باب 17- أدعية المناجاة

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عبد الله بن النضر بن سمعان عن جعفر بن محمد المكي عن عبد الله بن محمد بن عمرو الأطروش عن صالح بن زياد عن عبد الله بن ميمون السكري عن عبد الله بن مغرا عن عمران بن سليم عن سعد بن غفلة عن طاوس اليماني قال مررت بالحجر فإذا أنا بشخص راكع و ساجد فتأملته فإذا هو علي بن الحسين ع فقلت يا نفس رجل صالح من أهل بيت النبوة و الله لأغتنمن دعاءه فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته و رفع باطن كفيه إلى السماء و جعل يقول سيدي سيدي هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءة و عيناي بالرجاء ممدودة و حق لمن دعاك بالندم تذللا أن تجيبه بالكرم تفضلا سيدي أ من أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي سيدي   أ لضرب المقامع خلقت أعضائي أم لشرب الحميم خلقت أمعائي سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك لكني أعلم أني لا أفوتك سيدي لو أن عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين و لا ينقص منه معصية العاصين سيدي ما أنا و ما خطري هب لي بفضلك و جللني بسترك و اعف عن توبيخي بكرم وجهك إلهي و سيدي ارحمني مصروعا على الفراش تقلبني أيدي أحبتي و ارحمني مطروحا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي و ارحمني محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي و ارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي و غربتي و وحدتي قال طاوس فبكيت حتى علا نحيبي و التفت إلي فقال ما يبكيك يا يماني أ و ليس هذا مقام المذنبين فقلت حبيبي حقيق على الله أن لا يردك و جدك محمد ص قال فبينا نحن كذلك إذ أقبل نفر من أصحابه فالتفت إليهم فقال معاشر أصحابي و أوصيكم بالآخرة و لست أوصيكم بالدنيا فإنكم بها مستوصون و عليها حريصون و بها مستمسكون معاشر أصحابي إن الدنيا دار ممر و الآخرة دار مقر فخذوا من ممركم لمقركم و لا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم و أخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم أ ما رأيتم و سمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة و القرون الماضية أ لم تروا كيف فضح مستورهم و أمطر مواطر الهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم و لين رفاهيتهم صاروا حصائد النقم و مدارج المثلات أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ بهذا الإسناد عن طاوس قال كان علي بن الحسين سيد العابدين ع يدعو بهذا الدعاء إلهي و عزتك و جلالك و عظمتك لو إني منذ بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة في كل طرفة عين سرمد الأبد بحمد   الخلائق و شكرهم أجمعين لكنت مقصرا في بلوغ أداء شكر أخفى نعمة من نعمتك علي و لو أني كربت معادن حديد الدنيا بأنيابي و حرثت أرضيها بأشفار عيني و بكيت من خشيتك مثل بحور السماوات و الأرضين دما و صديدا لكان ذلك قليلا في كثير ما يجب من حقك علي و لو أنك إلهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين و عظمت للنار خلقي و جسمي و ملأت جهنم و أطباقها مني حتى لا تكون في النار معذب غيري و لا يكون لجهنم حطب سواي لكان ذلك بعدلك علي قليلا في كثير ما استوجبته من عقوبتك

3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن أبان عن عبد الرحمن بن أعين عن أبي جعفر ع أنه قال لقد غفر الله عز و جل لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا و إن تغفر لي فأهل ذلك أنت فغفر الله له

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق مثله

4-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن محمد النحوي عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد العلوي عن أحمد بن عبد المنعم عن عبد الله بن محمد الفزاري عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان من دعاء علي بن الحسين ع إلهي إن كنت عصيتك بارتكاب شي‏ء مما نهيتني عنه فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك الإيمان بك منا منك به علي لا منا مني به عليك و تركت معصيتك في أبغض الأشياء إليك أن أجعل لك شريكا أو أجعل لك ولدا أو ندا و عصيتك على غير مكابرة و لا معاندة و لا استخفاف مني بربوبيتك و لا جحود لحقك و لكن استزلني الشيطان بعد الحجة و البيان فإن تعذبني فبذنوبي و إن تغفر لي فبجودك و رحمتك يا أرحم الراحمين

    -5  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل قال كان الصادق ع يدعو بهذا الدعاء إلهي كيف أدعوك و قد عصيتك و كيف لا أدعوك و قد عرفت حبك في قلبي و إن كنت عاصيا مددت إليك يدا بالذنوب مملوءة و عيناي بالرجاء ممدودة مولاي أنت عظيم العظماء و أنا أسير الأسراء أنا أسير بذنبي مرتهن بجرمي إلهي لئن طالبتني بذنبي لأطالبنك بكرمك و لئن طالبتني بجريرتي لأطالبنك بعفوك و لئن أمرت بي إلى النار لأخبرن أهلها أني كنت أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله اللهم إن الطاعة تسرك و المعصية لا تضرك فهب لي ما يسرك و اغفر لي ما لا يضرك يا أرحم الراحمين

6-  ل، ]الخصال[ الحسن بن حمزة العلوي عن يوسف بن محمد الطبري عن سهل بن نجدة عن وكيع عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال تكلم أمير المؤمنين ع بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة و ائتمن جواهر الحكمة ثلاث منها في المناجاة إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا و كفى بي فخرا أن تكون لي ربا أنت كما أحب فاجعلني كما تحب الخبر

 أقول تمامه في أبواب المواعظ

7-  لي، ]الأمالي للصدوق[ روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال في مناجاته إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي ثم قال آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها و أنت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته و لا تنفعه قبيلته يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء ثم قال آه من نار تنضج الأكباد و الكلى آه من نار نزاعة للشوى آه من غمرة من ملهبات لظى

    أقول خبره طويل قد مضى مسندا في باب عبادة أمير المؤمنين ع

8-  نقل من خط الشيخ الشهيد رحمه الله، قال كتبته من ظهر كتاب بمشهد الكاظم ع بخزانته الشريفة دعاء يوشع بن نون ع مستجاب إلهي كيف أدعوك و قد عصيتك و كيف لا أدعوك و قد عرفتك و حبك في قلبي مددت إليك يدا بالذنوب مملوءة و عيني بالرجاء ممدودة إلهي أنت ملك العطايا و أنا أسير الخطايا و من كرم العظماء الرفق بالأسراء إلهي أنا الأسير بجرمي المرتهن بعملي إلهي ما أضيق الطريق على من لم تكن أنت أنيسه إلهي إن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك و لئن طالبتني بسريرتي لأطالبنك بكرمك و لئن أدخلتني النار لأخبرن أهلها أنني كنت أقول لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن عليا أمير المؤمنين حقا إلهي إن الطاعة تسرك و المعصية لا تضرك فهب لي ما تسرك و اغفر لي ما لا يضرك يا أرحم الراحمين

 و من خطه رحمه الله أيضا عن الصادق عليه السلام اللهم إن كانت الذنوب تكف أيدينا عن انبساطها إليك بالسؤال و المداومة على المعاصي تمنعنا عن التضرع و الابتهال فالرجاء يحثنا إلى سؤالك يا ذا الجلال فإن لم يعطف السيد على عبده فممن يبتغي النوال فلا ترد أكفنا المتضرعة إلا ببلوغ الآمال

9-  دعوات الراوندي، كان أمير المؤمنين ع إذا أعطى ما في بيت المال أمر فكنس ثم صلى فيه ثم يدعو فيقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من ذنب يحبط العمل و أعوذ بك من ذنب يعجل النقم و أعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء و أعوذ بك من ذنب يهتك العصمة و أعوذ بك من ذنب يورث الندم و أعوذ بك من ذنب تحبس القسم و من مناجاة أمير المؤمنين ع إلهي كأني بنفسي قد أضجعت في حفرتها و انصرف عنها المشيعون من جيرتها و بكى الغريب عليها لغربتها و جاد عليها   المشفقون من جيرتها و ناديها من شفير القبر ذو مودتها و رحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها و لم يخف على الناظرين ضر فاقتها و لا على من رآها قد توسدت الثرى و عجز حيلتها فقلت ملائكتي فريد نأى عنه الأقربون و بعيد جفاه الأهلون نزل بي قريبا و أصبح في اللحد غريبا و قد كان لي في دار الدنيا داعيا و لنظري له في هذا اليوم راجيا فتحسن عند ذلك ضيافتي و تكون أشفق علي من أهلي و قرابتي

10-  كنز الكراجكي، عن الحسين بن عبيد الله الواسطي عن التلعكبري عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن محمد بن مالك عن الحسن الزيات عن الحسن بن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع كان من دعاء أمير المؤمنين ع إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا و كفى بي فخرا أن تكون لي ربا إلهي أنت لي كما أحب فوفقني لما تحب

11-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع للمؤمن ثلاث ساعات فساعة يناجي فيها ربه و ساعة يرم معاشه و ساعة يخلي بين نفسه و بين لذتها فيما يحل و يجمل

12-  ق، ]كتاب العتيق الغروي[ قال نوف البكالي رأيت أمير المؤمنين صلوات الله عليه موليا مبادرا فقلت أين تريد يا مولاي فقال دعني يا نوف إن آمالي تقدمني في المحبوب فقلت يا مولاي و ما آمالك قال قد علمها المأمول و استغنيت عن تبيينها لغيره و كفى بالعبد أدبا أن لا يشرك في نعمه و إربه غير ربه فقلت يا أمير المؤمنين إني خائف على نفسي من الشره و التطلع إلى طمع من أطماع الدنيا فقال لي و أين أنت عن عصمة الخائفين و كهف العارفين فقلت دلني عليه قال الله العلي العظيم تصل أملك بحسن تفضله و تقبل عليه بهمك و أعرض عن النازلة في قلبك فإن   أجلك بها فأنا الضامن من موردها و انقطع إلى الله سبحانه فإنه يقول و عزتي و جلالي لأقطعن أمل كل من يؤمل غيري باليأس و لأكسونه ثوب المذلة في الناس و لأبعدنه من قربي و لأقطعنه عن وصلي و لأخملن ذكره حين يرعى غيري أ يؤمل ويله لشدائده غيري و كشف الشدائد بيدي و يرجو سواي و أنا الحي الباقي و يطرق أبواب عبادي و هي مغلقة و يترك بابي و هو مفتوح فمن ذا الذي رجاني لكثير جرمه فخيبت رجاءه جعلت آمال عبادي متصلة بي و جعلت رجاءهم مذخورا لهم عندي و ملأت سماواتي ممن لا يمل تسبيحي و أمرت ملائكتي أن لا يغلقوا الأبواب بيني و بين عبادي أ لم يعلم من فدحته نائبة من نوائبي أن لا يملك أحد كشفها إلا بإذني فلم يعرض العبد بأمله عني و قد أعطيته ما لم يسألني فلم يسألني و سأل غيري أ فتراني أبتدئ خلقي من غير مسألة ثم أسأل فلا أجيب سائلي أ بخيل أنا فيبخلني عبدي أ و ليس الدنيا و الآخرة لي أ و ليس الكرم و الجود صفتي أ و ليس الفضل و الرحمة بيدي أ و ليس الآمال لا ينتهي إلا إلي فمن يقطعها دوني و ما عسى أن يؤمل المؤملون من سواي و عزتي و جلالي لو جمعت آمال أهل الأرض و السماء ثم أعطيت كل واحد منهم ما نقص من ملكي بعض عضو الذرة و كيف ينقص نائل أنا أفضته يا بؤسا للقانطين من رحمتي يا بؤسا لمن عصاني و توثب على محارمي و لم يراقبني و اجترأ علي ثم قال عليه و على آله السلام لي يا نوف ادع بهذا الدعاء إلهي إن حمدتك فبمواهبك و إن مجدتك فبمرادك و إن قدستك فبقوتك و إن هللتك فبقدرتك و إن نظرت فإلى رحمتك و إن عضضت فعلى نعمتك إلهي إنه من لم يشغله الولوع بذكرك و لم يزوه السفر بقربك كانت حياته عليه ميتة و ميتته عليه حسرة إلهي تناهت أبصار الناظرين إليك بسرائر القلوب و طالعت أصغى السامعين لك نجيات الصدور فلم يلق أبصارهم رد دون ما يريدون هتكت

   بينك و بينهم حجب الغفلة فسكنوا في نورك و تنفسوا بروحك فصارت قلوبهم مغارسا لهيبتك و أبصارهم مآكفا لقدرتك و قربت أرواحهم من قدسك فجالسوا اسمك بوقار المجالسة و خضوع المخاطبة فأقبلت إليهم إقبال الشفيق و أنصت لهم إنصات الرفيق و أجبتهم إجابات الأحباء و ناجيتهم مناجاة الأخلاء فبلغ بي المحل الذي إليه وصلوا و انقلني من ذكري إلى ذكرك و لا تترك بيني و بين ملكوت عزك بابا إلا فتحته و لا حجابا من حجب الغفلة إلا هتكته حتى تقيم روحي بين ضياء عرشك و تجعل لها مقاما نصب نورك إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ إلهي ما أوحش طريقا لا يكون رفيقي فيه أملي فيك و أبعد سفرا لا يكون رجائي منه دليلي منك خاب من اعتصم بحبل غيرك و ضعف ركن من استند إلى غير ركنك فيا معلم مؤمليه الأمل فيذهب عنهم كآبة الوجل لا تحرمني صالح العمل و اكلأني كلاءة من فارقته الحيل فكيف يلحق مؤمليك ذل الفقر و أنت الغني عن مضار المذنبين إلهي و إن كل حلاوة منقطعة و حلاوة الإيمان تزداد حلاوتها اتصالا بك إلهي و إن قلبي قد بسط أمله فيك فأذقه من حلاوة بسطك إياه البلوغ لما أمل إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ إلهي أسألك مسألة من يعرفك كنه معرفتك من كل خير ينبغي للمؤمن أن يسلكه و أعوذ بك من كل شر و فتنة أعذت بها أحباءك من خلقك إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ إلهي أسألك مسألة المسكين الذي قد تحير في رجاه فلا يجد ملجأ و لا مسندا يصل به إليك و لا يستدل به عليك إلا بك و بأركانك و مقاماتك التي لا تعطيل لها منك فأسألك باسمك الذي ظهرت به لخاصة أوليائك فوحدوك و عرفوك فعبدوك بحقيقتك أن تعرفني نفسك لأقر لك بربوبيتك على حقيقة الإيمان بك و لا تجعلني يا إلهي ممن يعبد الاسم دون المعنى و الحظني بلحظة من لحظاتك تنور بها قلبي بمعرفتك خاصة و معرفة أوليائك إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

13-  ق، ]كتاب العتيق الغروي[ مناجاة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و هي   مناجاة الأئمة من ولده ع كانوا يدعون بها في شهر شعبان رواية ابن خالويه رحمه الله اللهم صل على محمد و على آل محمد ]و اسمع ندائي إذا ناديتك و اسمع دعائي إذا دعوتك[ و أقبل علي إذا ناجيتك فقد هربت إليك و وقفت بين يديك مستكينا لك متضرعا إليك راجيا لما لديك تراني و تعلم ما في نفسي و تخبر حاجتي و تعرف ضميري و لا يخفى عليك أمر منقلبي و مثواي و ما أريد أن أبدئ به من منطقي و أتفوه به من طلبتي و أرجوه لعاقبة أمري و قد جرت مقاديرك علي يا سيدي فيما يكون مني إلى آخر عمري من سريرتي و علانيتي و بيدك لا بيد غيرك زيادتي و نقصي و نفعي و ضري إلهي إن حرمتني فمن ذا الذي يرزقني و إن خذلتني فمن ذا الذي ينصرني إلهي أعوذ بك من غضبك و حلول سخطك إلهي إن كنت غير مستأهل لرحمتك فأنت أهل أن تجود علي بفضل سعتك إلهي كأني بنفسي واقفة بين يديك و قد أظلها حسن توكلي عليك ففعلت ما أنت أهله و تغمدتني بعفوك إلهي فإن عفوت فمن أولى منك بذلك و إن كان قد دنا أجلي و لم يدنني منك عملي فقد جعلت الإقرار بالذنب إليك وسيلتي إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل إن لم تغفر لها إلهي لم يزل برك علي أيام حياتي فلا تقطع برك عني في مماتي و أنت لم تولني إلا الجميل في حياتي إلهي تول من أمري ما أنت أهله و عد بفضلك على مذنب قد غمرة جهله إلهي قد سترت علي ذنوبا في الدنيا و أنا أحوج إلى سترها علي منك في الأخرى إلهي قد أحسنت إلي إذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصالحين فلا تفضحني يوم القيامة على رءوس الأشهاد إلهي جودك بسط أملي و عفوك أفضل من علمي إلهي فسرني بلقائك يوم تقضي فيه بين عبادك إلهي اعتذاري إليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره فاقبل عذري يا أكرم من اعتذر إليه المسيئون إلهي لا ترد حاجتي و لا تخيب

   طمعي و لا تقطع منك رجائي و أملي إلهي لو أردت هواني لم تهدني و لو أردت فضيحتي لم تعافني إلهي ما أظنك تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك إلهي فلك الحمد أبدا أبدا دائما سرمدا يزيد و لا يبيد كما تحب فترضى إلهي إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك و إن أخذتني بذنوبي أخذتك بمغفرتك و إن أدخلتني النار أعلمت أهلها أني أحبك إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي إلهي كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروما و قد كان حسن ظني بجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوما إلهي و قد أفنيت عمري في شرة السهو عنك و أبليت شبابي في سكرة التباعد منك إلهي فلم أستيقظ أيام اغتراري بك و ركوبي إلى سبيل سخطك إلهي و أنا عبدك و ابن عبديك قائم بين يديك متوسل بكرمك إليك إلهي أنا عبد أتنصل إليك مما كنت أواجهك به من قلة استحيائي من نظرك و أطلب العفو منك إذ العفو نعت لكرمك إلهي لم يكن لي حول فأنتقل به عن معصيتك إلا في وقت أيقظتني لمحبتك فكما أردت أن أكون كنت فشكرتك بإدخالي في كرمك و لتطهير قلبي من أوساخ الغفلة عنك إلهي انظر إلي نظر من ناديته فأجابك و استعملته بمعونتك فأطاعك يا قريبا لا يبعد عن المغتر به و يا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه إلهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه و لسانا يرفعه إليك صدقه و نظرا يقربه منك حقه إلهي إن من تعرف بك غير مجهول و من لاذ بك غير مخذول و من أقبلت عليه غير مملول إلهي إن من انتهج بك لمستنير و إن من اعتصم بك لمستجير و قد لذت بك يا سيدي فلا تخيبن ظني من رحمتك و لا تحجبني عن رأفتك إلهي أقمني في أهل ولايتك مقام رجا الزيادة من محبتك إلهي و ألهمني ولها بذكرك إلى   ذكرك و همني إلى روح نجاح أسمائك و محل قدسك إلهي بك عليك إلا ألحقتني بمحل أهل طاعتك و المثوى الصالح من مرضاتك فإني لا أقدر لنفسي دفعا و لا أملك لها نفعا إلهي أنا عبدك الضعيف المذنب و مملوكك المنيب المغيث فلا تجعلني ممن صرفت عنه وجهك و حجبه سهوه عن عفوك إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك و أنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة و تصير أرواحنا معلقة بعز قدسك إلهي و اجعلني ممن ناديته فأجابك و لاحظته فصعق بجلالك فناجيته سرا و عمل لك جهرا إلهي لم أسلط على حسن ظني قنوط الإياس و لا انقطع رجائي من جميل كرمك إلهي إن كانت الخطايا قد أسقطتني لديك فاصفح عني بحسن توكلي عليك إلهي إن حطتني الذنوب من مكارم لطفك فقد نبهني اليقين إلى كرم عطفك إلهي إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبهتني المعرفة بكرم آلائك إلهي إن دعاني إلى النار عظيم عقابك فقد دعاني إلى الجنة جزيل ثوابك إلهي فلك أسأل و إليك أبتهل و أرغب و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعلني ممن يديم ذكرك و لا ينقض عهدك و لا يغفل عن شكرك و لا يستخف بأمرك إلهي و أتحفني بنور عزك الأبهج فأكون لك عارفا و عن سواك منحرفا و منك خائفا مترقبا يا ذا الجلال و الإكرام و صلى الله على محمد رسوله و آله الطاهرين و سلم

14-  لد، ]بلد الأمين[ مناجاة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مروية عن العسكري عن آبائه عليهم السلام إلهي صل على محمد و آل محمد و ارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري و امتحى من المخلوقين ذكري و صرت في المنسيين كمن قد نسي إلهي كبرت سني و رق جلدي و دق عظمي و نال الدهر مني و اقترب أجلي و نفدت أيامي و ذهبت   شهواتي و بقيت تبعاتي إلهي ارحمني إذا تغيرت صورتي و امتحت محاسني و بلي جسمي و تقطعت أوصالي و تفرقت أعضائي إلهي أفحمتني ذنوبي و قطعت مقالتي فلا حجة لي و لا عذر فأنا المقر بجرمي المعترف بإساءتي الأسير بذنبي المرتهن بعملي المتهور في بحور خطيئتي المتحير عن قصدي المنقطع بي فصل على محمد و آل محمد و ارحمني برحمتك و تجاوز عني يا كريم بفضلك إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي إلهي كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروما و كان ظني بك و بجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوما إلهي لم أسلط على حسن ظني قنوط الآيسين فلا تبطل صدق رجائي لك بين الآملين إلهي عظم جرمي إذ كنت المبارز به و كبر ذنبي إذ كنت المطالب به إلا أني إذا ذكرت كبير جرمي و عظيم غفرانك وجدت الحاصل لي من بينهما عفو رضوانك إلهي إن دعاني إلى النار بذنبي مخشي عقابك فقد ناداني إلى الجنة بالرجاء حسن ثوابك إلهي إن أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستني باليقين مكارم عطفك إلهي إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتني المعرفة يا سيدي بكريم آلائك إلهي إن عزب لبي عن تقويم ما يصلحني فما عزب إيقاني بنظرك لي فيما ينفعني إلهي إن انقرضت بغير ما حببت من السعي أيامي فبالإيمان أمضتها الماضيات من أعوامي إلهي جئتك ملهوفا قد ألبست عدم فاقتي و أقامني مقام الأذلاء بين يديك ضر حاجتي إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤالك وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك إلهي مسكنتي لا يجبرها إلا عطاؤك و أمنيتي لا يغنيها إلا جزاؤك إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا و عن التعرض لسواك بالمسألة عادلا و ليس من جميل امتنانك رد سائل ملهوف   و مضطر لانتظار خيرك المألوف إلهي أقمت على قنطرة من قناطر الأخطار مبلوا بالأعمال و الاعتبار فأنا الهالك إن لم تعن علينا بتخفيف الأثقال إلهي أ من أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فأنشر رجائي إلهي إن حرمتني رؤية محمد صلى الله عليه و آله في دار السلام و أعدمتني تطواف الوصفاء من الخدام و صرفت وجه تأميلي بالخيبة في دار المقام فغير ذلك منتني نفسي منك يا ذا الفضل و الإنعام إلهي و عزتك و جلالك لو قرنتني في الأصفاد طول الأيام و منعتني سيبك من بين الأنام و حلت بيني و بين الكرام ما قطعت رجائي منك و لا صرفت وجه انتظاري للعفو عنك إلهي لو لم تهدني إلى الإسلام ما اهتديت و لو لم ترزقني الإيمان بك ما آمنت و لو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت و لو لم تعرفني حلاوة معرفتك ما عرفت و لو لم تبين لي شديد عقابك ما استجرت إلهي أطعتك في أحب الأشياء إليك و هو التوحيد و لم أعصك في أبغض الأشياء و هو الكفر فاغفر لي ما بينهما إلهي أحب طاعتك و إن قصرت عنها و أكره معصيتك و إن ركبتها فتفضل علي بالجنة و إن لم أكن من أهلها و خلصني من النار و إن استوجبتها إلهي إن أقعدني الذنوب عن السبق مع الأبرار فقد أقامتني الثقة بك على مدارج الأخيار إلهي قلب حشوته من محبتك في دار الدنيا كيف تطلع عليه نار محرقة في لظى إلهي نفس أعززتها بتأييد إيمانك كيف تذلها بين أطباق نيرانك إلهي لسان كسوته من تماجيدك أنيق أثوابها كيف تهوي إليه من النار مشتعلات التهابها إلهي كل مكروب إليك يلتجئ و كل محزون إياك يرتجي إلهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا و سمع الزاهدون بسعة رحمتك فقنعوا و سمع المولون عن القصد بجودك فرجعوا و سمع المجرمون بسعة غفرانك فطمعوا و سمع المؤمنون بكرم عفوك و فضل عوارفك فرغبوا حتى ازدحمت

   مولاي ببابك عصائب العصاة من عبادك و عجت إليك منهم عجيج الضجيج بالدعاء في بلادك و لكل أمل قد ساق صاحبه إليك محتاجا و قلب تركه و جيب خوف المنع منك مهتاجا و أنت المسئول الذي لا تسود لديه وجوه المطالب و لم ترزأ بتنزيله فظيعات المعاطب إلهي إن أخطأت طريق النظر لنفسي بما فيه كرامتها فقد أصبت طريق الفزع إليك بما فيه سلامتها إلهي إن كانت نفسي استسعدتني متمردة على ما يرديها فقد استسعدتها الآن بدعائك على ما ينجيها إلهي إن عداني الاجتهاد في ابتغاء منفعتي فلم يعدني برك بي فيما فيه مصلحته إلهي إن بسطت في الحكم على نفسي بما فيه حسرتها فقد أقسطت الآن بتعريفي إياها من رحمتك إشفاق رأفتك إلهي إن أحجم بي قلة الزاد في المسير إليك فقد وصلته الآن بذخائر ما أعددته من فضل تعويلي عليك إلهي إذا ذكرت رحمتك ضحكت إليها وجوه وسائلي و إذا ذكرت سخطتك بكت لها عيون مسائلي إلهي فأفض بسجل من سجالك على عبد آيس قد أتلفه الظمأ و أحاط بخيط جيدة كلال الونى إلهي أدعوك دعاء من لم يرج غيرك بدعائه و أرجوك رجاء من لم يقصد غيرك برجائه إلهي كيف أرد عارض تطلعي إلى نوالك و إنما أنا في استرزاقي لهذا البدن أحد عيالك إلهي كيف أسكت بالأفحام لسان ضراعتي و قد أغلقني ما أبهم علي من مصير عاقبتي إلهي قد علمت حاجة نفسي إلى ما تكفلت لها به من الرزق في حياتي و عرفت قلة استغنائي عنه من الجنة بعد وفاتي فيا من سمح لي به متفضلا في العاجل لا تمنعنيه يوم فاقتي إليه في الآجل فمن شواهد نعماء الكريم استتمام نعمائه و من محاسن آلاء الجواد استكمال آلائه إلهي لو لا ما جهلت من أمري ما شكوت عثراتي و لو لا ما ذكرت من الإفراط ما سفحت عبراتي إلهي صل على محمد و آل محمد و امح مثبتات العثرات   بمرسلات العبرات و هب لي كثير السيئات لقليل الحسنات إلهي إن كنت لا ترحم إلا المجدين في طاعتك فإلى من يفزع المقصرون و إن كنت لا تقبل إلا من المجتهدين فإلى من يلتجئ المفرطون و إن كنت لا تكرم إلا أهل الإحسان فكيف يصنع المسيئون و إن كان لا يفوز يوم الحشر إلا المتقون فبمن يستغيث المذنبون إلهي إن كان لا يجوز على الصراط إلا من أجازته براءة عمله فأنى بالجواز لمن لم يتب إليك قبل انقضاء أجله إلهي إن لم تجد إلا على من عمر بالزهد مكنون سريرته فمن للمضطر الذي لم يرضه بين العالمين سعي نقيبته إلهي إن حجبت عن موحديك نظر تغمدك لجناياتهم أوقعهم غضبك بين المشركين في كرباتهم إلهي إن لم تنلنا يد إحسانك يوم الورود اختلطنا في الجزاء بذوي الجحود اللهم فأوجب لنا بالإسلام مذخور هباتك و استصف ما كدرته الجرائر منا بصفو صلاتك إلهي ارحمنا غرباء إذا تضمنتنا بطون لحودنا و غميت باللبن سقوف بيوتنا و أضجعنا مساكين على الإيمان في قبورنا و خلفنا فرادى في أضيق المضاجع و صرعتنا المنايا في أعجب المصارع و صرنا في دار قوم كأنها مأهولة و هي منهم بلاقع إلهي إذا جئناك عراة حفاة مغبرة من ثرى الأجداث رءوسنا و شاحبة من تراب الملاحيد وجوهنا و خاشعة من أفزاع القيامة أبصارنا و ذابلة من شدة العطش شفاهنا و جائعة لطول المقام بطوننا و بادية هنالك للعيون سوآتنا و موقرة من ثقل الأوزار ظهورنا و مشغولين بما قد دهانا عن أهالينا و أولادنا فلا تضعف المصائب علينا بإعراض وجهك الكريم عنا و سلب عائدة ما مثله الرجاء منا إلهي ما حنت هذه العيون إلى بكائها و لا جادت متشربة بمائها و لا أسهدها بنحيب الثاكلات فقد عزائها إلا لما أسلفته من عمدها و خطائها و ما دعاها إليه

   عواقب بلائها و أنت القادر يا عزيز على كشف غمائها إلهي إن كنا مجرمين فإنا نبكي على إضاعتنا من حرمتك ما تستوجبه و إن كنا محرومين فإنا نبكي إذ فاتنا من جودك ما نطلبه إلهي شب حلاوة ما يستعذبه لساني من النطق في بلاغته بزهادة ما يعرفه قلبي من النصح في دلالته إلهي أمرت بالمعروف و أنت أولى به من المأمورين و أمرت بصلة السؤال و أنت خير المسئولين إلهي كيف ينقل بنا اليأس إلى الإمساك عما لهجنا بطلابه و قد ادرعنا من تأميلنا إياك أسبغ أثوابه إلهي إذا هزت الرهبة أفنان مخافتنا انقلعت من الأصول أشجارها و إذا تنسمت أرواح الرغبة منا أغصان رجائنا أينعت بتلقيح البشارة أثمارها إلهي إذا تلونا من صفاتك شديد العقاب أسفنا و إذا تلونا منها الغفور الرحيم فرحنا فنحن بين أمرين فلا سخطك تؤمننا و لا رحمتك تؤيسنا إلهي إن قصرت مساعينا عن استحقاق نظرتك فما قصرت رحمتك بنا عن دفاع نقمتك إلهي إنك لم تزل علينا بحظوظ صنائعك منعما و لنا من بين الأقاليم مكرما و تلك عادتك اللطيفة في أهل الخيفة في سالفات الدهور و غابراتها و خاليات الليالي و باقياتها إلهي اجعل ما حبوتنا به من نور هدايتك درجات نرقى بها إلى ما عرفتنا من جنتك إلهي كيف تفرح بصحبة الدنيا صدورنا و كيف تلتئم في غمراتها أمورنا و كيف يخلص لنا فيها سرورنا و كيف يملكنا باللهو و اللعب غرورنا و قد دعتنا باقتراب الآجال قبورنا إلهي كيف ينتهج في دار حفرت لنا فيها حفائر صرعتها و فتلت بأيدي المنايا حبائل غدرتها و جرعتنا مكرهين جرع مرارتها و دلتنا النفس على انقطاع عيشتها لو لا ما صنعت إليه هذه النفوس من رفائغ لذتها و افتتانها بالفانيات من فواحش زينتها إلهي فإليك نلتجئ من مكايد خدعتها و بك نستعين على عبور قنطرتها و بك نستفطم الجوارح عن أخلاف شهوتها و بك نستكشف   جلابيب حيرتها و بك نقوم من القلوب استصعاب جهالتها إلهي كيف للدور أن تمنع من فيها من طوارق الرزايا و قد أصيب في كل دار سهم من أسهم المنايا إلهي ما تتفجع أنفسنا من النقلة عن الديار إن لم توحشنا هنالك من مرافقة الأبرار إلهي ما تضيرنا فرقة الإخوان و القرابات إن قربتنا منك يا ذا العطيات إلهي ما تجف من ماء الرجاء مجاري لهواتنا إن لم تحم طير الأشائم بحياض رغباتنا إلهي إن عذبتني فعبد خلقته لما أردته فعذبته و إن رحمتني فعبد وجدته مسيئا فأنجيته إلهي لا سبيل إلى الاحتراس من الذنب إلا بعصمتك و لا وصول إلى عمل الخيرات إلا بمشيتك فكيف لي بإفادة ما أسلفتني فيه مشيتك و كيف بالاحتراس من الذنب ما لم تدركني فيه عصمتك إلهي أنت دللتني على سؤال الجنة قبل معرفتها فأقبلت النفس بعد العرفان على مسألتها أ فتدل على خيرك السؤال ثم تمنعهم النوال و أنت الكريم المحمود في كل ما تصنعه يا ذا الجلال و الإكرام إلهي إن كنت غير مستوجب لما أرجو من رحمتك فأنت أهل التفضل علي بكرمك فالكريم ليس يصنع كل معروف عند من يستوجبه إلهي إن كنت غير مستأهل لما أرجو من رحمتك فأنت أهل أن تجود على المذنبين بسعة رحمتك إلهي إن كان ذنبي قد أخافني فإن حسن ظني بك قد أجارني إلهي ليس تشبه مسألتي مسألة السائلين لأن السائل إذا منع امتنع عن السؤال و أنا لا غناء بي عما سألتك على كل حال إلهي ارض عني فإن لم ترض عني فاعف عني فقد يعفو السيد عن عبده و هو عنه غير راض إلهي كيف أدعوك و أنا أنا أم كيف أيأس منك و أنت أنت إلهي إن نفسي قائمة بين يديك و قد أظلها حسن توكلي عليك فصنعت بها ما يشبهك و تغمدتني بعفوك إلهي إن كان قد دنا أجلي و لم يقربني منك عملي فقد جعلت الاعتراف بالذنب إليك وسائل عللي فإن عفوت فمن أولى منك بذلك و إن عذبت فمن

   أعدل منك في الحكم هنالك إلهي إني إن جرت على نفسي في النظر لها و بقي نظرك لها فالويل لها إن لم تسلم به إلهي إنك لم تزل بي بارا أيام حياتي فلا تقطع برك عني بعد وفاتي إلهي كيف أيأس من حسن نظرك لي بعد مماتي و أنت لم تولني إلا الجميل في أيام حياتي إلهي إن ذنوبي قد أخافتني و محبتي لك قد أجارتني فتول من أمري ما أنت أهله و عد بفضلك على من غمره جهله يا من لا تخفى عليه خافية صل على محمد و آل محمد و اغفر لي ما قد خفي على الناس من أمري إلهي سترت علي في الدنيا ذنوبا و لم تظهرها و أنا إلى سترها يوم القيامة أحوج و قد أحسنت بي إذ لم تظهرها للعصابة من المسلمين فلا تفضحني بها يوم القيامة على رءوس العالمين إلهي جودك بسط أملي و شكرك قبل عملي فسرني بلقائك عند اقتراب أجلي إلهي ليس اعتذاري إليك اعتذار من يستغني عن قبول عذره فاقبل عذري يا خير من اعتذر إليه المسيئون إلهي لا تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك و هي المغفرة إلهي إنك لو أردت إهانتي لم تهدني و لو أردت فضيحتي لم تسترني فمتعني بما له قد هديتني و أدم لي ما به سترتني إلهي ما وصفت من بلاء ابتليتنيه أو إحسان أوليتنيه فكل ذلك بمنك فعلته و عفوك تمام ذلك إن أتممته إلهي لو لا ما قرفت من الذنوب ما فرقت عقابك و لو لا ما عرفت من كرمك ما رجوت ثوابك و أنت أولى الأكرمين بتحقيق أمل الآملين و أرحم من استرحم في تجاوزه عن المذنبين إلهي نفسي تمنيني بأنك تغفر لي فأكرم بها أمنية بشرت بعفوك فصدق بكرمك مبشرات تمنيها و هب لي بجودك مبشرات تمنيها و هب لي بجودك مدبرات تجنيها إلهي ألقتني الحسنات بين جودك و كرمك و ألقتني السيئات بين عفوك و مغفرتك و قد رجوت أن لا يضيع بين ذين و ذين مسي‏ء و محسن إلهي إذا شهد لي الإيمان بتوحيدك و انطلق لساني بتمجيدك و دلني القرآن على فواضل جودك

   فكيف لا يتبهج رجائي بحسن موعودك إلهي تتابع إحسانك إلي يدلني على حسن نظرك لي فكيف يشقى امرؤ حسن له منك النظر إلهي إن نظرت إلي بالهلكة عيون سخطتك فما نامت عن استنقاذي منها عيون رحمتك إلهي إن عرضني ذنبي لعقابك فقد أدناني رجائي من ثوابك إلهي إن عفوت فبفضلك و إن عذبت فبعدلك فيا من لا يرجى إلا فضله و لا يخاف إلا عدله صل على محمد و آل محمد و امنن علينا بفضلك و لا تستقص علينا في عدلك إلهي خلقت لي جسما و جعلت لي فيه آلات أطيعك بها و أعصيك و أغضبك بها و أرضيك و جعلت لي من نفسي داعية إلى الشهوات و أسكنتني دارا قد ملئت من الآفات ثم قلت لي انزجر فبك أنزجر و بك أعتصم و بك أستجير و بك أحترز و أستوفقك لما يرضيك و أسألك يا مولاي فإن سؤالي لا يحفيك إلهي أدعوك دعاء ملح لا يمل دعاء مولاه و أتضرع إليك تضرع من قد أقر على نفسه بالحجة في دعواه إلهي لو عرفت اعتذارا من الذنب في التنصل أبلغ من الاعتراف به لأتيته فهب لي ذنبي بالاعتراف و لا تردني بالخيبة عند الانصراف إلهي سعت نفسي إليك لنفسي تستوهبها و فتحت أفواه آمالها نحو نظرة منك لا تستوجبها فهب لها ما سألت وجد عليها بما طلبت فإنك أكرم الأكرمين بتحقيق أمل الآملين إلهي قد أصبت من الذنوب ما قد عرفت و أسرفت على نفسي بما قد علمت فاجعلني عبدا إما طائعا فأكرمته و إما عاصيا فرحمته إلهي كأني بنفسي قد أضجعت في حفرتها و انصرف عنها المشيعون من جيرتها و بكى الغريب عليها لغربتها و جاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها و ناداها من شفير القبر ذوو مودتها و رحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها و لم يخف على الناظرين إليها عند ذلك ضر فاقتها و لا على من رآها قد توسدت الثرى عجز حيلتها فقلت ملائكتي فريد نأى عنه الأقربون و وحيد جفاه الأهلون نزل بي قريبا و أصبح في اللحد غريبا و قد كان لي في دار الدنيا داعيا و لنظري   إليه في هذا اليوم راجيا فتحسن عند ذلك ضيافتي و تكون أرحم بي من أهلي و قرابتي إلهي لو طبقت ذنوبي ما بين السماء إلى الأرض و خرقت النجوم و بلغت أسفل الثرى ما ردني اليأس عن توقع غفرانك و لا صرفني القنوط عن انتظار رضوانك إلهي دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه فلا تحرمني جزاءك الذي وعدتنيه فمن النعمة أن هديتني لحسن دعائك و من تمامها أن توجب لي محمود جزائك إلهي و عزتك و جلالك لقد أحببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي و ما تنعقد ضمائر موحديك على أنك تبغض محبيك إلهي أنتظر عفوك كما ينتظره المذنبون و لست أيأس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون إلهي لا تغضب علي فلست أقوى لغضبك و لا تسخط علي فلست أقوم لسخطك إلهي أ للنار ربتني أمي فليتها لم تربني أم للشقاء ولدتني فليتها لم تلدني إلهي انهملت عبراتي حين ذكرت عثراتي و ما لها لا تنهمل و لا أدري إلى ما يكون مصيري و على ما ذا يهجم عند البلاغ مسيري و أرى نفسي تخاتلني و أيامي تخادعني و قد خفقت فوق رأسي أجنحة الموت و رمقتني من قريب أعين الفوت فما عذري و قد حشا مسامعي رافع الصوت إلهي لقد رجوت ممن ألبسني بين الأحياء ثوب عافيته ألا يعريني منه بين الأموات بجود رأفته و لقد رجوت ممن تولاني في حياتي بإحسانه أن يشفعه لي عند وفاتي بغفرانه يا أنيس كل غريب آنس في القبر غربتي و يا ثاني كل وحيد ارحم في القبر وحدتي و يا عالم السر و النجوى و يا كاشف الضر و البلوى كيف نظرك لي بين سكان الثرى و كيف صنيعك إلي في دار الوحشة و البلى فقد كنت بي لطيفا أيام حياة الدنيا يا أفضل المنعمين في آلائه و أنعم المفضلين في نعمائه كثرت أياديك عندي فعجزت عن إحصائها و ضقت ذرعا في شكري لك بجزائها فلك الحمد على ما أوليت و لك الشكر على ما أبليت يا خير من دعاه داع و أفضل من رجاه راج بذمة الإسلام أتوسل إليك و بحرمة القرآن أعتمد عليك و بحق

   محمد و آل محمد أتقرب إليك فصل على محمد و آل محمد و اعرف ذمتي التي بها رجوت قضاء حاجتي برحمتك يا أرحم الراحمين ثم أقبل أمير المؤمنين ع على نفسه يعاتبها و يقول أيها المناجي ربه بأنواع الكلام و الطالب منه مسكنا في دار السلام و المسوف بالتوبة عاما بعد عام ما أراك منصفا لنفسك من بين الأنام فلو رافعت نومك يا غافلا بالقيام و قطعت يومك بالصيام و اقتصرت على القليل من لعق الطعام و أحييت مجتهدا ليلك بالقيام كنت أحرى أن تنال أشرف المقام أيتها النفس أخلصي ليلك و نهارك بالذاكرين لعلك أن تسكني رياض الخلد مع المتقين و تشبهي بنفوس قد أقرح السهر رقة جفونها و دامت في الخلوات شدة حنينها و أبكى المستمعين عولة أنينها و ألان قسوة الضمائر ضجة رنينها فإنها نفوس قد باعت زينة الدنيا و آثرت الآخرة على الأولى أولئك وفد الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون و يحشر إلى ربهم بالحسنى و السرور المتقون

15-  مناجاة أخرى له عليه السلام اللهم إني أسألك الأمان الأمان يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ و أسألك الأمان الأمان يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا و أسألك الأمان الأمان يوم يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ و أسألك الأمان الأمان يوم لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ و أسألك الأمان الأمان يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ و أسألك الأمان الأمان يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ و أسألك الأمان الأمان يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ و أسألك الأمان الأمان يوم يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِيهِ وَ فَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَ مَنْ   فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ مولاي يا مولاي أنت المولى و أنا العبد و هل يرحم العبد إلا المولى مولاي يا مولاي أنت المالك و أنا المملوك و هل يرحم المملوك إلا المالك مولاي يا مولاي أنت العزيز و أنا الذليل و هل يرحم الذليل إلا العزيز مولاي يا مولاي أنت الخالق و أنا المخلوق و هل يرحم المخلوق إلا الخالق مولاي يا مولاي أنت العظيم و أنا الحقير و هل يرحم الحقير إلا العظيم مولاي يا مولاي أنت القوي و أنا الضعيف و هل يرحم الضعيف إلا القوي مولاي يا مولاي أنت الغني و أنا الفقير و هل يرحم الفقير إلا الغني مولاي يا مولاي أنت المعطي و أنا السائل و هل يرحم السائل إلا المعطي مولاي يا مولاي أنت الحي و أنا الميت و هل يرحم الميت إلا الحي مولاي يا مولاي أنت الباقي و أنا الفاني و هل يرحم الفاني إلا الباقي مولاي يا مولاي أنت الدائم و أنا الزائل و هل يرحم الزائل إلا الدائم مولاي يا مولاي أنت الرازق و أنا المرزوق و هل يرحم المرزوق إلا الرازق مولاي يا مولاي أنت الجواد و أنا البخيل و هل يرحم البخيل إلا الجواد مولاي يا مولاي أنت المعافي و أنا المبتلي و هل يرحم المبتلي إلا المعافي مولاي يا مولاي أنت الكبير و أنا الصغير و هل يرحم الصغير إلا الكبير مولاي يا مولاي أنت الهادي و أنا الضال و هل يرحم الضال إلا الهادي مولاي يا مولاي أنت الرحمن و أنا المرحوم و هل يرحم المرحوم إلا الرحمن مولاي يا مولاي أنت السلطان و أنا الممتحن و هل يرحم الممتحن إلا السلطان مولاي يا مولاي أنت الدليل و أنا المتحير و هل يرحم المتحير إلا الدليل مولاي يا مولاي أنت الغفور و أنا المذنب و هل يرحم المذنب إلا الغفور مولاي يا مولاي أنت الغالب و أنا المغلوب و هل يرحم المغلوب إلا الغالب مولاي يا مولاي أنت الرب و أنا المربوب و هل يرحم المربوب إلا الرب مولاي يا مولاي أنت المتكبر و أنا الخاشع و هل يرحم الخاشع إلا المتكبر مولاي يا مولاي ارحمني برحمتك   و ارض عني بجودك و كرمك يا ذا الجود و الإحسان و الطول و الامتنان يا أرحم الراحمين و صلى الله على نبينا محمد و آله أجمعين

16-  ق، ]كتاب العتيق الغروي[ مناجاة إلهي توعرت الطرق و قل السالكون فكن أنيسي في وحدتي و جليسي في خلوتي فإليك أشكو فقري و فاقتي و بك أنزلت ضري و مسكنتي لأنك غاية أمنيتي و منتهى بلوغ طلبتي فيا فرحة لقلوب الواصلين و يا حياة لنفوس العارفين و يا نهاية شوق المحبين أنت الذي بفنائك حطت الرحال و إليك قصدت الآمال و عليك كان صدق الاتكال فيا من تفرد بالكمال و تسربل بالجمال و تعزز بالجلال و جاد بالإفضال لا تحرمنا منك النوال إلهي بك لاذت القلوب لأنك غاية كل محبوب و بك استجارت فرقا من العيوب و أنت الذي علمت فحلمت و نظرت فرحمت و خبرت و سترت و غضبت فغفرت فهل مؤمل غيرك فيرجى أم هل رب سواك فيخشى أم هل معبود سواك فيدعى أم هل قدم عند الشدائد إلا و هي إليك تسعى فوعز عزك يا سرور الأرواح و يا منتهى غاية الأفراح إني لا أملك غير ذلي و مسكنتي لديك و فقري و صدق توكلي عليك فأنا الهارب منك إليك و أنا الطالب منك ما لا يخفى عليك فإن عفوت فبفضلك و إن عاقبت فبعدلك و إن مننت فبجودك و إن تجاوزت فبدوام خلودك إلهي بجلال كبريائك أقسمت و بدوام خلود بقائك آليت إني لأبرحت مقيما ببابك حتى تؤمنني من سطوات عذابك و لا أقنع بالصفح عن سطوات عذابك حتى أروح بجزيل ثوابك إلهي عجبا لقلوب سكنت إلى الدنيا و تروحت بروح المنى و قد علمت أن ملكها زائل و نعيمها راحل و ظلها آفل و سندها مائل و حسن نضارة بهجتها حائل و حقيقتها باطل كيف لا يشتاق إلى روح ملكوت السماء و أنى لهم   ذلك و قد شغلهم حب المهالك و أضلهم الهوى عن سبيل المسالك إلهي اجعلنا ممن هام بذكرك لبه و طار من سوقه إليك قلبه فاحتوته عليه دواعي محبتك فحصل أسيرا في قبضتك إلهي كيف أثني و بدء الثناء منك عليك و أنت الذي لا يعبر عن ذاته نطق و لا يعيه سمع و لا يحويه قلب و لا يدركه وهم و لا يصحبه عزم و لا يخطر على بال فأوزعني شكرك و لا تؤمني مكرك و لا تنسني ذكرك و جد بما أنت أولى أن تجود به يا أرحم الراحمين

 دعاء إلهي ذنوبي تخوفني منك و جودك يبشرني عنك فأخرجني بخوفك من الخطايا و أوصلني برحمتك إلى العطايا حتى أكون في القيامة عتيق كرمك كما كنت في الدنيا ربيب نعمك فليس عجبا ما يهجني غدا من النجاء معما ينجيه اليوم من الرجاء إلهي متى خاب في غنائك آمل و انصرف بالرد عنك سائل أم متى دعيت فلم تجب أم استوهبت فلم تهب يا من أمر بالدعاء و تكفل بالوفاء لا تحرمني رضوانك و لا تعدمني إحسانك و اجعل لي من عنايتك أمنا و موئلا و من ولايتك حصنا معقلا حتى لا يضرني مع ذلك ضار و لا يخلو قلبي من سرور و استبشار إلهي إليك منك فراري و لك بك إقراري و أنت حسبي و نعم الوكيل و ربي و نعم الدليل إلهي فقومني من الزلل و قوني من الملل و أرشدني لأقصد السبل و وفقني لأفضل العمل حتى أنال بفضلك غاية الأمل إلهي أنت مجيب دعوة المضطر و هادي المتحير في ظلمات البحر و البر اللهم فيسر فتح أغلاق قلوبنا و اكشف لبصائرنا أستار عيوبنا و اكفنا بركن عزك من أوامر نفوسنا و صف لعلم حقائقك خواطر محسوسنا حتى لا نزيغ عن سنن طريقك و لا نروغ عن متن توفيقك و لا نبغي سواك جليسا و لا نختار غيرك أنيسا إلهي أدعوك دعاء المحتل الفقير و أرجوك رجاء الخائف المستجير دعاء من قلت حيلته و اشتدت فاقته و عظمت أجرامه و تفاقمت آثامه اللهم فكن   لذنوبنا غافرا و لكسرنا جابرا و أجرنا من عذاب السعير و دعاء الثبور و سلمنا من مضلات الفتن و إضاعة السنن و جور الحكم و استعذاب الظلم و عواقب البغي و ركوب الغي و أطلق ألسنتنا بشكر آلائك و التحدث بنعمائك و أبحنا النظر إليك و أكرم محلنا في دار القدس لديك يا من لا يخلف وعده و لا يقطع رفده بيدك الخير كله و أنت معدن الفضل و محله و صلى الله على محمد نبينا و على آدم أبينا و حواء أمنا و من بينهما من النبيين و المرسلين و الشهداء و الصالحين

17-  لد، ]بلد الأمين[ روى الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه قال حدثني عبد الله بن رفاعة قال حدثني إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي قال حدثني أبي و كان خادم علي بن موسى الرضا ع قال لما زوج المأمون محمد بن علي بن موسى ع ابنته كتب إليه أن لكل زوجة صداقا من مال زوجها و قد جعل الله أموالنا في الآخرة مؤجلة لنا فكنزناها هناك كما جعل أموالكم في الدنيا معجلة لكم فكنزتموها هنا و قد أمهرت ابنتك الوسائل إلى المسائل و هي مناجاة دفعها إلي أبي و قال دفعها إلي موسى أبي و قال دفعها إلي جعفر أبي و قال دفعها إلي محمد أبي و قال دفعها إلي علي أبي و قال دفعها إلي الحسين بن علي أبي و قال دفعها إلي الحسن أخي و قال دفعها إلي علي بن أبي طالب ع و قال دفعها إلي النبي محمد ص في صحيفة و قال دفعها إلي جبرئيل ع و قال ربك يقول هذه مفاتيح كنوز الدنيا و الآخرة فاجعلها وسائلك إلى مسائلك تصل إلى بغيتك و تنجح في طلبتك و لا تؤثرها لحوائج دنياك فتبخس بها الحظ من آخرتك و هي عشر وسائل إلى عشر مسائل تطرق بها أبواب الرغبات فتفتح و تطلب بها الحاجات فتنجح و هذه نسختها

 المناجاة بالاستخارة بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إن خيرتك فيما أستخيرك فيه تنيل الرغائب و تجزل المواهب و تغنم المطالب و تطيب المكاسب و تهدي إلى أجمل المذاهب   و تسوق إلى أحمد العواقب و تقي مخوف النوائب اللهم إني أستخيرك فيما عزم رأيي عليه و قادني عقلي إليه سهل اللهم منه ما توعر و يسر منه ما تعسر و اكفني فيه المهم و ادفع عني كل ملم و اجعل رب عواقبه غنما و خوفه سلما و بعده قربا و جدبه خصبا و أرسل اللهم إجابتي و أنجح فيه طلبتي و اقض حاجتي و اقطع عوائقها و امنع بوائقها و أعطني اللهم لواء الظفر بالخيرة فيما استخرتك و وفور الغنم فيما دعوتك و عوائد الإفضال فيما رجوتك و اقرنه اللهم رب بالنجاح و حطه بالصلاح و أرني أسباب الخيرة فيه واضحة و أعلام غنمها لائحة و اشدد خناق تعسرها و انعش صريع تيسرها و بين اللهم ملتبسها و أطلق محتبسها و مكن أسها فيه حتى تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم عاجلة النفع باقية الصنع إنك ولي المزيد مبتدئ بالجود

 المناجاة بالاستقالة بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إن الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك و الأمل لأناتك و رفقك شجعني على طلب أمانك و عفوك و لي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام و خطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام و استوجبت بها على عدلك أليم العذاب و استحققت باجتراحها مبير العقاب و خفت تعويقها لإجابتي و ردها إياي عن قضاء حاجتي و إبطالها لطلبتي و قطعها لأسباب رغبتي من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها و بهظني من الاستقلال بحملها ثم تراجعت رب إلى حلمك عن العاصين و عفوك عن الخاطئين و رحمتك للمذنبين فأقبلت بثقتي متوكلا عليك طارحا نفسي بين يديك شاكيا بثي إليك سائلا رب ما لا أستوجبه   من تفريج الغم و لا أستحقه من تنفيس الهم مستقيلا رب لك واثقا مولاي بك اللهم فامنن علي بالفرج و تطول علي بسلامة المخرج و ادللني برأفتك على سمت المنهج و أزلني بقدرتك عن الطريق الأعوج و خلصني من سجن الكرب بإقالتك و أطلق أسري برحمتك و تطول علي برضوانك و جد علي بإحسانك و أقلني رب عثرتي و فرج كربتي و ارحم عبرتي و لا تحجب دعوتي و اشدد بالإقالة أزري و قو بها ظهري و أصلح بها أمري و أطل بها عمري و ارحمني يوم حشري و وقت نشري إنك جواد كريم غفور رحيم و صل على محمد و آله

 المناجاة بالسفر بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أريد سفرا فخر لي فيه و أوضح لي فيه سبيل الرأي و فهمنيه و افتح عزمي بالاستقامة و اشملني في سفري بالسلامة و أفد لي به جزيل الحظ و الكرامة و اكلأني فيه بحريز الحفظ و الحراسة و جنبني اللهم وعثاء الأسفار و سهل لي حزونة الأوعار و اطو لي البعيد لطول انبساط المراحل و قرب مني بعد نأي المناهل و باعد في المسير بين خطى الرواحل حتى تقرب نياط البعيد و تسهل وعورة الشديد و لقني اللهم في سفري نجح طائر الواقية و هنئني غنم العافية و خفير الاستقلال و دليل مجاوزة الأهوال و باعث وفود الكفاية و سائح خفير الولاية و اجعله اللهم رب عظيم السلم حاصل الغنم و اجعل اللهم رب الليل سترا لي من الآفات و النهار مانعا من الهلكات و اقطع عني قطع لصوصه بقدرتك   و احرسني من وحوشه بقوتك حتى تكون السلامة فيه صاحبتي و العافية مقارنتي و اليمن سائقي و اليسر معانقي و العسر مفارقي و النجح بين مفارقي و القدر موافقي و الأمر مرافقي إنك ذو المن و الطول و القوة و الحول و أنت على كل شي‏ء قدير

 المناجاة بطلب الرزق اللهم أرسل علي سجال رزقك مدرارا و أمطر سحائب إفضالك علي غزارا و ارم غيث نيلك إلي سجالا و أسبل مزيد نعمك على خلتي إسبالا و أفقرني بجودك إليك و أغنني عمن يطلب ما لديك و داو داء فقري بدواء فضلك و انعش صرعة عيلتي بطولك و اجبر كسر خلتي بنولك و تصدق على إقلالي بكثرة عطائك و على اختلالي بكرم حيائك و سهل رب سبيل الرزق إلي و اثبت قواعده لدي و بجس لي عيون سعة رحمتك و فجر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك و رحمتك و أجدب أرض فقري و أخصب جدب ضري و اصرف عني في الرزق العوائق و اقطع عني من الضيق العلائق و ارمني اللهم من سعة الرزق بأخصب سهامه و احبني من رغد العيش بأكثر دوامه و اكسني اللهم أي رب سرابيل السعة و جلابيب الدعة فإني رب منتظر لإنعامك بحذف الضيق و لتطولك بقطع التعويق و لتفضلك ببتر التقصير و لوصل حبلي بكرمك بالتيسير و أمطر اللهم على سماء رزقك بسجال الديم و أغنني عن خلقك بعوائد النعم و ارم مقاتل الإقتار مني و احمل عسف الضر عني و اضرب الضر بسيف الاستيصال و امحقه رب منك بسعة الإفضال و امددني بنمو الأموال و احرسني من ضيق الإقلال و اقبض عني سوء الجدب و ابسط لي بساط الخصب و صحبني بالاستظهار و مسني بالتمكين من اليسار إنك ذو الطول العظيم و الفضل العميم و أنت الجواد الكريم الملك الغفور الرحيم اللهم اسقني من ماء رزقك غدقا و انهج لي من عميم بذلك طرقا و افجأني بالثروة و المال و انعشني   فيه بالاستقلال

 المناجاة بالاستعاذة بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء و أهوال عظائم الضراء فأعذني رب من صرعة البأساء و احجبني من سطوات البلاء و نجني من مفاجأة النقم و احرسني من زوال النعم و من زلل القدم و اجعلني اللهم رب في حمى عزك و حياطة حرزك من مباغتة الدوائر و معاجلة البوادر اللهم رب و أرض البلاء فاخسفها و عرصة المحن فارجفها و شمس النوائب فاكسفها و جبال السوء فانسفها و كرب الدهر فاكشفها و عوائق الأمور فاصرفها و أوردني حياض السلامة و احملني على مطايا الكرامة و اصحبني بإقالة العثرة و اشملني بستر العورة و جد علي رب بآلائك و كشف بلائك و دفع ضرائك و ادفع عني كلاكل عذابك و اصرف عني أليم عقابك و أعذني من بوائق الدهور و أنقذني من سوء عواقب الأمور و احرسني من جميع المحذور و اصدع صفاة البلاء عن أمري و اشلل يده عني مدة عمري إنك الرب المجيد المبدئ المعيد الفعال لما تريد

 المناجاة بطلب التوبة بسم الله الرحمن الرحيم اللهم رب إني قصدت إليك بإخلاص توبة نصوح و تثبيت عقد صحيح و دعاء قلب جريح و إعلان قول صريح اللهم رب فتقبل مني إنابة مخلص التوبة و إقبال سريع الأوبة و مصارع تجشع الحوبة و قابل رب توبتي بجزيل الثواب و كريم المآب و حط العقاب و صرف العذاب و غنم الإياب و ستر الحجاب و امح اللهم رب بالتوبة ما ثبت من ذنوبي و اغسل بقبولها جميع عيوبي و اجعلها جالية لرين قلبي شاحذة لبصيرة لبي غاسلة لدرني مطهرة لنجاسة بدني مصححة فيها ضميري عاجلة إلى الوفاء بها مصيري و اقبل رب توبتي فإنها بصدق من إخلاص نيتي و محض من تصحيح بصيرتي و احتفال في طويتي و اجتهاد في لقاء سريرتي و تثبيت إنابتي و مسارعة   إلى أمرك بطاعتي و اجل اللهم رب عني بالتوبة ظلمة الإصرار و امح بها ما قدمته من الأوزار و اكسني بها لباس التقوى و جلابيب الهدى فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي و نزعت سربال الذنوب عن جسدي متمسكا رب بقدرتك مستعينا على نفسي بعزتك مستودعا توبتي من النكث بخفرتك معتصما من الخذلان بعصمتك مقرا بلا حول و لا قوة إلا بك

 المناجاة بطلب الحج بسم الله الرحمن الرحيم اللهم ارزقني الحج الذي فرضته على من استطاع إليه سبيلا و اجعل لي فيه هاديا و إليه دليلا و قرب لي بعد المسالك و أعني فيه على تأدية المناسك و حرم بإحرامي على النار جسدي و زد للسفر في زادي و قوتي و جلدي و ارزقني رب الوقوف بين يديك و الإفاضة إليك و ظفرني بالنجح و أحبني بوافر الربح و أصدرني رب من موقف الحج الأكبر إلى مزدلفة المشعر و اجعلها زلفة إلى رحمتك و طريقا إلى جنتك أوقفني موقف المشعر الحرام و مقام وفود الإحرام و أهلني لتأدية المناسك و نحر الهدي التوامك بدم يثج و أوداج تمج و إراقة الدماء المسفوحة من الهدايا المذبوحة و فري أوداجها على ما أمرت و التنفل بها كما رسمت و أحضرني اللهم صلاة العيد راجيا للوعد حالقا شعر رأسي و مقصرا مجتهدا في طاعتك مشمرا راميا للجمار بسبع بعد سبع من الأحجار و أدخلني اللهم عرصة بيتك و عقوتك و أولجني محل أمنك و كعبتك و مساكينك و سؤالك و وفدك و محاويجك و جد علي اللهم بوافر الأجر من الانكفاء و النفر و اختم لي مناسك حجي و انقضاء عجي بقبول منك لي و رأفة منك يا غفور يا رحيم يا أرحم الراحمين

 المناجاة بكشف الظلم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إن ظلم عبادك قد تمكن في بلادك حتى أمات العدل و قطع السبل و محق الحق و أبطل الصدق و أخفى البر   و أظهر الشر و أهمل التقوى و أزال الهدى و أزاح الخير و أثبت الضير و أنمى الفساد و قوى العباد و بسط الجور و عدى الطور اللهم يا رب لا يكشف ذلك إلا سلطانك و لا يجير منه إلا امتنانك اللهم رب فابتر الظلم و بت جبال الغشم و اخمل سوق المنكر و أعز من عنه زجر و احصد شأفة أهل الجور و ألبسهم الحور بعد الكور و عجل لهم البتات و أنزل عليهم المثلات و أمت حياة المنكرات ليأمن المخوف و يسكن الملهوف و يشبع الجائع و يحفظ الضائع و يؤوى الطريد و يعود الشريد و يغنى الفقير و يجار المستجير و يوقر الكبير و يرحم الصغير و يعز المظلوم و يذل الظلوم و تفرج الغماء و تسكن الدهماء و يموت الاختلاف و يحيا الايتلاف و يعلو العلم و يشمل السلم و تجمل النيات و يجمع الشتات و يقوى الإيمان و يتلى القرآن إنك أنت الديان المنعم المنان

 المناجاة بالشكر لله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد على مرد نوازل البلاء و ملمات الضراء و كشف نوائب اللأواء و توالي سبوغ النعماء و لك الحمد رب على هني‏ء عطائك و محمود بلائك و جليل آلائك و لك الحمد على إحسانك الكثير و خيرك الغزير و تكليفك اليسير و دفعك العسير و لك الحمد يا رب على تثميرك قليل الشكر و إعطائك وافر الأجر و حطك مثقل الوزر و قبولك ضيق العذر و وضعك باهظ الإصر و تسهيلك موضع الوعر و منعك مفظع الأمر و لك الحمد على البلاء المصروف و وافر المعروف و دفع المخوف و إذلال العسوف و لك الحمد على قلة التكليف و كثرة التخفيف و تقوية الضعيف و إغاثة اللهيف و لك الحمد على سعة إمهالك و دوام إفضالك و صرف محالك و حميد فعالك و توالي نوالك و لك الحمد على تأخير معاجلة العقاب و ترك مغافصة العذاب و تسهيل طرق المآب و إنزال غيث السحاب إنك المنان الوهاب

    المناجاة بطلب الحاجة بسم الله الرحمن الرحيم اللهم جدير من أمرته بالدعاء أن يدعوك و من وعدته بالإجابة أن يرجوك و لي اللهم حاجة قد عجزت عنها حيلتي و كلت فيها طاقتي و ضعفت عن مرامها قدرتي و سولت لي نفسي الأمارة بالسوء و عدوي الغرور الذي أنا منه مبتلى أن أرغب فيها إلى ضعيف مثلي و من هو في النكول شكلي حتى تداركتني رحمتك و بادرتني بالتوفيق رأفتك و رددت على عقلي بتطولك و ألهمتني رشدي بتفضلك و أحييت بالرجاء لك قلبي و أزلت خدعة عدوي عن لبي و صححت بالتأميل فكري و شرحت بالرجاء لإسعافك صدري و صورت لي الفوز ببلوغ ما رجوته و الوصول إلى ما أملته فوقفت اللهم رب بين يديك سائلا لك ضارعا إليك واثقا بك متوكلا عليك في قضاء حاجتي و تحقيق أمنيتي و تصديق رغبتي فأنجح اللهم حاجتي بأيمن نجاح و اهدها سبيل الفلاح و أعذني اللهم رب بكرمك من الخيبة و القنوط و الإناءة و التثبيط بهني‏ء إجابتك و سابغ موهبتك إنك ملي ولي و على عبادك بالمنائح الجزيلة وفي و أنت على كل شي‏ء قدير و بكل شي‏ء محيط و بعبادك خبير بصير

 مهج، ]مهج الدعوات[ روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه عن إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي إلى آخر الدعوات أقول روى السيد في كتاب فتح الأبواب الدعاء الأول مع اختصار هكذا حدث أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري عن هبة الله بن سلامة المقري عن إبراهيم بن أحمد البزوفري عن الرضا عن أبيه عن جده الصادق ع كما مر في كتاب الصلاة

18-  وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه الله نقلا من خط الشهيد قدس سره من كتاب ينسب إلى علي بن إسماعيل الميثمي كان زين العابدين   عليه السلام يقول و من أنا حتى تقصد قصدي لغضب منك يدوم علي فو عزتك ما يغير ملكك حسناتي و لا تشينه سيئاتي و لا ينقص من خزائنك غنائي و لا يزيد بها فقري

إذا ذكرت أياديك التي سلفت مع سوء فعلي و زلاتي و مجترمي‏أكاد أهلك يأسا ثم يدركني علمي بأنك مجبول على الكرم

19-  ق، ]كتاب العتيق الغروي[ مناجاة مولانا زين العابدين صلوات الله عليه يا راحم رنة العليل و يا عالم ما تحت خفي الأنين اجعلني من السالمين في حصنك الذي لا ترومه الأعداء و لا يصل إلي فيه مكروه الأذى فأنت مجيب من دعا و راحم من لاذ بك و شكا أستعطفك علي و أطلب رحمتك لفاقتي فقد غلبت الأمور قلة حيلتي و كيف لا يكون ذلك و لم أك شيئا و كونتني ثم بعد التكوين إلى دار الدنيا أخرجتني و بأحكامك فيها ابتليتني سبحانك سبحانك لا أجد عذرا أعتذر فأبرأ و لا شيئا أستعين به دونك فأعني إلهي أستعطفك علي أبدا أبدا إلهي كيف أدعوك و قد عصيتك و كيف لا أدعوك و قد عرفتك حبك في قلبي و إن كنت عاصيا مددت يدا بالذنوب مملوءة و عينا بالرجاء ممدودة و دمعة بالآمال موصولة إلهي أنت ملك العطايا و أنا أسير الخطايا و من كرم العظماء الرفق بالأسراء و أنا أسير جرمي مرتهن بعملي إلهي لئن طالبتني بسريرتي لأطلبن منك عفوك إلهي لئن أدخلتني النار لأحدثن أهلها أني أحبك إلهي الطاعة تسرك و المعاصي لا تضرك فصل على محمد و آله و هب لي ما يسرك و اغفر لي ما لا يضرك إلهي أ من أهل الشقاوة خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فأنشر رجائي إلهي أ لوقع مقامع الزبانية ركبت أعضائي أم لشرب الصديد خلقت أمعائي إلهي أنا الذي لا أقطع منك رجائي و لا أخيب منك دعائي إلهي نظرت إلى عملي فوجدته ضعيفا و حاسبت نفسي فوجدتها لا تقوى على شكر نعمة   واحدة أنعمتها علي فكيف أطمع أن أناجيك فارحمني إذا طاش عقلي و حشرج صدري و أدرجت خلوا في كفني و إن كانت دنت وفاتي و شخوصي إليك فاحشرني مع محمد و آله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين

 مناجاة له أخرى صلى الله عليه إلهي و سيدي و مولاي إن قطعت توفيقك خذلتني إلهي و سيدي و مولاي إن رددتني إلى نفسي أهلكتني إلهي و سيدي و مولاي إن رددتني إلى سؤال غيرك أذللتني إلهي و سيدي و مولاي أوبقتني ذنوبي و أنت أولى من عفا عني إلهي و سيدي و مولاي عظم ذنبي و لا يغفر العظيم أحد سواك إلهي و سيدي و مولاي حسن ظني بك جرأني على معاصيك إلهي و سيدي و مولاي لئن أدخلتني النار لقد جمعت بيني و بين من كنت أعاديه فيك

 مناجاة له أخرى صلى الله عليه إلهي طال ما نامت عيناي و قد حضرت أوقات صلواتك و أنت مطلع علي تحلم عني يا كريم إلى أجل قريب فويل لهاتين العينين كيف تصبر على تحريق النار إلهي طال ما مشت قدماي في غير طاعتك و أنت مطلع علي تحلم عني يا كريم إلى أجل قريب فويل لهاتين القدمين كيف تصبر على تحريق النار إلهي طال ما ركبت نفسي ما نهيت عنه فحلمت عنها يا كريم إلى أجل قريب فويل لهذا الجسم الضعيف كيف يصبر على تحريق النار إلهي ليتني لم أخلق لشقاوة جسدي إلهي ليت أمي لم تلدني إلهي ليتني لم أسمع بذكر جهنم و سلاسلها و تثقيل أغلالها إلهي ليتني كنت طائرا فأطير في الهواء من خوفك إلهي الويل لي ثم الويل لي إن كان إلى جهنم محشري إلهي الويل لي ثم الويل لي إن كان في النار مجلسي إلهي الويل لي ثم الويل لي إن كان الزقوم فيها طعامي إلهي الويل لي ثم الويل لي إن كان الحميم فيها شرابي إلهي الويل لي ثم الويل لي إن كان الشيطان و الكفار فيها أقراني   إلهي الويل لي ثم الويل لي إن أنا قدمت عليك و أنت ساخط علي فمن ذا الذي يرضيك عني ليس لي حسنة سبقت لي في طاعتك أرفع بها إليك رأسي أو ينطق بها لساني ليس لي إلا الرجاء منك فقد سبقت رحمتك غضبك عفوك عفوك عفوك فإنك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلواتك عليه و على آله و سلامك نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ صدقت صدقت يا سيدي ليس يرد غضبك إلا حلمك و لا يجير من عقابك إلا عفوك و لا ينجي منك إلا التضرع إليك أتضرع إليك يا رب تضرع المذنب الحقير و أدعوك دعاء البائس الفقير و أسألك مسألة المسكين الضرير فصل على محمد و آل محمد و امنن علي بالجنة و عافني من النار إلهي من علي بإحسانك الذي فيه الغناء عن القريب و البعيد و الأعداء و الإخوان و ألحقني بالذين غمرتهم سعة رحمتك فجعلتهم أطيابا أبرارا أتقياء و لنبيك محمد صلواتك عليه و على آله جيران في دار السلام و اغفر للمؤمنين و المؤمنات مع الآباء و الأمهات و الإخوة و الأخوات و ألحقنا و إياهم بالأبرار و أبحنا و إياهم جناتك مع النجباء الأخيار اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلني و جميع إخواني بك مؤمنين و على الإسلام ثابتين و لفرائضك مؤدين و على الصلوات محافظين و للزكاة فاعلين و لمرضاتك متيقنين و للإخلاص مخلصين و لك ذاكرين و لسنة نبيك صلوات الله عليه و على آله متبعين و من عذابك مشفقين و من عدلك خائفين و لفضلك راجين و من الفزع الأكبر آمنين و في خلق السماوات و الأرض متفكرين و من الذنوب و الخطايا تائبين و عن الرياء و السمعة منزهين و من الشرك و الزيغ و الكفر و الشقاق و النفاق معصومين و برزقك قانعين و للجنة طالبين و من النار هاربين و من الحلال الطيب مرزوقين و عند الشبهات واقفين و على محمد و آله مصلين و لأهل الإيمان ناصحين و للإخوان فيك مستغفرين و عند معاينة الموت مستبشرين و في وحشة القبر فرحين و بلقاء منكر و نكير مسرورين و عند مساءلتهم بالصواب مجيبين و   في الدنيا زاهدين و في الآخرة راغبين و للجنة طالبين و للفردوس وارثين و من ثياب السندس و الإستبرق لابسين و على الأرائك متكئين و بالتيجان المكللة بالدر و اليواقيت و الزبرجد متوجين و للولدان المخلدين مستخدمين و بأكواب و أباريق و كأس من معين شاربين و من الحور العين مزوجين و في نعيم الجنة مقيمين و في دار المقامة خالدين لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ اللهم اغفر لنا و لإخواننا المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و التباع بينهم بالخيرات إنك ولي الباقيات الصالحات

 مناجاة له أخرى صلى الله عليه تعرف بالصغرى سبحانك يا إلهي ما أحلمك و أعظمك و أعزك و أكرمك و أعلاك و أقدمك و أحكمك و أعلمك وسع علمك تهدد المتكبرين و استغرقت نعمتك شكر الشاكرين و عظم فضلك عن إحصاء المحصين و جل طولك عن وصف الواصفين خلقتنا بقدرتك و لم نك شيئا و صورتنا في الظلماء بكنه لطفك و أنهضتنا إلى نسيم روحك و غذوتنا بطيب رزقك و مكنت لنا في مهاد أرضك و دعوتنا إلى طاعتك فاستنجدنا بإحسانك على عصيانك و لو لا حلمك ما أمهلتنا إذ كنت قد سدلتنا بسترك و أكرمتنا بمعرفتك و أظهرت علينا حجتك و أسبغت علينا نعمتك و هديتنا إلى توحيدك و سهلت لنا المسلك إلى النجاة و حذرتنا سبيل المهلكة فكان جزاؤك منا أن كافأناك على الإحسان بالإساءة اجتراء منا على ما أسخط و مسارعة إلى ما باعد من رضاك و اغتباطا بغرور آمالنا و إعراضا على زواجر آجالنا فلم يردعنا ذلك حتى أتانا وعدك ليأخذ القوة منا فدعوناك مستحطين لميسور رزقك منتقصين لجوائزك فنعمل بأعمال الفجار كالمراصدين لمثوبتك بوسائل الأبرار نتمنى عليك العظائم ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ من مصيبة عظمت رزيتها و ساء ثوابها و ظل عقابها و طال عذابها و إن لم تتفضل بعفوك ربنا فتبسط آمالنا و في وعدك العفو عن زللنا   رجونا إقالتك و قد جاهرناك بالكبائر و استخفينا فيها من أصاغر خلقك و لا نحن راقبناك خوفا منك و أنت معنا و لا استحيينا منك و أنت ترانا و لا رعينا حق حرمتك أي رب فبأي وجه عز وجهك نلقاك أو بأي لسان نناجيك و قد نقضنا العهود بعد توكيدها و جعلناك علينا كفيلا ثم دعوناك عند البلية و نحن مقتحمون في الخطيئة فأجبت دعوتنا و كشفت كربتنا و رحمت فقرنا و فاقتنا فيا سوأتاه و يا سوء صنيعاه بأي حالة عليك اجترأنا و أي تغرير بمهجنا غررنا أي رب بأنفسنا استخففنا عند معصيتك لا بعظمتك و بجهلنا اغتررنا لا بحلمك و حقنا أضعنا لا كبير حقك و أنفسنا ظلمنا و رحمتك رجونا فارحم تضرعنا و كبونا لوجهك وجوهنا المسودة من ذنوبنا فنسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تصل خوفنا بأمنك و وحشتنا بأنسك و وحدتنا بصحبتك و فناءنا ببقائك و ذلنا بعزك و ضعفنا بقوتك فإنه لا ضيعة على من حفظت و لا ضعف على من قويت و لا وهن على من أعنت نسألك يا واسع البركات و يا قاضي الحاجات و يا منجح الطلبات أن تصلي على محمد و آل محمد و أن ترزقنا خوفا و حزنا تشغلنا بهما عن لذات الدنيا و شهواتها و ما يعترض لنا فيها عن العمل بطاعتك إنه لا ينبغي لمن حملته من نعمك ما حملتنا أن يغفل عن شكرك و أن يتشاغل بشي‏ء غيرك يا من هو عوض من كل شي‏ء و ليس منه عوض ربنا فداونا قبل التعلل و استعملنا بطاعتك قبل انصرام الأجل و ارحمنا قبل أن يحجب دعاؤنا فيما نسأل و امنن علينا بالنشاط و أعذنا من الفشل و الكسل و العجز و العلل و الضرر و الضجر و الملل و الرياء و السمعة و الهوى و الشهوة و الأشر و البطر و المرح و الخيلاء و الجدال و المراء و السفه و العجب و الطيش و سوء الخلق و الغدر و كثرة الكلام فيما لا تحب و التشاغل بما لا يعود علينا نفعه و طهرنا من اتباع الهوى و مخالطة السفهاء و عصيان العلماء و الرغبة عن القراء و مجالسة الدناة و اجعلنا ممن يجالس أولياءك و لا تجعلنا من المقارنين

   لأعدائك و أحينا حياة الصالحين و ارزقنا قلوب الخائفين و صبر الزاهدين و قناعة المتقين و يقين السائرين و أعمال العابدين و حرص المشتاقين حتى توردنا جنتك غير معذبين اللهم إني أسألك العمل بفرائضك و التمسك بسنتك و الوقوف عند نهيك و الطاعة لأهل طاعتك و الانتهاء عن محارمك اللهم ارزقنا معروفا في غير أذى و لا منة و عزا بك في غير ضلالة و تثبيتا و يقينا و تذكرا و قناعة و تعففا و غنى عن الحاجة إلى المخلوقين و لا تجعل وجوهنا مبذولة لأحد من العالمين فإنه من حمل فضل غيره من الآدميين خضع له فلم ينهه عن باطل و لم يبغضه على معصية بل اجعل أرزاقنا من عندك دارة و أعمالنا مبرورة و أعذنا من الميل إلى أهل الدنيا و التصنع لهم بشي‏ء من الأشياء اللهم و ما أجريت على ألسنتنا من نور البيان و إيضاح البرهان فاجعله نورا لنا في قبورنا و مبعثنا و محيانا و مماتنا و عزا لنا لا ذلا علينا و أمنا لنا من محذور الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آله و اجعلنا من الذين أسرعت أرواحهم في العلى و خططت هممهم في عز الورى فلم تزل قلوبهم والهة طائرة حتى أناخوا في رياض النعيم و جنوا من ثمار النسيم و شربوا بكأس العيش و خاضوا لجة السرور و غاصوا في بحر الحياة و استظلوا في ظل الكرامة آمين رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا ممن جاسوا خلال ديار الظالمين و استوحشوا من مؤانسة الجاهلين و سموا إلى العلو بنور الإخلاص و ركبوا في سفينة النجاة و أقلعوا بريح اليقين و أرسوا بشط بحار الرضا يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا من الذين غلقوا باب الشهوة من قلوبهم و استنفذوا من الغفلة أنفسهم و استعذبوا مرارة العيش و استلانوا البسط و ظفروا بحبل النجاة و عروة السلامة و المقام في دار الكرامة   اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا من الذين تمسكوا بعروة العلم و أدبوا أنفسهم بالفهم و قرءوا صحيفة السيئات و نشروا ديوان الخطيئات و تجرعوا مرارة الكمد حتى سلموا من الآفات و وجدوا الراحة في المنقلب اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا من الذين غرسوا أشجار الخطايا نصب روامق القلوب و سقوها من ماء التوبة حتى أثمرت لهم ثمر الندامة فأطلعتهم على ستور خفيات العلى و أرويتهم المخاوف و الأحزان و الغموم و الأشجار و نظروا في مرآة الفكر فأبصروا جسيم الفطنة و لبسوا ثوب الخدمة اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا من الذين شربوا بكأس الصفاء فأورثهم الصبر على طول البلاء فقرت أعينهم بما وجدوا من العين حتى تولهت قلوبهم في الملكوت و جالت بين سرائر حجب الجبروت و مالت أرواحهم إلى ظل برد المشتاقين في رياض الراحة و معدن العز و عرصات المخلدين اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا من الذين رتعوا في زهرة ربيع الفهم حتى تسامى بهم السمو إلى أعلى عليين فرسموا ذكر هيبتك في قلوبهم حتى ناجتك ألسنة القلوب الخفية بطول استغفار الوحدة في محاريب قدس رهبانية الخاشعين و حتى لاذت أبصار القلوب نحو السماء و عبرت أيمنة النواحين بين مصاف الكروبيين و مجالسة الروحانيين لهم زفرات أحرقت القلوب عند إرسال الفكر في مراتع الإحسان بين يديك و أنضجت نار الخشية منابت الشهوات من قلوبهم و سكنت بين خوافي طابق الغفلات من صدورهم فأنبه ذكر رقاد قلوبهم اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا من الذين اشتغلوا بالذكر عن الشهوات و خالفوا دواعي العزة بواضحات المعرفة و قطعوا أستار نار الشهوات بنضح ماء التوبة

   و غسلوا أوعية الجهل بصفو ماء الحياة حتى جالت في مجالس الذكر رطوبة ألسنة الذاكرين اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا ممن سهلت له طريق الطاعة بالتوفيق في منازل الأبرار فحيوا و قربوا و أكرموا و زينوا بخدمتك اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا من الذين أرسلت عليهم ستور عصمة الأولياء و خصصت قلوبهم بطهارة الصفاء و زينتها بالفهم و الحياء في منزل الأصفياء و سيرت همومهم في ملكوت سماواتك حجبا حجبا حتى ينتهي إليك واردها و متع أبصارنا بالجولان في جلالك لتسهرنا عما نامت قلوب الغافلين و اجعل قلوبنا معقودة بسلاسل النور و علقها من أركان عرشك بإطناب الذكر و اشغلها بالنظر إليك عن شر مواقف المختانين و أطلقها من الأسر لتجول في خدمتك مع الجوالين و اجعلنا بخدمتك للعباد و الأبدال في أقطارها طلابا و للخاصة من أصفيائك أصحابا و للمريدين المتعلقين ببابك أحبابا اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا من الذين عرفوا أنفسهم و أيقنوا بمستقرهم فكانت أعمارهم في طاعتك تفنى و قد نحلت أجسادهم بالحزن و إن لم تبل و هديت إلى ذكرك و إن لم تبلغ إلى مستراح الهدى اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا من الذين فتقت لهم رتق عظيم غواشي جفون حدق عيون القلوب حتى نظروا إلى تدبير حكمتك و شواهد حجج بيناتك فعرفوك بمحصول فطن القلوب و أنت في غوامض سترات حجب القلوب فسبحانك أي عين تقوم بها نصب نورك أم ترقأ إلى نور ضياء قدسك أو أي   فهم يفهم ما دون ذلك إلا الأبصار التي كشفت عنها حجب العمية فرقت أرواحهم على أجنحة الملائكة فسماهم أهل الملكوت زوارا و أسماهم أهل الجبروت عمارا فترددوا في مصاف المسبحين و تعلقوا بحجاب القدرة و ناجوا ربهم عند كل شهوة فحرقت قلوبهم حجب النور حتى نظروا بعين القلوب إلى عز الجلال في عظم الملكوت فرجعت القلوب إلى الصدور على النيات بمعرفة توحيدك فلا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا إلهي في هذه الدنيا هموم و أحزان و غموم و بلاء و في الآخرة حساب و عقاب فأين الراحة و الفرج إلهي خلقتني بغير أمري و تميتني بغير إذني و وكلت في عدوا لي له علي سلطان يسلك بي البلايا مغرورا و قلت لي استمسك فكيف أستمسك إن لم تمسكني اللهم صل على محمد و آل محمد و ثبتني بالقول الثابت في الدنيا و الآخرة و ثبتني بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها يا أرحم الراحمين يا من قال ادعوني فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ و قد دعوتك يا إلهي كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ اللهم صل على محمد و آل محمد و اغفر لي و لوالدي و ما ولدا و من ولدت و ما توالدوا و لأهلي و ولدي و أقاربي و إخواني فيك و جيراني من المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ

 مناجاة له أخرى صلوات الله عليه إلهي حرمني كل مسئول رفده و منعني كل مأمول ما عنده و اخلفني من كنت أرجوه لرغبة و أقصده لرهبة و حال الشك في ذلك يقينا و الظن عرفانا و استحال الرجاء يأسا و ردتني الضرورة إليك حين خابت آمالي و انقطعت أسبابي و أيقنت أن سعيي لا يفلح و اجتهادي لا ينجح إلا بمعونتك و أن مريدي بالخير لا يقدر على إنالتي إياه إلا بإذنك   فأسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أغنني يا رب بكرمك عن لؤم المسئولين و بإسعافك عن خيبة المرجوين و أبدلني مخافتك من مخافة المخلوقين و اجعلني أشد ما أكونه لك خوفا و أكثر ما أكونه لك ذكرا و أعظم ما أكون منك حرزا إذا زالت عني المخاوف و انزاحت المكاره و انصرفت عني المخاوف حين يأمن المغرورون مكرك و ينسى الجاهلون ذكرك و لا تجعلني ممن يبطره الرخاء و يصرعه البلاء فلا يدعوك إلا عند حلول نازلة و لا يذكرك إلا عند وقوع جائحة فيصرع لك خده و ترفع بالمسألة إليك يده و لا تجعلني ممن عبادته لك خطرات تعرض دون دوامها الفترات فيعلم بشي‏ء من الطاعة من يومه و يمل العمل في غده لكن صل على محمد و آله و اجعل كل يوم من أيامي موفيا على أمسه مقصرا عن غده حتى تتوفاني و قد أعددت ليوم المعاد توفرة الزاد برحمتك يا أرحم الراحمين

 و له صلوات الله عليه مناجاة أخرى إلهي و مولاي و غاية رجائي أشرقت من عرشك على أرضيك و ملائكتك و سكان سماواتك و قد انقطعت الأصوات و سكنت الحركات و الأحياء في المضاجع كالأموات فوجدت عبادك في شتى الحالات فمنه خائف لجأ إليك فآمنته و مذنب دعاك للمغفرة فأجبته و راقد استودعك نفسه فحفظته و ضال استرشدك فأرشدته و مسافر لاذ بكنفك فآويته و ذي حاجة ناداك لها فلبيته و ناسك أفنى بذكرك ليله فأحظيته و بالفوز جازيته و جاهل ضل عن الرشد و عول على الجلد من نفسه فخليته إلهي فبحق الاسم الذي إذا دعيت به أجبت و الحق الذي إذا أقسمت به أوجبت و بصلوات العترة الهادية و الملائكة المقربين صل على محمد و آل محمد و اجعلني ممن خاف فآمنته و دعاك للمغفرة فأجبته و استودعك نفسه فحفظته و استرشدك فأرشدته و لاذ بكنفك فآويته و ناداك للحوائج فلبيته و أفنى بذكرك ليله فأحظيته و بالفوز جازيته و لا تجعلني ممن ضل عن الرشد و عول على الجلد من نفسه فخليته   إلهي غلقت الملوك أبوابها و وكلت بها حجابها و بابك مفتوح لقاصديه و جودك موجود لطالبيه و غفرانك مبذول لمؤمليه و سلطانك دامغ لمستحقيه إلهي خلت نفسي بأعمالها بين يديك و انتصبت بالرغبة خاضعة لديك و مستشفعة بكرمك إليك فبصلوات العترة الهادية و الملائكة المسبحين صل على سيدنا محمد و آله الطاهرين و اقض حاجاتها و تغمد هفواتها و تجاوز فرطاتها فالويل لها إن صادفت نقمتك و الفوز لها إن أدركت رحمتك فيا من يخاف عدله و يرجى فضله صل على محمد و آله و اجعل دعائي منوطا بالإجابة و تسبيحي موصولا بالإثابة و ليلي مقرونا بعظيم صباح سلف من عمري بركة و إيمانا و أوفاه سعادة و أمنا إنك خير مسئول و أكرم مأمول و أنت على كل شي‏ء قدير

 و له صلى الله عليه دعاء الشكر يا من فضل إنعامه إنعام المنعمين و عجز عن شكره شكر الشاكرين و قد جربت غيرك من المأمولين بغيري من السائلين فإذا كل قاصد لغيرك مردود و كل طريق سواك مسدود إذ كل خير عندك موجود و كل خير عند سواك مفقود يا من إليه به توسلت و إليه به تسببت و توصلت و عليه في السراء و الضراء عولت و توكلت ما كنت عبدا لغيرك فيكون غيرك لي مولى و لا كنت مرزوقا من سواك فأستديمه عادة الحسنى و ما قصدت بابا إلا بابك فلا تطردني من بابك الأدنى يا قديرا لا يئوده المطالب و يا مولى يبغيه كل راغب حاجاتي مصروفة إليك و آمالي موقوفة لديك كلما وفقتني له من خير أحمله و أطيقه فأنت دليلي عليه و طريقه يا من جعل الصبر عونا على بلائه و جعل الشكر مادة لنعمائه قد جلت نعمتك عن شكري فتفضل على إقراري بعجزي بعفو أنت أقدر عليه و أوسع له مني و إن لم يكن لذنبي عندك عذر تقبله فاجعله ذنبا تغفره و في الرواية يقول ع و صل اللهم على جدي محمد رسوله و آله الطيبين

    و له صلى الله عليه و آله دعاء اللهم إن استغفاري إياك مع الإصرار على الذنب لؤم و تركي للاستغفار مع سعة رحمتك عجز إلهي كم تتحبب إلي بالنعم و أنت عني غني و أتبغض إليك بالمعاصي و أنا إليك محتاج فيا من إذا وعد وفى و إذا تواعد عفا صل اللهم على محمد و آله و افعل بي أولى الأمرين بك إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

 و له دعاء آخر صلى الله عليه اللهم عفوك عن ذنوبي و تجاوزك عن خطاياي و سترك على قبيح عملي أطمعني في أن أسألك ما لا أستحقه بما أذقتني من رحمتك و أوليتني من إحسانك فصرت أدعوك آمنا و أسألك مستأنسا لا خائفا و لا وجلا مدلا عليك بإحسانك إلي عاتبا عليك إذا أبطأ علي ما قصدت فيه إليك و لعل الذي أبطأ علي هو خير لي لعلمك بعواقب الأمور فلم أر مولى كريما أصبر على عبد لئيم منك علي لأنك تحسن فيما بيني و بينك و أسي‏ء و تتودد إلي و أتبغض إليك كأن لي التطول عليك ثم لم يمنعك ذلك من الرأفة بي و الإحسان إلي و إني لأعلم أن واحدا من ذنوبي يوجب لي أليم عذابك و يحل بي شديد عقابك و لكن المعرفة بك و الثقة بكرمك دعاني إلى التعرض لذلك و تدعو بما أحببت

 دعاء آخر له صلى الله عليه اللهم إنك دعوتني إلى النجاة فعصيتك و دعاني عدوك إلى الهلكة فأجبته فكفى مقتا عندك أن أكون لعدوك أحسن طاعة مني لك فوا سوأتاه إذ خلقتني لعبادتك و وسعت علي من رزقك فاستعنت به على معصيتك و أنفقته في غير طاعتك ثم سألتك الزيادة من فضلك فلم يمنعك ما كان مني أن عدت بحلمك علي فأوسعت علي من رزقك و آتيتني أكثر ما سألتك و لم ينهني حلمك عني و علمك بي و قدرتك علي و عفوك عني من التعرض لمقتك و التمادي في الغي مني كأن الذي تفعله بي أراه حقا واجبا عليك فكأن الذي نهيتني عنه أمرتني به و لو شئت   ما ترددت إلي بإحسانك و لا شكرتني بنعمتك علي و لا أخرت عقابك عني بما قدمت يداي و لكنك شكور فعال لما تريد فيا من وسع كل شي‏ء رحمة ارحم عبدك المتعرض لمقتك الداخل في سخطك الجاهل بك الجري عليك رحمة مننت بها إلى من أحسن طاعتك و أفضل عبادتك إنك لطيف لما تشاء على كل شي‏ء قدير يا من يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ حل بيني و بين التعرض لسخطك و أقبل بقلبي إلى طاعتك و أوزعني شكر نعمتك و ألحقني بالصالحين من عبادك اللهم ارزقني من فضلك مالا طيبا كثيرا فاضلا لا يطغيني و تجارة نامية مباركة لا تلهيني و قدرة على عبادتك و صبرا على العمل بطاعتك و القول بالحق و الصدق في المواطن كلها و شنآن الفاسقين و أعني على التهجد لك بحسن الخشوع في الظلم و التضرع إليك في الشدة و الرخاء و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الصوم في الهواجر ابتغاء وجهك و قربني إليك زلفة و لا تعرض عني لذنب ركبته و لا لسيئة أتيتها و لا لفاحشة أنا مقيم عليها راج للتوبة علي منك فيها و لا لخطاء و عمد كان مني عملته أو أمرت به صفحت لي عنه أو عاقبتني عليه سترته علي أو هتكته و أنا مقيم عليه أو تائب إليك منه أسألك بحقك الواجب على جميع خلقك لما طهرتني من الآفات و عافيتني من اقتراف الآثام بتوبة منك علي و نظرة منك إلي ترضى بها عني و حبابتك لي بنعمة موصولة بكرامة تبلغ بي شرف الجنة و مرافقة محمد و أهل بيته صلى الله عليه و عليهم آمين رب العالمين

 دعاء آخر له صلوات الله عليه اللهم إني أسألك أمورا تفضلت بها على كثير من خلقك من صغير أو كبير من غير مسألة منهم لك فإن تجد بها علي فمنة من مننك و إلا تفعل فلست ممن يشارك في حكمه و لا يؤامر في خلقه فإن تك راضيا فأحق من أعطيته ما سألك من رضيت عنه مع هوان ما قصدت فيه إليك عليك و إن تك ساخطا فأحق من عفا أنت   و أكرم من غفر و عاد بفضله على عبده فأصلح منه فاسدا و قوم منه أودا و إن أخذتني بقبيح عملي فواحد من جرمي يحل عذابك بي و من أنا في خلقك يا مولاي و سيدي فو عزتك ما تزين ملكك حسناتي و لا تقبحه سيئاتي و لا ينقص خزائنك غناي و لا يزيد فيها فقري و ما صلاحي و فسادي إلا إليك فإن صيرتني صالحا كنت و إن جعلتني فاسدا لم يقدر على صلاحي سواك فما كان من عمل سيئ أتيته فعلى علم مني بأنك تراني و أنك غير غافل عني مصدق منك بالوعيد لي و لمن كان في مثل حالي واثق بعد ذلك منك بالصفح الكريم و العفو القدير و الرحمة الواسعة فجرأني على معصيتك ما أذقتني من رحمتك و وثوبي على محارمك ما رأيت من عفوك و لو خفت تعجيل نقمتك لأخذت حذري منك كما أخذته من غيرك ممن هو دونك ممن خفت سطوته فاجتنبت ناحيته و ما توفيقي إلا بك فلا تكلني إلى نفسي برحمتك فأعجز عنها و لا إلى سواك فيخذلني فقد سألتك من فضلك ما لا أستحقه بعمل صالح قدمته و لا آيس منه لذنب عظيم ركبته لقديم الرجاء فيك و عظيم الطمع منك الذي أوجبته على نفسك من الرحمة فالأمر لك وحدك لا شريك لك و الخلق عيالك و كل شي‏ء خاضع لك ملكك كثير و عدلك قديم و عطاؤك جزيل و عرشك كريم و ثناؤك رفيع و ذكرك أحسن و جارك أمنع و حكمك نافذ و علمك جم و أنت أول آخر ظاهر باطن بكل شي‏ء عليم عبادك جميعا إليك فقراء و أنا أفقرهم إليك لذنب تغفره و لفقر تجبره و لعائلة تغنيها و لعورة تسترها و لخطة تشدها و لسيئة تتجاوز عنها و لفساد تصلحه و لعمل صالح تتقبله و لكلام طيب ترفعه و لبدن تعافيه اللهم إنك شوقتني إليك و رغبتني فيما لديك و تعطفتني عليك و أرسلت إلي خير خلقك يتلو علي أفضل كتبك فآمنت برسولك و لم أقتد بهداه و صدقت بكتابك و لم أعمل به و أبغضت لقاءك لضعف نفسي و عصيت أمرك لخبيث عملي

   و رغبت عن سننك لفساد ديني و لم أسبق إلى رؤيتك لقساوة قلبي اللهم إنك خلقت جنة لمن أطاعك و أعددت فيها من النعيم المقيم ما لا يخطر على القلوب و وصفتها بأحسن الصفة في كتابك و شوقت إليها عبادك و أمرت بالمسابقة إليها و أخبرت عن سكانها و ما فيها من حور عين كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ و ولدان كاللؤلؤ المنثور و فاكهة و نخل و رمان و جنات من أعناب و أنهار من طيب الشراب و سندس و إستبرق و سلسبيل و رحيق مختوم و أسورة من فضة و شراب طهور و ملك كبير و قلت من بعد ذلك تباركت و تعاليت فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ فنظرت في عملي فرأيته ضعيفا يا مولاي و حاسبت نفسي فلم أجدني أقوم بشكر ما أنعمت علي و عددت سيئاتي فأصبتها تسترق حسناتي فكيف أطمع أن أنال جنتك بعملي و أنا مرتهن بخطيئتي لا كيف يا مولاي إن لم تداركني منك برحمة تمن بها علي في منن قد سبقت منك لا أحصيها تختم لي بها كرامتك فطوبى لمن رضيت عنه و ويل لمن سخطت عليه فارض عني و لا تسخط علي يا مولاي اللهم و خلقت نارا لمن عصاك و أعددت لأهلها من أنواع العذاب فيها و وصفته و صنفته من الحميم و الغساق و المهل و الضريع و الصديد و الغسلين و الزقوم و السلاسل و الأغلال و مقامع الحديد و العذاب الغليظ و العذاب الشديد و العذاب المهين و العذاب المقيم و عذاب الحريق و عذاب السموم وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ و سرابيل القطران و سرادقات النار و النحاس و الزقوم و الحطمة و الهاوية و لظى و النار الحامية و النار الموقدة الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ و النار الموصدة ذات العمد الممددة و السعير و الحميم و النار التي لا تطفأ و النار التي تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ و النار التي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ و النار التي يقال هَلِ امْتَلَأْتِ ف تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ و الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ فقد خفت يا مولاي إذ كنت لك عاصيا أن أكون لها مستوجبا لكبير ذنبي و عظيم جرمي و قديم إساءتي و أفكر في غناك عن عذابي و فقري إلى رحمتك

   يا مولاي مع هوان ما طمعت فيه منك عليك و عسره عندي و يسره عليك و عظيم قدره عندي و كبير خطره لدي و موقعه مني مع جودك بجسيم الأمور و صفحك عن الذنب الكبير لا يتعاظمك يا سيدي ذنب أن تغفره و لا خطيئة أن تحطها عني و عمن هو أعظم جرما مني لصغر خطري في ملكك مع تضرعي و ثقتي بك و توكلي عليك و رجائي إياك و طمعي فيك فيحول ذلك بيني و بين خوفي من دخول النار و من أنا يا سيدي فتقصد قصدي بغضب يدوم منك علي تريد به عذابي ما أنا في خلقك إلا بمنزلة الذرة في ملكك العظيم فهب لي نفسي بجودك و كرمك فإنك تجد مني خلقا و لا أجد منك و بك غنى عني و لا غنى بي حتى تلحقني بهم فتصيرني معهم إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ رب حسنت خلقي و عظمت عافيتي و وسعت علي في رزقي و لم تزل تنقلني من نعمة إلى كرامة و من كرامة إلى فضل تجدد لي ذلك في ليلي و نهاري لا أعرف غير ما أنا فيه حتى ظننت أن ذلك واجب عليك لي و أنه لا ينبغي لي أن أكون في غير مرتبتي لأني لم أدر ما عظيم البلاء فأجد لذة الرخاء و لم يذلني الفقر فأعرف فضل الأمن فأصبحت و أمسيت في غفلة مما فيه غيري ممن هو دوني فكفرت و لم أشكر بلاءك و لم أشك أن الذي أنا فيه دائم غير زائل عني لا أحدث نفسي بانتقال عافية و تحويل فقر و لا خوف و لا حزن في عاجل دنياي و آجل آخرتي فيحول ذلك بيني و بين التضرع إليك في دوام ذلك لي مع ما أمرتني به من شكرك و وعدتني عليه من المزيد من لديك فسهوت و لهوت و غفلت و أمنت و أشرت و بطرت و تهاونت حتى جاء التغيير مكان العافية بحلول البلاء و نزل الضر بمنزلة الصحة و بأنواع السقم و الأذى و أقبل الفقر بإزاء الغنى فعرفت ما كنت فيه للذي صرت إليه فسألتك مسألة من لا يستوجب أن تسمع له دعوة لعظيم ما كنت فيه من الغفلة و طلبت طلبة من لا يستحق نجاح الطلبة للذي كنت فيه من اللهو و الفترة و تضرعت تضرع من لا يستوجب

   الرحمة لما كنت فيه من الزهو و الاستطالة فرضيت بما إليه صيرتني و إن كان الضر قد مسني و الفقر قد أذلني و البلاء قد حل بي فإن يك ذلك من سخط منك فأعوذ بحلمك من سخطك و إن كنت أردت أن تبلوني فقد عرفت ضعفي و قلة حيلتي إذ قلت تباركت و تعاليت إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً و قلت عزيت من قائل فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَ أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ و قلت جليت من قائل إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى و قلت سبحانك ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ و قلت عزيت و جليت وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ و قلت وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ و قلت وَ يَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا صدقت صدقت يا سيدي و مولاي هذه صفاتي التي أعرفها من نفسي و قد مضى علمك في يا مولاي و وعدتني منك وعدا حسنا أن أدعوك فتستجيب لي فأنا أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني و زدني من نعمتك و عافيتك و كلاءتك و سترك و انقلني مما أنا فيه إلى ما هو أفضل منه حتى تبلغ بي فيما أنا فيه رضاك   و أنال به ما عندك فيما أعددته لأوليائك و أهل طاعتك مع النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً فارزقنا في دارك دار المقام في جوار محمد الحبيب زين القيامة تمام الكرامة و دوام النعمة و مبلغ السرور إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و صلى الله على محمد النبي و على آله و سلم تسليما كثيرا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

20-  ق، ]كتاب العتيق الغروي[ دعاء لزين العابدين عليه السلام يا عزيز ارحم ذلي يا غني ارحم فقري يا قوي ارحم ضعفي بمن يستغيث العبد إلا بمولاه إلى من يطلب العبد إلا إلى سيده إلى من يتضرع العبد إلا إلى خالقه بمن يلوذ العبد إلا بربه إلى من يشكو العبد إلا إلى رازقه اللهم ما عملت من خير فهو منك لا حمد لي عليه و ما عملت من سوء فقد حذرتنيه فلا عذر لي فيه اللهم إني أسألك سؤال الخاضع الذليل و أسألك سؤال العائذ المستقيل و أسألك سؤال من يبوء بذنبه و يعترف بخطيئته و أسألك سؤال من لا يجد لعثرته مقيلا و لا لضره كاشفا و لا لكربته مفرجا و لا لغمه مروحا و لا لفاقته سادا و لا لضعفه مقويا إلا أنت يا أرحم الراحمين

21-  د، ]العدد القوية[ قال الثمالي حدثني إبراهيم بن محمد قال سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول ليلة في مناجاته إلهنا و سيدنا و مولانا لو بكينا حتى تسقط أشفارنا و انتحبنا حتى ينقطع أصواتنا و قمنا حتى تيبس أقدامنا و ركعنا حتى تتخلع أوصالنا و سجدنا حتى تتفقأ أحداقنا و أكلنا تراب الأرض طول أعمارنا و ذكرناك حتى تكل ألسنتنا ما استوجبنا بذلك محو سيئة من سيئاتنا أقول وجدت في بعض الكتب هذا الدعاء منسوبا إلى سيد الساجدين ع و هو في المناجاة لله عز و جل إلهي أسألك أن تعصمني حتى لا أعصيك فإني قد بهت و تحيرت من كثرة الذنوب مع العصيان و من كثرة كرمك مع الإحسان و قد كلت لساني كثرة ذنوبي   و أذهبت عني ماء وجهي فبأي وجه ألقاك و قد أخلق الذنوب وجهي و بأي لسان أدعوك و قد أخرس المعاصي لساني و كيف أدعوك و أنا العاصي و كيف لا أدعوك و أنت الكريم و كيف أفرح و أنا العاصي و كيف أحزن و أنت الكريم و كيف أدعوك و أنا أنا و كيف لا أدعوك و أنت أنت و كيف أفرح و قد عصيتك و كيف أحزن و قد عرفتك و أنا أستحيي أن أدعوك و أنا مصر على الذنوب و كيف بعبد لا يدعو سيده و أين مفره و ملجؤه أن يطرده إلهي بمن أستغيث إن لم تقلني عثرتي و من يرحمني إن لم ترحمني و من يدركني إن لم تدركني و أين الفرار إذا ضاقت لديك أمنيتي إلهي بقيت بين خوف و رجاء خوفك يميتني و رجاؤك يحييني إلهي الذنوب صفاتنا و العفو صفاتك إلهي الشيبة نور من أنوارك فمحال أن تحرق نورك بنارك إلهي الجنة دار الأبرار و لكن ممرها على النار فيا ليتها إذ حرمت الجنة لم أدخل النار إلهي و كيف أدعوك و أتمنى الجنة مع أفعالي القبيحة و كيف لا أدعوك و أتمنى الجنة مع أفعالك الحسنة الجميلة إلهي أنا الذي أدعوك و إن عصيتك و لا ينسى قلبي ذكرك إلهي أنا الذي أرجوك و إن عصيتك و لا ينقطع رجائي بكثرة عفوك يا مولاي إلهي ذنوبي عظيمة و لكن عفوك أعظم من ذنوبي إلهي بعفوك العظيم اغفر لي ذنوبي العظيمة فإنه لا يغفر الذنوب العظيمة إلا الرب العظيم إلهي أنا الذي أعاهدك فأنقض عهدي و أترك عزمي حين يعرض شهوتي فأصبح بطالا و أمسي لاهيا و تكتب ما قدمت يومي و ليلتي إلهي ذنوبي لا تضرك و عفوك إياي لا ينقصك فاغفر لي ما لا يضرك و أعطني ما لا ينقصك إلهي إن أحرقتني لا ينفعك و إن غفرت لي لا يضرك فافعل بي ما لا يضرك و لا تفعل بي ما لا يسرك إلهي لو لا أن العفو من صفاتك لما عصاك أهل معرفتك إلهي لو لا أنك

   بالعفو تجود لما عصيتك و إلى الذنب أعود إلهي لو لا أن العفو أحب الأشياء لديك لما عصاك أحب الخلق إليك إلهي رجائي منك غفران و ظني فيك إحسان أقلني عثرتي ربي فقد كان الذي كان فيا من له رفق بمن يعاديه فكيف بمن يتولاه و يناجيه و يا من كلما نودي أجاب و يا من بجلاله ينشئ السحاب أنت الذي قلت من الذي دعاني فلم ألبه و من الذي سألني فلم أعطه و من الذي أقام ببابي فلم أجبه و أنت الذي قلت أنا الجواد و مني الجود و أنا الكريم و مني الكرم و من كرمي في العاصين أن أكلأهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني و أتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوني إلهي من الذي يفعل الذنوب و من الذي يغفر الذنوب فأنا فعال الذنوب و أنت غفار الذنوب إلهي بئسما فعلت من كثرة الذنوب و العصيان و نعم ما فعلت من الكرم و الإحسان إلهي أنت أغرقتني بالجود و الكرم و العطايا و أنا الذي أغرقت نفسي بالذنوب و الجهالة و الخطايا و أنت مشهور بالإحسان و أنا مشهور بالعصيان إلهي ضاق صدري و لست أدري بأي علاج أداوي ذنبي فكم أتوب منها و كم أعود إليها و كم أنوح عليها ليلي و نهاري فحتى متى يكون و قد أفنيت بها عمري إلهي طال حزني و رق عظمي و بلي جسمي و بقيت الذنوب على ظهري فإليك أشكو سيدي فقري و فاقتي و ضعفي و قلة حيلتي إلهي ينام كل ذي عين و يستريح إلى وطنه و أنا وجل القلب و عيناي تنتظران رحمة ربي فأدعوك يا رب فاستجب دعائي و اقض حاجتي و أسرع بإجابتي إلهي أنتظر عفوك كما ينتظره المذنبون و لست أيأس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون إلهي أ تحرق بالنار وجهي و كان لك مصليا إلهي أ تحرق بالنار عيني و كانت من خوفك باكية إلهي أ تحرق بالنار لساني و كان للقرآن تاليا إلهي أ تحرق بالنار قلبي و كان لك محبا إلهي أ تحرق بالنار جسمي و كان لك خاشعا إلهي أ تحرق بالنار أركاني و كانت لك ركعا سجدا   إلهي أمرت بالمعروف و أنت أولى به من المأمورين و أمرت بصلة السؤال و أنت خير المسئولين إلهي إن عذبتني فعبد خلقته لما أردته فعذبته و إن أنجيتني فعبد وجدته مسيئا فأنجيته إلهي لا سبيل لي إلى الاحتراس من الذنب إلا بعصمتك و لا وصول لي إلى عمل الخير إلا بمشيتك فكيف لي بالاحتراس ما لم تدركني فيه عصمتك إلهي سترت علي في الدنيا ذنوبا و لم تظهرها فلا تفضحني بها يوم القيامة على رءوس العالمين إلهي جودك بسط أملي و شكرك قبل عملي فسرني بلقائك عند اقتراب أجلي إلهي إذا شهد لي الإيمان بتوحيدك و نطق لساني بتحميدك و دلني القرآن على فواضل جودك فكيف ينقطع رجائي بموعودك إلهي أنا الذي قتلت نفسي بسيف العصيان حتى استوجبت منك القطيعة و الحرمان فالأمان الأمان هل بقي لي عندك وجه الإحسان إلهي عصاك آدم فغفرته و عصاك خلق من ذريته فيا من عفا عن الوالد معصيته اعف عن الولد العصاة لك من ذريته إلهي خلقت جنتك لمن أطاعك و وعدت فيها ما لا يخطر بالقلوب و نظرت إلى عملي فرأيته ضعيفا يا مولاي و حاسبت نفسي فلم أجد أن أقوم بشكر ما أنعمت علي و خلقت نارا لمن عصاك و وعدت فيها أَنْكالًا وَ جَحِيماً و عذابا و قد خفت يا مولاي أن أكون مستوجبا لها لكبير جرأتي و عظيم جرمي و قديم إساءتي فلا يتعاظمك ذنب تغفره لي و لا لمن هو أعظم جرما مني لصغر خطري في ملكك مع يقيني بك و توكلي و رجائي لديك إلهي جعلت لي عدوا يدخل قلبي و يحل محل الرأي و الفكرة مني و أين الفرار إذا لم يكن منك عون عليه إلهي إن الشيطان فاجر خبيث كثير المكر شديد الخصومة قديم العداوة كيف ينجو من يكون معه في دار و هو المحتال إلا أني أجد كيده ضعيفا ف إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ و إياك نستحفظ و لا حول و لا قوة إلا بالله يا كريم يا كريم يا كريم   و منها المناجاة الخمس عشرة لمولانا علي بن الحسين صلوات الله عليهما و قد وجدتها مروية عنه ع في بعض كتب الأصحاب رضوان الله عليهم

 المناجاة الأولى مناجاة التائبين ليوم الجمعة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي و جللني التباعد منك لباس مسكنتي و أمات قلبي عظيم جنايتي فأحيه بتوبة منك يا أملي و بغيتي و يا سؤلي و منيتي فو عزتك ما أجد لذنوبي سواك غافرا و لا أرى لكسري غيرك جابرا و قد خضعت بالإنابة إليك و عنوت بالاستكانة لديك فإن طردتني من بابك فبمن ألوذ و إن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ فوا أسفا من خجلتي و افتضاحي و وا لهفا من سوء عملي و اجتراحي أسألك يا غافر الذنب الكبير و يا جابر العظم الكسير أن تهب لي موبقات الجرائر و تستر علي فاضحات السرائر و لا تخلني في مشهد القيامة من برد عفوك و غفرك و لا تعرني من جميل صفحك و سترك إلهي ظلل على ذنوبي غمام رحمتك و أرسل على عيوبي سحاب رأفتك إلهي هل يرجع العبد الآبق إلا إلى مولاه أم هل يجيره من سخطه أحد سواه إلهي إن كان الندم على الذنب توبة فإني و عزتك من النادمين و إن كان الاستغفار من الخطيئة حطة فإني لك من المستغفرين لك العتبى حتى ترضى إلهي بقدرتك علي تب علي و بحلمك عني اعف عني و بعلمك بي ارفق بي إلهي أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك سميته التوبة فقلت تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه إلهي إن كان قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك إلهي ما أنا بأول من عصاك فتبت عليه و تعرض لمعروفك فجدت عليه يا مجيب المضطر يا كاشف الضر يا عظيم البر يا عليما بما في السر يا جميل الستر استشفعت بجودك و كرمك إليك   و توسلت بحنانك و ترحمك لديك فاستجب دعائي و لا تخيب فيك رجائي و تقبل توبتي و كفر خطيئتي بمنك و رحمتك يا أرحم الراحمين

 المناجاة الثانية مناجاة الشاكرين ليوم السبت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلهي إليك أشكو نفسا بالسوء أمارة و إلى الخطيئة مبادرة و بمعاصيك مولعة و بسخطك متعرضة تسلك بي مسالك المهالك و تجعلني عندك أهون هالك كثيرة العلل طويلة الأمل إن مسها الشر تجزع و إن مسها الخير تمنع ميالة إلى اللعب و اللهو مملوة بالغفلة و السهو تسرع بي إلى الحوبة و تسوفني بالتوبة إلهي أشكو إليك عدوا يضلني و شيطانا يغويني قد ملأ بالوسواس صدري و أحاطت هواجسه بقلبي يعاضد لي الهوى و يزين لي حب الدنيا و يحول بيني و بين الطاعة و الزلفى إلهي إليك أشكو قلبا قاسيا مع الوسواس متقلبا و بالرين و الطبع متلبسا و عينا عن البكاء من خوفك جامدة و إلى ما يسرها طامحة إلهي لا حول لي و لا قوة إلا بقدرتك و لا نجاة لي من مكاره الدنيا إلا بعصمتك فأسألك ببلاغة حكمتك و نفاذ مشيتك أن لا تجعلني لغير جودك متعرضا و لا تصيرني للفتن غرضا و كن لي على الأعداء ناصرا و على المخازي و العيوب ساترا و من البلايا واقيا و عن المعاصي عاصما برأفتك و رحمتك يا أرحم الراحمين

 المناجاة الثالثة مناجاة الخائفين ليوم الأحد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلهي أ تراك بعد الإيمان بك تعذبني أم بعد حبي إياك تبعدني أم مع رجائي لرحمتك و صفحك تحرمني أم مع استجارتي بعفوك تسلمني حاشا لوجهك الكريم أن تخيبني ليت شعري أ للشقاء ولدتني أمي أم للعناء ربتني فليتها لم تلدني و لم تربني و ليتني علمت أ من أهل السعادة جعلتني و بقربك و جوارك خصصتني فتقر بذلك عيني و تطمئن له نفسي إلهي هل تسود وجوها خرت ساجدة لعظمتك أو تخرس ألسنة نطقت بالثناء على مجدك و جلالتك أو تطبع على قلوب انطوت على محبتك أو تصم   أسماعا تلذذت بسماع ذكرك في إرادتك أو تغل أكفا رفعتها الآمال إليك رجاء رأفتك أو تعاقب أبدانا عملت بطاعتك حتى نحلت في مجاهدتك أو تعذب أرجلا سعت في عبادتك إلهي لا تغلق على موحديك أبواب رحمتك و لا تحجب مشتاقيك عن النظر إلى جميل رؤيتك إلهي نفس أعززتها بتوحيدك كيف تذلها بمهانة هجرانك و ضمير انعقد على مودتك كيف تحرقه بحرارة نيرانك إلهي أجرني من أليم غضبك و عظيم سخطك يا حنان يا منان يا رحيم يا رحمان يا جبار يا قهار يا غفار يا ستار نجني برحمتك من عذاب النار و فضيحة العار إذا امتاز الأخيار من الأشرار و حالت الأهوال و قرب المحسنون و بعد المسيئون وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ

 المناجاة الرابعة مناجاة الراجين ليوم الاثنين بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا من إذا سأله عبد أعطاه و إذا أمل ما عنده بلغه مناه و إذا أقبل عليه قربه و أدناه و إذا جاهره بالعصيان ستر عليه و غطاه و إذا توكل عليه أحسبه و كفاه إلهي من الذي نزل بك ملتمسا قراك فما قريته و من الذي أناخ ببابك مرتجيا نداك فما أوليته أ يحسن أن أرجع عن بابك بالخيبة مصروفا و لست أعرف سواك مولى بالإحسان موصوفا كيف أرجو غيرك و الخير كله بيدك و كيف أؤمل سواك و الخلق و الأمر لك أ أقطع رجائي منك و قد أوليتني ما لم أسأله من فضلك أم تفقرني إلى مثلي و أنا أعتصم بحبلك يا من سعد برحمته القاصدون و لم يشق بنقمته المستغفرون كيف أنساك و لم تزل ذاكري و كيف ألهو عنك و أنت مراقبي إلهي بذيل كرمك أعلقت يدي و لنيل عطاياك بسطت أملي فأخلصني بخالصة توحيدك و اجعلني من صفوة عبيدك يا من كل هارب إليه يلتجئ   و كل طالب إياه يرتجي يا خير مرجو و يا أكرم مدعو و يا من لا يرد سائله و لا يخيب آمله يا من بابه مفتوح لداعيه و حجابه مرفوع لراجيه أسألك بكرمك أن تمن علي من عطائك بما تقر به عيني و من رجائك بما تطمئن به نفسي و من اليقين بما تهون به علي مصيبات الدنيا و تجلو به عن بصيرتي غشوات العمى برحمتك يا أرحم الراحمين

 المناجاة الخامسة مناجاة الراغبين ليوم الثلاثاء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلهي إن كان قل زادي في المسير إليك فلقد حسن ظني بالتوكل عليك و إن كان جرمي قد أخافني من عقوبتك فإن رجائي قد أشعرني بالأمن من نقمتك و إن كان ذنبي قد عرضني لعقابك فقد آذنني حسن ثقتي بثوابك و إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبهتني المعرفة بكرمك و آلائك و إن أوحش ما بيني و بينك فرط العصيان و الطغيان فقد آنسني بشرى الغفران و الرضوان أسألك بسبحات وجهك و بأنوار قدسك و أبتهل إليك بعواطف رحمتك و لطائف برك أن تحقق ظني بما أؤمله من جزيل إكرامك و جميل إنعامك في القربى منك و الزلفى لديك و التمتع بالنظر إليك و ها أنا متعرض لنفحات روحك و عطفك و منتجع غيث جودك و لطفك فار من سخطك إلى رضاك هارب منك إليك راج أحسن ما لديك معول على مواهبك مفتقر إلى رعايتك إلهي ما بدأت به من فضلك فتممه و ما وهبت لي من كرمك فلا تسلبه و ما سترته علي بحلمك فلا تهتكه و ما علمته من قبيح فعلي فاغفره إلهي استشفعت بك إليك و استجرت بك منك أتيتك طامعا في إحسانك راغبا في امتنانك مستسقيا وبل طولك مستمطرا غمام فضلك طالبا مرضاتك قاصدا جنابك   واردا شريعة رفدك ملتمسا سني الخيرات من عندك وافدا إلى حضرة جمالك مريدا وجهك طارقا بابك مستكينا لعظمتك و جلالك فافعل بي ما أنت أهله من المغفرة و الرحمة و لا تفعل بي ما أنا أهله من العذاب و النقمة برحمتك يا أرحم الراحمين

 المناجاة السادسة مناجاة الشاكرين ليوم الأربعاء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلهي أذهلني عن إقامة شكرك تتابع طولك و أعجزني عن إحصاء ثنائك فيض فضلك و شغلني عن ذكر محامدك ترادف عوائدك و أعياني عن نشر عوارفك توالي أياديك و هذا مقام من اعترف بسبوغ النعماء و قابلها بالتقصير و شهد على نفسه بالإهمال و التضييع و أنت الرءوف الرحيم البر الكريم الذي لا يخيب قاصديه و لا يطرد عن فنائه آمليه بساحتك تحط رحال الراجين و بعرصتك تقف آمال المسترفدين فلا تقابل آمالنا بالتخييب و الإياس و لا تلبسنا سربال القنوط و الإبلاس إلهي تصاغر عند تعاظم آلائك شكري و تضاءل في جنب إكرامك إياي ثنائي و نشري جللتني نعمك من أنوار الإيمان حللا و ضربت علي لطائف برك من العز كللا و قلدتني مننك قلائد لا تحل و طوقتني أطواقا لا تفل فآلاؤك جمة ضعف لساني عن إحصائها و نماؤك كثيرة قصر فهمي عن إدراكها فضلا عن استقصائها فكيف لي بتحصيل الشكر و شكري إياك يفتقر إلى شكر فكلما قلت لك الحمد وجب علي لذلك أن أقول لك الحمد إلهي فكما غذيتنا بلطفك و ربيتنا بصنعك فتمم علينا سوابغ النعم و ادفع عنا مكاره النقم و آتنا من حظوظ الدارين أرفعها و أجلها عاجلا و آجلا و لك الحمد على حسن بلائك و سبوغ نعمائك حمدا يوافق رضاك و يمتري العظيم من برك و نداك يا عظيم يا كريم برحمتك يا أرحم الراحمين

    المناجاة السابعة مناجاة المطيعين لله ليوم الخميس بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلهي ألهمنا طاعتك و جنبنا معاصيك و يسر لنا بلوغ ما نتمنى من ابتغاء رضوانك و أحللنا بحبوحة جنانك و أقشع عن بصائرنا سحاب الارتياب و اكشف عن قلوبنا أغشية المرية و الحجاب و أزهق الباطل عن ضمائرنا و أثبت الحق في سرائرنا فإن الشكوك و الظنون لواقح الفتن و مكدرة لصفو المنائح و المنن اللهم احملنا في سفن نجاتك و متعنا بلذيذ مناجاتك و أوردنا حياض حبك و أذقنا حلاوة ودك و قربك و اجعل جهادنا فيك و همنا في طاعتك و أخلص نياتنا في معاملتك فإنا بك و لك و لا وسيلة لنا إليك إلا بك إلهي اجعلني من الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ و ألحقني بالصالحين الأبرار السابقين إلى المكرمات المسارعين إلى الخيرات العاملين للباقيات الصالحات الساعين إلى رفيع الدرجات إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و بالإجابة جدير برحمتك يا أرحم الراحمين

 المناجاة الثامنة مناجاة المريدين ليوم الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك ما أضيق الطرق على من لم تكن دليله و ما أوضح الحق عند من هديته سبيله إلهي فاسلك بنا سبل الوصول إليك و سيرنا في أقرب الطرق للوفود عليك قرب علينا البعيد و سهل علينا العسير الشديد و ألحقنا بالعباد الذين هم بالبدار إليك يسارعون و بابك على الدوام يطرقون و إياك في الليل يعبدون و هم من هيبتك مشفقون الذين صفيت لهم المشارب و بلغتهم الرغائب و أنجحت لهم المطالب و قضيت لهم من وصلك المآرب و ملأت لهم ضمائرهم من حبك و رويتهم من صافي شربك فبك إلى لذيذ مناجاتك وصلوا و منك أقصى مقاصدهم حصلوا فيا من هو على المقبلين عليه مقبل و بالعطف عليهم عائد مفضل و بالغافلين   عن ذكره رحيم رءوف و بجذبهم إلى بابه ودود عطوف أسألك أن تجعلني من أوفرهم منك حظا و أعلاهم عندك منزلا و أجزلهم من ودك قسما و أفضلهم في معرفتك نصيبا فقد انقطعت إليك همتي و انصرفت نحوك رغبتي فأنت لا غيرك مرادي و لك لا لسواك سهري و سهادي و لقاؤك قرة عيني و وصلك منى نفسي و إليك شوقي و في محبتك ولهي و إلى هواك صبابتي و رضاك بغيتي و رؤيتك حاجتي و جوارك طلبتي و قربك غاية سؤلي و في مناجاتك أنسي و راحتي و عندك دواء علتي و شفاء غلتي و برد لوعتي و كشف كربتي فكن أنيسي في وحشتي و مقيل عثرتي و غافر زلتي و قابل توبتي و مجيب دعوتي و ولي عصمتي و مغني فاقتي و لا تقطعني عنك و لا تبعدني منك يا نعيمي و جنتي و يا دنياي و آخرتي

 المناجاة التاسعة مناجاة المحبين ليوم السبت بسم الله الرحمن الرحيم إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا و من ذا الذي آنس بقربك فابتغى عنك حولا إلهي فاجعلنا ممن اصطفيته لقربك و ولايتك و أخلصته لودك و محبتك و شوقته إلى لقائك و رضيته بقضائك و منحته بالنظر إلى وجهك و حبوته برضاك و أعذته من هجرك و قلاك و بوأته مقعد الصدق في جوارك و خصصته بمعرفتك و أهلته لعبادتك و هيمته لإرادتك و اجتبيته لمشاهدتك و أخليت وجهه لك و فرغت فؤاده لحبك و رغبته فيما عندك و ألهمته ذكرك و أوزعته شكرك و شغلته بطاعتك و صيرته من صالحي بريتك و اخترته لمناجاتك و قطعت عنه كل شي‏ء يقطعه عنك اللهم اجعلنا ممن دأبهم الارتياح إليك و الحنين و دهرهم الزفرة و الأنين جباههم ساجدة لعظمتك و عيونهم ساهرة في خدمتك و دموعهم سائلة من خشيتك و قلوبهم متعلقة بمحبتك و أفئدتهم منخلعة من مهابتك يا من أنوار   قدسه لأبصار محبيه رائقة و سبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقة يا منى قلوب المشتاقين و يا غاية آمال المحبين أسألك حبك و حب من يحبك و حب كل عمل يوصلني إلى قربك و أن تجعلك أحب إلي مما سواك و أن تجعل حبي إياك قائدا إلى رضوانك و شوقي إليك ذائدا عن عصيانك و امنن بالنظر إليك علي و انظر بعين الود و العطف إلي و لا تصرف عني وجهك و اجعلني من أهل الإسعاد و الحظوة عندك يا مجيب يا أرحم الراحمين

 المناجاة العاشرة مناجاة المتوسلين ليوم الأحد بسم الله الرحمن الرحيم إلهي ليس لي وسيلة إليك إلا عواطف رأفتك و لا لي ذريعة إليك إلا عواطف رحمتك و شفاعة نبيك نبي الرحمة و منقذ الأمة من الغمة فاجعلهما لي سببا إلى نيل غفرانك و صيرهما لي وصلة إلى الفوز برضوانك و قد حل رجائي بحرم كرمك و حط طمعي بفناء جودك فحقق فيك أملي و اختم بالخير عملي و اجعلني من صفوتك الذين أحللتهم بحبوحة جنتك و بوأتهم دار كرامتك و أقررت أعينهم بالنظر إليك يوم لقائك و أورثتهم منازل الصدق في جوارك يا من لا يفد الوافدون على أكرم منه و لا يجد القاصدون أرحم منه يا خير من خلا به وحيد و يا أعطف من أوى إليه طريد إلى سعة عفوك مددت يدي و بذيل كرمك أعلقت كفي فلا تولني الحرمان و لا تبتلني بالخيبة و الخسران يا سميع الدعاء

 المناجاة الحادية عشر مناجاة المفتقرين ليوم الاثنين بسم الله الرحمن الرحيم إلهي كسري لا يجبره إلا لطفك و حنانك و فقري لا يغنيه إلا عطفك و إحسانك و روعتي لا يسكنها إلا أمانك و ذلتي لا يعزها إلا سلطانك و أمنيتي لا يبلغنيها إلا فضلك و خلتي لا يسدها إلا طولك و حاجتي لا يقضيها غيرك و كربي لا يفرجها سوى رحمتك و ضري لا يكشفه غير رأفتك   و غلتي لا يبردها إلا وصلك و لوعتي لا يطفئها إلا لقاؤك و شوقي إليك لا يبله إلا النظر إلى وجهك و قراري لا يقر دون دنوي منك و لهفتي لا يردها إلا روحك و سقمي لا يشفيه إلا طبك و غمي لا يزيله إلا قربك و جرحي لا يبرؤه إلا صفحك و رين قلبي لا يجلوه إلا عفوك و وسواس صدري لا يزيحه إلا أمرك فيا منتهى أمل الآملين و يا غاية سؤل السائلين و يا أقصى طلبة الطالبين و يا أعلى رغبة الراغبين و يا ولي الصالحين و يا أمان الخائفين و يا مجيب المضطرين و يا ذخر المعدمين و يا كنز البائسين و يا غياث المستغيثين و يا قاضي حوائج الفقراء و المساكين و يا أكرم الأكرمين و يا أرحم الراحمين لك تخضعي و سؤالي و إليك تضرعي و ابتهالي أسألك أن تنيلني من روح رضوانك و تديم علي نعم امتنانك و ها أنا بباب كرمك واقف و لنفحات برك متعرض و بحبلك الشديد معتصم و بعروتك الوثقى متمسك إلهي ارحم عبدك الذليل ذا اللسان الكليل و العمل القليل و امنن عليه بطولك الجزيل و اكنفه تحت ظلك الظليل يا كريم يا جميل يا أرحم الراحمين

 المناجاة الثانية عشر مناجاة العارفين ليوم الثلاثاء بسم الله الرحمن الرحيم إلهي قصرت الألسن عن بلوغ ثنائك كما يليق بجلالك و عجزت العقول عن إدراك كنه جمالك و انحسرت الأبصار دون النظر إلى سبحات وجهك و لم تجعل للخلق طريقا إلى معرفتك إلا بالعجز عن معرفتك إلهي فاجعلنا من الذين توشحت أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم و أخذت لوعة محبتك بمجامع قلوبهم فهم إلى أوكار الأفكار يأوون و في رياض القرب و المكاشفة يرتعون و من حياض المحبة بكأس الملاطفة يكرعون و شرائع المصافاة يردون قد كشف الغطاء عن أبصارهم و انجلت ظلمة الريب عن عقائدهم من ضمائرهم و انتفت مخالجة الشك عن قلوبهم و سرائرهم و انشرحت بتحقيق   المعرفة صدورهم و علت لسبق السعادة في الزهادة هممهم و عذب في معين المعاملة شربهم و طاب في مجلس الأنس سرهم و أمن في موطن المخافة سربهم و اطمأنت بالرجوع إلى رب الأرباب أنفسهم و تيقنت بالفوز و الفلاح أرواحهم و قرت بالنظر إلى محبوبهم أعينهم و استقر بإدراك السؤل و نيل المأمول قرارهم و ربحت في بيع الدنيا بالآخرة تجارتهم إلهي ما ألذ خواطر الإلهام بذكرك على القلوب و ما أحلى المسير إليك بالأوهام في مسالك الغيوب و ما أطيب طعم حبك و ما أعذب شرب قربك فأعذنا من طردك و إبعادك و اجعلنا من أخص عارفيك و أصلح عبادك و أصدق طائعيك و أخلص عبادك يا عظيم يا جليل يا كريم يا منيل برحمتك و منك يا أرحم الراحمين

 المناجاة الثالثة عشر مناجاة الذاكرين ليوم الأربعاء بسم الله الله الرحمن الرحيم إلهي لو لا الواجب من قبول أمرك لنزهتك من ذكري إياك على أن ذكري لك بقدري لا بقدرك و ما عسى أن يبلغ مقداري حتى أجعل محلا لتقديسك و من أعظم النعم علينا جريان ذكرك على ألسنتنا و إذنك لنا بدعائك و تنزيهك و تسبيحك إلهي فألهمنا ذكرك في الخلإ و الملإ و الليل و النهار و الإعلان و الإسرار و في السراء و الضراء و آنسنا بالذكر الخفي و استعملنا بالعمل الزكي و السعي المرضي و جازنا بالميزان الوفي إلهي بك هامت القلوب الوالهة و على معرفتك جمعت العقول المتباينة فلا تطمئن القلوب إلا بذكراك و لا تسكن النفوس إلا عند رؤياك أنت المسبح في كل مكان و المعبود في كل زمان و الموجود في كل أوان و المدعو بكل لسان و المعظم في كل جنان و أستغفرك من كل لذة بغير ذكرك و من كل راحة بغير أنسك و من كل سرور بغير قربك و من كل شغل بغير طاعتك إلهي أنت قلت و قولك الحق يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا و قلت و قولك الحق فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ   فأمرتنا بذكرك و وعدتنا عليه أن تذكرنا تشريفا لنا و تفخيما و إعظاما و ها نحن ذاكروك كما أمرتنا فأنجز لنا ما وعدتنا يا ذاكر الذاكرين و يا أرحم الراحمين

 المناجاة الرابعة عشر مناجاة المعتصمين ليوم الخميس بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا ملاذ اللائذين و يا معاذ العائذين و يا منجي الهالكين و يا عاصم البائسين و يا راحم المساكين و يا مجيب المضطرين و يا كنز المفتقرين و يا جابر المنكسرين و يا مأوى المنقطعين و يا ناصر المستضعفين و يا مجير الخائفين و يا مغيث المكروبين و يا حصن اللاجين إن لم أعذ بعزتك فبمن أعوذ و إن لم ألذ بقدرتك فبمن ألوذ و قد ألجأتني الذنوب إلى التشبث بأذيال عفوك و أحوجتني الخطايا إلى استفتاح أبواب صفحك و دعتني الإساءة إلى الإناخة بفناء عزك و حملتني المخافة من نقمتك على التمسك بعروة عطفك و ما حق من اعتصم بحبلك أن يخذل و لا يليق بمن استجار بعزك أن يسلم أو يهمل إلهي فلا تخلنا من حمايتك و لا تعرنا من رعايتك و ذدنا عن موارد الهلكة فإنا بعينك و في كنفك و لك أسألك بأهل خاصتك من ملائكتك و الصالحين من بريتك أن تجعل علينا واقية تنجينا من الهلكات و تجننا من الآفات و تكننا من دواهي المصيبات و أن تنزل علينا من سكينتك و أن تغشى وجوهنا بأنوار محبتك و أن تؤوينا إلى شديد ركنك و أن تحوينا في أكناف عصمتك برأفتك و رحمتك يا أرحم الراحمين

 المناجاة الخامسة عشر مناجاة الزاهدين لليلة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم إلهي أسكنتنا دارا حفرت لنا حفر مكرها و علقتنا بأيدي المنايا في حبائل غدرها فإليك نلتجئ من مكايد خدعها و بك نعتصم من الاغترار بزخارف زينتها فإنها المهلكة طلابها المتلفة حلالها المحشوة بالآفات المشحونة بالنكبات إلهي فزهدنا فيها و سلمنا منها بتوفيقك و عصمتك و انزع عنا جلابيب   مخالفتك و تول أمورنا بحسن كفايتك و أوفر مزيدنا من سعة رحمتك و أجمل صلاتنا من فيض مواهبك و اغرس في أفئدتنا أشجار محبتك و أتمم لنا أنوار معرفتك و أذقنا حلاوة عفوك و لذة مغفرتك و أقرر أعيننا يوم لقائك برؤيتك و أخرج حب الدنيا من قلوبنا كما فعلت بالصالحين من صفوتك و الأبرار من خاصتك برحمتك يا أرحم الراحمين و يا أكرم الأكرمين

22-  و منها المناجاة الإنجيلية لمولانا علي بن الحسين ع و قد وجدتها في بعض مرويات أصحابنا رضي الله عنه في كتاب أنيس العابدين من مؤلفات بعض قدمائنا عنه ع و هي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللهم بذكرك أستفتح مقالي و بشكرك أستنجح سؤالي و عليك توكلي في كل أحوالي و إياك أملي فلا تخيب آمالي اللهم بذكرك أستعيذ و أعتصم و بركنك ألوذ و أتحزم و بقوتك أستجير و أستنصر و بنورك أهتدي و أستبصر و إياك أستعين و أعبد و إليك أقصد و أعمد و بك أخاصم و أحاول و منك أطلب ما أحاول فأعني يا خير المعينين و قني المكاره كلها يا رجاء المؤمنين الحمد لله المذكور بكل لسان المشكور على كل إحسان المعبود في كل مكان مدبر الأمور و مقدر الدهور و العالم بما تجنه البحور و تكنه الصدور و تخفيه الظلام و يبديه النور الذي حار في علمه العلماء و سلم لحكمه الحكماء و تواضع لعزته العظماء و فاق بسعة فضله الكرماء و ساد بعظيم حلمه الحلماء و الحمد لله الذي لا يخفر من انتصر بذمته و لا يقهر من استتر بعظمته و لا يكدي من أذاع شكر نعمته و لا يهلك من تغمده برحمته ذي المنن التي لا يحصيها العادون و النعم التي لا يجازيها المجتهدون و الصنائع التي لا يستطيع دفعها الجاحدون و الدلائل التي يستبصر بنورها الموجودون أحمده جاهرا بحمده شاكرا لرفده حمد موفق لرشده واثق بعدله له الشكر الدائم و الأمر اللازم اللهم إياك أسأل و بك أتوسل و عليك أتوكل و بفضلك أغتنم و بحبلك   أعتصم و في رحمتك أرغب و من نقمتك أرهب و بقوتك أستعين و بعظمتك أستكين اللهم أنت الولي المرشد و الغني المرفد و العون المؤيد الراحم الغفور و العاصم المجير و القاصم المبير و الخالق الحليم و الرازق الكريم و السابق القديم علمت فخبرت و حلمت فسترت و رحمت فغفرت و عظمت فقهرت و ملكت فاستأثرت و أدركت فاقتدرت و حكمت فعدلت و أنعمت فأفضلت و أبدعت فأحسنت و صنعت فأتقنت و جدت فأغنيت و أيدت فكفيت و خلقت فسويت و وفقت فهديت بطنت الغيوب فخبرت مكنون أسرارها و حلت بين القلوب و بين تصرفها على اختيارها فأيقنت البرايا أنك مدبرها و خالقها و أذعنت أنك مقدرها و رازقها لا إله إلا أنت تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا اللهم إني أشهدك و أنت أقرب الشاهدين و أشهد من حضرني من ملائكتك المقربين و عبادك الصالحين من الجنة و الناس أجمعين أني أشهد بسريرة زكية و بصيرة من الشك بريئة شهادة أعتقدها بإخلاص و إيقان و أعدها طمعا في الخلاص و الأمان أسرها تصديقا بربوبيتك و أظهرها تحقيقا لوحدانيتك و لا أصد عن سبيلها و لا ألحد في تأويلها إنك أنت الله ربي لا أشرك بك أحدا و لا أجد من دونك ملتحدا لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الذي لا يدخل في عدد و الفرد الذي لا يقاس بأحد علا عن المشاكلة و المناسبة و خلا من الأولاد و الصاحبة سبحانه من خالق ما أصنعه و رازق ما أوسعه و قريب ما أرفعه و مجيب ما أسمعه و عزيز ما أمنعه لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و أشهد أن محمدا نبيه المرسل و وليه المفضل و شهيده المستعدل المؤيد بالنور المضي‏ء و المسدد بالأمر المرضي بعثه بالأوامر الشافية و الزواجر الناهية و الدلائل الهادية التي أوضح برهانها و شرح بنيانها في كتاب مهيمن

   على كل كتاب جامع لكل رشد و صواب فيه نبأ القرون و تفصيل الشئون و فرض الصلاة و الصيام و الفرق بين الحلال و الحرام فدعا إلى خير سبيل و شفا من هيام الغليل حتى علا الحق و ظهر و زهق الباطل و انحسر صلى الله عليه و آله صلاة دائمة ممهدة لا تنقضي لها مدة و لا ينحصر لها عدة اللهم صل على محمد و آل محمد ما جرت النجوم في الأبراج و طلاطمة البحور بالأمواج و ما ادلهم ليل داج و أشرق نهار ذو ابتلاج و صل عليه و آله ما تعاقبت الأيام و تناوبت الأعوام و ما خطرت الأوهام و تدبرت الأفهام و ما بقي الأنام اللهم صل على محمد خاتم الأنبياء و آله البررة الأتقياء و على عترته النجباء صلاة معروفة بالتمام و النماء و باقية بلا فناء و انقضاء اللهم رب العالمين و أحكم الحاكمين و أرحم الراحمين أسألك من الشهادة أقسطها و من العبادة أنشطها و من الزيادة أبسطها و من الكرامة أغبطها و من السلامة أحوطها و من الأعمال أقسطها و من الآمال أوفقها و من الأقوال أصدقها و من المحال أشرفها و من المنازل ألطفها و من الحياطة أكنفها و من الرعاية أعطفها و من العصمة أكفاها و من الراحة أشفاها و من النعمة أوفاها و من الهمم أعلاها و من القسم أسناها و من الأرزاق أغزرها و من الأخلاق أطهرها و من المذاهب أقصدها و من العواقب أحمدها و من الأمور أرشدها و من التدابير أوكدها و من الحدود أسعدها و من الشئون أعودها و من الفوائد أرجحها و من العوائل أنجحها و من الزيادات أتمها و من البركات أعمها و من الصالحات أعظمها اللهم إني أسألك قلبا خاشعا زكيا و لسانا صادقا عليا و رزقا واسعا هنيئا   و عيشا رغدا مريا و أعوذ بك من ضنك المعاش و من شر كل ساع و واش و غلبة الأضداد و الأوباش و كل قبيح باطن أو فاش و أعوذ بك من دعاء محجوب و رجاء مكذوب و حياء مسلوب و احتجاج مغلوب و رأى غير مصيب اللهم أنت المستعان و المستعاذ و عليك المعول و بك الملاذ فأنلني لطائف مننك فإنك لطيف فلا تبتليني بمحنك فإني ضعيف و تولني بعطف تحننك يا رءوف يا من آوى المنقطعين إليه و أغنى المتوكلين عليه جد بغناك عن فاقتي و لا تحملني فوق طاقتي اللهم اجعلني من الذين جدوا في قصدك فلم ينكلوا و سلكوا الطريق إليك فلم يعدلوا و اعتمدوا عليك في الوصول حتى وصلوا فرويت قلوبهم من محبتك و آنست نفوسهم بمعرفتك فلم يقطعهم عنك قاطع و لا منعهم عن بلوغ ما أملوه لديك مانع فهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون و لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون اللهم لك قلبي و لساني و بك نجاتي و أماني و أنت العالم بسري و إعلاني فأمت قلبي عن البغضاء و أصمت لساني عن الفحشاء و أخلص سريرتي عن علائق الأهواء و اكفني بأمانك عن عوائق الضراء و اجعل سري معقودا على مراقبتك و إعلاني موافقا لطاعتك و هب لي جسما روحانيا و قلبا سماويا و همة متصلة بك و يقينا صادقا في حبك و ألهمني من محامدك أمدحها و هب لي من فوائدك أسمحها إنك ولي الحمد و المستولي على المجد يا من لا ينقص ملكوته عصيان المتمردين و لا يزيد جبروته إيمان الموحدين إليك أستشفع بقديم كرمك أن لا تسلبني ما منحتني من جسيم نعمك و اصرفني بحسن نظرك لي عن ورطة المهالك و عرفني بجميل اختيارك لي منجيات المسالك يا من قربت رحمته من المحسنين و أوجب عفوه للأوابين بلغنا برحمتك

   غنائم البر و الإحسان و جللنا بنعمتك ملابس العفو و الغفران و اصحب رغباتنا بحياء يقطعها عن الشهوات و احش قلوبنا نورا يمنعها من الشبهات و أودع نفوسنا خوف المشفقين من سوء الحساب و رجاء الواثقين بتوفير الثواب فلا نغتر بالأمهال و لا نقصر في صالح الأعمال و لا نفتر من التسبيح بحمدك في الغدو و الآصال يا من آنس العارفين بطيب مناجاته و ألبس الخائطين ثوب موالاته متى فرح من قصدت سواك همته و متى استراح من أرادت غيرك عزيمته و من ذا الذي قصدك بصدق الإرادة فلم تشفعه في مراده أم من ذا الذي اعتمد عليك في أمره فلم تجد بإسعاده أم من ذا الذي استرشدك فلم تمنن بإرشاده اللهم عبدك الضعيف الفقير و مسكينك اللهيف المستجير عالم أن في قبضتك أزمة التدبير و مصادر المقادير عن إرادتك و أنك أقمت بقدسك حياة كل شي‏ء و جعلته نجاة لكل حي فارزقه من حلاوة مصافاتك ما يصير به إلى مرضاتك و هب له من خشوع التذلل و خضوع التقلل في رهبة الإخبات و سلامة المحيا و الممات ما تحضره كفاية المتوكلين و تميزه به رعاية المكفولين و تعزه ولاية المتصلين المقبولين يا من هو أبر بي من الوالد الشفيق و أقرب إلي من الصاحب اللزيق أنت موضع أنسي في الخلوة إذا أوحشني المكان و لفظتني الأوطان و فارقتني الآلاف و الجيران و انفردت في محل ضنك قصير السمك ضيق الضريح مطبق الصفيح مهول منظره ثقيل مدره مخلاة بالوحشة عرصته مغشاة بالظلمة ساحته على غير مهاد و لا وساد و لا تقدمة زاد و لا اعتداد فتداركني برحمتك التي   وسعت الأشياء أكنافها و جمعت الأحياء أطرافها و عمت البرايا ألطافها و عد علي بعفوك يا كريم و لا تؤاخذني بجهلي يا رحيم اللهم ارحم من اكتنفته سيئاته و أحاطت به خطيئاته و حفت به جناياته بعفوك ارحم من ليس له من عمله شافع و لا يمنعه من عذابك مانع ارحم الغافل عما أظله و الذاهل عن الأمر الذي خلق له ارحم من نقض العهد و عذر و على معصيتك انطوى و أصر و جاهرك بجهله و ما استتر ارحم من ألقى عن رأسه قناع الحياء و حسر عن ذراعيه جلباب الأتقياء و اجترأ على سخطك بارتكاب الفحشاء فيا من لم يزل عفوا غفارا ارحم لمن لم يزل مسقطا عثارا اللهم اغفر لي ما مضى مني و اختم لي بما ترضى به عني و اعقد عزائمي على توبة بك متصلة و لديك متقبلة تقيلني بها عثراتي و تستر بها عوراتي و ترحم بها عبراتي و تجيرني بها إجارة من معاطب انتقامك و تنيلني بها المسرة بمواهب إنعامك يوم تبرز الأخبار و تعظم الأخطار و تبلى الأسرار و تهتك الأستار و تشخص القلوب و الأبصار يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ إنك معدن الآلاء و الكرم و صارف اللأواء و النقم لا إله إلا أنت عليك أعتمد و بك أستعين و أنت حسبي و كفى بك وكيلا يا مالك خزائن الأقوات و فاطر أصناف البريات و خالق سبع طرائق مسلوكات من فوق سبع أرضين مذللات العالي في وقار العز و المنعة و الدائم في كبرياء الهيبة و الرفعة و الجواد بنيله على خلقه من سعة ليس له حد و لا أمد و لا يدركه تحصيل و لا عدد و لا يحيط بوصفه أحد الحمد لله خالق أمشاج النسم و مولج الأنوار في الظلم و مخرج الموجود من العدم و السابق الأزلية بالقدم و الجواد على الخلق بسوابق النعم و العواد عليهم بالفضل و الكرم الذي لا يعجزه كثرة الإنفاق و لا يمسك خشية الإملاق و لا ينقصه إدرار الأرزاق و لا يدرك بأناسي الأحداق و لا يوصف بمضامة

   و لا افتراق أحمده على جزيل إحسانه و أعوذ به من حلول خذلانه و أستهديه بنور برهانه و أومن به حق إيمانه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي عم الخلائق جدواه و تم حكمه فيمن أضل منهم و هداه و أحاط علما بمن أطاعه و عصاه و استولى على الملك بعز أبد فحواه فسبحت له السماوات و أكنافها و الأرض و أطرافها و الجبال و أعراقها و الشجر و أغصانها و البحار و حيتانها و النجوم في مطالعها و الأمطار في مواقعها و وحوش الأرض و سباعها و مدد الأنهار و أمواجها و عذب المياه و أجاجها و هبوب الريح و عجاجها و كل ما وقع عليه وصف و تسمية أو يدركه حد يحويه مما يتصور في الفكر أو يتمثل بجسم أو قدر أو ينسب إلى عرض أو جوهر من صغير حقير أو خطير كبير مقرا له بالعبودية خاشعا معترفا له بالوحدانية طائعا مستجيبا لدعوته خاضعا متضرعا لمشيته متواضعا له الملك الذي لا نفاد لديموميته و لا انقضاء لعدته و أشهد أن محمدا عبده الكريم و رسوله الطاهر المعصوم بعثه و الناس في غمرة الضلالة ساهون و في غرة الجهالة لاهون لا يقولون صدقا و لا يستعملون حقا قد اكتنفتهم القسوة و حقت عليهم الشقوة إلا من أحب الله إنقاذه و رحمه و أعانه فقام محمد صلوات الله عليه و آله فيهم مجدا في إنذاره مرشدا لأنواره بعزم ثاقب و حكم واجب حتى تألق شهاب الإيمان و تفرق حزب الشيطان و أعز الله جنده و عبد وحده ثم اختاره الله فرفعه إلى روح جنته و فسيح كرامته فقبضه تقيا زكيا راضيا مرضيا طاهرا نقيا و تمت كلمات ربك صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ صلى الله عليه و على آله و أقربيه و ذوي رحمه و مواليه صلاة جليلة جزيلة موصولة مقبولة لا انقطاع لمزيدها و لا اتضاع لمشيدها و لا امتناع لصعودها   تنتهي إلى مقر أرواحهم و مقام فلاحهم فيضاعف الله لهم تحياتها و يشرف لديهم صلواتها فتتلقاهم مقرونة بالروح و السرور محفوفة بالنضارة و النور دائمة بلا فناء و لا فتور اللهم اجعل أكمل صلواتك و أشرفها و أجمل تحياتك و ألطفها و أشمل بركاتك و أعطفها و أجل هباتك و أرأفها على محمد خاتم النبيين و أكرم الأميين و على أهل بيته الأصفياء الطاهرين و عترته النجباء المختارين و شيعته الأوفياء الموازرين من أنصاره و المهاجرين و أدخلنا في شفاعته يوم الدين مع من دخل في زمرته من الموحدين يا أكرم الأكرمين و يا أرحم الراحمين اللهم أنت الملك الذي لا يملك و الواحد الذي لا شريك لك يا سامع السر و النجوى و يا دافع الضر و البلوى و يا كاشف العسر و البؤسى و قابل العذر و العتبى و مسبل الستر على الورى جللني من رأفتك بأمر واق و سمني من رعايتك بركن باق و أوصلني بعنايتك إلى غاية السباق و اجعلني برحمتك من أهل الرعاية للميثاق و اعمر قلبي بخشية ذوي الإشفاق يا من لم يزل فعله بي حسنا جميلا و لم يكن بستره علي بخيلا و لا بعقوبته علي عجولا أتمم على ما ظاهرت من تفضلك و لا تؤاخذني بما سترت علي عند نظرك سيدي كم من نعمة ظللت لأنيق بهجتها لابسا و كم أسديت عندي من يد قد طفقت بهدايتها منافسا و كم قلدتني من منة ضعفت قواي عن حملها و ذهلت فطنتي عن ذكر فضلها و عجز شكري عن جزائها و ضقت ذرعا بإحصائها قابلتك فيها بالعصيان و نسيت شكر ما أوليتني فيها من الإحسان فمن أسوأ حالا مني إن لم تتداركني بالغفران و توزعني شكر ما اصطنعت عندي من فوائد الامتنان فلست مستطيعا لقضاء حقوقك إن لم تؤيدني بصحبة توفيقك

   سيدي لو لا نورك عميت عن الدليل و لو لا تبصيرك ضللت عن السبيل و لو لا تعريفك لم أرشد للقبول و لو لا توفيقك لم أهتد إلى معرفة التأويل فيا من أكرمني بتوحيده و عصمني عن الضلال بتسديده و ألزمني إقامة حدوده لا تسلبني ما وهبت لي من تحقيق معرفتك و أحيني بيقين أسلم به من الإلحاد في صفتك يا خير من رجاه الراجون و أرأف من لجأ إليه اللاجون و أكرم من قصده المحتاجون ارحمني إذا انقطع معلوم عمري و درس ذكري و امتحى أثري و بوئت في الضريح مرتهنا بعملي مسئولا عما أسلفته من فارط زللي منسيا كمي نسي في الأموات ممن كان قبلي رب سهل لي توبة إليك و أعني عليها و احملني على محجة الإخبات لك و أرشدني إليها فإن الحول و القوة بمعونتك و الثبات و الانتقال بقدرتك يا من هو أرحم لي من الوالد الشفيق و أبر بي من الولد الرفيق و أقرب إلي من الجار اللصيق قرب الخير من متناولي و اجعل الخيرة العامة فيما قضيت لي و اختم لي بالبر و التقوى عملي و أجرني من كل عائق يقطعني عنك و كل قول و فعل يباعدني منك و ارحمني رحمة تشفي بها قلبي من كل شبهة معترضة و بدعة ممرضة سيدي خاب رجاء من رجا سواك و ظفرت يدا من بحاجته ناجاك و ضل من يدعو العباد لكشف ضرهم إلا إياك أنت المؤمل في الشدة و الرخاء و المفزع في كل كربة و ضراء و المستجار به من كل فادحة و لأواء لا يقنط من رحمتك إلا من تولى و كفر و لا ييأس من روحك إلا من عصى و أصر أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ يا من لا يحرم زواره عطاياه و لا يسلم من استجاره و استكفاه أملي واقف على جدواك و وجه طلبتي منصرف عمن سواك و أنت الملي‏ء بتيسير الطلبات و الوفي بتكثير الرغبات فأنجح لي المطلوب من فضلك برحمتك و اسمح لي بالمرغوب فيه من بذلك بنعمتك سيدي ضعف جسمي و دق عظمي و كبر سني و نال   الدهر مني و نفدت مدتي و ذهبت شهوتي و بقيت تبعتي فجد بحلمك على جهلي و بعفوك على قبيح فعلي و لا تؤاخذني بما كسبت من الذنوب العظام في سالف الأيام سيدي أنا المعترف بإساءتي المقر بخطائي المأسور بأجرامي المرتهن بآثامي المتهور بإساءتي المتحير عن قصد طريقي انقطعت مقالتي و ضل عمري و بطلت حجتي في عظيم وزري فامنن علي بكريم غفرانك و اسمح لي بعظيم إحسانك فإنك ذو مغفرة للطالبين شديد العقاب للمجرمين سيدي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي سيدي كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروما و ظني بك أنك تقلبني بالنجاة مرحوما سيدي لم أسلط على حسن ظني بك قنوط الآيسين فلا تبطل لي صدق رجائي لك في الآملين سيدي عظم جرمي إذ بارزتك باكتسابه و كبر ذنبي إذ جاهرتك بارتكابه إلا أن عظيم عفوك يسع المعترفين و جسيم غفرانك يعم التوابين سيدي إن دعاني إلى النار مخشي عقابك فقد دعاني إلى الجنة مرجو ثوابك سيدي إن أوحشتني الخطايا من محاسن لطفك فقد آنسني اليقين بمكارم عطفك و إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أيقظتني المعرفة بقديم آلائك و إن عزب عني تقديم لما يصلحني فلم يعزب إيقاني بنظرك إلي فيما ينفعني و إن انقرضت بغير ما أحببت من السعي أيامي فبالإيمان أمضيت السالفات من أعوامي سيدي جئت ملهوفا قد لبست عدم فاقتي و أقامني مقام الأذلاء بين يديك ضر حاجتي سيدي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤالك وجدت بمعروفك فاخلطني بأهل نوالك اللهم ارحم مسكينا لا يجيره إلا عطاؤك و فقيرا لا يغنيه إلا جدواك سيدي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا و عن التعرض بسواك

   عادلا و ليس من جميل امتنانك رد سائل ملهوف و مضطر لانتظار فضلك المألوف سيدي إن حرمتني رؤية محمد ص في دار السلام و أعدمتني طوف الوصائف و الخدام و صرفت وجه تأميلي بالخيبة في دار المقام فغير ذلك منتني نفسي منك يا ذا الطول و الإنعام سيدي و عزتك لو قرنتني في الأصفاد و منعتني سيبك من بين العباد ما قطعت رجائي عنك و لا صرفت انتظاري للعفو منك سيدي لو لم تهدني إلى الإسلام لضلت و لو لم تثبتني إذا لذللت و لو لم تشعر قلبي الإيمان بك ما آمنت و لا صدقت و لو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت و لو لم تعرفني حقيقة معرفتك ما عرفت و لو لم تدلني على كريم ثوابك ما رغبت و لو لم تبين لي أليم عقابك ما رهبت فأسألك توفيقي لما يوجب ثوابك و تخليصي مما يكسب عقابك سيدي إن أقعدني التخلف عن السبق مع الأبرار فقد أقامتني الثقة بك على مدارج الأخيار سيدي كل مكروب إليك يلتجئ و كل محزون إياك يرتجي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا و سمع المولون عن القصد بجودك فرجعوا و سمع المحرومون بسعة فضلك فطمعوا حتى ازدحمت عصائب العصاة من عبادك ببابك و عجت إليك الألسن بأصناف الدعاء في بلادك فكل أمل ساق صاحبه إليك محتاجا و كل قلب تركه وجيب الخوف إليك مهتاجا سيدي و أنت المسئول الذي لا تسود لديه وجوه المطالب و لم يردد راجيه فيزيله عن الحق إلى المعاطب سيدي إن أخطأت طريق النظر لنفسي بما فيه كرامتها فقد أصبت طريق الفرج بما فيه سلامتها سيدي إن كانت نفسي استعبدتني متمردة علي بما يرجيها فقد استعبدتها الآن على ما ينجيها سيدي إن أجحف   بي زاد الطريق في المسير إليك فقد أوصلته بذخائر ما أعددته من فضل تعويلي عليك سيدي إذا ذكرت رحمتك ضحكت لها عيون مسائلي و إذا ذكرت عقوبتك بكت لها جفون وسائلي سيدي أدعوك دعاء من لم يدع غيرك في دعائه و أرجوك رجاء من لم يقصد غيرك برجائه سيدي و كيف أرد عارض تطلعي إلى نوالك و إنما أنا في هذا الخلق أحد عيالك سيدي كيف أسكت بالأفحام لسان ضراعتي و قد أقلقني ما أبهم علي من تقدير عاقبتي سيدي قد علمت حاجة جسمي إلى ما قد تكفلت لي من الرزق أيام حياتي و عرفت قلة استغنائي عنه بعد وفاتي فيا من سمح لي به متفضلا في العاجل لا تمنعنيه يوم حاجتي إليه في الآجل فمن شواهد نعماء الكريم إتمام نعمائه و من محاسن آلاء الجواد إكمال آلائه إلهي لو لا ما جهلت من أمري لم أستقلك عثراتي و لو لا ما ذكرت من شدة التفريط لم أسكب عبراتي سيدي فامح مثبتات العثرات لمسبلات العبرات و هب كثير السيئات بقليل الحسنات سيدي إن كنت لا ترحم إلا المجدين في طاعتك فإلى من يفزع المقصرون و إن كنت لا تقبل إلا من المجتهدين فإلى من يلجأ الخاطئون و إن كنت لا تكرم إلا أهل الإحسان فكيف يصنع المسيئون و إن كان لا يفوز يوم الحشر إلا المتقون فبمن يستغيث المذنبون سيدي إن كان لا يجوز على الصراط إلا من أجازته براءة عمله فأنى بالجواز لمن لم يتب إليك قبل دنو أجله و إن لم تجد إلا على من عمر بالزهد مكنون سريرته فمن للمضطر الذي لم يرضه بين العالمين سعي نقيته سيدي إن حجبت عن أهل توحيدك نظر تغمدك بخطيئاتهم أوبقهم غضبك بين المشركين بكرباتهم سيدي إن لم تشملنا يد إحسانك يوم الورود اختلطنا في الخزي يوم الحشر بذوي الجحود فأوجب لنا بالإسلام مذخور هباتك و اصف ما كدرته

   الجرائم بصفح صلاتك سيدي ليس لي عندك عهد اتخذته و لا كبير عمل أخلصته إلا أني واثق بكريم أفعالك راج لجسيم إفضالك عودتني من جميل تطولك عادة أنت أولى بإتمامها و وهبت لي من خلوص معرفتك حقيقة أنت المشكور على إلهامها سيدي ما جفت هذه العيون لفرط بكائها و لا جادت هذه الجفون بفيض مائها و لا أسعدها نحيب الباكيات الثاكلات لفقد عزائها إلا لما أسلفته من عمدها و خطائها و أنت القادر سيدي على كشف غماها سيدي أمرت بالمعروف و أنت أولى به من المأمورين و حضضت على إعطاء السائلين و أنت خير المسئولين و ندبت إلى عتيق الرقاب و أنت خير المعتقين و حثثت على الصفح عن المذنبين و أنت أكرم الصافحين سيدي إن تلونا من كتابك سعة رحمتك أشفقنا من مخالفتك و فرحنا ببذل رحمتك و إذا تلونا ذكر عقوبتك جددنا في طاعتك و فرقنا من أليم نقمتك فلا رحمتك تؤمننا و لا سخطك يؤيسنا سيدي كيف يتمنع من فيها من طوارق الرزايا و قد رشق في كل دار منها سهم من سهام المنايا سيدي إن كان ذنبي منك قد أخافني فإن حسن ظني بك قد أجارني و إن كان خوفك قد أربقني فإن حسن نظرك لي قد أطلقني سيدي إن كان قد دنا مني أجلي و لم يقربني منك عملي فقد جعلت الاعتراف بالذنب أوجه وسائل عللي سيدي من أولى بالرحمة منك إن رحمت و من أعدل في الحكم منك إن عذبت سيدي لم تزل برا بي أيام حياتي فلا تقطع لطيف برك بي بعد وفاتي سيدي كيف آيس من حسن نظرك بي بعد مماتي و أنت لم تولني إلا جميلا في حياتي سيدي عفوك أعظم من كل جرم و نعمتك ممحاة لكل إثم سيدي إن   كانت ذنوبي قد أخافتني فإن محبتي لك قد آمنتني فتول من أمري ما أنت أهله و عد بفضلك على من قد غمره جهله يا من السر عنده علانية و لا تخفى عليه من الغوامض خافية فاغفر لي ما خفي على الناس من أمري و خفف برحمتك من ثقل الأوزار ظهري سيدي سترت علي ذنوبي في الدنيا و لم تظهرها فلا تفضحني بها في القيامة و استرها فمن أحق بالستر منك يا ستار و من أولى منك بالعفو عن المذنبين يا غفار إلهي جودك بسط أملي و سترك قبل عملي فسرني بلقائك عند اقتراب أجلي سيدي ليس اعتذاري إليك اعتذار من يستغني عن قبول عذره و لا تضرعي تضرع من يستنكف عن مسألتك لكشف ضره فاقبل عذري يا خير من اعتذر إليه المسيئون و أكرم من استغفره الخاطئون سيدي لا تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك و لا أجد غيرك معدلا بها عنك سيدي لو أردت إهانتي لم تهدني و لو أردت فضيحتي لم تسترني فأدم إمتاعي بما له هديتني و لا تهتك عما به سترتني سيدي لو لا ما اقترفت من الذنوب ما خفت عقابك و لو لا ما عرفت من كرمك ما رجوت ثوابك و أنت أكرم الأكرمين بتحقيق آمال الآملين و أرحم من استرحم في التجاوز عن المذنبين سيدي ألقتني الحسنات بين جودك و إحسانك و ألقتني السيئات بين عفوك و غفرانك و قد رجوت أن لا يضيع بين ذين و ذين مسي‏ء مرتهن بجريرته و محسن مخلص في بصيرته سيدي إني شهد لي الإيمان بتوحيدك و نطق لساني بتمجيدك و دلني القرآن على فواضل جودك فكيف لا يبتهج رجائي بتحقيق موعودك و لا تفرح أمنيتي بحسن مزيدك سيدي إن غفرت فبفضلك و إن عذبت فبعدلك فيا من لا يرجى إلا فضله و لا يخشى إلا عدله امنن علي بفضلك و لا تستقص علي في عدلك سيدي أدعوك دعاء ملح لا يمل مولاه و أتضرع إليك تضرع من أقر على

   نفسه بالحجة في دعواه و خضع لك خضوع من يؤملك لآخرته و دنياه فلا تقطع عصمة رجائي و اسمع تضرعي و اقبل دعائي و ثبت حجتي على ما أثبت من دعواي سيدي لو عرفت اعتذارا من الذنب لأتيته فأنا المقر بما أحصيته و جنيته و خالفت أمرك فيه فتعديته فهب لي ذنبي بالاعتراف و لا تردني في طلبتي عند الانصراف سيدي قد أصبت من الذنوب ما قد عرفت و أسرفت على نفسي بما قد علمت فاجعلني عبدا إما طائعا فأكرمته و إما عاصيا فرحمته سيدي كأني بنفسي قد أضجعت بقعر حفرتها و انصرف عنها المشيعون من جيرتها و بكى عليها الغريب لطول غربتها و جاد عليها بالدموع المشفق من عشيرتها و ناداها من شفير القبر ذو مودتها و رحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها و لم يخف على الناظرين إليها فرط فاقتها و لا على من قد رآها توسدت الثرى عجز حيلتها فقلت ملائكتي فريد نأى عنه الأقربون و بعيد جفاه الأهلون و وحيد فارقه المال و البنون نزل بي قريبا و سكن اللحد غريبا و كان لي في دار الدنيا داعيا و لنظري له في هذا اليوم راجيا فتحسن عند ذلك ضيافتي و تكون أشفق علي من أهلي و قرابتي إلهي و سيدي لو أطبقت ذنوبي ما بين ثرى الأرض إلى أعنان السماء و خرقت النجوم إلى حد الانتهاء ما ردني اليأس عن توقع غفرانك و لا صرفني القنوط عن انتظار رضوانك سيدي قد ذكرتك بالذكر الذي ألهمتنيه و وحدتك بالتوحيد الذي أكرمتنيه و دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه فلا تحرمني برحمتك الجزاء الذي وعدتنيه فمن النعمة لك علي أن هديتني بحسن دعائك و من إتمامها أن توجب لي محمودة جزائك سيدي أنتظر عفوك كما ينتظره المذنبون و ليس أيأس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون إلهي و سيدي انهملت بالسكب عبراتي حين ذكرت خطاياي و عثراتي و ما لها لا تنهمل و تجري و تفيض ماؤها و تذري و لست أدري إلى ما يكون   مصيري و على ما يتهجم عند البلاغ مسيري يا أنس كل غريب مفرد آنس في القبر وحشتي و يا ثاني كل وحيد ارحم في الثرى طول وحدتي سيدي كيف نظرك لي بين سكان الثرى و كيف صنيعك بي في دار الوحشة و البلى فقد كنت بي لطيفا أيام حياة الدنيا يا أفضل المنعمين في آلائه و أنعم المفضلين في نعمائه كثرت أياديك فعجزت عن إحصائها و ضقت ذرعا في شكري لك بجزائها فلك الحمد على ما أوليت من التفضل و لك الشكر على ما أبليت من التطول يا خير من دعاه الداعون و أفضل من رجاه الراجون بذمة الإسلام أتوسل إليك و بحرمة القرآن أعتمد عليك و بمحمد و أهل بيته أستشفع و أتقرب و أقدمهم أمام حاجتي إليك في الرغب و الرهب اللهم فصل على محمد و أهل بيته الطاهرين و اجعلني بحبهم يوم العرض عليك نبيها و من الأنجاس و الأرجاس نزيها و بالتوسل بهم إليك مقربا وجيها يا كريم الصفح و التجاوز و معدن العوارف و الجوائز كن عن ذنوبي صافحا متجاوزا و هب لي من مراقبتك ما يكون بيني و بين معصيتك حاجزا سيدي إن من تقرب منك لمكين من موالاتك و إن من تحبب إليك لقمين بمرضاتك و إن من تعرف بك لغير مجهول و إن من استجار بك لغير مخذول سيدي أ تراك تحرق بالنار وجها طال ما خر ساجدا بين يديك أم تراك تغل إلى الأعناق أكفا طال ما تضرعت في دعائها إليك أم تراك تقيد بأنكال الجحيم أقداما طال ما خرجت من منازلها طمعا فيما لديك منا منك عليها لا منا منها عليك سيدي كم من نعمة لك علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني

   بها عجز عنها صبري فيا من قل شكري عند نعمة فلم يحرمني و عجز صبري عند بليتي فلم يخذلني جميل فضلك علي أبطرني و جليل حلمك عني غرني سيدي قويت بعافيتك على معصيتك و أنفقت نعمتك في سبيل مخالفتك و أفنيت عمري في غير طاعتك فلم يمنعك جرأتي على ما عنه نهيتني و لا انتهاكي ما منه حذرتني أن سترتني بحلمك الساتر و حجبتني عن عين كل ناظر و عدت بكريم أياديك حين عدت بارتكاب معاصيك فأنت العواد بالإحسان و أنا العواد بالعصيان سيدي أتيتك معترفا لك بسوء فعلي خاضعا لك باستكانة ذلي راجيا منك جميل ما عرفتنيه من الفضل الذي عودتنيه فلا تصرف رجائي من فضلك خائبا و لا تجعل ظني بتطولك كاذبا سيدي إن آمالي فيك يتجاوز آمال الآملين و سؤالي إياك لا يشبه سؤال السائلين لأن السائل إذا منع امتنع عن السؤال و أنا فلا غناء بي عنك في كل حال سيدي غرني بك حلمك عني إذ حلمت و عفوك عن ذنبي إذ رحمت و قد علمت أنك قادر أن تقول للأرض خذيه فتأخذني و للسماء أمطريه حجارة فتمطرني و لو أمرت بعضي أن يأخذ بعضا لما أمهلني فامنن علي بعفوك عن ذنبي و تب علي توبة نصوحا تطهر بها قلبي سيدي أنت نوري في كل ظلمة و ذخري لكل ملمة و عمادي عند كل شدة و أنيسي في كل خلوة و وحدة فأعذني من سوء مواقف الخائنين و استنقذني من ذل مقام الكاذبين سيدي أنت دليل من انقطع دليله و أمل من امتنع تأميله فإن كان ذنوبي حالت بين دعائي و إجابتك فلم يحل كرمك بيني و بين مغفرتك و إنك لا   تضل من هديت و لا تذل من واليت و لا يفتقر من أغنيت و لا يسعد من أشقيت و عزتك لقد أحببتك محبة استقرت في قلبي حلاوتها و آنست نفسي ببشارتها و محال في عدل أقضيتك أن تسد أسباب رحمتك عن معتقدي محبتك سيدي لو لا توفيقك ضل الحائرون و لو لا تسديدك لم ينج المستبصرون أنت سهلت لهم السبيل حتى وصلوا و أنت أيدتهم بالتقوى حتى عملوا فالنعمة عليهم منك جزيلة و المنة منك لديهم موصولة سيدي أسألك مسألة مسكين ضارع مستكين خاضع أن تجعلني من الموقنين خبرا و فهما و المحيطين معرفة و علما إنك لم تنزل كتبك إلا بالحق و لم ترسل رسلك إلا بالصدق و لم تترك عبادك هملا و لا سدى و لم تدعهم بغير بيان و لا هدى و لم ترض منهم بالجهالة و الإضاعة بل خلقتهم ليعبدوك و رزقتهم ليحمدوك و دللتهم على وحدانيتك ليوحدوك و لم تكلفهم من الأمر ما لا يطيقون و لم تخاطبهم بما يجهلون بل هم بمنهجك عالمون و بحجتك مخصوصون أمرك فيهم نافذ و قهرك بنواصيهم آخذ تجتبي من تشاء فتدنيه و تهدي من أناب إليك من معاصيك فتنجيه تفضلا منك بجسيم نعمتك على من أدخلته في سعة رحمتك يا أكرم الأكرمين و أرأف الراحمين سيدي خلقتني فأكملت تقديري و صورتني فأحسنت تصويري فصرت بعد العدم موجودا و بعد المغيب شهيدا و جعلتني بتحنن رأفتك تاما سويا و حفظتني في المهد طفلا صبيا و رزقتني من الغذاء سائغا هنيئا ثم وهبت لي رحمة الآباء و الأمهات و عطفت على قلوب الحواضن و المربيات كافيا لي شرور الإنس و الجان مسلما لي من الزيادة و النقصان حتى أفصحت ناطقا بالكلام ثم أنبتني زائدا في كل عام و قد أسبغت على ملابس الإنعام ثم رزقتني من ألطاف المعاش و أصناف الرياش و كنفتني بالرعاية في جميع مذاهبي و بلغتني ما أحاول من سائر مطالبي إتماما لنعمتك لدي و إيجابا

   لحجتك علي و ذلك أكثر من أن يحصيه القائلون أو يثني بشكره العاملون فخالفت ما يقربني منك و اقترفت ما يباعدني عنك فظاهرت علي جميل سترك و أدنيتني بحسن نظرك و برك و لم يباعدني عن إحسانك تعرضي لعصيانك بل تابعت علي في نعمك و عدت بفضلك و كرمك فإن دعوتك أجبتني و إن سألتك أعطيتني و إن شكرتك زدتني و إن أمسكت عن مسألتك ابتدأتني فلك الحمد على بوادي أياديك و تواليها حمدا يضاهي آلاءك و يكافيها سيدي سترت علي في الدنيا ذنوبا ضاق علي منها المخرج و أنا إلى سترها علي في القيامة أحوج فيا من جللني بستره عن لواحظ المتوسمين لا تزل سترك عني على رءوس العالمين سيدي أعطيتني فأسنيت حظي و حفظتني فأحسنت حفظي و غذيتني فأنعمت غذائي و حبوتني فأكرمت مثواي و توليتني بفوائد البر و الإكرام و خصصتني بنوافل الفضل و الإنعام فلك الحمد على جزيل جودك و نوافل مزيدك حمدا جامعا لشكرك الواجب مانعا من عذابك الواصب مكافئا لما بذلته من أقسام المواهب سيدي عودتني إسعافي بكل ما أسألك و إجابتي إلى تسهيل كل ما أحاوله و أنا أعتمدك في كل ما يعرض لي من الحاجات و أنزل بك كل ما يخطر ببالي من الطلبات واثقا بقديم طولك و مدلا بكريم تفضلك و أطلب الخير من حيث تعودته و التمس النجح من معدنه الذي تعرفته و اعلم أنك لا تكل اللاجين إليك إلى غيرك و لا تخلي الراجين لحسن تطولك من نوافل برك سيدي تتابع منك البر و العطاء فلزمني الشكر و الثناء فما من شي‏ء أنشره و أطويه من شكرك و لا قول أعيده و أبديه في ذكرك إلا كنت له أهلا و محلا و كان في جنب معروفك مستصغرا مستقلا سيدي أستزيدك من فوائد النعم غير مستبطئ منك فيه سني الكرم   و أستعيذ بك من بوادر النقم غير مخيل في عدلك خواطر التهم سيدي عظم قدر من أسعدته باصطفائك و عدم النصر من أبعدته من فنائك سيدي ما أعظم روح قلوب المتوكلين عليك و أنجح سعي الآملين لما لديك سيدي أنت أنقذت أولياءك من حيرة الشكوك و أوصلت إلى نفوسهم حبرة الملوك و زينتهم بحلية الوقار و الهيبة و أسبلت عليهم ستور العصمة و التوبة و سيرت هممهم في ملكوت السماء و حبوتهم بخصائص الفوائد و الحباء و عقدت عزائمهم بحبل محبتك و آثرت خواطرهم بتحصيل معرفتك فهم في خدمتك متصرفون و عند نهيك و أمرك واقفون و بمناجاتك آنسون و لك بصدق الإرادة مجالسون و ذلك برأفة تحننك عليهم و ما أسديت من جميل منك إليهم سيدي بك وصلوا إلى مرضاتك و بكرمك استشعروا ملابس موالاتك سيدي فاجعلني ممن ناسبهم من أهل طاعتك و لا تدخلني فيمن جانبهم من أهل معصيتك و اجعل ما اعتقدته من ذكرك خالصا من شبه الفتن سالما من تمويه الأسرار و العلن مشوبا بخشيتك في كل أوان مقربا من طاعتك في الإظهار و الإبطان داخلا فيما يؤيده الدين و يعصمه خارجا مما تبنيه الدنيا و تهدمه منزها عن قصد أحد سواك وجيها عندك يوم أقوم لك و ألقاك محصنا من لواحق الرئاء مبرأ من بوائق الأهواء عارجا إليك مع صالح الأعمال بالغدو و الآصال متصلا لا ينقطع بوادره و لا يدرك آخره مثبتا عندك في الكتب المرفوعة في عليين مخزونا في الديوان المكنون الذي يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ و لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ اللهم أنت ولي الأصفياء و الأخيار و لك الخلق و الاختيار و قد ألبستني في الدنيا ثوب عافيتك و أودعت قلبي صواب معرفتك فلا تخلني في الآخرة عن عواطف رأفتك و اجعلني ممن شمله عفوك و لم ينله سطوتك يا من يعلم علل الحركات و حوادث السكون و لا تخفى عليه عوارض الخطرات في محال الظنون اجعلنا من الذين أوضحت لهم الدليل عليك و فسحت لهم السبيل

   إليك فاستشعروا مدارع الحكمة و استطرفوا سبل التوبة حتى أناخوا في رياض الرحمة و سلموا من الاعتراض بالعصمة إنك ولي من اعتصم بنصرك و مجازي من أذعن بوجوب شكرك لا تبخل بفضلك و لا تسأل عن فعلك جل ثناؤك و فضل عطاؤك و تظاهرت نعماؤك و تقدست أسماؤك فبتسييرك يجري سداد الأمور و بتقديرك يمضي انقياد التدبير تجير و لا يجار منك و لا لراغب مندوحة عنك سبحانك لا إله إلا أنت عليك توكلي و إليك يفد أملي و بك ثقتي و عليك معولي و لا حول لي عن معصيتك إلا بتسديدك و لا قوة لي على طاعتك إلا بتأييدك لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ يا أرحم الراحمين و خير الغافرين و صلى الله على محمد خاتم النبيين و على أهل بيته الطاهرين و أصحابه المنتجبين و سلم تسليما كثيرا و حسبنا الله وحده و نعم المعين يا خير مدعو و يا خير مسئول و يا أوسع من أعطى و خير مرتجى ارزقني و أوسع علي من واسع رزقك رزقا واسعا مباركا طيبا حلالا لا تعذبني عليه و سبب لي ذلك من فضلك إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ