باب 36- جامع في سائر الآيات النازلة في شأنه صلوات الله عليه

1-  فس، ]تفسير القمي[ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ قال من لم يقر بولاية أمير المؤمنين ع بطل عمله مثل الرماد الذي تجي‏ء الريح فتحمله

2-  فس، ]تفسير القمي[ الحسن بن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن  أبي عبد الله ع في قول الله تعالى ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين

 بيان الخبر يحتمل وجهين الأول أن يكون على تأويله ع ضمير بدله راجعا إلى أمير المؤمنين ع أي ائت بقرآن لا يشمل على نعوته ع و أوصافه و فضائله أو بدله من قبل نفسك و اجعل مكانه غيره الثاني أن يكون الضمير راجعا إلى القرآن أيضا أي ارفع هذا القرآن رأسا و ائتنا بقرآن آخر لا يكون مشتملا على فضائله و النصوص عليه أو بدل من هذا القرآن ما يشتمل على تلك الأمور و الأول أظهر في الخبر و الثاني في الآية

3-  فس، ]تفسير القمي[ فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَكِيلٌ فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عمارة بن سويد عن أبي عبد الله ع أنه قال سبب نزول هذه الآية أن رسول الله ص خرج ذات يوم فقال لعلي ع يا علي إني سألت الله الليلة أن يجعلك وزيري ففعل و سألته أن يجعلك وصيي ففعل و سألته أن يجعلك خليفتي في أمتي ففعل فقال رجل من أصحابه و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه ألا سأله ملكا يعضده أو مالا يستعين به على فاقته فو الله ما دعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل إلا أجابه فأنزل الله على رسوله ص فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ الآية  قوله أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ يعني قولهم إن الله لم يأمره بولاية علي ع و إنما يقول من عنده فيه فقال الله تعالى فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ أي بولاية علي ع من عند الله

 إيضاح قوله ما دعا عليا أي لما كان علي ع كثير الانقياد و الإطاعة له ص سأل الله له تلك الأمور أو أنه افترى له هذه الأشياء لكثرة انقياده من غير سؤال و وحي أو أنه ما كان يحتاج إلى سؤال تلك الأمور له لأنه يطيعه في كل ما يأمره به فلو أمره بالوصاية كان يفعلها و الأوسط أظهر

4-  فس، ]تفسير القمي[ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ يعني بعلي بن أبي طالب ع يختبركم وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ

 بيان الضمير راجع إلى عهد الله المفسر بالولاية في الأخبار

5-  فس، ]تفسير القمي[ وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ يعني أمير المؤمنين ع وَ إِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا أي صديقا لو أقمت غيره

6-  فس، ]تفسير القمي[ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ قال الحسنة و الله ولاية أمير المؤمنين ع و السيئة و الله اتباع أعدائه

 حدثنا محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن  بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها قال هي للمسلمين عامة و الحسنة الولاية فمن عمل من حسنة كتب الله تعالى له عشرا فإن لم يكن ولاية دفع عنه بما عمل من حسنة في الدنيا وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ

7-  فس، ]تفسير القمي[ وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ قال الحق رسول الله ص و أمير المؤمنين ع و الدليل على ذلك قوله تعالى قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ يعني ولاية أمير المؤمنين ع وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ يا محمد أهل مكة في علي أَ حَقٌّ هُوَ أي إمام قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ أي إمام و مثله كثير و الدليل على أن الحق رسول الله ص و أمير المؤمنين قول الله عز و جل وَ لَوِ اتَّبَعَ رسول الله ص و أمير المؤمنين ع قريشا لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ ففساد السماء إذا لم تمطر و فساد الأرض إذا لم تنبت و فساد الناس في ذلك

 بيان قوله و الدليل على أن الحق أي الخبر الذي ورد في تفسير هذه الآية أيضا دليل على ذلك و يحتمل أن يكون قوله وَ لَوِ اتَّبَعَ تفسير الآية منفصلا عما قبله و الظاهر أن فيه تحريفا من النساخ

   -8  فس، ]تفسير القمي[ لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ يعني بولاية أمير المؤمنين ع وَ لكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ و الدليل على أن الحق ولاية أمير المؤمنين ع قوله وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ يعني ولاية علي ع فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ آل محمد حقهم ناراً ثم ذكر على أثر هذا خبرهم و ما تعاهدوا عليه في الكعبة أن لا يردوا الأمر في أهل بيت رسول الله ص فقال أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ إلى قوله لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ

9-  فس، ]تفسير القمي[ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مخاطبة لمحمد ص ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ يا محمد وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ أي تعلموا الدين يعني التوحيد و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت و السنن و الأحكام التي في الكتب و الإقرار بولاية أمير المؤمنين ع وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ أي لا تختلفوا فيه كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ من ذكر هذه الشرائع ثم قال اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ أي يختار وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ و هم الأئمة الذين اجتباهم الله و اختارهم قال وَ ما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ قال لم يتفرقوا بجهل و لكنهم تفرقوا لما جاءهم العلم و عرفوه فحسد بعضهم بعضا و بغى بعضهم على بعض لما رأوا من تفاضيل أمير المؤمنين ع بأمر الله فتفرقوا في المذاهب و أخذوا  بالآراء و الأهواء ثم قال عز و جل وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ قال لو لا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الأول لقضي بينهم إذا اختلفوا و أهلكهم و لم ينظرهم و لكن أخرهم إلى أجل مسمى المقدور وَ إِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ كناية عن الذين نقضوا أمر رسول الله ص ثم قال فَلِذلِكَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ يعني لهذه الأمور و الدين الذي تقدم ذكره و موالاة أمير المؤمنين ع فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ

 قال فحدثني أبي عن علي بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع في قول الله أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ قال الإمام وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كناية عن أمير المؤمنين ع ثم قال كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ من أمر ولاية علي ع اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ كناية عن علي ع وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ثم قال فَلِذلِكَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ يعني إلى أمير المؤمنين ع وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ فيه وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ إلى قوله وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ثم قال عز و جل وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ أي يحتجون على الله بعد ما شاء الله أن يبعث عليهم الرسل فبعث الله إليهم الرسل و الكتب فغيروا و بدلوا ثم يحتجون يوم القيامة على الله ف حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ أي باطلة عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ عَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ ثم قال اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَ الْمِيزانَ قال الميزان أمير المؤمنين ع و الدليل على ذلك قوله في سورة الرحمن وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ قال  يعني الإمام ع

 بيان قوله المقدور تفسير للمسمى بالمقدر أو المعنى إلى أجل سمي و ذكر مقدره. قوله كناية عن أمير المؤمنين ع أي ضمير فيه راجع إليه أو إلى الدين الذي هو المقصود منه و الاحتمالان جاريان في ضمير إليه في الموضعين و يحتمل فيهما ثالث و هو إرجاعه إلى الموصول في قوله ما تَدْعُوهُمْ فقوله كناية عن علي أي عن أمر ولايته قوله يعني إلى أمير المؤمنين إما بيان لذلك إن كان صلة للدعوة أو لمتعلق الدعوة المقدر إن كان تعليلا أي لأجل ذلك التفرق أو الكتاب أو العلم الذي أوتيته فادع إلى أمير المؤمنين ع. ثم اعلم أن بعض المفسرين فسروا الميزان هنا بالشرع و بعضهم بالعدل و بعضهم بالميزان المعهود

10-  فس، ]تفسير القمي[ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ قال استقاموا على ولاية أمير المؤمنين ع

11-  فس، ]تفسير القمي[ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ يعني أمير المؤمنين ع بَلْ لا يُؤْمِنُونَ أنه لم يتقوله و لم يقمه برأيه ثم قال فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ أي رجل مثله من عند الله إِنْ كانُوا صادِقِينَ

 بيان تَقَوَّلَهُ أي ما يقول في أمير المؤمنين ع و يقرأ من الآيات فيه اختلقه من عند نفسه قوله أي رجل مثله أي في رجل مثله و الحاصل أنهم إن كانوا صادقين فليختاروا رجلا يكون مثله في الكمال و ليختلقوا فيه مثل تلك الآيات فإذا عجزوا عنهما  فليعلموا أنه الحق و ما نزل فيه هو من عند الله

12-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن بن عباس عن أبي جعفر ع في قوله ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى يقول ما ضل في علي و ما غوى وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى و ما كان ما قال فيه إلا بالوحي الذي أوحي إليه ثم قال عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ثم أذن له فوفد إلى السماء فقال ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى كان بين لفظه و بين سماع محمد ص كما بين وتر القوس و عودها فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى فسئل رسول الله ص عن ذلك الوحي فقال أوحي إلي أن عليا سيد المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و أول خليفة يستخلفه خاتم النبيين فدخل القوم في الكلام فقالوا أ من الله أو من رسوله فقال الله جل ذكره لرسوله قل لهم ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ثم رده عليهم فقال أَ فَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى ثم قال لهم رسول الله ص قد أمرت فيه بغير هذا أمرت أن أنصبه للناس فأقول لهم هذا وليكم من بعدي و هو بمنزلة السفينة يوم الغرق من دخل فيها نجا و من خرج منها غرق

13-  فس، ]تفسير القمي[ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ نزلت في أصحاب رسول الله ص الذين ارتدوا بعد رسول الله ص و غصبوا أهل بيته حقهم و صدوا عن أمير المؤمنين و ولاية الأئمة ع أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله ص من الجهاد و النصرة

14-  فس، ]تفسير القمي[ الحسين بن محمد عن المعلى بإسناده عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع و الذين آمنوا و عملوا الصالحات و آمنوا بما نزل على محمد في علي  هو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم و أصلح بالهم كذا نزلت

 و قال علي بن إبراهيم في قوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ نزلت في أبي ذر و سلمان و عمار و المقداد لم ينقضوا العهد وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ أي ثبتوا على الولاية التي أنزلها الله وَ هُوَ الْحَقُّ يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ أي حالهم ثم ذكر أعمالهم فقال ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ و هم الذين اتبعوا أعداء أمير المؤمنين ع وَ أَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ

 قال و حدثني أبي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال في سورة محمد آية فينا و آية في عدونا و الدليل على ذلك قوله كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ إلى قوله لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ فهذا السيف الذي هو على مشركي العجم من الزنادقة و من ليس معه الكتاب من عبدة النيران و الكواكب و قوله فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ فالمخاطبة للجماعة و المعنى لرسول الله ص و الإمام بعده و الذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سَيَهْدِيهِمْ وَ يُصْلِحُ بالَهُمْ وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ أي وعدها إياهم و ادخرها لهم لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ أي يختبر ثم خاطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ثم قال وَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ في علي فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ

 حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل على محمد ص بهذه الآية هكذا ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي إلا أنه كشط الاسم فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ  

 قال علي بن إبراهيم في قوله أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أي أ و لم ينظروا في أخبار الأمم الماضية و قوله دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أي أهلكهم و عذبهم ثم قال وَ لِلْكافِرِينَ يعني الذين كفروا و كرهوا ما أنزل الله في علي أَمْثالُها أي لهم مثل ما كان للأمم الماضية من العذاب و الهلاك ثم ذكر المؤمنين الذين ثبتوا على إمامة أمير المؤمنين ع فقال ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ ثم ذكر المؤمنين فقال إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ يعني بولاية علي ع جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أعداؤه يَتَمَتَّعُونَ وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ يعني أكلا كثيرا وَ النَّارُ مَثْوىً لَهُمْ قال وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ قال إن الذين أهلكناهم من الأمم السالفة كانوا أشد قوة من قريتك يعني أهل مكة الذين أخرجوك منها فلم يكن لهم ناصر أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ يعني أمير المؤمنين ع كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ يعني الذين غصبوه وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ثم ضرب لأوليائه و أعدائه مثلا فقال لأوليائه مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ إلى قوله لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ أي خمرة إذا تناولها ولي الله وجد رائحة المسك فيها وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَ لَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ثم ضرب لأعدائه مثلا فقال كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ قال ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار كما أن ليس عدو الله كوليه

 بيان و الذين قاتلوا كذا قرأ أكثر القراء و قرأ حفص و جماعة قُتِلُوا عَرَّفَها لَهُمْ قيل أي طيبها لهم أو بينها لهم بحيث يعلم كل واحد منزله و  يهتدي إليه كأنه كان ساكنه مذ خلق أو حددها لهم بحيث يكون لكل منهم جنة مفروزة فَتَعْساً لَهُمْ أي عثورا و انحطاطا قوله إلا أنه كشط الاسم أي أزيل و أذهب في القاموس الكشط رفعك شيئا عن شي‏ء قد غشاه و انكشط الروع ذهب يعني بولاية علي ع أي آمنوا بها يعني أكلا كثيرا و قيل غافلين عن العاقبة غَيْرِ آسِنٍ أي متغير طعمه و ريحه كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فيها تقدير الكلام أ مثل أهل الجنة كمثل من هو خالد أو أ مثل الجنة كمثل جزاء من هو خالد

15-  فس، ]تفسير القمي[ أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ قال نزلت في قريش كلما هووا شيئا عبدوه وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوا من أمير المؤمنين ع و جرى ذلك بعد رسول الله ص مما فعلوه بعده بأهوائهم و آرائهم و أزالوا الخلافة و الإمامة عن أمير المؤمنين ع بعد أخذ الميثاق عليهم مرتين لأمير المؤمنين ع و قوله اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ نزلت في قريش و جرت بعد رسول الله ص في أصحابه الذين غصبوا أمير المؤمنين ع و اتخذوا إماما بأهوائهم و الدليل على ذلك قوله وَ مَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ قال من زعم أنه إمام و ليس بإمام

16-  فس، ]تفسير القمي[ قوله وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً معاوية و أصحابه عليهم لعائن الله وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً الطريقة الولاية لعلي ع لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ قتل الحسين ع وَ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً إن الإمام من آل محمد ع فلا تتخذوا من غيرهم إماما   وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ يعني محمد ص يدعوهم إلى الولاية كادُوا قريش يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً يتعاوون عليه قال قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي قل إنما أمر ربي ف لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً إن توليتم عن ولايته قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ إن كتمت ما أمرت به وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً يعني مأوى إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ أبلغكم ما أمرني الله به من ولاية علي بن أبي طالب ع وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ في ولاية علي ع فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قال النبي ص يا علي أنت قسيم النار تقول هذا لي و هذا لك قالوا فمتى يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي و النار فأنزل الله حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ يعني الموت و القيامة فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً يعني فلان و فلان و فلان و معاوية و عمرو بن العاص و أصحاب الضغائن من قريش من أضعف ناصرا و أقل عددا قالوا فمتى يكون هذا يا محمد قال الله لمحمد ص قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً قال أجلا عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ يعني علي المرتضى من الرسول ص و هو منه قال الله فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً قال في قلبه العلم و من خلفه الرصد يعلمه و يزقه العلم زقا و يعلمه الله إلهاما و الرصد التعليم من النبي ص ليعلم النبي أن قد أبلغ رسالات ربه و أحاط علي بما لدى الرسول من العلم وَ أَحْصى كُلَّ شَيْ‏ءٍ عَدَداً ما كان و ما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي و كم من إمام جائر أو عادل يعرفه باسمه و نسبه و من يموت موتا أو يقتل قتلا و كم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله و كم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره

 و عنه عن أبي جعفر ع في قوله وَ مَنْ يُعْرِضْ إلى آخره قال حدثني محمد بن أحمد المدائني قال حدثني هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان عن علي  بن غراب عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله وَ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ قال ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب ع

 بيان الغدق الكثير و الماء الكثير كناية عن سعة المعاش أو وفور العلم و الحكمة كما مر عن الصادق ع قوله تعالى صَعَداً أي شاقا يعلو المعذب و يغلبه و قد مضى تأويل المساجد في كتاب الإمامة يعني محمد كأنه حمله على الحذف و الإيصال أي يدعو إليه كما قال في مجمع البيان يدعوه بقول لا إله إلا الله و يدعو إليه و يقرأ القرآن و في القاموس تعاووا عليه اجتمعوا و قال البيضاوي في قوله كادُوا كاد الجن يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً أي متراكمين من ازدحامهم عليه تعجبا مما رأوا من عبادته و سمعوا من قراءته أو كاد الإنس و الجن يكونون عليه مجتمعين لإبطال أمره و هو جمع لبدة و هي ما تلبد بعضه على بعض قوله قل إنما أمر ربي بيان لحاصل المعنى أي لما كان دعوتي إلى الله و بأمره و لم أشرك به أحدا و لم أخالفه فيما أمرني به فوضت أمري و أمركم إليه و أعلم أنه ينصرني عليكم و قال البيضاوي في قوله مُلْتَحَداً منحرفا أو ملتجأ إِنْ أَدْرِي ما أدري أمدا غاية تطول مدتها فلا يظهر فلا يطلع من رسول بيان لمن قال فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أي من بين يدي المرتضى وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً حرسا من الملائكة يحرسونه من اختطاف الشياطين و تخاليطهم ليعلم أن قد أبلغوا أي ليعلم النبي الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل و الملائكة النازلون بالوحي أو ليعلم الله أن قد أبلغ الأنبياء بمعنى ليتعلق العلم به موجودا رسالات ربهم كما هي محروسة من التغيير و أحاط بما لديهم بما عند الرسل وَ أَحْصى كُلَّ شَيْ‏ءٍ عَدَداً حتى القطر و الرمل انتهى. أقول على تأويله ع مِنْ رَسُولٍ صلة للارتضاء أو حال من الموصول  و الظاهر أنه كان في قراءتهم ع ليعلم أن قد أبلغ رسالات ربه أي علي ع و يحتمل أن يكون تفسيرا للآية بأنها نزلت فيه ع و صيغة الجمع للتفخيم أو لانضمام الأئمة ع معه قوله إلى آخره أي إلى آخر ما سيأتي في رواية ابن عباس

 17-  ل، ]الخصال[ الطالقاني عن الجلودي عن أحمد بن أبان عن يحيى بن سلمة عن زيد بن الحارث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نزلت في علي ع ثمانون آية صفوا في كتاب الله عز و جل ما شركه فيها أحد من هذه الأمة بيان صفوا أي خالصا

18-  ل، ]الخصال[ الطالقاني عن الجلودي عن المغيرة بن محمد عن عبد العزيز بن الخطاب عن بليد بن سليمان عن ليث عن مجاهد قال نزلت في علي ع سبعون آية ما شركه في فضلها أحد

19-  فس، ]تفسير القمي[ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ

 فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ يا علي فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً هكذا نزلت ثم قال فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ يا علي فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ يعني فيما تعاهدوا و تعاقدوا عليه بينهم من خلافك و غصبك ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ عليهم يا محمد على لسانك من ولايته وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً لعلي ع

20-  فس، ]تفسير القمي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن ابن عمر عن أبي جعفر الثاني ع في قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ قال إن رسول الله ص عقد عليهم  لعلي صلوات الله عليه في الخلافة في عشرة مواطن ثم أنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين ع

21-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إنما نزلت لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ في علي أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ الْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً و قرأ أبو عبد الله ع إن الذين كفروا و ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم و لا ليهديهم طريقا إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً

22-  فس، ]تفسير القمي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن ابن أسباط عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ بولاية علي ع

23-  فس، ]تفسير القمي[ أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ يعني أصحابه و قريشا و من أنكروا بيعة أمير المؤمنين ع فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ يعني شيعة أمير المؤمنين ع

24-  فس، ]تفسير القمي[ جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قال أما قوله فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ يعني فلما تركوا ولاية علي و قد أمروا به فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ يعني دولتهم في  الدنيا و ما بسط لهم فيها

25-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن عمرو بن سعيد الراشدي عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ع قال لما أسري برسول الله إلى السماء و أوحى الله إليه في علي ما أوحى من شرفه و من عظمه عند الله ورد إلى البيت المعمور و جمع له النبيين و صلوا خلفه عرض في نفس رسول الله من عظم ما أوحي إليه في علي فأنزل الله فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ يعني الأنبياء فقد أنزلنا عليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا في كتابك لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ فقال الصادق ع فو الله ما شك و ما سأل

26-  فس، ]تفسير القمي[ أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ يقول يكتمون ما في صدورهم من بغض علي ع و قال رسول الله ص إن آية المنافق بغض علي ع فكان قوم يظهرون المودة لعلي عند النبي ص و يسرون بغضه فقال أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ فإنه كان إذا حدث بشي‏ء من فضل علي ع أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثم قاموا يقول الله يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ حين قاموا إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ

 بيان الاستغشاء بمعنى النفض غير معهود في اللغة و لعله كان تغطوا ثيابهم فصحف

   -27  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن جميل و الحسن بن راشد عن أبي عبد الله ع في قول الله تبارك و تعالى أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قال فقال بولاية أمير المؤمنين ع

28-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حنان بن سدير عن سلمة الحناط عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ قال هي الولاية لأمير المؤمنين ع

29-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن أحمد عن ابن معروف عن ابن محبوب عن حنان بن سدير عن سالم أبي محمد قال قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن الولاية أنزل بها جبرئيل من عند رب العالمين يوم الغدير فقال نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَ إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ قال هي الولاية لأمير المؤمنين ع

30-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى و أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر بن زائدة عن حمران عن أبي جعفر ع في قول الله تبارك و تعالى يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْ‏ءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَ كُفْراً قال هي ولاية أمير المؤمنين ع

31-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن  أذينة عن عبد الله النجاشي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تعالى فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً قال عنى بها عليا ع

32-  يف، ]الطرائف[ شف، ]كشف اليقين[ من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن بإسناده عن علقمة عن ابن مسعود قال وقعت الخلافة من الله عز و جل في القرآن لثلاثة نفر لآدم ع لقول الله تعالى وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً يعني خالق في الأرض خليفة يعني آدم ع ثم قال في الحديث المذكور و الخليفة الثاني داود ع لقوله تعالى يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ يعني بيت المقدس و الخليفة الثالث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع لقول الله تعالى في السورة التي يذكر فيها النور وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ يعني علي بن أبي طالب ع لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ آدم و داود وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ من أهل مكة أَمْناً يعني في المدينة يَعْبُدُونَنِي يوحدونني لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ بولاية علي بن أبي طالب ع فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ يعني العاصين لله و رسوله

 أقول روى العلامة في كشف الحق مثله

   -33  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا قال هو أمير المؤمنين ع نودي من السماء أن آمن بالرسول و آمن به

34-  شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن نباتة عن أمير المؤمنين ع في قول الله ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ قال قال رسول الله ص أنت الثواب و أصحابك الأبرار

 بيان لعل فيه تقدير مضاف أي أنت صاحب الثواب أو سببه و يحتمل أن يكون ثوابا مفعولا لفعل محذوف أي تعطيهم ثوابا و هو لقاء أمير المؤمنين ص أو ولاؤه ثم اعلم أن قوله وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ منفصل عن قوله ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أي سأله عن تفسير الآيتين

35-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سماعة قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ قال أوفوا بولاية علي بن أبي طالب ع فرضا من الله أوف لكم بالجنة

36-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر الجعفي قال سألت أبا جعفر ع عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ يعني  فلانا و صاحبه و من تبعهم و دان بدينهم قال الله يعنيهم وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ يعني عليا ع

37-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله النجاشي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ عِظْهُمْ وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً يعني و الله فلانا و فلانا وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ إلى قوله تَوَّاباً رَحِيماً يعني و الله النبي و عليا بما صنعوا أي لو جاءوك بها يا علي فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ بما صنعوا وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثم قال أبو عبد الله ع هو و الله علي بعينه ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ على لسانك يا رسول الله يعني به ولاية علي ع وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً لعلي بن أبي طالب ع

38-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر قال سألت أبا جعفر ع عن هذه الآية من قول الله فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ قال تفسيرها في الباطن لما جاءهم ما عرفوا في علي كفروا به فقال الله فيهم فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ يعني بني أمية هم الكافرون في باطن القرآن قال أبو جعفر ع نزلت هذه الآية على رسول الله ص هكذا بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ في علي بَغْياً و قال الله في علي أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ يعني عليا قال الله فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ يعني بني أمية وَ لِلْكافِرِينَ يعني بني أمية عَذابٌ مُهِينٌ و قال جابر قال أبو جعفر ع نزلت هذه الآية على محمد ص هكذا و الله و إذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله من ربكم في علي يعني بني أمية قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا يعني في قلوبهم بما أنزل الله عليه   وَ يَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ بما أنزل الله في علي وَ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ يعني عليا ع

39-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ في علي أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ الْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً قال و سمعته يقول نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا إن الذين كفروا و ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم و لا ليهديهم طريقا إلى قوله يَسِيراً ثم قال يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ في ولاية علي فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَ إِنْ تَكْفُرُوا بولايته فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً

40-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عكرمة عن ابن عباس قال ما نزلت آية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي شريفها و أميرها و لقد عاتب الله أصحاب محمد ص في غير مكان و ما ذكر عليا إلا بخير

41-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الثمالي عن أبي جعفر ع في قول الله يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ قال اليسر علي ع و فلان و فلان العسر فمن كان من ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان و فلان

 بيان أي من يدخل في ولايتهما إنما هو شرك شيطان

42-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمرو بن القاسم قال سمعت أبا عبد الله ع و ذكر أصحاب النبي ص ثم قرأ أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ إلى قوله تَحْكُمُونَ فقلنا من هو أصلحك الله فقال بلغنا أن ذلك علي ع

  -43  شي، ]تفسير العياشي[ عن يحيى بن سعيد عن أبي عبد الله عن أبيه ع في قول الله وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ فقال يستنبئك يا محمد أهل مكة عن علي بن أبي طالب إمام هو قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ

44-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمار بن سويد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في هذه الآية فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ إلى قوله أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ قال إن رسول الله ص لما قال لعلي ع إني سألت ربي أن يوالي بيني و بينك ففعل و سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل فقال رجلان من قريش و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستعين به على فاقته و الله ما دعاه إلى باطل إلا أجابه له فأنزل الله عليه فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ قال و دعا رسول الله ص لأمير المؤمنين ع في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين و الهيبة و العظمة في صدور المنافقين فأنزل الله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا بني أمية فقال رمع و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه أ فلا سأله ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ إلى أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ولاية علي قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ إلى فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ في ولاية علي فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ لعلي ولايته مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها يعني فلانا و فلانا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ رسول الله ص وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ أمير المؤمنين ع وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً قال كان ولاية علي ع في كتاب موسى أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ في ولاية علي إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ إلى قوله وَ يَقُولُ الْأَشْهادُ هم الأئمة ع هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ إلى قوله هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا أَ فَلا تَذَكَّرُونَ

45-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي ع إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ قال يعني جبرئيل عن الله تعالى في ولاية علي ع قلت وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ قال قالوا إن محمدا كذاب على ربه و ما أمره الله بهذا في علي فأنزل الله بذلك قرآنا فقال إن ولاية علي تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا محمد بَعْضَ الْأَقاوِيلِ الآيات

 أبو عبد الله ع في قوله وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ قال ذاك حمزة و جعفر و عبيدة و سلمان و أبو ذر و المقداد و عمار و هدوا إلى أمير المؤمنين ع

 أبو صالح عن ابن عباس في قوله تعالى وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً أي من ترك ولاية علي أعماه الله و أصمه عن الهدى

 أبو بصير عن أبي عبد الله ع يعني ولاية أمير المؤمنين ع قلت وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى قال يعني أعمى البصيرة في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين ع قال و هو متحير في الآخرة يقول لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا قال الآيات الأئمة فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة ع فلم تطع أمرهم و لم تسمع قولهم قال وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى كذلك نجزي من أشرك بولاية أمير المؤمنين ع الخبر

 الباقر ع في خبر إن بعضهم قال لقد افتتن رسول الله في علي حتى لا يوازيه شي‏ء فنزل ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ إلى قوله الْمَفْتُونُ

 الباقر ع في قوله تعالى ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَ كَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ قال كرهوا عليا و كان أمر الله بولايته يوم بدر و حنين و يوم بطن نخلة و يوم التروية و يوم عرفة نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صد فيها رسول الله ص عن المسجد الحرام بالجحفة و خم و عنى بقوله تعالى اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ عليا ع

 ابن زاذان و أبو داود السبيعي عن أبي عبد الله الجدلي قال أمير المؤمنين ع في قوله مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها يا أبا عبد الله الحسنة حبنا و السيئة بغضنا

 تفسير الثعلبي أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها دخل الجنة و السيئة التي من جاء بها أكبه الله في النار و لم يقبل معها عملا قلت بلى قال الحسنة حبنا و السيئة بغضنا

 الباقر ع الحسنة ولاية علي ع و حبه و السيئة عداوته و بغضه و لا يرفع معها عمل و قال ع وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً قال المودة لعلي بن أبي طالب ع

 و قد رواه الثعلبي عن ابن عباس الرضا عن أبيه عن جده ع في قوله تعالى فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها قال هو التوحيد و محمد ص رسول الله و علي ع أمير المؤمنين إلى هاهنا التوحيد

 علي بن حاتم في كتاب الأخبار لأبي الفرج بن شاذان أنه نزل قوله تعالى بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ يعني كذبوا بولاية علي ع و هو المروي عن الرضا ع

 الباقر ع في قوله تعالى يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ قال اليسر أمير المؤمنين ع و العسر فلان و فلان

 أبو الحسن الماضي ع إن ولاية علي لتذكرة للمتقين للعالمين و إنا لنعلم أن منكم مكذبين و إن عليا لحسرة على الكافرين و إن ولايته لحق اليقين و قد ثبت أن قوله رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ و قوله تعالى وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ نزلتا فيه ع و قوله تعالى إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ الآية نزلت فيه

46-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن هذه الآية وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَ ما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ قال الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الأول و الثاني و الثالث كذبوا رسول الله ص بقوله والوا عليا و اتبعوه فعادوا عليا و لم يوالوه و دعوا الناس إلى ولاية أنفسهم فذلك قول الله وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قال و أما قوله لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً فإنه يعني لا يعبدون شيئا وَ هُمْ يُخْلَقُونَ فإنه يعني و هم يعبدون و أما قوله أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ يعني كفار غير مؤمنين و أما قوله وَ ما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ فإنه يعني أنهم لا يؤمنون أنهم يشركون إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فإنه كما قال الله و أما قوله فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فإنه يعني لا يؤمنون بالرجعة أنها حق و أما قوله قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ فإنه يعني قلوبهم كافرة و أما قوله وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ فإنه يعني عن ولاية علي ع مستكبرون قال الله لمن فعل ذلك وعيدا منه لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ عن ولاية علي ع

 شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع مثله سواء

 بيان لعله أطلق الخلق على العباد مجازا

47-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ في علي قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ

48-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ في علي قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم فذلك قوله أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ و أما قوله لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ فإنه يعني يستكمل الكفر يوم القيامة و أما قوله وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ يعني يتحملون كفر الذين يتولونهم قال الله أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ

49-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ زياد بن المنذر عن الباقر ع في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ قال ولاية علي ع

 أحمد بن حميد الهاشمي قال وجد في كتاب جامع جعفر ع في قوله تعالى  وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ أنه قال رسول الله ص القصر المشيد و البئر المعطلة علي ع

 علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال البئر المعطلة الإمام الصامت و القصر المشيد الإمام الناطق و قالوا إنما مثل به عليا ع لأنه مرتفع مثل القصر المشيد و البئر المعطلة التي لا يستقى منها الماء

 بيان قال البيضاوي وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ عطف على قرية في قوله فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَ هِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها أي و كم بئر عامرة في البوادي تركت لا يستقى منها لهلاك أهلها و قصر مشيد مرفوع أو مجصص أخليناه عن ساكنيه انتهى فظهر أنه لا يبعد أن يكونا كنايتين عن الإمام ع

50-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا

51-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا قال تفسيرها و لا تجهر بولاية علي ع و لا بما أكرمته به حتى آمرك بذلك وَ لا تُخافِتْ بِها يعني و لا تكتمها عليا و أعلمه ما أكرمته به

52-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا قال لا تجهر بولاية علي ع فهو الصلاة و لا بما أكرمته به حتى آمرك به و ذلك قوله وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ و أما قوله وَ لا تُخافِتْ بِها فإنه يقول و لا تكتم ذلك عليا يقول أعلمه ما أكرمته به فأما قوله وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا يقول تسألني أن آذن لك أن تجهر بأمر علي بولايته فأذن له بإظهار ذلك يوم غدير خم فهو قوله يومئذ اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

 بيان لما كانت الصلاة الكاملة في علي ع و لم يصدر كاملها إلا منه و من أمثاله فقد ظهر عليه آثارها فكأنه صار عينها و أيضا لشدة اشتراط ولايته في قبولها و عدم صحتها بدونها و لكونه الداعي إليها و المعلم لها فتلك الأمور قد يعبر عنه ع بالصلاة في بطن القرآن و قد مر بعض تحقيق ذلك و سيأتي إن شاء الله تعالى

53-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جميل عن إسحاق بن عمار في قوله وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً قال لا تبذر في ولاية علي ع

 بيان لما ذكر في صدر الآية وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ فأعطى ص فاطمة فدكا قال لا تُبَذِّرْ أي لا تصرف المال في غير المصارف التي أمرت بها فعلى هذا البطن من الآية لعل المعنى لا تجعل ولاية علي ع لغيره و يحتمل أن يكون نهيا عن الغلو في شأنه ع لمنع غيره عن ذلك كقوله لَئِنْ أَشْرَكْتَ

54-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سماعة بن مهران قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً قال العمل الصالح المعرفة بالأئمة ع وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً التسليم لعلي ع لا يشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك و لا هو من أهله

 بيان لعل المراد بالعبادة هنا العبادة القلبية و هي الاعتقاد بالولاية أو هي أيضا داخلة فيها و الشرك فيها تشريك غير من جعل الله له الولاية مع من جعلها له

55-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عكرمة عن ابن عباس قال ما في القرآن آية الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إلا و علي أميرها و شريفها و ما من أصحاب محمد رجل إلا و قد عاتبه الله و ما ذكر عليا إلا بخير قال عكرمة إني لأعلم لعلي منقبة لو حدثت بها لبعدت أقطار السماوات و الأرض

56-  شي، ]تفسير العياشي[ عن علي بن أبي حمزة عن أبي جعفر ع وَ لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَ ما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً يعني و لقد ذكرنا عليا في القرآن و هو الذكر فما زادهم إلا نفورا

57-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَ أَصْلَحُوا وَ بَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَ أَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ قال الإمام ع قوله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ في صفة محمد و صفة علي و حليته وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ قال و الذي أنزلناه من الهدى و هو ما أظهرناه من الآيات على فضلهم و محلهم كالغمامة التي كانت تظل رسول الله ص في أسفاره و المياه الأجاجة التي كانت تعذب في الآبار و الموارد ببزاقه و الأشجار التي تتهدل ثمارها بنزوله تحتها و العاهات التي كانت تزول عمن يمسح يده عليه أو ينفث ببزاقه فيها و كالآيات التي ظهرت على علي ع من تسليم الجبال و الصخور و الأشجار قائلة يا ولي الله و يا خليفة رسول الله و السموم القاتلة التي تناولها من سمى باسمه عليها و لم يصبه بلاؤها و الأفعال العظيمة من التلال و الجبال التي اقتلعها و رمى بها كالحصاة الصغيرة و كالعاهات التي زالت بدعائه و الآفات و البلايا التي حلت بالأصحاء بدعائه و سائر ما خصه به من فضائله فهذا من الهدى الذي بينه الله تعالى للناس في كتابه ثم قال أُولئِكَ الكاتمون لهذه الصفات من محمد و من علي صلوات الله عليهما المخفون لها عن طالبيها الذين يلزمهم إبداؤها لهم عند زوال التقية يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ يلعن الكاتمين وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ و فيه وجوه منها يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ أنه ليس أحد محقا كان أو مبطلا إلا و هو يقول لعن الله الكاتمين للحق لعن الله الظالمين إن الظالم الكاتم للحق ذلك يقول أيضا لعن الله الظالمين الكاتمين فهم على هذا المعنى في لعن كل اللاعنين و في لعن أنفسهم و منها أن الاثنين إذا ضجر بعضهما على بعض و تلاعنا ارتفعت اللعنتان فاستأذنتا ربهما في الوقوع بمن بعثتا إليه فقال الله عز و جل لملائكته انظروا فإن كان اللاعن أهلا للعن و ليس المقصود به أهلا فأنزلوهما جميعا باللاعن و إن كان المشار إليه أهلا و ليس اللاعن أهلا فوجهوهما إليه و إن كان جميعا لهما أهلا فوجهوا لعن هذا إلى ذلك و وجهوا لعن ذلك إلى هذا و إن لم يكن واحد منهما لها أهلا لإيمانهما و إن الضجر أحوجهما إلى ذلك فوجهوا اللعنتين إلى اليهود و الكاتمين نعت محمد و صفته و ذكر علي و حليته صلوات الله عليهما و إلى النواصب الكاتمين لفضل علي ع و الدافعين لفضله ثم قال الله عز و جل إِلَّا الَّذِينَ تابُوا من كتمانهم وَ أَصْلَحُوا ما كانوا أفسدوه بسوء التأويل فجحدوا به فضل الفاضل و استحقاق المحق وَ بَيَّنُوا ما ذكره الله من نعت محمد ص و صفته و من ذكر علي ع و حليته و ما ذكره رسول الله ص فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ أقبل توبتهم وَ أَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

 بيان التهدل الاسترخاء و الاسترسال

58-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن الباقرين ع قال النبي ص من يقبل منكم وصيتي و يؤازرني على أمري و يقضي ديني و ينجز عداتي من بعدي و يقوم مقامي في كلام له فقال رجلان لسلمان ما ذا يقول آنفا محمد فقام إليه أمير المؤمنين ع فضمه إلى صدره و قال أنت لها يا علي فأنزل الله وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ إلى قوله طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ

 موسى بن جعفر ع في قوله أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ قال كان إذا نزلت الآية في علي ع ثنى أحدهم صدره لئلا يسمعها و استخفى من النبي ص

 الباقر ع في قوله يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ إن رسول الله ص كان إذا حدث بشي‏ء من فضائل علي ع أو تلا عليهم ما أنزل فيه نفضوا ثيابهم و قاموا يقول الله يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ

 عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قال لعلي المجرمون يا علي المكذبون بولايتك

 أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ قال لعلي بن أبي طالب ع

  بيان أي أقسموا أن عليا ع لا يبعث في الرجعة أو لا يبعث الناس له فيها

59-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ قال الإمام ع فلما ذكر الله تعالى الفريقين أحدهما وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ و الثاني وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ و بين حالهما و دعا الناس إلى حال من رضي صنيعه فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً يعني في السلم و المسالمة إلى دين الإسلام كافة جماعة ادخلوا فيه و ادخلوا في جميع الإسلام فتقبلوه و اعملوا لله و لا تكونوا كمن يقبل بعضه و يعمل به و يأبى بعضه و يهجره قال و منه الدخول في قبول ولاية علي ع كالدخول في قبول نبوة رسول الله ص فإنه لا يكون مسلما من قال إن محمدا رسول الله فاعترف به و لم يعترف بأن عليا وصيه و خليفته و خير أمته وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ما يتخطى بكم إليه الشيطان من طريق الغي و الضلال و يأمركم به من ارتكاب الآثام الموبقات إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إن الشيطان بعداوته يريد اقتطاعكم عن مزيد الثواب و إهلاككم بشديد العقاب فَإِنْ زَلَلْتُمْ عن السلم و الإسلام الذي تمامه باعتقاد ولاية علي ع لا ينفع الإقرار بالنبوة مع جحد إمامة علي ع كما لا ينفع الإقرار بالتوحيد مع جحد النبوة إن زللتم مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ من قول رسول الله و فضيلته و آتاكم الدلالات الواضحات الباهرات على أن محمدا ص الدال على إمامة علي ع نبي صدق و دينه دين حق فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ عزيز قادر على معاقبة المخالفين لدينه و المكذبين لنبيه لا يقدر أحد على صرف انتقامه من مخالفيه و قادر على إثابة الموافقين لدينه و المصدقين لنبيه لا يقدر أحد على صرف ثوابه عن مطيعيه حكيم فيما يفعل من ذلك قال علي بن الحسين ع و بهذه الآية و غيرها احتج علي ع يوم الشورى على من دافعه عن حقه و أخره عن رتبته و إن كان ما ضر الدافع إلا نفسه فإن عليا كالكعبة التي أمر الله باستقبالها للصلاة جعلها الله ليؤتم به في أمور الدين و الدنيا كما لا ينقص الكعبة و لا يقدح في شي‏ء من شرفها و فضلها إن ولى عنها الكافرون فكذلك لا يقدح في علي ع إن أخره عن حقه المقصرون و دافعه عن واجبه الظالمون قال لهم علي ع يوم الشورى في بعض مقاله بعد أن أعذر و أنذر و بالغ و أوضح معاشر الأولياء العقلاء أ لم ينه الله تعالى عن أن تجعلوا له أندادا ممن لا يعقل و لا يسمع و لا يبصر و لا يفهم كما نفهم أ و لم يجعلني رسول الله لدينكم و دنياكم قواما أ و لم يجعل إلي مفزعكم أ و لم يقل علي مع الحق و الحق معه أ و لم يقل أنا مدينة الحكمة و علي بابها أ و لا تروني غنيا عن علومكم و أنتم إلى علمي محتاجون أ فأمر الله تعالى العلماء باتباع من لا يعلم أم أمر من لا يعلم باتباع من يعلم يا أيها الناس لم تنقضون ترتيب الألباب لم تؤخرون من قدمه الكريم الوهاب أ و ليس رسول الله أجابني إلى ما رد عنه أفضلكم فاطمة لما خاطبها أ و ليس قد جعلني أحب خلق الله إلى الله لما أطعمني معه من الطائر أ و ليس جعلني أقرب الخلق شبها بمحمد نبيه أ فأقرب الناس به شبها تؤخرون و أبعد الناس به شبها تقدمون ما لكم لا تتفكرون و لا تعقلون قال فما زال يحتج بهذا و نحوه عليهم و هم لا يغفلون عما دبروه و لا يرضون إلا بما آثروه

60-  ني، ]الغيبة للنعماني[ محمد بن عبد الله الطبراني عن أبيه عن علي بن هاشم و الحسن بن سكن معا عن عبد الرزاق بن همام عن أبيه عن مينا مولى عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وقف على رسول الله ص أهل اليمن يبشون بشيشا فلما دخلوا على رسول الله ص قال قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي و خلف وصيي حمائل سيوفهم المسد فقالوا يا رسول الله و من وصيك فقال هو الذي أمركم الله بالاعتصام به فقال عز و جل وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا فقالوا يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل فقال هو قول الله إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ فالحبل من الله كتابه و الحبل من الناس وصيي فقالوا يا رسول الله من وصيك فقال هو الذي قال الله فيه أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ فقالوا يا رسول الله و ما جنب الله هذا قال هو الذي يقول الله فيه وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا هو وصيي و السبيل إلي من بعدي فقالوا يا رسول الله بالذي بعثك بالحق أرناه فقد اشتقنا إليه فقال هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين فإن نظرتم إليه نظر من كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم تخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو لأن الله عز و جل يقول في كتابه فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ إليه و إلى ذريته ع قال فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين و أبو غرة الخولاني في الخولانيين و ظبيان و عثمان بن قيس و عرنة الدوسي في الدوسيين و لاحق بن علاقة فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه و أخذوا بيد الأنزع الأصلع البطين و قالوا إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله فقال النبي ص أنتم بحمد الله عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه و عرفتم أنه هو فرفعوا أصواتهم يبكون و يقولون يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم نحن لهم و لما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا و انخدشت أكبادنا و هملت أعيننا و انثلجت صدورنا حتى كأنه لنا أب و نحن له بنون فقال النبي ص وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم من الله الحسنى و أنتم عن النار مبعدون قال فبقي هؤلاء القوم المتوسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين ع الجمل و صفين رحمهم الله فكان النبي ص بشرهم بالجنة و أخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب ع

 بيان يبشون من البشاشة و هي طلاقة الوجه و المسد بالتحريك حبل من ليف أو خوص و المنصور هو الذي يخرج من اليمن قريبا من زمان القائم عجل الله تعالى فرجه و سيأتي في كتاب الغيبة

61-  فض، ]كتاب الروضة[ بالأسانيد عن جعفر بن محمد ع نزل جبرئيل بهذه الآية وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في علي

 بالأسانيد إلى أبي عبد الله ع أنه قال لما نزلت هذه الآية الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ قال بولاية علي بن أبي طالب ع و لم يخلطوا بولاية فلان و فلان فإنه التلبس بالظلم

 و عنه في قوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ قال إذا كان يوم القيامة دعا الله بالنبي ص و بعلي ع فيجلسان على كرسي الكرامة بين يدي العرش كلما خرجت زمرة من شيعتهم فيقولون هذا النبي و هذا الوصي فيقول بعضهم لبعض الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ بولاية النبي ص و علي و الأئمة من ولدهم ع فيؤمر بهم إلى الجنة

 و في قوله وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ يعني بذلك رسول الله ص و عليا ع النبي الشاهد و علي المشهود

62-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالإسناد يرفعه إلى جابر رضي الله عنه في قوله تعالى أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ قال البينة رسول الله ص و الشاهد علي بن أبي طالب ع

 و في قوله تعالى وَ نادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ الآية و فيه حديث طويل فقد ذكروا أن علي بن أبي طالب ع هو المنادي و هو المؤذن و المنقذ و كذلك قوله تعالى وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ الآية و في قوله تعالى و كفى الله المؤمنين القتال بعلي ع و قد ذكروا فيه روايات كثيرة و سئل الصادق ع عن القرآن فقال فيه الأعاجيب و منه قوله تعالى إن عليا للهدى وَ إِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولى و لكنها قراءة نفيت عنها و إن كان أقر بها الجاحدون و قال أبو عبد الله ع إن الرجل المؤمن إذا صارت نفسه عند صدره وقت موته رأى رسول الله يقول أبشر أنا رسول الله نبيك و رأى علي بن أبي طالب فيقول أنا الذي كنت تحبني أنا أنفعك فقلت يا مولاي من يرى هذا يرجع إلى الدنيا قال إذا رأى هذا مات و قال و ذلك في القرآن في قوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ قال يبشرهم بمحبته إياه و بالجنة في الدنيا و الآخرة و هي بشارة إذا رآها أمن من الخوف

63-  و بالإسناد يرفعه إلى المقداد بن أسود الكندي قال كنا مع رسول الله ص و هو متعلق بأستار الكعبة و هو يقول اللهم اعضدني و اشدد أزري و اشرح صدري و ارفع ذكري فنزل جبرئيل ع و قال اقرأ يا محمد قال و ما أقرأ قال اقرأ أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ بعلي صهرك فقال فقرأها ص و أثبتها ابن مسعود في مصحفه فأسقطها عثمان

64-  كشف، ]كشف الغمة[ مما أخرجه شيخنا العز المحدث الحنبلي الموصلي في قوله تعالى في سورة البقرة وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ هو علي بن أبي طالب ع و قال ابن عباس رضي الله عنه و محمد الباقر ع لما أنزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ أخذ النبي ص بيد علي ع فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قوله تعالى وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ يعني صراط محمد و آله ع قوله تعالى أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ هو علي ع قوله تعالى سلام على آل ياسين قال ابن السائب آل يس آل محمد ص قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى في الحديث عن النبي ص أنه قال لا تؤذوا فاطمة و عليا و ولديهما و أما ما أورده الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه فأنا ذاكره أيضا على سياقته وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ قال يرفعه بسنده عن ابن عباس قال ما في القرآن آية و فيها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي رأسها و قائدها

 و روي عن علي ع قال نزل القرآن أرباعا فربع فينا و ربع في عدونا و ربع سير و أمثال و ربع فرائض و أحكام و لنا كرائم القرآن

 و عن ابن عباس ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي ع و عن مجاهد نزل في علي ع سبعون آية

 و عن أبي جعفر ع وَ شَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى قال في أمر علي ع و عنه وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ قال علي بن أبي طالب ع أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي علي بن أبي طالب و آل محمد ص أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ علي بن أبي طالب ع و قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عن ابن عباس ما نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي أميرها و شريفها و عنه ما ذكر الله في القرآن يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي شريفها و أميرها و لقد عاتب الله أصحاب محمد ص في آي من القرآن و ما ذكر عليا إلا بخير و عنه مثله و فيه إلا كان علي رأسها و أميرها و فيه و لقد أمرنا بالاستغفار له و عنه مثله و فيه رأسها و قائدها و عن حذيفة إلا كان علي لبها و لبابها و عن مجاهد فإن لعلي سابقة ذلك لأنه سبقهم إلى الإسلام و عن ابن عباس إلا و علي شريفها و أميرها قوله تعالى فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ عن أنس و بريدة قالا قرأ رسول الله ص فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ إلى قوله الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ فقام رجل فقال أي بيوت هذه يا رسول الله قال بيوت الأنبياء فقال أبو بكر يا رسول الله هذا البيت منها لبيت علي و فاطمة ع قال نعم من أفاضلها قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ قيل كان علي ع في أناس من أصحابه عزموا على تحريم الشهوات فنزلت

 و عن قتادة أن عليا و جماعة من الصحابة منهم عثمان بن مظعون أرادوا أن يتخلوا عن الدنيا و يتركوا النساء و يترهبوا فنزلت و عن ابن عباس أنها نزلت في علي و أصحاب له قوله تعالى وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى عن حبة العرني لما أمر رسول الله ص بسد الأبواب التي في المسجد شق عليهم قال حبة إني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب و هو تحت قطيفة حمراء و عيناه تذرفان و يقول أخرجت عمك و أبا بكر و عمر و العباس و أسكنت ابن عمك فقال رجل يومئذ ما يألو في رفع ابن عمه فعلم رسول الله ص أنه قد شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فصعد المنبر فلم يسمع من رسول الله ص خطبة كان أبلغ منها تمجيدا و توحيدا فلما فرغ قال يا أيها الناس ما أنا سددتها و لا أنا فتحتها و لا أنا أخرجتكم و أسكنتكم و قرأ وَ النَّجْمِ إِذا هَوى إلى قوله تعالى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى عن ابن عباس قال سئل رسول الله ص من هؤلاء الذين يجب علينا حبهم قال علي و فاطمة و ابناهما قالها ثلاث مرات رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قوله تعالى وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ عن علي ع قال ناكبون عن ولايتنا قوله تعالى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ قال علي ع الحسنة حبنا و السيئة بغضنا قوله تعالى وَ نادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ عن علي ع قال نحن أصحاب الأعراف من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة قوله تعالى هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ قيل هو علي ع قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ الآية و قد تقدم ذكر ما أوردته أم سلمة و عائشة و غيرهما في ذلك و قد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ذلك من عدة طرق لعلها تزيد على المائة فمن أرادها فقد دللته قوله تعالى أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ عن مجاهد نزلت في علي و حمزة قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ قيل نزلت في علي و حمزة و عبيدة بن الحارث حين بارزوا عتبة و شيبة و الوليد قرآن فأما الكفار فنزل فيهم هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ إلى قوله عَذابَ الْحَرِيقِ و في علي و أصحابه إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ الآية قوله تعالى وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ عن ابن عباس نزلت في رسول الله و علي خاصة و هما أول من صلى و ركع

 قلت هذا ما نقلته مما نزل فيه ع من طرق الجمهور فإن العز المحدث كان صديقنا و كنا نعرفه و كان حنبلي المذهب و ابن مردويه و إن كان قد جمع كتابا في مناقبه ع اجتهد فيه و بالغ فيما أورده و لم يأل جهدا فقد أورد فيه مواضع لا تقولها الشيعة و لا يوردونها و لم أذكر نزول القرآن فيه من طرق أصحابنا دفعا للمكابرة و استغناء بما نقلوه من مناقبه عليه الصلاة و السلام. شعر

قال فيه البليغ ما قال ذو العي فكل بفضله منطيق‏و كذاك العدو لم يعد إن قال جميلا كما يقول الصديق.

 أقول فرقت سائر ما رواه عن الحنبلي و ابن مردويه على الأبواب المناسبة لها

65-  كشف، ]كشف الغمة[ روي في قوله تعالى فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ قيل نزلت في أبي جهل و الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل و غيرهم من مشركي مكة كانوا يضحكون من بلال و عمار و غيرهما من أصحابهما و قيل إن علي بن أبي طالب ع جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله ص فسخر منهم المنافقون و ضحكوا و تغامزوا و قالوا لأصحابهم رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فأنزل الله تعالى الآية قبل أن يصل إلى النبي ص

 و عن مقاتل و الكلبي لما نزل قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا هل رأيتم أعجب من هذا يسفه أحلامنا و يشتم آلهتنا و يرى قتلنا و يطمع أن نحبه فنزل قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ أي ليس لي من ذلك أجر لأن منفعة المودة تعود عليكم و هو ثواب الله تعالى و رضاه

 و روي في قوله تعالى وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ يعني عن ولاية علي ع و قوله تعالى أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ قيل نزلت في قصة بدر في حمزة و علي و عبيدة بن الحارث لما برزوا لقتال عتبة و شيبة و الوليد قوله تعالى لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ نزلت في أهل الحديبية قال جابر كنا يومئذ ألفا و أربعمائة قال لنا النبي ص أنتم اليوم خيار أهل الأرض فبايعنا تحت الشجرة على الموت فما نكث إلا حر بن قيس و كان منافقا و أولى الناس بهذه الآية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع لأنه تعالى قال وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً يعني فتح خيبر و كان ذلك على يد علي بن أبي طالب ع

 قال روى السيد أبو طالب بإسناده عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ص لعلي ع من أحبك و تولاك أسكنه الله معنا ثم تلا رسول الله ص إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً و قد تقدم ذكر هذه الآية و الأمة مجمعون أنها نزلت و لم يعمل بها أحد غيره و نزلت الرخصة قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ

 روى الزبير بن العوام قال سمعت رسول الله ص يدعو النساء إلى البيعة حين نزلت هذه الآية فكانت فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب ع أول امرأة بايعت

 و روي عن ابن عباس أن عبد الله بن أبي و أصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله ص فقال عبد الله بن أبي لأصحابه انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم فأخذ بيد علي ع و قال مرحبا بابن عم رسول الله و ختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله فقال علي صلوات الله عليه يا عبد الله اتق الله و لا تنافق فإن المنافق شر خلق الله فقال مهلا يا أبا الحسن و الله إن إيماننا كإيمانكم ثم تفرقوا فقال ابن أبي لأصحابه كيف رأيتم ما فعلت فأثنوا عليه خيرا و نزل على رسول الله ص وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَ إِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ فدلت الآية على إيمان علي ع ظاهرا و باطنا و على القطع بقوله في أمر المنافقين و قوله تعالى أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ قال ابن عباس هو علي شهد النبي ص و هو منه قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قال ابن عباس هو علي بن أبي طالب ع

 و روى زيد بن علي عن آبائه عن علي ع قال لقيني رجل فقال يا أبا الحسن أما و الله إني أحبك في الله فرجعت إلى رسول الله ص فأخبرته بقول الرجل فقال لعلك صنعت إليه معروفا فقال و الله ما صنعت إليه معروفا فقال رسول الله ص الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة فنزلت قوله تعالى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ علي بن أبي طالب ع مضى على الجهاد و لم يبدل و لم يغير

66-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى ابن مردويه بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى الإمام محمد بن علي الباقر ع أنه قال في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ قال إلى ولاية علي بن أبي طالب ع

 و نحوه روى أبو الجارود عنه ع و ذكر علي بن يوسف في كتاب نهج الإيمان قال ذكر أبو عبد الله محمد بن علي بن سراج في كتابه في تأويل هذه الآية حديثا يرفعه بإسناده إلى عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص يا ابن مسعود إنه قد نزلت في علي آية وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً و أنا مستودعكها و مسم لك خاصة الظلمة فكن لما أقول واعيا و عني مؤديا من ظلم عليا مجلسي هذا كان كمن جحد نبوتي و نبوة من كان قبلي فقال له الراوي يا أبا عبد الرحمن أ سمعت هذا من رسول الله ص قال نعم فقلت له فكيف و كنت للظالمين ظهيرا قال لا جرم حلت بي عقوبة عملي إني لم أستأذن إمامي كما استأذنه جندب و عمار و سلمان و أنا أستغفر الله و أتوب إليه و قوله تعالى وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ تأويله ما ذكره أبو عبد الله الحسين بن جبير رحمه الله في نخب المناقب روى حديثا مسندا عن الباقر ع في هذه الآية قال يسألونك يا محمد أ علي وصيك قل إي و ربي إنه لوصيي

 و نقل ابن مردويه عن رجاله بالإسناد إلى ابن عباس أنه قال إن قوله تعالى أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ هو علي بن أبي طالب ع

 تأويله ما ذكره أبو عبد الله الحسين بن جبير في نخب المناقب قال روينا حديثا مسندا عن أبي الورد الإمامي المذهب عن أبي جعفر ع قال قوله عز و جل أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ علي بن أبي طالب ع و الأعمى هنا هو عدوه و أولو الألباب شيعته الموصوفون بقوله تعالى الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ لا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ المأخوذ عليهم في الدين بولايته يوم الغدير قوله تعالى وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ الآية معناه ظاهر و باطن فالظاهر ظاهر و أما الباطن فهو ما ذكره محمد بن العباس رحمه الله

 قال حدثنا الحسين بن العباس عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن القاسم بن عروة عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ قال هما علي ع و رجل آخر معنى هذا التأويل ظاهر و هو يحتاج إلى بيان حال هذين الرجلين و بيان ذلك أن حال علي ع لا يحتاج إلى بيان و أما البحث عن الرجل الآخر و هو عدوه فقوله جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ هما عبارة عن الدنيا فجنة منهما له في حياته و الأخرى للتابعين له بعد وفاته لأنه كافر و الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و إنما جعل الجنتين له لأنه هو الذي أنشأها و غرس أشجارها و أجرى أنهارها و ذلك على سبيل المجاز معنى ذلك أن الدنيا يستوثق له و لأتباعه ليتمتعوا بها حتى حين ثم قال تعالى فَقالَ أي صاحب الجنة لِصاحِبِهِ و هو علي أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا أي دنيا و سلطانا وَ أَعَزُّ نَفَراً أي عشيرة و أعوانا وَ دَخَلَ جَنَّتَهُ أي دخل دنياه و أنعم فيها و ابتهج بها و ركن إليها وَ هُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ بقوله و فعله و لم يكفه ذلك حتى قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً أي جنته و دنياه ثم كشف عن اعتقاده فقال وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي كما تزعمون أنتم مردا إلى الله لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها أي من جنته مُنْقَلَباً فقال له صاحبه و هو علي ع أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي معنى ذلك أنت كفرت بربك فإني أنا أقول هو الله ربي و خالقي و رازقي وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ثم دله على ما كان أولى لو قاله فقال وَ لَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ كان في جميع أموري و لا قوة لي عليها إلا بالله ثم إنه ع أرجع القول إلى نفسه فقال له إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً أي فقيرا محتاجا إلى الله تعالى و مع ذلك فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ و دنياك في الدنيا بقيام ولدي القائم دولة و ملكا و سلطانا و في الآخرة حكما و شفاعة و جنانا و من الله رضوانا وَ يُرْسِلَ عَلَيْها أي على جنتك حُسْباناً مِنَ السَّماءِ أي عذابا و نيرانا فتحرقها أو سيفا من سيوف القائم ع فيمحقها فَتُصْبِحَ صَعِيداً أي أرضا لا نبات بها زَلَقاً أي يزلق الماشي عليها وَ أُحِيطَ بِثَمَرِهِ التي أثمرتها جنته يعني ذهبت دنياه و سلطانه فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها من دينه و دنياه و آخرته وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَ يَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ و لا عشيرة يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ ما كانَ مُنْتَصِراً

ثم إنه سبحانه لما أبان حال علي ع و حال عدوه بأنه إن كان له في الدنيا دولة و ولاية من الشيطان فإن لعلي ع الولاية في الدنيا و الآخرة من الرحمن و ولاية الشيطان ذاهبة و ولاية الرحمن ثابتة و ذلك

 قوله تعالى هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ و روي أنها ولاية علي ع

 و هو ما رواه محمد بن العباس رحمه الله عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عبد الحميد عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال قلت له قوله تعالى هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَ خَيْرٌ عُقْباً قال هي ولاية علي ع هي خير ثوابا و خير عقبا أي عاقبة من ولاية عدوه صاحب الجنة التي حرم الله عليه الجنة

 و يؤيده ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب رحمه الله عن الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قوله تعالى هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ قال يعني الولاية لأمير المؤمنين ع هي الولاية لله

67-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ قوله تعالى رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي الآية قال محمد بن العباس رحمه الله حدثنا محمد بن الحسن الخثعمي عن أسماء بنت عميس قال رأيت رسول الله ص بإزاء ثبير و هو يقول أشرق ثبير أشرق ثبير اللهم إني أسألك ما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري و أن تيسر لي أمري و أن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي و أن تجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً

 و روى أبو نعيم الحافظ بإسناده عن رجاله عن ابن عباس قال أخذ النبي ص بيد علي بن أبي طالب ع و بيدي و نحن بمكة و صلى أربع ركعات ثم رفع رأسه إلى السماء و قال اللهم إن نبيك موسى بن عمران سألك فقال رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي الآية و أنا محمد نبيك أسألك رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي علي بن أبي طالب أخي  اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي قال ابن عباس فسمعت مناديا ينادي يا أحمد قد أوتيت ما سألت

 مد، ]العمدة[ عن أبي نعيم مثله

68-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عن أبيه ع قال سألت أبي عن قول الله عز و جل يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ قال الداعي أمير المؤمنين ع

69-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسن بن علي بن الوليد بإسناده عن النعمان بن بشير قال كنا ذات ليلة عند علي بن أبي طالب ع سمارا إذ قرأ هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى فقال أنا منهم و أقيمت الصلاة فوثب و دخل المسجد و هو يقول لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ ثم كبر للصلاة

 و قال أيضا حدثنا إبراهيم بن محمد بن سهل النيشابوري يرفعه إلى ربيع بن قريع قال كنا عند عبد الله بن عمر فقال له رجل من بني تميم يقال له حسان بن وابصة يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت رجلين ذكرا عليا و عثمان فنالا منهما فقال ابن عمر إن كانا لعناهما فلعنهما الله تعالى ثم قال ويلكم يا أهل العراق كيف تسبون رجلا هذا منزله من منزل رسول الله ص و أشار بيده إلى بيت علي ع في المسجد و قال فو رب هذه الحرمة إنه من الذين سبقت لهم من الله الحسنى ما لها مرد يعني بذلك عليا ع

  -70  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن إبراهيم بن عبد الله بن مسلم عن حجاج بن المنهال بإسناده عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب ع أنه قال أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الرحمن و قال قيس و فيهم نزلت هذه الآية هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ و هم الذين تبارزوا يوم بدر علي و حمزة و عبيدة و شيبة و عتبة و الوليد

71-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير عن محمد بن مروان عن عبيد بن يحيى بن مهران عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ دين الله الذي نزل جبرئيل على محمد صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ قال شيعة علي الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب ع لم تغضب عليهم و لم يضلوا

72-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن جعفر عن أحمد بن الحسين عن محمد بن حاتم عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ قال فذلك اليسر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

73-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن الحسين بن علي عن أبي سعيد عن عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد قال كل شي‏ء في القرآن يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فإن لعلي سابقته و فضيلته لأنه سبقهم إلى الإسلام

74-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن جعفر بن علي عن الحسن بن الحسين عن إسماعيل بن زياد عن جعفر عن أبيه قال ما نزل في القرآن يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي أميرها و شريفها

  -75  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن جعفر بن عبد الله عن إسماعيل يعني ابن أبان عن يحيى بن ثعلبة عن علي بن نديمة عن عكرمة يقول و الله لا إله إلا هو ما نزلت آية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا كان علي بن أبي طالب ع سيدها و شريفها و ما بقي أحد من أصحاب رسول الله ص إلا و قد عوتب في القرآن غيره

76-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن أحمد بن موسى عن مخول عن عبد الله بن علي عن الأصبغ قال سمعت عن أصحاب رسول الله ص يقولون ما أنزل الله في القرآن الكريم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا كان علي بن أبي طالب ع رأسها

77-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن الحسين بن سعيد بإسناده عن جعفر عن أبيه ع في قوله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي قال نزلت في علي بن أبي طالب ع خاصة دون الناس

78-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن جعفر بن محمد عن القاسم بن ربيع عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل بن جميل عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله تعالى وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فالذين آمنوا و عملوا الصالحات علي بن أبي طالب ع و الأوصياء من بعده و شيعتهم قال الله تعالى أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إلى آخر الآية و أما قوله يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً قال فهو علي بن أبي طالب ع يضل به من عاداه و يهدي به من والاه وَ ما يُضِلُّ بِهِ يعني عليا إِلَّا الْفاسِقِينَ يعني من خرج من ولايته فهو فاسق و قوله فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً قال فهو علي بن أبي طالب ع و قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً في علي بن أبي طالب فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ يعني بني أمية وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ في حقهم

79-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ الآية ابن مردويه عن رجاله عن ابن عباس قال هو علي بن أبي طالب ع

 و قال محمد بن العباس حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ إلى آخر الكلام نزلت في علي ع و جرت لأهل الإيمان

 و روي أيضا عن محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن عثمان عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله في قوله عز و جل فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ قال هذا أمير المؤمنين ع و معنى قوله هاؤُمُ اقْرَؤُا هذا أمر منه للملائكة معناه هاؤم أي خذوا كتابي اقرءوه فإنكم لا ترون فيه شيئا غير الطاعات

80-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري عن محمد بن الحسن الصائغ عن موسى بن القاسم عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ قال أوفوا بولاية علي بن أبي طالب ع فرضا من الله تعالى أوف لكم بالجنة

81-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى الوشاء عن محمد بن الفضل عن الثمالي قال سألت أبا جعفر ع عن قوله تعالى وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ قال هي في بطن القرآن و إذا قيل للنصاب تولوا عليا لا يفعلون

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أبو القاسم العلوي معنعنا عن الثمالي مثله

 بيان على هذا التأويل المراد بالركوع الخضوع و الانقياد مجازا أو أطلق على الولاية كناية لكونها شرط صحته أو المعنى إذا قيل لهم اركعوا ركوعا صحيحا لا يأتون به إذ ركوعهم بدون الولاية غير صحيح و الأول أظهر قال البيضاوي وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا أطيعوا و اخضعوا أو صلوا و اركعوا في الصلاة و قيل هو يوم القيامة حين يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ

82-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر ع يقول حين أنزل الله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي قال فكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب ع

83-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ قال نزلت في علي بن أبي طالب ع

 بيان أي المخاطب بها علي ع أو المراد بالمطمئنة المطمئنة بالولاية كما ورد في أخبار أخر

84-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي جعفر ع في قوله تعالى شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ قال هو كما شهد لنفسه و أما قوله وَ الْمَلائِكَةُ فأقرت الملائكة بالتسليم لربهم و صدقوا و شهدوا أنه لا إله إلا هو كما شهد لنفسه و أما قوله وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ فإن أُولُوا الْعِلْمِ الأنبياء عليهم الصلاة و السلام و الأوصياء ع هم قيام بالقسط كما قال الله القسط هو العدل في الظهر هو محمد و العدل في البطن هو علي بن أبي طالب ع

85-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن جابر رضي الله عنه قال قرأت عند أبي جعفر ع لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ قال فقال أبو جعفر ع بلى و الله لقد كان له من الأمر شي‏ء و شي‏ء فقلت له جعلت فداك فما تأويل قوله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ قال إن رسول الله ص حرص على أن يكون الأمر لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع من بعده فأبى الله ثم قال و كيف لا يكون لرسول الله ص من الأمر شي‏ء و قد فوض إليه فما أحل كان حلالا إلى يوم القيامة و ما حرم كان حراما إلى يوم القيامة

 بيان أي على يجبر الله الناس على الانقياد له ع

  -86  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن أحمد بن خلف الشيباني معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه قال بينما النبي ص و علي بن أبي طالب ع بمكة أيام الموسم إذا التفت النبي ص إلى علي ع و قال هنيئا لك و طوبى لك يا أبا الحسن إن الله قد أنزل علي آية محكمة غير متشابهة ذكري و إياك فيها سواء فقال الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً بيوم عرفة و يوم جمعة هذا جبرئيل يخبرني عن الله تعالى أن الله يبعثك و شيعتك يوم القيامة ركبانا غير رجال على نجائب رحائلها من النور فتناخ عند قبورهم فيقال لهم اركبوا يا أولياء الله فيركبون صفا معتدلا أنت أمامهم إلى الجنة حتى إذا صاروا إلى الفحص ثارت في وجوههم ريح يقال لها المثيرة فتذري في وجوههم المسك الأذفر فينادون بصوت لهم نحن العلويون فيقال لهم إن كنتم العلويون فأنتم الآمنون و لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ

 كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد العباس عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان مثله

87-  فس، ]تفسير القمي[ أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قال بعلي فجعلناه وصيك قال و حين فتح مكة و دخلت قريش في الإسلام شرح الله صدره و سره وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ قال بعلي الحرب الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ أي أثقل ظهرك وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ قال تذكر إذا ذكرت و هو قول الناس أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ص ثم قال إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً قال ما كنت في العسر أتاك اليسر فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ قال فإذا فرغت من حجة الوداع فانصب أمير المؤمنين ع وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ

 و حدثنا محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله فَإِذا فَرَغْتَ من نبوتك فَانْصَبْ عليا ع وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ في ذلك

88-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر الفزاري بإسناده عن أبي جعفر ع في قوله تعالى أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قال أ لم نعلمك من وصيك

89-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أبو القاسم العلوي بإسناده عن أبي عبد الله ع فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ عليا للولاية

90-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الباقر و الصادق ع أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ أ لم نعلمك من وصيك فجعلناه ناصرك يذل عدوك الذي أنقض ظهرك و أخرج منه سلالة الأنبياء الذين يهتدون وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ فلا أذكر إلا ذكرت معي فَإِذا فَرَغْتَ من دنياك فَانْصَبْ عليا للولاية تهتدي به الفرقة

 عبد السلام بن صالح عن الرضا ع أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ يا محمد أ لم نجعل عليا وصيك وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ تقتل مقاتلة الكفار و أهل التأويل بعلي وَ رَفَعْنا لَكَ بذلك ذِكْرَكَ أي رفعنا مع ذكرك يا محمد له رتبة

 أبو حاتم الرازي أن جعفر بن محمد ع قرأ فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ قال فإذا فرغت من إكمال الشريعة فانصب لهم عليا إماما

91-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد العباس عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال قال سبحانه و تعالى أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ بعلي وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ فَإِذا فَرَغْتَ من نبوتك فَانْصَبْ عليا وصيا وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ في ذلك

 و روى أيضا محمد بن العباس عن محمد بن همام بإسناده عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن المهلبي عن سليمان قال قلت لأبي عبد الله ع قوله تعالى أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قال بعلي فاجعله وصيا قلت و قوله فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ قال إن الله أمره إذا فعل ذلك أن ينصب عليا وصيه

 و قال أيضا حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن أبي عبد الله ع قال قوله تعالى فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ عليا كان رسول الله ص حاجا فنزلت فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ عليا للناس

 و قال أيضا حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بإسناده إلى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ عليا بالولاية

 بيان اعلم أن قراء العامة اتفقوا على فتح الصاد من النصب بالتحريك بمعنى التعب و الاجتهاد و قيل في تأويله إذا فرغت من عبادة فعقبها بأخرى و قيل إذا فرغت من الغزو فانصب في العبادة أو من الصلاة فانصب في الدعاء و هو المروي عن الباقر و الصادق ع و المستفاد من تلك الأخبار أنه كان في قراءة أهل البيت ع بكسر الصاد من النصب بالسكون بمعنى الرفع و قد نسب الزمخشري هذه القراءة إلى الروافض و عدها من بدعهم و أبدى فيها نصبه و عصبيته و يمكن أن يكون قراءتهم أيضا بالفتح و يكون المراد الجد و الاهتمام و تحمل المشاق في نصب الوصي و يكون ما ذكروه بيانا لحاصل المعنى و لا يبعد مجيؤه في اللغة بالفتح أيضا بمعنى الكسر أي النصب و الرفع فإن كتب اللغة لم تشتمل على جميع اللغات

92-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخراساني معنعنا عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل على محمد ص بهذه الآية يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً في علي بن أبي طالب ع و البرهان رسول الله ص قوله فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ اعْتَصَمُوا بِهِ قال بولاية علي بن أبي طالب ع

93-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير معنعنا عن سلمان الفارسي رحمه الله قال قال رسول الله ص يا علي من برئ من ولايتك فقد برئ من ولايتي و من برئ من ولايتي فقد برئ من ولاية الله يا علي طاعتك طاعتي و طاعتي طاعة الله فمن أطاعك أطاعني و من أطاعني فقد أطاع الله و الذي بعثني بالحق لحبنا أهل البيت أعز من الجوهر و من الياقوت الأحمر و من الزمرد و قد أخذ الله ميثاق محبينا أهل البيت في أم الكتاب لا يزيد فيهم رجل و لا ينقص منهم رجل إلى يوم القيامة و هو قول الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فهو علي بن أبي طالب ع

94-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن الحسن بن إبراهيم الأوسي معنعنا عن جابر الأنصاري رضي الله عنه قال قال أبو جعفر ع عن قول الله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ يا جابر إن الله لا يغفر أن يشرك بولاية علي بن أبي طالب و طاعته و أما قوله وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ فإنه مع ولايته

  بيان الضمير في قوله بِهِ إما راجع إلى أمير المؤمنين ع أو إلى الله و يكون الشرك في الولاية بمنزلة الشرك بالله و الأخير أظهر

95-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ قال نزلت في رسول الله ص و علي بن أبي طالب ع وزيره حين أتاهم يستعينهم في القتيلين

 بيان الضمير في قوله أتاهم راجع إلى اليهود

 و هو إشارة إلى ما ذكره الطبرسي فيما ذكره من أسباب نزول الآية أن النبي ص دخل و معه جماعة من أصحاب على بني النضير و قد كانوا عاهدوه على ترك القتال و على أن يعينوه في الديات فقال ص رجل من أصحابي أصاب رجلين معهما أمان مني فلزمني ديتهما فأريد أن تعينوني فقالوا نعم اجلس حتى نطعمك و نعطيك الذي تسألنا و هموا بالفتك بهم فآذن الله به رسوله فأطلع النبي ص أصحابه على ذلك و انصرفوا و كان ذلك إحدى معجزاته انتهى

أقول يظهر من الخبر أنه لم يكن معه ص إلا أمير المؤمنين ع

96-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه قال ما في القرآن آية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي بن أبي طالب ع أميرها و شريفها و مقدمها و لقد عاتب الله جميع أصحاب النبي ص و ما ذكر عليا إلا بخير قال قلت و أين عاتبهم قال قوله إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ لم يبق أحد معه غير علي بن أبي طالب ع و جبرئيل

  -97  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ نزلت في مشركي العرب غير بني ضمرة و قوله وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ و المؤذن يومئذ من الله و رسوله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أذن بأربع كلمات بأن لا يدخل الجنة إلا مؤمن و لا يطوف بالبيت عريان و من كان بينه و بين النبي أجل فأجله إلى مدته و لكم أن تسيحوا في الأرض أربعة أشهر و في قوله ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ نزلت في العباس بن عبد المطلب و ابن أبي طلحة شيبة بن عثمان من بني عبد الدار و قوله أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ نزلت في العباس وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ نزلت في ابن أبي طلحة كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ نزلت في علي بن أبي طالب ع خاصة و قوله اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و أهل بيته خاصة

98-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي حمزة الثمالي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ فقال أبو جعفر ع ذلك قول أعداء الله لرسول الله ص من خلفه و هم يرون أن الله لا يسمع قولهم لو أنه جعل إماما غير علي أو بدله مكانه فقال الله ردا عليهم قولهم قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي يعني أمير المؤمنين ع إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ من ربي في علي فذلك قوله ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ

99-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال خرج رسول الله ص ذات يوم و هو راكب و خرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و هو يمشي فقال النبي ص يا أبا الحسن إما أن تركب و إما أن تنصرف فإن الله أمرني أن تركب إذا ركبت و تمشي إذا مشيت و تجلس إذا جلست إلا أن يكون حد من حدود الله لا بد لك من القيام و القعود فيه و ما أكرمني الله بكرامة إلا و قد أكرمك بمثلها خصني بالنبوة و الرسالة و جعلك ولي ذلك تقوم في صعب أموره و الذي بعثني بالحق نبيا ما آمن بي من كفر بك و لا أقر بي من جحدك و لا آمن بالله من أنكرك و إن فضلك من فضلي و فضلي لك فضل و هو قول ربي قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ و الله يا علي ما خلقت إلا ليعرف بك معالم الدين و دارس السبيل و لقد ضل من ضل عنك و لم يهتد إلى الله من لم يهتد إليك و هو قول ربي وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى إلى ولايتك و لقد أمرني أن أفترض من حقك ما أمرني أن أفترضه من حقي فحقك مفروض على من آمن بي كافتراض حقي عليه و لولاك لم يعرف حزب الله و بك يعرف عدو الله و لو لم يلقوه بولايتك ما لقوه بشي‏ء و إن مكاني لأعظم من مكان من تبعني و لقد أنزل الله فيك يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ فلو لم أبلغ ما أمرت به لحبط عملي ما أقول لك إلا ما يقول ربي و إن الذي أقول لك لمن الله نزل فيك فإلى الله أشكو تظاهر أمتي عليك بعدي أما إنه يا علي ما ترك قتالي من قاتلك و لا سلم لي من نصب لك و إنك لصاحب الأكواب و صاحب المواقف المحمودة في ظل العرش أينما أوقف فتدعى إذا دعيت و تحيا إذا حييت و تكسى إذا كسيت حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ على من لم يصدق قولي فيك و حقت كلمة الرحمة لمن صدقني و ما اغتابك مغتاب و لا أعان عليك إلا هو في حزب إبليس و من والاك و والى من هو منك من بعدك كان من حزب الله و حزب الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ

100-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسن بن علي معنعنا عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص سألت ربي مؤاخاة علي بن أبي طالب و مؤازرته و إخلاص قلبه و نصيحته فأعطاني قال فقال رجل من أصحابه يا عجبا لمحمد يقول سألت مؤاخاة علي بن أبي طالب و مؤازرته و إخلاص قلبه عن ربي فأعطاني ما كان بالذي يدعو ابن عمه إلى شي‏ء إلا أجابه إليه و الله لشنة بالية فيها صاع من تمر أحب إلي مما سأل محمد ربه ملكا يعينه أو كنزا يستعين به على عدوه قال فبلغ ذلك النبي ص فضاق من ذلك ضيقا شديدا قال فأنزل الله تعالى فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ إلى آخر الآية قال فكان النبي ص تسلى ما بقلبه

  -101  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسن بن الحكم معنعنا عن جعفر بن محمد ع قال إن إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه دعا ربه فقال رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ فنالت دعوته النبي ص فأكرمه الله بالنبوة و نالت دعوته أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فاستخصه الله بالإمامة و الوصية

102-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ قال بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و قال الله تعالى يا إبراهيم إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ إبراهيم وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ قال الظالم من أشرك بالله و ذبح للأصنام فلم يبق أحد من القريش و العرب من قبل أن يبعث النبي ص إلا و قد أشرك بالله و عبد الأصنام و ذبح لها ما خلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فإنه من قبل أن يجري عليه القلم أسلم فلا يكون إمام أشرك بالله و ذبح للأصنام لأن الله تعالى قال لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ

103-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن القاسم معنعنا عن أبي حمزة الثمالي عن جعفر الصادق ع قال قرأ جبرئيل ع على محمد ص هذه الآية هكذا و إذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين

  -104  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعنا عن جابر الجعفي قال قال أبو جعفر ع قال الله تعالى وَ لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا قال يعني و لقد ذكرنا عليا في كل آية فأبوا ولايته وَ ما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً

105-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الأزدي معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى إن ترك ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أعماه الله تعالى و أصمه عن النداء

106-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد معنعنا عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ قال علي بن أبي طالب ع إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً

 بيان أي ضرب هذا المثل لأمير المؤمنين ع و من غصب حقه فإن من أقر بإمامته و تبعه فقد دعا الله بالجهة التي أمره بها و من أنكر إمامته و تبع غيره فقد أعرض عن عونه تعالى و فضله و اتكل على دعوة الذين لن يخلقوا ذبابا فهم لا يقدرون على نصره و إنقاذه من عذاب الله

107-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل على محمد ص بهذه الآية وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ قال تفسيرها في علي بن أبي طالب ع و لقد أرادوا أن يردوك عن الذي أوحينا إليك في علي إن الله أوحى إليه أن يأمرهم بولاية علي بن أبي طالب ع

  -108  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي هاشم قال كنت مع جعفر بن محمد ع في المسجد الحرام فصعد الوالي يخطب يوم الجمعة فقال إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً فقال جعفر ع يا أبا هاشم لقد قال ما لا يعرف تفسيره قال و سلموا الولاية لعلي تسليما

109-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ فرات معنعنا عن أبي حمزة الثمالي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ قال إنما أعظكم بولاية علي هي الواحدة التي قال الله تعالى إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن الثمالي مثله

 بيان يحتمل هذا التأويل وجهين الأول أن يكون الباء في قوله بِواحِدَةٍ للسببية و قوله أَنْ تَقُومُوا مفعول أَعِظُكُمْ و الثاني أن يكون قوله أَنْ تَقُومُوا بدل اشتمال من الواحدة أي أعظكم بالولاية بالتفكر في الجنة التي تنسبونها إليه ص بسببها كما مر أنهم كانوا يقولون إنه صار مجنونا في محبة ابن عمه

110-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الأحمسي عن مخول عن أبي مريم قال سمعت أبان بن تغلب يسأل جعفرا ع عن قول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا قال استقاموا بولاية علي بن أبي طالب ع

111-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد الجعفي عن الحسين بن علي بن أحمد العلوي قال بلغني عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال لداود الرقي يا داود أيكم تنال قطب السماء الدنيا فو الله إن أرواحنا و أرواح النبيين لتنال العرش كل ليلة جمعة يا داود قرأ أبي محمد بن علي ع حم السجدة حتى إذا بلغ فهم لا يسمعون قال نزل جبرئيل على رسول الله ص أن الإمام بعدك علي ع حتى قرأ حم السجدة حتى بلغ فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ عن ولاية علي ع فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ حتى عامِلُونَ

112-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ زيد بن حمزة معنعنا عن إبراهيم بن الهيثم قال سمعت خالي يقول قال سعيد بن جبير ما خلق الله عز و جل رجلا بعد النبي ص أفضل من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال الله عز و جل فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ قال إلى ولاية علي بن أبي طالب ع رواه ابن عباس

113-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن أحمد معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ قال الكتاب القرآن و الحكمة ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

114-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن حمدون معنعنا عن كعب بن عجرة قال ابن مسعود رضي الله عنه غدوت إلى رسول الله في مرضه الذي قبض فيه فدخلت المسجد و الناس أحفل ما كانوا كان على رءوسهم الطير إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع حتى سلم على رسول الله ص فتغامز به بعض من كان عنده فنظر إليهم النبي ص فقال أ لا تسألون عن أفضلكم قالوا بلى يا رسول الله قال أفضلكم علي بن أبي طالب أقدمكم إسلاما و أوفركم إيمانا و أكثركم علما و أرجحكم حلما و أشدكم لله غضبا و أشدكم نكاية في الغزو و الجهاد فقال له بعض من حضر يا رسول الله و إن عليا قد فضلنا بالخير كله فقال رسول الله أجل هو عبد الله و أخو رسول الله فقد علمته علمي و استودعته سري و هو أميني على أمتي فقال بعض من حضر لقد أفتن علي رسول الله حتى لا يرى به شيئا فأنزل الله الآية فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

 بيان في القاموس حفل القوم حفلا اجتمعوا و قال الجزري في صفة الصحابة كأن على رءوسهم الطير وصفهم بالسكون و الوقار و أنهم لم يكن فيهم طيش و لا خفة لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شي‏ء ساكن و قال البيضاوي بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ أيكم الذي فتن بالجنون و الباء مزيدة أو بأيكم الجنون على أن المفتون مصدر أو بأي الفريقين منكم المجنون أ بفريق المؤمنين أو فريق الكافرين أي في أيهما يوجد من يستحق هذا الاسم

115-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعنا عن جعفر ع قال نزلت الآيات كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ إلى قوله الْمُقَرَّبُونَ و هي خمس آيات في النبي ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم الصلاة و السلام

116-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ معنعنا عن أبي عبد الله ع أنه كان يقرأ هذه الآية بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ أي بكل أمر إلى محمد و علي سلام

 بيان ظاهره مخالف للقراءة المشهورة و قرئ في الشواذ من كل امرئ بالهمزة و فيه تكلف و يحتمل أن يكون المعنى أنه ع كان يقول بعد قراءة الآية هذا التفسير و هو أظهر

117-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر معنعنا عن أبي جعفر ع و عن علي بن محمد الزهري معنعنا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء و انتهيت إلى سدرة المنتهى شممت و هبت منها ريح نبقها فقلت لجبرئيل ما هذا فقال هذه سدرة المنتهى اشتاقت إلى ابن عمك حين نظرت إليك فسمعت مناديا ينادي من عند ربي محمد خير الأنبياء و المرسلين و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خير الأولياء عليهم الصلاة و السلام و أهل ولايته خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عن علي و أهل ولايته هم المخصوصون برحمة الله الملبسون نور الله المقربون إلى الله طوبى لهم ثم طوبى يغبطهم الخلائق يوم القيامة بمنزلتهم عند ربهم

118-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع في قول الله تبارك و تعالى الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ قال نزلت في رسول الله ص و علي و حمزة و جعفر و جرت في الحسين ع

119-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عمار بن سويد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في هذه الآية فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ فقال إن رسول الله ص لما نزل قديد قال لعلي ع يا علي إني سألت ربي أن يوالي بيني و بينك ففعل و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل فقال رجلان من قريش و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه فهلا سأل ربه ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستغني به عن فاقته و الله ما دعاه إلى حق و لا باطل إلا أجابه إليه فأنزل الله تبارك و تعالى فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ إلى آخر الآية

120-  شي، ]تفسير العياشي[ عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما ع في قوله وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ قال هو أمير المؤمنين ع

121-  فس، ]تفسير القمي[ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ يعني ضلوا في أمير المؤمنين ع وَ يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ يعني أخرجوا الناس من ولاية أمير المؤمنين ع

122-  فس، ]تفسير القمي[ وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها قال أصلحها برسول الله و بأمير المؤمنين فأفسدوها حين تركوا أمير المؤمنين ع

123-  شي، ]تفسير العياشي[ عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع في قول الله يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْ‏ءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَ كُفْراً قال هو ولاية أمير المؤمنين ع

124-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الثمالي عن أبي جعفر ع في قول الله وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ قال لو بدل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه

125-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ يعني أمير المؤمنين ع

126-  شي، ]تفسير العياشي[ عن زيد بن الجهم عن أبي عبد الله قال لما سمعته يقول سلموا على علي ع بإمرة المؤمنين قال رسول الله ص للأول قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقال أ من الله أو من رسول الله فقال نعم من الله و من رسوله ثم قال لصاحبه قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقال من الله أو من رسوله قال نعم من الله و من رسوله ثم قال يا مقداد قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين قال فلم يقل ما قال صاحباه ثم قال قم يا با ذر فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقام و سلم ثم قال قم يا سلمان و سلم على علي بإمرة المؤمنين فقام و سلم قال حتى إذا خرجا و هما يقولان لا و الله لا نسلم له ما قال أبدا فأنزل الله تبارك و تعالى على نبيه وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا بقولكم أ من الله أو من رسوله إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم قال قلت جعلت فداك إنما نقرؤها أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ فقال ويحك يا زيد و ما أربى أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ يعني عليا وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها بعد ما سلمتم على علي بإمرة المؤمنين وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يعني عليا وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ثم قال لي لما أخذ رسول الله ص بيد علي فأظهر ولايته قالا جميعا و الله ليس هذا من تلقاء الله و لا هذا إلا شي‏ء أراد أن يشرف به ابن عمه فأنزل الله عليه وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَ إِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ يعني فلانا و فلانا وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ يعني عليا وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ يعني عليا فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ

 بيان قال البيضاوي أنكاثا طاقات نكثت فتلها جمع نكث و انتصابه على الحال من غزلها أو المفعول الثاني لنقضت و قوله تَتَّخِذُونَ حال من الضمير في وَ لا تَكُونُوا أو في الجار الواقع موقع الخبر أي و لا تكونوا مشبهين بامرأة هذا شأنها متخذي أيمانكم مفسدة و دخلا بينكم و أصل الدخل ما يدخل الشي‏ء و لم يكن منه و قال لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ أي بيمينه ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ أي نياط قلبه بضرب عنقه و قيل اليمين بمعنى القوة

127-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن ابن مسكان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع في قوله إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ الآية قال يعني ولاية أمير المؤمنين ع

128-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن علي بن العباس عن حسن بن محمد عن حسين بن علي بن بهيش عن موسى بن أبي العنبر عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر ع في قوله تعالى يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ قال قال علي ع أنا جنب الله و أنا حسرة الناس يوم القيامة

 بيان المراد بالجنب إما الجانب أي هو الجانب الذي من أراد الله يتوجه إليه أو هو في القرب من الله بمنزلة من كان بجنب آخر كقوله وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ أو أن من أراد قرب رجل يجلس إلى جنبه فهو بمنزلة جنبه تعالى في أنه من أراد القرب منه تعالى يجلس إليه و يتعلم منه و يأخذ من آدابه و قد مر الكلام فيه و في أمثاله في كتاب الإمامة و كتاب التوحيد

129-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن هشام بن علي عن إسماعيل بن علي المعلم عن بدل بن الحسين عن شعبة عن أبان بن تغلب عن مجاهد قال قوله عز و جل أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ نزلت في علي و حمزة

 و روى الحسين بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمد بن علي عن أبي عبد الله ع قال الموعود علي بن أبي طالب ع وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا و وعده الجنة له و لأوليائه في الآخرة

130-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ الحسن بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن جده عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قال كل شي‏ء هالك إلا ما أريد به وجه الله و وجه الله علي ع

131-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن الحسين عن محمد بن وهبان عن محمد بن علي بن وخيم عن العباس بن محمد عن أبيه عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن جابر الجعفي أنه سأل جعفر بن محمد ع عن تفسير قوله تعالى وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ فقال ع إن الله سبحانه لما خلق إبراهيم كشف له بصره فنظر فرأى نورا إلى جنب العرش فقال إلهي ما هذا النور فقال هذا نور محمد صفوتي من خلقي و رأى نورا من جنبه فقال إلهي ما هذا النور فقال نور علي بن أبي طالب ع ناصر ديني و رأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار فقال إلهي ما هذه الأنوار فقيل له هذا نور فاطمة فطمت محبيها من النار و نور ولديها الحسن و الحسين قال إلهي و أرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم قيل يا إبراهيم هؤلاء الأئمة من ولد علي و فاطمة فقال إبراهيم إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلا عرفتني من التسعة قيل يا إبراهيم أولهم علي بن الحسين و ابنه محمد و ابنه جعفر و ابنه موسى و ابنه علي و ابنه محمد و ابنه علي و ابنه الحسن و الحجة القائم ابنه فقال إبراهيم إلهي و سيدي أرى أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلا أنت فقيل يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال إبراهيم و بما تعرف شيعته قال بصلاة إحدى و خمسين و الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم و القنوت قبل الركوع و التختم في اليمين فعند ذلك قال إبراهيم اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين قال فأخبر الله تعالى في كتابه فقال وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ

132-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن عبيد بن مسلم عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن الحسن بن إسماعيل الأفطس عن أبي موسى المشرقاني قال كنت عنده و حضره قوم من الكوفيين فسألوه عن قول الله عز و جل لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ فقال ليس حيث تذهبون إن الله عز و جل حيث أوصى إلى نبيه ص أن يقيم عليا للناس علما اندس إليه معاذ بن جبل فقال أشرك في ولايته الأول و الثاني حتى يسكن الناس إلى قوله و يصدقوك فلما أنزل الله عز و جل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ شكا رسول الله ص إلى جبرئيل فقال إن الناس يكذبوني و لا يقبلون مني فأنزل الله تعالى لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ففي هذا نزلت هذه الآية و لم يكن الله ليبعث رسولا إلى العالم و هو صاحب الشفاعة في العصاة يخاف أن يشرك بربه كان رسول الله ص أوثق عند الله من أن يقول لئن أشركت بي و هو جاء بإبطال الشرك و رفض الأصنام و ما عبد مع الله و إنما عنى الشرك من الرجال في الولاية فهذا معناه

 بيان اندس أي بعث إليه دسيسا و جاسوسا ليستعلم الحال و يخبرهم قال الفيروزآبادي الدس الإخفاء و الدسيس من تدسه ليأتيك بالأخبار

  -133  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن شمر قال قال أبو عبد الله ع أمر رسول الله ص أبا بكر و عمر و عليا ع أن يمضوا إلى الكهف و الرقيم فيسبغ أبو بكر الوضوء و يصف قدميه و يصلي ركعتين و ينادي ثلاثا فإن أجابوه و إلا فليقل مثل ذلك عمر فإن أجابوه و إلا فليقل مثل ذلك علي ع فمضوا و فعلوا ما أمرهم به رسول الله ص فلم يجيبوا أبا بكر و لا عمر فقام علي ع و فعل ذلك فأجابوه و قالوا لبيك لبيك ثلاثا فقال لهم لم لم تجيبوا صوت الأول و الثاني و أجبتم الثالث فقالوا إنا أمرنا أن لا نجيب إلا نبيا أو وصيا ثم انصرفوا إلى النبي ص فسألهم ما فعلوا فأخبروه فأخرج رسول الله ص صحيفة حمراء فقال لهم اكتبوا شهادتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم و سمعتم فأنزل الله عز و جل سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ يوم القيامة

 و قال أيضا حدثنا الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد بن عيسى عن أبي بصير قال ذكر أبو جعفر ع الكتاب الذي تعاقدوا عليه في الكعبة و أشهدوا و ختموا عليه بخواتيمهم فقال يا با محمد إن الله أخبر نبيه بما صنعوه قبل أن يكتبوه و أنزل الله فيه كتابا قلت أنزل الله فيه كتابا قال أ لم تسمع قوله تعالى سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ قوله تعالى وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ تأويله قال محمد بن العباس حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد البرقي عن أبي أسلم عن أبي أيوب البزاز عن جابر عن أبي جعفر ع قال وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ آل محمد حقهم أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ و هذا جواب لمن تقدم ذكرهم أمام هذه الآية و هو قوله عز و جل وَ مَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَ إِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ فيقال لهم عقيب ذلك وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ أي هذا اليوم إِذْ ظَلَمْتُمْ آل محمد حقهم أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ التابع منكم و المتبوع و أصول الظلم و الفروع قوله تعالى فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تأويله قال محمد بن العباس حدثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد بن علي بن هلال عن الحسن بن وهب عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ قال علي بن أبي طالب ع وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ قال محمد بن العباس حدثنا محمد بن القاسم عن حسين بن حكم عن حسين بن نصير عن أبيه عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن علي ع قال قرأ هذه الآية فقال فنحن قومه

 134-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا جاء من طريق العامة و الخاصة

 فمن ذلك ما رواه محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الحسني عن علي بن إبراهيم القطان عن عباد بن يعقوب عن محمد بن فضل عن محمد بن سوقة عن عبد الله بن مسعود قال قال لي رسول الله ص في حديث الإسراء فإذا ملك قد أتاني فقال يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما ذا بعثتم فقلت لهم معاشر الرسل و النبيين على ما ذا بعثكم الله قبلي قالوا على ولايتك يا محمد و ولاية علي بن أبي طالب ع

 و يؤيده ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله إلى محمد بن حمران قال حدثنا محمد بن السائب عن ابن عباس قال قال رسول الله ص لما عرج بي إلى السماء و انتهيت في المسير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال لي جبرئيل يا محمد هذا البيت المعمور خلقه الله قبل خلق السماوات و الأرض بخمسين ألف عام فصل فيه فقمت للصلاة و جمع الله النبيين و المرسلين فصفهم جبرئيل فصليت بهم فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك سل الرسل على ما أرسلتم من قبلي قلت معاشر الأنبياء و الرسل على ما ذا بعثكم ربي قبلي قالوا على ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب و ذلك قوله وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا

 و من طريق العامة عن أبي نعيم الحافظ عن محمد بن جميل يرفعه عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا قال النبي ص لما جمع الله بيني و بين الأنبياء ليلة الإسراء قال الله تعالى سلهم يا محمد على ما بعثتم قالوا بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله و الإقرار بنبوتك و على الولاية لعلي بن أبي طالب ع

 مد، ]العمدة[ من كتاب الاستيعاب لابن عبد البر أقول، روى العلامة في كشف الحق عن ابن عبد البر و غيره من علماء المخالفين مثله

135-  كشف، ]كشف الغمة[ مما أخرجه العز المحدث الحنبلي روي عن ابن مسعود قال قال لي رسول الله ص أتاني ملك فقال يا محمد وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا على ما بعثوا قال قلت على ما بعثوا قال على ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب ع

 بيان روى النيسابوري عن الثعلبي عن ابن مسعود مثله ثم قال و لكنه لا يطابق قوله تعالى أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ

 أقول يمكن توجيهه بوجوه الأول أن يكون على سبيل الاختصار بجزء الكلام فإن السؤال على بعض الأخبار كان عن التوحيد و النبوة و الولاية فقوله أَ جَعَلْنا بيان لسؤال التوحيد و طوي الأخيران فبينهما الرسول ص و مثله كثير في الآيات إذ كثيرا ما يذكر جزء من القصة في موضع و جزء منها في موضع آخر و نظيره قوله أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ و محمد نبيكم و علي إمامكم كما مر و أما الأخبار التي اقتصر فيها على الأخيرين فإنما اكتفي فيها بذكر ما لم يذكر في الآية الكريمة لعدم الحاجة إلى ذكر ما هو مصرح فيها. الثاني أن يكون ما ذكر في الآية إشارة إلى الشهادات الثلاث تصريحا و تلويحا فأما دلالته على الشهادة بالوحدانية فظاهر و أما على الأخيرين فلأن نصب خلفاء الجور و متابعتهم في مقابلة أئمة الحق نوع من الشرك و طاعة من نهى الله عن طاعته نوع من عبادة غير الله كما قال الله تعالى أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ و قال اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ و قال أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ و مثل ذلك كثير. الثالث ما ذكره صاحب إحقاق الحق حيث قال يمكن أن يكون الجعل في الجملة الاستفهامية بمعنى الحكم كما صرح به النيشابوري و يكون الجملة حكاية عن قول الرسول صلوات الله عليهم و تأكيدا لما أضمر في الكلام من الإقرار ببعثهم على الشهادة المذكورة بأن يكون المعنى أن الشهادة المذكورة لا يمكن التوقف فيها إلا لمن جعل من دون الرحمن آلهة يعبدون و نظير هذا الإضمار واقع في القرآن في قوله تعالى أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا غاية الأمر أن يكون ما نحن فيه من الآية لخفاء القرينة على تعيين المحذوف من المتشابهات التي لا يعلم معناها إلا بتوقيف من الله تعالى على لسان رسوله انتهى. أقول الوجهان الأولان اللذان خطرا بالبال عندي أظهر و الله يعلم

136-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ الآية

 قال محمد بن العباس حدثنا أحمد المتولي عن محمد بن حماد الشامي عن الحسين بن أسد عن علي بن إسماعيل المثنى عن الفضل بن الزبير عن أبي داود عن بريدة الأسلمي أن النبي ص قال لبعض أصحابه سلموا على علي بإمرة المؤمنين فقال رجل من القوم لا و الله لا تجتمع النبوة و الخلافة في أهل بيت أبدا فأنزل الله تعالى هذه الآية

 و يؤيده ما روي عن عبد الله بن عباس أنه قال إن رسول الله ص أخذ عليهم الميثاق لأمير المؤمنين ع مرتين الأولى حين قال أ تدرون من وليكم من بعدي قالوا الله و رسوله أعلم قال صالح المؤمنين و أشار بيده إلى علي بن أبي طالب ع و قال هذا وليكم من بعدي و الثانية يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه و كانوا قد أسروا في أنفسهم و تعاقدوا أن لا يرجع إلى آل محمد هذا الأمر و لا يعطوهم الخمس فأطلع الله نبيه ص على أمرهم و أنزل عليه هذه الآية

137-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ قوله تعالى وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إلى وَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ تأويله قال محمد بن العباس حدثنا محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن زيد عن آبائه ع قال نزل جبرئيل على النبي ص فقال يا محمد يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك فقال يا جبرئيل لا حاجة لي فيه فخاطبه ثلاثا ثم قال يا محمد إن منه الأئمة و الأوصياء قال و جاء النبي ص إلى فاطمة ع فقال لها إنك تلدين ولدا تقتله أمتي من بعدي فقالت لا حاجة لي فيه فخاطبها ثلاثا ثم قال لها إن منه الأئمة و الأوصياء فقالت نعم يا أبت فحملت بالحسين ع فحفظها الله و ما في بطنها من إبليس فوضعته لستة أشهر لم يسمع بمولود ولد لستة أشهر إلا الحسين و يحيى بن زكريا ع فلما وضعته وضع النبي ص لسانه في فيه فمصه و لم يرضع من أنثى حتى نبتت لحمه و دمه من ريق رسول الله ص و هو قول الله تعالى وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً

138-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن ابن فضيل عن أبي حمزة عن جابر عن أبي جعفر ع قوله تعالى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ في علي فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ قوله تعالى فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ و روى محمد بن العباس عن محمد بن أحمد الكاتب عن حسين بن خزيمة الرازي عن عبد الله بن بشير عن أبي هوذة عن إسماعيل بن عياش عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في هذه الآية قال نزلت في بني هاشم و بني أمية قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ الآية تأويله ما رواه محمد بن العباس عن علي بن سليمان الزراري عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع في هذه الآية قال هو سبيل علي ع

 بيان أي الهدى هو سبيل علي ع و يحتمل أن يكون تفسيرا للسبيل المذكور في الآيات السابقة

139-  كنز قوله تعالى ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ الآية

 روى محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن جابر بن يزيد قال سألت أبا جعفر ع عن هذه الآية قال و كرهوا عليا و كان علي رضا الله و رضا رسوله أمر الله بولايته يوم بدر و يوم حنين و ببطن نخلة و يوم التروية نزلت فيه اثنتان و عشرون آية في الحجة التي صد فيها رسول الله عن المسجد الحرام بالجحفة و بخم

140-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن محمد بن سعد عن محمد بن هارون عن محمد بن مالك عن أحمد بن فضيل عن غالب الجهني عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي صلوات عليهم أجمعين قال قال لي رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي عز و جل فقال لي يا محمد فقلت لبيك ربي و سعديك قال قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك قلت ربي عليا قال صدقت يا محمد فهل اخترت لنفسك خليفة يؤدي عنك و يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون قال قلت لا فاختر لي فإن خيرتك خير لي قال لقد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيا قد نحلته علمي و حلمي و هو أمير المؤمنين ع حقا لم ينلها أحد قبله و ليست لأحد بعده يا محمد علي راية الهدى و إمام من أطاعني و نور أوليائي و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد قال فبشره بذلك فقال علي ع أنا عبد الله و في قبضته إن يعاقبني فبذنبي لم يظلمني و إن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي فقال النبي ص اللهم ابل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان بك قال الله تعالى قد فعلت ذلك يا محمد غير أني مختصة من البلاء بما لا أختص به أحدا من أوليائي قال قلت ربي أخي و صاحبي قال إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى و مبتلى به و لو لا علي لم تعرف أوليائي و لا أولياء رسلي

 بيان قال في النهاية في حديث الدعاء اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي جعله ربيعا له لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان و يميل إليه

141-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا الآية

 تأويله قال محمد بن العباس حدثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم عن محمد بن علي عن جعفر بن عباس عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس أنه قال في قول الله تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ قال ابن عباس ذهب علي بشرفها و فضلها

142-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ قوله تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ الآية تأويله حديث لطيف و خبر طريف و هو ما نقله ابن شهرآشوب في كتابه مرفوعا عن رجاله عن ابن عباس أنه قال أهدى رجل إلى رسول الله ص ناقتين عظيمتين سمينتين فقال للصحابة هل فيكم أحد يصلي ركعتين بوضوئهما و قيامهما و ركوعهما و سجودهما و خشوعهما و لم يهتم فيهما بشي‏ء من أمور الدنيا و لا يحدث قلبه بفكر الدنيا أهدي إليه إحدى هاتين الناقتين فقالها مرة و مرتين و ثلاثا فلم يجبه أحد من أصحابه فقام إليه أمير المؤمنين فقال أنا يا رسول الله أصلي الركعتين أكبر التكبيرة الأولى إلى أن أسلم منها لا أحدث نفسي بشي‏ء من أمور الدنيا فقال صل يا علي صلى الله عليك قال فكبر أمير المؤمنين ع و دخل في الصلاة فلما سلم من الركعتين هبط جبرئيل ع على النبي ص فقال يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك أعطه إحدى الناقتين فقال رسول الله ص أنا شارطته أن يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشي‏ء من أمور الدنيا أن أعطيه إحدى الناقتين و إنه جلس في التشهد فتفكر في نفسه أيهما يأخذ فقال جبرئيل يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك تفكر أيهما يأخذ أسمنهما فينحرها فيتصدق بها لوجه الله تعالى فكان تفكره لله تعالى لا لنفسه و لا للدنيا فبكى رسول الله ص و أعطاه كلتيهما فنحرهما و تصدق بهما فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية يعني به أمير المؤمنين ع أنه خاطب نفسه في صلاته لله تعالى لم يتفكر فيهما بشي‏ء من أمور الدنيا

  -143  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ قوله تعالى إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ تأويله ما روي عن محمد البرقي عن سيف بن عميرة عن أخيه عن أبيه عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قوله تعالى إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ في علي و هكذا نزلت

144-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى محمد بن العباس عن محمد بن همام عن عيسى بن داود بإسناده يرفعه إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده علي ع في قوله عز و جل إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى قال النبي ص لما أسري به إلى ربه قال وقف بي جبرئيل عند شجرة عظيمة لم أر مثلها على كل غصن منها ملك و على كل ورقة منها ملك و على كل ثمرة منها ملك و قد تجللها نور من نور الله تعالى فقال جبرئيل هذه سدرة المنتهى كان ينتهي الأنبياء قبلك إليها ثم لا يجاوزونها و أنت تجوزها إن شاء الله ليريك من آياته الكبرى فاطمئن أيدك الله بالثبات حتى تستكمل كرامات ربك و تصير إلى جواره ثم صعد بي إلى تحت العرش فدنا إلى رفرف أخضر فرفعني الرفرف بإذن الله إلى ربي فصرت عنده و انقطع عني أصوات الملائكة و دويهم و ذهبت المخاوف و الروعات و هدأت نفسي و استبشرت و جعلت أنتبه و أنقبض و وقع علي السرور و الاستبشار و ظننت أن جميع الخلق قد ماتوا و لم أر غيري أحدا من خلقه فتركني ما شاء ثم رد علي روحي فأفقت و كان توفيقا من ربي أن غمضت عيني فكل بصري فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني بل أبعد و أبلغ فذلك قوله تعالى ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى و إنما كنت أبصر من خيط الإبرة نورا بيني و بين ربي لا تطيقه الأبصار فناداني ربي فقال الله تبارك و تعالى يا محمد قلت لبيك ربي و سيدي و إلهي لبيك قال هل عرفت قدرك عندي و موضعك و منزلتك لدي قلت نعم يا سيدي قال يا محمد هل عرفت موقعك مني و موقع ذريتك قلت نعم يا سيدي قال فهل تعلم يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى قلت يا رب أنت أعلم و أحكم و أنت علام الغيوب قال اختصموا في الدرجات و الحسنات فهل تدري ما الدرجات و الحسنات قلت أنت أعلم سيدي و أحكم قال إسباغ الوضوء في المفروضات و المشي بالأقدام إلى الجماعات معك و مع الأئمة من ولدك و انتظار الصلاة بعد الصلاة و إفشاء السلام و إطعام الطعام و التهجد بالليل و الناس نيام ثم قال آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ قلت وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ قال صدقت يا محمد لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ فقلت رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ قال ذلك لك يا محمد و لذريتك يا محمد قلت لبيك ربي و سعديك سيدي و إلهي قال أسألك عما أنا أعلم به منك من خلفت في الأرض بعدك قلت خير أهلها أخي و ابن عمي و ناصر دينك و الغاضب لمحارمك إذا استحلت و هتكت غضب النمر إذا أغضب علي بن أبي طالب قال صدقت يا محمد اصطفيتك بالنبوة و بعثتك بالرسالة و امتحنت عليا بالشهادة على أمتك و جعلته حجة في الأرض معك و بعدك و هو نور أوليائي و ولي من أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين يا محمد و زوجته فاطمة فإنه وصيك و وارثك و وزيرك و غاسل عورتك و ناصر دينك و المقتول على سنتي و سنتك يقتله شقي هذه الأمة قال رسول الله ص ثم إن ربي أمرني بأمور و أشياء و أمرني أن أكتمها

 و لم يؤذن لي في إخبار أصحابي ثم هوى بي الرفرف فإذا أنا بجبرئيل يتناولني منه حتى صرت إلى سدرة المنتهى فوقف بي تحتها ثم أدخلني جنة المأوى فرأيت مسكني و مسكنك يا علي فيها فبينما جبرئيل يكلمني إذ علاني نور الله فنظرت من مثل مخيط الإبرة إلى ما كنت نظرت إليه في المرة الأولى فناداني ربي جل جلاله يا محمد قلت لبيك ربي و إلهي و سيدي قال سبقت رحمتي غضبي لك و لذريتك أنت صفوتي من خلقي و أنت أميني و حبيبي و رسولي و عزتي و جلالي لو لقيني جميع خلقي يشكون فيك طرفة عين أو ينقصونك أو ينقصون صفوتي من ذريتك لأدخلنهم ناري و لا أبالي يا محمد علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم أبو السبطين المقتولين ظلما ثم فرض علي الصلاة و ما أراد تبارك و تعالى و قد كنت قريبا منه في المرة الأولى مثل ما بين كبد القوسين إلى سيته فذلك قوله تعالى قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى من ذلك

145-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ قوله تعالى عَلَّمَهُ الْبَيانَ تأويله ما رواه محمد بن العباس عن الحسن بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن غير واحد عن أبي عبد الله ع قال سورة الرحمن نزلت فينا من أولها إلى آخرها

 و يؤيده ما رواه أيضا عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن قول الله تعالى الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ قال الله علم القرآن قلت فقوله خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ قال ذلك أمير المؤمنين علمه الله تعالى بيان كل شي‏ء يحتاج إليه الناس

146-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى محمد بن العباس عن أحمد بن عبد الرحمن عن محمد بن سليمان بن بزيع عن جميع بن المبارك عن إسحاق بن محمد عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع أنه قال إن النبي ص قال لفاطمة ع إن زوجك يلاقي بعدي كذا و كذا فخبرها بما يلقى بعده فقالت يا رسول الله أ لا تدعو الله أن يصرف ذلك عنه فقال قد سألت الله ذلك له فقال إنه مبتلى و مبتلى به فهبط جبرئيل ع فقال قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها الآية

147-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى الشيخ الطوسي عن عبد الواحد بن الحسن عن محمد بن محمد الجويني رفعه إلى النبي ص أنه قال لمبارزة علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة و هي التجارة المربحة المنجية يقول الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ الآية

148-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسن بن محمد عن محمد بن علي الكناني عن حسين بن وهب عن عيسى بن هشام عن داود بن سرحان قال سألت جعفر بن محمد ع عن قوله تعالى فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا قال ذلك علي ع إذا رأوا منزلته و مكانه من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولايته

149-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي عن رجاله بإسناده يرفعه إلى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن موسى ع قال سألته عن قوله تعالى ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ قال ن اسم لرسول الله ص و الْقَلَمِ اسم لأمير المؤمنين ع

150-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن علي بن العباس عن حسن بن محمد عن يوسف بن كليب عن خالد عن جعفر بن عمر عن حنان عن أبي أيوب الأنصاري قال لما أخذ النبي ص بيد علي ع فرفعها و قال من كنت مولاه فعلي مولاه قال الناس إنما افتتن بابن عمه و نزلت فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

151-  أقول، روى ابن بطريق في المستدرك بإسناده عن أبي نعيم بإسناده عن الأعمش عن ابن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين يأمرنا الله بمودتهم قال علي و فاطمة و أولادهما قوله تعالى وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى أبو نعيم بإسناده إلى عون بي أبي جحيفة عن أبيه عن علي بن أبي طالب ع قال إلى ولايتنا

 و بإسناده عن عمرو بن علي بن رفاعة قال سمعت علي بن عبد الله بن العباس يقول وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ علي بن أبي طالب ع

 و بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ يعني أبا جهل إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ذكر عليا ع و سلمان قوله وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ ذكر عليا و سلمان وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ إلى قوله وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ قال علي و سلمان

 و بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس قال وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ نزلت في رسول الله ص و علي ع خاصة و هما أول من صلى و ركع

152-  يف، ]الطرائف[ الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في قوله تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بإسناده إلى ابن عباس قال أهل الذكر يعني أهل بيت محمد علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع أهل العقل و العلم و البيان هم أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة لهذا

 و روي أيضا من طريق آخر عن سفيان الثوري عن السدي عن الحارث بأتم من هذه الألفاظ أقول روى العلامة رحمه الله أيضا بالإسنادين ثم قال السيد و من ذلك أيضا ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن في كتابه المذكور بإسناده إلى قتادة عن الحسن البصري قال كان يقرأ هذا الحرف صراط علي مستقيم فقلت للحسن و ما معناه قال يقول هذا طريق علي بن أبي طالب ع و دينه طريق و دين مستقيم فاتبعوه و تمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه

 و من ذلك ما رواه أيضا محمد بن مؤمن في كتابه في تفسير قوله تعالى وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ

 بإسناده إلى أنس بن مالك قال سألت رسول الله ص وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ قال إن الله تعالى خلق آدم من طين كيف شاء ثم قال وَ يَخْتارُ إن الله تعالى اختارني و أهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا فجعلني الرسول و جعل علي بن أبي طالب الوصي ثم قال ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا و لكني أختار من أشاء فأنا و أهل بيتي صفوة الله و خيرته من خلقه ثم قال سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ يعني الله منزه عما يشركون به كفار مكة ثم قال وَ رَبُّكَ يَعْلَمُ يا محمد ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ من بغض المنافقين لك و لأهل بيتك وَ ما يُعْلِنُونَ من الحب لك و لأهل بيتك

 و من ذلك ما رواه الثعلبي في تفسيره و رواه الواحدي في أسباب النزول عن البخاري و مسلم في تفسير قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ الآية و في روايتهم زيادة لبعض على بعض و مختصر ذلك أن حاطب بن أبي بلتعة كتب مع سارة مولاة أبي عمرو بن صافي كتابا إلى أهل مكة يخبرهم بتوجه النبي إليهم و يحذرهم منه فعرفه جبرئيل ع عن الله تعالى بذلك قال فبعث عليا و عمارا و عمر و الزبير و طلحة و المقداد بن الأسود و أبا مرثد في ذلك و عرفهم ما عرفه الله تعالى به و أن الكتاب مع الجارية سارة فوجدوها في بطن خاخ على ما وصفه رسول الله لهم فحلفت أنه ليس معها كتاب ففتشوها فلم يجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع فقال علي ع و الله ما كذبنا و سل سيفه و قال أخرجي الكتاب و إلا و الله لأجردنك و لأضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجت الكتاب فأخذه فأتى به النبي ص

153-  فس، ]تفسير القمي[ وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ قال نزلت في من يلحد بأمير المؤمنين ع و يظلمه

154-  فس، ]تفسير القمي[ وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ قال شجرة الزيتون و هو مثل رسول الله ص و أمير المؤمنين ع

  -155  فس، ]تفسير القمي[ وَ كانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً قال علي بن إبراهيم قد يسمى الإنسان ربا كقوله اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ و كل ما لك شي‏ء يسمى ربه فقوله وَ كانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً فقال الكافر الثاني كان على أمير المؤمنين ظهيرا

156-  فس، ]تفسير القمي[ وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ قال السماء رسول الله ص و علي ع ذات الحبك و قوله إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يعني مختلف في علي اختلفت هذه الأمة في ولايته فمن استقام على ولاية علي ع دخل الجنة و من خالف ولاية علي دخل النار يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ فإنه يعني عليا ع من أفك عن ولايته أفك عن الجنة

 بيان قال البيضاوي ذاتِ الْحُبُكِ ذات الطرائق و المراد إما الطرائق المحسوسة التي هي مسير الكواكب أو المعقولة التي يسلكها النظار و يتوصل بها إلى المعارف أو النجوم فإن لها طرائق أو أنها تزينها. أقول على تأويله ع لعل المعنى أن عليا هو الحبك بمعنى الزينة أو الطريق قوله يُؤْفَكُ أي يصرف

157-  فس، ]تفسير القمي[ حدثني أبي رفعه قال قال أبو عبد الله ع لما نزلت الولاية و كان من قول رسول الله ص بغدير خم سلموا على علي بإمرة المؤمنين فقالا من الله أو من رسوله فقال لهما نعم حقا من الله و من رسوله إنه أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة و يدخل أعداءه النار فأنزل الله عز و جل وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ يعني قول رسول الله ص من الله و من رسوله ثم ضرب له مثلا فقال وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ

 و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها امرأة من بني تميم بن مرة يقال لها رابطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب كانت حمقاء تغزل الشعر فإذا غزلته نقضته ثم عادت فغزلته فقال الله كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ قال إن الله تبارك و تعالى أمر بالوفاء و نهى عن نقض العهد فضرب لهم مثلا قال علي بن إبراهيم تتمة الكلام السابق في قوله تعالى أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم فقيل يا ابن رسول الله نحن نقرؤها هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ قال ويحك و ما أربى و أومأ بيده فطرحها إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ يعني بعلي بن أبي طالب يختبركم وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً قال على مذهب واحد و أمر واحد وَ لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ قال يعذب بنقض العهد وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ قال يثيب وَ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قوله وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ قال هو مثل لأمير المؤمنين ع فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها يعني بعد مقالة النبي ص فيه وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يعني عن علي وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ

  بيان قوله تتمة الكلام السابق أي هذه تتمة خبر أبي عبد الله ع السابق و كان خبر أبي الجارود معترضا و يظهر ذلك بالرجوع إلى ما أوردناه سابقا من رواية العياشي

158-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن حماد و محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا قال تفسيرها و لا تجهر بولاية علي و لا بما أكرمته به حتى نأمرك بذلك وَ لا تُخافِتْ بِها لا تكتمها عليا و أعلمه ما أكرمته به و أما قوله وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا فإنه يعني اطلب إلي و سلني أن آذن لك أن تجهر بولاية علي و ادع الناس إليها فأذن له يوم غدير خم

159-  فس، ]تفسير القمي[ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ يعني أمير المؤمنين ع و أصحابه

 بيان إشارة إلى أنه ع في هذه الأمة كسفينة نوح حيث ينجيهم من طوفان الفتن

160-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع في قوله الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ قال الله علم القرآن قلت خَلَقَ الْإِنْسانَ قال ذلك أمير المؤمنين ع قلت عَلَّمَهُ الْبَيانَ قال علمه بيان كل شي‏ء يحتاج الناس إليه قلت الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ قال هما بعذاب الله قلت الشمس و القمر يعذبان قال سألت عن شي‏ء فأيقنه إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له ضوؤهما من نور عرشه و حرهما من نار جهنم فإذا كانت يوم القيامة عاد إلى العرش نورهما و عاد إلى النار حرهما فلا تكون شمس و لا قمر و إنما عناهما لعنهما الله أ و ليس قد روى الناس أن رسول الله قال إن الشمس و القمر نوران في النار قلت بلى أ ما سمعت قول الناس فلان و فلان شمسا هذه الأمة و نورهما فهما في النار و الله ما عنى غيرهما قلت وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ قال النجم رسول الله ص و قد سماه الله في غير موضع فقال وَ النَّجْمِ إِذا هَوى و قال وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ فالعلامات الأوصياء و النجم رسول الله ص قلت يَسْجُدانِ قال يعبدان قوله تعالى وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ قال السماء رسول الله ص رفعه الله إليه و الميزان أمير المؤمنين ع نصبه لخلقه قلت أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ قال لا تعصوا الإمام قلت وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ قال أقيموا الإمام العدل قلت وَ لا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ قال لا تبخسوا الإمام حقه و لا تظلموه

 بيان قال الفيروزآبادي الحسبان بالضم جمع الحساب و البلاء و العذاب و الشر أقول فسره المفسرون بالمعنى الأول أي يجريان بحساب مقدر معلوم في بروجهما و منازلهما ثم أقول على تأويله ع المراد بالشجر الأئمة ع لحصول ثمرات العلوم منهم و وصولها إلى الخلق و قد شبههم الله تعالى بالشجرة الطيبة في الآية الأخرى و روي عن الصادق ع في هذه الآية مثله كما مر

161-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن علي عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قوله فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ قال قال الله تعالى و تقدس فبأي النعمتين تكفران بمحمد أم بعلي صلوات الله عليهما

162-  فس، ]تفسير القمي[ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ قال يكشف عن الأمور التي خفيت و ما غصبوا آل محمد حقهم وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ قال يكشف لأمير المؤمنين ع فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر يعني قرونها فلا يستطيعون أن يسجدوا و هي عقوبة لأنهم لم يطيعوا الله في الدنيا في أمره و هو قوله وَ قَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَ هُمْ سالِمُونَ قال إلى ولايته في الدنيا و هم يستطيعون

 بيان قال البيضاوي يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ يوم يشتد الأمر و يصعب الخطب و كشف الساق مثل في ذلك أي يكشف عن أصل الأمر و حقيقته بحيث يصير عيانا مستعار من ساق الشجر و ساق الإنسان و تنكيره للتهويل أو للتعظيم انتهى. أقول على تأويله ع لعل المراد بالسجود الخضوع و الانقياد مجازا

  -163  فس، ]تفسير القمي[ قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ قال هو أمير المؤمنين ع قال ما أَكْفَرَهُ أي ما ذا فعل و أذنب حتى قتلوه ثم قال مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ قال يسر له طريق الخير ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قال في الرجعة كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ أي لم يقض أمير المؤمنين ع ما قد أمره و سيرجع حتى يقضي ما أمره

 أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن أبي نصر عن جميل بن دراج عن أبي سلمة عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ قال نعم نزلت في أمير المؤمنين ع ما أَكْفَرَهُ يعني بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنين ع فنسب خلقه و ما أكرمه الله به فقال مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ خَلَقَهُ يقول من طينة الأنبياء خلقه فَقَدَّرَهُ للخير ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ يعني سبيل الهدى ثُمَّ أَماتَهُ ميتة الأنبياء ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قلت ما قوله إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا إلى قوله وَ قَضْباً قال القضب القت قوله وَ حَدائِقَ غُلْباً أي بساتين ملتفة مجتمعة قوله وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا قال الأب الحشيش للبهائم مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ أي القيامة قوله لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ قال شغل يشغل به عن غيره ثم ذكر عز و جل الذين تولوا أمير المؤمنين ع و تبرءوا من أعدائه فقال وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ثم ذكر أعداء آل محمد وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ فقر من الخير و الثواب أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ

  إيضاح لعل القترة على تأويله ع مأخوذ من الإقتار بمعنى الافتقار و فسرها المفسرون بالسواد و الظلمة

164-  فس، ]تفسير القمي[ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ يعني ذا منزلة عظيمة عند الله مكين مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ

 حدثنا جعفر بن محمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ قال يعني جبرئيل قلت قوله مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ قال يعني رسول الله هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة قلت قوله وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ قال يعني النبي ص ما هو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين صلوات الله عليه علما للناس قلت قوله وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ قال و ما هو تبارك و تعالى على نبيه بغيبه بضنين قلت وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ قال يعني الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم يتكلمون على ألسنتهم فقال وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ مثل أولئك قلت قوله فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ قال أين تذهبون في علي يعني ولايته أين تفرون منها إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ لمن أخذ الله ميثاقه على ولايته قلت لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ قال في طاعة علي و الأئمة من بعده قلت قوله وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ قال لأن المشية إليه تبارك و تعالى لا إلى الناس

 بيان لا يبعد أن يكون قوله ع يعني جبرئيل تفسيرا لذي قوة

165-  فس، ]تفسير القمي[ محمد بن القاسم عن الحسين بن جعفر عن عثمان بن عبيد الله عن عبد الله بن عبيد الفارسي عن محمد بن علي عن أبي عبد الله ع في قوله قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها قال أمير المؤمنين ع زكاه ربه وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها قال هو الأول و الثاني في بيعته إياه حيث مسح على كفه

 بيان قال الفيروزآبادي دساه تدسية أغواه و أفسده انتهى. و لعل ما في الخبر مأخوذ من هذا المعنى و قال البيضاوي أي نقصها و أخفاها بالجهالة و الفسوق

166-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن محمد الشيباني عن محمد بن أحمد عن إسحاق بن محمد عن محمد بن علي عن عثمان بن يوسف عن عبد الله بن كيسان عن أبي جعفر قال نزل جبرئيل على محمد ص فقال يا محمد اقرأ قال و ما أقرأ قال اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ يعني خلق نورك الأقدم قبل الأشياء خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ يعني خلقك من نطفة و شق منك عليا اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ يعني علم علي بن أبي طالب ع عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ يعني علم عليا من الكتابة لك ما لم يعلم قبل ذلك

167-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي جعفر ع في قوله وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ قال أما قوله وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فإن السماء في البطن رسول الله و الماء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب جعل عليا من رسول الله ص فذلك قوله وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً و أما قوله لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ فذلك علي بن أبي طالب ع يطهر الله به قلب من والاه و أما قوله وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ فإنه يعني من والى علي بن أبي طالب أذهب الله عنه الرجس و قواه عليه

168-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي عبد الله ع مثله و زاد في آخره وَ لِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ فإنه يعني عليا من والى عليا يربط الله على قلبه فيثبت على ولايته ع

169-  مد، ]العمدة[ بإسناده عن الثعلبي عن جابر الجعفي في قوله تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ قال قال علي ع نحن أهل الذكر

170-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن عطاء عن ابن مسعود في قوله إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا قال زينة الأرض الرجال و زينة الرجال علي بن أبي طالب ع

 أبو الجارود عن أبي جعفر ع في قوله أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ الآية قال علي بن أبي طالب ع لم يسبقه أحد

 ابن عقدة و ابن جرير بالإسناد عن الخدري و جابر الأنصاري و جماعة من المفسرين في قوله تعالى وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ببغضهم علي بن أبي طالب ع

171-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ عن أبي سعيد لتعرفنهم في لحن القول ببغضهم علي بن أبي طالب ع

 بيان قال الشيخ الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ أي و تعرفهم الآن في فحوى كلامهم و معناه و مقصده و مغزاه لأن كلام الإنسان يدل على ما في ضميره

 و عن أبي سعيد الخدري قال لحن القول بغضهم علي بن أبي طالب ع قال و كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ص ببغضهم علي بن أبي طالب ع

 و روي مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الأنصاري و عن عبادة بن الصامت قال كنا نختبر أولادنا بحب علي بن أبي طالب ع فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشدة و قال أنس ما خفي منافق على أحد في عهد رسول الله ص بعد هذه الآية انتهى

 و روى العلامة قدس الله روحه في كشف الحق عن الخدري أنه قال ببغضهم عليا. أقول من كان حبه من أركان الإيمان و علاماته لا يكون إلا نبيا أو إماما و أيضا هذه فضيلة عظيمة اختص بها من بين الصحابة فتفضيل غيره عليه تفضيل للمفضول لا سيما مع اجتماعه مع الفضائل التي لا تحصى كما مر و سيأتي. أقول

 و روى العلامة أيضا في كشف الحق برواية عن النبي ص قال لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله سمي أمير المؤمنين و آدم بين الروح و الجسد قال الله عز و جل وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالت الملائكة بلى فقال الله تعالى أنا ربكم و محمد نبيكم و علي أميركم

بيان سيأتي الأخبار في ذلك مع شرحها في باب مفرد.

 و روى العلامة أيضا في الكتاب المذكور من طريق الجمهور أن جماعة من العرب اجتمعوا على وادي الرملة ليبيتوا النبي ص بالمدينة فقال النبي ص من هؤلاء فقام جماعة من أهل الصفة فقالوا نحن فول علينا من شئت فأقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلا منهم و من غيرهم فأمر أبا بكر بأخذ اللواء و المضي إلى بني سليم و هم ببطن الوادي فهزموه و قتلوا جمعا من المسلمين و انهزم أبو بكر فعقد لعمر و بعثه فهزموه فساء النبي ص فقال عمرو بن العاص ابعثني يا رسول الله فأنفذه فهزموه و قتلوا جماعة من أصحابه و بقي النبي ص أياما يدعو عليهم ثم طلب أمير المؤمنين ع و بعثه إليهم و دعا له و شيعه إلى مسجد الأحزاب و أنفذ معه جماعة منهم أبو بكر و عمر و عمرو بن العاص فسار الليل و كمن النهار حتى استقبل الوادي من فمه فلم يشك عمرو بن العاص أنه يأخذهم فقال لأبي بكر هذه أرض سباع و ذئاب و هي أشد علينا من بني سليم و المصلحة أن نعلو الوادي و أراد إفساد الحال و قال قل ذلك لأمير المؤمنين فقال له أبو بكر فلم يلتفت إليه ثم قال لعمر فقال له فلم يجبه أمير المؤمنين ع و كبس على القوم الفجر فأخذهم فأنزل الله وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً السورة و استقبله النبي ص فنزل أمير المؤمنين ع و قال له النبي ص لو لا أن أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملإ منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك اركب فإن الله و رسوله عنك راضيان

أقول قد مرت الأخبار الكثيرة في ذلك و بيانها في باب غزوة ذات السلاسل في كتاب النبوة و لا يخفى اشتمال الخبر على أنواع الفضل الدالة على تقدمه على من قدم عليه صلوات الله عليه

172-  فس، ]تفسير القمي[ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ قال العدل شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و الإحسان أمير المؤمنين ع و الفحشاء و المنكر و البغي فلان و فلان و فلان

173-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عامر بن كثير عن موسى بن أبي الغدير عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر ع في قول الله إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى قال العدل شهادة أن لا إله إلا الله و الإحسان ولاية أمير المؤمنين ع وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ الفحشاء الأول و المنكر الثاني و البغي الثالث

 و في رواية سعد الإسكاف عنه ع قال يا سعد إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ و هو محمد ص فمن أطاعه فقد عدل وَ الْإِحْسانِ علي ع فمن تولاه فقد أحسن و المحسن في الجنة و أما إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى فمن قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا و إيتائنا و نهاهم عَنِ الْفَحْشاءِ و من بغى علينا أهل البيت و دعا إلى غيرنا

174-  كشف، ]كشف الغمة[ أبو بكر بن مردويه قوله تعالى فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ عن الحسن قال استوى الإسلام بسيف علي ع قوله تعالى وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي ص يقول الناس من شجر شتى و أنا و أنت يا علي من شجرة واحدة ثم قرأ النبي ص الآية

 أقول روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن جابر مثله

 بيان رواهما العلامة عن الحسن و جابر و هما من بطون الآيتين و يدلان على أن قوة الإسلام كان به ع و أنه و النبي ص في نهاية الاختصاص و الاشتراك في الفضائل كصنوان و كفى بهما فضلا له و دليلا على عدم جواز تقديم غيره عليه عند من شم رائحة الإيمان

175-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا نزلت في علي ع و قال علي نحن أولئك

 أقول رواه العلامة من طريق العامة و قد مضت الأخبار الكثيرة في ذلك في كتاب الإمامة

176-  كشف، ]كشف الغمة[ كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ ابن مردويه بإسناده عن ابن عباس أنه قال إن قوله تعالى أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ هو علي بن أبي طالب ع

 أقول رواه العلامة رحمه الله من طريق الجمهور

177-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن الباقرين ع في قوله تعالى أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ علي كَمَنْ هُوَ أَعْمى أعداؤه إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ الأئمة الذين غرس في قلوبهم العلم من ولد آدم

178-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ قال علي ع قلت يا رسول الله ما هذه الفتنة قال يا علي بك و أنت مخاصم فأعد للخصومة

 أقول روي في كشف الحق من طريقهم مثله

179-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أحمد بن عيسى بن هارون معنعنا عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنا جلوسا عند رسول الله ص إذ أقبل علي ع فلما نظر إليه النبي ص قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شريك له قال قلنا صدقت يا رسول الله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شريك له قد ظننا أنك لم تقلها إلا تعجبا من شي‏ء رأيته قال نعم لما رأيت عليا مقبلا ذكرت حديثا حدثني حبيبي جبرئيل قال قال إني سألت الله أن تجتمع الأمة عليه فأبى عليه إلا أن يبلو بعضهم ببعض حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ و أنزل علي بذلك كتابا الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ أما إنه قد عوضه مكانه بسبع خصال يلي ستر عورتك و يقضي دينك و عداتك و هو معك على حوضك و هو متكئ لك يوم القيامة و لن يرجع كافرا بعد إيمان و لا زانيا بعد إحصان و كم من ضرس قاطع له في الإسلام مع القدم في الإسلام و العلم بكلام الله و الفقه في دين الله مع الصهر و القرابة و النجدة في الحرب و بذل الماعون و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الولاية لوليي و العداوة لعدوي بشره يا محمد بذلك و قال السدي الذين صدقوا علي و أصحابه

180-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ

 عن أبي رافع أن النبي ص وجه عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال إن القوم قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فقالوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فنزلتا

 أقول روى العلامة رفع الله مقامه من طريقهم مثله

  و قال السيوطي أخرج ابن جرير عن أبي رافع أن النبي ص أخرج عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال إن القوم قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ... قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فنزلت فيهم هذه الآية

 181-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أبو القاسم العلوي معنعنا عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ قال استثنى الله تعالى أهل صفوته حيث قال إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أدوا الفرائض وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ الولاية و أوصوا ذراريهم و من خلفوا من بعدهم بها و بالصبر عليها

 كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن القاسم بن سلمة عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن أبي صالح الحسن بن إسماعيل عن عمران بن عبد الله عن عبد الله بن عبيد عن محمد بن علي عن أبي عبد الله ع مثله

 فس، ]تفسير القمي[ محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع مثله و فيه إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا بولاية أمير المؤمنين ع وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ ذرياتهم و من خلفوا بالولاية و تواصوا بها و صبروا عليها

 بيان قوله بالولاية تفسير لقوله بِالْحَقِّ

182-  كشف، ]كشف الغمة[ عن ابن مردويه في قوله تعالى وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ عن ابن عباس إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ يعني أبا جهل إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا علي و سلمان وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ عن ابن عباس أنها علي ع

  بيان رواهما العلامة أعلى الله مقامه من طرقهم و اعترض بعض النواصب على الأول بأنه إذا أريد به أبو جهل يكون الاستثناء منقطعا و لم يقل به أحد فالمراد منه جميع أفراد الإنسان و على هذا لا يصح تخصيص المؤمنين بعلي ع و سلمان فإن غيرهم من المؤمنين ليسوا في خسر و الجواب أن قوله لم يقل به أحد دعوى باطل إذ حمل الاستثناء على المنقطع كثير من المفسرين منهم النيسابوري حيث قال عن مقاتل أنه أبو لهب و في خبر مرفوع أنه أبو جهل كانوا يقولون إن محمدا لفي خسر فأقسم الله تعالى أن الأمر بالضد مما توهموه و على هذا يكون الاستثناء منقطعا انتهى. و أما قوله إن غيرهما من المؤمنين ليسوا في خسر فغير مسلم و إنما يكون كذلك لو أريد بالخسر الكفر و لو أريد به مطلق الذنب و التقصير فلا و النيسابوري ترقى عن هذا المقام أيضا و قال إن كان العبد مشغولا بالمباحات فهو أيضا في شي‏ء من الخسر لأنه يمكنه أن يعمل فيه عملا يبقى أثره و لذته دائما و إن كان مشغولا بالطاعات فلا طاعة إلا و يمكن الإتيان بها على وجه أحسن. و اعترض على الثاني بأن الصبر صفة من الأوصاف و ليس هو من الأسامي حتى يراد شخص و الجواب أن الاعتراض نشأ من سوء فهم السائل أو شدة تعصبه بل الظاهر أن يكون المراد الصبر على مشاق الولاية كما مر مصرحا في الأخبار السابقة و هذا يحتمل وجهين الأول أن يكون المراد بالذين آمنوا أمير المؤمنين ع تعظيما و تفخيما فيكون موافقا للخبر السابق الثاني أن يكون تفسيرا للحق أي المراد بالحق ولايته ع و لو سلم أنه تفسير للصبر فهو أيضا يستقيم بوجهين الأول أن يكون كني عنه بالصبر لكماله فيه فكأنه صار عين تلك الصفة و الثاني أن يكون المراد بالصبر ولايته التي لا يتم إلا بالصبر و يلزمه فأطلق عليها كناية و أمثال تلك الاستعمالات في فصيح الكلام لا سيما في كلام الملك العلام غير عزيز

183-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ إلى قوله وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ قال منهم علي و سلمان

 أقول روى العلامة عنهم مثله

184-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ

 عن النعمان بن بشير أن عليا ع تلاها ليلة و قال أنا منهم و أقيمت الصلاة فقام و هو يقول لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها

 بيان روى العلامة رحمه الله نحوه

 أقول ظني أن مراده ع ليس محض أنه ليس من أهل النار بل لما قال تعالى إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ و تلك الآية كالاستثناء عن هذه أشار إلى أنه ع سيعبده جماعة من الأشقياء و لا يضره ذلك

 و يؤيده ما روي عن ابن مسعود قال لما نزلت هذه الآية أتى عبد الله بن الزبعري إلى رسول الله ص فقال يا محمد أ لست تزعم أن عزيرا رجل صالح و أن عيسى رجل صالح و أن مريم امرأة صالحة قال بلى قال فإن هؤلاء يعبدون من دون الله فهم في النار فأنزل الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ

و الحسنى الخصلة الحسنى و هي السعادة أو التوفيق للطاعة أو البشرى بالجنة و الحسيس صوت يحس به

185-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه عن علي ع في قوله تعالى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها الحسنة حبنا أهل البيت و السيئة بغضنا من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار

 أقول روى العلامة رحمه الله نحوه

186-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ عن أبي جعفر ع دعاكم إلى ولاية علي بن أبي طالب ع

 بيان روى العلامة رحمه الله مثله و إذا كان المراد بالولاية الخلافة كما هو الظاهر فقد دلت الآية على وجوب إطاعته و الاعتقاد بخلافته و لو كان المراد النصرة و المحبة فهو أيضا يدل على إمامته لأن وجوب محبته و نصرته و كونهما مما يحيي المرء الحياة المعنوية الأبدية مع تعقيبه بالتهديد و الوعيد على الترك يدل على فضل عظيم اختص به فلم يجز تقديم غيره عليه كما مر مرارا

187-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ عن زاذان عن علي ع تفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة اثنتان و سبعون في النار و واحدة في الجنة و هم الذين قال الله تعالى وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ و هم أنا و شيعتي

  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ زاذان عن أمير المؤمنين ع مثله

 و روي عن الباقرين ع أنهما قالا نحن هم

 بيان رواه العلامة رحمه الله من طرقهم و قال الرازي أكثر المفسرين على أن المراد من الأمة هاهنا قوم محمد ص روى قتادة و ابن جريح عن النبي ص أنهم هذه الأمة

 و روي أيضا أنه ص قال هذه لكم و قد أعطى الله قوم موسى مثلها

 و عن الربيع عن أنس أنه قرأ النبي ص هذه الآية فقال إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى ابن مريم

و قال ابن عباس يريد أمة محمد ص من المهاجرين و الأنصار انتهى و الرواية الأخيرة مما ذكره الرازي صريحة في تخصيص بعض الأمة بكونهم على الحق و هذا هو الحق كما دل عليه أيضا ما أثبتنا في بابه من افتراق الأمة و الجمع بينه و بين حديث ابن مردويه يقتضي أن يكون المراد بالقوم المذكور عليا و شيعته و من البين أن الخلفاء الثلاثة و أشياعهم من أهل السنة ليسوا من شيعة علي لما أثبتنا في موضعه من المباينة و المخالفة بينهم و بين أمير المؤمنين ع فيكونون على الباطل لأن الحق لا يكون في جهتين مختلفتين فتدبر

188-  كشف، ]كشف الغمة[ عن ابن مردويه قوله تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً عن موسى بن جعفر عن آبائه ع أنها نزلت في علي ع قوله تعالى يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ عن جعفر بن محمد ع قال هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه

 بيان رواهما العلامة رفع الله مقامه من طرقهم و يظهر من الخبرين أن الآية بطولها نازلة فيه صلوات الله عليه أو فيه و في أتباعه و هو سيدهم و أميرهم و هي قوله تعالى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ معطوف على قوله محمد و خبرهما أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ أي يغلظون على من خالف دينهم و يتراحمون فيما بينهم كما مر في وصفه ع أيضا أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً لأنهم مشتغلون بالصلاة في أكثر أوقاتهم يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً أي الثواب و الرضا سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ أي السمة التي تحدث في جباههم من كثرة السجود أو التراب على الجباه لأنهم يسجدون على التراب لا على الأثواب أو الصفرة و النحول أو نور وجوههم في القيامة ذلِكَ إشارة إلى الوصف المذكور أو إشارة مبهمة يفسرها كزرع مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ أي صفتهم العجيبة الشأن المذكورة في الكتابين كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ أي فراخه فَآزَرَهُ أي فقواه فَاسْتَغْلَظَ أي فصار من الدقة إلى الغلظة فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ فاستقام على قصبه جمع ساق يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ بغلظه و حسن منظره مثل ضربه الله لقوته ع في الدين و تقويته للإسلام و غلبته و إضرابه و إتباعه على الكفار كما قال لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ علة لتشبيههم بالزرع في ركامه و استحكامه وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً و لعل ضمير منهم راجع إلى مطلق الذين معه لا إلى الموصوفين بالأوصاف المذكورة و لا يخفى أن وصفه تعالى إياه بتلك الأوصاف الشريفة فضل عظيم يمنع تقديم غيره عليه إذا روعي مع سائر فضائله

 189-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا

 عن مقاتل بن سليمان أنها نزلت في علي بن أبي طالب ع و ذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه و يعذبونه

  أقول رواه العلامة أيضا

190-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ قيل ذلك علي ع لأنه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم

 بيان رواه العلامة في كشف الحق و لم يأت بقيل و قال صاحب إحقاق الحق رحمه الله الآية نص في إمامة علي ع لدلالتها على أن الأولى بالنبي أيضا من أولي الأرحام من كان مستجمعا للأمور الثلاثة و قد أجمع أهل الإسلام على انحصار الإمام بعد النبي ص في علي و العباس و أبي بكر و العباس و إن كان مؤمنا و من أولي الأرحام لكن لم يكن مهاجرا بل كان طليقا و أبو بكر على تقدير صحة إيمانه و هجرته لم يكن من أولي الأرحام فتعين أن يكون الأولى بالإمامة و الخلافة بعد النبي علي ع لاستجماعه الأمور الثلاثة

191-  كشف، ]كشف الغمة[ ابن مردويه قوله تعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ عن عبد الغفار بن القاسم قال سألت جعفر بن محمد ع عن أولي الأمر في هذه الآية فقال كان و الله علي منهم

 أقول رواه العلامة و قد مر شرحه و تأييده في كتاب الإمامة

 و روى العلامة في قوله تعالى الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ نزلت في علي ع لما وصل إليه قتل حمزة فقال إنا لله و إنا إليه راجعون فنزلت هذه الآية

192-  فس، ]تفسير القمي[ محمد بن همام عن الفزاري عن محمد بن مهران عن ابن سنان عن ابن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله وَ يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ قال الغمام أمير المؤمنين ع

 بيان قيل المعنى تتشقق السماء و عليها غمام و قيل تتشقق عن الغمام الأبيض لنزول الملائكة الحاملين لصحائف الأعمال. أقول على تأويله ع يحتمل أن يكون المعنى أن من في الغمام هو أمير المؤمنين ع ينزل من السماء أو أنه كنى عنه ع بالغمام لكثرة فيضه و فضله و علمه و سخائه ع فإن السحاب يستعار في عرف العرب و العجم للعالم و السخي. أقول قال السيد بن طاوس في كتاب سعد السعود رأيت في تفسير محمد بن عباس بن مروان في تفسير قوله تعالى أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ أنها في أمير المؤمنين علي و شيعته رواه من نحو ستة و عشرين طريقا أكثرها برجال المخالفين و نحن نذكر منها طريقا واحدا

 حدثنا أحمد بن محمد المحمود عن الحسن بن عبد الله بن عبد الرحمن الكندي عن الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن عن محمد بن سليمان عن خالد بن السري عن النصر بن إلياس عن عامر بن واثلة قال خطبنا أمير المؤمنين ع على منبر الكوفة فحمد الله و أثنى عليه و ذكر الله بما هو أهله و صلى على نبيه ثم قال أيها الناس سلوني سلوني فو الله لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلا حدثتكم عنها بما نزلت بليل أو بنهار أو في مقام أو في مسير أو في سهل أم في جبل و فيمن نزلت أ في مؤمن أم في منافق و ما عنى به أ خاصة أم عامة و لئن فقدتموني لا يحدثكم أحد حديثي فقام إليه ابن الكواء فلما بصر به قال متعنتا لا تسأل علما سل فإذا سألت فاعقل ما تسأل عنه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ فسكت أمير المؤمنين ع فأعادها عليه ابن الكواء فسكت فأعادها الثالثة فقال علي ع و رفع صوته ويحك يا ابن الكواء أولئك نحن و أتباعنا يوم القيامة غرا محجلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم

 و روى فيه من نسخة عتيقة من تفسير آخر عن حفص عن عبد السلام الأصفهاني عن أبي جعفر ع في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ فقال إن رسول الله ص أخذ لعلي ع بما أمر أصحابه و عقد له عليهم الخلافة في عشرة مواطن ثم أنزل عليه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ يعني التي عقدت عليهم لعلي أمير المؤمنين ع

 و روى أيضا من كتاب عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال حدثنا أحمد بن أبان عن أحمد بن يحيى الصوفي عن إسماعيل بن أبان عن يحيى بن سلمة عن زيد بن الحارث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقد نزلت في علي ع ثمانون آية صفوا في كتاب الله ما شركه فيها أحد من هذه الأمة

 و روى البرسي في مشارق الأنوار عن ابن عباس أن حمزة حين قتل يوم أحد و عرف بقتله أمير المؤمنين ع فقال إنا لله و إنا إليه راجعون نزلت الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

 أقول أوردت أخبارا كثيرة مشتملة على الآيات النازلة في شأنه ع في باب الغدير و باب احتجاجه ع على القوم و باب احتجاجه صلوات الله عليه على الزنديق المدعي للتناقض في القرآن و في باب جوامع مناقبه و غيرها من الأبواب الآتية