باب 67- أحوال الملوك و الأمراء و العراف و النقباء و الرؤساء و عدلهم و جورهم

الآيات آل عمران قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و قال تعالى وَ تِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ يوسف وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَ لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ الإسراء فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولًا ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً الكهف وَ يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَ آتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ سَبَباً إلى قوله تعالى قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَ إِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً وَ أَمَّا مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَ سَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً النمل قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَ كَذلِكَ يَفْعَلُونَ   محمد فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ

1-  ل، ]الخصال[ العطار عن أبيه عن الأشعري عن ابن معروف عن ابن غزوان عن السكوني عن جعفر عن أبيه ع قال قال رسول الله ص صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي و إذا فسدا فسدت أمتي قيل يا رسول الله و من هما قال الفقهاء و الأمراء

2-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع عن النبي ص مثله إلا أن فيه القراء مكان الفقهاء

 كتاب الإمامة و التبصرة، عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص مثله

3-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن عبد الجبار رفعه إلى رسول الله ص أنه قال رجلان لا تنالهما شفاعتي صاحب سلطان عسوف غشوم و غال في الدين مارق

4-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبيه ع قال قال رسول الله ص صنفان لا تنالهما شفاعتي سلطان غشوم عسوف و غال في الدين مارق منه غير تائب و لا نازع

 كتاب الإمامة و التبصرة، عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق ع عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص مثله

5-  ل، ]الخصال[ أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عن   فضالة عن سليمان بن درستويه عن عجلان عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة يدخلهم الله الجنة بغير حساب و ثلاثة يدخلهم الله النار بغير حساب فأما الذين يدخلهم الله الجنة بغير حساب فإمام عادل و تاجر صدوق و شيخ أفنى عمره في طاعة الله عز و جل و أما الثلاثة الذين يدخلهم النار بغير حساب فإمام جائر و تاجر كذوب و شيخ زان

6-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن الأصبهاني عن المنقري عن حفص عن الصادق ع قال إني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم إلا لأحد ثلاثة صاحب سلطان جائر و صاحب هوى و الفاسق المعلن

7-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف عن إسماعيل بن همام عن بن غزوان عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع عن النبي ص قال تكلم النار يوم القيامة ثلاثة أميرا و قارئا و ذا ثروة من المال فتقول للأمير يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل فتزدرده كما يزدرد الطير حب السمسم و تقول للقارئ يا من تزين للناس و بارز الله بالمعاصي فتزدرده و تقول للغني يا من وهبه الله دنيا كثيرة واسعة فيضا و سأله الحقير اليسير قرضا فأبى إلا بخلا فتزدرده

8-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول احذروا على دينكم ثلاثة رجلا قرأ القرآن حتى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره و رماه بالشرك قلت يا أمير المؤمنين أيهما أولى بالشرك قال الرامي و رجلا استخفته الأحاديث كلما حدثت أحدوثة كذب مدها بأطول منها و رجلا آتاه الله عز و جل سلطانا فزعم أن طاعته طاعة الله و معصيته معصية الله و كذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لا   ينبغي للمخلوق أن يكون حبه لمعصية الله فلا طاعة في معصيته و لا طاعة لمن عصى الله إنما الطاعة لله و لرسوله و لولاة الأمر و إنما أمر الله عز و جل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية و إنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته

9-  ل، ]الخصال[ عن سفيان الثوري قال قال الصادق ع لا مروة لكذوب و لا إخاء لملوك

10-  ل، ]الخصال[ أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن عبد الله الفضل قال قال أبو عبد الله ع ثلاثة من عازهم ذل الوالد و السلطان و الغريم

11-  ل، ]الخصال[ فيما أوصى به النبي ص إلى علي ع يا علي أربعة من قواصم الظهر إمام يعصي الله و يطاع أمره و زوجة يحفظها زوجها و هي تخونه و فقر لا يجد صاحبه له مداويا و جار سوء في دار مقام

12-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن ابن يزيد عن محمد بن جعفر بإسناده قال قال أبو عبد الله ع ليس للبحر جار و لا لملك صديق و لا للعافية ثمن و كم من منعم عليه و هو لا يعلم

13-  ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن موسى بن عمر عن أبي علي بن راشد رفعه إلى الصادق ع أنه قال خمس هن كما أقول ليست لبخيل راحة و لا لحسود لذة و لا لملوك وفاء و لا لكذاب مروة و لا يسود سفيه

14-  ل، ]الخصال[ أبي عن الحميري عن هارون عن ابن زياد عن الصادق ع عن آبائه ع أن عليا ع قال إن في جهنم رحى تطحن أ فلا تسألوني   ما طحنها فقيل له فما طحنها يا أمير المؤمنين قال العلماء الفجرة و القراء الفسقة و الجبابرة الظلمة و الوزراء الخونة و العرفاء الكذبة و إن في النار لمدينة يقال لها الحصينة أ فلا تسألوني ما فيها فقيل و ما فيها يا أمير المؤمنين فقال فيها أيدي الناكثين

 ثو، ]ثواب الأعمال[ ماجيلويه عن عمه عن هارون مثله

15-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن أسلم الجبلي بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين ع قال إن الله عز و جل يعذب ستة بست العرب بالعصبية و الدهاقنة بالكبر و الأمراء بالجور و الفقهاء بالحسد و التجار بالخيانة و أهل الرستاق بالجهل

16-  ل، ]الخصال[ حمزة العلوي عن أحمد الهمداني عن يحيى بن الحسن عن محمد بن ميمون عن القداح عن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين صلوات الله عليهم قال قال رسول الله ص ستة لعنهم الله و كل نبي مجاب الزائد في كتاب الله و المكذب بقدر الله و التارك لسنتي و المستحل من عترتي ما حرم الله و المتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله و يعز من أذله الله و المستأثر بفي‏ء المسلمين المستحل له

 أقول قد مر بعض الأخبار في باب أصناف الناس

17-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن أحمد بن محمد عن أبي القاسم الكوفي عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إني لعنت سبعة لعنهم الله و كل نبي مجاب قبلي فقيل و من هم يا رسول الله فقال الزائد في كتاب الله و المكذب بقدر الله و المخالف لسنتي و المستحل من عترتي ما حرم الله و المتسلط بالجبرية ليعز من أذل الله و يذل من أعز الله و المستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له و المحرم   ما أحل الله عز و جل

 أقول قد مضى بسند آخر في باب شرار الناس

17-  لي، ]الأمالي للصدوق[ السناني عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن محمد بن سنان عن المفضل عن ابن ظبيان عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال النبي ص أقل الناس وفاء الملوك و أقل الناس صديقا الملوك و أشقى الناس الملوك

18-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن الخشاب عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن الشحام عن الصادق ع قال من تولى أمرا من أمور الناس فعدل و فتح بابه و رفع شره و نظر في أمور الناس كان حقا على الله عز و جل أن يؤمن روعته يوم القيامة و يدخله الجنة

19-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي موسى عن الأسدي عن صالح بن أبي حماد عن ابن بزيع عن محمد بن سنان عن المفضل قال قال الصادق ع إذا أراد الله عز و جل برعية خيرا جعل لها سلطانا رحيما و قيض له وزيرا عادلا

20-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المغيرة عن جده عن جده عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي و إذا فسدا فسدت أمتي الأمراء و القراء

21-  لي، ]الأمالي للصدوق[ السناني عن الأسدي عن البرمكي عن عبد الله بن أحمد عن أبي أحمد الأزدي عن عبد الله بن جندب عن أبي عمر العجمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص قال الله جل جلاله أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا خلقت الملوك و قلوبهم بيدي فأيما قوم أطاعوني جعلت قلوب الملوك عليهم رحمة و أيما قوم عصوني جعلت   قلوب الملوك عليهم سخطه ألا لا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك توبوا إلي أعطف قلوبهم عليكم

22-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أول من يدخل النار أمير متسلط لم يعدل و ذو ثروة من المال لم يعط المال حقه و فقير فخور

23-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ياسر عن أبي الحسن الرضا ع قال إذا كذب الولاة حبس المطر و إذا جار السلطان هانت الدولة و إذا حبست الزكاة ماتت المواشي

24-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن عبد الرحمن عن أبيه عن الوصافي عن أبي بريدة عن النبي ص قال لا يؤمر رجل على عشرة فما فوقهم إلا جي‏ء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه فإن كان محسنا فك عنه و إن كان مسيئا زيد غلا إلى غله

25-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبيه عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن الصادق ع قال إذا كان لك صديق فولي ولاية فأصبته على العشر مما كان لك عليه قبل ولايته فليس بصديق سوء

26-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أبي قتادة قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه زياد القندي فقال له يا زياد وليت لهؤلاء قال نعم يا ابن رسول الله لي مروة و ليس وراء ظهري مال و إنما أواسي إخواني من عمل السلطان فقال يا زياد أما إذا كنت فاعلا ذلك فإذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس عند القدرة على ذلك فاذكر قدرة الله عز و جل على عقوبتك و ذهاب ما أتيت إليهم عنهم و بقاء   ما أتيت إلى نفسك عليك و السلام

27-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن محمد بن عبد الواحد عن بشر بن موسى عن أبي عبد الرحمن المقري عن سعيد بن أبي أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن سالم الجيشاني عن أبيه عن أبي ذر أن النبي ص قال يا با ذر إني أحب لك ما أحب لنفسي إني أراك ضعيفا فلا تأمرن على اثنين و لا تولين مال يتيم

28-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن عبد الله بن راشد عن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر عن الهروي عن الرضا ع قال إذا ولي الظالم الظالم فقد أنصف الحق و إذا ولي العادل العادل فقد اعتدل الحق و إذا ولي العادل الظالم فقد استراح الحق و إذا ولي العبد الحر فقد استرق الحق

29-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن عثمان بن عيسى عن أبي إسحاق الأرجاني عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل جعل لمن جعل له سلطانا مدة من ليالي و أيام و سنين و شهور فإن عدلوا في الناس أمر الله عز و جل صاحب الفلك أن يبطئ بإدارته فطالت أيامهم و لياليهم و سنوهم و شهورهم و إن هم جاروا في الناس و لم يعدلوا أمر الله عز و جل صاحب الفلك فأسرع إدارته و أسرع فناء لياليهم و أيامهم و سنيهم و شهورهم و قد وفى تبارك و تعالى لهم بعدد الليالي و الأيام و الشهور

30-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن الربيع بن محمد المسلي عن عبد الأعلى عن نوف قال قال أمير المؤمنين ع يا نوف إياك أن تكون عشارا أو شاعرا أو شرطيا أو عريفا أو صاحب عرطبة و هي الطنبور أو صاحب كوبة و هو الطبل فإن نبي الله ع خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال إنها الساعة التي لا يرد فيها دعوة إلا دعوة عريف أو دعوة شاعر أو شرطي   أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة

31-  ل، ]الخصال[ أبي عن علي عن أبيه عن الحسن بن الحسن الفارسي عن سليمان بن جعفر البصري عن عبد الله بن الحسين بن زيد عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إن الله عز و جل لما خلق الجنة خلقها من لبنتين لبنة من ذهب و لبنة من فضة و جعل حيطانها الياقوت و سقفها الزبرجد و حصباءها اللؤلؤ و ترابها الزعفران و المسك الأذفر فقال لها تكلمي فقالت لا إله إلا هو الحي القيوم قد سعد من يدخلني فقال عز و جل بعزتي و عظمتي و جلالي و ارتفاعي لا يدخلها مدمن خمر و لا سكير و لا قتات و هو النمام و لا ديوث و هو القلطبان و لا قلاع و هو الشرطي و لا زنوق و هو الخنثى و لا خيوق و هو النباش و لا عشار و لا قاطع رحم و لا قدري

32-  ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد معا عن أحمد بن إدريس و محمد العطار معا عن الأشعري عن محمد بن الحسين رفعه قال قال رسول الله ص لا يدخل الجنة مدمن خمر و لا سكير و لا عاق و لا شديد السواد و لا ديوث و لا قلاع و هو الشرطي و لا زنوق و هو الخنثى و لا خيوق و هو النباش و لا عشار و لا قاطع رحم و لا قدري

33-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن أبي الخطاب عن المغيرة بن محمد عن بكر بن خنيس عن أبي عبد الله الشامي عن نوف البكالي قال قال أمير المؤمنين ع يا نوف اقبل وصيتي لا تكونن نقيبا و لا عريفا و لا عشارا و لا بريدا

34-  لي، ]الأمالي للصدوق[ في مناهي النبي ص ألا و من تولى عرافة قوم حبسه الله عز و جل على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة و حشر يوم القيامة و يداه مغلولتان   إلى عنقه فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله و إن كان ظالما هوى به فِي نارِ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ

35-  ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع قال تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ في سبع كلمات فمنها أنه سأله ما أوسع من الأرض قال العدل أوسع من الأرض

36-  ل، ]الخصال[ الطالقاني عن محمد بن جرير الطبري عن أبي صالح الكناني عن يحيى بن عبد الحميد عن شريك عن هشام بن معاذ قال دخل الباقر على عمر بن عبد العزيز فوعظه و كان فيما وعظه يا عمر افتح الأبواب و سهل الحجاب و انصر المظلوم و رد المظالم

 أقول قد أوردنا في أبواب المواعظ أخبارا من هذا الباب مثل ما كتبه أمير المؤمنين ع لمحمد بن أبي بكر و مالك الأشتر و غيرهما

37-  ع، ]علل الشرائع[ في خبر فاطمة صلوات الله عليها فرض الله العدل مسكا للقلوب

38-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن زياد عن جعفر عن أبيه ع أن رسول الله ص قال ثلاثة هن أم الفواقر سلطان إن أحسنت إليه لم يشكر و إن أسأت إليه لم يغفر و جار عينه ترعاك و قلبه ينعاك إن رأى حسنة دفنها و إن رأى سيئة أظهرها و أذاعها و زوجة إن شهدت لم تقر عينك بها و إن غبت لم تطمئن إليها

39-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن ابن عبد الحميد عن ابن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص ثلاثة لا يُكَلِّمُهُمُ   اللَّهُ عز و جل وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ... وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ شيخ زان و ملك جبار و مقل مختال

40-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن جبلة عن أبي طالب عن ابن هدبة عن أنس قال سمعت رسول الله ص يقول من ولي عشرة فلم يعدل فيهم جاء يوم القيامة و يداه و رجلاه و رأسه في ثقب فأس

41-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن حسان عن أبي عمران الأرمني عن عبد الله بن الحكم عن معاوية بن عمار عن عمرو بن مروان عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال من ولي شيئا من أمور المسلمين فضيعهم ضيعه الله عز و جل

42-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن موسى بن عمران عن ابن سنان عن أبي الجارود عن سعد الإسكاف عن ابن نباتة عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال أيما وال احتجب عن حوائج الناس احتجب الله يوم القيامة عن حوائجه و إن أخذ هدية كان غلولا و إن أخذ رشوة فهو مشرك

43-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل لم يبتل شيعتنا بأربع أن يسألوا الناس في أكفهم و أن يؤتوا في أنفسهم و أن يبتليهم بولاية سوء و لا يولد لهم أزرق أخضر

44-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن الحميري عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل أوحي إلى نبي من الأنبياء في مملكة جبار من الجبابرة أن ائت هذا الجبار فقل له إني لم أستعملك على سفك الدماء و اتخاذ الأموال و إنما استعملتك لتكف   عني أصوات المظلومين فإني لن أدع ظلامتهم و إن كانوا كفارا

45-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن عقبة بن خالد عن ميسر عن أبي جعفر ع قال إن في جهنم لجبلا يقال له الصعدا و إن في الصعدا لواديا يقال له سقر و إن في قعر سقر لجبا يقال له هبهب كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره و ذلك منازل الجبارين

46-  سن، ]المحاسن[ في رواية ميسر مثله و فيه يقال له صعود و إن في صعود لواديا

47-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن أبي عيسى عن الوشاء عن فضل بن محمد الأشعري عن مسمع عن أبي الحسن عن أبيه صلوات الله عليهما قال كان رجل ظالم فكان يصل الرحم و يحسن على رعيته و يعدل في الحكم فحضر أجله فقال رب حضر أجلي و ابني صغير فامدد لي في عمري فأرسل الله إليه أني قد أنسأت لك في عمرك اثنتي عشرة سنة و قيل له إلى هذا يشب ابنك و يعلم من كان جاهلا و يستحكم علم من لا يعلم

48-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين عن النعمان بن يحيى الأزرق عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال إن ملكا من بني إسرائيل قال لأبنين مدينة لا يعيبها أحد فلما فرغ من بنائها اجتمع رأيهم على أنهم لم يروا مثلها قط فقال له رجل لو آمنتني على نفسي أخبرتك بعيبها فقال لك الأمان فقال لها عيبان أحدهما أنك تهلك عنها و الثاني أنها تخرب من بعدك فقال الملك و أي عيب أعيب من هذا ثم قال فما نصنع قال تبني ما يبقى و لا يفنى و تكون شابا لا تهرم أبدا فقال الملك لابنته ذلك فقالت ما صدقك أحد غيره من أهل مملكتك

    -49  ف، ]تحف العقول[ سأل الصادق ع سائل فقال كم جهات معايش العباد التي فيها الاكتساب و التعامل بينهم و وجوه النفقات فقال ع جميع المعايش كلها من وجوه المعاملات فيما بينهم مما يكون لهم فيه المكاسب أربع جهات من المعاملات فقال له أ كل هؤلاء الأربعة أجناس حلال أو كلها حرام أو بعضها حلال و بعضها حرام فقال ع قد يكون في هؤلاء الأجناس الأربعة حلال من جهة حرام حرام من جهة حلال و هذه الأجناس مسميات معروفات الجهات فأول هذه الجهات الأربعة الولاية و تولية بعضهم على بعض فالأول ولاية الولاة و ولاة الولاة إلى أدناهم بابا من أبواب الولاية على من هو وال عليه ثم التجارة في جميع البيع و الشراء بعضهم من بعض ثم الصناعات في جميع صنوفها ثم الإجارات في كل ما يحتاج إليه من الإجارات و كل هذه الصنوف تكون حلالا من جهة و حراما من جهة و الفرض من الله على العباد في هذه المعاملات الدخول في جهات الحلال منها و العمل بذلك الحلال و اجتناب جهات الحرام منها تفسير معنى الولايات و هي جهتان فإحدى الجهتين من الولاية ولاية ولاة العدل الذين أمر الله بولايتهم و توليتهم على الناس و ولاية ولاته و ولاة ولاته إلى أدناهم بابا من أبواب الولاية على من هو وال عليه و الجهة الأخرى من الولاية ولاية ولاة الجور و ولاة ولاتهم إلى أدناهم بابا من الأبواب التي هو وال عليه فوجه الحلال من الولاية ولاية الوالي العادل الذي أمر الله بمعرفته و ولايته و العمل له في ولايته و ولاية ولاته و ولاة ولاته بجهة ما أمر الله به الوالي العادل بلا زيادة فيما أنزل الله و لا نقصان منه و لا تحريف لقوله و لا تعد لأمره إلى غيره فإذا صار الوالي والي عدل بهذه الجهة فالولاية له و العمل معه و معونته في ولايته و تقويته حلال محلل و حلال الكسب معهم و ذلك أن في ولاية والي العدل و ولاته إحياء كل حق و كل عدل و إماتة كل ظلم و جور و فساد فلذلك كان الساعي في تقوية سلطانه و المعين له على ولايته ساعيا في طاعة الله   مقويا لدينه و أما وجه الحرام من الولاية فولاية الوالي الجائر و ولاية ولاته الرئيس منهم و أتباع الوالي فمن دونه من ولاة الولاة إلى أدناهم بابا من أبواب الولاية على من هو وال عليه و العمل لهم و الكسب معهم بجهة الولاية لهم حرام و محرم معذب من فعل ذلك على قليل من فعله أو كثير لأن كل شي‏ء من جهة المعونة معصية كبيرة من الكبائر و ذلك أن في ولاية الوالي الجائر دروس الحق كله و إحياء الباطل كله و إظهار الظلم و الجور و الفساد و إبطال الكتب و قتل الأنبياء و المؤمنين و هدم المساجد و تبديل سنة الله و شرائعه فلذلك حرام العمل معهم و معونتهم و الكسب معهم إلا بجهة الضرورة نظير الضرورة إلى الدم و الميتة

 و أقول تمامه في باب جوامع المكاسب و في التتمة أيضا بعض أحكام الولاة و أعمالهم

50-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان النبي ص يمشي في الصحراء فناداه مناد يا رسول الله مرتين فالتفت فلم ير أحدا ثم ناداه فالتفت فإذا هو بظبية موثقة فقالت إن هذا الأعرابي صادني و لي خشفان في ذلك الجبل أطلقني حتى أذهب و أرضعهما و أرجع فقال و تفعلين قالت نعم أن لم أفعل عذبني الله عذاب العشار فأطلقها

 أقول تمامه في أبواب المعجزات

51-  سن، ]المحاسن[ في رواية أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال الله عز و جل أي قوم عصوني جعلت الملوك عليهم نقمة ألا لا تولعوا بسب الملوك توبوا إلى الله عز و جل يعطف بقلوبهم عليكم

52-  شي، ]تفسير العياشي[ عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد الله ع قول الله قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ فقد آتى   الله بني أمية الملك فقال ليس حيث يذهب الناس إليه إن الله آتانا الملك و أخذه بنو أمية بمنزلة الرجل يكون له الثوب و يأخذه الآخر فليس هو للذي أخذه

53-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع لعمر بن الخطاب ثلاث إن حفظتهن و عملت بهن كفتك ما سواهن و إن تركتهن لم ينفعك شي‏ء سواهن قال و ما هن يا أبا الحسن قال إقامة الحدود على القريب و البعيد و الحكم بكتاب الله في الرضا و السخط و القسم بالعدل بين الأحمر و الأسود فقال له عمر لعمري لقد أوجزت و أبلغت

54-  جا، ]المجالس للمفيد[ عن الأصمعي قال سمعت أعرابيا و ذكر السلطان فقال لئن عزوا بالظلم في الدنيا ليذلن بالعدل في الآخرة رضوا بقليل من كثير و بيسير من خطير و إنما يلقون العدم حين لا ينفع الندم

55-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و إبراهيم معا عن أيوب بن نوح عن جابر عن عقبة بن بشير الأسدي قال دخلت على أبي جعفر ع فقلت إني في الحسب الضخم من قومي و إن قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرفوني عليهم فما ترى لي قال فقال أبو جعفر ع تمن علينا بحسبك إن الله تعالى رفع بالإيمان من كان الناس سموه وضيعا إذا كان مؤمنا و وضع بالكفر من كان يسمونه شريفا إذا كان كافرا و ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله و أما قولك إن قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرفوني عليهم فإن كنت تكره الجنة و تبغضها فتعرف على قومك و يأخذ سلطان جابر بامرئ مسلم لسفك دمه فتشركهم في دمه و عسى لا تنال من دنياهم شيئا

56-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن إسماعيل عن إسماعيل بن مرار عن بعض أصحابنا أنه لما قدم أبو إبراهيم موسى بن جعفر ع العراق قال علي بن يقطين أ ما ترى حالي و ما أنا فيه فقال له يا علي إن لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع   بهم عن أوليائه و أنت منهم يا علي

57-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد عن محمد بن أحمد عن السندي بن الربيع عن الحسين بن عبد الرحيم قال قال أبو الحسن ع لعلي بن يقطين اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي جعلت فداك و ما الخصلة التي أضمنها لك و ما الثلاث اللواتي تضمنهن لي قال فقال أبو الحسن ع الثلاث اللواتي أضمنهن لك أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل و لا فاقة و لا سجن حبس قال فقال علي و ما الخصلة التي أضمنها لك قال فقال تضمن ألا يأتيك ولي أبدا إلا أكرمته قال فضمن علي الخصلة و ضمن له أبو الحسن الثلاث

58-  جش، ]الفهرست للنجاشي[ حكى بعض أصحابنا عن ابن الوليد قال و في رواية محمد بن إسماعيل بن بزيع قال أبو الحسن الرضا ع إن لله تعالى بأبواب الظالمين من نوره الله و أخذ له البرهان و مكن له في البلاد ليدفع بهم عن أوليائه و يصلح الله به أمور المسلمين إليهم يلجأ المؤمن من الضر و إليهم يفزع ذو الحاجة من شيعتنا و بهم يؤمن الله روعة المؤمن في دار الظلمة أولئك الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أولئك أمناء الله في أرضه أولئك نور الله في رعيتهم يوم القيامة و يزهر نورهم لأهل السماوات كما تزهر الكواكب الدرية لأهل الأرض أولئك من نورهم يوم القيامة تضي‏ء منهم القيامة خلقوا و الله للجنة و خلقت الجنة لهم فهنيئا لهم ما على أحدكم أن لو شاء لنال هذا كله قال قلت بما ذا جعلني الله فداك قال تكون معهم فتسرنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا فكن منهم يا محمد

59-  ضه، ]روضة الواعظين[ سئل أمير المؤمنين ع أيما أفضل العدل أو الجود قال العدل يضع الأمور مواضعها و الجود يخرجها عن جهتها و العدل سائس عام و الجود عارض خاص فالعدل أشرفهما و أفضلهما احذر العسف و الحيف فإن العسف يعود بالجلاء و الحيف يدعو إلى السيف

 و قال رسول الله ص إياكم و الظلم فإنه   يخرب قلوبكم

 و قال ص أحب الناس يوم القيامة و أقربهم إلى الله مجلسا إمام عادل و إن أبغض الناس إلى الله و أشدهم عذابا إمام جائر

 و قال ص من أصبح و لا يهم بظلم أحد غفر له ما اجترم

60-  إرشاد القلوب، روى المظفري في تاريخه قال لما حج المنصور في سنة أربع و أربعين و مائة نزل بدار الندوة و كان يطوف ليلا و لا يشعر به أحد فإذا اطلع الفجر صلى بالناس و راح في موكبه إلى منزله فبينما هو ذات ليلة يطوف إذ سمع قائلا يقول اللهم إنا نشكو إليك ظهور البغي و الفساد في الأرض و ما يحول بين الحق و أهله من الظلم قال فملأ المنصور مسامعه منه ثم استدعاه فقال له ما الذي سمعته منك قال إن آمنتني على نفسي نبأتك بالأمور من أصلها قال أنت آمن على نفسك قال أنت الذي دخله الطمع حتى حال بينه و بين الحق و حصول ما في الأرض من البغي و الفساد فإن الله سبحانه و تعالى استرعاك أمور المسلمين فأغفلتها و جعلت بينك و بينهم حجابا و حصونا من الجص و الآجر و أبوابا من الحديد و حجبة معهم السلاح و اتخذت وزراء ظلمة و أعوانا فجرة إن أحسنت لا يعينوك و إن أسأت لا يردوك و قومتهم على ظلم الناس و لم تأمرهم بإعانة المظلوم و الجائع و العاري فصاروا شركاءك في سلطانك و صانعتهم العمال بالهدايا خوفا منهم فقالوا هذا قد خان الله فما لنا لا نخونه فاختزنوا الأموال و حالوا دون المتظلم و دونك فامتلأت بلاد الله فسادا و بغيا و ظلما فما بقاء الإسلام و أهله على هذا و قد كنت أسافر إلى بلاد الصين و بها ملك قد ذهب سمعه فجعل يبكي فقال له وزراؤه ما يبكيك فقال لست أبكي على ما نزل من ذهاب سمعي و لكن المظلوم يصرخ بالباب و لا أسمع نداءه و لكن إن كان سمعي قد ذهب فبصري باق فنادى في الناس لا يلبس ثوبا أحمر إلا مظلوم فكان يركب الفيل في كل طرف نهار هل يرى مظلوما فلا يجده هذا و هو مشرك بالله و قد غلبت رأفته بالمشركين على شح نفسه و أنت   مؤمن بالله و ابن عم رسول الله ص و لا تغلبك رأفتك بالمسلمين على شح نفسك فإنك لا تجمع المال إلا لواحدة من ثلاث إن قلت إنك تجمع لولدك فقد أراك الله تعالى الطفل الصغير يخرج من بطن أمه لا مال له فيعطيه فلست بالذي تعطيه بل الله سبحانه هو الذي يعطي و إن قلت أجمعها لتشييد سلطاني فقد أراك الله القدير عبرا في الذين تقدموا ما أغنى عنهم ما جمعوا من الأموال و لا ما أعدوا من السلاح و إن قلت أجمعها لغاية هي أحسن من الغاية التي أنا فيها فو الله ما فوق ما أنت فيه منزلة إلا العمل الصالح يا هذا هل تعاقب من عصاك إلا بالقتل فكيف تصنع بالله الذي لا يعاقب إلا بأليم العذاب و هو يعلم منك ما أضمر قلبك و عقدت عليه جوارحك فما ذا تقول إذا كنت بين يديه للحساب عريانا هل يغني عنك ما كنت فيه شيئا قال فبكى المنصور بكاء شديدا و قال يا ليتني لم أخلق و لم أك شيئا ثم قال ما الحيلة فيما حولت قال عليك بإعلام العلماء الراشدين قال فروا مني قال فروا منك مخافة أن تحملهم على ظهر من طريقتك و لكن افتح الباب و سهل الحجاب و خذ الشي‏ء مما حل و طاب و انتصف للمظلوم و أنا ضامن عمن هرب منك أن يعود إليك فيعاونك على أمرك فقال المنصور اللهم وفقني لأن أعمل بما قال هذا الرجل ثم حضر المؤذنون و أقاموا الصلاة فلما فرغ من صلاته قال علي بالرجل فطلبوه فلم يجدوا له أثرا فقيل إنه كان الخضر ع

61-  جع، ]جامع الأخبار[ قال رسول الله ص عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة قيام ليلها و صيام نهارها و جور ساعة في حكم أشد و أعظم عند الله من معاصي ستين سنة

 و قال صلى الله عليه و آله من أصبح و لا يهم بظلم أحد غفر له ما اجترم

 و قال ص إن أهون الخلق على الله من ولي أمر المسلمين فلم يعدل لهم

62-  غو، ]غوالي اللئالي[ قال رسول الله ص الرفق رأس الحكمة اللهم من ولي شيئا من أمور أمتي فرفق بهم فارفق به و من شق عليهم فأشقق عليه

 و قال ص   كيف يقدس الله قوما لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم

 و قال ع الدنيا حلوة خضرة و إن الله يستعملكم فيها فينظر كيف تعملون

 و قال ع إن لله عبادا اختصهم بالنعم يقرها فيهم ما بذلوها للناس فإذا منعوها حولها منهم إلى غيرهم و كان كسرى قد فتح بابه و سهل جنابه و رفع حجابه و بسط إذنه لكل واصل إليه فقال له رسول ملك الروم لقد أقدرت عليك عدوك بفتحك الباب و رفعك الحجاب فقال إنما أتحصن من عدوي بعدلي و إنما أنصبت هذا المنصب و جلست هذا المجلس لقضاء الحاجات و دفع الظلامات فإذا لم تتصل الرعية إلي فمتى أقضي حاجته و أكشف ظلامته

63-  كا، ]الكافي[ أحمد بن محمد الكوفي عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال عن داود بن فرقد عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله ع قال قلت له قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ أ ليس قد آتى الله عز و جل بني أمية الملك قال ليس حيث تذهب إن الله عز و جل آتانا الملك و أخذته بنو أمية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر فليس هو للذي أخذه

64-  كا، ]الكافي[ محمد بن أحمد بن الصلت عن عبد الله بن الصلت عن يونس عن المفضل بن صالح عن محمد الحلبي أنه سأل أبا عبد الله عن قول الله عز و جل اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قال العدل بعد الجور

65-  ختص، ]الإختصاص[ محمد بن الحسين عن عيسى بن هشام عن عبد الكريم عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن ما أوسع العدل إذا عدل فيه و إن قل

66-  ختص، ]الإختصاص[ ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع   قال العدل أحلى من الشهد و ألين من الزبد و أطيب ريحا من المسك

67-  ختص، ]الإختصاص[ قد روى بعضهم عن أحدهم ع أنه قال الدين و السلطان أخوان توأمان لا بد لكل واحد منهما من صاحبه و الدين أس و السلطان حارس و ما لا أس له منهدم و ما لا حارس له ضائع

68-  نوادر الراوندي، بإسناده قال قال علي ع لكل شي‏ء دولة حتى أنه ليدال للأحمق من العاقل

69-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن جعفر عن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين عن حسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن آبائه ع عن النبي ص قال السلطان ظل الله في الأرض يأري إليه كل مظلوم فمن عدل كان له الأجر و على الرعية الشكر و من جار كان عليه الوزر و على الرعية الصبر حتى يأتيهم الأمر

70-  كتاب الصفين، لنصر بن مزاحم قال كتب أمير المؤمنين ع إلى أمراء الجنود من عبد الله علي أمير المؤمنين أما بعد فإن حق الوالي أن لا يغيره على رعيته فضل ناله و لا أمر خص به و أن يزيده ما قسم الله له دنوا من عباده و عطفا عليهم ألا و إن لكم عندي أن لا أحتجز دونكم سرا إلا في حرب و لا أطوي عنكم أمرا إلا في حكم و لا أؤخر لكم حقا عن محله و لا أزرأكم شيئا و أن تكونوا عندي في الحق سواء فإذا فعلت ذلك وجبت عليكم النصيحة و الطاعة فلا تنكصوا عن دعوة و لا تفرطوا في صلاح دينكم من دنياكم و أن تنفذوا لما هو لله طاعة و لمعيشتكم صلاح و أن تخوضوا الغمرات إلى الحق و لا يأخذكم في الله لومة لائم فإن أبيتم أن تستقيموا لي على ذلك لم يكن أحد أهون علي ممن فعل ذلك منكم ثم أعاقبه عقوبة لا يجد عندي فيها هوادة فخذوا هذا من أمرائكم و أعطوهم من أنفسكم يصلح الله أمركم و السلام

    و كتب إلى أمراء الخراج بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى أمراء الخراج أما بعد فإنه من لم يحذر ما هو صائر إليه لم يقدم لنفسه و لم يحرزها و من اتبع هواه و انقاد له فيما لم يعرف نفع عاقبته عما قليل ليصبحن من النادمين ألا و إن أسعد الناس في الدنيا من عدل عما يعرف ضره و إن أشقاهم من اتبع هواه فاعتبروا و اعلموا أن لكم ما قدمتم من خير و ما سوى ذلك وددتم لو أن بينكم وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ و إن عليكم وبال ما فرطتم فيه و إن الذي طلب منكم ليسير و إن ثوابه لكثير و لو لم يكن فيما نهى عنه من الظلم و العدوان عقاب يخاف كان في ثوابه ما لا عذر لأحد في ترك طلبه فارحموا ترحموا و لا تعذبوا خلق الله و لا تكلفوهم فوق طاقتهم و أنصفوا الناس من أنفسكم و اصبروا لحوائجهم فإنكم خزان الرعية لا تتخذن حجابا و لا تحجبن أحدا عن حاجته حتى ينهيها إليكم و لا تأخذوا أحدا بأحد إلا كفيلا عمن كفل عنه و اصبروا أنفسكم على ما فيه الاغتباط و إياكم و تأخير العمل و دفع الخير فإن في ذلك الندم و السلام

 قال و كتب ع إلى أمراء الأجناد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من عبد الله علي أمير المؤمنين أما بعد فإني أبرأ إليكم و إلى أهل الذمة من معسرة الجيش إلا من جوعة إلى شبعة و من فقر إلى غنى أو عمى إلى هدى فإن ذلك عليهم فاعدلوا الناس عن الظلم و العدوان و أن خذوا على أيدي سفهائكم و احترسوا أن تعملوا أعمالا لا يرضى الله بها عنا فيرد علينا و عليكم دعاءنا فإن الله تعالى يقول قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً فإن الله إذا مقت قوما من السماء هلكوا في الأرض فلا تدخروا لأنفسكم خيرا للجند حسن السيرة و للرعية معونة و لدين الله قوة و ابلوه في سبيله ما استوجب عليكم فإن الله قد اصطنع عندنا و عندكم ما نشكره بجهدنا و إن   مصيره ما بلغت قوتنا و لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

 و كتب أبو ثروان قال و في كتاب عمر بن سعد أيضا و كتب إلى جنده يخبرهم بالذي لهم و الذي عليهم من عبد الله علي أمير المؤمنين أما بعد فإن الله جعلكم في الحق جميعا سواء أسودكم و أحمركم و جعلكم من الوالي و جعل الوالي منكم بمنزلة الوالد من الولد و الولد من الوالد الذي لا يكفيهم منعه إياهم من طلب عدوه و التهمة به ما سمعتم و أطعتم و قضيتم الذي عليكم و إن حقكم عليه إنصافكم و التعديل بينكم و الكف من قبلكم فإذا فعل ذلك وجبت طاعته بما وافق الحق و نصرته على سيرته و الدفع عن سلطان الله فإنكم وزعة الله في الأرض قال عمر الوزعة الذين يدفعون عن الظلم فكونوا لله أعوانا و لدينه أنصارا وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ

 و منه قال لما مر أمير المؤمنين ع بالأنبار استقبله بنو خشنوشك دهاقنتها قال سليمان خش طيب نوشك راضي يعني بني الطيب الراضي بالفارسية فلما استقبلوا نزلوا ثم جاءوا يشتدون معه قال ما هذه الدواب التي معكم و ما أردتم بهذا الذي صنعتم قالوا أما هذا الذي صنعنا فهو خلق منا نعظم به الأمراء و أما هذه البراذين فهدية لك و قد صنعنا لك و للمسلمين طعاما و هيأنا لدوابكم علفا كثيرا قال أما هذا الذي زعمتم أنه منكم خلق تعظمون به الأمراء فو الله ما ينتفع بهذا الأمراء و إنكم لتشقون به على أنفسكم و أبدانكم فلا تعودوا له و أما دوابكم هذه إن أحببتم أن نأخذها منكم فنحسبها من خراجكم أخذناها منكم و أما طعامكم الذي صنعتم لنا فإنا نكره أن نأكل من أموالكم شيئا إلا بثمن قالوا يا أمير المؤمنين نحن نقومه ثم نقبل ثمنه قال إذا لا تقومونه قيمته و نحن نكتفي بما هو دونه قالوا يا أمير المؤمنين فإن لنا من العرب موالي و معارف فتمنعنا أن نهدي لهم و تمنعهم أن يقبلوا منا قال كل العرب   لهم موال و ليس لأحد من المسلمين أن يقبل هديتكم و إن غصبكم أحد فأعلمونا قالوا يا أمير المؤمنين إنا نحب أن تقبل هديتنا و كرامتنا قال ويحكم نحن أغنى منكم فتركهم و سار

 و منه عن عمر بن سعد عن عبد الله بن عاصم قال لما رجع أمير المؤمنين ع من صفين و مر بالشاميين خرج إليه حرب بن شرحبيل الشبامي و أقبل يمشي معه و علي ع راكب فقال له ع ارجع فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي و مذلة للمؤمنين

 نهج، ]نهج البلاغة[ مرسلا مثله

71-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره و إذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه

 و قال ع إذا هبت أمرا فقع فيه فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه

 و قال ع آلة الرئاسة سعة الصدر

 و قال ع من ملك استأثر

 و قال ع من نال استطال

 و قال ع بالسيرة العادلة يقهر المناوي

 و قال ع في قول الله تعالى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ العدل الإنصاف و الإحسان التفضل

 و قال ع السلطان وزعة الله في أرضه

 و قال ع صواب الرأي بالدول يقبل بإقبالها و يذهب بذهابها

72-  نهج، ]نهج البلاغة[ سئل ع أيما أفضل العدل أو الجود فقال ع العدل يضع الأمور مواضعها و الجود يخرجها عن جهتها و العدل سائس عام و الجود عارض خاص فالعدل أشرفهما و أفضلهما

 و قال ع الولايات مضامير الرجال

 و من كلام له ع في الخوارج لما سمع قولهم لا حكم إلا لله قال كلمة   حق يراد بها باطل نعم لا حكم إلا لله و لكن هؤلاء يقولون لا إمرة و إنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن و يستمتع فيها الكافر و يبلغ الله فيها الأجل و يجمع به الفي‏ء و يقاتل به العدو و تأمن به السبل و يؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح بر و يستراح من فاجر

 و في رواية أخرى لما سمع تحكيمهم قال حكم الله أنتظر فيكم و قال أما الإمرة البرة فيعمل فيها التقي و أما الإمرة الفاجرة فيتمتع فيها الشقي إلى أن تنقطع مدته و تدركه منيته

 و من كلام له ع لما عوتب على التسوية في العطاء أ تأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه و الله لا أطور به ما سمر سمير و ما أم نجم في السماء نجما لو كان المال لي لسويت بينهم فكيف و إنما المال مال الله ألا و إن إعطاء المال في غير حقه تبذير و إسراف و هو يرفع صاحبه في الدنيا و يضعه في الآخرة و يكرمه في الناس و يهينه عند الله و لم يضع امرؤ ماله في غير حقه و عند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم و كان لغيره ودهم فإن زلت به النعل يوما فاحتاج إلى معونتهم فشر خدين و ألأم خليل

 و قال ع في وصيته للحسن ع إذا تغير السلطان تغير الزمان

73-  كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي، عن القزاز عن علي بن هاشم عن أبيه عن يزيد بن عبد الرحمن عن العشفني قال دخلت الرحبة و أنا غلام في غلمان فإذا أنا بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قائم على ذهب و فضة و معه مخفقة فجعل يطرد الناس بمخفقته ثم رجع إلى المال فقسمه بين الناس حتى لم يبق منه شي‏ء و رجع و لم يحمل إلى بيته شيئا فرجعت إلى أبي فقلت فقد رأيت اليوم خير الناس أو أحمق الناس قال و من هو يا بني قلت رأيت أمير المؤمنين عليا ع فقصصت الذي رأيته يصنع قال يا بني رأيت خير الناس

    -74  كنز الكراجكي، روي عن رسول الله ص أنه قال من ولي شيئا من أمور أمتي فحسنت سريرته لهم رزقه الله تعالى الهيبة في قلوبهم و من بسط كفه لهم بالمعروف رزق المحبة منهم و من كف عن أموالهم وفر الله عز و جل ماله و من أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنة مصاحبا و من كثر عفوه مد في عمره و من عم عدله نصر على عدوه و من خرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه الله عز و جل بغير أنيس و أعانه بغير مال

 و عن أمير المؤمنين ع أسد حطوم خير من سلطان ظلوم و سلطان ظلوم خير من فتن تدوم

75-  أعلام الدين، قال النبي ص ما من أحد ولي شيئا من أمور المسلمين فأراد الله به خيرا إلا جعل الله له وزيرا صالحا إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه و إن هم بشر كفه و زجره

 و قال ص من ولي من أمور أمتي شيئا فحسنت سيرته رزقه الله الهيبة في قلوبهم و من بسط كفه إليهم بالمعروف رزقه الله المحبة منهم و من كف عن أموالهم وفر الله ماله و من أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنة مصاحبا و من كثر عفوه مد في عمره و من عم عدله نصر على عدوه و من خرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه الله بغير أنيس و أعزه بغير عشيرة و أعانه بغير مال

76-  نهج، ]نهج البلاغة[ من كلام له ع و الله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا و أجر في الأغلال مصفدا أحب إلي من أن ألقى الله و رسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد و غاصبا لشي‏ء من الحطام و كيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها و يطول في الثرى حلولها و الله لقد رأيت عقيلا و قد أملق حتى استماحني من بركم صاعا و رأيت صبيانه شعث الألوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم و عاودني مؤكدا و كرر علي القول مرددا فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني و أتبع قياده مفارقا طريقتي فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها و كاد أن يحترق من ميسمها فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل أ تئن من حديدة أحماها   إنسانها للعبه و تجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه أ تئن من الأذى و لا أئن من لظى و أعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها و معجونة شنئتها كأنما عجنت بريق حية أو قيئها فقلت أ صلة أم زكاة أم صدقة فذلك كله محرم علينا أهل البيت فقال لا ذا و لا ذاك و لكنها هدية فقلت هبلتك الهبول أ عن دين الله أتيتني لتخدعني أ مختبط أم ذو جنة أم تهجر و الله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته و إن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ما لعلي و لنعيم يفنى و لذة لا تبقى نعوذ بالله من سبات العقل و قبح الزلل و به نستعين

77-  رسالة الغيبة، للشهيد الثاني رفع الله درجته بإسناده عن الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن سليمان النوفلي قال كنت عند جعفر بن محمد الصادق ع فإذا بمولى لعبد الله النجاشي قد ورد عليه فسلم عليه و أوصل إليه كتابه ففضه و قرأه فإذا أول سطر فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أطال الله بقاء سيدي و مولاي و جعلني من كل سوء فداه و لا أراني فيه مكروها فإنه ولي ذلك و القادر عليه اعلم سيدي و مولاي أني بليت بولاية الأهواز فإن رأى سيدي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثالا لأستدل به على ما يقربني إلى الله عز و جل و إلى رسوله و يلخص في كتابه ما يرى لي العمل به و فيما أبذله و ابتذله و أين أضع زكاتي و فيمن أصرفها و بمن آنس و إلى من أستريح و بمن أثق و آمن و ألجأ إليه في سري فعسى أن يخلصني الله بهدايتك و دلالتك فإنك حجة الله على خلقه و أمينه في بلاده لا زالت نعمته عليك قال عبد الله بن سليمان فأجابه أبو عبد الله ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حاطك الله بصنعه و لطف بك بمنه و كلأك برعايته فإنه ولي ذلك أما بعد فقد   جاء إلى رسولك بكتابك فقرأته و فهمت جميع ما ذكرته و سألت عنه و زعمت أنك بليت بولاية الأهواز فسرني ذلك و ساءني و سأخبرك بما ساءني من ذلك و ما سرني إن شاء الله تعالى فأما سروري بولايتك فقلت عسى أن يغيث الله بك ملهوفا خائفا من أولياء آل محمد و يعز بك ذليلهم و يكسو بك عاريهم و يقوي بك ضعيفهم و يطفئ بك نار المخالفين عنهم و أما الذي ساءني من ذلك فإن أدنى ما أخاف عليك تغيرك بولي لنا فلا تشيم حظيرة القدس فإني مخلص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به و لم تجاوزه رجوت أن تسلم إن شاء الله تعالى أخبرني أبي يا عبد الله عن آبائه عن علي بن أبي طالب ع عن رسول الله ص أنه قال من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه و اعلم أني سأشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه و اعلم أن خلاصك و نجاتك من حقن الدماء و كف الأذى عن أولياء الله و الرفق بالرعية و التأني و حسن المعاشرة مع لين في غير ضعف و شدة في غير عنف و مداراة صاحبك و من يرد عليك من رسله و ارتق فتق رعيتك بأن توقفهم على ما وافق الحق و العدل إن شاء الله إياك و السعاة و أهل النمائم فلا يلتزقن منهم بك أحد و لا يراك الله يوما و لا ليلة و أنت تقبل منهم صرفا و لا عدلا فيسخط الله عليك و يهتك سترك و احذر ما لخوز الأهواز فإن أبي أخبرني عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنه قال إن الإيمان لا يثبت في قلب يهودي و لا خوزي أبدا فأما من تأنس به و تستريح إليه و تلجئ أمورك إليه فذلك الرجل الممتحن المستبصر الأمين الموافق لك على دينك و ميز عوامك و جرب الفريقين فإن رأيت هنالك رشدا فشأنك و إياه و إياك أن تعطي درهما أو تخلع ثوبا أو تحمل على دابة في غير ذات الله تعالى لشاعر أو مضحك أو متمزح إلا أعطيت مثله في ذات الله و لتكن جوائزك و عطاياك و خلعك للقواد و الرسل و الأجناد و أصحاب الرسائل و أصحاب الشرط و الأخماس و ما أردت أن تصرفه في وجوه

   البر و النجاح و الفتوة و الصدقة و الحج و المشرب و الكسوة التي تصلي فيها و تصل بها و الهدية التي تهديها إلى الله تعالى و إلى رسوله ص من أطيب كسبك و من طرف الهدايا يا عبد الله اجهد أن لا تكنز ذهبا و لا فضة فتكون من أهل هذه الآية التي قال الله عز و جل الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ و لا تستصغرن شيئا من حلو أو فضل طعام تصرفه في بطون خالية تسكن بها غضب الله تبارك و تعالى و اعلم أني سمعت أبي يحدث عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنه سمع النبي رسول الله ص يقول لأصحابه يوما ما آمن بالله و اليوم الآخر من بات شبعان و جاره جائع فقلنا هلكنا يا رسول الله فقال من فضل طعامكم و من فضل تمركم و رزقكم و خرقكم تطفئون بها غضب الرب و سأنبئك بهوان الدنيا و هوان شرفها على ما مضى من السلف و التابعين فقد حدثني أبي محمد بن علي بن الحسين قال لما تجهز الحسين ع إلى الكوفة أتاه ابن عباس فناشده الله و الرحم أن يكون هو المقتول بالطف فقال ع أنا أعرف بمصرعي منك و ما وكدي من الدنيا إلا فراقها أ لا أخبرك يا ابن عباس بحديث أمير المؤمنين ع و الدنيا فقال له بلى لعمري إني لأحب أن تحدثني بأمرها فقال أبي قال علي بن الحسين ع سمعت أبا عبد الله الحسين ع يقول حدثني أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال إني كنت بفدك في بعض حيطانها و قد صارت لفاطمة ع قال فإذا أنا بامرأة قد قحمت علي و في يدي مسحاة و أنا أعمل بها فلما نظرت إليها طار قلبي مما تداخلني من جمالها فشبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي و كانت من أجمل نساء قريش فقالت يا ابن طالب هل لك أن تتزوج بي فأغنيك عن هذه المسحاة و أدلك على خزائن الأرض فيكون لك الملك ما بقيت و لعقبك من بعدك فقال لها ع من أنت حتى أخطبك من أهلك فقالت أنا الدنيا قال قلت لها فارجعي و اطلبي زوجا غيري و أقبلت على   مسحاتي و أنشأت أقول

لقد خاب من غرته دنيا دنية و ما هي إن غرت قرونا بنائل‏أتتنا على زي العزيز بثينة و زينتها في مثل تلك الشمائل‏فقلت لها غري سواي فإنني عزوف عن الدنيا و لست بجاهل‏و ما أنا و الدنيا فإن محمدا أحل صريعا بين تلك الجنادل‏و هبها أتتني بالكنوز و درها و أموال قارون و ملك القبائل‏أ ليس جميعا للفناء مصيرها و يطلب من خزانها بالطوائل‏فغري سواي إنني غير راغب بما فيك من ملك و عز و نائل‏فقد قنعت نفسي بما قد رزقته فشأنك يا دنيا و أهل الغوائل‏فإني أخاف الله يوم لقائه و أخشى عذابا دائما غير زائل

فخرج من الدنيا و ليس في عنقه تبعة لأحد حتى لقي الله محمودا غير ملوم و لا مذموم ثم اقتدت به الأئمة من بعده بما قد بلغكم لم يتلطخوا بشي‏ء من بوائقها عليهم السلام أجمعين و أحسن مثواهم و لقد وجهت إليك بمكارم الدنيا و الآخرة عن الصادق المصدق رسول الله ص فإن أنت عملت بما نصحت لك في كتابي هذا ثم كانت عليك من الذنوب و الخطايا كمثل أوزان الجبال و أمواج البحار رجوت الله أن يتحامى عنك جل و عز بقدرته يا عبد الله إياك أن تخيف مؤمنا فإن أبي محمد بن علي حدثني عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب ع أنه كان يقول من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله يوم لا ظل إلا ظله و حشره في صورة الذر لحمه و جسده و جميع أعضائه حتى يورده مورده و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص أنه قال من أغاث لهفانا من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظل إلا ظله و آمنه يوم الفزع الأكبر و آمنه من سوء المنقلب و من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله   له حوائج كثيرة إحداها الجنة و من كسا أخاه المؤمن من عرى كساه الله من سندس الجنة و إستبرقها و حريرها و لم يزل يخوض في رضوان الله ما دام على المكسو منها سلك و من أطعم أخاه من جوع أطعمه الله من طيبات الجنة و من سقاه من ظمإ سقاه الله من الرحيق المختوم و من أخدم أخاه المؤمن أخدمه الله من الولدان المخلدين و أسكنه مع أوليائه الطاهرين و من حمل أخاه المؤمن على راحلة حمله على ناقة من نوق الجنة و باهى به الملائكة المقربين يوم القيامة و من زوج أخاه المؤمن امرأة يأنس بها و تشد عضده و يستريح إليها زوجه الله من الحور العين و آنسه بمن أحب من الصديقين من أهل بيت نبيه و إخوانه و آنسهم به و من أعان أخاه المؤمن على سلطان جائر أعانه على إجازة الصراط عند زلزلة الأقدام و من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا لحاجة منه إليه كتب من زوار الله و كان حقيقا على الله أن يكرم زائره يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع أنه سمع رسول الله ص و هو يقول لأصحابه يوما معاشر الناس إنه ليس بمؤمن من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه فلا تتبعوا عثرات المؤمنين فإنه من اتبع من آمن اتبع الله عثراته يوم القيامة و فضحه في جوف بيته و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع أنه قال أخذ الله ميثاق المؤمن أن لا يصدق في مقالته و لا ينتصف من عدوه و على أن لا يشفي غيظه إلا بفضيحة نفسه لأن كل مؤمن ملجم و ذلك لغاية قصيرة و راحة طويلة أخذ الله ميثاق المؤمن على أشياء أيسرها مؤمن مثله يقول بمقالته يبغيه و يحسده و الشيطان يغويه و يمقته و السلطان يقفو أثره و يتبع عثراته و كافر بالذي هو به مؤمن يرى سفك دمه دينا و إباحة حريمه غنما فما بقاء المؤمن بعد هذا يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص قال نزل جبرئيل ع فقال يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام و يقول اشتققت للمؤمن أسماء من أسمائي سميته مؤمنا فالمؤمن مني و أنا منه من استهان بمؤمن

   فقد استقبلني بالمحاربة يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص أنه قال يوما يا علي لا تناظر رجلا حتى تنظر في سريرته فإن كانت سريرته حسنة فإن الله عز و جل لم يكن ليخذل وليه و إن كانت سريرته رديئة فقد يكفيه مساويه فلو جهدت أن تعمل به أكثر مما عمله من معاصي الله عز و جل و ما قدرت عليه يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص أنه قال أدنى الكفر أن يسمع الرجل عن أخيه الكلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها أولئك لا خلاق لهم يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع أنه قال من قال في مؤمن ما رأت عيناه و سمعت أذناه ما يشينه و يهدم مروته فهو من الذين قال الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ يا عبد الله و حدثني أبي عن آبائه عن علي ع أنه قال من روى عن أخيه المؤمن رواية يريد بها هدم مروته و ثلبه أوبقه الله بخطيئته حتى يأتي بمخرج مما قال و لن يأتي بالمخرج منه أبدا و من أدخل على أخيه المؤمن سرورا فقد أدخل على أهل البيت ع سرورا و من أدخل على أهل البيت سرورا فقد أدخل على رسول الله ص سرورا و من أدخل على رسول الله ص سرورا فقد سر الله و من سر الله فحقيق عليه أن يدخله الجنة ثم إني أوصيك بتقوى الله و إيثار طاعته و الاعتصام بحبله فإنه من اعتصم بحبل الله فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فاتق الله و لا تؤثر أحدا على رضاه و هواه فإنه وصية الله عز و جل إلى خلقه لا يقبل منهم غيرها و لا يعظم سواها و اعلم أن الخلائق لم يوكلوا بشي‏ء أعظم من التقوى فإنه وصيتنا أهل البيت فإن استطعت أن لا تنال من الدنيا شيئا تسأل عنه غدا فافعل قال عبد الله بن سليمان فلما وصل كتاب الصادق ع إلى النجاشي نظر فيه فقال صدق و الله الذي لا إله إلا هو مولاي قلما عمل أحد بما في هذا الكتاب   إلا نجا فلم يزل عبد الله يعمل به أيام حياته

 أقول و وجدت في كراس بخط الشهيد الثاني قدس الله روحه بعض هذه الرواية و كأنه كتبها لبعض إخوانه و هذا لفظه يقول كاتب هذه الأحرف الفقير إلى عفو الله تعالى و رحمته زين الدين ابن علي بن أحمد الشامي عامله الله تعالى برحمته و تجاوز عن سيئاته بمغفرته أخبرنا شيخنا السعيد المبرور المغفور النبيل نور الدين علي بن عبد العالي الميسي قدس الله تعالى روحه و نور ضريحه يوم الخميس خامس شهر شعبان سنة ثلاثين و تسعمائة بداره قال أخبرنا شيخنا المرحوم الصالح الفاضل شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن داود الشهير بابن المؤذن الجزيني حادي عشر شهر المحرم سنة أربع و ثمانين و ثمانمائة قال أخبرنا الشيخ الصالح الأصيل الجليل ضياء الدين أبو القاسم علي ابن الشيخ الإمام السعيد شمس الدين أبو عبد الله الشهيد محمد بن مكي أعلى الله درجته كما شرف خاتمته قال أخبرني والدي السعيد الشهيد قال أخبرني الإمامان الأعظمان عميد الملة و الدين عبد المطلب بن الأعرج الحسيني و الشيخ الإمام فخر الدين أبو طالب محمد ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام أفضل المتقدمين و المتأخرين و آية الله في العالمين محيي سنن سيد المرسلين الشيخ جمال الدين حسن ابن الشيخ السعيد أبو المظفر يوسف بن علي بن المطهر الحلي قدس الله تعالى روحه الطاهرة و جمع بينه و بين أئمته في الآخرة كلاهما عن شيخنا السعيد جمال الدين الحسن بن المطهر عن والده السعيد سديد الدين يوسف بن المطهر قال أخبرنا السيد العلامة النسابة فخار بن معد الموسوي عن الفقيه سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي نزيل المدينة المشرفة عن الشيخ الفقيه عماد الدين محمد بن القاسم الطبري عن الشيخ الفقيه أبي علي الحسن ابن الشيخ الجليل السعيد محيي المذهب محمد بن الحسن الطوسي عن والده السعيد قدس الله روحه عن الشيخ المفيد محمد بن النعمان عن الشيخ أبي عبد الله جعفر بن قولويه إلى آخر ما ذكره من الرواية

    -78  كتاب زيد النرسي، قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إياكم و غشيان الملوك و أبناء الدنيا فإن ذلك يصغر نعمة الله في أعينكم و يعقبكم كفرا و إياكم و مجالسة الملوك و أبناء الدنيا ففي ذلك ذهاب دينكم و يعقبكم نفاقا و ذلك داء دوي لا شفاء له و يورث قساوة القلب و يسلبكم الخشوع و عليك بالأشكال من الناس و الأوساط من الناس فعندهم تجدون معادن الجوهر و إياكم أن تمدوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدنيا فمن مد طرفه إلى ذلك طال حزنه و لم يشف غيظه و استصغر نعمة الله عنده فيقل شكره لله و انظر إلى من هو دونك فتكون لأنعم الله شاكرا و لمزيده مستوجبا و لجوده ساكبا

79-  أعلام الدين، روي عن أويس القرني رحمة الله عليه قال لرجل سأله كيف حالك فقال كيف يكون حال من يصبح يقول لا أمسي و يمسي يقول لا أصبح يبشر بالجنة و لا يعمل عملها و يحذر النار و لا يترك ما يوجبها و الله إن الموت و غصصه و كرباته و ذكر هول المطلع و أهوال يوم القيامة لم تدع للمؤمن في الدنيا فرحا و إن حقوق الله لم تبق لنا ذهبا و لا فضة و إن قيام المؤمن بالحق في الناس لم يدع له صديقا نأمرهم بالمعروف و ننهاهم عن المنكر فيشتمون أعراضنا و يرموننا بالجرائم و المعايب و العظائم و يجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين إنه و الله لا يمنعنا ذلك أن نقوم فيهم بحق الله