باب 5- من لا ينبغي مجالسته و مصادقته و مصاحبته و المجالس التي لا ينبغي الجلوس فيها

الآيات الأنعام وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَ ما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ لكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ الفرقان وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع قال قال رسول الله ص أحكم الناس من فر من جهال الناس

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن ابن متيل عن البرقي عن أبيه عن يونس عن عبد الرحمن بن الحجاج عن الصادق ع قال من رأى أخاه على أمر يكرهه فلم يرده عنه و هو يقدر عليه فقد خانه و من لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه

3-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ في خبر الشيخ الشامي سئل أمير المؤمنين ع أي صاحب   شر قال المزين لك معصية الله

4-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن موسى عن الصوفي عن الروياني عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار

5-  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن الوليد عن داود الرقي قال قال لي أبو عبد الله ع انظر إلى كل من لا يفيدك منفعة في دينك فلا تعتدن به و لا ترغبن في صحبته فإن كل ما سوى الله تبارك و تعالى مضمحل وخيم عاقبته

6-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن أحمد بن الحسين عن أبي الحسين الحضرمي عن البجلي عن جميل عن محمد بن سعيد عن المحاربي عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ثلاثة مجالستهم تميت القلب مجالسة الأنذال و الحديث مع النساء و مجالسة الأغنياء الخبر

 ل، ]الخصال[ فيما أوصى به النبي ص عليا ع مثله

7-  ل، ]الخصال[ القاسم بن محمد السراح عن محمد بن أحمد الضبي عن محمد بن عبد العزيز عن عبيد الله بن موسى عن سفيان الثوري عن الصادق ع قال لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ثم قال ع أمرني والدي بثلاث و نهاني عن ثلاث فكان فيما قال لي يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم و من يدخل مداخل السوء يتهم و من لا يملك لسانه يندم الخبر

8-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يوسف عن   حنان بن سدير عن أبيه قال قال أبو جعفر ع لا تقارن و لا تواخ أربعة الأحمق و البخيل و الجبان و الكذاب أما الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك و أما البخيل فإنه يأخذ منك و لا يعطيك و أما الجبان فإنه يهرب عنك و عن والديه و أما الكذاب فإنه يصدق و لا يصدق

9-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن أسيد بن زيد عن محمد بن مروان عن الصادق ع قال إياك و صحبة الأحمق فإنه أقرب ما تكون منه أقرب ما يكون إلى مساءتك

10-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المراغي عن ثوابه بن يزيد عن أحمد بن علي بن المثنى عن شبابة بن سوار عن المبارك بن سعيد عن خليد الفراء عن أبي المحبر قال قال رسول الله ص أربعة مفسدة للقلوب الخلو بالنساء و الاستمتاع منهن و الأخذ برأيهن و مجالسة الموتى فقيل يا رسول الله و ما مجالسة الموتى قال مجالسة كل ضال عن الإيمان و جائر عن الأحكام

11-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد الحسيني عن موسى بن عبد الله بن موسى عن أبيه عن محمد بن زيد عن أخيه يحيى قال سألت أبي زيد بن علي ع من أحق الناس أن يحذر قال ثلاثة العدو الفاجر و الصديق الغادر و السلطان الجائر

12-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد المجاشعي عن الصادق ع عن آبائه قال قال رسول الله ص المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل

13-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أبي قتادة عن أبي عبد الله ع قال في وصية ورقة   بن نوفل لخديجة ع إياك و صحبة الأحمق الكذاب فإنه يريد نفعك فيضرك و يقرب منك البعيد و يبعد منك القريب إن ائتمنته خانك و إن ائتمنك أهانك و إن حدثك كذبك و إن حدثته كذبك و أنت منه بمنزلة السراب الذي يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً

14-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن هاشم عن عبد الله بن حماد عن شريك عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص لا تسبوا قريشا و لا تبغضوا العرب و لا تذلوا الموالي و لا تساكنوا الخوز و لا تزوجوا إليهم فإن لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء

15-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد العطار عن الحسين بن طريف عن هشام عن أبي عبد الله ع قال يا هشام النبط ليس من العرب و لا من العجم فلا تتخذ منهم وليا و لا نصيرا فإن لهم أصولا تدعو إلى غير الوفاء

16-  ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن عبد العظيم الحسني عن علي بن جعفر عن أخيه موسى قال قال علي بن الحسين ع ليس لك أن تقعد مع من شئت لأن الله تبارك و تعالى يقول وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ و ليس لك أن تتكلم بما شئت لأن الله عز و جل قال وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ و لأن رسول الله ص قال رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو صمت فسلم و ليس لك أن تسمع ما شئت لأن الله عز و جل يقول إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا

    -17  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن الحميري عن البرقي رفعه عن ابن طريف عن ابن نباتة عن الحارث الأعور قال قال علي ع للحسن ع في مسائله التي سأله عنها يا بني ما السفه فقال اتباع الدناة و مصاحبة الغواة

18-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه رفعه إلى أبي عبد الله ع أنه قال خمس من خمسة محال النصيحة من الحاسد محال و الشفقة من العدو محال و الحرمة من الفاسق محال و الوفاء من المرأة محال و الهيبة من الفقر محال

19-  لي، ]الأمالي للصدوق[ في مناهي النبي ص أنه نهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله عز و جل

20-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن الدهقان عن درست عن أبي عبد الله ع قال أربعة يذهبن ضياعا مودة تمنحها من لا وفاء له و معروف عند من لا شكر له و علم عند من لا استماع له و سر تودعه عند من لا حصافة له

21-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن يحيى الحلبي عن أبيه عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر الباقر ع أنه قال لرجل يا فلان لا تجالس الأغنياء فإن العبد يجالسهم و هو يرى أن لله عليه نعمة فما يقوم حتى يرى أن ليس لله عليه نعمة

22-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الحميري عن هارون عن ابن صدقة عن الصادق ع عن أبيه ع قال قال رسول الله ص أربع يمتن القلب الذنب   على الذنب و كثرة مناقشة النساء يعني محادثتهن و مماراة الأحمق تقول و يقول و لا يرجع إلى خير و مجالسة الموتى فقيل له يا رسول الله و ما الموتى قال كل غني مترف

23-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ روي لا تقطع أوداء أبيك فيطفى نورك

24-  سر، ]السرائر[ من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام و يعاب فيه مسلم إن الله يقول وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

25-  جا، ]المجالس للمفيد[ ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن البرقي عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري قال سمعت أبا الحسن ع يقول لأبي ما لي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب قال إنه خالي فقال له أبو الحسن ع إنه يقول في الله قولا عظيما يصف الله تعالى و يحده و الله لا يوصف فإما جلست معه و تركتنا و إما جلست معنا و تركته فقال إن هو يقول ما شاء أي شي‏ء علي منه إذا لم أقل ما يقول فقال له أبو الحسن ع أ ما تخاف أن ينزل به نقمة فتصيبكم جميعا أ ما علمت بالذي كان من أصحاب موسى و كان أبوه من أصحاب فرعون فلما لحقت خيل فرعون موسى ع تخلف عنه ليعظه و أدركه موسى و أبوه يراغمه حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فسأل جبرئيل عن حاله فقال له غرق رحمه الله و لم يكن على رأي أبيه لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع

26-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن حمدويه عن الحسين بن موسى عن جعفر   بن محمد الخثعمي عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رجل عن أبي عبد الله ع و أبي الحسن ع قال ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه فإن بره بهم بره بوالديه

27-  كش، ]رجال الكشي[ روى علي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين ع أنه كان يقول لبنيه جالسوا أهل الدين و المعرفة فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس و أسلم فإن أبيتم إلا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروات فإنهم لا يرفثون في مجالسهم

28-  ختص، ]الإختصاص[ معاوية بن وهب قال قال الصادق ع كان أبي يقول قم بالحق و لا تعرض لما نابك و اعتزل عما لا يعنيك و تجنب عدوك و احذر صديقك من الأقوام إلا الأمين الذي خشي الله و لا تصحب الفاجر و لا تطلعه على سرك

29-  ختص، ]الإختصاص[ عن محمد بن مسلم عن الصادق ع عن أبيه ع قال قال أبي علي بن الحسين ع يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق فقلت يا أبت من هم عرفنيهم قال إياك و مصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب و إياك و مصاحبة الفاسق فإنه بايعك بأكله أو أقل من ذلك و إياك و مصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه و إياك و مصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك و إياك و مصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله عز و جل في ثلاثة مواضع قال الله عز و جل فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ إلى آخر الآية و قال عز و جل الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ   لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ و قال في البقرة الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ

30-  ختص، ]الإختصاص[ قال الصادق ع صديق عدو علي ع عدو علي ع

31-  كتاب صفات الشيعة، للصدوق عن العطار عن سعد عن ابن هاشم عن ابن أبي نجران عن ابن حميد عن ابن قيس عن أبي جعفر عن أبيه عن جده ع قال قال أمير المؤمنين ع مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار و مجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار و مجالسة الأبرار للفجار تلحق الأبرار بالفجار فمن اشتبه عليكم أمره و لم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه فإن كانوا أهل دين الله فهو على دين الله و إن كانوا على غير دين الله فلا حظ له من دين الله إن رسول الله ص كان يقول من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يواخين كافرا و لا يخالطن فاجرا و من آخى كافرا أو خالط فاجرا كان كافرا فاجرا

 و بإسناده عن جعفر بن محمد ع قال من جالس أهل الريب فهو مريب

32-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر ع عن آبائه ع قال قال علي ع ثلاث من حفظهن كان معصوما من الشيطان الرجيم و من كان بلية من لم يخل بامرأة ليس يملك منها شيئا و لم يدخل على سلطان و لم يعن صاحب بدعة ببدعته

33-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن رجاء بن يحيى عن هارون بن   مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال أردت سفرا فأوصى أبي علي بن الحسين ع فقال في وصيته إياك يا بني أن تصاحب الأحمق أو تخالطه و اهجره و لا تجادله فإن الأحمق هجنة عين غائبا كان أو حاضرا إن تكلم فضحه حمقه و إن سكت قصر به عيه و إن عمل أفسد و إن استرعى أضاع لا علمه من نفسه يغنيه و لا علم غيره ينفعه و لا يطيع ناصحه و لا يستريح مقارنه تود أمه ثكلته و امرأته أنها فقدته و جاره بعد داره و جليسه الوحدة من مجالسته إن كان أصغر من في المجلس أعيا من فوقه و إن كان أكبرهم أفسد من دونه

34-  الدرة الباهرة، قال النبي ص لا خير لك في صحبة من لا يرى لك مثل الذي يرى لنفسه

 و قال أمير المؤمنين ع قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل

 و قال ع اتقوا من تبغضه قلوبكم

 و قال ع العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله و واحد في ترك مجالسة السفهاء

 و قال الحسن بن علي ع إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس فاجتهد أن لا يعرفك فإن أشقى الأعراض به معارفه

 و قال موسى بن جعفر ع من لم يجد للإساءة مضضا لم يكن للإحسان عنده موقع

 و قال ع من ولهه الفقر أبطره الغنى

 و قال الجواد ع إياك و مصاحبة الشرير فإنه كالسيف المسلول يحسن منظره و يقبح أثره

 و قال أبو محمد العسكري ع اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شره

 و قال ع احذر كل ذكر ساكن الطرف

35-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع لابنه الحسن يا بني إياك و مصادقة الأحمق فإنه   يريد أن ينفعك فيضرك و إياك و مصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه و إياك و مصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه و إياك و مصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد و يبعد عليك القريب

36-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع لا تصحب المائق فإنه يزين لك فعله و يود أن تكون مثله

 و قال ع فيما كتب إلى الحارث الهمداني و احذر صحابة من يقبل رأيه و ينكر عمله فإن الصاحب معتبر بصاحبه

 و قال ع و إياك و مصاحبة الفساق فإن الشر بالشر ملحق

37-  أعلام الدين، قال النبي ص الوحدة خير من قرين السوء

 و قال ص جاملوا الأشرار بأخلاقهم تسلموا من غوائلهم و باينوهم بأعمالكم كيلا تكونوا منهم

38-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي زياد النهدي عن عبد الله بن صالح عن أبي عبد الله ع قال لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى الله فيه و لا يقدر على تغييره

 بيان المراد بمعصية الله ترك أوامره و فعل نواهيه كبيرة كانت أو صغيرة حق الله كان أو حق الناس و من ذلك اغتياب المؤمن فإن فعل أحد شيئا من ذلك و قدرت على تغييره و منعه منه فغيره أشد تغيير حتى يسكت عنه و ينزجر منه و لك ثواب المجاهدين و إن خفت منه فاقطعه و انقله بالحكمة مما هو مرتكبه إلى أمر آخر جائز و لا بد من أن يكون الإنكار بالقلب و اللسان لا باللسان وحده و القلب   مائل إليه فإن ذلك نفاق و فاحشة أخرى و إن لم تقدر عليه فقم و لا تجلس معه فإن لم تقدر على القيام أيضا فأنكره بقلبك و أمقته في نفسك و كن كأنك على الرضف فإن الله تعالى مطلع على سرائر القلوب و أنت عنده من الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر و إن لم تنكر و لم تقم مع القدرة على الإنكار و القيام فقد رضيت بالمعصية فأنت و هو حينئذ سواء في الإثم

39-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن بكر بن محمد عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن ع يقول لأبي ما لي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب فقال إنه خالي فقال إنه يقول في الله قولا عظيما يصف الله و لا يوصف فإما جلست معه و تركتنا و إما جلست معنا و تركته فقلت هو يقول ما شاء أي شي‏ء علي منه إذا لم أقل ما يقول فقال أبو الحسن ع أ ما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا أ ما علمت بالذي كان من أصحاب موسى ع و كان أبوه من أصحاب فرعون فلما لحقت خيل فرعون موسى ع تخلف عنهم ليعظ أباه فيلحقه بموسى ع فمضى أبوه و هو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فقال هو في رحمة الله و لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع

 بيان الجعفري هو أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري هو من أجلة أصحابنا و يقال إنه لقي الرضا ع إلى آخر الأئمة ع و أبو الحسن يحتمل الرضا و الهادي ع و يحتمل أن يكون سليمان بن جعفر الجعفري كما صرح به في مجالس المفيد يقول أي الرجل فقال أي ذلك الرجل و كونه كلام بكر و الضمير للجعفري بعيد و في المجالس يقول لأبي و هو أظهر و يؤيد الأول فقال إنه خالي الظاهر تخفيف اللام و تشديده من الخلة كأنه تصحيف يصف الله أي بصفات الأجسام كالقول بالجسم و الصورة أو بالصفات الزائدة كالأشاعرة و في المجالس يصف الله تعالى و يحده و هو يؤيد الأول و الواو في قوله ع   و لا يوصف للحال أي و الحال أنه لا يجوز وصفه بالمعنيين. فإما جلست معه أي لا يمكن الجمع بين الجلوس معه و الجلوس معنا فإن جالسته كنت فاسقا و نحن لا نجالس الفساق مع أن الجمع بينهما مما يوهم تصويب قوله و ظاهره مرجوحية الجلوس مع من يجالس أهل العقائد الفاسدة و تحريم الجلوس معهم فيلحقه بموسى أي يدخله في دينه أو يلحقه بعسكره و مآلهما واحد فمضى أبوه أي في الطريق الباطل الذي اختاره أي استمر على الكفر و لم يقبل الرجوع أو مضى في البحر و هو يراغمه أي يبالغ في ذكر ما يبطل مذهبه و يذكر ما يغضبه في القاموس المراغمة الهجران و التباعد و المغاضبة و راغمهم نابذهم و هجرهم و عاداهم و ترغم تغضب و في المجالس تخلف عنه ليعظه و أدركه موسى و أبوه يراغمه. حتى بلغا طرفا من البحر أي أحد طرفي البحر و هو الطرف الذي يخرج منه قوم موسى من البحر و أقول كان المعنى هنا قريبا من طرف البحر و في المجالس طرف البحر فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فسأل جبرئيل عن حاله فقال له غرق رحمه الله و لم يكن على رأي أبيه لكن النقمة إلخ

40-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع أنه قال لا تصحبوا أهل البدع و لا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم

 قال رسول الله ص المرء على دين خليله و قرينه

 بيان فتصيروا عند الناس كواحد منهم يدل على وجوب الاحتراز عن مواضع التهمة و إن فعل ما يوجب حسن ظن الناس مطلوب إذا لم يكن للرياء و السمعة و قد يمكن أن ينفعه ذلك في الآخرة لما ورد أن الله يقبل شهادة المؤمنين و إن علم خلافه المرء على دين خليله أي عند الناس فيكون استشهادا لما ذكره ع أو يصير واقعا كذلك فيكون بيانا لمفسدة أخرى كما ورد أن   صاحب الشر يعدي و قرين السوء يغوي و هذا أظهر

41-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إذا رأيتم أهل الريب و البدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم و أكثروا من سبهم و القول فيهم و الوقيعة و باهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام و يحذرهم الناس و لا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات و يرفع لكم به الدرجات في الآخرة

 بيان كأن المراد بأهل الريب الذين يشكون في الدين و يشككون الناس فيه بإلقاء الشبهات و قيل المراد بهم الذين بناء دينهم على الظنون و الأوهام الفاسدة كعلماء أهل الخلاف و يحتمل أن يراد بهم الفساق و المتظاهرين بالفسوق فإن ذلك مما يريب الناس في دينهم و هو علامة ضعف يقينهم في القاموس الريب صرف الدهر و الحاجة و الظنة و التهمة و في النهاية الريب الشك و قيل هو الشك مع التهمة و البدعة اسم من الابتداع كالرفعة من الارتفاع ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة كذا ذكر في المصباح. و أقول البدعة في الشرع ما حدث بعد الرسول ص و لم يرد فيه نص على الخصوص و لا يكون داخلا في بعض العمومات أو ورد نهي عنه خصوصا أو عموما فلا تشمل البدعة ما دخل في العمومات مثل بناء المدارس و أمثالها الداخلة في عمومات إيواء المؤمنين و إسكانهم و إعانتهم و كإنشاء بعض الكتب العلمية و التصانيف التي لها مدخل في العلوم الشرعية و كالألبسة التي لم تكن في عهد الرسول ص و الأطعمة المحدثة فإنها داخلة في عمومات الحلية و لم يرد فيها نهي و ما يفعل منها على وجه العموم إذا قصد كونها مطلوبة على الخصوص كان بدعة كما أن الصلاة خير موضوع و يستحب فعلها في كل وقت و لما عين عمر ركعات مخصوصة على وجه مخصوص في وقت معين صارت بدعة و كما إذا عين أحد سبعين تهليلة في وقت مخصوص على أنها مطلوبة للشارع في خصوص هذا الوقت بلا نص ورد فيها كانت بدعة.   و بالجملة إحداث أمر في الشريعة لم يرد فيها نص بدعة سواء كانت أصلها مبتدعا أو خصوصيتها مبتدعة فما ذكره المخالفون أن البدعة منقسمة بانقسام الأحكام الخمسة تصحيحا لقول عمر في التراويح نعمت البدعة باطل إذ لا تطلق البدعة إلا على ما كان محرما كما قال رسول الله ص كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها إلى النار و ما فعله عمر كان من البدعة المحرمة لنهي النبي ص عن الجماعة في النافلة فلم ينفعهم هذا التقسيم و لن يصلح العطار ما أفسد الدهر و قد أشبعنا القول في ذلك في كتاب الفتن في باب مطاعن عمر. قال الشهيد روح الله روحه في قواعده محدثات الأمور بعد النبي ص تنقسم أقساما لا تطلق اسم البدعة عندنا إلا على ما هو محرم منها. أولها الواجب كتدوين الكتاب و السنة إذا خيف عليهما التلف من الصدور فإن التبليغ للقرون الآتية واجب إجماعا و للآية و لا يتم إلا بالحفظ و هذا في زمان الغيبة واجب أما في زمن ظهور الإمام فلا لأنه الحافظ لهما حفظا لا يتطرق إليه خلل. و ثانيها المحرم و هو بدعة تناولتها قواعد التحريم و أدلته من الشريعة كتقديم غير الأئمة المعصومين عليهم و أخذهم مناصبهم و استيثار ولاة الجور بالأموال و منعها مستحقها و قتال أهل الحق و تشريدهم و إبعادهم و القتل على الظنة و الإلزام ببيعة الفساق و المقام عليها و تحريم مخالفتها و الغسل في المسح و المسح على غير القدم و شرب كثير من الأشربة و الجماعة في النوافل و الأذان الثاني يوم الجمعة و تحريم المتعتين و البغي على الإمام و توريث الأباعد و منع الأقارب و منع الخمس أهله و الإفطار في غير وقته إلى غير ذلك من المحدثات المشهورات و منها بالإجماع من الفريقين المكس و تولية المناصب غير الصالح لها ببذل أو إرث أو غير ذلك. و ثالثها المستحب و هو ما تناولته أدلة الندب كبناء المدارس و الربط و

    ليس منه اتخاذ الملوك الأهبة ليعظموا في النفوس اللهم إلا أن يكون مرهبا للعدو. و رابعها المكروه و هو ما شملته أدلة الكراهة كالزيادة في تسبيح الزهراء ع و سائر الموظفات أو النقيصة منها و التنعم في الملابس و المآكل بحيث لا يبلغ الإسراف بالنسبة إلى الفاعل و ربما أدى إلى التحريم إذا استضر به و عياله. و خامسها المباح و هو الداخل تحت أدلة الإباحة كنخل الدقيق فقد ورد أول شي‏ء أحدثه الناس بعد رسول الله ص اتخاذ المناخل لأن لين العيش و الرفاهية من المباحات فوسيلته مباحة انتهى. و قال في النهاية البدعة بدعتان بدعة هدى و بدعة ضلال فما كان في خلاف ما أمر الله به و رسوله فهو في حيز الذم و الإنكار و ما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه و حض عليه أو رسوله فهو في حيز المدح و ما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود و السخاء و فعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة و لا يجوز أن يكون ذلك على خلاف ما ورد به الشرع لأن النبي ص قد جعل له في ذلك ثوابا فقال من سن سنة حسنة كان له أجرها و أجر من عمل بها و قال في ضده من سن سنة سيئة كان عليه وزرها و وزر من عمل بها و ذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به و رسوله ثم قال و أكثر ما يستعمل به المبتدع في الذم انتهى. و المراد بسبهم الإتيان بكلام يوجب الاستخفاف بهم قال الشهيد الثاني رفع الله درجته يصح مواجهتهم بما يكون نسبته إليهم حقا لا بالكذب و هل يشترط جعله على طريق النهي فيشترط شروطه أم يجوز الاستخفاف بهم مطلقا ظاهر النص و الفتاوي الثاني و الأول الأحوط و دل على جواز مواجهتهم بذلك و على رجحانها رواية البرقي عن أبي عبد الله ع إذا ظاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له و لا غيبة و مرفوعة محمد بن بزيع من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب انتهى. و القول فيهم أي قول الشر و الذم فيهم و في القاموس الوقيعة القتال و غيبة الناس و في الصحاح الوقيعة في الناس الغيبة و الظاهر أن المراد بالمباهتة إلزامهم بالحجج القاطعة و جعلهم متحيرين لا يحيرون جوابا كما قال تعالى فَبُهِتَ الَّذِي   كَفَرَ و يحتمل أن يكون من البهتان للمصلحة فإن كثيرا من المساوي يعدها أكثر الناس محاسن خصوصا العقائد الباطلة و الأول أظهر قال الجوهري بهته بهتا أخذه بغتة و بهت الرجل بالكسر إذا دهش و تحير و في المصباح بهت و بهت من بابي قرب و تعب دهش و تحير و يعدى بالحرف و غيره يقال بهته يبهته بفتحتين فبهت بالبناء للمفعول و لا يتعلموا في أكثر النسخ و لا يتعلمون و هو تصحيف

42-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن محمد بن يوسف عن ميسر عن أبي عبد الله ع قال لا ينبغي للمسلم أن يواخي الفاجر و لا الأحمق و لا الكذاب

 بيان الظاهر أن ميسر هو ابن عبد العزيز الثقة فهو موثق و المواخاة المصاحبة و الصداقة بحيث يلازمه و يراعي حقوقه و يكون محل أسراره و يواسيه بماله و جاهه و الفجور التوسع في الشر قال الراغب الفجر شق الشي‏ء شقا واسعا قال تعالى وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً و الفجور شق ستر الديانة يقال فجر فجورا فهو فاجر و جمعه فجار و فجرة انتهى و تخصيص الكذاب مع أنه داخل في الفاجر لأنه أشد ضررا من سائر الفجار

43-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن عمرو بن عثمان عن محمد بن سالم الكندي عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع إذا صعد المنبر قال ينبغي للمسلم أن يجتنب مواخاة ثلاثة الماجن و الأحمق و الكذاب أما الماجن فيزين لك فعله و يحب أن تكون مثله و لا يعينك على أمر دينك و معادك و مقارنته جفاء و قسوة و مدخله و مخرجه عليك عار و أما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير و لا يرجى لصرف السوء عنك و لو أجهد نفسه و ربما أراد منفعتك فضرك فموته خير من حياته و سكوته خير من نطقه و بعده خير من قربه و أما الكذاب فإنه لا يهنؤك   معه عيش ينقل حديثك و ينقل إليك الحديث كلما أفنى أحدوثة مطها بأخرى حتى أنه يحدث بالصدق فما يصدق و يغري بين الناس بالعداوة فينبت السخائم في الصدور فاتقوا الله و انظروا لأنفسكم

 بيان في القاموس مجن مجونا صلب و غلظ و منه الماجن لمن لا يبالي قولا و فعلا كأنه صلب الوجه و قال الجوهري المجون أن لا يبالي الإنسان ما صنع و كأن المراد بالجفاء البعد عن الآداب الحسنة و يطلق في الأخبار على هذا المعنى كثيرا و هو الأنسب هنا و يمكن أن يكون المراد به أنه يوجب غلظ الطبع و ترك الصلة و البر قال في النهاية الجفاء البعد عن الشي‏ء و ترك الصلة و البر و منه الحديث من بدا جفا أي من سكن البادية غلظ طبعه لقلة مخالطة الناس و الجفاء غلظ الطبع و قسوة أي توجب القسوة و المدخل مصدر ميمي و كذا المخرج و يحتملان الإضافة إلى الفاعل و إلى المفعول أي دخولك عليه أو دخوله عليك و كذا المخرج فإنه لا يشير عليك بخير أي إذا شاورته و لا يرجى لصرف السوء عنك أي إذا ابتليت ببلية و لو أجهد أي أتعب نفسه فإن كل ذلك فرع العقل و ربما أراد منفعتك فضرك لحمقه من حيث لا يشعر فموته خير لك من حياته في كل حال و سكوته عند المشورة و غيرها خير لك من نطقه و بعده عنك أو بعدك عنه خير لك من قربه فإن احتمال الضرر أكثر من النفع لا يهنؤك بالهمز و القلب أيضا في المصباح هنأ الشي‏ء بالضم مع الهمز هناءة بالفتح و المد تيسر من غير مشقة و لا عناء فهو هني‏ء و يجوز الإبدال و الإدغام و هنأني الولد يهنؤني مهموز من بابي نفع و ضرب أي سرني و تقول العرب في الدعاء ليهنئك الولد بهمزة ساكنة و بإبدالها ياء و حذفها عامي و معناه سرني فهو هانئ و هنأني الطعام يهنؤني ساغ. ينقل حديثك و ينقل إليك الحديث أي يكذب عليك عند الناس و يكذب على الناس عندك فيفسد بينك و بينهم فقوله كلما أفنى بيان مفسدة أخرى و هي عدم الاعتماد على كلامه و يحتمل أن يكون الجميع لبيان مفسدة واحدة   و هو أن العمدة في منفعة الصديق أن يأتيك بكلام غيرك أو فعله و أن يبلغ رسالتك إلى غيره و لما كانت عادته الكذب لا تعتمد أنت على كلامه و لا غيرك فتنتفي الفائدتان هذا إذا لم يأت بما يوجب الإفساد و الإغراء و إلا فمفسدته أشد فيكون قوله يغري تأسيسا لا تأكيدا و في القاموس الحديث الخبر و الجمع أحاديث شاذ و الأحدوثة ما يتحدث به و في الصحاح الحديث الخبر يأتي على القليل و الكثير و يجمع على أحاديث على غير قياس قال الفراء نرى أن واحد الأحاديث أحدوثة ثم جعلوه جمعا للحديث و الأحدوثة ما يتحدث به و قال مطه يمطه أي مده و في القاموس مطه مده و الدلو جذبه و حاجبيه و خده تكبر و أصابعه مدها مخاطبا بها و تمطط في الكلام لون فيه انتهى. و سيأتي هذا الخبر بعينه في أبواب العشرة و فيه مطرها و في القاموس مطرني بخير أصابني و ما مطر منه خير أو بخير أي ما أصابه منه خير و تمطرت الطير أسرعت في هويها كمطرت و على الأول الباء في قوله بأخرى للآلة و على الثاني للتعدية إلى المفعول الثاني فما يصدق على بناء المجهول من التفعيل و ربما يقرأ على بناء المعلوم كينصر أي أصل الحديث صادق فيمطها بكذب من عنده فلا يكون صادقا لذلك و الأول أظهر و في القاموس أغرى بينهم العداوة ألقاها كأنه ألزقها بهم و قال الجوهري أغريت الكلب بالصيد و أغريت بينهم و أقول كأن المعنى هنا يغري بينهم المخاصمات بسبب العداوة أو الباء زائدة و قد قال تعالى فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ و يظهر من بعضهم كالجوهري أن الإغراء بمعنى الإفساد فلا يحتاج إلى مفعول و في بعض النسخ فيما سيأتي و يفرق بين الناس بالعداوة فلا يحتاج إلى تكلف و قال السخيمة و السخمة بالضم الحقد و انظروا لأنفسكم أي اختاروا للمواخاة و المصاحبة غير هؤلاء حيث عرفتم ضرر مصاحبتهم أو لما نبهتكم   على ضرر مصاحبة صاحب السوء فاتقوا عواقب السوء و اختاروا للإخوة من لم تتضرروا بمصاحبتهم في الدين و الدنيا و إن كان غير هؤلاء كما سيأتي أفرادا أخر و قيل المعنى فانظروا لأنفسكم و لا تقبلوا قول الكذاب و لا تعادوا الناس بقولهم و قد قال تعالى إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا و لا يخلو من بعد

44-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه عن محمد بن مسلم أو أبي حمزة عن أبي عبد الله ع عن أبيه قال قال لي علي بن الحسين ع يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق فقلت يا أبت من هم قال إياك و مصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يباعد لك القريب و إياك و مصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكله أو أقل من ذلك و إياك و مصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه و إياك و مصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك و إياك و مصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله عز و جل في ثلاث مواضع قال الله عز و جل فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ و قال الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ و قال في البقرة الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ

 بيان فإنه أي الكذاب بمنزلة السراب قال الراغب السراب اللامع في المفازة كالماء و ذلك لانسرابه في رأي العين و يستعمل السراب فيما لا حقيقة له كالشراب فيما له حقيقة قال تعالى كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً و قال تعالى    وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً انتهى و قد يقال المراد بالكذاب هنا من يكذب على الله و رسوله بالفتاوي الباطلة و يمكن أن يكون إشارة إلى قوله تعالى وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ إلخ. و قوله ع يقرب استئناف لبيان وجه الشبه و المستتر فيه راجع إلى الكذاب و المعنى أنه بكذبه يقرب إليك البعيد عن الحق و الواقع أو عن العقل و كذا العكس فإنه بائعك على صيغة اسم الفاعل أو فعل ماض من المبايعة بمعنى البيعة و الأول أظهر و الأكلة إما بالفتح أي بأكله واحدة أو بالضم أي لقمة قال الجوهري أكلت الطعام أكلا و مأكلا و الأكلة المرة الواحدة حتى تشبع و الأكلة بالضم اللقمة تقول أكلت أكلة واحدة أي لقمة و هي القرصة أيضا و هذا الشي‏ء أكلة لك أي طعمة انتهى و قد يقرأ بأكله بالإضافة إلى الضمير الراجع إلى الفاسق كناية عن مال الدنيا فقوله و أقل من ذلك الصيت و الذكر عند الناس و هو بعيد و الأول أصوب

 كما روي في النهج عن أمير المؤمنين ع أنه قال لابنه الحسن يا بني إياك و مصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك و إياك و مصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه و إياك و مصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه و إياك و مصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد و يبعد عنك القريب

و التافة اليسير الحقير و ذلك لأنه لا يخاف الله و يسهل عليه خلاف الديانة فلا يحفظ حق المصادقة فإنه يخذلك في ماله أي يترك نصرتك بسبب ماله أحوج ما تكون إليه قيل أحوج منصوب بنيابة ظرف الزمان لإضافته إلى المصدر لكون ما مصدرية و كما أن المصدر يكون نائبا لظرف الزمان مثل رأيته قدوم الحاج كذلك يكون المضاف إليه أيضا نائبا و تكون تامة و نسبة الحاجة إلى المصدر مجاز و المقصود نسبته إلى الفاعل و إليه متعلق بالأحوج و الضمير راجع إلى البخيل أو إلى ماله و قيل أحوج منصوب على الحال من الكاف في ثلاث مواضع كذا في أكثر النسخ   و كان تأنيثه بتأويل المواضع بالآيات و في بعضها في ثلاثة و هو أظهر. فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ قال البيضاوي أي توليتم أمور الناس و تأمرتم عليهم أو أعرضتم و توليتم عن الإسلام أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ تناجزا عن الولاية و تجاذبا لها أي رجوعا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية من التغاور و المقاتلة مع الأقارب و المعنى أنهم لضعفهم في الدين و حرصهم على الدنيا أحقاء بأن يتوقع ذلك منهم من عرف حالهم و يقول لهم هل عسيتم أُولئِكَ المذكورون الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ لإفسادهم و قطعهم الأرحام فَأَصَمَّهُمْ عن استماع الحق و قبوله وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ فلا يهتدون إلى سبيله. الَّذِينَ يَنْقُضُونَ في الرعد وَ الَّذِينَ و حذف العاطف سهل لكن ليس في بعض النسخ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ و كأنه من النساخ لوجوده في أكثر النسخ و في كتاب الإختصاص و غيره. عَهْدَ اللَّهِ قيل لله تعالى عهود عهد أخذه بالعقل على عباده بإراءة آياته في الآفاق و الأنفس و بما ذكر من إقامة الحجة على وجود الصانع و قدرته و علمه و حكمته و توحيده و عهد أخذه عليهم بأن يقروا بربوبيته فأقروا و قالوا بَلى حين قال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ و عهد أخذه على أهل الكتاب في الكتب المنزلة على أنبيائهم بتصديق محمد ص و عهد أخذه على الأمم أن يصدقوا نبيا بعث إليهم بالمعجزات و يتبعوه و لا يخالفوا حكمه و عهد أخذه عليهم بالولاية للأوصياء و عهد أخذه على العلماء بأن يعلموا الجهال و يبينوا ما في الكتاب و لا يكتموه و عهد أخذه على النبيين بأن يبلغوا الرسالة و يقيموا الدين و لا يتفرقوا فيه. و قد وقع النقض في جميع ذلك إلا في الأخير و الضمير في مِيثاقِهِ للعهد و قال المفسرون هو اسم لما تقع به الوثاقة و هي الاستحكام و المراد به ما وثق الله به عهده من الآيات و الكتب أو ما وثقوه به من الالتزام و القبول و أن يوصل في   محل الخفض على أنه بدل الاشتمال من ضمير به. و في تفسير الإمام ع في تفسير آية البقرة الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ المأخوذ عليهم لله بالربوبية و لمحمد ص بالنبوة و لعلي بالإمامة و لشيعتهما بالمحبة و الكرامة مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ أي إحكامه و تغليظه وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ من الأرحام و القرابات أن يتعاهدوهم و أفضل رحم و أوجبهم حقا رحم محمد ص فإن حقهم بمحمد ص كما أن حق قرابات الإنسان بأبيه و أمه و محمد أعظم حقا من أبويه كذلك حق رحمه أعظم و قطيعته أفظع و أفضح و يفسدون في الأرض بالبراءة ممن فرض الله إمامته و اعتقاد إمامة من قد فرض الله مخالفته أُولئِكَ أهل هذه الصفة هُمُ الْخاسِرُونَ خسروا أنفسهم لما صاروا إليه من النيران و حرموا الجنان فيا لها من خسارة ألزمتهم عذاب الأبد فحرمتهم نعيم الأبد. و قيل في يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ يدخل فيه التفريق بين الأنبياء و الكتب في التصديق و ترك موالاة المؤمنين و ترك الجمعة و الجماعات المفروضة و سائر ما فيه رفض خير أو تعاطي شر فإنه يقطع الوصلة بين الله و بين العبد التي هي المقصودة بالذات من كل وصل و فصل. و قوله ع وجدته ملعونا في ثلاثة مواضع اللعن في الآية الأولى و الثانية ظاهر و أما الثالثة فلاستلزام الخسران لا سيما على ما فسره الإمام ع اللعن و البعد من رحمة الله و الله سبحانه في أكثر القرآن وصف الكفار بالخسران فقد قال تعالى أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ و قال فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ و قال بعد ذكر الكفار لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ و قال فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ

    و قال وَ مَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ و قال وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ كَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ و قال وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ و قال قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ و قال وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ و قال وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ و قال لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ و قال وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ و قال وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ

45-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن شعيب العقرقوفي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها إلى آخر الآية فقال إنما عنى بهذا أن إذا سمعتم الرجل يجحد الحق و يكذب به و يقع في الأئمة فقم من عنده و لا تقاعده كائنا من كان

 بيان وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ يعني في القرآن و كأنه إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأنعام وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فإن الأنعام مكية و هذه الآية في سورة النساء و هي مدنية و كأنه ع   لذلك اختار هذه الآية لإشارتها إلى الآية الأخرى أيضا و تتمة الآية فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ قيل أن مفسرة و قال البيضاوي مخففة و المعنى أنه إذا سمعتم آياتِ اللَّهِ و قد ورد في الأخبار الكثيرة أن آيات الله الأئمة ع أو الآيات النازلة فيهم و قال علي بن إبراهيم هنا آيات الله هم الأئمة ع يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها قال البيضاوي حالان من الآيات جي‏ء بهما لتقييد النهي عن المجالسة في قوله فَلا تَقْعُدُوا إلخ الذي هو جزاء الشرط بما إذا كان من يجالسه هازئا معاندا غير مرجو و يؤيده الغاية و الضمير في مَعَهُمْ للكفرة المدلول عليهم بقوله يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ في الإثم لأنكم قادرون على الإعراض عنهم و الإنكار عليهم أو الكفر إن رضيتم بذلك أو لأن الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من الأحبار كانوا منافقين و يدل عليه إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً يعني القاعدين و المقعود معهم انتهى و في الآية إيماء إلى أن من يجالسهم و لا ينهاهم هو من المنافقين كائنا من كان أي سواء كان من أقاربك أم من الأجانب و سواء كان ظاهرا من أهل ملتك أم لا و سواء كان معدودا ظاهرا من أهل العلم أم لا و سواء كان من الحكام أو غيرهم إذا لم تخف ضررا

46-  كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن سيف بن عميرة عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي عبد الله ع قال من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس مجلسا ينتقص فيه إمام أو يعاب فيه مؤمن

 بيان فلا يجلس بالجزم أو الرفع و كأنه إشارة إلى قوله تعالى لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ و فيه زجر عظيم   عن استماع غيبة المؤمن حيث عادله بانتقاص الإمام يقال فلان ينتقص فلانا أي يقع فيه و يذمه

47-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يقوم مكان ريبة

 بيان مكان ريبة أي مقام تهمة و شك و كأن المراد النهي من حضور موضع يوجب التهمة بالفسق أو الكفر أو بذمائم الأخلاق أعم من أن يكون بالقيام أو المشي أو القعود أو غيرها فإنه يتهم بتلك الصفات ظاهرا عند الناس و قد يتلوث به باطنا أيضا كما مر قال في المغرب رابه ريبا شككه و الريبة الشك و التهمة

 و منه الحديث دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الكذب ريبة و إن الصدق طمأنينة

أي ما يشكك و يحصل فيك الريبة و هي في الأصل قلق النفس و اضطرابها أ لا ترى كيف قابلها بالطمأنينة و هي السكون و ذلك أن النفس لا تستقر متى شكت في أمر و إذا أيقنته سكنت و اطمأنت انتهى. و يحتمل أن يكون المراد به المنع عن مجالسة أرباب الشكوك و الشبهات الذين يوقعون الشبه في الدين و يعدونها كياسة و دقة فيضلون الناس عن مسالك أصحاب اليقين كأكثر الفلاسفة و المتكلمين فمن جالسهم و فاوضهم لا يؤمن بشي‏ء بل يحصل في قلبه مرض الشك و النفاق و لا يمكنه تحصيل اليقين في شي‏ء من أمور الدين بل يعرضه إلحاد عقلي لا يتمسك عقله بشي‏ء و لا يطمئن في شي‏ء كما أن الملحد الديني لا يؤمن بملة فهم كما قال فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً و أكثر أهل زماننا سلكوا هذه الطريقة و قلما يوجد مؤمن على الحقيقة أعاذنا الله و إخواننا المؤمنين من ذلك و حفظنا عن جميع المهالك

48-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن   سيف بن عميرة عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يقعدن في مجلس يعاب فيه إمام أو ينتقص فيه مؤمن

 بيان و قد تقدم مثله بتغيير ما في المتن و السند

49-  كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن مسلم عن إسحاق بن موسى قال حدثني أخي و عمي عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة مجالس يمقتها الله و يرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم و لا تجالسوهم مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه و مجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد و ذكرنا فيه رث و مجلسا فيه من يصد عنا و أنت تعلم قال ثم تلا أبو عبد الله ع ثلاث آيات من كتاب الله كأنما كن في فيه أو قال كفه وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ

 بيان كأن المراد بالأخ الرضا ع لأن الشيخ عد إسحاق من أصحابه ع و بالعم علي بن جعفر و كأنه كان عن أبي عن أبي عبد الله فظن الرواة أنه زائد فأسقطوه و إن أمكن رواية علي بن جعفر عن أبيه و الرضا ع لم يحتج إلى الواسطة في الرواية و المراد بالنقمة إما العقوبة الدنيوية أو اللعنة و الحكم باستحقاق العقوبة الأخروية و قوله و لا تجالسوهم إما تأكيد لقوله فلا تقاعدوهم أو المراد بالمقاعدة مطلق القعود مع المرء و بالمجالسة الجلوس معه على وجه الموادة و المؤانسة و المصاحبة كما يقال فلان أنيسه و جليسه فيكون ترقيا من الأدون   إلى الأعلى كما هو عادة العرب و عليه جرى قوله تعالى وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ و قوله سبحانه لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ و يحتمل العكس أيضا بأن يكون المراد بالمقاعدة من يلازم القعود كقوله تعالى عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ أو يكون المراد بأحدهما حقيقة المقاعدة و بالأخرى مطلق المصاحبة. و قد ذكروا وجوها من الفرق بين القعود و الجلوس لكن مناسبته لهذا المقام محل تأمل و إن أمكن تحصيلها بتكلف قال في المصباح الجلوس غير القعود فالجلوس هو الانتقال من سفل إلى علو و القعود هو الانتقال من علو إلى سفل فعلى الأول يقال لمن هو نائم أو ساجد اجلس و على الثاني لمن هو قائم اقعد و قد يكون جلس بمعنى قعد متربعا و قد يفارقه و منه جلس بين شعبها أي حصل و تمكن إذ لا يسمى هذا قعودا فإن الرجل حينئذ يكون معتمدا على أعضائه الأربع و يقال جلس متكئا و لا يقال قعد متكئا بمعنى الاعتماد على أحد الجانبين و قال الفارابي و جماعة الجلوس نقيض القيام فهو أعم من القعود و قد يستعملان بمعنى الكون و الحصول فيكونان بمعنى واحد و منه يقال جلس متربعا و قعد متربعا و الجليس من يجالسك فعيل بمعنى فاعل. في فتياه قيل في للتعليل نحو قوله فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ و قال الجوهري الرث الشي‏ء البالي و قال صد عنه صدودا أعرض و صده عن الأمر صدا منعه و صرفه عنه و المراد بمن يصد عنهم أعم من ذلك المجلس و غيره لقوله و أنت تعلم أي و أنت تعلم أنه ممن يصد عنا فإن لم تعلم فلا حرج عليك في مجالسته قال ثم تلا الضمير في قال راجع إلى كل من الأخ و العم و لذلك تكلف بعضهم و قال الأخ و العم واحد و المراد الأخ الرضاعي و لا يخفى بعده أو قال كفه الترديد من الراوي أي أو قال مكان في فيه في كفه و على التقديرين الغرض التعجب   من سرعة الاستشهاد بالآيات بلا تفكر و تأمل. و ترتيب الآيات على خلاف ترتيب المطالب فالآية الثالثة للكذب في الفتيا و الأولى للثاني إذ قد ورد في الأخبار أن المراد بسب الله سب أولياء الله و إذا جلس مجلسا يذكر فيه أعداء الله فإما أن يسكت فيكون مداهنا أو يتعرض لهم فيدخل تحت الآية.

 و في روضة الكافي في حديث طويل عن الصادق ع و جاملوا الناس و لا تحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم و إياكم و سب أعداء الله حيث يسمعونكم فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ و قد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو إنه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله و من أظلم عند الله ممن استسب لله و لأوليائه فمهلا مهلا فاتبعوا أمر الله و لا حول و قوة إلا بالله

 و روى العياشي عنه ع أنه سئل عن هذه الآية فقال أ رأيت أحدا يسب الله فقال لا و كيف قال من سب ولي الله فقد سب الله

 و في الإعتقادات عنه ع أنه قيل له إنا نرى في المسجد رجلا يعلن بسب أعدائكم و يسبهم فقال ما له لعنه الله تعرض بنا قال الله وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ الآية قال و قال الصادق ع في تفسير هذه الآية لا تسبوهم فإنهم يسبوا عليكم فقال من سب ولي الله فقد سب الله

 قال النبي ص لعلي ع من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله فقد كبه الله على منخريه في النار

و الآية الثانية للمطلب الثالث إذ قد ورد في الأخبار أن المراد بالآيات الأئمة ع

 و روى علي بن إبراهيم عن النبي ص قال من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام أو يغتاب فيه مسلم إن الله تعالى   يقول في كتابه وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا الآية

و قيل الأولى للثالث و الثانية للثاني و قال الخوض في شي‏ء الطعن فيه كما قال تعالى وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ. و لنرجع إلى تفسير الآيات على قول المفسرين و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله قالوا أي لا تذكروا آلهتهم التي يعبدونها بما فيها من القبائح فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً أي تجاوزا عن الحق إلى الباطل بِغَيْرِ عِلْمٍ أي على جهالة بالله و ما يجب أن يذكر به و أقول على تأويلهم ع يحتمل أن يكون المعنى بغير علم أن سب أولياء الله سب لله. وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا قالوا أي بالتكذيب و الاستهزاء بها و الطعن فيها فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ أي فلا تجالسهم و قم عنهم حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ قيل أعاد الضمير على معنى الآيات لأنها القرآن و قيل في قوله فِي آياتِنا حذف مضاف أي حديث آياتنا بقرينة قوله فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ و قال بعد ذلك وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ بأن يشغلك بوسوسته حتى تنسى النهي فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى أي بعد أن تذكره مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أي معهم بوضع الظاهر موضع المضمر دلالة على أنهم ظلموا بوضع التكذيب و الاستهزاء موضع التصديق و الاستعظام. وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ قيل اللام للتعليل و متعلق بالمنهي عنه في لا تَقُولُوا و ما مصدرية و قال البيضاوي انتصاب الكذب بلا تقولوا و هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ بدل منه أو متعلق بتصف على إرادة القول أي لا تقولوا الكذب لما تصف ألسنتكم فتقولوا هذا حلال و هذا حرام أو مفعول لا تقولوا و الكذب منتصب بتصف و ما مصدرية أي لا تقولوا هذا حلال و هذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب أي لا تحرموا و لا تحلوا بمجرد قول تنطق به ألسنتكم من غير دليل و وصف ألسنتهم الكذب مبالغة في وصف كلامهم بالكذب كأن حقيقة الكذب كان مجهولة و ألسنتهم تصفها و تعرفها بكلامهم هذا و لذلك عد من فصيح الكلام كقولهم وجهها يصف الجمال و عينها تصف السحر لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ

    تعليل لا يتضمن الغرض كما في قوله لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً

50-  كا، ]الكافي[ بالإسناد المتقدم عن محمد بن مسلم عن داود بن فرقد عن محمد بن سعيد الجمحي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إذا ابتليت بأهل النصب و مجالستهم فكن كأنك على الرضف حتى تقوم فإن الله يمقتهم و يلعنهم فإذا رأيتهم يخوضون في ذكر إمام من الأئمة فقم فإن سخط الله ينزل هناك عليهم

 بيان في النهاية في حديث الصلاة كان في التشهد الأول كأنه على الرضف الرضف الحجارة المحماة على النار واحدتها رضفة انتهى و سخط الله لعنهم و الحكم بعذابهم و خذلانهم و منع الألطاف عنهم فإذا نزل يمكن أن يشمل من قارنهم و قاربهم فيجب الاحتراز عن مجالستهم إذا لم تكن تقية

51-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن الجبار عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع قال من قعد عند سباب لأولياء الله فقد عصى الله

 بيان يدل على تحريم الجلوس مع النواصب و إن لم يسبوا في ذلك المجلس و هو أيضا محمول على غير التقية

52-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبيد بن زرارة عن أبي جعفر ع قال من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الأئمة يقدر على الانتصاف فلم يفعل ألبسه الله الذل في الدنيا و عذبه في الآخرة و سلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا

 بيان الانتصاف الانتقام و في القاموس انتصف منه استوفى حقه منه كاملا حتى صار كل على النصف سواء و تناصفوا أنصف بعضهم بعضا انتهى و الانتصاف   أن يقتله إذا لم يخف على نفسه أو عرضه أو ماله أو على مؤمن آخر و إضافة صالح إلى الموصول بيانية فيفيد سلب أصل المعرفة بناء على أن من للبيان و يحتمل التبعيض أي من أنواع معرفتنا فيفيد سلب الكمال و يحتمل التعليل أي الأعمال الصالحة و الأخلاق الحسنة التي أعطاه بسبب المعرفة و يحتمل أن يكون الإضافة لامية فيرجع إلى الأخير و الأول أظهر

53-  كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد و محمد بن يحيى عن علي بن محمد بن سعيد عن محمد بن مسلم عن الحسن بن علي بن النعمان عن أبي علي بن النعمان عن ابن مسكان عن اليمان بن عبيد الله قال رأيت يحيى ابن أم الطويل وقف بالكناسة ثم نادى بأعلى صوته يا معشر أولياء الله إنا براء مما تسمعون من سب عليا فعليه لعنة الله و نحن براء من آل مروان و ما يعبدون من دون الله ثم يخفض صوته فيقول من سب أولياء الله فلا تقاعدوهم و من شك فيما نحن عليه فلا تفاتحوه و من احتاج إلى مسألتكم من إخوانكم فقد خنتموه ثم يقرأ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً

 بيان يحيى ابن أم الطويل المطعمي من أصحاب الحسين ع و قال الفضل بن شاذان لم يكن في زمن علي بن الحسين ع في أول أمره إلا خمسة أنفس و ذكر من جملتهم يحيى ابن أم الطويل

 و روي عن الصادق ع أنه قال ارتد الناس بعد الحسين ع إلا ثلاثة أبو خالد الكابلي و يحيى ابن أم الطويل و جبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا و كثروا

 و في رواية أخرى مثله و زاد فيها و جابر بن عبد الله الأنصاري

 و روي عن أبي جعفر ع أن الحجاج طلبه و قال تلعن أبا تراب و أمر بقطع يديه و رجليه و قتله

و أقول كان هؤلاء الأجلاء من خواص أصحاب الأئمة ع