باب 11- التسمية و التحميد و الدعاء عند الأكل

1-  مجالس الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن علي بن إبراهيم   عن أبيه عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم عن الصادق عن آبائه عن علي ع قال من ذكر اسم الله على الطعام لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا

 ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى مثله المحاسن، عن أبيه عن محمد بن يحيى مثله

2-  قرب الإسناد، عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه ع أن عليا ع كان يقول من أكل طعاما فسمى الله على أوله و حمد الله على آخره لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام كائنا ما كان

 بيان كائنا ما كان أي قليلا كان أو كثيرا لذيذا كان أو غيره و يدل على أن قوله تعالى لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ شامل لتلك النعم الظاهرة أيضا لكنه مشروط بعدم التسمية و التحميد و لا ينافي تأويله في كثير من الأخبار بالولاية فإنها أعظم أفراده و ما ورد من عدم السؤال على الشيعة فلعله أيضا مشروط بذلك

3-  العلل، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد بن أورمة عن عبد الله بن محمد عن داود بن أبي يزيد عن عبد الله بن هلال عن أبي عبد الله ع قال لما جاء المرسلون إلى إبراهيم ع جاءهم بالعجل فقال كلوا فقالوا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه فقال إذا أكلتم فقولوا بسم الله و إذا فرغتم فقولوا الحمد لله قال فالتفت جبرائيل إلى أصحابه و كانوا أربعة و جبرئيل رئيسهم فقال حق لله أن يتخذ هذا خليلا

4-  معاني الأخبار، و الخصال، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع   قال قال رسول الله ص الطعام إذا جمع أربع خصال فقد تم إذا كان من حلال و كثرت الأيدي عليه و سمي الله تبارك و تعالى في أوله و حمد في آخره

5-  المحاسن، عن أبيه عن محمد بن سنان عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال إذا توضأ أحدكم و لم يسم كان للشيطان في وضوئه شرك و إن أكل أو شرب أو لبس و كل شي‏ء صنعه ينبغي أن يسمي عليه فإن لم يفعل كان للشيطان فيه شرك

6-  و منه، عن أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد رفعه إلى أمير المؤمنين ع أنه قال ضمنت لمن سمى الله تعالى على طعامه أن لا يشتكي منه فقال ابن الكواء يا أمير المؤمنين لقد أكلت البارحة طعاما فسميت عليه فآذاني فقال أمير المؤمنين ع أكلت ألوانا فسميت على بعضها و لم تسم على كل لون يا لكع

7-  و منه، عن الحسن بن علي بن فضال عن داود بن فرقد أظنه عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع ضمنت و ذكر مثله إلا أنه قال و لم تسم على بعضها يا لكع

 المكارم، مرسلا عن أمير المؤمنين ع مثله

 الدعائم، عنه ع مثله إلى قوله و لم تسم على بعض يا لكع قال كذلك و الله يا أمير المؤمنين

توضيح في القاموس شكا أمره إلى الله شكوى و ينون و شكاة و شكاوة و شكية و شكاية بالكسر و تشكى و اشتكى و الشكو و الشكوى و الشكاة و الشكاء المرض و   قال اللكع كصرد اللئيم و العبد و الأحمق و من لا يتجه لمنطق و لا غيره

8-  المحاسن، عن أبيه عن حماد بن عيسى عن مسمع أبي سيار قال قلت لأبي عبد الله ع إني أتخم قال سم قلت قد سميت قال فلعلك تأكل ألوان الطعام قلت نعم قال فتسمي على كل لون قلت لا قال من هاهنا تتخم

 بيان في القاموس طعام وخيم غير موافق و قد وخم ككرم و توخمه و استوخمه لم يستمرئه و التخمة كهمزة الداء يصيبك منه و تخم كضرب و علم اتخم و أتخمه الطعام

9-  المحاسن، عن الوشاء عن أبي أسامة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال إن أبي أتاه أخوه عبد الله بن علي يستأذن لعمرو بن عبيد و واصل و بشير الرحال فأذن لهم فلما جلسوا قال ما من شي‏ء إلا و له حد ينتهي إليه فجي‏ء بالخوان فوضع فقالوا فيما بينهم قد و الله استمكنا منه فقالوا له يا جعفر هذا الخوان من الشي‏ء هو قال نعم قالوا فما حده قال إذا وضع قيل بسم الله و إذا رفع قيل الحمد لله

10-  الكافي، عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة مثله و زاد في آخره و يأكل كل إنسان مما بين يديه و لا يتناول من قدام الآخر شيئا

 بيان استمكنا منه أي قدرنا و تمكنا من الاعتراض عليه و تعجيزه في القاموس مكنه من الشي‏ء و أمكنه فتمكن و استمكن. و أقول إن هؤلاء الثلاثة كانوا من مشاهير علماء العامة

11-  المحاسن، عن أبيه عن عبد الله بن الفضل عن الفضل بن يونس قال قلت لأبي الحسن ع و سمعته يقول و قد أتينا بالطعام الحمد لله الذي جعل لكل شي‏ء حدا قلنا ما حد هذا الطعام إذا وضع و ما حده إذا رفع فقال حده إذا وضع أن يسمى عليه و إذا رفع يحمد الله عليه

    بيان قلنا تأكيد لقوله قلت

12-  المحاسن، عن أبيه عمن ذكره عن أبي الحسن موسى ع قال في وصية رسول الله ص لعلي ع يا علي إذا أكلت فقل بسم الله و إذا فرغت فقل الحمد لله فإن حافظيك لا يبرحان يكتبان لك الحسنات حتى تبعده عنك

 المكارم، قال النبي ص لعلي ع و ذكر مثله بيان يقال لا أبرح أفعل ذلك أي لا أزال أفعله و في المكارم لا يستريحان و ما في المحاسن أحسن حتى تبعده الضمير للطعام بمعونة المقام و المراد رفع الخوان أو دفعه بالتغوط أي ما دام في جوفه و في المكارم حتى تنبذه عنك أي ترميه و تطرحه فالمعنى الأخير فيه أظهر

13-  المحاسن، عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إذا وضعت المائدة حفها أربعة أملاك فإذا قال العبد بسم الله قالت الملائكة بارك الله لكم في طعامكم ثم يقولون للشيطان اخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم فإذا فرغوا و قالوا الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قالت الملائكة قوم أنعم الله عليهم فأدوا شكر ربهم فإذا لم يسم قالت الملائكة للشيطان ادن يا فاسق فكل معهم و إذا رفعت المائدة و لم يذكر اسم الله قالت الملائكة قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربهم

 المكارم، عنه ع مثله تبيين اعلم أن جمع الملك على الأملاك غير معروف بل يجمع على الملائكة و الملائك و اختلف في اشتقاقه فذهب الأكثر إلى أنه من الألوكة و هي الرسالة و قال الخليل الألوك الرسالة و هي المالكة و المالكة و على مفعلة فالملائكة على هذا وزنها معافلة لأنها مقلوبة جمع ملأك في معنى مألك فوزن ملأك معفل مقلوب مألك و من   العرب من يستعمله مهموزا على أصله و الجمهور منهم على إلقاء حركة الهمزة على اللام و حذفها فيقال ملك و ذهب أبو عبيدة إلى أن أصله من لاك إذا أرسل فملاك مفعل و ملائكة مفاعلة غير مقلوبة و الميم على الوجهين زائدة و ذهب ابن كيسان إلى أنه من الملك و أن وزن ملاك فعال مثل سمال و ملائكة فعائلة فالميم أصلية و الهمزة زائدة فعلى هذا لا يبعد جمعه على أملاك و إن لم ينقل

14-  المحاسن، عن أبي أيوب المدائني عن ابن أبي عمير عن حسين بن المختار عن رجل عن أبي عبد الله ع قال إذا أكلت الطعام فقل بسم الله في أوله و آخره فإن العبد إذا سمى في طعامه قبل أن يأكل لم يأكل معه الشيطان و إذا لم يسم أكل معه الشيطان و إذا سمى بعد ما يأكل و أكل الشيطان منه تقيأ ما كان أكل

 بيان رواه في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان و كلاهما هنا محتمل و قوله في أوله الظرف للقول أي يسم في الوقتين أو بمتعلق الظرف في التسمية فيكون جزءا منها

15-  المحاسن، عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال إذا وضع الغداء و العشاء فقل بسم الله فإن الشيطان يقول لأصحابه اخرجوا فليس هاهنا عشاء و لا مبيت و إن هو نسي أن يسمي قال لأصحابه تعالوا فإن لكم هناك عشاء و مبيتا

 قال و رواه محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد الله ع مثله

 قال و رواه أيضا محمد بن سنان عن حماد بن عثمان عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل عن أبي عبد الله ع مثله و زاد فيه و قال إذا توضأ أحدكم و لم يسم كان للشيطان في وضوئه شرك و إن أكل أو شرب أو لبس و كل شي‏ء صنعه ينبغي أن يسمي عليه فإن لم يفعل كان للشيطان فيه شرك

 قال و رواه محمد بن عيسى عن العلاء عن الفضيل عن أبي عبد الله ع مثله

    -16  المحاسن، عن ابن فضال عن أبي جميلة عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال إذا توضأ أحدكم أو أكل أو شرب أو لبس لباسا ينبغي أن يسمي عليه فإن لم يفعل كان للشيطان فيه شرك

17-  و منه، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا وضع الخوان فقل بسم الله و إذا أكلت فقل بسم الله في أوله و آخره و إذا رفع الخوان فقل الحمد لله

18-  و منه، عن محمد بن عبد الله عن عمرو المتطبب عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين ع إذا وضع الطعام بين يديه قال اللهم هذا من منك و فضلك و عطائك فبارك لنا فيه و سوغناه و ارزقنا خلفا إذا أكلناه و رب محتاج إليه رزقت و أحسنت اللهم اجعلنا لك من الشاكرين و إذا رفع الخوان قال الحمد لله الذي حملنا في البر و البحر و رزقنا من الطيبات و فضلنا على كثير من خلقه أو ممن خلق تفضيلا

 بيان و سوغناه أي سهل دخوله في حلقنا من غير غصة أو اجعله جائزا لنا كناية عن عدم المحاسبة. و في المصباح ساغ يسوغ سوغا من باب قال سهل مدخله في الحلق و أسغته إساغة جعلته سائغا و يتعدى بنفسه في لغة و سوغته أي أبحته قوله و رب محتاج إليه أي رب شي‏ء و هو محتاج إليه رزقتنا أو الضمير راجع إلى الطعام الحاضر أي رب شخص محتاج إلى هذا الطعام فلا يجده فيكون رزقت كلاما مستأنفا و لعله أظهر قوله أو ممن خلق الترديد من الراوي بدلا من قوله من خلقه و هو أوفق بالآية

19-  المحاسن، عن ابن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال قال أبو عبد الله ع يا سنان من قدم إليه طعام فأكله فقال الحمد لله الذي رزقنيه بلا حول مني و لا قوة مني غفر له قبل أن يقوم أو قال قبل أن يرفع طعامه

    و منه عن بعض أصحابنا عن الأصم عن عبد الله بن سنان مثله

20-  و منه، عن أبيه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع من أكل طعاما فليذكر اسم الله عليه فإن نسي ثم ذكر الله بعده تقيأ الشيطان ما أكل و استقبل الرجل طعامه

 بيان و استقبل الرجل أي يأكل من غير شركة الشيطان كأنه يستأنفه و يستقبله و في الكافي و استقل و هو الصواب أي وجده قليلا لما قد أكل الشيطان منه فإن ما يتقيؤه لا يدخل في طعامه أو هو على الحذف و الإيصال أي استقل في أكل طعامه و الأول أظهر

21-  المحاسن، عن القاسم بن يحيى عن جده عن ابن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أكثروا ذكر الله على الطعام و لا تلغطوا فيه فإنه نعمة من الله و رزق من رزقه يجب عليكم شكره و حمده

 قال و رواه الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع بيان في القاموس اللغط و يحرك الصوت و الجلبة أو أصوات مبهمة لا تفهم

22-  المحاسن، عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل عن أبي عبد الله ع قال إذا أكلت أو شربت فقل الحمد لله

 و منه عن ابن سنان و محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن العلا عن الفضيل عن أبي عبد الله ع مثله

23-  و منه، عن أبيه عن النضر عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني قال قال أبو عبد الله ع اذكر اسم الله على الطعام و الشراب فإذا فرغت فقل الحمد لله الذي يطعم و لا يطعم

    -24  و منه، عن أبيه عمن حدثه عن عبد الله العزرمي عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع من ذكر اسم الله على طعام أو شراب في أوله و حمد الله في آخره لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا

25-  و منه، عن ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الطاعم الشاكر أفضل من الصائم الصامت

26-  و منه، عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن المؤمن يشبع من الطعام و الشراب فيحمد الله فيعطيه الله من الأجر ما لا يعطي الصائم إن الله شاكر عليم يحب أن يحمد

27-  و منه، عن موسى بن القاسم عن صفوان عن كليب الصيداوي عن أبي عبد الله ع قال إن الرجل إذا أراد أن يطعم طعاما فأهوى بيده و قال بسم الله وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ غفر الله له قبل أن تصير اللقمة إلى فيه

28-  و منه، عن محمد بن علي عن سليمان بن سفيان عن موسى العطار عن جعفر بن عثمان الرواسي عن سماعة قال قال أبو عبد الله ع يا سماعة أكلا و حمدا لا أكلا و صمتا

 بيان أي تأكل أكلا و تحمد حمدا أو تجمع أكلا و حمدا

29-  المحاسن، عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي رفعه قال كان رسول الله ص إذا وضعت المائدة بين يديه قال سبحانك اللهم ما أحسن ما ثبت لنا سبحانك ما أكثر ما تعطينا سبحانك ما أكثر ما تعافينا اللهم أوسع علينا و على فقراء المسلمين

 بيان رواه في الكافي عن العدة عن سهل عن يعقوب و فيه ما أحسن ما تبتلينا أي ما ابتليتنا فالابتلاء بمعنى الإنعام أو الاختبار بالنعمة أو بالبلية و في آخره   و على فقراء المؤمنين و المسلمين و في بعض النسخ و على فقراء المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات

30-  المحاسن، عن أبيه عن صفوان عن معاوية بن وهب عن أبي حمزة عن علي بن الحسين ع أنه كان إذا طعم قال الحمد لله الذي أطعمنا و سقانا و كفانا و أيدنا و آوانا و أنعم علينا و أفضل الحمد لله الذي يطعم و لا يطعم

 المكارم، مرسلا مثله بيان إذا طعم من باب تعب و في بعض النسخ على بناء الإفعال فيحتمل المجهول و المعلوم أي أطعم الناس و لا يطعم أيضا يحتمل المعلوم كيعلم و المجهول و الثاني أظهر

31-  المحاسن، عن إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن أبي حمزة و محمد بن علي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن إبراهيم بن مهزم عن رجل عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص إذا رفعت المائدة قال اللهم أكثرت و أطبت فباركه و أشبعت و أرويت فهنئه الحمد لله الذي يطعم و لا يطعم

32-  و منه، عن بعض أصحابه عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب أو غيره رفعه قال كان أمير المؤمنين ع يقول اللهم إن هذا من عطائك فبارك لنا فيه و سوغناه و اخلف لنا خلفا لما أكلناه أو شربناه من غير حول منا و لا قوة رزقت فأحسنت فلك الحمد رب اجعلنا من الشاكرين و إذا فرغ قال الحمد لله الذي كفانا و كرمنا و حملنا في البر و البحر و رزقنا من الطيبات و فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا الحمد لله الذي كفانا المئونة و أسبغ علينا

 بيان من غير حول يمكن تعلقه بما قبله و بما بعده و الحول الحيلة و القدرة على التصرف في الأمور و في الخبر لا حول عن المعصية و لا قوة على الطاعة   إلا بالله و المئونة الثقل و مان القوم احتمل مئونتهم أي قوتهم و قد لا يهمز فالفعل مانهم و أسبغ الله عليه النعمة أتمها

33-  المحاسن، عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال تغديت مع أبي جعفر ع فلما وضعت المائدة قال بسم الله فلما فرغ قال الحمد لله الذي أطعمنا و سقانا و رزقنا و عافانا و من علينا بمحمد ص و جعلنا من المسلمين

34-  و منه، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال قال الحمد لله الذي أشبعنا في جائعين و أروانا في ظمآنين و كسانا في عارين و آوانا في ضاحين و حملنا في راجلين و آمننا في خائفين و أخدمنا في عانين قال و روى بعضهم و أظلنا في ضاحين

 الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال كان أبي ع إذا طعم يقول و ذكر مثله إلا أن فيه في ظامئين و ليس فيه كسانا و لا أظلنا

 و قال الشيخ البهائي رحمه الله في ضاحين بالضاد المعجمة و الحاء المهملة أي أسكننا في المساكين بين جماعة ضاحين أي ليس بينهم و بين ضحوة الشمس ستر يحفظهم من حرها و أخدمنا في عانين أي جعل لنا من يخدمنا و نحن بين جماعة عانين من العناء و هو التعب و المشقة انتهى و في الصحاح ضحيت للشمس ضحاء إذا برزت لها و ضحيت بالفتح مثله و في النهاية العاني الأسير و كل من ذل و استكان و خضع فقد عنا يعنو و هو عان

35-  المحاسن، عن القاسم بن يحيى عن جده عن ابن بكير قال كنا عند أبي عبد الله ع فأطعمنا ثم رفعنا أيدينا فقلنا الحمد لله فقال أبو عبد الله ع ذا منك اللهم و بمحمد رسولك اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد صل على محمد و أهل بيته

    الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم عن جده الحسن عن ابن بكير مثله إلى قوله اللهم ذا منك إلى قوله اللهم لك الحمد مرة و في أكثر النسخ مكان و أهل بيته و آل محمد

36-  المحاسن، عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كان سلمان إذا رفع يده من الطعام قال اللهم أكثرت و أطبت فزد و أشبعت و أرويت فهنئه

37-  و منه، عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال أكلت مع أبي عبد الله ع طعاما فما أحصي كم مرة قال الحمد لله الذي جعلني أشتهيه

38-  و منه، عن محمد بن علي عن عبيس بن هشام عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان قال كنت مع أبي عبد الله ع فحضر وقت العشاء فذهبت أقوم فقال اجلس يا أبا عبد الله فجلست حتى وضع الخوان فسمى حين وضع الخوان فلما فرغ قال الحمد لله اللهم هذا منك و من محمد ص

39-  و منه، عن أبيه عن محمد بن عيسى عن مسمع بن عبد الملك قال قلت لأبي عبد الله ع إني أتخم فقال أ تسمي قلت إني قد سميت فقال لعلك تأكل ألوانا فقلت نعم فقال تسمي على كل لون قلت لا قال فمن ثم تتخم

40-  و منه، عن أبي طالب البصري عن مسمع قال شكوت إلى أبي عبد الله ع ما ألقى من أذى الطعام إذا أكلت فقال لم لم تسم قلت إني لأسمي و إنه ليضرني فقال إذا قطعت التسمية بالكلام ثم عدت إلى الطعام تسمي قلت لا قال فمن هاهنا يضرك أما لو كنت إذا عدت إلى الطعام سميت ما ضرك

41-  و منه، عن ابن فضال عن عبد الله الأرجاني عن أبي عبد الله عن آبائه ع   قال قال أمير المؤمنين ع ما اتخمت قط فقيل له و لم قال ما رفعت لقمة إلى فمي إلا ذكرت اسم الله عليها

 و منه عن بعض أصحابنا عن الأصم عن الأرجاني مثله و فيه قيل كيف لم تتخم

42-  و منه، عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبي مريم الأنصاري عن الأصبغ قال دخلت على أمير المؤمنين ع و بين يديه شواء فدعاني و قال هلم إلى هذا الشواء فقلت أنا إذا أكلت ضرني فقال أ لا أعلمك كلمات تقولهن و أنا ضامن لك أن لا يؤذيك طعام قل اللهم إني أسألك باسمك خير الأسماء مل‏ء الأرض و السماء الرحمن الرحيم الذي لا يضر معه داء فلا يضرك أبدا

 بيان في القاموس شوى اللحم شيئا فاشتوى و انشوى و هو الشواء بالكسر و الضم انتهى مل‏ء الأرض المل‏ء بالكسر اسم ما يأخذه الإناء إذا امتلأ ذكره الجوهري و في النهاية لك الحمد مل‏ء السماوات و الأرض هذا تمثيل لأن الكلام لا يسع الأماكن و المراد به كثرة العدد يقول لو قدر أن تكون كلمات الحمد أجساما لبلغت من كثرتها أن تملأ السماوات و الأرض و يجوز أن يكون يراد به تفخيم شأن كلمة الحمد و يجوز أن يريد بها أجرها و ثوابها انتهى و يجوز الجر و النصب هنا و الرحمن الرحيم إما بدلان من الاسم أو صفتان على المجاز إجراء لصفة المسمى على الاسم

43-  المحاسن، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله ع قال شكوت إليه التخم فقال إذا فرغت فامسح يدك على بطنك و قل اللهم هنئنيه اللهم سوغنيه اللهم أمرئنيه

44-  و منه، عن محمد بن عيسى عن صفوان عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد الله ع كيف أسمي على الطعام فقال إذا اختلفت الآنية فسم على كل إناء   قلت فإن نسيت أن أسمي فقال تقول بسم الله في أوله و آخره

 قال و رواه أبي عن فضالة عن داود بن فرقد

 الكافي، عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان مثله إلى قوله بسم الله على أوله و آخره

45-  المحاسن، عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا حضرت المائدة و سمى رجل منهم أجزأ عنهم أجمعين

46-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع من أراد أن لا يضره طعام فلا يأكل حتى يجوع فإذا أكل فليقل بسم الله و بالله و ليجيد المضغ و ليكف عن الطعام و هو يشتهيه و ليدعه و هو يحتاج إليه

47-  المكارم، قال كان النبي ص إذا وضعت المائدة بين يديه قال بسم الله اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة و كان ص إذا وضع يده في الطعام قال بسم الله بارك لنا فيما رزقتنا و عليك خلفه

 و روي عن الصادق ع أن من نسي التسمية على كل لون فليقل بسم الله على أوله و آخره

 و عن الصادق ع ما اتخمت قط و ذلك لأني لم أبدأ بطعام إلا قلت بسم الله و لم أفرغ منه إلا قلت الحمد لله و قال إن البطن إذا شبع طغى

 و عن أمير المؤمنين ع قال لابنه الحسن ع يا بني لا تطعمن لقمة من حار و لا بارد و لا تشربن شربة و جرعة إلا و أنت تقول قبل أن تأكله اللهم إني أسألك في أكلي و شربي السلامة من وعكه و القوة به على طاعتك و ذكرك و شكرك فيما بقيته في بدني و أن تشجعني بقوتها على عبادتك و أن تلهمني حسن التحرز   من معصيتك فإنك إن فعلت ذلك أمنت وعثه و غائلته و كان رسول الله ص إذا وضعت المائدة بين يديه قال اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة و كان ص إذا وضع يده في الطعام قال بسم الله بارك لنا فيما رزقتنا و عليك خلفه

 و عن الباقر ع قال كان سليمان إذا رفع يده من الطعام يقول اللهم أكثرت و أطيبت فزد و أشبعت و أرويت فهنئه

 و عن الصادق ع أنه أكل فقال الحمد لله الذي أطعمنا في جائعين و سقانا في ظمآنين و كسانا في عارين و هدانا في ضالين و حملنا في راجلين و آوانا في ضاحين و أخدمنا في عانين و فضلنا على كثير من العالمين

 و قال النبي ص إذا رفعت المائدة فقل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللهم اجعلها نعمة مشكورة

 و من كتاب النجاة الدعاء عند الطعام الحمد لله الذي يُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ و يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيْهِ و يستغني و يفتقر إليه اللهم لك الحمد على ما رزقتنا من طعام و إدام في يسر و عافية من غير كد مني و لا مشقة بسم الله خير الأسماء رب الأرض و السماء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي‏ء وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ اللهم أسعدني في مطعمي هذا بخيرة و أعذني من شره و أمتعني بنفعه و سلمني من ضره و الدعاء عند الفراغ منه الحمد لله الذي أطعمني فأشبعني و سقاني فأرواني و صانني و حماني الحمد لله الذي عرفني البركة و اليمن بما أصبته و تركته منه اللهم اجعله هنيئا مريئا لا وبيا و لا دويا و أبقني بعده سويا قائما بشكرك محافظا على طاعتك و ارزقني رزقا دارا و أعشني عيشا قارا و اجعلني ناسكا بارا و اجعل ما يتلقاني في المعاد مبهجا سارا برحمتك يا أرحم الراحمين

 توضيح في القاموس الوعك أذى الحمى أو وجعها و مغثها في البدن و ألم من شدة التعب و في المصباح الوعث الطريق الشاق المسلك ثم استعير لكل أمر شاق   من تعب و إثم و غير ذلك و فساد الأمر و اختلاطه و قال الغائلة الفساد و الشر و في القاموس سعد يومنا كنفع يمن و السعادة خلاف الشقاوة و قد سعد كعلم و عني فهو سعيد و مسعود و أسعده الله فهو مسعود و لا يقال مسعد و أسعده أعانه و قال أمتعه الله بكذا أبقاه و أنشأه إلى أن ينتهي شبابه كمتعه و بماله تمتع و التمتيع التطويل و التعمير. بما أصبته أي أكلته و في النهاية كل أمر يأتيك من غير تعب فهو هني‏ء و أصله بالهمزة و قد يخفف و قال فيه مريئا يقال مرأني الطعام و أمرأني إذا لم يثقل على المعدة و انحدر عنها طيبا و قال الوباء بالقصر و المد و الهمز الطاعون و المرض العام و قد أوبأت الأرض فهي موبئة و وبئت فهي وبيئة و قد يترك الهمز و قال في حديث علي إلى مرعى وبي و مشرب دوي أي فيه داء و هو منسوب إلى دوى من دوي بالكسر يدوي انتهى. أقول في أكثر النسخ هنا ترك الهمز في الجميع و في بعض النسخ في هنيئا و وبيئا الهمز و السوي المستوي الخلقة و الصحيح من المرض كقوله تعالى أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا أي من غير علة من خرس و غيره قوله ع رزقا دارا أي يتجدد شيئا فشيئا من قولهم در اللبن إذا زاد و كثر جريانه من الضرع و أعشني العيش الحياة يقال أعاشه و عيشه و العيش القار فيه ثلاثة وجوه. الأول أن يكون مستقرا دائما غير منقطع الثاني أن يكون واصلا إلى حال قراري في بلدي فلا احتاج في تحصيله إلى السفر و الانتقال من بلد إلى بلد الثالث أن يراد به العيش في السرور و الابتهاج أي قارا لعيني و كأن في بعض الوجوه الأنسب أن يراد بالعيش ما يتعيش به و الناسك العابد و البار المتوسع في الخير و الإحسان لا سيما إلى الوالدين و الأقارب و ذوي الحقوق و بهج كمنع و أبهج أفرح و سر و الابتهاج السرور

48-  الكشي، عن محمد بن قولويه عن محمد بن بندار عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عباد بن بشير عن ثوير بن أبي فاختة قال دخلت مع عمر بن ذر القاضي على   أبي جعفر ع فدعا بالطعام فقال الحمد لله الذي جعل لكل شي‏ء حدا ينتهي إليه حتى إن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه فقال ابن ذر و ما حده قال إذا وضع ذكر اسم الله و إذا رفع حمد الله

49-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال كان رسول الله ص إذا أكل عند القوم قال أفطر عندكم الصائمون و أكل طعامكم الأبرار و صلت عليكم الملائكة الأخيار فمضت السنة هكذا

 و كان الصادق ع إذا قدم إليه الطعام يقول بسم الله و بالله و هذا من فضل الله و بركة رسول الله و آل رسول الله اللهم كما أشبعتنا فأشبع كل مؤمن و مؤمنة و بارك لنا في طعامنا و شرابنا و أجسادنا و أموالنا

 بيان روي في الكافي الخبر الأول عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله إذا طعم عند أهل بيت قال لهم طعم عندكم إلى الأخيار

و أقول يحتمل الدعاء و الإخبار لتطييب قلب صاحب البيت و الأخير أظهر

50-  الدعائم، عن جعفر بن محمد عن آبائه ع أن رسول الله ص قال ما من رجل يجمع عياله ثم يضع طعامه فيسمي و يسمون الله في أول طعامهم و يحمدونه عز و جل في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم

 و عن علي ع أنه قال إذا سمي الله على أول الطعام و حمد على آخره و غسلت الأيدي قبله و بعده و كثرت الأيدي عليه و كان من الحلال فقد تمت بركته

 و عن جعفر بن محمد ع أنه قال إذا وضع الطعام فسموا فإن الشيطان   يقول لأصحابه اخرجوا فليس لكم فيه نصيب و من لم يسم على طعامه كان للشيطان معه فيه نصيب و من قال إذا أصبح أبتدئ في يومي هذا بين يدي نسياني و عجلتي ببسم الله أجزأه على ما نسي من طعام أو شراب

51-  الفردوس، عن النبي ص إذا أكلت طعاما أو شربت شرابا فقل بسم الله و بالله الذي لا يضر مع اسمه شي‏ء في الأرض و لا في السماء يا حي يا قيوم لم يصبك منه داء و لو كان فيه سم

52-  كنز الفوائد للكراجكي، عن أبي عبد الله ع أن أبا حنيفة أكل معه فلما رفع الصادق ع يده عن أكله قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللهم إن هذا منك و من رسولك ص فقال أبو حنيفة يا أبا عبد الله أ جعلت مع الله شريكا فقال له ويلك إن الله يقول في كتابه وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ و يقول في موضع آخر وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ فقال أبو حنيفة و الله لكأني ما قرأتهما قط

53-  المكارم، من كتاب زهد أمير المؤمنين ع عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال أكثروا ذكر الله على الطعام و لا تطغوا فإنها نعمة من نعم الله و رزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره و حمده أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فإنها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله عنه بالقليل من العمل الخبر