باب 1- حسن المعاشرة و حسن الصحبة و حسن الجوار و طلاقة الوجه و حسن اللقاء و حسن البشر

الآيات البقرة وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً النساء وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ بِذِي الْقُرْبى   وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى وَ الْجارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا فَخُوراً

1-  ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه ع قال دخل محمد بن مسلم بن شهاب الزهري على علي بن الحسين ع و هو كئيب حزين فقال له زين   العابدين ع ما بالك مغموما قال يا ابن رسول الله غموم و هموم تتوالى علي لما امتحنت به من جهة حساد نعمي و الطامعين في و ممن أرجوه و ممن أحسنت إليه فيخلف ظني فقال له علي بن الحسين ع احفظ عليك لسانك تملك به إخوانك قال الزهري يا ابن رسول الله إني أحسن إليهم بما يبدر من كلامي قال علي بن الحسين ع هيهات هيهات إياك و أن تعجب من نفسك و إياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره و إن كان عندك اعتذاره فليس كل من تسمعه شرا يمكنك أن توسعه عذرا ثم قال يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر ما فيه ثم قال يا زهري أ ما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم منك بمنزلة والدك و تجعل صغيرهم منك بمنزلة ولدك و تجعل تربك بمنزلة أخيك فأي هؤلاء تحب أن تظلم و أي هؤلاء تحب أن تدعو عليه و أي هؤلاء تحب أن تهتك ستره و إن عرض لك إبليس لعنه الله إن لك فضلا على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك فقل قد سبقني بالإيمان و العمل الصالح فهو خير مني و إن كان أصغر منك فقل قد سبقته بالمعاصي و الذنوب فهو خير مني و إن كان تربك فقل أنا على يقين من ذنبي و في شك من أمره فما لي أدع يقيني لشكي و إن رأيت المسلمين يعظمونك و يوقرونك و يبجلونك فقل هذا فضل أخذوا به و إن رأيت منهم جفاء و انقباضا عنك فقل هذا لذنب أحدثته فإنك إذا فعلت ذلك سهل الله عليك عيشك و كثر أصدقاؤك و قل أعداؤك و فرحت بما يكون من برهم و لم تأسف على ما يكون من جفائهم و اعلم أن أكرم الناس على الناس من كان خيره عليهم فائضا و كان عنهم مستغنيا متعففا و أكرم الناس بعده عليهم من كان متعففا و إن كان إليهم محتاجا فإنما أهل الدنيا يعتقبون الأموال فمن لم يزدحمهم فيما يعتقبونه كرم عليهم و من   لم يزاحمهم فيها و مكنهم من بعضها كان أعز و أكرم

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن عبد الله بن الصلت عن يونس عن ابن حميد عن ابن قيس عن أبي جعفر ع قال ذكر علي ع أنه وجد في قائمة سيف من سيوف رسول الله صحيفة فيها ثلاثة أحرف صل من قطعك و قل الحق و لو على نفسك و أحسن إلى من أساء إليك الخبر

3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن مسرور عن محمد الحميري عن أبيه عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن عمه عن الصادق ع قال قال عيسى ابن مريم لبعض أصحابه ما لا تحب أن يفعل بك فلا تفعله بأحد و إن لطم أحد خدك الأيمن فأعط الأيسر

4-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر ع عن أبيه ع قال إن عليا ع صاحب رجلا ذميا فقال له الذمي أين تريد يا عبد الله قال أريد الكوفة فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه علي ع فقال له الذمي أ ليس زعمت تريد الكوفة قال بلى فقال له الذمي فقد تركت الطريق فقال له قد علمت فقال له فلم عدلت معي و قد علمت ذلك فقال له على هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه و كذلك أمرنا نبينا فقال له هكذا قال قال نعم فقال له الذمي لا جرم إنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة و أنا أشهدك أني على دينك فرجع الذمي مع علي فلما عرفه أسلم

5-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن أبي عبد الله ع قال صحبة عشرين سنة قرابة

6-  ل، ]الخصال[ سليمان بن أحمد اللخمي عن عبد الوهاب بن خراجة عن أبي   كريب عن علي بن حفص العبسي عن الحسن بن الحسين العلوي عن أبيه عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص رأس العقل بعد الإيمان بالله عز و جل التحبب إلى الناس

7-  ل، ]الخصال[ ابن المغيرة عن جده الحسن عن العباس بن عامر عن صالح بن سعيد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال الناس رجلان مؤمن و جاهل فلا تؤذي المؤمن و لا تجهل الجاهل فتكون مثله

8-  ل، ]الخصال[ في خبر الأعمش عن الصادق ع بعد ذكر الأئمة و دينهم الورع و العفة إلى أن قال و حسن الصحبة و حسن الجوار

9-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن هاشم عن ابن معبد عن أحمد بن عمر عن يحيى بن عمران عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول لتجمع في قلبك الافتقار إلى الناس و الاستغناء عنهم يكون افتقارك إليهم في لين كلامك و حسن بشرك و يكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك و بقاء عزك

 أقول قد مضى بأسانيد عن النبي ص كفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه و يعير الناس بما لا يستطيع تركه و يؤذي جليسه بما لا يعنيه

10-  ل، ]الخصال[ عن الصادق ع قال أحسن مجاورة من جاورت تكن مسلما

 أقول قد مضى كثير من الأخبار في باب جوامع المكارم

11-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن بلال عن علي بن سليمان عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن المفضل قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال لي من صحبك فقلت له رجل من إخواني قال فما فعل فقلت منذ دخلت المدينة لم أعرف مكانه فقال لي أ ما علمت أن من   صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة

12-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن المغيرة عن السكوني عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال النبي ص اعمل بفرائض الله تكن أتقى الناس و ارض بقسم الله تكن أغنى الناس و كف عن محارم الله تكن أورع الناس و أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا و أحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما

13-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الدقاق عن الصوفي عن الروياني عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الثاني عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه و حسن اللقاء

14-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أوصيكم بتقوى الله و لا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا إن الله تبارك و تعالى يقول في كتابه وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و اشهدوا لهم و عليهم و صلوا معهم في مساجدهم ثم قال أي شي‏ء أشد على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم فيأمرونهم و ينهونهم فلا يقبلون منهم و يذيعون حديثهم عند عدوهم فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا إن قوما يقولون و يروون عنكم كذا و كذا فنحن نقول إنا برآء ممن يقول هذا فيقع عليهم البراءة

15-  سن، ]المحاسن[ حماد عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال   من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك العليا عليه فافعل

16-  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان الكلبي قال أوصانا أبو عبد الله ع فقال أوصيك بتقوى الله و أداء الأمانة و صدق الحديث و حسن الصحابة لمن صحبت و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

17-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع حسن المعاشرة مع خلق الله تعالى في غير معصية من مزيد فضل الله عز و جل عند عبده و من كان خاضعا في السر كان حسن المعاشرة في العلانية فعاشر الخلق لله و لا تعاشرهم لنصيبك من الدنيا و لطلب الجاه و الرياء و السمعة و لا تستقطن بسببها عن حدود الشريعة من باب المماثلة و الشهرة فإنهم لا يغنون عنك شيئا و تفوتك الآخرة بلا فائدة و اجعل من هو أكبر منك بمنزلة الأب و الأصغر بمنزلة الولد و المثل بمنزلة الأخ و لا تدع ما تعمله يقينا من نفسك بما تشك فيه من غيرك و كن رفيقا في أمرك بالمعروف شفيقا في نهيك عن المنكر و لا تدع النصيحة في كل حال قال الله عز و جل وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً و اقطع عمن تنسيك وصلته ذكر الله و تشغلك ألفته عن طاعة الله فإن ذلك من أولياء الشيطان و أعوانه و لا يحملنك رؤيتهم إلى المداهنة على الحق فإن ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ العظيم و يفوتك الآخرة بلا فائدة

18-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي صالح عن ابن عباس في قول الله وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى قال ذو القربى وَ الْجارِ الْجُنُبِ قال الذي ليس بينك و بينه قرابة وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ قال الصاحب في السفر

    -19  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قال قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين المتفحش السائل الملحف و يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف

20-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول اتقوا الله و لا تحملوا الناس على أكتافكم إن الله يقول في كتابه وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قال و عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و صلوا معهم في مساجدهم حتى ينقطع النفس و حتى يكون المباينة

21-  سر، ]السرائر[ في جامع البزنطي عن أبي الربيع الشامي قال كنا عند أبي عبد الله ع و البيت غاص بأهله فقال إنه ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه و مرافقة من رافقه و ممالحة من مالحه و مخالقة من خالقه

22-  جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن   ابن مهزيار عن ابن محبوب عن محمد بن سنان عن الحسين بن مصعب عن ابن طريف عن أبي جعفر ع أنه قال صانع المنافع بلسانك و أخلص ودك للمؤمن و إن جالسك يهودي فأحسن مجالسته

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن سنان عن الحسن بن مصعب مثله

23-  جا، ]المجالس للمفيد[ بهذا الإسناد عن ابن مهزيار عن فضالة عن أبان عن ابن سيابة عن النعمان عن أبي جعفر ع قال من تفقد تفقد و من لا يعد الصبر لفواجع الدهر يعجز و إن قرضت الناس قرضوك و إن تركتهم لم يتركوك قال فكيف أصنع قال أقرضهم من عرضك ليوم فاقتك و فقرك

24-  جا، ]المجالس للمفيد[ بهذا الإسناد عن ابن مهزيار عن علي بن حديد عن مرازم قال قال أبو عبد الله ع عليكم بالصلاة في المسجد و حسن الجوار للناس و إقامة الشهادة و حضور الجنائز إنه لا بد لكم من الناس إن أحدا لا يستغني عن الناس حياته فأما نحن نأتي جنائزهم و إنما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمون به و الناس لا بد لبعضهم من بعض ما داموا على هذه الحال حتى يكون ذلك ثم ينقطع كل قوم إلى أهل أهوائهم ثم قال عليكم بحسن الصلاة و اعملوا لآخرتكم و اختاروا لأنفسكم فإن الرجل قد يكون كيسا في أمر الدنيا فيقال ما أكيس فلانا و إنما الكيس كيس الآخرة

25-  كتاب صفات الشيعة، للصدوق ره بإسناده عن عبد الله بن زياد قال سلمنا على أبي عبد الله ع بمنى ثم قلت يا ابن رسول الله إنا قوم مجتازون لسنا نطيق هذا المجلس منك كلما أردناه فأوصنا قال عليكم بتقوى الله و صدق الحديث و أداء الأمانة و حسن الصحابة لمن صحبكم و إفشاء السلام و إطعام الطعام صلوا في مساجدهم و عودوا مرضاهم و اتبعوا جنائزهم فإن أبي حدثني أن شيعتنا أهل البيت كانوا خيار من كانوا منهم إن كان فقيه كان منهم و إن كان   مؤذن كان منهم و إن كان إمام كان منهم و إن كان صاحب أمانة كان منهم و إن كان صاحب وديعة كان منهم و كذلك كونوا حببونا إلى الناس و لا تبغضونا إليهم

26-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد الموسوي عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك عن عبد الله بن جبلة عن حميد بن شعيب الهمداني عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال لما احتضر أمير المؤمنين ع جمع بنيه حسنا و حسينا و ابن الحنفية و الأصاغر من ولده فوصاهم و كان في آخر وصيته يا بني عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم و إن فقدتم بكوا عليكم يا بني إن القلوب جنود مجندة تتلاحظ بالمودة و تتناجى بها و كذلك هي في البغض فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه و إذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه

27-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن علي بن إسماعيل الموصلي عن علي بن الحسن العبدي عن الحسن بن بشر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن شقيق عن أبي عبد الله قال رسول الله ص أجيبوا الداعي و عودوا المريض و اقبلوا الهدية و لا تظلموا المسلمين

28-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث في نكبته و غيبته و وفاته

 و قال ع من قضى حق من لا يقضي حقه فقد عبده

 و قال ع في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال

 و قال ع حسد الصديق   من سقم المودة

 و قال ع ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن

 و قال ع من أطاع الواشي ضيع الصديق

 و قال ع أصدقاؤك ثلاثة و أعداؤك ثلاثة فأصدقاؤك صديقك و صديق صديقك و عدو عدوك و أعداؤك عدوك و عدو صديقك و صديق عدوك

 و قال ع القرابة إلى المودة أحوج من المودة إلى القرابة

 و قال ع الاستغناء عن العذر أعز من الصدق به

 و قال ع اخبر تقله و من الناس من روى هذا لرسول الله و مما يقوي أنه من كلام أمير المؤمنين ع ما حكاه تغلب عن ابن الأعرابي قال قال المأمون لو لا أن عليا ع قال اخبر تقله لقلت أنا أقله تخبر

 و قال ع أولى الناس بالكرم من عرقت فيه الكرام

 و قال ع زهدك في راغب فيك نقصان عقل و رغبتك في زاهد فيك ذل نفس

    و قال ع شر الإخوان من تكلف له

 و قال ع إذا احتشم الرجل أخاه فقد فارقه

 و قال ع الصاحب مناسب و الصديق من صدق غيبه رب بعيد أقرب من قريب و قريب أبعد من بعيد و الغريب من لم يكن له حبيب و قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل و من لم يبالك فهو عدوك لا خير في معين مهين و لا في صديق ظنين

29-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع الناس إخوان فمن كانت إخوته في غير ذات الله فهي عداوة و ذلك قوله عز و جل الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ

 و قال ع امحض أخاك النصيحة حسنة كانت أم قبيحة و زل معه حيث ما زال و لا تطلبن منه المجازاة فإنها من شيم الدناة

 و قال ع ابذل لصديقك كل المودة و لا تبذل له كل الطمأنينة و أعطه كل المواساة و لا تفض إليه بكل الأسرار توفي الحكمة حقها و الصديق واجبه

 و قال ع لا يكون أخوك أقوى منك على مودته

 و قال ع البشاشة مخ المودة

 و قال ع المودة قرابة مستفادة

 و قال ع لا يفسدك الظن على صديق أصلحه لك اليقين

 و قال ع كفى بك أدبا لنفسك ما كرهته لغيرك

 و قال ع لأخيك عليك مثل الذي لك عليه

 و قال ع لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك و بينه فإنه ليس لك بأخ من ضيعت حقه و لا يكن أهلك أشقى الناس بك اقبل عذر أخيك و إن لم   يكن له عذر فالتمس له عذرا لا يكلف أحدكم أخاه الطلب إذا عرف حاجته لا ترغبن فيمن زهد فيك و لا تزهدن فيمن رغب فيك إذا كان للمحافظة موضعا لا تكثرن العتاب فإنه يورث الضغينة و يجر إلى البغضة و كثرته من سوء الأدب

 و قال ع ارحم أخاك و إن عصاك و صله و إن جفاك

 و قال ع احتمل زلة وليك لوقت وثبة عدوك

 و قال من وعظ أخاه سرا فقد زانه و من وعظه علانية فقد شانه

30-  و منه، روي أن الصادق ع كان يتمثل كثيرا بهذين البيتين

أخوك الذي لو جئت بالسيف عامدا لتضربه لم يستغشك في الودو لو جئته تدعوه للموت لم يكن يردك إبقاء عليك من الرد

 و قال رسول الله ص إذا آخى أحدكم رجلا فليسأله عن اسمه و اسم أبيه و قبيلته و منزله فإنه من واجب الحق و صافي الإخاء و إلا فهي مودة حمقاء

 و عن أمير المؤمنين ع احذر العاقل إذا أغضبته و الكريم إذا أهنته و النذل إذا أكرمته و الجاهل إذا صاحبته و من كف عنك شره فاصنع ما سره و من أمنت من أذيته فارغب في أخوته

31-  أعلام الدين، روت أم هانئ بنت أبي طالب ع عن النبي ص أنه قال يأتي على الناس زمان إذا سمعت باسم رجل خير من أن تلقاه فإذا لقيته خير من أن تجربه و لو جربته أظهر لك أحوالا دينهم دراهمهم و همتهم بطونهم و قبلتهم نساؤهم يركعون للرغيف و يسجدون للدرهم حيارى سكارى لا مسلمين و لا نصارى

 و قال الصادق ع لا تتبع أخاك بعد القطيعة وقيعة فيه فيسد عليه طريق الرجوع إليك فلعل التجارب ترده عليك

32-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن   الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص راحة النفس ترك ما لا يعنيها و أوحش الوحشة قرين السوء

33-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى و جعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اتقوا الله و عليكم بالطاعة لأئمتكم قولوا ما يقولون و اصمتوا عما صمتوا فإنكم في سلطان من قال الله تعالى وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ يعني بذلك ولد العباس فاتقوا الله فإنكم في هدنة صلوا في عشائرهم و اشهدوا جنائزهم و أدوا الأمانة إليهم و عليكم بحج هذا البيت فادمنوه فإن في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم و أهوال يوم القيامة

34-  الدرة الباهرة، قال الباقر ع صلاح شأن الناس التعايش و التعاشر مل‏ء مكيال ثلثاه فطن و ثلث تغافل

 و قال الصادق ع من أكرمك فأكرمه و من استخف بك فأكرم نفسك عنه

 و قال الرضا ع اصحب السلطان بالحذر و الصديق بالتواضع و العدو بالتحرز و العامة بالبشر

35-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع البشاشة حبالة المودة و الاحتمال قبر العيوب

 و في رواية أخرى و المسالمة خب‏ء العيوب

 و قال ع خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم و إن عشتم حنوا إليكم

    و قال ع التودد نصف العقل

 و قال ع من لان عوده كثف أغصانه

 و قال ع مقاربة الناس في أخلاقهم أمن من غوائلهم

 و قال ع ليتأس صغيركم بكبيركم و ليرؤف كبيركم بصغيركم و لا تكونوا كجفاة الجاهلية لا في الدين تتفقهون و لا عن الله تعقلون

 و قال ع في وصيته لابنه الحسن ع احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة و عند صدوده على اللطف و المقاربة و عند جموده على البذل و عند تباعده على الدنو و عند شدته على اللين و عند جرمه على العذر حتى كأنك له عبد و كأنه ذو نعمة عليك و إياك أن تضع ذلك في غير موضعه أو أن تفعله بغير أهله لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك و امحض أخاك النصيحة حسنة كانت أم قبيحة و تجرع الغيظ فإني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة و لا ألذ مغبة و لن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك و خذ على عدوك بالفضل فإنه أحلى الظفرين و إن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما و من ظن بك خيرا فصدق ظنه و لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك و بينه فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه و لا يكن أهلك أشقى الخلق بك و لا ترغبن فيمن زهد فيك و لا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته و لا يكونن على الإساءة أقوى منك على   الإحسان و لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرته و يغفل و ليس جزاء من سرك أن تسوءه

 إلى قوله ع ما أقبح الخضوع عند الحاجة و الجفاء عند الغناء

36-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال رسول الله ص يا بني عبد المطلب إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه و حسن البشر

 و رواه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله ع إلا أنه قال يا بني هاشم

 بيان في النهاية يقال وسعه الشي‏ء يسعه سعة فهو واسع و وسع بالضم وساعة فهو وسيع و الوسع و السعة الجدة و الطاقة و منه الحديث إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم أي لا تتسع أموالكم لعطائهم فوسعوا أخلاقكم لصحبتهم و قال فيه أن تلقاه بوجه طلق يقال طلق الرجل بالضم يطلق طلاقة فهو طلق و طليق أي منبسط الوجه متهللة و في القاموس هو طلق الوجه مثلثة و ككتف و أمير ضاحكة مشرقة و البشر بالكسر طلاقة الوجه و بشاشته و قيل حسن البشر تنبيه على أن زيادة البشر و كثرة الضحك مذمومة بل الممدوح الوسط من ذلك. و أقول يحتمل أن يكون للمبالغة في ذلك أو يكون إشارة إلى أن البشر إنما يكون حسنا إذا كان عن صفاء الطوية و المحبة القلبية لا ما يكون على وجه الخداع و الحيلة و بنو هاشم و بنو عبد المطلب مصداقهما واحد لأنه لم يبق لهاشم ولد إلا من عبد المطلب

37-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع قال ثلاث من أتى الله بواحدة منهن أوجب الله له الجنة الإنفاق   من إقتار و البشر بجميع العالم و الإنصاف من نفسه

 بيان الإقتار التضييق على الإنسان في الرزق يقال أقتر الله رزقه أي ضيفه و قلله و الإنفاق أعم من الواجب و المستحب و كأن المراد بالإقتار عدم الغنى و التوسعة في الرزق و إن كان له زائدا على رزقه و رزق عياله ما ينفقه و يحتمل شموله للإيثار أيضا بناء على كونه حسنا مطلقا أو لبعض الناس فإن الأخبار في ذلك مختلفة ظاهرا فبعضها يدل على حسنه و بعضها يدل على ذمه و أنه كان ممدوحا في صدر الإسلام فنسخ و ربما يجمع بينهما باختلاف ذلك بحسب الأشخاص فيكون حسنا لمن يمكنه تحمل المشقة في ذلك و يكمل توكله و لا يضطرب عند شدة الفاقة و مذموما لمن لم يكن كذلك و عسى أن نفصل ذلك في موضع آخر إن شاء الله و ربما يحمل ذلك على من ينقص من كفافه شيئا و يعطيه من هو أحوج منه أو من لا شي‏ء له. و البشر بجميع العالم هذا إما على عمومه بأن يكون البشر للمؤمنين لإيمانهم و حبه لهم و للمنافقين و الفساق تقية منهم و مداراة لهم كما قيل دارهم ما دمت في دارهم و أرضهم ما كنت في أرضهم أو مخصوص بالمؤمنين كما يشعر به الخبر الآتي و على التقديرين لا بد من تخصيصه بغير الفساق الذين يعلم من حالهم أنهم يتركون المعصية إذا لقيتهم بوجه مكفهر و لا يتركونها بغير ذلك و لا يتضرر منهم في ذلك فإن ذلك أحد مراتب النهي عن المنكر الواجب على المؤمنين. و الإنصاف من نفسه هو أن يرجع إلى نفسه و يحكم لهم عليها فيما ينبغي أن يأتي به إليهم من غير أن يحكم عليه حاكم و سيأتي في باب الإنصاف هو أن يرضى لهم ما يرضى لنفسه و يكره لهم ما يكره لنفسه قال الراغب الإنصاف في المعاملة العدالة و هو أن لا يأخذ من صاحبه من المنافع إلا مثل ما يعطيه و لا ينيله من المضار إلا مثل ما يناله منه و قال الجوهري أنصف أي عدل يقال أنصفه من نفسه و انتصفت   أنا منه و تناصفوا أي أنصف بعضهم بعضا من نفسه

38-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال أتى رسول الله ص رجل فقال يا رسول الله أوصني فكان فيما أوصاه أن قال الق أخاك بوجه منبسط

 بيان التخصيص بالأخ لشدة الاهتمام أو المراد به انبساط الوجه مع حب القلب

39-  كا، ]الكافي[ بالإسناد عن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال قلت ما حد حسن الخلق قال تلين جناحك و تطيب كلامك و تلقى أخاك ببشر حسن

 بيان تليين الجناح كناية عن عدم تأذي من يجاوره و يجالسه و يحاوره من خشونته بأن يكون سلس الانقياد لهم و يكف أذاه عنهم أو كناية عن شفقته عليهم كما أن الطائر يبسط جناحه على أولاده ليحفظهم و يكنفهم كقوله تعالى وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ قال الراغب الجناح جناح الطائر و سمي جانبا الشي‏ء جناحاه فقيل جناحا السفينة و جناحا العسكر و جناحا الإنسان لجانبيه و قوله تعالى وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ فاستعارة و ذلك أنه لما كان الذل ضربين ضرب يضع الإنسان و ضرب يرفعه و قصد في هذا المكان إلى ما يرفع الإنسان لا إلى ما يضعه استعار لفظ الجناح فكأنه قيل استعمل الذل الذي يرفعك عند الله من أجل اكتسابك الرحمة أو من أجل رحمتك لهم و قال الخفض ضد الرفع و الخفض الدعة و السير اللين فهو حث على تليين الجانب و الانقياد فكأنه ضد قوله أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ تذلل لهما و تواضع   فيهما جعل للذل جناحا و أمره بخفضهما للمبالغة و أراد جناحه كقوله وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ و إضافته إلى الذل للبيان و المبالغة كما أضيف حاتم إلى الجود و المعنى و اخفض لهما جناحك الذليل

40-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن الفضيل قال صنائع المعروف و حسن البشر يكسبان المحبة و يدخلان الجنة و البخل و عبوس الوجه يبعدان من الله و يدخلان النار

 إيضاح صنائع المعروف الإحسان إلى الغير بما يعرف حسنه شرعا و عقلا و كأن الإضافة للبيان قال في النهاية الاصطناع افتعال من الصنيعة و هي العطية و الكرامة و الإحسان و قال المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى و التقرب إليه و الإحسان إلى الناس و كل ما ندب إليه الشرع و نهى عنه من المحسنات و المقبحات و هو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه و المعروف النصفة و حسن الصحبة مع الأهل و غيرهم من الناس و المنكر ضد ذلك جميعه يكسبان المحبة أي محبته تعالى بمعنى إفاضة الرحمات و الهدايات أو محبة الخلق و يؤيد الأول قوله و يبعدان من الله لأن الظاهر أن يترتب على أحد الضدين نقيض ما يترتب على الضد الآخر

41-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي الحسن موسى ع قال قال رسول الله ص حسن البشر يذهب بالسخيمة

 بيان السخيمة الحقد في النفس