باب 32- علة التلبية و آدابها و أحكامها و فيه فداء إبراهيم ع بالحج

الآيات الحج وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ

1-  ع، ]علل الشرائع[ ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن   أبيه عن الأزدي قال سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يقول كنت أدخل إلى الصادق جعفر بن محمد ع فيقدم لي مخدة و يعرف لي قدرا و يقول مالك إني أحبك فكنت أسر بذلك و أحمد الله عليه قال و كان ع رجلا لا يخلو من إحدى ثلاث خصال إما صائما و إما قائما و إما ذاكرا و كان من عظماء العباد و أكابر الزهاد الذين يخشون الله عز و جل و كان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فإذا قال قال رسول الله ص اخضر مرة و اصفر مرة أخرى حتى ينكره من كان يعرفه و لقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد أن يخر من راحلته فقلت قل يا ابن رسول الله ص و لا بد لك من أن تقول فقال يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول لبيك اللهم لبيك و أخشى أن يقول عز و جل لي لا لبيك و لا سعديك

2-  فس، ]تفسير القمي[ وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يقول الإبل المهزولة قال و لما فرغ إبراهيم ع من بناء البيت أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج فقال يا رب و ما يبلغ صوتي فقال الله عليك الأذان و علي البلاغ و ارتفع إلى المقام و هو يومئذ يلصق بالبيت فارتفع به المقام حتى كان أطول من الجبال فنادى و أدخل إصبعه في أذنيه و أقبل بوجهه شرقا و غربا يقول أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربكم فأجابوه من تحت البحور السبع و من بين المشرق و المغرب إلى منقطع التراب من أطرافها أي الأرض كلها و من أصلاب الرجال و أرحام النساء بالتلبية لبيك اللهم لبيك أ و لا ترونهم يأتون يلبون فمن حج من يومئذ إلى يوم القيامة فهم ممن استجاب لله و ذلك قوله فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ يعني نداء إبراهيم على المقام بالحج

    -3  فس، ]تفسير القمي[ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فإنه كان سبب نزولها أن قريشا و العرب كانوا إذا حجوا يلبون و كانت تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك و هي تلبية إبراهيم و الأنبياء فجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال ليست هذه تلبية أسلافكم قالوا و ما كانت تلبيتهم قال كانوا يقولون لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك فنفرت قريش من هذا القول فقال لهم إبليس على رسلكم حتى آتي آخر كلامي فقالوا ما هو فقال إلا شريك هو لك تملكه و ما يملكه أ لا ترون أنه يملك الشريك و ما ملكه فرضوا بذلك و كانوا يلبون بهذا قريش خاصة فلما بعث الله رسوله أنكر ذلك عليهم و قال هذا شرك فأنزل الله ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ أي ترضون أنتم فيما تملكون أن يكون لكم فيه شريك و إذا لم ترضوا أنتم أن يكون لكم فيما تملكونه شريك فكيف ترضون أن تجعلوا لي شريكا فيما أملك

4-  ب، ]قرب الإسناد[ عنهما عن حنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا أتيت مسجد الشجرة فافرض قال قلت و أي شي‏ء الفرض قال تصلي ركعتين ثم تقول اللهم إني أريد أن أتمتع بالعمرة إلى الحج فإن أصابني قدرك فحلني حيث يحبسني قدرك فإذا أتيت الميل فلب

5-  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عبد الحميد عن عاصم بن عبد الحميد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رسول الله ص لما انتهى إلى البيداء حيث الميل قربت له ناقة فركبها فلما انبعثت له لبى بالأربع فقال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك ثم قال هاهنا يخسف بالأخابث قال ثم إن الناس زادوا بعد و هو حسن

    -6  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن علي بن خلف عن حسان المدائني قال سألت جعفر بن محمد ع عن تلبية النبي ص فقال هذه التلبيات التي يلبي بها الناس و كان يكثر من ذي المعارج

7-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال سألت الرضا ع كيف أصنع إذا أردت الإحرام قال فقال اعقد الإحرام في دبر الفريضة حتى إذا استوت بك البيداء فلب قلت أ رأيت إذا كنت محرما من طريق العراق قال لب إذا استوى بك بعيرك

8-  ل، ]الخصال[ فيما أوصى به النبي عليا ع لا تجهر النساء بالتلبية

9-  ل، ]الخصال[ في خبر الأعمش عن الصادق ع قال فرائض الحج الإحرام و التلبية الأربع و هي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك

10-  ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الدقاق عن الأسدي عن سهل عن جعفر بن عثمان الدارمي عن سليمان بن جعفر قال سألت أبا الحسن ع عن التلبية و علتها فقال إن الناس إذا أحرموا ناداهم الله تبارك و تعالى فقال يا عبادي و إمائي لأحرمنكم على النار كما أحرمتم لي فيقولون لبيك اللهم لبيك إجابة لله عز و جل على ندائه إياهم

11-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن ابن عامر عن عمه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله ع قال سألته لم جعلت التلبية فقال إن الله عز و جل أوحى إلى إبراهيم ع وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا فنادى فأجيب من كل فج عميق يلبون

    -12  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن أبان عمن أخبره عن أبي جعفر ع قال قلت له لم سميت التلبية تلبية قال إجابة أجاب موسى ع ربه

13-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد بن العطار عن الحسين بن إسحاق عن ابن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى و علي بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ع قال أحرم موسى ع من رملة مصر و مر بصفائح الروحاء محرما يقود ناقته بخطام من ليف فلبى تجيبه الجبال

14-  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن الحسين بن مختار عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول مر موسى بن عمران في سبعين نبيا على فجاج الروحاء عليهم العباء القطوانية يقول لبيك عبدك و ابن عبديك لبيك

15-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال مر موسى النبي صلوات الله عليه بصفائح الروحاء على جمل أحمر خطامه من ليف عليه عباءتان قطوانيتان و هو يقول لبيك يا كريم لبيك و مر يونس بن متى ع بصفائح الروحاء و هو يقول لبيك كشاف الكرب العظام لبيك و مر عيسى ابن مريم ع بصفائح الروحاء و هو يقول لبيك عبدك و ابن أمتك لبيك و مر محمد ص بصفائح الروحاء و هو يقول لبيك ذا المعارج لبيك

16-  مع، ]معاني الأخبار[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ المفسر بإسناده عن أبي محمد ع عن آبائه   ع قال قال رسول الله ص لما بعث الله عز و جل موسى بن عمران و اصطفاه نجيا و فلق له البحر و نجى بني إسرائيل و أعطاه التوراة و الألواح رأى مكانه من ربه عز و جل فقال يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي فقال الله جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي و جميع خلقي قال موسى يا رب فإن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي فقال الله جل جلاله أ ما علمت فضل آل محمد ع على جميع آل النبيين كفضل محمد ص على جميع المرسلين فقال موسى يا رب فإن كان آل محمد ع كذلك فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي ظللت عليهم الغمام و أنزلت عليهم المن و السلوى و فلقت لهم البحر فقال الله جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضلي على جميع خلقي فقال موسى يا رب ليتني كنت أراهم فأوحى الله عز و جل إليه يا موسى إنك لن تراهم و ليس هذا أوان ظهورهم و لكن سوف تراهم في الجنان جنة عدن و الفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون و في خيراتها يتبحبحون أ فتحب أن أسمعك كلامهم قال نعم يا إلهي قال الله جل جلاله قم بين يدي و اشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ففعل ذلك موسى ع فنادى ربنا عز و جل يا أمة محمد ص فأجابوه كلهم في أصلاب آبائهم و أرحام أمهاتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك قال فجعل الله عز و جل تلك الإجابة شعار الحج ثم نادى ربنا عز و جل يا أمة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي و عفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني و أعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله صادق في أقواله محق   في أفعاله و أن علي بن أبي طالب أخوه و وصيه من بعده و وليه يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد ص فإن أولياءه المصطفين المطهرين الميامين بعجائب آيات الله و دلائل حجج الله من بعد أوليائه أدخله جنتي و إن كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال فلما بعث الله عز و جل نبينا محمدا ص قال يا محمد وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا أمتك بهذه الكرامة ثم قال عز و جل لمحمد ص يا محمد قل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على ما اختصصتني به من هذه الفضيلة و قال لأمته و قولوا أنتم الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على ما اختصصنا به من هذه الفضائل

 أقول قد مضى تمامه في مواضع

17-  مع، ]معاني الأخبار[ السناني عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن السكوني عن الصادق ع عن آبائه عن علي ع قال نزل جبرئيل على النبي ص فقال يا محمد مر أصحابك بالعج و الثج فالعج رفع الأصوات بالتلبية و الثج نحر البدن

18-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال لما أمر الله عز و جل إبراهيم و إسماعيل ع ببنيان البيت و تم بناؤه أمره أن يصعد ركنا ثم ينادي في الناس ألا هلم الحج فلو نادى هلموا إلى الحج لم يحج إلا من كان يومئذ إنسيا مخلوقا و لكن نادى هلم الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال لبيك داعي الله لبيك داعي الله فمن لبى عشرا حج عشرا و من لبى خمسا حج خمسا و من لبى أكثر فبعدد ذلك و من لبى واحدا حج واحدا و من لم يلب لم يحج

19-  ع، ]علل الشرائع[ عن سعد عن أحمد و علي ابني الحسن بن فضال عن أبيهما عن غالب بن عثمان عن رجل من أصحابنا عن أبي جعفر ع قال إن الله   جل جلاله لما أمر إبراهيم ع ينادي في الناس بالحج قام على المقام فارتفع به حتى صار بإزاء أبي قبيس فنادى في الناس بالحج فأسمع من في أصلاب الرجال و أرحام النساء إلى أن تقوم الساعة

20-  سن، ]المحاسن[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير و ابن فضال عن رجال شتى عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من لبى في إحرامه سبعين مرة احتسابا أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار و براءة من النفاق

21-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ ثم تلبي سرا بالتلبيات الأربع و هي المفترضات تقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك هذه الأربعة المفروضات و تقول لبيك ذا المعارج لبيك لبيك تبدئ و تعيد و المعاد إليك لبيك لبيك داعيا إلى دار السلام لبيك لبيك كشاف الكرب العظام لبيك لبيك يا كريم لبيك لبيك عبدك ابن عبديك بين يديك لبيك لبيك أتقرب إليك بمحمد و آل محمد ص لبيك و أكثر من ذي المعارج

22-  سر، ]السرائر[ من كتاب المشيخة لا بن محبوب عن ابن سنان قال سألت أبا عبد الله ع عن الإهلال بالحج و عقدته قال هو التلبية إذا لبى و هو متوجه فقد وجب عليه ما يجب على المحرم

23-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبي الحسن موسى ع قال أوحي إلى إبراهيم ع أن اصعد أبا قبيس فناد في الناس يا معشر الخلائق إن الله يأمركم بحج هذا البيت الذي ببكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة   من الله قال فصعد إبراهيم ع أبا قبيس فنادى في الناس بأعلى صوته يا معشر الخلائق إن الله يأمركم بحج هذا البيت الذي ببكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله قال فمد الله لإبراهيم في صوته حتى أسمع به أهل المشرق و المغرب و ما بينهما من جميع ما قدر الله و قضى في أصلاب الرجال من النطف و جميع ما قدر الله و قضى في أرحام النساء إلى يوم القيامة فهناك يا فضل وجب الحج على جميع الخلائق فالتلبية من الحاج في أيام الحج هي إجابة لنداء إبراهيم يومئذ بالحج عن الله

24-  وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي رحمه الله نقلا من خط الشهيد قدس الله روحه روي عن الباقر ع من لبى في إحرامه سبعين مرة إيمانا و احتسابا أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار و براءة من النفاق