باب 9- أنواع الحج و بيان فرائضها و شرائطها جملة

 الآيات البقرة فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ

1-  شي، ]تفسير العياشي[ عن حريز عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ قال هو لأهل مكة ليست لهم متعة و لا عليهم عمرة قلت فما حد ذلك قال ثمانية و أربعين ميلا من نواحي مكة كل شي‏ء دون عسفان و دون ذات عرق فهو من حاضري المسجد الحرام

    -2  شي، ]تفسير العياشي[ عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع في حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ قال دون المواقيت إلى مكة فهو من حاضري المسجد الحرام و ليس لهم متعة

3-  شي، ]تفسير العياشي[ علي بن جعفر عن أخيه موسى ع قال سألته عن أهل مكة هل يصلح لهم أن يتمتعوا في العمرة إلى الحج قال لا يصلح لأهل مكة المتعة و ذلك قول الله ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ

4-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سعيد الأعرج عنه قال ليس لأهل سرف و لا لأهل مر و لا لأهل مكة متعة يقول الله ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ

 عا، ]دعائم الإسلام[ و عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع قال الحج ثلاثة أوجه فحج مفرد و عمرة مفردة أيهما شاء قدم و حج و عمرة مقرونان لا فصل بينهما و ذلك لمن ساق الهدي يدخل مكة فيعتمر و يبقى على إحرامه حتى يخرج إلى الحج من مكة فيحج و عمرة يتمتع بها إلى الحج و ذلك أفضل الوجوه و لا يكون ذلك إلا لمن كان معه هدي لقول الله وَ لا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ و المتمتع يدخل محرما فيطوف بالبيت و يسعى بين الصفا و المروة فإذا فعل ذلك يحل من إحرامه و أخذ شيئا من شعره و أظفاره و أبقى من ذلك لحجه و حل ثم يجدد إحراما للحج من مكة ثم يهدي ما اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ كما قال الله عز و جل

5-  الهداية، الحاج على ثلاثة أوجه قارن و مفرد و متمتع بالعمرة إلى الحج و لا يجوز لأهل مكة و حاضريها التمتع بالعمرة إلى الحج و ليس لهم إلا   القران و الإفراد لقول الله عز و جل فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ثم قال ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ و حد حاضري المسجد الحرام أهل مكة و حواليها على ثمانية و أربعين ميلا و من كان خارجا من هذا الحد فلا يحج إلا متمتعا بالعمرة إلى الحج و لا يقبل الله غيره فإذا أردت الخروج فوفر شعرك شهر ذي القعدة و عشرا من ذي الحجة و اجمر أهلك و صل ركعتين و ارفع يديك و مجد الله كثيرا و صل على محمد و آله و قل اللهم إني أستودعك اليوم ديني و نفسي و أهلي و مالي و ولدي و جميع قرابتي الشاهد منا و الغائب و جميع ما أنعمت علي فإذا خرجت من منزلك فقل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فإذا رفعت رجلك في الركاب فقل بسم الله و الله أكبر فإذا استويت على راحلتك و استوى بك محملك فقل الحمد لله الذي هدانا للإسلام و علمنا القرآن و من علينا بمحمد ص سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

6-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال خرج رسول الله ص حين حج حجة الوداع خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى مسجد الشجرة فصلى بها ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها و أهل بالحج و ساق مائة بدنة و أحرم الناس كلهم بالحج لا يريدون عمرة و لا يدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول الله ص مكة طاف بالبيت و طاف الناس معه ثم صلى ركعتين عند مقام إبراهيم ع و استلم الحجر ثم أتى زمزم فشرب منها و قال لو لا أن أشق على أمتي لاستقيت منها   ذنوبا أو ذنوبين ثم قال أبدأ بما بدأ الله عز و جل به فأتى الصفا فبدأ به ثم طاف بين الصفا و المروة سبعا فلما قضى طوافه عند المروة قام فخطب أصحابه و أمرهم أن يحلوا و يجعلوها عمرة و هي شي‏ء أمر الله عز و جل فأحل الناس و قال رسول الله ص لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم و لكن لم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي معه إن الله عز و جل يقول وَ لا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فقام سراقة بن مالك بن جعشم الكناني فقال يا رسول الله ص علمنا ديننا كأنما خلقنا اليوم أ رأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لكل عام فقال رسول الله ص لا بل لأبد الأبد و إن رجلا قام فقال يا رسول الله ص نخرج حجاجا و رءوسنا تقطر فقال رسول الله ص إنك لن تؤمن بهذا أبدا و أقبل علي ع من اليمن حتى وافى الحج فوجد فاطمة ع قد أحلت و وجد ريح الطيب فانطلق إلى رسول الله مستفتيا و محرشا على فاطمة ع فقال رسول الله ص يا علي بأي شي‏ء أهللت فقال أهللت بما أهل النبي ص فقال لا تحل أنت و أشركه في هديه و جعل له من الهدي سبعا و ثلاثين و نحر رسول الله ص ثلاثا و ستين نحرها بيده ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجعلها في قدر واحد ثم أمر به فطبخ فأكلا منها و حسوا من المرق فقال قد أكلنا الآن منها جميعا فالمتعة أفضل من القارن السائق الهدي و خير من الحج المفرد و قال إذا استمتع الرجل بالعمرة فقد قضى ما عليه من الفريضة المتمتعة و قال ابن عباس دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة

7-  ع، ]علل الشرائع[ و عن الحلبي مثله إلى قوله بل لأبد الأبد

    -8  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير و صفوان معا عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص في حجة الوداع لما فرغ من السعي قام عند المروة فخطب الناس فحمد الله و أثنى عليه ثم قال يا معشر الناس هذا جبرئيل و أشار بيده إلى خلفه يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل و لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم و لكني سقت الهدي و ليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم الكناني فقال يا رسول الله ص علمنا ديننا فكأنا خلقنا اليوم أ رأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا فقال رسول الله ص لا بل لأبد الأبد و إن رجلا قام فقال يا رسول الله ص نخرج حجاجا و رءوسنا تقطر فقال له رسول الله ص إنك لن تؤمن بها أبدا

9-  ع، ]علل الشرائع[ أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن الأصبهاني عن المنقري عن فضيل بن عياض قال سألت أبا عبد الله ع عن اختلاف الناس في الحج فبعضهم يقول خرج رسول الله ص مهلا بالحج و قال بعضهم مهلا بالعمرة و قال بعضهم خرج قارنا و قال بعضهم خرج ينتظر أمر الله عز و جل فقال أبو عبد الله ع علم الله عز و جل أنها حجة لا يحج رسول الله ص بعدها أبدا فجمع الله عز و جل له ذلك كله في سفرة واحدة ليكون جميع ذلك سنة لأمته فلما طاف بالبيت و بالصفا و المروة أمره جبرئيل ع أن يجعلها عمرة إلا من كان معه هدي فهو محبوس على هديه لا يحل لقوله عز و جل حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فجمعت له العمرة و الحج و كان خرج خروج العرب الأول لأن العرب كانت لا تعرف إلا الحج و هو في ذلك ينتظر أمر الله عز و جل و هو يقول ع الناس على أمر جاهليتهم إلا ما غيره الإسلام كانوا لا يرون العمرة في أشهر الحج فشق على أصحابه حين قال اجعلوها عمرة لأنهم كانوا لا يعرفون العمرة في أشهر الحج و هذا الكلام من رسول الله ص إنما كان في الوقت الذي أمرهم فيه بفسخ   الحج فقال أدخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة و شبك بين أصابعه يعني في أشهر الحج قلت أ فيعتد بشي‏ء من أمر الجاهلية فقال إن أهل الجاهلية ضيعوا كل شي‏ء من دين إبراهيم ع إلا الختان و التزويج و الحج فإنهم تمسكوا بها و لم يضيعوها

10-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن الحج متصل بالعمرة لأن الله عز و جل يقول فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فليس ينبغي لأحد إلا أن يتمتع لأن الله عز و جل أنزل ذلك في كتابه و سنه رسول الله ص

11-  ب، ]قرب الإسناد[ علي عن أخيه ع قال سألته عن أهل مكة هل تجوز لهم المتعة قال لا و ذلك لقول الله تبارك و تعالى ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ

12-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن حمويه عن أبي الحسين عن أبي خليفة عن مكي بن مروك عن علي بن بحر عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال دخلنا على جابر بن عبد الله فقلت أخبرني عن حجة رسول الله ص فقال بيده فعقد تسعا و قال إن رسول الله ص مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله ص حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ص و يعمل ما عمله فخرج و خرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فذكر الحديث و قدم علي من اليمن ببدن النبي ص فوجد فاطمة فيمن قد أحل و لبست ثيابا صبيغا و اكتحلت فأنكر علي ع ذلك عليها فقالت أبي ص أمرني بهذا و كان علي ع يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله ص محرشا   على فاطمة بالذي صنعت مستفتيا رسول الله ص بالذي ذكرت عنه فأنكرت ذلك قال صدقت صدقت

13-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن البطائني عن زرارة و أبي بصير عن أبي جعفر ع قال الحاج على ثلاثة وجوه رجل أفرد الحج بسياق الهدي و رجل أفرد الحج و لم يسق و رجل تمتع بالعمرة إلى الحج

14-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ فيما كتب الرضا ع للمأمون لا يجوز الحج إلا تمتعا و لا يجوز القران و الإفراد الذي يستعمله العامة إلا لأهل مكة و حاضريها

15-  ل، ]الخصال[ في خبر الأعمش عن الصادق ع لا يجوز الحج إلا تمتعا و لا يجوز الإقران و الإفراد إلا لمن كان أهله حاضري المسجد الحرام و لا يجوز الإحرام قبل بلوغ الميقات و لا يجوز تأخيره عن الميقات إلا لمرض أو تقية و قد قال الله عز و جل وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ و تمامها اجتناب الرفث و الفسوق و الجدال في الحج و لا يجزي في النسك الخصي لأنه ناقص و يجوز الموجوء إذا لم يوجد غيره و فرائض الحج الإحرام و التلبية الأربع و هي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك و الطواف بالبيت للعمرة فريضة و ركعتاه عند مقام إبراهيم ع فريضة و السعي بين الصفا و المروة فريضة و طواف الحج فريضة و طواف النساء فريضة و ركعتاه عند المقام فريضة و لا يسعى بعده بين الصفا و المروة و الوقوف بالمشعر فريضة و الهدي للمتمتع فريضة و أما الوقوف بعرفة فهو سنة واجبة و الحلق سنة و رمي   الجمار سنة

16-  فس، ]تفسير القمي[ فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فعليه أن يشترط عند الإحرام فيقول اللهم إني أريد التمتع بالعمرة إلى الحج على كتابك و سنة نبيك فإن عاقني عائق أو حبسني حابس فحلني حيث حبستني بقدرك الذي قدرت علي ثم يلبي من الميقات الذي وقته رسول الله ص فيلبي فيقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك بحجة و عمرة تمامها و بلاغها عليك فإذا دخل و نظر إلى أبيات مكة قطع التلبية و طاف بالبيت سبعة أشواط و صلى عند مقام إبراهيم ركعتين و سعى بين الصفا و المروة سبعة أشواط ثم يحل و يتمتع بالثياب و النساء و الطيب و هو مقيم على الحج إلى يوم التروية فإذا كان يوم التروية أحرم عند الزوال من عند المقام بالحج ثم خرج ملبيا إلى منى فلا يزال ملبيا إلى يوم عرفة عند زوال الشمس فإذا زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية و يقف بعرفات في الدعاء و التكبير و التهليل و التحميد فإذا غابت الشمس يرجع إلى المزدلفة فبات بها فإذا أصبح قام على المشعر الحرام و دعا و هلل الله و سبحه و كبره ثم ازدلف منها إلى منى و رمى الجمار و ذبح و حلق و إن كان غنيا فعليه بدنة و إن كان بين ذلك فعليه بقرة و إن كان فقيرا فعليه شاة فمن لم يجد ذلك فعليه أن يصوم بمكة ثلاثة أيام فإذا رجع إلى منزله صام سبعة أيام فتقوم هذه العشرة أيام مقام الهدي الذي كان عليه و هو قوله فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ و ذلك لمن ليس هو مقيم بمكة و لا من أهل مكة و أما أهل مكة و من كان حول مكة على ثمانية و أربعين ميلا فليست لهم متعة إنما يفردون الحج لقوله ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ

    -17  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ أدنى ما يتم به فرض الحج الإحرام بشروطه و التلبية و الطواف و الصلاة عند المقام و السعي بين الصفا و المروة و الموقفين و أداء الكفارات و النسك و الزيارة و طواف النساء الحاج على ثلاثة أوجه قارن و مفرد للحج و متمتع بالعمرة إلى الحج و لا يجوز لأهل مكة و حاضريها التمتع بالعمرة إلى الحج و ليس لهما إلا القران و الإفراد لقول الله تبارك و تعالى فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ثم قال عز و جل ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ مكة و من حولها على ثمانية و أربعين ميلا من كان خارجا عن هذا الحد فلا يحج إلا متمتعا بالعمرة إلى الحج فلا يقبل الله غيره منه

18-  سر، ]السرائر[ معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص و أهل بيته أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ثم أنزل الله عليه أن أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله ص و أهل بيته يحج من عامه هذا فعلم به حاضرو المدينة و أهل العوالي و الأعراب فاجتمعوا لحج رسول الله ص و أهل بيته و إنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون به فيتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه فخرج رسول الله ص و أهل بيته في أربع بقين من ذي القعدة فلما انتهى إلى ذي الحليفة و زالت الشمس اغتسل و خرج حتى أتى مسجد الشجرة فصلى الظهر عنده و عزم إلى الحج مفردا و خرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الأول فصف له الناس سماطين فلبى بالحج مفردا و مضى و ساق له ستا و ستين بدنة حتى انتهى إلى مكة في السلاح لأربع من ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة أشواط ثم صلى ركعتين عند مقام إبراهيم ثم عاد إلى الحجر فاستلمه و قد كان استلمه في أول طوافه   ثم قال إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ثم أتى الصفا فصنع عليه مثل ما ذكرت لك حتى فرغ من سبعة أشواط ثم أتاه جبرئيل ع و هو على المروة فأمره أن يأمر الناس أن يحلوا إلا سائق الهدي فقال رجل أ نحل و لم نفرغ من مناسكنا و هو عمر فقال رسول الله ص لعمر لو استقبلت من أمري ما استدبرت فعلت كما فعلتم و لكن سقت الهدي و لا يحل لسائق الهدي حتى يبلغ الهدي محله فقال له سراقة بن مالك بن جعشم يا رسول الله أ لعامنا هذا أم للأبد فقال بل لأبد الأبد و شبك بين أصابعه دخلت العمرة في الحج ثلاث مرات