باب 2- صلة الرحم و إعانتهم و الإحسان إليهم و المنع من قطع صلة الأرحام و ما يناسبه

الآيات البقرة وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ ذِي الْقُرْبى و قال تعالى وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى الرعد وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ إلى قوله تعالى وَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ النحل إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى   الإسراء وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ الروم فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ محمد فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ

1-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا ع قال قال أبو عبد الله ع صل رحمك و لو بشربة من ماء و أفضل ما يوصل به الرحم كف الأذى عنها

 و قال صلة الرحم منسأة في الأجل مثراة في المال محبة في الأهل

2-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن آبائه ع أن رسول الله ص قال إن المعروف يمنع مصارع السوء و إن الصدقة تطفئ غضب الرب و صلة الرحم تزيد في العمر و تنفي الفقر و قول لا حول و لا قوة إلا بالله فيها شفاء   من تسعة و تسعين داء أدناها الهم

3-  فس، ]تفسير القمي[ وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ

 حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع قال إن رحم آل محمد ص معلقة بالعرش يقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي تجري في كل رحم

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ قال أمير المؤمنين ع لنوف البكالي يا نوف صل رحمك يزيد الله في عمرك

 أقول قد مضى بعض الأخبار في باب جوامع المكارم و بعضها في باب بر الوالدين

5-  ل، ]الخصال[ ابن بندار عن محمد بن محمد بن جمهور عن محمد بن علي بن زيد عن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن ابن شهاب عن أنس عن النبي ص قال من سره أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أجله فليصل رحمه

6-  لي، ]الأمالي للصدوق[ في مناهي النبي قال من مشى إلى ذي قرابة بنفسه و ماله ليصل رحمه أعطاه الله عز و جل أجر مائة شهيد و له بكل خطوة أربعون ألف حسنة و يمحى عنه أربعون ألف سيئة و يرفع له من الدرجات مثل ذلك و كأنما عبد الله مائة سنة صابرا محتسبا

7-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال ما من خطوة أحب إلى الله عز و جل من خطوتين خطوة يسد بها المؤمن صفا في الله   و خطوة إلى ذي رحم قاطع الخبر

8-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ و أما قوله تعالى وَ ذِي الْقُرْبى فهم من قراباتك من أبيك و أمك قيل لك اعرف حقهم كما أخذ العهد به من بني إسرائيل و أخذ عليكم معاشر أمة محمد بمعرفة حق قرابات محمد الذين هم الأئمة بعده و من يليهم بعد من خيار ذريتهم

 قال الإمام ع قال رسول الله ص من رعى حق قرابات أبويه أعطي في الجنة ألف ألف درجة بعد ما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر مائة سنة إحدى الدرجات من فضة و أخرى من ذهب و أخرى من لؤلؤ و أخرى من زمرد و أخرى من زبرجد و أخرى من مسك و أخرى من عنبر و أخرى من كافور فتلك الدرجات من هذه الأصناف و من رعى حق قربى محمد و علي أوتي من فضائل الدرجات و زيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد و علي صلوات الله عليهما على أبوي نسبه

9-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن النضر عن زرعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن في الجنة درجة لا يبلغها إلا إمام عادل أو ذو رحم وصول أو ذو عيال صبور

 أقول قد مضى في باب الخمر

 عن النبي ص أنه قال ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر و مؤمن سحر و قاطع رحم

10-  ل، ]الخصال[ العطار عن سعد عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن الحسن بن الحصين عن موسى بن القاسم عن صفوان عن ابن بكير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال أربعة أسرع شي‏ء عقوبة رجل أحسنت إليه و يكافيك بالإحسان إليه إساءة و رجل لا تبغي عليه و هو يبغي عليك و رجل عاهدته على أمر فمن أمرك   الوفاء له و من أمره الغدر بك و رجل يصل قرابته و يقطعونه

 ل، ]الخصال[ فيما أوصى به النبي ص عليا ع مثله و قد مر مرارا

11-  ل، ]الخصال[ في وصايا أبي ذر بأسانيد قال أوصاني رسول الله ص أن أصل رحمي و إن أدبرت

 و قد مضى في باب مساوي الأخلاق و غيره بأسانيد عن النبي ص أنه قال لا يدخل الجنة قاطع رحم

12-  ل، ]الخصال[ عن سعيد بن علاقة عن أمير المؤمنين قال قطيعة الرحم تورث الفقر

13-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ل، ]الخصال[ أبي عن الحميري عن ابن عيسى عن الوشاء عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو رحما إلى ربها فقلت لها كم بينك و بينها من أب فقال نلتقي في أربعين أبا

14-  ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع صلوا أرحامكم و لو بالسلام يقول الله تبارك و تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

15-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال الحسين ع من سره أن ينسأ في أجله و يزاد في رزقه فليصل رحمه

    -16  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص من ضمن لي واحدة ضمنت له أربعة يصل رحمه فيحبه الله تعالى و يوسع عليه رزقه و يزيد في عمره و يدخله الجنة التي وعده

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه عن آبائه ع مثله

17-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال رسول الله ص إني أخاف عليكم استخفافا بالدين و بيع الحكم و قطيعة الرحم و أن تتخذوا القرآن مزامير تقدمون أحدكم و ليس بأفضلكم في الدين

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله

18-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ العسكري عن أحمد بن محمد الفضل عن إبراهيم بن أحمد الكاتب عن أحمد بن الحسين عن أبيه قال أحضرنا مجلس الرضا ع فشكا رجل أخاه فأنشأ يقول

أعذر أخاك على ذنوبه و استر و غط على عيوبه‏و اصبر على بهت السفيه و للزمان على خطوبه‏و دع الجواب تفضلا و كل الظلوم إلى حسيبه

19-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن عم أبيه الحسين بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال صلوا أرحامكم و إن قطعوكم الخبر

    أقول قد مضى بأسانيد عنه صلوا أرحام من قطعكم

20-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن بلال عن علي بن سليمان عن أحمد بن القاسم عن أحمد السياري عن محمد بن خالد عن سعيد بن مسلم عن داود الرقي قال كنت جالسا عند أبي عبد الله ع إذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه يا داود لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك إني علمت أن صلتك له أسرع لفناء عمره و قطع أجله قال داود و كان لي ابن عم معاندا خبيثا بلغني عنه و عن عياله سوء حال فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكة فلما صرت بالمدينة خبرني أبو عبد الله ع بذلك

21-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن إبراهيم بن عبد الصمد عن أبيه عبد الصمد بن موسى عن عمه عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم عن أبيه محمد بن إبراهيم قال بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد ع و أمر بفرش فطرحت له إلى جانبه فأجلسه عليها ثم قال علي بمحمد علي بالمهدي يقول ذلك مرارا فقيل له الساعة الساعة يأتي يا أمير المؤمنين ما يحبسه إلا أنه يتبخر فما لبث أن وافى و قد سبقته رائحته فأقبل المنصور على جعفر ع فقال يا أبا عبد الله حديث حدثته في صلة الرحم أذكره يسمعه المهدي قال نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص إن الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله عز و جل ثلاثين سنة و يقطعها و قد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيرها الله ثلاث سنين ثم تلا ع يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ الآية   قال هذا حسن يا أبا عبد الله و ليس إياه أردت قال أبو عبد الله نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص صلة الرحم تعمر الديار و تزيد في الأعمار و إن كان أهلها غير أخيار قال هذا حسن يا أبا عبد الله و ليس هذا أردت فقال أبو عبد الله ع نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص صلة الرحم تهون الحساب و تقي ميتة السوء قال المنصور نعم هذا أردت

22-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد المجاشعي عن الصادق عن آبائه عن علي ع قال قيل يا نبي الله أ في المال حق سوى الزكاة قال نعم بر الرحم إذا أدبرت و صلة الجار المسلم فما آمن بي من بات شبعانا ]شبعان[ و جاره المسلم جائع ثم قال ما زال جبرئيل ع يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

23-  ع، ]علل الشرائع[ في خطبة فاطمة صلوات الله عليها فرض الله صلة الأرحام منماة للعدد

 أقول قد مر في باب الذنوب التي توجب غضب الله

 عن أبي جعفر ع إذا قطعت الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار

 و عن أبي عبد الله ع الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم

24-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص صلة الرحم تزيد في العمر و صدقة السر تطفئ غضب الرب و إن قطيعة الرحم و اليمين الكاذبة لتذران الديار بلاقع من أهلها و يثقلان الرحم و إن في تثقل الرحم انقطاع   النسل

25-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن البرقي عن أبيه عن جده عن أبيه عن محمد بن خلف عن يونس عن عمرو بن جميع قال كنت عند أبي عبد الله ع مع نفر من أصحابه فسمعته و هو يقول إن رحم الأئمة ع من آل محمد ص ليتعلق بالعرش يوم القيامة و تتعلق بها أرحام المؤمنين تقول يا رب صل من وصلنا و اقطع من قطعنا قال فيقول الله تبارك و تعالى أنا الرحمن و أنت الرحم شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك قطعته و لذلك قال قال رسول الله ص الرحم شجنة من الله تعالى عز و جل

 أخبرنا محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبد العزيز عن القاسم بن سلام قال في معنى قول النبي ص الرحم شجنة من الله عز و جل يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق و قول القائل الحديث ذو شجون إنما هو تمسك بعضه ببعض. و قال بعض أهل العلم يقال شجر متشجن إذا التف بعضه ببعض و يقال شجنة و شجنة و الشجنة كالغصن يكون من الشجرة.

 و قد قال النبي ص إن فاطمة شجنة مني يؤذيني ما آذاها و يسرني ما سرها

26-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص أخبرني جبرئيل أن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام ما يجدها عاق و لا قاطع رحم   و لا شيخ زان الخبر

27-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إذا ظهر العلم و احترز العمل و ائتلفت الألسن و اختلف القلوب و تقاطعت الأرحام هنالك لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ

28-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن ميسر قال قال أبو عبد الله ع يا ميسر لقد زيد في عمرك فأي شي‏ء تعمل قلت كنت أجيرا و أنا غلام بخمسة دراهم فكنت أجريها على خالي

29-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ جماعة عن البزوفري عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن هشام بن أحمر عن سالمة مولاة أبي عبد الله ع قال كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد ع حين حضرته الوفاة و أغمي عليه فلما أفاق قال أعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين و هو الأفطس سبعين دينارا و أعط فلانا كذا و فلانا كذا فقلت أ تعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك قال تريدين أن لا أكون من الذين قال الله عز و جل وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ نعم يا سالمة إن الله خلق الجنة فطيبها و طيب ريحها و إن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام فلا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم

30-  سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن سنان و عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع أن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله ص فقال له أخبرني   ما أفضل الإسلام فقال الإيمان بالله قال ثم ما ذا قال صلة الرحم قال ثم ما ذا فقال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

31-  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن أبيه ع قال قال أبو عبد الله ع صلة الأرحام و حسن الخلق زيادة في الأعمار

32-  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال محمد بن علي ع صلة الأرحام و حسن الجوار زيادة في الأموال

33-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ روي أن الرحم إذا بعدت عبطت و إذا تماست عبطت

 و روي سر سنتين بر والديك سر سنة صل رحمك و أروي الأخ الكبير بمنزلة الأب

34-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت و إنها متعلقة بالعرش ينتقضه انتقاض الحديد فينادي اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و ذلك قول الله في كتابه وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً و أيما رجل غضب و هو قائم فليلزم الأرض من فوره فإنه يذهب رجز الشيطان

35-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمر بن حنظلة عنه عن قول الله اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ قال هي أرحام الناس إن الله أمر بصلتها و عظمها أ لا ترى أنه جعلها معه

36-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله اتَّقُوا   اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ قال هي أرحام الناس أمر الله تبارك و تعالى بصلتها و عظمها أ لا ترى أنه جعلها معه

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن جميل مثله

37-  شي، ]تفسير العياشي[ عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد الله قال سمعته يقول الرحم معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي رحم آل محمد و رحم كل مؤمن و هو قول الله وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ

38-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص بر الوالدين و صلة الرحم يهونان الحساب ثم تلا هذه الآية وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ

39-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن الفضل قال سمعت العبد الصالح يقول وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ قال هي رحم آل محمد معلقة بالعرش يقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي تجري في كل رحم

40-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمر ابن مريم قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ قال من ذلك صلة الرحم و غاية تأويلها صلتك إيانا

41-  شي، ]تفسير العياشي[ عن صفوان بن مهران الجمال قال وقع بين عبد الله بن الحسن و بين أبي عبد الله ع كلام حتى ارتفعت أصواتهما و اجتمع الناس عليهما حتى افترقا تلك العشية فلما أصبحت غدوت في حاجة لي فإذا أبو عبد الله على باب عبد الله بن الحسن و هو يقول قولي يا جارية لأبي محمد هذا أبو عبد الله بالباب فخرج عبد الله بن الحسن و هو يقول يا أبا عبد الله ما بكر بك قال إنه مررت البارحة بآية من كتاب الله فأقلقني قال و ما هي قال قوله عز و جل الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ قال فاعتنقا و بكيا جميعا ثم قال عبد الله بن الحسن صدقت و الله يا أبا عبد الله كأني لم أقرأ هذه الآية قط

    كنز الكراجكي، عن محمد بن عبد الله الحسيني عن عبد الواحد بن عبد الله الموصلي عن أحمد بن محمد بن رباح عن محمد بن العباس الحسيني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن صفوان مثله

42-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال رسول الله ص إن المرء ليصل رحمه و ما بقي من عمره إلا ثلاث سنين فيمدها الله إلى ثلاث و ثلاثين سنة و إن المرء ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة فيقصرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى

 قال الحسين و كان جعفر يتلو هذه يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ

43-  جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن ابن عطية عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال في كتاب أمير المؤمنين ع ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن البغي و قطيعة الرحم و اليمين الكاذبة و إن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم إن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمي أموالهم و يثرون و إن اليمين الكاذبة و قطيعة الرحم تدع الديار بلاقع عن أهلها

44-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن محبوب مثله و زاد في آخره و ينقل الرحم و إن في انتقال الرحم انقطاع النسل

45-  نجم، ]كتاب النجوم[ عبد الله بن جعفر الحميري في كتاب الدلائل بإسناده إلى ميسر قال قال لي أبو عبد الله ع يا ميسر قد حضر أجلك غير مرة كل ذلك يؤخرك الله   بصلتك رحمك و برك قرابتك

46-  كش، ]رجال الكشي[ ابن مسعود عن عبد الله بن محمد بن خالد عن الوشاء عن بعض أصحابنا عن ميسر عن أحدهما ع قال قال لي يا ميسر إني لأظنك وصولا لقرابتك قلت نعم جعلت فداك لقد كنت في السوق و أنا غلام و أجرتي درهمان و كنت أعطي واحدا عمتي و واحدا خالتي فقال أما و الله لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر

47-  كش، ]رجال الكشي[ إبراهيم بن علي الكوفي عن إسحاق بن إبراهيم عن يونس عن حنان و ابن مسكان عن ميسر قال دخلنا على أبي جعفر ع و نحن جماعة فذكروا صلة الرحم و القرابة فقال أبو جعفر ع يا ميسر أما إنه قد حضر أجلك غير مرة و لا مرتين كل ذلك يؤخر بصلتك قرابتك

48-  ضه، ]روضة الواعظين[ قال أمير المؤمنين ع أحسن يحسن إليك ارحم ترحم قل خيرا تذكر بخير صل رحمك يزد الله في عمرك

 و قال رسول الله ص رأيت في المنام رجلا من أمتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجاءه صلته للرحم فقال يا معشر المؤمنين كلموه فإنه كان واصلا لرحمه فكلمه المؤمنون و صافحوه و كان معهم

49-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن حسين بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال إن صلة الرحم تزكي الأعمال و تنمي الأموال و تيسر الحساب و تدفع البلوى و تزيد في العمر

50-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ علي بن إسماعيل التميمي عن عبد الله بن طلحة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رجلا أتى النبي ص فقال يا رسول الله إن لي أهلا قد كنت أصلهم و هم يؤذوني و قد أردت رفضهم فقال له رسول الله ص إذن يرفضكم   الله جميعا قال و كيف أصنع قال تعطي من حرمك و تصل من قطعك و تعفو عمن ظلمك فإذا فعلت ذلك كان الله عز و جل لك عليهم ظهيرا قال ابن طلحة فقلت له ع ما الظهير قال العون

51-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يونس بن عفان عن أبي عبد الله ع قال أول ناطق يوم القيامة من الجوارح الرحم يقول يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك و بينه و من قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك و بينه

52-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن زرعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال الرحم معلقة بالعرش ينادي يوم القيامة اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني فقلت أ هي رحم رسول الله ص فقال بل رحم رسول الله ص منها

 و قال إن الرحم تأتي يوم القيامة مثل كبة المدار و هو المغزل فمن أتاها واصلا لها انتشرت له نورا حتى يدخله الجنة و من أتاها قاطعا لها انقبضت عنه حتى يقذف به في النار

53-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ علي بن النعمان عن ابن مسكان عن يحيى ابن أم الطويل قال خطب أمير المؤمنين ع الناس فحمد الله و أثنى عليه ثم قال لا يستغني الرجل و إن كان ذا مال و ولد عن عشيرته و عن مداراتهم و كرامتهم و دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم هم أعظم الناس حياطة له من ورائه و المهم لشعثه و أعظمهم عليه حنوا إن أصابته مصيبة أو نزل به يوما بعض مكاره الأمور و من يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة و تقبض عنه منهم أيدي كثيرة و من محض عشيرته صدق المودة و بسط عليهم يده بالمعروف إذا وجده ابتغاء وجه الله أخلف الله له ما أنفق في دنياه و ضاعف له الأجر في آخرته و إخوان الصدق في الناس خير من المال يأكله و يورثه لا يزدادن أحدكم في أخيه زهدا و لا يجعل منه بديلا إذا لم ير منه مرفقا أو يكون مقفورا من المال لا يغفلن أحدكم عن القرابة يرى به الخصاصة   أن يسدها مما لا يضره إن أنفقه و لا ينفعه إن أمسكه

54-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ القاسم عن عبد الصمد بن بشير عن معاوية قال قال لي أبو عبد الله ع إن صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة ثم قرأ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ

55-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ القاسم عن عبد الله بن هلال عن رجل من أصحابنا قال قلت لأبي عبد الله ع إن آل فلان يبر بعضهم بعضا و يتواصلون قال إذا ينمون و تنمو أموالهم و لا يزالون في ذلك حتى يتقاطعوا فإذا فعلوا ذلك انعكس عنهم

56-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي البلاد عن أبيه رفعه قال قال رسول الله ص أ لا أدلكم على خير أخلاق الدنيا و الآخرة قالوا بلى يا رسول الله قال من وصل من قطعه و أعطى من حرمه و عفا عمن ظلمه و من سره أن ينسأ له في عمره و يوسع له في رزقه فليتق الله و ليصل رحمه

57-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال أتى أبا ذر رجل فبشره بغنم له قد ولدت فقال يا أبا ذر أبشر فقد ولدت غنمك و كثرت فقال ما يسرني كثرتها فما أحب ذلك فما قل و كفى أحب إلي مما كثر و ألهى إني سمعت رسول الله ص يقول على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم و الأمانة فإذا مر عليه الوصول للرحم المؤدي للأمانة لم يتكفأ به في النار

58-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ بعض أصحابنا عن حنان عن عبد الرحمن بن سليمان عن عمرو بن سهل عن روات قال سمعت رسول الله ص يقول إن صلة الرحم مثراة في المال و محبة في الأهل و منسأة في الأجل

59-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ بعض أصحابنا عن حنان عن ابن مسكان عن رجل أنهم كانوا في منزل أبي عبد الله ع و فيهم ميسر فتذاكروا صلة القرابة فقال أبو عبد الله ع يا ميسر لقد حضر أجلك غير مرة كل ذلك يؤخرك الله لصلتك لقرابتك

    -60  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ الحسن بن علي عن أبي الحسن ع قال قال إن الرجل ليكون قد بقي من أجله ثلاثون سنة فيكون وصولا لقرابته وصولا لرحمه فيجعلها الله ثلاثا و ثلاثين سنة و إنه ليكون قد بقي من أجله ثلاث و ثلاثون سنة فيكون عاقا لقرابته قاطعا لرحمه فيجعلها الله ثلاث سنين

61-  كتاب النوادر، لفضل الله بن علي الراوندي عن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني عن محمد بن الحسن التميمي البكري عن سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده موسى عن أبيه الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص صلة الرحم تزيد في العمر و تنفي الفقر

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص لسراقة بن مالك بن جعشم أ لا أدلك على أفضل الصدقة قال بلى بأبي أنت و أمي يا رسول الله فقال رسول الله أفضل الصدقة على أختك أو ابنتك و هي مردودة عليك ليس لها كاسب غيرك

 و بهذا الإسناد عن علي ع قال فقيل لرسول الله يا رسول الله أي الصدقة أفضل فقال على ذي الرحم الكاشح

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص سر سنتين بر والديك سر سنة صل رحمك الخبر

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص صنيع المعروف يدفع ميتة السوء و الصدقة في السر تطفئ غضب الرب و صلة الرحم تزيد في العمر و تنفي الفقر

62-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص مثله

 و منه بهذا الإسناد قال رسول الله ص صل رحمك و لو بشربة من ماء   و أفضل ما يوصل به الرحم كف الأذى عنها

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص الصدقة بعشرة و القرض بثماني عشرة و صلة الإخوان بعشرين و صلة الرحم بأربع و عشرين

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص صلوا أرحامكم في الدنيا و لو بسلام

63-  كتاب الإمامة و التبصرة، بالإسناد المتقدم مثله و قال ص لا تخن من خانك فتكون مثله و لا تقطع رحمك و إن قطعك

64-  دعوات الراوندي، روي أن موسى بن جعفر ع دخل على الرشيد يوما فقال له هارون إني و الله قاتلك فقال لا تفعل يا أمير المؤمنين فإني سمعت أبي عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن العبد ليكون واصلا لرحمه و قد بقي من أجله ثلاث سنين فيجعلها ثلاثين سنة و يكون الرجل قاطعا لرحمه و قد بقي من أجله ثلاثين سنة فيجعلها الله ثلاث سنين فقال الرشيد الله سمعت هذا من أبيك قال نعم فأمر له بمائة ألف درهم و رده إلى منزله

 و قال الصادق ع صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة و هي منسأة في العمر و تقي مصارع السوء و صدقة الليل تطفئ غضب الرب

 و في رواية صدقة السر

 و قال من حسن بره بأهل بيته زيد في رزقه

65-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع من ضيعه الأقرب أتيح له الأبعد و قال ع إنه لا يستغني الرجل و إن كان ذا مال عن عشيرته و دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم و هم أعظم الناس حيطة من ورائه و المهم لشعثه و أعطفهم عليه عند نازلة إن نزلت به و لسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه غيره

66-  و منها أ لا لا يعدلن أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة بأن يسدها بالذي لا يزيده إن أمسكه و لا ينقصه إن أهلكه و من يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض عنهم يد واحدة و تقبض منهم عنه أيد كثيرة و من تلن حاشيته يستدم من قومه المودة

    قال السيد رضي الله عنه ما أحسن المعنى الذي أراده ع بقوله و من يقبض يده عن عشيرته إلى تمام الكلام فإن الممسك خيره عن عشيرته إنما يمسك نفع يد واحدة فإذا احتاج إلى نصرتهم و اضطر إلى مرافدتهم قعدوا عن نصره و تثاقلوا عن صونه فمنع ترافد الأيدي الكثيرة و تناهض الأقدام الجمة

67-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع و أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير و أصلك الذي إليه تصير و يدك التي بها تصول

68-  عدة الداعي، قال النبي ص أوصي الشاهد من أمتي و الغائب منهم و من في أصلاب الرجال و أرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصل الرحم و إن كان منه على مسير سنة فإن ذلك من الدين

 و قال ص حافتا الصراط يوم القيامة الأمانة و الرحم فإذا مر الوصول للرحم و المؤدي للأمانة نفذ إلى الجنة و إذا مر الخائن للأمانة و القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل و يكفأ به الصراط في النار

69-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما خرج أمير المؤمنين ع يريد البصرة نزل بالربذة فأتاه رجل من محارب فقال يا أمير المؤمنين إني تحملت في قومي حمالة و إني سألت في طوائف منهم المواساة و المعونة فسبقت إلى ألسنتهم بالنكد فمرهم يا أمير المؤمنين بمعونتي و حثهم على مواساتي فقال أين هم فقال هؤلاء فريق منهم حيث ترى قال فنص راحلته فأدلفت كأنها ظليم فأدلف بعض أصحابه في طلبها فلأيا بلأي ما لحقت فانتهى إلى القوم فسلم عليهم و سألهم ما يمنعهم من مواساة صاحبهم فشكوه و شكاهم فقال أمير المؤمنين ع وصل امرؤ عشيرته فإنهم أولى ببره و ذات يده و وصلت العشيرة أخاها إن عثر به دهر و أدبرت عنه دنيا فإن المتواصلين المتباذلين مأجورون و إن المتقاطعين المتدابرين موزورون قال ثم بعث راحلته   و قال حل

 توضيح في النهاية الربذة بالتحريك قرية معروفة قرب المدينة بها قبر أبي ذر الغفاري و في القاموس محارب قبيلة و في النهاية فيه لا تحل المسألة إلا لثلاثة رجل تحمل بحمالة الحمالة بالفتح ما يتحمله الإنسان من غيره من دية أو غرامة مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين و التحمل أن يحملها عنهم على نفسه انتهى و إني سألت في طوائف أي منهم أو داخلا فيهم. و في القاموس نكد عيشهم كفرح اشتد و عسر و البئر قل ماؤها و زيد حاجة عمرو منعه إياها و فلانا منعه ما سأله أو لم يعطه إلا أقله و رجل نكد و نكد و نكد و أنكد شؤم عسر و النكد بالضم قلة العطاء و يفتح و قال نص ناقته استخرج أقصى ما عندها من السير و الشي‏ء حركه. و قال دلف الشيخ يدلف دلفا و يحرك و دليفا و دلفانا محركة مشى مشي المقيد و فوق الدبيب و الكتيبة في الحرب تقدمت يقال دلفناهم و الدالف الماشي بالحمل الثقيل مقاربا للخطو و ككتب الناقة التي تدلف بحملها أي تنهض به و اندلف علي انصب و تدلف إليه تمشى و دنا انتهى. و قيل أدلفت من باب الإفعال أو التفعل و الأخير أشهر من الدليف و هو المشي مع تقارب الخطو و الإسراع و كأنه الوخدان قال الثعالبي في سر الأدب الوخدان نوع من سير الإبل و هو أن يرمي بقوائمها كمشي النعام. و الظليم الذكر من النعام في طلبها أي في طلب الراحلة و قيل أي طلب الجماعة المشهورين أو طلب بقية القوم و إلحاقهم بالمشهورين و لا يخفى بعدهما   و قوله ع فلأيا بعد لأي ما لحقت قال الجوهري يقال فعل كذا بعد لأي أي بعد شدة و إبطاء و لأى لأيا أي أبطأ و في النهاية في حديث أم أيمن فبلأي ما استغفر لهم رسول الله ص أي بعد مشقة و جهد و إبطاء و منه حديث عائشة و هجرتها ابن الزبير فبلأي ما كلمته انتهى. و أقول هذا الكلام يحتمل وجوها الأول أن يكون المعنى فلحقت مراكب القوم مركبه ع بعد إبطاء مع إبطاء و شدة مع شدة و ما مزيدة للتفخيم فقوله لأيا منصوب بنزع الخافض أي لحقت متلبسة بلأي مقرون بلأي ما أو على الحال أو على المصدرية بغير لفظ الفعل و لحقت على بناء المعلوم و المستتر راجع إلى البعض بتأويل الجماعة أو على بناء المجهول و الضمير لراحلته ع. الثاني أن يكون لأي مصدرا لفعل محذوف و ما مصدرية في موضع الفاعل أي فلأى لأيا بعد لأي لحوقها. الثالث أن يكون نصب لأي على العلة و لحقت على بناء المجهول كقولهم قعدت عن الحرب جبنا أي أنه ع جذب زمام راحلته و أبطأ في السير حتى لحقوا لما رأى توجه أصحابه. الرابع ما قيل إن كلمة ما نافية أي فجهد جهدا بعد جهد و مشقة بعد مشقة ما لحقت. الخامس قال بعضهم فلأيا بلأي ما لحقت ما مصدرية يعني فأبطأ ع و احتبس بسبب إبطاء لحوق القوم. و في بعض النسخ فلأيا على التثنية بضم الرجل معه ع أو بالنصب على المصدرية. قوله ع و سألهم ما يمنعهم ما استفهامية و ضمير الغائب في يمنعهم و صاحبهم لتغليب زمان الحكاية على زمان المحكي وصل امرؤ أمر في صورة الخبر و كذا قوله و وصلت العشيرة و النكرة هنا للعموم نحوها في قولهم أنجز   حر ما وعد إن عثر به الباء للتعدية يقال عثر كضرب و نصر و علم و كرم أي كبا و سقط و قال حل في أكثر النسخ بالحاء المهملة و في القاموس حلحلهم أزالهم عن مواضعهم و حركهم فتحلحلوا و الإبل قال لها حل منونين أو حل مسكنة و قال في النهاية حل زجر للناقة إذا حثثتها على السير انتهى و قيل هو بالتشديد أي حل العذاب على أهل البصرة لأنه كان متوجها إليهم و لا يخفى ما فيه. و في بعض النسخ بالخاء المعجمة أي خل سبيل الراحلة كأن السائل كان آخذا بغرز راحلته و هو المسموع عن المشايخ رضي الله عنهم

70-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن البزنطي عن محمد بن عبيد الله قال قال أبو الحسن الرضا ع يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله ثلاثين سنة وَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ

 بيان يدل على أن العمر يزيد و ينقص و أن صلة الرحم توجب زيادته و قوله يفعل الله ما يشاء إشارة إلى المحو و الإثبات و أنه قادر على ذلك أو قد يزيد أكثر مما ذكر و أقل منه و قال الراغب الرحم رحم المرأة و منه استعير الرحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة يقال رحم و رحم قال عز و جل و أقرب رحما انتهى. و اعلم أن العلماء اختلفوا في الرحم التي يلزم صلتها فقيل الرحم و القرابة   نسبة و اتصال بين المنتسبين يجمعها رحم واحدة و قيل الرحم عبارة عن قرابة الرجل من جهة طرفيه آبائه و إن علوا و أولاده و إن سفلوا و ما يتصل بالطرفين من الإخوان و الأخوات و أولادهم و الأعمام و العمات. و قيل الرحم التي تجب صلتها كل رحم بين اثنين لو كان ذكرا لم يتناكحا فلا يدخل فيهم أولاد الأعمام و الأخوال و قيل هي عام في كل ذي رحم من ذوي الأرحام المعروفين بالنسب محرمات أو غير محرمات و إن بعدوا و هذا أقرب إلى الصواب بشرط أن يكونوا في العرف من الأقارب و إلا فجميع الناس يجمعهم آدم و حواء. و أما القبائل العظيمة كبني هاشم في هذا الزمان هل يعدون أرحاما فيه إشكال و يدل على دخولهم فيها

 ما رواه علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أنها نزلت في بني أمية و ما صدر منهم بالنسبة إلى أهل البيت ع

قال ابن الأثير في النهاية فيه من أراد أن يطول عمره فليصل رحمه و قد تكرر في الحديث ذكر صلة الرحم و هي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب و الأصهار و التعطف عليهم و الرفق بهم و الرعاية لأحوالهم و كذلك إن بعدوا و أساءوا و قطع الرحم ضد ذلك كله يقال وصل رحمه يصلها وصلا و صلة و الهاء فيها عوض من الواو المحذوفة فكأنه بالإحسان إليهم قد وصل ما بينه و بينهم من علاقة القرابة و الصهر انتهى. و قال الشهيد الثاني رحمه الله اختلف الأصحاب في أن القرابة من هم لعدم النص الوارد في تحقيقه فالأكثر أحالوه على العرف و هم المعروفون بنسبه عادة سواء في ذلك الوارث و غيره. و للشيخ قول بانصرافه إلى من يتقرب إليه إلى آخر أب و أم في الإسلام و لا يرتقي إلى آباء الشرك و إن عرفوا بقرابته عرفا لقوله ص قطع الإسلام أرحام   الجاهلية و قوله تعالى لنوح عن ابنه إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ. و قال ابن الجنيد من جعل وصيته لقرابته و ذوي رحمه غير مسمين كانت لمن تقرب إليه من جهة ولده أو والديه و لا أختار أن يتجاوز بالتفرقة ولد الأب الرابع لأن رسول الله ص لم يتجاوز ذلك في تفرقة سهم ذوي القربى من الخمس ثم على أي معنى حمل يدخل فيه الذكر و الأنثى و القريب و البعيد و الوارث و غيره و لا فرق بين ذوي القرابة و ذوي الرحم انتهى. فإذا عرفت هذا فاعلم أنه لا ريب في حسن صلة الأرحام و لزومها في الجملة و لها درجات متفاوتة بعضها فوق بعض و أدناها الكلام و السلام و ترك المهاجرة و يختلف ذلك أيضا باختلاف القدرة عليها و الحاجة إليها فمن الصلة ما يجب و منها ما يستحب و الفرق بينهما مشكل و الاحتياط ظاهر و من وصل بعض الصلة و لم يبلغ أقصاها و من قصر عن بعض مما ينبغي أو عما يقدر عليه هل هو واصل أو قاطع فيه نظر و بالجملة التمييز بين المراتب الواجبة و المستحبة في غاية الإشكال و الله أعلم بحقيقة الحال و الاحتياط طريق النجاة. قال الشهيد ره في قواعده كل رحم يوصل للكتاب و السنة و الإجماع على الترغيب في صلة الأرحام و الكلام فيها في مواضع. الأول ما الرحم الظاهر أنه المعروف بنسبه و إن بعد و إن كان بعضه آكد من بعض ذكرا كان أو أنثى و قصره بعض العامة على المحارم الذين يحرم التناكح بينهم إن كان ذكورا و إناثا و إن كانوا من قبيل يقدر أحدهما ذكرا و الآخر أنثى فإن حرم التناكح فهم الرحم و احتج بأن تحريم الأختين إنما كان لما يتضمن من قطيعة الرحم و كذا تحريم أصالة الجمع بين العمة و الخالة و ابنة الأخ و الأخت مع عدم الرضا عندنا و مطلقا عندهم و هذا بالإعراض عنه حقيق فإن الوضع اللغوي يقتضي ما قلناه و العرف أيضا و الأخبار دلت عليه و قوله تعالى فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ عن   علي ع أنها نزلت في بني أمية أورده علي بن إبراهيم في تفسيره و هو يدل على تسمية القرابة المتباعدة رحما. الثاني ما الصلة التي يخرج بها عن القطيعة و الجواب المرجع في ذلك إلى العرف لأنه ليس له حقيقة شرعية و لا لغوية و هو يختلف باختلاف العادات و بعد المنازل و قربها. الثالث بما الصلة و الجواب قوله ص بلوا أرحامكم و لو بالسلام و فيه تنبيه على أن السلام صلة و لا ريب أن مع فقر بعض الأرحام و هم العمودان تجب الصلة بالمال و يستحب لباقي الأقارب و تتأكد في الوارث و هو قدر النفقة و مع الغنى فبالهدية في الأحيان بنفسه و أعظم الصلة ما كان بالنفس و فيه أخبار كثيرة ثم بدفع الضرر عنها ثم بجلب النفع إليها ثم بصلة من تجب نفقته و إن لم يكن رحما للواصل كزوجة الأب و الأخ و مولاه و أدناها السلام بنفسه ثم برسوله و الدعاء بظهر الغيب و الثناء في المحضر. الرابع هل الصلة واجبة أو مستحبة و الجواب أنها تنقسم إلى الواجب و هو ما يخرج به عن القطيعة فإن قطيعة الرحم معصية بل هي من الكبائر و المستحب ما زاد على ذلك

71-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن خطاب الأعور عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع صلة الأرحام تزكي الأعمال و تنمي الأموال و تدفع البلوى و تيسر الحساب و تنسئ في الأجل

    بيان تزكي الأعمال أي تنميها في الثواب أو تطهرها من النقائص أو تصيرها مقبولة كأنها تمدحها و تصفها بالكمال و تنمي الأموال

 قال أمير المؤمنين ع صلة الرحم مثراة في المال

و ذكر بعض شراح النهج لذلك وجهين أحدهما أن العناية الإلهية قسمت لكل حي قسطا من الرزق يناله مدة الحياة و إذا أعدت شخصا من الناس للقيام بأمر جماعة و كفلته بإمدادهم و معونتهم وجب في العناية إفاضة أرزاقهم على يده و ما يقوم بإمدادهم على حسب استعداده لذلك سواء كانوا ذوي أرحام أو مرحومين في نظره حتى لو نوى قطع أحد منهم فربما نقص ماله بحسب رزق ذلك المقطوع و هذا معنى قوله مثراة في المال الثاني أنها من الأخلاق الحميدة التي يستمال بها طباع الخلق فواصل رحمه مرحوم في نظر الكل فيكون ذلك سببا لإمداده و معونته من ذوي الأمداد و المعونات. و تدفع البلوى البلاء و البلية و البلوى بمعنى و هو ما يمتحن به الإنسان من المحن و النوائب و المصائب و تيسر الحساب أي حساب الأموال أو الأعمال أيضا و تنسئ في الأجل أي تؤخر فيه كما مر قال في النهاية فيه من أحب أن ينسأ في أجله فليصل رحمه النسأ التأخير يقال نسأت الشي‏ء نسأ و أنسأته إنساء إذا أخرته و النسأ الاسم و يكون في العمر و الدين و منه الحديث صلة الرحم مثراة في المال منسأة في الأثر هي مفعلة منه أي مظنة له و موضع. و قال النووي و ذا بأن يبارك فيه بالتوفيق للطاعات و عمارة أوقاته بالخيرات و كذا بسط الرزق عبارة عن البركة و قيل عن توسيعه و قيل إنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة و في اللوح المحفوظ أن عمره ستون و إن وصل فمائة و قد علم الله ما سيقع و قيل هو ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت و قال عياض الأثر الآجل سمي بذلك لأنه تابع للحياة و المراد بنسإ الأجل يعني تأخيره هو بقاء الذكر الجميل بعده فكأنه لم يمت و إلا فالأجل لا يزيد و لا ينقص. و قال بعضهم يمكن حمله على ظاهره لأن الأجل يزيد و ينقص إذ قد يكون

    في أم الكتاب أنه إن وصل رحمه فأجله كذا و إن لم يصل فأجله كذا و قال المازري و قيل معنى الزيادة في عمره البركة فيه بتوفيقه لأعمال الطاعة و عمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة فالتوجيه ببقاء ذكره بعد الموت ضعيف. و قال الطيبي بل التوجيه به أظهر فإن أثر الشي‏ء هو حصول ما يدل على وجوده فمعنى يؤخره في أثره يؤخر ذكره الجميل بعد موته قال الله تعالى نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ و منه قول الخليل ع وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ. و قال بعض شراح النهج النسأ التأخير و ذلك من وجهين أحدهما أنها توجب تعاطف ذوي الأرحام و توازرهم و تعاضدهم لواصلهم فيكون من أذى الأعداء أبعد و في ذلك مظنة تأخيره و طول عمره الثاني أن مواصلة ذوي الأرحام توجب همتهم ببقاء واصلهم و إمداده بالدعاء و قد يكون دعاؤهم له و تعلق همهم ببقائه من شرائط بقائه و إنساء أجله انتهى. و أقول لا حاجة إلى التكلفات و لا استبعاد في تأثير بعض الأعمال في طول الأعمار و قد بسطنا الكلام في ذلك في شرح أخبار باب البداء

72-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن إسحاق بن عمار قال قال بلغني عن أبي عبد الله أن رجلا أتى النبي ص فقال يا رسول الله أهل بيتي أبوا إلا توثبا علي و قطيعة لي و شتيمة فأرفضهم قال إذا يرفضكم الله جميعا قال فكيف أصنع قال تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عمن ظلمك فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم ظهير

 بيان في القاموس الوثب الظفر و واثبه ساوره و توثب في ضيعتي استولى   عليها ظلما و قال شتمه يشتمه و يشتمه شتما سبه و الاسم الشتيمة و قال رفضه يرفضه و يرفضه رفضا و رفضا تركه انتهى و رفض الله كناية عن سلب الرحمة و النصرة و إنزال العقوبة و تصل و ما عطف عليه خبر بمعنى الأمر و قد مر تفسيرها و الظهير الناصر و المعين و المراد هنا نصرة الله و الملائكة و صالح المؤمنين كما قال تعالى في شأن زوجتي النبي ص الخائنتين وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ

73-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله أوصي الشاهد من أمتي و الغائب منهم و من في أصلاب الرجال و أرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصل الرحم و إن كانت منه على مسيرة سنة فإن ذلك من الدين

 إيضاح و إن كانت منه و في بعض النسخ كان و كلاهما جائز لأن الرحم يذكر و يؤنث فإن ذلك أي الارتحال إليهم لزيارتهم أو الأعم منه و من إرسال الكتب و الهدايا إليهم من الدين أي من الأمور التي أمر الله به في الدين المتين و القرآن المبين

74-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن حفص عن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال صلة الأرحام تحسن الخلق و تسمح الكف و تطيب النفس و تزيد في الرزق و تنسئ في الأجل

 تبيان تحسن الخلق فإن بصلة الرحم تصير حسن المعاشرة ملكة فيسري إلى الأجانب أيضا و كذا سماحة الكف تصير عادة و السماحة الجود و نسبتها إلى الكف على المجاز لصدورها منها غالبا و تطيب النفس أي يجعلها سمحة بالبذل و العفو و الإحسان يقال طابت نفسه بالشي‏ء إذا سمحت به من غير كراهة و لا غضب أو تطهرها من الحقد و الحسد و سائر الصفات الذميمة فإنه كثيرا ما يستعمل الطيب   بمعنى الطاهر أو يجعل باله فارغا من الهموم و الغموم و التفكر في دفع الأعادي فإنها ترفع العداوة بينه و بين أقاربه و ذلك يوجب أمنه من شر سائر الخلق بل يوجب حبهم أيضا لما عرفت

75-  كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الرحم معلقة بالعرش يقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي رحم آل محمد و هو قول الله عز و جل الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ و رحم كل ذي رحم

 تبيين إن الرحم معلقة بالعرش قيل تمثيل للمعقول بالمحسوس و إثبات لحق الرحم على أبلغ وجه و تعلقها بالعرش كناية عن مطالبة حقها بمشهد من الله و معنى ما تدعو به كن له كما كان لي و افعل به ما فعل بي من الإحسان و الإساءة و قيل محمول على الظاهر إذ لا يبعد من قدرة الله أن يجعلها ناطقة كما ورد أمثال ذلك في بعض الأعمال أنه يقول أنا عملك. و قيل المشهور من تفاسير الرحم أنها قرابة الرجل من جهة طرفيه و هي أمر معنوي و المعاني لا تتكلم و لا تقوم فكلام الرحم و قيامها و قطعها و وصلها استعارة لتعظيم حقها و صلة واصلها و إثم قاطعها و لذا سمي قطعها عقوقا و أصل العق الشق فكأنه قطع ذلك السبب الذي يصلهم. و قيل يحتمل أن الذي تعلق بالعرش ملك من الملائكة تكلم بذلك عوضا منها بأمر الله سبحانه فأقام الله ذلك الملك يناضل عنها و يكتب ثواب واصلها و إثم قاطعها كما وكل الحفظة بكتب الأعمال. قوله و هي رحم آل محمد أي التي تتعلق بالعرش هي رحم آل محمد فالمراد أن الرحم المعلقة بالعرش رحم النبي ص و ذوو قرباه و أهل بيته و هم الأئمة بعده فإن الله أمر بصلتهم و جعل مودتهم أجر الرسالة فقرابتهم بالرسول ص   لا بالناس و لذلك يجب على الناس صلتهم أو المراد به قرابة المؤمنين بالقرابة المعنوية الإيمانية فإن حق والدي النسب على الناس لأنهما صارا سببين للحياة الظاهرية الدنيوية و حق ذوي الأرحام لاشتراكهما في الانتساب بذلك و الرسول ص و أمير المؤمنين ع أبوا هذه الأمة لصيرورتهما سببا لوجود كل شي‏ء و علة غائية لجميع الموجودات كما ورد في الحديث القدسي لولاكما لما خلقت الأفلاك. و أيضا صارا سببين للحياة المعنوية الأبدية بالعلم و الإيمان لجميع المؤمنين و لا نسبة لهذه الحياة بالحياة الفانية الدنيوية و بهذا السبب صار المؤمنون إخوة فبهذه الجهة صارت قرابة النبي ص قرابتهم و ذوي أرحامهم و أيضا قال الله تعالى النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ و في قراءة أهل البيت ع و هو أب لهم فصار النبي و خديجة أبوا هذه الأمة و ذريتهما الطيبة ذوي أرحامهم فبهذه الجهات صاروا بالصلة أولى و أحق من جميع القرابات. و قوله ع و رحم كل ذي رحم يحتمل وجوها الأول أن يكون عطفا على ضمير هو أي قوله الَّذِينَ يَصِلُونَ نزل فيهم و في رحم كل ذي رحم الثاني أن يكون مبتدأ محذوف الخبر أي و رحم كل ذي رحم داخلة فيها أيضا الثالث أن يكون معطوفا على رحم آل محمد أي المتعلقة بالعرش رحم آل محمد و كل رحم فالآية يحتمل اختصاصها برحم آل محمد بل هو حينئذ أظهر لكن سيأتي ما يدل على التعميم و قوله تعالى أَنْ يُوصَلَ بدل من ضمير به

76-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله جل ذكره وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً قال فقال هي أرحام الناس إن الله عز و جل أمر بصلتها و عظمها أ لا ترى أنه جعلها منه

 بيان قوله ع هي أرحام الناس أي ليس المراد هنا رحم آل محمد ص   كما في أكثر الآيات أمر بصلتها أي في سائر الآيات أو في هذه الآية على قراءة النصب بالعطف على الله و الأمر باتقاء الأرحام أمر بصلتها و عظمها حيث قرنها بنفسه أ لا ترى أنه جعلها منه أي قرنها بنفسه و على قراءة الجر حيث قررهم على ذلك حيث كانوا يجمعون بينه تعالى و بين الرحم في السؤال فيقولون أنشدك الله و الرحم

77-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال قال أبو عبد الله ع أول ناطق من الجوارح يوم القيامة الرحم تقول يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك و بينه و من قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك و بينه

 بيان أول ناطق لأنه حصل الجميع منها و كأنه تعالى يخلق خلقا مكانها يطلب حقها و من وصلني أي رعى النسبة الحاصلة بسببي فصل اليوم أي بالرحمة

78-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبو عبد الله ع صل رحمك و لو بشربة من ماء و أفضل ما يوصل به الرحم كف الأذى عنها و صلة الرحم منسأة في الأجل محببة في الأهل

 توضيح محببة في بعض النسخ على صيغة اسم الفاعل من باب التفعيل و في بعضها بفتح الميم على بناء المجرد إما على المصدر على المبالغة أي سبب لمحبة الأهل أو اسم المكان أي مظنة كثرة المحبة لأن الإنسان عبيد الإحسان

79-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر ع إن الرحم معلقة يوم القيامة بالعرش يقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني

80-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال أبو ذر رضي الله عنه سمعت رسول   الله ص يقول حافتا الصراط يوم القيامة الرحم و الأمانة فإذا مر الوصول للرحم المؤدي للأمانة نفذ إلى الجنة و إذا مر الخائن للأمانة القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل و تكفأ به الصراط في النار

 بيان قوله حافتا الصراط الظاهر أنه بتخفيف الفاء من الأجوف لا بتشديده من المضاعف كما توهمه بعض الأفاضل. قال في القاموس في الحوف حافتا الوادي و غيره جانباه و قال في حف الحفاف ككتاب الجانب و كان هذا منشأ توهم هذا الفاضل. و تشبيه الخصلتين بالحافتين لأنهما يمنعان عن السقوط من الصراط في الجحيم كما أن من سلك طريقا ضيقا مشرفا على هوى يمنعه الحافتان عن السقوط و في النهاية في حديث الصراط آخر من يمر رجل يتكفأ به الصراط أي يتميل و يتقلب انتهى. و أقول الباء إما للملابسة أو للتعدية و لا يبعد أن يشمل الرحم رحم آل محمد ص و الأمانة الإقرار بإمامتهم كما مرت الأخبار فيهما

81-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن خطاب الأعور عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع صلة الأرحام تزكي الأعمال و تدفع البلوى و تنمي الأموال و تنسئ له في عمره و توسع له في رزقه و تحبب في أهل بيته فليتق الله و ليصل رحمه

 بيان قال الشهيد قدس سره في القواعد تظافرت الأخبار بأن صلة الأرحام تزيد في العمر و قد أشكل هذا على كثير من الناس باعتبار أن المقدرات في الأزل و المكتوبات في اللوح المحفوظ لا تتغير بالزيادة و النقصان لاستحالة خلاف معلومه تعالى و قد سبق العلم بوجود كل ممكن أراد وجوده و بعدم كل ممكن أراد بقاءه على حالة العدم الأصلي أو إعدامه بعد إيجاده فكيف الحكم بزيادة العمر أو نقصانه بسبب من الأسباب. و اضطربوا في الجواب فتارة يقولون هذا على سبيل الترغيب و تارة المراد به الثناء الجميل بعد الموت و قد قال الشاعر    

ذكر الفتى عمره الثاني و لذته ما فاته و فضول العيش اشتغال.

 و قال ماتوا فعاشوا لحسن الذكر بعدهم و قيل بل المراد زيادة البركة في الأجل فأما في نفس الأجل فلا و هذا الإشكال ليس بشي‏ء أما أولا فلوروده في كل ترغيب مذكور في القرآن و السنة حتى الوعد بالجنة و النعيم على الإيمان و بجواز الصراط و الحور و الولدان و كذلك التوعدات بالنيران و كيفية العذاب لأنا نقول إن الله تعالى علم ارتباط الأسباب بالمسببات في الأزل و كتبه في اللوح المحفوظ فمن علمه مؤمنا فهو مؤمن أقر بالإيمان أو لا بعث إليه نبي أو لا و من علمه كافرا فهو كافر على التقديرات و هذا لازم يبطل الحكمة في بعثة الأنبياء و الأوامر الشرعية و المناهي و متعلقاتها و في ذلك هدم الأديان و الجواب عن الجميع واحد و هو أن الله تعالى كما علم كمية العمر علم ارتباطه بسببه المخصوص و كما علم من زيد دخول الجنة جعله مرتبطا بأسبابه المخصوصة من إيجاده و خلق العقل له و نصب الألطاف و حسن الاختيار و العمل بموجب الشرع فالواجب على كل مكلف الإتيان بما أمر به فيه و لا يتكل على العلم فإنه مهما صدر منه فهو المعلوم بعينه فإذا قال الصادق إن زيدا إذا وصل رحمه زاد الله في عمره ثلاثين ففعل كان ذلك إخبارا بأن الله تعالى علم أن زيدا يفعل ما يصير به عمره زائدا ثلاثين سنة كما أنه إذا أخبر أن زيدا إذا قال لا إله إلا الله دخل الجنة ففعل تبينا أن الله تعالى علم أنه يقول و يدخل الجنة بقوله. و بالجملة جميع ما يحدث في العالم معلوم لله تعالى على ما هو عليه واقع من شرط أو سبب و ليس نصب صلة الرحم زيادة في العمر إلا كنصب الإيمان سببا في دخول الجنة و العمل بالصالحات في رفع الدرجة و الدعوات في تحقيق المدعو به و قد جاء في الحديث لا تملوا من الدعاء فإنكم لا تدرون متى يستجاب لكم و في هذا سر لطيف و هو أن المكلف عليه الاجتهاد ففي كل ذرة من الاجتهاد إمكان سببية الخير علمه الله كما قال وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا و العجب   كيف ذكر الإشكال في صلة الرحم و لم يذكر في جميع التصرفات الحيوانية مع أنه وارد فيها عند من لا يتفطن للخروج منه. فإن قلت هذا كله مسلم و لكن قال الله تعالى وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ و قال تعالى وَ لَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها قلت الأجل صادق على كل ما يسمى أجلا موهبيا أو أجلا مسببيا فيحمل ذلك على الموهبي و يكون وقته وفاء لحق اللفظ كما تقدم في قاعدة الجزئي و الجزء. و يجاب أيضا بأن الأجل عبارة عما يحصل عنده الموت لا محالة سواء كان بعد العمر الموهبي و المسببي و نحن نقول كذلك لأنه عند حضور أجل الموت لا يقع التأخر و ليس المراد به العمر إذ الأجل مجرد الوقت و ينبه على قبول العمر للزيادة و النقصان بعد ما دلت عليه الأخبار الكثيرة قوله تعالى وَ ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ

82-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الحكم الحناط قال قال أبو عبد الله ع صلة الرحم و حسن الجوار يعمران الديار و يزيدان في الأعمار

 بيان حسن الجوار رعاية المجاور في الدار و الإحسان إليه و كف الأذى عنه أو الأعم منه و من المجاور في المجلس و الطريق أو من آجرته و جعلته في أمانك في القاموس الجار المجاور و الذي آجرته من أن يظلم و المجير و المستجير و الشريك في التجارة و ما قرب من المنازل و الجوار بالكسر أن تعطي الرجل ذمة فيكون بها جارك فتجيره و جاوره مجاورة و جوارا و قد يكسر صار جاره

    -83  كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله القداح عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن أعجل الخير ثوابا صلة الرحم

 بيان إن أعجل الخير ثوابا لأن كثيرا من ثوابا يصل إلى الواصل في الدنيا مثل زيادة العمر و الرزق و محبة الأهل و نحوها

84-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من سره النسأ في الأجل و الزيادة في الرزق فليصل رحمه

 بيان النسأ بالفتح أو كسحاب كما مر

85-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلا صلة الرحم حتى أن الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثا و ثلاثين سنة و يكون أجله ثلاثا و ثلاثين سنة فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله ثلاثين سنة و يجعل أجله إلى ثلاث سنين

 كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن الرضا ع مثله

 بيان قوله ع ما نعلم شيئا يدل على أن غيرها لا تصير سببا لزيادة العمر و إلا كان هو ع عالما به و لعله محمول على المبالغة أي هي أكثر تأثيرا من غيرها و زيادة العمر بسببها أكثر من غيرها أو هي مستقلة في التأثير و غيرها مشروط بشرائط أو يؤثر منضما إلى غيره لأنه قد وردت الأخبار في أشياء غيرها من الصدقة و البر و حسن الجوار و غيرها أنها تصير سببا لزيادة العمر

86-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن عثمان بن عيسى عن يحيى عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين لن يرغب المرء عن عشيرته و إن كان ذا مال و ولد و عن مودتهم و كرامتهم و دفاعهم بأيديهم و ألسنتهم هم أشد   الناس حيطة من ورائه و أعطفهم عليه و ألمهم لشعثه إن أصابته مصيبة أو نزل به بعض مكاره الأمور و من يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة و يقبض عنه منهم أيد كثيرة و من يلن حاشيته يعرف صديقه منه المودة و من بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه و يضاعف له في آخرته و لسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله و يورثه لا يزدادن أحدكم كبرا و عظما في نفسه و نأيا عن عشيرته إن كان موسرا في المال و لا يزدادن أحدكم في أخيه زهدا و لا منه بعدا إذا لم ير منه مروة و كان معوزا في المال و لا يغفل أحدكم عن القرابة بها الخصاصة أن يسدها بما لا ينفعه إن أمسكه و لا يضره إن استهلكه

 تبيين لن يرغب المرء نهي مؤكد مؤبد في صورة النفي و في بعض النسخ لم يرغب و إن كان ذا مال و ولد فلا يتكل عليهما فإنهما لا يغنيانه عن العشيرة و عشيرة الرجل قبيلته و قيل بنو أبيه الأدنون و عن مودتهم و كرامتهم الإضافة فيهما إلى الفاعل أو إلى المفعول و الأول أنسب بقوله و دفاعهم بأيديهم و ألسنتهم فإن الإضافة فيه إلى الفاعل و كون الجمع باعتبار عموم المرء بعيد جدا و سيأتي نقلا من النهج ما يعين الإضافة إلى الفاعل و يحتمل أن يكون المراد بكرامتهم رفعة شأنهم بين الناس لا إكرامهم له. هم أشد الناس حيطة أي حفظا في القاموس حاطه حوطا و حيطة و حياطة حفظه و صانه و تعهده و الاسم الحوطة و الحيطة و يكسر انتهى و هذا إذا كان حيطة بالكسر كما في بعض نسخ النهج و في أكثرها حيطة كبينة بفتح الباء و كسر الياء المشددة و هي التحنن من ورائه أي في غيبته و قيل أي في الحرب و الأظهر عندي أنه إنما نسب إلى الوراء لأنها الجهة التي لا يمكن التحرز منها   و لذا يشتق الاستظهار من الظهر و عطف عليه أي أشفق و في النهاية الشعث انتشار الأمر و منه قولهم لم الله شعثه و منه حديث الدعاء أسألك رحمة تلم بها شعثي أي تجمع بها ما تفرق من أمري. و من يقبض يده قد مر في باب المداراة أنه يحتمل أن يكون المراد باليد هنا النعمة و المدد و الإعانة أو الضرر و العداوة و كان الأول هنا أنسب و من يلن حاشيته قال في النهاية في حديث الزكاة خذ من حواشي أموالهم هي صغار الإبل كابن مخاض و ابن لبون واحدها حاشية و حاشية كل شي‏ء جانبه و طرفه و منه أنه كان يصلي في حاشية المقام أي جانبه و طرفه تشبيها بحاشية الثوب و في القاموس الحاشية جانب الثوب و غيره و أهل الرجل و خاصته و ناحيته و ظله انتهى. و قيل المراد خفض الجناح و عدم تأذى من يجاوره و قيل يعني لين الجانب و حسن الصحبة مع العشيرة و غيرهم موجب لمعرفتهم المودة منه و من البين أن ذلك موجب لمودتهم له فلين الجانب مظهر للمودة من الجانبين و قيل يلن إما بصيغة المعلوم من باب ضرب أو باب الإفعال و الحاشية الأقارب و الخدمة أي من جعلهم في أمن و راحة تعتمد الأجانب على مودته. و أقول الظاهر أنه من باب الإفعال و المعنى من أدب أولاده و أهاليه و عبيده و خدمه باللين و حسن المعاشرة و الملاطفة بالعشائر و سائر الناس يعرف أصدقاؤه أنه يودهم و إن أكربهم بنفسه و آذاه خدمه و أهاليه لا يعتمد على مودته كما هو المجرب و في النهج و من تلن حاشيته يستدم من قومه المودة فيحتمل الوجهين أيضا بأن يكون المراد لين جانبه و خفض جناحه أو لين خدمه و أتباعه. يخلف الله على بناء الإفعال في دنياه متعلق بيخلف إشارة إلى قوله تعالى قُلْ... ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ و لسان الصدق للمرء أي الذكر الجميل له بعده أطلق اللسان و أريد به ما يوجد به أو من يذكر المرء بالخير و إضافته

    إلى الصدق لبيان أنه حسن و صاحبه مستحق لذلك الثناء و يجعله صفة للسان لأنه في قوة لسان صدق أو حال و خير خبره و في بعض النسخ خيرا بالنصب فيحتمل نصب لسان من قبيل ما أضمر عامله على شريطة التفسير و رفعه بالابتداء و يجعله خبره و خيرا مفعول ثان ليجعله. و على التقادير فيه ترغيب على الإنفاق على العشيرة فإنه سبب للصيت الحسن و أن يذكره الناس بالإحسان و كذلك يذكره من أحسن إليه بإحسانه و سائر صفاته الجميلة و قال تعالى وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا و قال حاكيا عن إبراهيم ع وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ. كبرا تميز و كذا عظما و نأيا أي بعدا أن كان بفتح الهمزة أي من أن أو بكسرها حرف شرط و على هذا التقييد ليس لأن في غير تلك الحالة حسن بل لأن الغالب حصول تلك الأخلاق الذميمة في تلك الحالة و قوله ع في أخيه متعلق بزهدا و منه متعلق بقوله بعدا و قوله إذا لم ير مؤيد لشرطية إن و التقييد على نحو ما مر و المروءة بالهمز و قد يخفف بالتشديد الإنسانية و هي الصفات التي يحق للمرء أن يكون عليها و بها يمتاز عن البهائم و المراد هنا الإحسان و اللطف و العطاء و المعوز على بناء اسم الفاعل و يحتمل المفعول القليل المال. في القاموس عوز الرجل كفرح افتقر كأعوز و أعوزه الشي‏ء احتاج إليه و الدهر أحوجه و الخصاصة الفقر و الخلل و جملة بها الخصاصة صفة للقرابة أو حال عنها أن يسدها بدل اشتمال للقرابة أي عن أن يسدها و ضمير يسدها للخصاصة و العائد محذوف أي عنها أو للقرابة و إسناد السد إليها مجاز أي يسد خلتها و سد الخلل إصلاحه و سد الخلة إذهاب الفقر بما لا ينفعه إن أمسكه أي بالزائد عن قدر الكفاف فإن إمساكه لا ينفعه بل يبقى لغيره و استهلاكه و إنفاقه   لا يضره أو بمال الدنيا مطلقا فإن شأنه ذلك و الرزق على الله. أو المراد بقليل من المال كدرهم فإنه لا يتبين إنفاق ذلك في ماله و المستحق ينتفع به و الأول أظهر

 و في النهج بالذي لا يزيده إن أمسكه و لا ينقصه إن أهلكه

و قيل الضمير في لا يزيده عائد إلى الموصول و لا يخفى بعده بل هو عائد إلى الرجل

87-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن سليمان بن هلال قال قلت لأبي عبد الله ع إن آل فلان يبر بعضهم بعضا و يتواصلون فقال إذا تنمي أموالهم و ينمون فلا يزالون في ذلك حتى يتقاطعون فإذا فعلوا ذلك انقشع عنهم

 بيان تنمي أموالهم على بناء الفاعل أو المفعول و كذا ينمون يحتملهما و نموهم كثرة أولادهم و زيادتهم عددا و شرفا في القاموس نما ينمو نموا زاد كنمى ينمي نميا و نميا و نماء و نمية و أنمى و نمى و في المصباح نمى الشي‏ء ينمي من باب رمى نماء بالفتح و المد كثر و في لغة ينمو نموا من باب قعد و يتعدى بالهمزة و التضعيف انتهى و المشار إليه بذلك أولا النمو و ثانيا التقاطع انقشع أي انكشف و زال نمو الأموال و الأنفس عنهم قال في القاموس قشع القوم كمنع فرقهم فأقشعوا نادر و الريح السحاب كشفته كأقشعته فأقشع و انقشع و تقشع

88-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن غير واحد عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن القوم ليكونون فجرة و لا يكونون بررة فيصلون أرحامهم فتنمي أموالهم و تطول أعمارهم فيكف   إذا كانوا أبرارا بررة

 بيان فكيف إذا كانوا أبرارا أي صلحاء بررة أي واصلين للأرحام

89-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع صلوا أرحامكم و لو بالتسليم يقول الله تبارك و تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

 بيان يدل على أن أقل مراتب الصلة الابتداء بالتسليم و بإطلاقه يشمل ما إذا علم أو ظن أنه لا يجيب و قيل التسليم حينئذ ليس براجح لأنه يوقعهم في الحرام و فيه كلام

90-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال وقع بين أبي عبد الله ع و بين عبد الله بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم و اجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك و غدوت في حاجة فإذا أنا بأبي عبد الله ع على باب عبد الله بن الحسن و هو يقول يا جارية قولي لأبي محمد قال فخرج فقال يا أبا عبد الله ما بكر بك قال إني تلوت آية في كتاب الله عز و جل البارحة فأقلقتني فقال و ما هي قال قول الله عز و جل ذكره الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ فقال صدقت لكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله قط فاعتنقا و بكيا

 بيان قال الجوهري الضوة الصوت و الجلبة و الضوضاة أصوات الناس و جلبتهم يقال ضوضوا بلا همز انتهى قوله بذلك أي بهذا النزاع من غير صلح و إصلاح قولي لأبي محمد في الكلام اختصار أي إني أتيته أو أنا بالباب ما بكر بك   قال في المصباح بكر إلى الشي‏ء بكورا من باب قعد أسرع أي وقت كان و بكر تبكيرا مثله و القلق الاضطراب. الَّذِينَ يَصِلُونَ قال الطبرسي قدس سره قيل المراد به الإيمان بجميع الرسل و الكتب كما في قوله لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ و قيل هو صلة محمد ص و موازرته و الجهاد معه و قيل هو صلة الرحم عن ابن عباس و هو المروي عن أبي عبد الله ع و قيل هو ما يلزم من صلة المؤمنين أن يتولوهم و ينصروهم و يذبوا عنهم و تدخل فيه صلة الرحم و غير ذلك.

 و روى جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص بر الوالدين و صلة الرحم يهونان الحساب ثم تلا هذه الآية

 و روى محمد بن الفضيل عن الكاظم ع في هذه الآية قال هي رحم آل محمد ص معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي تجري في كل رحم

 و روى الوليد عن الرضا ع قال قلت له هل على الرجل في ماله شي‏ء سوى الزكاة قال نعم أين ما قال الله وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ الآية

 وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ أي يخافون عقاب ربهم في قطعها وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ قيل فيه أقوال أحدها أن سوء الحساب أخذهم بذنوبهم كلها من دون أن يغفر لهم شي‏ء منها و الثاني هو أن يحاسبوا للتقريع و التوبيخ فإن الكافر يحاسب على هذا الوجه و المؤمن يحاسب ليسر بما أعد الله له و الثالث هو أن لا تقبل لهم حسنة و لا يغفر لهم سيئة روي ذلك عن أبي عبد الله ع و الرابع أن سوء الحساب هو سوء الجزاء سمي الجزاء حسابا لأن فيه إعطاء المستحق حقه

 و روى هشام بن   سالم عن أبي عبد الله ع قال سوء الحساب أن تحسب عليهم السيئات و لا تحسب لهم الحسنات و هو الاستقصاء

 و روى حماد عنه ع أنه قال لرجل يا فلان ما لك و لأخيك قال جعلت فداك لي عليه شي‏ء فاستقصيت منه حقي قال أبو عبد الله ع أخبرني من قول الله وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم لا و الله و لكن خافوا الاستقصاء و المداقة

انتهى. و أقول قال تعالى بعد ذلك بآيات وَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ فعلى هذا التفسير تلك الآيات من أشد ما ورد في قطع الرحم. ثم الظاهر أن هذا كان لتنبيه عبد الله و تذكيره بالآية ليرجع و يتوب و إلا فلم يكن ما فعله ع بالنسبة إليه قطعا للرحم بل كان عين الشفقة عليه لينزجر عما أراده من الفسق بل الكفر لأنه كان يطلب البيعة منه ع لولده الميشوم كما مر أو شي‏ء آخر مثل ذلك و أي أمر كان إذا تضمن مخالفته و منازعته ع كان على حد الشرك بالله و أيضا مثله ع لا يغفل عن هذه الأمور حتى يتذكر بتلاوة القرآن فظهر أن ذكر ذلك على وجه المصلحة ليتذكر عبد الله عقوبة الله و يترك مخالفة إمامه شفقة عليه و لعل التورية في قوله أقلقتني القلق لعبد الله لا لنفسه ع لكن فيه دلالة على حسن رعاية الرحم و إن كان بهذه المثابة و كان فاسقا ضالا فتدبر

91-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله ع إن لي ابن عم أصله فيقطعني و أصله فيقطعني حتى لقد هممت لقطيعته إياي أن أقطعه قال إنك إذا وصلته و قطعك وصلكما الله جميعا و إن قطعته و قطعك قطعكما الله

 إيضاح قوله ع وصلكما الله لعل ذلك لأنه تصير صلته سببا لترك   قطيعته فيشملهما الله برحمته لا إذا أصر مع ذلك على القطع فإنه يصير سببا لقطع رحمة الله عنه و تعجيل فنائه في الدنيا و عقوبته في الآخرة كما دلت عليه سائر الأخبار

 و في قول أمير المؤمنين ع خذ على عدوك بالفضل فإنه أحد الظفرين

إشارة إلى ذلك فإنه إما أن يرجع أو يستحق العقوبة و الخذلان

92-  كا، ]الكافي[ بالإسناد عن علي عن علي بن الحكم عن داود بن فرقد قال قال لي أبو عبد الله ع إني أحب أن يعلم الله أني قد أذللت رقبتي في رحمي و إني لأبادر أهل بيتي أصلهم قبل أن يستغنوا عني

 بيان إني أحب أن يعلم الله هو كناية من قبيل ذكر اللازم و إرادة الملزوم أي أحب فعلي ذلك فذكر لازمه و هو العلم لأنه أبلغ أو مجاز من إطلاق السبب على المسبب فأطلق العلم و أريد معلوله و هو الجزاء قوله قبل أن يستغنوا عني فيه إشارة إلى أن الرزق لا بد من أن يصل إليهم فأبادر إلى إيصاله إليهم قبل أن يصل إليهم بسبب آخر و من جهة أخرى

93-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع قال إن رحم آل محمد ص و الأئمة ع لمعلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني ثم هي جارية بعدها في أرحام المؤمنين ثم تلا هذه الآية وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ

 بيان الأئمة بدل أو عطف بيان لآل محمد ثم هي أي الرحم أو صلتها أو الكلمة و هي اللهم صل إلخ

94-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن فضال عن ابن بكير عن عمر بن يزيد قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ فقال قرابتك

 بيان قوله قرابتك أي هي شاملة لقرابة المؤمنين أيضا

    -95  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن هشام بن الحكم و درست عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ قال نزلت في رحم آل محمد ص و قد يكون في قرابتك ثم قال فلا تكونن ممن يقول للشي‏ء إنه في شي‏ء واحد

 بيان و قد يكون كلمة قد للتحقيق أو للتقليل مجازا كناية عن أن الأصل فيها هو الأول فلا تكونن أي إذا نزلت آية في شي‏ء خاص فلا تخصص حكمها بذلك الأمر بل عممه في نظائره أو المعنى إذا ذكرنا لأية معنى ثم ذكرنا لها معنى فلا تنكر شيئا منهما فإن للآيات ظهرا و بطنا و نذكر في كل مقام ما يناسبه فالكل حق و بهذا يجمع بين كثير من الأخبار المتخالفة ظاهرا الواردة في تفسير الآيات و تأويلها

96-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن الوصافي عن علي بن الحسين ع قال قال رسول الله ص من سره أن يمد الله في عمره و يبسط في رزقه فليصل رحمه فإن الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق يقول يا رب صل من وصلني و اقطع من قطعني و الرجل ليرى بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها فتهوي به إلى أسفل قعر في النار

 إيضاح في القاموس ذلق اللسان كنصر و فرح و كرم فهو ذليق و ذلق بالفتح و كصرد و عنق أي حديد بليغ و قال طلق اللسان بالفتح و الكسر و كأمير و لسان طلق ذلق و طليق ذليق و طلق ذلق بضمتين و كصرد و كتف ذو حدة. و في النهاية في حديث الرحم جاءت الرحم فتكلمت بلسان ذلق طلق أي فصيح بليغ هكذا جاء في الحديث على فعل بوزن صرد و يقال طلق و ذلق و طليق و ذليق يراد بالجميع المضاء و النفاذ انتهى.   و الرجل في بعض النسخ فالرجل قيل الفاء للتفريع على و اقطع من قطعني و اللام في الرجل للعهد الذهني ليرى على بناء المجهول أي ليظن لكثرة أعماله الصالحة في الدنيا إنه بسبيل أي في سبيل خير ينتهي به إلى الجنة فتهوي به الباء للتعدية أي تسقطه في أسفل قعور النار التي يستحقها مثله و ربما يحمل على المستحل و يمكن حمله على من قطع رحم آل محمد ص

97-  كا، ]الكافي[ عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسن بن علي عن صفوان عن الجهم بن حميد قال قلت لأبي عبد الله ع يكون لي القرابة على غير أمري أ لهم علي حق قال نعم حق الرحم لا يقطعه شي‏ء و إذا كانوا على أمرك كان لهم حقان حق الرحم و حق الإسلام

 بيان يدل على أن الكفر لا يسقط حق الرحم و لا ينافي ذلك قوله تعالى لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ فإنها محمولة على المحبة القلبية فلا ينافي حسن المعاشرة ظاهرا أو المراد به الموالاة في الدين كما ذكره الطبرسي ره أو محمول على ما إذا كانوا معارضين للحق و يصير حسن عشرتهم سبب غلبة الباطل على الحق و لا يبعد أن يكون نفقة الأرحام أيضا من حق الرحم فيجب الإنفاق عليهم فيما يجب على غيرهم

98-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن صلة الرحم و البر ليهونان الحساب و يعصمان من الذنوب فصلوا أرحامكم و بروا بإخوانكم و لو بحسن السلام و رد الجواب

 بيان المراد بالبر البر بالإخوان كما سيأتي و بر الوالدين داخل   في صلة الرحم و رد الجواب عطف على السلام

99-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الصمد بن بشير قال قال أبو عبد الله ع صلة الرحم يهون الحساب يوم القيامة و هي منسأة في العمر و تقي مصارع السوء و صدقة الليل تطفئ غضب الرب

 بيان في النهاية منسأة هي مفعلة منه أي مظنة له و موضع و الصرع الطرح على الأرض و المصرع يكون مصدرا و اسم مكان و مصارع السوء كناية عن الوقوع في البلايا العظيمة الفاضحة الفادحة و صدقة الليل أفضل لأنه أقرب إلى الإخلاص

100-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله قال صلة الرحم تزكي الأعمال و تنمي الأموال و تيسر الحساب و تدفع البلوى و تزيد في الرزق

101-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن مسمع عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص في حديث أ لا إن في التباغض الحالقة لا أعني حالقة الشعر و لكن حالقة الدين

 بيان في النهاية فيه دب إليكم داء الأمم البغضاء و هي الحالقة الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك و تستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر و قيل قطيعة الرحم و التظالم انتهى. و كان المصنف رحمه الله أورده في هذا الباب لأن التباغض يشمل ذوي الأرحام أيضا أو لأن الحالقة فسرت في سائر الأخبار بالقطيعة بل في هذا الخبر أيضا يحتمل أن يكون المراد ذلك بأن يكون المراد أن التباغض بين الناس   من جملة مفاسده قطع الأرحام و هو حالقة الدين

102-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن حذيفة بن المنصور قال قال أبو عبد الله ع اتقوا الحالقة فإنها تميت الرجال قلت و ما الحالقة قال قطيعة الرحم

 بيان تميت الرجال أي تورث موتهم و انقراضهم كما سيأتي و حمله على موت القلوب كما قيل بعيد و يمكن أن يكون هذا أحد وجوه التسمية بالحالقة و الرحم في الأصل منبت الولد و وعاؤه في البطن ثم سميت القرابة من جهة الولادة رحما و منها ذو الرحم خلاف الأجنبي

103-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال قلت له إن إخوتي و بني عمي قد ضيقوا علي الدار و ألجئوني منها إلى بيت و لو تكلمت أخذت ما في أيديهم قال فقال لي اصبر فإن الله سيجعل لك فرجا قال فانصرفت و وقع الوباء في سنة إحدى و ثلاثين و مائة فماتوا و الله كلهم فما بقي منهم أحد قال فخرجت فلما دخلت عليه قال ما حال أهل بيتك قال قلت قد ماتوا و الله كلهم فما بقي منهم أحد فقال هو بما صنعوا بك و بعقوقهم إياك و قطع رحمهم بتروا أ تحب أنهم بقوا و أنهم ضيقوا عليك قال قلت إي و الله

 بيان علي الدار أي الدار التي ورثناها من جدنا و لو تكلمت أخذت يمكن أن يقرأ على صيغة المتكلم أي لو نازعتهم و تكلمت فيهم يمكنني أن آخذ منهم أفعل ذلك أم أتركهم أو يقرأ على الخطاب أي لو تكلمت أنت معهم يعطوني فلم ير ع المصلحة في ذلك أو الأول على الخطاب و الثاني على التكلم و الأول أظهر و في النهاية الوباء بالقصر و المد و الهمز الطاعون و المرض العام.   في إحدى و ثلاثين كذا في أكثر النسخ التي وجدناها و في بعضها بزيادة و مائة و على الأول أيضا المراد ذلك و أسقط الراوي المائة للظهور فإن إمامة الصادق ع كانت في سنة مائة و أربعة عشر و وفاته في سنة ثمان و أربعين و مائة و الفاء في قوله فما بقي في الموضعين للبيان و من ابتدائية و المراد بالأحد أولادهم أو الفاء للتفريع و من تبعيضية. و قوله بعقوقهم متعلق بقوله بتروا و هو في بعض النسخ بتقديم الموحدة على المثناة الفوقانية و في بعضها بالعكس فعلى الأول إما على بناء المعلوم من المجرد من باب علم أو المجهول من باب نصر و على الثاني على المجهول من باب ضرب أو التفعيل في القاموس البتر القطع أو مستأصلا و الأبتر المقطوع الذنب بتره فبتر كفرح و الذي لا عقب له و كل أمر منقطع من الخير و قال التبر بالفتح الكسر و الإهلاك كالتتبير فيهما و الفعل كضرب انتهى. و إنهم ضيقوا الواو إما للحال و الهمزة مكسورة أو للعطف و الهمزة مفتوحة

104-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال في كتاب علي ع ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن البغي و قطيعة الرحم و اليمين الكاذبة يبارز الله بها و إن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم و إن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمي أموالهم و يثرون و إن اليمين الكاذبة و قطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها و تنقل الرحم و إن نقل الرحم انقطاع النسل

 بيان ثلاث مبتدأ و جملة لا يموت خبر و في القاموس الوبال الشدة و الثقل و في المصباح الوبيل الوخيم و الوبال بالفتح من وبل المرتع بالضم وبالا   بمعنى وخم و لما كان عاقبة المرعى الوخيم إلى شر قيل في سوء العاقبة وبال و العمل السيئ وبال على صاحبه و البغي خبر مبتدأ محذوف بتقدير هن البغي و جملة يبارز الله صفة اليمين إذ اللام للعهد الذهني أو استئنافية و المستتر في يبارز راجع إلى صاحبهن و الجلالة منصوبة و الباء في بها للسببية أو للآلة و الضمير لليمين لأن اليمين مؤنث و قد يقرأ يبارز على بناء المجهول و رفع الجلالة و في القاموس بارز القرن مبارزة و برازا برز إليه و هما يتبارزان. أقول لما أقسم به تعالى بحضوره كذبا فكأنه يعاديه علانية و يبارزه و على التوصيف احتراز عن اليمين الكاذبة جهلا و خطأ من غير عمد و توصيف اليمين بالكاذبة مجاز. و إن أعجل كلام علي أو الباقر ع و التعجيل لأنه يصل ثوابه إليه في الدنيا أو بلا تراخ فيها فتنمي على بناء الإفعال أو كيمشي في القاموس نما ينمو نموا زاد كنمى ينمي نميا و نميا و نمية و أنمى و نمى و على الإفعال الضمير للصلة و يثرون أيضا يحتمل الإفعال و المجرد كيرمون أو يدعون و يحتمل بناء المفعول في القاموس الثروة كثرة العدد من الناس و المال و ثرى القوم ثراء كثروا و نموا و المال كذلك و ثري كرضي كثر ماله كأثرى و مال ثري كغني كثير و رجل ثري و أثرى كأحوى كثيره. و في الصحاح الثروة كثرة العدد و قال الأصمعي ثرى القوم يثرون إذا كثروا و نموا و ثرى المال نفسه يثرو إذا كثر و قال أبو عمرو ثرى الله القوم كثرهم و أثرى الرجل إذا كثرت أمواله انتهى و المعنى يكثرون عددا أو مالا أو يكثرهم الله. و في النهاية و فيه اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع جمع بلقع و بلقعة و هي الأرض القفر التي لا شي‏ء بها يريد أن الحالف بها يفتقر و يذهب ما في بيته من الرزق   و قيل هو أن يفرق الله شمله و يقتر عليه ما أولاه من نعمة انتهى. و أقول مع التتمة التي في هذا الخبر لا يحتمل المعنى الأول بل المعنى أن ديارهم تخلو منهم إما بموتهم و انقراضهم أو بجلائهم عنها و تفرقهم أيدي سبإ و الظاهر أن المراد بالديار ديار القاطعين لا البلدان و القرى لسراية شومهما كما توهم. و تنقل الرحم الضمير المرفوع راجع إلى القطيعة و يحتمل الرجوع إلى كل واحد لكنه بعيد و التعبير عن انقطاع النسل بنقل الرحم لأنه حينئذ تنقل القرابة من أولاده إلى سائر أقاربه و يمكن أن يقرأ تنقل على بناء المفعول فالواو للحال و قيل هو من النقل بالتحريك و هو داء في خف البعير يمنع المشي و لا يخفى بعده و قيل الواو إما للحال من القطيعة أو للعطف على قوله و إن اليمين إن جوز عطف الفعلية على الاسمية و إلا فليقدر و إن قطيعة الرحم تنقل بقرينة المذكورة لا على قوله لتذران لأن هذا مختص بالقطيعة و لعل المراد بنقل الرحم نقلها عن الوصلة إلى الفرقة و من التعاون و المحبة إلى التدابر و العداوة و هذه الأمور من أسباب نقص العمر و انقطاع النسل كما صرح على سبيل التأكيد و المبالغة بقوله و إن نقل الرحم انقطاع النسل من باب حمل المسبب على السبب مبالغة في السببية انتهى و هو كما ترى. و أقول سيأتي في باب اليمين الكاذبة من كتاب الأيمان و النذور بهذا السند

 عن أبي جعفر ع قال إن في كتاب علي ع أن اليمين الكاذبة و قطيعة الرحم تذران الديار بلاقع من أهلها و تنقل الرحم يعني انقطاع النسل

و هناك في أكثر النسخ بالغين المعجمة قال في النهاية النغل بالتحريك الفساد و قد نغل الأديم   إذا عفن و تهرى في الدباغ فيفسد و يهلك انتهى و لا يخلو من مناسبة

105-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عنبسة العابد قال جاء رجل فشكا إلى أبي عبد الله ع أقاربه فقال له اكظم غيظهم و افعل فقال إنهم يفعلون و يفعلون فقال أ تريد أن تكون مثلهم فلا ينظر الله إليكم

 بيان و افعل أي اكظم الغيظ دائما و إن أصروا على الإساءة أو افعل كلما أمكنك من البر فيكون حذف المفعول للتعميم إنهم يفعلون أي الإضرار و أنواع الإساءة و لا يرجعون عنها أ تريد أن تكون مثلهم في القطع و ارتكاب القبيح و ترك الإحسان فلا ينظر الله إليكم أي يقطع عنكم جميعا رحمته في الدنيا و الآخرة و إذا وصلت فإما أن يرجعوا فيشملكم الرحمة و كنت أولى بها و أكثر حظا منها و إما أن لا يرجعوا فيخصكم الرحمة و لا انتقام أحسن من ذلك

106-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لا تقطع رحمك و إن قطعتك

 بيان ظاهره تحريم القطع و إن قطعوا و ينافيه ظاهرا قوله تعالى فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ و يمكن تخصيص الآية بتلك الأخبار و لم يتعرض أصحابنا رضي الله عنهم لتحقيق تلك المسائل مع كثرة الحاجة إليها و الخوض فيها يحتاج إلى بسط و تفصيل لا يناسبان هذه التعليقة و قد مر بعض القول فيها في باب صلة الرحم و سلوك سبيل الاحتياط في جميع ذلك أقرب إلى النجاة

107-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه رفعه عن أبي حمزة الثمالي قال قال أمير المؤمنين في خطبته أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء   فقام إليه عبد الله بن الكواء اليشكري فقال يا أمير المؤمنين أ و يكون ذنوب تعجل الفناء فقال نعم ويلك قطيعة الرحم إن أهل البيت ليجتمعون و يتواسون و هم فجرة فيرزقهم الله عز و جل و إن أهل البيت ليتفرقون و يقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله و هم أتقياء

 بيان ابن الكواء كان من رؤساء الخوارج لعنهم الله و يشكر اسم أبي قبيلتين كان هذا الملعون من إحداهما فيحرمهم الله أي من سعة الأرزاق و طول الأعمار و إن كانوا متقين فيما سوى ذلك و لا ينافيه قوله تعالى وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ

108-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن ابن محبوب عن ابن عطية عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار

 بيان جعلت الأموال في أيدي الأشرار هذا مجرب و أحد أسبابه أنهم يتخاصمون و يتنازعون و يترافعون إلى الظلمة و حكام الجور فيصير أموالهم بالرشوة في أيديهم و أيضا إذا تخاصموا و لم يتعاونوا يتسلط عليهم الأشرار و يأخذونها منهم

109-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كفر بالله من تبرأ من نسب و إن دق

 بيان و إن دق أي بعد أو و إن كان خسيسا دنيا و يحتمل أن يكون ضمير دق راجعا إلى التبري بأن لا يكون صريحا بل بالإيماء و هو بعيد و قيل يعني و إن دق ثبوته و هو أبعد و الكفر هنا ما يطلق على أصحاب الكبائر و ربما يحمل على ما إذا كان مستحلا لأن مستحل قطع الرحم كافر أو المراد به كفر النعمة لأن قطع النسب   كفر لنعمة المواصلة أو يراد به أنه شبيه بالكفر لأن هذا الفعل يشبه فعل أهل الكفر لأنهم كانوا يفعلونه في الجاهلية و لا فرق في ذلك بين الولد و الوالد و غيرهما من الأرحام

110-  كا، ]الكافي[ عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن ابن أبي عمير و ابن فضال عن رجال شتى عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أنهما قالا كفر بالله العظيم الانتفاء من حسب و إن دق

 بيان المراد بالحسب أيضا النسب الدني فإن الأحساب غالبا يكون بالأنساب و يحتمل على بعد أن لا تكون من صلة للانتفاء بل يكون للتعليل أي بسبب حسب حصل له أو لآبائه القريبة و حينئذ في قوله و إن دق تكلف إلا على بعض الوجوه البعيدة السابقة و ربما يقرأ على هذا الوجه الانتقاء بالقاف أي دعوى النقاوة و الامتياز و الفخر بسبب حسب و هو تصحيف