باب 15- نقل الموتى و الزيارة بهم

1-  كامل الزيارات، عن محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عمن ذكره عن محمد بن سنان و حدثني محمد الحميري عن أبيه عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى نوح و هو في السفينة أن يطوف بالبيت أسبوعا فطاف بالبيت أسبوعا كما أوحى الله إليه ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم ع فحمل التابوت في جوف السفينة حتى طاف بالبيت ما شاء الله أن يطوف ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ففيها قال الله للأرض ابْلَعِي ماءَكِ فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدء الماء من مسجدها و تفرق الجمع الذي كان مع نوح في السفينة فأخذ نوح التابوت فدفنه في الغري

2-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن علي بن محمد بن شيرة عن علي بن سليمان قال كتبت إليه أسأله عن الميت يموت بعرفات يدفن بعرفات أو ينقل إلى الحرم فأيهما أفضل فكتب يحمل إلى الحرم و يدفن فهو أفضل

 التهذيب، عن محمد بن عيسى عن علي بن محمد عن سليمان قال كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الميت يموت بمنى أو عرفات الوهم مني ثم ذكر مثله

3-  دعائم الإسلام، عن علي ع أنه رفع إليه أن رجلا مات   بالرستاق فحملوه إلى الكوفة فأنهكهم عقوبة و قال ادفنوا الأجساد في مصارعها و لا تفعلوا كفعل اليهود ينقلون موتاهم إلى بيت المقدس و قال إنه لما كان يوم أحد أقبلت الأنصار لتحمل قتلاها إلى دورها فأمر رسول الله ص مناديا فنادى ادفنوا الأجساد في مصارعها

 قصص الأنبياء، للراوندي بأسانيده إلى الصدوق عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لما مات يعقوب ع حمله يوسف ع في تابوت إلى أرض الشام فدفنه في بيت المقدس

4-  العيون، و العلل، و الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن ع أنه قال احتبس القمر عن بني إسرائيل فأوحى الله عز و جل إلى موسى ع أن أخرج عظام يوسف ع من مصر و وعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه فسأل موسى ع عن من يعلم موضعه فقيل له هاهنا عجوز تعلم علمه فبعث إليها فأتي بعجوز مقعدة عمياء فقال لها أ تعرفين موضع قبر يوسف قالت نعم قال فأخبريني به قالت لا حتى تعطيني أربع خصال تطلق لي رجلي و تعيد إلي شبابي و تعيد إلي بصري و تجعلني معك في الجنة قال فكبر ذلك على موسى ع فأوحى الله عز و جل يا موسى أعطها ما سألت فإنك إنما تعطي علي ففعل فدلته عليه فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام فلذلك يحمل أهل الكتاب   موتاهم إلى الشام

 بيان الظاهر أن خروجهم من مصر و دخولهم البحر كانا موقوفين على طلوع القمر و كان أوحى إلى موسى ع أنه لا يطلع القمر حتى تخرج عظام يوسف

5-  إرشاد القلوب، للديلمي روي عن أمير المؤمنين ع أنه كان إذا أراد الخلوة بنفسه أتى طرف الغري فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النجف فإذا رجل قد أقبل من البرية راكبا على ناقة و قدامه جنازة فحين رأى عليا ع قصده حتى وصل إليه و سلم عليه فرد عليه السلام و قال من أين قال من اليمن قال و ما هذه الجنازة التي معك قال جنازة أبي لأدفنه في هذه الأرض فقال له علي ع لم لا دفنته في أرضكم قال أوصى بذلك و قال إنه يدفن هناك رجل يدعى في شفاعته مثل ربيعة و مضر فقال ع له أ تعرف ذلك الرجل قال لا قال أنا و الله ذلك الرجل ثلاثا فادفن فقام و دفنه

6-  المصباح، قال لا ينقل الميت من بلد إلى بلد فإن نقل إلى المشاهد كان فيه فضل ما لم يدفن و قد رويت بجواز نقله إلى بعض المشاهد رواية و الأول أفضل

7-  النهاية للشيخ، فإذا دفن في موضع فلا يجوز تحويله من موضعه و قد وردت رواية بجواز نقله إلى بعض مشاهد الأئمة ع سمعناها مذاكرة و الأصل ما قدمناه

8-  مجمع البيان، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في حديث قال لما مات يعقوب حمله يوسف ع في تابوت إلى أرض الشام فدفنه في بيت المقدس

    تبيين اعلم أن المشهور بين الأصحاب كراهة نقل الميت إلى غير بلد موته من غير المشاهد المشرفة بل نقل المحقق في المعتبر و العلامة في التذكرة و غيرهما إجماع العلماء عليه و المشهور بينهم جواز النقل إلى المشاهد بل استحبابه و قال في المعتبر إنه مذهب علمائنا خاصة قال و عليه عمل الأصحاب من زمن الأئمة ع إلى الآن و هو مشهور بينهم لا يتناكرونه. و نقل عمل الإمامية و إجماعهم على ذلك في التذكرة و الذكرى و استدل في الذكرى بحديث عظام يوسف و قال في التذكرة و لأن موسى ع لما حضرته الوفاة سأل الله عز و جل أن يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية حجر قال النبي ص لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر. و قال المفيد في العزية و قد جاء حديث يدل على رخصة في نقل الميت إلى بعض مشاهد آل الرسول ص إن وصى الميت بذلك و قال صاحب الجامع لو مات بعرفة فالأفضل نقله إلى الحرم. ثم قال الشهيد ره و لو كان هناك مقبرة بها قوم صالحون أو شهداء استحب الحمل إليها لتناله بركتهم و بركة زيارتهم و لو كان بمكة أو بالمدينة فبمقبرتيهما أما الشهيد فالأولى دفنه حيث قتل لما روي عن النبي ص ادفنوا القتلى في مصارعهم ثم قال و يستحب جمع الأقارب في مقبرة لأن النبي ص لما دفن عثمان بن مظعون قال أدفن إليه من مات من أهله و لأنه أسهل لزيارتهم فيقدم الأب ثم من يليه في الفضل و الذكر على الأنثى انتهى. و قال الشهيد الثاني ره يجب تقييد جواز النقل إلى المشاهد بما إذا لم يخف هتك الميت لبعد المسافة أو غيرها و لا يخفى متانته لأنه هتك لحرمة الميت و إضرار بالمؤمنين مع أن النقل المنقول عن الأصحاب و في الأخبار المعتبرة إنما كان من المسافات القريبة التي لم يستلزم النقل إليها مثل ذلك. هذا كله في النقل قبل الدفن فأما بعده فالأكثر على عدم جوازه و جوز الشيخ و جماعة نقله إلى المشاهد المشرفة و قال ابن إدريس لا يجوز نقله   و هو بدعة في شريعة الإسلام سواء كان النقل إلى مشهد أو غيره و أسند الجواز في التذكرة إلى بعض علمائنا و جعله ابن حمزة مكروها و قال ابن الجنيد و لا بأس بتحويل الموتى من الأرض المغصوبة و لصلاح يراد بالميت. و المسألة في غاية الإشكال إذ الأخبار الدالة على النقل بعضها غير جيدة الإسناد و غير مذكورة في الأصول المعتبرة و بعضها دالة على الجواز قبل الدفن و من الأمكنة القريبة و بعضها حكاية لما وقع في الشريعة السابقة و الاستدلال بالتقرير مشكل لأنه غير معلوم و يعارضها أن التبرك بجوارهم أمر مرغوب فيه و قد وردت أخبار كثيرة في فضل الدفن في المشاهد لا سيما الغري و الحائر على مشرفهما الصلاة و السلام و العمدة في تحريم النبش الإجماع و إثباته هاهنا مشكل لقول جماعة من الأصحاب بالجواز و الله يعلم حقائق الأحكام و نرجو من فضله سبحانه أن لا يقبضنا إلا في تلك الأماكن المقدسة لئلا يشكل الأمر على من يتولى أمرنا و الله ولي التوفيق

9-  إرشاد المفيد، عن عبد الله بن إبراهيم عن زياد المخارقي قال لما حضرت الحسن ع الوفاة استدعى الحسين ع فقال له يا أخي إني مفارقك و لاحق بربي فإذا قضيت نحبي فغمضني و غسلني و كفني و احملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله ص لأجدد به عهدا ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة فادفني هناك

 بيان أقول روي هذا المضمون في أخبار كثيرة تقدمت في باب شهادة الحسن ع و يدل على استحباب تقريب الميت إلى الضرائح المقدسة و الزيارة بهم كما هو الشائع في المشاهد المقدسة و على استحباب الدفن بقرب الأقارب و الصلحاء و المقدسين و يشهد بذلك دفن ثلاثة من الأئمة بعده بجنبه صلوات الله عليهم أجمعين و في الصحاح النحب النذر و المدة و الوقت يقال قضى فلان نحبه إذا مات