باب 19- الطاعة و التقوى و الورع و مدح المتقين و صفاتهم و علاماتهم و أن الكرم به و قبول العمل مشروط به

 أقول قد مضى ما يناسب الباب في باب طاعة الله و رسوله و حججه فلا تغفل. الآيات البقرة الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و قال تعالى وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ و قال تعالى وَ اذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ و قال تعالى وَ مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ و قال تعالى وَ لَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ و قال تعالى وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ و قال تعالى حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ   و قال تعالى وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى و قال سبحانه وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ و قال تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ و قال تعالى تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَ اتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ و قال سبحانه وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ و قال تعالى وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ و قال سبحانه وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ و قال تعالى وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى و قال تعالى وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ آل عمران حاكيا عن عيسى ع فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ و قال تعالى بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَ اتَّقى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ و قال سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ   و قال تعالى وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ و قال تعالى وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً و قال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ اتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ و قال تعالى وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ و قال تعالى وَ مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ و قال لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ و قال لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ و قال وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ النساء يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ إلى قوله وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً و قال وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ كانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيداً المائدة وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ و قال جل و علا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ و قال تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ و قال تعالى اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ   بِما تَعْمَلُونَ و قال سبحانه وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ و قال تعالى حاكيا عن ابن آدم قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال وَ هُدىً وَ مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ و قال وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ و قال تعالى وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ و قال وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ و قال تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ و قال فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال تعالى قالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ الأنعام وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ و قال سبحانه وَ ما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ لكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ و قال جل و علا وَ اتَّقُوهُ وَ هُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ و قال تعالى ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ و قال تعالى وَ اتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الأعراف وَ لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ و قال سبحانه وَ لِتَتَّقُوا وَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ و قال تعالى وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ

    و قال تعالى وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ و قال تعالى وَ الدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ و قال تعالى خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَ اذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ و قال إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ الأنفال فَاتَّقُوا اللَّهَ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَ يُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ و قال تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ التوبة إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ و قال وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ و قال تعالى لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ إلى قوله سبحانه أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ و قال وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ يونس إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ و قال تعالى فَقُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ و قال تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا   وَ فِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ هود فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ يوسف وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ و قال إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ و قال تعالى وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَ فَلا تَعْقِلُونَ الرعد مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ عُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ الحجر إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ النحل أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ و قال وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ و قال سبحانه إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ مريم وَ كانَ تَقِيًّا و قال تعالى قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا و قال سبحانه تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا و قال تعالى ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا و قال تعالى يَوْمَ   نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً طه وَ صَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً و قال تعالى وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى الحج يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ‏ءٌ عَظِيمٌ و قال تعالى لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ المؤمنون أَ فَلا تَتَّقُونَ النور وَ مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ الفرقان قُلْ أَ ذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَ مَصِيراً لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا و قال تعالى وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً الشعراء أَ لا يَتَّقُونَ و قال تعالى وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ و قال تعالى إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَ لا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ و قال تعالى وَ اتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَ بَنِينَ وَ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ و قال تعالى وَ اتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَ الْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ النمل وَ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ

    القصص وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ الروم وَ اتَّقُوهُ الأحزاب لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ و قال تعالى وَ اتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيداً يس وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَ ما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ص أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ و قال تعالى وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ الزمر قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ و قال تعالى يا عِبادِ فَاتَّقُونِ و قال تعالى لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ و قال تعالى وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ و قال تعالى وَ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و قال تعالى وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً السجدة وَ نَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ الزخرف وَ الْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ و قال تعالى الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ الدخان إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ   الجاثية وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ محمد مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَ لَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ إلى قوله تعالى وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ الحجرات وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ و قال وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ و قال تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ ق وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ الذاريات إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ الطور إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَعِيمٍ فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ القمر إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ الحشر وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ الممتحنة وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ التغابن فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ   الطلاق وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ و قال تعالى وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ و قال تعالى وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً و قال تعالى وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُعْظِمْ لَهُ أَجْراً و قال سبحانه فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ القلم إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ النبأ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَ أَعْناباً وَ كَواعِبَ أَتْراباً وَ كَأْساً دِهاقاً الليل وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى العلق أَ رَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى تفسير الم سيأتي الكلام في الفواتح في كتاب القرآن إن شاء الله ذلِكَ الْكِتابُ في تفسير الإمام ع يعني القرآن الذي افتتح بالم هو ذلك الكتاب الذي أخبرت به موسى و من بعده من الأنبياء و هم أخبروا بني إسرائيل أني سأنزله عليك يا محمد لا رَيْبَ فِيهِ لا شك فيه لظهوره عندهم هُدىً بيان من الضلالة لِلْمُتَّقِينَ الذين يتقون الموبقات و يتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى إذا علموا ما يجب عليهم عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم و قيل إنما خص المتقين بالاهتداء به لأنهم المنتفعون به و ذلك لأن التقوى شرط في تحصيل المعرفة الحقة. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ أي بما غاب عن حواسهم من توحيد الله و نبوة

    الأنبياء و قيام القائم و الرجعة و البعث و الحساب و الجنة و النار و سائر الأمور التي يلزمهم الإيمان بها مما لا يعرف بالمشاهدة و إنما يعرف بدلائل نصبها الله عز و جل عليه وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ بإتمام ركوعها و سجودها و حفظ مواقيتها و حدودها و صيانتها مما يفسدها أو ينقصها وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ من الأموال و القوى و الأبدان و الجاه و العلم يُنْفِقُونَ أي يتصدقون يحتملون الكل و يؤدون الحقوق لأهاليها و يقرضون و يسعفون الحاجات و يأخذون بأيدي الضعفاء يقودون الضرائر و ينجونهم من المهالك و يحملون عنهم المتاع و يحملون الراجلين على دوابهم و يؤثرون من هو أفضل منهم في الإيمان على أنفسهم بالمال و النفس و يساوون من كان في درجتهم فيه بهما و يعلمون العلم لأهله و يرون فضائل أهل البيت ع لمحبيهم و لمن يرجون هدايته

 و عن الصادق ع و مما علمناهم يبثون

 وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ من القرآن أو الشريعة وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ من التوراة و الإنجيل و الزبور و صحف إبراهيم و سائر كتب الله المنزلة وَ بِالْآخِرَةِ أي الدار التي بعد هذه الدنيا التي فيها جزاء الأعمال الصالحة بأفضل ما عملوه و عقاب الأعمال السيئة بمثل ما كسبوه هُمْ يُوقِنُونَ لا يشكون. أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ على بيان و صواب و علم بما أمرهم به وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الناجون مما منه يوجلون الفائزون بما يؤملون وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ لا غيري

 و قال الإمام في كتمان أمر محمد و أمر وصيه

 وَ اذْكُرُوا ما فِيهِ أي ما في التوراة من جزيل ثوابنا على قيامكم به و شديد عقابنا على إبائكم له

 و في المجمع عن الصادق ع و اذكروا ما في تركه من العقوبة لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أي لتتقوا المخالفة الموجبة للعقاب فتستحقوا بذلك الثواب

    وَ لَوْ أَنَّهُمْ أي الذين تعلموا السحر وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ حكم بحصر المتقين في الموصوفين بالصفات السابقة في قوله وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ إلخ. وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى أي ما حرم الله كما روي عن الصادق ع وَ اتَّقُوا اللَّهَ أي في تغيير أحكامه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي لكي تظفروا بالهدى و البر. وَ اتَّقُوا اللَّهَ أي في الانتقام فلا تعتدوا إلى ما لم يرخص لكم وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ فيحرسهم و يصلح شأنهم. وَ اتَّقُوا اللَّهَ أي في المحافظة على أوامره و نواهيه و خصوصا في الحج وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ لمن لم يتقه و خالف أمره و تعدى حدوده. وَ تَزَوَّدُوا أي لمعادكم التقوى و قيل كانوا يحجون من غير زاد فيكونون كلا على الناس فأمروا أن يتزودوا و يتقوا الإبرام و التثقيل على الناس وَ اتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ فإن مقتضى اللب خشية الله عقب الحث على التقوى بأن يكون المقصود بها هو الله سبحانه و التبري عما سواه. وَ اتَّقُوا اللَّهَ أي في مجامع أموركم و في تفسير الإمام ع و اتقوا الله أيها الحاج المغفور لهم سالف ذنوبهم بحجهم المقرون بتوبتهم فلا تعاودوا الموبقات فتعود إليكم أثقالها و يثقلكم احتمالها فلا تغفر لكم إلا بتوبة بعدها وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ فيجازيكم بما تعملون وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ و دع سوء صنيعك أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ أي   حملته الأنفة و حمية الجاهلية على الإثم الذي يؤمر باتقائه و ألزمته ارتكابه لجاجا من قولك أخذته بكذا إذا حملته عليه و ألزمته إياه فيزداد إلى شره شرا و يضيف إلى ظلمه ظلما فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ أي كفته جزاء و عذابا على سوء فعله وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ أي الفراش يمهدها و يكون دائما فيها. وَ اتَّقُوا يَوْماً أي تأهبوا لمصيركم إليه ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ من خير أو شر وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ بنقص ثواب أو تضعيف عقاب. فَاتَّقُوا اللَّهَ أي في المخالفة وَ أَطِيعُونِ أي فيما أدعوكم إليه. مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ أي كل من أوفى بما عاهد عليه أي عهد كان وَ اتَّقى الله في ترك الخيانة و الغدر فإن الله يحبه و في وضع الظاهر موضع المضمر إشعار بأن التقوى ملاك الأمر. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ أي حق تقواه و ما يجب منها و هو استفراغ الوسع في القيام بالمواجب و الاجتناب عن المحارم و سيأتي الأخبار في تفسيرها و روي أنها نسخت بقوله سبحانه فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أي و لا تكونن على حال سوى حال الإسلام إذا أدرككم الموت و في المجمع عن الصادق ع و أنتم مسلمون بالتشديد و معناه مستسلمون لما أتى النبي ص منقادون له.

 و روى العياشي عن الكاظم ع أنه قال لبعض أصحابه كيف تقرأ هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ ما ذا قال مُسْلِمُونَ فقال سبحان الله يوقع عليهم الإيمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم   الإسلام و الإيمان فوق الإسلام قال هكذا يقرأ في قراءة زيد قال ع إنما هي في قراءة علي ع و هو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد ص إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسَلِّمُونَ لرسول الله ص ثم للإمام من بعده

 وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ بشارة لفاعلي الخير و إشعار بأن التقوى مبدأ الخير و حسن العمل. وَ إِنْ تَصْبِرُوا أي على عداوتهم وَ تَتَّقُوا موالاتهم و مخالطتهم لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً لما وعد الله الصابرين و المتقين من الحفظ. لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ما أنعم به عليكم. وَ اتَّقُوا اللَّهَ أي فيما نهيتم عنه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي رجاء فلا حكم وَ اتَّقُوا النَّارَ إلخ أي بالتجنب عن مثل أفعالهم لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أي بطاعتهما و لعل و عسى في أمثال ذلك دليل عزة التوصل إليها وَ سارِعُوا أي و بادروا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أي إلى أسباب المغفرة و عن أمير المؤمنين ع إلى أداء الفرائض وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ عن الصادق ع إذا وضعوهما كذا و بسط يديه إحداهما مع الأخرى أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ عن أمير المؤمنين ع فإنكم لن تنالوها إلا بالتقوى. نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ النزل ما يعد للنازل من طعام و شراب و صلة وَ ما عِنْدَ اللَّهِ لكثرته و دوامه خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ مما يتقلب فيه الفجار لقلته و سرعة   زواله و امتزاجه بالآلام. وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

 عن الصادق ع يعني فيما أمركم به و افترض عليكم

و مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ يعني آدم على نبينا و آله و عليه السلام كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً أي حفيظا. فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ أي مالك الملك كله لا يتضرر بكفرانكم و عصيانكم كما لا ينتفع بشكركم و تقواكم و إنما وصاكم لرحمته لا لحاجته وَ كانَ اللَّهُ غَنِيًّا عن الخلق و عبادتهم حَمِيداً في ذاته حمد أو لم يحمد. شَدِيدُ الْعِقابِ فانتقامه أشد وَ اتَّقُوا اللَّهَ أي فيما حرم عليكم إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ فيؤاخذكم بما جل و دق عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أي بخفياتها فضلا عن جليات أعمالكم. وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ أي ما تتوسلون به إلى ثوابه و الزلفى منه من فعل الطاعات و ترك المعاصي بعد معرفة الإمام و اتباعه من وسل إلى كذا إذا تقرب إليه و قال علي بن إبراهيم تقربوا إليه بالإمام وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ بمحاربة أعدائه الظاهرة و الباطنة لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ بالوصول إلى الله و الفوز إلى كرامته. وَ مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ إنما خصهم بالذكر مع عموم الموعظة لأنهم اختصوا بالانتفاع به. آمَنُوا أي بمحمد ص و بما جاء به سَيِّئاتِهِمْ أي التي فعلوها   قبل وَ لَأَدْخَلْناهُمْ فإن الإسلام يجب ما قبله و إن جل وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ استدعاء إلى التقوى بألطف الوجوه. خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ لدوامها و خلوص لذاتها و منافعها أَ فَلا تَعْقِلُونَ أي الأمرين خير مِنْ حِسابِهِمْ أي من حساب الذين يخوضون في آياتنا وَ لكِنْ ذِكْرى أي عليهم أن يذكروهم لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أي يجتنبون ذلك. لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أي الضلال و التفرق عن الحق. لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أي باتباع الكتاب و العمل بما فيه. وَ لِباسُ التَّقْوى قيل أي خشية الله. وَ لِتَتَّقُوا بسبب الإنذار وَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ بالتقوى. وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا الشرك و المعاصي لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ أي لوسعنا عليهم الخيرات و يسرناها لهم من كل جانب بإنزال المطر و إخراج النبات و غير ذلك. طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ أي لمة منه كأنها طافت بهم و دارت حولهم و لم تقدر أن تؤثر فيهم تَذَكَّرُوا ما أمر به و نهى عنه فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ مواقع الخطإ و مكايد الشيطان فيتحرزون عنها

 و في الكافي و العياشي عن   الصادق ع هو العبد يهم بالذنب ثم يتذكر فيمسك

و في التفسير إذا ذكرهم الشيطان المعاصي و حملهم عليها يذكرون اسم الله فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ. يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً أي هداية في قلوبكم تفرقون بها بين الحق و الباطل و في التفسير يعني العلم الذي تفرقون به بين الحق و الباطل وَ يُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ قيل أي يسترها وَ يَغْفِرْ لَكُمْ بالتجاوز و العفو عنها. وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ بالهداية و النصرة و المعونة. لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى يعني مسجد قبا أسسه رسول الله ص و صلى فيه أيام مقامه بقبا أولى بأن تصلي فيه من مسجد النفاق أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ أي بنيان دينه عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ قيل أي على قاعدة محكمة هي الحق الذي هو التقوى من الله و طلب مرضاته بالطاعة عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ أي على قاعدة هي أضعف القواعد و أقلها بقاء و هو الباطل و النفاق الذي مثله مثل شفا جرف هار في قلة الثبات و الشفا الشفير و جرف الوادي جانبه الذي ينحفر أصله بالماء و تجرفته السيول و الهار الهائر الذي أشفى على السقوط و الهدم فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ لما جعل الجرف الهار مجازا عن الباطل قيل فَانْهارَ بِهِ أي فهوى به الباطل فِي نارِ جَهَنَّمَ فكان المبطل أسس بنيانا على شفير جهنم فطاح به إلى قعرها. وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ في روايات كثيرة أنهم الأئمة ع. لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ العواقب أَ فَلا تَتَّقُونَ عقابه في عبادة غيره.    الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ بيان لأولياء الله أو استئناف خبره ما بعده لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا و هي الرؤيا الحسنة وَ فِي الْآخِرَةِ بشارة المؤمن عند الموت كما ورد في الأخبار لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ لا تغيير لأقواله و لا خلف لمواعيده و هو اعتراض ذلِكَ إشارة إلى كونهم مبشرين في الدارين. فَاصْبِرْ على مشاق الرسالة إِنَّ الْعاقِبَةَ في الدنيا بالظفر و في الآخرة بالفوز لِلْمُتَّقِينَ عن الشرك و المعاصي. وَ كانُوا يَتَّقُونَ أي الشرك و الفواحش إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ الله وَ يَصْبِرْ على البليات و عن المعاصي. مَثَلُ الْجَنَّةِ أي صفتها التي هي مثل في الغرابة أُكُلُها دائِمٌ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ وَ ظِلُّها كذلك. أَنْ أَنْذِرُوا أي بأن أعلموا من أنذرت بكذا إذا علمته قالُوا خَيْراً أطبقوا الجواب على السؤال معترفين بالإنزال بخلاف الجاحدين إذ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ و ليس من الإنزال في شي‏ء حَسَنَةٌ مكافاة في الدنيا وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ أي و لثوابهم في الآخرة خير منها و هو عدة لِلَّذِينَ اتَّقَوْا و يحتمل أن يكون بما بعده من تتمة كلامهم بدلا و تفسيرا لخيرا

 و في العياشي عن الباقر ع وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ الدنيا

 لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ من أنواع المشتهيات. مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا أي الشرك و المعاصي وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ في أعمالهم.    إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أي تتقي الله و تحتفل بالاستعاذة و جواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أو متعلق بأعوذ فيكون مبالغة. مَنْ كانَ تَقِيًّا في أدعية نوافل شهر رمضان سبحان من خلق الجنة لمحمد و آل محمد سبحان من يورثها محمدا و آل محمد و شيعتهم ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا فيساقون إلى الجنة وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا على هيئاتهم كما كانوا يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ أي نجمعهم إِلَى الرَّحْمنِ إلى ربهم الذي غمرهم برحمته وَفْداً وافدين عليه كما يفد الوفاد على الملوك منتظرين لكرامتهم و إنعامهم لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ المعاصي فيصير التقوى لهم ملكة أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً أي عظة و اعتبارا حين يسمعونها فيثبطهم عنها و لهذه النكتة أسند التقوى إليهم و الإحداث إلى القرآن وَ الْعاقِبَةُ أي المحمودة لِلتَّقْوى أي لذي التقوى. اتَّقُوا رَبَّكُمْ

 في الإحتجاج عن النبي ص معاشر الناس التقوى التقوى احذروا الساعة كما قال الله إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ‏ءٌ عَظِيمٌ

و في التفسير قال مخاطبة للناس عامة. لَنْ يَنالَ اللَّهَ أي لن يصيب رضاه و لا يقع منه موقع القبول لُحُومُها المتصدق بها وَ لا دِماؤُها المهراقة بالنحر من حيث إنها لحوم و دماء وَ لكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ أي و لكنه يصيبه ما يصحبه من تقوى قلوبكم التي تدعوكم إلى أمر الله و تعظيمه و التقرب إليه و الإخلاص له و في الجوامع روي أن الجاهلية كانوا إذا نحروا لطخوا البيت بالدم فلما حج المسلمون أرادوا مثل   ذلك فنزلت

 و في العلل، عن الصادق ع أنه سئل ما علة الأضحية قال إنه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها إلى الأرض و ليعلم الله من يتقيه بالغيب قال الله تعالى لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها الآية ثم قال انظر كيف قبل الله قربان هابيل و رد قربان قابيل

 أَ فَلا تَتَّقُونَ قيل أي أ فلا تخافون أن يزيل عنكم نعمه. وَ مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ خصهم بها لأنهم المنتفعون. وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً

 في الجوامع، عن الصادق ع إيانا عنى

 و في رواية هي فينا

 و عنه ع إنما أنزل الله و اجعل لنا من المتقين إماما

و قد مرت الأخبار الكثيرة في ذلك. أَ لا يَتَّقُونَ تعجيب من إفراطهم في الظلم و اجترائهم وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ أي قربت بحيث يرونها من الموقف فيتبجحون بأنهم المحشورون إليها. أَ لا تَتَّقُونَ الله فتتركوا عبادة غيره وَ الْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ قيل أي و ذوي الجبلة الأولين يعني من تقدمهم من الخلائق و في التفسير الخلق الأولين. وَ كانُوا يَتَّقُونَ أي الكفر و المعاصي.    وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ أي لمن اتقى ما لا يرضاه الله. وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا في المجمع عن الصادق ع معناه اتقوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ من الذنوب وَ ما خَلْفَكُمْ من العقوبة لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أي لتكونوا راجين رحمة الله و جواب إذا محذوف دل عليه ما بعده كأنه قيل أعرضوا لَحُسْنَ مَآبٍ أي مرجع اتَّقُوا رَبَّكُمْ أي بلزوم طاعته فَاتَّقُونِ و لا تتعرضوا لما يوجب سخطي لَهُمْ غُرَفٌ قيل أي علالي بعضها فوق بعض مَبْنِيَّةٌ بنيت بناء المنازل على الأرض وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ في التفسير محمد ص وَ صَدَّقَ بِهِ أمير المؤمنين ع بِمَفازَتِهِمْ بفلاحهم وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ إسراعا بهم إلى دار الكرامة و يساقون راكبين زُمَراً أفواجا متفرقة على تفاوت مراتبهم في الشرف و علو الطبقة. الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ في التفسير يعني الأصدقاء يعادي بعضهم بعضا

 و قال الصادق ع ألا كل خلة كانت في الدنيا في غير الله عز و جل فإنها تصير عداوة يوم القيامة

 إِلَّا الْمُتَّقِينَ فإن خلتهم لما كانت في الله تبقى نافعة أبد الآباد

 و في الكافي عن الصادق ع أنه قرأ هذه الآية فقال و الله ما أراد بهذا غيركم

 يا عِبادِ حكاية لما ينادي به المتقون المتحابون في الله يومئذ. فِي مَقامٍ أي موضع إقامة أَمِينٍ يأمن صاحبه عن الآفة و الانتقال.    وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ فوال الله بالتقى و اتباع الشريعة و في التفسير هذا تأديب لرسول الله ص و المعنى لأمته. مَثَلُ الْجَنَّةِ أي أ مثل الجنة غَيْرِ آسِنٍ أي غير متغير الطعم و الريح لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ أي لذيذة لا تكون فيها كراهة غائلة و ريح و لا غائلة سكر و خمار مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى أي لم يخالطه الشمع و فضلات النحل و غيرهما كَمَنْ هُوَ خالِدٌ أي كمثل من هو خالد فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ من فرط الحرارة و في التفسير قال ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار كما أن ليس عدو الله كوليه. وَ اتَّقُوا اللَّهَ أي في التقديم بين يدي الله و رسوله إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ لأقوالكم عَلِيمٌ بأفعالكم وَ اتَّقُوا اللَّهَ أي في مخالفة حكمه و الإهمال فيه لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ على تقواكم. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ فإن بالتقوى تكمل النفوس و تتفاضل الأشخاص فمن أراد شرفا فليلتمس منها و في التفسير هو رد على من يفتخر بالأحساب و الأنساب

 و قال رسول الله ص يوم فتح مكة يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية و تفاخرها بآبائها إن العربية ليست باب والد و إنما هو لسان ناطق فمن تكلم به فهو عربي أما إنكم من آدم و آدم من التراب و إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ

 و في المجمع عن النبي ص يقول الله تعالى يوم القيامة أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه و رفعتم أنسابكم فاليوم أرفع نسبي و أضع أنسابكم أين   المتقون إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ

 و عن الصادق ع أتقاكم أعملكم بالتقية

 وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ أي قربت لهم غَيْرَ بَعِيدٍ أي مكانا غير بعيد و في التفسير أي زينت غير بعيد قال بسرعة. آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ أي قابلين لما أعطاهم راضين به و معناه أن كل ما آتاهم حسن مرضي متلقى بالقبول إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ قد أحسنوا أعمالهم و هو تعليل لاستحقاقهم ذلك كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ أي ينامون تفسير لإحسانهم

 عن الصادق ع كانوا أقل الليالي يفوتهم لا يقومون فيها

 و عن الباقر ع كان القوم ينامون و لكن كلما انقلب أحدهم قال الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر

 وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ في التهذيب و المجمع عن الصادق ع كانوا يستغفرون في الوتر في آخر الليل سبعين مرة

 وَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ نصيب يستوجبونه على أنفسهم تقربا إلى الله و إشفاقا على الناس لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ

 في الكافي عن الصادق ع قال المحروم المحارف الذي قد حرم كد يده في الشراء و البيع

 فاكِهِينَ ناعمين متلذذين وَ نَهَرٍ قيل أي أنهار و اكتفى باسم الجنس أو سعة أو ضياء من النهار    فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ أي في مكان مرضي عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ أي مقربين عند من تعالى أمره في الملك و الاقتدار بحيث أبهمه ذوو الأفهام. وَ اتَّقُوا اللَّهَ في مخالفة الرسول إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ لمن خالف و عن أمير المؤمنين ع وَ اتَّقُوا اللَّهَ في ظلم آل محمد إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ لمن ظلمهم. وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ فإن الإيمان به مما يقتضي التقوى منه. فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ أي فابذلوا في تقواه جهدكم و طاقتكم و في المجمع الاتقاء الامتناع من الردي باجتناب ما يدعو إليه الهوى و لا تنافي بين هذا و بين قوله اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ لأن كل واحد منهما إلزام لترك جميع المعاصي فمن فعل ذلك فقد اتقى عقاب الله لأن من لم يفعل قبيحا و لا أخل بواجب فلا عقاب عليه إلا أن في أحد الكلامين تنبيها على أن التكليف لا يلزم العبد إلا فيما يطيق و كل أمر أمر الله به فلا بد أن يكون مشروطا بالاستطاعة. و قال قتادة قوله فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ناسخ لقوله اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ و كأنه يذهب إلى أن فيه رخصة لحال التقية و ما جرى مجراها مما تعظم فيه المشقة و إن كانت القدرة حاصلة معه و قال غيره ليس هذا بناسخ و إنما هو مبين لإمكان العمل بهما جميعا و هو الصحيح. وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ أي في تطويل العدة و الإضرار بهن وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ فيما أمره به و نهاه عنه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً من كل كرب في الدنيا و الآخرة وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ أي من وجه لم يخطر بباله و في التفسير عن الصادق ع في دنياه  

 و في المجمع عن النبي ص أنه قرأها فقال مَخْرَجاً من شبهات الدنيا و من غمرات الموت و شدائد يوم القيامة

 و عنه ص إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ الآية فما زال يقولها و يعيدها

و في النهج مخرجا من الفتن و نورا من الظلم

 و في المجمع عن الصادق ع وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ أي يبارك له فيما آتاه

 و في الفقيه عنه عن آبائه عن علي ع من أتاه الله برزق لم يخط إليه برجله و لم يمد إليه يده و لم يتكلم فيه بلسانه و لم يشد إليه ثيابه و لم يتعرض له كان ممن ذكر الله عز و جل في كتابه وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ الآية

 و في الكافي عن الصادق ع أن قوما من أصحاب رسول الله ص لما نزلت هذه الآية أغلقوا الأبواب و أقبلوا على العبادة و قالوا كفينا فبلغ ذلك النبي فأرسل إليهم فقال ما حملكم على ما صنعتم فقالوا يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة فقال إنه من فعل ذلك لم يستجب له عليكم بالطلب

 و عنه ع هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به إلينا فيسمعون حديثنا و يقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم و ينفقون أموالهم و يتعبون أبدانهم حتى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلوه إليهم فيعيه هؤلاء و يضيعه هؤلاء فأولئك الذين يجعل الله عز ذكره لهم مخرجا و يرزقهم من حيث لا يحتسبون

    وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ في أحكامه فيراعي حقوقها يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً أي يسهل عليه أمره و يوفقه للخير وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ في أمره يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ ف إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ وَ يُعْظِمْ لَهُ أَجْراً بالمضاعفة. جَنَّاتِ النَّعِيمِ أي جنات ليس فيها إلا التنعم الخالص. مَفازاً في التفسير قال يفوزون و عن الباقر ع هي الكرامات حَدائِقَ وَ أَعْناباً أي بساتين فيها أنواع الأشجار المثمرة وَ كَواعِبَ نساء فلكت ثديهن أَتْراباً لدات عن سن واحد

 و في التفسير عن الباقر ع وَ كَواعِبَ أَتْراباً أي الفتيات الناهدات

 وَ كَأْساً دِهاقاً أي ممتلية

1-  كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن أبي داود المسترق عن محسن الميثمي عن يعقوب بن شعيب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما نقل الله عز و جل عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه من غير مال و أعزه من غير عشيرة و آنسه من غير بشر

 بيان من غير بشر أي من غير أنيس من البشر بل الله مونسه كما قال أمير المؤمنين ع اللهم إنك آنس الآنسين بأوليائك

2-  ضه، ]روضة الواعظين[ شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها صدق الحديث و أداء الأمانة و وفاء بالعهد و قلة العجز و البخل و صلة الأرحام و رحمة الضعفاء و قلة المؤاتاة للنساء و بذل المعروف و حسن الخلق و سعة الحلم و اتباع العلم فيما يقرب إلى الله طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ و طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار رسول الله فليس من مؤمن إلا و في   داره غصن من أغصانها لا ينوي في قلبه شيئا إلا آتاه ذلك الغصن و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منها و لو أن غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتى يبياض هرما ألا ففي هذا فارغبوا إن للمؤمن في نفسه شغلا و الناس منه في راحة إذا جن عليه الليل فرش وجهه و سجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا فكونوا

3-  تفسير النعماني، بالإسناد المسطور في كتاب القرآن عن أمير المؤمنين ع قال نسخ قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ قوله تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ

4-  كتاب صفات الشيعة للصدوق، بإسناده عن علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبد الله ع يا علي بن عبد العزيز لا يغرنك بكاؤهم فإن التقوى في القلب

5-  دعوات الراوندي، قال النبي ص من اتقى الله عاش قويا و سار في بلاد عدوه آمنا

6-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ و كم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء حبذا نوم الأكياس و إفطارهم

 و قال ع اتقوا الله الذي إن قلتم سمع و إن أضمرتم علم و بادروا الموت الذي إن هربتم أدرككم و إن أقمتم أخذكم و إن نسيتموه ذكركم

    و قال ع اتقوا الله تقية من شمر تجريدا و جد تشميرا و انكمش في مهل و بادر عن وجل و نظر في كرة الموئل و عاقبة المصدر و مغبة المرجع

 و قال ع اتقوا الله بعض التقى و إن قل و اجعل بينك و بين الله سترا و إن رق

 و قال ع التقى رئيس الأخلاق

 و قال ع أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله الذي ابتدأ خلقكم و إليه يكون معادكم و به نجاح طلبتكم و إليه منتهى رغبتكم و نحوه قصد سبيلكم و إليه مرامي مفزعكم فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم و بصر عمى أفئدتكم و شفاء مرض أجسادكم و صلاح فساد صدوركم و طهور دنس أنفسكم و جلاء غشاء أبصاركم و أمن فزع جاشكم و ضياء سواد ظلمتكم فاجعلوا طاعة الله شعارا دون دثاركم و دخيلا دون شعاركم و لطيفا بين أضلاعكم و أميرا فوق أموركم و منهلا لحين وردكم و شفيعا لدرك طلبتكم و جنة ليوم فزعكم و مصابيح لبطون قبوركم و سكنا لطول وحشتكم و نفسا لكرب مواطنكم فإن طاعة الله حرز من متالف مكتنفة و مخاوف متوقعة و أوار نيران موقدة فمن أخذ بالتقوى عزبت عنه الشدائد بعد دنوها و احلولت له الأمور بعد مرارتها و انفرجت عنه الأمواج بعد تراكمها و أسهلت له الصعاب بعد انصبابها و هطلت عليه الكرامة بعد قحوطها و تحدبت عليه الرحمة بعد نفورها و تفجرت عليه النعم بعد نضوبها و وبلت عليه البركة بعد إرذاذها فاتقوا الله الذي نفعكم بموعظته و وعظكم برسالته و امتن عليكم بنعمته   فعبدوا أنفسكم لعبادته و أخرجوا إليه من حق طاعته إلى آخر الخطبة

7-  كنز الكراجكي، روي عن رسول الله ص أنه قال خصلة من لزمها أطاعته الدنيا و الآخرة و ربح الفوز بالجنة قيل و ما هي يا رسول الله قال التقوى من أراد أن يكون أعز الناس فليتق الله عز و جل ثم تلا وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ

8-  عدة الداعي، روى أحمد بن الحسين الميثمي عن رجل من أصحابه قال قرأت جوابا من أبي عبد الله ع إلى رجل من أصحابه أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عز و جل فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ إن الله عز و جل لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله تعالى

 و روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال أيما مؤمن أقبل قبل ما يحب الله أقبل الله عليه قبل كل ما يحب و من اعتصم بالله بتقواه عصمه الله و من أقبل الله عليه و عصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض و إن نزلت نازلة على أهل الأرض فشملهم بلية كان في حرز الله بالتقوى من كل بلية أ ليس الله تعالى يقول إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ

 مشكاة الأنوار، عنه ع مثله

 و قال النبي ص لو أن السماوات و الأرض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله لجعل الله له منهما فرجا و مخرجا و سئل الصادق ع عن تفسير التقوى فقال إن لا يفقدك الله حيث أمرك و لا يراك حيث نهاك

    و قال النبي ص أصل الدين الورع كن ورعا تكن أعبد الناس و كن بالعمل بالتقوى أشد اهتماما منك بالعمل بغيره فإنه لا يقل عمل بالتقوى و كيف يقل عمل يتقبل لقول الله عز و جل إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ و في الوحي القديم العمل مع أكل الحرام كناقل الماء في المنخل

 و عنهم ع جدوا و اجتهدوا و إن لم تعملوا فلا تعصوا فإن من يبني و لا يهدم يرتفع بناؤه و إن كان يسيرا و إن من يبني و يهدم يوشك أن لا يرتفع بناؤه

 و روى محمد بن يعقوب يرفعه إلى أبي حمزة قال كنت عند علي بن الحسين ع فجاءه رجل فقال له يا أبا محمد إني مبتلى بالنساء فأزني يوما و أصوم يوما أ فيكون ذا كفارة لذا فقال له ع إنه ليس شي‏ء أحب إلى الله عز و جل من أن يطاع فلا يعصى فلا تزن و لا تصم فاجتذبه أبو جعفر ع إليه فأخذ بيده و قال له تعمل عمل أهل النار و ترجو أن تدخل الجنة

 و عن النبي ص قال ليجيئن أقوام يوم القيامة لهم من الحسنات كجبال تهامة فيؤمر بهم إلى النار فقيل يا نبي الله أ مصلون قال كانوا يصلون و يصومون و يأخذون وهنا من الليل لكنهم كانوا إذا لاح لهم شي‏ء من الدنيا وثبوا عليه

9-  مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن قال أمير المؤمنين ع التقوى سنخ الإيمان و قيل لأمير المؤمنين ع صف لنا الدنيا فقال و ما أصف لكم منها لحلالها حساب و لحرامها عذاب لو رأيتم الأجل و مسيره للهيتم عن الأمل و غروره ثم قال من اتقى الله حق تقاته أعطاه الله أنسا بلا أنيس و غناء بلا مال و عزا بلا سلطان

 و قال أبو عبد الله ع القيامة عرس المتقين

 و قال أبو عبد الله ع لا يغرنك بكاؤهم إنما التقوى في القلب

 و قال أبو عبد الله ع في قوله جل ثناؤه هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ قال أنا أهل أن يتقيني عبدي فإن لم يفعل فأنا أهل أن   أغفر له

 10-  و منه روي أن رسول الله ص دخل البيت عام الفتح و معه الفضل بن عباس و أسامة بن زيد ثم خرج فأخذ بحلقة الباب ثم قال الحمد لله الذي صدق عبده و أنجز وعده و غلب الأحزاب وحده إن الله أذهب نخوة العرب و تكبرها بآبائها و كلكم من آدم و آدم من تراب و أكرمكم عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ

11-  و منه، عن أبي عبد الله ع قال العلماء أمناء و الأتقياء حصون و العمال سادة

12-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ قال منسوخة قلت و ما نسختها قال قول الله فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ

13-  شي، ]تفسير العياشي[ عن زيد بن أبي أسامة عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ قال هو الذنب يهم به العبد فيتذكر فيدعه

14-  شي، ]تفسير العياشي[ عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا ما ذلك الطائف قال هو السيئ يهم العبد به ثم يذكر الله فيبصر و يقصر

 أبو بصير عنه ع قال هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه

    -15  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ عن أمير المؤمنين ع عن النبي ص قال أتقى الناس من قال الحق فيما له و عليه

16-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عن أمير المؤمنين ع لا كرم أعز من التقوى و سئل ع أي عمل أفضل قال التقوى

 أقول قد أثبتناها و أمثالها بأسانيدها في أبواب المواعظ و باب مكارم الأخلاق

17-  فس، ]تفسير القمي[ قال رسول الله ص أيها الناس إن العربية ليست بأب والد و إنما هو لسان ناطق فمن تكلم به فهو عربي ألا إنكم ولد آدم و آدم من تراب و أكرمكم عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ

18-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن القاشاني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم الجعفري عن أبي عبد الله ع قال القيامة عرس المتقين

19-  ل، ]الخصال[ عن علي بن الحسين ع لا حسب لقرشي و لا عربي إلا بتواضع و لا كرم إلا بتقوى

20-  ل، ]الخصال[ الخليل بن أحمد عن معاذ عن الحسين المروزي عن محمد بن عبيد عن داود الأودي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ص قال أول ما يدخل النار من أمتي الأجوفان قالوا و ما الأجوفان قال الفرج و الفم و أكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله و حسن الخلق

    -21  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ في وصية النبي ص لأبي ذر عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله

 أقول سيأتي فيما كتب أمير المؤمنين ع لمحمد بن أبي بكر مدح المتقين

22-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن سليمان بن محمد عن محمد بن عمران عن محمد بن عيسى الكندي عن الصادق ع قال من أخرجه الله من ذل المعصية إلى عز التقوى أغناه الله بلا مال و أعزه بلا عشيرة و آنسه بلا بشر و من خاف الله عز و جل أخاف الله منه كل شي‏ء و من لم يخف الله عز و جل أخافه الله من كل شي‏ء

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن المفيد عن محمد بن محمد بن طاهر عن ابن عقدة مثله

23-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال جلس جماعة من أصحاب رسول الله ص ينتسبون و يفتخرون و فيهم سلمان رحمه الله فقال عمر ما نسبك أنت يا سليمان و ما أصلك فقال أنا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله بمحمد ع و كنت عائلا فأغناني الله بمحمد ص و كنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد ص فهذا حسبي و نسبي يا عمر ثم خرج رسول الله ص فذكر له سلمان ما قال عمر و ما أجابه فقال رسول الله ص يا معشر قريش إن حسب المرء دينه و مروته خلقه و أصله عقله قال الله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا   إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ ثم أقبل على سلمان رحمه الله فقال له يا سلمان إنه ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل إلا بتقوى الله عز و جل فمن كنت أتقى منه فأنت أفضل منه

24-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن إسماعيل بن محمد بن الكاتب عن أحمد بن جعفر المالكي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر رحمه الله قال قال رسول الله ص اتق الله حيث كنت و خالق الناس بخلق حسن و إذا عملت سيئة فاعمل حسنة يمحوها

25-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن محمد بن طاهر عن ابن عقدة عن يحيى بن الحسن العلوي عن إسحاق بن موسى عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص المتقون سادة و الفقهاء قادة و الجلوس إليهم عبادة

26-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن جعفر بن محمد بن نصير عن الحارث بن محمد بن أبي أسامة عن داود بن المحبر عن عباد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمران عن النبي ص قال كم من عاقل عقل عن الله عز و جل أمره و هو حقير عند الناس دميم المنظر ينجو غدا و كم من طريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غدا في القيامة

27-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن الحسن بن محمد بن إشكاب عن أبيه عن علي بن حفص المدائني عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال أقبل العباس ذات يوم إلى رسول الله ص و كان العباس   طوالا حسن الجسم فلما رآه النبي ص تبسم إليه و قال إنك يا عم لجميل فقال العباس ما الجمال بالرجل يا رسول الله قال بصواب القول بالحق قال فما الكمال قال تقوى الله عز و جل و حسن الخلق

28-  مع، ]معاني الأخبار[ ع، ]علل الشرائع[ ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قال وقع بين سلمان و بين رجل كلام فقال له من أنت و ما أنت فقال سلمان أما أولاي و أولاك فنطفة قذرة و أما أخراي و أخراك فجيفة منتنة فإذا كان يوم القيامة و نصبت الموازين فمن خف ميزانه فهو اللئيم و من ثقل ميزانه فهو الكريم

29-  ع، ]علل الشرائع[ ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد بن إبراهيم الهمداني عن العباس بن عامر عن إسماعيل بن دينار يرفعه إلى أبي عبد الله ع قال افتخر رجلان عند أمير المؤمنين ع فقال أ تفتخران بأجساد بالية و أرواح في النار إن يكن لك عقل فإن لك خلقا و إن يكن لك تقوى فإن لك كرما و إلا فالحمار خير منك و لست بخير من أحد

30-  مع، ]معاني الأخبار[ الوراق عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن حمد بن النعمان عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله و من أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله الخبر

 أقول قد مضى بعض الأخبار في باب أصناف الناس في الإيمان

31-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن أبيه عن النصر عن أبي الحسين عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله   عز و جل اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ قال يطاع فلا يعصى و يذكر فلا ينسى و يشكر فلا يكفر

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر مثله سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن النضر مثله شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير مثله

32-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن الحميري عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الوليد بن عباس قال سمعت أبا عبد الله ع يقول الحسب الفعال و الشرف المال و الكرم التقوى

33-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن محمد بن هارون بن عبد الرحمن عن أبيه عن عيسى بن أبي الورد عن أحمد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع لا يقل مع التقوى عمل و كيف يقل ما يتقبل

 جا، ]المجالس للمفيد[ الجعابي مثله جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن ابن فضال عن ابن سنان عن الفضيل بن عثمان عن الحذاء عن أبي جعفر ع مثله    كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان مثله بيان و كيف يقل ما يتقبل لأن الله يقول إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ

34-  فس، ]تفسير القمي[ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ قال من لم ينهه الصلاة عن الفحشاء و المنكر لم يزدد من الله إلا بعدا

35-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال يبعث الله يوم القيامة قوما بين أيديهم نور كالقباطي ثم يقال له كن هباء منثورا ثم قال أما و الله يا أبا حمزة إنهم كانوا يصومون و يصلون و لكن كانوا إذا عرض لهم شي‏ء من الحرام أخذوه و إذا ذكر لهم شي‏ء من فضل أمير المؤمنين ع أنكروه و قال و الهباء المنثور هو الذي تراه يدخل البيت في الكوة من شعاع الشمس

36-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن الوشاء عن الحسن بن الجهم عن رجل عن أبي عبد الله عليه الصلاة و السلام قال كان في بني إسرائيل رجل يكثر أن يقول الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فغاظ إبليس ذلك فبعث إليه شيطانا فقال قل العاقبة للأغنياء فجاءه فقال ذلك فتحاكما إلى أول من يطلع عليهما على قطع يد الذي يحكم عليه فلقيا شخصا فأخبراه بحالهما فقال العاقبة للأغنياء فرجع و هو يحمد الله و يقول الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فقال له تعود أيضا فقال نعم على يدي الأخرى فخرجا فطلع الآخر فحكم عليه أيضا فقطعت يده الأخرى و عاد أيضا يحمد الله   و يقول الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فقال له تحاكمني على ضرب العنق فقال نعم فخرجا فرأيا مثالا فوقفا عليه فقال إني كنت حاكمت هذا و قصا عليه قصتهما قال فمسح يديه فعادتا ثم ضرب عنق ذلك الخبيث و قال هكذا الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

37-  سن، ]المحاسن[ أبي عن هارون بن الجهم و محمد بن سنان عن الحسين بن يحيى عن فرات بن أحنف عن رجل من أصحاب علي ع قال إن وليا لله و عدوا لله اجتمعا فقال ولي الله الحمد لله وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ و قال الآخر الحمد لله و العاقبة للأغنياء و في رواية أخرى و العاقبة للملوك فقال ولي الله ارض بيننا بأول طالع يطلع من الوادي قال فأطلع إبليس في أحسن هيئة فقال ولي الله الحمد لله وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فقال الآخر الحمد لله و العاقبة للملوك فقال إبليس كذا

38-  سن، ]المحاسن[ علي بن السندي عن المعلى بن محمد عن ابن أسباط عن عبد الله بن محمد صاحب الحجال قال قلت لجميل بن دراج قال رسول الله ص إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه قال نعم فقلت فما الحسب فقال الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله و غير ماله فقلت فما الكرم فقال التقى

39-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ أروي من أراد أن يكون أعز الناس فليتق الله في سره و علانيته

 و أروي عن العالم ع في تفسير هذه الآية وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ قال يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً في دينه وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ في دنياه

40-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع اتق الله و كن حيث شئت و من أي قوم شئت فإنه لا خلاف لأحد في التقوى و المتقي محبوب عند كل فريق و فيه جماع كل خير و رشد و هو ميزان كل علم و حكمة و أساس كل طاعة مقبولة   و التقوى ما ينفجر من عين المعرفة بالله يحتاج إليه كل فن من العلم و هو لا يحتاج إلا إلى تصحيح المعرفة بالخمود تحت هيبة الله و سلطانه و مزيد التقوى يكون من أصل اطلاع الله عز و جل على سر العبد بلطفه فهذا أصل كل حق و أما الباطل فهو ما يقطعك عن الله متفق عليه أيضا عند كل فريق فاجتنب عنه و أفرد سرك لله تعالى بلا علاقة قال النبي ص أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد

ألا كل شي‏ء ما خلا الله باطل و كل نعيم لا محالة زائل

فالزم ما أجمع عليه أهل الصفا و التقى من أصول الدين و حقائق اليقين و الرضا و التسليم و لا تدخل في اختلاف الخلق و مقالاتهم فتصعب عليك و قد اجتمعت الأمة المختارة بأن الله واحد لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ و أنه عدل في حكمه يَفْعَلُ ما يَشاءُ و يَحْكُمُ ما يُرِيدُ و لا يقال له في شي‏ء من صنعه لم و لا كان و لا يكون شي‏ء إلا بمشيته و أنه قادر على ما يشاء صادق في وعده و وعيده و إن القرآن كلامه و أنه مخلوق و أنه كان قبل الكون و المكان و الزمان و إن إحداث الكون و الفناء عنده سواء ما ازداد بإحداثه علما و لا ينقص بفنائه ملكه عز سلطانه و جل سبحانه فمن أورد عليك ما ينقض هذا الأصل فلا تقبله و جرد باطنك لذلك ترى بركاته عن قريب و تفوز مع الفائزين

41-  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع التقوى على ثلاثة أوجه تقوى بالله في الله و هو ترك الحلال فضلا عن الشبهة و هو تقوى خاص الخاص و تقوى من الله و هو ترك الشبهات فضلا عن حرام و هو تقوى الخاص و تقوى من خوف النار و العقاب و هو ترك الحرام و هو تقوى العام و مثل التقوى كماء يجري في نهر و مثل هذه الطبقات الثلاث في معنى التقوى كأشجار مغروسة على حافة ذلك النهر من كل لون و جنس و كل شجرة منها يستمص الماء من ذلك النهر على قدر جوهره و طعمه   و لطافته و كثافته ثم منافع الخلق من ذلك الأشجار و الثمار على قدرها و قيمتها قال الله تعالى صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ الآية فالتقوى للطاعات كالماء للأشجار و مثل طبائع الأشجار و الثمار في لونها و طعمها مثل مقادير الإيمان فمن كان أعلى درجة في الإيمان و أصفى جوهرا بالروح كان أتقى و من كان أتقى كانت عبادته أخلص و أطهر و من كان كذلك كان من الله أقرب و كل عبادة غير مؤسسة على التقوى فهو هباء منثور قال الله عز و جل أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ الآية و تفسير التقوى ترك ما ليس بأخذه بأس حذرا عما به بأس و هو في الحقيقة طاعة و ذكر بلا نسيان و علم بلا جهل مقبول غير مردود