باب 16- آداب الصلاة

 الآيات النساء إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا الأعراف يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ التوبة وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَ هُمْ كُسالى وَ لا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَ هُمْ كارِهُونَ المؤمنون قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ تفسير يُخادِعُونَ اللَّهَ خداعهم إظهارهم الإيمان الذين حقنوا به دماءهم و أموالهم أو يخادعون نبي الله كما سمى مبايعة النبي مبايعته تعالى للاختصاص و لأن ذلك بأمره وَ هُوَ خادِعُهُمْ أي مجازيهم على خداعهم أو حكمه بحقن دمائهم مع علمه بباطنهم و أخذهم بالعقوبات بغتة في الدنيا و الآخرة شبيه بالخداع فاستعير لهذا اسمه و قيل هو أن يعطيهم الله نورا يوم القيامة يمشون به مع المسلمين ثم يسلبهم ذلك النور و يضرب بينهم بسور قامُوا كُسالى أي متثاقلين كأنهم مجبورون يُراؤُنَ النَّاسَ يعني أنهم لا يعملون شيئا من العبادات على وجه القربة و إنما يفعلون ذلك إبقاء على أنفسهم و حذرا من القتل و سلب الأموال إذا رآهم المسلمون صلوا ليروهم أنهم يدينون بدينهم و إن لم يرهم أحد لم يصلوا.  

 و روى العياشي عن مسعدة بن زياد عن أبي عبد الله عن آبائه ع أن رسول الله ص سئل فيما النجاة غدا قال النجاة ألا تخادعوا الله فيخدعكم فإن من يخادع الله يخدعه و نفسه يخدع لو شعر فقيل له و كيف يخادع الله قال يعمل بما أمره الله ثم يريد به غيره فاتقوا الرياء فإنه شرك بالله إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر حبط عملك و بطل أجرك و لا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له

 وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا أي ذكرا قليلا و قال الطبرسي رحمه الله معناه لا يذكرون الله عن نية خالصة و لو ذكروه مخلصين لكان كثيرا و إنما وصف بالقلة لأنه لغير الله و قيل لا يذكرون الله إلا ذكرا يسيرا نحو التكبير و الأذكار التي يجهر بها و يتركون التسبيح و ما يخافت به من القراءة و غيرها و قيل إنما وصف بالقلة لأنه سبحانه لم يقبله و ما رد الله فهو قليل. خُذُوا زِينَتَكُمْ قد مر في أبواب اللباس. وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ أي و ما منعهم قبول نفقاتهم إلا كفرهم

 و في الكافي عن الصادق ع لا يضر مع الإيمان عمل و لا ينفع مع الكفر عمل أ لا ترى أنه قال وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ الآية

 إِلَّا وَ هُمْ كُسالى متثاقلين وَ لا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَ هُمْ كارِهُونَ لأنهم لا يرجون بهما ثوابا و لا يخافون على تركهما عقابا. قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ قد حرف تأكيد يثبت المتوقع و يفيد الثبات في الماضي و الفلاح الظفر بالمراد و قيل البقاء في الخير و أفلح دخل في الفلاح الَّذِينَ هُمْ   فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ قال الطبرسي رحمه الله أي خاضعون متواضعون متذللون لا يرفعون أبصارهم عن مواضع سجودهم و لا يلتفتون يمينا و لا شمالا

 و روي أن رسول الله ص رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال أما إنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه

و في هذا دلالة على أن الخشوع في الصلاة يكون بالقلب و بالجوارح فأما بالقلب فإنه يفرغ قلبه بجمع الهمة لها و الإعراض عما سواها فلا يكون فيه غير العبادة و المعبود و أما بالجوارح فهو غض البصر و الإقبال عليها و ترك الالتفات و العبث قال ابن عباس خشع فلا يعرف من على يمينه و لا من على يساره و روي أن رسول الله ص كان يرفع بصره إلى السماء في صلاته فلما نزلت هذه الآية طأطأ رأسه و رمى ببصره إلى الأرض انتهى. أقول و قد عرفت أن غض البصر ليس من الخشوع المطلوب في الصلاة إلا ما ورد في رواية حماد في الركوع و قد مر مع ما يعارضه خصوصا و سيأتي بعض الأخبار فيه مع معارضاتها.

 و قد روي عن أبي عبد الله ع أن النبي ص نهى أن يغمض الرجل عينيه في الصلاة

و في رواية زرارة اخشع ببصرك و لا ترفعه إلى السماء. و أما خشوع الجوارح فهو حفظها عما لا يناسب الصلاة أو ينافي التوجه إليها بالقلب و قيل هو فعل جميع المندوبات و ترك جميع المكروهات المتعلقة بالجوارح المبينة في الفروع و فسر بعض أهل اللغة و بعض المفسرين الخشوع في الأعضاء بالسكون و يؤيده

 ما روي في هذا الباب عن سيد العابدين أنه ع إذا قام في   الصلاة كان كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه إلا ما حركت الريح منه

و في الرواية النبوية المتقدمة أيضا إيماء إليه. ثم الظاهر شمول الصلاة للفرائض و النوافل جميعا و لذا قيل إنما أضيف إليهم لأن المصلي هو المنتفع بها وحده و هي عدته و ذخيرته فهي صلاته و أما المصلى له فغني متعال عن الحاجة إليها و الانتفاع بها و إن خصت بالفرائض كما يشعر به بعض الروايات أمكن اعتبار مزيد الاختصاص و زيادة الانتفاع و على كل حال إنما لم يطلق و يهمل إيماء إلى ذلك للتحريص و الترغيب و في ترتب الفلاح على الخشوع في الصلاة لا على الصلاة وحدها و لا عليهما جميعا من التنبيه على فضل الخشوع ما لا يخفى

1-  تفسير علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن زرارة عن أبي عبد الله ع في حديث قال قلت له بما استوجب إبليس من الله أن أعطاه ما أعطاه فقال بشي‏ء كان منه شكره الله عليه قلت و ما كان منه جعلت فداك قال ركعتان ركعهما في السماء أربعة آلاف سنة

2-  بشارة المصطفى، بإسناده عن سعيد بن زيد عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين ع فيما أوصاه به قال يا كميل لا تغتر بأقوام يصلون فيطيلون و يصومون فيداومون و يتصدقون فيحسنون فإنهم موقوفون   يا كميل أقسم بالله لسمعت رسول الله ص يقول إن الشيطان إذا حمل قوما على الفواحش مثل الزنا و شرب الخمر و الربا و ما أشبه ذلك من الخنا و المآثم حبب إليهم العبادة الشديدة و الخشوع و الركوع و الخضوع و السجود ثم حملهم على ولاية الأئمة الذين يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ يا كميل ليس الشأن أن تصلي و تصوم و تتصدق الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب تقي و عمل عند الله مرضي و خشوع سوي يا كميل أنظر فيم تصلي و على ما تصلي إن لم تكن من وجهه و حله فلا قبول

3-  مصباح الشريعة، قال الصادق ع إذا استقبلت القبلة فانس الدنيا و ما فيها و الخلق و ما هم فيه و استفرغ قلبك عن كل شاغل يشغلك عن الله و عاين بسرك عظمة الله و اذكر وقوفك بين يديه يوم تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ و قف على قدم الخوف و الرجاء فإذا كبرت فاستصغر ما بين السماوات العلى و الثرى دون كبريائه فإن الله تعالى إذا اطلع على قلب العبد و هو يكبر و في قلبه عارض عن حقيقة تكبيره قال يا كاذب أ تخدعني و عزتي و جلالي لأحرمنك حلاوة ذكري و لأحجبنك عن قربي و المسارة بمناجاتي و اعلم أنه غير محتاج إلى خدمتك و هو غني عن عبادتك و دعائك و إنما دعاك بفضله ليرحمك و يبعدك من عقوبته و ينشر عليك من بركات حنانيته و يهديك إلى سبيل رضاه و يفتح عليك باب مغفرته فلو خلق الله عز و جل على ضعف ما خلق من العوالم أضعافا مضاعفة على سرمد الأبد لكان عنده سواء كفروا بأجمعهم به أو وحدوه فليس له من عبادة الخلق إلا إظهار الكرم و القدرة فاجعل الحياء رداء و العجز إزارا و ادخل تحت سر سلطان الله تغنم فوائد ربوبيته   مستعينا به و مستغيثا إليه

4-  العياشي، عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لا تقم إلى الصلاة متكاسلا و لا متناعسا و لا متثاقلا فإنها من خلل النفاق فإن الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة و هم سكارى يعني من النوم

 و منه عن الحلبي قال سألته عن قول الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَ أَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ قال لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى يعني سكر النوم يقول و بكم نعاس يمنعكم أن تعلموا ما تقولون في ركوعكم و سجودكم و تكبيركم و ليس كما يصف كثير من الناس يزعمون أن المؤمنين يسكرون من الشراب و المؤمن لا يشرب مسكرا و لا يسكر

 و منه عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لا تقم إلى الصلاة متكاسلا و لا متناعسا و لا متثاقلا فإنها من خلل النفاق قال للمنافقين وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا

 و منه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال الصلاة الوسطى الظهر وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ إقبال الرجل على صلاته و محافظته على وقتها حتى لا يلهيه عنها و لا يشغله شي‏ء

5-  تفسير الإمام العسكري ع، قوله عز و جل وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ قال الإمام ع ثم وصفهم بعد فقال وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ يعني بإتمام ركوعها و سجودها و حفظ مواقيتها و حدودها و صيانتها عما يفسدها أو ينقصها ثم قال الإمام ع حدثني أبي عن أبيه ع أن رسول الله ص كان من خيار أصحابه عنده أبو ذر الغفاري فجاءه ذات يوم فقال يا رسول الله إن لي غنيمات   قدر ستين شاة فأكره أن أبدو فيها و أفارق حضرتك و خدمتك و أكره أن أكلها إلى راع فيظلمها و يسي‏ء رعايتها فكيف أصنع فقال رسول الله ص ابد فيها فبدا فيها فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله ص فقال رسول الله ص يا أبا ذر قال لبيك يا رسول الله قال ص ما فعلت غنيماتك قال يا رسول الله إن لها قصة عجيبة قال و ما هي قال يا رسول الله بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي فقلت يا رب صلاتي و يا رب غنمي فآثرت صلاتي على غنمي و أحضر الشيطان ببالي يا أبا ذر أين أنت إذ عدت الذئاب على غنمك و أنت تصلي فأهلكتها و ما يبقى لك في الدنيا ما تعيش به فقلت للشيطان يبقى لي توحيد الله تعالى و الإيمان برسول الله و موالاة أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب و موالاة الأئمة الهادين الطاهرين من ولده و معاداة أعدائهم فكلما فات من الدنيا بعد ذلك جلل فأقبلت على صلاتي فجاء ذئب فأخذ حملا فذهب به و أنا أحس به إذ أقبل على الذئب أسد فقطعه نصفين و استنقذ الحمل و رده إلى القطيع ثم ناداني يا أبا ذر أقبل على صلاتك فإن الله قد وكلني بغنمك إلى أن تصلي فأقبلت على صلاتي و قد غشيني من التعجب ما لا يعلمه إلا الله تعالى حتى فرغت منها فجاءني الأسد و قال لي امض إلى محمد فأخبره أن الله تعالى قد أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك و وكل أسدا بغنمه يحفظها فعجب من حول رسول الله ص فقال رسول الله صدقت يا أبا ذر و لقد آمنت به أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال بعض المنافقين هذا لمواطاة بين محمد و أبي ذر يريد أن يخدعنا بغروره و اتفق منهم رجال عشرون رجلا و قالوا نذهب إلى غنمه و ننظر إليها إذا صلى هل يأتي الأسد فيحفظ غنمه فيتبين بذلك كذبه فذهبوا و نظروا و أبو ذر قائم يصلي و الأسد يطوف حول غنمه و يرعاها و يرد إلى القطيع ما شذ عنه منها حتى إذا فرغ من صلاته ناداه الأسد هاك قطيعك مسلما وافر   العدد سالما ثم ناداهم الأسد معاشر المنافقين أنكرتم لمولى محمد و علي و آلهما الطيبين و المتوسل إلى الله بهم أن يسخرني الله ربي لحفظ غنمه و الذي أكرم محمدا و آله الطيبين الطاهرين لقد جعلني الله طوع يد أبي ذر حتى لو أمرني بافتراسكم و هلاككم لأهلكتكم و الذي لا يحلف بأعظم منه لو سأل الله بمحمد و آله الطيبين أن يحول البحار دهن زنبق و لبان و الجبال مسكا و عنبرا و كافورا و قضبان الأشجار قضيب الزمرد و الزبرجد لما منعه الله ذلك فلما جاء أبو ذر رحمه الله رسول الله قال له رسول الله ص يا أبا ذر إنك أحسنت طاعة الله فسخر لك من يطيعك في كف العوادي عنك فأنت من أفاضل من مدحه الله عز و جل بأنه يقيم الصلاة

 بيان قال في النهاية فيه كان إذا اهتم بشي‏ء بدا أي خرج إلى البدو و منه الحديث من بدا جفا أي من نزل البادية صار فيه جفاء الأعراب و قال جلل أي هين يسير انتهى هاك أي خذ

6-  مجالس الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد العزيز عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله الصادق ع إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها أبدا ثم اصرف ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك و شمالك لأحسنت صلاتك و اعلم أنك بين يدي من يراك و لا تراه

 و منه عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن إبراهيم بن هشام عن ابن محبوب مثله    فلاح السائل، بإسناده إلى كتاب المشيخة لابن محبوب مثله مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن مثله

7-  الخصال، و مجالس الصدوق، بأسانيد جمة عن النبي ص قال إن الله كره لكم العبث في الصلاة

8-  مجالس الصدوق، عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد عن الحسن بن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال دخل رجل مسجدا فيه رسول الله ص فخفف سجوده دون ما ينبغي و دون ما يكون من السجود فقال رسول الله ص نقر كنقر الغراب لو مات على هذا مات على غير دين محمد

9-  ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال مثله

 المحاسن، عن ابن فضال مثله بيان قال في النهاية نقرة الغراب تخفيف السجود و أنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله

10-  ثواب الأعمال، و مجالس الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن علي بن فضال عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبي بصير قال دخلت على أم حميدة أعزيها بأبي عبد الله الصادق ع فبكت و بكيت لبكائها ثم قالت يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله ع عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال اجمعوا إلي كل من بيني و بينه قرابة قالت فلم نترك أحدا   إلا جمعناه قالت فنظر إليهم ثم قال إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة

11-  مجالس الصدوق، عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال المنافق ينهى و لا ينتهي و يأمر بما لا يأتي إذا قام في الصلاة اعترض و إذا ركع ربض و إذا سجد نقر و إذا جلس شغر الخبر

 بيان اعترض أقول رواه الكليني بسند آخر و زاد فيه قلت يا ابن رسول الله و ما الاعتراض قال الالتفات

و مع قطع النظر عن الرواية يحتمل أن يكون المراد أنه يعترض القرآن فيكتفي بشي‏ء منه من غير أن يقرأ الفاتحة كما هو مذهب بعض العامة أو سورة كاملة معها كما هو مذهب بعضهم. و إذا ركع ربض قال في الصحاح ربوض البقر و الغنم و الفرس و الكلب مثل بروك الإبل انتهى فيحتمل أن يكون المعنى أنه يدلي رأسه و ينحني كثيرا كأنه رابض أو يسقط نفسه من الركوع إلى السجود من غير مكث فيه أيضا و من غير أن يستتم قائما كالغنم أو كناية عن عدم الانفراج و التجافي بين الأعضاء و إذا جلس شغر في القاموس شغر الكلب كمنع رفع إحدى رجليه بال أو لم يبل انتهى و هو إشارة إلى بعض معاني الإقعاء كما سيأتي

12-  تفسير علي بن إبراهيم، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ قال غضك بصرك في صلاتك و إقبالك عليها

 بيان لو كان من رواية كما هو الظاهر فيمكن القول بالتخيير بين النظر إلى موضع السجود و الغمض أو حمله على من يتوقف حضور قلبه عليه كما قيل   بهما أو يكون كناية عن الإعراض عما سوى الله و لا يكون محمولا على الحقيقة فتكون الفقرة الثانية مفسرة للأولى و مؤكدة لها

13-  قرب الإسناد، عن محمد بن عيسى و الحسن بن ظريف و علي بن إسماعيل كلهم عن حماد بن عيسى عن الصادق عن أبيه عن علي ع قال نهى رسول الله ص عن نقرة الغراب و فرشة الأسد

 بيان فرشة الأسد بالشين المعجمة قال في النهاية فيه أنه نهي عن افتراش السبع في الصلاة و هو أن يبسط ذراعيه في السجود و لا يرفعهما عن الأرض كما يبسط الكلب و الذئب ذراعيهما و الافتراش افتعال من الفرش و الفراش انتهى و في بعض النسخ فرسة بالمهملة و هو تصحيف و على تقدير صحته المعنى أن لا يتم أفعال الصلاة كالأسد يأكل بعض فريسته و يدع بعضها

14-  العلل، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر عن أبيه عن علي بن المغيرة عن أبان بن تغلب قال قلت لأبي عبد الله ع إني رأيت علي بن الحسين ع إذا قام في الصلاة غشي لونه لون آخر فقال لي و الله إن علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه

15-  قرب الإسناد، عن أحمد بن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمد الأزدي قال سأل أبو بصير الصادق ع و أنا جالس عنده عن الحور العين فقال له جعلت فداك أ خلق من خلق الدنيا أو خلق من خلق الجنة فقال له ما أنت و ذاك عليك بالصلاة فإن آخر ما أوصى به رسول الله ص و حث عليه الصلاة إياكم أن يستخف أحدكم بصلاته فلا هو إذا كان شابا أتمها و لا هو إذا كان شيخا قوي عليها و ما أشد من سرقة الصلاة فإذا قام أحدكم فليعتدل و إذا ركع فليتمكن و إذا رفع رأسه فليعتدل و إذا سجد   فليتفرج و ليتمكن فإذا رفع رأسه فليعتدل و إذا سجد فليتفرج و إذا رفع رأسه فليلبث حتى يسكن ثم سألته عن وقت صلاة المغرب فقال إذا غاب القرص ثم سألته عن وقت صلاة العشاء الآخرة قال إذا غاب الشفق قال و آية الشفق الحمرة قال و قال بيده هكذا

 بيان ما أنت و ذاك أي سل عما يعنيك و ينفعك فلا هو إذا كان شابا أي لا ينبغي ترك الاهتمام بها لا عند الشباب و لا عند المشيب و الاعتدال إقامة الصلب و عدم الميل إلى أحد الجانبين أزيد من الآخر و التمكن الاستقرار و عدم الحركة و الاطمئنان

16-  مجالس ابن الشيخ، عن جماعة عن أبي المفضل عن الحسن بن علي العاقولي عن موسى بن عمر بن يزيد عن معمر بن خلاد عن الرضا عن آبائه ع قال جاء خالد بن زيد إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله أوصني و أقلل لعلي أن أحفظ قال أوصيك بخمس باليأس عما في أيدي الناس فإنه الغنى و إياك و الطمع فإنه الفقر الحاضر و صل صلاة مودع و إياك و ما تعتذر منه و أحب لأخيك ما تحب لنفسك

17-  العلل، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن الثمالي قال رأيت علي بن الحسين ع يصلي فسقط رداؤه على أحد منكبيه فلم يسوه حتى فرغ من صلاته قال فسألته عن ذلك فقال ويحك بين يدي من كنت إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه

 بيان في سائر الكتب بعد قوله بقلبه فقلت جعلت فداك هلكنا فقال   كلا إن الله يتم ذلك بالنوافل. أقول هل يستحب للغير التأسي به ع في ذلك يحتمله لعموم التأسي و عدمه لعدم اشتراك العلة و معلومية الاختصاص إلا لمن كان له في الاستغراق في العبادة حظ بالغ يناسب هذا الجناب و الأخير عندي أظهر و إن كان ظاهر بعض الأصحاب الأول

18-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله ع إن العبد لترفع له من صلاته نصفها أو ثلثها أو ربعها أو خمسها و ما يرفع له إلا ما أقبل عليه منها بقلبه و إنما أمرنا بالنوافل ليتم لهم بها ما نقصوا من الفريضة

19-  الخصال، عن أحمد بن محمد العطار عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن إبراهيم عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن الله عز و جل كره لي ست خصال و كرههن للأوصياء من ولدي و أتباعهم من بعدي العبث في الصلاة و الرفث في الصوم و المن بعد الصدقة و إتيان المساجد جنبا و التطلع في الدور و الضحك بين القبور

 المحاسن، عن أبيه عن محمد بن سليمان عن أبيه عن الصادق ع مثله مجالس الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الخشاب مثله بيان العبث ظاهره العبث باليد سواء كان باللحية أو بالأنف أو بالأصابع أو غير ذلك و يحتمل شموله لغير اليد أيضا كالرأس و الشفة و غيرهما

    -20  قرب الإسناد، عن السندي بن محمد عن أبي البختري عن الصادق عن أبيه عن علي ع قال الالتفات في الصلاة اختلاس من الشيطان فإياكم و الالتفات في الصلاة فإن الله تبارك و تعالى يقبل على العبد إذا قام في الصلاة فإذا التفت قال الله تبارك و تعالى يا ابن آدم عمن تلتفت ثلاثة فإذا التفت بالرابعة أعرض الله عنه

21-  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا يقومن أحدكم في الصلاة متكاسلا و لا ناعسا و لا يفكرن في نفسه فإنه بين يدي ربه عز و جل و إنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه

 و قال ع لا يعبث الرجل في صلاته بلحيته و لا بما يشغله عن صلاته

 و قال ع ليخشع الرجل في صلاته فإنه من خشع قلبه لله عز و جل خشعت جوارحه فلا يعبث بشي‏ء

 و قال ع إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليصل صلاة مودع

 و قال ع إذا قام أحدكم بين يدي الله جل جلاله فلينحر بصدره و ليقم صلبه و لا ينحني

 بيان قوله فلينحر بالنون أي يجعله محاذيا لنحره أو محاذيا للقبلة قال الفيروزآبادي و الداران يتناحران يتقابلان و نحرت الدار الدار كمنع استقبلتها و الرجل في الصلاة انتصب و نهد صدره أو وضع يمينه على شماله أو انتصب بنحره إزاء القبلة انتهى و في بعض النسخ بالتاء أي فليقصد بصدره ليقيمه

22-  ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن   علي بن حسان عن سهل بن دارم عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال من حبس ريقه إجلالا لله في صلاته أورثه الله صحة حتى الممات

 و منه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن سيف عن أبيه عمن سمع أبا عبد الله ع يقول من صلى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف و ليس بينه و بين الله عز و جل ذنب إلا غفره له

 دعوات الراوندي عنه ع مثله

23-  ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ركعتان خفيفتان في تفكر خير من قيام ليلة

 مكارم الأخلاق عنه ص مثله

24-  ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لا يجمع الله عز و جل لمؤمن الورع و الزهد في الدنيا إلا رجوت له الجنة قال ثم قال و إني لأحب للرجل منكم المؤمن إذا قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه إلى الله و لا يشغل قلبه بأمر الدنيا فليس من مؤمن يقبل بقلبه في صلاته إلى الله إلا أقبل الله إليه بوجهه و أقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبة له بعد حب الله عز و جل إياه

 مجالس المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه مثله

25-  ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب   عن الحكم بن مسكين عن خضر بن عبد الله عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إذا قام العبد إلى الصلاة أقبل الله عز و جل عليه بوجهه فلا يزال مقبلا عليه حتى يلتفت ثلاث مرات فإذا التفت ثلاث مرات أعرض عنه

 المحاسن، عن محمد بن علي عن الحكم بن مسكين مثله

26-  و منه عن أبيه عن النضر عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال من صلى و أقبل على صلاته لم يحدث نفسه و لم يسه فيها أقبل الله عليه ما أقبل عليها فربما رفع نصفها و ثلثها و ربعها و خمسها و إنما أمر بالسنة ليكمل ما ذهب من المكتوبة

 و منه في رواية القداح عن جعفر عن أبيه ع قال قال علي ع للمصلي ثلاث خصال ملائكة حافين به من قدميه إلى أعنان السماء و البر يغشى عليه من رأسه إلى قدمه و ملك عن يمينه و عن يساره فإن التفت قال الرب تبارك و تعالى إلى خير مني تلتفت يا ابن آدم لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل

 بيان قال الفيروزآبادي حافين من حول العرش محدقين بأحفته أي جوانبه و قال أعنان السماء نواحيها و عنانها بالكسر ما بدا لك منها إذا نظرتها قوله ع يغشى عليه في بعض النسخ بالغين أي يجعل مغشيا عليه محيطا به و في بعضها بالفاء أي ينثر عليه و في بعضها ينثر و هو أظهر و في ثواب الأعمال يتناثر

27-  المحاسن، في رواية أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته و لا يرد علي الحوض لا و الله

    و منه في رواية عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال أبصر علي بن أبي طالب ع رجلا ينقر بصلاته فقال منذ كم صليت بهذه الصلاة فقال له الرجل منذ كذا و كذا فقال مثلك عند الله كمثل الغراب إذا ما نقر لو مت مت على غير ملة أبي القاسم ص ثم قال علي ع إن أسرق الناس من سرق صلاته

 و منه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن إسماعيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن ربكم لرحيم يشكر القليل إن العبد ليصلي الركعتين يريد بها وجه الله فيدخله الله به الجنة

 و منه عن جعفر بن محمد بن الأشعث عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال صلى النبي ص صلاة و جهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال لأصحابه هل أسقطت شيئا في القرآن قال فسكت القوم فقال النبي ص أ فيكم أبي بن كعب فقالوا نعم فقال هل أسقطت فيها بشي‏ء قال نعم يا رسول الله إنه كان كذا و كذا فغضب ص ثم قال ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب الله فلا يدرون ما يتلى عليهم منه و لا ما يترك هكذا هلكت بنو إسرائيل حضرت أبدانهم و غابت قلوبهم و لا يقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه

 بيان هذه الرواية مخالفة للمشهور بين الإمامية من عدم جواز السهو على النبي و موافقة لمذهب الصدوق و شيخه و يمكن حملها على التقية بقرينة كون الراوي زيديا و أكثر أخباره موافقة لرواية المخالفين كما لا يخفى على المتتبع

28-  المحاسن، بالإسناد المتقدم عن أبي عبد الله ع قال قال الله تبارك و تعالى إنما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي و يكف نفسه عن الشهوات من أجلي و يقطع نهاره بذكري و لا يتعاظم على خلقي و يطعم الجائع و يكسو العاري و يرحم المصاب و يؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس أجعل له في الظلمات نورا و في الجهالة علما أكلؤه بعزتي و أستحفظه بملائكتي يدعوني فألبيه   و يسألني فأعطيه فمثل ذلك عندي كمثل جنات الفردوس لا تيبس ثمارها و لا تتغير عن حالها

29-  فقه الرضا، ع قال لا صلاة إلا بإسباغ الوضوء و إحضار النية و خلوص اليقين و إفراغ القلب و ترك الأشغال و هو قوله فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ

 بيان لعل الاستشهاد بالجزء الأخير من الآية و يحتمل أن يكون بالجزءين معا بناء على أن معناه فإذا فرغت من دنياك فانصب أي اتعب في عبادة ربك أو إذا فرغت من جهاد أعدائك فانصب بالعبادة لله و سيأتي الكلام فيها

30-  المحاسن، عن أبيه عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن الحلبي و أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال تخفيف الفريضة و تطويل النافلة من العبادة

 بيان لعله محمول على الجماعة فإن التخفيف فيها مطلوب كما سيأتي أو التطويل الخارج عن العادة و الأول أظهر

31-  فقه الرضا، قال ع للمصلي ثلاث خصال يتناثر عليه البر من أعنان السماء إلى مفرق رأسه و تحف به الملائكة من موضع قدميه إلى عنان السماء و ينادي مناد لو يعلم المصلي ما له في الصلاة من الفضل و الكرامة ما انفتل منها و لو يعلم المناجي لمن يناجي ما انفتل و إذا أحرم العبد في صلاته أقبل الله عليه بوجهه و وكل به ملكا يلتقط القرآن من فيه التقاطا فإن أعرض أعرض الله عنه و وكله إلى الملك فإن هو أقبل على صلاته بكليته رفعت صلاته كاملة و إن سها فيها بحديث النفس نقص من صلاته بقدر ما سها و غفل و رفع من صلاته ما أقبل عليه منها و لا يعطي الله القلب الغافل شيئا و إنما جعلت النافلة لتكمل بها الفريضة

    -32  المحاسن، عن علي بن الحكم عن أبان عن مسمع قال كتب إلي أبو عبد الله ع أني أحب لك أن تتخذ في دارك مسجدا في بعض بيوتك ثم تلبس ثوبين طمرين غليظين ثم تسأل الله أن يعتقك من النار و أن يدخلك الجنة و لا تتكلم بكلمة باطلة و لا بكلمة بغي

33-  العياشي، عن محمد بن حمزة عمن أخبره عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ قال السجود و وضع اليدين على الركبتين في السجود

 بيان كذا في النسخ التي عندنا و الظاهر في الركوع و على تقديره يحتمل أن يكون المراد وضع اليدين على الركبتين عند القيام من السجود

34-  تفسير الإمام، قال ع في قوله عز و جل وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ أي بإتمام وضوئها و تكبيرها و قيامها و قراءتها و ركوعها و سجودها و حدودها و قال رسول الله أيما عبد التفت في صلاته قال الله يا عبدي إلى من تقصد و من تطلب أ ربا غيري تريد أو رقيبا سواي تطلب أو جوادا خلاي تبغي و أنا أكرم الأكرمين و أجود الأجودين و أفضل المعطين أثيبك ثوابا لا يحصى قدره أقبل علي فإني عليك مقبل و ملائكتي عليك مقبلون فإن أقبل زال عنه إثم ما كان منه فإن التفت ثانية أعاد الله له مقالته فإن أقبل على صلاته غفر الله له و تجاوز عنه ما كان منه فإن التفت ثالثة أعاد الله له مقالته فإن أقبل على صلاته غفر الله له ما تقدم من ذنبه فإن التفت رابعة أعرض الله عنه و أعرضت الملائكة عنه و يقول وليتك يا عبدي إلى ما توليت

35-  المناقب، لابن شهرآشوب عن أبي حازم في خبر قال رجل لزين العابدين ع تعرف الصلاة فحملت عليه فقال ع مهلا يا أبا حازم فإن العلماء هم الحلماء الرحماء ثم واجه السائل فقال نعم أعرفها فسأله عن أفعالها و تروكها و فرائضها   و نوافلها حتى بلغ قوله ما افتتاحها قال التكبير قال ما برهانها قال القراءة قال ما خشوعها قال النظر إلى موضع السجود قال ما تحريمها قال التكبير قال ما تحليلها قال التسليم قال ما جوهرها قال التسبيح قال ما شعارها قال التعقيب قال ما تمامها قال الصلاة على محمد و آل محمد قال ما سبب قبولها قال ولايتنا و البراءة من أعدائنا فقال ما تركت لأحد حجة ثم نهض يقول اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ و توارى

 بيان الظاهر أن السائل كان الخضر ع و البرهان الحجة و كون القراءة برهان الصلاة لكونها حجة لصحتها و قبولها أو بها نورها و ظهورها أو بها يتميز المؤمن عن المخالف الذي لا يعتقد وجوبها قال في النهاية فيه الصدقة برهان البرهان الحجة و الدليل أي إنها حجة لطالب الأجر من أجل أنها فرض يجازي الله به و عليه و قيل هي دليل على صحة إيمان صاحبها لطيب نفسه بإخراجها انتهى و جوهر الشي‏ء حقيقته و الحمل للمبالغة أي التسبيح له مدخل عظيم في تمامية الصلاة كأنه جوهرها قال الفيروزآبادي الجوهر كل حجر يستخرج منه شي‏ء ينتفع به و من الشي‏ء ما وضعت عليه جبلته و الجري‏ء المقدم و إنما جعل التعقيب شعار الصلاة لشدة ملابسته لها و مدخليته في كمالها لحفظها من الضياع

36-  المناقب، من كتاب الأنوار أنه ع كان قائما يصلي حتى وقف ابنه محمد ع و هو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه أمه فصرخت و أقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر و تستغيث و تقول يا ابن رسول الله غرق ولدك محمد و هو لا ينثني عن صلاته و هو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر فلما طال عليها ذلك قالت حزنا على ولدها ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله فأقبل على صلاته و لم يخرج عنها إلا عن كمالها و إتمامها ثم أقبل عليها و جلس على أرجاء البئر و مد يده إلى قعرها و كانت لا تنال إلا برشاء طويل فأخرج ابنه محمدا على يديه يناغي و يضحك لم يبتل به ثوب و لا جسد بالماء فقال هاك   ضعيفة اليقين بالله فضحكت لسلامة ولدها و بكت لقوله يا ضعيفة اليقين بالله فقال لا تثريب عليك اليوم لو علمت أني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني أ فمن يرى راحم بعده

 بيان قال في النهاية ناغت الأم صبيها لاطفته و شاغلته بالمحادثة و الملاعبة و التثريب التوبيخ و جزاء لو مقدر أو هي للتمني

37-  فقه الرضا، قال ع سئل بعض العلماء من آل محمد ص فقيل له جعلت فداك ما معنى الصلاة في الحقيقة قال صلة الله للعبد بالرحمة و طلب الوصال إلى الله من العبد إذا كان يدخل بالنية و يكبر بالتعظيم و الإجلال و يقرأ بالترتيل و يركع بالخشوع و يرفع بالتواضع و يسجد بالذل و الخضوع و يتشهد بالإخلاص مع الأمل و يسلم بالرحمة و الرغبة و ينصرف بالخوف و الرجاء فإذا فعل ذلك أداها بالحقيقة ثم قيل ما أدب الصلاة قال حضور القلب و إفراغ الجوارح و ذل المقام بين يدي الله تبارك و تعالى و يجعل الجنة عن يمينه و النار يراها عن يساره و الصراط بين يديه و الله أمامه و قيل إن الناس متفاوتون في أمر الصلاة فعبد يرى قرب الله منه في الصلاة و عبد يرى قيام الله عليه في الصلاة و عبد يرى شهادة الله في الصلاة و عبد يرى قيام الله له في الصلاة و هذا كله على مقدار مراتب إيمانهم و قيل إن الصلاة أفضل العبادة لله و هي أحسن صورة خلقها الله فمن أداها بكمالها و تمامها فقد أدى واجب حقها و من تهاون فيها ضرب بها وجهه

38-  رجال الكشي، عن محمد بن مسعود عن علي بن الحسن عن معمر بن خلاد قال قال أبو الحسن الرضا ع إن رجلا من أصحاب علي ع يقال له قيس كان يصلي فلما صلى ركعة أقبل أسود فصار في موضع السجود فلما نحى جبينه عن موضعه تطوق الأسود في عنقه ثم أنساب في قميصه و إني أقبلت يوما من الفرع   فحضرت الصلاة فنزلت فصرت إلى ثمامة فلما صليت ركعة أقبل أفعى نحوي فأقبلت على صلاتي لم أخففها و لم ينتقص منها شي‏ء فدنا مني ثم رجع إلى ثمامة فلما فرغت من صلاتي و لم أخفف دعائي دعوت بعضهم معي فقلت دونك الأفعى تحت الثمامة فقتله و من لم يخف إلا الله كفاه

 مشكاة الأنوار، عن معمر مثله توضيح قال في النهاية انسابت حية أي دخلت و جرت و قال الفرع بضم الفاء و سكون الراء موضع معروف بين مكة و المدينة و قال الثمام نبت صغير و قصير لا يطول انتهى و الظاهر أن المصير إلى الثمامة لكونها سترة

39-  فلاح السائل، روى صاحب كتاب زهرة المهج و تواريخ الحجج بإسناده عن الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال قال مولانا الصادق ع كان علي بن الحسين ع إذا حضرت الصلاة اقشعر جلده و اصفر لونه و ارتعد كالسعفة

 و روى الكليني ما معناه أن مولانا زين العابدين ع كان إذا قال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يكررها في قراءته حتى كان يظن من يراه أنه قد أشرف على مماته

 و روي أن مولانا جعفر بن محمد الصادق ع كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه فلما أفاق سئل ما الذي أوجب ما انتهت حاله إليه فقال ما معناه ما زلت أكرر آيات القرآن حتى بلغت إلى حال كأنني سمعتها مشافهة ممن أنزلها

    و روينا بإسنادنا في كتاب الرسائل عن محمد بن يعقوب الكليني بإسناده إلى مولانا زين العابدين ع أنه قال فأما حقوق الصلاة فأن تعلم أنها وفادة إلى الله و أنك فيها قائم بين يدي الله فإذا علمت ذلك كنت خليقا أن تقوم فيها مقام العبد الذليل الراغب الراهب الخائف الراجي المستكين المتضرع المعظم مقام من يقوم بين يديه بالسكون و الوقار و خشوع الأطراف و لين الجناح و حسن المناجاة له في نفسه و الطلب إليه في فكاك رقبته التي أحاطت بها خطيئته و استهلكتها ذنوبه و لا قوة إلا بالله

 و روى جعفر بن أحمد القمي في كتاب زهد النبي قال كان النبي ص إذا قام إلى الصلاة يربد وجهه خوفا من الله تعالى و كان لصدره أو لجوفه أزيز كأزيز المرجل

 و قال في رواية أخرى إن النبي ص كان إذا قام إلى الصلاة كأنه ثوب ملقى

 و ذكر مصنف كتاب اللؤلؤيات في باب الخشوع قال كان علي بن أبي طالب ع إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل و يتلون فيقال له ما لك يا أمير المؤمنين فيقول جاء وقت أمانة الله التي عرضها على السماوات و الأرض فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان فلا أدري أحسن أداء ما حملت أم لا

 و روى الكليني بإسناده عن أبي عبد الله ع قال كان أبي يقول كان علي بن الحسين ع إذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شي‏ء إلا ما حركت الريح منه

 و رويت بإسنادي من كتاب أصل جامع ما يحتاج إليه المؤمن في دينه في اليوم و الليلة عن أبي أيوب قال كان أبو جعفر و أبو عبد الله ع إذا قاما إلى الصلاة تغيرت ألوانهما حمرة و مرة صفرة كأنما يناجيان شيئا يريانه

    بيان قال الجوهري الربدة لون إلى الغبرة و قد أربد اربدادا و تربد وجه فلان أي تغير من الغضب و قال في النهاية فيه كان إذا نزل عليه الوحي أربد وجهه أي تغير إلى الغبرة و قيل الربدة لون بين السواد و الغبرة و قال فيه أنه كان يصلي و لجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة و هو صوت البكاء و قيل أن يجيش جوفه و يغلي بالبكاء

40-  جامع الأخبار، قال أمير المؤمنين ع لا يجوز صلاة امرئ حتى يطهر خمس جوارح الوجه و اليدين و الرأس و الرجلين بالماء و القلب بالتوبة

41-  غوالي اللآلي قال النبي ص إن الرجلين من أمتي يقومان في الصلاة و ركوعهما و سجودهما واحد و إن ما بين صلاتيهما مثل ما بين السماء و الأرض

 و قال ص من صلى ركعتين و لم يحدث فيهما نفسه بشي‏ء من أمور الدنيا غفر الله له ذنوبه

 و روى معاذ بن جبل عنه ع أنه قال من عرف من على يمينه و شماله متعمدا في الصلاة فلا صلاة له

 و قال ص إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له سدسها و لا عشرها و إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها

42-  مجالس الشيخ، بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن العبد إذا عجل فقام لحاجته يقول الله تبارك و تعالى أ ما يعلم عبدي أني أنا أقضي الحوائج

43-  مجالس الشيخ، و جامع الورام، و مكارم الأخلاق، في وصية النبي ص لأبي ذر قال يا أبا ذر ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة و القلب لاه

    -44  الخصال، عن المظفر بن جعفر العلوي عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر و كان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله و كان يصلي صلاة مودع يرى أن لا يصلي بعدها أبدا و قال إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه فقال رجل هلكنا فقال كلا إن الله متم ذلك بالنوافل الحديث

45-  فلاح السائل، قال رحمه الله ذكر الكراجكي في كتاب كنز الفوائد قال جاء في الحديث أن أبا جعفر المنصور خرج في يوم جمعة متوكئا على يد الصادق جعفر بن محمد ع فقال رجل يقال له رزام مولى خالد بن عبد الله من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أمير المؤمنين على يده فقيل له هذا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع فقال إني و الله ما علمت لوددت أن خد أبي جعفر نعل لجعفر ثم قام فوقف بين يدي المنصور فقال له أسأل يا أمير المؤمنين فقال له المنصور سل هذا فقال إني أريدك بالسؤال فقال له المنصور سل هذا فالتفت رزام إلى الإمام جعفر بن محمد ع فقال له أخبرني عن الصلاة و حدودها فقال له الصادق ع للصلاة أربعة آلاف حد لست تؤاخذ بها فقال أخبرني بما لا يحل تركه و لا تتم الصلاة إلا به فقال أبو عبد الله ع لا يتم الصلاة إلا لذي طهر سابغ و تمام بالغ غير نازغ و لا زائغ عرف فوقف و أخبت فثبت فهو واقف بين اليأس و الطمع و الصبر و الجزع كان الوعد له صنع و الوعيد به وقع يذل عرضه و يمثل غرضه و بذل في الله المهجة و تنكب إليه المحجة غير مرتغم بارتغام يقطع علائق الاهتمام بعين من له قصد و إليه وفد و منه استرفد   فإذا أتى بذلك كانت هي الصلاة التي بها أمر و عنها أخبر و إنها هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء و المنكر فالتفت المنصور إلى أبي عبد الله ع فقال يا أبا عبد الله لا نزال من بحرك نغترف و إليك نزدلف تبصر من العمى و تجلو بنورك الطخياء فنحن نعوم في سبحات قدسك و طامي بحرك

 بيان غير نازغ قال الفيروزآبادي نزغه كمنعه طعن فيه و اغتابه و بينهم أفسد و أغرى و وسوس و لا زائغ من قوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ أي ميل عرف أي عرف الله فوقف بين يديه أو على المعرفة و أخبت أي خشع فثبت عليه يذل عرضه في بعض النسخ بالباء بصيغة الماضي و في بعضها بالياء المثناة بصيغة المستقبل و في القاموس العرض بالتحرك حطام الدنيا و ما كان من مال و الغنيمة و الطمع و اسم لما لا دوام له و يحتمل أكثر تلك الوجوه بأن يكون الغرض الإعراض عن تلك الأغراض الدنيوية و أن يكون بضم الأول و فتح الثاني جمع عرضة بمعنى المانع أي ما يمنعك من الحضور و الإخلاص و كونه جمع العارض بمعنى الخد بعيد لفظا و أن يكون بكسر الأول و سكون الثاني بمعنى الجسد أو النفس أو بالمعنى المعروف و بالتحريك بأحد معانيه أنسب. و يمثل غرضه أي يجعل مقصوده من العبادة نصب عينه و في بعض النسخ تمثل بصيغة الماضي و عرضه بالعين المهملة أي تمثل في نظره معروضه و ما يريد أن يعرضه لديه من المقاصد و الأول أظهر. و تنكب إليه المحجة التنكب إذا عدي بعن فهو بمعنى التجنب و إذا عدي بإلى فهو بمعنى الميل في النهاية في حديث حجة الوداع فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء و ينكبها إلى الناس أي يميلها إليهم انتهى و يحتمل أن يكون إليه متعلقا بالمحجة أي تنكب في السبيل إليه عمن سواه. غير مرتغم بارتغام المراغمة الهجران و التباعد و المغاضبة أي لا يكون سجوده و إيصال أنفه إلى الرغام على وجه يوجب بعده من الملك العلام أو على وجه   السخط و عدم الرضا فقوله ع يقطع علائق الاهتمام مستأنف أي الاهتمام بالدنيا و يحتمل أن يكون صفة لارتغام فالمراد الاهتمام بالعبادة بعين من له قصد أي يعلم أنه مطلع عليه و في بعض النسخ بغير من له قصد فهو متعلق بالاهتمام أي يقطع علائق الاهتمام بغيره تعالى و الاسترفاد طلب الرفد و العطاء و الازدلاف القرب و الطخياء الليلة المظلمة و من الكلام ما لا يفهم و العوم السباحة و سبحات قدسك أي أنواره أو محاسن قدسك لأنك إذا رأيت الشي‏ء الحسن قلت سبحان الله و طما الماء علا و البحر امتلأ

46-  مجالس الصدوق، بإسناده عن الحسين بن زيد عن أبيه عن الصادق ع عن آبائه قال قال رسول الله ص إن الله كره لكم أيتها الأمة أربعا و عشرين خصلة و نهاكم عنه كره لكم العبث في الصلاة الخبر

47-  مشكاة الأنوار نقلا من المحاسن عن الحسن بن صالح قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم ركوعها و سجودها ثم جلس فأثنى على الله و صلى على رسول الله ص ثم سأل الله حاجته فقد طلب الخير في مظانه و من طلب الخير في مظانه لم يخب

 و من كتاب آخر عن أبي عبد الله ع قال اعمل عمل من قد عاين

 و قال ع لا دين لمن لا عهد له و لا إيمان لمن لا أمانة له و لا صلاة لمن لا زكاة له و لا زكاة لمن لا ورع له

48-  كتاب جعفر بن محمد بن شريح عن حميد بن شعيب عن جابر الجعفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما من عبد يقوم إلى الصلاة فيقبل بوجهه إلى الله إلا أقبل الله إليه بوجهه فإن التفت صرف الله وجهه عنه و لا يحسب من صلاته إلا ما أقبل بقلبه إلى الله و لقد صلى أبو جعفر ع ذات يوم فوقع على رأسه شي‏ء فلم   ينزعه من رأسه حتى قام إليه جعفر فنزعه من رأسه تعظيما لله و إقبالا على صلاته و هو قول الله أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً و هي أيضا في الولاية

 بيان أي هذا ظاهر الآية و في باطن الآية فسر الدين بالولاية أو المعنى أن الحنيف إشارة إلى الولاية

49-  سعد السعود، وجدت في صحف إدريس ع إذا دخلتم في الصلاة فاصرفوا لها خواطركم و أفكاركم و ادعوا الله دعاء طاهرا متفرغا و سلوه مصالحكم و منافعكم بخضوع و خشوع و طاعة و استكانة و إذا ركعتم و سجدتم فأبعدوا عن نفوسكم أفكار الدنيا و هواجس السوء و أفعال الشر و اعتقاد المكر و مآكل السحت و العدوان و الأحقاد و اطرحوا بينكم ذلك كله

50-  كتاب المسائل، لعلي بن جعفر عن أخيه موسى ع قال سألته عن الرجل أ يصلح له أن يغمض عينيه متعمدا في صلاته قال لا بأس

51-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لا صلاة لمن لا يتم ركوعها و سجودها

 و بهذا الإسناد قال قال النبي ص من أسبغ وضوءه و أحسن صلاته و أدى زكاة ماله و ملك غضبه و سجن لسانه و بذل معروفه و أدى النصيحة لأهل بيت نبيه فقد استكمل حقائق الإيمان و أبواب الجنان له مفتحة

 أقول قد مر بأسانيد جمة

52-  و وجدت بخط، الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشيخ الشهيد قدس الله روحهما قال روى جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنت مع مولانا   أمير المؤمنين ع فرأى رجلا قائما يصلي فقال له يا هذا أ تعرف تأويل الصلاة فقال يا مولاي و هل للصلاة تأويل غير العبادة فقال إي و الذي بعث محمدا بالنبوة و ما بعث الله نبيه بأمر من الأمور إلا و له تشابه و تأويل و تنزيل و كل ذلك يدل على التعبد فقال له علمني ما هو يا مولاي فقال ع تأويل تكبيرتك الأولى إلى إحرامك أن تخطر في نفسك إذا قلت الله أكبر من أن يوصف بقيام أو قعود و في الثانية أن يوصف بحركة أو جمود و في الثالثة أن يوصف بجسم أو يشبه بشبه أو يقاس بقياس و تخطر في الرابعة أن تحله الأعراض أو تولمه الأمراض و تخطر في الخامسة أن يوصف بجوهر أو بعرض أو يحل شيئا أو يحل فيه شي‏ء و تخطر في السادسة أن يجوز عليه ما يجوز على المحدثين من الزوال و الانتقال و التغير من حال إلى حال و تخطر في السابعة أن تحله الحواس الخمس ثم تأويل مد عنقك في الركوع تخطر في نفسك آمنت بك و لو ضربت عنقي ثم تأويل رفع رأسك من الركوع إذا قلت سمع الله لمن حمده الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ تأويله الذي أخرجني من العدم إلى الوجود و تأويل السجدة الأولى أن تخطر في نفسك و أنت ساجد منها خلقتني و رفع رأسك تأويله و منها أخرجتني و السجدة الثانية و فيها تعيدني و رفع رأسك تخطر بقلبك و منها تخرجني تارة أخرى و تأويل قعودك على جانبك الأيسر و رفع رجلك اليمنى و طرحك على اليسرى تخطر بقلبك اللهم إني أقمت الحق و أمت الباطل و تأويل تشهدك تجديد الإيمان و معاودة الإسلام و الإقرار بالبعث بعد الموت و تأويل قراءة التحيات تمجيد الرب سبحانه و تعظيمه عما قال الظالمون و نعته الملحدون و تأويل قولك السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ترحم عن الله سبحانه فمعناها هذه أمان لكم من عذاب يوم القيامة ثم قال أمير المؤمنين ع من لم يعلم تأويل صلاته هكذا فهي خداج أي ناقصة

    بيان الذي أخرجني لعل المعنى أنه لما أمر الله تعالى بعد الركوع الذي هو تذلل العبد و استكانته عند ربه برفع الرأس فمعناه أنه رفعك الله عن المذلة في الدارين و نجاك من الهلكة فيهما و لا يقدر على ذلك إلا الذي خلقه و أخرجه من العدم إلى الوجود فهذا مستلزم للإقرار بالخلق. و أما السجدة الأولى فإنما تدل على الخلق لأن مثل هذا التذلل لا يليق إلا بالخالق و إنما أمر بالسجدة بالتراب لأنه مبدأ خلقه و كذا الرفع يدل على أن الذي خلقه من التراب قادر على أن يخلصه من تعلقات هذه الدنيا الدنية و يجعله جليس رب الأرباب ثم يسجد للإقرار بأن له بعد هذه الرفعة مذلة تحت التراب ثم يرفعه عنها رفعة لا مذلة بعدها يوم الحساب. و أما التورك فلما كانت اليسرى أضعف الجانبين و أخسهما فناسبت الباطل و اليمنى أقوى الجانبين و أشرفهما ناسبت الحق فلما رفع اليمنى على اليسرى أشعر بذلك بأني أقمت الحق و أمت الباطل مع أن فيه مخالفة العامة أيضا في الإقعاء فقد أقام هذا الحق و أمات هذا الباطل الذي ابتدعوه و لما كانت الصلاة معراج المؤمن فإذن السلام كناية عن دخوله المجلس الخاص للمعبود و هو دار الأمن و الأمان فكأنه بشارة بالأمن من عذاب يوم القيامة أو أن الإمام إذا سلم على المأمومين بأمره تعالى فكأنه بشرهم بالسلامة و الرحمة و البركات من مفيض الخيرات. و يؤيد الأخير أنه روي في الفقيه قال رجل لأمير المؤمنين ع يا ابن عم خير خلق الله ما معنى رفع رجلك اليمنى و طرحك اليسرى في التشهد قال تأويله اللهم أمت الباطل و أقم الحق قال فما معنى قول الإمام السلام عليكم فقال إن الإمام يترحم عن الله عز و جل و يقول في ترجمته لأهل الجماعة أمان لكم من عذاب الله يوم القيامة و تحت كل منها أسرار لا تخفى على العارفين و ذكرها يوجب ملال الغافلين. و قال الشهيدان في النفلية و شرحها و أول في الرواية التي رواها أحمد بن   أبي عبد الله عن علي ع التكبير الأول من هذه التكبيرات السبع أن يلمس بالأخماس أي بالأصابع الخمس أو يدرك بالحواس أو أن يوصف بقيام أو قعود و الثاني أن يوصف بحركة أو جمود أي سكون مراعاة للمقابلة و إن كان الجمود أعم و الثالث أن يوصف بجسم أو يشبه بشبيه و الرابع أن تحله الأعراض و تؤلمه الأمراض أي لا تتعلق به الأمراض فتؤلمه لا أن يجوز تعلق الأمراض و لا تؤلمه كقوله تعالى الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها و الخامس أن يوصف بجوهر أو عرض أو يجعل في شي‏ء و السادس أن يجوز عليه الزوال و هو العدم أو الانتقال من مكان إلى مكان أو التغير من حال إلى حال و السابع أن تحله الحواس الخمس الظاهرة التي هي الباصرة و السامعة و الشامة و الذائقة و اللامسة و الخمس الباطنة التي هي الحس المشترك و الخيال و الوهم و الحافظة و المتخيلة و إن كانت منفية عنه تعالى إلا أن الإطلاق لا ينصرف إليها انتهى

53-  بيان التنزيل، لابن شهرآشوب قيل كان النبي ص إذا صلى رفع بصره إلى السماء فلما نزل الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ طأطأ رأسه و رمى ببصره إلى الأرض

 و منه نقلا من تفسير القشيري أن أمير المؤمنين ع كان إذا حضر وقت الصلاة تلون و تزلزل فقيل له ما لك فقال جاء وقت أمانة عرضها الله عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ و أنا في ضعفي فلا أدري أحسن أداء ما حملت أو لا

54-  دعوات الراوندي، عن محمد بن الحسن بن كثير الخزاز عن أبيه قال رأيت أبا عبد الله ع و عليه قميص غليظ خشن تحت ثيابه و فوقه جبة صوف و فوقها قميص غليظ فمسستهما فقلت إن الناس يكرهون لباس الصوف قال كلا كان أبي محمد بن علي ع يلبسها و كان علي بن الحسين ع يلبسها و كانوا يلبسون أغلظ ثيابهم إذا قاموا إلى الصلاة   و كان ع إذا صلى برز إلى موضع خشن فيصلي فيه و يسجد على الأرض فأتى الجبان و هو جبل بالمدينة يوما ثم قام على حجارة خشنة محرقة فأقبل يصلي و كان كثير البكاء فرفع رأسه من السجود و كأنما غمس في الماء من كثرة دموعه

 و عن ربيعة بن كعب عن النبي ص قال إذا صليت فصل صلاة مودع

55-  عدة الداعي، فيما أوحى الله إلى داود ع لربما صلى العبد فأضرب بها وجهه و أحجب عني صوته أ تدري من ذلك يا داود ذلك الذي يكثر الالتفات إلى حرم المؤمنين بعين الفسق و ذلك الذي حدثته نفسه لو ولي أمرا لضرب فيه الأعناق ظلما يا داود نح على خطيئتك كالمرأة الثكلى على ولدها و كم ركعة طويلة فيها بكاء بخشية قد صلاها صاحبها لا تساوي عندي فتيلا حين نظرت في قلبه و وجدته إن سلم من الصلاة و برزت له امرأة و عرضت عليه نفسها أجابها و إن عامله مؤمن خانه

 و عن النبي ص قال أ لا أدلكم على أكسل الناس و أسرق الناس و أبخل الناس و أجفى الناس و أعجز الناس قالوا بلى يا رسول الله ص قال فأما أبخل الناس فرجل يمر بمسلم و لا يسلم عليه و أما أكسل الناس فعبد صحيح فارغ لا يذكر الله بشفة و لا بلسان و أما أسرق الناس فالذي يسرق من صلاته فصلاته تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه و أما أجفى الناس فرجل ذكرت بين يديه فلم يصل علي و أما أعجز الناس فمن عجز عن الدعاء

 و عنهم ع صلاة ركعتين بفص عقيق تعدل ألف ركعة بغيره

 و عن النبي ص قال أوحى الله إلي أن يا أخا المرسلين يا أخا المنذرين أنذر قومك لا يدخلوا بيتا من بيوتي و لأحد من عبادي عند أحدهم مظلمة فإني ألعنه ما دام قائما يصلي بين يدي حتى يرد تلك المظلمة فأكون سمعه الذي يسمع به و أكون بصره الذي يبصر به و يكون من أوليائي و أصفيائي و يكون جاري مع النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ في الجنة

    و روي أن إبراهيم ع كان يسمع تأوهه على حد ميل حتى مدحه الله تعالى بقوله إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ و كان في صلاة يسمع له أزيز كأزيز المرجل و كذلك كان يسمع من صدر سيدنا رسول الله ص مثل ذلك و كانت فاطمة ع تنهج في الصلاة من خيفة الله تعالى

 بيان النهج بالتحريك البهر و تتابع النفس و قد نهج بالكسر ينهج ذكره الجوهري

56-  العدة، ]عدة الداعي[ روى المفضل بن عمر عن الصادق عن أبيه عن جده ع أن الحسن بن علي ع كان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز و جل و كان إذا ذكر الجنة و النار اضطرب اضطراب السليم و سأل الله الجنة و تعوذ بالله من النار

 و قالت عائشة كان رسول الله ص يحدثنا و نحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا و لم نعرفه

 و عن النبي ص قال لو صليتم حتى تكونوا كالأوتار و صمتم حتى تكونوا كالحنايا لم يقبل الله منكم إلا بورع

 و عنه ص قال العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل و قيل على الماء

 توضيح أوتار القوس جمع الوتر بالتحريك معروف و في النهاية حنيت الشي‏ء عطفته و منه الحديث لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا هي جمع حنية أو حني و هما القوس فعيل بمعنى مفعول لأنها محنية أي معطوفة

57-  العدة، ]عدة الداعي[ قال النبي ص يا با ذر ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك و من يكثر قرع باب الملك يفتح له يا أبا ذر ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه و بين العرش   و وكل الله به ملكا ينادي يا ابن آدم لو تعلم ما لك في صلاتك و لمن تناجي ما سئمت و لا التفت و فيما أوحى الله إلى ابن عمران يا موسى عجل التوبة و أخر الذنب و تأن في المكث بين يدي في الصلاة و لا ترج غيري اتخذني جنة للشدائد و حصنا لملمات الأمور

 و عن النبي ص إن ربك يباهي الملائكة بثلاثة نفر رجل يصبح في أرض قفر فيؤذن و يقيم ثم يصلي فيقول ربك عز و جل للملائكة انظروا إلى عبدي يصلي و لا يراه أحد غيري فينزل سبعون ألف ملك يصلون وراءه و يستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم و رجل قام من الليل يصلي وحده فسجد و نام و هو ساجد فيقول انظروا إلى عبدي روحه عندي و جسده ساجد لي و رجل في زحف فيفر أصحابه و يثبت هو يقاتل حتى قتل

 و عنهم ع صلاة ركعتين بتدبر خير من قيام ليلة و القلب ساه

 و عنهم ع ليس لك من صلاتك إلا ما أحضرت فيه قلبك

 و من سنن إدريس ع إذا دخلتم في الصلاة فاصرفوا إليها خواطركم و أفكاركم و ادعوا الله دعاء ظاهرا متفرغا و اسألوه مصالحكم و منافعكم بخضوع و خشوع و طاعة و استكانة

 و قال رسول الله ص من صلى صلاة يرائي بها فقد أشرك ثم قرأ هذه الآية قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً

58-  أسرار الصلاة، للشهيد الثاني رحمه الله روي عن النبي ص أن العبد إذا اشتغل بالصلاة جاءه الشيطان و قال له اذكر كذا اذكر كذا حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى

 و قال ص أ ما يخاف الذي يحول وجهه في الصلاة أن يحول الله وجهه   وجه حمار

 و عنه ص من حبس نفسه في صلاة الفريضة فأتم ركوعها و سجودها و خشوعها ثم مجد الله عز و جل و عظمه و حمده حتى يدخل وقت صلاة أخرى لم يلغ بينهما كتب الله له كأجر الحاج المعتمر و كان من أهل عليين

 بيان لم يلغ بينهما أي لم يأت بفعل أو قول يكون ملغى لا نفع يترتب عليه في الآخرة

59-  أسرار الصلاة، عن النبي ص إن من الصلاة لما يقبل نصفها و ثلثها و ربعها و خمسها إلى العشر و إن منها لما يلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها و إنما لك من صلاتك ما أقبلت عليه بقلبك

 و عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إذا قام العبد المؤمن في صلاته نظر الله إليه أو قال أقبل الله عليه حتى ينصرف و أظلته الرحمة من فوق رأسه إلى أفق السماء و الملائكة تحفه من حوله إلى أفق السماء و وكل الله به ملكا قائما على رأسه يقول أيها المصلي لو تعلم من ينظر إليك و من تناجي ما التفت و لا زلت من موضعك أبدا

 و قال الصادق ع لا تجمع الرغبة و الرهبة في قلب إلا وجبت له الجنة فإذا صليت فأقبل بقلبك على الله عز و جل فإنه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على الله عز و جل في صلاته و دعائه إلا أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين و أيده مع مودتهم إياه بالجنة

 و عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع أنهما قالا ما لك من صلاتك إلا ما أقبلت عليه فيها فإن أوهمها كلها أو غفل عن أدائها لفت فضرب بها وجه صاحبها

 و روي عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إذا كنت في صلاتك فعليك بالخشوع و الإقبال على صلاتك فإن الله تعالى يقول الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ

    و عنه ع قال كان علي بن الحسين ع إذا قام إلى الصلاة تغير لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقا

 و روى العيص بن القاسم عن أبي عبد الله ع أنه قال و الله إنه ليأتي على الرجل خمسون سنة و ما قبل الله منه صلاة واحدة فأي شي‏ء أشد من هذا و الله إنكم لتعرفون من جيرانكم و أصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها إن الله عز و جل لا يقبل إلا الحسن فكيف تقبل ما يستخف به

 و عن أبي الحسن الرضا ع أن أمير المؤمنين ع كان يقول طوبى لمن أخلص لله العبادة و الدعاء و لم يشتغل قلبه بما تراه عيناه و لم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه و لم يحزن صدره بما أعطي غيره

 و قال النبي ص إذا قام العبد إلى الصلاة فكان هواه و قلبه إلى الله تعالى انصرف كيوم ولدته أمه

 و قال ص إن الله مقبل على العبد ما لم يلتفت

 و قال ص و قد رأى مصليا يعبث بلحيته أما هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه

 و قال ص يمضي على الرجل ستون سنة أو سبعون ما قبل الله منه صلاة واحدة

60-  أعلام الدين، كان علي بن الحسين ع إذا صلى تبرز إلى مكان خشن يتخفى و يصلي فيه و كان كثير البكاء قال فخرج يوما في حر شديد إلى الجبان ليصلي فيه فيتبعه مولى له و هو ساجد على الحجارة و هي خشنة حارة و هو يبكي فجلس مولاه حتى فرغ فرفع رأسه و كأنه قد غمس رأسه و وجهه في الماء من كثرة الدموع الخبر

61-  مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد الله ع قال إن الله يبغض الشهرتين شهرة اللباس و شهرة الصلاة

    و عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص عند عائشة ليلتها قالت يا رسول الله و لم تتعب نفسك و قد غفر لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فقال يا عائشة أ لا أكون عبدا شكورا قال و كان رسول الله ص يقوم على أصابع رجليه فأنزل الله طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى

 و عن علي بن يقطين قال قال أبو الحسن موسى ع مر أصحابك أن يكفوا ألسنتهم و يدعوا الخصومة في الدين و يجتهدوا في عبادة الله و إذا قام أحدهم في صلاة فريضة فليحسن صلاته و ليتم ركوعه و سجوده و لا يشغل قلبه بشي‏ء من أمور الدنيا فإني سمعت أبي ع يقول إن ملك الموت يتصفح وجوه المؤمنين عند حضور الصلوات المفروضات

62-  ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن صفوان عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال الصلاة وكل بها ملك ليس له عمل غيرها فإذا فرغ منها قبضها ثم صعد بها فإن كانت مما تقبل قبلت و إن كانت مما لا تقبل قيل له ردها على عبدي فينزل بها حتى يضرب بها وجهه ثم يقول له أف لك لا يزال لك عمل يعنتني

 المحاسن، عن أبيه عن صفوان عن ابن خارجة عنه ع مثله

63-  كتاب الغايات، للشيخ جعفر بن أحمد القمي عن النبي ص قال خياركم ألينكم مناكب في الصلاة

    بيان قال في النهاية فيه خياركم ألاينكم مناكب في الصلاة هي جمع ألين بمعنى السكون و الوقار و الخشوع انتهى و يحتمل أن يكون كناية عن كثرة الصلاة أو التفسح للواردين في الجماعة

64-  معاني الأخبار، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد الله ع اعلم أن الصلاة حجزة الله في الأرض فمن أحب أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته فلينظر فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش و المنكر فإنما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز

 بيان قال في النهاية فيه إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت به و التجأت إليه مستجيرة و أصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة و احتجز الرجل بالإزار إذا شده على وسطه فاستعاره للاعتصام و الالتجاء و التمسك بالشي‏ء و التعلق به و منه الحديث الآخر و النبي آخذ بحجزة الله أي بسبب منه و الانحجاز مطاوع حجزه إذا منعه. و قال في القاموس حجزه يحجزه و يحجزه حجزا منعه و كفه فانحجز و بينهما فصل و الحجزة الذين يمنعون بعض الناس من بعض و يفصلون بينهم بالحق و تحاجزا تمانعا و شدة الحجزة كناية عن الصبر انتهى و الظاهر أن المراد هنا ما يحجز الناس عن المعاصي و يحتمل السبب أيضا

65-  تفسير علي بن إبراهيم، اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَ أَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ قال من لم تنهه الصلاة عن الفحشاء و المنكر لم يزدد من الله إلا بعدا

66-  دعائم الإسلام، عن علي ع قال قال رسول الله ص أسرق   السراق من سرق من صلاته يعني لا يتمها

 و عنه عن رسول الله ص قال من لم يتم وضوءه و ركوعه و سجوده و خشوعه فصلاته خداج يعني ناقصة غير تامة

 و عنه ع قال الصلاة ميزان فمن وفى استوفى

 و عنه عن رسول الله ص أنه قال صلاة ركعتين خفيفتين في تمكن خير من قيام ليلة

 و عنه قال مثل الذي لا يتم صلاته كمثل حبلى حملت إذا دنا نفاسها أسقطت فلا هي ذات حمل و لا ذات ولد

 و عنه ع أنه دخل المسجد فنظر إلى أنس بن مالك يصلي و ينظر حوله فقال له يا أنس صل صلاة مودع ترى أنك لا تصلي بعدها صلاة أبدا اضرب ببصرك موضع سجودك لا تعرف من عن يمينك و لا عن شمالك و اعلم أنك بين يدي من يراك و لا تراه

 و عن جعفر بن محمد ع أنه قال في قول الله عز و جل الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ قال الخشوع غض البصر في الصلاة و قال من التفت بالكلية في صلاته قطعها

 و عن رسول الله ص قال بنيت الصلاة على أربعة أسهم سهم منها إسباغ الوضوء و سهم منها الركوع و سهم منها السجود و سهم منها الخشوع فقيل يا رسول الله و ما الخشوع قال ص التواضع في الصلاة و أن يقبل العبد بقلبه كله على ربه فإذا هو أتم ركوعها و سجودها و أتم سهامها صعدت إلى السماء لها نور يتلألأ و فتحت أبواب السماء لها و تقول حافظت علي حفظك الله فتقول الملائكة   صلى الله على صاحب هذه الصلاة و إذا لم يتم سهامها صعدت و لها ظلمة و غلقت أبواب السماء دونها و تقول ضيعتني ضيعك الله و يضرب الله بها وجهه

 و روينا عن علي بن الحسين أنه صلى فسقط الرداء من منكبيه فتركه حتى فرغ من صلاته فقال له بعض أصحابه يا ابن رسول الله سقط رداؤك عن منكبيك فتركته و مضيت في صلاتك فقال ويحك تدري بين يدي من كنت شغلني و الله ذلك عن هذا أ تعلم أنه لا يقبل من صلاة العبد إلا ما أقبل عليه فقال له يا ابن رسول الله هلكنا إذا قال كلا إن الله يتم ذلك بالنوافل

 و عنه ع أنه كان إذا توضأ للصلاة و أخذ في الدخول فيها اصفر وجهه و تغير فقيل له مرة في ذلك فقال إني أريد الوقوف بين يدي ملك عظيم

 و عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أنهما كانا إذا قاما في الصلاة تغيرت ألوانهما مرة حمرة و مرة صفرة كأنهما يناجيان شيئا يريانه

 و عن علي ع أنه كان إذا دخل الصلاة كان كأنه بناء ثابت أو عمود قائم لا يتحرك و كان ربما ركع أو سجد فيقع الطير عليه و لم يطق أحد أن يحكي صلاة رسول الله ص إلا علي بن أبي طالب و علي بن الحسين ع

 و عن جعفر بن محمد أنه سئل عن الرجل يقوم في الصلاة هل يراوح بين رجليه أو يقدم رجلا و يؤخر أخرى من غير علة قال لا بأس بذلك ما لم يتفاحش

 و قال إن رسول الله ص نهى أن يفرق المصلي بين قدميه في الصلاة و قال إن ذلك فعل اليهود و لكن أكثر ما يكون ذلك نحو الشبر فما دونه و كلما جمعهما فهو أفضل إلا أن تكون به علة

 و عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أنهما قالا إنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها فإذا أوهمها كلها لفت فضرب بها وجهه

    و عن جعفر بن محمد أنه قال إذا أحرمت في الصلاة فأقبل عليها فإنك إذا أقبلت أقبل الله عليك و إذا أعرضت أعرض الله عنك فربما لم يرفع من الصلاة إلا الثلث أو الربع أو السدس على قدر إقبال المصلي على صلاته و لا يعطي الله الغافل شيئا

 و عن رسول الله ص أنه قال ليرم أحدكم ببصره في صلاته إلى موضع سجوده و نهى أن يطمح الرجل ببصره إلى السماء و هو في الصلاة

 بيان يدل على كراهة النظر إلى السماء في الصلاة و نقل عليه في المنتهى الإجماع و قال

 روى أنس عن رسول الله ص أنه قال ما بال أقوام يرفعون أبصارهم في صلاتهم لينتهن عن ذلك أو ليخطفن أبصارهم

 و في خبر زرارة عن أبي جعفر ع قال أجمع بصرك و لا ترفعه إلى السماء

و أما تغميض العين فقد عرفت أن ظاهر أكثر الأخبار استحباب النظر إلى موضع السجود و قال في المنتهى يكره تغميض العين في الصلاة

 و روي النهي عنه من طريق العامة عن ابن عباس عن النبي ص و من طريق الخاصة عن مسمع عن أبي عبد الله ع أن النبي ص نهى أن يغمض الرجل عينه في الصلاة

و يحتمل التخيير كما مر و الأفضل النظر إلى موضع السجود في القيام و عد الشهيد ره في النفلية من المكروهات تحديد النظر إلى شي‏ء بعينه و إن كان بين يديه بل ينظر نظر خاشع و التقدم و التأخر إلا لضرورة

67-  الدعائم، عن رسول الله ص أنه نظر إلى رجل يصلي و هو يعبث بلحيته فقال أما إنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه

    و قال ص إن الله كره لكم ستا العبث في الصلاة و المن في الصدقة و الرفث في الصيام و الضحك عند القبور و إدخال الأعين في الدور بغير إذن و الجلوس في المساجد و أنتم جنب

 و عن علي ع قال قال لنا رسول الله ص إياكم و شدة التثاؤب في الصلاة

 و عن جعفر بن محمد ع أنه كره التثاؤب و التمطي في الصلاة

 قال المؤلف و ذلك لأن هذا إنما يعتري من الكسل فهو منهي عنه أن يتعمد أو يستعمل و التثاؤب شي‏ء يعتري على غير تعمد فمن اعتراه و لم يملكه فليمسك يده على فيه و لا يثنه و لا يمده

 و قد روينا عن علي ع أن رسول الله ص كان إذا تثاءب في الصلاة ردها بيمينه

 و عن جعفر بن محمد ع أنه نهى أن يغمض المصلي عينيه في الصلاة

68-  أصل من أصول الأصحاب عن أحمد بن إسماعيل عن أحمد بن إدريس عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن عبد الله عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ليس السارق من يسرق الناس و لكنه الذي يسرق الصلاة

69-  كتاب عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن من أغبط أوليائي عندي رجل خفيف الحاذ ذو حظ   من صلاة أحسن عبادة ربه في الغيب و كان غامضا في الناس جعل رزقه كفافا فصبر عجلت عليه منيته مات فقل تراثه و قلت بواكيه