باب 2- أعمال مطلق أيام شهر رجب و لياليها و أدعيتها

 أقول قد مر ما يناسب هذا الباب في أبواب كتاب الصيام فتذكر

1-  قل، ]إقبال الأعمال[ من الدعوات في كل يوم من رجب ما رويناها عن جماعة و نذكرها بإسناد محمد بن علي الطرازي من كتابه قال أخبرنا أحمد بن محمد بن عباس ره قال حدثنا أحمد بن محمد بن سهل المعروف بابن أبي الغريب الضبي قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور قال حدثني محمد بن الحسين الصائغ عن محمد بن الحسين الزاهدي من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق و زاهر الشهيد بالطف عن عبد الله بن مسكان عن أبي معشر عن أبي عبد الله ع أنه كان إذا دخل رجب يدعو بهذا الدعاء في كل يوم من أيامه خاب الوافدون على غيرك و خسر المتعرضون إلا لك و ضاع الملمون إلا بك و أجدب المنتجعون إلا من انتجع فضلك بابك مفتوح للراغبين و خيرك مبذول للطالبين و فضلك مباح للسائلين و نيلك متاح للآملين و رزقك مبسوط لمن عصاك و حلمك معترض لمن ناواك عادتك الإحسان إلى المسيئين و سبيلك الإبقاء على المعتدين اللهم فاهدني هدى المهتدين و ارزقني اجتهاد المجتهدين و لا تجعلني من الغافلين المبعدين و اغفر لي يوم الدين

 و من الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضا في كتابه فقال أبو الفرج محمد بن موسى القزويني الكاتب ره قال أخبرني أبو عيسى محمد بن أحمد بن محمد بن سنان عن أبيه عن جده محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان قال كنت عند مولاي أبي عبد الله ع إذ دخل علينا المعلى بن خنيس في رجب فتذاكروا الدعاء فيه فقال المعلى يا سيدي علمني دعاء يجمع كل ما أودعته الشيعة في كتبها فقال قل يا معلى   اللهم إني أسألك صبر الشاكرين لك و عمل الخائفين منك و يقين العابدين لك اللهم أنت العلي العظيم و أنا عبدك البائس الفقير و أنت الغني الحميد و أنا العبد الذليل اللهم صل على محمد و على آل محمد و امنن بغناك على فقري و بحلمك على جهلي و بقوتك على ضعفي يا قوي يا عزيز اللهم صل على محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين و اكفني ما أهمني من أمر الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم قال يا معلى و الله لقد جمع لك هذا الدعاء ما كان من لدن إبراهيم الخليل إلى محمد ص

 و من الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضا فقال دعاء علمه أبو عبد الله ع محمد السجاد و هو محمد بن ذكوان يعرف بالسجاد قالوا سجد و بكى في سجوده حتى عمي روى أبو الحسن علي بن محمد البرسي رضي الله عنه قال أخبرني الحسين بن أحمد بن شيبان قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عمران البرقي عن محمد بن علي الهمداني قال أخبرني محمد بن سنان عن محمد السجاد في حديث طويل قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك هذا رجب علمني فيه دعاء ينفعني الله به قال فقال لي أبو عبد الله ع اكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و قل في كل يوم من رجب صباحا و مساء و في أعقاب صلواتك في يومك و ليلتك يا من أرجوه لكل خير و آمن سخطه عند كل شر يا من يعطي الكثير بالقليل يا من يعطي من سأله يا من يعطي من لم يسأله و من لم يعرفه تحننا منه و رحمة أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا و جميع خير الآخرة و اصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا و شر الآخرة فإنه غير منقوص ما أعطيت و زدني من فضلك يا كريم قال ثم مد أبو عبد الله ع يده اليسرى فقبض على لحيته و دعا بهذا الدعاء و هو يلوذ بسبابته اليمنى ثم قال بعد ذلك يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا النعماء و الجود   يا ذا المن و الطول حرم شيبتي على النار

 و في حديث آخر ثم وضع يده على لحيته و لم يرفعها إلا و قد امتلأ ظهر كفه دموعا

 و من الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رحمه الله و هو مما ذكره في المصباح بغير إسناد و وجدته في أواخر كتاب معالم الدين مرويا عن مولانا الإمام الحجة المهدي صلوات الله و سلامه عليه و على آبائه الطاهرين و في هذه الرواية زيادة و اختلاف في كلمات فقال ما هذا لفظه ذكر محمد بن أبي الرواد الرواسي أنه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلى مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال قال مل بنا إلى مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك و قد صلى به أمير المؤمنين ع و وطئه الحجج بأقدامهم فملنا إليه فبينا نحن نصلي إذا برجل قد نزل عن ناقته و عقلها بالظلال ثم دخل و صلى ركعتين أطال فيهما ثم مد يديه فقال و ذكر الدعاء الذي يأتي ذكره ثم قام إلى راحلته و ركبها فقال لي أبو جعفر الدهان أ لا نقوم إليه فنسأله من هو فقمنا إليه فقلنا له ناشدناك الله من أنت فقال ناشدتكما الله من ترياني فقال ابن جعفر الدهان نظنك الخضر فقال و أنت أيضا فقلت أظنك إياه فقال و الله إني لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته انصرفا فأنا إمام زمانكما و هذا لفظة دعائه ع اللهم يا ذا المنن السابغة و الآلاء الوازعة و الرحمة الواسعة و القدرة الجامعة و النعم الجسيمة و المواهب العظيمة و الأيادي الجميلة و العطايا الجزيلة يا من لا ينعت بتمثيل و لا يمثل بنظير و لا يغلب بظهير يا من خلق فرزق و ألهم فأنطق و ابتدع فشرع و علا فارتفع و قدر فأحسن و صور فأتقن و احتج فأبلغ و أنعم فأسبغ و أعطى فأجزل و منح فأفضل يا من سما في العز ففات خواطر الأبصار و دنا في ألطف فجاز هواجس الأفكار يا من توحد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه و تفرد بالكبرياء و الآلاء فلا ضد له في جبروت شأنه يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام و انحسرت   دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام يا من عنت الوجوه لهيبته و خضعت الرقاب لعظمته و وجلت القلوب من خيفته أسألك بهذه المدحة التي لا تنبغي إلا لك و بما وأيت به على نفسك لداعيك من المؤمنين و بما ضمنت الإجابة فيه على نفسك للداعين يا أسمع السامعين و يا أبصر المبصرين و يا أنظر الناظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أحكم الحاكمين و يا أرحم الراحمين صل على محمد خاتم النبيين و على أهل بيته الطاهرين الأخيار و أن تقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت و أن تحتم لي في قضائك خير ما حتمت و تختم لي بالسعادة فيمن ختمت و أحيني ما أحييتني موفورا و أمتني مسرورا و مغفورا و تول أنت نجاتي من مساءلة البرزخ و ادرأ عني منكرا و نكيرا و أر عيني مبشرا و بشيرا و اجعل لي إلى رضوانك و جنانك مصيرا و عيشا قريرا و ملكا كبيرا و صلى الله على محمد و آله بكرة و أصيلا يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين ثم تقول اللهم إني أسألك بعقد عزك على أركان عرشك و منتهى رحمتك من كتابك و اسمك الأعظم الأعظم و ذكرك الأعلى الأعلى و كلماتك التامات كلها أن تصلي على محمد و آله و أسألك ما كان أوفى بعهدك و أقضى لحقك و أرضى لنفسك و خيرا لي في المعاد عندك و المعاد إليك أن تعطيني جميع ما أحب و تصرف عني جميع ما أكره إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ برحمتك يا أرحم الراحمين

 وجدنا هذا الدعاء و هذه الزيادة فيه مرويا عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه

 و من الدعوات في كل يوم من رجب ما رويناه أيضا عن جدي أبي جعفر الطوسي فقال أخبرني جماعة عن ابن عياش قال مما خرج على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد ره من الناحية المقدسة ما حدثني به خير بن عبد الله قال كتبته من التوقيع الخارج إليه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ادع في كل يوم من أيام من رجب   اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرك المستسرون بأمرك الواصفون لقدرتك المعلنون لعظمتك أسألك بما نطق فيهم من مشيتك فجعلتهم معادن لكلماتك و أركانا لتوحيدك و آياتك و مقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك و بينها إلا أنهم عبادك و خلقك فتقها و رتقها بيدك بدؤها منك و عودها إليك أعضاد و أشهاد و مناة و أزواد و حفظة و رواد فبهم ملأت سماءك و أرضك حتى ظهر أن لا إله إلا أنت فبذلك أسألك و بمواقع العز من رحمتك و بمقاماتك و علاماتك أن تصلي على محمد و آله و أن تزيدني إيمانا و تثبيتا يا باطنا في ظهوره و يا ظاهرا في بطونه و مكنونه يا مفرقا بين النور و الديجور يا موصوفا بغير كنه و معروفا بغير شبه حاد كل محدود و شاهد كل مشهود و موجد كل موجود و محصي كل معدود و فاقد كل مفقود ليس دونك من معبود أهل الكبرياء و الجود يا من لا يكيف بكيف و لا يؤين بأين يا محتجبا عن كل عين يا ديموم يا قيوم و عالم كل معلوم صل على عبادك المنتجبين و بشرك المحتجبين و ملائكتك المقربين و بهم الصافين الحافين و بارك لنا في شهرنا هذا الرجب المكرم و ما بعده من أشهر الحرم و أسبغ علينا فيه النعم و أجزل لنا فيه القسم و أبرر لنا فيه القسم باسمك الأعظم الأجل الأكرم الذي وضعته على النهار فأضاء و على الليل فأظلم و اغفر لنا ما تعلم منا و لا نعلم و اعصمنا من الذنوب خير العصم و اكفنا كوافي قدرك و امنن علينا بحسن نظرك و لا تكلنا إلى غيرك و لا تمنعنا من خيرك و بارك لنا فيما كتبته لنا من أعمارنا و أصلح لنا خبيئة أسرارنا و أعطنا منك الأمان و استعملنا بحسن الإيمان و بلغنا شهر الصيام و ما بعده من الأيام و الأعوام يا ذا الجلال و الإكرام

 و من الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه أيضا عن جدي أبي جعفر الطوسي   قدس الله روحه فقال قال ابن عياش و خرج إلى أهلي على يدي الشيخ أبي القاسم رضي الله عنه في مقامه عندهم هذا الدعاء في أيام رجب اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب محمد بن علي الثاني و ابنه علي بن محمد المنتجب و أتقرب بهما إليك خير القرب يا من إليه المعروف طلب و فيما لديه رغب أسألك سؤال مقترف مذنب قد أوبقته ذنوبه و أوثقته عيوبه فطال على الخطايا دءوبه و من الرزايا خطوبه يسألك التوبة و حسن الأوبة و النزوع عن الحوبة و من النار فكاك رقبته و العفو عما في ربقته فأنت يا مولاي أعظم أمله و ثقته اللهم و أسألك بمسائلك الشريفة و رسائلك المنيفة أن تتغمدني في هذا الشهر برحمة منك واسعة و نعمة وازعة و نفس بما رزقتها قانعة إلى نزول الحافرة و محل الآخرة و ما هي إليها صائرة