باب 10- غسل اليد قبل الطعام و بعده و آدابه

1-  الخصال، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع من سره أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه

2-  و منه، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسن بن متيل عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير عن أبي عوف العجلي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول الوضوء قبل الطعام و بعده يزيد في الرزق

 المحاسن، عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله و فيه يزيدان

3-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله ثم قال و روي أن رسول الله ص قال أوله ينفي الفقر و آخره ينفي الهم

4-  الخصال، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن سهل بن زياد عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن سعيد بن غزوان عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال من أراد أن يكثر خير بيته فليغسل يده قبل   الأكل

5-  و منه، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي حمزة الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير المؤمنين ع قال الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق الخبر

6-  و منه، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن الصادق عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع غسل اليدين قبل الطعام و بعده زيادة في الرزق و إماطة للغمر عن الثياب و يجلو البصر

 المحاسن، عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير مثله

 الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم مثله إلا أن فيه زيادة في العمر

7-  العلل، عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن القاسم بن محمد و غيره عن صفوان بن محمد الجمال عن أبي نميرة قال قال أبو عبد الله ع الوضوء قبل الطعام و بعده يذهبان الفقر قال قلت يذهبان الفقر قال يذهبان الفقر

8-  قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه ع قال صاحب الرحل يتوضأ أول القوم قبل الطعام و آخر القوم بعد الطعام

    -9  مجالس ابن الشيخ، عن هلال بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال لا ترفعوا الطشت حتى ينطف أجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم

 بيان حتى ينطف أي يمتلئ بحيث يشرف على السيلان من جوانبه قال الفيروزآبادي نطف الماء كنصر و ضرب سال انتهى و الوضوء بالفتح الماء الذي ينفصل من غسل اليد و هذا رد على ما كان المتكبرون يفعلونه من أنه إذا غسل أحدهم صبوا الماء ثم أتوا بالطشت لآخر و هذا مكروه. قال في الجامع تجمع غسالة الأيدي في إناء واحد

10-  العلل، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان عن أبي عبد الله ع قال الوضوء قبل الطعام يبدأ صاحب البيت لئلا يحتشم أحد فإذا فرغ من الطعام يبدأ من عن يمين الباب حرا كان أو عبدا

 و في حديث آخر فليغسل أولا رب البيت يده ثم يبدأ بمن عن يمينه و إذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل و يكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل لأنه أولى بالغمر و يتمندل عند ذلك

 بيان قال في المسالك يستحب أن يبدأ صاحب البيت بغسل يده ثم يبدأ بعده بمن على يمينه ثم يدور عليهم في الغسل الأول و في الثاني يبدأ بمن على يساره كذلك و يكون هو آخر من يغسل يده و علل تقديم غسل يده أولا برفع الاحتشام عن الجماعة و تأخيره أخيرا بأنه أولى بالصبر على الغمر و في خبر آخر إذا فرغ من الطعام بدأ بمن على يمين الباب حرا كان أو عبدا. و في الدروس و يستحب غسل اليد قبل الطعام و لا يمسحها فإنه لا يزال البركة   في الطعام ما دامت النداوة في اليد و يغسلها بعده و يمسحها و يستحب الابتداء في الغسل بمن على يمينه دورا

 و عن الصادق ع يبدأ صاحب المنزل بالغسل إلى آخر ما مر

و في الجامع يبدأ بسقي من عن يمينه و غسل يده حتى يرجع إليه و قال الشيخ في النهاية إذا أرادوا غسل أيديهم يبدأ بمن هو على يمينه حتى ينتهي إلى آخرهم و يستحب أن تجمع غسالة الأيدي في إناء واحد

11-  كامل الزيارة، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي القرشي عن عبيد بن يحيى الثوري عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع قال زارنا رسول الله ص ذات يوم فقدمنا إليه طعاما و أهدت إلينا أم أيمن صحفة من تمر و قعبا من لبن و زبد فقدمنا إليه فأكل منها فلما فرغ قمت فسكبت على يديه ماء فلما غسل يده مسح وجهه و لحيته ببلة يديه

12-  صحيفة الرضا، عن آبائه ع قال كان رسول الله ص إذا أكل مضمض فاه و قال إن له دسما

 بيان روي في الفردوس عن أم سلمة عن النبي ص أنه قال إذا شربتم اللبن فمضمضوا فإن له دسما

و كأنه كان هكذا فصحف

13-  المحاسن، عن محمد بن أحمد بن أبي محمود عن أبيه أو غيره يرفعه قال قال أبو عبد الله ع إذا غسلت يدك للطعام فلا تمسح يدك بالمنديل فإنه لا يزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد

 بيان في القاموس المنديل بالكسر و الفتح و كمنبر الذي يتمسح به و تندل به و تمندل تمسح

14-  المحاسن، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال من أراد أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه

    -15  و منه، عن بكر بن صالح عن الجعفري عن أبي الحسن ع قال الوضوء قبل الطعام و بعده ينبت النعمة

16-  و منه، عن جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال من غسل يده قبل الطعام و بعده عاش في سعة و عوفي من بلوى جسده

17-  و منه، عن بعض من ذكره عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص يا علي إن الوضوء قبل الطعام و بعده شفاء في الجسد و يمن في الرزق

18-  و منه، عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن الحسن بن محمد الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال الوضوء قبل الطعام و بعده يذيبان الفقر

19-  و منه، عن أحمد بن محمد البزنطي و القاسم بن محمد عن صفوان الجمال عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال لي يا با حمزة الوضوء قبل الطعام و بعده يذيبان الفقر قلت يا ابن رسول الله بأبي أنت و أمي كيف يذيبان قال يذهبان

 بيان الإذابة ضد الإجماد استعير هنا للإذهاب

20-  المحاسن، عن بعض من رواه قال قال أبو عبد الله ع اغسلوا أيديكم قبل الطعام و بعده فإنه ينفي الفقر و يزيد في العمر

21-  و منه، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال كان أبو عبد الله ع يدعو لنا بالطعام فلا يوضينا قبله و يأمر الخادم فنتوضأ بعد الطعام

22-  و منه، عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن أبي محمود قال أخبرني بعض أصحابنا قال ذكر للرضا ع الوضوء قبل الطعام فقال ذلك شي‏ء أحدثته الملوك

 بيان هذان الحديثان غريبان و كأنه لا قائل بعدم استحباب غسل اليد قبل الطعام و يمكن حملهما على عدم الوجوب أو على ما إذا كان قريب العهد بالتوضي   أو كانت يده نظيفة أو على التقية لما رواه في شرح السنة عن يحيى بن سعيد قال كان سفيان الثوري يكره غسل اليد قبل الطعام و إن كان روي أيضا

 عن سلمان قال قرأت في التوراة أن بركة الطعام الوضوء بعده فذكرت للنبي ص و أخبرته بما قرأت في التوراة فقال ص بركة الطعام الوضوء قبله و الوضوء بعده

23-  المحاسن، عن الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال لما تغدى أبو الحسن ع عندي و جي‏ء بالطشت بدئ به و كان في الصدر فقال ابدأ بمن عن يمينك فلما توضأ واحدا و أراد الغلام أن يرفع الطشت فقال له أبو الحسن ع أترعها

 بيان أن يرفع الطشت أي ليصب ماءها و يقال أترع الإناء أي ملأها

 و رواه في الكافي عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد عن الفضل بن المبارك و فيه فقال له أبو الحسن ع دعها و اغسلوا أيديكم فيها

و قيل أراد أن يرفع الطشت ليأتي إليه ع فنهاه عن ذلك و أمره بأن يغسل أيديهم على الترتيب حتى ينتهي إليه ع و الأول أظهر و قال المحقق الأردبيلي رحمه الله بعد إيراد هذه الرواية فيها دلالة على الابتداء بصاحب المنزل بعد الطعام ثم بمن على يساره لأن الظاهر أنه ع غسل يده و كان صاحب المنزل و يمين الذي يغسل يده يساره و يحتمل أن يكون المراد إرادة أن يبدأ به و لم يقبل ع و أمر بغسل من على يساره و هو يمين الغلام ليوافق ما تقدم انتهى. و أقول كأن نسخته رحمه الله كانت سقيمة و لم يكن فيها كلمة عندي و هكذا نقله أيضا و لذا احتمل كونه ع صاحب المنزل و إلا فالظاهر أن الراوي كان صاحب المنزل و أبى ع عن أن يبدأ به و أمره بأن يبدأ بمن على يمينه عند دخول المجلس فيدل على أن المراد بيمين الباب في الخبر السابق ما على يمين الداخل فإنه اليمين بالنسبة إليه و إن كان يسارا بالنسبة إلى الخارج و أيضا لو فرض الباب رجلا مواجها كان هذا يمينه و هكذا حققه أيضا هذا الفاضل رحمه الله حيث قال بعد   إيراد رواية ابن عجلان لعل المراد بالباب الموضع الذي جلسوا فيه و باليمين يمين الداخل فيحتمل في الموضع الذي لا باب له أن يكون المراد يمين ابتداء المجلس بالنسبة إلى الداخل فيه ثم قال رحمه الله في الجمع بين الأخبار يمكن حمل الأولى أي رواية ابن عجلان على أن صاحب المنزل كان جالسا عند الباب و يمينها يساره أو على عدم كونه في المجلس أو على التخيير انتهى و أقول كان القول بالتخيير أوجه

24-  المحاسن، عن أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبي عبد الله ع قال اغسلوا أيديكم في إناء واحد تحسن أخلاقكم

25-  و منه، عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان عن أبي عبد الله ع قال الوضوء قبل الطعام يبدأ بصاحب البيت لئلا يحتشم أحد فإذا فرغ بدأ بمن على يمينه و إذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل و يكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل لأنه أولى بالصبر على الغمر و يتمندل عند ذلك إن شاء

 قال و رواه ابن أبي محمود بيان قال المحقق الأردبيلي الظاهر أن المراد بصاحب المنزل هو صاحب الطعام و إن كان المنزل لغيره أو لا يكون هناك منزل و بيت و يحتمل الحقيقة إذا كان صاحب الطعام غريبا و نزيلا في منزل الغير فتأمل و في القاموس الغمر بالتحريك زنخ اللحم و ما يعلق بالبدن من دسمه غمرت كفرح فهي غمرة

26-  المحاسن، عن عبد الرحمن بن أبي داود قال تغدينا عند أبي عبد الله ع فأتي بالطست فقال أما أنتم يا معشر أهل الكوفة فلا تتوضئون إلا واحدا واحدا و أما نحن فلا نرى به بأسا أن نتوضأ جماعة قال فتوضأنا جميعا في طست واحد

27-  و منه، عن بعض من رواه عمن شهد أبا جعفر الثاني ع يوم قدم المدينة تغدى معه جماعة فلما غسل يديه من الغمر مسح بهما رأسه و وجهه قبل أن يمسحهما بالمنديل و قال اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجهه قتر و لا ذلة

 قال و في   حديث يروى عن النبي ص قال إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح في وجهك و عينيك قبل أن تمسح بالمنديل و تقول اللهم إني أسألك الزينة و المحبة و أعوذ بك من المقت و البغضة

 دعوات الراوندي، قال الصادق ع إذا غسلت يديك إلى قوله و البغضة

 المكارم، عن الصادق ع مثل الأول

28-  المحاسن، عن أبيه عن القاسم بن محمد عن الحسين بن أبي العلا قال سألت أبا عبد الله ع عن الوضوء بعد الطعام فقال إن رسول الله ص كان يأكل فجاء ابن أم مكتوم و في يد رسول الله ص كتف يأكل منها فوضع ما كان في يده منها ثم قام إلى الصلاة و لم يتوضأ فليس فيه طهور

 بيان ظاهره أن المراد هنا وضوء الصلاة ردا على بعض المخالفين القائلين بانتقاض الوضوء بأكل ما مسته النار و لذا أوردنا أمثاله في كتاب الطهارة

29-  المحاسن، عن أبيه عن عبد الله الفضل النوفلي عن شعيب العقرقوفي قال تغديت مع أبي عبد الله ع فما غسل يده قبل و لا بعد

 بيان كأنه كان ذلك لبيان الجواز أو لمانع

30-  المحاسن، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال قال أبو الحسن ع ربما أتي بالمائدة و أراد بعض القوم أن يغسل يده فيقول من كانت يده نظيفة فلم يغسلهما فلا بأس أن يأكل من غير أن يغسل يده

 بيان كأنه كان في الرواية قال كان أبو الحسن ع و على ما في النسخ يحتمل أن يكون ربما أتي إلخ بيانا لقوله قال أبو الحسن ع

31-  المحاسن، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن   الوليد بن صبيح قال تعشينا عند أبي عبد الله ع ليلة جماعة فدعا بوضوء فقال تعال حتى نخالف المشركين الليلة نتوضأ جميعا

 قال و رواه النهيكي عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن عبد الحميد بيان مخالفة المشركين إما في الاجتماع في الغسل أو في أصله أيضا

32-  المحاسن، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم قال رأيت أبا الحسن ع إذا توضأ قبل الطعام لم يمس المنديل و إذا توضأ بعد الطعام مس المنديل

33-  و منه، عن ابن فضال عن أبي المغراء عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع أنه كره أن يمسح الرجل يده بالمنديل و فيها شي‏ء من الطعام تعظيما للطعام حتى يمصها أو يكون إلى جانبه صبي يمصها

34-  المكارم، عن النبي ص قال إذا أكل أحدكم فلا يمسحن بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها

 بيان قال في المسالك إنما يستحب مسح اليدين بالمنديل من أثر ماء الغسل لا من أثر الطعام فإن ذلك مكروه و إنما السنة في لعق الأصابع انتهى و أقول روت العامة هذا المضمون بطرق و عبارات مختلفة

 فعن أنس أن رسول الله ص كان إذا أكل لعق أصابعه الثلاث و عن كعب بن مالك قال كان النبي ص يأكل بثلاث أصابع و لا يمسح يده حتى يلعقها و عن ابن عباس أن النبي ص قال إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها و في رواية إذا طعم أحدكم فلا يمسح يده بالمنديل حتى يمصها

قيل و ذكر القفال أن المراد بالمنديل هنا المعد لإزالة الزهومة لا المنديل المعد للمسح بعد الغسل و قيل في قوله حتى يلعقها بفتح أوله من الثلاثي أي يلعقها هو أو يلعقها بضم أوله من الرباعي أي يلعقها غيره.   و قال النووي المراد إلعاق غيره ممن لا يتقذر من زوجة و جارية و خادم و ولد و كذا من كان في معناه كتلميذ معتقد البركة بلعقها و كذا لو ألعقها شاة و نحوها و روى مسلم عن جابر عنه ع أنه قال إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما أصابها من أذى و ليأكلها و لا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها فإنه لا يدري في أي طعامه البركة قال النووي أي الطعام الذي يحضر الإنسان فيه بركة لا يدري أن تلك البركة فيما أكل أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة فينبغي أن يحافظ على هذا كله فتحصل البركة و المراد بالبركة ما يحصل به التغذية و يسلم عاقبته من الأذى و يقوى على الطاعة. و قيل في الحديث رد على من كره لعق الأصابع استقذارا لفم يحصل ذلك إذا فعله في أثناء الأكل لأنه يعيدها في الطعام و عليها أثر ريقه و قال الخطابي عاب قوما أفسد عقلهم الترفه فزعموا أن لعق الأصابع مستقبح كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي علق بالأصابع جزء من أجزاء ما أكلوه فأي قذارة فيه

35-  المحاسن، عن أبيه عن علي بن النعمان عن منصور بن حازم قال سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يمسح وجهه بالمنديل قال لا بأس به

 بيان الظاهر أن المراد به المسح بعد وضوء الصلاة

36-  المحاسن، عن الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال لما تغدى عندي أبو الحسن ع أتي بمنديل ليطرح على ثوبه فأبى أن يلقيه على ثوبه

37-  و منه، عن أبيه عن عبد الله بن الفضل عن الفضل بن يونس قال أتاني أبو الحسن ع فقال هات طعامك فإنهم يزعمون أنا لا نأكل طعام الفجاءة فأتي بالطست فبدأ ثم قال أدرها عن يسارك و لا تحملها إلا مترعة

 بيان كأن المراد بطعام الفجاءة الطعام الذي ورد عليه الإنسان من غير تقدمه و تمهيد و دعوة سابقة قوله فبدئ يمكن أن يقرأ على بناء المجهول على وفق ما مر و قوله عن يسارك مخالف لما مر مع أن السند واحد و يمكن الحمل على   التخيير أو يكون اليسار بالنسبة إلى الخارج كما أن اليمين كان بالنسبة إلى الداخل و الأظهر حمل هذا على الغسل الأول و ما مر على الغسل الثاني فقوله فبدأ هنا على بناء المعلوم و ارتفع التنافي من جميع الوجوه

37-  المكارم، كان رسول الله ص يغسل يديه من الطعام حتى ينقيهما فلا يوجد لما أكل ريح و كان ع إذا أكل الخبز و اللحم خاصة غسل يديه غسلا جيدا ثم يمسح بفضل الماء الذي في يديه وجهه

 بيان قال المحقق الأردبيلي رحمه الله يمكن أن يكون غسل اليد الواحدة المباشرة للطعام كافيا كما يشعر به بعض العبارات غسل اليد و يحتمل استحباب غسل الاثنتين و إن لم تكن المباشرة إلا واحدة انتهى و قال شيخنا البهائي رحمه الله و اغسل يديك معا قبل الطعام و بعده و إن كان أكلك بيد واحدة

38-  المكارم، قال النبي ص من أراد أن يكثر خيره فليتوضأ عند حضور طعامه

 و عن الصادق ع قال من غسل يده قبل الطعام و بعده بورك له في أوله و آخره و عاش ما عاش في سعة و عوفي من بلوى في جسده

 و عنه ع قال من غسل يده قبل الطعام فلا يمسحها بالمنديل فإنه لا يزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد

 و عنه ع قال يبدأ أولا رب المنزل ليغسل يده و من عن يمينه فإذا فرغ من الطعام يبدأ بمن عن يسار صاحب المنزل لأنه أولى بالصبر على الغمر و تمندل بعد ذلك

 و عنه ع قال الوضوء قبل الطعام و بعده ينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد و ما عاش عاش في سعة و إن الملائكة تصلي على من يلعق إصبعه في آخر الطعام

 و روي عنه ع أنه يكره عند الطعام رفع الطست حتى يمتلئ و يهراق و قال من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور الطعام و بعده فإنه   من غسل يده عند الطعام و بعده عاش ما عاش في سعة و عوفي من بلوى في جسده

 و عنه ع قال إذا توضأت بعد الطعام فامسح عينيك بفضل ما في يديك فإنه أمان من الرمد

 و عن صفوان الجمال قال كنا عند أبي عبد الله ع فحضرت المائدة فأتى الخادم بالوضوء فناوله المنديل فعافه ثم قال منه غسلنا

 و عنه ع قال الوضوء قبل الطعام و بعده ينفي الفقر و يزيد في الرزق

 و في كتاب مواليد الصادقين كان النبي ص إذا فرغ من غسل اليد بعد الطعام مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه ثم يقول الحمد لله الذي هدانا و أطعمنا و سقانا و كل بلاء صالح أولانا

 بيان قال الجوهري قال أبو عمرو الكير كير الحداد و هو زق أو جلد غليظ ذو حافات و أما المبني من الطين فهو الكور قوله ع في آخر الطعام أقول في أكثر النسخ في آخر اليوم فيمكن أن يكون التخصيص لأن المطبوخ يؤكل غالبا في آخر اليوم و غيره لا يحتاج إلى اللعق غالبا أو المعنى تصلى إلى آخر اليوم و إن كان بعيدا فعافه أي كرهه قوله ع منه غسلنا كان الضمير راجع إلى المنديل أي إنما غسلنا لملاقاة اليد للمنديل و أشباهه فلا تمسح اليد شي‏ء قبل الأكل أو الضمير راجع إلى الندى و من تعليلية أي إنما غسلنا لتكون النداوة في اليد لأجل البركة و فيه بعد لفظا و كل بلاء صالح أي نعمة حسنة أولانا أي أنعم علينا

39-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من توضأ قبل الطعام عاش في سعة و عوفي من بلوى في جسده

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص من سره أن يكثر خير بيته   فليتوضأ عند حضور طعامه

40-  مجالس الشيخ، عن جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد العلوي و أحمد بن زياد عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن جعفر بن محمد ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من سره أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه و من توضأ قبل الطعام و بعده عاش في سعة من رزقه و عوفي من البلاء في جسده

 و زاد الموسوي في حديثه قال هشام بن سالم قال لي الصادق ع يا هشام بن سالم و الوضوء هنا غسل اليد قبل الطعام و بعده

41-  دعوات الراوندي، قال أمير المؤمنين ع من غسل يديه قبل الطعام و بعده بورك له في أول الطعام و آخره

42-  المكارم، و الشهاب، قال النبي ص الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر و بعده ينفي اللمم و يصح البصر

 الضوء أصل الوضاءة النظافة و الحسن تقول وضؤ يوضؤ وضاءة و صار الوضوء في الشرع اسما للتطهر و الاستعداد للصلاة تقول توضأت و لا يجوز توضيت و الوضوء الماء الذي يتوضأ به و هو أيضا كالمصدر من توضأت للصلاة كالولوع و القبول و قال اليزيدي المصدر بالضم الوضوء و قال أبو عمرو لم أسمع إلا الفتح في الاسم و المصدر و اللمم طرف من الجنون و أصله في كلامهم المقاربة للشي‏ء يقول ألم به و اللمام و الإلمام مقاربة الزيادة و يقال ألم به و لم يفعل أي قاربه و الوضوء في الحديث على أصله في اللغة و هو النظافة و التنظف فهو كناية عن غسل اليدين و لعمري إنه قبل الطعام في غاية الحسن لأن الإنسان لا يدري أين تكون يداه   و ما ذا تمسان فالأولى به أن يغسلهما عند الطعام و إذا تناول شيئا فالأولى أن يغسلهما نفيا للوضر و الزهومة التي ربما تتلوثان به فيقول ع إن التنظف قبل الطعام ينفي الفقر لأنه أجل الرزق الذي رزقه الله تعالى فتنظف له فكان هذا الفعل منه مما يبارك فيه و بعده ينفي اللمم يعني السوداء التي تعرض للإنسان هل يده طاهرة أم لا و إذا غسلهما قطع على النظافة و الطهارة و سلمت ثيابه من الدنس و الزهومات و الإنسان مشغول القلب بثيابه. و قوله ع يصح البصر يجوز أن يكون لمكان انتفاء الزهومات فهي مما تؤذي العين و كذلك كل ريح كريهة فإن العين تتأذى بها و لعل ذلك خاصية عرفها رسول الله ص. و فائدة الحديث الأمر بغسل اليدين قبل الطعام و بعده تنظفا و تطهرا و راوي الحديث موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص

43-  الدعائم، عن النبي ص أنه أمر بغسل اليدين بعد الطعام من الغمر و قال إن الشيطان يشمه

 و عن علي ع أنه قال بركة الطعام الوضوء قبله و بعده و الشيطان مولع بالغمر فإذا أوى أحدكم إلى فراشه فليغسل يديه من ريح الغمر

 و عنه ع أنه كان يكره أن تغسل الأيدي بشي‏ء من الطعام و يقول إن النعمة تنفر من ذلك

 و عن رسول الله ص أنه نهى أن يرفع الطست من بين يدي القوم حتى يمتلئ

 و عن جعفر بن محمد ع أنه قال رب البيت يتوضأ آخر القوم يعني ع من غير عياله إذا حضر عنده قوم من إخوانه

44-  الشهاب، و المكارم، قال رسول الله ص أجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم

 الضوء الوضوء اسم للماء الذي يتوضأ به و الوضوء المصدر و منهم من يفتح   الواو في المعنيين و الشمل حاصل حال المرء المشتمل عليه يقال جمع الله شملك أي ما تفرق و تشتت منه و فرق شمله أي ما اجتمع من أمره و حاله يقول إذا غسلتم أيديكم من طعام فاجمعوا ذلك الماء خلافا للمجوس فإنهم لا يفعلون ذلك و يزعمون أن ذلك يؤدي إلى العربدة و الخلاف بين القوم

 و روي عنه ع املئوا الطسوس و خالفوا المجوس

يعني أن ذلك أجمع للشمل و أدل على الموافقة ثم هو خلاف المجوس و جمع الله شملكم دعاء و فائدة الحديث الأمر بجمع الماء الذي تغسل به الأيدي في الطست و الراوي أبو هريرة و تمامه لا ترفعوا الطست حتى يطف اجمعوا إلخ و يطف أي يكاد يمتلئ و طفاف المكوك و طفه و طففه ما ملأ أصباره و هذا إناء طفان

45-  الشهاب، قال النبي ص لا تمسح يدك بثوب من لا تكسوه

 الضوء ظاهر هذا الحديث أنه ع يقول لا تبتذل ثياب من لا تكسوه أنت بمسح يدك بها و هذا مثل أي لا تتسخر إنسانا في عمل من غير أجرة تقع في مقابلة ما قاساه من حق العمل فأخرجه بهذه العبارة و هي من أفصح الكنايات و قد رأيت من يفسره على أن معناه لا تمس ثوب غيرك كما ينظر المستحسن للشي‏ء فإنه ربما يظن أنك ترغب فيه و لعله لا تحتمل حاله أن يؤثرك به و هذا كما ترى و فائدة الحديث النهي عن تسخر الناس و إيذانهم بالبيجار و السخرة و راويه أبو بكرة انتهى. و أقول لا ضرورة في صرفه عن ظاهره فإنا نرى بعض المتكبرين يمسحون بعد الطعام أيديهم بثياب خدمهم قبل الغسل و على تقدير كون المراد ما ذكروه ففيه إشعار بقبح هذا الفعل أيضا

46-  الكافي، عن الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن أبي عبد الله عن بعض رجاله عن إبراهيم بن عقبة يرفعه إلى أبي عبد الله ع قال مسح الوجه بعد الوضوء يذهب بالكلف و يزيد في الرزق

    بيان في القاموس الكلف محركة شي‏ء يعلو الوجه كالسمسم و لون بين السواد و الحمرة و حمرة كدرة تعلو الوجه و قال في الدروس

 قال الصادق ع مسح الوجه بعد الوضوء يذهب بالكلف

و هو شي‏ء يعلو الوجه كالسمسم أو لون بين الحمرة و السواد

47-  الكافي، عن علي بن محمد رفعه عن المفضل قال دخلت على أبي عبد الله ع فشكوت إليه الرمد فقال لي أ و تريد الطريف ثم قال لي إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح حاجبيك و قل ثلاث مرات الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل قال ففعلت فما رمدت عيني بعد ذلك وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

 بيان أ و تريد الطريف أي حديثا طريفا لم تسمع مثله و الطريف الحديث من المال و يمكن أن يكون المعنى أ و تريد بالرمد الطريف من الطرفة بالفتح و هو نقطة حمراء من الدم تحدث في العين لكنه بعيد لفظا و معنى

48-  المحاسن، عن النوفلي بإسناده قال قال رسول الله ص صاحب الرحل يشرب أول القوم و يتوضأ آخرهم

 بيان صاحب الرحل أي صاحب المنزل يشرب أول القوم أي الأضياف كما أنه يبدأ بالأكل لئلا يحتشموا و لا ينافي ما سيأتي أن ساقي القوم آخرهم شربا فإنه فرق بين صاحب الرحل و الساقي و يمكن أن يحمل الأخير على عطش القوم و الوضوء غسل اليد قبل الطعام و قيل أي صاحب الماء مقدم على القوم في الشرب لكن وضوؤه بعد شربهم لأن الشرب مقدم على الوضوء و لا يخفى ما فيه