باب 55- حسن الخلق و تفسير قوله تعالى إنك لعلى خلق عظيم

 الآيات آل عمران فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ القلم إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ أقول قد مضى أخبار هذا الباب في الأبواب السابقة و خاصة في باب جوامع مكارم الأخلاق و ستأتي أيضا

1-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن   صالح عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا

 بيان الخلق بالضم يطلق على الملكات و الصفات الراسخة في النفس حسنة كانت أم قبيحة و هي في مقابلة الأعمال و يطلق حسن الخلق غالبا على ما يوجب حسن المعاشرة و مخالطة الناس بالجميل. قال الراغب الخلق و الخلق في الأصل واحد لكن خص الخلق بالهيئات و الأشكال و الصور المدركة بالبصر و خص الخلق بالقوى و السجايا المدركة بالبصيرة. و قال في النهاية فيه ليس شي‏ء في الميزان أثقل من حسن الخلق الخلق بضم اللام و سكونها الدين و الطبع و السجية و حقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة و هي نفسها و أوصافها و معانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة و أوصافها و معانيها و لهما أوصاف حسنة و قبيحة و الثواب و العقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة و لهذا تكررت الأحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع.

 كقوله أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله و حسن الخلق

 و قوله أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا

 و قوله إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم

 و قوله بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

و أحاديث من هذا النوع كثيرة و كذلك جاء في ذم سوء الخلق أحاديث كثيرة انتهى. و قيل حسن الخلق إنما يحصل من الاعتدال بين الإفراط و التفريط في القوة الشهوية و القوة الغضبية و يعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل و التودد و الصلة و الصدق و اللطف و المبرة و حسن الصحبة و العشرة و المراعاة و المساواة و الرفق و الحلم و الصبر و الاحتمال لهم و الإشفاق عليهم و بالجملة هي حالة نفسانية يتوقف حصولها على اشتباك الأخلاق النفسانية بعضها ببعض و من ثم قيل هو حسن الصورة   الباطنة التي هي صورة الناطقة كما أن حسن الخلق هو حسن الصورة الظاهرة و تناسب الأجزاء إلا أن حسن الصورة الباطنة قد يكون مكتسبا و لذا تكررت الأحاديث في الحث به و بتحصيله. و قال الراوندي رحمه الله في ضوء الشهاب الخلق السجية و الطبيعة ثم يستعمل في العادات التي يتعودها الإنسان من خير أو شر و الخلق ما يوصف العبد بالقدرة عليه و لذلك يمدح و يذم به

 و يدل على ذلك قوله ص خالق الناس بخلق حسن

انتهى. و أقول مدخلية حسن الخلق في كمال الإيمان قد مر تحقيقه في أبواب الإيمان

2-  كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن عبد الله بن سنان عن رجل من أهل المدينة عن علي بن الحسين ع قال قال رسول الله ص ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق

 بيان هو مما يستدل به على تجسم الأعمال و قد مضى الكلام فيه

3-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد الله ع قال أربع من كن فيه كمل إيمانه و إن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك قال و هو الصدق و أداء الأمانة و الحياء و حسن الخلق

 بيان أربع مبتدأ و كأن موصوفه مقدر أي خصال أربع و الموصول بصلته خبره و إن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا مبالغة في كثرة ذنوبه أو كناية عن صدورها من كل جارحة من جوارحه و يمكن حملها على الصغائر فإن صاحب هذه الخصال لا يجترئ على الإصرار على الكبائر أو أنه يوفق للتوبة و هذه الخصال تدعوه إليها مع أن الصدق يخرج كثيرا من الذنوب كالكذب و ما يشاكله و كذا أداء الأمانة يخرج كثيرا من الذنوب كالخيانة في أموال الناس و منع الزكوات   و الأخماس و سائر حقوق الله و كذا الحياء من الخلق يمنعه من التظاهر بأكثر المعاصي و الحياء من الله يمنعه عن تعمد المعاصي و الإصرار و يدعوه إلى التوبة سريعا و كذا حسن الخلق يمنعه عن المعاصي المتعلقة بإيذاء الخلق كعقوق الوالدين و قطع الأرحام و الإضرار بالمسلمين فلا يبقى من الذنوب إلا قليل لا يضر في إيمانه مع أنه موفق للتوبة و الله الموفق

4-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن محبوب عن عنبسة العابد قال قال لي أبو عبد الله ع ما يقدم المؤمن على الله عز و جل بعمل بعد الفرائض أحب إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه

 بيان ما يقدم كيعلم قدوما و تعديته بعلى لتضمين معنى الإقبال و الباء في قوله بعمل للمصاحبة و يحتمل التعدية من أن يسع الناس بخلقه أي يكون خلقه الحسن وسيعا بحيث يشمل جميع الناس

5-  كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ذريح عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم

 بيان يدل على أن الأخلاق لها ثواب مثل ثواب الأعمال

6-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوى الله و حسن الخلق

 توضيح التقوى حسن المعاملة مع الرب و حسن الخلق حسن المعاملة مع الخلق و هما يوجبان دخول الجنة و الولوج الدخول

7-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين الأحمسي و عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد

 توضيح الميث و الموث الإذابة مثت الشي‏ء أميثه و أموثه من بابي باع   و قال فانماث إذا دفته و خلطته بالماء و أذبته و في النهاية فيه حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد الجليد هو الماء الجامد من البرد و في المغرب الجليد ما يسقط على الأرض من الندى فيجمد

8-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن الوشاء عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال هلك رجل على عهد رسول الله ص فأتى الحفارين فإذا بهم لم يحفروا شيئا و شكوا ذلك إلى رسول الله ص فقالوا ما يعمل حديدنا في الأرض فكأنما نضرب به في الصفا فقال و لم إن كان صاحبكم لحسن الخلق ائتوني بقدح من ماء فأتوه به فأدخل يده فيه ثم رشه على الأرض رشا ثم قال احفروا قال فحفر الحفارون فكأنما كان رملا يتهايل عليهم

 بيان المستتر في قوله فأتى للنبي ص و منهم من قرأ أتي على بناء المفعول من باب التفعيل فالنائب للفاعل الضمير المستتر الراجع إلى الرجل و الحفارين مفعوله الثاني و لا يخفى ما فيه و الصفا جمع الصفاة و هي الصخرة الملساء و قوله و لم استفهام إنكاري أو تعجبي إن كان الظاهر أن إن مخففة عن المثقلة و تعجبه ص من أنه لم اشتد الأرض عليهم مع كون صاحبهم حسن الخلق فإنه يوجب يسر الأمر في الحياة و بعد الوفاة بخلاف سوء الخلق فإنه يوجب اشتداد الأمر فيهما و الحاصل أنه لما كان حسن الخلق فليس هذا الاشتداد من قبله فهو من قبل صلابة الأرض فصب الماء المتبرك بيده المباركة على الموضع فصار بإعجازه في غاية الرخاوة. و قيل إن للشرط و لم قائم مقام جزاء الشرط فحاصله أنه لو كان حسن الخلق لم يشتد الحفر على الحفارين فرش صاحب الخلق الحسن الماء الذي أدخل يده المباركة فيه لرفع تأثير خلقه السيئ و لا يخفى بعده. و قال في النهاية كل شي‏ء أرسلته إرسالا من طعام أو تراب أو رمل فقد هلته هيلا يقال هلت الماء و أهلته إذا صببته و أرسلته و منه حديث الخندق فعادت كثيبا أهيل أي رملا سائلا انتهى و بعضهم يقول هلت التراب حركت أسفله فسال من أعلاه

    -9  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن الخلق منيحة يمنحها الله عز و جل خلقه فمنه سجية و منه نية فقلت فأيتهما أفضل فقال صاحب السجية هو مجبول لا يستطيع غيره و صاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا فهو أفضلها

 إيضاح المنيحة كسفينة و المنحة بالكسر العطية فمنه سجية أي جبلة و طبيعة خلق عليها و منه نية أي يحصل عن قصد و اكتساب و تعمل و الحاصل أنه يتمرن عليه حتى يصير كالغريزة فبطل قول من قال إنه غريزة لا مدخل للاكتساب فيه

 و قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه عود نفسك الصبر على المكروه فنعم الخلق التصبر

و المراد بالتصبر تحمل الصبر بتكلف و مشقة لكونه غير خلق

10-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد الله بن إبراهيم عن علي بن أبي علي اللهبي عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه و يروح

 بيان اللهب بالكسر قبيلة كما يعطي المجاهد لمشقتهما على النفس و لكون جهاد النفس كجهاد العدو بل أشق و أشد و لذا سمي بالجهاد الأكبر و إن كان في جهاد العدو جهاد النفس أيضا و قوله يغدو عليه و يروح حال عن المجاهد كناية عن استمراره في الجهاد في أول النهار و آخره فإن الغدو أول النهار و الرواح آخره أو المعنى يذهب أول النهار و يرجع آخره و الأول أظهر. و قال في المصباح غدا غدوا من باب قعد ذهب غدوة و هي ما بين صلاة الصبح و طلوع الشمس ثم كثر حتى استعمل في الذهاب و الانطلاق أي وقت كان   و راح يروح رواحا أي رجع كما في قوله تعالى غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ أي ذهابها شهر و رجوعها شهر و قد يتوهم بعض الناس أن الرواح لا يكون إلا في آخر النهار و ليس كذلك بل الرواح و الغدو عند العرب يستعملان في المسير أي وقت كان من ليل أو نهار و قال الأزهري و غيره

 و عليه قوله ع من راح إلى الجمعة في أول النهار فله كذا أي ذهب

انتهى و كان الأنسب هنا ما ذكرنا أولا. و قيل لعل المراد أن الثواب يغدو على حسن خلقه و يروح يعني أنه ملازم له كملازمة حسن خلقه و لا يخلو من بعد

11-  كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن عبد الله الحجال عن أبي عثمان القابوسي عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى أعار أعداءه أخلاقا من أخلاق أوليائه ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم

 و في رواية أخرى و لو لا ذلك لما تركوا وليا لله إلا قتلوه

 بيان أعار أعداءه كأن الإعارة إشارة إلى أن هذه الأخلاق لا تبقى لهم ثمرتها و لا ينتفعون بها في الآخرة فكأنها عارية تسلب منهم بعد الموت أو أن هذه ليست مقتضى ذواتهم و طيناتهم و إنما اكتسبوها من مخالطة طينتهم مع طينة المؤمنين كما ورد في بعض الأخبار و قد مر شرحها أو إلى أنها لما لم تكن مقتضى عقائدهم و نياتهم الفاسدة و إنما أعطوها لمصلحة غيرهم فكأنها عارية عندهم و الوجوه متقاربة

12-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن العلا بن كامل قال قال أبو عبد الله ع إذا خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة و يكون له خلق حسن فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم   القائم

 إيضاح العليا بالضم مؤنث الأعلى و هي خبر كانت و عليه متعلق بالعليا و التعريف يفيد الحصر فافعل أي الإحسان أو المخالطة و الأول أظهر أي كن أنت المحسن عليه أو أكثر إحسانا لا بالعكس و يحتمل كون العليا صفة لليد و عليه خبر كانت أي يدك المعطية ثابتة أو مفيضة أو مشرفة عليه و الأول أظهر و في كتاب الزهد للحسين بن سعيد يدك عليه العليا. قال في النهاية فيه اليد العليا خير من اليد السفلى العليا المتعففة و السفلى السائلة روي ذلك عن ابن عمر و روي عنه أنها المنفقة و قيل العليا المعطية و السفلى الآخذة و قيل السفلى المانعة. و قال السيد المرتضى رضي الله عنه في الغرر و الدرر معنى قوله ع اليد النعمة و العطية و هذا الإطلاق شائع بين العرب فالمعنى أن العطية الجزيلة خير من العطية القليلة و هذا حث منه ص على المكارم و تحضيض على اصطناع المعروف بأوجز الكلام و أحسنه انتهى و التعليل المذكور بعده مبني على أن الكرم أيضا من حسن الخلق أو هو من لوازمه. الصائم القائم أي المواظب على الصيام بالنهار في غير الأيام المحرمة أو في الأيام المسنونة و على قيام الليل أي تمامه أو على صلاة الليل مراعيا لآدابها

13-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن حماد عن حريز عن بحر السقاء قال قال لي أبو عبد الله ع يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال أ لا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة قلت بلى قال بينما رسول الله ص ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الأنصار و هو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبي ص فلم تقل شيئا و لم يقل لها النبي ص   شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات فقام لها النبي ص في الرابعة و هي خلفه فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس فعل الله بك و فعل حبست رسول الله ص ثلاث مرات لا تقولين له شيئا و لا هو يقول لك شيئا ما كانت حاجتك إليه قالت إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه ليستشفي بها فلما أردت أخذها رآني فقام فاستحييت أن آخذها و هو يراني و أكره أن أستأمره في أخذها فأخذتها

 بيان يسر أي سبب ليسر الأمور على صاحبه و يمكن أن يقرأ يسر بصيغة المضارع أي يصير سببا لسرور صاحبه أو الناس أو الأعم ما هو ما نافية و الجملة صفة للحديث و هو قائم حال عن بعض الأنصار و قيل إنما ذكر ذلك للإشعار بأن مالكها لم يكن مطلعا على هذا الأمر فحسن الخلق فيه أظهر فقام لها النبي كأن قيامه ص لظن أنها تريده لحاجة يذهب معها فقام ص لذلك فلما لم تقل شيئا و لم يعلم غرضها جلس و قيل إنما قام لترى الجارية أن الهدبة في أي موضع من الثوب فتأخذ و قال في النهاية هدب الثوب و هدبته و هدابه طرف الثوب مما يلي طرته و في القاموس الهدب بالضم و بضمتين شعر أشفار العين و خمل الثوب واحدتهما بهاء. فعل الله بك و فعل كناية عن كثرة الدعاء عليه بإيذائه النبي ص و هذا شائع في عرف العرب و العجم و قولها يستشفي الضمير المستتر راجع إلى المريض و هو استئناف بياني أو حال مقدرة عن الهدبة أو هو بتقدير لأن يستشفي و في بعض النسخ بل أكثرها ليستشفي و هو يراني حال عن فاعل آخذها و قيل أكره حال عن فاعل استحييت

14-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون و توطأ رحالهم

    بيان أحسنكم خبر أفاضلكم و يجوز في أفعل التفضيل المضاف إلى المفضل عليه الإفراد و الموافقة مع صاحبه في التثنية و الجمع كما روعي في قوله الموطئون و في بعض الروايات أحاسنكم كما في كتاب الزهد للحسين بن سعيد و غيره قال في النهاية الواطئة المارة و السابلة سموا بذلك لوطئهم الطريق و منه الحديث أ لا أخبركم بأحبكم إلي و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون هذا مثل و حقيقته من التوطئة و هي التمهيد و التذلل و فراش وطي‏ء لا يؤذي جنب النائم و الأكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم و لا يتأذى انتهى. و يقال رجل موطئ الأكناف أي كريم مضياف و في بعض النسخ بالتاء كناية عن غاية حسن الخلق كأنهم يحملون الناس على أكتافهم و رقابهم و كأنه تصحيف و إن كان موافقا لما في كتاب الحسين بن سعيد و في المصباح ألفته ألفا من باب علم أنست به و أحببته و الاسم الألفة بالضم و الألفة أيضا اسم من الإيلاف و هو الالتيام و الاجتماع و اسم الفاعل آلف مثل عالم و الجمع آلاف مثل كفار انتهى. و توطأ رحالهم أي للضيافة أو للزيارة أو لطلب الحاجة أو الأعم و رحل الرجل منزله و مأواه و أثاث بيته

15-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع المؤمن مألوف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف

 بيان فيه حث على الألفة و حمل على الألفة بالخيار و إن احتمل التعميم إذا لم يوافقهم في المعاصي كما وردت الأخبار في حسن المعاشرة

16-  كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم

    بيان يبلغ كينصر و الباء للتعدية

17-  مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن أبيه عن فضالة عن أبان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ قال هو الإسلام

 و روي أن الخلق العظيم الدين العظيم

 بيان قال في مجمع البيان في تفسير قوله تعالى وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ أي على دين عظيم و هو دين الإسلام عن ابن عباس و مجاهد و الحسن و قيل معناه أنك متخلق بأخلاق الإسلام و على طبع كريم و حقيقة الخلق ما يأخذ به الإنسان نفسه من الآداب و إنما سمي خلقا لأنه يصير كالخلقة فيه فأما ما طبع عليه من الآداب فإنه الخيم فالخلق هو الطبع المكتسب و الخيم الطبع الغريزي. و قيل الخلق العظيم الصبر على الحق و سعة البذل و تدبير الأمور على مقتضى العقل بالصلاح و الرفق و المداراة و تحمل المكاره في الدعاء إلى الله سبحانه و التجاوز و العفو و بذل الجهد في نصرة المؤمنين و ترك الحسد و الحرص و نحو ذلك عن الجبائي. و قالت عائشة كان خلق النبي ص ما تضمنه العشر الأول من سورة المؤمنين و من مدحه الله سبحانه بأنه على خلق عظيم فليس وراءه مدح و قيل سمي خلقه عظيما لأنه عاشر الخلق بخلقه و زايلهم بقلبه فكان ظاهره مع الخلق و باطنه مع الحق و قيل لأنه امتثل تأديب الله سبحانه إياه بقوله خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ. و قيل سمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه.

 و يعضده ما روي عنه ص أنه قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

 و قال ص أدبني ربي فأحسن تأديبي

 و قال ص إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل و صائم النهار

    و عن أبي الدرداء قال قال النبي ص ما من شي‏ء أثقل في الميزان من خلق حسن

 و عن الرضا عن آبائه عليه و عليهم السلام عن النبي ص قال عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة و إياكم و سوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة

 و عن أبي هريرة عنه ص قال أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون و أبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الإخوان الملتمسون للبراء العثرات

18-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً قال رضوان الله و الجنة في الآخرة و السعة في الرزق و المعاش و حسن الخلق في الدنيا

19-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن محمد بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم

20-  لي، ]الأمالي للصدوق[ قال قال رسول الله ص أفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا

 و قال أمير المؤمنين ع لنوف يا نوف صل رحمك يزيد الله في عمرك و حسن خلقك يخفف الله حسابك

 أقول قد مضى في باب صفات المؤمن و باب جوامع المكارم و سيأتي في أبواب المواعظ

21-  لي، ]الأمالي للصدوق[ قال الصادق ع عليكم بحسن الخلق فإنه يبلغ بصاحبه   درجة الصائم القائم

22-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ علي بن أحمد بن موسى عن محمد بن هارون عن الروياني عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الثاني عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه و حسن اللقاء فإني سمعت رسول الله ص يقول إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم

23-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عمرو عن موسى بن إبراهيم عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده ع قال قالت أم سلمة رضي الله عنها لرسول الله ص بأبي أنت و أمي المرأة يكون لها زوجان فيموتون و يدخلون الجنة لأيهما تكون فقالت ع يا أم سلمة تخير أحسنهما خلقا و خيرهما لأهله يا أم سلمة إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا و الآخرة

24-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن موسى بن إبراهيم عن الحسن عن أبيه بإسناده رفعه إلى رسول الله ص أن أم سلمة قالت له بأبي أنت الخبر

 ثو، ]ثواب الأعمال[ حمزة بن محمد عن علي عن أبيه مثله

25-  لي، ]الأمالي للصدوق[ جعفر بن الحسين عن محمد بن جعفر عن البرقي عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله ع قال أتي النبي ص بأسارى فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم فقال الرجل بأبي   أنت و أمي يا محمد كيف أطلقت عني من بينهم فقال أخبرني جبرئيل عن الله عز و جل أن فيك خمس خصال يحبه الله عز و جل و رسوله الغيرة الشديدة على حرمك و السخاء و حسن الخلق و صدق اللسان و الشجاعة فلما سمعها الرجل أسلم و حسن إسلامه و قاتل مع رسول الله ص قتالا شديدا حتى استشهد

26-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن أحبكم إلي و أقربكم مني يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا و أشدكم تواضعا و إن أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون و هم المستكبرون

 قال و قال رسول الله ص أول ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه

27-  ب، ]قرب الإسناد[ بهذا الإسناد قال إن رسول الله ص مر بقبر يحفر قد انبهر الذي يحفره فقال له لمن تحفر هذا القبر فقال لفلان بن فلان فقال و ما للأرض تشدد عليك إن كان ما علمت لسهلا حسن الخلق فلانت الأرض عليه حتى كان ليحفرها بكفيه ثم قال لقد كان يحب إقراء الضيف و لا يقري الضيف إلا مؤمن تقي

28-  ل، ]الخصال[ الخليل بن أحمد عن ابن منيع عن علي بن عيسى عن خلاد بن عيسى عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله ص الخلق الحسن نصف الدين

29-  ل، ]الخصال[ الخليل عن أبي العباس السراج عن يعقوب بن إبراهيم عن وكيع عن مسعر و سفيان عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال قيل   لرسول الله ص ما أفضل ما أعطي المرء المسلم قال الخلق الحسن

30-  ل، ]الخصال[ أبو الحسن علي بن عبد الله الأسواري عن أحمد بن محمد بن قيس عن عبد العزيز بن علي السرخسي عن أحمد بن عمران البغدادي قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا الحسن عن الحسن عن الحسن أن أحسن الحسن الخلق الحسن

 فأما أبو الحسن الأول فمحمد بن عبد الرحيم التستري و أما أبو الحسن الثاني فعلي بن أحمد البصري التمار و أما أبو الحسن الثالث فعلي بن محمد الواقدي و أما الحسن الأول فالحسن بن عرفة العبدي و أما الحسن الثاني فالحسن بن أبي الحسن البصري و أما الحسن الثالث فالحسن بن علي بن أبي طالب كتاب المسلسلات، لجعفر بن أحمد القمي عن الأسواري مثله

31-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة و إياكم و سوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله

32-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص إن العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله

33-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص ما من شي‏ء في الميزان   أحسن من حسن الخلق

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله

34-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا

 و قال ع حسن الخلق خير قرين

 و قال ع سئل رسول الله ص ما أكثر ما يدخل به الجنة قال تقوى الله و حسن الخلق

 و قال ع قال رسول الله ص أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا و خيركم لأهله

 و قال ع قال رسول الله ص أحسن الناس إيمانا أحسنهم خلقا و ألطفهم بأهله و أنا ألطفكم بأهلي

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله

35-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ماجيلويه عن علي عن أبيه عن ابن معبد عن ابن خالد عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من كان مسلما فلا يمكر و لا يخدع فإني سمعت جبرئيل ع يقول إن المكر و الخديعة في النار ثم قال ع ليس منا من غش مسلما و ليس منا من خان مسلما ثم قال ع إن جبرئيل الروح الأمين نزل علي من عند رب العالمين فقال يا محمد عليك بحسن الخلق فإنه ذهب بخير الدنيا و الآخرة ألا و إن أشبهكم بي أحسنكم خلقا

    -36  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ محمد بن أحمد بن الحسين عن علي بن محمد بن عنبسة عن بكر بن أحمد بن محمد عن فاطمة بنت الرضا عن أبيها عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه و عمه زيد عن أبيهما علي بن الحسين عن أبيه و عمه عن علي بن أبي طالب ع عن النبي ص قال من كف غضبه كف الله عنه عذابه و من حسن خلقه بلغه الله درجة الصائم القائم

37-  ل، ]الخصال[ الخليل بن أحمد عن معاذ عن الحسين المروزي عن محمد بن عبيد عن داود الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص أكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله و حسن الخلق

38-  ل، ]الخصال[ ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن ابن محبوب عن عباد بن صهيب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا يجمع الله لمنافق و لا فاسق حسن السمت و الفقه و حسن الخلق أبدا

39-  ل، ]الخصال[ الخليل بن أحمد عن أبي العباس السراج عن قتيبة عن قزعة عن إسماعيل بن أسيد عن جبلة الإفريقي أن رسول الله ص قال أنا زعيم ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا و لمن ترك الكذب و إن كان هازلا و لمن حسن خلقه

40-  ع، ]علل الشرائع[ عن أنس قال قال رسول الله ص قال حبيبي جبرئيل إن مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة الإيمان أصلها و الصلاة عروقها و الزكاة ماؤها و الصوم سعفها و حسن الخلق ورقها و الكف عن المحارم ثمرها فلا تكمل شجرة إلا بالثمر كذلك الإيمان لا يكمل إلا بالكف عن المحارم

    -41  ع، ]علل الشرائع[ قال الصادق ع لا عيش أهنأ من حسن الخلق

42-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن بعض أصحابنا قال قلت لأبي عبد الله ع ما حد حسن الخلق قال تلين جانبك و تطيب كلامك و تلقى أخاك ببشر حسن

43-  مع، ]معاني الأخبار[ في خبر أبي ذر قال رسول الله ص يا أبا ذر لا عقل كالتدبير و لا ورع كالكف و لا حسب كحسن الخلق

44-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد بن الحسين عن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا

45-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ فيما أوصى أمير المؤمنين ع إلى الحسن ع لا حسب كحسن الخلق

46-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن أبي ذر قال قال رسول الله ص اتق الله حيث كنت و خالق الناس بخلق حسن و إذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها

47-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن محمد بن عمرو بن البختري عن محمد بن أحمد بن أبي العوام عن عبد الوهاب بن عطا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ص قال إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا و خياركم خياركم   لنسائه

48-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن جابر بن عبد الله قال قال العباس للنبي ص ما الجمال بالرجل يا رسول الله قال بصواب القول بالحق قال فما الكمال قال تقوى الله عز و جل و حسن الخلق

49-  ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن محمد بن معقل عن جعفر الوراق عن محمد بن الحسن الأشج عن يحيى بن زيد عن زيد بن علي عن علي بن الحسين ع في خبر طويل قال ثلاثة نفر آلوا باللات و العزى ليقتلوا محمدا ص فذهب أمير المؤمنين ع وحده إليهم و قتل واحدا منهم و جاء بالآخرين فقال النبي ص قدم إلي أحد الرجلين فقدمه فقال قل لا إله إلا الله و اشهد أني رسول الله فقال لنقل جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة قال يا علي أخره و اضرب عنقه ثم قال قدم الآخر فقال قل لا إله إلا الله و اشهد أني رسول الله قال ألحقني بصاحبي قال يا علي أخره و اضرب عنقه فأخره و قام أمير المؤمنين ع ليضرب عنقه فنزل جبرئيل ع على النبي ص فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول لا تقتله فإنه حسن الخلق سخي في قومه فقال النبي ص يا علي أمسك فإن هذا رسول ربي عز و جل يخبرني أنه حسن الخلق سخي في قومه فقال المشرك تحت السيف هذا رسول ربك يخبرك قال نعم قال و الله ما ملكت درهما مع أخ لي قط و لا قطبت وجهي في الحرب فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله فقال رسول الله ص هذا ممن جره حسن خلقه و سخاؤه إلى جنات النعيم

    أقول قد مر الخبر بطوله في باب شجاعة أمير المؤمنين ع و نوادر غزواته

50-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن يونس عن الحسن بن زياد عن الصادق ع أنه قال إن الله تبارك و تعالى رضي لكم الإسلام دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء و حسن الخلق

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن الفضيل عن زرارة مثله

51-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أبي قتادة قال قال أبو عبد الله ع للمعلى بن خنيس يا معلى عليك بالسخاء و حسن الخلق فإنهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة

52-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بهذا الإسناد قال إن لله عز و جل وجوها خلقهم من خلقه و أمشاهم في أرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجدا و الله عز و جل يحب مكارم الأخلاق و كان فيما خاطب الله تعالى نبيه ع أن قال له يا محمد إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ قال السخاء و حسن الخلق

53-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص المؤمن هين لين سمح له خلق حسن و الكافر فظ غليظ له خلق سيئ و فيه جبرية

54-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن محمد بن عمرو عن موسى بن   إبراهيم عن أبي الحسن الأول ع قال سمعته يقول ما حسن الله خلق عبد و لا خلقه إلا استحيا أن يطعم لحمه يوم القيامة النار

55-  ل، ]الخصال[ فيما أوصى به رسول الله ص عليا يا علي ثلاثة من لم تكن فيه لم يقم له عمل ورع يحجزه عن معاصي الله عز و جل و خلق يداري به الناس و حلم يرد به جهل الجاهل

 سن، ]المحاسن[ أبي عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع عنه ص مثله

56-  سن، ]المحاسن[ إبراهيم عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال من الإيمان حسن الخلق و إطعام الطعام

57-  سن، ]المحاسن[ أحمد بن محمد عن الحكم بن أيمن عن ميمون البان عن أبي جعفر قال قال رسول الله ص الإيمان حسن الخلق و إطعام الطعام و إراقة الدماء

58-  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لو يعلم العبد ما له في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون له حسن الخلق

59-  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال علي بن أبي طالب ع عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه

60-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ أروي عن العالم ع أنه قال عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه

    -61  مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع الخلق الحسن جمال في الدنيا و نزهة في الآخرة و به كمال الدين و القربة إلى الله عز و جل و لا يكون حسن الخلق إلا في كل ولي و صفي لأن الله تعالى أبى أن يترك ألطافه بحسن الخلق إلا في مطايا نوره الأعلى و جماله الأزكى لأنها خصلة يخص بها الأعرفين به و لا يعلم ما في حقيقة حسن الخلق إلا الله عز و جل قال رسول الله ص خاتم زماننا إلى حسن الخلق و الخلق الحسن ألطف شي‏ء في الدين و أثقل شي‏ء في الميزان و سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل و إن ارتقى في الدرجات فمصيره إلى الهوان قال رسول الله ص حسن الخلق شجرة في الجنة و صاحبه متعلق بغصنها يجذبه إليها و سوء الخلق شجرة في النار و صاحبه متعلق بغصنها يجذبه إليها

62-  ضه، ]روضة الواعظين[ قال رسول الله ص حسن الخلق نصف الدين و قيل له ص ما أفضل ما أعطي المرء المسلم قال الخلق الحسن

 و قال ص رأيت رجلا في المنام جاثيا على ركبتيه بينه و بين رحمة الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله في رحمة الله

63-  نبه، ]تنبيه الخاطر[ جاء رجل إلى رسول الله ص من بين يديه فقال يا رسول الله ما الدين فقال حسن الخلق ثم أتاه عن يمينه فقال ما الدين فقال حسن الخلق ثم أتاه من قبل شماله فقال ما الدين فقال حسن الخلق ثم أتاه من ورائه فقال ما الدين فالتفت إليه و قال أ ما تفقه الدين هو أن لا تغضب

 و قيل يا رسول الله ما الشؤم قال سوء الخلق

 و قال رجل لرسول الله ص أوصني فقال اتق الله حيث كنت قال زدني قال اتبع السيئة الحسنة تمحها قال زدني قال خالط الناس بحسن الخلق

 و سئل ص أي الأعمال أفضل قال حسن الخلق

 و قال ص ما حسن الله خلق امرئ و خلقه فيطعمه النار

    قيل لرسول الله ص إن فلانة تصوم النهار و تقوم الليل و هي سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها فقال لا خير فيها هي من أهل النار

 و قال ص إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجوه و حسن الخلق

 و قال أيضا سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل

 و قال جرير بن عبد الله قال لي رسول الله إنك امرؤ قد أحسن الله خلقك فأحسن خلقك

 عن ابن عباس قال قال رسول الله ص ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فلا يعتدن بشي‏ء من عمله تقوى يحجزه عن معاصي الله عز و جل أو حلم يكف به السفيه أو خلق يعيش به في الناس

 و قال أمير المؤمنين ع حسن الخلق في ثلاث اجتناب المحارم و طلب الحلال و التوسع على العيال

 و قال بعضهم أن لا يكون لك همة إلا الله

64-  ختص، ]الإختصاص[ قال رسول الله ص الأخلاق منائح من الله عز و جل فإذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا و إذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئا

65-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ علي بن النعمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لو كان حسن الخلق خلقا يرى ما كان مما خلق الله شي‏ء أحسن منه و لو كان الخرق خلقا يرى ما كان مما خلق الله شي‏ء أقبح منه و إن الله ليبلغ العبد بحسن الخلق درجة الصائم القائم

66-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ حماد بن عيسى عن ربعي قال قال أبو عبد الله ع ليحيى السقاء يا يحيى إن الخلق الحسن يسر و إن الخلق السيئ نكد

67-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ المحاملي عن ذريح عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إذا أراد الله بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة و حسن الخلق

68-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن العلا بن كامل قال قال أبو عبد الله ع إذا خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا من الناس   إلا كانت يدك عليه العليا فافعل فإن العبد يكون منه بعض التقصير في العبادة و يكون له خلق حسن فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم

69-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ حماد بن عيسى عن العقرقوفي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أقربكم مني غدا أحسنكم خلقا و أقربكم من الناس

70-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال جاء رجل إلى النبي ص فقال يا رسول الله أي الناس أكمل إيمانا قال أحسنهم خلقا

71-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ علي بن النعمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص أيها الناس و الله إني لأعلم أنكم لا تسعون الناس بأموالكم و لكن سعوهم بالطلاقة و حسن الخلق قال و سمعته يقول رحم الله كل سهل طلق

72-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول الخلق منحة يمنحها الله من شاء من خلقه فمنه سجية و منه نية قلت فأيهما أفضل قال صاحب النية أفضل فإن صاحب السجية هو المجبول على الأمر الذي لا يستطيع غيره و صاحب النية هو الذي يتصبر على الطاعة فيصبر فهذا أفضل

73-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع يا ابن سنان إن النبي ص كان قوته الشعير من غير أدم إن البر و حسن الخلق يعمران الديار و يزيدان في الأعمار

74-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن علي الأحمسي عن أبي عبد الله ع قال إن حسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل

75-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال   أتى النبي ص رجل فقال إن فلانا مات فحفرنا له فامتنعت الأرض فقال رسول الله ص إنه كان سيئ الخلق

76-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أ لا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون

77-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ أبو العباس عن ابن شجرة عن إبراهيم بن أبي رجاء قال قال أبو عبد الله ع حسن الخلق يزيد في الرزق

78-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع أكرم الحسب حسن الخلق

 و قال ع كفى بالقناعة ملكا و بحسن الخلق نعيما

79-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع حسن الخلق يبلغ درجة الصائم القائم

 و قال ع حسن الخلق خير رفيق

 و قال ع رب عزيز أذله خلقه و ذليل أعزه خلقه

 و قال ع من لانت كلمته وجبت محبته

80-  كتاب الإمامة و التبصرة، عن أحمد بن إسماعيل عن أحمد بن إدريس عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن جعفر بن محمد بن عبيد الله عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لو علم الرجل ما له في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون له خلق حسن