باب 16- فضل الإحسان و الفضل و المعروف و من هو أهل لها

الآيات البقرة وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ آل عمران وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ النساء لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ الأعراف إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ و قال تعالى سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ و قال تعالى إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ التوبة ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال سبحانه إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ هود وَ اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ يوسف وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ و قال تعالى نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَ لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ النحل إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى و قال تعالى إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ القصص وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ و قال تعالى وَ أَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ   الذاريات إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن البرقي عن أبيه عن جده عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عبد الله بن الوليد الوصافي قال قال أبو جعفر الباقر ع صنائع المعروف تقي مصارع السوء و كل معروف صدقة و أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة و أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة و أول أهل الجنة دخولا إلى الجنة أهل المعروف و إن أول أهل النار دخولا إلى النار أهل المنكر

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي البلاد مثله

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن محمد بن يحيى الخنيسي عن منذر بن جيفر عن عبيد الله الوصافي عن أبي جعفر ع عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي ص مثله

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن محمد بن القاسم الأنباري عن أبيه عن محمد بن أبي يعقوب الدينوري عن أحمد بن أبي المقدام العجلي قال يروى أن رجلا جاء إلى علي بن أبي طالب ع فقال له يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فقال اكتبها في الأرض فإني أرى الضر فيك بينا فكتب في الأرض أنا فقير محتاج فقال علي ع يا قنبر اكسه حلتين فأنشأ الرجل يقول

كسوتني حلة تبلي محاسنها فسوف أكسوك من حسن الثنا حللاإن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة و لست تبغي بما قد نلته بدلاإن الثناء ليحيي ذكر صاحبه كالغيث يحيي نداه السهل و الجبلا

   لا تزهد الدهر في عرف بدأت به فكل عبد سيجزى بالذي فعلا

فقال ع أعطوه مائة دينار فقيل له يا أمير المؤمنين لقد أغنيته فقال إني سمعت رسول الله ص يقول أنزل الناس منازلهم ثم قال علي ع إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم و لا يشترون الأحرار بمعروفهم

3-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن الصادق عن أبيه ع قال قال رسول الله ص إن للجنة بابا يقال له باب المعروف لا يدخله إلا أهل المعروف

4-  فس، ]تفسير القمي[ قال الصادق ع ما من شي‏ء أحب إلي من رجل سبقت مني إليه يد أتبعها أختها و أحسنت مربها لأني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل

5-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لعلي ع عليك بصنائع الخير فإنها تدفع مصارع السوء

6-  ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد الله ع المعروف شي‏ء سوى الزكاة فتقربوا إلى الله عز و جل بالبر و صلة الرحم

7-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن ابن عميرة عن أبي عبد الله ع قال لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين

8-  ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن حاتم عن أبي عبد الله ع قال رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خصال تصغيره و ستره و تعجيله فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه و إذا سترته تممته   و إذا عجلته هنيته و إن كان غير ذلك محقته و نكدته

 أقول قد أوردنا مثله في مواعظ الصادق ع

9-  ل، ]الخصال[ العسكري عن محمد بن عبد العزيز عن الحسن بن محمد الزعفراني عن عبيدة بن حميد عن أبي الزعري عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن نضلة قال قال رسول الله ص الأيدي ثلاثة فيد الله عز و جل العليا و يد المعطي التي تليها و يد السائل السفلى فأعط الفضل و لا تعجز نفسك

10-  ل، ]الخصال[ ابن حمزة العلوي عن علي عن أبيه عن جعفر بن محمد الأشعري عن القداح عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص كل معروف صدقة و الدال على الخير كفاعله و الله يحب إغاثة اللهفان

11-  ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه فإنه يقي مصارع السوء

 و قال ع لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين

 و قال ع لكل شي‏ء ثمرة و ثمرة المعروف تعجيله

12-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص اصطنع الخير إلى من هو أهله و إلى من ليس هو من أهله فإن لم تصب من هو أهله فأنت أهله

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله

13-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس و اصطناع الخير إلى كل أحد بر و فاجر

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله

14-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أبي غالب الزراري عن ابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن بريد عن أبي جعفر عن آبائه ع قال قال   رسول الله ص يقول الله تعالى المعروف هدية مني إلى عبدي المؤمن فإن قبلها مني فبرحمتي و مني و إن ردها فبذنبه حرمها و منه لا مني و أيما عبد خلقته فهديته إلى الإيمان و حسنت خلقه و لم أبتله بالبخل فإني أريد به خيرا

 أقول قد مضى أخبار كثيرة في باب جوامع المكارم

15-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أبي قتادة قال قال أبو عبد الله ع أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة لأنهم في الآخرة ترجح لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي

16-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن الحسين بن أحمد المالكي عن أحمد بن هليل عن زياد القندي عن الجراح عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ع عن النبي ص قال كل معروف صدقة إلى غني أو فقير فتصدقوا و لو بشق تمرة و اتقوا النار و لو بشق التمرة فإن الله عز و جل يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يوفيه إياها يوم القيامة و حتى يكون أعظم من الجبل العظيم

17-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن حماد عن إبراهيم بن عمر رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال إن أفضل ما توسل به المتوسلون الإيمان بالله و ساق الحديث إلى أن قال و صنائع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء و تقي مصارع الهوان

18-  ل، ]الخصال[ أبي عن الكمنداني عن ابن عيسى عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي عبد الله ع قال أربعة يذهبن ضياعا البذر في السبخة و السراج في القمر   و الأكل على الشبع و المعروف إلى من ليس بأهله

 ل، ]الخصال[ فيما أوصى به النبي ص عليا مثله و فيه و الصنيعة عند غير أهلها

19-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن الثالث عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع خمس تذهب ضياعا سراج تعده في شمس الدهن يذهب و الضوء لا ينتفع به و مطر جود على أرض سبخة المطر يضيع و الأرض لا ينتفع بها و طعام يحكمه طاهية يقدم على شبعان فلا ينتفع به و امرأة حسناء تزف إلى عنين فلا ينتفع بها و معروف تصطنعه إلى من لا يشكره

20-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن الدهقان عن درست عن أبي عبد الله ع قال أربعة يذهبن ضياعا مودة تمنحها من لا وفاء له و معروف عند من لا شكر له و علم عند من لا استماع له و سر تودعه عند من لا حصافة له

21-  ل، ]الخصال[ الحسن بن حمزة العلوي عن يوسف بن محمد الطبري عن سهل بن نجدة عن وكيع عن زكريا بن أبي زائرة عن عامر الشعبي عن أمير المؤمنين ع قال امنن على من شئت تكن أميره و احتج إلى من شئت تكن أسيره و استغن عمن شئت تكن نظيره

22-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ فيما أوصى به أمير المؤمنين ع عند وفاته أوصيك بحسن الجوار و إكرام الضيف و رحمة المجهود و أصحاب البلاء و صلة الرحم و حب المساكين و مجالستهم

 أقول قد مضى بأسانيد عن أمير المؤمنين ع عودوا بالفضل على من   حرمكم

 و في بعضها صلوا من قطعكم و عودوا بالفضل عليهم

23-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي محمد الوابشي عن أبي عبد الله ع قال إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله لكل حسنة سبعمائة ضعف و ذلك قول الله عز و جل وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ

24-  ثو، ]ثواب الأعمال[ بهذا الإسناد عن ابن محبوب عن جميل عن حديد أو مرازم قال قال أبو عبد الله ع أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول الله ص

25-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه رفعه قال قال رسول الله ص أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة قيل يا رسول الله و كيف ذلك قال يغفر لهم بالتطول منه عليهم و يدفعون حسناتهم إلى الناس فيدخلون بها الجنة فيكونون أهل المعروف في الدنيا و الآخرة

26-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن خلف بن حماد عن قتيبة الأعشى عن أبي عبد الله ع قال أوحى الله تعالى إلى موسى ع كما تدين تدان و كما تعمل كذلك تجزى من يصنع المعروف إلى امرئ السوء يجزى شرا

27-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ أروي عن العالم أنه قال أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة لأن الله عز و جل يقول لهم قد غفرت لكم ذنوبكم تفضلا عليكم لأنكم كنتم أهل المعروف في الدنيا و بقيت حسناتكم فهبوها لمن تشاءون فيكونون بها أهل المعروف في الآخرة و قال إن لله عبادا يفزع العباد إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون كل   معروف صدقة فقلت يا ابن رسول الله و إن كان غنيا فقال و إن كان غنيا

 و أروي المعروف كاسمه و ليس شي‏ء أفضل منه إلا ثوابه و هو هدية من الله إلى عبده المؤمن و ليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه و لا كل من رغب فيه يقدر عليه و لا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا من الله على العبد المؤمن جمع له الرغبة و القدرة و الإذن فهناك تمت السعادة

 و نروي عن النبي ص من أدخل على مؤمن فرحا فقد أدخل علي فرحا و من أدخل علي فرحا فقد اتخذ عند الله عهدا و من اتخذ عند الله عهدا جاء من الآمنين يوم القيامة

 و روي اصطنع المعروف إلى أهله و إلى غير أهله فإن لم يكن من أهله فكن أنت من أهله

 و روي لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال تعجيله و تصغيره و ستره فإذا عجلته هنأته و إذا صغرته عظمته و إذا سترته أتممته

 و روي إذا سألك أخوك حاجة فبادر بقضائها قبل استغنائه عنها

 و نروي عن الصادق ع أنه قال من سر مؤمنا فقد سرني و من سرني فقد سر رسول الله ص و من سر رسول الله فقد سر الله و من سر الله أدخله جنته

28-  شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص يأتي على الناس زمان عضوض يعض كل امرئ على ما في يديه و ينسون الفضل بينهم قال الله وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ

29-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمرو بن عثمان قال خرج علي ع على أصحابه و هم يتذاكرون المروءة فقال أين أنتم أ نسيتم من كتاب الله و قد ذكر ذلك قالوا يا أمير المؤمنين في أي موضع قال في قوله إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ فالعدل الإنصاف و الإحسان التفضل

30-  جا، ]المجالس للمفيد[ عمر بن محمد الصيرفي عن أحمد بن الحسن الصوفي عن   عبد الله بن مطيع عن خالد بن عبد الله عن أبي ليلى عن عطية عن كعب الأحبار قال مكتوب في التوراة من صنع معروفا إلى أحمق فهي خطيئة تكتب عليه

31-  مكا، ]مكارم الأخلاق[ عن الصادق ع قال رأيت المعروف كاسمه و ليس شي‏ء أفضل من المعروف إلا ثوابه و ذلك يراد منه و ليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه و ليس كل من يرغب فيه يقدر عليه و لا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا اجتمعت الرغبة و القدرة و الإذن فهنالك تمت السعادة للطالب و المطلوب إليه

 و عنه ع قال إذا أردت أن تعلم أ شقي الرجل أم سعيد فانظر معروفه إلى من يصنعه فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه خير و إن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير

32-  كشف، ]كشف الغمة[ في دلائل الحميري عن أبي هاشم الجعفري قال سمعت أبا محمد ع يقول إن في الجنة لبابا يقال له المعروف لا يدخله إلا أهل المعروف فحمدت الله في نفسي و فرحت بما أتكلفه من حوائج الناس فنظر إلي أبو محمد ع و قال نعم فدم على ما أنت عليه فإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة جعلك الله منهم يا أبا هاشم و رحمك

33-  ختص، ]الإختصاص[ محمد بن جعفر بن أبي شاكر رفعه عن أبي عبد الله ع قال جزى الله المعروف إذا لم يكن يبدأ عن مسألة فأما إذا أتاك أخوك في حاجة كاد يرى دمه في وجهه مخاطرا لا يدري أ تعطيه أم تمنعه فو الله ثم و الله لو خرجت له من جميع ما تملكه ما كافيته

34-  ختص، ]الإختصاص[ محمد بن علي عن أبيه عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن   علي الكوفي عن محمد بن سنان عن علي بن جميل الغنوي عن أبي حمزة الثمالي قال كان رجل من أبناء النبيين له ثروة من مال و كان ينفق على أهل الضعف و أهل المسكنة و أهل الحاجة فلم يلبث أن مات فقامت امرأته في ماله كقيامه فلم يلبث المال أن نفد و نشأ له ابن فلم يمر على أحد إلا يرحم على أبيه و سأل أمه أن تخبره فقالت إن أباك كان رجلا صالحا و كان له مال كثير فكان ينفق على أهل الضعف و أهل المسكنة و أهل الحاجة فلما أن مات قمت في ماله كقيامه فلم يلبث المال أن نفد قال لها يا أمه إن أبي كان مأجورا فيما ينفق و كنت آثمة قالت و لم يا بني فقال كان أبي ينفق ماله و كنت تنفقين مال غيرك قالت صدقت يا بني و ما أراك تضيق علي قال أنت في حل و سعة فهل عندك شي‏ء يلتمس به من فضل الله قالت عندي مائة درهم فقال إن الله تبارك و تعالى إذا أراد أن يبارك في شي‏ء بارك فيه فأعطته المائة درهم فأخذها ثم خرج يلتمس من فضل الله عز و جل فمر برجل ميت على ظهر الطريق من أحسن ما يكون هيئة فقال ما أريد تجارة بعد هذا أن آخذه و أغسله و أكفنه و أصلي عليه و أقبره ففعل فأنفق عليه ثمانين درهما و بقيت معه عشرون درهما فخرج على وجهه يلتمس به من فضل الله فاستقبله شخص فقال أين تريد يا عبد الله فقال أريد ألتمس قال و ما معك شي‏ء تلتمس به من فضل الله قال نعم معي عشرون درهما قال و أين يقع منك عشرون درهما قال إن الله تبارك و تعالى إذا أراد أن يبارك في شي‏ء بارك فيه قال صدقت ثم قال فأرشدك و تشركني قال نعم قال فإن أهل هذا الدار يضيفونك ثلاثا فاستضفهم فإنه كلما جاءك الخادم معه هر أسود فقل له تبيع هذا الهر و ألح عليه فإنك ستضجره فيقول أبيعك هو بعشرين درهما فإذا باعك هو فأعطه العشرين درهم و خذه فاذبحه و خذ رأسه فأحرقه ثم خذ دماغه ثم توجه إلى مدينة كذا و كذا فإن ملكهم أعمى فأخبرهم أنك تعالجه و لا يرهبنك ما ترى من القتل و المصلبين فإن أولئك كان يختبرهم على علاجه   فإذا لم ير شيئا قتلهم فلا تهولنك و أخبر بأنك تعالجه و اشترط عليه فعالجه و لا تزده أول يوم من كحلة فإنه سيقول لك زدني فلا تفعل ثم اكحله من الغد أخرى فإنك سترى ما تحب فيقول لك زدني فلا تفعل فإذا كان الثالث فاكحله فإنك سترى ما تحبه فيقول لك زدني فلا تفعل فلما أن فعل ذلك برأ فقال أفدتني ملكي و رددته علي و قد زوجتك ابنتي قال إن لي أما قال فأقم معي ما بدا لك فإذا أردت الخروج فاخرج قال فأقام في ملكه سنة يدبره بأحسن تدبير و أحسن سيرة فلما أن حال عليه الحول قال له إني أريد الانصراف فلم يدع شيئا إلا زوده من كراع و غنم و آنية و متاع ثم خرج حتى انتهى إلى الموضع الذي رأى فيه الرجل فإذا الرجل قاعد على حاله فقال ما وفيت فقال الرجل فاجعلني في حل مما مضى قال ثم جمع الأشياء ففرقها فرقتين ثم قال تخير فتخير أحدهما ثم قال وفيت قال لا قال و لم قال المرأة مما أصبت قال صدقت فخذ ما في يدي لك مكان المرأة قال لا و لا آخذ ما ليس لي و لا أتكثر به قال فوضع على رأسها المنشار ثم قال أجذ فقال قد وفيت و كلما معك و كلما جئت به فهو لك و إنما بعثني الله تبارك و تعالى لأكافيك عن الميت الذي كان على الطريق فهذا مكافاتك عليه

35-  نهج، ]نهج البلاغة[ و من كلام له ع و ليس لواضع المعروف في غير حقه و عند غير أهله من الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام و ثناء الأشرار و مقالة الجهال ما دام منعما عليهم ما أجود يده و هو عن ذات الله بخيل فمن آتاه الله مالا فليصل به القرابة و ليحسن منه الضيافة و ليفك به الأسير و العاني و ليعط منه الفقير و الغارم و ليصبر نفسه على الحقوق و النوائب ابتغاء الثواب فإن فوزا بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا و درك فضائل الآخرة

    -36  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن عبد الرحيم عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق عن أبيه عن جده إسحاق عن أخيه موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص استتمام المعروف أفضل من ابتدائه

37-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن عبيد الله الغضائري عن التلعكبري عن محمد بن همام عن عبد الله الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي عبد الله قال للمفضل بن عمر يا مفضل إذا أردت أن تعلم أ شقيا الرجل أم سعيدا فانظر بره و معروفه إلى من يصنعه فإن صنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه إلى خير يصير و إن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير

38-  الدرة الباهرة، عن الحسن بن علي ع قال المعروف ما لم يتقدمه مطل و لم يتعقبه من و البخل أن يرى الرجل ما أنفقه تلفا و ما أمسكه شرفا

 و قال ع من عدد نعمه محق كرمه

 و قال ع الإنجاز دوام الكرم

39-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع لا يزهدنك في المعروف من لا يشكره لك فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشي‏ء منه و قد تدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

 و قال ع من ظن بك خيرا فصدق ظنه

 و قال ع لجابر بن عبد الله الأنصاري يا جابر قوام الدنيا بأربعة عالم مستعمل علمه و جاهل لا يستنكف أن يتعلم و جواد لا يبخل بمعروفه و فقير لا يبيع آخرته بدنياه فإذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم و إذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه يا جابر من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس   إليه فمن قام لله فيها بما يجب عرضها للدوام و البقاء و من لم يقم لله فيها بما يجب عرضها للزوال و الفناء

 و قال ع إن لله تعالى عبادا يختصهم بالنعم لمنافع العباد فيقرها في أيديهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم ثم حولها إلى غيرهم

 و قال ع لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق في كلام دار بينهما ما فعلت إبلك الكثيرة فقال ذعذعتها الحقوق يا أمير المؤمنين فقال ذاك أحمد سبلها

 و قال ع يأتي على الناس زمان عضوض يعض الموسر على ما في يديه و لم يؤمر بذلك قال الله تعالى وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ينهد فيه الأشرار و يستذل الأخيار و يبايع المضطرون و قد نهى رسول الله ص عن بيع المضطرين

40-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن محمد بن عبد الله عن محمد بن جعفر الرزاز عن خاله علي بن محمد عن عمر بن عثمان الخزاز عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص زينة العلم الإحسان

41-  ختص، ]الإختصاص[ قال الصادق ع أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة يقال لهم إن ذنوبكم قد غفرت لكم فهبوا حسناتكم لمن شئتم و اصطناع المعروف واجب على كل أحد بقلبه و لسانه و يده فمن لم يقدر على اصطناع المعروف بيده فبقلبه و لسانه فمن لم يقدر عليه بلسانه فلينوه بقلبه

42-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي البلاد عن إبراهيم بن عباد قال قال أبو عبد الله ع   الصنيعة لا تكون إلا عند ذي حسب أو دين

43-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي البلاد عمن أخبره عن بعض الفقهاء قال يوقف فقراء المؤمنين يوم القيامة فيقول لهم الرب تبارك و تعالى أما إني لم أفقركم من هوانكم علي و لكن أفقرتكم لأبلوكم انطلقوا فلا يبقى أحد صنع إليكم معروفا في الدنيا إلا أخذتم بيده فأدخلتموه الجنة

44-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال اصنع المعروف إلى من هو أهله و من ليس هو أهله فإن لم يكن هو أهله فأنت أهله

45-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن سنان عن الرقي عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن الله عز و جل جعل للمعروف أهلا من خلقه حبب إليهم المعروف و حبب إليهم فعاله و أوجب على طلاب المعروف الطلب إليهم و يسر عليهم قضاءه كما يسر الغيث إلى الأرض المجدبة ليحييها و يحيي أهلها و إن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف و بغض إليهم فعاله و حظر على طلاب المعروف الطلب إليهم و حظر عليهم قضاءه كما يحظر الغيث على الأرض المجدبة ليهلك به أهلها و ما يعفو الله عنه أكثر

46-  ين بعض أصحابنا عن القاسم بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم قال قال أبو عبد الله ع إن الله خلق خلقا من عباده فانتجبهم لفقراء شيعتنا ليثيبهم بذلك

47-  أعلام الدين، قال المفضل بن عمر للصادق ع أحب أن أعرف علامة قبولي عند الله فقال له علامة قبول العبد عند الله أن يصيب بمعروفه مواضعه فإن لم يكن كذلك فليس كذلك

    و قال الصادق ع ما توسل إلي أحد بوسيلة أحب إلي من إذكاري بنعمة سلفت مني إليه أعيدها إليه

48-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص صلة الفاجر لا تكاد تصل إلا إلى فاجر مثله