باب 7- مسجد السهلة و سائر المساجد بالكوفة

1-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن الصائغ عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن ابن مهران عن الصادق ع قال إذا دخلت الكوفة فأت مسجد السهلة فصل فيه و اسأل الله حاجتك لدينك و دنياك فإن مسجد السهلة بيت إدريس النبي ص الذي كان يخيط فيه و يصلي فيه و من دعا الله فيه بما أحب قضى له حوائجه و رفعه يوم القيامة مَكاناً عَلِيًّا إلى درجة إدريس و أجير من مكروه الدنيا و مكايد أعدائه

2-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن البرقي عن الحسن بن العطاء عن عبد السلام عن عمار اليقظان قال كان عند أبي عبد الله ع جماعة و فيهم رجل يقال له أبان بن نعمان فقال أيكم له علم بعمي زيد بن علي فقال أنا أصلحك الله قال و ما علمك به قال كنا عنده ليلة فقال هل لكم في مسجد سهلة فخرجنا معه إليه فوجدنا معه اجتهادا كما قال فقال أبو عبد الله صلوات الله عليه كان بيت إبراهيم صلوات الله عليه الذي خرج منه إلى العمالقة و كان بيت إدريس ع الذي كان يخيط فيه و فيه صخرة خضراء فيها صورة وجوه النبيين و فيها مناخ الراكب يعني الخضر ع   ثم قال لو أن عمي أتاه حين خرج فصلى فيه و استجار بالله لأجاره عشرين سنة و ما أتاه مكروب قط فصلى فيه ما بين العشاءين و دعا الله إلا فرج الله عنه

3-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن محمد بن علي بن المفضل عن أحمد بن محمد بن عمار عن أبيه عن حمدان القلانسي عن محمد بن جمهور عن مريم بنت عبد الله عن أبي بصير عن أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله و عياله قلت يكون منزله قال نعم هو منزل إدريس ع و ما بعث الله نبيا إلا و قد صلى فيه و المقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله ص و ما من مؤمن و لا مؤمنة إلا و قلبه يحن إليه و ما من يوم و لا ليلة إلا و الملائكة يأوون إلى هذا المسجد يعبدون الله فيه يا أبا محمد أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه ثم إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله و لنا أجمعين

4-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي داود عن عبد الله بن أبان قال دخلنا على أبي عبد الله ع فسألنا أ فيكم أحد عنده علم عمي زيد بن علي فقال رجل من القوم أنا عندي علم من علم عمك كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري إذ قال انطلقوا بنا نصلي في مسجد السهلة فقال أبو عبد الله ع و فعل فقال لا جاء أمر فشغله عن الذهاب فقال أما و الله لو أعاذ الله به حولا لأعاذه أ ما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي ص الذي كان يخيط فيه و منه سار إبراهيم ع إلى اليمن بالعمالقة و منه سار داود ع إلى جالوت و إن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي و من تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي و إنه لمناخ الراكب قيل و من الراكب قال الخضر ع

5-  أقول رواه في المزار الكبير بإسناده عن يعقوب عن ابن فضال عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن أبان مثله و فيه أما و الله لو استعاذ الله حولا لأعاذه سنين و فيه و منه سار داود إلى جالوت   قال و أين كانت منازلهم قال في زواياه و إن فيه لصخرة خضراء فيها مثال وجه كل نبي

6-  و بالإسناد قال قال علي بن الحسين ع من صلى في مسجد السهلة ركعتين زاد الله في عمره سنتين

7-  و روي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم ع في مسجد السهلة بأهله و عياله قلت يكون منزله جعلت فداك قال نعم كان فيه منزل إدريس و كان منزل إبراهيم خليل الرحمن و ما بعث الله نبيا إلا و قد صلى فيه و فيه مسكن الخضر و المقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله ص و ما من مؤمن و لا مؤمنة إلا و قلبه يحن إليه و فيه صخرة فيها صورة كل نبي و ما صلى فيه أحد فدعا الله بنية صادقة إلا صرفه الله بقضاء حاجته و ما من أحد استجاره إلا أجاره الله مما يخاف قلت هذا لهو الفضل قال نزيدك قلت نعم قال هو من البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها و ما من يوم و لا ليلة إلا و الملائكة تزور هذا المسجد يعبدون الله فيه أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه يا أبا محمد و ما لم أصف أكثر قلت جعلت فداك لا يزال القائم فيه أبدا قال نعم قلت فمن بعده قال هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق

 أقول قد مر تمام الخبر في باب سيرة القائم ع

8-  مل، ]كامل الزيارات[ أخي عن محمد بن قولويه عن أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج قال نعم قال فهل صلى في مسجد سهيل قال و أين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة قال نعم قال لا قال أما إنه لو صلى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة فقال له أبو حمزة بأبي أنت و أمي هذا مسجد السهلة قال نعم فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة و فيه بيت إدريس   الذي كان يخيط فيه و فيه مناخ الراكب و فيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين و تحت الصخرة الطينة التي خلق الله عز و جل منها النبيين و فيه المعراج و هو الفاروق الأعظم موضع منه و هو ممر الناس و هو من كوفان و فيه ينفخ في الصور و إليه المحشر و يحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب أولئك الذين أفلج الله حججهم و ضاعف نعمهم المستبقون الفائزون القانتون يحبون أن يدرءوا عن أنفسهم المفخر و يجلون بعدل الله عن لقائه و أسرعوا في الطاعة فعملوا و علموا أن الله بما يعملون بصير ليس عليهم حساب و لا عذاب يذهب الضغن يطهر المؤمنين و من وسطه سار جبل الأهوان و قد أتى عليه زمان و هو معمور

 بيان قوله ع و فيه المعراج لعل المراد أن النبي ص لما نزل ليلة المعراج و صلى في مسجد الكوفة أتى هذا الموضع و عرج منه إلى السماء أو المراد أن المعراج المعنوي يحصل فيه للمؤمنين قوله ع و هو الفاروق موضع منه أي المعراج وقع من موضع منه و هو المسمى بالفاروق أو المراد أن في موضع منه يفرق القائم ع بين الحق و الباطل كما ورد في خبر آخر أن فيها يظهر عدل الله قوله و هو ممر الناس أي إلى المحشر و كان الخبر أكثره سقيما مصحفا فأثبتناه كما وجدناه

9-  ب، ]قرب الإسناد[ الطيالسي عن العلا قال قال أبو عبد الله ع تصلي في المسجد الذي عندكم الذي تسمونه مسجد السهلة و نحن نسميه مسجد الشرى قلت إني لأصلي فيه جعلت فداك قال ائته فإنه لم يأته مكروب إلا فرج الله كربته أو قال قضى حاجته و فيه زبرجدة فيها صورة كل نبي و كل وصي

10-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن الثمالي عن محمد بن مسلم   عن أبي جعفر ع أنه قال بالكوفة مساجد ملعونة و مساجد مباركة فأما المباركة فمسجد غنى و الله إن قبلته لقاسطة و إن طينته لطيبة و لقد بناه رجل مؤمن و لا تذهب الدنيا حتى تنفجر عنده عينان و يكون فيهما جنتان و أهله ملعونون و هو مسلوب منهم و مسجد بني ظفر و مسجد السهلة و مسجد بالحمراء و مسجد جعفي و ليس هو مسجدهم اليوم و يقال درس و أما المساجد الملعونة فمسجد ثقيف و مسجد الأشعث و مسجد جرير البجلي و مسجد سماك و مسجد بالحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة

11-  في المزار الكبير، روى محمد بن علي بن محبوب عن إبراهيم بن هاشم مثله

 ثم قال و حدثني الشيخ الجليل أبو الفتح القيم بالجامع و أوقفني على مسجد مسجد من هذه المساجد و حدثني أن مسجد الأشعث ما بين السهلة و الكوفة و قد بقي منه حائط قبلته و منارته و أخبرني غيره أن مسجد الأشعث هو الذي يدعونه بمسجد الجواشن و مسجد سماك هو الموضع الذي فيه الحدادون قريب منه و ذكر لي أنه يسمى بمسجد الحوافر و مسجد شبث بن ربعي في السوق في آخر درب حجاج و الذي على قبر فرعون هو بمحلة النجار

12-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال إن أمير المؤمنين ع نهى عن الصلاة في خمسة مساجد بالكوفة مسجد الأشعث بن قيس الكندي و مسجد جرير بن عبد الله البجلي و مسجد سماك بن مخرمة و مسجد شبث بن ربعي و مسجد تيم قال و كان أمير المؤمنين ع إذا نظر إلى مسجدهم قال هذه بقعة تيم و معناه أنهم قعدوا عنه لا يصلون معه عداوة له و بغضا لعنهم الله

13-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الكاتب عن الزعفراني عن الثقفي عن إسماعيل بن صبيح عن يحيى بن مساور عن علي بن حزور عن الهيثم بن عوف عن   خالد بن عرعرة قال سمعت عليا ع يقول إن بالكوفة مساجد مباركة و مساجد ملعونة فأما المباركة فمنها مسجد غنى و هو مسجد مبارك و الله إن قبلته لقاسطة و لقد أسسه رجل مؤمن و إنه لفي سرة الأرض و إن بقعته لطيبة و لا تذهب الليالي و الأيام حتى تنفجر فيه عيون و يكون على جنبيه جنتان و إن أهله ملعونون و هو مسلوب منهم و مسجد جعفي مجسد مبارك و ربما اجتمع فيه ناس من العرب من أوليائنا فيصلون فيه و مسجد بني ظفر مسجد مبارك و الله إن فيه لصخرة خضراء و ما بعث الله من نبي إلا فيها تمثال وجهه و هو مسجد السهلة و مسجد الحمراء و هو مسجد يونس بن متى و لينفجرن فيه عين يظهر على السبخة و ما حولها و أما المساجد الملعونة فمسجد الأشعث بن قيس و مسجد جرير بن عبد الله البجلي و مسجد ثقيف و مسجد سماك و مسجد بالحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة

14-  كتاب الغارات، بإسناده عن الأعمش عن ابن عطية عنه ع مثله

 بيان هذا الخبر يدل على اتحاد مسجد بني ظفر و مسجد السهلة فيمكن أن يكون في الخبر السابق زيدت الواو من النساخ أو يكون العطف للتفسير و في المزار الكبير و مسجد سهيل و هو مسجد مبارك و الظاهر أن مسجد الحمراء هو المعروف الآن بمسجد يونس و قبره ع و لم نجد في خبر كونه ع مدفونا هناك

15-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن علي بن محمد بن الحسين بن علي عن عثمان عن صالح بن أبي الأسود قال قال أبو عبد الله ع و ذكر مسجد السهلة فقال أما إنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله

16-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن عمرو بن عثمان عن حسين بن بكر عن عبد الرحمن بن سعيد الخزاز عن أبي عبد الله ع قال قال بالكوفة مسجد   يقال له مسجد السهلة لو أن عمي زيدا أتاه فصلى فيه و استجار الله لأجاره عشرين سنة و فيه مناخ الراكب و بيت إدريس النبي ع و ما أتاه مكروب قط فصلى فيه بين العشاءين و دعا الله إلا فرج الله كربته

17-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن الجاموراني عن الحسين بن سيف عن أبيه عن الحضرمي عن أبي عبد الله ع أو عن أبي جعفر ع قال قلت له أي بقاع الله أفضل بعد حرم الله جل و عز و حرم رسوله ص فقال الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين و غير المرسلين و الأوصياء الصادقين و فيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا و قد صلى فيه و منه يظهر عدل الله و فيها يكون قائمه و القوام من بعده و هي منازل النبيين و الأوصياء و الصالحين

 بيان قوله ع و القوام من بعده يدل على أن بعد وفاته ع يكون قوام له في الأرض موافقا للأخبار الدالة على أن الأئمة الذين يكرون في الرجعة يملكون الأرض بعده و هو مخالف للمشهور و يمكن أن يكون المراد قوامه في حياته بعد انتقاله عن هذا البلد إلى سائر البلدان أو يكون المراد البعدية بحسب المرتبة و الله يعلم

18-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسين بن مت عن الأشعري عن أحمد بن محمد عن أبي محمد عن علي بن أسباط عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال حد مسجد السهلة الروحاء

19-  مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط مثله

20-  يب، ]تهذيب الأحكام[ روي عن الصادق ع أنه قال ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه ركعتين بين العشاءين و يدعو الله إلا فرج الله كربه

21-  أقول قال الشيخ السعيد الشهيد قدس الله روحه روي عن بشار   المكاري و قال مؤلف المزار الكبير حدثنا جماعة عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمد بن علي الطوسي و عن الشريف أبي الفضل المنتهى بن أبي زيد الحسيني و عن الشيخ الأمين محمد بن شهريار الخازن و عن الشيخ الجليل ابن شهرآشوب عن المقري عن عبد الجبار الرازي و كلهم يروون عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي الطوسي عن الحسين بن عبيد الله الغضائري عن أبي المفضل محمد بن عبيد الله السلمي قالوا و حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي و الشيخ محمد بن أحمد بن شهريار قالا حدثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري المعدل في داره ببغداد سنة سبع و ستين و أربعمائة قال حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني عن محمد بن يزيد عن أبي الأزهر النحوي عن محمد بن عبد الله بن زيد النهشلي عن أبيه عن الشريف زيد بن جعفر العلوي عن محمد بن وهبان عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن أحمد بن إدريس بن محمد بن أحمد العلوي عن محمد بن جمهور العمي عن الهيثم بن عبد الله الناقد عن بشار المكاري أنه قال دخلت على أبي عبد الله ع بالكوفة و قد قدم له طبق رطب طبرزد و هو يأكل فقال لي يا بشار ادن فكل قلت هنأك الله و جعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شي‏ء رأيته في طريقي أوجع قلبي و بلغ مني فقال لي بحقي لما دنوت فأكلت قال فدنوت فأكلت فقال لي حديثك قلت رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة يسوقها إلى الحبس و هي تنادي بأعلى صوتها المستغاث بالله و رسوله و لا يغيثها أحد قال و لم فعل بها ذاك قال سمعت الناس يقولون إنها عثرت فقالت لعن الله ظالميك يا فاطمة فارتكب منها ما ارتكب قال فقطع الأكل و لم يزل يبكي حتى ابتل منديله و لحيته و صدره بالدموع ثم قال يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو الله و نسأله خلاص هذه المرأة قال و وجه بعض الشيعة إلى باب السلطان و تقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنا قال فصرنا إلى

   مسجد السهلة و صلى كل واحد منا ركعتين ثم رفع الصادق ع يده إلى السماء و قال أنت الله لا إله إلا أنت مبدئ الخلق و معيدهم و أنت الله لا إله إلا أنت خالق الخلق و رازقهم و أنت الله لا إله إلا أنت القابض الباسط و أنت الله لا إله إلا أنت مدبر الأمور و باعث من في القبور و أنت وارث الأرض و من عليها أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم و أنت الله لا إله إلا أنت عالم السر و أخفى أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و أسألك بحق محمد و أهل بيته و بحقهم الذي أوجبته على نفسك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي حاجتي الساعة الساعة يا سامع الدعاء يا سيداه يا مولاه يا غياثاه أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعجل خلاص هذه المرأة يا مقلب القلوب و الأبصار يا سميع الدعاء قال ثم خر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ثم رفع رأسه فقال قم فقد أطلقت المرأة قال فخرجنا جميعا فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهنا إلى باب السلطان فقال له ما الخبر قال له لقد أطلق عنها قال كيف كان إخراجها قال لا أدري و لكنني كنت واقفا على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها و قال لها ما الذي تكلمت به قالت عثرت فقلت لعن الله ظالميك يا فاطمة ففعل بي ما فعل قال فأخرج مأتي درهم و قال خذي هذه و اجعل الأمير في حل فأبت أن تأخذها فلما رأى ذلك منها دخل و أعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال انصرفي إلى بيتك فذهبت إلى منزلها فقال أبو عبد الله ع أبت أن تأخذ مأتي درهم قال نعم و هي و الله محتاجة إليها فقال فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير و قال اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام قال اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام و ادفع إليها هذه الدنانير فقال فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام فقالت بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام فقلت لها رحمك الله و الله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام فشهقت و وقعت مغشية عليها قال فصبرنا حتى أفاقت و قالت أعدها علي فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا ثم قلنا لها خذي هذا ما أرسل   به إليك و أبشري بذلك فأخذته منا و قالت سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحدا أتوسل به إلى الله أكبر منه و من آبائه و أجداده ع قال فرجعنا إلى أبي عبد الله ع فجعلنا نحدثه بما كان منها فجعل يبكي و يدعو لها ثم قلت ليت شعري متى أرى فرج آل محمد ص قال يا بشار إذا توفي ولي الله و هو الرابع من ولدي في أشد البقاع بين شرار العباد فعند ذلك تصل إلى بني فلان مصيبة سوداء مظلمة فإذا رأيت ذلك التقت حلق البطان و لا مرد لأمر الله

 الصلاة و الدعاء في زواياه

22-  قال الشيخ الشهيد رحمه الله روي عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال حججت إلى آخر ما سيأتي و قال مؤلف المزار الكبير أخبرني أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي عند عوده من الحج في سنة أربع و سبعين و خمسمائة بمسجد السهلة عن والده عن جده عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه عن الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال حججت إلى بيت الله الحرام فوردنا عند نزولنا الكوفة فدخلنا إلى مسجد السهلة فإذا نحن بشخص راكع و ساجد فلما فرغ دعا بهذا الدعاء أنت الله لا إله إلا أنت إلى آخر الدعاء ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك و صلى ركعتين و نحن معه فلما انفتل من الصلاة سبح ثم دعا فقال اللهم بحق هذه البقعة الشريفة و بحق من تعبد لك فيها قد علمت حوائجي فصل على محمد و آل محمد و اقضها و قد أحصيت ذنوبي فصل على محمد و آل محمد و اغفرها لي اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي و أمتني إذا كانت الوفاة خيرا لي على موالاة أوليائك و معاداة أعدائك و افعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين ثم نهض فسألناه عن المكان فقال إن هذا الموضع بيت إبراهيم الخليل الذي كان يخرج منه إلى العمالقة ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين ثم رفع يديه و قال اللهم إني   صليت هذه الصلاة ابتغاء مرضاتك و طلب نائلك و رجاء رفدك و جوائزك فصل على محمد و آل محمد و تقبلها مني بأحسن قبول و بلغني برحمتك المأمول و افعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين ثم قام و مضى إلى الزاوية الشرقية فصلى ركعتين ثم بسط كفيه و قال اللهم إن كانت الذنوب و الخطايا قد أخلفت وجهي عندك فلم ترفع لي إليك صوتا و لم تستجب لي دعوة فإني أسألك بك يا الله فإنه ليس مثلك أحد و أتوسل إليك بمحمد و آله أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقبل إلي بوجهك الكريم و تقبل بوجهي إليك و لا تخيبني حين أدعوك و لا تحرمني حين أرجوك يا أرحم الراحمين و عفر خديه على الأرض و قام فخرج فسألناه بم يعرف هذا المكان فقال إنه مقام الصالحين و الأنبياء و المرسلين و قال فاتبعناه و إذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة فصلى فيه ركعتين بسكينة و وقار كما صلى أول مرة ثم بسط كفيه فقال إلهي قد مد إليك الخاطئ المذنب يديه لحسن ظنه بك إلهي قد جلس المسي‏ء بين يديك مقرا لك بسوء عمله و راجيا منك الصفح عن زلله إلهي قد رفع إليك الظالم كفيه راجيا لما لديك فلا تخيبه برحمتك من فضلك إلهي قد جثا العائد إلى المعاصي بين يديك خائفا من يوم يجثو فيه الخلائق بين يديك إلهي قد جاءك العبد الخاطي فزعا مشفقا و رفع إليك طرفه حذرا راجيا و فاضت عبرته مستغفرا نادما و عزتك و جلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك و ما عصيتك إذ عصيتك و أنا بك جاهل و لا لعقوبتك متعرض و لا لنظرك مستخف و لكن سولت لي نفسي و أعانتني على ذلك شقوتي و غرني سترك المرخى علي فمن الآن من عذابك يستنقذني و بحبل من اعتصم إن قطعت حبلك عني فيا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين جوزوا و للمثقلين حطوا أ فمع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط و يلي كلما كبر سني كثرت ذنوبي و يلي كلما طال عمري كثرت   معاصي فكم أتوب و كم أعود أما آن لي أن أستحيي من ربي اللهم فبحق محمد و آل محمد اغفر لي و ارحمني يا أرحم الراحمين و خير الغافرين ثم بكى و عفر خده الأيمن و قال ارحم من أساء و اقترف و استكان و اعترف ثم قلب خده الأيسر و قال عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا كريم ثم خرج فاتبعته و قلت له يا سيدي بم يعرف هذا المسجد فقال إنه مسجد زيد بن صوحان صاحب علي بن أبي طالب ع و هذا دعاؤه و تهجده ثم غاب عنا فلم نره فقال لي صاحبي إنه الخضر ع

 أقول قال السيد رضي الله عنه إذا أردت أن تمضي إلى السهلة فاجعل ذلك بين المغرب و العشاء الآخرة من ليلة الأربعاء و هو أفضل من غيره من الأوقات فإذا أتيته فصل المغرب و نافلتها ثم قم فصل ركعتين تحية المسجد قربة إلى الله تعالى فإذا فرغت فارفع يديك إلى السماء و قل أنت الله لا إله إلا أنت و ساق الدعاء الأول إلى قوله أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعجل فرجنا الساعة الساعة يا مقلب القلوب و الأبصار يا سميع الدعاء ثم اسجد و اخشع و ادع الله بما تريد. ثم ذكر رحمه الله أدعية الزوايا الثلاث كما مر ثم قال ثم تصلي في البيت الذي في وسط المسجد ركعتين و تقول. يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد يا فعالا لما يريد يا من يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ صل على محمد و آل محمد و حل بيننا و بين من يؤذينا بحولك و قوتك يا كافي من كل شي‏ء و لا يكفي منه شي‏ء اكفنا المهم من أمر الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين ثم عفر خديك على الأرض. ثم قال الصلاة و الدعاء في مسجد زيد بن صوحان رحمه الله و هو قريب من السهلة تصلي ركعتين و تبسط كفيك و تقول إلهي قد مد الخاطئ المذنب يديه و ساق الدعاء إلى قوله ثم عفر وجهك و قل ارحم من أساء و اقترف   و استكان و اعترف و قلب خدك الأيمن و قل إن كنت بئس العبد فأنت نعم الرب ثم قلب خدك الأيسر و قل عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا كريم ثم عد إلى السجود و قل العفو العفو مائة مرة. ثم قال ذكر الصلاة في مسجد صعصعة بن صوحان رحمه الله و الدعاء فيه تصلي ركعتين فإذا فرغت فقل اللهم يا ذا المنن السابغة إلى آخر ما سيأتي من الدعاء

23-  عدنا إلى رواية الشهيد و مؤلف المزار الكبير قالا بالإسناد إلى علي بن محمد بن عبد الرحمن التستري أنه قال مررت ببني رواس فقال لي بعض إخواني لو ملت بنا إلى مسجد صعصعة فصلينا فيه فإن هذا رجب و يستحب فيه زيارة هذه المواضع المشرفة التي وطئها الموالي بأقدامهم و صلوا فيها و مسجد صعصعة منها قال فملت معه إلى المسجد و إذا ناقة معقلة مرحلة قد أنيخت بباب المسجد فدخلنا و إذا برجل عليه ثياب الحجاز و عمته كعمتهم قاعد يدعو بهذا الدعاء فحفظته أنا و صاحبي و هو اللهم يا ذا المنن السابغة و الآلاء الوازعة و الرحمة الواسعة و القدرة الجامعة و النعم الجسيمة و المواهب العظيمة و الأيادي الجميلة و العطايا الجزيلة يا من لا ينعت بتمثيل و لا يمثل بنظير و لا يغلب بظهير يا من خلق فرزق و ألهم فأنطق و ابتدع فشرع و علا فارتفع و قدر فأحسن و صور فأتقن و احتج فأبلغ و أنعم فأسبغ و أعطى فأجزل و منح فأفضل يا من سما في العز ففات خواطر الأبصار و دنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار يا من توحد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه و تفرد بالآلاء و الكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام و انحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام يا من عنت الوجوه لهيبته و خضعت الرقاب   لعظمته و وجلت القلوب من خيفته أسألك بهذه المدحة التي لا تنبغي إلا لك و بما وأيت به على نفسك لداعيك من المؤمنين و بما ضمنت الإجابة فيه على نفسك للداعين يا أسمع السامعين و أبصر الناظرين و أسرع الحاسبين يا ذا القوة المتين صل على محمد و آل محمد خاتم النبيين و على أهل بيته و اقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت و احتم لي في قضائك خير ما حتمت و اختم لي بالسعادة فيمن ختمت و أحيني ما أحييتني موفورا و أمتني مسرورا و مغفورا و تول أنت نجاتي من مسائلة البرزخ و ادرأ عني منكرا و نكيرا و أر عيني مبشرا و بشيرا و اجعل لي إلى رضوانك و جنانك مصيرا و عيشا قريرا و ملكا كبيرا و صل على محمد و آله كثيرا ثم سجد طويلا و قام و ركب الراحلة و ذهب فقال لي صاحبي نراه الخضر فما بالنا لا نكلمه كأنما أمسك على ألسنتنا و خرجنا فلقينا ابن أبي داود الرواسي فقال من أين أقبلتما قلنا من مسجد صعصعة و أخبرناه بالخبر فقال هذا الراكب يأتي مسجد صعصعة في اليومين و الثلاثة لا يتكلم قلنا من هو قال فمن تريانه أنتما قلنا نظنه الخضر ع فقال أنا و الله ما أراه إلا من الخضر ع محتاج إلى رؤيته فانصرفا راشدين فقال لي صاحبي هو و الله صاحب الزمان

24-  أقول و قال السيد بن طاوس ره في كتاب الإقبال في سياق أعمال شهر رجب وجدت في أواخر كتاب معالم الدين قال ذكر محمد بن أبي داود الرواسي أنه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلى مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال مل بنا إلى مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك و قد صلى به أمير المؤمنين صلوات الله عليه و وطئه الحجج بأقدامهم فملنا إليه فبينا نحن نصلي إذا برجل قد نزل عن ناقته و عقلها بالظلال ثم دخل و صلى ركعتين أطال فيهما ثم مد يديه فقال اللهم يا ذا المنن السابغة إلى آخر الدعاء ثم قام إلى راحلته و ركبها فقال لي ابن جعفر   الدهان أ لا تقوم إليه فنسأله من هو فقمنا إليه فقلنا له ناشدناك الله من أنت فقال ناشدتكما الله من ترياني قال ابن جعفر الدهان نظنك الخضر ع فقال و أنت أيضا فقلت أظنك إياه فقال و الله إني لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته انصرفا فأنا إمام زمانكما

 فضل مسجد غنى و الصلاة فيه و الدعاء

25-  قال مؤلف المزار الكبير أخبرني الشيخ الشريف أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة أدام الله عزه عن أبيه بإسناد متصل إلى طاوس اليماني و قال الشهيد ره روي عن طاوس اليماني أنه قال مررت بالحجر في رجب و إذا أنا بشخص راكع و ساجد فتأملته فإذا هو علي بن الحسين ع فقلت يا نفسي رجل صالح من أهل بيت النبوة و الله لأغتنم دعاءه فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته و رفع باطن كفيه إلى السماء و جعل يقول سيدي سيدي و هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوة و عيناي إليك بالرجاء ممدودة و حق لمن دعاك بالندم تذللا أن تجيبه بالكرم تفضلا سيدي أ من أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي سيدي أ لضرب المقامع خلقت أعضائي أم لشرب الحميم خلقت أمعائي سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك لكني أعلم أني لا أفوتك سيدي لو أن عذابي يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين و لا ينقص منه معصية العاصين سيدي ما أنا و ما خطري هب لي خطاياي بفضلك و جللني بسترك و اعف عن توبيخي بكرم وجهك إلهي و سيدي ارحمني مطروحا على الفراش تقلبني أيدي أحبتي و ارحمني مطروحا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي و ارحمني محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي و ارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي و غربتي و وحدتي فما للعبد من يرحمه إلا مولاه ثم سجد و قال أعوذ بك من نار حرها لا يطفى و جديدها لا يبلى و عطشانها لا يروى   و قلب خده الأيمن و قال اللهم لا تقلب وجهي في النار بعد تعفيري و سجودي لك بغير من مني عليك بل لك الحمد و المن علي ثم قلب خده الأيسر و قال ارحم من أساء و اقترف و استكان و اعترف ثم عاد إلى السجود و قال إن كنت بئس العبد فأنت نعم الرب العفو العفو مائة مرة قال طاوس فبكيت حتى علا نحيبي فالتفت إلي و قال ما يبكيك يا يماني أ و ليس هذا مقام المذنبين فقلت حبيبي حقيق على الله أن لا يردك و جدك محمد ص قال طاوس فلما كان العام المقبل في شهر رجب بالكوفة فمررت بمسجد غنى فرأيته ع يصلي فيه و يدعو بهذا الدعاء و فعل كما فعل في الحجر تمام الحديث

 فضل مسجد الجعفي و الصلاة و الدعاء فيه

26-  قال مؤلف المزار الكبير حدثني الشريف أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي أدام الله عزه إملاء من لفظه ببلد الكوفة سنة أربع و سبعين و خمسمائة عن أبيه عن جده عن الشيخ أبي جعفر محمد بن بابويه رضي الله عنه عن الحسن بن علي البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن عون بن محمد الكندي عن علي بن ميثم رضي الله عنه و قال الشهيد ره روي عن ميثم رضي الله عنه أنه قال أصحر بي مولاي أمير المؤمنين ع ليلة من الليالي قد خرج من الكوفة و انتهى إلى مسجد جعفي توجه إلى القبلة و صلى أربع ركعات فلما سلم و سبح بسط كفيه و قال إلهي كيف أدعوك و قد عصيتك و كيف لا أدعوك و قد عرفتك و حبك في قلبي مكين مددت إليك يدا بالذنوب مملوة و عينا بالرجاء ممدودة إلهي أنت مالك العطايا و أنا أسير الخطايا و من كرم العظماء الرفق بالأسراء و أنا أسير بجرمي مرتهن بعملي إلهي   ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله و أوحش المسلك على من لم تكن أنيسه إلهي لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك و إن طالبتني بسريرتي لأطالبنك بكرمك و إن طالبتني بشري لأطالبنك بخيرك و إن جمعت بيني و بين أعدائك في النار لأخبرنهم أني كنت لك محبا و أنني كنت أشهد أن لا إله إلا الله إلهي هذا سروري بك خائفا فكيف سروري بك آمنا إلهي الطاعة تسرك و المعصية لا تضرك فهب لي ما يسرك و اغفر لي ما لا يضرك و تب علي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ اللهم صل على محمد و آل محمد و ارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري و امتحى من المخلوقين ذكري و صرت من المنسيين كمن قد نسي إلهي كبر سني و دق عظمي و نال الدهر مني و اقترب أجلي و نفدت أيامي و ذهبت محاسني و مضت شهوتي و بقيت تبعتي و بلي جسمي و تقطعت أوصالي و تفرقت أعضائي و بقيت مرتهنا بعملي إلهي أفحمتني ذنوبي و انقطعت مقالتي و لا حجة لي إلهي أنا المقر بذنبي المعترف بجرمي الأسير بإساءتي المرتهن بعملي المتهور في خطيئتي المتحير عن قصدي المنقطع بي فصل على محمد و آل محمد و تفضل علي و تجاوز عني إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي إلهي كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروما و كل ظني بجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوما إلهي لم أسلط على حسن ظني بك قنوط الآيسين فلا تبطل صدق رجائي من بين الآملين إلهي عظم جرمي إذ كنت المطالب به و كبر ذنبي إذ كنت المبارز به إلا أني إذا ذكرت كبر ذنبي و عظم عفوك و غفرانك وجدت الحاصل بينهما لي أقربهما إلى رحمتك و رضوانك إلهي إن دعاني إلى النار مخشي عقابك فقد ناداني إلى الجنة بالرجاء حسن ثوابك إلهي إن أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنسني باليقين مكارم عطفك إلهي إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتني المعرفة يا سيدي بكرم آلائك إلهي إن عزب لبي عن تقويم ما يصلحني فما عزب إيقاني بنظرك إلي فيما ينفعني إلهي إن انقرضت بغير ما أحببت من السعي أيامي فبالإيمان أمضيت السالفات من أعوامي إلهي جئتك ملهوفا و قد ألبست

   عدم فاقتي و إقامتي مع الأذلاء بين يديك ضر حاجتي إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤالك و جدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا و عن التعرض لسواك بالمسألة عادلا و ليس من شأنك رد سائل ملهوف و مضطر لانتظار خير منك مألوف إلهي أقمت على قنطرة الأخطار مبلوا بالأعمال و الاختبار إن لم تعن عليهما بتخفيف الأثقال و الآصار إلهي أ من أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي إلهي إن حرمتني رؤية محمد ص و صرفت وجه تأميلي بالخيبة في ذلك المقام فغير ذلك منتني نفسي يا ذا الجلال و الإكرام و الطول و الإنعام إلهي لو لم تهدني إلى الإسلام ما اهتديت و لو لم ترزقني الإيمان بك ما آمنت و لو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت و لو لم تعرفني حلاوة معرفتك ما عرفت إلهي إن أقعدني التخلف عن السبق مع الأبرار فقد أقامتني الثقة بك على مدارج الأخيار إلهي قلب حشوته من محبتك في دار الدنيا كيف تسلط عليه نارا تحرقه في لظى إلهي كل مكروب إليك يلتجئ و كل محروم لك يرتجي إلهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا و سمع المزلون عن القصد بجودك فرجعوا و سمع المذنبون بسعة رحمتك فتمتعوا و سمع المجرمون بكرم عفوك فطمعوا حتى ازدحمت عصائب العصاة من عبادك و عج إليك كل منهم عجيج الضجيج بالدعاء في بلادك و لكل أمل ساق صاحبه إليك و حاجة و أنت المسئول الذي لا تسود عنده وجوه المطالب صل على محمد نبيك و آله و افعل بي ما أنت أهله إنك سميع الدعاء و أخفت دعاءه و سجد و عفر و قال العفو العفو مائة مرة و قام و خرج فاتبعته حتى خرج إلى الصحراء و خط لي خطه و قال إياك أن تجاوز هذه الخطة و مضى عني و كانت ليلة مدلهمة فقلت يا نفسي أسلمت مولاك و له أعداء كثيرة أي عذر يكون لك عند الله و عند رسوله و الله لأقفن أثره و لأعلمن خبره و إن كان قد خالفت أمره و جعلت اتبع أثره فوجدته ع مطلعا في البئر إلى نصفه   يخاطب البئر و البئر تخاطبه فحس بي و التفت ع و قال من قلت ميثم فقال يا ميثم أ لم آمرك أن لا تتجاوز الخطة قلت يا مولاي خشيت عليك من الأعداء فلم يصبر لذلك قلبي فقال أ سمعت مما قلت شيئا قلت لا يا مولاي فقال يا ميثم

و في الصدر لبانات إذا ضاق لها صدري‏نكت الأرض بالكف و أبديت لها سري‏فمهما تنبت الأرض فذاك النبت من بذري

 فضل مسجد بني كاهل و يعرف بمسجد أمير المؤمنين و الصلاة و الدعاء فيه

27-  قال في المزار الكبير أخبرني الشيخ الجليل مسلم بن نجم البزاز الكوفي عن أحمد بن محمد القمري عن عبد الله بن حمدان المعدل عن محمد بن إسماعيل عن أبي نعيم حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي و أخبرني الفقيه الجليل العالم أبو المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الحلبي إملاء من لفظه و أراني المسجد و روي لي هذا الخبر عن رجاله عن الكاهلي و قال الشهيد رحمه الله روى حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي قال قال أ لا تذهب بنا إلى مسجد أمير المؤمنين ع فنصلي فيه قلت و أي المساجد هذا قال مسجد بني كاهل و إنه لم يبق منه سوى أسه و أس مئذنته قلت حدثني بحديثه قال صلى علي بن أبي طالب ع في مسجد بني كاهل الفجر فقنت بنا فقال اللهم إنا نستعينك و نستغفرك و نستهديك و نؤمن بك و نتوكل عليك و نثني عليك الخير كله نشرك و لا نكفرك و نخلع و نترك من ينكرك اللهم إياك نعبد و لك نصلي و نسجد و إليك نسعى و نحفد نرجو رحمتك و نخشى عذابك   إن عذابك بالكفار ملحق اللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و تولنا فيمن توليت و بارك لنا فيما أعطيت و قنا شر ما قضيت إنك تقضي و لا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت و لا يعز من عاديت تباركت ربنا و تعاليت أستغفرك و أتوب إليك رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ

 ثم قالا و روي عن عبد الله بن يحيى الكاهلي أنه قال صلى بنا أبو عبد الله ع في مسجد بني كاهل الفجر فجهر في السورتين و قنت قبل الركوع و سلم واحدة تجاه القبلة

 بيان ما يحتاج من تلك الأدعية إلى البيان الجواز بالكسر الشرطي من أعوان السلطان. و قال الجوهري البطان للقتب الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير يقال التقت حلقتا البطان للأمر إذا اشتد قوله ع و الآلاء الوازعة الوزع الكف و المنع أي النعم التي تكف الناس عن المعاصي أو تجمع أمورهم و تمنعها عن التشتت. قال في النهاية يقال وزعه يزعه إذا كفه و منعه و منه الحديث أن إبليس رأى جبرئيل يوم بدر يزع الملائكة أي يرتبهم و يسويهم و يصفهم للحرب فكأنه يكفهم عن التفرق و الانتشار قوله ع يا من لا ينعت بتمثيل أي لا يوصف بالتشبيه بخلقه أو بتصويره في الذهن و ليس له نظير حتى يمثل و يشبه به و لا يغلب بظهير أي لا يمكن الغلبة عليه بمعاونة المعاونين و ابتدع الأشياء على غير مثال و مادة فشرع في خلقها كذلك أو رفعها و خلقها في غاية الرفعة و المتانة يقال شرع الشي‏ء أي رفعه جدا و علا على كل شي‏ء فارتفع عن أن يشبهه شي‏ء قوله ع يا من سمى   في العز أي ارتفع فلم تبلغ إليه ما يخطر في أبصار العقلاء أي عقولهم و دنا و قرب من جهة اللطافة و التجرد حتى بلغ ما يخطر ببال المتفكرين و تجاوز عنه و اطلع على ما هو أخفى منه مما هو كامن في نفوسهم و لم يخطر ببالهم فإنه تعالى يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى قال الفيروزآبادي هجس الشي‏ء في صدره يهجس خطر بباله أو هو أن يحدث نفسه في صدره مثل الوسواس قوله ع و انحسرت أي انكشفت و الخطف الاستلاب و السرعة في المشي أي تنكشف و ترتفع عند إدراك عظمته أو قبل الوصول إليه الأبصار النافذة السريعة و لعله كان في الأصل حسرت من قولهم حسر البصر إذا كل و انقطع من طول مدى قوله يا من عنت الوجوه أي ذلت و خضعت و الوأي الوعد الذي يوثقه الرجل على نفسه و يعزم على الوفاء به قوله ع و أر عيني مبشرا و بشيرا إنما استدعى رؤيتهما لأنهما لا يكونان إلا للأبرار و في أكثر النسخ و ارعني بسكون الراء أي وصهما برعايتي قوله ع و في الصدر لبانات هي بالضم الحاجات من غير فاقة بل من همة ذكره الفيروزآبادي و قد قال المئذنة بالكسر موضع الأذان و قال حفد يحفد حفدا و حفدانا خف في العمل و أسرع و خدم قوله بالكفار ملحق في المزار الكبير بالكافرين يخلق كيكرم أي يليق و هو جدير بهم

28-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان عن علي بن محمد القلانسي عن حمزة بن القاسم عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن المفضل قال جاز مولانا جعفر بن محمد الصادق ع بالقائم المائل في طريق الغري فصلى عنده ركعتين فقيل له ما هذه الصلاة قال هذا موضع رأس جدي الحسين ع وضعوه هاهنا

29-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ محمد بن أحمد بن شاذان عن إبراهيم بن محمد المذاري عن محمد   بن جعفر عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن جعفر بن محمد ع قال سألته عن القائم في طريق الغري فقال نعم إنه لما جازوا بسرير أمير المؤمنين علي ع انحنى أسفا و حزنا على أمير المؤمنين ع و كذلك سرير أبرهة لما دخل عليه عبد المطلب انحنى و مال

 بيان أقول رأيت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي نقلا من خط الشهيد قدس الله روحهما و لعل موضع القائم المائل هو المسجد المعروف الآن بمسجد الحنانة قرب النجف و لذا يصلي الناس فيه

30-  كتاب الصفين لنصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر و عمر بن سعد و محمد بن عبيد الله عن رجل من الأنصار عن الحارث بن كعب عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود قال لما أراد علي ع الشخوص من النخيلة قام في الناس و خطبهم و ساق الحديث إلى قوله فخرج ع حتى إذا جاز حد الكوفة صلى ركعتين

 قال نصر و حدثني إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن يزيد أن عليا ع صلى بين القنطرة و الجسر ركعتين