باب 4- مكارم سيره و محاسن أخلاقه و إقرار المخالفين و المؤالفين بفضله

1-  ل، ]الخصال[ ع، ]علل الشرائع[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن محمد بن زياد الأزدي قال سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يقول كنت أدخل إلى الصادق جعفر بن محمد ع فيقدم لي مخدة و يعرف لي قدرا و يقول يا مالك إني أحبك فكنت أسر بذلك و أحمد الله عليه قال و كان ع رجلا لا يخلو من إحدى ثلاث خصال إما صائما و إما قائما و إما ذاكرا و كان من عظماء العباد و أكابر الزهاد الذين يخشون الله عز و جل و كان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فإذا قال قال رسول الله ص اخضر مرة و اصفر أخرى حتى ينكره من كان يعرفه و لقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد أن يخر من راحلته فقلت قل يا ابن رسول الله و لا بد لك من أن تقول فقال يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول لبيك اللهم لبيك و أخشى أن يقول عز و جل لي لا لبيك و لا سعديك

2-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ من كتاب الروضة مثله

   -3  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى قال حدثني حفص بن محمد مؤذن علي بن يقطين قال رأيت أبا عبد الله في الروضة و عليه جبة خز سفرجلية

4-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد بن عيسى مثله

5-  ب، ]قرب الإسناد[ أحمد و عبد الله ابنا محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و هو ساجد اللهم اغفر لي و لأصحاب أبي فإني أعلم أن فيهم من ينقصني

6-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار قال حدثني مسلم مولى لأبي عبد الله ع قال ترك أبو عبد الله ع السواك قبل أن يقبض بسنتين و ذلك أن أسنانه ضعفت

   -7  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ المفسر عن أحمد بن الحسن الحسيني عن أبي محمد عن آبائه عن موسى بن جعفر ع قال نعي إلى الصادق جعفر بن محمد ع ابنه إسماعيل بن جعفر و هو أكبر أولاده و هو يريد أن يأكل و قد اجتمع ندماؤه فتبسم ثم دعا بطعامه و قعد مع ندمائه و جعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيام و يحث ندماءه و يضع بين أيديهم و يعجبون منه أن لا يروا للحزن أثرا فلما فرغ قالوا يا ابن رسول الله لقد رأينا عجبا أصبت بمثل هذا الابن و أنت كما نرى قال و ما لي لا أكون كما ترون و قد جاءني خبر أصدق الصادقين أني ميت و إياكم إن قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم و لم ينكروا من تخطفه الموت منهم و سلموا لأمر خالقهم عز و جل

8-  دعوات الراوندي، كان للصادق ع ابن فبينا هو يمشي بين يديه إذ غص فمات فبكى و قال لئن أخذت لقد أبقيت و لئن ابتليت لقد عافيت ثم حمل إلى النساء فلما رأينه صرخن فأقسم عليهن أن لا يصرخن فلما أخرجه للدفن قال سبحان من يقتل أولادنا و لا نزداد له إلا حبا فلما دفنه قال يا بني وسع الله في ضريحك و جمع بينك و بين نبيك و قال ع إنا قوم نسأل الله ما نحب فيمن نحب فيعطينا فإذا أحب ما نكره فيمن نحب رضينا

9-  ع، ]علل الشرائع[ لي، ]الأمالي للصدوق[ السناني عن الأسدي عن محمد بن أبي بشر عن الحسين بن الهيثم عن المنقري عن حفص بن غياث أنه كان إذا حدثنا عن جعفر بن محمد ع قال حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد ع

10-  لي، ]الأمالي للصدوق[ المكتب عن الأسدي عن محمد بن أبي بشر عن الحسين بن الهيثم عن المنقري قال كان علي بن غراب إذا حدثنا عن جعفر بن محمد ع قال حدثني الصادق عن الله جعفر بن محمد ع

   -11  ع، ]علل الشرائع[ الحسن بن محمد العلوي عن الأسدي مثله

12-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن أحمد الهمداني عن المنذر بن محمد عن جعفر بن سليمان عن أبيه عن عمرو بن خالد قال قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به على خلقه و حجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضل من تبعه و لا يهتدي من خالفه

13-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عن أبيه عن جده ع قال دخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبد الله ع فلما سلم و جلس عنده تلا هذه الآية قوله الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ ثم سأل عن الكبائر فأجابه ع فخرج عمرو بن عبيد و له صراخ من بكائه و هو يقول هلك و الله من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم

 أقول سيأتي الخبر بتمامه في باب الكبائر

14-  مع، ]معاني الأخبار[ القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن سفيان بن سعيد قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع و كان و الله صادقا كما سمي الخبر

15-  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى عن حفص بن عمر مؤذن علي بن يقطين قال كنا نروي أنه يقف للناس في سنة أربعين و مائة خير الناس فحججت في تلك السنة فإذا إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس واقف قال فدخلنا من ذلك غم شديد  لما كنا نرويه فلم نلبث إذا أبو عبد الله ع واقف على بغل أو بغلة له فرجعت أبشر أصحابنا فقلنا هذا خير الناس الذي كنا نرويه فلما أمسينا قال إسماعيل لأبي عبد الله ع ما تقول يا أبا عبد الله سقط القرص فدفع أبو عبد الله بغلته و قال له نعم و دفع إسماعيل بن علي دابته على أثره فسارا غير بعيد حتى سقط أبو عبد الله ع عن بغلة أو بغلته فوقف إسماعيل عليه حتى ركب فقال له أبو عبد الله ع و رفع رأسه إليه فقال إن الإمام إذا دفع لم يكن له أن يقف إلا بالمزدلفة فلم يزل إسماعيل يتقصد حتى ركب أبو عبد الله و لحق به

 بيان اندفع الفرس أي أسرع في سيره

16-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن موسى عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي قال سمعت مالك بن أنس الفقيه يقول و الله ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد ع زهدا و فضلا و عبادة و ورعا و كنت أقصده فيكرمني و يقبل علي فقلت له يوما يا ابن رسول الله ما ثواب من صام يوما من رجب إيمانا و احتسابا فقال و كان و الله إذا قال صدق حدثني أبي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص من صام من رجب يوما إيمانا و احتسابا غفر له فقلت له يا ابن رسول الله فما ثواب من صام يوما من شعبان فقال حدثني أبي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص من صام يوما من شعبان إيمانا و احتسابا غفر له

17-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن معلى بن خنيس قال خرج أبو عبد الله ع في ليلة قد رشت السماء و هو يريد ظلة بني ساعدة فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شي‏ء فقال بسم الله اللهم رده علينا قال فأتيته فسلمت عليه فقال معلى قلت نعم جعلت فداك فقال لي التمس بيدك فما وجدت من شي‏ء فادفعه إلي قال فإذا أنا بخبز منتشر فجعلت أدفع إليه  ما وجدت فإذا أنا بجراب من خبز فقلت جعلت فداك أحمله علي عنك فقال لا أنا أولى به منك و لكن امض معي قال فأتينا ظلة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف و الرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتى أتى على آخرهم ثم انصرفنا فقلت جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق فقال لو عرفوا لواسيناهم بالدقة و الدقة هي الملح

18-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد مثله

 بيان رشت أي أمطرت و الدس الإخفاء و الدقة بالكسر الملح المدقوق و تمام الخبر في باب الصدقة

19-  ير، ]بصائر الدرجات[ الهيثم النهدي عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب قال كنت مع أبي عبد الله ع بالمدينة و هو راكب حماره فنزل و قد كنا صرنا إلى السوق أو قريبا من السوق قال فنزل و سجد و أطال السجود و أنا أنتظره ثم رفع رأسه قال قلت جعلت فداك رأيتك نزلت فسجدت قال إني ذكرت نعمة الله علي قال قلت قرب السوق و الناس يجيئون و يذهبون قال إنه لم يرني أحد

20-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا جعفر ع كان في الحج و معه ابنه جعفر ع فأتاه رجل فسلم عليه و جلس بين يديه ثم قال إني أريد أن أسألك قال سل ابني جعفرا قال فتحول الرجل فجلس إليه ثم قال أسألك قال سل عما بدا لك قال أسألك عن رجل أذنب ذنبا عظيما قال أفطر يوما في شهر رمضان متعمدا قال أعظم من ذلك قال زنى في شهر رمضان قال أعظم من ذلك قال قتل النفس قال أعظم من ذلك قال إن كان من شيعة علي ع مشى إلى بيت الله الحرام و حلف  أن لا يعود و إن لم يكن من شيعته فلا بأس فقال له الرجل رحمكم الله يا ولد فاطمة ثلاثا هكذا سمعته من رسول الله ص ثم إن الرجل ذهب فالتفت أبو جعفر ع فقال عرفت الرجل قال لا قال ذلك الخضر إنما أردت أن أعرفكه

 بيان قوله ع لا بأس لعل المراد به أنه ليس كفارة و لا تنفعه لاشتراط قبولها بالإيمان و ما فيه من الكفر أعظم من كل إثم

21-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا عمارة المعروف بالطيان قال قلت لأبي عبد الله ع رأيت في النوم كأن معي قناة قال كان فيها زج قلت لا قال لو رأيت فيها زجا لولد لك غلام لكنه يولد جارية ثم مكث ساعة ثم قال كم في القناة من كعب قلت اثنا عشر كعبا قال تلد الجارية اثنتي عشرة بنتا قال محمد بن يحيى فحدثت بهذا الحديث العباس بن الوليد فقال أنا من واحدة منهن و لي إحدى عشرة خالة و أبو عمارة جدي

 بيان القناة الرمح و الزج بالضم الحديدة في أسفله و الكعب ما بين الأنبوبين من القصب

22-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابه قال كان أبو عبد الله ربما أطعمنا الفراني و الأخبصة ثم يطعم الخبز و الزيت فقيل له لو دبرت أمرك حتى يعتدل فقال إنما تدبيرنا من الله إذا وسع علينا وسعنا و إذا قتر قترنا

23-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن فضال مثله

 بيان قال الفيروزآبادي الفرني خبز غليظ مستدير أو خبزة مصعنبة مضمومة الجوانب إلى الوسط تشوى ثم تروى سمنا و لبنا و سكرا و الخبيص طعام  معمول من التمر و السمن

24-  سن، ]المحاسن[ محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال أكلت مع أبي عبد الله ع فدعا و أتي بدجاجة محشوة و بخبيص فقال أبو عبد الله ع هذه أهديت لفاطمة ثم قال يا جارية ائتينا بطعامنا المعروف فجاءت بثريد خل و زيت

25-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن يونس بن يعقوب قال أرسل إلينا أبو عبد الله ع بقباع من رطب ضخم مكوم و بقي شي‏ء فحمض فقلت رحمك الله ما كنا نصنع بهذا قال كل و أطعم

 بيان القباع كغراب مكيال ضخم

26-  قب ذكر صاحب كتاب الحلية الإمام الناطق ذو الزمام السابق أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق و ذكر فيها بالإسناد عن أبي الهياج بن بسطام قال كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شي‏ء

 أبو جعفر الخثعمي قال أعطاني الصادق ع صرة فقال لي ادفعها إلى رجل من بني هاشم و لا تعلمه أني أعطيتك شيئا قال فأتيته قال جزاه الله خيرا ما يزال كل حين يبعث بها فنعيش به إلى قابل و لكني لا يصلني جعفر بدرهم في كثرة ماله و في كتاب الفنون نام رجل من الحاج في المدينة فتوهم أن هميانه سرق فخرج فرأى جعفر الصادق ع مصليا و لم يعرفه فتعلق به و قال له أنت أخذت همياني قال ما كان فيه قال ألف دينار قال فحمله إلى داره و وزن له ألف دينار و عاد إلى منزله و وجد هميانه فعاد إلى جعفر ع معتذرا بالمال فأبى قبوله  و قال شي‏ء خرج من يدي لا يعود إلي قال فسأل الرجل عنه فقيل هذا جعفر الصادق ع قال لا جرم هذا فعال مثله و دخل الأشجع السلمي على الصادق ع فوجده عليلا فجلس و سأل عن علة مزاجه فقال له الصادق ع تعد عن العلة و اذكر ما جئت له فقال

ألبسك الله منه عافية في نومك المعتري و في أرقك‏تخرج من جسمك السقام كما أخرج ذل الفعال من عنقك

فقال يا غلام أيش معك قال أربعمائة قال أعطها للأشجع

 و في عروس النرماشيري، أن سائلا سأله حاجة فأسعفها فجعل السائل يشكره فقال ع

إذا ما طلبت خصال الندى و قد عضك الدهر من جهده‏فلا تطلبن إلى كالح أصاب اليسارة من كده‏و لكن عليك بأهل العلى و من ورث المجد عن جده‏فذاك إذا جئته طالبا تحب اليسارة من جده

 كتاب الروضة، أنه دخل سفيان الثوري على الصادق ع فرآه متغير اللون فسأله عن ذلك فقال كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت فدخلت فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم و الصبي معها فلما بصرت بي ارتعدت و تحيرت و سقط الصبي إلى الأرض فمات فما تغير لوني لموت الصبي و إنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب و كان ع قال لها أنت حرة لوجه الله لا بأس عليك مرتين

 و روي عن الصادق ع

تعصي الإله و أنت تظهر حبه هذا لعمرك في الفعال بديع‏لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

   و له ع

علم المحجة واضح لمريده و أرى القلوب عن المحجة في عمى‏و لقد عجبت لهالك و نجاته موجودة و لقد عجبت لمن نجا

 تفسير الثعلبي روى الأصمعي له ع

أثامن بالنفس النفيسة ربها فليس لها في الخلق كلهم ثمن‏بها يشترى الجنات إن أنا بعتها بشي‏ء سواها إن ذلكم غبن‏إذا ذهبت نفسي بدنيا أصبتها فقد ذهبت نفسي و قد ذهب الثمن

 و يقال الإمام الصادق و العلم الناطق بالمكرمات سابق و باب السيئات راتق و باب الحسنات فاتق لم يكن عيابا و لا سبابا و لا صخابا و طماعا و لا خداعا و لا نماما و لا ذماما و لا أكولا و لا عجولا و لا ملولا و لا مكثارا و لا ثرثارا و لا مهذارا و لا طعانا و لا لعانا و لا همازا و لا لمازا و لا كنازا

 و روى سفيان الثوري له ع

لا اليسر يطرؤنا يوما فيبطرنا و لا لأزمة دهر نظهر الجزعاإن سرنا الدهر لم نبهج لصحبته أو ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعامثل النجوم على مضمار أولنا إذا تغيب نجم آخر طلعا

 و يروى له ع

اعمل على مهل فإنك ميت و اختر لنفسك أيها الإنسانافكأن ما قد كان لم يك إذ مضى و كأن ما هو كائن قد كانا

 الصادق ع إن عندي سيف رسول الله و إن عندي لراية رسول الله المغلبة و إن عندي لخاتم سليمان بن داود و إن عندي الطست الذي كان موسى يقرب بها القربان و إن عندي الاسم الذي كان رسول الله إذا وضعه بين المسلمين و المشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة و إن عندي لمثل الذي  جاءت به الملائكة و مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل يعني أنه كان دلالة على الإمامة

 و في رواية الأعمش قال ع ألواح موسى عندنا و عصا موسى عندنا و نحن ورثة النبيين

 و قال ع علمنا غابر و مزبور و نكت في القلوب و نقر في الأسماع و إن عندنا الجفر الأحمر و الجفر الأبيض و مصحف فاطمة و إن عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه و يروى له ع

في الأصل كنا نجوما يستضاء بنا و للبرية نحن اليوم برهان‏نحن البحور التي فيها لغائصكم در ثمين و ياقوت و مرجان‏مساكن القدس و الفردوس نملكها و نحن للقدس و الفردوس خزان‏من شذ عنا فبرهوت مساكنه و من أتانا فجنات و ولدان

محاسن البرقي قال الصادق ع لضريس الكناني لم سماك أبوك ضريسا قال كما سماك أبوك جعفرا قال إنما سماك أبوك ضريسا بجهل لأن لإبليس ابنا يقال له ضريس و إن أبي سماني جعفرا بعلم على أنه اسم نهر في الجنة أ ما سمعت قول ذي الرمة

أبكي الوليد أبا الوليد أخا الوليد فتى العشيرةقد كان غيثا في السنين و جعفرا غدقا و ميرة

شوف العروس عن الدامغاني أنه استقبله عبد الله بن المبارك فقال

أنت يا جعفر فوق المدح و المدح عناء إنما الأشراف أرض و لهم أنت سماءجاز حد المدح من قد ولدته الأنبياء الله أظهر دينه و أعزه بمحمدو الله أكرم بالخلافة جعفر بن محمد

   بيان أثامن من المثامنة بمعنى المبايعة و الأزمة بالفتح الشدة قوله اعمل على مهل أي للدنيا و الجعفر النهر الصغير و الكبير الواسع ضد و الغدق محركة الماء الكثير و الميرة ما يمتار من الطعام

27-  جا، ]المجالس للمفيد[ المظفر بن محمد عن محمد بن همام عن أحمد بن مابنداد عن منصور بن العباس عن الحسن بن علي الخزاز عن علي بن عقبة عن سالم بن أبي حفصة قال لما هلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر ع قلت لأصحابي انتظروني حتى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد ع فأعزيه فدخلت عليه فعزيته ثم قلت إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ذهب و الله من كان يقول قال رسول الله ص فلا يسأل عمن بينه و بين رسول الله ص لا و الله لا يرى مثله أبدا قال فسكت أبو عبد الله ع ساعة ثم قال قال الله عز و جل إن من يتصدق بشق تمرة فأربيها له كما يربي أحدكم فلوه حتى أجعلها له مثل أحد فخرجت إلى أصحابي فقلت ما رأيت أعجب من هذا كنا نستعظم قول أبي جعفر ع قال رسول الله ص بلا واسطة فقال لي أبو عبد الله ع قال الله عز و جل بلا واسطة

28-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ينقل عن الصادق ع من العلوم ما لا ينقل عن أحد و قد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة من الثقات على اختلافهم في الآراء و المقالات و كانوا أربعة آلاف رجل

 بيان ذلك أن ابن عقدة صنف كتاب الرجال لأبي عبد الله ع عددهم فيه و كان حفص بن غياث إذا حدث عنه قال حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد و كان علي بن غراب يقول حدثني الصادق جعفر بن محمد. حلية أبي نعيم أن جعفر الصادق ع حدث عنه من الأئمة و الأعلام مالك بن أنس و شعبة بن الحجاج و سفيان الثوري و ابن الجريح و عبد الله بن عمرو و روح بن القاسم و سفيان بن عيينة و سليمان بن بلال و إسماعيل بن جعفر و حاتم بن إسماعيل  و عبد العزيز بن المختار و وهيب بن خالد و إبراهيم بن طهمان في آخرين قال و أخرج عنه مسلم في صحيحه محتجا بحديثه. و قال غيره روى عنه مالك و الشافعي و الحسن بن صالح و أبو أيوب السختياني و عمر بن دينار و أحمد بن حنبل و قال مالك بن أنس ما رأت عين و لا سمعت أذن و لا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلا و علما و عبادة و ورعا. و سأل سيف الدولة عبد الحميد المالكي قاضي الكوفة عن مالك فوصفه و قال كان جره بنده جعفر الصادق أي الربيب و كان مالك كثيرا ما يدعي سماعه و ربما قال حدثني الثقة يعنيه ع. و جاء أبو حنيفة إليه ليسمع منه و خرج أبو عبد الله يتوكأ على عصا فقال له أبو حنيفة يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما تحتاج معه إلى العصا قال هو كذلك و لكنها عصا رسول الله أردت التبرك بها فوثب أبو حنيفة إليه و قال له أقبلها يا ابن رسول الله فحسر أبو عبد الله عن ذراعه و قال له و الله لقد علمت أن هذا بشر رسول الله ص و أن هذا من شعره فما قبلته و تقبل عصا. أبو عبد الله المحدث في رامش أفزاي أن أبا حنيفة من تلامذته و أن أمه كانت في حبالة الصادق ع قال و كان محمد بن الحسن أيضا من تلامذته و لأجل ذلك كانت بنو العباس لم تحترمهما قال و كان أبو يزيد البسطامي طيفور السقاء خدمه و سقاه ثلاث عشرة سنة.  و قال أبو جعفر الطوسي كان إبراهيم بن أدهم و مالك بن دينار من غلمانه و دخل إليه سفيان الثوري يوما فسمع منه كلاما أعجبه فقال هذا و الله يا ابن رسول الله الجوهر فقال له بل هذا خير من الجوهر و هل الجوهر إلا حجر. بيان اعلم أن ما ذكره علماؤنا من أن بعض المخالفين كانوا من تلامذة الأئمة ع و خدمهم و أتباعهم ليس غرضهم مدح هؤلاء المخالفين أو إثبات كونهم من المؤمنين بل الغرض أن المخالفين أيضا يعترفون بفضل الأئمة ع و ينسبون أئمتهم و أنفسهم إليهم لإظهار فضلهم و علمهم و إلا فهؤلاء المبتدعين أشهر في الكفر و العناد من إبليس وَ فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ

29-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الترغيب و الترهيب عن أبي القاسم الأصفهاني أنه دخل عليه سفيان الثوري فقال ع أنت رجل مطلوب و للسلطان علينا عيون فاخرج عنا غير مطرود القصة و دخل عليه الحسن بن صالح بن حي فقال له يا ابن رسول الله ما تقول في قوله تعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ من أولو الأمر الذين أمر الله بطاعتهم قال العلماء فلما خرجوا قال الحسن ما صنعنا شيئا إلا سألناه من هؤلاء العلماء فرجعوا إليه فسألوه فقال الأئمة منا أهل البيت

 و قال نوح بن دراج لابن أبي ليلى أ كنت تاركا قولا قلته أو قضاء قضيته لقول أحد قال لا إلا رجل واحد قلت من هو قال جعفر بن محمد

 الحلية قال عمرو بن أبي المقدام كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين

   و لا تخلو كتب أحاديث و حكمة و زهد و موعظة من كلامه يقولون قال جعفر بن محمد الصادق ع ذكره النقاش و الثعلبي و القشيري و القزويني في تفاسيرهم و ذكر في الحلية و الإبانة و أسباب النزول و الترغيب و الترهيب و شرف المصطفى و فضائل الصحابة و في تاريخ الطبري و البلاذري و الخطيب و مسند أبي حنيفة و اللالكاني و قوت القلوب و معرفة علوم الحديث لابن البيع و قد روت الأمة بأسرها عنه دعاء أم داود

 عبد  الغفار الحازمي و أبو الصباح الكناني قال ع إني أتكلم على سبعين  وجها لي من كلها المخرج

 سئل عن محمد بن عبد الله بن الحسن فقال ع ما من نبي و لا وصي و لا ملك إلا و هو في كتاب عندي يعني مصحف فاطمة و الله ما لمحمد بن عبد الله فيه اسم و أنشأ الصادق ع يقول

و فينا يقينا يعد الوفاء و فينا تفرخ أفراخه‏رأيت الوفاء يزين الرجال كما زين العذق شمراخه

   و قال المنصور للصادق ع قد استدعاك أبو مسلم لإظهار تربة علي ع فتوقفت تعلم أم لا فقال إن في كتاب علي أنه يظهر في أيام عبد الله بن جعفر الهاشمي ففرح المنصور بذلك ثم إنه ع أظهر التربة فأخبر المنصور بذلك و هو في الرصافة فقال هذا هو الصادق فليزر المؤمن بعد هذا إن شاء الله فلقبه بالصادق ع

 و يقال إنما سمي صادقا لأنه ما جرب عليه قط زلل و لا تحريف

30-  كشف، ]كشف الغمة[ عن محمد بن طلحة قال قال الهياج بن بسطام كان جعفر بن محمد ع يطعم حتى لا يبقى لعياله شي‏ء

 و عن عبد العزيز بن الأخضر عن عمرو بن أبي المقدام قال كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد ع علمت أنه من سلالة النبيين

 و قال البرذون بن شبيب النهدي و اسمه جعفر قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين قال وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً

 و عن صالح بن الأسود قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي

 و من كتاب الدلائل للحميري عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع في قوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ قال أبو عبد الله ع أما و الله  لربما وسدنا لهم الوسائد في منازلنا

 و عن الحسين بن العلاء القلانسي قال أبو عبد الله ع يا حسين و ضرب بيده إلى مساور في البيت فقال مساور طالما و الله اتكأت عليها الملائكة و ربما التقطنا من زغبها

 و عن عبد الله بن النجاشي قال كنت في حلقة عبد الله بن الحسن فقال يا ابن النجاشي اتقوا الله ما عندنا إلا ما عند الناس قال فدخلت على أبي عبد الله ع فأخبرته بقوله فقال و الله إن فينا من ينكت في قلبه و ينقر في أذنه و تصافحه الملائكة فقلت اليوم أو كان قبل اليوم فقال اليوم و الله يا ابن النجاشي

 و عن جرير بن مرازم قال قلت لأبي عبد الله ع إني أريد العمرة فأوصني فقال اتق الله و لا تعجل فقلت أوصني فلم يزدني على هذا فخرجت من عنده من المدينة فلقيني رجل شامي يريد مكة فصحبني و كان معي سفرة فأخرجتها و أخرج سفرته و جعلنا نأكل فذكر أهل البصرة فشتمهم ثم ذكر أهل الكوفة فشتمهم ثم ذكر الصادق ع فوقع فيه فأردت أن أرفع يدي فأهشم أنفه و أحدث نفسي بقتله أحيانا فجعلت أتذكر قوله اتق الله و لا تعجل و أنا أسمع شتمه فلم أعد ما أمرني

31-  كش، ]رجال الكشي[ عن طاهر بن عيسى عن جعفر بن أحمد عن أبي الخير عن علي بن الحسن عن العباس بن عامر عن مفضل بن قيس بن رمانة قال دخلت على أبي عبد الله ع فشكوت إليه بعض حالي و سألته الدعاء فقال يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر فجاءت بكيس فقال هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن به قال قلت و الله جعلت فداك ما أردت هذا و لكن أردت الدعاء لي فقال لي و لا أدع الدعاء و لكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه  فتهون عليهم

32-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد و أحمد بن محمد عن علي بن الحسن مثله

33-  كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب دلائل الحميري عن عبد الأعلى و عبيدة بن بشر قالا قال أبو عبد الله ع ابتداء منه و الله إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما كان و ما يكون إلى أن تقوم الساعة ثم سكت ثم قال أعلمه عن كتاب الله أنظر إليه هكذا ثم بسط كفه و قال إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء

 و عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع أن الله بعث محمدا نبيا فلا نبي بعده أنزل عليه الكتاب فختم به الكتب فلا كتاب بعده أحل فيه حلاله و حرم فيه حرامه فحلاله حلال إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامة فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و فصل ما بينكم ثم أومأ بيده إلى صدره و قال نحن نعلمه

34-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد عن محمد بن أحمد عن أبي إسحاق عن علي بن معبد عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد الله ع بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول يقولون كذا و كذا قال فيقول لي قل كذا فقلت هذا الحلال و الحرام و القرآن أعلم أنك صاحبه و أعلم الناس به فهذا الكلام من أين فقال يحتج الله على خلقه بحجة لا يكون عنده كلما يحتاجون إليه

   -35  كش، ]رجال الكشي[ طاهر بن عيسى الوراق عن محمد بن أيوب عن صالح بن أبي حماد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن محمد بن زيد الشحام قال رآني أبو عبد الله ع و أنا أصلي فأرسل إلي و دعاني فقال لي من أين أنت قلت من مواليك قال فأي موالي قلت من الكوفة فقال من تعرف من الكوفة قلت بشير النبال و شجرة قال و كيف صنيعتهما إليك قلت و ما أحسن صنيعتهما إلي قال خير المسلمين من وصل و أعان و نفع ما بت ليلة قط و الله و في مالي حق يسألنيه ثم قال أي شي‏ء معكم من النفقة قلت عندي مائتا درهم قال أرنيها فأتيته بها فزادني فيها ثلاثين درهما و دينارين ثم قال تعش عندي فجئت فتعشيت عنده قال فلما كان من القابلة لم أذهب إليه فأرسل إلي فدعاني من غده فقال ما لك لم تأتني البارحة قد شفقت علي قلت لم يجئني رسولك فقال أنا رسول نفسي إليك ما دمت مقيما في هذه البلدة أي شي‏ء تشتهي من الطعام قلت اللبن فاشترى من أجلي شاتا لبونا قال فقلت له علمني دعاء قال اكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا من أرجوه لكل خير و آمن سخطه عند كل عثرة يا من يعطي الكثير بالقليل و يا من أعطى من سأله تحننا منه و رحمة يا من أعطى من لم يسأله و لم يعرفه صل على محمد و أهل بيته و أعطني بمسألتك خير الدنيا و جميع خير الآخرة فإنه غير منقوص ما أعطيت و زدني من سعة فضلك يا كريم ثم رفع يديه فقال يا ذا المن و الطول يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا النعماء و الجود ارحم شيبتي من النار ثم وضع يديه على لحيته و لم يرفعهما إلا و قد امتلأ ظهر كفيه دموعا

36-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن الحسين بن إشكيب عن عبد الرحمن بن حماد عن محمد بن إسماعيل الميثمي عن حذيفة بن منصور عن سورة بن كليب قال قال لي زيد بن علي ع يا سورة كيف علمتم أن صاحبكم على ما تذكرون قال فقلت على الخبير سقطت قال فقال هات فقلت له كنا نأتي أخاك محمد بن علي ع  نسأله فيقول قال رسول الله ص و قال الله جل و عز في كتابه حتى مضى أخوك فأتيناكم آل محمد و أنت فيمن أتينا فتخبرونا ببعض و لا تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه حتى أتينا ابن أخيك جعفرا فقال لنا كما قال أبوه قال رسول الله ص و قال تعالى فتبسم و قال أما و الله إن قلت هذا فإن كتب علي صلوات الله عليه عنده

37-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ المرشد أبو يعلى الجعفري و أبو الحسين الكوفي و أبو جعفر الطوسي عن سورة مثله

38-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه و علي بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص بن غياث قال رأيت أبا عبد الله ع يتخلل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع و سجد فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ثم استند إلى النخلة فدعا بدعوات ثم قال يا حفص إنها و الله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم ع وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا

39-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي عن يونس بن يعقوب عن سليمان بن خالد عن عامل كان لمحمد بن راشد قال حضرت عشاء جعفر بن محمد ع في الصيف فأتي بخوان عليه خبز و أتي بقصعة فيها ثريد و لحم يفور فوضع يده فيها فوجدها حارة ثم رفعها و هو يقول نستجير بالله من النار نعوذ بالله من النار نحن لا نقوى على هذا فكيف النار و جعل يكرر هذا الكلام حتى أمكنت القصعة فوضع يده فيها و وضعنا أيدينا حتى أمكنتنا فأكل و أكلنا معه ثم إن الخوان رفع فقال يا غلام ائتنا بشي‏ء فأتى بتمر في طبق فمددت يدي فإذا هو تمر فقلت أصلحك الله هذا زمان الأعناب  و الفاكهة قال إنه تمر ثم قال ارفع هذا و ائتنا بشي‏ء فأتى بتمر في طبق فمددت يدي فقلت هذا تمر فقال إنه طيب

40-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال كان أبو عبد الله ع إذا أعتم و ذهب من الليل شطره أخذ جرابا فيه خبز و لحم و الدراهم فحمله على عنقه ثم ذهب إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم و لا يعرفونه فلما مضى أبو عبد الله ع فقدوا ذلك فعلموا أنه كان أبو عبد الله صلوات الله عليه

 بيان أعتم أي دخل في عتمة الليل و هي ظلمته

41-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبيه عن علي بن وهبان عن عمه هارون بن عيسى قال قال أبو عبد الله ع لمحمد ابنه كم فضل معك من تلك النفقة قال أربعون دينارا قال اخرج و تصدق بها قال إنه لم يبق معي غيرها قال تصدق بها فإن الله عز و جل يخلفها أ ما علمت أن لكل شي‏ء مفتاحا و مفتاح الرزق الصدقة فتصدق بها ففعل فما لبث أبو عبد الله ع إلا عشرة حتى جاءه من موضع أربعة آلاف دينار فقال يا بني أعطينا لله أربعين دينارا فأعطانا الله أربعة آلاف دينار

42-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أبي الأصبغ عن بندار بن عاصم رفعه عن أبي عبد الله ع قال قال ما توسل إلي أحد بوسيلة و لا تذرع بذريعة أقرب له إلى ما يريده مني من رجل سلف إليه مني يد أتبعتها أختها و أحسنت ربها فإني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل و لا سخت نفسي برد بكر الحوائج و قد قال الشاعر و إذا بليت ببذل وجهك سائلا فابذله للمتكرم المفضال  إن الجواد إذا حباك بموعد أعطاكه سلسا بغير مطال و إذا السؤال مع النوال قرنته رجح السؤال و خف كل نوال

 بيان و أحسنت ربها أي تربيتها بعدم المنع بعد ذلك العطاء فإن منع النعم للأواخر يقطع لسان شكر المنعم عليه على النعم الأوائل و لما ذكر أنه يحب إتباع النعمة بالنعمة بين أنه لا يرد بكر الحوائج أيضا أي الحاجة الأولى التي لم يسأل السائل قبلها و السلس ككتف السهل اللين المنقاد

43-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عمر بن أبي المقدام قال رأيت أبا عبد الله ع قد أتي بقدح من ماء فيه ضبة من فضة فرأيته ينزعها بأسنانه

 بيان ضبة الفضة القطعة منها تلصق بالشي‏ء

44-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن هارون بن الجهم قال كنا مع أبي عبد الله بالحيرة حين قدم على أبي جعفر المنصور فختن بعض القواد ابنا له و صنع طعاما و دعا الناس و كان أبو عبد الله فيمن دعا فبينما هو على المائدة يأكل و معه عدة في المائدة فاستسقى رجل منهم ماء فأتي بقدح فيه شراب لهم فلما أن صار القدح في يد الرجل قام أبو عبد الله ع عن المائدة فسئل عن قيامه فقال قال رسول الله ص ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر

 و في رواية أخرى ملعون ملعون من جلس طائعا على مائدة يشرب عليها الخمر

45-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن عبد الرحمن بن الحجاج قال أكلنا مع أبي عبد الله ع فأتينا  بقصعة من أرز فجعلنا نعذر فقال ما صنعتم شيئا إن أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا قال عبد الرحمن فرفعت كشحة المائدة فأكلت فقال نعم الآن ثم أنشأ يحدثنا أن رسول الله ص أهدي له قصعة أرز من ناحية الأنصار فدعا سلمان و المقداد و أبا ذر رحمهم الله فجعلوا يعذرون في الأكل فقال ما صنعتم شيئا أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا فجعلوا يأكلون أكلا جيدا ثم قال أبو عبد الله ع رحمهم الله و رضي الله عنهم و صلى عليهم

 بيان لعل المراد بكشحة المائدة جانبها أو المراد أكل ما يليه من الطعام و الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف

46-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن عدة من أصحابه عن يونس بن يعقوب عن عبد الله بن سليمان الصيرفي قال كنت عند أبي عبد الله ع فقدم إلينا طعاما فيه شواء و أشياء بعده ثم جاء بقصعة من أرز فأكلت معه فقال كل قلت قد أكلت قال كل فإنه يعتبر حب الرجل لأخيه بانبساطه في طعامه ثم حاز لي حوزا بإصبعه من القصعة فقال لي لتأكلن ذا بعد ما أكلت فأكلته

47-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن يونس عن أبي الربيع قال دعا أبو عبد الله ع بطعام فأتي بهريسة فقال لنا ادنوا و كلوا قال فأقبل القوم يقصرون فقال ع كلوا فإنما تستبين مودة الرجل لأخيه في أكله قال فأقبلنا نغص أنفسنا كما يغص الإبل

48-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال كنا عند أبي عبد الله ع جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله  لذاذة و طيبا و أوتينا بتمر ننظر فيه إلى وجوهنا من صفائه و حسنه فقال رجل لتسألن عن هذا النعيم الذي نعمتم به عند ابن رسول الله ص فقال أبو عبد الله ع الله أكرم و أجل من أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه و لكن يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد و آل محمد ص

49-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن موسى عن ذبيان بن حكيم عن موسى النميري عن ابن أبي يعفور قال رأيت عند أبي عبد الله ع ضيفا فقام يوما في بعض الحوائج فنهاه عن ذلك و قام بنفسه إلى تلك الحاجة و قال نهى رسول الله ص عن أن يستخدم الضيف

50-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبدة الواسطي عن عجلان قال تعشيت مع أبي عبد الله ع بعد عتمة و كان يتعشى بعد عتمة فأتي بخل و زيت و لحم بارد فجعل ينتف اللحم فيطعمنيه و يأكل هو الخل و الزيت و يدع اللحم فقال إن هذا طعامنا و طعام الأنبياء

51-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال أكلت مع أبي عبد الله ع فقال يا جارية ائتينا بطعامنا المعروف فأتي بقصعة فيها خل و زيت فأكلنا

52-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن بعض أصحابنا قال شكوت إلى أبي عبد الله ع الوجع فقال إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين قال ففعلت ذلك فبرأت فخبرت بعض المتطببين و كان أفره أهل بلادنا فقال من أين عرف أبو عبد الله ع هذا هذا من مخزون علمنا أما إنه صاحب كتب فينبغي أن يكون أصابه في بعض كتبه

   -53  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن عبد الله بن سليمان قال سألت أبا جعفر ع عن الجبن فقال لقد سألتني عن طعام يعجبني ثم أعطى الغلام درهما فقال يا غلام ابتع لنا جبنا و دعا بالغداء فتغدينا معه و أتي بالجبن فأكل و أكلنا

54-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار و غيره عن يونس عن هشام بن الحكم عن زرارة قال رأيت داية أبي الحسن موسى ع تلقمه الأرز و تضربه عليه فغمني ما رأيته فلما دخلت على أبي عبد الله ع قال لي أحسبك غمك الذي رأيت من داية أبي الحسن موسى ع فقلت له نعم جعلت فداك فقال لي نعم الطعام الأرز يوسع الأمعاء و يقطع البواسير و إنا لنغبط أهل العراق بأكلهم الأرز و البسر فإنهما يوسعان الأمعاء و يقطعان البواسير

55-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن محمد بن الحسين بن كثير الخزاز عن أبيه قال رأيت أبا عبد الله ع و عليه قميص غليظ خشن تحت ثيابه و فوقه جبة صوف و فوقها قميص غليظ فمسستها فقلت جعلت فداك إن الناس يكرهون لباس الصوف فقال كلا كان أبي محمد بن علي ع يلبسها و كان علي بن الحسين صلوات الله عليه يلبسها و كانوا ع يلبسون أغلظ ثيابهم إذا قاموا إلى الصلاة و نحن نفعل ذلك

56-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن مسمع بن عبد الملك قال كنا عند أبي عبد الله ع بمنى و بين أيدينا عنب نأكله فجاء سائل فسأله فأمر بعنقود فأعطاه فقال السائل لا حاجة لي في هذا إن كان درهم قال يسع الله عليك فذهب ثم رجع فقال ردوا العنقود فقال يسع الله لك  و لم يعطه شيئا ثم جاء سائل آخر فأخذ أبو عبد الله ع ثلاث حبات عنب فناولها إياه فأخذها السائل من يده ثم قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الذي رزقني فقال أبو عبد الله ع مكانك فحثا مل‏ء كفيه عنبا فناولها إياه فأخذها السائل من يده ثم قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الذي رزقني فقال أبو عبد الله ع مكانك يا غلام أي شي‏ء معك من الدراهم فإذا معه نحو من عشرين درهما فيما حزرناه أو نحوها فناولها إياه فأخذها ثم قال الحمد لله هذا منك وحدك لا شريك لك فقال أبو عبد الله ع مكانك فخلع قميصا كان عليه فقال البس هذا فلبسه فقال الحمد لله الذي كساني و سترني يا أبا عبد الله أو قال جزاك الله خيرا لم يدع لأبي عبد الله ع إلا بذا ثم انصرف فذهب قال فظننا أنه لو لم يدع له لم يزل يعطيه لأنه كلما كان يعطيه حمد الله أعطاه

57-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن بعض أصحاب أبي عبد الله ع قال خرج إلينا أبو عبد الله ع و هو مغضب فقال إني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي لبيك يا جعفر بن محمد لبيك فرجعت عودي على بدئي إلى منزلي خائفا ذعرا مما قال حتى سجدت في مسجدي لربي و عفرت له وجهي و ذللت له نفسي و برئت إليه مما هتف بي و لو أن عيسى ابن مريم عدا ما قال الله فيه إذا لصم صما لا يسمع بعده أبدا و عمي عمى لا يبصر بعده أبدا و خرس خرسا لا يتكلم بعده أبدا ثم قال لعن الله أبا الخطاب و قتله بالحديد

 بيان قال الجوهري رجع عودا على بدء و عوده على بدئه أي لم ينقطع ذهابه حتى وصله برجوعه.  أقول لعله كان من أصحاب أبي الخطاب و يعتقد الربوبية فيه ع فناداه بما ينادي الله تعالى به في الحج فاضطرب ع لعظيم ما نسب إليه و سجد مبرئا نفسه عند الله من ذلك و لعن أبا الخطاب لأنه كان مخترع هذا المذهب الفاسد

58-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن غلام أعتقه أبو عبد الله ع هذا ما أعتق جعفر بن محمد أعتق غلامه السندي فلانا على أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن البعث حق و أن الجنة حق و أن النار حق و على أنه يوالي أولياء الله و يتبرأ من أعداء الله و يحل حلال الله و يحرم حرام الله و يؤمن برسل الله و يقر بما جاء من عند الله أعتقه لوجه الله لا يريد به منه جَزاءً وَ لا شُكُوراً و ليس لأحد عليه سبيل إلا بخير شهد فلان

59-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قرأت عتق أبي عبد الله ع فإذا هو شرحه هذا ما أعتق جعفر بن محمد أعتق فلانا غلامه لوجه الله لا يريد منه جَزاءً وَ لا شُكُوراً على أن يقيم الصلاة و يؤدي الزكاة و يحج البيت و يصوم شهر رمضان و يتوالى أولياء الله و يتبرأ من أعداء الله شهد فلان بن فلان و فلان و فلان ثلاثة

60-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل جميعا عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا قال لما قدم أبو عبد الله ع الحيرة ركب دابته و مضى إلى الخورنق و نزل فاستظل بظل دابته و معه غلام له أسود و ثم رجل من أهل الكوفة قد اشترى نخلا فقال للغلام من هذا قال له هذا جعفر بن محمد ع فجاء بطبق ضخم فوضعه بين يديه ع فقال للرجل ما هذا قال هذا البرني  فقال فيه شفاء و نظر إلى السابري فقال ما هذا فقال السابري فقال هذا عندنا البيض و قال للمشان ما هذا فقال الرجل المشان فقال هذا عندنا أم جرذان و نظر إلى الصرفان فقال ما هذا فقال الرجل الصرفان فقال هو عندنا العجوة و فيه شفاء

61-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور قال كنت عند أبي عبد الله ع بالحيرة فأتاه رسول أبي العباس الخليفة يدعوه فدعا بممطر أحد وجهيه أسود و الآخر أبيض فلبسه ثم قال أبو عبد الله ع أما إني ألبسه و أنا أعلم أنه لباس أهل النار

62-  كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن الحسين بن المختار قال قال أبو عبد الله ع اعمل لي قلانس بيضاء و لا تكسرها فإن السيد مثلي لا يلبس المكسر

63-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن يقطين عن الفضل بن كثير المدائني عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال دخل عليه بعض أصحابه فرأى عليه قميصا فيه قب قد رقعه فجعل ينظر إليه فقال له أبو عبد الله ع ما لك تنظر فقال قب يلقى في قميصك قال فقال اضرب يدك إلى هذا الكتاب فاقرأ ما فيه و كان بين يديه كتاب أو قريب منه فنظر الرجل فيه فإذا فيه لا إيمان لمن لا حياء له و لا مال لمن لا تقدير له و لا جديد لمن لا خلق له

 بيان القب ما يدخل في جيب القميص من الرقاع

64-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن يعقوب  السراج قال كنا نمشي مع أبي عبد الله ع و هو يريد أن يعزي ذا قرابة له بمولود له فانقطع شسع نعل أبي عبد الله ع فتناول نعله من رجله ثم مشى حافيا فنظر إليه ابن أبي يعفور فخلع نعل نفسه من رجله و خلع الشسع منها و ناولها أبا عبد الله ع فأعرض عنه كهيئة المغضب ثم أبى أن يقبله و قال لا إن صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها فمشى حافيا حتى دخل على الرجل الذي أتاه ليعزيه

65-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن عمار قال رأيت أبا عبد الله ع يختضب بالحناء خضابا قانيا

66-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن سجيم عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و هو رافع يده إلى السماء رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا لا أقل من ذلك و لا أكثر قال فما كان بأسرع من أن تحدر الدموع من جوانب لحيته ثم أقبل علي فقال يا ابن أبي يعفور إن يونس بن متى وكله الله عز و جل إلى نفسه أقل من طرفة عين فأحدث ذلك الذنب قلت فبلغ به كفرا أصلحك الله قال لا و لكن الموت على تلك الحال هلاك

67-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى رفعه عن عبد الله بن مسكان قال كنا جماعة من أصحابنا دخلنا الحمام فلما خرجنا لقينا أبو عبد الله ع فقال لنا من أين أقبلتم فقلنا له من الحمام فقال أنقى الله غسلكم فقلنا له جعلنا فداك و إنا جئنا معه حتى دخل الحمام فجلسنا له حتى خرج فقلنا له أنقى الله غسلك فقال  طهركم الله

68-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن بعض أصحابه عن ابن أسباط عن عبد الله بن عثمان أنه رأى أبا عبد الله ع أحفى شاربه حتى ألصقه بالعسيب

 بيان العسيب منبت الشعر

69-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان عن أبي بصير قال دخل أبو عبد الله ع الحمام فقال له صاحب الحمام أخليه لك فقال لا حاجة لي في ذلك المؤمن أخف من ذلك

70-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن النعمان عن يعقوب بن شعيب عن حسين بن خالد عن أبي عبد الله ع قال قلت له في كم أقرأ القرآن فقال اقرأه أخماسا اقرأه أسباعا أما إن عندي مصحف مجزأ أربعة عشر جزءا

71-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه رواه عن رجل من العامة قال كنت أجالس أبا عبد الله ع فلا و الله ما رأيت مجلسا أنبل من مجالسه قال فقال لي ذات يوم من أين تخرج العطسة فقلت من الأنف فقال لي أصبت الخطأ فقلت جعلت فداك من أين تخرج فقال من جميع البدن كما أن النطفة تخرج من جميع البدن و مخرجها من الإحليل ثم قال أ ما رأيت الإنسان إذا عطس نفض أعضاؤه و صاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام

72-  كا، ]الكافي[ أبو عبد الله الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن حماد  بن عثمان قال جلس أبو عبد الله ع متوركا رجله اليمنى على فخذه اليسرى فقال له رجل جعلت فداك هذه جلسة مكروهة فقال لا إنما هو شي‏ء قالته اليهود لما أن فرغ الله عز و جل من خلق السماوات و الأرض و استوى على العرش جلس هذه الجلسة ليستريح فأنزل الله عز و جل اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ و بقي أبو عبد الله ع متوركا كما هو

73-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم بن حكيم قال أمر أبو عبد الله ع بكتاب في حاجة فكتب ثم عرض عليه و لم يكن فيه استثناء فقال كيف رجوتم أن يتم هذا و ليس فيه استثناء انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه

74-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه مهزم فقال لي أبو عبد الله ع ادع لنا الجارية تجيئنا بدهن و كحل فدعوت بها فجاءت بقارورة بنفسج و كان يوما شديد البرد فصب مهزم في راحته منها ثم قال جعلت فداك هذا بنفسج و هذا البرد الشديد فقال و ما باله يا مهزم فقال إن متطببينا بالكوفة يزعمون أن البنفسج بارد فقال هو بارد في الصيف لين حار في الشتاء

75-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن أبي حمزة عن إسحاق بن عمار و ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال شكا رجل إلى أبي عبد الله ع شقاقا في يديه و رجليه فقال له خذ قطنة فاجعل فيها بانا و ضعها على سرتك فقال إسحاق بن عمار جعلت فداك أن يجعل البان في قطنة و يجعلها في سرته فقال أما أنت يا إسحاق فصب البان في سرتك فإنها كبيرة قال ابن أذينة لقيت الرجل  بعد ذلك فأخبرني أنه فعله مرة واحدة فذهب عنه

76-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن الحسين بن محمد بن مهزيار عن قتيبة الأعشى قال أتيت أبا عبد الله ع أعود ابنا له فوجدته على الباب فإذا هو مهتم حزين فقلت جعلت فداك كيف الصبي فقال و الله إنه لما به ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج إلينا و قد اصفر وجهه و ذهب التغير و الحزن قال فطمعت أن يكون قد صلح الصبي فقلت كيف الصبي جعلت فداك فقال لقد مضى لسبيله فقلت جعلت فداك لقد كنت و هو حي مهتما حزينا و قد رأيت حالك الساعة و قد مات غير تلك الحال فكيف هذا فقال إنا أهل بيت إنما نجزع قبل المصيبة فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه و سلمنا لأمره

77-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الكاهلي عن أبي الحسن ع قال كان أبي يبعث أمي و أم فروة تقضيان حقوق أهل المدينة

78-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن العلاء بن كامل قال كنت جالسا عند أبي عبد الله ع فصرخت الصارخة من الدار فقام أبو عبد الله ع ثم جلس فاسترجع و عاد في حديثه حتى فرغ منه ثم قال إنا لنحب أن نعافى في أنفسنا و أولادنا و أموالنا فإذا وقع القضاء فليس لنا أن نحب ما لم يحب الله لنا

79-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود بن فرقد عمن حدثه عن ابن شبرمة قال ما ذكرت حديثا سمعته عن جعفر بن محمد  إلا كاد أن يتصدع قلبي قال حدثني أبي عن جدي عن رسول الله ص و قال ابن شبرمة و أقسم بالله ما كذب أبوه على جده و لا جده على رسول الله ص قال قال رسول الله ص من عمل بالمقاييس فقد هلك و أهلك و من أفتى و هو لا يعلم الناسخ من المنسوخ و المحكم من المتشابه فقد هلك و أهلك

80-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن ابن فضال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبيه عن أبان بن تغلب قال دخلت على أبي عبد الله ع و هو يصلي فعددت له في الركوع و السجود ستين تسبيحة

81-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن حمزة بن حمران و الحسن بن زياد قالا دخلنا على أبي عبد الله ع و عنده قوم فصلى بهم العصر و قد كنا صلينا فعددنا له في ركوعه سبحان ربي العظيم أربعا أو ثلاثا و ثلاثين مرة و قال أحدهما في حديثه و بحمده في الركوع و السجود سواء

82-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال كنت عند أبي عبد الله ع فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز و جل فأخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الأول فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كان قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو و شبهه و جئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني و أخبر صاحبي فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك منه تقية قال ثم التفت إلي فقال لي يا ابن أشيم إن الله عز و جل فوض إلى  سليمان بن داود ع فقال هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ و فوض إلى نبيه ص فقال وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فما فوض إلى رسول الله ص فقد فوضه إلينا

83-  كا، ]الكافي[ أحمد بن إدريس و غيره عن محمد بن أحمد عن علي بن الريان عن أبيه عن يونس أو غيره عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك بلغني أنك كنت تفعل في غلة عين زياد شيئا و أنا أحب أن أسمعه منك قال فقال لي نعم كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس و يأكلوا و كنت آمر في كل يوم أن يوضع عشر بنيات يقعد على كل بنية عشرة كلما أكل عشرة جاء عشرة أخرى يلقى لكل نفس منهم مد من رطب و كنت آمر لجيران الضيعة كلهم الشيخ و العجوز و الصبي و المريض و المرأة و من لا يقدر أن يجي‏ء فيأكل منها لكل إنسان منهم مد فإذا كان الجذاذ وفيت القوام و الوكلاء و الرجال أجرتهم و أحمل الباقي إلى المدينة ففرقت في أهل البيوتات و المستحقين الراحلتين و الثلاثة و الأقل و الأكثر على قدر استحقاقهم و حصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار و كان غلتها أربعة آلاف دينار

 بيان في بعض النسخ بنيات بالباء الموحدة ثم النون ثم الياء المثناة التحتانية على بناء التصغير. قال في النهاية في الحديث أنه سأل رجلا قدم من الثغر هل شرب الجيش في البنيات الصغار قال لا إن القوم ليؤتون بالإناء فيتداولونه حتى يشربوه كلهم البنيات هاهنا الأقداح الصغار و قال بسطنا له بناء أي نطعا هكذا جاء  تفسيره و يقال له أيضا المبناة انتهى. و في بعض النسخ ثبنه بالثاء المثلثة ثم الباء الموحدة فالنون و هو أظهر قال الفيروزآبادي ثبن الثوب يثبنه ثبنا و ثبانا بالكسر ثنى طرفه و خاطه أو جعل في الوعاء شيئا و حمله بين يديه و الثبين و الثبان بالكسر و الثبنة بالضم الموضع الذي تحمل فيه من ثوبك تثنيه بين يديك ثم تجعل فيه من التمر أو غيره و قد أثبنت في ثوبي و قال الجزري في الحديث إذا مر أحدكم بحائط فليأكل منه و لا تتخذ ثبانا الثبان الوعاء الذي يحمل فيه الشي‏ء و يوضع بين يدي الإنسان يقال ثبنت الثوب أثبنه ثبنا و ثبانا و هو أن تعطف ذيل قميصك فتجعل فيه شيئا تحمله الواحدة ثبنة انتهى. فيحتمل أن يكون الثبنات تصحيف الثبان أو يقال أنه قد يجمع هكذا أيضا كغرفة على غرفات و لبنة على لبنات

84-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن علي بن أسباط عمن رواه عن أبي عبد الله ع قال كان بيني و بين رجل قسمة أرض و كان الرجل صاحب نجوم و كان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها و أخرج أنا في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين فضرب الرجل بيده اليمنى على اليسرى ثم قال ما رأيت كاليوم قط قلت ويك أ لا أخبرك ذاك قال إني صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس فخرجت أنا في ساعة السعود ثم قسمنا فخرج لك خير القسمين فقلت أ لا أحدثك بحديث حدثني به أبي ع قال قال رسول الله ص من سره أن يدفع الله عنه نحس يومه فليفتتح يومه بصدقة يذهب الله بها عنه نحس يومه و من أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة يدفع الله عنه نحس ليلته فقلت إني افتتحت خروجي بصدقة فهذا  خير لك من علم النجوم

 بيان أ لا أخبرك ذاك أي أ لا أخبرك ذاك العلم الذي تدعيه بما هو خير لك و في بعض النسخ أ لا خبرك ذاك فلعله بضم الخاء أي ليس علمك نفعه هذا الذي ترى و في بعضها خيرك أي أ ليس خيرك في تلك القسمة التي وقعت. و في بعض النسخ ويل الآخر ما ذاك و وجه بأن من قاعدة العرب أنه إذا أراد حكاية ما لا يناسب مواجهة المحكي له به يغيره هكذا كما يعبر عن ويلي بقولهم ويله فعبر عن ويلك عند نقل الحكاية للراوي بقوله ويل الآخر

85-  كا، ]الكافي[ أحمد بن إدريس و غيره عن محمد بن أحمد عن أحمد بن نوح بن عبد الله عن الذهلي رفعه عن أبي عبد الله ع قال المعروف ابتداء و أما من أعطيته بعد المسألة فإنما كافيته بما بذل لك من وجهه يبيت ليلته أرقا متململا يمثل بين الرجاء و اليأس لا يدري أين يتوجه لحاجته ثم يعزم بالقصد لها فيأتيك و قلبه يرجف و فرائصه ترعد قد ترى دمه في وجهه لا يدري أ يرجع بكآبة أم بفرح

86-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن شعيب عن الحسين بن الحسن عن عاصم عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله ع أنه كان يتصدق بالسكر فقيل له أ تتصدق بالسكر فقال نعم إنه ليس شي‏ء أحب إلي منه فأنا أحب أن أتصدق بأحب الأشياء إلي

87-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن فضال عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق عن يحيى بن العلاء قال كان أبو عبد الله ع مريضا مدنفا فأمر فأخرج إلى مسجد رسول الله ص فكان فيه حتى أصبح ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان

   -88  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد المتقدم عن العباس عن أبي جعفر الخثعمي قريب إسماعيل بن جابر قال أعطاني أبو عبد الله ع خمسين دينارا في صرة فقال ادفعها إلى رجل من بني هاشم و لا تعلمه أني أعطيتك شيئا قال فأتيته فقال من أين هذا جزاه الله خيرا فما يزال كل حين يبعث بها فيكون مما نعيش فيه إلى قابل و لكن لا يصلني جعفر بدرهم في كثرة ماله

89-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن الحسن بن راشد قال كان أبو عبد الله ع إذا صام تطيب بالطيب و يقول الطيب تحفة الصائم

90-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن معتب عن أبي عبد الله ع قال قال اذهب فأعط عن عيالنا الفطرة و أعط عن الرقيق و اجمعهم و لا تدع منهم أحدا فإنك إن تركت منهم إنسانا تخوفت عليه الفوت قلت و ما الفوت قال الموت

91-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن القاسم بن إبراهيم عن ابن تغلب قال كنت مع أبي عبد الله ع مزامله فيما بين مكة و المدينة فلما انتهى إلى الحرم نزل و اغتسل و أخذ نعليه بيديه ثم دخل الحرم حافيا

92-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن محمد بن يحيى الخزاز عن حماد بن عثمان قال حضرت أبا عبد الله ع و قال له رجل أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب ع كان يلبس الخشن يلبس القميص بأربعة دراهم و ما أشبه ذلك و نرى عليك اللباس الجديد فقال له إن علي بن أبي طالب ع كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر و لو لبس مثل ذلك اليوم شهر به فخير لباس كل زمان لباس  أهله غير أن قائمنا أهل البيت ع إذا قام لبس ثياب علي ع و سار بسيرة أمير المؤمنين علي ع

93-  كا، ]الكافي[ أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن علي بن أسباط عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زيد الشحام قال قال لي أبو عبد الله ع و نحن في الطريق في ليلة الجمعة اقرأ فإنها ليلة الجمعة قرآنا فقرأت إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ فقال أبو عبد الله ع نحن و الله الذي يرحم الله و نحن و الله الذي استثنى الله و لكنا نغني عنهم

94-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عن منصور عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال مر بي أبي و أنا بالطواف و أنا حدث و قد اجتهدت في العبادة فرآني و أنا أتصاب عرقا فقال لي يا جعفر يا بني إن الله إذا أحب عبدا أدخله الجنة و رضي منه باليسير

95-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري و غيره عن أبي عبد الله ع قال اجتهدت في العبادة و أنا شاب فقال لي أبي يا بني دون ما أراك تصنع فإن الله عز و جل إذا أحب عبدا رضي منه باليسير

96-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن الدهقان عن درست عن عبد الأعلى مولى آل سام قال استقبلت أبا عبد الله ع في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر فقلت جعلت فداك حالك عند الله عز و جل و قرابتك من رسول الله ص و أنت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم فقال يا عبد الأعلى خرجت في طلب الرزق  لأستغني عن مثلك

97-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله الحجال عن حفص بن أبي عائشة قال بعث أبو عبد الله ع غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج أبو عبد الله ع على أثره لما أبطأ فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له أبو عبد الله ع يا فلان و الله ما ذلك لك تنام الليل و النهار لك الليل و لنا منك النهار

98-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن حفص مثله

99-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن إسماعيل بن جابر قال أتيت أبا عبد الله ع و إذا هو في حائط له بيده مسحاة و هو يفتح بها الماء و عليه قميص شبه الكرابيس كأنه مخيط عليه من ضيقه

100-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن علي بن أسباط عن محمد بن عذافر عن أبيه قال أعطى أبو عبد الله ع أبي ألفا و سبعمائة دينار فقال له اتجر لي بها ثم قال أما إنه ليس لي رغبة في ربحها و إن كان الربح مرغوبا فيه و لكني أحببت أن يراني الله عز و جل متعرضا لفوائده قال فربحت له فيه مائة دينار ثم لقيته فقلت له قد ربحت لك فيها مائة دينار قال ففرح أبو عبد الله ع بذلك فرحا شديدا ثم قال لي أثبتها في رأس مالي قال فمات أبي و المال عنده فأرسل إلي أبو عبد الله ع و كتب عافانا الله و إياك إن لي عند أبي محمد ألفا و ثمانمائة دينار أعطيته يتجر بها فادفعها إلى عمر بن يزيد قال فنظرت في كتاب أبي فإذا فيه لأبي موسى عندي ألف و سبعمائة دينار و اتجر له فيها مائة دينار عبد الله بن سنان و عمر بن يزيد يعرفانه

   -101  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان قال حدثني جميل بن صالح عن أبي عمرو الشيباني قال رأيت أبا عبد الله ع و بيده مسحاة و عليه إزار غليظ يعمل في حائط له و العرق يتصاب عن ظهره فقلت جعلت فداك أعطني أكفك فقال لي إني أحب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة

102-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن أبيه مثله مع اختصار

103-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن داود بن سرحان قال رأيت أبا عبد الله ع يكيل تمرا بيده فقلت جعلت فداك لو أمرت بعض ولدك أو بعض مواليك فيكفيك

104-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الحميد بن سعيد قال سألت أبا إبراهيم ع عن عظام الفيل يحل بيعه أو شراؤه الذي يجعل منه الأمشاط فقال لا بأس قد كان لأبي منه مشط أو أمشاط

105-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان عن شعيب قال تكارينا لأبي عبد الله ع قوما يعملون في بستان له و كان أجلهم إلى العصر فلما فرغوا قال لمعتب أعطهم أجورهم قبل أن يجف عرقهم

106-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن أبي حنيفة سائق الحاج قال مر بنا المفضل و أنا و ختني نتشاجر في ميراث فوقف علينا ساعة ثم قال لنا تعالوا إلى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربعة مائة درهم فدفعها  إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه قال أما إنها ليست من مالي و لكن أبو عبد الله أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شي‏ء أن أصلح بينهما و أفتديهما من ماله فهذا من مال أبي عبد الله ع

107-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن عمرو بن أبي المقدام قال رأيت أبا عبد الله ع يوم عرفة بالموقف و هو ينادي بأعلا صوته أيها الناس إن رسول الله ص كان الإمام ثم كان علي بن أبي طالب ع ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم هه فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه و عن يمينه و عن يساره و من خلفه اثني عشر صوتا و قال عمرو فلما أتيت منى سألت أصحاب العربية عن تفسير هه فقالوا هه لغة بني فلان أنا فاسألوني قال ثم سألت غيرهم أيضا من أهل العربية فقالوا مثل ذلك

108-  تم، ]فلاح السائل[ روي أن مولانا الصادق ع كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه فلما أفاق سئل ما الذي أوجب ما انتهت حاله إليه فقال ما معناه ما زلت أكرر آيات القرآن حتى بلغت إلى حال كأنني سمعتها مشافهة ممن أنزلها

109-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن ع يقول إن رجلا أتى جعفرا صلوات الله عليه شبيها بالمستنصح له فقال له يا أبا عبد الله كيف صرت اتخذت الأموال قطعا متفرقة و لو كانت في موضع واحد كان أيسر لمئونتها و أعظم لمنفعتها فقال أبو عبد الله ع اتخذتها متفرقة فإن أصاب هذا المال شي‏ء سلم هذا و الصرة تجمع هذا كله

110-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الله بن حماد عن عمر بن يزيد قال أتى رجل أبا عبد الله ع يقتضيه و أنا عنده  فقال له ليس عندنا اليوم شي‏ء و لكنه يأتينا خطر و وسمة فيباع و نعطيك إن شاء الله فقال له الرجل عدني فقال كيف أعدك و أنا لما لا أرجو أرجى مني لما أرجو

111-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن أحمد بن النضر عن أبي جعفر الفزاري قال دعا أبو عبد الله ع مولى له يقال له مصادف فأعطاه ألف دينار و قال له تجهز حتى تخرج إلى مصر فإن عيالي قد كثروا قال فتجهز بمتاع و خرج مع التجار إلى مصر فلما دنوا من مصر استقبلهم قافلة خارجة من مصر فسألوهم عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة و كان متاع العامة فأخبروهم أنه ليس بمصر منه شي‏ء فتحالفوا و تعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من ربح دينار دينارا فلما قبضوا أموالهم انصرفوا إلى المدينة فدخل مصادف على أبي عبد الله ع و معه كيسان في كل واحد ألف دينار فقال جعلت فداك هذا رأس المال و هذا الآخر ربح فقال إن هذا الربح كثير و لكن ما صنعتم في المتاع فحدثه كيف صنعوا و كيف تحالفوا فقال سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين ألا تبيعوهم إلا بربح الدينار دينارا ثم أخذ أحد الكيسين فقال هذا رأس مالي و لا حاجة لنا في هذا الربح ثم قال يا مصادف مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال

112-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن علي بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن جهم بن أبي جهم عن معتب قال قال لي أبو عبد الله ع و قد تزيد السعر بالمدينة كم عندنا من طعام قال قلت عندنا ما يكفينا أشهر كثيرة قال أخرجه و بعه  قال قلت له و ليس بالمدينة طعام قال بعه فلما بعته قال اشتر مع الناس يوما بيوم و قال يا معتب اجعل قوت عيالي نصفا شعيرا و نصفا حنطة فإن الله يعلم أني واجد أن أطعمهم الحنطة على وجهها و لكني أحب أن يراني الله قد أحسنت تقدير المعيشة

113-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن أحمد بن حماد عن محمد بن مرازم عن أبيه أو عمه قال شهدت أبا عبد الله ع و هو يحاسب وكيلا له و الوكيل يكثر أن يقول و الله ما خنت فقال له أبو عبد الله ع يا هذا خيانتك و تضييعك علي مالي سواء إلا أن الخيانة شرها عليك

114-  نبه، ]تنبيه الخاطر[ الفضل بن أبي قرة قال كان أبو عبد الله ع يبسط رداءه و فيه صرر الدنانير فيقول للرسول اذهب بها إلى فلان و فلان من أهل بيته و قل لهم هذه بعث بها إليكم من العراق قال فيذهب بها الرسول إليهم فيقول ما قال فيقولون أما أنت فجزاك الله خيرا بصلتك قرابة رسول الله ص و أما جعفر فحكم الله بيننا و بينه قال فيخر أبو عبد الله ع ساجدا و يقول اللهم أذل رقبتي لولد أبي

115-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لوددت أني و أصحابي في فلاة من الأرض حتى نموت أو يأتي الله بالفرج

116-  د، ]العدد القوية[ قال الثوري لجعفر بن محمد يا ابن رسول الله اعتزلت الناس فقال يا سفيان فسد الزمان و تغير الإخوان فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد  ثم قال

ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب و الناس بين مخاتل و موارب‏يفشون بينهم المودة و الصفا و قلوبهم محشوة بعقارب

و قال الواقدي جعفر من الطبقة الخامسة من التابعين

 أقول روى البرسي في مشارق الأنوار، أن فقيرا سأل الصادق ع فقال لعبده ما عندك قال أربعمائة درهم قال أعطه إياها فأعطاه فأخذها و ولى شاكرا فقال لعبده أرجعه فقال يا سيدي سألت فأعطيت فما ذا بعد العطاء فقال له قال رسول الله ص خير الصدقة ما أبقت غنى و إنا لم نغنك فخذ هذا الخاتم فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة

117-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن سنان عن ابن مسكان عن الصيقل قال كنت عند أبي عبد الله ع جالسا فبعث غلاما له عجميا في حاجة إلى رجل فانطلق ثم رجع فجعل أبو عبد الله ع يستفهمه الجواب و جعل الغلام لا يفهمه مرارا قال فلما رأيته لا يتعبر لسانه و لا يفهمه ظننت أنه ع سيغضب عليه قال و أحد ع النظر إليه ثم قال أما و الله لئن كنت عيي اللسان فما أنت بعيي القلب ثم قال إن الحياء و العفاف و العي عي اللسان لا عي القلب من الإيمان و الفحش و البذاء و السلاطة من النفاق

118-  كتاب قضاء الحقوق للصوري، عن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب قال كنت عند أبي عبد الله ع و عنده المعلى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان فقال يا ابن رسول الله أنا من مواليكم أهل البيت و بيني و بينكم شقة بعيدة و قد قل ذات يدي و لا أقدر أن أتوجه إلى أهلي إلا أن تعينني قال فنظر أبو عبد الله ع يمينا و شمالا و قال أ لا تسمعون ما يقول أخوكم إنما المعروف  ابتداء فأما ما أعطيت بعد ما سأل فإنما هو مكافأة لما بذل لك من ماء وجهه ثم قال فيبيت ليلته متأرقا متململا بين اليأس و الرجاء لا يدري أين يتوجه بحاجته فيعزم على القصد إليك فأتاك و قلبه يجب و فرائصه ترتعد و قد نزل دمه في وجهه و بعد هذا فلا يدري أ ينصرف من عندك بكآبة الرد أم بسرور النجح فإن أعطيته رأيت أنك قد وصلته و قد قال رسول الله ص و الذي فلق الحبة و برأ النسمة و بعثني بالحق نبيا لما يتجشم من مسألته إياك أعظم مما ناله من معروفك قال فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم و دفعوها إليه