باب 4- زياراته صلوات الله عليه المطلقة التي لا تختص بوقت من الأوقات

1-  صبا، ]مصباح الزائر[ إذا وردت شريعة الكوفة فاقصد الغسل فيها و هي شريعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه و إلا ففي غيرها و تلك أفضل و نية هذا الغسل مندوب قربة إلى الله تعالى و تقول عند غسلك بسم الله و بالله اللهم اجعله نورا و طهورا و حرزا و أمنا من كل خوف و شفاء من كل داء اللهم طهرني و طهر قلبي و اشرح لي صدري و أجر محبتك و ذكرك على لساني الحمد لله الذي جعل الماء طهورا اللهم اجعلني عبدا شكورا و لآلائك ذكورا اللهم أحي قلبي بالإيمان و طهرني من الذنوب و اقض لي بالحسنى و افتح لي بالخيرات من عندك يا سميع الدعاء و صلى الله على محمد و آله كثيرا و يقول أيضا و هو يغتسل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله اللهم صل على محمد و آل محمد و طهر قلبي و زك عملي و نور بصري و اجعل غسلي هذا طهورا و حرزا و شفاء من كل داء و سقم و آفة و عاهة و من شر ما أحاذره إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ اللهم صل على محمد و آل محمد و اغسلني من الذنوب كلها و الآثام و الخطايا و طهر جسمي و قلبي من كل آفة تمحق بها ديني و اجعل عملي خالصا لوجهك يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعله لي شاهدا يوم حاجتي و فقري و فاقتي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر فإذا فرغت من الغسل فالبس أطهر ثيابك و قل اللهم ألبسني التقوى و اغفر لي و ارحمني في الآخرة و الأولى الحمد لله على   ما هدانا و له الشكر على ما أولانا

2-  مل، ]كامل الزيارات[ أحمد بن محمد عن أبيه عن علي بن مهدي بن صدقة عن علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه ع قال زار زين العابدين علي بن الحسين ع قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه فوقف على القبر ثم بكى و قال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا أمين الله في أرضه و حجته على عباده أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده و عملت بكتابه و اتبعت سنن نبيه ص حتى دعاك الله إلى جواره و قبضك إليه باختياره و ألزم أعداءك الحجة في قتلهم إياك مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك مولعة بذكرك و دعائك محبة لصفوة أوليائك محبوبة في أرضك و سمائك صابرة على نزول بلائك شاكرة لفواضل نعمائك ذاكرة لسوابغ آلائك مشتاقة إلى فرحة لقائك متزودة التقوى ليوم جزائك مستنة بسنن أوليائك مفارقه لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك ثم وضع خده على القبر و قال اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة و سبل الراغبين إليك شارعة و أعلام القاصدين إليك واضحة و أفئدة العارفين منك فازعة و أصوات الداعين إليك صاعدة و أبواب الإجابة لهم مفتحة و دعوة من ناجاك مستجابة و توبة من أناب إليك مقبولة و عبرة من بكى من خوفك مرحومة و الإغاثة لمن استغاث بك موجودة و الإعانة لمن استعان بك مبذولة و عداتك لعبادك منجزة و زلل من استقالك مقالة و أعمال العاملين لديك محفوظة و أرزاق الخلائق من لدنك نازلة و عوائد المزيد إليهم واصلة و ذنوب المستغفرين مغفورة و حوائج خلقك عندك مقضية و جوائز السائلين عندك موفرة و عوائد المزيد متواترة و موائد المستطعمين معدة و مناهل الظماء لديك مترعة اللهم فاستجب دعائي و اقبل ثنائي و أعطني جزائي و اجمع بيني و بين أوليائي   بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع إنك ولي نعمائي و منتهى مناي و غاية رجائي في منقلبي و مثواي أنت إلهي و سيدي و مولاي اغفر لأوليائنا و كف عنا أعداءنا و اشغلهم عن أذانا و أظهر كلمة الحق و اجعلها العليا و أدحض كلمة الباطل و اجعلها السفلى إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

3-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله في ما ذكر في كتابه الذي سماه كتاب الجامع روي عن أبي الحسن ع أنه كان يقول عند قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه السلام عليك يا ولي الله أشهد أنك أنت أول مظلوم و أول من غصب حقه صبرت و احتسبت حتى أتاك اليقين و أشهد أنك لقيت الله و أنت شهيد عذب الله قاتليك بأنواع العذاب و جدد عليه العذاب جئتك عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك و من ظلمك ألقى على ذلك ربي إن شاء الله يا ولي الله إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي إلى ربك يا مولاي فإن لك عند الله مقاما معلوما و إن لك عند الله جاها و شفاعة و قد قال الله تعالى وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى

4-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد عمن حدثه عن أبي الحسن الثالث ع مثله

5-  و عن محمد بن جعفر الرازي عن محمد بن عيسى بن عبيد عن بعض أصحابنا عنه ع مثله

6-  كا، ]الكافي[ الكليني عمن حدثه عن ابن أورمة و حدثني أبي عن ابن أبان عن ابن أورمة مثله

7-  حة، ]فرحة الغري[ عمي عن الحسن بن دربي عن ابن شهرآشوب عن الشيخ الطوسي عن المفيد عن الكليني مثله

 بيان لعل المراد بالشفاعة أولا في قوله فاشفع لي إلى ربك الاستغفار في   هذا الحالة و بالشفاعة ثانيا في قوله وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى الشفاعة في القيامة أي ادع لي الآن بالغفران لأصير قابلا لشفاعتك في القيامة و يحتمل أن يكون المعنى اشفع لي فإن كل من شفعتم له فهو المرتضى و يحتمل أن يكون المقصود الاستشهاد بالقرآن لمجرد وقوع الشفاعة لا لخصوص المشفوع له و الله يعلم

8-  مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد فيما ذكر من كتابه الجامع يروي عن أبي الحسن ع قال إذا أردت أن تودع قبر أمير المؤمنين فقل السلام عليك و رحمة الله و بركاته أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسل و بما جاءت به و دعت إليه و دلت عليه فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد مع الشاهدين في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي أشهد أنكم الأئمة و تسميهم واحدا بعد واحد و أشهد أن من قتلهم و حاربهم مشركون و من رد علمهم و رد عليهم في أسفل درك من الجحيم و أشهد أن من حاربهم لنا أعداء و نحن منهم برآء و أنهم حزب الشيطان و على من قتلهم لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ و من شرك فيهم و من سره قتلهم اللهم إني أسألك بعد الصلاة و التسليم أن تصلي على محمد و آل محمد و تسميهم و لا تجعله آخر العهد من زيارته فإن جعلته فاحشرني مع هؤلاء المسمين الأئمة اللهم و ذلل قلوبنا لهم بالطاعة و المناصحة و المحبة و حسن الموازرة و التسليم

 بيان قوله ع و أسترعيك يقال استرعاه إياهم استحفظه ذكره الفيروزآبادي

9-  حة، ]فرحة الغري[ ابن أبي قرة عن محمد بن عبد الله عن إسحاق بن محمد بن مروان عن أبيه عن علي بن سيف بن عميرة عن أبيه عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال كان أبي علي بن الحسين ع قد اتخذ منزله من بعد مقتل أبيه الحسين بن علي ع بيتا من شعر و أقام بالبادية فلبث بها عدة سنين كراهية لمخالطة الناس و ملابستهم و كان يصير من البادية بمقامه بها إلى العراق زائرا   لأبيه و جده ع و لا يشعر بذلك من فعله قال محمد بن علي فخرج سلام الله عليه متوجها إلى العراق لزيارة أمير المؤمنين صلوات الله عليه و أنا معه و ليس معنا ذو روح إلا الناقتين فلما انتهى إلى النجف من بلاد الكوفة و صار إلى مكان منه فبكى حتى اخضلت لحيته بدموعه و قال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا أمين الله في أرضه و حجته أشهد أنك جاهدت يا أمير المؤمنين في الله حق جهاده و عملت بكتابه و اتبعت سنن نبيه ص حتى دعاك الله إلى جواره فقبضك إليه باختياره لك كريم ثوابه و ألزم أعداءك الحجة مع ما لك من الحجج البالغة على عباده اللهم صل على محمد و آله و اجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك مولعة بذكرك و دعائك محبة لصفوة أوليائك محبوبة في أرضك و سمائك صابرة عند نزول بلائك شاكرة لفواضل نعمائك ذاكرة لسابغ آلائك مشتاقة إلى فرحة لقائك متزودة التقوى ليوم جزائك مستنة بسنن أوليائك مفارقه لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك ثم وضع خده على قبره قال اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة و سبل الراغبين إليك شارعة و أعلام القاصدين إليك واضحة و أفئدة الوافدين إليك فازعة و أصوات الداعين إليك صاعدة و أبواب الإجابة لهم مفتحة و دعوة من ناجاك مستجابة و توبة من أناب إليك مقبولة و عبرة من بكى من خوفك مرحومة و الإغاثة لمن استغاث بك موجودة و الإعانة لمن استعان بك مبذولة و عداتك لعبادك منجزة و زلل من استقالك مقالة و أعمال العاملين لديك محفوظة و أرزاق الخلائق من لدنك نازلة و عوائد المزيد متواترة و جوائز المستطعمين معدة و مناهل الظماء مترعة اللهم فاستجب دعائي و اقبل ثنائي و اجمع بيني و بين أوليائي و أحبائي بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين آبائي إنك ولي نعمائي و منتهى مناي و غاية رجائي في منقلبي و مثواي قال جابر قال الباقر ع ما قال هذا الكلام و لا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين أو عند قبر أحد من الأئمة ع إلا رفع دعاؤه في درج من   نور و طبع عليه بخاتم محمد ص و كان محفوظا كذلك حتى يسلم إلى قائم آل محمد ع فيلقى صاحبه بالبشرى و التحية و الكرامة إن شاء الله تعالى

10-  قال جابر حدثت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع و قال لي زد فيه إذا ودعت أحدا من الأئمة ع فقل السلام عليك أيها الإمام و رحمة الله و بركاته أستودعك الله و عليك السلام و رحمة الله و بركاته آمنا بالرسول و بما جئتم به و دعوتم إليه اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي وليك اللهم لا تحرمني ثواب مزاره الذي أوجبت له و يسر لنا العود إليه إن شاء الله تعالى

 قلت يوم الغدير يختص بيومه زيادات في كتاب المسرة من كتاب مزار ابن أبي قرة و هي زيارات يوم الغدير رويناها عن جماعة إليه رحمه الله قال أخبرنا محمد بن عبد الله و ذكر نحوه. ثم قال و قد زاره مولانا الصادق ع بنحو هذه الألفاظ من الزيارة تركنا ذكرها خوفا من الإطالة. أقول و روى جدي أبو جعفر الطوسي هذه الزيارة ليوم الغدير عن جابر الجعفي عن الباقر ع أن مولانا علي بن الحسين ع زار بها و في ألفاظها خلاف و لم يذكر فيها وداعا انتهى كلام السيد. و أقول إنما أوردتها هاهنا لأنه ليس في لفظ الخبر ما يدل على الاختصاص بيوم

11-  حة، ]فرحة الغري[ الوزير السعيد نصير الملة و الدين عن والده عن السيد فضل الله العلوي عن ذي الفقار بن معبد عن الطوسي عن المفيد عن محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن علي بن الفضل عن محمد بن روح القزويني عن أبي القاسم النقاش عن الحسين بن سيف بن عميرة عن أبيه عن جابر الجعفي قال قال أبو جعفر ع مضى أبي إلى قبر أمير المؤمنين بالمجاز و هو من ناحية الكوفة فوقف عليه ثم بكى و قال السلام عليك و ساق الحديث إلى قوله فيتلقى صاحبه بالبشرى و التحية و الكرامة إن شاء الله تعالى

    بيان إنما كررنا تلك الزيارة لاختلاف ألفاظها و كونها من أصح الزيارات سندا و أعمها موردا قوله ع و ألزم أعداءك الحجة أي بقتلهم إياك كما صرح به في الرواية السابقة قوله مولعة على بناء المفعول أي حريصة و المخبت الخاشع المتواضع و الأعلام جمع العلم و هو ما ينصب في الطريق ليهتدي به السالكون قوله فازعة أي خائفة و العوائد جمع العائدة و هي المعروف و الصلة و المنفعة أي المنافع و العطايا التي تزيد يوما فيوما أو العواطف التي توجب مزيد المثوبات و النعم و المنهل المشرب الذي ترده الشاربة قوله مترعة على بناء اسم المفعول من باب الإفعال أو على بناء اسم الفاعل من باب الافتعال يقال أترعه أي ملأه و أترع كافتعل امتلأ و الدرج بالفتح الذي يكتب فيه قوله فيتلقى أي الدرج و يحتمل القائم ع على بعد قوله ع ثواب مزاره مصدر ميمي أي ثواب زيارته

12-  حة، ]فرحة الغري[ الوزير السعيد نصير الدين الطوسي عن والده عن فضل الله الراوندي عن ذي الفقار بن معبد عن شيخ الطائفة عن المفيد عن محمد بن أحمد بن داود عن علي بن محمد بن الفضيل عن محمد بن محمد عن علي بن محمد بن رياح عن عبيد الله بن نهيك عن عبيس بن هشام عن صالح بن سعيد عن يونس بن ظبيان قال أتيت أبا عبد الله ع حين قدم الحيرة و ذكر حديثا حدثناه إلا أنه سار معه حتى أتينا إلى المكان الذي أراد فقال يا يونس أقرن دابتك فقرنت بينهما ثم رفع يده فدعا دعاء خفيا لا أفهمه ثم استفتح الصلاة فقرأ فيها سورتين خفيفتين يجهر فيهما و فعلت كما فعل ثم دعا ففهمته و علمنيه و قال يا يونس أ تدري أي مكان هذا قلت جعلت فداك لا و الله و لكني أعلم أني في الصحراء قال هذا قبر أمير المؤمنين ع يلتقي هو و رسول الله ص إلى يوم القيامة الدعاء اللهم لا بد من أمرك و لا بد من قدرك و لا بد من قضائك و لا حول و لا قوة إلا بك اللهم فما قضيت علينا من قضاء و قدرت علينا من قدر   فأعطنا معه صبرا يقهره و يدمغه و اجعله لنا صاعدا في رضوانك ينمي في حسناتنا و تفضيلنا و سؤددنا و شرفنا و مجدنا و نعمائنا و كرامتنا في الدنيا و الآخرة و لا تنقص من حسناتنا اللهم و ما أعطيتنا من عطاء أو فضلتنا به من فضيلة أو أكرمتنا به من كرامة فأعطنا معه شكرا يقهره و يدمغه و اجعله لنا صاعدا في رضوانك و حسناتنا و سؤددنا و شرفنا و نعمائك و كرامتك في الدنيا و الآخرة و لا تجعله لنا أشرا و لا بطرا و لا فتنة و لا مقتا و لا عذابا و لا خزيا في الدنيا و الآخرة اللهم إنا نعوذ بك من عثرة اللسان و سوء المقام و خفة الميزان اللهم لقنا حسناتنا في الممات و لا ترنا أعمالنا علينا حسرات و لا تخزنا عند قضائك و لا تفضحنا بسيئاتنا يوم نلقاك و اجعل قلوبنا تذكرك و لا تنساك و تخشاك كأنها تراك حتى تلقاك و بدل سيئاتنا حسنات و اجعل حسناتنا درجات و اجعل درجاتنا غرفات و اجعل غرفاتنا عاليات اللهم أوسع لفقرنا من سعة ما قضيت على نفسك اللهم صل على محمد و آل محمد و من علينا بالهدى ما أبقيتنا و الكرامة إذا توفيتنا به و الحفظ فيما بقي من عمرنا و البركة فيما رزقتنا و العون على ما حملتنا و الثبات على ما طوقتنا و لا تؤاخذنا بظلمنا و لا تعاقبنا بجهلنا و لا تستدرجنا بخطيئتنا و اجعل أحسن ما نقول ثابتا في قلوبنا و اجعلنا عظماء عندك أذلة في أنفسنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما نافعا أعوذ بك من قلب لا يخشع و من عين لا تدمع و صلاة لا تقبل أجرنا من سوء الفتن يا ولي الدنيا و الآخرة

 نقلته من خط الطوسي من التهذيب

13-  قال محمد بن أحمد بن داود أخبرنا الحسن بن محمد بن علان عن حميد بن زياد عن القاسم بن إسماعيل عن عبيس بن هشام عن صالح القماط عن يونس بن ظبيان مثله

 بيان في النسخ التي عندنا من التهذيب يلتقي هو و رسول الله ص يوم القيامة فالمعنى أنه و إن فرق بين قبريهما لكنهما في القيامة لا يفترقان و ما في هذه النسخة أظهر و المعنى أنهما و إن افترقا ظاهرا لكنهما ليسا بمفترقين بل يلتقيان في البرزخ   إلى يوم القيامة بأرواحهما ثم في القيامة يلتقيان بأجسادهما. و قال الفيروزآبادي دمغه كمنعه و نصره شجه حتى بلغت الشجة الدماغ و فلانا ضرب دماغه و السؤدد بالهمز كقنفذ السيادة و الأشر محركة شدة البطر و البطر النشاط و قلة احتمال النعمة و الطغيان بها و الحاصل أن وفور النعمة غالبا يستلزم الطغيان فأعطنا معها شكرا يدفع ذلك و يقهره قوله ع و لا تخزنا عند قضائك أي حكمك علينا في القيامة أي فيما تقضي و تقدر لنا في الدنيا و الآخرة أي عند الموت الذي قضيته علينا. ثم اعلم أنه ذكر الشيخ المفيد و السيد بن طاوس هذا الدعاء بعد زيارة صفوان و قالا كلما صليت صلاة فرضا كانت أو نفلا مدة مقامك بمشهد أمير المؤمنين ع فادع بهذا الدعاء

14-  حة، ]فرحة الغري[ والدي عن محمد بن نما عن محمد بن إدريس عن عربي بن مسافر عن إلياس بن هشام عن ابن شيخ الطائفة عن أبيه عن المفيد عن محمد بن أحمد بن داود عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي البزار عن ذبيان بن حكيم عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال إذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنين ع فتوضأ و اغتسل و امش على هنيئتك و قل الحمد لله الذي أكرمني بمعرفته و معرفة رسوله ص و من فرض طاعته رحمة منه لي و تطولا منه علي بالإيمان الحمد لله الذي سيرني في بلاده و حملني على دوابه و طوى لي البعيد و دفع عني المكروه حتى أدخلني حرم أخي رسوله فأرانيه في عافية الحمد لله الذي جعلني من زوار قبر وصي رسوله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله جاء بالحق من عنده و أشهد أن عليا عبد الله و أخو رسوله ع اللهم عبدك و زائرك يتقرب إليك بزيارة قبر أخي رسولك و على كل مأتي حق لمن أتاه و زاره و أنت خير مأتي و أكرم مزور فأسألك يا   الله يا رحمان يا رحيم يا جواد يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أن تصلي على محمد و أهل بيته و أن تجعل تحفتك إياي من زيارتي في موقفي هذا فكاك رقبتي من النار و اجعلني ممن يسارع في الخيرات و يدعوك رَغَباً وَ رَهَباً و اجعلني لك من الخاشعين اللهم إنك بشرتني على لسان نبيك محمد ص فقلت وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ اللهم فإني بك مؤمن و بجميع أنبيائك فلا توقفني بعد معرفتهم موقفا تفضحني به على رءوس الخلائق بل أوقفني معهم و توفني على التصديق بهم فإنهم عبيدك و أنت خصصتهم بكرامتك و أمرتني باتباعهم ثم تدنو من القبر و تقول السلام من الله و السلام على محمد أمين الله على رسالاته و عزائم أمره و معدن الوحي و التنزيل الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و الشاهد على الخلق السراج المنير و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد و أهل بيته المظلومين أفضل و أكمل و أرفع و أنفع و أشرف ما صليت على أنبيائك و أصفيائك اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك و خير خلقك بعد نبيك و أخي رسولك و وصي رسولك الذي بعثته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك من خلقك و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الأئمة من ولده القوامين بأمرك من بعده المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك و أعلاما لعبادك و شهداء على خلقك و حفظة لسرك و تصلي عليهم جميعا ما استطعت السلام على الأئمة المستودعين السلام على خالصة الله من خلقه السلام على المؤمنين الذين أقاموا أمرك و آزروا أولياء الله و خافوا لخوفهم السلام على ملائكة الله المقربين ثم تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا حبيب حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا عمود الدين و وارث علم الأولين و الآخرين و صاحب الميسم و

   الصراط المستقيم أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتبعت الرسول و تلوت الكتاب حق تلاوته و وفيت بعهد الله و جاهدت في الله حق جهاده و نصحت لله و لرسوله ص و جدت بنفسك صابرا مجاهدا عن دين الله موقيا لرسول الله طالبا ما عند الله راغبا فيما وعد الله جل ذكره من رضوانه و مضيت للذي كنت عليه شاهدا و شهيدا و مشهودا فجزاك الله عن رسوله و عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء لعن الله من قتلك و لعن الله من تابع على قتلك و لعن الله من خالفك و لعن الله من افترى عليك و ظلمك و لعن الله من غصبك و من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم بري‏ء و لعن الله أمة خالفتك و أمة جحدت ولايتك و أمة تظاهرت عليك و أمة قتلتك و أمة خذلتك و حادت عنك الحمد لله الذي جعل النار مثواهم و بئس ورد الواردين اللهم العن قتلة أنبيائك و أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك و أصلهم حر نارك اللهم العن الجوابيت و الطواغيت و الفراعنة و اللات و العزى و الجبت و الطاغوت و كل ند يدعى من دون الله و كل محدث مفتر اللهم العنهم و أشياعهم و أتباعهم و محبيهم و أولياءهم و أعوانهم لعنا كثيرا اللهم العن قتلة أمير المؤمنين ثلاثا اللهم العن قتلة الحسين ثلاثا اللهم عذبهم عذابا لا تعذبه أحدا من العالمين و ضاعف عليهم عذابك بما شاقوا ولاة أمرك و أعد لهم عذابا أليما لم تحله بأحد من خلقك اللهم و أدخل على قتلة أنصار رسولك و قتلة أنصار أمير المؤمنين و على قتلة أنصار الحسن و أنصار الحسين و قتلة من قتل في ولاية آل محمد أجمعين عذابا مضاعفا في أسفل درك من الجحيم لا تخفف عنهم من عذابها و هم فيه مبلسون ملعونون ناكسو رءوسهم و قد عاينوا الندامة و الخزي الطويل بقتلهم عترة أنبيائك و رسلك و أتباعهم من عبادك الصالحين اللهم العنهم في مستسر السر و ظاهر العلانية في سمائك و أرضك اللهم اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائك و حبب إلي مشهدهم و مشاهدهم حتى تلحقني بهم و تجعلني لهم تبعا في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين و اجلس عند رأسه و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و المسلمين لك   بقلوبهم و الناطقين بفضلك و الشاهدين على أنك صادق أمين صديق عليك يا مولاي صلى الله عليك و على روحك و بدنك أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله بالبلاغ و الأداء و أشهد أنك حبيب الله و أنك باب الله و أنك وجه الله الذي منه يؤتى و أنك سبيل الله و أنك عبد الله و أخو رسوله أتيتك وافدا لعظيم حالك و منزلتك عند الله و عند رسوله متقربا إلى الله بزيارتك طالبا خلاص نفسي من النار متعوذا بك من نار استحققتها بما جنيت على نفسي أتيتك انقطاعا إليك و إلى ولدك الخلف من بعدك على بركة الحق فقلبي لكم مسلم و أمري لكم متبع و نصرتي لكم معدة أنا عبد الله و مولاك و في طاعتك الوافد إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله و أنت ممن أمرني الله بصلته و حثني على بره و دلني على فضله و هداني لحبه و رغبني في الوفادة إليه و ألهمني طلب الحوائج عنده أنتم أهل بيت سعد من تولاكم و لا يخيب من أتاكم و لا يسعد من عاداكم لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم أنتم أهل بيت الرحمة و دعائم الدين و أركان الأرض و الشجرة الطيبة اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك و آل رسولك و لا ترد استشفاعي بهم اللهم إنك مننت علي بزيارة مولاي و ولايته و معرفته فاجعلني ممن تنصره و ممن تنتصر به و من علي بنصري لدينك في الدنيا و الآخرة اللهم إني أحيا على ما حيي عليه علي بن أبي طالب و أموت على ما مات عليه علي بن أبي طالب ع و إذا أردت الوداع فقل السلام عليك و رحمة الله و بركاته أستودعك الله و أسترعيك

 أقول و ساق الوداع إلى آخر ما مر برواية ابن قولويه. بيان روى الصدوق في الفقيه هذه الزيارة بغير إسناد و قال بعد تمام الوداع بقوله و حسن المؤازرة و التسليم و سبح تسبيح الزهراء فاطمة ع و هو سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم سبحان ذي العز الشامخ المنيف سبحان   ذي الملك الفاخر القديم سبحان ذي البهجة و الجمال سبحان من تردى بالنور و الوقار سبحان من يرى أثر النمل في الصفا و وقع الطير في الهواء و رواها الشيخ رحمه الله في التهذيب بهذا الإسناد إلى قوله على ما مات عليه علي بن أبي طالب ع ثم ذكر زيارتين أخراوين ثم ذكر الوداع مرسلا بلا سند و قال ابن قولويه في كامل الزيارة بعد إيراد الزيارة المختصرة التي أخرجها من جامع ابن الوليد و أوردناه سابقا و تقول عند قبر أمير المؤمنين ع هذا أيضا الحمد لله الذي أكرمني بمعرفته إلى آخر الزيارة و الظاهر أنه أخرجها أيضا من جامع ابن الوليد ثم روى الوداع من كتاب ابن الوليد كما مر و لكن كان في رواية الصدوق و ابن قولويه زيادة لم تكن في رواية الشيخ أضفناها في تلك الرواية و هي قوله اللهم عبدك و زائرك إلى قوله و أمرتني باتباعهم ثم اعلم أنا وجدنا في نسخ فرحة الغري بعد إتمام الزيارة ما هذا لفظه. أقول إني كتبت هذه الزيارة من كتاب محمد بن أحمد بن داود من النسخة التي قوبلت بالنسخة التي قوبلت بالنسخة التي عليها خط المصنف و كتب السيد من التهذيب من خط الطوسي و بينهما اختلاف ما ذكرناه في الحاشية انتهى. أقول لعل هذا كلام بعض رواه الكتاب و يحتمل أن يكون كلام المؤلف و يكون مراده بالسيد والده لكنه بعيد و لنوضح بعض ألفاظ الزيارة قوله ع على هنيئتك أي على رسلك ذكره الجزري قوله ع و السلام على محمد تأكيد للأول و المراد السلام منا و في بعض النسخ و التسليم و الثاني أظهر و في بعض نسخ الفقيه السلام من الله السلام بدون الواو فالثاني مجرور صفة للجلالة و لعله أصوب من الجميع قوله ع و عزائم أمره أي الأمور اللازمة من الواجبات و المحرمات أو جميع الأحكام فإن تبليغها كان عليه ص واجبا قوله الخاتم لما سبق أي لمن سبق من الأنبياء أو لما سبق من مللهم أو المعارف و الأسرار   و الفاتح لما استقبل أي لمن بعده من الحجج ع أو لما استقبله من المعارف و العلوم و الحكم قوله ع و المهيمن على ذلك كله أي الشاهد على الأنبياء و الأئمة صلوات الله عليهم أو المؤتمن على تلك المعارف و الحكم قوله ع الذي بعثته يحتمل أن يكون صفة للوصي و للرسول و على الثاني فقوله و الدليل مجرور ليكون معطوفا على قوله وصي رسولك و الأول أظهر و في الكامل و وصي رسولك الذي انتجبته من خلقك و الدليل و على التقديرين الباء في قوله بعلمك تحتمل الملابسة و السببية أي بسبب علمك بأنه لذلك أهل قوله و الدليل أي هو لعلمه و ما ظهر منه من المعجزات دليل على حقية الرسول ص أو يدل الناس على دينه و حكمته قوله ع و ديان الدين بعدلك أي قاضي الدين و حاكمه الذي تقضي بعدلك و فصل قضائك أي حكمك الذي جعلته فاصلا بين الحق و الباطل بأن يكون قوله فصل مجرورا معطوفا على عدلك و يحتمل حينئذ أن يكون قوله بين خلقك متعلقا بالديان أو بالقضاء و يحتمل أن يكون قوله فصل منصوبا معطوفا على قوله هاديا فيحتمل أن يكون الدين بمعنى الجزاء و يكون المعنى أنه ع حاكم يوم الجزاء كما ورد في روايات كثيرة فالأولى إشارة إلى أنه الحاكم في القيامة و الثانية إلى أنه القاضي في الدنيا. قال الجزري في صفة كلامه ص فصل لا نزر و لا هذر أي بين ظاهر يفصل بين الحق و الباطل و منه قوله تعالى إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ أي فاصل قاطع قوله المستودعين على بناء المفعول أي الذين استودعهم الله حكمته و أسراره قوله على خالصة الله أي الذين خلصوا عن محبة غيره تعالى أو خلصوا إلى الله و وصلوا إلى قربه و حجته أو استخلصهم الله و استخصهم لنفسه قوله و آزروا أولياء الله أي و عاونوهم قوله ع و صاحب الميسم إشارة إلى ما ورد في الأخبار أنه ع الدابة الذي يخرج في آخر الزمان و معه العصا و الميسم يسم بهما وجوه المؤمنين و الكافرين كما مر في كتاب الغيبة و كتاب أحواله ع و في بعض

    النسخ كما في التهذيب صاحب المقام و الصراط المستقيم أي هو الذي يلي حساب الخلائق عند قيامهم في القيامة و يقف على الصراط فينجي أولياءه من النار أو هو صاحب المقام العظيم في درجة القرب و الكمال و صاحب الصراط الذي من سلك فيه فاز بقرب ذي الجلال و يحتمل نصب الصراط قوله ع موقيا لرسول الله على بناء التفعيل و التوقية الحفظ و الكلاءة و في بعض النسخ موقنا بالنون و في بعضها موفيا بالفاء و الياء يقال وفى بالعهد و أوفى به قوله ع و مضيت للذي كنت عليه في أكثر الكتب شهيدا و شاهدا و مشهودا و على أي حال تحتمل وجوها الأول أن يكون اللام بمعنى في كما في قوله تعالى وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ و يقال مضى بسبيله أي مات و المعنى مضيت في الطريق الذي كنت عليه من الحق آئلا أمرك إلى الشهادة و عالما بحقية ما كنت عليه و شاهدا على ما صدر من الأمة أو منهم و مما مضى من جميع الأنبياء السالفة و أممهم و مشهودا يشهد الله و رسوله و الملائكة و المؤمنون لك بأنك كنت على الحق و أديت ما عليك الثاني أن يكون اللام بمعنى إلى كما في قوله تعالى بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها أي مضيت إلى عالم القدس الذي كنت عليه قبل النزول إلى مطمورة الجسد شهيدا و شاهدا و مشهودا بالمعاني التي سلفت الثالث أن يكون اللام صلة للشهادة أي مضيت شاهدا لما كنت عليه من الدين شهيدا عالما به و مشهودا بأنك عملت به الرابع أن يكون اللام للتعليل للشهادة بناء على تقديم الشهيد أي إنما قتلوك و صرت شهيدا لكونك على الحق الخامس أن تكون اللام للظرفية و كلمة على تعليلية أي مضيت في السبيل الذي لأجله صرت قتيلا و شاهدا على الأمة و مشهودا عليك السادس أن تكون اللام ظرفية أيضا و يكون المعنى مضيت في سبيل كنت متهيئا له موطنا نفسك عليه و هو الموت كما يقال فلان على جناح السفر فيكون كناية عن كونه ص مستعدا للموت غير راغب عنه و الله يعلم. قوله فجزاك الله عن رسوله أي من قبله أو لأجله قوله ع و خذلت عنك قال الفيروزآبادي خذله و عنه خذلا و خذلانا ترك نصرته.   أقول فهذا تأكيد للأول و يمكن أن يقرأ بالتشديد أي أمر الناس بخذلانك و على التخفيف أيضا يمكن أن يكون بهذا المعنى و في الكامل و المصباح و سائر الكتب و أمة حادت عنك و خذلتك و هو الظاهر و الحيد الميل قوله ع و بئس ورد الواردين الورد بالكسر الماء بالذي ترد عليه أي بئس محل ورد الواردين و محل ورودهم و في الكامل وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ و بئس ورد الواردين و بئس الدرك و المدرك فالمورود تأكيد للورد أي المورود عليه و الفقرة الثانية تأكيد للأولى و دركات النار طبقاتها أي بئس المنزل الذي يدركه الأشقياء منزلهم في جهنم و قال الفيروزآبادي صلى اللحم يصليه صليا شواه أو ألقاه في النار للإحراق كأصلاه و صلاه قوله و الجبت هو بالكسر الصنم و الكاهن و الساحر و كل ما عبد من دون الله و الطاغوت الشيطان و كل رئيس في الضلالة و قد يطلق على الصنم أيضا و المراد بالجوابيت و الطواغيت و الفراعنة أولا جميع خلفاء الجور و باللات و العزى و الجبت و الطاغوت صنما قريش خصا بالذكر للتأكيد و التنصيص لشدة شقاوتهما و الند المثل قوله و كل محدث أي كل مبتدع في الدين و في بعض الكتب و كل ملحد مفتر. و قال الفيروزآبادي المبلس الساكت على ما في نفسه و أبلس يئس و تحير و قال استسر استتر فقوله مستسر السر مبالغة في الخفاء كما أن ظاهر العلانية مبالغة في الظهور و الغرض لعنهم على جميع الأحوال و بجميع أنحاء اللعن قوله ع وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائك أي ذكرا حسنا و ثناء جميلا فيهم بأن أقول فيهم ما هم أهله من الذكر الجميل أو يكون لي بينهم ذكر حسن و الأول أنسب بالمقام و الثاني أوفق بقوله تعالى وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ و قال الفيروزآبادي الصدق بالكسر الشدة و هو رجل صدق و صديق صدق

    مضافين وَ لَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ أنزلناهم منزلا صالحا قوله ع على بركة الحق يمكن أن يكون الظرف متعلقا بالخلف أي خليفته على بركات الحق و الدين من الهدايات و رفع الجهالات و الشبهات أو على الحق البارك الثابت من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أو على نمو الحق و زيادته و استمراره فإن البركة النماء و الزيادة و السعادة و يقال برك أي ثبت و أقام و أن يكون حالا عن ولدك و المعنى قريب مما مر أو عن فاعل أتيتك أي كائنا على بركة الحق أي الاهتداء به و يمكن أن يكون الحق على بعض الوجوه اسما لله تعالى و في كثير من نسخ الكتب على تزكية الحق فالاحتمالات أيضا جارية فيه أي خليفتك على أن يزكي الحق و يظهره من الباطل و الشك و البدع أو على تزكية الحق و تنميته و إعلاء أمره أو حال كون الولد أو حال كوني على تزكية الحق و مدحه و الاعتقاد به أو تخليصه و تصفيته أو تنميته و إشادة ذكره و في نسخ المصباح و الكفعمي على الحق فيجري أيضا فيه الاحتمالات و المراد بالولد الحسين صلوات الله عليه أو جميع الأئمة الذين دفنوا قريبا منه ع فإن الولد يكون واحدا و جمعا و كذا الخلف

 كما قال ص يحمل هذا العلم من كل خلف عدول

15-  حة، ]فرحة الغري[ ذكر محمد بن المشهدي في مزاره ما صورته حدثنا الحسن بن محمد عن بعضهم عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن عيسى عن هشام بن سالم عن صفوان الجمال قال لما وافيت مع جعفر الصادق ع الكوفة يريد أبا جعفر المنصور قال لي يا صفوان أنخ الراحلة فهذا قبر جدي أمير المؤمنين فأنختها ثم نزل فاغتسل و غير ثوبه و تحفى و قال لي افعل مثل ما أفعله ثم أخذ نحو الذكوة و قال لي قصر خطاك و ألق ذقنك الأرض فإنه يكتب لك بكل خطوة مائة ألف حسنة و يمحى عنك مائة ألف سيئة و ترفع لك مائة ألف درجة و تقضى لك مائة ألف حاجة و يكتب لك ثواب كل صديق و شهيد مات أو قتل ثم مشى و مشيت معه و علينا السكينة و الوقار نسبح و نقدس و نهلل إلى أن بلغنا الذكوات فوقف ع و نظر يمنة و يسرة و خط بعكازته   فقال لي اطلب فطلبت فإذا أثر القبر ثم أرسل دموعه على خده و قال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و قال السلام عليك أيها الوصي البر التقي السلام عليك أيها النبأ العظيم السلام عليك أيها الصديق الرشيد السلام عليك أيها البر الزكي السلام عليك يا وصي رسول رب العالمين السلام عليك يا خيرة الله على الخلق أجمعين أشهد أنك حبيب الله و خاصته و خالصته السلام عليك يا ولي الله و موضع سره و عيبة علمه و خازن وحيه ثم انكب على قبره و قال بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين بأبي أنت و أمي يا حجة الخصام بأبي أنت و أمي يا باب المقام بأبي أنت و أمي يا نور الله التام أشهد أنك قد بلغت عن الله و عن رسول الله ص ما حملت و رعيت ما استحفظت و حفظت ما استودعت و حللت حلال الله و حرمت حرام الله و أقمت أحكام الله و لم تتعد حدود الله و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين صلى الله عليك و على الأئمة من بعدك ثم قام فصلى عند الرأس ركعات و قال يا صفوان من زار أمير المؤمنين ع بهذه الزيارة و صلى بهذه الصلاة رجع إلى أهله مغفورا ذنبه مشكورا سعيه و يكتب له ثواب كل من زاره من الملائكة قلت ثواب كل من يزوره من الملائكة قال يزوره في كل ليلة سبعون قبيلة قلت كم القبيلة قال مائة ألف ثم خرج من عنده القهقرى و هو يقول يا جداه يا سيداه يا طيباه يا طاهراه لا جعله الله آخر العهد منك و رزقني العود إليك و المقام في حرمك و الكون معك و مع الأبرار من ولدك صلى الله عليك و على الملائكة المحدقين بك قلت يا سيدي تأذن لي أن أخبر أصحابنا من أهل الكوفة به فقال نعم و أعطاني دراهم و أصلحت القبر

 إيضاح قوله ع يا باب المقام أي إتيان مقام إبراهيم لحج البيت و اعتماره لا يقبل إلا بولايتك فمن لم يأته بولايتك فكأنما أتى البيت من غير بابه   أو باب القيام عند رب العالمين للحساب كناية عن أن إياب الخلق إليه و حسابهم عليه فكما أنه لا يدخل البيت إلا بعد المرور على الباب كذلك لا يأتي أحد ليقوم للحساب إلا بعد أن يلقاه صلوات الله عليه بما هو أهله من البشارة أو الاكتياب قوله ع المحدقين بك أي المطيفين بك. أقول روى مؤلف المزار الكبير هذه الزيارة بهذا اللفظ و يظهر منه أن مؤلفه هو محمد بن المشهدي

16-  حة، ]فرحة الغري[ أبو القاسم بن سعيد عن شمس الدين فخار الموسوي عن شاذان بن جبرئيل عن محمد بن القاسم عن الحسن عن أبيه محمد بن الحسن عن المفيد عن الصدوق عن ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن صفوان عن الصادق ع قال سار و أنا معه في القادسية حتى أشرف على النجف فقال هو الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح ع فقال سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ فأوحى الله عز و جل إليه أ يعتصم بك مني أحد فغار في الأرض و تقطع إلى الشام فقال ع اعدل بنا فعدلت به فلم يزل سائرا حتى أتى الغري فوقف على القبر فساق السلام من آدم على نبي نبي ع و أنا أسوق السلام معه حتى وصل السلام إلى النبي ص ثم خر على القبر فسلم عليه و علا نحيبه ثم قام فصلى أربع ركعات

17-  و في خبر آخر ست ركعات و صليت معه و قلت يا ابن رسول الله ص ما هذا القبر قال هذا قبر جدي علي بن أبي طالب ع

18-  زيارة أخرى رواها المفيد و السيد و الشهيد و غيرهم رضي الله عنهم عن صفوان و اللفظ للمفيد قال سألت الصادق ع فقلت كيف تزور أمير المؤمنين ع فقال يا صفوان إذا أردت ذلك فاغتسل و البس ثوبين طاهرين و نل شيئا من الطيب و إن لم تنل أجزأك فإذا خرجت من منزلك فقل اللهم إني خرجت من منزلي أبغي فضلك و أزور وصي نبيك صلواتك عليهما اللهم فيسر   ذلك لي و سبب المزار له و اخلفني في عاقبتي و حزانتي بأحسن الخلافة يا أرحم الراحمين فسر و أنت تحمد الله و تسبحه و تهلله فإذا بلغت الخندق فقف عنده و قل الله أكبر الله أكبر أهل الكبرياء و المجد و العظمة الله أكبر أهل التكبير و التقديس و التسبيح و الآلاء الله أكبر مما أخاف و أحذر الله أكبر عمادي و عليه أتوكل الله أكبر رجائي و إليه أنيب اللهم أنت ولي نعمتي و القادر على طلبتي تعلم حاجتي و ما تضمره هواجس الصدور و خواطر النفوس فأسألك بمحمد المصطفى الذي قطعت به حجج المحتجين و عذر المعتذرين و جعلته رحمة للعالمين أن لا تحرمني زيارة وليك و أخي نبيك أمير المؤمنين و قصده و تجعلني من وفده الصالحين و شيعته المتقين برحمتك يا أرحم الراحمين فإذا تراءت لك القبة الشريفة فقل الحمد لله على ما اختصني به من طيب المولد و استخلصني إكراما به من موالاة الأبرار السفرة الأطهار و الخيرة الأعلام اللهم فتقبل سعيي إليك و تضرعي بين يديك و اغفر لي الذنوب التي لا تخفى عليك إنك أنت الله الملك الغفار فإذا نزلت الثوية و هي الآن تل بقرب الحنانة عن يسار الطريق لمن يقصد من الكوفة إلى المشهد فصل عندها ركعتين لما روي أن جماعة من خواص مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله دفنوا هناك و قل ما تقول عند رؤيا القبة الشريفة فإذا بلغت العلم و هي الحنانة فصل هناك ركعتين فقد روى محمد بن أبي عمير عن المفضل بن عمر قال جاز الصادق ع بالقائم المائل في طريق الغري فصلى ركعتين فقيل له ما هذه الصلاة فقال هذا موضع رأس جدي الحسين بن علي ع وضعوه هاهنا لما توجهوا من كربلاء ثم حملوه إلى عبيد الله بن زياد لعنه الله فقل هناك اللهم إنك ترى مكاني و تسمع كلامي و لا يخفى عليك شي‏ء من أمري و كيف يخفى عليك ما أنت مكونه و بارئه و قد جئتك مستشفعا بنبيك نبي الرحمة و متوسلا بوصي رسولك فأسألك بهما ثبات القدم و الهدى و المغفرة في الدنيا و الآخرة

    أقول إن زار الحسين ع في الحنانة بما سنرويه عن محمد بن المشهدي بعد إيراد ما ذكروه و صلى عندها أربع ركعات كما فعله الصادق ع كان حسنا

 ثم قالوا فإذا بلغت إلى باب الحصن فقل الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ الحمد لله الذي صيرني في بلاده و حملني على دوابه و طوى لي البعيد و صرف عني المحذور و دفع عني المكروه حتى أقدمني أخا رسوله ص ثم ادخل و قل الحمد لله الذي أدخلني هذه البقعة المباركة التي بارك الله فيها و اختارها لوصي نبيه اللهم فاجعلها شاهدة لي فإذا بلغت إلى الباب الأول فقل اللهم لبابك وقفت و بفنائك نزلت و بحبلك اعتصمت و برحمتك تعرضت و بوليك صلواتك عليه توسلت فاجعلها زيارة مقبولة و دعاء مستجابا فإذا بلغت باب الصحن فقل اللهم إن هذا الحرم حرمك و المقام مقامك و أنا أدخل إليه أناجيك بما أنت أعلم به مني و من سري و نجواي الحمد لله الحنان المنان المتطول الذي من تطوله سهل لي زيارة مولاي بإحسانه و لم يجعلني عن زيارته ممنوعا و لا عن ولايته مدفوعا بل تطول و منح اللهم كما مننت علي بمعرفته فاجعلني من شيعته و أدخلني الجنة بشفاعته يا أرحم الراحمين ثم ادخل الصحن و قل الحمد لله الذي أكرمني بمعرفته و معرفة رسوله و من فرض علي طاعته رحمة منه لي و تطولا منه علي و من علي بالإيمان الحمد لله الذي أدخلني حرم أخي رسوله و أرانيه في عافية الحمد لله الذي جعلني من زوار قبر وصي رسوله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله جاء بالحق من عند الله و أشهد أن عليا عبد الله و أخو رسول الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر و الحمد لله على هدايته و توفيقه لما دعا إليه من سبيله اللهم إنك أفضل مقصود و أكرم مأتي و قد أتيتك متقربا إليك بنبيك نبي الرحمة و بأخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فصل على محمد   و آل محمد و لا تخيب سعيي و انظر إلي نظرة رحيمة تنعشني بها و اجعلني عندك وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ثم امش حتى تقف على الباب في الصحن و قل السلام على رسول الله أمين الله على وحيه و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و رحمة الله و بركاته السلام على صاحب السكينة السلام على المدفون بالمدينة السلام على المنصور المؤيد السلام على أبي القاسم محمد بن عبد الله و رحمة الله و بركاته ثم ادخل و قدم رجلك اليمنى قبل اليسرى و قف على باب القبة و قل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله جاءَ بِالْحَقِّ من عنده وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا حبيب الله و خيرته من خلقه السلام على أمير المؤمنين عبد الله و أخي رسول الله يا مولاي يا أمير المؤمنين عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك جاءك مستجيرا بذمتك قاصدا إلى حرمك متوجها إلى مقامك متوسلا إلى الله تعالى بك أ أدخل يا مولاي أ أدخل يا أمير المؤمنين أ أدخل يا حجة الله أ أدخل يا أمين الله أ أدخل يا ملائكة الله المقيمين في هذا المشهد يا مولاي أ تأذن لي بالدخول أفضل ما أذنت لأحد من أوليائك فإن لم أكن له أهلا فأنت أهل لذلك ثم قبل العتبة و قدم رجلك اليمنى قبل اليسرى و ادخل و أنت تقول بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص اللهم اغفر لي و ارحمني و تب علي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ثم امش حتى تحاذي القبر و استقبله بوجهك و قف قبل وصولك إليه و قل السلام من الله على محمد رسول الله أمين الله على وحيه و رسالاته و عزائم أمره و معدن الوحي و التنزيل الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله الشاهد على الخلق السراج المنير السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد

   و أهل بيته المظلومين أفضل و أكمل و أرفع و أشرف ما صليت على أحد من أنبيائك و رسلك و أصفيائك اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك و خير خلقك بعد نبيك و أخي رسولك و وصي حبيبك الذي انتجبته من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الأئمة من ولده القوامين بأمرك من بعده و المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك و حفظة لسرك و شهداء على خلقك و أعلاما لعبادك صلوات الله عليهم أجمعين السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله و خليفته و القائم بأمره من بعده سيد الوصيين و رحمة الله و بركاته السلام على فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين السلام على الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين السلام على الأئمة الراشدين السلام على الأنبياء و المرسلين السلام على الأئمة المستودعين السلام على خاصة الله من خلقه السلام على المتوسمين السلام على المؤمنين الذين قاموا بأمره و وازروا أولياء الله و خافوا بخوفهم السلام على الملائكة المقربين السلام علينا و على عباد الله الصالحين ثم امش حتى تقف على القبر و استقبله بوجهك و اجعل القبلة بين كتفيك و قل السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا إمام الهدى السلام عليك يا علم التقى السلام عليك أيها الوصي البر التقي النقي الوفي السلام عليك يا أبا الحسن و الحسين السلام عليك يا عمود الدين السلام عليك يا سيد الوصيين و أمين رب العالمين و ديان يوم الدين و خير المؤمنين و سيد الصديقين و الصفوة من سلالة النبيين و باب حكمة رب العالمين و خازن وحيه و عيبة علمه و الناصح لأمة نبيه و التالي لرسوله و المواسي له بنفسه و الناطق بحجته و الداعي إلى شريعته و الماضي على سنته اللهم إني أشهد أنه قد بلغ عن رسولك ما حمل و رعى ما استحفظ و حفظ ما استودع و حلل حلالك و حرم حرامك و أقام أحكامك و جاهد الناكثين في سبيلك و

   القاسطين في حكمك و المارقين عن أمرك صابرا محتسبا لا تأخذه في الله لومة لائم اللهم صل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوليائك و أصفيائك و أوصياء أنبيائك اللهم هذا قبر وليك الذي فرضت طاعته و جعلت في أعناق عبادك متابعته و خليفتك الذي به تأخذ و تعطي و به تثيب و تعاقب و قد قصدته طمعا لما أعددته لأوليائك فبعظيم قدره عندك و جليل خطره لديك و قرب منزلته منك صل على محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله فإنك أهل الكرم و الجود و السلام عليك و على ضجيعيك آدم و نوح و رحمة الله و بركاته ثم قبل الضريح و قف مما يلي الرأس و قل يا مولاي إليك وفودي و بك أتوسل إلى ربي في بلوغ مقصودي و أشهد أن المتوسل بك غير خائب و الطالب بك عن معرفة غير مردود إلا بقضاء حوائجه فكن لي شفيعا إلى الله ربك و ربي في قضاء حوائجي و تيسير أموري و كشف شدتي و غفران ذنبي و سعة رزقي و تطويل عمري و إعطاء سؤلي في آخرتي و دنياي اللهم العن قتلة أمير المؤمنين اللهم العن قتلة الحسن و الحسين اللهم العن قتلة الأئمة و عذبهم عذابا أليما لا تعذبه أحدا من العالمين عذابا كثيرا لا انقطاع له و لا أجل و لا أمد بما شاقوا ولاة أمرك و أعد لهم عذابا لم تحله بأحد من خلقك اللهم و أدخل على قتلة أنصار رسولك و على قتلة أمير المؤمنين و على قتلة الحسن و الحسين و على قتلة أنصار الحسن و الحسين و قتلة من قتل في ولاية آل محمد أجمعين عذابا أليما مضاعفا في أسفل درك من الجحيم و لا يخفف عنهم العذاب و هم فيه مبلسون ملعونون ناكسو رءوسهم عند ربهم قد عاينوا الندامة و الخزي الطويل لقتلهم عترة أنبيائك و رسلك و أتباعهم من عبادك الصالحين اللهم العنهم في مستسر السر و ظاهر العلانية في أرضك و سمائك اللهم اجعل لي قدم صدق في أوليائك و حبب إلي مشاهدهم و مستقرهم حتى تلحقني بهم و تجعلني لهم تبعا في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم قبل الضريح و استقبل قبر الحسين بن علي ع بوجهك و اجعل القبلة بين كتفيك و قل السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك

   يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين السلام عليك يا أبا الأئمة الهادين المهديين السلام عليك يا صريع الدمعة الساكبة السلام عليك يا صاحب المصيبة الراتبة السلام عليك و على جدك و أبيك السلام عليك و على أمك و أخيك السلام عليك و على الأئمة من ذريتك و بنيك أشهد لقد طيب الله بك التراب و أوضح بك الكتاب و جعلك و أباك و جدك و أخاك و بنيك عبرة لأولي الألباب يا ابن الميامين الأطياب التالين الكتاب وجهت سلامي إليك صلوات الله و سلامه عليك و جعل أفئدة من الناس تهوي إليك ما خاب من تمسك بك و لجأ إليك ثم تحول إلى عند الرجلين و قل السلام على أبي الأئمة و خليل النبوة و المخصوص بالأخوة السلام علي يعسوب الدين و الإيمان و كلمة الرحمن السلام على ميزان الأعمال و مقلب الأحوال و سيف ذي الجلال و ساقي السلسبيل الزلال السلام على صالح المؤمنين و وارث علم النبيين و الحاكم يوم الدين السلام على شجرة التقوى و سامع السر و النجوى السلام على حجة الله البالغة و نعمته السابغة و نقمته الدامغة السلام على الصراط الواضح و النجم اللائح و الإمام الناصح و الزناد القادح و رحمة الله و بركاته ثم قل اللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أخي نبيك و وليه و ناصره و وصيه و وزيره و مستودع علمه و موضع سره و باب حكمته و الناطق بحجته و الداعي إلى شريعته و خليفته في أمته و مفرج الكرب عن وجهه قاصم الكفرة و مرغم الفجرة الذي جعلته من نبيك بمنزلة هارون من موسى اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و العن من نصب له العداوة من الأولين و الآخرين و صل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوصياء أنبيائك يا رب العالمين ثم عد إلى عند الرأس لزيارة آدم و نوح و قل في زيارة آدم ع السلام عليك يا صفي الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا نبي الله السلام   عليك يا أمين الله السلام عليك يا خليفة الله في أرضه السلام عليك يا أبا البشر السلام عليك و على روحك و بدنك و على الطاهرين من ولدك و ذريتك صلاة لا يحصيها إلا هو و رحمة الله و بركاته و قل في زيارة نوح ع السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا صفي الله السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا شيخ المرسلين السلام عليك يا أمين الله في أرضه صلوات الله و سلامه عليك و على روحك و بدنك و على الطاهرين من ولدك و رحمة الله و بركاته ثم صل ست ركعات ركعتان منها لزيارة أمير المؤمنين ع تقرأ في الركعة الأولى فاتحة الكتاب و سورة الرحمن و في الثانية الحمد و سورة يس و تشهد و سلم و سبح تسبيح الزهراء ع و استغفر الله عز و جل و ادع لنفسك ثم قل اللهم إني صليت هاتين الركعتين هدية مني إلى سيدي و مولاي وليك و أخي رسولك أمير المؤمنين و سيد الوصيين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و على آله اللهم فصل على محمد و آل محمد و تقبلها مني و أجزني على ذلك جزاء المحسنين اللهم لك صليت و لك ركعت و لك سجدت وحدك لا شريك لك لأنه لا تكون الصلاة و الركوع و السجود إلا لك لأنك أنت الله لا إله إلا أنت اللهم صل على محمد و آل محمد و تقبل مني زيارتي و أعطني سؤلي بمحمد و آله الطاهرين و تهدي الأربع ركعات الأخر إلى آدم و نوح ثم تسجد سجدة الشكر و قل فيهما اللهم إليك توجهت و بك اعتصمت و عليك توكلت اللهم أنت ثقتي و رجائي فاكفني ما أهمني و ما لا يهمني و ما أنت أعلم به مني عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك صل على محمد و آل محمد و قرب فرجهم ثم ضع خدك الأيمن على الأرض و قل ارحم ذلي بين يديك و تضرعي إليك و وحشتي من الناس و أنسي بك يا كريم يا كريم يا كريم

   ثم ضع خدك الأيسر على الأرض و قل لا إله إلا أنت ربي حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي يا كريم يا كريم يا كريم ثم عد إلى السجود و قل شكرا مائة مرة و اجتهد في الدعاء فإنه موضع مسألة و أكثر من الاستغفار فإنه موضع مغفرة و اسأل الحوائج فإنه مقام إجابة و كلما صليت صلاة فرضا كانت أو نفلا مدة مقامك بمشهد أمير المؤمنين ع فادع بهذا الدعاء اللهم إنه لا بد من أمرك و لا بد من قدرك و لا بد من قضائك و لا حول و لا قوة إلا بك إلى آخر ما مر من الدعاء ثم قال تتمة في وداع سيدنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذا أردت ذلك فاستأنف الزيارة و اصنع فيها ما صنعت في أول وصولك من أوله إلى آخره كما تقدم بيانه ثم ودعه في آخرها فقل آمنت بالله و بالرسل و بما جئت به و دللتني عليه و دعوتني إليه رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ و آل الرسول فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة مولانا أمير المؤمنين و أخي رسول الله و ارزقني زيارته أبدا ما أحييتني اللهم لا تحرمني ثواب زيارته و ارزقني العود ثم العود السلام عليك يا مولاي سلام مودع لا سئم و لا قال و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد و آل محمد و بلغ أرواحهم و أجسادهم مني أفضل التحية و السلام و السلام على ملائكة الله الحافين بهذا المشهد الشريف السلام على رسول الله السلام على فاطمة سيدة نساء العالمين السلام على أمير المؤمنين السلام على الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة القائم بأمر الله المنتقم من أعدائه السلام على سمي رسول الله و مظهر دين الله سلاما واصلا دائما سرمدا لا انقطاع له السلام عليك و رحمة الله و بركاته الحمد لله الذي أنقذنا بكم من الشرك و الضلالة اللهم اجعلني ممن تناله منك صلوات و رحمة و احفظني بحفظ الإيمان و لا تشمت بي من عاديته فيك يا رب العالمين   ثم قبل الضريح المقدس صلوات الله على صاحبه و ادع الله بما تريد و انصرف مغبوطا مرحوما إن شاء الله تعالى

 توضيح العاقبة الولد و حزانتك بالضم عيالك الذين تتحزن لأمرهم و قال في النهاية فيه و ما يهجس في الضمائر أي ما يخطر بها و يدور فيها من الأحاديث و الأفكار قوله و استخلصني إكراما به أي استخلصني به إكراما لي و من بيانية و يقال استخلصه لنفسه أي استخصه و قال في النهاية في حديث علي ع أمرت بقتل الناكثين و القاسطين و المارقين النكث نقض العهد أراد بهم أهل وقعة الجمل لأنهم كانوا بايعوه ثم نقضوا بيعته و قاتلوه و بالقاسطين أهل صفين لأنهم جاروا في حكمهم و بغوا عليه و بالمارقين الخوارج لأنهم مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية قوله ع لا تعذبه فيه حذف و إيصال أي لا تعذبه به قوله قدم صدق في أوليائك أي قدما ثابتا راسخا في ولايتهم و متابعتهم أو مقاما حسنا عندك بسببهم كما قال تعالى وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ و في بعض النسخ لسان صدق و قد مر بيانه قوله ع يا صريع الدمعة الساكبة الصريع هنا القتيل المطروح على الأرض السكب الصب و الانصباب و المراد هنا الثاني أي المقتول الذي تجري لأجله الدموع و قيل إنما نسب إلى الدمعة لأنها لكثرة جريانها عليه كأنها حميمه الذي ذهب منه قوله المصيبة الراتبة أي الثابتة التي لا تزول إلى أن يطلب بثأره صلوات الله عليه و قوله ع عبرة لأولي الألباب أي ليعتبر أولو العقول من فضلكم و علمكم و جلالتكم و مظلوميتكم و شهادتكم فيعلموا دناءة الدنيا و خستها و أن الله لم يرضها لأوليائه و أن الآخرة هي دار القرار و محل الأخيار قوله ع التالين الكتاب أي جعلكم الرسول تلوا للكتاب و وصى بكم معه في قوله إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي أو التابعين للكتاب العاملين به و القارين له حق قراءته و الأول أظهر و أصوب قوله ع و جعل   أفئدة من الناس إشارة إلى دعاء إبراهيم ع لهم في قوله تعالى فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ و الجملة تحتمل الخبرية و الدعائية و في بعض النسخ صلى الله عليك و جعل و هو أظهر قوله و خليل النبوة أي صاحبها و اليعسوب السيد و الرئيس و المقدم و أصله أمير النحل قوله ع و كلمة الرحمن أي يبين للخلق ما أراد الله إظهاره كما أن الكلمة تبين ما في ضمير صاحبها أو المراد أنه صاحب كلمات الله و علومه و قد مر شرحه مبسوطا في أبواب فضائله صلوات الله عليه قوله على ميزان الأعمال إشارة إلى ما ورد في الأخبار الكثيرة أنهم موازين يوم القيامة و هم يحاسبون الخلق قوله ع و مقلب الأحوال أي يقلب أحوالهم من الضلالة إلى الهداية و من الجهل إلى العلم و من الفقر إلى الغناء و من الحياة إلى الموت في الغزوات أو أنه محنة الورى به يتميز المؤمن من الكافر و به انتقل جماعة من الكفر إلى الإيمان و به ظهر كفر المنافقين الذين كانوا يظهرون الإيمان و ظاهره يومي إلى درجة أعلى من ذلك من المدخلية في نظام العالم و تدبيره و هذا مقام دقيق قد مر بعض القول فيه في كتاب الإمامة و السلسبيل اسم عين في الجنة و قال الفيروزآبادي ماء زلال كغراب سريع المر في الحلق بارد عذب صاف سهل سلس قوله ع و الزناد القادح قال الفيروزآبادي الزند العود الذي تقدح به النار و الجمع زناد و قال قدح بالزند رام الإيراء به انتهى فالزناد جمع فكان ينبغي أن يؤتى في صفته القادحة و لعله كان في الأصل الزند فصحف لأن المفرد هنا أنسب و يحتمل أن يكون الزناد أيضا جاء مفردا و لم يذكره اللغويون أو يكون الجمع للمبالغة و في الصفة روعي جانب المعنى لأنه عبارة عن شخص واحد و على التقادير كناية عن كثرة ظهور أنوار العلم و الحكم منه أو عن شدة البطش و الصولة في الغزوات و الأول أظهر و القصم الكسر قوله و لا قال يقال قلاه أي أبغضه و كرهه و منه قوله تعالى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى. أقول ذكر السيد بن طاوس هذه الزيارة و ساقها إلى الدعاء الذي ذكره

    المفيد في آخر الزيارة ثم قال دعاء آخر يستحب أن يدعى به عقيب صلاة الزيارة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه و هو يا الله يا الله يا الله يا مجيب دعوة المضطرين و ساق الدعاء إلى آخره نحو مما سنورده برواية صفوان في زيارة الحسين ع في يوم عاشوراء تركنا إيراده هنا حذرا من التكرار فمن أراد قراءته فليرجع إليه فإنه أتم و أكمل مما أورده السيد هنا. و هذه الرواية تشتمل على فضيلة جزيلة لزيارة الحسين ع عند رأس أمير المؤمنين و الصلاة عند فلا تغفل. ثم اعلم أن العلماء ذكروا زيارة آدم و نوح ع عنده ع و لم يتعرضوا لزيارة صالح و هود و إبراهيم ع و قد مر في الأخبار كونهم أيضا مدفونين عنده و في قربه صلوات الله عليه فينبغي زيارتهم ع أيضا و إنما خصوا آدم و نوح لكثرة الأخبار الواردة في ذلك و لورود الأمر بزيارتهما في بعضها. ثم أقول يناسب أن يتلى عند ضريح آدم ع أو بعد الصلاة لزيارته الدعاء المروي عن سيد الساجدين صلوات الله عليه المشتمل على الصلاة عليه ص و هو مما ألحق ببعض نسخ الصحيفة أيضا و هو هذا اللهم و آدم بديع فطرتك و أول معترف من الطين بربوبيتك و بكر حججك على عبادك و بريتك و الدليل على الاستجارة بعفوك من عقابك و الناهج سبل توبتك و الوسيلة بين الخلق و بين معرفتك و الذي لقيته ما رضيت عنه بمنك عليه و رحمتك له و المنيب الذي لم يصر على معصيتك و سابق المتذللين بحلق رأسه في حرمك و المتوسل بعد المعصية بالطاعة إلى عفوك و أبو الأنبياء الذين أوذوا في جنبك و أكثر سكان الأرض سعيا في طاعتك فصل عليه أنت يا رحمان و ملائكتك و سكان سماواتك و أرضك كما عظم حرماتك و دلنا على سبيل مرضاتك يا أرحم الراحمين. أقول ينبغي أن يزور الحسين عند قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليهما مما

    يلي رأسه مما ذكره محمد بن المشهدي في المزار الكبير

19-  و ذكر أن الصادق ع زار رأس الحسين ع عند رأس أمير المؤمنين ع و صلى عنده أربع ركعات و هي هذه السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله و رحمة الله و بركاته أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و تلوت الكتاب حق تلاوته و جاهدت في الله حق جهاده و صبرت على الأذى في جنبه محتسبا حتى أتاك اليقين و أشهد أن الذين خالفوك و حاربوك و أن الذين خذلوك و الذين قتلوك ملعونون على لسان النبي الأمي و قد خاب من افترى لعن الله الظالمين لكم من الأولين و الآخرين و ضاعف عليهم العذاب الأليم أتيتك يا مولاي يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك مواليا لأوليائك معاديا لأعدائك مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه عارفا بضلالة من خالفك فاشفع لي عند ربك

 أقول سيأتي تمامها في زيارة الحسين ع فإن عمل بجميعها كان أفضل

20-  ثم ذكر السيد رحمه الله زيارة الوداع نحوا مما مر ثم قال زيارة ثانية يزار بها ع تقف على قبره الشريف و تقول السلام من الله على محمد أمين الله على رسالاته و عزائم أمره و معدن الوحي و التنزيل الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و الشاهد على الخلق و السراج المنير و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد و على أهل بيته الطاهرين أفضل و أكمل و أوسع و أنفع و أشرف ما صليت على أنبيائك و أصفيائك اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك و خير خلقك بعد نبيك و أخي رسولك و وصيه الذي بعثته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و السلام عليك و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الأئمة من ولده   القوامين بأمرك من بعده المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك و حفظة على سرك و شهداء على خلقك و إعلاما لعبادك السلام على خالصة الله من خلقه السلام على ملائكة الله السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا خليفة الله السلام عليك يا عمود الدين السلام عليك يا قسيم الجنة و النار أشهد أنك كلمة التقوى و باب الهدى و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصراط المستقيم و أشهد أنك حجة الله على خلقه و شاهده على عباده و أمينه على علمه و خازن سره و موضع حكمته و أخو رسوله ع و أشهد أن دعوتك حق و كل داع منصوب دونك باطل مدحوض أنت أول مظلوم و أول مغصوب حقه صبرت و احتسبت لعن الله من ظلمك و تقدم عليك و صد عنك لعنا كبيرا يلعنهم به كل ملك مقرب و نبي مرسل و كل عبد مؤمن ممتحن صلى الله عليك يا أمير المؤمنين و على روحك و بدنك أشهد أنك عبد الله و أمينه بلغت ناصحا و أديت أمينا و قتلت صديقا مظلوما و مضيت على يقين لم تؤثر عمى على هدى و لم تمل من حق إلى باطل و أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتبعت الرسول و نصحت للأمة و تلوت الكتاب حق تلاوته و جاهدت في الله حق جهاده و دعوت إلى سبيله بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ حتى أتاك اليقين أشهد أنك كنت على بينة من ربك و دعوت إليه على بصيرة و بلغت ما أمرت به و قمت بحق الله غير واهن و لا موهن فصلى الله عليك صلاة متتابعة متواصلة مترادفة يتبع بعضها بعضا لا انقطاع لها و لا أمد و لا أجل و السلام عليك و رحمة الله و بركاته و جزاك الله من صديق خيرا عن رعيته أشهد أن الجهاد معك حق و أن الحق معك و إليك و أنت أهله و معدنه و ميراث النبوة عندك فصلى الله عليك و سلم تسليما و عذب الله قاتلك بأنواع العذاب أتيتك يا أمير المؤمنين عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك مواليا لأوليائك بأبي أنت و أمي أتيتك عائذا بك من نار استحقها مثلي بما جنيت على نفسي أتيتك وافدا لعظيم حالك و منزلتك عند الله و عند رسوله و

   عندي فاشفع لي عند ربك فإن لي ذنوبا كثيرة و إن لك عند الله مقاما معلوما و جاها عظيما و شأنا كبيرا و شفاعة مقبولة و قد قال الله عز و جل وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ اللهم رب الأرباب صريخ المستصرخين جبار الجبابرة و عماد المؤمنين إني عذت بأخي رسولك معاذا فبحقه عليك فك رقبتي من النار آمنت بالله و بما أنزل إليكم و أتولى آخركم بما توليت به أولكم و كفرت بالجبت و الطاغوت و اللات و العزى و كل ند يدعى من دون الله و السلام عليك يا مولاي و رحمة الله و بركاته ثم قبل الضريح و عد إلى عند الرأس و قل السلام عليك يا أمير المؤمنين أنا عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك جئتك زائرا لائذا بحرمك متوسلا إلى الله بك في مغفرة ذنوبي كلها متضرعا إلى الله تعالى و إليك لمنزلتك عند الله عارفا عالما إنك تسمع كلامي و ترد سلامي لقوله تعالى وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فيا مولاي إني لو وجدت إلى الله تعالى شفيعا أقرب منك لقصدت إليه فما خاب راجيكم و لا ضل داعيكم أنتم الحجة و المحجة إلى الله فكن لي إلى الله شفيعا فما لي وسيلة أوفى من قصدي إليك و توسلي بك إلى الله فأنت كلمة الله و كلمة رسوله ص و أنت خازن وحيه و عيبة علمه و موضع سره و الناصح لعبيد الله و التالي لرسوله و المواسي له بنفسه و الناطق بحجته و الداعي إلى شريعته و الماضي على سنته فلقد بلغت عن النبي ص ما حملت و رعيت ما استحفظت و حفظت ما استودعت و حللت حلاله و حرمت حرامه و أقمت أحكامه و لم تأخذك في الله لومة لائم فجاهدت القاسطين في حكمه و المارقين عن أمره و الناكثين لعهده صابرا محتسبا صلى الله عليك و سلم أفضل ما صلى على أحد من أصفيائه و أنبيائه و أوليائه إنه حميد مجيد ثم قبل الضريح من كل جوانبه و صل صلاة الزيارة و ما بدا لك و ادع فقل يا من عفا عني و عن ما خلوت به من السيئات يا من رحمني بأن ستر ذلك علي و لم يفضحني به يا من سوى خلقي و له على ما أعمل شاهد مني يا من ينطق

   لساني و تنطق له أركاني يا من قل حيائي منه حتى قد خشيت أن يمقتني يا من لو علم الناس مني بعض علمه بي لعاجلوني يا من ستر عورتي و لم يبد لخلقه سوأتي يا من أمهلني عند خلوتي في معاصيه بلذتي أعوذ بوجهك الكريم أن أكون ممن ينادي يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ و أعوذ بوجهك الكريم أن أكون ممن ينادي رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّينَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ و أعوذ بوجهك الكريم أن أكون ممن ينادي فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ و أعوذ بوجهك الكريم يا سيدي أن أكون ممن ينادي يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ و أعوذ بوجهك الكريم يا سيدي أن أكون ممن يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ و أعوذ بوجهك الكريم يا سيدي أن أكون ممن يغل فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً و أعوذ بوجهك الكريم يا سيدي أن يكون طعامي من الضريع و أعوذ بوجهك الكريم يا سيدي أن يكون غدوي و رواحي إلى النار اللهم تجاوز عن سيئاتي و أبدل ذلك بالحسنات و لا تخفف بذلك ميزاني و لا تسود به وجهي و لا تفضح به مقامي و لا تنكس به رأسي يا رب و لا تمقتني على طول ما أبقيتني و تجاوز عني فيمن تجاوزت عنه فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ اللهم عرفني استجابة ما سألتك و أملته فيك و طلبته منك بحق مولاي و بقبره و بما سعيت فيه من زيارته على معرفة مني بحقه و منزلته منك و محبته و مودته على ما أوجبته علي في كتابك و لا تردني خائبا و لا خائفا و اقلبني مفلحا منجحا بحق محمد و علي و الأئمة من ولدها و بالشأن و الجاه و القدر الذي لهم عندك فإن لهم عندك شأنا من الشأن و قدرا من القدر برحمتك يا أرحم الراحمين ثم ادع بما أحببت لنفسك و إخوانك فإذا أردت وداعه فقف عليه و قل يا سيدي و مولاي و معتمدي في ديني و دنياي و آخرتي يا أمير المؤمنين هذا أوان انصرافي عن حرمك من غير جفاء و لا قلى من بعد ما قضيت أوطاري و تمتعت بزيارتك و لذت بحرمك و ضريحك و سألت الله تعالى   أن يغفر لي و لوالدي و إخواني المؤمنين و قد عولت على الانصراف و أنا أسألك أن تسأل الله تعالى لأجل مسألتي بك أن يردني إلى أهلي سالما غانما و جميع المؤمنين و المؤمنات و قد قبل الله سعينا و زيارتنا و محص الله جميع ذنوبنا و جرائمنا و خطايانا و أن نعود إلى أهلنا بسعي مشكور و ذنب مغفور و عمل مبرور اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة مولانا و إمامنا أمير المؤمنين و لا من زيارة قبره في كل ميقات و تقبل ذلك منا بأحسن قبول أستودعك الله و نفسي و أهلي و ولدي و ما أنقلب إليه في جميع أحوالي

 أقول قال الكليني في الكافي بعد إيراد هذه الزيارة المختصرة التي رويناها سابقا عن أبي الحسن الثالث ع بسنديه ما هذا لفظه دعاء آخر عند قبر أمير المؤمنين ع تقول السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حجة الله ثم ساق الزيارة مثل ما أدرجه السيد في تلك الزيارة إلى قوله اللهم رب الأرباب صريخ الأحباب إني عذت بأخي رسولك معاذا ففك رقبتي من النار آمنت بالله و ما أنزل إليكم و أتولى آخركم بما توليت به أولكم و كفرت بالجبت و الطاغوت و اللات و العزى و ختم بذلك و نحوه روى الشيخ في التهذيب

21-  ثم قال السيد ره زيارة ثالثة يزار بها ع تغتسل و تلبس أنظف ثيابك و تمس شيئا من الطيب إن أمكنك فإذا وصلت إلى باب الناحية المقدسة فقل الله أكبر ثلاثين مرة لا إله إلا الله ثلاثين مرة الحمد لله ثلاثين مرة اللهم صل على محمد و آل محمد ثلاثين مرة ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى و تقول السلام على رسول الله خاتم النبيين السلام على أخيه و وصيه أمير المؤمنين السلام على ملائكة الله و عباده الصالحين السلام على ملائكة هذا الحرم الذين هم به مقيمون و بمشهده محدقون و لزواره مستغفرون و الحمد لله الذي أكرمنا بمعرفته   و معرفة رسوله و من فرض علينا طاعته رحمة منه و تطولا الحمد لله الذي سيرني في بلاده و حملني على دوابه و طوى لي البعيد و دفع عني المكاره حتى بلغني حرم أخي نبيه و وصي رسوله و أدخلني البقعة التي قدسها و بارك عليها و اختارها لوصي نبيه و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن عليا عبده و أخو رسوله اللهم إني عبدك و زائرك الوافد إليك المتقرب بزيارة أخي نبيك و مستحفظ رسولك ص يا رب و على كل مأتي حق لمن زاره و وفد إليه و أنت يا رب خير مأتي و أكرم مزور فأسألك اللهم بمعاقد العز من عرشك و منتهى الرحمة من كتابك و بموجبات رحمتك و عزائم مغفرتك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل حظي من زيارتي في موضعي هذا فكاك رقبتي من النار و أن تجعلني ممن يسارع في الخيرات و يدعوك رَغَباً وَ رَهَباً و اجعلني من الخاشعين اللهم إنك بشرتني على لسان نبيك فقلت وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ اللهم إني مؤمن بك و بجميع أنبيائك و رسلك و كلماتك و أسمائك فلا تقفني بعد معرفتي بهم موقفا تفضحني به على رءوس الخلائق و قفني مع محمد و أهل بيته صلى الله عليهم و توفني على التصديق بهم و التسليم لهم فإنهم عبيدك و أنت خصصتهم بكرامتك و أمرتني باتباعهم و فرضت علي طاعتهم ثم تدنو من القبر و تقول السلام من الله على محمد النبي و الرسول المصطفى المرتضى أمين الله على رسله و خاتم أنبيائه و عزائم أمره و معدن الوحي و الرسالة و التنزيل و مهبط الملائكة و مختلف الروح الأمين و حجة الله البالغة و الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و الشاهد على الخلق و السراج المنير و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد و أهل بيته الأبرار الذين اخترتهم من خلقك و جعلتهم أعلام دينك اللهم و صل على محمد منتهى علمك و صلواتك و تحياتك اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك و أخي رسولك و خير من انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك

   و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان دينك بعدلك و فصل قضيتك بين خلقك و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم صل على الأئمة من ولده القوامين بأمرك من بعده المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك و أوعية لعلمك و حفظة لسرك و شهداء على خلقك و أعلاما لعبادك و نجوما في أرضك السلام على الأئمة المستودعين السلام على خاصة الله من خلقه المباركين السلام على المؤمنين الذين أقاموا إمام الله و آزروا أولياء الله السلام على ملائكة الله السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا إمام الهدى السلام عليك يا علم التقى السلام عليك أيها الوصي البار المصطفى السلام عليك أيها السراج المنير السلام عليك يا عمود الدين السلام عليك يا وارث علم الأولين و الآخرين السلام عليك أيها النور المنير أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتبعت الرسول و تلوت الكتاب حق تلاوته و بلغت عن الله ما أمرك به و وفيت بعهد الله و قمت بكلامه و جاهدت في الله حق جهاده و نصحت لله و لرسوله فلعن الله من قتلك و من ظلمك و تعدى عليك و خذلك و حاد عنك و باينك اللهم العن قتلة أنبيائك و أوليائك و أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك و أصلهم حر نارك و أليم عذابك و العن الجوابيت و الطواغيت و الفراعنة و اللات و العزى و الجبت و الأوثان و الأزلام و الأضداد و كل ند يدعى من دون الله و كل ملحد مفتر على الله عز و جل اللهم أدخل على كل من أذى رسولك و قتل أنصاره و أنصار أمير المؤمنين و على قاتله و قاتل الحسن و الحسين و قتلة أوليائك اللعن المضاعف السرمد الذي لا انقضاء له و لا فناء و عذبهم عذابا سرمدا مضاعفا في أسفل درك من الجحيم اللهم العنهم في مستسر سرك و ظاهر علانيتك لعنا وبيلا و أخزهم خزيا طويلا و لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَ هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ اللهم اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائك و حبب إلي مشاهدهم حتى تلحقني بهم و تجعلني بهم تابعا و وليا   في الدنيا و الآخرة ثم امض إلى الرأس و قف عليه و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و المسلمين لك بقلوبهم و الناطقين بفضلك و الشاهدين على أنك الصادق المصدق و الهادي المنتجب عليك يا مولاي و على روحك و بدنك أشهد أنك طاهر مقدس و أنك ولي الله و وصي رسوله صلى الله عليكما و على ذريتكما أنا عبد الله و مولاك و الوافد إليك الملتمس بذلك كمال المنزلة عند الله عز و جل ثم انكب على القبر و قل اللهم لرحمتك تعرضت بإزاء قبر أخي نبيك وقفت عائذا به من النار فأعذني من نقمتك و سخطك و زلازل يوم القيامة يوم يكبر فيه الحساب يوم تبيض فيه وجوه و تسود فيه وجوه يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ثم ارفع رأسك و استقبل القبلة و قل يا أكرم من أقر له بالذنوب ما أنت صانع بعبدك المقر لك بذنوبه متقربا إليك بالرسول و عترته لائذا بقبر وصي الرسول يا من يملك حوائج السائلين كما وفقتني لوفادتي و زيارتي و مسألتي فأعطني سؤلي في آخرتي و دنياي و وفقني لكل مقام محمود تحب أن يدعى فيه بأسمائك و يسأل فيه من عطائك و تصلي ست ركعات و إن أحببت زيادة فافعل و تدعو بما أحببت فإذا أردت الوداع فقل السلام عليك و رحمة الله و بركاته أستودعك الله و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جاء به و دعا إليه و دل عليه اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إليه اللهم لا تحرمنا ثواب مزاره و ارزقنا العود فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد في مماتي بما شهدت عليه في حياتي و أشهد أنهم أعلام الهدى و نجوم العلى و القدر البالغ و كهوف الورى و ورثة الأنبياء و المثل الأعلى و الدعوة الحسنى و حججك على أهل الدنيا و السبب الأطول بينك

   و بين خلقك و أشهد أن من رد ذلك فهو في درك الجحيم اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و تسمي الأئمة واحدا واحدا و أن لا تجعله آخر العهد من وفادته و الانقضاء من زيارته و إن جعلته فاجعلني مع هؤلاء الأئمة أئمة الهدى اللهم ذلل قلبي لهم بالطاعة و المناصحة و الموالاة و حسن الموازرة و المودة و التسليم حتى نستكمل بذلك طاعتك و نبلغ بها مرضاتك و نستوجب بها ثوابك برحمتك اللهم إني أشهدك بالولاية لمن واليت و والت رسلك و أنبياؤك و ملائكتك و أشهدك بالبراءة ممن برئت أنت منه و برئت منه رسلك و أنبياؤك و ملائكتك المقربون و السفرة الأبرار المطهرون و وفقني لكل مقام محمود و اقلبني من هذا الحرم بخير موجود يا ذا الجلال و الإكرام السلام عليك يا تاج الأوصياء السلام عليك يا رأس الصديقين السلام عليك يا وارث الأحكام السلام عليك يا ركن المقام اللهم اجعلني من وفده المباركين و زواره المخلصين و شيعته الصادقين و مواليه التابعين و أنصاره المكرمين و أصحابه المؤيدين و اجعلني أكرم وافد و أفضل وارد و أنبل قاصد في هذا الحرم الكريم و المقام العظيم و المورد النيل و المنهل الجليل الذي أوجبت فيه غفرانك و رحمتك و أشهد الله و من حضر من ملائكته في هذا الحرم الذين هم به محدقون حافون أن من سكن برمسه و حل ضريحه مقدس صديق منتجب و وصي مرتضى واها من تربة ضمنت نورا كنزا من الخير و شهابا من النور و ينبوع الحكمة و غيثا من الرحمة و إبلاغ الحجة أنا أبرأ إلى الله من قاتليك و ظالميك و الناصبين لك و المعينين عليك و المحاربين لك و أودعك يا مولاي يا أمير المؤمنين وداع المحزون لفراقك المكتئب للزوال عن حرمك المتفجع عليك لا جعله الله آخر العهد من زيارتك و لا من رجوعنا إليك إنك سميع مجيب

22-  زيارة رابعة مليحة يزار بها صلوات الله و سلامه عليه يقصد باب السلام و يكبر الله عز و جل أربعا و ثلاثين تكبيرة و يقول سلام الله و سلام ملائكته   المقربين و أنبيائه المرسلين و عباده الصالحين و جميع الشهداء و الصديقين عليك يا أمير المؤمنين السلام على آدم صفوة الله السلام على نوح نبي الله السلام على إبراهيم خليل الله السلام على موسى كليم الله السلام على عيسى روح الله السلام على محمد حبيب الله و رحمة الله و بركاته السلام على اسم الله الرضي و وجهه العلي و صراطه السوي السلام على المهذب الصفي السلام على أبي الحسن علي بن أبي طالب و رحمة الله و بركاته السلام على خالص الأخلاء السلام على المخصوص بسيدة النساء السلام على المولود في الكعبة المزوج في السماء السلام على أسد الله في الوغى السلام على من شرفت به مكة و منى السلام على صاحب الحوض و حامل اللواء السلام على خامس أهل العباء السلام على البائت على فراش النبي و مفديه بنفسه من الأعداء السلام على قالع باب خيبر و الداحي به في الفضاء السلام على مكلم الفتية في كهفهم بلسان الأنبياء السلام على منيع القليب في الفلا السلام على قالع الصخرة و قد عجز عنها الرجال الأشداء السلام على مخاطب الذئب و مكلم الجمجمة بالنهروان و قد نخرت العظام بالبلى السلام على مخاطب الثعبان على منبر الكوفة بلسان الفصحاء السلام على الإمام الزكي حليف المحراب السلام على المعجز الباهر و الناطق بالحكمة و الصواب السلام على من عنده تأويل المحكم و المتشابه وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ السلام على من ردت عليه الشمس حين تَوارَتْ بِالْحِجابِ السلام على محيي الليل البهيم بالتهجد و الاكتياب السلام على من خاطبه جبرئيل بإمرة المؤمنين بغير ارتياب و رحمة الله و بركاته السلام على سيد السادات السلام على صاحب المعجزات السلام على من عجب من حملاته في الحروب ملائكة سبع سماوات السلام على من ناجى الرسول فقدم بين يدي نجواه صدقات السلام على أمير الجيوش و صاحب الغزوات السلام على مخاطب ذئب الفلوات السلام على نور الله في الظلمات السلام على من ردت له الشمس فقضى ما فاته من الصلاة   و رحمة الله و بركاته السلام على أمير المؤمنين السلام على سيد الوصيين السلام على إمام المتقين السلام على وارث علم النبيين السلام على يعسوب الدين السلام على عصمة المؤمنين السلام على قدوة الصادقين و رحمة الله و بركاته السلام على حجة الأبرار السلام على أبي الأئمة الأطهار السلام على المخصوص بذي الفقار السلام على ساقي أوليائه من حوض النبي المختار ص ما اطرد الليل و النهار السلام على النبإ العظيم السلام على من أنزل الله فيه وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ السلام على صراط الله المستقيم السلام على المنعوت في التوراة و الإنجيل و القرآن الحكيم و رحمة الله و بركاته ثم تنكب على الضريح و تقبله و تقول يا أمين الله يا حجة الله يا ولي الله يا صراط الله زارك عبدك و وليك اللائذ بقبرك و المنيخ رحله بفنائك المتقرب إلى الله عز و جل و المستشفع بك إلى الله زيارة من هجر فيك صحبه و جعلك بعد الله حسبه أشهد أنك الطور و الكتاب المسطور و الرق المنشور و بحر العلم المسجور يا ولي الله إن لكل مزور عناية فيمن زاره و قصده و أتاه و أنا وليك و قد حططت رحلي بفنائك و لجأت إلى حرمك و لذت بضريحك لعلمي بعظيم منزلتك و شرف حضرتك و قد أثقلت الذنوب ظهري و منعتني رقادي فما أجد حرزا و لا معقلا و لا ملجأ ألجأ إليه إلا الله تعالى و توسلي بك إليه و استشفاعي لديك فها أنا ذا نازل بفنائك و لك عند الله جاه عظيم و مقام كريم فاشفع لي عند الله ربك يا مولاي ثم قبل الضريح و وجه وجهك إلى القبلة و قل اللهم إني أتقرب إليك يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أجود الأجودين بمحمد خاتم النبيين رسولك إلى العالمين و بأخيه و ابن عمه الأنزع البطين العالم المبين علي أمير المؤمنين و الحسن و الحسين الإمامين الشهيدين و بعلي بن الحسين زين العابدين و بمحمد بن علي باقر علم الأولين و بجعفر بن محمد زكي الصديقين

   و بموسى بن جعفر الكاظم المبين حبيس الظالمين و بعلي بن موسى الرضا الأمين و بمحمد بن علي الجواد علم المهتدين و بعلي بن محمد البر الصادق سيد العابدين و بالحسن بن علي العسكري ولي المؤمنين و بالخلف الحجة صاحب الأمر مظهر البراهين أن تكشف ما بي من الهموم و تكفيني شر البلاء المحتوم و تجيرني من النار ذات السموم برحمتك يا أرحم الراحمين ثم ادع بما تريد و ودعه و انصرف إن شاء الله تعالى

 أقول قال مؤلف المزار الكبير زيارة أخرى له تقصد باب السلام و تكبر الله أربعا و ثلاثين تكبيرة و تحمده ثلاثا و ثلاثين تحميدة و تسبحه ثلاثا و ثلاثين تسبيحة و تهلله أربعا و ثلاثين تهليلة ثم تستقبل الضريح و تقول سلام الله و سلام ملائكته أقول و ساق الزيارة نحوا مما مر بأدنى تغيير تركناها مخافة التكرار إلى قوله يا أرحم الراحمين ثم قال تصلي صلاة الزيارة ست ركعات كل ركعتين بتسليمة و تسجد بعدها و تقول في سجودك ما كان يقوله أمير المؤمنين ع و هو

 أناجيك يا سيدي كما يناجي العبد الذليل مولاه و أطلب إليك طلب من يعلم أنك تعطي و لا ينقص ما عندك و أستغفرك استغفار من يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت و أتوكل عليك توكل من يعلم أنك على كل شي‏ء قدير

ثم تقول العفو مائة مرة فإذا أردت وداعه تقول أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام يا مولاي يا أمير المؤمنين آمنا بالله و بالرسول و بما جئت به و دللت عليه اللهم فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر وليك الهادي بعد نبيك النذير المنذر و ارزقني العود إليه أبدا ما أبقيتني فإذا توفيتني فاحشرني معه و في زمرته و تحت لوائه و لا تفرق بيني و بينه طرفة عين و لا أقل من ذلك و لا أكثر برحمتك يا أرحم الراحمين

    -23  ثم قال السيد رحمه الله زيارة خامسة و رد فيها ثواب مضاعف يزار بها صلوات الله عليه تقف على ضريحه الشريف و تقول أقول أورد الشيخ المفيد ره هذه الزيارة بأدنى تغيير مع زيادات فنتبع لفظه لأنه أسبق و أوثق قال ره تتمة في ذكر زيارة مولانا أبي الحسن أمير المؤمنين و أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليهما جميعا و هي مروية عن أبي عبد الله ع إذا أردت ذلك فقف متوجها إلى قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه و قل السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا أمين الله السلام على من اصطفاه الله و اختصه و اختاره من بريته السلام عليك يا خليل الله ما دجى الليل و غسق و أضاء النهار و أشرق السلام عليك ما صمت صامت و نطق ناطق و ذر شارق و رحمة الله و بركاته السلام على مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صاحب السوابق و المناقب و النجدة و مبيد الكتائب الشديد البأس العظيم المراس المكين الأساس ساقي المؤمنين بالكأس من حوض الرسول المكين الأمين السلام على صاحب النهى و الفضل و الطوائل و المكرمات و النوائل السلام على فارس المؤمنين و ليث الموحدين و قاتل المشركين و وصي رسول رب العالمين و رحمة الله و بركاته السلام على من أيده الله بجبرئيل و أعانه بميكائيل و أزلفه في الدارين و حباه بكل ما تقر به العين و صلى الله عليه و على آله الطاهرين و على أولاده المنتجبين و على الأئمة الراشدين الذين أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و فرضوا علينا الصلوات و أمروا بإيتاء الزكاة و عرفونا صيام شهر رمضان و قراءة القرآن السلام عليك يا أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين السلام عليك يا باب الله السلام عليك يا عين الله الناظرة و يده الباسطة و أذنه الواعية و حكمته البالغة و نعمته السابغة السلام على قسيم الجنة و النار السلام على نعمة الله على الأبرار و نقمته على الفجار السلام على سيد المتقين الأخيار السلام على أخي رسول الله و ابن عمه و زوج ابنته و المخلوق من طينته السلام على الأصل القديم و الفرع الكريم السلام على الثمر الجني السلام   على أبي الحسن علي السلام على شجرة طوبى و سدرة المنتهى السلام على آدم صفوة الله و نوح نبي الله و إبراهيم خليل الله و موسى كليم الله و عيسى روح الله و محمد حبيب الله و من بينهم من الصديقين و النبيين وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً السلام على نور الأنوار و سليل الأطهار و عناصر الأخيار السلام على والد الأئمة الأطهار السلام على حبل الله المتين و جنبه المكين و رحمة الله و بركاته السلام على أمين الله في أرضه و خليفته و الحاكم بأمره و القيم بدينه و الناطق بحكمته و العامل بكتابه أخي الرسول و زوج البتول و سيف الله المسلول السلام على صاحب الدلالات و الآيات الباهرات و المعجزات القاهرات و المنجي من الهلكات الذي ذكره الله في محكم الآيات فقال تعالى وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ السلام على اسم الله الرضي و وجهه المضي‏ء و جنبه العلي و رحمة الله و بركاته السلام على حجج الله و أوصيائه و خاصة الله و أصفيائه و خالصته و أمنائه و رحمة الله و بركاته قصدتك يا مولاي يا أمين الله و حجته زائرا عارفا بحقك مواليا لأوليائك معاديا لأعدائك متقربا إلى الله بزيارتك فاشفع لي عند الله ربي و ربك في خلاص رقبتي من النار و قضاء حوائجي حوائج الدنيا و الآخرة ثم انكب على القبر فقبله و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و المسلمين لك بقلوبهم يا أمير المؤمنين و الناطقين بفضلك و الشاهدين على أنك صادق أمين صديق عليك و رحمة الله و بركاته أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله بالبلاغ و الأداء و أشهد أنك جنب الله و بابه و أنك حبيب الله و وجهه الذي يؤتى منه و أنك سبيل الله و أنك عبد الله و أخو رسول الله ص أتيتك متقربا إلى الله عز و جل بزيارتك راغبا إليك في الشفاعة أبتغي بشفاعتك خلاص رقبتي من النار متعوذا بك من النار هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري فزعا إليك رجاء رحمة ربي أتيتك أستشفع بك يا مولاي و

   أتقرب بك إلى الله ليقضي بك حوائجي فاشفع يا أمير المؤمنين إلى الله فإني عبد الله و مولاك و زائرك و لك عند الله المقام المحمود و الجاه العظيم و الشأن الكبير و الشفاعة المقبولة اللهم صل على محمد و آل محمد و صل على أمير المؤمنين عبدك المرتضى و أمينك الأوفى و عروتك الوثقى و يدك العليا و جنبك الأعلى و كلمتك الحسنى و حجتك على الورى و صديقك الأكبر و سيد الأوصياء و ركن الأولياء و عماد الأصفياء أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قدوة الصالحين و إمام المخلصين و المعصوم من الخلل المهذب من الزلل المطهر من العيب المنزه من الريب أخي نبيك و وصي رسولك البائت على فراشه و المواسي له بنفسه و كاشف الكرب عن وجهه الذي جعلته سيفا لنبوته و آية لرسالته و شاهدا على أمته و دلالة لحجته و حاملا لرايته و وقاية لمهجته و هاديا لأمته و يدا لبأسه و تاجا لرأسه و بابا لسره و مفتاحا لظفره حتى هزم جيوش الشرك بإذنك و أباد عساكر الكفر بأمرك و بذل نفسه في مرضاة رسولك و جعلها وقفا على طاعته فصل اللهم عليه صلاة دائمة باقية ثم قل السلام عليك يا ولي الله و الشهاب الثاقب و النور العاقب يا سليل الأطايب يا سر الله إن بيني و بين الله تعالى ذنوبا قد أثقلت ظهري و لا يأتي عليها إلا رضاه فبحق من ائتمنك على سره و استرعاك أمر خلقه كن لي إلى الله شفيعا و من النار مجيرا و على الدهر ظهيرا فإني عبد الله و وليك و زائرك صلى الله عليك و صل ست ركعات صلاة الزيارة و ادع بما أحببت و قل السلام عليك يا أمير المؤمنين عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار ثم أومئ إلى الحسين ع و قل السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله أتيتكما زائرا و متوسلا إلى الله تعالى ربي و ربكما و متوجها إلى الله بكما مستشفعا بكما إلى الله في حاجتي هذه فاشفعا لي فإن لكما عند الله المقام المحمود و الجاه الوجيه و المنزل الرفيع و الوسيلة إني أنقلب عنكما منتظرا

   لتنجز الحاجة و قضائها و نجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله في ذلك فلا أخيب و لا يكون منقلبي عنكما منقلبا خاسرا بل يكون منقلبي منقلبا راجحا مفلحا منجحا مستجابا لي بقضاء جميع الحوائج فاشفعا لي أنقلب على ما شاء الله لا حول و قوة إلا بالله مفوضا أمري إلى الله ملجئا ظهري إلى الله متوكلا على الله و أقول حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله و وراءكم يا سادتي منتهى ما شاء الله ربي كان و ما لم يشأ لم يكن يا سيدي يا أمير المؤمنين و مولاي و أنت يا أبا عبد الله سلامي عليكما متصل ما اتصل الليل و النهار واصل إليكما غير محجوب عنكما سلامي إن شاء الله و أسأله بحقكما أن يشاء ذلك و يفعل فإنه حميد مجيد أنقلب يا سيدي عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راضيا مستيقنا للإجابة غير آيس و لا قانط عائدا راجعا إلى زيارتكما غير راغب عنكما بل راجع إن شاء الله تعالى إليكما يا ساداتي رغبت إليكما بعد أن زهد فيكما و في زيارتكما أهل الدنيا فلا يخيبني الله فيما رجوت و ما أملت في زيارتكما إنه قريب مجيب ثم استقبل إلى القبلة و قل يا الله يا الله يا مجيب دعوة المضطرين و يا كاشف كرب المكروبين و يا غياث المستغيثين و يا صريخ المستصرخين و يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد يا من يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ و يا من هو الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ يا من عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى يا من يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ و يا من لا تخفى عليه خافية يا من لا تشتبه عليه الأصوات يا من لا تغلطه الحاجات يا من لا يبرمه إلحاح الملحين يا مدرك كل فوت يا جامع كل شمل يا بارئ النفوس بعد الموت يا من هو كل يوم في شأن يا قاضي الحاجات يا منفس الكربات يا معطي السؤلات يا ولي الرغبات يا كافي المهمات يا من يكفي من كل شي‏ء و لا يكفي منه شي‏ء في السماوات و الأرض أسألك بحق محمد و علي أمير المؤمنين و بحق فاطمة بنت نبيك و بحق الحسن و الحسين فإني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا و بهم أتوسل و بهم أستشفع إليك و بحقهم أسألك و أقسم و أعزم عليك و بالشأن الذي لهم عندك و بالذي فضلتهم على العالمين و باسمك

   الذي جعلته عندهم و به خصصتهم دون العالمين و به أبنتهم و أبنت فضلهم من كل فضل حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي و أن تكفيني المهم من أمري و تقضي عني ديني و تجيرني من الفقر و الفاقة و تغنيني عن المسألة إلى المخلوقين و تكفيني هم من أخاف همه و عسر من أخاف عسره و حزونة من أخاف حزونته و شر من أخاف شره و مكر من أخاف مكره و بغي من أخاف بغيه و جور من أخاف جوره و سلطان من أخاف سلطانه و كيد من أخاف كيده و اصرف عني كيده و مكره و مقدرة من أخاف مقدرته علي و ترد عني كيد الكيدة و مكر المكرة اللهم من أرادني بسوء فأرده و من كادني فكده و اصرف عني كيده و بأسه و أمانيه و امنعه عني كيف شئت و أنى شئت اللهم اشغله عني بفقر لا تجبره و بلاء لا تستره و بفاقة لا تسدها و بسقم لا تعافيه و بذل لا تعزه و مسكنة لا تجبرها اللهم اجعل الذل نصب عينيه و أدخل الفقر في منزله و السقم في بدنه حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له و أنسه ذكري كما أنسيته ذكرك و خذ عني بسمعه و بصره و لسانه و يده و رجله و قلبه و جميع جوارحه و أدخل عليه في جميع ذلك السقم و لا تشفه حتى تجعل له ذلك شغلا شاغلا عني و عن ذكري و اكفني يا كافي ما لا يكفي سواك يا مفرج من لا مفرج له سواك و مغيث من لا مغيث له سواك و جار من لا جار له سواك و ملجأ من لا ملجأ له غيرك أنت ثقتي و رجائي و مفزعي و مهربي و ملجإي و منجاي فبك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد و آل محمد أتوجه إليك و أتوسل و أتشفع يا الله يا الله يا الله و لك الحمد و لك المنة و إليك المشتكى و أنت المستعان فأسألك بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيك غمه و كربه و همه و كفيته هول عدوه فاكشف عني كما كشفت عنه و فرج عني كما فرجت عنه و اكفني كما كفيته و اصرف عني هول ما أخاف هوله و مئونة من أخاف مئونته و هم من أخاف همه بلا مئونة على نفسي من ذلك و اصرفني   بقضاء حاجتي و كفاية ما أهمني همه من أمر دنياي و آخرتي يا أرحم الراحمين ثم تلتفت إلى أمير المؤمنين ع و تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و السلام على أبي عبد الله الحسين ما بقيت و بقي الليل و النهار و لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكما و لا فرق الله بيني و بينكما ثم تنصرف

 أقول أورد السيد رحمه الله هذه الزيارة إلى قوله و على الدهر ظهيرا فإني عبد الله و وليك و زائرك صلى الله عليك و سلم كثيرا ثم قال ثم صل صلاة الزيارة ست ركعات له و لآدم و نوح ع لكل واحد منهم ركعتان ثم قم فزر الحسين ع من عند رأس أمير المؤمنين ع بالزيارة الثانية من زيارتي عاشوراء اتباعا لما ورد إن شاء الله. أقول سيظهر مما سننقله من الزيارات المخصوصة ليوم عاشوراء بمعونة ما ذكره السيد هاهنا و سيعيده هناك أن هذه الزيارة منقولة من طريق صفوان عن الصادق ع و سيأتي إسناده و سيتضح لك ما فعله المفيد و السيد ره من التغيير و الاختصاص و ينبغي ضم تلك الزيارة مع ما سيأتي ليحوز الزائر تلك الفضيلة الجليلة التي اشتملت عليها تلك الرواية المعتبرة الآتية

24-  و يؤيد ذلك ما رواه مؤلف المزار الكبير قال روى محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة قال خرجت مع صفوان بن مهران الجمال و جماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما ورد أبو عبد الله ع فزرنا أمير المؤمنين فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله ع و قال نزور الحسين بن علي ع من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين ع و قال صفوان وردت مع سيدي أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ع ففعل مثل هذا و دعا بهذا الدعاء بعد أن صلى و ودع ثم قال لي يا صفوان تعاهد هذه الزيارة و ادع بهذا الدعاء و زرهما بهذه الزيارة فإني ضامن على الله لكل من زارهما بهذه الزيارة و دعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة و أن سعيه مشكور و سلامه واصل غير   محجوب و حاجته مقضية من الله بالغا ما بلغت و أن الله يجيبه يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونا بهذا الضمان عن أبي و أبي عن أبيه علي بن الحسين و الحسين عن أخيه الحسن عن أمير المؤمنين ع مضمونا بهذا الضمان و أمير المؤمنين ع عن رسول الله ص عن جبرئيل مضمونا بهذا الضمان قال آلى الله عز و جل أن من زار الحسين بن علي بهذه الزيارة من قرب أو بعد في يوم عاشوراء و دعا بهذا الدعاء قبلت زيارته و شفعته في مسألته بالغا ما بلغ و أعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا و أقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حوائجه و الفوز بالجنة و العتق من النار و شفعته في كل من يشفع ما خلا الناصب لأهل البيت آلى الله بذلك على نفسه و أشهد ملائكته على ذلك و قال جبرئيل يا محمد إن الله أرسلني إليك مبشرا لك و لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولدك فدام إلى يوم القيامة سرورك يا محمد و سرور علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة و شيعتكم إلى يوم البعث و قال صفوان قال أبو عبد الله ع يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزره بهذه الزيارة من حيث كان و ادع بهذا الدعاء و سل ربك حاجتك تأتك من الله و الله غير مخلف وعد رسول الله ص بمنه و الحمد لله و هذه الزيارة السلام عليك يا رسول الله

 و ساقها إلى آخر ما أورده المفيد ره و لنوضح بعض ما ربما يخفى على بعض الأذهان من عبارات تلك الزيارة السالفة قوله يا ولي الله أي محبه أو محبوبه أو من جعله الله أولى بأمر الخلق أو بأنفسهم في قوله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الآية قوله ع أشهد أنك كلمة التقوى إشارة إلى قوله تعالى وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى و فسرها أكثر المفسرين بكلمة الشهادة و قالوا إضافة الكلمة إلى التقوى لأنها سببها أو كلمة أهلها أو بها يتقى من النار و ورد في الأخبار أن المراد بها الأئمة ع فإطلاق الكلمة عليهم لانتفاع الناس بهم و بكلامهم.   قال الفيروزآبادي عيسى كلمة الله لأنه ينتفع به و بكلامه و الحاصل أن المتكلم يظهر بكلامه ما أراد إظهاره و الله تعالى بخلقهم ع أظهر ما أراد إظهاره من علومه و معارفه و جلالة شأنه و يحتمل أن يكون المراد أن ولايتهم و الإيمان بهم كلمة بها يتقى من النار فهاهنا تقدير مضاف إما في اسم إن أو في خبرها أي إن ولايتك كلمة التقوى أو أنك ذو كلمة التقوى و مثل هذا الحمل على جهة المبالغة شائع. و قد مر تفسير سائر صفاته و مناقبه صلوات الله عليه في كتاب الإمامة و كتاب أحواله ع فلا نعيدها حذرا من التكرار قوله ع مدحوض يقال دحضت الحجة دحضا بطلت و لم أره متعديا في اللغة و لعله كان في الأصل مدحض على بناء الإفعال فصحف و قد يأتي المفعول بمعنى الفاعل فلعل المراد به الداحض أو جاء متعديا و لم يطلع عليه اللغويون قوله ع أول مظلوم أي من الأئمة بعد النبي ص قوله و احتسبت أي كان صبرك أو سائر أعمالك لله تعالى لا لغرض آخر قال الجزري في الحديث من صام رمضان إيمانا و احتسابا أي طلبا لوجه الله و ثوابه و الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد و إنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله احتسبه لأن له حينئذ أن يعتد عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به و الاحتساب في الأعمال الصالحات و عند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر و تحصيله بالتسليم و الصبر أو باستعمال أنواع البر و القيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها انتهى و الصديق الكثير الصدق في القول و العمل و الذي صدق رسول الله ص أسبق و أكثر و أشد من غيره و قال الفيروزآبادي العيبة زبيل من أدم و ما يجعل فيه الثياب و من الرجل موضع سره قوله ع و التالي لرسوله ص أي الخليفة تلوه و بعده أو من منزلته في الفضل و الكرامة بعد مرتبته قوله و المواسي له بنفسه المؤاساة بالهمز و قد يقلب واوا المشاركة و المساهمة في المعاش أي لم يضن بنفسه بل بذل نفسه

    في وقايته صلى الله عليهما قوله من غير جفاء قال الفيروزآبادي جفا عليه كذا ثقل و الجفا نقيض الصلة و قال الوطر محركة الحاجة و حاجة لك فيها هم و عناية فإذا بلغتها فقد قضيت وطرك و الجمع أوطار و قال الجزري قد تكرر ذكر الوفد في الحديث و هم القوم يجتمعون و يردون البلاد و واحدهم وافد و كذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة أو استرفاد و انتجاع و غير ذلك تقول وفد يفد فهو وافد و قال في حديث الدعاء أسألك بمعاقد العز من عرشك أي بالخصال التي استحق بها العرش العز أو بمواضع انعقادها منه و حقيقة معناه بعز عرشك قوله و منتهى الرحمة من كتابك أي منتهى الرحمة التي تظهر من كتابك أي القرآن أو اللوح و يحتمل أن يكون من بيانية قوله ع و عزائم مغفرتك أي ما يوجب تحتمها و لزومها قوله و عزائم أمره عطف على قوله أنبيائه أي خاتم أوامر الله العزيمة اللازمة فلا يعتريها بعده نسخ و تبديل قوله ع منتهى علمك أي إليه ينتهي و يصل ما يهبط من علمك إلى خلقك و صلواتك و تحياتك الكاملة أو كل عالم بعده ينتهي علمه إليه و منه أخذه إما بلا واسطة أو بواسطة أو بوسائط و كذا الرحمات و التحيات تنتهي إليه لأنه السبب و الوسيلة لحصول الخيرات التي توجبها و يحتمل أن يقدر فيه مضاف أي هو صاحب منتهى علمك أي نهاية العلم الذي يمكن حصوله للبشر و كذا الصلوات و التحيات و قال الفيروزآبادي الأزلام قداح كانوا يستقسمون بها في الجاهلية و قال الجزري هي القداح التي كانت في الجاهلية عليها مكتوب الأمر و النهي افعل و لا تفعل كان الرجل منهم يضعها في وعاء له فإذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج منها زلما فإن خرج الأمر مضى لشأنه و إن خرج النهي كف   عنه و لم يفعله انتهى. أقول و لعله هنا كناية عن خلفاء الجور و أتباعهم كما أن سابقه و لاحقه أيضا كناية منهم و الوبيل الشديد قوله ع و القدر البالغ في الحمل مبالغة أي لله في خلقكم تقدير كامل لصلاح أمر العباد و نظامه قوله و السفرة هم الملائكة يحصون الأعمال و تطلق على الأنبياء و الأئمة ع و هنا يحتملهما قوله حافون أي مطيفون و الرمس بالفتح القبر قوله واها لك قال الجزري فيه من ابتلي فصبر واها واها قيل معنى هذه الكلمة التلهف و قد توضع للإعجاب بالشي‏ء يقال واها له قوله ع على اسم الله استعير الاسم له ع لدلالته على الله و صفاته المقدسة كما أن الاسم يدل على المسمى أو لأن التوسل به يوجب حصول المطالب كالتوسل بأسمائه تعالى أو المراد أنه العالم باسم الله الأعظم و المراد بالوجه الجهة التي يؤتى منها أي لا يوصل إليه تعالى إلا من جهتهم و لكونه الوسيلة إلى الوصول إلى الله فكأنه صراطه أو ولايته و متابعته صراط يوصل الخلق إلى الله و قد مر تفسير تلك الكلمات و أمثالها مفصلا في كتاب التوحيد و كتاب الإمامة و الوغى كفتي الصوت و الجلبة و هنا كناية عن معارك الحروب و الدحو رمي اللاعب بالحجر و الجوز و نحوه قوله ع بلسان الأنبياء أي بنحو مكالمتهم أو من جانب الرسول ص و الأول أظهر و الفلا جمع الفلاة و هي المفازة لا ماء فيها أو الصحراء الواسعة و لعل الجمع لتعدد صدور تلك المعجزة كما مر في معجزاته صلوات الله و سلامه عليه قوله في يوم الورى أي يوم حسابهم أو شدتهم و عجزهم قوله ع على من عنده أم الكتاب أي علم اللوح المحفوظ أو لفظ القرآن و علمه و البهم الأسود و الاكتئاب بالهمزة و قد يقلب ياء الحزن و قال الفيروزآبادي حسبك درهم كفاك و هذا رجل حسبك من رجل أي كاف لك من غيره قوله ع أشهد أنك الطور إشارة إلى تأويل قوله تعالى عليه وَ الطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ   مَنْشُورٍ وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ

 و إنما شبه ع بالطور لرزانته و حلمه و رفعته و لكونه سببا لثبات الأرض و انتظامها كما أن الجبل سبب لعدم تزلزل الأرض و وتد لها و إنما شبه بالجبل المخصوص لكونه محلا للوحي و الرق الجلد الذي يكتب فيه استعير هنا لما ينقش فيها العلم مطلقا و فسر المفسرون الكتاب المسطور فيه بالقرآن أو ما كتبه الله في اللوح المحفوظ أو ألواح موسى أو في قلوب أوليائه من المعارف و الحكم أو ما يكتبه الحفظة فتشبيهه ع بالكتاب ظاهر لكونه حاملا للفظه و معناه و عاملا بمغزاه و في أكثر النسخ و الرق المنشور فالمراد بالكتاب هنا ليس ما هو المراد في الآية أو فيه تقدير أي أنت محل الكتاب المسطور و في بعض النسخ في الرق المنشور و هو أظهر فيكون التشبيه لمجموع ذاته الشريفة و علمه بجزئي الآية و هما الرق و الكتاب و التشبيه بالبحر ظاهر لوفور علمه و المسجور المملو أو الموقد إشارة إلى علمه و سطوته معا و العناية بالكسر و الفتح الاعتناء و الاهتمام قوله ما دحا الليل أي أظلم و كذا غسق بمعناه و يقال ذرت الشمس إذا طلعت و الشارق الشمس حين تشرق و النجدة الشجاعة و الإبادة الإهلاك و الكتائب جمع الكتيبة و هي الجيش و المراس الشدة و النهى العقل و الطول بالفتح الفضل و العلو على الأعداء و المكرمة بضم الراء فعل الكرم و النائل العطاء قوله يا عين الله أي شاهده على عباده فكما أن الرجل ينظر بعينه ليطلع على الأمور كذلك خلقه الله ليكون شاهدا على الخلق ناظرا في أمورهم و العين يكون بمعنى الجاسوس و بمعنى خيار الشي‏ء و قال الجزري في حديث عمر إن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين فلطمه علي ع فاستعدى عليه فقال ضربك بحق أصابته عين من عيون الله أراد خاصة من خواص الله عز و جل و وليا من أوليائه انتهى و اليد كناية عن النعمة و الرحمة أو القدرة و جهة الاستعارة في الإذن أيضا واضح لأنه خلقه الله تعالى ليسمع و يحفظ علوم الأولين و الآخرين و قد وردت أخبار كثيرة من طرق الخاص   و العام أنه لما نزلت و تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قال النبي ص سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي قوله ع و حكمته البالغة أي مظهرها أو مخزنها و السابغة الكاملة قوله ع على الأصل القديم أي أصل الأئمة و مبدؤهم و المراد بالقديم المتقادم في الزمان لا الأزلي لكون نورهم سابقا في الخلق على سائر المخلوقات و الفرع الكريم لكونه فرع شجرة الأنبياء و الأصفياء و التشبيه بالثمرة و الشجرة و السدرة ظاهر لوفور منافعه و عموم فوائده لجميع المخلوقات و لا يبعد كونه هو المراد من بطون تلك الآيات و السليل الولد و العنصر بضم الصاد و قد يفتح الأصل و الحسب و الجمع للمبالغة أو المراد أحد العناصر و في بعض النسخ بصيغة المفرد قوله ع على حبل الله المتين إنما شبه ع بالحبل لأنه من تمسك به و بولايته وصل إلى أعالي الدرجات و سلك سبيل النجاة فهو الحبل الممدود بين الله و بين خلقه و قد مر أخبار كثيرة في قوله تعالى وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً أنه الولاية و المتانة الشدة قوله ع و جنبه المكين لعل المراد بالجنب الجانب و الناحية و هو عليه السلام الناحية التي أمر الله الخلق بالتوجه إليه و الجنب يكون بمعنى الأمير و هو مناسب و يحتمل أن يكون كناية عن أن قرب الله تعالى لا يحصل إلا بالتقرب بهم كما أن من أراد القرب من الملك يجلس بجنبه و يؤيده ما روي عن الباقر ع أنه قال في تفسير هذا الكلام ليس شي‏ء أقرب إلى الله تعالى من رسوله و لا أقرب إلى رسوله من وصيه فهو في القرب كالجنب و قد بين الله تعالى ذلك في كتابه في قوله أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ يعني في ولاية أوليائه الخبر و المكانة المنزلة عند الملك قوله ع و كلمته الباقية إشارة إلى قوله تعالى وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ و قد مضت الأخبار في أن المراد بالكلمة هي الإمامة و بالعقب هو الأئمة ع ففي الكلام تقدير مضاف و الثاقب المضي‏ء قوله ع و بالنور العاقب أي الآتي بعد الرسول ص و خليفته. قال الفيروزآبادي و الجزري العاقب الذي يخلف من كان قبله في

    الخير قوله ع لا يأتي عليها أي لا يذهبها و يفنيها يقال أتى عليه الدهر أي أهلكه و استأصله. ثم اعلم أنه لا يظهر من الأخبار المسندة التي قدمناها كون الأربع ركعات لآدم و نوح بل بعضها يدل على خلاف ذلك كما عرفت

25-  مصبا، ]المصباحين[ زيارة أخرى لأمير المؤمنين ع و مقدمات ذلك إذا أتيت الكوفة فاغتسل من الفرات قبل دخولها فإنها حرم الله و حرم رسول الله ص و حرم أمير المؤمنين ع و قل حين تريد دخولها بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص اللهم أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ثم امش و أنت تكبر الله تعالى و تهلله و تحمده و تسبحه حتى تأتي المسجد فإذا أتيته فقف على بابه و احمد الله كثيرا و أثن عليه بما هو أهله و صل على النبي ص و على أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم ادخل فصل ركعتين تحية للمسجد و صل بعدها ما بدا لك ثم امض فاحرز رحلك و توجه إلى أمير المؤمنين على طهرك و غسلك و عليك السكينة و الوقار حتى تأتي مشهده ع فإذا أتيته فقف على بابه و قل الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر الحمد لله على هدايته لدينه و التوفيق لما دعا إليه من سبيله اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل مقامي هذا مقام من لطفت له بمنك في إيقاع مرادك و ارتضيت له قرباته في طاعتك و أعطيته به غاية مأموله و نهاية سؤله إنك سميع الدعاء قريب مجيب اللهم إنك أفضل مقصود و أكرم مأتي و قد أتاك متقربا إليك بنبيك نبي الرحمة و بأخيه أمير المؤمنين ع فصل على محمد و آل محمد و لا تخيب سعيي و انظر إلي نظرة تنعشني بها و اجعلني عندك وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ثم ادخل و قدم رجلك اليمنى على اليسرى و قل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص اللهم اغفر لي و ارحمني ثم امش حتى تحاذي القبر و استقبله بوجهك و قل السلام على رسول الله السلام على أمين   الله على وحيه و عزائم أمره و الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و رحمة الله و بركاته السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وصي رسول الله و خليفته و القائم بالأمر من بعده و سيد الوصيين و رحمة الله و بركاته السلام على فاطمة بنت رسول الله ص سيدة نساء العالمين السلام على الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين السلام على الأئمة الراشدين السلام على الأنبياء و المرسلين السلام على الملائكة المقربين السلام علينا و على عباد الله الصالحين ثم امش حتى تقف على القبر و تستقبله بوجهك و تجعل القبلة بين كتفيك و تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا عمود الدين السلام عليك يا حجة الله على الخلق أجمعين السلام عليك أيها النبأ العظيم الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ و عنه مسئولون السلام عليك أيها الصديق الأكبر السلام عليك أيها الفاروق الأعظم السلام عليك يا وصي خاتم النبيين السلام عليك يا سيد الوصيين السلام عليك يا أمين الله السلام عليك يا خليل الله و موضع سره و عيبة علمه و خازن وحيه بأبي أنت و أمي يا مولاي يا أمير المؤمنين يا حجة الخصام بأبي أنت و أمي يا باب المقام أشهد أنك حبيب الله و خاصته و خالصته أشهد أنك عمود الدين و وارث علم الأولين و الآخرين و صاحب الميسم و الصراط المستقيم أشهد أنك قد بلغت عن رسول الله ما حملك و حفظت ما استودعك و حللت حلاله و حرمت حرامه و أقمت أحكام الله و لم تتعد حدوده و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتبعت الرسول و تلوت الكتاب حق تلاوته و جاهدت في الله حق جهاده و نصحت لله و رسوله و جدت بنفسك صابرا محتسبا و عن دين الله مجاهدا و لرسوله ص موقيا و لما عند الله طالبا و فيما وعد راغبا و مضيت

   للذي كنت عليه شهيدا و شاهدا و مشهودا فجزاك الله عن رسوله ص و عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء لعن الله من خالفك و لعن الله من ظلمك و لعن الله من افترى عليك و غضبك و لعن الله من قتلك و لعن الله من تابع على قتلك و لعن الله من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم براء لعن الله أمة خالفتك و أمة جحدت ولايتك أمة تظاهرت عليك و أمة قتلتك و أمة حادت عنك و أمة خذلتك الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ اللهم العن قتلة أنبيائك و أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك و أصلهم حر نارك اللهم العن الجوابيت و الطواغيت و الفراعنة و اللات و العزى و كل ند يدعى من دونك و كل ملحد مفتر اللهم العنهم و أشياعهم و أتباعهم و أولياءهم و أعوانهم و محبيهم لعنا كبيرا لا انقطاع له و لا نفاد و لا منتهى و لا أجل اللهم إني أبرأ إليك من جميع أعدائك و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي لسان صدق في أوليائك و تحبب إلي مشاهدهم حتى تلحقني بهم و تجعلني لهم تبعا في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم تحول إلى عند رأسه ع و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و المسلمين لك بقلوبهم و الناطقين و الشاهدين على أنك صادق صديق عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته صلى الله عليك و على روحك و بدنك و أشهد أنك طهر طاهر مطهر و أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله بالبلاغ و الأداء و أشهد أنك جنب الله و أنك وجه الله الذي يؤتى منه و أنك سبيل الله و أنك عبد الله و أخو رسوله أتيتك وافدا لعظيم حالك و منزلتك عند الله و عند رسوله ص أتيتك متقربا إلى الله بزيارتك في خلاص نفسي متعوذا من نار استحقها مثلي بما جنيت على نفسي أتيتك انقطاعا إليك و إلى وليك الخلف من بعدك على الحق فقلبي لك مسلم و أمري لك متبع و نصرتي لك معدة و أنا عبد الله و مولاك في طاعتك و الوافد إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله و أنت يا مولاي من أمرني الله بصلته و حثني على بره و دلني على فضله و هداني

   لحبه و رغبني إليه و ألهمني في الوفادة إليه طلب الحوائج عنده أنتم أهل بيت يسعد من تولاكم و لا يخيب من يهواكم و لا يسعد من عاداكم لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم أنتم أهل بيت الرحمة و دعائم الدين و أركان الأرض و الشجرة الطيبة اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك و آل رسولك و استشفاعي بهم إليك اللهم أنت مننت علي بزيارة مولاي أمير المؤمنين و ولايته و معرفته فاجعلني ممن تنصره و تنتصر به و من علي بنصري لدينك في الدنيا و الآخرة اللهم إني أحيا على ما حيي عليه مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و أموت على ما مات عليه ثم انكب على القبر فقبله و ضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر ثم انفتل إلى القبلة و توجه إليها و أنت في مقامك عند الرأس فصل ركعتين تقرأ في الأولى فاتحة الكتاب و سورة الرحمن و في الثانية الحمد و يس ثم تتشهد و تسلم فإذا سلمت تسبح تسبيح الزهراء ع و استغفر و ادع و اسجد لله شكرا و قل في سجودك اللهم إليك توجهت و بك اعتصمت و عليك توكلت اللهم أنت ثقتي و رجائي فاكفني ما أهمني و ما لا يهمني و ما أنت أعلم به مني عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك صل على محمد و آل محمد و قرب فرجهم ثم ضع خدك الأيمن على الأرض و قل ارحم ذلي بين يديك و تضرعي إليك و وحشتي من العالم و أنسي بك يا كريم ثلاثا ثم ضع خدك الأيسر على الأرض و قل لا إله إلا أنت ربي حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي يا كريم ثلاثا ثم عد إلى السجود و قل شكرا شكرا مائة مرة فتقوم فتصلي أربع ركعات تقرأ فيها بمثل ما قرأت به في الركعتين و يجزيك أن تقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر و سورة الإخلاص و يجزيك إذا عدلت عن ذلك ما تيسر لك من القرآن تكمل بالأربع ست ركعات الركعتان الأوليان منها لزيارة أمير المؤمنين ع و الأربع لزيارة آدم و نوح ع ثم تسبح تسبيح الزهراء ع و تستغفر لذنبك و تدعو بما بدا لك و تتحول إلى الرجلين فتقف و تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته أنت أول مظلوم و أول مغصوب حقه صبرت و احتسبت حتى   أتاك اليقين أشهد أنك لقيت الله و أنت شهيد عذب الله قاتلك بأنواع العذاب جئتك زائرا عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك ألقى الله على ذلك ربي إن شاء الله و لي ذنوب كثيرة فاشفع لي عند ربك فإن لك عند الله مقاما معلوما و جاها واسعا و شفاعة و قد قال الله تعالى وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ صلى الله عليك و على روحك و بدنك و على الأئمة من ذريتك صلاة لا يحصيها إلا هو و عليكم أفضل السلام و رحمة الله و بركاته و اجتهد في الدعاء فإنه موضع مسألة و أكثر من الاستغفار فإنه موضع مغفرة و اسأل الحوائج فإنه مقام إجابة فإن أردت المقام في المشهد يومك أو ليلتك فأقم فيه و أكثر من الصلاة و الزيارة و التحميد و التسبيح و التكبير و التهليل و ذكر الله تعالى و تلاوة القرآن و الدعاء و الاستغفار

 أقول ثم ذكر رحمه الله الوداع نحوا مما مر برواية ابن قولويه و لعله رحمه الله جمع بين الزيارة و ألفها و إنما أوردنا تلك الزيارات مع تقارب ألفاظها لاحتمال أن يكون لكل منها رواية مخصوصة لم نعثر عليها و أما قراءة يس و الرحمن في صلاة الزيارة فلعلها مأخوذة من رواية أبي حمزة الثمالي المشتملة على الزيارة الطويلة للحسين ع و ستأتي فإن فيها استحباب قراءة هاتين السورتين في الصلاة عند زيارة كل إمام لكن فيها في أكثر النسخ بتقديم يس على الرحمن و هنا بالعكس و هذا الاختلاف واقع في كثير من المواضع التي ذكروا فيها هذه الصلاة

26-  مصبا، ]المصباحين[ زيارة أخرى لأمير المؤمنين ع تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا إمام الهدى السلام عليك يا علم التقى السلام عليك يا أبا الحسن السلام عليك يا عمود الدين و وارث علم الأولين و الآخرين و صاحب الميسم و الصراط المستقيم أشهد أنك قد أقمت الصلاة   و بلغت عن الله عز و جل و وفيت بعهد الله و تمت بك كلمات الله و جاهدت في الله حق جهاده و نصحت لله و لرسوله و جدت بنفسك صابرا و مجاهدا عن دين الله مؤمنا برسول الله طالبا ما عند الله راغبا فيما وعد الله و مضيت للذي كنت عليه شاهدا و شهيدا و مشهودا فجزاك الله عن رسوله و عن الإسلام و أهله من صديق أفضل الجزاء كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم لله و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسوله و أفضلهم مناقب و أكثرهم سوابق و أرفعهم درجة و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول الله ص كنت خليفته حقا لم تنازع برغم المنافقين و غيظ الكافرين و كره الحاسدين و ضعف الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور الله إذ وقفوا فمن اتبعك فقد هدي كنت أقلهم كلاما و أصوبهم منطقا و أكثرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعناهم بالأمور كنت للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس و أخيرا حين فشلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمرت إذ اجتمعوا و شهدت إذ جمعوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ جزعوا كنت على الكافرين عذابا صبا و للمؤمنين غيثا و خصبا لم تفلل حجتك و لم يرع قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تهن كنت كالجبل لا تحركه العواصف و لا تزيله القواصف و كنت كما قال رسول الله ص ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله تعالى متواضعا في نفسك عظيما عند الله عز و جل كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا لأحد فيك مطمع و لا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه و القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق و القريب و البعيد عندك سواء شأنك الحق و الصدق و الرفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم اعتدل بك الدين و سهل   بك العسير و أطفئت بك النيران و قوي بك الإيمان و ثبت بك الإسلام و المؤمنون سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تبعا شديدا فجللت عن البكاء و عظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الأنام ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ رضينا عن الله قضاءه و سلمنا لله أمره فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا حصينا و على الكافرين غلظة و غيظا فألحقك الله بنبيه و لا حرمنا أجرك و لا أضلنا بعدك و السلام عليك و رحمة الله و بركاته و تصلي عنده ع ست ركعات تسلم في كل ركعتين لأن في قبره عظام آدم و جسد نوح و أمير المؤمنين فتصلي لكل زيارة ركعتين

27-  ق، ]كتاب العتيق الغروي[ و زيارة أخرى لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع إذا خرجت من البلد الذي أنت به مقيم متوجها إلى نحو الغري و الخير و المشاهد الشريفة بالطاهرين الأبرار عليهم السلام و الرحمة و البركة فقل اللهم إليك أخرج و إليك أتوجه و بك آمنت و عليك توكلت و بك استعنت و إلى مشاهد أوليائك و أصفيائك قصدت و إليك رغبت فصل على محمد و آل محمد الطاهرين و بلغني أملي و رجائي في زيارتي إياهم و قصدي إليهم في خير و عافية و ستر و سلامة و أمن و كفاية و ردني مقبولا مبرورا مأجورا موفرا سعيدا غانما و ارزقني العود اللهم ما أبقيتني فلا تجعله آخر العهد لزيارة مشاهدهم و معارجهم إنك أرحم الراحمين فإذا بلغت فاغتسل من حيث يجب الغسل منه و أكثر في طريقك التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير و التمجيد و أفضله و أجمعه أن تقول سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد النبي و على آله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما فإذا صرت إلى الغري و قربت من القبر فقل حين تراه اللهم إني أريدك فأردني و إني أقبلت إليك بوجهي فلا تعرض بوجهك عني و إني قصدت إليك فتقبل مني و إن كنت علي ساخط فارض عني و إن كنت لي ماقتا فتب علي   ارحم مسيري إلى وصي رسولك أبتغي بذلك رضاك عني فلا تخيبني و عليك السكينة و الوقار و قل السلام من الله و السلام إلى الله و السلام على رسول الله اللهم أنت السلام و منك السلام و إليك يرجع السلام و على رسول الله و أمير المؤمنين و الأئمة أجمعين السلام اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و أمينك و خازن علمك الفاتح لما أغلق و الخاتم لما قد سبق و المهيمن على ذلك كله السلام عليك يا حجة الله و أمينه و خازن علمه و وارث أنبيائه و معدن حكمته السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا سيد الوصيين السلام عليك يا وارث علم الأولين السلام عليك يا باب الهدى السلام عليك يا إمام التقوى ثم أخط عشر خطوات ثم قف و كبر ثلاثين تكبيرة و قل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك أيها الشهيد الوصي السلام عليك أيها البار التقي السلام عليك أيها الإمام الزكي السلام عليك أيها الهادي المهتدي السلام عليك يا أمين الله و حجته السلام عليك يا خازن العلم السلام عليك يا وصي رسول الله السلام عليك يا باب الله الهدى السلام عليك يا عروة الله الوثقى السلام عليك يا صاحب النجوى السلام عليك يا صاحب الميسم السلام عليك يا حجة الله على العالمين السلام عليك أيها الصراط المستقيم السلام عليك يا أمين رب العالمين السلام عليك يا حبل الله المتين و صراطه المستقيم و عروته الوثقى و يده العليا السلام عليك يا قسيم النار السلام عليك يا ذائدا عن الحوض أعداء الله السلام عليك يا وجه الله الذي منه يؤتى السلام عليك أيها الركن و الملجا السلام عليك أيها الكهف الحصين السلام عليك يا صاحب اللواء السلام عليك و على آلك و ذريتك الذين حباهم الله بالحجج البالغة و النور و الصراط المستقيم أشهد أنك حجة الله و أمينه و

   وصي رسوله و خازن علمه و أشهد أنك قد بلغت و نصحت و صبرت في جنب الله على الأذى و أشهد أنك قد قوتلت و حرمت و غصبت و حقرت و ظلمت و جحدت فصبرت في ذات الله و أشهد أنك قد كذبت و أسي‏ء إليك فغفرت و أشهد أنك الإمام الراشد الهادي المهدي هديت و قمت بالحق و عدلت به و أشهد أن طاعتك مفترضة و أشهد أن قولك الصدق و أن دعوتك الحق و أشهد أنك دعوت إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فلم تجب و أمرت بطاعة الله فلم تطع أشهد أنك من دعائم الدين و عماده و ركن الأرض و عمادها و أشهد أنك الشجرة الطيبة لم تزل بعين الله تتناسخ في أصلاب المطهرين و تنتقل في أرحام الطاهرات المطهرات لم تدنسك الجاهلية الجهلاء و لم تشرك فيك فتن الأهواء طبت و طاب منبتك لم تزل بالعرش محدقا حتى من الله بك علينا فجعلك الله فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ و جعل صلواتنا عليك رحمة لنا فطيب خلقنا بما خصنا به من ولايتك و كنا مسلمين بفضله و كنا عنده معروفين بتصديقنا إياك فصلى الله و ملائكته و أنبياؤه و رسله عليك و جزاك عن رعيتك خيرا ثم انكب على القبر فقل السلام عليك يا حجة الله و سيد الوصيين أشهد أنك حجة الله قد بلغت عن الله ما أمرت و نصحت و وفيت و جاهدت في سبيل الله و مضيت على اليقين شاهدا و شهيدا و مشهودا صلوات الله عليك و رحمته أنا عبدك و مولاك و في طاعتك الوافد إليك ألتمس ثبات القدم في الهجرة إليك و كمال المنزلة في الآخرة أتيتك بأبي أنت و أمي و نفسي و ولدي و أهلي و مالي بحقك عارفا مقرا بالهدى الذي أنت عليه عالما به مستقيما موجبا لطاعتك مقرا بفضلك مستبصرا بضلالة من خالفك لعن الله أمة جحدتك و جحدت حقك و أنكرت طاعتك و ظلمتك و كذبتك و حاربتك السلام عليك بأبي أنت و أمي و رحمة الله و بركاته الحمد لله الذي جعلني من زوار حجته و وصي رسوله و رزقني معرفة فضله و الإقرار بطاعته و حقه رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ السلام عليك يا إمام الهدى

   و رحمة الله و بركاته ثم استو جالسا و قل أشهد أنك عبد الله و وصي رسوله و حجته على خلقه و أمينه على خزائن علمه و أنك أديت عن الله و عن رسوله صدقا و كنت أمينا و نصحت لله و لرسوله مجتهدا و مضيت على يقين لم تؤثر عمى على هدى و لم تمل من حق إلى باطل و أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و قمت بالحق غير واهن و لا موهن صلوات الله عليك و رحمته و جزاك الله عن رعيتك خيرا اللهم إني أصلي عليه كما صليت عليه و صلت ملائكتك و رسلك صلاة كثيرة متتابعة متواصلة مترادفة يتبع بعضها بعضا في محضرنا هذا و إذا غبنا و على كل حال أبدا صلاة لا انقطاع لها و لا نفاد اللهم أبلغ روحه و جسده مني في ساعتي هذه تحية كثيرة و سلاما و في كل ساعة اللهم العن قتلة أمير المؤمنين و الآمرين بذلك و الراضين به و المجوزين له و الفرحين به لعنا كثيرا و عذبهم عذابا أليما لم تعذب به أحدا من العالمين اللهم العن جوابيت هذه الأمة و فراعنتها الرؤساء منهم و الأتباع من الأولين و الآخرين و احش قبورهم و أجوافهم نارا و أصلهم من جهنم أشدها نارا و احشرهم إلى جهنم زرقا أتيتك بأبي أنت و أمي وافدا إليك متوجها بك إلى الله ربك و ربي لينجح بك طلبتي و يقضي بك حوائجي و يعطيني بك سؤلي فاشفع عنده و كن لي شفيعا ثم قل يا ربي و سيدي و يا إلهي و مولاي شفع وليك في حوائجي فقد وفدت إليك و جئت إلى قبره زائرا متقربا بذلك إليك فلا تجبهني بغير من مني عليك بل لك المن علي إذ وفقتني لذلك و هديتني له و قد جئتك هاربا من ذنوبي متنصلا إليك من سيئ عملي راجيا لك في موقفي مبتهلا إليك في العفو عن معاصي مستغفرا من ذنوبي راجيا بزيارة وليك و إقامتي عند قبره و وقوفي عليه الخلاص من عقوبتك طمعا أن تستنقذني من الردى بزيارتي إياه معرفة بحقه فوردت إليه إذ رغب عن زيارته أهل الدنيا و اتخذوا آيات الله هزوا وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فلك المن يا سيدي على ما عرفتني مما جهله أهل الدنيا و مالوا إلى سواه فكما

   عرفتني و بصرتني و هديتني فألهمني شكرك و زدني من فضلك و تقبل مني فإنك تتقبل من المتقين ثم ادع لنفسك بما بدا لك و ازدد و صل و اجتهد في الدعاء لأمر آخرتك و دنياك فإذا أردت أن تنصرف فقم في الموضع الذي قمت فيه حين دخلت و قل السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا أمين الله السلام عليك يا وصي رسول الله السلام عليك يا إمام الهدى السلام عليك يا باب الرحمة السلام عليك يا وارث العلم السلام عليك يا قسيم النار السلام عليك يا صاحب الحوض السلام عليك يا ذاب عن دين الله السلام عليك يا ناصر رسول الله السلام عليك يا أمير المؤمنين لعن الله من قتلك و لعن الله من شرك في دمك و لعن الله من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله من أعدائك بري‏ء ثم تقول اللهم إنك ترى مكاني و تسمع كلامي و ترى تضرعي و لواذي بقبر وليك و حجتك و أنت تعرف حوائجي و لا يخفى عليك شي‏ء من أمري و قد توجهت إليك بوصي رسولك و أمينك و حجتك على خلقك و جئت زائرا لقبره متقربا بذلك إليك و إلى رسولك فاجعلني به عندك وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ و أعطني بزيارتي له أملي و رجائي و مناي و سؤلي و اقض لي جميع حوائجي و لا تردني خائبا و لا تقطع رجائي و لا تخيب دعائي و عرفني الإجابة و لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه و ارزقني ذلك أبدا ما أبقيتني و ارددني إليه ببر و تقوى و إخبات و أعطني على ذلك من الأجر و الرحمة و المغفرة و الثواب و حسن الإجابة أفضل ما أعطيته و أنت معطيه أحدا من خلقك ممن أتاه زائرا و بحقه عارفا راغبا في زيارته متقربا في ذلك إليك و إلى رسولك ص بأبي أنت و أمي و رحمة الله و بركاته ثم قم عند رجليه و قل مثل ذلك و قل و أنت مول للخروج اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد و بحرمة محمد و آل محمد و بالشأن الذي جعلته لمحمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبلغ روحه و جسده مني في ساعتي هذه و في كل   ساعة تحية كثيرة و سلاما و أسألك أن لا تجعله آخر العهد من زيارتي و ارزقني ذلك أبدا ما أبقيتني و اجعلني معه في الدنيا و الآخرة فإني بذلك راض و ارض عني يا أرحم الراحمين ثم قم على باب الخير و استقبل القبلة و قل اللهم ارزقني العود إليه أبدا ما أبقيتني ببر و تقوى في عامي هذا و في كل عام أبدا و اجعل ذلك في يسر منك و عافية و عرفني من بركة زيارتي إياه ما تقر به عيني و تبشر به نفسي و لا تقطع رجائي و لا تخيب دعائي و ارحم ضعفي و قلة حيلتي و لا تكلني إلى نفسي و لا إلى أحد من خلقك طرفة عين يا سيدي ثم امض و أنت تقول حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله منتهى حتى ترد الكوفة إن شاء الله و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على محمد و على آله و سلم

28-  ق، ]كتاب العتيق الغروي[ زيارة و دعاء عند مشهد أمير المؤمنين ع تقول السلام عليك يا وراث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وراث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وراث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد رسول الله ص السلام عليك يا وارث جميع أوصياء أنبياء الله السلام عليك يا زوج البتول و وارث علم الرسول السلام عليك يا أبا سبطي رسول الله السلام عليك يا أخا رسول الله السلام عليك يا أمين الله في أرضه و حجته على عباده و نوره في بلاده يا أمير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده و عملت بكتابه و اتبعت سنن نبيه حتى دعاك الله إلى جواره فقبضك إليه باختياره و ألزم أعداءك الحجة في قتلهم إياك مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقربك راضية بقضائك مولعة بذكرك و دعائك محبة لصفوتك من خلقك و أوليائك محبوبة في أرضك و سمائك صابرة عند نزول بلائك شاكرة لفواضل نعمائك ذاكرة لسوابغ   آلائك مشتاقة إلى فرحة لقائك متزودة التقوى ليوم جزائك مستنة بسنن أوليائك مفارقه لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك ثم تضع خدك على القبر و تقول اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة و سبيل الراغبين إليك شارعة و أعلام القاصدين إليك واضحة و أفئدة العارفين منك فازعة و أصوات الداعين إليك صاعدة و أبواب الإجابة لهم مفتحة و دعوة من ناجاك مستجابة و توبة من أناب إليك مقبولة و عبرة من بكى من خوفك مرحومة و الإغاثة لمن استغاث بك مبذولة و عداتك لعبادك منجزة و زلل من استقالك مقالة و أعمال العاملين لك محفوظة و أرزاق الخلائق من لدنك نازلة و عوائد المزيد إليهم واصلة و ذنوب المستغفرين مغفورة و حوائج الخلق عندك مقضية و جوائز السائلين عندك موفورة و عوائد المزيد متواترة و موائد المستطعمين معدة و مناهل الظماء لديك مترعة اللهم فاستجب دعائي و اقبل ثنائي و أعطني جزائي و اجمع بيني و بين أوليائي بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إنك ولي نعمائي و منتهى مناي و غاية رجائي في منقلبي و مثواي اللهم صل على سيدي و مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الوصي المرتضى الخليفة و الداعي إليك و إلى دار السلام صديقك الأكبر و فاروقك بين الحلال و الحرام و نورك الزاهر الجميل و لسانك الناطق بأمرك الحق المبين و عينك على الخلق أجمعين و يدك العليا اليمين و حبلك المتين و عروتك الوثقى و كلمتك العليا و وصي رسولك المرتضى و علم الدين و منار اليقين و خاتم الوصيين و سيد المؤمنين و إمام المتقين بعد النبي محمد الأمين صلى الله عليهما و قائد الغر المحجلين صلاة ترفع بها ذكره و تحسن بها أمره و تشرف بها نفسه و تظهر بها دعوته و تنصر بها ذريته و تفلج بها حجته و تعز بها نصره و تكرم بها صحبته سيد المؤمنين و معلن الحق بالحق و دامغ جيوش الأباطيل و ناصر الله و رسوله ص كثيرا اللهم كما استعملته على خلقك فعمل فيهم بأمرك و عدل في الرعية و قسم بالسوية و جاهد عدوك بنية و ذب عن حريم

   الإسلام و حجز بين الحلال و الحرام مستبصرا في رضوانك داعيا إلى إيمانك غير ناكل عن جهاد و لا منثن عن عزم حافظا لعهدك قاضيا بنفاذ وعدك هاديا لدينك مقرا بربوبيتك و مصدقا لرسولك و مجاهدا في سبيلك و راضيا لقولك فهو أمينك المأمون و خازن علمك المكنون و شاهد يوم الدين و وليك في العالمين اللهم و صل على محمد و آل محمد و افسح له فسحا عندك و أعطه الرضا من ثوابك الجزيل و عظيم جزائك الجليل اللهم و اجعلنا له سامعين مطيعين و جندا غالبين و حزبا مسلمين و أتباعا مصدقين و شيعة متألفين و صحبا موازرين و أولياء مخلصين و وزراء مناصحين و رفقاء مصاحبين آمين رب العالمين اللهم اجزه أفضل جزاء المكرمين و أعطه سؤله يا رب العالمين و أشهد أنه قد ناصح لرسولك و هدى إلى سبيلك و جاهد حق الجهاد و دعا إلى سبيل الرشاد و قام بحقك في خلقك و صدع بأمرك و أنه لم يجر في حكم و لا دخل في ظلم و لم يسع في إثم و أنه أخو رسولك و أول من آمن به و صدقه و اتبعه و نصره و أنه وصيه و وارث علمه و موضع سره و أحب الخلق إليه و أنه قرينه في الدنيا و الآخرة و أبو سيدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين اللهم صل على محمد الأئمة الراشدين الطيبين الطاهرين و سلم عليهم أجمعين سلاما دائما إلى يوم الدين

29-  ق، ]كتاب العتيق الغروي[ زيارة صفوان الجمال لأمير المؤمنين ع السلام عليك يا أبا الأئمة و معدن الوحي و النبوة و المخصوص بالأخوة السلام علي يعسوب الدين و الإيمان و كلمة الرحمن و كهف الأنام السلام على ميزان الأعمال و مقلب الأحوال و سيف ذي الجلال السلام على صالح المؤمنين و وارث علم النبيين و الحاكم يوم الدين السلام على شجرة التقوى و سامع السر و النجوى و منزل المن و السلوى السلام على حجة الله البالغة و نعمته السابغة و نقمته الدامغة السلام على إسرائيل الأمة و باب الرحمة و أبي الأئمة السلام على صراط الله الواضح و النجم اللائح و الإمام الناصح و الزناد القادح السلام على وجه الله   الذي من آمن به أمن السلام على نفس الله تعالى القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها يطمئن السلام على أذن الله الواعية في الأمم و يده الباسطة بالنعم و جنبه الذي من فرط فيه ندم أشهد أنك مجازي الخلق و شافع الرزق و الحاكم بالحق بعثك الله علما لعباده فوفيت بمراده و جاهدت في الله حق جهاده فصلى الله عليكم و جعل أفئدة من الناس تهوي إليكم فالخير منك و إليك عبدك الزائر لحرمك اللائذ بكرمك الشاكر لنعمك قد هرب إليك من ذنوبه و رجاك لكشف كروبه فأنت ساتر عيوبه فكن لي إلى الله سبيلا و من النار مقيلا و لما أرجو فيك كفيلا أنجو نجاة من وصل حبله بحبلك و سلك بك إلى الله سبيلا فأنت سامع الدعاء و ولي الجزاء علينا منك السلام و أنت السيد الكريم و الإمام العظيم فكن بنا رحيما يا أمير المؤمنين و السلام عليك و رحمة الله و بركاته

30-  أقول وجدت في نسخة قديمة من تأليفات بعض أصحابنا زيارة أخرى لمولانا أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه و هي السلام عليك يا مولاي و مولا كل مؤمن و مؤمنة السلام عليك يا ولي الله و حجته السلام عليك يا خليفة الرسول على أمته السلام عليك يا صهر النبي و زوج ابنته السلام عليك يا قائل الحق في قضيته السلام عليك يا صاحب الزهد في إمامته السلام عليك يا واضح السبيل في دلالته السلام عليك يا خليفة الطهر في نبوته السلام عليك يا ناصر الحق في شريعته السلام عليك يا أوحد الخلق في شجاعته السلام عليك يا شبه الأمين في سماحته السلام عليك أيها المقبول في شفاعته السلام عليك أيها العادل في خلافته السلام عليك أيها الأمين في إمارته السلام عليك أيها الطيب في ولادته السلام عليك يا صاحب الحوض و سقايته السلام عليك يا حامل اللواء لعظم كرامته السلام عليك يا خائف الله في سريرته السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله من بريته السلام عليك يا وارث نوح نبي الله و خيرته السلام عليك يا وارث إبراهيم الخليل في نبوته السلام عليك يا وارث موسى الكليم لله في رسالته السلام عليك يا وارث عيسى الروح في بلاغته السلام عليك يا وارث محمد النبي في   أمانته السلام عليك يا أبا السبطين و قاضي الدين و منبع العين السلام عليك يا أخا الرسول و زوج البتول و راد الغلول السلام عليك يا قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين السلام عليك يا وارث العلم و صاحب الحلم و موضع الحكم السلام عليك يا أبا الأنام و مكسر الأصنام و كليم الأقوام السلام عليك يا كاشف المحل و خاصف النعل و سيد الأهل السلام عليك يا حامل الراية و بالغ الغاية و صاحب الآية السلام عليك يا علم الهدى و منار التقى و العروة الوثقى السلام عليك يا قاسم النار و حافظ الجار و مدرك الثار السلام عليك يا داحض الإفك و مبطل الشرك و مزيل الشك السلام عليك يا وارث الأنبياء و خاتم الأوصياء و قاتل الأشقياء السلام عليك يا هاجر اللذات و تارك الشهوات و كاشف الغمرات السلام عليك يا فاضح الأقران و قاتل الشجعان و مبطل كيد الشيطان السلام عليك يا فاك الأسير و معين الفقير و نعم النصير السلام عليك يا هازم الأحزاب و مذل الرقاب و مجلي الخطاب السلام عليك يا سند مناف و سيد الأشراف و صاحب الحوض الصاف السلام على العادل في الرعية و الحاكم بالقضية و القاسم بالسوية أشهد عند الله و كفى به شهيدا و سائلا عن الشهادة أنك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت الملحدين و عبدت الله حق عبادته و صبرت على ما أصابك طالبا لمرضاته حتى أتاك اليقين لعن الله من قتلك و لعن الله من ظلمك و لعن الله من اعتدى عليك و على ولدك و ذريتك صلوات الله عليك و على الملائكة الحافين بك و رحمة الله و بركاته أنا عبدك يا مولاي و ابن عبدك أتيتك زائرا معترفا بحقك مواليا لمن واليت عدوا لمن عاديت سلما لمن سالمت حربا لمن حاربت متقربا بمحبتك و ولايتك إلى الله و السلام عليك و على ضجيعيك آدم و نوح و رحمة الله و بركاته ثم تنكب على القبر و تقبله و تقول إليك يا أمير المؤمنين وفودي و بك أتوسل إلى الله في بلوغ مقصودي أشهد أن المتوسل بك غير خائب و الطالب بك عن معرفة غير مردود إلا بنجاح حاجته فكن لي شفيعا إلى ربك و ربي في فكاك

   رقبتي من النار و غفران ذنوبي و كشف شدتي و إعطاء سؤلي في دنياي و آخرتي ف إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ثم توجه إلى القبلة و قل اللهم إني أتقرب إليك يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أجود الأجودين بمحمد خاتم النبيين رسولك إلى العالمين و بأخيه و ابن عمه الأنزع البطين العلم المكين علي أمير المؤمنين و بالحسن الزكي عصمة المتقين و بأبي عبد الله أكرم المستشهدين و بعلي بن الحسين زين العابدين و بمحمد بن علي الباقر لعلم النبيين و بجعفر بن محمد زكي الصديقين و بموسى بن جعفر حبيس الظالمين و بعلي بن موسى الرضا الأمين و بمحمد بن علي أزهد الزاهدين و بعلي بن محمد قدوة المهتدين و بالحسن بن علي وارث المستخلفين و بالحجة على العالمين مولانا صاحب الزمان مظهر البراهين أن تكشف ما بي من الغموم و تكفيني شر القدر المحتوم و تجيرني من النار ذات السموم برحمتك يا أرحم الراحمين ثم تصل صلاة الزيارة ست ركعات ركعتين منها لأمير المؤمنين ع و ركعتين لآدم ع و ركعتين لنوح ع ثم تسجد و تقول ما كان يقوله مولانا أمير المؤمنين ع و هو أناجيك يا سيدي كما يناجي العبد الذليل مولاه و أطلب إليك كما يطلب من يعلم أنك تعطي و لا ينقص ما عندك و أستغفرك استغفار من يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت و أتوكل عليك توكل من يعلم إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ثم تقول العفو العفو مائة مرة و تسأل الله ما أحببت

31-  أقول قال في المزار الكبير إذا أتيت الكوفة فاغتسل ثم امش إلى مشهد أمير المؤمنين ع و أنت على غسلك و طهرك و إن أحدثت ما ينقض الوضوء فأعد وضوءك و غسلك فإن لم يمكن ذلك لعلة فالوضوء يجزي ثم البس من ثيابك ما طهر و اسع إليه ماشيا من حيث أمكن السعي فإذا عاينت قبره فقل الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد و امش و عليك السكينة   و الوقار و الخشوع و أكثر من الصلاة على محمد رسول الله ص و أهل بيته و قل الحمد لله الذي أكرمني في عباده و سيرني في بلاده و حملني على دوابه فإذا دخلت الحصن من الباب الأولى فقل الحمد لله الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ اللهم كما أحللتني حرم أخي رسولك و وصيه و سهلت زيارته فحرم جسدي على النار و أكثر من الاستغفار حتى تصل إلى الحصن المحيط بالقبة و أبوابها و در إلى الوجه الذي تواجه فيه الإمام صلوات الله عليه و أنت منكس الرأس مطرق البصر حتى تقف بالباب الذي هو محاذي الرأس و اسجد إذا لاحظته إعظاما لله تعالى وحده و لوليه ثم ارفع رأسك و التفت يسرة القبلة إلى النبي ص و قل السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته و أقبل إلى الإمام بوجهك و قل السلام عليك يا مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة و ساق الزيارة كما مر إلى قوله و على ضجيعيك آدم و نوح و رحمة الله و بركاته ثم قال ثم تنكب على القبر و تقبله و تلوذ به و تسأل الله تعالى ما أحببت و تصلي عند الرأس ست ركعات ركعتين لآدم و ركعتين لنوح و ركعتين لأمير المؤمنين ع و تدعو لنفسك و لوالديك و للمؤمنين تجب إن شاء الله تعالى فإذا أردت الانصراف فودعه ع تقف عليه كوقوفك الأول و تقول السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا أمير المؤمنين أستودعك الله و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جئت به و دللت عليه اللهم فاكتبنا مع الشاهدين اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارته و ارزقني صحبته و توفني على ملته و احشرني في زمرته و اقلبني مفلحا منجحا بأفضل ما ينقلب به أحد من زواره يا أرحم الراحمين

32-  و قال ره زيارة أخرى له ع من كتاب الأنوار و قيل إن الخضر ع زاره بها و بالإسناد عن يوسف الكناسي و عن معاوية بن عمار جميعا عن أبي عبد الله ع قال إذا أردت الزيارة لأمير المؤمنين ع فاغتسل حيث تيسر لك و قل حين   تعزم اللهم اجعل سعيي مشكورا و ذنبي مغفورا و عملي مقبولا و اغسلني من الخطايا و الذنوب طهر قلبي من كل آفة و زك عملي و تقبل سعيي و اجعل ما عندك خيرا لي اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ثم امش و عليك السكينة و الوقار حتى تأتي باب الحرم فقم على الباب و قل اللهم إني أريدك فأردني و أقبلت بوجهي إليك فلا تعرض بوجهك عني و إني قصدت إليك فتقبل مني و إن كنت ماقتا فارض عني و إن كنت ساخطا علي فاعف عني و ارحم مسيري إليك برحمتك أبتغي بذلك رضاك فلا تقطع رجائي و لا تخيبني يا أرحم الراحمين اللهم أنت السلام و منك السلام و إليك يعود السلام أنت معدن السلام حيينا ربنا منك بالسلام و الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و الحمد لله الذي خَلَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً السلام عليك يا أبا الحسن أشهد أنك قد بلغت عن رسول الله ما أمرك به و وفيت بعهد الله و تمت بك كلمات الله و جاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين لعن الله من قتلك و لعن الله من بلغه ذلك فرضي عنه أنا بأبي أنت و أمي ولي لمن والاك و عدو لمن عاداك أبرأ إلى الله ممن برئت منه و بري‏ء منكم ثم تقول السلام عليك يا أبا الحسن و رحمة الله و بركاته أشهد أنك تسمع صوتي أتاك متعاهدا لديني و بيعتي ائذن لي في بيتك أشهد أن روحك المقدسة أعينت بالقدس و السكينة جعلت لها بيتا تنطق على لسانك ثم ادخل و قل السلام على ملائكة الله المقربين السلام على ملائكة الله المردفين السلام على حملة العرش الكروبيين السلام على ملائكة الله المنتجبين السلام على ملائكة الله المسومين السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم بإذن الله مقيمون الحمد لله الذي أكرمني بمعرفته و معرفة رسوله و من فرض طاعته رحمة منه و تطولا منه علي بذلك الحمد لله الذي سيرني في بلاده و حملني

   على دوابه و طوى إلي البعيد و دفع عني المكاره حتى أدخلني حرم ولي الله و أرانيه في عافية الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله جاء بالحق من عنده و أشهد أن عليا عبد الله و أخو رسوله اللهم عبدك و زائرك متقرب إليك بزيارة أخي رسولك و على كل مزور حق لمن أتاه و زاره و أنت أكرم مزور و خير مأتي فأسألك يا رحمان يا رحيم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل تحفتك إياي من زيارتي في موقفي هذا فكاك رقبتي من النار و اجعلني ممن يسارع في الخيرات رَغَباً وَ رَهَباً و اجعلني من الخاشعين اللهم إنك بشرتني على لسان نبيك فقلت وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ اللهم فإني بك مؤمن و بجميع آياتك موقن فلا توقفني بعد معرفتهم موقفا تفضحني على رءوس الخلائق بل أوقفني معهم و توفني على تصديقي فإنهم عبيدك خصصتهم بكرامتك و أمرتني باتباعهم ثم تدنو من القبر و تقول السلام من الله على رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين و إمام المتقين السلام على أمين الله على رسالاته و عزائم رسله و معدن الوحي و التنزيل الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كله و الشاهد على الخلق و السراج المنير و السلام عليك و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد و أهل بيته المظلومين أفضل و أكمل و أرفع و أنفع و أشرف ما صليت على أحد من أنبيائك و أصفيائك اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك و خير خلقك بعد نبيك و أخي نبيك و وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثته برسالاتك و ديان يوم الدين بعدلك و فصل خطابك من خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة الله و بركاته اللهم و صل على الأئمة من ولده القوامين بأمرك من بعد نبيك المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك و أعلاما لعبادك   ثم تقول السلام على الأئمة المستودعين السلام على خالصة الله من خلقه أجمعين السلام على المؤمنين الذين قاموا بأمر الله و خالفوا لخوفه العالمين السلام على ملائكة الله المقربين ثم تقول السلام عليك يا أمين الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا إمام الهدى السلام عليك يا علم التقى السلام عليك أيها البر التقي السلام عليك أيها السراج المنير السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا أبا الحسن و الحسين السلام عليك يا وصي الرسول السلام عليك يا عمود الدين و وارث علم الأولين و الآخرين و صاحب الميسم و الصراط المستقيم السلام عليك يا ولي الله أنت أول مظلوم و أول من غصب حقه صبرت و احتسبت حتى أتاك اليقين و أشهد أنك لقيت الله و أنت شهيد عذب الله قاتلك بأنواع العذاب جئتك يا ولي الله عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك و من ظلمك ألقى على ذلك ربي إن شاء الله إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي فيها عند ربك فإن لك عند الله مقاما محمودا و إن لك عنده جاها و شفاعة و قد قال الله تعالى وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى السلام عليك يا نور الله في سمائه و أرضه و أذنه السامعة و ذكره الخالص و نوره الساطع أشهد أن لك من الله المزيد و أن وجهك إلى قبل رب العالمين و أن لك من الله رزقا جديدا تغدو عليك الملائكة في كل صباح رب اغفر لي و تجاوز عن سيئاتي و ارحم طول مكثي في القيامة به فإنك عَلَّامُ الْغُيُوبِ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ ثم تقل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث هود نبي الله السلام عليك يا وارث داود خليفة الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا ولي الله السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام عليك و على الأرواح التي حلت بفنائك و أناخت برحلك السلام

   على ملائكة الله المحدقين بك أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتبعت الرسول و تلوت الكتاب حق تلاوته و بلغت عن رسول الله و وفيت بعهد الله و تمت بك كلمات الله و جاهدت في سبيل الله حق جهاده و نصحت لله و لرسوله و جدت بنفسك صابرا محتسبا و مجاهدا عن دين الله موقيا لرسول الله ص طالبا ما عند الله راغبا فيما وعد الله و مضيت للذي كنت عليه شاهدا و مشهودا فجزاك الله عن رسوله و عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء و كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم لله و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسول الله ص و أفضلهم مناقب و أكثرهم سوابق و أرفعهم درجة و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول الله ص و كنت خليفته حقا برغم المنافقين و غيظ الكافرين و كيد الحاسدين و صغر الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور الله إذ وقفوا فمن اتبعك فقد هدي كنت أقلهم كلاما و أصوبهم منطقا و أكثرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالله كنت للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس و آخرا حين فشلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمرت إذ خنعوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ جزعوا كنت على الكافرين عذابا صبا و غلظة و غيظا و للمؤمنين عينا و حصنا و علما لم تفلل حجتك و لم يرتب قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك كنت كالجبل لا تحركه العواصف و لا تزيله القواصف و كنت كما قال رسول الله ص قويا في أمر الله وضيعا في نفسك عظيما عند الله كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه و القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق و القريب و البعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق و الصدق و الرفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم

   و عزم اعتدل بك الدين و سهل بك العسير و أطفئت بك النيران و قوي بك الإسلام و المؤمنون و سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا فعظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الأنام ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لعن الله من قتلك و لعن الله من شايع على قتلك و لعن الله من خالفك لعن الله من ظلمك حقك لعن الله من عصاك لعن الله من غصبك حقك لعن الله من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم بري‏ء لعن الله أمة خالفتك و أمة جحدت ولايتك و أمة حادت عنك و أمة قتلتك الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ اللهم العن قتلة أنبيائك و أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك و أصلهم حر نارك اللهم العن الجوابيت و الطواغيت و كل ند يدعى من دون الله و كل ملحد مفتر اللهم العنهم و أشياعهم و أتباعهم و أولياءهم و أعوانهم و محبيهم لعنا كثيرا اللهم العن قتلة أمير المؤمنين اللهم العن قتلة الحسن و الحسين اللهم عذبهم عذابا لا تعذبه أحدا من العالمين و ضاعف عليهم عذابك بما شاقوا ولاة أمرك و عذبهم عذابا لم تحله بأحد من خلقك اللهم أدخل على قتلة رسولك و أولاد رسولك و على قتلة أمير المؤمنين و قتلة أنصاره و قتلة الحسن و الحسين و أنصارهما و من نصب لآل محمد و شيعتهم حربا من الناس أجمعين عذابا مضاعفا في أسفل الدرك من الجحيم لا يخفف عنهم من عذابها و هم فيه مبلسون ملعونون ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ قد عاينوا الندامة و الخزي الطويل بقتلهم عترة أنبيائك و رسلك و أتباعهم من عبادك الصالحين اللهم العنهم في مستسر السر و ظاهر العلانية في سمائك و أرضك اللهم اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائك و حبب إلي مشاهدهم حتى تلحقني بهم و تجعلني لهم تبعا في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم انكب على القبر و أنت تقول يا سيدي تعرضت لرحمتك بلزومي لقبر أخي رسولك صلوات الله عليه عائذا لتجيرني من نقمتك و سخطك و من زلازل يوم تكثر فيه العثرات يوم تقلب فيه القلوب و الأبصار يوم تبيض فيه وجوه و تسود فيه وجوه يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ يَوْمَ الْحَسْرَةِ و الندامة

    يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ يوم مقداره خمسون ألف سنة يوم يشيب فيه الوليد و تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ يوم تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ و تشغل كل نفس بما قدمت و تجادل كل نفس عن نفسها و يطلب كل ذي جرم الخلاص ثم ارفع رأسك و قل اللهم إن ترحمني اليوم و في يوم مقداره خمسون ألف سنة فلا خوف و لا حزن و إن تعاقب فمولى له القدرة على عبده و جزاه بسوء فعله إن لم أرحم نفسي فكن أنت رحيمها الحجج كلها لك و لا حجة لي و لا عذرها أنا ذا عبدك المقر بذنبي فيا خير من رجوت عنده المغفرة بالإقرار و الاعتراف هذه نفسي بما جنت معترفة و بذنبي مقرة و بظلم نفسي معترفة و ذنوبي أكثر مما أحصيها و إنما يخضع العبد العاصي لسيده و يخشع لمولاه بالذل فيا من أقر له بالذنوب ما أنت صانع بمقر لك بذنبه متقرب إليك برسولك و عترة نبيك لائذ بقبر أخي رسولك صلوات الله عليهما يا من يملك حوائج السائلين و يعرف ضمير الصامتين كما وفقتني لزيارتي و وفادتي و مسألتي و رحمتني بذلك فأعطني مناي في آخرتي و دنياي و وفقني لكل مقام محمود تحب أن تدعى فيه بأسمائك و تسأل فيه من عطائك اللهم إني لذت بقبر أخي رسولك ابتغاء مرضاتك فانظر اليوم إلى تقلبي في هذا القبر و به فكني من النار و لا تحجب عنك صوتي و لا تقلبني بغير قضاء حوائجي و ارحم تضرعي و تملقي و عبرتي و اقلبني اليوم مفلحا منجحا و أعطني أفضل ما أعطيت من زاره ابتغاء مرضاتك ثم اجلس عند رأسه و قل سلام الله و سلام ملائكته المقربين و المسلمين لك بقلوبهم و الناطقين بفضلك و الشاهدين على أنك صادق صديق عليك يا مولاي صلى الله عليك و على روحك و بدنك أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر أشهد لك يا ولي الله و ولي رسوله بالبلاغ و الأداء و أشهد أنك حبيب الله و أشهد أنك باب الله و أشهد أنك وجه الله الذي منه يؤتى و أنك سبيل الله و أنك عبد الله أتيتك وافدا لعظيم حالك و منزلتك عند الله و عند رسوله ص أتيتك متقربا إلى الله بزيارتك راغبا إليك في الشفاعة أبتغي بزيارتك

   خلاص نفسي متعوذا بك من نار استحقها مثلي بما جنيت على نفسي هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري فزعا إليك رجاء رحمة ربي أتيتك أستشفع بك يا مولاي إلى الله ليقضي بك حاجتي فاشفع لي يا مولاي أتيتك مكروبا مغموما قد أوقرت ظهري ذنوبا فاشفع لي عند ربك أتيتك زائرا عارفا بحقك مقرا بفضلك مستبصرا بضلالة من خالفك أتيتك انقطاعا إليك و إلى ولدك الخلف من بعدك على الحق فقلبي لكم مسلم و أمري لكم متبع و نصرتي لكم معدة حتى يحيي الله بكم دينه و يردكم فمعكم معكم لا مع غيركم إني من المؤمنين برجعتكم لا منكر لله قدرة و لا مكذب منه مشية أتيتك بأبي أنت و أمي و مالي و نفسي زائرا و متقربا إلى الله بزيارتك متوسلا إليك بك إذ رغب عنكم مخالفوكم و اتخذوا آيات الله هزوا و استكبروا عنها و أنا عبد الله و مولاك في طاعتك الوافد إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله و أنت مولاي ممن حثني الله على بره و دلني على فضله و هداني لحبه و رغبني في الوفادة إليه و ألهمني طلب الحوائج عنده أنتم أهل بيت لا يشقى من تولاكم و لا يخيب من ناداكم و لا يخسر من يهواكم و لا يسعد من عاداكم لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم أنتم أهل بيت الرحمة و دعائم الدين و أركان الأرض و الشجرة الطيبة أتيتكم زائرا و بكم متعوذا لما سبق لكم من الله من الكرامة اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك و آل رسولك و استنقذنا بحبهم يا من لا يخيب سائله اللهم إنك مننت علي بزيارة مولاي و ولايته و معرفته فاجعلني ممن ينصره و ينتصر به و من علي بنصري لدينك في الدنيا و الآخرة اللهم توفني على دينه اللهم أوجب لي من الرحمة و الرضوان و المغفرة و الرزق الواسع الحلال ما أنت أهله اللهم افعل بي ما أنت أهله اللهم إني أحيا على ما حيي عليه مولاي علي بن أبي طالب ع و أموت على ما مات عليه اللهم اختم لي بالسعادة و المغفرة و الخير ثم تصلي ما بدا لك و تدعو و تقول اللهم لا بد من أمرك و ساق الدعاء إلى آخر ما مر في أول الباب

    -33  ثم قال زيارة أخرى له ع تقف على الباب و تقول ائذن لي عليك يا أمير المؤمنين أفضل ما أذنت لمن أتاك عارفا بحقك فإن لم أكن لذلك أهلا فأنت له أهل صلى الله عليك و على الأئمة من ولدك ثم تقف على المشهد و تقول السلام على رسول الله البشير النذير السراج المنير الرءوف الرحيم محمد بن عبد الله السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا سيد الوصيين السلام عليك يا إمام المتقين السلام عليك يا يعسوب المؤمنين السلام عليك يا قائد الغر المحجلين السلام عليك أيها الإمام البر التقي النقي الرضي المرضي الوفي الصديق الأكبر الطهر الطاهر و رحمة الله و بركاته أشهد أنك حجة الله على عباده بعد نبيه ص و عيبة علمه و ميزان قسطه و مصباح نوره الذي يقطع به الراكب من عرض الظلمة إلى ضياء النور و أشهد أنك الفارق بين الحلال و الحرام و الأمين على باطن السر و مستودع العلم و خازن الوحي و العالم بكل سفر و المبتدي بشرائع الحق و منهاج الصدق و الموضح سبل النجاة و الذائد عن سبل الهلكات و أشهد أنك خير الدهر و ناموسه و حجة المعبود و ترجمانه و الشاهد له و الدال عليه و الحبل المتين و النبأ العظيم و صراط الله المستقيم و أشهد أنك و الأئمة من ولدك سفينة النجاة و دعائم الأوتاد و أركان البلاد و ساسة العباد و حجة الله على جميع البلاد و السبيل إليه و المسلك إلى جنته و المفزع إلى طاعته و الوجه و الباب الذي منه يؤتى و المفزع و الركن و الكهف و الحصن و الملجأ و أشهد أن المتمسك بولايتكم من الفائزين بالكرامة في الدنيا و الآخرة و من عدل عنكم لن يقبل الله له عملا و لم يقم له يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً و هو من أصحاب الجحيم السلام عليك و رحمة الله و بركاته ثم تنكب على القبر و تقول إليك يا أمير المؤمنين وفودي و بك أتوسل إلى ربك و ربي و أشهد أن المتوسل بك غير خائب و أن الطالب بك غير مردود إلا بنجاح طلبته فكن شفيعا إلى ربك و ربي في فكاك رقبتي من النار و غفران ذنوبي و كشف شدتي و إعطاء سؤلي في دنياي و آخرتي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

   ثم تصلي عند الرأس أربع ركعات ندبا و تقول بعد صلاتك السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا حبيب الله و خيرته السلام عليك يا حجة الله و سيفه السلام عليك يا ولي الله و أمينه السلام عليك يا سفير الله بينه و بين خلقه السلام عليك يا خليفة الله في أرضه السلام عليك و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا فاطمة الزهراء و الطهر البتول سيدة نساء العالمين السلام عليك يا أبا محمد الحسن الزكي ركن الدين السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين بن علي النور المبين السلام عليك يا أبا محمد علي بن الحسين زين العابدين السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي باقر كتاب رب العالمين السلام عليك يا أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق سيد الصادقين السلام عليك يا أبا إبراهيم حبيس الظالمين السلام عليك يا أبا الحسن علي بن موسى الرضا في المرضيين السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي الرضا في المؤمنين السلام عليك يا أبا الحسن علي بن محمد بن علي هادي المسترشدين السلام عليك يا أبا محمد الحسن الميمون خزانة الوصيين السلام عليك يا حجة بن الحسن الهادي المهدي حجة الله على العالمين السلام عليكم يا ساداتي و رحمة الله و بركاته السلام عليكم يا خزان علم الله السلام عليكم يا تراجمة وحي الله السلام عليكم أيها الصادقون عن الله السلام عليكم يا عترة رسول الله السلام عليكم يا ناصري دين الله السلام عليكم أيها الحاكمون بحكم الله السلام عليكم يا سادة الورى و الآية الكبرى و الحجة العظمى و الدعوة الحسنى و المثل الأعلى و شجرة المنتهى و باب الهدى و كلمة التقوى و العروة الوثقى السلام عليكم يا من اتخذهم الله رحمة لخلقه و أنصارا لدينه و قواما بأمره و خزانا لعلمه و حفاظا لسره و تراجمة لوحيه و معادن كلماته و أورثكم كتابه و خصكم بكرائم التنزيل و ضرب لكم مثلا من نوره و أجرى فيكم من روحه السلام عليكم أيها الأئمة الهداة و السادة الولاة و القادة الحماة و الذادة السعاة السلام عليكم يا أولي الذكر

   و خزان العلم و منتهى الحلم و قادة الأمم السلام عليكم يا بقية الله و خيرته السلام عليكم يا سفراء الله بينه و بين خلقه السلام عليكم يا خلفاء الله في أرضه أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون الناطقون الصادقون المقربون المطهرون المعصومون عصمكم الله من الذنوب و برأكم من العيوب و ائتمنكم على الغيوب و آمنكم من الفتن و استرعاكم الأنام و فوض إليكم الأمور و جعل إليكم التدبير و عرفكم الأسباب و الأنساب و أورثكم الكتاب و أعطاكم المقاليد و سخر لكم ما خلق فعظمتم جلاله و أكبرتم شأنه و مجدتم كرمه و أدمتم ذكره و تلوتم كتابه و حللتم حلاله و حرمتم حرامه و أقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و ميراث النبوة عندكم و إياب الخلق إليكم و حسابهم عليكم و فصل الخطاب عندكم و برهانه معكم و نوره منكم و أمره إليكم من والاكم يا ساداتي فقد والى الله و من عاداكم فقد عادى الله أنتم أمناء الله و أنتم آلاء الله و أنتم دلائل الله و أنتم خلفاء الله و أنتم حجج الله على خلقه فبكم يعرف الله الخلائق و بكم يتحفهم أنتم يا ساداتي السبيل الأعظم و الصراط المستقيم و النبأ العظيم و الحبل المتين و السبب الممدود من السماء إلى الأرض أنتم شهداء دار الفناء و شفعاء دار البقاء أنتم الرحمة الموصولة و الآية المخزونة و الباب الممتحن به الناس من أتاكم نجا و من تخلف عنكم هوى أشهد أنكم يا ساداتي إلى الله تدعون و إليه ترشدون و بقوله تحكمون لم تزالوا يعينه و عنده في ملكوته تأمرون و له تخلصون و بعرشه محدقون و له تسبحون و تقدسون و تمجدون و تهللون و تعظمون و به حافون حتى من علينا فجعلكم فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ فتولى جل ذكره تطهيرها و أمر خلقه بتعظيمها فرفعها على كل بيت طهره في الأرض و علاها على كل بيت قدسه في السماء لا يوازيها خطر و لا يسمو إليها الفكر يتمنى كل أحد أنه منكم و لا تتمنون أنتم أنكم من غيركم إليكم انتهت المكارم و الشرف و فيكم استقرت الأنوار و المجد و السؤدد فليس فوقكم أحد إلا الله و لا أقرب إليه منكم و لا أكرم عليه منكم و لا أحظى لديه أنتم سكان البلاد و نور العباد و

   عليكم الاعتماد في يوم المعاد كلما غاب منكم حجة أو أفل منكم نجم أطلع الله خلفه منكم خلفا نيرا و نورا بينا خلفا عن سلف لا تنقطع عنكم مواده و لا يسلب منكم أمره سبب موصول من الله و جعل ما خصنا به من معرفتكم تطهيرا لذنوبنا و تزكية لأنفسنا إذ كنا عنده معترفين بحقكم فبلغ الله بكم يا ساداتي نهاية الشرف و زادكم ما أنتم أهله و مستحقوه منه و أشهد يا موالي و طوبى لي إن كنتم موالي أني عبدكم و طوبى لي إن قبلتموني عبدا و أني مقر بكم معتصم بحبلكم متوقع لدولتكم منتظر لرجعتكم عامل بأمركم آخذ بقولكم لائذ بحرمكم متقرب إلى الله بكم يا ساداتي بكم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه و بكم ينزل الغيث و يكشف الكرب و يغني المعدم و يشفي السقيم لبيكم و سعديكم يا من اصطفاهم الله فقال تعالى ذكره إن الله اصطفى مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ فأنتم السفرة الكرام البررة أنتم العباد المكرمون الذين لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ و أنتم الصفوة التي اصطفاها الله و صفاها و وصفها في كتابه فقال إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فأنتم الذرية المختارة و الأنفس المجردة و الأرواح المطهرة يا محمد يا علي يا فاطمة الزهراء يا حسن يا حسين سيدي شباب أهل الجنة يا موالي الطاهرين يا ذوي النهى و التقى يا أنوار الله في أرضه التي لا تطفى يا عيون الله في خلقه أنا منتظر لأمركم مترقب لدولتكم معكم لا مع غيركم إليكم لا إلى عدوكم آمنت بكم و بما أنزل إليكم و أبرأ إلى الله من عدوكم و أشهد يا موالي أنكم تسمعون كلامي و ترون مقامي و تعرفون مكاني و تردون سلامي و أنكم حجج الله البالغة و نعمه السابغة فاذكروني عند ربكم و أوردوني حوضكم و اسقوني بكأسكم و احشروني في جملتكم و احرسوني من مكاره الدنيا و الآخرة فإن لكم عند الله مقاما محمودا و جاها عريضا و شفاعة مقبولة فإني قصدت إليكم و رجوت بسلامي عليكم و وقوفي بعرصتكم و استشفاعي بكم إلى الله أن يعفو عني و يغفر ذنبي و يعز ذلي و يرفع ضرعتي و يقوي ضعفي و يسد فقري و يبلغني أملي و يعطيني منيتي و يقضي حاجتي فيما ذكرته من   حوائجي و ما لم أذكره ما علم أن فيه الخيرة لي حتى يوصلني بذلك إلى رضاه و الجنة اللهم شفعهم في و شفعني بهم و بلغني ما سألت و توسلت يا مولاي بهم و لا تخيبني مما رجوته فيهم يا أرحم الراحمين فإذا أردت الوداع فقل لا جعله الله آخر العهد من زيارتك و رزقني العود إليك و المقام في حرمك و الكون معك و مع الأبرار من ولدك ثم اخرج القهقرى و قل السلام عليك يا سيد الوصيين و السلام على الملائكة المقربين و قل في مسيرك إلى أن تبعد عن القبر إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ

34-  ثم قال زيارة أخرى له ع تغتسل أولا للزيارة مندوبا و تقصد إلى مشهده و تقف على ضريحه الطاهر و تستقبله بوجهك و تجعل القبلة بين كتفيك و تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا ولي الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا سيد الوصيين السلام عليك يا خليفة رسول الله رب العالمين أشهد أنك قد بلغت عن رسول الله ما حملك و حفظت ما استودعك و حللت حلال الله و حرمت حرام الله و تولت كتاب الله و صبرت على الأذى في جنب الله محتسبا حتى أتاك اليقين لعن الله من خالفك و لعن الله من قتلك و لعن من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم براء ثم تنكب على القبر و تقبله و تضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر ثم تتحول إلى عند الرأس تقف عليه و تقول السلام عليك يا وصي الأوصياء و وارث علم الأنبياء أشهد لك يا ولي الله بالبلاغ و الأداء أتيتك زائرا عارفا بحقك مستبصرا بشأنك مواليا لأوليائك معاديا لأعدائك متقربا إلى الله تعالى بزيارتك في خلاص نفسي و فكاك رقبتي من النار و قضاء حوائجي في الدنيا و الآخرة فاشفع لي   عند ربك صلوات الله عليك ثم يقبل القبر و يضع خده الأيمن و يرفع رأسه و يصلي ست ركعات حسب ما قدمناه فإذا أراد وداعه ع فليقف على قبره كما وقف أولا ثم يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته أستودعك الله و أسترعيك و أقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جئت به و دللت عليه اللهم اكتبنا مع الشاهدين اللهم لا تجعله آخر العهد لزيارة وليك و ارزقني العود إليه أبدا ما أبقيتني فإذا توفيتني فاحشرني معه و مع ذريته الأئمة الراشدين عليه و عليهم السلام و رحمة الله و بركاته و يدعو بعد ذلك بما شاء يجب إن شاء الله

35-  ثم قال زيارة أخرى له ع تقف على باب السلام و تقول اللهم إليك وجهت وجهي و عليك توكلت ربي الله أكبر كما بمنه هدانا الله أكبر إلهنا و مولانا الله أكبر ولينا الذي أحيانا الحمد لله الذي بمنه هدانا اللهم إني أشهدك و الشهادة حظي و الحق علي و أداء لما كلفتني أن محمدا ص عبدك و رسولك و نبيك و صفيك و خليلك و خاصتك و خيرتك من بريتك اللهم فصل عليه بصلواتك و أحب بكراماتك و وفر ببركاتك و حي بتحياتك العالم مقيم الدعائم و مجلي الظلماء و ماحي الطخياء رسولك الشاهد و دليلك الراشد الذي اختصصته و لك أخلصته و بهدايتك بعثته و آياتك أورثته فتلا و بين و دعا و أعلن و طمست به أعين الطغيان و أخرست به السن البهتان و كتبت العزة لأوليائه و ضربت الذلة على أعدائه و أشهد أنه رسولك و خاتم النبيين جاءَ بِالْحَقِّ من عند الحق وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ و أن الذين كذبوه ذائقو العذاب الأليم و أن الذين آمنوا معه وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أولئك المفلحون ثم تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سيد الوصيين و حجة رب العالمين على الأولين و الآخرين السلام عليك يا أمير المؤمنين و وارث علم النبيين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين السلام عليك يا أمير المؤمنين يا   إمام الهدى و مصابيح الدجى و كهف أولي الحجى و ملجأ ذوي النهى السلام عليك يا حجاب الورى و الدعوة الحسنى و الآية الكبرى و المثل الأعلى السلام عليك يا شجرة النداء و صاحب الدنيا و الحجة على جميع الورى في الآخرة و الأولى السلام عليك يا صفي الله و خيرته و ولي الله و حجته و باب الله و حطته و عين الله و آيته السلام عليك يا عيبة غيب الله و ميزان قسط الله و مصباح نور الله و مشكاة ضياء الله السلام عليك يا حافظ سر الله و ممضي حكم الله و مجلي إرادة الله و موضع مشية الله السلام عليك يا غاية من برأه الله و نهاية من ذرأ الله و أول من ابتدع الله و الحجة على جميع من خلق الله السلام عليك أيها النبأ العظيم و الخطب الجسيم و الذكر الحكيم و الصراط المستقيم السلام عليك أيها الحبل المتين و الإمام الأمين و الباب اليقين و الشافع يوم الدين السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك أيها الصديق الأكبر و الناموس الأنور و السراج الأزهر و الزلفة و الكوثر السلام عليك يا باب الإيمان و عين المهيمن المنان و ولي الملك الديان و قسيم الجنان و النيران السلام عليك يا معدن الكرام و موضع الحكم و قائد الأمم إلى الخيرات و النعم السلام عليك أيها الإمام التقي و العدل الوفي و الوصي الرضي و الولي الزكي السلام عليك أيها النور المصطفى و الولي المرتجى و الكريم المرتضى السلام عليك يا نور الأنوار و محل سر الأسرار و عنصر الأبرار و معلن الأخيار السلام عليك يا لسان الحق و بيت الصدق و محل الرفق السلام عليك يا نور الهدايات و مرشد البريات و عالم الخفيات السلام عليك يا صاحب العلم المخزون و عارف الغيب المكنون و حافظ السر المصون و العالم بما كان و يكون السلام عليك أيها العارف بفصل الخطاب و مثيب أوليائه يوم الحساب و المحيط بجوامع علم الكتاب و مهلك أعدائه بأليم العذاب السلام عليك يا صاحب علم المعاني و علم المثاني و النور الشعشعاني و البشر الثاني السلام عليك يا عماد الجبار و هادي الأخيار و أبا الأئمة الأطهار و قاصم المعاندين الأشرار السلام عليك يا مشهورا في السماوات العليا معروفا في الأرضين السابعة

   السفلى و مظهر الآية الكبرى و عارف السر و أخفى السلام عليك أيها النازل من عليين و العالم بما في أسفل السافلين و مهلك من طغى من الأولين و مبيد من جحد من الآخرين السلام عليك يا صاحب الكرة و الرجعة و إمام الخلق و ولي الدعوة و منطق البرايا و محنة الأمة السلام عليك يا مثبت التوحيد بالشرح و التجريد و مقرر التمجيد بالبيان و التأكيد السلام عليك يا سامع الأصوات و مبين الدعوات و مجزل الكرامات بجزيل العطيات السلام عليك يا من حظي بكرامة ربه فجل عن الصفات و اشتق من نوره فلم تقع عليه الأدوات و أزلف بالقرب من خالقه فقصر دونه المقالات و علا محله فعلا كل البريات السلام عليك يا من أحسن عبادة ربه فحباه بأنواع الكرامات و اجتهد في النصح و الطاعة فخوله جميع العطيات و استفرغ الوسع في فعاله فأسداه جزيل الطيبات و بالغ في النصح و الطاعة فمنحه الحوض و الشفاعة أشهد بذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين و أنا عبدك و ابن عبدك و وليك و ابن وليك أنك سيد الخلق و إمام الحق و باب الأفق اجتباك الله لقدرته فجعلك عصا عزه و تابوت حكمته و أيدك بترجمة وحيه و أعزك بنور هدايته و خصك ببرهانه فأنت عين غيبه و ميزان قسطه و بين فضلك في فرقانه و أظهرك علما لعباده و أمينا في بريته و انتجبك لنوره فجعلك منارا في بلاده و حجته على خليقته و أيدك بروحه فصيرك ناصر دينه و ركن توحيده و اختصك بفضله فأنت تبيان لعلمه و حجة على خليقته و اشتقك من نوره فصيرك دليلا على صراطه و سبيلا لقصده و أورثك كتابه فحفظت سره و رعيت خلقه و خصك بكرائم التنزيل فخزنت غيبه و عرفت علمه و جعلك نهاية من خلق فسبقت العالمين و علوت السابقين و صيرك غاية من ابتدع ففقت بالتقديم كل مبتدع و لم تأخذك في هواه لومة و لم تخدع فكنت أول من في الذر برأ فعلمت ما علا و دنا و قرب و نأى فأنت عينه الحفيظة التي لا تخفى عليها خافية و أذنه السميعة التي حازت المعارف العلوية و قلبه الواعي البصير المحيط بكل شي‏ء و نوره الذي أضاء به البرية و حوته العلوم الحقيقية و لسانه الناطق بكل ما كان من الأمور و المبين   عما كان أو يكون في سالف الأزمان و غابر الدهور كل يا مولاي عن نعتك أفهام الناعتين و عجز عن وصفك لسان الواصفين لسبقك بالفضل البرايا و علمك بالنور و الخفايا فأنت الأول الفاتح بالتسبيح حتى سبح لك المسبحون و الآخر الخاتم بالتمجيد حتى مجد بوصفك الممجدون كيف أصف يا مولاي حسن ثنائك أم أحصي جميل بلائك و الأوهام عن معرفة كيفيتك عاجزة و الأذهان عن بلوغ حقيقتك قاصرة و النفوس تقصر عما تستحق فلا تبلغه و تعجز عما تستوجب و لا تدركه بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين و أعزائي و أهلي و أحبائي أشهد الله ربي و رب كل شي‏ء و أنبياءه المرسلين و حملة العرش و الكروبيين و رسله المبعوثين و ملائكته المقربين و عباده الصالحين و رسوله المبعوث بالكرامة المحبو بالرسالة السيد المنذر و السراج الأنور و البشير الأكبر و النبي الأزهر و المصطفى المخصوص بالنور الأعلى المكلم من سدرة المنتهى أني عبدك و ابن عبدك و مولاك و ابن مولاك مؤمن بسرك و علانيتك كافر بمن أنكر فضلك و جحد حقك موال لأوليائك معاد لأعدائك عارف بحقك مقر بفضلك محتمل لعلمك محتجب بذمتك موقن بآياتك مؤمن برجعتك منتظر لأمرك مترقب لدولتك آخذ بقولك عامل بأمرك مستجير بك مفوض أمري إليك متوكل فيه عليك زائر لك لائذ ببابك الذي فيه غبت و منه تظهر حتى تمكن دينه الذي ارتضى و تبدل بعد الخوف أمنا و تعبد المولى حقا و لا تشرك به شيئا و يصير الدين كله لله وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِي‏ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فعندها يفوز الفائزون بمحبتك و يأمن المتكلون عليك و يهتدي الملتجئون إليك و يرشد المعتصمون بك و يسعد المقرون بفضلك و يشرف المؤمنون بأيامك و يحظى الموقنون بنورك و يكرم المزلفون لديك و يتمكن المتقون من أرضك و تقر العيون برؤيتك و يجلل بالكرامة شيعتك و يشملهم بهاء زلفتك و تقعدهم في حجاب عزك و سرادق مجدك في نعيم مقيم و عيش سليم

   و سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ و نجد ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا و صدقا و ننادي هل وجدتم ما سول لكم الشيطان حقا تكثر الحيرة و الفظاظة و العثرة و الحميقة و يقال يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ شقي من عدل عن قصدك يا أمير المؤمنين و هوى من اعتصم بغيرك يا أمير المؤمنين و زاغ من آمن بسواك و جحد من خالفك و هلك من عاداك و كفر من أنكرك و أشرك من أبغضك و ضل من فارقك و مرق من ناكثك و ظلم من صد عنك و أجرم من نصب لك و فسق من دفع حقك و نافق من قعد عن نصرتك و خاب من أنكر بيعتك و خزي من تخلف عن فلكك و خسر خسرانا مبينا أشهدك أيها النبأ العظيم و العلي الحكيم أني موف بعهدك مقر بميثاقك مطيع لأمرك مصدق لقولك مكذب لمن خالفك محب لأوليائك مبغض لأعدائك حرب لمن حاربت سلم لمن سالمت محقق لما حققت مبطل لما أبطلت مؤمن بما أسررت موقن بما أعلنت منتظر لما وعدت متوقع لما قلت حامد لربي عز و جل على ما أوزعني من معرفتك شاكر له على ما طوقني من احتمال فضلك بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين أشهد أنك تراني و تبصرني و تعرف كلامي و تجيبني و تعرف ما يجنه قلبي و ضميري فاشهد يا مولاي و اشفع لي عند ربك في قضاء حوائجي اللهم بحقه الذي أوجبت له عليك صل على محمد و آل محمد و سلم مناسكي و تقبل مني و تفضل علي و ارحمني و ارحم فاقتي و اكشف ضري و ذلي و تعطف بجودك على مسكنتي و تب علي و أقلني عثرتي و تجاوز عني و امح خطيئتي و انظر إلي و اغفر ذنبي و جد علي و اقبل توبتي و حط وزري و ارفع درجتي و اقض ديني و اجبر كسري و اصفح عن جرمي و أقم صرعتي و أسقط عني ذنبي و أثبت حسناتي و اشف سقمي و فرج غمي و أذهب همي و نفس كربتي و اقلبني بالنجح مستجابا لي دعوتي و اشكر سعيي و أد أمانتي و بلغني أملي و أعطني منيتي و اكبت عدوي و أفلح حجتي بحق محمد و آله و صلى الله عليهم يا مولاي اشفع لي عند ربك فلك عند الله المقام المحمود و الجاه العريض و الشفاعة المقبولة و المحل

   الرفيع رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ و النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ اللهم رب الأخيار و إله الأبرار العزيز الجبار العظيم الغفار صل على محمد و آله الأخيار صلاة تزلفهم و تمنحهم و تكرمهم و تحبوهم و تقربهم و تدنيهم و تقويهم و تسددهم و تجعلني و جميع محبيهم في موقفي هذا ممن تناله منك رحمة و رأفة و كرامة و مغفرة و نظرة و موهبة و تعطيني جميع ما سألتك و ما لم أسألك بما فيه صلاح آخرتي و دنياي و لإخواني و أهلي و ولدي و أهل بيتي و ارحمهم و ارحم والدي و تجاوز عنهما و نور قبريهما و جميع من أحبني من المؤمنين و المؤمنات و من عرفته و من لم أعرفه إنك تعلم متقلبهم و مثواهم و ارزقني الوفاء بعهدك و ثبتني على موالاة أوليائك و معادات أعدائك و لا تجعله آخر العهد مني و من موقفي هذا إنك جواد كريم اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان و صلى الله على محمد و آله الطاهرين و لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ و ثبتنا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ إلهي إن كانت ذنوبي قد حالت بيني و بينك أن ترفع لي صوتا أو تستجيب لي دعوة فها أنا ذا بين يديك متوجه إليك بنبيك محمد و أهل بيته صلواتك عليهم أجمعين و أسألك بعزتك يا مولاي لما قبلت عذري و غفرت ذنوبي بتوسلي إليك بمحمد و آل محمد صلواتك و رحمتك عليهم أجمعين فإنك قلت الأعمال بخواتمها و جعلت لكل عامل أجرا فأسألك يا إلهي أن تصلي على محمد و آل محمد و تجعل جزائي منك عتقي من النار و أن تنظر إلي نظرة رحيمة لا أشقى بعدها أبدا في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم تصلي للزيارة و تدعو بعدها و تقول يا الله يا الله يا الله يا مجيب دعوة المضطرين

 أقول و ساق الدعاء إلى آخر ما سيأتي في زيارة عاشوراء و قد مر مختصر منه   في الزيارة الخامسة أيضا

 ثم قال مؤلف المزار الكبير فإذا أردت وداعه ع تأتي قبره صلوات الله عليه و تقف عليه كوقوفك الأول و تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين و حجة الله على أهل السماوات و الأرضين سلام مودع لا سئم و لا قال و رحمة الله و بركاته إنه حميد مجيد سلام ولي غير زائغ عنك و لا منحرف منك و لا مستبدل بك و لا مؤثر عليك و لا زاهد فيك و لا جعله الله آخر العهد من زيارتك يا أمير المؤمنين و إتيان مشهدك و السلام عليك و حشرني الله في زمرتك و أوردني حوضك و جعلني من حزبك و أرضاك عني و مكنني في دولتك و أحياني في رجعتك و ملكني في أيامك و شكر سعيي بك و غفر ذنبي بشفاعتك و أقال عثرتي بحبك و أعلا كعبي بموالاتك و شرفني بطاعتك و أعزني بهدايتك و جعلني ممن أنقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله و فضله و كفايته و نصرته و أمنه و نوره و هدايته و حفظه و كلاءته بأفضل ما بينك و بين أحد من زوارك و وافديك و مواليك و شيعتك و رزقني الله العود ما أبقاني ربي بإيمان و بر و تقوى و إخبات و رزق حلال واسع و عافية شاملة في النفس و الإخوان و الأهل و الولد اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تجعله آخر العهد من زيارة مولاي أمير المؤمنين و ذكره و الصلاة عليه و أوجب لي من الخير و البركة و النور و الإيمان و حسن الإجابة مثل ما أوجبت لأوليائك العارفين بحقك الموجبين لطاعتك المديمين لذكرك الراغبين في زيارتك المتقربين إليك بذلك بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين و نفسي و أحبتي اجعلني يا مولاي من حزبك و أدخلني في شفاعتك و اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ اللهم صل على محمد و على أهل بيت محمد الطيبين الطاهرين و بلغ أرواحهم و أجسادهم مني السلام و اعمم بما سألتك جميع أهلي و ولدي و إخواني إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ يا أرحم الراحمين اللهم إني أشهدك و أشهد محمدا و عليا و الثمانية حملة عرشك و الأربعة أملاك خزنة علمك أن فرض صلواتي لوجهك و نوافلي و زكواتي و ما طاب من قول و عمل عندك فعلى محمد ص   فأسألك يا إلهي أن تصلي على محمد و آله و توصلني به إليه و تقربني به لديه كما أمرتنا بالصلاة عليه و أشهد أني مسلم له و لأهل بيته غير مستكبر و لا مستنكف فسلمنا بصلاته و صلاة أهل بيته و اجعل ما أتينا من عمل أو معرفة مستقرا لا مستودعا يا أرحم الراحمين ثم تنكب على القبر و تقول وليك يا مولاي يا أمير المؤمنين بك عائذ و بحرمك لائذ و بحبلك آخذ و بأمرك نافذ فكن لي يا مولاي يا أمير المؤمنين إلى الله سفيرا و من النار مجيرا و على الدهر ظهيرا و لزيارتي شكورا فمن تعلق بك سلم و من تأخر عنك ندم و أنت مولى الأمم و كاشف النقم صلوات الله عليك عبدك بين يديك يدعوك و يشكو إليك و يتكل في أمره عليك و أنت مالك جنته و منفس كربته و راحم عبرته و محيي قلبه و عليك منا السلام و بك بعد الله الاعتصام إذا حل الحمام و سكن الزحام فإليك المآب و أنت حسبنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ ثم تدعو بما شئت و صل على محمد المصطفى و على آله الطاهرين و انصرف راشدا

 أقول هذا آخر ما أخرجناه من المزار الكبير المظنون أنه من مؤلفات محمد بن المشهدي ره