باب 2- أسمائه و عللها

1-  مع، ]معاني الأخبار[ الطالقاني عن الجلودي عن المغيرة بن محمد عن رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بالكوفة بعد منصرفه من النهروان و بلغه أن معاوية يسبه و يلعنه و يقتل أصحابه فقام خطيبا فحمد الله و أثنى عليه و صلى على رسول الله ص و ذكر ما أنعم الله على نبيه و عليه ثم قال لو لا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا يقول الله عز و جل وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى و فضلك الذي لا ينسى يا أيها الناس إنه بلغني ما بلغني و إني أراني قد اقترب أجلي و كأني بكم و قد جهلتم أمري و أنا تارك فيكم ما تركه رسول الله ص كتاب الله و عترتي و هي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء و سيد النجباء و النبي المصطفى يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر و أنا أخو رسول الله ص و ابن عمه و سيف نقمته و عماد نصرته و بأسه و شدته أنا رحى جهنم الدائرة و أضراسها الطاحنة أنا موتم البنين و البنات أنا قابض الأرواح و بأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين أنا مجدل الأبطال و قاتل الفرسان و مبيد من كفر بالرحمن و صهر خير الأنام أنا سيد الأوصياء و وصي خير الأنبياء أنا باب مدينة العلم و خازن علم رسول الله و وارثه و أنا زوج البتول سيدة نساء العالمين فاطمة التقية الزكية البرة المهدية حبيبة حبيب الله و خير بناته و سلالته و ريحانة رسول الله ص سبطاه خير الأسباط و ولداي خير الأولاد هل أحد ينكر ما أقول  أين مسلمو أهل الكتاب أنا أسمى في الإنجيل إليا و في التوراة بري‏ء و في الزبور أري و عند الهند كبكر و عند الروم بطريسا و عند الفرس حبتر و عند الترك بثير و عند الزنج حيتر و عند الكهنة بوي‏ء و عند الحبشة بثريك و عند أمي حيدرة و عند ظئري ميمون و عند العرب علي و عند الأرمن فريق و عند أبي ظهير ألا و إني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم يقول الله عز و جل إن الله مع الصادقين أنا ذلك الصادق و أنا المؤذن في الدنيا و الآخرة قال الله عز و جل فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ أنا ذلك المؤذن و قال وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فأنا ذلك الأذان و أنا المحسن يقول الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ و أنا ذو القلب فيقول الله عز و جل إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ و أنا الذاكر يقول الله عز و جل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ و نحن أصحاب الأعراف أنا و عمي و أخي و ابن عمي و الله فالق الحب و النوى لا يلج النار لنا محب و لا يدخل الجنة لنا مبغض يقول الله عز و جل وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ و أنا الصهر يقول الله عز و جل وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً و أنا الأذن الواعية يقول الله عز و جل وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ و أنا السلم لرسول الله ص يقول الله عز و جل وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ و من ولدي مهدي هذه الأمة ألا و قد جعلت محنتكم ببغضي يعرف المنافقون و بمحبتي امتحن الله المؤمنين هذا عهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق و أنا صاحب لواء رسول الله ص في الدنيا و الآخرة و رسول الله فرطي و أنا فرط شيعتي و الله لا عطش محبي و لا خاف وليي أنا ولي المؤمنين و الله وليي حسب محبي أن يحبوا ما أحب

  الله و حسب مبغضي أن يبغضوا ما أحب الله ألا و إنه بلغني أن معاوية سبني و لعنني اللهم اشدد وطأتك عليه و أنزل اللعنة على المستحق آمين رب العالمين رب إسماعيل و باعث إبراهيم إنك حميد مجيد ثم نزل عن أعواده فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله قال جابر سنأتي على تأويل ما ذكرنا من أسمائه أما قوله أنا أسمى في الإنجيل إليا فهو علي بلسان العرب و في التوراة بري‏ء قال بري‏ء من الشرك و عند الكهنة بوي‏ء فهو من تبوأ مكانا و بوء غيره مكانا و هو الذي يبوئ الحق منازله و يبطل الباطل و يفسده و في الزبور أري و هو السبع الذي يدق العظم و يفرس اللحم و عند الهند كبكر قال يقرءون في كتب عندهم فيها ذكر رسول الله ص و ذكر فيها أن ناصره كبكر و هو الذي إذا أراد شيئا لج فيه فلم يفارقه حتى يبلغه و عند الروم بطريسا قال هو مختلس الأرواح و عند الفرس حبتر و هو البازي الذي يصطاد و عند الترك بثير قال هو النمر الذي إذا وضع مخلبه في شي‏ء هتكه و عند الزنج حيتر قال هو الذي يقطع الأوصال و عند الحبشة بثريك قال هو المدمر على كل شي‏ء أتى عليه و عند أمي حيدرة قال هو الحازم الرأي الخير النقاب النظار في دقائق الأشياء و عند ظئري ميمون قال جابر أخبرني محمد بن علي ع قال كانت ظئر علي ع التي أرضعته امرأة من بني هلال خلفته في خبائها و معه أخ له من الرضاعة و كان أكبر منه سنا بسنة إلا أياما و كان عند الخباء قليب فمر الصبي نحو القليب  و نكس رأسه فيه فحبا علي ع خلفه فتعلقت رجل علي ع بطنب الخيمة فجر الحبل حتى أتى على أخيه فتعلق بفرد قدميه و فرد يديه أما اليد ففي فيه و أما الرجل ففي يده فجاءته أمه فأدركته فنادت يا للحي يا للحي يا للحي من غلام ميمون أمسك علي ولدي فأخذوا الطفل من عند رأس القليب و هم يعجبون من قوته على صباه و لتعلق رجله بالطنب و لجره الطفل حتى أدركوه فسمته أمه ميمونا أي مباركا فكان الغلام في بني هلال يعرف بمعلق ميمون و ولده إلى اليوم و عند الأرمن فريق قال الفريق الجسور الذي يهابه الناس و عند أبي ظهير قال كان أبوه يجمع ولده و ولد إخوته ثم يأمرهم بالصراع و ذلك خلق في العرب فكان علي ع يحسر عن ساعدين له غليظين قصيرين و هو طفل ثم يصارع كبار إخوته و صغارهم و كبار بني عمه و صغارهم فيصرعهم فيقول أبوه ظهر علي فسماه ظهيرا و عند العرب علي قال جابر اختلف الناس من أهل المعرفة لم سمي علي عليا فقالت طائفة لم يسم أحد من ولد آدم قبله بهذا الاسم في العرب و لا في العجم إلا أن يكون الرجل من العرب يقول ابني هذا علي يريد به من العلو لا أنه اسمه و إنما تسمى الناس به بعده و في وقته و قالت طائفة سمي علي عليا لعلوه على كل من بارزه و قالت طائفة سمي علي عليا لأن داره في الجنان تعلو حتى تحاذي منازل  الأنبياء و ليس نبي يعلو منزله منزل علي و قالت طائفة سمي علي عليا لأنه علا على ظهر رسول الله ص بقدميه طاعة لله عز و جل و لم يعل أحد على ظهر نبي غيره عند حط الأصنام من سطح الكعبة و قالت طائفة و إنما سمي عليا لأنه زوج في أعلى السماوات و لم يزوج أحد من خلق الله عز و جل في ذلك الموضع غيره و قالت طائفة إنما سمي علي عليا لأنه كان أعلى الناس علما بعد رسول الله ص

 ع، ]علل الشرائع[ بهذا الإسناد عن قوله اختلف الناس إلى آخر الخبر

 بيان قوله أنا رحى جهنم أي صاحبها و الحاكم عليها و موصل الكفار إليها و يحتمل أن يكون على الاستعارة أي أنا في شدتي على الكفار شبيه بها قوله أنا قابض الأرواح أي أقتلها فأصير سببا لقبضها أو أحضر عند قبضها و يكون بإذني و يحتمل الحقيقة و الأوسط أظهر و يقال طعنه فجدله أي رماه بالأرض و الأبطال جمع البطل بالتحريك و هو الشجاع قوله أن تغلبوا عليها على بناء المعلوم أي تغلبوني عليها بأن تدعوا أن ذلك لكم أو على بناء المجهول أي يغلبكم الناس في المحاجة فتزعموا أني لست صاحبها فتضلوا و قال الجزري الوطء في الأصل الدوس بالقدم فسمي به الغزو و القتل لأن من يطأ على الشي‏ء برجله فقد استقصى في هلاكه و إهانته و منه الحديث اللهم اشدد وطأتك على مضر أي خذهم أخذا شديدا. ثم اعلم أن الأسماء كلها سوى علي و بوي‏ء و ظهير و ميمون و حيدرة معانيها على غير لغة العرب و أما بري‏ء فلعله من باب الاشتراك بين اللغتين قولها من غلام أي تعجبوا من غلام

2-  ع، ]علل الشرائع[ الحسين بن يحيى بن ضريس عن معاوية بن صالح عن أبي عوانة عن  محمد بن يزيد و هشام الزواعي عن عبد الله بن ميمون عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال بينا أنا مع النبي ص في نخل المدينة و هو يطلب عليا إذا انتهى إلى حائط فأطلع فيه فنظر إلى علي ع و هو يعمل في الأرض و قد اغبار فقال ما ألوم الناس في أن يكنوك أبا تراب فلقد رأيت عليا تمغر وجهه و تغير لونه و اشتد ذلك عليه فقال النبي ص أ لا أرضيك يا علي قال نعم يا رسول الله فأخذ بيده فقال أنت أخي و وزيري و خليفتي بعدي في أهلي تقضي ديني و تبرئ ذمتي من أحبك في حياة مني فقد قضي له بالجنة و من أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن و الإيمان و من أحبك بعدك و لم يرك ختم الله له بالأمن و الإيمان و آمنه يوم الفزع الأكبر و من مات و هو يبغضك يا علي مات ميتة الجاهلية يحاسبه الله عز و جل بما عمل في الإسلام

3-  ع، ]علل الشرائع[ القطان عن السكري عن الحسين بن علي العبدي عن عبد العزيز بن مسلم عن يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله ص الفجر ثم قام بوجه كئيب و قمنا معه حتى صار إلى منزل فاطمة ع فأبصر عليا نائما بين يدي الباب على الدقعاء فجلس النبي ص فجعل يمسح التراب عن ظهره و يقول قم فداك أبي و أمي يا أبا تراب ثم أخذ بيده و دخلا منزل فاطمة فمكثنا هنيئة ثم سمعنا ضحكا عاليا ثم خرج علينا رسول الله ص بوجه مشرق فقلنا يا رسول الله دخلت بوجه كئيب و خرجت بخلافه فقال كيف لا أفرح و قد أصلحت بين اثنين أحب أهل الأرض إلى أهل السماء

 بيان الدقعاء التراب 

4-  ع، ]علل الشرائع[ القطان عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي قال قلت لعبد الله بن عباس لم كنى رسول الله ص عليا أبا تراب قال لأنه صاحب الأرض و حجة الله على أهلها بعده و به بقاؤها و إليه سكونها و لقد سمعت رسول الله ص يقول إنه إذا كان يوم القيامة و رأى الكافر ما أعد الله تبارك و تعالى لشيعة علي من الثواب و الزلفى و الكرامة يقول يا ليتني كنت ترابيا أي يا ليتني من شيعة علي و ذلك قول الله عز و جل وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً

 مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن علي عن أبيه عن البرقي عن أبي قتادة القمي رفعه إلى أبي عبد الله ع مثله و قال حدثنا القطان عن ابن زكريا إلى آخر ما روينا

 بيان يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان وجه آخر لتسميته ع بأبي تراب لأن شيعته لكثرة تذللهم له و انقيادهم لأوامره سموا ترابا كما في الآية الكريمة و لكونه ع صاحبهم و قائدهم و مالك أمورهم سمي أبا تراب و يحتمل أن يكون استشهادا لتسميته ع بأبي تراب أو لأنه وصف به على جهة المدح لا على ما يزعمه النواصب لعنهم الله حيث كانوا يصفونه ع به استخفافا فالمراد في الآية يا ليتني كنت أبا ترابيا و الأب يسقط في النسبة مطردا و قد يحذف الياء أيضا كما يقال تميم و قريش لبنيهما على أنه يحتمل أن يكون في مصحفهم ع ترابيا كما في بعض نسخ الرواية يا ليتني كنت ترابيا

5-  لي، ]الأمالي للصدوق[ مع، ]معاني الأخبار[ علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة عن علي بن محمد بن بندار عن أبيه عن محمد بن علي المقري عن محمد بن سنان عن مالك بن عطية عن ثوير بن سعيد عن أبيه عن سعيد بن علاقة عن الحسن البصري قال صعد أمير المؤمنين ع منبر البصرة فقال أيها الناس انسبوني فمن عرفني فلينسبني و إلا فأنا أنسب نفسي  أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب فقام إليه ابن الكواء فقال له يا هذا ما نعرف لك نسبا غير أنك علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب فقال له يا لكع إن أبي سماني زيدا باسم جده قصي و إن اسم أبي عبد مناف فغلبت الكنية على الاسم و إن اسم عبد المطلب عامر فغلب اللقب على الاسم و اسم هاشم عمرو فغلب اللقب على الاسم و اسم عبد مناف المغيرة فغلب اللقب على الاسم و إن اسم قصي زيد فسمته العرب مجمعا لجمعه إياها من البلد الأقصى إلى مكة فغلب اللقب على الاسم

 مع، ]معاني الأخبار[ أبو حامد أحمد بن الحسين عن عبد المؤمن بن خلف عن الحسن بن مهران الأصبهاني عن الحسن بن حمزة بن حماد عن أبي القاسم بن أبان عن أبي بكر الهذلي عن الحسن بن أبي الحسن البصري مثله و زاد في آخره قال و لعبد المطلب عشرة أسماء منها عبد المطلب و شيبة و عامر

 بيان قوله لجمعه إياها كأنه إشارة إلى سبب التسمية بقصي أيضا

6-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص يا علي إن الله قد غفر لك و لأهلك و لشيعتك و محبي شيعتك و محبي محبي شيعتك فأبشر فإنك الأنزع البطين منزوع من الشرك بطين من العلم

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن الثالث عن آبائهم ع مثله

 بيان قال الجزري الأنزع الذي ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين  و في صفة علي الأنزع البطين كان أنزع الشعر له بطن و قيل معناه الأنزع من الشرك المملوء البطن من العلم و الإيمان

7-  ع، ]علل الشرائع[ مع، ]معاني الأخبار[ القطان عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال له أخبرني عن الأنزع البطين علي بن أبي طالب فقد اختلف الناس فيه فقال له ابن عباس أيها الرجل و الله لقد سألت عن رجل ما وطئ الحصى بعد رسول الله ص أفضل منه و إنه لأخو رسول الله و ابن عمه و وصيه و خليفته على أمته و إنه لأنزع من الشرك بطين من العلم و لقد سمعت رسول الله ص يقول من أراد النجاة غدا فليأخذ بحجزة هذه الأنزع يعني عليا

 توضيح قال الجزري أصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة و احتجز الرجل بالإزار إذا شده على وسطه فاستعير للاعتصام و منه الحديث و النبي آخذ بحجزة الله أي بسبب منه

8-  ع، ]علل الشرائع[ أبي و ابن الوليد معا عن أحمد بن إدريس و محمد العطار معا عن الأشعري بإسناد متصل لم أحفظه أن أمير المؤمنين ع قال إذا أراد الله بعبد خيرا رماه بالصلع فتحات الشعر عن رأسه و ها أنا ذا

 إيضاح تحات الورق سقطت

9-  ع، ]علل الشرائع[ الطالقاني عن الحسن بن علي العدي عن عباد بن صهيب بن عباد بن صهيب عن أبيه عن جده عن جعفر بن محمد قال سأل رجل أمير المؤمنين ع  فقال أسألك عن ثلاث هن فيك أسألك عن قصر خلقك و كبر بطنك و عن صلع رأسك فقال أمير المؤمنين ع إن الله تبارك و تعالى لم يخلقني طويلا و لم يخلقني قصيرا و لكن خلقني معتدلا أضرب القصير فأقده و أضرب الطويل فأقطه و أما كبر بطني فإن رسول الله ص علمني بابا من العلم ففتح لي ذلك الباب ألف باب فازدحم في بطني فنفجت عن ضلوعي

 ل، ]الخصال[ مثله و في آخره فنفجت عنه عضوي و أما صلع رأسي فمن إدمان لبس البيض و مجالدة الأقران

 بيان القد الشق طولا و القط القطع عرضا و انتفج جنبا البعير إذا ارتفعا و عظما خلقه و نفجت الشي‏ء فانتفج أي رفعته و عظمته كل ذلك ذكرها الفيروزآبادي و أما كون كثرة العلم سببا لذلك فيحتمل أن يكون لكثرة السرور و الفرح بذلك فإنه ع لما كان مع كثرة رياضاته في الدين و مقاساته للشدائد و قلة أكله و نومه و ما يلقاه من أعدائه من الآلام الجسمانية و الروحانية بطينا لم يكن سببه إلا ما يلحقه و يدركه من الفرح بحصول الفيوض القدسية و المعارف الربانية و يمكن أن يكون توفر العلوم و الأسرار التي لا يمكن إظهارها سببا لذلك و لعل التجربة أيضا شاهدة به و الله يعلم

10-  ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن عمرو بن البريد عن أبي عبد الله ع قال أنا عنده يومئذ إذ قال أتى رسول الله ص رجل شبه النخلة طويل ثم حدث بحديث هام قال فقال رسول الله ص لعلي ع علمه و ارفق به فقال  هام يا رسول الله من هذا الذي أمرته أن يعلمني و نحن معشر الجن أمرنا أن لا نطيع إلا نبيا أو وصي نبي قال النبي يا هام من وجدتم وصي آدم قال شيث بن آدم قال فمن وجدتم وصي نوح قال ذاك سام بن نوح قال فمن وجدتم وصي هود قال ذاك ياسر بن هود قال فمن وجدتم وصي إبراهيم قال ذاك إسحاق بن إبراهيم قال فمن وجدتم وصي موسى قال ذاك يوشع بن نون قال فمن وجدتم وصي عيسى قال شمعون بن حمون الصفا ابن عم مريم قال له رسول الله ص يا هام و لم كانوا هؤلاء أوصياء الأنبياء فقال يا رسول الله لأنهم كانوا أزهد الناس في الدنيا و أرغبهم إلى الله في الآخرة فقال النبي ص فمن وجدتم وصي محمد فقال له هام ذاك إليا ابن عم محمد فقال هو علي و هو وصيي و أخي و هو أزهد الناس في الدنيا و أرغبهم إلى الله في الآخرة قال فسلم هام على أمير المؤمنين ع و تعلم منه سورا ثم قال يا علي أخبرني بهذه السور أصلي بها قال نعم يا هام قليل القرآن كثير فسلم على رسول الله ص و على أمير المؤمنين ع و انصرف و لم ير بعد رسول الله ص حتى قبض فلما كان يوم الهرير أتى أمير المؤمنين في حربه فقال له يا وصي محمد إنا وجدنا في كتب الأنبياء أن الأصلع وصي محمد خير الناس اكشف رأسك فكشف عن رأسه مغفره و قال أنا و الله ذلك يا هام

11-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ تاريخ البلاذري قال أبو سخيلة مررت أنا و سلمان بالربذة على أبي ذر فقال إنه سيكون فتنة فإن أدركتموها فعليكم بكتاب الله و علي بن أبي طالب فإني سمعت رسول الله ص يقول علي أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة  و هو يعسوب المؤمنين و قال النبي ص يا علي أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين

 أغاني أبي الفرج في حديث أن المعلى بن طريف قال ما عندكم في قوله تعالى وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ فقال بشار النحل المعهود قال هيهات يا أبا معاذ النحل بنو هاشم يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ يعني العلم

 الرضا ع في هذه الآية قال النبي ص علي أميرها فسمي أمير النحل و يقال إن النبي ص وجه عسكرا إلى قلعة بني تغل فحاربهم أهل القلعة حتى نفد أسلحتهم فأرسلوا إليهم كوار النحل فعجز عسكر النبي ص عنها فجاء علي فذلت النحل له فلذلك سمي أمير النحل و روي أنه وجد في غار نحل فلم يطيقوا به فقصده علي ع و شار منه عسلا كثيرا فسماه رسول الله ص أمير النحل و اليعسوب و يقال هو يعسوب الآخرة و هذا في الشرف في أقصى ذروته و اليعسوب ذكر النحل و سيدها و يتبعه سائر النحل

 بيان قال الجزري اليعسوب السيد و الرئيس و المقدم و أصله فحل النحل

 12-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ رأيت في مصحف ابن مسعود ثمانية مواضع اسم علي و رأيت في كتاب الكافي عشرة مواضع فيها اسمه تفصيلها

   أبو بصير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى و من يطع الله و رسوله في ولاية علي و الأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما هكذا نزلت

 أبو بصير عنه ع في قوله فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ يا معشر المكذبين حيث أتاكم رسالة ربي في علي و الأئمة من بعده هكذا أنزلت

 أبو بصير عنه ع في قوله سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع ثم قال له و الله نزل بها جبرئيل على محمد ص

 عمار بن مروان عن منخل عنه ع قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا على عبدنا في علي نورا مبينا

 جابر عنه ع نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد ص هكذا و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي بن أبي طالب فأتوا بسورة من مثله

 أبو حمزة عن أبي جعفر ع نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا

 جابر عنه ع قال هكذا نزلت هذه الآية و لو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيرا لهم

 و عنه ع و نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا و قل جاء الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين لآل محمد نارا

 و عنه ع قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا إن الذين ظلموا آل محمد حقهم  لم يكن الله ليغفر لهم و لا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا و كان ذلك على الله يسيرا ثم قال يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيرا لكم فإن تكفروا بولاية علي فإن لله ما في السموات و الأرض

 محمد بن سنان عن الرضا ع في قوله كبر على المشركين بولاية على ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية علي هكذا في الكتاب مخطوطة

 أبو الحسن الماضي ع في قوله إنا نحن نزلنا عليك القرءان بولاية علي تنزيلا

 و وجدت في كتاب المنزل الباقر ع بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي

 و عنه ع في قوله تعالى و إذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين

 و عنه ع و الذين كفروا بولاية علي بن أبي طالب أولياؤهم الطاغوت قال نزل جبرئيل بهذه الآية كذا

 و عنه ع في قوله إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات في علي بن أبي طالب قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا

 عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده في قوله يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك في علي و إن لم تفعل عذبتك عذابا أليما فطرح عدوي اسم على التهذيب و المصباح في دعاء الغدير و أشهد أن الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فقلت وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ

 و روى الصادق عن أبيه عن جده ع قال قال يوما الثاني لرسول الله ص إنك لا تزال تقول لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى فقد ذكر الله هارون في أم القرآن  و لم يذكر عليا فقال يا غليظ يا جاهل أ ما سمعت الله سبحانه يقول هذا صراط علي مستقيم

 موسى بن جعفر عن أبيه عن جده ع هذا صراط علي مستقيم و قرئ مثله في رواية جابر

 أبو بكر الشيرازي في كتابه بالإسناد عن شعبة عن قتادة قال سمعت الحسن البصري يقرأ هذا الحرف هذا صراط علي مستقيم قلت ما معناه قال هذا طريق علي بن أبي طالب و دينه طريق دين مستقيم فاتبعوه و تمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه

 الباقر ع في قوله إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ إن إلينا إياب هذا الخلق و علينا حسابهم

 أبو بصير عن الصادق ع في خبر أن إبراهيم ع كان قد دعا الله أن يجعل له لسان صدق في الآخرين فقال الله تعالى وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا وَ وَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا يعني علي بن أبي طالب ع

 و في مصحف ابن مسعود حقيق على علي أن لا يقول على الله إلا الحق

 و قيل لم يسم أحد من ولد آدم بهذا الاسم إلا أن الرجل من العرب كان يقول إن ابني هذا علي يريد به العلو لا أنه اسمه و قيل لأنه علا من ساطه في الحرب من قوله وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ و العلي الفرس الشديد الجري و الشديد من كل شديد. أقول ذكر الوجوه التي مرت في رواية جابر ثم قال و قيل لأنه مشتق من اسم الله قوله تعالى وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ و قيل لأن له علوا في كل شي‏ء على النسب على الإسلام على العلم على الزهد على السخاء على الجهاد على الأهل على الولد على الصهر

 و في خبر أن النبي ص سماه المرتضى لأن جبرئيل ع هبط إليه فقال يا محمد إن الله تعالى قد ارتضى عليا لفاطمة ع و ارتضى فاطمة ع لعلي ع

   و قال ابن عباس كان عليا ع يتبع في جميع أمره مرضاة الله و رسوله فلذلك سمي المرتضى

 و قال جابر الجعفي الحيدر هو الحازم النظار في دقائق الأشياء و قيل هو الأسد و قال ع

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

 ابن عباس قال لما نكل المسلمون عن مقارعة طلحة العبدوي تقدم إليه أمير المؤمنين ع فقال طلحة من أنت فحسر عن لثامه فقال أنا القضم أنا علي بن أبي طالب

 و رأيت في كتاب الرد على أهل التبديل أن في مصحف أمير المؤمنين ع يا ليتني كنت ترابيا يعني من أصحاب علي ع

 و في كتاب ما نزل في أعداء آل محمد في قوله وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ رجل من بني عدي و يعذبه علي ع فيعض على يديه و يقول العاض و هو رجل من بني تميم يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً أي شيعيا البخاري و مسلم و الطبري و ابن البيع و أبو نعيم و ابن مردويه أنه قال بعض الأمراء لسهل بن سعد سب عليا فأبى فقال أما إذا أبيت فقل لعن الله أبا تراب فقال و الله إنه إنما سماه رسول الله بذلك و هو أحب الأسماء إليه

 البخاري و الطبري و ابن مردويه و ابن شاهين و ابن البيع في حديث أن عليا ع غضب على فاطمة ع و خرج فوجده رسول الله ص فقال قم أبا تراب قم أبا تراب

   الطبري و ابن إسحاق و ابن مردويه أنه قال عمار خرجنا مع النبي في غزوة العشيرة فلما نزلنا منزلا نمنا فما نبهنا إلا كلام رسول الله ص لعلي ع يا أبا تراب لما رآه ساجدا معفرا وجهه في التراب أ تعلم من أشقى الناس أشقى الناس اثنان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة و أشقاها الذي يخضب هذه و وضع يده على لحيته

 و قال الحسن بن علي ع و سئل عن ذلك فقال إن الله يباهي بمن يصنع كصنيعك الملائكة و البقاع تشهد له قال فكان ع يعفر خديه و يطلب الغريب من البقاع لتشهد له يوم القيامة فكان إذا رآه و التراب في وجهه يقول يا أبا تراب افعل كذا و يخاطبه بما يريد

 و حدثني أبو العلاء الهمداني بالإسناد عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس في حديث أن عليا ع خرج مغضبا فتوسد ذراعه فطلبه النبي ص حتى وجده فوكزه برجله فقال قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب أ غضبت علي حين آخيت بين المهاجرين و الأنصار و لم أواخ بينك و بين أحد منهم أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الخبر

 و جاء في رواية أنه كني ع بأبي تراب لأن النبي ص قال يا علي أول من ينفض التراب من رأسه أنت و روي عن النبي ص أنه كان يقول إنا كنا نمدح عليا إذا قلنا له أبا تراب و سموه أصلع قريش من كثرة لبس الخوذ على الرأس

 و قال أمير المؤمنين ع أنا سيف الله على أعدائه و رحمته على أوليائه

 ابن البيع في أصول الحديث و الخركوشي في شرف النبي و شيرويه في الفردوس و اللفظ له بأسانيدهم أنه كان الحسن و الحسين في حياة رسول الله ص يدعوانه  يا أبه و يقول الحسن لأبيه يا أبا الحسين و الحسين يقول يا أبا الحسن فلما توفي رسول الله ص دعواه يا أبانا

 و في رواية عن أمير المؤمنين ع ما سماني الحسن و الحسين يا أبه حتى توفي رسول الله ص

 و قيل أبو الحسن مشتق من اسم الحسن النطنزي في الخصائص قال داود بن سليمان رأيت شيخا على بغلة قد احتوشته الناس فقلت من هذا قالوا هذا شاه العرب هذا علي بن أبي طالب ع قال صاحب كتاب الأنوار إن له في كتاب الله ثلاثمائة اسم فأما في الأخبار فالله أعلم بذلك و يسمونه أهل السماء شمساطيل و في الأرض حمحائيل و على اللوح قنسوم و على القلم منصوم و على العرش معين و عند رضوان أمين و عند الحور العين أصب و في صحف إبراهيم حزبيل و بالعبرانية بلقياطيس و بالسريانية شروحيل و في التوراة إيليا و في الزبور إريا و في الإنجيل بريا و في الصحف حجر العين و في القرآن عليا و عند النبي ناصرا و عند العرب مليا و عند الهند كبكرا و يقال لنكرا و عند الروم بطريس و عند الأرمن فريق و قيل أطفاروس و عند الصقلاب فيروق و عند الفرس خير و قيل فيروز و عند الترك ثبيرا و عنيرا و قيل راج و عند الخزر برين و عند النبط كريا و عند الديلم بني و عند الزنج حنين و عند الحبشة بتريك و قالوا كرقنا و عند الفلاسفة يوشع و عند الكهنة بوي‏ء و عند الجن حبين و عند الشياطين مدمر و عند المشركين الموت الأحمر و عند المؤمنين السحابة البيضاء و عند والده حرب  و قيل ظهير و عند أمه حيدرة و قيل أسد و عند ظئره ميمون و عند الله علي و سأل المتوكل زيد بن حارثة البصري المجنون عن علي ع فقال على حروف الهجاء على هو الآمر عن الله بالعدل و الإحسان الباقر لعلوم الأديان التالي لسور القرآن الثاقب لحجاب الشيطان الجامع لأحكام القرآن الحاكم بين الإنس و الجان الخلي من كل زور و بهتان الدليل لمن طلب البيان الذاكر ربه في السر و الإعلان الراهب ربه في الليالي إذا اشتد الظلام الرائد الراجح بلا نقصان الساتر لعورات النسوان الشاكر لما أولى الواحد المنان الصابر يوم الضرب و الطعان الضارب بحسامه رءوس الأقران الطالب بحق الله غير متوان و لا خوان الظاهر على أهل الكفر و الطغيان العالي علمه على أهل الزمان الغالب بنصر الله للشجعان الفالق للرءوس و الأبدان القوي الشديد الأركان الكامل الراجح بلا نقصان اللازم لأوامر الرحمن المزوج بخير النسوان النامي ذكره في القرآن الولي لمن والاه بالإيمان الهادي إلى الحق لمن طلب البيان اليسر السهل لمن طلبه بالإحسان

13-  يف، ]الطرائف[ روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الحادي و العشرين من المتفق عليه من مسند سهل بن سعد أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان أمير المدينة يذكر عليا ع عند المنبر قال فيقول ما ذا قال يقول له أبا تراب  فضحك و قال ما سماه به إلا النبي ص و ما كان له اسم أحب إليه منه فاستعظمت الحديث و قلت يا أبا عباس كيف كان ذلك قال دخل علي ع على فاطمة ع ثم خرج فاضطجع في المسجد فدخل رسول الله ص على ابنته فاطمة ع و قبل رأسها و نحرها و قال لها أين ابن عمك قالت في المسجد فخرج النبي ص فوجد رداءه قد سقط عن ظهره و خلط التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره و يقول اجلس أبا تراب مرتين

14-  مد، ]العمدة[ من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد عن والده عن علي بن بحر عن عيسى بن يونس عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي عن محمد بن خيثم بن زيد عن عمار بن ياسر قال كنت أنا و علي ع رفيقين في غزاة ذي العشيرة فلما نزلها النبي ص فأقام بها رأينا ناسا من بني مذحج يعملون في عين لهم في نخل فقال علي ع يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا و علي فاضطجعنا في صور النخل ثم جمعنا من التراب فنمنا فو الله ما أهبنا إلا رسول الله ص يحركنا برجله و يبرينا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله ص لعلي ع يا أبا تراب لما عليه من التراب قال أ لا أحدثكما بأشقى الناس رجلين  قلنا بلى يا رسول الله قال أخو ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك يا علي على هذه يعني قرنه حتى تبل منه هذه يعني لحيته

 و من الجزء الأول من صحيح البخاري عن قتيبة بن سعيد عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد مثل ما مر في رواية السيد عن الحميدي

 و من صحيح البخاري أيضا في الجزء الرابع من الأجزاء الثمانية عن عبد الله بن مسلمة عن عبد العزيز مثله

 و من صحيح مسلم في ثالث كراس من الجزء الرابع من أجزاء ستة عن قتيبة بن سعيد عن عبد العزيز بن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كان استعمل رجل على المدينة من آل مروان فدعا سهل بن سعد و أمره أن يشتم عليا ع قال فأبى سهل فقال أما إذا أبيت فقل لعن الله أبا تراب فقال سهل ما كان لعلي ع اسم أحب إليه من أبي تراب و إن كان ليفرح إذا دعي بها فقال له أخبرنا عن فضيلته لم سمي أبا تراب قال دخل رسول الله ص بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني و بينه شي‏ء فغاضبني فخرج و لم يقل عندي فقال رسول الله ص لإنسان انظر أين هو فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله ص و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله يمسحه عنه و يقول قم أبا تراب

و لو أنصفت في حكمها أم مالك إذا لرأت تلك المساوي محاسنا

   و من مناقب الفقيه أبي الحسن بن المغازلي روى الخبر الأول الذي من مسند ابن حنبل عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يرفعه إلى عمار و الثاني الذي رواه من البخاري موافقا لرواية السيد عن الحميدي فإنه رواه عن يحيى بن أبي طالب عن محمد بن الصلت و الثالث الذي رواه من صحيح مسلم فإنه روى عن القاضي أبو يوسف بن رباح يرفعه إلى سهل بن سعد. أقول روى ابن الأثير في جامع الأصول، عن الصحيحين مثل ما مر برواية الحميدي في تسمية أبي تراب. بيان في القاموس الصور النخل الصغار أو المجتمع و أصل النخل و قال الدقعاء التراب. و قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، هو أبو الحسن علي بن أبي طالب و اسمه عبد مناف بن عبد المطلب و اسمه شيبة بن هاشم و اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي و الغالب عليه من الكنية أبو الحسن و كان ابنه الحسن ع يدعوه في حياة رسول الله ص أبا الحسين و يدعوه الحسين ع أبا الحسن و يدعوان رسول الله أباهما فلما توفي النبي ص دعواه بأبيهما و كناه رسول الله أبا تراب وجده نائما في تراب قد سقط عنه رداؤه و أصاب التراب جسده فجاء حتى جلس عند رأسه و أيقظه و جعل يمسح التراب عن ظهره و يقول له اجلس إنما أنت أبو تراب فكانت من أحب كناه صلوات الله عليه إليه و كان يفرح إذا دعي بها فدعت بنو أمية خطباءها يسبوه بها على المنابر و جعلوها نقيصة له و وصمة عليه فكأنما كسوه بها الحلي و الحلل كما قال الحسن البصري.  و كان اسمه الأول الذي سمته به أمه حيدرة باسم أبيها أسد بن هاشم و الحيدرة الأسد فغير أبوه اسمه و سماه عليا و قيل إن حيدرة اسم كانت قريش تسميه به و القول الأول أصح

 يدل عليه خبره يوم برز إليه مرحب و ارتجز عليه فقال

أنا الذي سمتني أمي مرحبا

فأجابه

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

 و تزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله ص بأمير المؤمنين خاطبه بذلك جملة المهاجرين و الأنصار و لم يثبت ذلك في أخبار المحدثين إلا أنهم قد رووا ما يعطي هذا المعنى و إن لم يكن اللفظ بعينه

 و هو قول رسول الله ص أنت يعسوب الدين و المال يعسوب الظلمة

 و في رواية أخرى هذا يعسوب المؤمنين و قائد الغر المحجلين

و اليعسوب ذكر النحل و أميرها روى هاتين الروايتين أحمد بن حنبل في المسند و في كتابه فضائل الصحابة و رواهما أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء و دعي بعد وفاة رسول الله ص بوصي رسول الله ص لوصايته إليه بما أراده و أصحابنا لا ينكرون ذلك و لكن يقولون إنها لم تكن وصيته بالخلافة بل بكثير من المتجددات بعده أفضى بها إليه