باب 30- ترك العجب و الاعتراف بالتقصير

 الآيات فاطر أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ

1-  ب، ]قرب الإسناد[ ذكر الحسن بن الجهم أنه سمع الرضا ع يقول إن رجلا كان في بني إسرائيل عبد الله تبارك و تعالى أربعين سنة فلم يقبل منه فقال لنفسه ما أتيت إلا منك و لا أكديت إلا لك فأوحى الله تبارك و تعالى إليه ذمك نفسك أفضل من عبادة أربعين سنة

2-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن عدة من أصحابه عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن البرقي عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص قال الله عز و جل لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملون بها لثوابي فإنهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم أعمالهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون من كرامتي و النعيم في جناتي و رفيع الدرجات العلى في جواري و لكن برحمتي فليثقوا و فضلي فليرجوا و إلى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن رحمتي عند ذلك تدركهم و بمني أبلغهم رضواني و ألبسهم عفوي فإني أنا الله الرحمن الرحيم بذلك تسميت

3-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بهذا الإسناد عن الكليني عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن ع أنه قال عليك بالجد   و لا تخرجن نفسك عن حد التقصير في عبادة الله و طاعته فإن الله تعالى لا يعبد حق عبادته

4-  سن، ]المحاسن[ في رواية عبد الرحمن بن أبي نجران قال قلت لأبي عبد الله ع الرجل يعمل العمل و هو خائف مشفق ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب لما عمل قال ع فهو في حالة الأولى أحسن حالا منه في هذه الحال

5-  سن، ]المحاسن[ ابن سنان عن العلا عن خالد الصيقل عن أبي جعفر ع قال إن الله فوض الأمر إلى ملك من الملائكة فخلق سبع سماوات و سبع أرضين فلما رأى أن الأشياء قد انقادت له قال من مثلي فأرسل الله عليه نويرة من النار قلت و ما النويرة قال نار مثل الأنملة فاستقبلها بجميع ما خلق فيحك لذلك حتى وصلت إلى نفسه لما أن دخله العجب

6-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال محمد بن علي الباقر ع دخل محمد بن علي بن مسلم بن شهاب الزهري على علي بن الحسين زين العابدين ع هو كئيب حزين فقال له زين العابدين ما بالك مهموما مغموما قال يا ابن رسول الله هموم و غموم تتوالى علي لما امتحنت به من جهة حساد نعمتي و الطامعين في و ممن أرجوه و ممن أحسنت إليه فيخلف ظني فقال له علي بن الحسين زين العابدين ع احفظ لسانك تملك به إخوانك قال الزهري يا ابن رسول الله إني أحسن إليهم بما يبدر من كلامي قال علي بن الحسين ع هيهات هيهات إياك و أن تعجب من نفسك بذلك و إياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره و إن كان عندك اعتذاره فليس كل من تسمعه نكرا يمكنك لأن توسعه عذرا ثم قال يا زهري من لم يكن عقله أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر   ما فيه ثم قال يا زهري و ما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك و تجعل صغيرهم بمنزلة ولدك و تجعل تربك منهم بمنزلة أخيك فأي هؤلاء تحب أن تظلم و أي هؤلاء تحب أن تدعو عليه و أي هؤلاء تحب أن تهتك ستره و إن عرض لك إبليس لعنه الله بأن لك فضلا على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك فقل قد سبقني بالإيمان و العمل الصالح فهو خير مني و إن كان أصغر منك فقل قد سبقته بالمعاصي و الذنوب فهو خير مني و إن كان تربك فقل أنا على يقين من ذنبي و في شك من أمره فما لي أدع يقيني بشكي و إن رأيت المسلمين يعظمونك و يوقرونك و يبجلونك فقل هذا فضل أخذوا به و إن رأيت منهم جفاء و انقباضا عنك فقل هذا لذنب أحدثته فإنك إن فعلت ذلك سهل الله عليك عيشك و كثر أصدقاؤك و قل أعداؤك و فرحت بما يكون من برهم و لم تأسف على ما يكون من جفائهم و اعلم أن أكرم الناس على الناس من كان خيره فائضا عليهم و كان عنهم مستغنيا متعففا و أكرم الناس بعده عليهم من كان عنهم متعففا و إن كان إليهم محتاجا فإنما أهل الدنيا يعشقون الأموال فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه كرم عليهم و من لم يزاحمهم فيها و مكنهم منها أو من بعضها كان أعز و أكرم

6-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن عالما أتى عابدا فقال له كيف صلاتك فقال تسألني عن صلاتي و أنا أعبد الله منذ كذا و كذا فقال كيف بكاؤك فقال إني لأبكي حتى تجري دموعي فقال له العالم فإن ضحكك و أنت تخاف الله أفضل من بكائك و أنت مدل على الله إن المدل بعمله لا يصعد من عمله شي‏ء

7-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن محمد بن سنان عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال قال داود النبي ع لأعبدن الله اليوم عبادة و لأقرأن   قراءة لم أفعل مثلها قط فدخل محرابه ففعل فلما فرغ من صلاته إذا هو بضفدع في المحراب فقال له يا داود أعجبك اليوم ما فعلت من عبادتك و قراءتك فقال نعم فقال لا يعجبنك فإني أسبح الله في كل ليلة ألف تسبيحة يتشعب لي مع كل تسبيحة ثلاثة آلاف تحميدة و إني لأكون في قعر الماء فيصوت الطير في الهواء فأحسبه جائعا فأطفو له على الماء ليأكلني و ما لي ذنب

8-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع قال إن العبد ليذنب الذنب فيندم عليه ثم يعمل العمل فيسره ذلك فيتراخى عن حاله تلك و لأن يكون على حاله تلك خير له مما دخل فيه

9-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن الثمالي عن أحدهما ع قال إن الله تبارك و تعالى يقول إن من عبادي من يسألني الشي‏ء من طاعتي لأحبه فأصرف ذلك عنه لكيلا يعجبه عمله

10-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ الوشاء عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول إن أيوب النبي ص قال يا رب ما سألتك شيئا من الدنيا قط و داخله شي‏ء فأقبلت إليه سحابة حتى نادته يا أيوب من وفقك لذلك قال أنت يا رب

11-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع لا وحدة أوحش من العجب

12-  عدة الداعي، قال أمير المؤمنين ع و اعلموا عباد الله أن المؤمن لا يصبح و لا يمسي إلا و نفسه ظنون عنده فلا يزال زاريا عليها و مستزيدا لها فكونوا كالسابقين قبلكم و الماضين أمامكم قوضوا من الدنيا تقويض الراحل و طووها طي المنازل

13-  كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال خطب علي ع فحمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه ثم قال   أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله الذي بطاعته ينفع أولياءه و بمعصيته يضر أعداءه و إنه ليس لهالك هلك من يعذره في تعمد ضلالة حسبها هدى و لا ترك حق حسبه ضلالة و إن أحق ما يتعاهد الراعي من رعيته أن يتعاهدهم بالذي لله عليهم في وظائف دينهم و إنما علينا أن نأمركم بما أمركم الله به و أن ننهاكم عما نهاكم الله عنه و أن نقيم أمر الله في قريب الناس و بعيدهم لا نبالي بمن جاء الحق عليه و قد علمت أن أقوى ما يتمنون في دينهم الأماني و يقولون نحن نصلي مع المصلين و نجاهد مع المجاهدين و نهجر الهجرة و نقتل العدو و كل ذلك يفعله أقوام ليس الإيمان بالتحلي و لا بالتمني الصلاة لها وقت فرضه رسول الله لا تصلح إلا به فوقت صلاة الفجر حين تزايل المرء ليلة و يحرم على الصائم طعامه و شرابه و وقت صلاة الظهر إذا كان القيظ حين يكون ظلك مثلك و إذا كان الشتاء حين تزول الشمس من الفلك و ذلك حين تكون على حاجبك الأيمن مع شروط الله في الركوع و السجود و وقت العصر و الشمس بيضاء نقية قدر ما يسلك الرجل على الجمل الثقيل فرسخين قبل غروبها و وقت صلاة المغرب إذا غربت الشمس و أفطر الصائم و وقت صلاة العشاء الآخرة حين غسق الليل و تذهب حمرة الأفق إلى ثلث الليل فمن نام عند ذلك فلا أنام الله عينه فهذه مواقيت الصلاة إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً و يقول الرجل هاجرت و لم يهاجر إنما المهاجرون الذين يهجرون السيئات و لم يأتوا بها و يقول الرجل جاهدت و لم يجاهد إنما الجهاد اجتناب المحارم و مجاهدة العدو و قد يقاتل أقوام فيحبون القتال لا يريدون إلا الذكر و الأجر و إن الرجل ليقاتل بطبعه من الشجاعة فيحمي من يعرف و من لا يعرف و يجبن بطبيعته من الجبن فيسلم أباه و أمه إلى العدو و إنما المثال   حتف من الحتوف و كل امرئ على ما قاتل عليه و إن الكلب ليقاتل دون أهله و الصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام و الشراب و الزكاة التي فرضها النبي ص طيبة بها نفسك لا تسنوا عليها سنيها فافهموا ما توعظون فإن الحريب من حرب دينه و السعيد من وعظ بغيره ألا و قد وعظتكم فنصحتكم و لا حجة لكم على الله أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم

14-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن ع قال قال أكثر من أن تقول اللهم لا تجعلني من المعارين و لا تخرجني من التقصير قلت أما المعارون فقد عرفت أن الرجل يعار الدين ثم يخرج منه فما معنى لا تخرجني من التقصير فقال كل عمل تريد به الله عز و جل فكن فيه مقصرا عند نفسك فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم و بين الله مقصرون إلا من عصمه الله عز و جل

 بيان قوله ع من المعارين قال السيد الداماد قدس الله روحه المعاري من يركب الفرس عريانا قال في القاموس اعرورى سار في الأرض وحده و قبيحا أتاه و فرسا ركبه عريانا و نحن نعاري نركب الخيل أعراء و المعنى بالمعاري هاهنا المتعبدون الذين يتعبدون لا على أسبغ الوجوه و الطائعون الذين يلتزمون الطاعات و لكن لا على قصيا المراتب بل على ضرب من التقصير كالذين يركبون الخيل و لكن أعراء بلغنا الله تعالى أقصى المدى في طاعته انتهى. و لعله ره غفل عن هذا الخبر و غيره مما سيأتي في باب المعارين فإنها صريحة في أنه مأخوذ من العارية. إلا من عصمه الله أي من الأنبياء و الأوصياء ع فإنهم لا يقصرون في   شرائط الطاعة بحسب الإمكان و إن كانوا أيضا يعدون أنفسهم مقصرين إظهارا للعجز و النقصان و لما يرون أعمالهم قاصرة في جنب ما أنعم الله عليهم من الفضل و الإحسان و قيل إلا من عصمه الله من التقصير بالاعتراف بالتقصير

15-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم قال سمعت أبا الحسن ع يقول إن رجلا في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة ثم قرب قربانا فلم يقبل منه فقال لنفسه و ما أتيت إلا منك و ما الذنب إلا لك قال فأوحى الله تبارك و تعالى إليه ذمك نفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة

 بيان القربان بالضم ما يتقرب به إلى الله من هدى أو غيره و كانت علامة القبول في بني إسرائيل أن تجي‏ء نار من السماء فتحرقه و قال في المغرب يقال من هنا أتيت أي من هنا دخل البلاء عليك فأوحى الله يحتمل أن يكون ذلك الرجل نبيا و يحتمل أن يكون الوحي بتوسط نبي في ذلك الزمان مع أنه لم يثبت امتناع نزول الوحي على غير الأنبياء كما أن ظاهر الآية نزول الوحي على أم موسى ع. قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أي ألهمناها و قذفنا في قلبها و ليس بوحي نبوة عن قتادة و غيره و قيل أتاها جبرئيل بذلك عن مقاتل و قيل كان هذا الوحي رؤيا منام عبر عنها من تثق به من علماء بني إسرائيل عن الجبائي

    -16  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى ع قال قال لبعض ولده يا بني عليك بالجد لا تخرجن نفسك عن حد التقصير في عبادة الله عز و جل و طاعته فإن الله لا يعبد حق عبادته

 بيان لا تخرجن نفسك إلخ أي عد نفسك مقصرا في طاعة الله و إن بذلت الجهد فيها فإن الله لا يمكن أن يعبد حق عبادته

 كما قال سيد البشر ص ما عبدناك حق عبادتك

17-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن بعض العراقيين عن محمد بن المثنى الحضرمي عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر قال قال لي أبو جعفر ع يا جابر لا أخرجك الله من النقص و لا التقصير

 بيان لا أخرجك الله أي وفقك الله لأن تعد عبادتك ناقصة و نفسك مقصرة أبدا