسمعته يقول يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت حين يموت و هو على غير سنتي فشق ذلك علي و تركت أبي يلبس ثيابه و يجي‏ء فطلع معاوية

472-  و عن تليد بن سليمان عن الأعمش عن علي بن الأقمر قال وفدنا على معاوية و قضينا حوائجنا ثم قلنا لو مررنا برجل قد شهد رسول الله ص و عاينه فأتينا عبد الله بن عمر فقلنا يا صاحب رسول الله حدثنا ما شهدت و رأيت قال إن هذا أرسل إلي يعني معاوية فقال لئن بلغني أنك تحدث لأضربن عنقك فجثوت على ركبتي بين يديه ثم قلت وددت أن أحد سيف في جندك على عنقي فقال و الله ما كنت لأقاتلك و لا أقتلك و ايم الله ما يمنعني أن أحدثكم ما سمعت رسول الله ص قال فيه رأيت رسول الله ص أرسل إليه يدعوه و كان يكتب بين يديه فجاء الرسول فقال هو يأكل فأعاد عليه الرسول الثالثة فقال هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه فهل ترونه يشبع

473-  قال و خرج معاوية من فج قال فنظر إليه رسول الله ص و إلى أبي سفيان و هو راكب و معاوية و أخوه أحدهما قائد و الآخر سائق فلما نظر إليهم رسول الله ص قال اللهم العن القائد و السائق و الراكب قلنا أنت سمعت من رسول الله ص قال نعم و إلا فصمتا أذناي كما عميتا عيناي

  -474  و عن عبد العزيز بن الخطاب عن صالح بن أبي الأسود عن إسماعيل عن الحسن قال قال رسول الله ص إذا رأيتم معاوية على منبري يخطب فاقتلوه

475-  أقول قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث قال كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب و أهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة و على كل منبر يلعنون عليا و يبرءون منه و يقعون فيه و في أهل بيته و ساق الخبر نحوا مما مر إلى أن قال فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي ع فازداد البلاء و الفتنة فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا خائف على دمه أو طريد في الأرض ثم تفاقم الأمر بعد قتل الحسين ع و ولي عبد الملك بن مروان فاشتد الأمر على الشيعة و ولي عليهم الحجاج بن يوسف فتقرب إليه أهل النسك و الصلاح و الدين ببغض علي ع و موالاة أعدائه و موالاة من يدعي من الناس أنهم أيضا أعداؤه فأكثروا في الرواية في فضلهم و سوابقهم و مناقبهم و أكثروا من النقص من علي ع و عيبه و الطعن فيه و الشنآن له حتى أن إنسانا وقف للحجاج و يقال أنه جد الأصمعي عبد الملك بن قريب فصاح به أيها الأمير إن أهلي عقوني و سموني عليا و إني فقير بائس و أنا إلى صلة الأمير محتاج فتضاحك له الحجاج و قال للطف ما توسلت به قد وليتك موضع كذا

 و قد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه و هو من أكابر المحدثين و أعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر و قال إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنف بني هاشم

476-  مد، ]العمدة[ من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من صحيح النسائي بإسناده عن زيد بن وهب قال مررت على أبي ذر بالربذة فقلت ما أنزلك بهذه الأرض قال كنا بالشام فقرأت وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ الآية قال معاوية ما هذه فينا ما هذه إلا في أهل الكتاب فقلت إنها فينا و فيهم فكان بيني و بينهم في هذا الكلام فوصل ذلك إلى عثمان فكتب إلي إن شئت تنحيت عنه فذلك الذي أنزلني هنا

477-  و من الجمع بين الصحيحين للحميدي من إفراد مسلم بإسناده عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله ص فتواريت خلف باب فجاء فحطأني حطأة و قال اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل ثم قال اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه

478-  أقول رواه في الاستيعاب، بإسناده عن ابن عباس

 479-  و روى العلامة قدس سره في كشف الحق نقلا عن صحيح مسلم مثله ثم قال قال الحسن بن مثنى قلت ما معنى حطأني قال وقذني وقذة و أقول قال في مادة حطا من النهاية في حديث ابن عباس قال أخذ النبي بقفاي فحطاني حطوة قال الهروي هكذا جاء به الراوي غير مهموز و قال قال ابن الأعرابي الحطو تحريك الشي‏ء مزعزعا و قال رواه شمر بالهمزة يقال حطأه يحطؤه حطأ إذا دفعه بكفه و قيل لا يكون الحطأة إلا ضربة بالكف بين الكتفين انتهى

480-  و روي في المستدرك من الفردوس بإسناده عن ابن عمر قال قال رسول الله ص أول من يختصم من هذه الأمة بين يدي الرب عز و جل علي ع و معاوية

481-  كتاب عباد العصفري عن حماد بن عيسى العبسي عن بلال بن يحيى عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله ص إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان على المنبر فاضربوه بالسيف و إذا رأيتم الحكم بن أبي العاص و لو تحت أستار الكعبة فاقتلوه الخبر

482-  كتاب محمد بن المثنى عن جعفر بن محمد بن شريح عن ذريح المحاربي قال قال الحرث بن المغيرة النضري لأبي عبد الله ع إن أبا معقل المزني حدثني عن أمير المؤمنين ع أنه صلى بالناس المغرب فقنت في الركعة الثانية و لعن معاوية و عمرو بن العاص و أبا موسى الأشعري و أبا الأعور السلمي قال الشيخ ع صدق فالعنهم

483-  نهج، ]نهج البلاغة[ و من كلام له ع و الله ما معاوية بأدهى مني و لكنه يغدر و يفجر و لو لا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس و لكن كل غدرة فجرة و كل فجرة كفرة و لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة و الله ما أستغفل بالمكيدة و لا أستغمز بالشديدة

 بيان قوله بأدهى مني الدهاء بالفتح الفطنة و جودة الرأي و يقال رجل داهية و هو الذي لم يغلب عليه أحد في تدابير أمور الدنيا. و قال ابن أبي الحديد الغدرة بضم الفاء و فتح العين الكثير الغدر و الكفرة و الفجرة الكثير الكفر و الفجور و كل ما كان على هذا البناء فهو الفاعل فإن سكنت العين فهو المفعول تقول رجل ضحكة أي يضحك و ضحكة أي يضحك منه و يروى غدرة و فجرة و كفرة على فعلة للمرة الواحدة. و قال ابن ميثم قال بعض الشارحين وجه لزوم الكفر هنالك أن الغدر على وجه استباحة ذلك و استحلاله كما هو المشهور من حال ابن العاص و معاوية في استباحة ما علم تحريمه ضرورة و جحده هو الكفر و يحتمل أن يريد كفر نعم الله و سترها بإظهار معصيته كما هو المفهوم منه لغة. أقول إطلاق الكفر على ارتكاب الكبائر و اجتناب الفرائض شائع في الأخبار. قوله ع ما أستغفل أي لا يمكن للخصم أن يجعلني غافلا بكيده بل أعلم مقصوده لكني قد أعرض عنه للمصلحة و أحكم بظاهر الأمر رعاية للشريعة أو لا تجوز المكيدة علي كما تجوز على ذوي الغفلة و لا أستغمز الغمز العصر باليد و الكبس أي لا ألين بالخطب الشديد بل أصبر عليه و يروى بالراء المهملة أي لا أستجهل بشدائد المكاره 484-  كشف الحق، للعلامة قدس الله روحه قال روى صاحب كتاب الهاوية أن معاوية قتل أربعين ألفا من المهاجرين و الأنصار و أولادهم 485-  أقول قال مؤلف إلزام النواصب و العلامة رحمه الله في كشف الحق، روى أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي في كتاب المثالب كان معاوية لعمارة بن الوليد المخزومي و لمسافر بن أبي عمرو و لأبي سفيان و لرجل آخر سماه و كانت هند أمه من المغلمات و كان أحب الرجال إليها السودان و كانت إذا ولدت أسود دفنته و كانت حمامة إحدى جدات معاوية لها راية في ذي المجاز قالا و ذكر أبو سعيد إسماعيل بن علي السمعاني الحنفي من علماء أهل السنة في مثالب بني أمية و الشيخ أبو الفتوح جعفر بن محمد الهمداني من علمائهم في كتاب بهجة المستفيد أن مسافر بن عمرو بن أمية بن عبد شمس كان ذا جمال و سخاء فعشق هندا و جامعها سفاحا و اشتهر ذلك في قريش فلما حملت و ظهر السفاح هرب مسافر من أبيها إلى الحيرة و كان سلطان العرب عمرو بن هند و طلب أبوها عتبة أبا سفيان و وعده بمال جزيل و زوجه هندا فوضعت بعد ثلاثة أشهر معاوية ثم ورد أبو سفيان على عمرو بن هند فسأله مسافر عن حال هند فقال إني تزوجتها فمرض و مات 486-  و قال العلامة رحمه الله في كشف الحق، ادعى معاوية أخوة زياد و كان له مدع يقال له أبو عبيدة عبد بني علاج من ثقيف فأقدم معاوية على تكذيب ذلك الرجل مع أن زيادا ولد على فراشه و ادعى معاوية أن أبا سفيان زنى بوالدة زياد و هي عند زوجها المذكور و إن زيادا من أبي سفيان انتهى.

 487-  و قال العلامة الشيرازي في نزهة القلوب، أولاد الزنا نجب لأن الرجل يزني بشهوته و نشاطه فيخرج الولد كاملا و ما يكون من الحلال فمن تصنع الرجل إلى المرأة و لهذا كان عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان من دهاة الناس ثم ساق الكلام في بيان نسبهما على ما سيأتي من كتاب ربيع الأبرار ثم زاد على ذلك و قال و منهم زياد ابن أبيه و فيه يقول الشاعر

ألا أبلغ معاوية بن حرب مغلغلة من الرجل اليماني‏أ تغضب أن يقال أبوك عف و ترضى أن يكون أبوك زان

488-  كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي عن يوسف بن كليب المسعودي عن الحسن بن حماد الطائي عن عبد الصمد البارقي قال قدم عقيل على علي ع و هو جالس في صحن مسجد الكوفة فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله قال و عليك السلام يا أبا يزيد ثم التفت إلى الحسن بن علي ع فقال قم و أنزل عمك فذهب به و أنزله و عاد إليه فقال له اشتر له قميصا جديدا و رداء جديدا و إزارا جديدا و نعلا جديدا فغدا على علي ع في الثياب فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين قال و عليك السلام يا أبا يزيد قال يا أمير المؤمنين ما أراك أصبت من الدنيا شيئا إلا هذه الحصباء قال يا أبا يزيد يخرج عطائي فأعطيكاه فارتحل عن علي ع إلى معاوية فلما سمع به معاوية نصب كراسيه و أجلس جلساءه فورد عليه فأمر له بمائة ألف درهم فقبضها فقال له معاوية أخبرني عن العسكرين قال مررت بعسكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فإذا ليل كليل النبي ص و نهار كنهار النبي إلا أن رسول الله ص ليس في القوم و مررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نفر برسول الله ص ليلة العقبة فقال من هذا الذي عن يمينك يا معاوية قال هذا عمرو بن العاص قال هذا الذي اختصم فيه ستة نفر فغلب عليه جزارها فمن الآخر قال الضحاك بن قيس الفهري قال أما و الله لقد كان أبوه جيد الأخذ خسيس النفس فمن هذا الآخر قال أبو موسى الأشعري قال هذا ابن المراقة فلما رأى معاوية أنه قد أغضب جلساءه قال يا أبا يزيد ما تقول في قال دع عنك قال لتقولن قال أ تعرف حمامة قال و من حمامة قال أخبرتك و مضى عقيل فأرسل معاوية إلى النسابة فقال أخبرني من حمامة قال أعطني الأمان على نفسي و أهلي فأعطاه قال حمامة جدتك و كانت بغية في الجاهلية لها راية تؤتى

 قال الشيخ قال أبو بكر بن زبين هي أم أم أبي سفيان 489-  و قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة معاوية هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف و أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف و أبو سفيان هو الذي قاد قريشا في حروبها إلى النبي ص و كانت هند تذكر في مكة بفجور و عهر و قال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار، كان معاوية يعزى إلى أربعة إلى مسافر بن أبي عمرو و إلى عمارة بن الوليد بن المغيرة و إلى العباس بن عبد المطلب و إلى الصباح مغن كان لعمارة بن الوليد قال و كان أبو سفيان دميما قصيرا و كان الصباح عسيفا لأبي سفيان شابا وسيما فدعته هند إلى نفسها فغشيها و قالوا إن عتبة بن أبي سفيان من الصباح أيضا و قالوا إنها كرهت أن تضعه في منزلها فخرجت إلى أجياد فوضعته هناك و في هذا المعنى يقول حسان أيام المهاجاة بين المسلمين و المشركين في حياة رسول الله ص قبل عام الفتح

لمن الصبي بجانب البطحاء في الترب ملقى غير ذي مهدنجلت به بيضاء آنسه من عبد شمس صلته الخد

 قال ابن أبي الحديد و ولي معاوية اثنتين و أربعين سنة منها اثنتان و عشرون سنة ولي فيها إمارة الشام مذ مات أخوه يزيد بن أبي سفيان بعد خمس سنين من خلافة عمر إلى أن قتل أمير المؤمنين ع في سنة أربعين و منها عشرون سنة خليفة إلى أن مات في سنة ستين و كان أحد كتاب رسول الله ص و اختلف في كتابته له كيف كانت فالذي عليه المحققون من أهل السيرة أن الوحي كان يكتبه علي ع و زيد بن ثابت و زيد بن أرقم و إن حنظلة بن الربيع و معاوية بن أبي سفيان كانا يكتبان له إلى الملوك و إلى رؤساء القبائل و يكتبان حوائجه بين يديه و يكتبان ما يجبى من أموال الصدقات ما يقسم له في أربابها و كان معاوية على أس الدهر مبغضا لعلي ع شديد الانحراف عنه و كيف لا يبغضه و قد قتل أخاه حنظلة يوم بدر و خاله الوليد بن عتبة و شرك عمه حمزة في جده و هو عتبة أو في عمه و هو شيبة على اختلاف الرواية و قتل من بني عمه من بني عبد شمس نفرا كثيرا من أعيانهم و أماثلهم ثم جاءت الطامة الكبرى واقعة عثمان فنسبها كلها إليه بشبهة إمساكه عنه و انضواء كثير من قتلته إليه فتأكدت البغضة و ثارت الأحقاد و تذكرت تلك التراث الأولى حتى أفضى الأمر إلى ما أفضى إليه و قد كان معاوية مع عظم قدر علي ع في النفوس و اعتراف العرب بشجاعته و أنه البطل الذي لا يقام له يتهدده و عثمان بعد حي بالحرب و المنابذة و يراسله من الشام رسائل خشنة ثم قال و معاوية مطعون في دينه عند شيوخنا يرمى بالزندقة و قد ذكرنا في نقض السفيانية على شيخنا أبي عثمان الجاحظ ما رواه أصحابنا في كتبهم الكلامية عنه من الإلحاد و التعرض لرسول الله ص و ما تظاهر به من الجبر و الإرجاء و لو لم يكن شي‏ء من ذلك لكان في محاربته الإمام ما يكفي في فساد حاله لا سيما على قواعد أصحابنا و كونهم بالكبيرة الواحدة يقطعون على المصير إلى النار و الخلود فيها إن لم يكفرها التوبة و قال في موضع آخر معاوية عند أصحابنا مطعون في دينه منسوب إلى الإلحاد قد طعن فيه شيخنا أبو عبد الله البصري في كتاب نقض السفيانية على الجاحظ و روى عنه أخبارا تدل على ذلك

490-  روى ذلك أحمد بن أبي طاهر في كتاب أخبار الملوك أن معاوية سمع المؤذن يقول أشهد أن لا إله إلا الله فقالها فقال أشهد أن محمدا رسول الله فقال لله أبوك يا ابن عبد الله لقد كنت عالي الهمة ما رضيت لنفسك إلا أن تقرن اسمك باسم رب العالمين

491-  قال و روى نصر بن مزاحم عن الحكم بن ظهير عن إسماعيل عن الحسن قال و حدثنا الحكم أيضا عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قالا قال رسول الله ص إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه فقال الحسن فو الله ما فعلوا و لا أفلحوا

 492-  و روي أيضا في موضع آخر من تاريخ محمد بن جرير الطبري أنه قال في هذه السنة عزم المعتضد على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر و أمر بإنشاء كتاب يقرأ على الناس فخوفه عبيد الله بن سليمان اضطراب العامة و أنه لا يأمن أن تكون فتنة فلم يلتفت إليه فكان أول شي‏ء بدأ به المعتضد من ذلك التقديم إلى العامة بلزوم أعمالهم و ترك الاجتماع و العصبية و الشهادات عند السلطان إلا أن يسألوا و منع القصاص عن القعود على الطرقات و أنشئ هذا الكتاب و عملت منه نسخ قرئت بالجانبين من مدينة السلام في الأرباع و المحال و الأسواق في يوم الأربعاء لست بقين منها و منع القصاص من القعود في الجانبين و منع أهل الحلق في الفتيا أو غيرهم من القعود في المسجدين و نودي في المسجد الجامع بنهي الناس عن الاجتماع على قاص أو غيره و منع القصاص و أهل الحلق من القعود و نودي أن الذمة قد برئت ممن اجتمع من الناس في مناظرة و جدل و تقدم إلى الشراب الذين يسقون الماء في الجامعين أن لا يترحموا على معاوية و لا يذكروه بخير و كانت عادتهم جارية بالترحم و تحدث الناس أن الكتاب الذي قد أمر المعتضد بإنشائه بلعن معاوية يقرأ بعد صلاة الجمعة على المنبر فلما صلى الناس الجمعة بادروا إلى المقصورة ليسمعوا قراءة الكتاب فلم يقرأ و قيل إن عبيد الله بن سليمان صرفه عن قراءته و أنه أحضر يوسف بن يعقوب القاضي و أمره أن يعمل الحيلة في إبطال ما عزم المعتضد عليه فمضى يوسف فكلم المعتضد في ذلك و قال له إني أخاف أن تضطرب العامة و يكون منها عند سماعها هذا الكتاب حركة فقال إن تحركت العامة أو نطقت وضعت السيف فيها فقال يا أمير المؤمنين فما تصنع بالطالبيين الذين يخرجون في كل ناحية و يميل إليهم خلق كثير لقرابتهم من رسول الله و ما في هذا الكتاب من اطرائهم أو كما قال و إذا سمع الناس هذا كانوا إليهم أميل و كانوا هم أبسط السنة و أثبت حجة منهم اليوم فأمسك المعتضد فلم يرد عليه جوابا و لم يأمر بعد ذلك في الكتاب بشي‏ء و كان من جملة الكتاب بعد أن قدم حمد الله و الثناء عليه و الصلاة على رسوله ص أما بعد فقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة العامة من شبهة قد دخلتهم في أديانهم و فساد قد لحقهم في معتقدهم و عصبية قد غلبت عليها أهواؤهم و نطقت بها ألسنتهم على غير معرفة و لا روية قد قلدوا فيها قادة الضلالة بلا بينة و لا بصيرة و خالفوا السنن المتبعة إلى الأهواء المبتدعة قال الله عز و جل وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ خروجا عن الجماعة و مسارعة

  إلى الفتنة و إيثارا للفرقة و تشتيتا للكلمة و إظهارا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة و بتر منه العصمة و أخرجه من الملة و أوجب عليه اللعنة و تعظيما لمن صغر الله حقه و أوهن أمره و أضعف ركنه من بني أمية الشجرة الملعونة و مخالفة لمن استنقذهم الله به من الهلكة و أسبغ عليهم به النعمة من أهل بيت البركة و الرحمة وَ اللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فأعظم أمير المؤمنين ما انتهى إليه من ذلك و رأى ترك إنكاره حرجا عليه في الدين و فسادا لمن قلده الله أمره من المسلمين و إهمالا لما أوجبه الله عليه من تقويم المخالفين و تبصير الجاهلين و إقامة الحجة على الشاكين و بسط اليد عن المعاندين و أمير المؤمنين يخبركم معاشر المسلمين أن الله عز و جل ثناؤه لما ابتعث محمدا ص بدينه و أمره أن يصدع بأمره بدأ بأهله و عشيرته فدعاهم إلى ربه و أنذرهم و بشرهم و نصح لهم و أرشدهم و كان من استجاب له و صدق قوله و اتبع أمره نفر يسير من بني أبيه من بين مؤمن بما أتى به من ربه و ناصر لكلمته و إن لم يتبع دينه إعزازا له و إشفاقا عليه فمؤمنهم مجاهد ببصيرته و كافرهم مجاهد بنصرته و حميته يدفعون من نابذه و يقهرون من عابه و عانده و يتوثقون له ممن كانفه و عاضده و يبايعون له من سمح له بنصرته و يتجسسون أخبار أعدائه و يكيدون له بظهر الغيب كما يكيدون له برأي العين حتى بلغ المدى و حان وقت الاهتداء فدخلوا في دين الله و طاعته و تصديق رسوله و الإيمان به بأثبت بصيرة و أحسن هدى و رغبة فجعلهم الله أهل بيت الرحمة أهل بيته الذين أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا معدن الحكمة و ورثة النبوة و موضع الخلافة أوجب الله لهم الفضيلة و ألزم العباد لهم الطاعة و كان ممن عانده و كذبه و حاربه من عشيرته العدد الكثير و السواد الأعظم يتلقونه بالضرر و التثريب و يقصدونه بالأذى و التخويف و ينابذونه بالعداوة و ينصبون له المحاربة و يصدون عن قصده و ينالون بالتعذيب من اتبعه و كان أشدهم في ذلك عداوة و أعظمهم له مخالفة أولهم في كل حرب و مناصبة و رأسهم في كل إجلاب و فتنة لا ترفع عن الإسلام راية إلا كان صاحبها و قائدها و رئيسها أبا سفيان بن حرب صاحب أحد و الخندق و غيرهما و أشياعه من بني أمية الملعونين في كتاب الله ثم الملعونين على لسان رسول الله ص في مواطن عدة لسابق علم الله فيهم و ماضي حكمه في أمرهم و كفرهم و نفاقهم فلم يزل لعنه الله يحارب مجاهدا و يدافع مكايدا و يجلب منابذا حتى قهره السيف و علا أمر الله وَ هُمْ كارِهُونَ فتعوذ بالإسلام غير منطو عليه و أسر الكفر غير مقلع عنه فقبله و قبل ولده على علم منه بحاله و حالهم ثم أنزل الله تعالى كتابا فيما أنزله على رسوله يذكر فيه شأنهم و هو قوله وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ و لا خلاف بين أحد أنه تبارك و تعالى أراد بها بني أمية و مما ورد من ذلك في السنة و رواه ثقات الأمة قول رسول الله ص فيه و قد رآه مقبلا على حمار و معاوية يقوده و يزيد يسوقه لعن الله الراكب و القائد و السائق و منه ما روته الرواة عنه من قوله يوم بيعة عثمان تلقفوها يا بني عبد شمس تلقف الكرة فو الله ما من جنة و لا نار و هذا كفر صراح يلحقه اللعنة من الله كما لحقت الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ و منه ما يروى من وقوفه على ثنية أحد بعد ذهاب بصره و قوله لقائده هنالك دمينا محمدا و قتلنا أصحابه و منها الكلمة التي قالها للعباس قبل الفتح و قد عرضت عليه الجنود لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فقال له العباس ويحك إنه ليس بملك إنها النبوة و منه قوله يوم الفتح و قد رأى بلالا على ظهر الكعبة يؤذن و يقول أشهد أن محمدا رسول الله ص لقد أسعد الله عتبة بن ربيعة إذ لم يشهد هذا المشهد

  و منها الرؤيا التي رآها رسول الله ص فوجم لها قالوا فما رئي بعدها ضاحكا رأى نفرا من بني أمية ينزون على منبره نزو القردة و منها طرد رسول الله ص الحكم بن أبي العاص لمحاكاته إياه في مشيته و ألحقه الله بدعوة رسول الله ص آفة باقية حين التفت إليه فرآه يتخلج يحكيه فقال كن كما أنت فبقي على ذلك سائر عمره هذا إلى ما كان من مروان ابنه و افتتاحه أول فتنة كانت في الإسلام و احتقابه كل دم حرام سفك فيها أو أريق بعدها و منها ما أنزل الله تعالى على نبيه ص لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قالوا ملك بني أمية و منها أن رسول الله ص دعا معاوية ليكتب بين يديه فدافع بأمره و اعتل بطعامه فقال ص لا أشبع الله بطنه فبقي لا يشبع و يقول و الله ما أترك الطعام شبعا و لكن إعياء و منها أن رسول الله ص قال يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير ملتي فطلع معاوية و منها أن رسول الله ص قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه و منها الحديث المشهور المرفوع أنه ص قال إن معاوية في تابوت من نار في أسفل درك من جهنم ينادي يا حنان يا منان فيقال له آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ و منها انتزاؤه بالمحاربة لأفضل المسلمين في الإسلام مكانا و أقدمهم إليه سبقا و أحسنهم فيه أثرا و ذكرا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ينازعه حقه بباطله و يجاهد أنصاره بضلالة و أعوانه و يحاول ما لم يزل هو و أبوه يحاولانه من إطفاء نور الله و جحود دينه وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ يستهوي أهل الجهالة و يموه لأهل الغباوة بمكره و بغيه الذين قدم رسول الله ص الخبر عنهما فقال لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة و يدعونك إلى النار مؤثرا للعاجلة كافرا بالآجلة خارجا من طريقة الإسلام مستحلا للدم الحرام حتى سفك في فتنته و على سبيل غوايته و ضلالته دماء ما لا يحصى عدده من خيار المسلمين الذابين عن دين الله و الناصرين لحقه مجاهدا في عداوة الله مجتهدا في أن يعصى الله فلا يطاع و تبطل أحكامه فلا تقام و يخالف دينه فلا يدان و أن تعلو كلمة الضلال و ترتفع دعوة الباطل وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا و دينه المنصور و حكمه النافذ و أمره الغالب و كيد من عاداه و حاده المغلوب الداحض حتى احتمل أوزار تلك الحروب و ما أتبعها و تطوق تلك الدماء و ما سفك بعدها و سن سنن الفساد التي عليه إثمها و إثم من عمل بها و أباح المحارم لمن ارتكبها و منع الحقوق أهلها و غرته الآمال و استدرجه الإمهال و كان مما أوجب الله عليه به اللعنة قتله من قتل صبرا من خيار

  الصحابة و التابعين و أهل الفضل و الدين مثل عمرو بن الحمق الخزاعي و حجر بن عدي الكندي فيمن قتل من أمثالهم على أن يكون له العزة و الملك و الغلبة ثم ادعاؤه زياد ابن سمية أخا و نسبته إياه إلى أبيه و الله تعالى يقول ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ و رسوله يقول ملعون من ادعي إلى غير أبيه أو انتمي إلى غير مواليه و قال الولد للفراش و للعاهر الحجر فخالف حكم الله تعالى و رسوله جهارا و جعل الولد لغير الفراش و الحجر لغير العاهر فأحل بهذه الدعوة من محارم الله و رسوله في أم حبيبة أم المؤمنين و في غيرها من النساء من شعور و وجوه قد حرمها الله و أثبت بها من قربي قد أبعدها الله ما لم يدخل الدين خلل مثله و لم ينل الإسلام تبديلا يشبهه و من ذلك إيثاره لخلافة الله على عباده ابنه يزيد السكير الخمير صاحب الديكة و الفهود و القردة و أخذ البيعة له على خيار المسلمين بالقهر و السطوة و التوعد و الإخافة و التهديد و الرهبة و هو يعلم سفهه و يطلع على رهقه و خبثه و يعاين سكراته و فعلاته و فجوره و كفره فلما تمكن قاتله الله فيما تمكن منه طلب بثأرات المشركين و طوائلهم عند المسلمين فأوقع بأهل المدينة في وقعة الحرة الوقعة التي لم يكن في الإسلام أشنع منها و لا أفحش فشفى عند نفسه غليله و ظن أنه قد انتقم من أولياء الله و بلغ الثأر لأعداء الله فقال مجاهرا بكفره و مظهرا لشركه

ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل

 قول من لا يرجع إلى الله و لا إلى دينه و لا إلى كتابه و لا إلى رسوله و لا يؤمن بالله و بما جاء من عنده ثم من أغلظ ما انتهك و أعظم ما اجترم سفكه دم الحسين بن علي صلوات الله عليهما مع موقعه من رسول الله ص و مكانه و منزلته من الدين و الفضل و الشهادة له و لأخيه بسيادة شباب أهل الجنة اجتراء على الله و كفرا بدينه و عداوة لرسوله و مجاهرة لعترته و استهانة لحرمته كأنما يقتل لعنه الله قوما من كفرة الترك و الديلم لا يخاف من الله نقمة و لا يراقب منه سطوة فبتر الله عمره و اجتث أصله و فرعه و سلبه ما تحت يده و أعد له من عذابه و عقوبته ما استحقه من الله بمعصيته هذا إلى ما كان من بني مروان من تبديل كتاب الله و تعطيل أحكام الله و اتخاذ مال الله بينهم دولا و هدم بيت الله و استحلال حرامه و نصبهم المجانيق عليه و رميهم بالنيران إليه لا يألون إحراقا و إخرابا و لما حرم الله منه استباحة و انتهاكا و لمن لجأ إليه قتلا و تنكيلا و لمن آمنه الله به أخافه و تشريدا حتى إذا حقت عليهم كلمة العذاب و استحقوا من الله الانتقام و ملئوا الأرض بالجور و العدوان و عموا عباد الله بالظلم و الاقتسار و حلت عليهم السخط و نزلت بهم من الله السطوة أتاح الله لهم من عترة نبيه و أهل وراثته و من استخلصه منهم لخلافته مثل ما أتاح من أسلافهم المؤمنين و آبائهم المجاهدين لأوائلهم الكافرين فسفك الله دماءهم مرتدين كما سفك بآبائهم دماء آبائهم مشركين و قطع الله دابر الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يا أيها الناس إن الله إنما أمر ليطاع و مثل ليتمثل و حكم ليفعل قال سبحانه إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً و قال  أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ فالعنوا أيها الناس من لعنه الله و رسوله و فارقوا من لا تنالون القربة من الله إلا بمفارقته اللهم العن أبا سفيان بن أمية و معاوية ابنه و يزيد بن معاوية و مروان بن الحكم و ولده و ولد ولده اللهم العن أئمة الكفر و قادة الضلال و أعداء الدين و مجاهدي الرسول و معطلي الأحكام و مبدلي الكتاب و منتهكي الدم الحرام اللهم إنا نبرأ إليك من موالاة أعدائك و من الإغماض لأهل معصيتك كما قلت لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أيها الناس اعرفوا الحق تعرفوا أهله و تأملوا سبل الضلالة تعرفوا سابلها فقفوا عند ما وقفكم الله عليهم و أنفذوا لما أمركم الله به و أمير المؤمنين يستعصم بالله لكم و يسأله توفيقكم و يرغب إليه في هدايتكم و الله حسبه و عليه توكله و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

  و قال في موضع آخر أن معاوية أمر الناس بالعراق و الشام و غيرهما بسب علي صلوات الله عليه و البراءة منه و خطب بذلك على منابر الإسلام و صار ذلك سنة في أيام بني أمية إلى أن قام عمر بن عبد العزيز فأزاله

 و قال الجاحظ إن معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة اللهم إن أبا تراب ألحد في دينك و صد عن سبيلك فالعنه لعنا وبيلا و عذبه عذابا أليما و كتب بذلك إلى الآفاق فكانت هذه الكلمات ينادى بها على المنابر إلى خلافة عمر بن عبد العزيز و ذكر المبرد في الكامل أن خالد بن عبد الله القسري لما كان أمير العراق في خلافة هشام كان يلعن عليا ع على المنبر و ذكر الجاحظ أن قوما من بني أمية قالوا لمعاوية إنك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن لعن هذا الرجل فقال لا و الله حتى يربو عليه الصغير و يهرم عليه الكبير و لا يذكر له ذاكر فضلا و أراد زياد أن يعرض على أهل الكوفة البراءة من علي و لعنه و أن يقتل كل من امتنع من ذلك و يخرب منزله فضربه الله ذلك اليوم بالطاعون فمات بعد ثلاثة أيام و ذلك في أيام معاوية

  قال و قال أبو جعفر الإسكافي و روي أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروى أن هذه الآية نزلت في علي ع وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ و أن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم و هي وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فلم يقبل فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل فبذل أربعمائة فقبل

 و روي ذلك و قال إن معاوية وضع قوما من الصحابة و قوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي ع فاختلفوا ما أرضاه منهم أبو هريرة و عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة و من التابعين عروة بن الزبير

 قال و قد روي عن علي ع أنه قال أكذب الناس على رسول الله ص أبو هريرة الدوسي

 قال و قد روى الواقدي أن معاوية لما عاد من العراق إلى الشام خطب فقال أيها الناس إن رسول الله ص قال إنك ستلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدسة فإن فيها الأبدال و قد اخترتكم فالعنوا أبا تراب فلعنوه

 قال و روى شيخنا أبو عبد الله البصري المتكلم عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال أتينا مسجد رسول الله ص و الناس يقولون نعوذ بالله من غضب الله و غضب رسوله فقلت ما هذا قالوا معاوية قام الساعة فأخذ بيد أبي سفيان فخرجا فقال رسول الله ص لعن الله التابع و المتبوع رب يوم لأمتي من معاوية ذي الأستاه قالوا يعني كبير العجز

  قال و روى العلاء بن جرير أن رسول الله ص قال لمعاوية لتتخذن يا معاوية البدعة سنة و القبيح حسنا أكلك كثير و ظلمك عظيم

 قال و روى الحرث بن حصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ قال قال علي ع نحن و آل أبي سفيان قوم تعادوا في الله و الأمر يعود كما بدا

 قال و روي عن عمر بن مرة عن أبي عبد الله بن سلمة عن علي ع قال رأيت الليلة رسول الله ص فشكوت إليه فقال هذه جهنم فانظر من فيها فإذا معاوية و عمرو بن العاص معلقين بأرجلهم منكسين ترضخ رءوسهما بالحجارة أو قال تشدخ

 قال و روى صاحب كتاب الغارات عن الأعمش عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله يقول سيظهر على الناس رجل من أمتي عظيم السرة واسع البلعوم يأكل و لا يشبع يحمل وزر الثقلين يطلب الإمارة يوما فإذا أدركتموه فابقروا بطنه قال و كان في يد رسول الله ص قضيب قد وضع طرفه في بطن معاوية

 توضيح الواجم الذي اشتد حزنه و أمسك عن الكلام و تخلج المفلوج في مشيته بالخاء المعجمة ثم الجيم أي تفكك و تمايل و السابلة أبناء السبيل. قوله ع الأمر و يعود كما بدا أي يقع الحرب بيني و بينهم كما وقع بين النبي و بينهم أو يعودون إلى الكفر أو إشارة إلى السفياني و قال الجوهري السرم يعني بالضم مخرج الثفل و هو طرف المعى المستقيم كلمة مولدة

507-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن هارون بن حميد عن جرير بن أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كنت عند معاوية و قد نزل بذي طوى فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلم عليه فقال معاوية يا أهل الشام هذا سعد و هو صديق لعلي قال فطأطأ القوم رءوسهم و سبوا عليا ع فبكى سعد فقال له معاوية ما الذي أبكاك قال و لم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول الله ص يسب عندك و لا أستطيع أن أغير و قد كان في علي خصال لأن تكون في واحدة منهن أحب إلي من الدنيا و ما فيها أحدها أن رجلا كان باليمن فجفاه علي بن أبي طالب ع فقال لأشكونك إلى رسول الله ص فقدم على رسول الله ص فسأله عن علي ع فثنى عليه فقال أنشدك بالله الذي أنزل علي الكتاب و اختصني بالرسالة أ عن سخط تقول ما تقول في علي ع قال نعم يا رسول الله قال أ لا تعلم أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال بلى قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه و الثانية أنه بعث يوم خيبر عمر بن الخطاب إلى القتال فهزم و أصحابه فقال ص لأعطين الراية غدا إنسانا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فغدا المسلمون و علي أرمد فدعاه فقال خذ الراية فقال يا رسول الله إن عيني كما ترى فتفل فيها فقام فأخذ الراية ثم مضى بها حتى فتح الله عليه و الثالثة أنه خلفه في بعض مغازيه فقال علي ع يا رسول الله خلفتني مع النساء و الصبيان فقال رسول الله ص أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و الرابعة سد الأبواب في المسجد إلا باب علي و الخامسة نزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فدعا النبي ص عليا و حسنا و حسينا فاطمة ع فقال اللهم هؤلاء أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

 بيان الثناء بتقديم المثلثة يطلق على المدح و الذم و في الأول أغلب و بتقديم النون بالعكس

508-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ الكراجكي بلغ الحسين بن علي صلوات الله عليه كلام نافع بن جبير في معاوية و قوله إنه كان يسكته الحلم و ينطقه العلم فقال ع بل كان ينطقه البطر و يسكته الحصر

 بيان الحصر بالتحريك العي