باب 13- الاستشفاع بمحمد و آل محمد في الدعاء و أدعية التوجه إليهم و الصلوات عليهم و التوسل بهم صلوات الله عليهم

1-  ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق عن يحيى بن أبي العلا عن جابر عن أبي جعفر الباقر ع قال إن عبدا مكث في النار سبعين خريفا و الخريف سبعون سنة قال ثم إنه سأل الله عز و جل بحق محمد و أهل بيته لما رحمتني قال فأوحى الله جل جلاله إلى جبرئيل ع أن اهبط إلى عبدي فأخرجه قال يا رب و كيف لي بالهبوط في النار قال إني قد أمرتها أن تكون عليك بردا و سلاما قال يا رب فما علمي بموضعه قال إنه في جب من سجين قال فهبط في النار فوجده و هو معقول على وجهه فأخرجه فقال عز و جل يا عبدي كم لبثت تناشدني في النار قال ما أحصي يا رب قال أما و عزتي لو لا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار و لكنه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد ص و أهل بيته إلا غفرت له ما كان بيني و بينه و قد غفرت لك اليوم

    مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن الحسن بن علي الكوفي مثله ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن الحسن بن علي مثله

 جا، ]المجالس للمفيد[ الصدوق عن أبيه عن محمد العطار بالإسناد السابق عن الباقر عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص إنه إذا كان يوم القيامة و سكن أهل الجنة الجنة و أهل النار النار مكث عبد في النار سبعين خريفا إلى آخر الخبر و زاد في آخره ثم يؤمر به إلى الجنة

2-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر مثله إلى قوله مكث في النار يناشد الله سبعين خريفا و سبعين خريفا و الخريف سبعون سنة و سبعون سنة و سبعون سنة إلى قوله قال إنه في جب من سجين قال فهبط إليه و هو معقول على وجهه بقدمه قال قلت كم لبثت في النار قال ما أحصي كم بدلت فيها خلقا قال فأخرجه إليه قال فقال له يا عبدي إلى آخر الخبر

3-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن أحمد بن محمد عن يحيى بن زكريا عن الحسين بن سفيان عن أبيه عن محمد بن المشمعل عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال من دعا الله بنا أفلح و من دعاه بغيرنا هلك و استهلك

4-  ج، ]الإحتجاج[ عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال خرج توقيع من الناحية المقدسة حرسها الله تعالى بعد المسائل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا لأمره تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ عن قوم لا يؤمنون السلام علينا و على عباد الله الصالحين فإذا   أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى و إلينا فقولوا كما قال الله تعالى سلام على آل ياسين السلام عليك يا داعي الله و رباني آياته السلام عليك يا باب الله و ديان دينه السلام عليك يا خليفة الله و ناصر حقه السلام عليك يا حجة الله و دليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله و ترجمانه السلام عليك في آناء ليلك و أطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه و وكده السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه السلام عليك أيها العلم المنصوب و العلم المصبوب و الغوث و الرحمة الواسعة وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرأ و تبين السلام عليك حين تصلي و تقنت السلام عليك حين تركع و تسجد السلام عليك حين تستغفر و تحمد السلام عليك حين تكبر و تهلل السلام عليك حين تصبح و تمسي السلام عليك في اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى السلام عليك أيها الإمام المأمون السلام عليك أيها المقدم المأمول السلام عليك بجوامع السلام أشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله لا حبيب إلا هو و أهله و أشهدك أن عليا أمير المؤمنين حجته و الحسن حجته و الحسين حجته و علي بن الحسين حجته و محمد بن علي حجته و جعفر بن محمد حجته و موسى بن جعفر حجته و علي بن موسى حجته و محمد بن علي حجته و علي بن محمد حجته و الحسن بن علي حجته و أشهد أنك حجة الله أنتم الأول و الآخر و أن رجعتكم حق لا ريب فيها يوم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً و أن الموت حق و أن ناكرا و نكيرا حق و أشهد أن النشر و البعث حق و أن الصراط حق و الميزان و الحساب حق و الجنة و النار حق و الوعد و الوعيد بهما حق يا مولاي شقي من خالفكم و سعد من أطاعكم فاشهد على ما أشهدتك عليه و أنا ولي لك بري‏ء من عدوك فالحق ما رضيتموه و الباطل ما سخطتموه و المعروف ما أمرتم به و المنكر ما نهيتم عنه فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له و برسوله و بأمير المؤمنين و بكم يا مولاي أولكم و آخركم و نصرتي معدة لكم

   و مودتي خالصة لكم آمين آمين الدعاء عقيب هذا القول اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد نبي رحمتك و كلمة نورك و أن تملأ قلبي نور اليقين و صدري نور الإيمان و فكري نور النيات و عزمي نور العلم و قوتي نور العمل و لساني نور الصدق و ديني نور البصائر من عندك و بصري نور الضياء و سمعي نور الحكمة و مودتي نور الموالاة لمحمد و آله عليهم السلام حتى ألقاك و قد وفيت بعهدك و ميثاقك فتسعني رحمتك يا ولي يا حميد اللهم صل على محمد حجتك في أرضك و خليفتك في بلادك و الداعي إلى سبيلك و القائم بقسطك و الثائر بأمرك ولي المؤمنين و بوار الكافرين و مجلي الظلمة و منير الحق و الناطق بالحكمة و الصدق و كلمتك التامة في أرضك المرتقب الخائف و الولي الناصح سفينة النجاة و علم الهدى و نور أبصار الورى و خير من تقمص و ارتدى و مجلي الغماء الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ اللهم صل على وليك و ابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم و أوجبت حقهم و أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا اللهم انصره و انتصر به لدينك و انصر به أولياءك و أولياءه و شيعته و أنصاره و اجعلنا منهم اللهم أعذه من شر كل باغ و طاغ و من شر جميع خلقك و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و احرسه و امنعه من أن يوصل إليه بسوء و احفظ فيه رسولك و آل رسولك و أظهر به العدل و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و اقسم به جبابرة الكفر و اقتل به الكفار و المنافقين و جميع الملحدين حيث كانوا من مشارق الأرض و مغاربها برها و بحرها و املأ به الأرض عدلا و أظهر به دين نبيك ص و اجعلني اللهم من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته و أرني في آل محمد ع ما يأملون و في عدوهم ما يحذرون إله الحق آمين يا ذا   الجلال و الإكرام يا أرحم الراحمين

5-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن الحسن بن محمد بن سعيد عن فرات بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عن نصر بن مزاحم عن قطرب بن عليف عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن سابط عن سلمان الفارسي رضوان الله عليه قال كنت ذات يوم عند النبي ص إذ أقبل أعرابي على ناقة له فسلم ثم قال أيكم محمد فأومئ إلى رسول الله ص فقال يا محمد أخبرني عما في بطن ناقتي حتى أعلم أن الذي جئت به حق و أومن بإلهك و أتبعك فالتفت النبي ص فقال حبيبي علي يدلك فأخذ علي بخطام الناقة ثم مسح يده على نحرها ثم رفع طرفه إلى السماء و قال اللهم إني أسألك بحق محمد و أهل بيت محمد و بأسمائك الحسنى و بكلماتك التامات لما أنطقت هذه الناقة حتى تخبرنا بما في بطنها فإذا الناقة قد التفت إلى علي صلوات عليه و هي تقول يا أمير المؤمنين إنه ركبني يوما و هو يريد زيارة ابن عم له و واقعني فأنا حامل منه فقال الأعرابي ويحكم النبي هذا أم هذا فقيل هذا النبي و هذا أخوه و ابن عمه فقال الأعرابي أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله

6-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عثمان بن جنيد قال جاء رجل ضرير إلى رسول الله ص فشكا إليه ذهاب بصره فقال له رسول الله ص ائت الميضاة فتوض ثم صل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك ليجلو به عن بصري اللهم شفعه في و شفعني في نفسي قال ابن جنيد فلم يطل بنا الحديث حتى دخل الرجل كأن لم يكن به ضرر قط

7-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن أبي زيد الرازي عمن ذكره عن الرضا ع قال إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله و هو قول الله وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى   فَادْعُوهُ بِها

 قال قال أبو عبد الله ع نحن و الله الأسماء الحسنى الذي لا يقبل من أحد إلا بمعرفتنا قال فادعوه بها

8-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الإمام ع إن موسى ع لما انتهى إلى البحر أوحى الله عز و جل إليه قل لبني إسرائيل جددوا توحيدي و أمروا بقلوبكم ذكر محمد سيد عبيدي و إمائي و أعيدوا على أنفسكم الولاية لعلي أخي محمد و آله الطيبين و قولوا اللهم بجاههم جوزنا على متن هذا الماء يتحول لكم أرضا فقال لهم موسى ذلك فقالوا تورد علينا ما نكره و هل فررنا من فرعون إلا من خوف الموت و أنت تقتحم بنا هذا الماء الغمر بهذه الكلمات و ما يدرينا ما يحدث من هذه علينا فقال لموسى كالب بن يوحنا و هو على دابة له و كان ذلك الخليج أربعة فراسخ يا نبي الله أمرك الله بهذا أن نقوله و ندخل الماء فقال نعم قال و أنت تأمرني به قال بلى قال فوقف و جدد على نفسه من توحيد الله و نبوة محمد و ولاية علي و الطيبين من آلهما كما أمر به ثم قال اللهم بجاههم جوزني على متن هذا الماء ثم أقحم فرسه فركض على متن الماء و إذا الماء تحته كأرض لينة حتى بلغ آخر الخليج ثم عاد راكضا ثم قال لبني إسرائيل يا بني إسرائيل أطيعوا موسى فما هذا الدعاء إلا مفتاح أبواب الجنان و مغاليق أبواب النيران و مستنزل الأرزاق و جالب على عبيد الله و إمائه رضا المهيمن الخلاق فأبوا و قالوا نحن لا نسير إلا على الأرض فأوحى الله إلى موسى اضرب بعصاك البحر و قل اللهم بجاه محمد و آله الطيبين لما فلقته ففعل فانفلق و ظهرت الأرض إلى آخر الخليج فقال موسى ع ادخلوا قالوا الأرض وحلة نخاف أن نرسب فيها فقال الله يا موسى قل اللهم بجاه محمد و آله الطيبين جففها فقالها فأرسل الله عليها ريح الصبا فجفت و قال موسى ادخلوها قالوا يا نبي الله نحن اثنتا عشرة قبيلة بنو اثني عشر أبا و إن دخلنا رام كل   فريق تقدم صاحبه فلا نأمن وقوع الشر بيننا فلو كان لكل فريق منا طريق على حدة لأمنا ما نخافه فأمر الله موسى أن يضرب البحر بعددهم اثنتي عشرة ضربة في اثني عشر موضعا إلى جانب ذلك الموضع و يقول اللهم بجاه محمد و آله الطيبين بين الأرض لنا و أمط ألمنا عنا فصار فيه تمام اثني عشر طريقا و جف قرار الأرض بريح الصبا فقال ادخلوها قالوا كل فريق منا يدخل سكة من هذه السكك لا تدري ما يحدث على الآخرين فقال الله عز و جل فاضرب كل طود من الماء بين هذه السكك فضرب و قال اللهم بجاه محمد و آله الطيبين لما جعلت هذا الماء طبقات واسعة يرى بعضهم بعضا منها فحدث طبقات واسعة يرى بعضهم بعضا ثم دخلوها فلما بلغوا آخرها جاء فرعون و قومه فدخل بعضهم فلما دخل آخرهم و هموا بالخروج أولهم أمر الله تعالى البحر فانطبق عليهم فغرقوا و أصحاب موسى ينظرون إليهم فذلك قوله عز و جل وَ أَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ إليهم قال الله عز و جل لبني إسرائيل في عهد محمد ص فإذا كان الله تعالى فعل هذا كله بأسلافكم لكرامة محمد صلوات الله عليه و آله و دعا موسى دعاء تقرب بهم أ فما تعقلون أن عليكم الإيمان لمحمد و آله إذ قد شاهدتموه الآن

9-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ في قصة التوبة عن عبادة العجل فأمر الله الاثني عشر ألفا أن يخرجوا على الباقين شاهرين السيوف يقتلونهم و نادى مناد ألا لعن الله أحدا اتقاهم بيد أو رجل و لعن الله من تأمل المقتول لعله ينسبه حميما قريبا فيتعداه إلى الأجنبي فاستسلم المقتولون فقال القاتلون نحن أعظم مصيبة منهم نقتل بأيدينا آباءنا و أمهاتنا و إخواننا و قراباتنا و نحن لم نعبد فقد ساوى بيننا و بينهم في المصيبة فأوحى الله تعالى إلى موسى أني إنما امتحنتهم كذلك لأنهم ما اعتزلوهم لما عبدوا العجل و لم   يهجروهم و لم يعادوهم على ذلك قل لهم من دعا الله بمحمد و آله الطيبين أن يسهل عليهم قتل المستحقين للقتل بذنوبهم ففعل فقالوها فسهل عليهم و لم يجدوا لقتلهم لهم ألما فلما استمر القتل فيهم و هم ستمائة ألف إلا اثني عشر ألفا الذين لم يعبدوا العجل وفق الله بعضهم فقال لبعضهم و القتل لم يفض بعد إليهم فقال أ و ليس الله قد جعل التوسل بمحمد و آله الطيبين أمرا لا يخيب معه طلبة و لا يرد به مسألة و هكذا توسلت بهم الأنبياء و الرسل فما لنا لا نتوسل قال فاجتمعوا و ضجوا يا ربنا بجاه محمد الأكرم و بجاه علي الأفضل الأعظم و بجاه فاطمة ذي الفضل و العصمة و بجاه الحسن و الحسين سبطي سيد المرسلين و سيدي شباب أهل الجنان أجمعين و بجاه الذرية الطيبة الطاهرة من آل طه و يس لما غفرت لنا ذنوبنا و غفرت لنا هفوتنا و أزلت هذا القتل عنا فذلك حين نودي موسى ع من السماء أن كف القتل فقد سألني بعضهم مسألة و أقسم علي قسما لو أقسم به هؤلاء العابدون للعجل و سألني بعضهم العصمة حتى لا يعبدوه لوفقتهم و عصمتهم و لو أقسم علي بها إبليس لهديته و لو أقسم علي بها نمرود أو فرعون لنجيتهم فرفع عنهم القتل فجعلوا يقولون يا حسرتنا أين كنا عن هذا الدعاء بمحمد و آله الطيبين حتى كان الله يقينا شر الفتنة و يعصمنا بأفضل العصمة

10-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الله تعالى وَ إِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ قال و اذكروا بني إسرائيل إِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ طلب لهم السقي لما لحقهم العطش في التيه و ضجوا بالبكاء إلى موسى و قالوا هلكنا بالعطش فقال موسى إلهي بحق محمد سيد الأنبياء و بحق علي سيد الأوصياء و بحق فاطمة سيدة النساء و بحق الحسن سيد الأولياء و بحق الحسين أفضل الشهداء و بحق عترتهم و خلفائهم سادة الأزكياء لما سقيت عبادك هؤلاء   فأوحى الله تعالى يا موسى اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فضربه بها فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ كل قبيلة من بني أب من أولاد يعقوب مَشْرَبَهُمْ فلا يزاحم الآخرين في مشربهم قال الله تعالى كُلُوا وَ اشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ الذي آتاكموه وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ و لا تسعوا فيها و أنتم مفسدون عاصون قال رسول الله ص من أقام على موالاتنا أهل البيت سقاه الله تعالى من محبته كأسا لا يبغون به بدلا و لا يريدون سواه كافيا و لا كاليا و لا ناصرا و من وطن نفسه على احتمال المكاره في موالاتنا جعله الله يوم القيامة في عرصاتها بحيث يقصر كل من تضمنه تلك العرصات أبصارهم عما يشاهدون من درجاتهم و إن كل واحد منهم ليحيط بما له من درجاته كإحاطته في الدنيا لما يلقاه بين يديه ثم يقال له وطنت نفسك على احتمال المكاره في موالاة محمد و آله الطيبين فقد جعل الله إليك و مكنك من تخليص كل ما تحب تخليصه من أهل الشدائد في هذه العرصات فيمد بصره فيحيط ثم ينتقد من منهم أحسن إليه أو بره في الدنيا بقول أو فعل أو رد غيبة أو حسن محضر أو إرفاق فينتقده من بينهم كما ينتقد الدرهم الصحيح من المكسور ثم يقال له اجعل هؤلاء في الجنة حيث شئت فينزلهم جنات ربنا ثم يقال قد جعلنا لك و مكناك من لقاء من تريد في نار جهنم فيراهم فيحيط بهم و ينتقدهم من بينهم كما ينتقد الدنيا من القراضة ثم يقال له صيرهم في النيران إلى حيث تشاء فيصيرهم حيث يشاء من مضايق النار فقال الله تعالى لبني إسرائيل الموجودين في عصر محمد ص فإذا كان أسلافكم إنما دعوا إلى موالاة محمد و آله فأنتم لما شاهدتموهم فقد وصلتم إلى الغرض و المطلب الأفضل إلى موالاة محمد و آله فأنتم الآن فتقربوا إلى الله عز و جل بالتقرب إليهم و لا تتقربوا من سخطه و لا تباعدوا من رحمته بالإزراء عنا

    أقول قد أوردنا الأخبار الكثيرة في ذلك في باب ذبح البقرة و غيره من أبواب قصص الأنبياء ع

11-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ قال الإمام ع ذم الله اليهود فقال وَ لَمَّا جاءَهُمْ يعني هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم و إخوانهم من اليهود كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ القرآن مُصَدِّقٌ ذلك الكتاب لِما مَعَهُمْ من التوراة التي بين فيها أن محمدا الأمي من ولد إسماعيل المؤيد بخير خلق الله بعده علي ولي الله وَ كانُوا يعني هؤلاء اليهود مِنْ قَبْلُ ظهور محمد بالرسالة يَسْتَفْتِحُونَ يسألون الله الفتح و الظفر عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا من أعدائهم و المناوين لهم فكان الله يفتح و ينصرهم قال الله عز و جل فَلَمَّا جاءَهُمْ هؤلاء اليهود ما عَرَفُوا من نعت محمد و صفته كَفَرُوا بِهِ و جحدوا نبوته حسدا له و بغيا عليه قال الله عز و جل فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ قال أمير المؤمنين علي ع إن الله تعالى أخبر رسوله ص بما كان من إيمان اليهود بمحمد قبل ظهوره و من استفتاحهم على أعدائهم بذكره و الصلاة عليه و على آله قال ع و كان الله أمر اليهود في أيام موسى و بعده إذا دهمهم أمر و دهمتهم داهية أن يدعوا الله عز و جل بمحمد و آله الطيبين و أن يستنصروا بهم و كانوا يفعلون ذلك حتى كانت اليهود من أهل المدينة قبل ظهور محمد النبي ص بعشر سنين يعادونهم أسد و غطفان و قوم من المشركين و يقصدون أذاهم يستدفعون شرورهم و بلاءهم بسؤالهم ربهم بمحمد و آله الطيبين حتى قصدهم في بعض الأوقات أسد و غطفان في ثلاثة آلاف إلى بعض اليهود حوالي المدينة فتلقاهم اليهود و هم ثلاثمائة فارس و دعوا الله بمحمد و آله فهزموهم و قطعوهم فقال أسد و غطفان بعض لبعض تعالوا نستعين عليهم بسائر القبائل فاستعانوا عليهم   بالقبائل و أكثروا حتى اجتمعوا قدر ثلاثين ألفا و قصدوا هؤلاء ثلاثمائة في قريتهم فألجئوهم إلى بيوتها و قطعوا عنها المياه الجارية التي كانت تدخل إلى قراهم و منعوا عنهم الطعام و استأمن اليهود إليهم فلم يؤمنوهم و قالوا لا إلا أن نقتلكم و نسبيكم و ننهبكم فقالت اليهود بعضها لبعض كيف نصنع فقال لهم أمثلهم و ذو الرأي منهم أ ما أمر موسى ع أسلافكم و من بعدهم بالاستنصار بمحمد و آله أ ما أمركم بالابتهال إلى الله عز و جل عند الشدائد بهم قالوا بلى قالوا فافعلوا فقالوا اللهم بجاه محمد و آله الطيبين لما سقيتنا فقد قطعت عنا الظلمة المياه حتى ضعف شبابنا و تماوت ولداننا و أشرفنا على الهلكة فبعث الله تعالى وابلا هطلا حتى ملأ حياضهم و آبارهم و أنهارهم و أوعيتهم و ظروفهم فقالوا هذه إحدى الحسنيين ثم أشرفوا من سطوحهم و العساكر المحيطة بهم فإذا المطر قد أذاهم غاية الأذى و أفسد أمتعتهم و أسلحتهم و أموالهم فانصرف عنهم لذلك بعضهم و ذلك أن المطر أتاهم في غير أوانه في حمارة القيظ حين لا يكون مطر فقال الباقون من العساكر هبكم سقيتم فمن أين تأكلون و لئن انصرف عنا هؤلاء فلسنا ننصرف حتى نقهركم على أنفسكم و عيالاتكم و أهاليكم و أموالكم و نشفي غيظنا منكم فقالت اليهود إن الذي سقانا بدعائنا بمحمد و آله قادر على أن يطعمنا و إن الذي صرف عنا من صرفه قادر أن يصرف الباقين ثم دعوا الله بمحمد و آله أن يطعمهم فجاءت قافلة عظيمة من قوافل الطعام قدر ألفي جمل و بغل و حمار موقرة حنطة و دقيقا و هم لا يشعرون بالعساكر فانتهوا إليهم و هم نيام و لم يشعروا بهم لأن الله تعالى ثقل نومهم حتى دخلوا القرية و لم يمنعوهم و طرحوا أمتعتهم و باعوها منهم فانصرفوا و بعدوا و تركوا العساكر نائمة ليس في أهلها عين تطرف فلما بعدوا و انتبهوا و نابذوا اليهود الحرب و جعل يقول بعضهم لبعض الوحا الوحا فإن هؤلاء اشتد بهم الجوع و سيذلون لنا قالت لهم اليهود هيهات بل أطعمنا ربنا و كنتم نياما جاءنا من الطعام كذا و كذا و لو أردنا أن نقتلكم في حال نومكم لتهيأ لنا و لكنا كرهنا البغي عليكم فانصرفوا عنا و إلا دعونا

   بمحمد و آله و استنصرنا بهم أن يخزيكم كما قد أطعمنا و سقانا فأبوا إلا طغيانا فدعوا الله بمحمد و آله و استنصروا بهم ثم برز الثلاثمائة إلى ثلاثين ألفا فقتلوا منهم و أسروا و طحطحوهم و استوثقوا منهم بأسرائهم فكان لا ينالهم مكروه من جهتهم لخوفهم على من لهم في أيدي اليهود فلما ظهر محمد ص حسدوه إذ كان من العرب فكذبوه ثم قال رسول الله ص هذه نصرة الله تعالى لليهود على المشركين بذكرهم لمحمد و آله ع ألا فاذكروا يا أمة محمد محمدا و آله عند نوائبكم و شدائدكم لينصر الله به ملائكتكم على الشياطين الذين يقصدونكم فإن كل واحد منكم معه ملك عن يمينه يكتب حسناته و ملك عن يساره يكتب سيئاته و معه شيطانان من عند إبليس يغويانه فمن يجد منكم وسواسا في قلبه و ذكر الله و قال لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد و آله الطيبين خنس الشيطانان ثم صارا إلى إبليس فشكواه و قالا له قد أعيانا أمره فامددنا بالمردة فلا يزال يمدهما حتى يمدها بألف مارد فيأتونه فكلما راموه ذكر الله و صلى على محمد و آله الطيبين لم يجدوا عليه طريقا و لا منفذا قالوا لإبليس ليس له غير أنك تباشره بجنودك فتغلبه و تغويه فيقصده إبليس بجنوده فيقول الله تعالى للملائكة هذا إبليس قد قصد عبدي فلانا أو أمتي فلانة بجنوده ألا فقابلوه فيقابلهم بإزاء كل شيطان رجيم منهم مائة ألف ملك و هم على أفراس من نار بأيديهم سيوف من نار و رماح من نار و قسي و نشاشيب و سكاكين و أسلحتهم من نار فلا يزالون يخرجونهم و يقتلونهم بها و يأسرون إبليس فيضعون عليه الأسلحة فيقول يا رب وعدك وعدك قد أجلتني إلى يوم الوقت المعلوم فيقول الله عز و جل للملائكة وعدته ألا أميته و لم أعده أن لا أسلط عليه   السلاح و العذاب و الآلام اشتفوا منه ضربا بأسلحتكم فإني لا أميته فيثخنونه بالجراحات ثم يدعونه فلا يزال سخين العين على نفسه و أولاده المقتولين و لا يندمل شي‏ء من جراحه إلا بسماعه أصوات المشركين بكفرهم فإن بقي هذا المؤمن على طاعة الله و ذكره و الصلاة على محمد و آله بقي على إبليس تلك الجراحات و إن زال العبد عن ذلك و انهمك في مخالفة الله عز و جل و معاصيه اندملت جراحات إبليس ثم قوي على ذلك العبد حتى يلجمه و يسرج على ظهره و يركبه ثم ينزل عنه و يقول ظهره لنا الآن متى أردنا نركبه هذا ثم قال رسول الله ص فإن أردتم أن تديموا على إبليس سخنة عينه و ألم جراحاته فدوموا على طاعة الله و ذكره و الصلاة على محمد و آله و إن كنتم على غير ذلك كنتم أسراء إبليس فيركب أقفيتكم بعض مردته و قال أمير المؤمنين ع و كان قضاء الحوائج و إجابة الدعاء إذا سئل الله بمحمد و علي و آلهما مشهورا في الزمن السالف حتى أن من طال به البلاء قيل هذا طال بلاؤه لنسيانه الدعاء لله بمحمد و آله الطيبين و لقد كان من عجيب الفرج بالدعاء بهم فرج ثلاثة نفر كانوا يمشون في صحراء إلى جبل فأخذتهم السماء فألجأتهم إلى غار كانوا يعرفون فدخلوه يتوقون به من المطر و كان فوق الغار صخرة عظيمة تحتها مدرة هي راكبتها فابتلت المدرة فتدحرجت الصخرة فصارت في باب الغار فسدت و أظلمت عليهم المكان و قال بعضهم لبعض قد عفا الأثر و درس الخبر و لا يعلم بنا أهلونا و لو علموا ما أغنوا عنا شيئا لأنه لا طاقة للآدميين بقلب هذه الصخرة عن هذا الموضع هذا و الله قبرنا الذي فيه نموت و منه نحشر ثم قال بعضهم لبعض أ و ليس موسى بن عمران و من بعده من الأنبياء ع أمروا أنه إذا دهمتنا داهية أن ندعو الله بمحمد و آله الطيبين قالوا بلى قالوا فلا نعرف داهية أعظم من هذه فقالوا ندعو الله بمحمد و آله الطيبين و يذكر كل واحد منا حسنة من حسناته التي أراد الله بها فلعل الله أن يفرج عنا

   فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أني كنت رجلا كثير المال حسن الحال أبني القصور و المساكن و الدور و كان لي أجراء و كان فيهم رجل يعمل عمل رجلين فلما كان عند المساء عرضت عليه أجرة واحدة فامتنع و قال إنما عملت عمل رجلين فأنا أبغي أجرة رجلين فقلت له إنما شرطت عليك عمل رجل و الثاني فأنت به متطوع لا أجرة لك فذهب و سخط ذلك و تركه علي فاشتريت بتلك الأجرة حنطة فبذرتها فزكت و نمت ثم أعدت بعد ما ارتفع من الأرض فعظم زكاؤها و نماؤها ثم أعدت بعد مرتفع من الثاني في الأرض فعظم الزكاء و النماء ثم ما زالت هكذا حتى عقدت به الضياع و القصور و القرى و الدور و المنازل و المساكن و قطعان الإبل و الغنم و صوار العنز و الدواب و الأثاث و الأمتعة و العبيد و الإماء و الفراش و الآلات و النعم الجليلة و الدراهم و الدنانير الكثيرة فلما كان بعد سنين مر بي الأجير و قد ساءت حاله و تضعضعت و استولى عليه الفقر و ضعف بصره فقال لي يا عبد الله أ ما تعرفني أنا أجيرك الذي سخطت أجرة واحدة ذلك اليوم و تركتها لغنائي عنها و أنا اليوم فقير و قد رضيت بها فأعطنيها فقلت له دونك هذا الضياع و القرى و الدور و القصور و المساكن و قطعان الإبل و البقر و الغنم و صوار العنز و الدواب و الأثاث و الأمتعة و العبيد و الإماء و الفراش و الآلات و النعم الجليلة و الدراهم و الدنانير الكثيرة فتناولها إليك أجمع مباركة لك فهي لك فبكى و قال يا عبد الله سوفت حقي ثم الآن تهزأ بي فقلت ما أهزأ بك و ما أنا إلا جاد مجد فهذه كلها نتائج أجرتك تلك تولدت عنها فالأصل كان لك فهذه الفروع كلها تابعة للأصل فهي لك فسلمتها أجمع اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت هذا رجاء ثوابك و خوف عقابك فافرج عنا بمحمد الأفضل الأكرم سيد الأولين و الآخرين الذي شرفته بآله أفضل آل النبيين و أصحابه أكرم أصحاب المرسلين و أمته خير الأمم أجمعين قال ع فزال ثلث الحجر   و دخل عليهم الضوء و قال الثاني اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي بقرة أحتلبها ثم أروح بلبنها على أمي ثم أروح بسؤرها على أهلي و ولدي فأخرني عائق ذات ليلة فصادفت أمي نائمة فوقفت عند رأسها لتنتبه لا أنتبهها من طيب وسادها و أهلي و ولدي يتضاغون من الجوع و العطش فما زلت واقفا لا أحفل بأهلي و ولدي حتى انتبهت هي من ذات نفسها و سقيتها حتى رويت ثم عطفت بسؤرها على أهلي و ولدي اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء ثوابك و خوف عقابك فافرج عنا بحق محمد الأفضل الأكرم سيد الأولين و الآخرين الذي شرفته بآله أفضل آل النبيين و أصحابه أكرم صحابة المرسلين و أمته خير الأمم أجمعين قال ع فزال ثلث آخر من الحجر و قوي طمعهم في النجاة و قال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني هويت امرأة في بني إسرائيل فراودتها عن نفسها فأبت علي إلا بمائة دينار و لم أكن أملك شيئا فما زلت أسلك برا و بحرا و سهلا و جبلا و أباشر الأخطار و أسلك الفيافي و القفار و أتعرض للمهالك و المتالف أربع سنين حتى جمعتها و أعطيتها إياها و أمكنتني من نفسها فلما قعدت منها مقعد الرجل من أهله ارتعدت فرائصها و قالت لي يا عبد الله إني جارية عذراء فلا تفض خاتم الله إلا بأمر الله عز و جل و إنما حملني على أن أمكنك من نفسي الحاجة و الشدة فقمت عنها و تركتها و تركت المائة الدينار عليها اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء ثوابك و خوف عقابك فافرج عنا بحق محمد الأفضل الأكرم سيد الأولين و الآخرين الذي شرفته بآله أفضل آل النبيين و أصحابه أكرم أصحاب المرسلين و أمته خير الأمم أجمعين قال فزال الحجر كله و تدحرج و هو ينادي بصوت فصيح بين يعقلونه و يفهمونه بحسن نياتكم نجوتم و بمحمد الأفضل الأكرم سيد الأولين و الآخرين المخصوص بآله أفضل آل النبيين و بخير أمته سعدتم و نلتم أفضل الدرجات

    -12  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الإمام ع قوله تعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً بما يوردونه عليكم من الشبه حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ بكم بأن أكرمكم بمحمد و علي و آلهما الطيبين مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ بالمعجزات الدالات على صدق محمد و فضل علي و آلهما فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا عن جهلهم و قابلوهم بحجج الله و ادفعوا بها باطلهم حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ بالقتل يوم فتح مكة فحينئذ تجلونهم عن بلد مكة و عن جزيرة العرب و لا يقرون بها كافرا إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و لقدرته على الأشياء قدر ما هو أصلح لكم من تعبده إياكم من مداراتهم و مقابلتهم بالجدال التي هي أحسن قال ع و ذلك أن المسلمين لما أصابهم يوم أحد من المحن ما أصابهم أتى قوم من اليهود بعده بأيام عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان فقالوا لهما أ لم تريا ما أصابكم يوم أحد إنما يحرب كأحد طلاب الدنيا حربه سجالا تارة له و تارة عليه فارجعوا عن دينه فأما حذيفة فقال لعنكم الله لا أقاعدكم و لا أسمع مقالتكم أخاف على نفسي و ديني فأفر بها منكم و قام عنهم يسعى و أما عمار بن ياسر فلم يقم عنهم و لكن قال لهم معاشر اليهود إن محمدا ص وعد أصحابه الظفر يوم بدر إن يصبروا فصبروا و ظفروا و وعدهم الظفر يوم أحد أيضا إن صبروا ففشلوا و خالفوا فلذلك أصابهم ما أصابهم و لو أنهم أطاعوا فصبروا و لم يخالفوا غلبوا قالت له اليهود يا عمار و إذا أطعت أنت غلب محمد سادات قريش مع دقة ساقيك فقال نعم و الله الذي لا إله إلا هو باعثه بالحق نبيا لقد وعدني محمد من الفضل و الحكمة ما عرفنيه من نبوته و فهمنيه من فضل أخيه و وصيه و خير من يخلفه بعده و التسليم لذريته الطيبين و أمرني بالدعاء بهم في شدائدي و مهماتي و وعدني أنه لا يأمرني بشي‏ء فاعتقدت فيه طاعته إلا بلغته حتى لو أمرني بحط السماء إلى الأرض أو رفع الأرضين إلى السماوات لقوى عليه ربي   بدني بساقي هاتين الدقيقتين فقالت اليهود لا و الله يا عمار محمد أقل عند الله من ذلك و أنت أوضع عند الله و عند محمد من ذلك و كان فيها أربعون منافقا فقام عمار عنهم و قال لقد أبلغتكم حجة ربي و نصحت لكم و لكنكم للنصيحة كارهون و جاء إلى رسول الله ص فقال له رسول الله ص يا عمار وصل إلي خبركما أما حذيفة فقد فر بدينه من الشيطان و أوليائه فهو من عباد الله الصالحين و أما أنت يا عمار فإنك قد ناضلت عن دين الله و نصحت لمحمد رسول الله فأنت من المجاهدين في سبيل الله الفاضلين فبينا رسول الله ص و عمار يتحادثان إذا حضرت اليهود الذين كانوا كلموه فقالوا يا محمد ها صاحبك يزعم أنك إن أمرته بحط السماء إلى الأرض أو رفع الأرض إلى السماء فاعتقد طاعتك و عزم على الايتمار لأعانه الله عليه و نحن نقتصر منك و منه على ما هو دون هذا إن كنت نبيا فقد قنعنا أن يحمل عمار مع دقة ساقيه هذا الحجر و كان الحجر مطروحا بين يدي رسول الله ص بظاهر المدينة يجتمع عليه مائتا رجل ليحركوه فلم يقدروا فقالوا له يا محمد إن رام احتماله لم يحركه و لو حمل في ذلك على نفسه لانكسرت ساقاه و تهدم جسمه فقال رسول الله ص لا تحتقروا ساقيه فإنهما أثقل في ميزان حسناته من ثور و ثبير و حراء و أبي قبيس بل من الأرض كلها و ما عليها و إن الله قد خفف بالصلاة على محمد و آله الطيبين ما هو أثقل من هذه الصخرة خفف العرش على كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن كان لا يطيقه معهم العدد الكثير و الجم القفير ثم قال رسول الله ص يا عمار اعتقد طاعتي و قل اللهم بجاه محمد و آله الطيبين قوني ليسهل الله عليك ما آمرك به كما سهل على كالب بن يوحنا عبور البحر على متن الماء و هو على فرسه يركض عليه بسؤاله الله تعالى بحقنا أهل البيت فقالها عمار و اعتقدها فحمل الصخرة فوق رأسه و قال بأبي أنت و أمي

   يا رسول الله و الذي بعثك بالحق نبيا لهو أخف في يدي من خلالة أمسكها بها فقال رسول الله ص حلق بها في الهواء فستبلغ بها قلة ذلك الجبل و أشار بيده إلى جبل بعيد على قدر فرسخ فرمى بها عمار و تحلقت في الهواء حتى انحطت على ذروة الجبل ثم قال رسول الله ص لليهود أ و رأيتم قالوا بلى فقال رسول الله ص يا عمار قم إلى ذروة الجبل فتجد هناك صخرة أضعاف ما كانت فاحتملها و أعدها إلى حضرتي فخطا عمار خطوة فطويت له الأرض و وضع قدميه في الخطوة الثانية على ذروة الجبل و تناول الصخرة المضاعفة و عاد إلى رسول الله ص بالخطوة الثالثة ثم قال رسول الله ص لعمار اضرب بها الأرض ضربة شديدة فتهاربت اليهود و خافوا فضرب بها عمار على الأرض فتفتت حتى صار كالهباء المنثور و تلاشت فقال رسول الله ص آمنوا أيها اليهود فقد شاهدتم آيات الله فآمن بعضهم و غلب الشقاء على بعضهم ثم قال رسول الله ص أ تدرون معاشر المسلمين ما مثل هذه الصخرة فقالوا لا يا رسول الله فقال رسول الله ص و الذي بعثني بالحق نبيا إن رجلا من شيعتنا تكون لهم ذنوب و خطايا أعظم من جبال الأرض و الأرض كلها و السماء أضعافا كثيرة فما هو إلا أن يتوب و يجدد على نفسه ولايتنا أهل البيت إلا كان قد ضرب بذنوبه الأرض أشد من ضرب عمار هذه الصخرة بالأرض و إن رجلا يكون له طاعات كالسماوات و الأرضين و الجبال و البحار فما هو إلا أن يكفر بولايتنا أهل البيت حتى يكون ضرب بها الأرض أشد من ضرب عمار لهذه الصخرة بالأرض و تتلاشى و تتفتت كتفتت هذه الصخرة فيرد الآخرة و لا يجد حسنة و ذنوبه أضعاف الجبال و الأرض و السماء فيشدد حسابه و يدوم عذابه قال فلما رأى عمار بنفسه تلك القوة التي جلد بها على الأرض تلك الصخرة فتفتت أخذ به أريحية و قال أ تأذن لي يا رسول الله أن أجادل بها هؤلاء اليهود   فأقتلهم أجمعين بما أعطيته من هذه القوة فقال رسول الله ص يا عمار إن الله يقول فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ بعذابهم و يأتي بفتح مكة و سائر ما وعد فكان المسلمون تضيق صدورهم مما يوسوس به إليهم اليهود و المنافقون من الشبه في الدين و قال رسول الله ص أ و لا أعلمكم ما يزيل به ضيق صدوركم إذا وسوس هؤلاء الأعداء لكم قالوا بلى يا رسول الله قال ما أمر به رسول الله من كان معه في الشعب الذي كان ألجأه إليه قريش فضاقت قلوبهم و اتسخت ثيابهم فقال لهم رسول الله انفخوا على ثيابكم و امسحوها بأيديكم و هي على أبدانكم و أنتم تصلون على محمد و آله الطيبين فإنما تنقى و تطهر و تبيض و تحسن و تزيل عنكم ضيق صدوركم ففعلوا ذلك فصارت ثيابهم كما قال رسول الله ص فقالوا عجبا يا رسول الله بصلاتنا عليك و على آلك كيف طهرت ثيابنا فقال رسول الله ص إن تطهير الصلاة على محمد و آله لقلوبكم من الغل و الضيق و الدغل و لأبدانكم من الآثام أشد من تطهيرها لثيابكم و إن غسلها للذنوب عن صحائفكم أحسن من غسلها للدرن عن ثيابكم و إن تنويرها لتكتب حسناتكم مضاعفة ما فيها أحسن من تنويرها لثيابكم

13-  شي، ]تفسير العياشي[ عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد الله ع قال إن يوسف أتاه جبرئيل فقال يا يوسف إن رب العالمين يقرئك السلام و يقول لك من جعلك أحسن خلقه قال فصاح و وضع خده على الأرض ثم قال أنت يا رب قال ثم قال له و يقول لك من حببك إلى أبيك دون إخوتك قال فصاح و وضع خده على الأرض ثم قال أنت يا رب قال و يقول لك من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها و أيقنت بالهلكة قال فصاح و وضع خده على الأرض ثم قال أنت يا رب قال فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استعانتك بغيره فالبث في السجن بضع سنين قال فلما انقضت المدة أذن له في دعاء الفرج و وضع خده على الأرض ثم قال اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فإني أتوجه إليك بوجه   آبائي الصالحين إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب قال ففرج الله عنه قال فقلت له جعلت فداك أ ندعو نحن بهذا الدعاء فقال ادع بمثله اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فإني أتوجه إليك بوجه نبيك نبي الرحمة ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة ع

14-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ روي عن الإمام جعفر الصادق ع أنه كان جالسا في الحرم في مقام إبراهيم ع فجاء رجل شيخ كبير قد فني عمره في المعصية فنظر إلى الصادق ع فقال نعم الشفيع إلى الله للمذنبين فأخذ بأستار الكعبة و أنشأ يقول

بحق جد هذا يا وليي بحق الهاشمي الأبطحي‏بحق الذكر إذ يوحى إليه بحق وصيه البطل الكمي‏بحق الطاهرين ابني علي و أمهما ابنة البر الزكي‏بحق أئمة سلفوا جميعا على منهاج جدهم النبي‏بحق القائم المهدي إلا غفرت خطيئة العبد المسي‏ء

قال فسمع هاتفا يقول يا شيخ كان ذنبك عظيما و لكن غفرنا لك جميع ذنوبك بحرمة شفعائك فلو سألتنا ذنوب أهل الأرض لغفرنا لهم غير عاقر الناقة و قتلة الأنبياء و الأئمة الطاهرين

15-  كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب مولد فاطمة ع لابن بابويه عن ابن عباس قال سألت النبي ص عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه قال سأله بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي فتاب عليه

 و روي عن جعفر بن محمد ع أن امرأة من الجن يقال لها عفراء و كانت تنتاب النبي ص فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها و فقدها النبي ص و سأل عنها جبرئيل ع فقال إنها زارت أختا لها تحبها في الله تعالى فقال ع طوبى للمتحابين في الله إن الله تبارك و تعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء عليها سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله   عز و جل للمتحابين في الله و جاءت عفراء فقال لها النبي ص يا عفراء أين كنت فقالت زرت أختا لي فقال طوبى للمتحابين في الله و المتزاورين يا عفراء أي شي‏ء رأيت قالت رأيت عجائب كثيرة قال فأعجب ما رأيت قالت رأيت إبليس في البحر الأخضر على صخرة بيضاء مادا يديه إلى السماء و هو يقول إلهي إذا بررت قسمك و أدخلتني نار جهنم فأسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا خلصتني منها و حشرتني معهم فقلت أبا حارث ما هذه الأسماء التي تدعو بها فقال رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله عز و جل آدم بسبعة ألف سنة فعلمت أنها أكرم الخلق على الله فأنا أسأله بحقهم فقال النبي ص و الله لو أقسم أهل الأرض بهذه الأسماء لأجابهم الله تعالى و أنا أقول اللهم إني أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع أن تغفر لي ذنوبي و تتجاوز عن سيئاتي و تصلح شأني في الدنيا و الآخرة و ترزقني الخير في الدنيا و الآخرة و تصرف عني الشر في الدنيا و الآخرة و تفعل ذلك بالمؤمنين و المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها و يرحم الله عبدا قال آمينا

16-  ختص، ]الإختصاص[ الصدوق عن ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن ابن أبي نجران عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال قال جابر الأنصاري قلت لرسول الله ص ما تقول في علي بن أبي طالب فقال ذاك نفسي قلت فما تقول في الحسن و الحسين قال هما روحي و فاطمة أمهما ابنتي يسوؤني ما ساءها و يسرني ما سرها أشهد الله أني حرب لمن حاربهم سلم لمن سالمهم يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنها أحب الأسماء إلى الله عز و جل

    -17  ختص، ]الإختصاص[ قال الرضا ع إذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا على الله عز و جل و هو قوله عز و جل وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها

18-  أقول روى السيد بن طاوس في كشف المحجة من كتاب الرسائل لمحمد بن يعقوب الكليني عمن سماه قال كتبت إلى أبي الحسن ع إن الرجل يحب أن يفضي إلى إمامه ما يحب أن يفضي إلى ربه قال فكتب إن كانت لك حاجة فحرك شفتيك فإن الجواب يأتيك

19-  دعوات الراوندي، عن النبي ص اللهم إني أتوجه إليك بمحمد و آل محمد و أتقرب بهم إليك و أقدمهم بين يدي حوائجي اللهم إني أبرأ إليك من أعداء آل محمد و أتقرب إليك باللعنة عليهم و في دعائهم ع اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك و حجبت دعائي عنك فصل على محمد و آل محمد و استجب لي يا رب بهم دعائي

 و عن سماعة بن مهران قال قال أبو الحسن ع إذا كانت لك حاجة إلى الله فقل اللهم إني أسألك بحق محمد و علي فإن لهما عندك شأنا من الشأن و قدرا من القدر فبحق ذلك الشأن و بحق ذلك القدر أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن ممتحن إلا و هو يحتاج إليهما في ذلك اليوم

20-  عدة الداعي، عن سلمان الفارسي قال سمعت محمدا ص يقول إن الله عز و جل يقول يا عبادي أ و ليس من له إليكم حوائج كبار لا تجودون بها إلا أن يتحمل عليكم بأحب الخلق إليكم تقضونها كرامة لشيعتهم ألا فاعلموا أن أكرم الخلق علي و أفضلهم لدي محمد و أخوه علي و من بعده الأئمة الذين هم الوسائل إلى الله ألا فليدعني من همته حاجة يريد نجحها أو دهته داهية يريد كشف ضررها بمحمد و آله الطيبين الطاهرين اقضها له أحسن ما يقضيها من تستشفعون بأعز الحق عليه فقال قوم من المشركين و هم مستهزءون به يا أبا عبد الله فما لك لا تقترح   على الله بهم أن يجعلك أغنى أهل المدينة فقال سلمان دعوت الله و سألته ما هو أجل و أنفع و أفضل من ملك الدنيا بأسرها سألته بهم صلى الله عليهم أن يهب لي لسانا ذاكرا لتحميده و ثنائه و قلبا شاكرا لآلائه و بدنا صابرا على الدواهي الداهية و هو عز و جل قد أجابني إلى ملتمسي من ذلك و هو أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها و ما تشتمل عليه من خيراتها مائة ألف ألف مرة

21-  قبس، ]قبس المصباح[ أخبرني الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسين الصقال ببغداد في مسجد الحذاءين بالكرخ في رجب سنة اثنين و أربعين و أربعمائة قال حدثنا الشيخ أبو المفضل محمد بن عبد الله بن البهلول بن همام بن المطلب الشيباني يوم السبت التاسع من شهر ربيع الأول سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة بالشرقية قال سمعت أبا العباس أحمد بن كشمرد في داره ببغداد و قد سأله شيخنا أبو علي بن همام رحمه الله أن يذكر حاله إذ كان محبوسا عند الهجريين بالأحساء فحدثنا أبو العباس أنه كان ممن أسر بالهبير مع أبي الهيجاء قال و كان أبو طاهر سليمان بن الحسن مكرما لأبي الهيجاء معجبا برأيه و كان يستدعيه إلى طعامه فيتغدى معه و يستدعيه أيضا للحديث معه فلما كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن و يسأله في إطلاقي فأجابني إلى ذلك و مضى إلى أبي الطاهر في تلك الليلة على رسمه و عاد من عنده و لم يلقني و كان من عادته أن يغشاني و رفيقي يعني الخال في كل ليلة عند عودته من التقائه مع سليمان بن الحسن فيسكن نفوسنا و يعرفنا أخبار الدنيا فلما لم يعاود إلينا في تلك العشية مع سؤالي إياه الخطاب في أمري استوحشت لذلك فصرت إليه إلى منزله الموسوم به و كان أبو الهيجاء مبرزا في دينه مخلصا في ولايته و سيادته متوقرا على إخوانه فلما وقع طرفه علي بكى بكاء شديدا و قال لبودي و الله يا أبا العباس إني مرضت سنة كاملة و لم أجر ذكرك له قال قلت و لم قال لأني لما ذكرتك له اشتد غضبه و عظم و حلف بالذي يحلف به مثله ليأمرن غدا بضرب رقبتك مع طلوع   الشمس و لقد اجتهدت و الله في إزالة هذا عنك بكل حيلة و أوردت عليه كل لطيفة فأصر على قوله و أعاد يمينه ليفعلن ما أخبرتك به قال ثم جعل أبو الهيجاء يطيب نفسي و قال يا أخي لو لا أني ظننت أن لك وصية أو حالا تحتاج إلى ذكرها لطويت عنك ما أطلعتك عليه من ذلك و سترت ما أخبرتك به عنه و مع هذا فثق بالله عز و جل و ارجع فيما دهمك من هذه الحال الغليظة إليه فإنه جل ذكره يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيْهِ و توجه إليه تعالى بالعدة و الذخيرة للشدائد و الأمور العظام لمحمد و آله صلوات الله عليهم قال أبو العباس فانصرفت إلى منزلي الذي أنزلت فيه و أنا في صورة غليظة من الإياس من الحياة و استشعار الهلكة فاغتسلت و لبست ثيابا جعلتها أكفاني و أقبلت إلى القبلة فجعلت أصلي و أناجي ربي و أتضرع إليه و أعترف له بذنوبي و أتوب منها ذنبا ذنبا و توجهت إلى الله بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و حجة الله في أرضه و المأمول لإحياء دينه ثم لم أزل و أنا مكروب قلق أتضرع إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه أقول يا مولاي يا أمير المؤمنين أتوجه بك إلى الله يا أمير المؤمنين أتوجه بك إلى الله يا أمير المؤمنين يا مولاي أتوجه بك إلى الله ربي و ربك فيما دهمني و أظلني فلم أزل أقول هذا و ما أشبهه من الكلام إلى أن انتصف الليل و جاء وقت الصلاة فقمت فصليت و دعوت و تضرعت فبينا أنا كذلك و قد فرغت من الصلاة و أنا أستغيث إلى الله تعالى و أتوسل إليه بأمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ نعست فحملني النوم فرأيت أمير المؤمنين ع في منامي ذلك فقال يا ابن كشمر قلت لبيك يا مولاي فقال ما لي أراك على هذا الحال قلت يا مولاي يا أمير المؤمنين أ و ما يحق لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله و ولده و بغير وصية يسندها إلى متكفل بها أن يشتد قلقه و جزعه فقال بل تحول كفاية الله عز و جل و دفاعه بينك و بين الذي توعدك فيما

   أرصدك به من سطواته اكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و تمام فاتحة الكتاب و آية الكرسي و العرش و اكتب من العبد الذليل فلان بن فلان إلى المولى الجليل الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و سلام على آل ياسين محمد و علي و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و حجتك رب على خلقك اللهم إني أشهدك بأني أشهد أنك الله إلهي و إله الأولين و الآخرين لا إله غيرك أتوجه إليك بحق هذه الأسماء التي إذا دعيت بها أجبت و إذا سئلت بها أعطيت لما صليت عليهم و هونت علي خروج روحي و كنت لي قبل ذلك غياثا و مجيرا لمن أراد أن يفرط علي و يطغى و اجعل الرقعة في كتلة طين و اقرأ سورة يس و ارم بها في البحر فقلت يا أمير المؤمنين إن البحر بعيد مني و أنا محبوس ممنوع من التصرف فيما ألتمس فقال ارم بها في البئر أو فيما دنا منك من منابع الماء قال ابن كشمرد فانتبهت و قمت ففعلت ما أمرني به أمير المؤمنين ع و أنا في ذلك قلق غير ساكن النفس لعظيم المحنة و ضعف اليقين في الآدميين فلما أصبحنا و طلعت الشمس استدعيت فلم أشك أن ذلك لما توعدني به من القتل فمضيت مع الداعي و أنا آيس من الحيات فأدخلت على أبي الطاهر و إذا هو جالس في صدر مجلس كبير على كرسي و عن يمينه رجلان على كرسيين و عن يساره أبو الهيجاء على كرسي و إذا كرسي آخر إلى جانب أبي الهيجاء ليس عليه أحد فلما بصر بي أبو طاهر استدعاني حتى وصلت إلى الكرسي ثم أمرني بالجلوس عليه فجلست و قلت في نفسي ليس وراء هذا إلا خيرا فأقبل علي و قال قد كنا عزمنا في أمرك على ما بلغك ثم رأينا بعد ذلك أن نفرج عنك و أن نخيرك أحد أمرين إما تخدمنا فنحسن إليك أو تنصرف إلى عيالك فنحسن إجازتك فقلت له في المقام عند السيد النفع و الشرف و في الانصراف إلى أهلي و والده لي عجوز كبيرة ثواب جزيل فقال لي افعل ما شئت و الأمر فيه مردود إلى اختيارك فخرجت منصرفا من بين يديه فردني و قال من تكون من علي بن أبي طالب فقلت لست نسيبا له و لكني

   وليه قال فتمسك بولايته فهو أمرنا بإطلاقك فلم يمكنا المخالفة لأمره ثم أمر بي فجهزت و أصحبني من أوصلني مكرما إلى مأمني قال الشيخ أبو المفضل رحمه الله فذكرت هذا الحديث في مجلس أبي وائل داود بن حمدان بنصيبين سنة اثنين و عشرين و ثلاثمائة و حضر هذا المجلس يومئذ رجل من أهل نصيبين يقال له أبو عثمان سعيد بن البندقي الشاعر و كان من شهود البلد فقال أبو عثمان عند قولي ما تقدم من قول أبي العباس بن كشمرد على يدي كان الحديث و ذلك أني حججت في سنة الهبير و هي السنة التي أسر فيها أبو العباس بن كشمرد و الخال و فلفل الخادم و غيرهم من وجوه الأولياء مع أبي الهيجاء و أسرت فيمن أسر معهم من الحاج فطال بالأحساء محبسنا و كنت أقول الشعر فامتدحت السيد أبا الطاهر بقصيدة أوصلها إليه أبو الهيجاء فأذن لي السيد بالدخول و الخروج من الحبس فكنت أدخل على أبي العباس بن كشمرد و كان يأنس بي و يحدثني فأرسل إلي ذات يوم في السحر قبل طلوع الشمس و قال لي خذ هذه الرقعة و هي في كتلة الطين و امض بها إلى موضع وصفه لي و كان فيه ماء جار قال و اقرأ سورة يس و اطرح الرقعة في الماء فأخذتها فصرت إلى الماء و أحببت أن أقف على الرقعة فقلعت الطين عنها و نشرتها و قرأت ما فيها قال أبو عثمان و أخذت عودا و بللته في الماء و كتبت ما في الرقعة على كفي و كتبت اسمي و اسم أبي و أمي و أعدت الرقعة في الطين و قرأت سورة يس عني و غسلت كفي في الماء ثم قرأت سورة يس عن أبي العباس بن كشمرد و طرحت الرقعة في الماء و عدت إلى مجلسي ذلك بعقب طلوع الشمس فلم يمض إلا ساعة زمانية و إذا رسول السيد يأمر بإحضاري فحضرت فلما بصر بي قال إنه قد ألقي في قلبي رحمة لك و قد عملت على إطلاقك فكيف تحب أن تسير إلى أهلك في البر أم في البحر فخشيت إن سرت في البر أن يبدو له فيلحقوني فيردوني فقلت في البحر فأمر أن يدفع لي كفافي من زاد و تمر و خرجت في البحر فصرت إلى البصرة   فلما كان بعد ثلاثة أيام من وصولي البصرة جلست عند أصحاب الكتب فإذا أنا بأبي العباس بن كشمرد راكب في موكب عظيم و الأمراء من خلفه و قد خرج أمير البصرة استقبله و الجند بين يديه و من خلفه و العساكر محدقة به و هو و أمير البصرة يتسايران فلما رأيته قمت إليه فلما أبصر بي نزل عن دابته و وقف علي و قال يا فتى كيف عملت حتى تخلصت فحدثته ما صنعت من كتبتي ما كان في الرقعة بالماء على كفي و غسلت بالماء يدي ما كنت كتبت عليها قبل أن رميت رقعته فقال لي أنا و أنت من طلقاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقلت نعم و مضى حتى نزل في دار أعدت له و حمل إليه أمير البصرة الهدايا و اللباس و الآلات و الدواب و الفرش و غير ذلك فلما استقر في موضعه أرسل إلي فدخلت عليه و أقمت عنده أياما و أحسن إلي و حملني مكرما إلى بلدي فعجب أبو وائل من ذلك و قال يا أبا المفضل أنت صادق في حديثك و لقد اتفق لك ما أكده فهذه الرقعة معروفة بين أصحابنا يعملون بها و يعولون عليها في الأمور العظيمة و الشدائد و الرواة فيها مختلفة لكني أوردت ما هو سماعي ببغداد و قد ذكر شيخنا الموفق أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتاب المصباح و مختصر المصباح أيضا أنها تكتب و تطوى ثم تكتب رقعة أخرى إلى صاحب الزمان ع و تجعل الرقعة الكشمردية في طي رقعة الإمام ع و تجعل في الطين و ترمى في البحر أو البئر يكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلى الله سبحانه و تقدست أسماؤه رب الأرباب و قاصم الجبابرة العظام عالم الغيب و كاشف الضر الذي سبق في علمه ما كان و ما يكون من عبده الذليل المسكين الذي انقطعت به الأسباب و طال عليه العذاب و هجره الأهل و باينه الصديق الحميم فبقي مرتهنا بذنبه قد أوبقه جرمه و طلب النجاء فلم يجد ملجأ و لا ملتجأ غير القادر على حل العقد و مؤبد الأبد ففزعي إليه و اعتمادي عليه و لا لجأ و لا ملتجأ إلا إليه

   اللهم إني أسألك بعلمك الماضي و بنورك العظيم و بوجهك الكريم و بحجتك البالغة أن تصلي على محمد و على آل محمد و أن تأخذ بيدي و تجعلني ممن تقبل دعوته و تقيل عثرته و تكشف كربته و تزيل ترحته و تجعل له من أمره فرجا و مخرجا و ترد عني بأس هذا الظالم الغاشم و بأس الناس يا رب الملائكة و الناس حسبي أنت و كفى من أنت حسبه يا كاشف الأمور العظام فإنه لا حول و لا قوة إلا بك و تكتب رقعة أخرى إلى صاحب الزمان ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ توسلت بحجة الله الخلف الصالح محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب النبإ العظيم و الصراط المستقيم و الحبل المتين عصمة الملجإ و قسيم الجنة و النار أتوسل إليك بآبائك الطاهرين الخيرين المنتجبين و أمهاتك الطاهرات الباقيات الصالحات الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز من قائل الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ و بجدك رسول الله ص و خليله و حبيبه و خيرته من خلقه أن تكون وسيلتي إلى الله عز و جل في كشف ضري و حل عقدي و فرج حسرتي و كشف بليتي و تنفيس ترحتي و ب كهيعص و ب يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ و بالكلمة الطيبة و بمجاري القرآن و بمستقر الرحمة و بجبروت العظمة و باللوح المحفوظ و بحقيقة الإيمان و قوام البرهان و بنور النور و بمعدن النور و الحجاب المستور و البيت المعمور و بالسبع المثاني و القرآن العظيم و فرائض الأحكام و المكلم بالعبراني و المترجم باليوناني و المناجي بالسرياني و ما دار في الخطرات و ما لم يحط به للظنون من علمك المخزون و بسرك المصون و التوراة و الإنجيل و الزبور يا ذا الجلال و الإكرام صل على محمد و آله و خذ بيدي و فرج عني بأنوارك و أقسامك و كلماتك البالغة إنك جواد كريم و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلواته و سلامه على صفوته من بريته محمد و ذريته   و تطيب الرقعتين و تجعل رقعة البارئ تعالى في رقعة الإمام ع و تطرحهما في نهر جار أو بئر ماء بعد أن تجعلهما في طين حر و تصلي ركعتين و تتوجه إلى الله تعالى بمحمد و آله ع و تطرحهما ليلة الجمعة و استشعر فيها الإجابة لا على سبيل التجربة و لا يكون إلا عند الشدائد و الأمور الصعبة و لا تكتبها لغير أهلها فإنها لا تنفعه و هي أمانة في عنقك و سوف تسأل عنها و إذا رميتهما فادع بهذا الدعاء اللهم إني أسألك بالقدرة التي لحظت بها البحر العجاج فأزبد و هاج و ماج و كان كالليل الداج طوعا لأمرك و خوفا من سطوتك فأفتق أجاجه و ائتلق منهاجه و سبحت جزائره و قدست جواهره تناديك حيتانه باختلاف لغاتها إلهنا و سيدنا ما الذي نزل بنا و ما الذي حل ببحرنا فقلت لها اسكني سأسكنك مليا و أجاور بك عبدا زكيا فسكن و سبح و وعد بضمائر المنح فلما نزل به ابن متى بما ألم الظنون فلما صار في فيها سبح في أمعائها فبكت الجبال عليه تلهفا و أشفقت عليه الأرض تأسفا فيونس في حوته كموسى في تابوته لأمرك طائع و لوجهك ساجد خاضع فلما أحببت أن تقيه ألقيته بشاطئ البحر شلوا لا تنظر عيناه و لا تبطش يداه و لا تركض رجلاه و أنبت منة منك عليه شجرة من يقطين و أجريت له فراتا من معين فلما استغفر و تاب خرقت له إلى الجنة بابا إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ و تذكر الأئمة واحدا واحدا

 نسخة رقعة إلى الإمام عليه السلام إذا كان لك حاجة إلى الله عز و جل فاكتب رقعة على بركة الله و اطرحها على قبر من قبور الأئمة إن شئت أو فشدها و اختمها و اعجن طينا نظيفا و اجعلها فيه و اطرحها في نهر جار أو بئر عميقة أو غدير ماء فإنها تصل إلى السيد ع و هو يتولى قضاء حاجتك بنفسه و الله بكرمه لا تخيب أملك تكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتبت إليك يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثا و شكوت ما نزل بي مستجيرا بالله عز و جل ثم بك من أمر قد دهمني و أشغل قلبي و أطال فكري و سلبني بعض لبي و غير خطر النعمة لله عندي أسلمني عند تخيل وروده   الخليل و تبرأ مني عند ترائي إقباله إلى الحميم و عجزت عن دفاعه حيلتي و خانني في تحمله صبري و قوتي فلجأت فيه إليك و توكلت في المسألة لله عز و جل ثناؤه عليه و عليك و في دفاعه عني علما بمكانك من الله رب العالمين ولي التدبير و مالك الأمور واثقا منك بالمسارعة في الشفاعة إليه جل ثناؤه في أمري متيقنا لإجابته تبارك و تعالى إياك بإعطائي سؤلي و أنت يا مولاي جدير بتحقيق ظني و تصديق أملي فيك في أمر كذا و كذا مما لا طاقة لي بحمله و لا صبر لي عليه و إن كنت مستحقا له و لأضعافه بقبيح أفعالي و تفريطي في الواجبات التي لله عز و جل علي فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف و قدم المسألة لله عز و جل في أمري قبل حلول التلف و شماتة الأعداء فبك بسطت النعمة علي و أسأل الله جل جلاله لي نصرا عزيزا و فتحا قريبا فيه بلوغ الآمال و خير المبادي و خواتيم الأعمال و الأمن من المخاوف كلها في كل حال إنه جل ثناؤه لما يشاء فعال و هو حسبي و نعم الوكيل في المبدإ و المآل ثم تصعد النهر أو الغدير و تعتمد به بعض الأبواب إما عثمان بن سعيد العمري أو ولده محمد بن عثمان أو الحسين بن روح أو علي بن محمد السمري فهؤلاء كانوا أبواب الإمام ع فتنادي بأحدهم و تقول يا فلان بن فلان سلام عليك أشهد أن وفاتك في سبيل الله و أنت حي عند الله مرزوق و قد خاطبتك في حياتك التي لك عند الله جل و عز و هذه رقعتي و حاجتي إلى مولانا ع فسلمها إليه فأنت الثقة الأمين ثم ارم بها في النهر و كأنك تخيل لك أنك تسلمها إليه فإنها تصل و تقضى الحاجة إن شاء الله تعالى

 استغاثة أخرى روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال إذا كانت لك حاجة إلى الله و ضقت بها ذرعا فصل ركعتين فإذا سلمت كبر الله ثلاثا و سبح تسبيح فاطمة ع ثم اسجد و قل مائة مرة يا مولاتي فاطمة أغيثيني ثم ضع خدك الأيمن على الأرض و قل مثل ذلك ثم عد إلى السجود و قل ذلك مائة مرة   و عشر مرات و اذكر حاجتك فإن الله يقضيها

 استغاثة أخرى لصاحب الزمان ع سمعت الشيخ أبا عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه رضي الله عنه بالري سنة أربع و أربعمائة يروي عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه رحمه الله قال حدثني مشايخي القميين قال كربني أمر ضقت به ذرعا و لم يسهل في نفسي أن أفشيه لأحد من أهلي و إخواني فنمت و أنا به مغموم فرأيت في النوم رجلا جميل الوجه حسن اللباس طيب الرائحة خلته بعض مشايخنا القميين الذين كنت أقرأ عليهم فقلت في نفسي إلى متى أكابد همي و غمي و لا أفشيه لأحد من إخواني و هذا شيخ من مشايخنا العلماء أذكر له ذلك فلعلي أجد لي عنده فرجا فابتدأني من قبل أن أبتدئه و قال لي ارجع فيما أنت بسبيله إلى الله تعالى و استعن بصاحب الزمان ع و اتخذه لك مفزعا فإنه نعم المعين و هو عصمة أوليائه المؤمنين ثم أخذ بيدي اليمنى و مسحها بكفه اليمنى و قال زره و سلم عليه و اسأله أن يشفع لك إلى الله تعالى في حاجتك فقلت له علمني كيف أقول فقد أنساني ما أهمني بما أنا فيه كل زيارة و دعاء فتنفس الصعداء و قال لا حول و لا قوة إلا بالله و مسح صدري بيده و قال حسبك الله لا بأس عليك تطهر و صل ركعتين ثم قم و أنت مستقبل القبلة تحت السماء و قل سلام الله الكامل التام الشامل العام و صلواته الدائمة و بركاته القائمة على حجة الله و وليه في أرضه و بلاده و خليفته على خلقه و عباده سلالة النبوة و بقية العترة و الصفوة صاحب الزمان و مظهر الإيمان و معلن أحكام القرآن مطهر الأرض و ناشر العدل في الطول و العرض الحجة القائم المهدي و الإمام المنتظر المرضي الطاهر ابن الأئمة الطاهرين الوصي أولاد الأوصياء المرضيين الهادي المعصوم ابن الهداة المعصومين السلام عليك يا إمام المسلمين و المؤمنين السلام عليك يا وارث علم النبيين و مستودع حكمة الوصيين السلام عليك يا عصمة الدين السلام عليك يا معز   المؤمنين المستضعفين السلام عليك يا مذل الكافرين المتكبرين الظالمين السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان يا ابن أمير المؤمنين و ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين السلام عليكم يا ابن الأئمة الحجج على الخلق أجمعين السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء أشهد أنك الإمام المهدي قولا و فعلا و أنك الذي تملأ الأرض قسطا و عدلا فعجل الله فرجك و سهل مخرجك و قرب زمانك و أكثر أنصارك و أعوانك و أنجز لك موعدك و هو أصدق القائلين وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ يا مولاي حاجتي كذا و كذا فاشفع لي في نجاحها و تدعو بما أحببت قال فانتبهت و أنا موقن بالروح و الفرج و كان علي بقية من ليلي واسعة فقمت فبادرت فكتبت ما علمنيه خوفا أن أنساه ثم تطهرت و برزت تحت السماء و صليت ركعتين قرأت في الأولى بعد الحمد كما عين لي إنا فتحنا لك فتحا مبينا و في الثانية بعد الحمد إذا جاء نصر الله و الفتح و أحسنت صلاتهما فلما سلمت قمت و أنا مستقبل القبلة و زرت ثم دعوت بحاجتي و استغثت بمولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه ثم سجدت سجدة الشكر و أطلت فيها الدعاء حتى خفت فوات صلاة الليل ثم قمت و صليت و عقبت بعد صلاة الفجر بفريضة الغداة و جلست في محرابي أدعو فلا و الله ما طلعت الشمس حتى جاءني الفرج مما كنت فيه و لم يعد إلى مثل ذلك بقية عمري و لم يعلم أحد من الناس ما كان ذلك الأمر الذي أهمني و إلى يومي هذا و المنة لله و له الحمد كثيرا

22-  قبس، ]قبس المصباح[ أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي ببغداد في آخر شهر ربيع الأول سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة و كان شيخا بهيا ثقة صدوق اللسان عند الموافق و المخالف رضي الله عنه و أرضاه قال أخبرني الحسن محمد بن جعفر التميمي قراءة عليه قال حكى لي أبو الوفاء الشيرازي و كان صديقا لي أنه قبض عليه أبو علي إلياس صاحب كرمان قال فقيدني و كان الموكلون بي يقولون إنه قد هم فيك بمكروه فقلقت   لذلك و جعلت أناجي الله تعالى بالأئمة ع فلما كانت ليلة الجمعة و فرغت من صلاتي نمت فرأيت النبي ص في نومي و هو يقول لا تتوسل بي و لا بابني لشي‏ء من أعراض الدنيا إلا لما تبتغيه من طاعة الله تعالى و رضوانه و أما أبو الحسن أخي فإنه ينتقم لك ممن ظلمك قال فقلت يا رسول الله كيف ينتقم لي ممن ظلمني و قد لبب في حبل فلم ينتقم و غصب على حقه فلم يتكلم قال فنظر إلي كالمتعجب و قال ذلك عهد عهدته إليه و أمر أمرته به فلم يجز له إلا القيام به و قد أدى الحق فيه إلا أن الويل لمن تعرض لولي الله و أما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين و نفث الشياطين و أما محمد بن علي و جعفر بن محمد فللآخرة و ما تبتغيه من طاعة الله عز و جل و أما موسى بن جعفر فالتمس به العافية من الله عز و جل و أما علي بن موسى فاطلب به السلامة في البراري و البحار و أما محمد بن علي فاستنزل به الرزق من الله تعالى و أما علي بن محمد فللنوافل و بر الإخوان و ما تبتغيه من طاعة الله عز و جل و أما الحسن بن علي فللآخرة و أما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف الذبح فاستعن به فإنه يعينك و وضع يده على حلقه قال فناديت في نومي يا مولاي يا صاحب الزمان أدركني فقد بلغ مجهودي قال أبو الوفاء فانتبهت من نومي و الموكلون يأخذون قيودي قال الشيخ أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن جندي عن أبي علي محمد بن همام قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور العمي قال رأيت في سنة ست و تسعين و مائتين و هي السنة التي ولي فيها علي بن موسى الفرات وزارة المقتدر أحمد بن ربيعة الأنباري الكاتب و قد اعتلت يده و أكلتها الخبيثة و عظم أمرها حتى أراحت و اسودت و أشار عليه المطبب بقطعها و لم يشك أحد ممن رآه في تلفه فرأى في منامه مولانا أمير المؤمنين ع فقال له يا أمير المؤمنين استوهب لي يدي فقال أنا مشغول عنك و لكن امض إلى موسى بن جعفر فإنه يستوهبها لك   فأصبح و قال ايتوني بمحمل و وصلوا تختي و احملوني إلى مقابر قريش ففعلوا ما أمر بعد أن غسلوه و طيبوه و طرحوا عليه ثيابا نظيفة طاهرة و حملوه إلى قبر مولانا موسى بن جعفر صلوات الله عليه فلاذ به و أخذ من تربته و طلى يده إلى زنده و كفه و شدها فلما كان من الغد حلها و قد تساقط كل لحم و جلد عليها حتى بقيت عظاما و عروقا مشبكة و انقطعت الرائحة و بلغ خبره الوزير فحمل إليه حتى رآه ثم عولج و برأ و رجع إلى الديوان فكتب بها كما كان يكتب فقال فيه الديلمي

و موسى قد شفى الكف من الكاتب إذ زارا

فهم صلوات الله عليهم الشفاء الأكبر و الدواء الأعظم لمن استشفى بهم شرح الدعاء الذي يدعى به و يتوسل بهم ع اللهم صل على محمد و على ابنته و على ابنيها و أسألك بهم أن تعينني على طاعتك و رضوانك و تبلغني بهم أفضل ما بلغت أحدا من أوليائك إنك جواد كريم اللهم إني أسألك بحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلا انتقمت لي ممن ظلمني و غشمني و آذاني و انطوى على ذلك و كفيتني به مئونة كل أحد يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك بحق وليك علي بن الحسين إلا كفيتني مئونة كل شيطان مريد و سلطان عنيد يتقوى علي ببطشه و ينتصر علي بجنده إنك جواد كريم اللهم إني أسألك بحق محمد و ابنه جعفر إلا أعنتني بهما على طاعتك و رضوانك و بلغتني بهما ما يرضيك إنك فعال لما تريد اللهم إني أسألك بحق موسى بن جعفر إلا عافيتني به في جميع جوارحي ما ظهر منها و ما بطن يا جواد يا كريم اللهم إني أسألك بحق وليك الرضا علي بن موسى إلا سلمتني به في جميع أسفاري في البراري و البحار و الجبال و القفار و الأودية و الغياض من جميع ما أخافه و أحذره إنك رءوف رحيم اللهم إني أسألك بحق وليك محمد بن علي إلا جدت به علي من فضلك و تفضلت به على من وسعك و وسعت علي رزقك و أغنيتني عمن سواك و جعلت حاجتي إليك و قضاها عليك إنك لما تشاء قدير اللهم إني أسألك بحق وليك علي بن محمد إلا أعنتني به على   تأدية فرضك و بر إخواني المؤمنين و سهل ذلك لي و اقرنه بالخير و أعني على طاعتك بفضلك يا رحيم اللهم إني أسألك بحق وليك الحسن بن علي إلا أعنتني على آخرتي بطاعتك و رضوانك و سررتني في منقلبي برحمتك اللهم إني أسألك بحق وليك و حجتك صاحب الزمان إلا أعنتني به على جميع أموري و كفيتني به مئونة كل موذ و طاغ و باغ و أعنتني به فقد بلغ مجهودي و كفيتني كل عدو و هم و غم و دين و ولدي و جميع أهلي و إخواني و من يعنيني أمره و خاصتي آمين رب العالمين

 أقول وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا هذا الخبر رواه بإسناده عن أبي الوفاء الشيرازي قال كنت مأسورا بكرمان في يد ابن إلياس مقيدا مغلولا فأخبرت أنه قد هم بصلبي فاستشفعت إلى الله عز و جل بزين العابدين علي بن الحسين ع فحملتني عيني فرأيت في المنام رسول الله ص و هو يقول لا يتوسل بي و لا بابنتي و لا بابني في شي‏ء من عروض الدنيا بل للآخرة و ما تؤمل من فضل الله عز و جل فيها فأما أخي أبو الحسن فإنه ينتقم لك ممن يظلمك فقلت يا رسول الله أ ليس قد ظلمت فاطمة فصبر و غصب هو على إرثك فصبر فكيف ينتقم لي ممن ظلمني فقال ص ذلك عهد عهدته إليه و أمرته به و لم يجد بدا من القيام به و قد أدى الحق فيه و الآن فالويل لمن يتعرض لمولاه و أما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين و من مفسدة الشياطين و أما محمد بن علي و جعفر بن محمد فللآخرة و أما موسى بن جعفر فالتمس به العافية و أما علي بن موسى فللنجاة في الأسفار في البر و البحر و أما محمد بن علي فاستنزل به الرزق من الله تعالى و أما علي بن محمد فلقضاء النوافل و بر الإخوان و أما الحسن بن علي فللآخرة و أما الحجة فإذا بلغ السيف منك المذبح و أومأ بيده إلى حلقه فاستغث به فهو يغيثك و هو كهف و غياث لمن استغاث به فقلت يا مولاي يا صاحب الزمان أنا مستغيث بك فإذا أنا بشخص قد نزل من السماء تحته فرس و بيده حربة من حديد فقلت يا مولاي اكفني   شر من يؤذيني فقال قد كفيتك فإنني سألت الله عز و جل فيك و قد استجاب دعوتي فأصبحت فاستدعاني ابن إلياس و حل قيدي و خلع علي و قال بمن استغثت فقلت استغثت بمن هو غياث المستغيثين حتى سأل ربه عز و جل و الحمد لله رب العالمين

 دعوات الراوندي، حدث أبو الوفاء الشيرازي قال كنت مأسورا فوقفت على أنهم هموا بقتلي و ذكر نحوه

23-  و وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشيخ الأجل علي بن السكون حدثنا الشيخ الأجل الفقيه سديد الدين أبو محمد عربي بن مسافر العبادي أدام الله تأييده قراءة عليه قال حدثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي رحمه الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الطرز الكبير الذي عند رأس الإمام ع في العشر الأواخر من ذي الحجة سنة تسع و ثلاثين و خمسمائة قال حدثنا الشيخ الأجل السيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه بالمشهد المذكور على صاحبه أفضل السلام في الطرز المذكور في العشر الأواخر من ذي القعدة سنة تسع و خمسمائة قال حدثنا السيد السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الحسين البزاز قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن يحيى القمي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زنجويه القمي قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال أبو علي الحسن بن أشناس و أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أخبره و أجاز له جميع ما رواه أنه خرج إليه توقيع من الناحية المقدسة حرسها الله بعد المسائل التي سألها و الصلاة و التوجه أوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا لأمر الله تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فما تغني الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون و السلام علينا و على عباد الله الصالحين فإذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى و إلينا فقولوا كما قال الله تعالى   سلام على آل ياسين ذلك هو الفضل المبين وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ من يهديه صراطه المستقيم التوجه قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته و علم مجاري أمره فيما قضاه و دبره و رتبه و أراده في ملكوته فكشف لكم الغطاء و أنتم خزنته و شهداؤه و علماؤه و أمناؤه ساسة العباد و أركان البلاد و قضاة الأحكام و أبواب الإيمان و من تقديره منائح العطاء بكم إنفاذه محتوما مقرونا فما شي‏ء منه إلا و أنتم له السبب و إليه السبيل خياره لوليكم نعمة و انتقامه من عدوكم سخطة فلا نجاة و لا مفزع إلا أنتم و لا مذهب عنكم يا أعين الله الناظرة و حملة معرفته و مساكن توحيده في أرضه و سمائه و أنت يا حجة الله و بقيته كمال نعمته و وارث أنبيائه و خلفائه ما بلغناه من دهرنا و صاحب الرجعة لوعد ربنا التي فيها دولة الحق و فرحنا و نصر الله لنا و عزنا السلام عليك أيها العلم المنصوب و العلم المصبوب و الغوث و الرحمة الواسعة وعدا غير مكذوب السلام عليك صاحب المرأى و المسمع الذي بعين الله مواثيقه و بيد الله عهوده و بقدرة الله سلطانه أنت الحليم الذي لا تعجله العصبية و الكريم الذي لا تبخله الحفيظة و العالم الذي لا تجهله الحمية مجاهدتك في الله ذات مشية الله و مقارعتك في الله ذات انتقام الله و صبرك في الله ذو أناة الله و شكرك لله ذو مزيد الله و رحمته السلام عليك يا محفوظا بالله نور أمامه و وراءه و يمينه و شماله و فوقه و تحته يا محروزا في قدرة الله الله نور سمعه و بصره و يا وعد الله الذي ضمنه و يا ميثاق الله الذي أخذه و وكده السلام عليك يا داعي الله و رباني آياته السلام عليك يا باب الله و ديان دينه السلام عليك يا خليفة الله و ناصر حقه السلام عليك يا حجة الله و دليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب الله و ترجمانه السلام عليك في آناء ليلك و أطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في أرضه السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرأ

   و تبين السلام عليك حين تصلي و تقنت السلام عليك حين تركع و تسجد السلام عليك حين تعوذ و تسبح السلام عليك حين تهلل و تكبر السلام عليك حين تحمد و تستغفر السلام عليك حين تمجد و تمدح السلام عليك حين تمسي و تصبح السلام عليك في اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى و الآخرة و الأولى السلام عليكم يا حجج الله و رعاتنا و هداتنا و دعاتنا و قادتنا و أئمتنا و سادتنا و موالينا السلام عليكم أنتم نورنا و أنتم جاهنا أوقات صلاتنا و عصمتنا بكم لدعائنا و صلاتنا و صيامنا و استغفارنا و سائر أعمالنا السلام عليك أيها الإمام المأمون السلام عليك أيها الإمام المقدم المأمول السلام عليك بجوامع السلام أشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده وحده وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله لا حبيب إلا هو و أهله و أن أمير المؤمنين حجته و أن الحسن حجته و أن الحسين حجته و أن علي بن الحسين حجته و أن محمد بن علي حجته و أن جعفر بن محمد حجته و أن موسى بن جعفر حجته و أن علي بن موسى حجته و أن محمد بن علي حجته و أن علي بن محمد حجته و أن الحسن بن علي حجته و أنت حجته و أن الأنبياء دعاة و هداة رشدكم أنتم الأول و الآخر و خاتمته و أن رجعتكم حق لا شك فيها يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا و أن الموت حق و أشهد أن ناكرا و نكيرا حق و أن النشر و البعث حق و أن الصراط حق و المرصاد حق و أن الميزان و الحساب حق و أن الجنة و النار حق و الجزاء بهما للوعد و الوعيد حق و أنكم للشفاعة حق لا تردون و لا تسبقون مشية الله و بأمره تعملون و لله الرحمة و الكلمة العليا و بيده الحسنى و حجة الله النعمى خلق الجن و الإنس لعبادته أراد من عباده عبادته فشقي و سعيد قد شقي من خالفكم و سعد من أطاعكم و أنت يا مولاي فاشهد بما أشهدتك عليه تخزنه و تحفظه لي عندك أموت عليه و أنشر عليه و أقف به وليا لك بريئا من عدوك ماقتا لمن أبغضكم   وادا لمن أحبكم فالحق ما رضيتموه و الباطل ما سخطتموه و المعروف ما أمرتم به و المنكر ما نهيتم عنه و القضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم و الممحو ما استأثرت به سنتكم فلا إله إلا الله وحده وحده لا شريك له محمد عبده و رسوله علي أمير المؤمنين حجته الحسن حجته الحسين حجته علي حجته محمد حجته جعفر حجته موسى حجته علي حجته محمد حجته علي حجته الحسن حجته أنت حجته أنتم حججه و براهينه أنا يا مولاي مستبشر بالبيعة التي أخذ الله علي شرطه قتالا في سبيله اشترى به أنفس المؤمنين فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له و برسوله و بأمير المؤمنين و بكم يا مولاي أولكم و آخركم و نصرتي لكم معدة و مودتي خالصة لكم و براءتي من أعدائكم أهل الحردة و الجدال ثابتة لثأركم أنا ولي وحيد و الله إله الحق يجعلني كذلك آمين آمين من لي إلا أنت فيما دنت و اعتصمت بك فيه تحرسني فيما تقربت به إليك يا وقاية الله و ستره و بركته أغثني أدنني أعني أدركني صلني بك و لا تقطعني اللهم إليك بهم توسلي و تقربي اللهم صل على محمد و آله و صلني بهم و لا تقطعني بحجتك و اعصمني و سلامك على آل يس مولاي أنت الجاه عند الله ربك و ربي إنه حميد مجيد الدعاء بعقب القول اللهم إني أسألك باسمك الذي خلقته من كلك فاستقر فيك فلا يخرج منك إلى شي‏ء أبدا يا كينون أيا مكنون أيا متعال أيا متقدس أيا متراحم أيا مترئف أيا متحنن أسألك كما خلقته غضا أن تصلي على محمد نبي رحمتك و كلمة نورك و والد هداة رحمتك و املأ قلبي نور اليقين و صدري نور الإيمان و فكري نور الثبات و عزمي نور التوفيق و ذكائي نور العلم و قوتي نور العمل و لساني نور الصدق و ديني نور البصائر من عندك و بصري نور الضياء و سمعي نور وعي الحكمة و مودتي نور الموالاة لمحمد و آله ع و يقيني قوة البراءة

   من أعداء محمد و أعداء آل محمد حتى ألقاك و قد وفيت بعهدك و ميثاقك فيسعني رحمتك يا ولي يا حميد بمرآك و مسمعك يا حجة الله دعائي فوفني منجزات إجابتي أعتصم بك معك معك معك سمعي و رضاي

24-  دعوات الراوندي، عن الأعمش قال خرجت حاجا فرأيت بالبادية أعرابيا أعمى و هو يقول اللهم إني أسألك بالقبة التي اتسع فناؤها و طالت أطنابها و تدلت أغصانها و عذب ثمرها و اتسق فرعها و أسبغ ورقها و طاب مولدها إلا رددت علي بصري قال فخنقتني العبرة فدنوت إليه و قلت يا أعرابي لقد دعوت فأحسنت فما القبة التي اتسع فناؤها قال محمد ص قلت فقولك و طالت أطنابها قال أعني فاطمة ع قلت و تدلت أغصانها قال علي وصي رسول الله قلت و عذب ثمرها قال الحسن و الحسين قلت و اتسق فرعها قال حرم الله ذرية فاطمة على النار قلت و أسبغ ورقها قال بعلي بن أبي طالب فأعطيته دينارين و مضيت و قضيت الحج و رجعت فلما وصلت إلى البادية رأيته فإذا عيناه مفتوحتان كأنه ما عمي قط فقلت يا أعرابي كيف كان حالك قال كنت أدعو بما سمعت فهتف بي هاتف و قال إن كنت صادقا أنك تحب نبيك و أهل بيت نبيك فضع يدك على عينيك فوضعتهما عليهما ثم كشفت عنهما و قد رد الله علي بصري فالتفت يمينا و شمالا فلم أر أحدا فصحت أيها الهاتف بالله من أنت فسمعت أنا الخضر أحب علي بن أبي طالب فإن حبه خير الدنيا و الآخرة و كان الصادق ع تحت الميزاب و معه جماعة إذ جاءه شيخ فسلم ثم قال يا ابن رسول الله إني لأحبكم أهل البيت و أبرأ من عدوكم و إني بليت ببلاء شديد و قد أتيت البيت متعوذا به مما أجد ثم بكى و أكب على أبي عبد الله ع يقبل رأسه و رجليه و جعل أبو عبد الله ع يتنحى عنه فرحمه و بكى ثم قال هذا أخوكم و قد أتاكم متعوذا بكم فارفعوا أيديكم فرفع أبو عبد الله ع   يديه و رفعنا أيدينا ثم قال اللهم إنك خلقت هذه النفس من طينة أخلصتها و جعلت منها أولياءك و أولياء أوليائك و إن شئت أن تنحي عنها الآفات فعلت اللهم و قد تعوذ ببيتك الحرام الذي يأمن به كل شي‏ء و قد تعوذ بنا و أنا أسألك يا من احتجب بنوره عن خلقه أسألك بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين يا غاية كل محزون و ملهوف و مكروب و مضطر مبتلى أن تؤمنه بأماننا مما يجد و أن تمحو من طينته ما قدر عليها من البلاء و أن تفرج كربته يا أرحم الراحمين فلما فرغ من الدعاء انطلق الرجل فلما بلغ باب المسجد رجع و بكى ثم قال اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ و الله ما بلغت باب المسجد و بي مما أجد قليل و لا كثير ثم ولى

25-  نقل من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشيخ علي بن السكون قدس الله روحهما أخبرني شيخنا و سيدنا السيد الأجل العالم الفقيه جلال الدين أبو القاسم عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار العلوي الحسيني الموسوي الحائري أطال الله بقاءه قراءة عليه و هو يعارضني بأصل سماعه الذي بخط والده رحمه الله المنقول من هذا الفرع في شهور سنة ست و سبعين و ستمائة قال أخبرني والدي رضي الله عنه قال أخبرني الأجل العالم تاج الدين أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن الدربي أطال الله بقاءه سماعا من لفظه و قراءة عليه في شهر ربيع الأول سنة ست و تسعين و خمسمائة قال أخبرني الشيخ الفقيه العالم قوام الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله البحراني الشيباني رحمه الله قراءة عليه سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة قال قرأت على الشيخ أبي محمد الحسن بن علي قال قرأت هذا العهد على الشيخ علي بن إسماعيل قال قرأت على الشيخ أبي زكريا يحيى بن كثير قال قرأت على السيد الأجل محمد بن علي القرشي قال حدثني أحمد بن سعيد بقراءته على الشيخ علي بن الحكم قال قرأت على الربيع بن محمد المسلي قال قرأت على أبي عبد الله بن سليمان قال سمعت سيدنا الإمام   جعفر بن محمد الصادق ع يقول من دعا إلى الله أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا و إن مات أخرجه الله إليه من قبره و أعطاه الله بكل كلمة ألف حسنة و محا عنه ألف سيئة و هذا هو العهد اللهم رب النور العظيم و رب الكرسي الرفيع و رب البحر المسجور و منزل التوراة و الإنجيل و الزبور و رب الظل و الحرور و منزل الفرقان العظيم و رب الملائكة المقربين و الأنبياء و المرسلين اللهم إني أسألك بوجهك الكريم و بنور وجهك المنير و ملكك القديم يا حي يا قيوم أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات و الأرضون يا حي قبل كل حي لا إله إلا أنت اللهم بلغ مولانا الإمام المهدي القائم بأمر الله صلى الله عليه و على آله و على آبائه الطاهرين عن جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها و سهلها و جبلها و برها و بحرها و عني و عن والدي من الصلاة زنة عرش الله و عدد كلماته و ما أحصاه كتابه و أحاط به علمه اللهم إني أجدد له في صبيحة هذا اليوم و ما عشت به في أيامي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي لا أحول عنها و لا أزول اللهم اجعلني من أنصاره و أعوانه و أنصاره و الذابين عنه و المسارعين في حوائجه و الممتثلين لأوامره و المحامين عنه و المستشهدين بين يديه اللهم فإن حال بيني و بينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي في الحاضر و البادي اللهم أرني الطلعة الرشيدة و الغرة الحميدة و اكحل مرهي بنظرة مني إليه و عجل فرجه و أوسع منهجه و اسلك بي محجته و أنفذ أمره و اشدد أزره و اعمر اللهم به بلادك و أحي به عبادك إنك أنت قلت و قولك الحق ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ فأظهر اللهم لنا وليك و ابن وليك و ابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك في الدنيا حتى لا يظفر بشي‏ء من الباطل إلا مزقه و يحق الحق و يحققه اللهم و اجعله مفزعا للمظلوم من عبادك و ناصرا لمن لم يجد له ناصرا غيرك   و مجددا لما عطل من أحكام كتابك و مشيدا لما درس من أعلام دينك و سنن نبيك صلى الله عليه و على آله و اجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين اللهم و سر نبيك محمدا صلى الله عليه و آله الطاهرين برؤيته و من تبعه على دعوته و ارحم استكانتنا من بعده اللهم اكشف هذه الغمة عن الأمة بحضوره و عجل اللهم لنا ظهوره إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً يا أرحم الراحمين

26-  من أصل قديم من مؤلف قدماء الأصحاب أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد عن محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري عن محمد بن عبد الله بن مهران عن أبيه عن جده أن أبا عبد الله جعفر بن محمد ع دفع إلى جعفر بن محمد بن الأشعث كتابا فيه دعاء و الصلاة على النبي ص فدفعه جعفر بن محمد بن الأشعث إلى ابنه مهران فكانت الصلاة على النبي ص الذي فيه اللهم إن محمدا ص كما وصفته في كتابك حيث قلت و قولك الحق لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فأشهد أنه كذلك و أشهد أنك لم تأمرنا بالصلاة عليه إلا بعد أن صليت عليه أنت و ملائكتك فأنزلت في فرقانك الحكيم إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً لا لحاجة به إلى صلاة أحد من الخلق عليه بعد صلواتك و لا إلى تزكية له بعد تزكيتك بل الخلق جميعا كلهم المحتاجون إلى ذلك إلا أنك جعلته بابك الذي لا تقبل إلا ممن أتاك منه و جعلت الصلاة عليه قربة منك و وسيلة إليك و زلفة عندك و دللت عليه المؤمنين و أمرتهم بالصلاة عليه ليزدادوا بذلك كرامة عليك و وكلت بالمصلين عليه ملائكة يصلون عليهم و يبلغونه صلاتهم عليه و تسليمهم اللهم رب محمد فإني أسألك بحق محمد أن ينطلق لساني من الصلوات عليه بما تحب و ترضى و بما لم ينطلق به لسان أحد من خلقك و لم تعلمه إياه ثم تؤتيني على ذلك مرافقته حيث أحللته من محل قدسك و جنات فردوسك و لا تفرق بيني و بينه   اللهم إني ابتدأت له الشهادة ثم الصلاة عليه و إن كنت لا أبلغ من ذلك رضا نفسي و لا يعبره لساني عن ضميري و لا أبن إلا على التقصير مني فأشهد له و الشهادة مني دعائي و حق علي و أداء لما افترضت لي أن قد بلغ رسالتك غير مفرط فيما أمرت و لا مقصر عما أردت و لا متجاوز لما نهيت عنه و لا معتد لما رضيت له فتلا آياتك على ما نزل به إليه وحيك و جاهد في سبيلك مقبلا على عدوك غير مدبر و وفى بعهدك و صدع بأمرك لا تأخذه فيك لومة لائم و باعد فيك الأقربين و قرب فيك الأبعدين و أمر بطاعتك و ائتمر بها و نهى عن معصيتك و انتهى عنها سرا و علانية و دل على محاسن الأخلاق و أخذ بها و نهى عن مساوي الأخلاق و رغب عنها و والى أولياءك بالذي تحب أن توالوا به قولا و عملا و دعا إلى سبيلك بالحكمة و الموعظة الحسنة و عبدك مخلصا حتى أتاه اليقين فقبضته إليك نقيا تقيا زكيا قد أكملت به الدين و أتممت به النعيم و ظاهرت به الحجج و شرعت به شرائع الإسلام و فصلت به الحلال من الحرام و نهجت به لخلقك صراطك المستقيم و بينت به العلامات و النجوم الذي به يهتدون و لم تدعهم بعده في عمياء يهيمون و لا في شبهة يتيهون و لم تكلهم إلى النظر لأنفسهم في دينهم بآرائهم و لا التخير منهم بأهوائهم فيتشعبون في مدلهمات البدع و يتحيرون في مطبقات الظلم و تتفرق بهم السبل فيما يعلمون و فيما لا يعلمون و أشهد أنه تولى من الدنيا راضيا عنك مرضيا عندك محمودا عند ملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين و عبادك الصالحين و أنه كان غير لئيم و لا ذميم و أنه لم يكن ساحرا و لا سحر له و لا شاعر و لا ينبغي له و لا كاهن و لا تكهن له و لا مجنون و لا كذاب و أنه كان رسول الله و خاتم النبيين و أنه جاء بالحق من عند الحق و صدق المرسلين و أشهد أن الذين كذبوه ذائقو العذاب الأليم و أشهد أنك به تعاقب و به تثيب و أن ما أتانا به من عندك فإنه هو الحق المبين لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ   رَبِّ الْعالَمِينَ

اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و أمينك و نجيك و صفوتك و صفيك و دليلك من خلقك الذي انتجبته لرسالاتك و استخلصته لدينك و استرعيته عبادك و ائتمنته على وحيك و جعلته علم الهدى و باب التقى و الحجة الكبرى و العروة الوثقى فيما بينك و بين خلقك و الشاهد لهم و المهيمن عليهم أشرف و أزكى و أطهر و أطيب و أرضى ما صليت على أحد من أنبيائك و رسلك و أصفيائك و اجعل صلواتك و غفرانك و بركاتك و رضوانك و تشريفك و إعظامك و صلوات ملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين و عبادك الصالحين من الشهداء و الصديقين و الأوصياء وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً و أهل السماوات و الأرض و بينهما و ما فيهما و ما بين الخافقين و ما في الهوى و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و ما سبح لك في البر و البحر و الظلمة و الضياء بالغدو و الآصال في آناء الليل و ساعات النهار على محمد بن عبد الله سيد المرسلين و خاتم النبيين و إمام المتقين و مولى المؤمنين و ولي المسلمين و قائد الغر المحجلين الشاهد البشير النذير الأمين الداعي إليك بإذنك السراج المنير اللهم صل على محمد في الأولين و صل على محمد في الآخرين و صل على محمد يوم الدين يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ صل على محمد كما أثبتنا به و صل على محمد كما رحمتنا به و صل على محمد كما فضلتنا به و صل على محمد كما كرمتنا به و صل على محمد كما كثرتنا به و صل على محمد كما عصمتنا به و صل على محمد كما نعشتنا به و صل على محمد كما أعززتنا به اللهم و أجز محمدا أفضل ما أنت جاز به يوم القيامة عن أمته رسولا عما أرسلته إليه اللهم و اخصص محمدا بأفضل قسم الفضائل و بلغه أشرف محل المكرمين من الدرجات العلى في أعلى عليين فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ و أعطه حتى يرضى و زده بعد الرضا و اجعله أقرب خلقك مجلسا و أوجههم عندك جاها و أوفرهم عندك نصيبا و أجزلهم عندك حظا في كل خير أنت قاسمه بينهم

   اللهم و أورد عليه من ذريته و قرابته و أزواجه و أمته ما تقر به عينه و أقرر أعيننا برؤيته و لا تفرق بيننا و بينه اللهم أعطه من الوسيلة و الفضيلة و الشرف و الكرامة يوم القيامة ما يغبطه به الملائكة المقربون و النبيون و الخلق أجمعون اللهم بيض وجهه و أعل كعبه و أثبت حجته و أجب دعوته و أظهر عذره و ابعثه المقام المحمود الذي وعدته و كرم زلفته و أحسن عطيته و تقبل شفاعته و أعطه سؤله و شرف بنيانه و عظم برهانه و أتم نوره و أوردنا حوضه و اسقنا بكأسه و تقبل صلوات أمته عليه و اقصص بنا أثره و اسلك بنا سبيله و استعملنا بسنته و توفنا على ملته و ابعثنا على منهاجه و اجعلنا من شيعته و مواليه و أوليائه و أحبائه و أخيار أمته و مقدمي زمرته و تحت لوائه اللهم اجعلنا ندين بدينه و نهتدي بهداه و نقتصد بسنته و نوالي وليه و نعادي عدوه حتى توردنا بعد الممات مورده غير خزايا و لا نادمين و لا ناكثين و لا مبدلين اللهم أعط محمدا مع كل زلفة زلفة و مع كل قربة قربة و مع كل فضيلة فضيلة و مع كل وسيلة وسيلة و مع كل شفاعة شفاعة و مع كل كرامة كرامة و مع كل خير خيرا و مع كل شرف شرفا و شفعه في كل من يشفع له من أمته و من سواهم من الأمم حتى لا تعطي ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا و لا عبدا مصطفى إلا دون ما أنت معطيه يوم القيامة اللهم صل على محمد و على آل محمد و بارك على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم و امنن على محمد و على آل محمد كما مننت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم و سلم على محمد و آل محمد كما سلمت على نوح في العالمين و على أزواجه و ذريته و أهل بيته الطيبين الطاهرين الهداة المهديين غير الضالين و لا المضلين اللهم صل على محمد و آل محمد الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا اللهم صل على محمد و آل محمد في الأولين و صل على محمد و آل محمد في الآخرين   و صل على محمد و آل محمد في العالمين و صل على محمد و آل محمد في الرفيق الأعلى و صل على محمد و آل محمد أبد الآبدين صلاة لا منتهى لها و لا أمد آمين رب العالمين