باب 6- أدعية ليالي القدر و الإحياء في هذا الشهر و أعمالها زائدا على ما مر في بحث أبواب الصيام و في الأبواب الماضية و ما يناسب ذلك

 أقول قد أوردنا غسل هذه الليالي في كتاب الطهارة و بعض أعمالها و خاصة صلواتها في كتاب الصيام بل في كتاب الصلاة أيضا و سنذكر الزيارات المتعلقة بهذه الأيام و الليالي في كتاب المزار إن شاء الله تعالى. و اعلم أن ليالي القدر هي ليلة تسع عشرة و إحدى و عشرين و ليلة ثلاث و عشرين كما سبق

1-  يب، ]تهذيب الأحكام[ ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال ليلة القدر في كل سنة و يومها مثل ليلتها

2-  كف، ]المصباح للكفعمي[ ك، ]إكمال الدين[ و ادع في هذه الليلة يعني ليلة ثلاث و عشرين و في ليلة تسع عشرة و إحدى و عشرين بما روي عن مولانا زين العابدين ع أنه كان يدعو به في ليالي الأفراد قائما و قاعدا و راكعا و ساجدا اللهم إني أمسيت لك عبدا داخرا لا أملك لنفسي نفعا و لا ضرا و لا أصرف لها سوءا أشهد بذلك على نفسي و أعترف لك بضعف قوتي و قلة حيلتي فصل على محمد و آل محمد و أنجز لي ما وعدتني و جميع المؤمنين و المؤمنات من المغفرة في هذه الليلة و أتمم علي ما آتيتني فإني عبدك المسكين المستكين الضعيف الفقير المهين اللهم لا تجعلني ناسيا لذكرك فيما أوليتني و لا لإحسانك فيما أعطيتني و لا آيسا من إجابتك و إن أبطأت عني في سراء كنت أو ضراء أو في شدة أو رخاء أو عافية أو بلاء أو بؤس أو نعماء إنك   سميع الدعاء

 3-  قل، ]إقبال الأعمال[ فيما نذكره من زيادات و دعوات في الليلة التاسعة عشر منه و يومها و فيه عدة زيادات منها الغسل المشار إليه مؤكدا فيها و منها الصلوات الزائدة و أدعيتها و منها استغفار مائة مرة و منها الرواية بنشر المصحف و دعائه و منها ما نختاره من عدة روايات بالدعوات و منها الدعاء المختص بيومها و منها الرواية بأن فضل يوم ليلة القدر مثل ليلته أقول و اعلم أن ليلة تسع عشرة أولى الثلاث الليالي الأفراد و هذه الليالي محل الزيادة في الاجتهاد و لعمري إن الأخبار واردة و آكدة في ليلة إحدى و عشرين منه أكثر من ليلة تسع عشرة و في ليلة ثلاث و عشرين منه أكثر من ليلة تسع عشرة و من ليلة إحدى و عشرين و قد قدمنا ما ذكره أبو جعفر الطوسي في التبيان عند تفسير إنا أنزلناه في ليلة القدر أنها في مفردات العشر الأواخر بلا خلاف و قال رحمه الله قال أصحابنا هي إحدى الليلتين إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين و هو منقول عن الأئمة الطاهرين العارفين بأسرار رب العالمين و أسرار سيد المرسلين صلوات الله جل جلاله عليهم أجمعين و قد قدمنا دعاء العشرين ركعة في أول ليلة منه أقول و نحن ذاكرون في هذه الليلة تسع عشرة دعاء الثمانين ركعة تمام المائة ركعة أنقله من خط أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه لتعمل عليه و ما كان لي إلى تقديم دعاء المائة ركعة قبل هذه الليلة سبب يحوج إليه فلذلك جعلناه في هذه الليلة

 و قد روي أن هذه المائة ركعة تصلى في كل ليلة من المفردات كل ركعة بالحمد مرة و قل هو الله أحد عشر مرات

و إن قويت على ذلك فاعمل عليه و اغتنم أيها العبد الميت الفاني ما يبلغ اجتهادك عليه فإن سم الفناء يسري إلى الأعضاء مذ خرجت إلى دار الفناء و آخره هجوم الممات و انقطاع الأعمال الصالحات و أن تصير من جملة القبور الدارسات المهجورات فبادر إلى السعادات الدائمات   فصل ما تقدم ذكره من العشرين ركعة و أدعيتها و سبح تسبيح الزهراء ع بين كل ركعتين من جميع الركعات ثم قم فصل الثمانين ركعة الباقيات تصلي ركعتين و تقول

 يا حسن البلاء عندي يا قديم العفو عني يا من لا غناء لشي‏ء عنه يا من لا بد لشي‏ء منه يا من مرد كل شي‏ء إليه يا من مصير كل شي‏ء إليه تولني سيدي و لا تول أمري شرار خلقك أنت خالقي و رازقي يا مولاي فلا تضيعني

ثم تصلي ركعتين و تقول

 اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلني من أوفر عبادك نصيبا من كل خير أنزلته في هذه الليلة أو أنت منزله من نور تهدي به أو رحمة تنشرها و من رزق تبسطه و من ضر تكشفه و من بلاء ترفعه و من سوء تدفعه و من فتنة تصرفها و اكتب لي ما كتبت لأوليائك الصالحين الذين استوجبوا منك الثواب و أمنوا برضاك عنهم منك العذاب يا كريم يا كريم يا كريم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و اغفر لي ذنوبي و بارك لي في كسبي و قنعني بما رزقتني و لا تفتني بما زويت عني

ثم تصلي ركعتين و تقول

 اللهم إليك نصبت يدي و فيما عندك عظمت رغبتي فاقبل سيدي توبتي و ارحم ضعفي و اغفر لي و ارحمني و اجعل لي في كل خير نصيبا و إلى كل خير سبيلا اللهم إني أعوذ بك من الكبر و مواقف الخزي في الدنيا و الآخرة اللهم صل على محمد و آل محمد و اغفر لي ما سلف من ذنوبي و اعصمني فيما بقي من عمري و اردد علي أسباب طاعتك و استعملني بها و اصرف عني أسباب معصيتك و حل بيني و بينها و اجعلني و أهلي و ولدي و مالي في ودائعك التي لا تضيع و اعصمني من النار و اصرف عني شر فسقة الجن و الإنس و شر كل ذي شر و شر كل ضعيف أو شديد من خلقك و شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

ثم تصلي ركعتين و تقول

 اللهم أنت متعالي الشأن عظيم الجبروت شديد المحال عظيم الكبرياء قادر قاهر قريب الرحمة صادق الوعد وفي العهد   قريب مجيب سامع الدعاء قابل التوبة محص لما خلقت قادر على ما أردت مدرك من طلبت رازق من خلقت شكور إن شكرت ذاكر إن ذكرت فأسألك يا إلهي محتاجا و أرغب إليك فقيرا و أتضرع إليك خائفا و أبكي إليك مكروبا و أرجوك ناصرا و أستغفرك ضعيفا و أتوكل عليك محتسبا و أسترزقك متوسعا و أسألك يا إلهي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي ذنوبي و تتقبل عملي و تيسر منقلبي و تفرج قلبي إلهي أسألك أن تصدق ظني و تعفو عن خطيئتي و تعصمني من المعاصي إلهي ضعفت فلا قوة لي و عجزت فلا حول لي إلهي جئتك مسرفا على نفسي مقرا بسوء عملي قد ذكرت غفلتي و أشفقت مما كان مني فصل على محمد و آل محمد و ارض عني و اقض لي جميع حوائجي من حوائج الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين

ثم تصلي ركعتين و تقول

 اللهم إني أسألك العافية من جهد البلاء و شماتة الأعداء و سوء القضاء و درك الشقاء و من الضر في المعيشة و أن تبتليني ببلاء لا طاقة لي به أو تسلط علي طاغيا أو تهتك لي سترا أو تبدي لي عورة أو تحاسبني يوم القيامة مقاصا أحوج ما أكون إلى عفوك و تجاوزك عني فأسألك بوجهك الكريم و كلماتك التامة أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعلني من عتقائك و طلقائك من النار اللهم صل على محمد و آل محمد و أدخلني الجنة و اجعلني من سكانها و عمارها اللهم إني أعوذ بك من سفعات النار اللهم صل على محمد و آله و ارزقني الحج و العمرة و الصيام و الصدقة لوجهك ثم تسجد و تقول في سجودك يا سامع كل صوت و يا بارئ النفوس بعد الموت و يا من لا تغشاه الظلمات و يا من لا تتشابه عليه الأصوات و يا من لا يشغله شي‏ء عن شي‏ء أعط محمدا أفضل ما سألته و سألك و أفضل ما سئلت له أفضل ما أنت مسئول له و أسألك أن تجعلني من عتقائك و طلقائك من النار اللهم صل على محمد و آله و اجعل العافية شعاري و دثاري و نجاة لي من كل سوء يوم القيامة   ثم تصلي ركعتين و تقول أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين أنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم و أنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم و أنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم و أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم و أنت الله لا إله إلا أنت ملك يوم الدين و أنت الله لا إله إلا أنت منك بدء الخلق و إليك يعود و أنت الله لا إله إلا أنت خالق الجنة و النار و أنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير و الشر و أنت الله لا إله إلا أنت لم تزل و لا تزال و أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ و أنت الله لا إله إلا أنت عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ و أنت الله لا إله أنت الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ و أنت الله لا إله إلا أنت الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لك الأسماء الحسنى يسبح لك ما في السماوات و الأرض و أنت الله العزيز الحكيم و أنت الله لا إله إلا أنت و الكبرياء رداؤك ثم تصلي على محمد و آل محمد و تدعو بما أحببت

 قال الشيخ بإسناده عن أبي عبد الله ع قال ما من مؤمن يسأل الله بهن يقبل بهن قلبه إلى الله عز و جل إلا قضى الله عز و جل له حاجته و لو كان شقيا رجوت أن يحول سعيدا

 و رأيت في روايتين من غير أدعية شهر رمضان هذا الدعاء و فيه ما لك الخير و الشر و ليس فيه خالق الخير و الشر ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي جعفر ع لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و رب العرش العظيم وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللهم إني أسألك بدرعك الحصينة و بقوتك و عظمتك و سلطانك أن تجيرني من الشيطان الرجيم و من شر كل جبار عنيد اللهم إني أسألك بحبي إياك و بحبي رسولك و بحبي أهل بيت رسولك صلواتك عليه و عليهم يا خيرا لي من أبي و أمي و من الناس جميعا اقدر لي خيرا من قدرتي لنفسي و خيرا لي مما يقدر لي أبي و أمي أنت جواد لا يبخل و حليم لا يجهل و عزيز لا يستذل اللهم من كان الناس ثقته و رجاؤه فأنت ثقتي و رجائي   اقدر لي خيرها عافية و رضني بما قضيت لي اللهم صل على محمد و آل محمد و ألبسني عافيتك الحصينة و إن ابتليتني فصبرني و العافية أحب إلي

أقول و وجدت في مجلد عتيق لعل تاريخه أكثر من مائتي سنة و في أول المجلد أدب الكتاب للصولي و آخره كتاب الجواهر لإبراهيم بن إسحاق الصولي و فيه

 كان علي بن أبي طالب يقول في دعائه اللهم إن ابتليتني فصبرني و العافية أحب إلي

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أمير المؤمنين ع اللهم إنك أعلمت سبيلا من سبلك فجعلت فيه رضاك و ندبت إليه أولياءك و جعلته أشرف سبلك عندك ثوابا و أكرمها لديك مآبا و أحبها إليك مسلكا ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيلك فيقتلون و يقتلون وعدا عليك حقا في التوراة و الإنجيل و الفرقان فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ثم وفى لك ببيعته الذي بايعك عليه غير ناكث و لا ناقض عهدا و لا مبدل تبديلا إلا استنجازا لوعدك و استيجابا لمحبتك و تقربا به إليك فصل على محمد و آله و اجعله خاتمة عملي و ارزقني فيه لك و بك من الوفاء مشهدا توجب لي به الرضا و تحط عني به الخطايا اجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العداة العصاة تحت لواء الحق و راية الهدى ماض على نصرتهم قدما غير مول دبرا و لا محدث شكا أعوذ بك عند ذلك من الذنب المحيط للأعمال

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع عن أبيه عن علي بن الحسين ع اللهم إني أسألك برحمتك التي لا تنال منك إلا بالرضا و الخروج من معاصيك و الدخول في كل ما يرضيك و نجاة من كل ورطة و المخرج من كل كبر و العفو عن كل سيئة يأتي بها مني عمد أو زل بها خطأ أو خطرت بها مني خطرات نسيت أن أسألك خوفا تعينني به على حدود رضاك و أسألك الأخذ بأحسن   ما أعلم و الترك لشر ما أعلم و العصمة من أن أعصي و أنا أعلم أو أخطئ من حيث لا أعلم و أسألك السعة في الرزق و الزهد فيما هو وبال و أسألك المخرج بالبيان من كل شبهة و الفلج بالصواب في كل حجة و الصدق فيما علي و لي و ذللني بإعطاء النصف من نفسي في جميع المواطن في الرضا و السخط و التواضع و القصد و ترك قليل البغي و كثيره في القول مني و الفعل و أسألك تمام عافية النعمة في جميع الأشياء و الشكر بها حتى ترضى و بعد الرضا و الخيرة فيما يكون فيه الخيرة بميسور جميع الأمور لا بمعسورها يا كريم

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين ع الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و صلى الله على أطيب المرسلين محمد بن عبد الله المنتجب الفاتق الراتق اللهم فخص محمدا ص بالذكر المحمود و الحوض المورود اللهم أعط محمدا صلواتك عليه و آله الوسيلة و الرفعة و الفضيلة و في المصطفين محبته و في عليين درجته و في المقربين كرامته اللهم أعط محمدا صلواتك عليه و آله من كل كرامة أفضل تلك الكرامة و من كل نعيم أوسع ذلك النعيم و من كل عطاء أجزل ذلك العطاء و من كل يسر أيسر ذلك اليسر و من كل قسم أوفر ذلك القسم حتى لا يكون أحد من خلقك أقرب منه مجلسا و لا أرفع منه عندك ذكرا و منزلة و لا أعظم عليك حقا و لا أقرب وسيلة من محمد صلواتك عليه و آله إمام الخير و قائده و الداعي إليه و البركة على جميع العباد و البلاد و رحمة للعالمين اللهم اجمع بيننا و بين محمد صلواتك عليه و آله في برد العيش و برد الروح و قرار النعمة و شهود الأنفس و منى الشهوات و نعيم اللذات و رجاء الفضيلة و شهود الطمأنينة و سؤدد الكرامة و قرة العين و نضرة النعيم و بهجة لا تشبه بهجات الدنيا نشهد أنه قد بلغ الرسالة و أدى النصيحة و اجتهد للأمة و أوذي في جنبك و جاهد في سبيلك و عبدك حتى أتاه اليقين فصل اللهم عليك و آله الطيبين اللهم رب البلد الحرام و رب الركن و المقام و رب المشعر الحرام و رب الحل و الحرام بلغ روح محمد صلواتك عليه و آله عنا السلام اللهم صل   على ملائكتك المقربين و على أنبيائك المرسلين و رسلك أجمعين و صل اللهم على الحفظة الكرام الكاتبين و على أهل طاعتك من أهل السماوات السبع و أهل الأرضين من المؤمنين أجمعين فإذا فرغت من الدعاء سجدت و قلت اللهم إليك توجهت و بك اعتصمت و عليك توكلت اللهم أنت ثقتي و أنت رجائي اللهم فاكفني ما أهمني و ما لا يهمني و ما أنت أعلم به مني عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم ثم ارفع رأسك و قل اللهم إني أعوذ بك من كل شي‏ء زحزح بيني و بينك أو صرف به عني وجهك الكريم أو نقص به من حظي عندك اللهم فصل على محمد و آل محمد و وفقني لكل شي‏ء يرضيك عني و يقربني إليك و ارفع درجتي عندك و أعظم حظي و أحسن مثواي و ثبتني بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ و وفقني لكل خير و مقام محمود تحب أن تدعى فيه بأسمائك و تسأل فيه من عطائك رب لا تكشف عني سترك و لا تبد عورتي للعالمين و صل على محمد و آل محمد و اجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء حتى تتم الدعاء ثم تصلي ركعتين و تقول اللهم أنت ثقتي في كل كرب و أنت لي في كل شديدة و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة كم من كرب يضعف عنه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يخذل عنه القريب و يشمت به العدو و تعييني فيه الأمور أنزلته بك و شكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك ففرجته و كشفته و كفيتنيه فأنت ولي كل نعمة و   صاحب كل حاجة و منتهى كل رغبة لك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا

 روى هذا الدعاء ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال كان من دعاء النبي ص يوم الأحزاب اللهم أنت ثقتي إلى تمام الدعاء

 ثم تصلي ركعتين و تقول يا من أظهر الجميل و ستر القبيح يا من لم يهتك الستر و لم يؤاخذ بالجريرة يا عظيم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى و منتهى كل شكوى يا مقيل العثرات يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه يا سيداه يا أملاه يا غاية رغبتي أسألك بك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار و أن تقضي لي حوائج آخرتي و دنياي و تفعل بي كذا و كذا و تصلي على محمد و آل محمد و تدعو بما بدا لك ثم تصلي ركعتين و تقول اللهم خلقتني فأمرتني و نهيتني و رغبتني في ثواب ما به أمرتني و رهبتني عقاب ما عنه نهيتني و جعلت لي عدوا يكيدني و سلطته مني على ما لم تسلطني عليه منه فأسكنته صدري و أجريته مجرى الدم مني لا يغفل إن غفلت و لا ينسى إن نسيت يؤمنني عذابك و يخوفني بغيرك إن هممت بفاحشة شجعني و إن هممت بصالح ثبطني و ينصب لي بالشهوات و يعرض لي بها إن وعدني كذبني و إن مناني قنطني و إن اتبعت هواه أضلني و إلا تصرف عني كيده يستزلني و إن لا تفلتني من حبائله يصدني و إلا تعصمني منه يفتني اللهم فصل على محمد و آل محمد و اقهر سلطانه عني بسلطانك عليه حتى تحبسه عني بكثرة الدعاء لك مني فأفوز في المعصومين منه بك و لا حول و لا قوة إلا بك

روي هذا الدعاء و الذي قبله عن أبي عبد الله ع ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع يا أجود من أعطى و يا خير من سئل و يا أرحم من استرحم يا واحد يا أحد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ يا من لم يتخذ صاحبة و لا ولدا يا من يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد و يقضي ما أحب يا من يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ يا من هو   بالمنظر الأعلى يا من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ يا سميع يا بصير صل على محمد و آله و أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي و أؤدي به عن أمانتي و أصل به رحمي و يكون عونا لي على الحج و العمرة

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن الرضا ع اللهم صل على محمد و آله في الأولين و صل على محمد و آله في الآخرين و صل على محمد و آله في الملإ الأعلى و صل على محمد و آله في النبيين و المرسلين اللهم أعط محمدا ص الوسيلة و الشرف و الفضيلة و الدرجة الكبيرة اللهم إني آمنت بمحمد ص و لم أره فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته و ارزقني صحبته و توفني على ملته و اسقني من حوضه مشربا رويا لا أظمأ بعده أبدا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ اللهم كما آمنت بمحمد صلواتك عليه و آله و لم أره فعرفني في الجنان وجهه اللهم بلغ روح محمد عني تحية كثيرة و سلاما ثم ادع بما بدا لك ثم اسجد و قل في سجودك اللهم إني أسألك يا سامع كل صوت و يا بارئ النفوس بعد الموت يا من لا تغشاه الظلمات و لا تتشابه عليه الأصوات و لا تغلطه الحاجات يا من لا ينسى شيئا لشي‏ء و لا يشغله شي‏ء عن شي‏ء أعط محمدا و آل محمد صلواتك عليه و عليهم أفضل ما سألوا و خير ما سألوك و خير ما سئلت لهم و خير ما أنت مسئول لهم إلى يوم القيامة

ثم ارفع رأسك و ادع بما أحببت ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عن رسول الله ص اللهم لك الحمد كله اللهم لا هادي لمن أضللت و لا مضل لما هديت اللهم لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت اللهم لا قابض لما بسطت و لا باسط لما قبضت اللهم لا مقدم لما أخرت و لا مؤخر لما قدمت اللهم أنت الحليم فلا تجهل اللهم أنت الجواد فلا تبخل اللهم أنت العزيز فلا تستذل اللهم أنت المنيع فلا ترام اللهم أنت ذو الجلال و الإكرام صل على محمد و آل محمد

و ادع بما شئت ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع اللهم إني أسألك   العافية من جهد البلاء و شماتة الأعداء و سوء القضاء و درك الشقاء و من الضرر في المعيشة و أن تبتليني ببلاء لا طاقة لي به أو تسلط علي طاغيا أو تهتك لي سترا أو تبدي لي عورة أو تحاسبني يوم القيامة مناقشا أحوج ما أكون إلى عفوك و تجاوزك عني فيما سلف اللهم إني أسألك باسمك الكريم و كلماتك التامة أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعلني من عتقائك و طلقائك من النار ثم تصلي ركعتين و تقول يا الله ليس يرد غضبك إلا حلمك و لا ينجي من عذابك إلا التضرع إليك فهب لي يا إلهي من لدنك رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك بالقدرة التي تحيي بها ميت البلاد و بها تنشر ميت العباد و لا تهلكني غما حتى تغفر لي و ترحمني و تعرفني الاستجابة في دعائي و أذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي و لا تشمت بي عدوي و لا تمكنه من رقبتي اللهم إن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني و إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني و إن أهلكتني فمن ذا الذي يحول بينك و بيني أو يتعرض لك في شي‏ء من أمري فقد علمت يا إلهي أن ليس في حكمك ظلم و لا في نقمتك عجلة إنما يعجل من يخاف الفوت و إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف و قد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوا كبيرا فلا تجعلني للبلاء غرضا و لا لنقمتك نصبا و مهلني و نفسني و أقلني عثرتي و لا تتبعني ببلاء على أثر بلاء فقد ترى ضعفي و قلة حيلتي أستجير بك اللهم فأجرني و أستعيذ بك من النار فأعذني و أسألك الجنة فلا تحرمني

ثم تصلي ركعتين و تقول بعدهما

 ما روي عن أبي الحسن موسى ع اللهم لا إله إلا أنت و لا أعبد إلا إياك و لا أشرك بك شيئا اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر و ارحم إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت اللهم صل على محمد و آل محمد و اغفر لي ما قدمت و ما أخرت و أعلنت و أسررت و ما أنت أعلم به مني و أنت المقدم و أنت المؤخر اللهم صل على محمد و آل محمد و دلني على العدل و الهدى و الصواب و قوام الدين اللهم و اجعلني هاديا مهديا راضيا مرضيا غير ضال و لا   مضل اللهم رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و رب العرش العظيم اكفني المهم من أمري بما شئت و صل على محمد و آله و ادع بما أحببت ثم تصلي ركعتين و تقول اللهم إن عفوك عن ذنبي و تجاوزك عن خطيئتي و صفحك عن ظلمي و سترك على قبيح عملي و حلمك عن كثير جرمي عند ما كان من خطئي و عمدي أطمعني في أن أسألك ما لا أستوجبه منك الذي رزقتني من رحمتك و أريتني من قدرتك و عرفتني من إجابتك فصرت أدعوك آمنا و أسألك مستأنسا لا خائفا و لا وجلا مدلا عليك فيما قصدت فيه إليك فإن أبطأ عني عتبت بجهلي عليك و لعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور فلم أر مولى كريما أصبر على عبد لئيم منك علي يا رب إنك تدعوني فأولي عنك و تتحبب إلي فأتبغض إليك و تتودد إلي فلا أقبل منك كأن لي التطول عليك ثم لم يمنعك ذلك من الرحمة لي و الإحسان إلي و التفضل علي بجودك و كرمك فارحم عبدك الجاهل و جد عليه بفضل إحسانك إنك جواد كريم

و ادع بما أحببت فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل في سجودك

 يا كائنا قبل كل شي‏ء و يا كائنا بعد كل شي‏ء و يا مكون كل شي‏ء لا تفضحني فإنك بي عالم و لا تعذبني فإنك علي قادر اللهم إني أعوذ من العذاب عند الموت و من سوء المرجع في القبور و من الندامة يوم القيامة اللهم إني أسألك عيشة هنيئة و ميتة سوية و منقلبا كريما غير مخز و لا فاضح

ثم ارفع رأسك من السجود و ادع بما شئت ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أحدهما ع اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات و الأرض ذو الجلال و الإكرام إني سائل فقير و خائف مستجير و تائب مستغفر اللهم صل على محمد و آل محمد و اغفر لي ذنوبي كلها قديمها و حديثها و كل ذنب أذنبته اللهم لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي فإنه لا رافع و لا مانع إلا أنت

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع اللهم إني أسألك   إيمانا تباشر به قلبي و يقينا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي و الرضا بما قسمت لي اللهم إني أسألك نفسا طيبة تؤمن بلقائك و تقنع بعطائك و ترضى بقضائك اللهم إني أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك تولني ما أبقيتني عليه و تحييني ما أحييتني عليه و توفيني إذا توفيتني عليه و تبعثني إذا بعثتني عليه و تبرئ به صدري من الشك و الريب في ديني

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع يا حليم يا كريم يا عالم يا عليم يا قادر يا قاهر يا خبير يا لطيف يا الله يا رباه يا سيداه يا مولاياه يا رجاياه فأسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أسألك نفحة من نفحاتك كريمة رحيمة تلم بها شعثي و تصلح بها شأني و تقضي بها ديني و تنعشني بها و عيالي و تغنيني بها عمن سواك يا من هو خير لي من أبي و أمي و من الناس أجمعين صل على محمد و آل محمد و افعل ذلك بي الساعة إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ثم تصلي ركعتين و تقول اللهم إن الاستغفار مع الإصرار لؤم و تركي الاستغفار مع معرفتي بكرمك عجز فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني و أتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك يا من إذا وعد وفى و إذا توعد عفا صل على محمد و آل محمد و افعل بي أولي الأمرين بك فإن من شأنك العفو و أنت أرحم الراحمين اللهم إني أسألك بحرمة من عاذ بذمتك و لجأ إلى عزك و استظل بفيئك و اعتصم بحبلك يا جزيل العطايا يا فكاك الأسارى يا من سمى نفسه من جوده الوهاب صل على محمد و آل محمد و اجعل لي يا مولاي من أمري فرجا و مخرجا و رزقا واسعا كيف تشاء و أنى شئت و بما شئت و حيث شئت فإنه يكون ما شئت إذا شئت كيف شئت

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع اللهم إني أسألك باسمك المكتوب في سرادق المجد و أسألك باسمك المكتوب في سرادق البهاء و أسألك باسمك المكتوب في سرادق العظمة و أسألك باسمك المكتوب في سرادق الجلال و أسألك باسمك المكتوب في سرادق العزة و أسألك باسمك المكتوب   في سرادق السرائر السابق الفائق الحسن النضير و رب الملائكة الثمانية و رب العرش العظيم و بالعين التي لا تنام و بالاسم الأكبر الأكبر الأكبر و بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم المحيط بملكوت السماوات و الأرض و بالاسم الذي أشرقت له السماوات و الأرض و بالاسم الذي أشرقت به الشمس و أضاء به القمر و سجرت به البحار و نصبت به الجبال و بالاسم الذي قام به العرش و الكرسي و بأسمائك المكرمات المقدسات المكنونات المخزونات في علم الغيب عندك أسألك بذلك كله أن تصلي على محمد و آله

و تدعو بما أحببت فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل في سجودك

 سجد وجهي اللئيم لوجه ربي الكريم سجد وجهي الحقير لوجه ربي العزيز الكريم يا كريم يا كريم بكرمك و جودك اغفر لي ظلمي و جرمي و إسرافي على نفسي

ثم ارفع رأسك و ادع بما أحببت ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أحدهما ع اللهم لك الحمد بمحامدك كلها على نعمائك كلها حتى ينتهي الحمد إلى ما تحب و ترضى اللهم إني أسألك خيرك و خير ما أرجو و أعوذ بك من شر ما أحذر و من شر ما لا أحذر اللهم صل على محمد و آل محمد و أوسع لي في رزقي و امدد لي في عمري و اغفر لي ذنبي و اجعلني ممن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري ثم تصلي ركعتين و تقول اللهم صل على محمد و آل محمد و اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا و بين معاصيك و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك و من اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا و متعنا بأسماعنا و أبصارنا و انصرنا على من عادانا و لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا تسلط علينا من لا يرحمنا ثم تصلي ركعتين و تقول إلهي ذنوبي تخوفني منك و جودك يبشرني عنك فأخرجني بالخوف من الخطايا و أوصلني بجودك إلى العطايا حتى أكون غدا في القيامة عتيق كرمك كما كنت في الدنيا ربيب نعمك فليس ما تبذله غدا   من النجاء بأعظم مما قد منحته اليوم من الرجاء و متى خاب في فنائك آمل أم متى انصرف بالرد عنك سائل إلهي ما دعاك من لم تجبه لأنك قلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و أنت لا تخلف الميعاد فصل على محمد و آل محمد يا إلهي و استجب دعائي

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع اللهم بارك لي في الموت اللهم أعني على سكرات الموت اللهم أعني على غم القبر اللهم أعني على ضيق القبر اللهم أعني على ظلمة القبر اللهم أعني على وحشة القبر اللهم أعني على أهوال يوم القيامة اللهم بارك لي في طول يوم القيامة اللهم زوجني من الحور العين ثم تصلي ركعتين و تقول اللهم لا بد من أمرك و لا بد من قدرك و لا بد من قضائك و لا حول و لا قوة إلا بك اللهم فما قضيت علينا من قضاء أو قدرت علينا من قدر فأعطنا معه صبرا يقهره و يدمغه و اجعله لنا صاعدا في رضوانك ينمي في حسناتنا و تفضيلنا و سؤددنا و شرفنا و مجدنا و نعمائنا و كرامتنا في الدنيا و الآخرة و لا تنقص من حسناتنا اللهم و ما أعطيتنا من عطاء أو فضلتنا به من فضيلة أو أكرمتنا به من كرامة فأعطنا معه شكرا يقهره و يدمغه و اجعله لنا صاعدا في رضوانك و في حسناتنا و سؤددنا و شرفنا و نعمائك و كرامتك في الدنيا و الآخرة اللهم لا تجعله لنا أشرا و لا بطرا و لا فتنة و لا مقتا و لا عذابا و لا خزيا في الدنيا و الآخرة اللهم إنا نعوذ بك من عثرة اللسان و سوء المقام و خفة الميزان اللهم صل على محمد و آل محمد و لقنا حسناتنا في الممات و لا ترنا أعمالنا علينا حسرات و لا تخزنا عند لقائك و لا تفضحنا بسيئاتنا يوم نلقاك و اجعل قلوبنا تذكرك و لا تنساك و تخشاك كأنها تراك حتى تلقاك و صل على محمد و آله و بدل سيئاتنا حسنات و اجعل حسناتنا درجات و اجعل درجاتنا غرفات و اجعل غرفاتنا عاليات اللهم و أوسع لفقرنا من سعة ما قضيت على نفسك اللهم صل على محمد و آل محمد و من علينا بالهدى ما أبقيتنا و الكرامة ما أحييتنا و الكرامة و المغفرة   إذا توفيتنا و الحفظ فيما يبقى من أعمارنا و البركة فيما رزقتنا و العون على ما حملتنا و الثبات على ما طوقتنا و لا تؤاخذنا بظلمنا و لا تقايسنا بجهلنا و لا تستدرجنا بخطايانا و اجعل أحسن ما نقول ثابتا في قلوبنا و اجعلنا عظماء عندك و في أنفسنا أذلة و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما نافعا أعوذ بك من قلب لا يخشع و من عين لا تدمع و صلاة لا تقبل أجرنا من سوء الفتن يا ولي الدنيا و الآخرة

فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل في سجودك

 ما روي عن أبي عبد الله ع سجد وجهي لك تعبدا و رقا لا إله إلا أنت حقا حقا الأول قبل كل شي‏ء و الآخر بعد كل شي‏ء ها أنا ذا بين يديك ناصيتي بيدك فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب العظام إلا أنت فاغفر لي فإني مقر بذنوبي على نفسي و لا يدفع الذنب العظيم غيرك

ثم ارفع رأسك من السجود فإذا استويت قائما فادع بما أحببت ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع اللهم أنت ثقتي في كل كربة و أنت رجائي في كل شدة و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة كم من كرب يضعف عنه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يخذل عنه القريب و يشمت به العدو و تعييني فيه الأمور أنزلته بك و شكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك ففرجته و كشفته و كفيته فأنت ولي كل نعمة و صاحب كل حاجة و منتهى كل رغبة لك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع أنه كان يأمر بهذا الدعاء اللهم إنك تنزل في الليل و النهار ما شئت فصل على محمد و آله و أنزل علي و على إخواني و أهلي و جيراني بركاتك و مغفرتك و الرزق الواسع و اكفنا المؤن اللهم صل على محمد و آل محمد و ارزقنا من حيث نحتسب و من حيث لا نحتسب و احفظنا من حيث نحتفظ و من حيث لا نحتفظ اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلنا في جوارك و حرزك عز جارك و جل ثناؤك و لا   إله غيرك

ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن الرضا ع أنه قال هذا دعاء العافية يا الله يا ولي العافية و المنان بالعافية و رازق العافية و المنعم بالعافية و المتفضل بالعافية علي و على جميع خلقه رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما صل على محمد و آل محمد و عجل لنا فرجا و مخرجا و ارزقنا العافية و دوام العافية في الدنيا و الآخرة ثم تصلي ركعتين و تقول اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شي‏ء و بقدرتك التي قهرت كل شي‏ء و بجبروتك التي غلبت كل شي‏ء و بقوتك التي لا يقوم لها شي‏ء و بعظمتك التي ملأت كل شي‏ء و بعلمك الذي أحاط بكل شي‏ء و بوجهك الباقي بعد فناء كل شي‏ء و بنور وجهك الذي أضاء له كل شي‏ء يا نور يا نور يا أول الأولين و يا آخر الآخرين يا الله يا رحمان يا الله يا رحيم يا الله أعوذ بك من الذنوب التي تحدث النقم و أعوذ بك من الذنوب التي تورث الندم و أعوذ بك من الذنوب التي تحبس القسم و أعوذ بك من الذنوب التي تهتك العصم و أعوذ بك من الذنوب التي تمنع القضاء و أعوذ بك من الذنوب التي تنزل البلاء و أعوذ بك من الذنوب التي تديل الأعداء و أعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعاء و أعوذ بك من الذنوب التي تعجل الفناء و أعوذ بك من الذنوب التي تقطع الرجاء و أعوذ بك من الذنوب التي تورث الشقاء و أعوذ بك من الذنوب التي تظلم الهواء و أعوذ بك من الذنوب التي تكشف الغطاء و أعوذ بك من الذنوب التي تحبس غيث السماء

ثم تصلي ركعتين و تقول ما روي عنهم ع و الدعاء المتقدم

 اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما و دعاك المؤمنون فقالوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ اللهم إني أنشدك برحمتك و أنشدك بنبيك نبي الرحمة و أنشدك بعلي و فاطمة و أنشدك بحسن و حسين صلواتك عليه و عليهم أجمعين و أنشدك بأسمائك و أركانك كلها و أنشدك باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الذي إذا دعيت   به لم ترد ما كان أقرب من طاعتك و أبعد من معصيتك و أوفى بعهدك و أقضى لحقك فأسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنشطني له و أن تجعلني لك عبدا شاكرا تجد من خلقك من تعذبه غيري و لا أجد من يغفر لي إلا أنت أنت عن عذابي غني و أنا إلى رحمتك فقير أنت موضع كل شكوى و شاهد كل نجوى و منتهى كل حاجة و منجي من كل عثرة و غوث كل مستغيث فأسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعصمني بطاعتك من معصيتك و بما أحببت عما كرهت و بالإيمان عن الكفر و بالهدى عن الضلالة و باليقين عن الريبة و بالأمانة عن الخيانة و بالصدق عن الكذب و بالحق عن الباطل و بالتقوى عن الإثم و بالمعروف عن المنكر و بالذكر عن النسيان اللهم صل على محمد و آل محمد و عافني ما أحييتني و ألهمني الشكر على ما أعطيتني و كن بي رحيما فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل في سجودك اللهم صل على محمد و آل محمد و اعف عن جرمي بحلمك و جودك يا رب يا كريم يا من لا يخيب سائله و لا ينفد نائله يا من علا فلا شي‏ء فوقه يا من دنا فلا شي‏ء دونه صل على محمد و آل محمد و ادع بما أحببت ثم تصلي ركعتين و تقول يا عماد من لا عماد له و يا ذخر من لا ذخر له و يا سند من لا سند له يا غياث من لا غياث له يا حرز من لا حرز له يا كريم العفو يا حسن البلاء يا عظيم الرجاء يا عون الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا مجمل يا منعم يا مفضل أنت الذي سجد لك سواد الليل و نور النهار و ضوء القمر و ضياء الشمس و خرير الماء و حفيف الشجر يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى لا شريك لك يا رب صل على محمد و آل محمد و نجنا من النار بعفوك و أدخلنا الجنة برحمتك و زوجنا من الحور العين بجودك و صل على محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و ادع بما أحببت ثم تصلي ركعتين و تقول اللهم إني أسألك بأسمائك الحميدة الكريمة

   التي إذا وضعت على الأشياء ذلت لها و إذا طلبت بها الحسنات أدركت و إذا أريد بها صرف السيئات صرفت أسألك بكلمات التامات التي لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ يا حي يا قيوم يا كريم يا علي يا عظيم يا أبصر المبصرين و يا أسمع السامعين و يا أسرع الحاسبين و يا أحكم الحاكمين و يا أرحم الراحمين أسألك بعزتك و أسألك بقدرتك على ما تشاء و أسألك بكل شي‏ء أحاط به علمك و أسألك بكل حرف أنزلت في كتاب من كتبك و بكل دعاء دعاك به أحد من ملائكتك و رسلك و أنبيائك أن تصلي على محمد و آل محمد و ادع بما بدا لك ثم تصلي ركعتين و تقول سبحان من أكرم محمدا ص سبحان من انتجب محمدا سبحان من انتجب عليا سبحان من خص الحسن و الحسين سبحان من فطم بفاطمة من أحبها من النار سبحان من خلق السماوات و الأرض بإذنه سبحان من استعبد أهل السماوات و الأرضين بولاية محمد و آل محمد سبحان من خلق الجنة لمحمد و آل محمد سبحان من يورثها محمدا و آل محمد و شيعتهم سبحان من خلق النار لأجل أعداء محمد و آل محمد سبحان من يملكها محمدا و آل محمد سبحان من خلق الدنيا و الآخرة و ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لمحمد و آل محمد الحمد لله كما ينبغي لله و لا حول و لا قوة إلا بالله كما ينبغي لله و صلى الله على محمد و آله و على جميع المرسلين حتى يرضى الله اللهم إني أسألك من أياديك و هي أكثر من أن تحصى و من نعمك و هي أجل من أن تعاد و أن يكون عدوي عدوك و لا صبر لي على أناتك فعجل هلاكهم و بوارهم و دمارهم ثم تصلي ركعتين و تقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إني أعهد إليك في دار الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن الدين كما شرعت و الإسلام كما وصفت و الكتاب كما أنزلت و القول كما حدثت و أنك أنت أنت أنت الله الْحَقُّ الْمُبِينُ جزى الله محمدا خير الجزاء و حيا الله محمدا و آل محمد بالسلام

   ثم تصلي ركعتين و تقول

 ما روي عن أبي عبد الله ع قال إذا فرغت من صلاتك فقل هذا الدعاء اللهم إني أدينك بطاعتك و ولايتك و ولاية رسولك و ولاية الأئمة من أولهم إلى آخرهم و سمهم ثم قل آمين أدينك بطاعتهم و ولايتهم و الرضا بما فضلتهم به غير منكر و لا مستكبر على معنى ما أنزلت في كتابك على حدود ما أتانا فيه و ما لم يأتنا مؤمن مقر بذلك مسلم راض بما رضيت به يا رب أريد به وجهك و الدار الآخرة مرهوبا و مرغوبا إليك فيه فأحيني ما أحييتني عليه و أمتني إذا أمتني عليه و ابعثني إذا بعثتني على ذلك و إن كان مني تقصير فيما مضى فإني أتوب إليك منه و أرغب إليك فيما عندك و أسألك أن تعصمني من معاصيك و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ما أحييتني و لا أقل من ذلك و لا أكثر إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلا ما رحمت يا أرحم الراحمين و أسألك أن تعصمني بطاعتك حتى توفاني عليها و أنت عني راض و أن تختم لي بالسعادة و لا تحولني عنها أبدا و لا قوة إلا بك

ثم تدعو بما أحببت فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل في سجودك

 سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم العظيم سجد وجهي الذليل لوجهك العظيم العزيز سجد وجهي الفقير لوجهك الغني الكريم رب إني أستغفرك مما كان و أستغفرك مما يكون رب لا تجهد بلائي رب لا تسي‏ء قضائي رب لا تشمت بي أعدائي رب إنه لا دافع و لا مانع إلا أنت رب صل على محمد و آل محمد بأفضل صلواتك و بارك على محمد و آل محمد بأفضل بركاتك اللهم إني أعوذ بك من سطواتك و أعوذ بك من نقماتك و أعوذ بك من جميع غضبك و سخطك سبحانك أنت الله رب العالمين

و روي هذا الدعاء في السجود عن أبي عبد الله ع يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس يا أيها المقبل بإقبال الله جل جلاله عليه حيث استدعاه إلى الحضور بين يديه و ارتضاه أن يخدمه و يختص به و يكون ممن يعز عليه لو عرفت ما في مطاوي هذه العنايات من السعادات ما كنت تستكثر لله جل جلاله شيئا من العبادات فتمم رحمك الله جل   جلاله وظائف هذه الليلة من غير تثاقل و لا تكاسل و لا إعجاب فأنت ذلك المخلوق من التراب الذي شرفك مولاك رب الأرباب و خلصك من ذلك الأصل الذميم و أتحفك بهذا التكريم و التعظيم و اخدمه و اعرف له قدر المنة عليك و لا يخطر بقلبك إلا أن هذه العبادة من أعظم إحسانه إليك و أنت تعبده لأنه أهل و الله للعبادة فإنك مستعظم لنفسك كيف بلغ بك إلى هذه السعادة. و اعلم أنك إن عبدته لأجل طلب أجرة على عبادتك كنت في مخاطرتك كرجل كان عليه لبعض الغرماء الأقوياء الأغنياء ديون لا يقوم لها حكم العدد و الإحصاء فاجتاز هذا الذي عليه الديون الكثيرة مع غريمه صاحب الحقوق الكثيرة على سوق فيه حلاوة فاقتضى إنعام الغريم أنه اشترى لهذا الذي عليه الدين العظيم طبقا من تلك الحلاوة العظيمة اللذات و كلفه حملها إلى دار الغريم ليأكلها الذي عليه الديون وحده على أبلغ الشهوات فلما أكلها الذي عليه الديون الكثيرة و فرغ من أكلها قال للغريم إن هذه الحلاوة قد حملتها معك فأعطني رغيفا أجرة حملها فقال له الغريم إنما حملتها على سبيل المنة عليك و لتصل هذه الحلاوة إليك و ما كنت محتاجا أنا إليها و لي ديون كثيرة عليك ما طالبتك بها فكيف اقتضى عقلك أن تطلب رغيفا أجرة حمل حلاوة ما كلفتك وزن ثمن لها فهل يسترضي أحد من ذوي العقول السليمة ما فعله الذي عليه الديون من طلب تلك الأجرة الذميمة فكذا حال العبد مع الله جل جلاله فإن القوة التي عمل بها الطاعات من مولاه و العقل و النقل الذي عمل به العبادات من ربه مالك دنياه و أخراه و العمل الذي كلفه إياه إنما يحصل نفعه للعبد على اليقين و الله جل جلاله مستغن عن عبادة العالمين و لله جل جلاله على عباده من النعم بإنشائه و إبقائه و إرفاده و إسعاده ما لا يحصيها الإنسان و لو بالغ في اجتهاده فلا يقتضي العقل و النقل أن يعبد لأجل طلب الثواب بل يعبد الله جل جلاله لأنه أهل للعبادة و له المنة عليك كيف رفعك عن مقام التراب و الدواب و جعلك أهلا للخطاب و الجواب   و وعدك بدوام نعيم دار الثواب و اعلم أن من مكاسب إحدى هذه الليالي المشار إليها لمن عبد الله جل جلاله على ما ذكرناه من النية التي نبهنا عليها

 ما رويناه بإسنادنا إلى ابن فضال بإسناده إلى عبد الله بن سنان قال سألته عن النصف من شعبان فقال ما عندي فيه شي‏ء و لكن إذا كان ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيه الأرزاق و كتب فيها الآجال و خرج فيها صكاك الحاج و اطلع الله تعالى عز و جل إلى عباده فيغفر لمن يشاء إلا شارب مسكر فإذا كانت ليلة ثلاث و عشرين فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ثم ينتهي ذلك و يقضى قال قلت إلى من قال إلى صاحبكم و لو لا ذلك لم يعلم

 و بإسنادنا إلى علي بن فضال فقال أيضا بإسناده إلى منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال الليلة التي يفرق فيها كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ينزل فيها ما يكون في السنة إلى مثلها من خير أو شر و رزق أو أمر أو موت أو حياة و يكتب فيها وفد مكة فمن كان في تلك السنة مكتوبا لم يستطع أن يحبس و إن كان فقيرا مريضا و من لم يكن فيها مكتوبا لم يستطع أن يحج و إن كان غنيا صحيحا

أقول فهل يحسن من مصدق بالإسلام و بما نقل عن الرسول و عترته عليه و عليهم أفضل السلام أن ليلة واحدة من ثلاث ليال أن يكون فيها تدبير السنة كلها و إطلاق العطايا و دفع البلايا و تدبير الأمور و هي أشرف ليلة في السنة عند القادر على نفع كل سرور و دفع كل محذور فلا يكون نشيطا لها و لا مهتما بها فهل تجد العقل قاضيا أن سلطانا يختار ليلته من سنة للإطلاق و العتاق و المواهب و نجاة المطالب و يأذن إذنا عاما في الطلب منه لكل حاضر و غائب فيتخلف أحد من ذلك المجلس العام و عن تلك الليلة المختصة بذلك الإنعام التي ما يعود مثلها إلى بعد عام مع أن الذين دعاهم إلى سؤاله محتاجون مضطرون إلى ما بذله لهم من نواله و إقباله و إفضاله ما ذا تقول لو أنك بعد الفراغ من هذه المائة ركعة أو مائة و عشرين سمعت أن قد حضر ببابك رسول من بعض ملوك الآدميين قد عرض   عليك مائة دينار أو شيئا مما تحتاج إليها من المسار و دفع الأخطار فكيف كان نشاطك و سرورك بالرسول و بالإقبال و القبول و يزول النوم و الكسل بالكلية الذي كنت تجده في معاملة مولاك مالك الجلالة المعظمة الإلهية الذي قد بذل لك السعادة الدنيوية و الأخروية لقد افتضح ابن آدم المسكين بتهوينه بمالك الأولين و الآخرين. فارحم يا أيها المسعود نفسك و لا يكن محمد رسول الله سلطان العالمين و ما وعد به عن مالك يوم الدين دون رسول عبد من العباد يجوز أن يخلف في الميعاد و أمره يزول إلى الفناء و النفاد و لا تشهد على نفسك أنك ما أنت مصدق بوعد سلطان المعاد بتثاقلك عن حبه و قربه و وعده و نشاطك لعبد من عبيده. و من مهمات ليلة تسع عشرة ما قدمناه في أول ليلة منه مما يتكرر كل ليلة فلا تعرض عنه

 أقول و روي عن علي بن عبد الواحد النهدي في كتاب عمل شهر رمضان قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن يعقوب الفارسي و إسحاق بن الحسن البصري عن أحمد بن هوذة عن الأحمري عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع إذا كان ليلة تسع عشرة من شهر رمضان أنزلت صكاك الحاج و كتبت الآجال و الأرزاق و اطلع الله على خلقه فغفر لكل مؤمن ما خلا شارب مسكر أو صارم رحم ماسة مؤمنة

أقول و قد مضى في كتابنا هذا و غيره أن ليلة النصف من شعبان يكتب الآجال و يقسم الأرزاق و يكتب أعمال السنة و يحتمل أن يكون في ليلة نصف شعبان تكون البشارة بأن في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان يكتب الآجال و يقسم الأرزاق فتكون ليلة نصف شعبان ليلة البشارة بالوعد و ليلة تسع عشرة من شهر رمضان وقت إنجاز ذلك الوعد أو يكون في تلك الليلة يكتب آجال قوم و يقسم أرزاق قوم و في هذه ليلة تسع عشرة يكتب آجال الجميع و أرزاقهم أو غير ذلك مما لم نذكره فإن الخبر ورد صحيحا صريحا بأن الآجال و الأرزاق تكتب في ليلة تسع عشرة و ليلة   إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين من شهر رمضان و سنذكر هاهنا بعض أحاديث ليلة تسع عشرة فنقول

 روى أيضا علي بن عبد الواحد النهدي في كتاب عمل شهر رمضان قال حدثني عبد الله بن محمد في آخرين قال أخبرنا علي بن حاتم في كتابه قال حدثنا محمد بن جعفر يعني ابن بطة قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن عيسى عن زكريا المؤمن عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول و ناس يسألونه يقولون إن الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان فقال لا و الله ما ذلك إلا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان و إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين فإن في ليلة تسع عشرة يلتقي الجمعان و في ليلة إحدى و عشرين يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ و في ليلة ثلاث و عشرين يمضي ما أراد الله جل جلاله ذلك و هي ليلة القدر التي قال الله خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قلت ما معنى قوله يلتقي الجمعان قال يجمع الله فيها ما أراد الله من تقديمه و تأخيره و إرادته و قضائه قلت و ما معنى يمضيه في ليلة ثلاث و عشرين قال إنه يفرق في ليلة إحدى و عشرين و يكون له فيه البداء فإذا كانت ليلة ثلاث و عشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك و تعالى

 أقول و روي أنه يستغفر ليلة تسع عشرة من شهر رمضان مائة مرة و يلعن قاتل مولانا علي ع مائة مرة

و رأيت حديثا في الأصل الذي في المجلد الكتاب الذي أوله الرسالة الغرية في فضلها. أقول و وجدت في كتاب كنز اليواقيت تأليف أبي الفضل بن محمد الهروي أخبارا في فضل ليلة القدر و صلاة فنحن نذكرها في هذه ليلة تسع عشرة لأنها أول الليالي المفردات فيصليها من يريد الاحتياط للعبادات في الثلاث الليالي المفضلات

ذكر الصلاة المروية

 في الكتاب المذكور عن النبي ص قال من صلى ركعتين في ليلة القدر فيقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و قل هو الله أحد سبع   مرات فإذا فرغ يستغفر سبعين مرة فما دام لا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له و لأبويه و بعث الله ملائكة يكتبون له الحسنات إلى سنة أخرى و بعث الله ملائكة إلى الجنان يغرسون له الأشجار و يبنون له القصور و يجرون له الأنهار و لا يخرج من الدنيا حتى يرى ذلك كله

 و من الكتاب المذكور عن النبي ص أنه قال من أحيا ليلة القدر حول عنه العذاب إلى السنة القابلة

 و من الكتاب المذكور عن النبي ص أنه قال قال موسى إلهي أريد قربك قال قربي لمن استيقظ ليلة القدر قال إلهي أريد رحمتك قال رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر قال إلهي أريد الجواز على الصراط قال ذلك لمن تصدق بصدقة في الليلة القدر قال إلهي أريد من أشجار الجنة و ثمارها قال ذلك لمن سبح تسبيحة في ليلة القدر قال إلهي أريد النجاة من النار قال ذلك لمن استغفر في ليلة القدر قال إلهي أريد رضاك قال رضاي لمن صلى ركعتين في ليلة القدر

 و من الكتاب المذكور عن النبي ص أنه قال يفتح أبواب السماوات في ليلة القدر فما من عبد يصلي فيها إلا كتب الله تعالى له بكل سجدة شجرة في الجنة لو يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها و بكل ركعة بيتا في الجنة من در و ياقوت و زبرجد و لؤلؤ و بكل آية تاجا من تيجان الجنة و بكل تسبيحة طائرا من العجب و بكل جلسة درجة من درجات الجنة و بكل تشهد غرفة من غرفات الجنة و بكل تسليمة حلة من حلل الجنة فإذا انفجر عمود الصبح أعطاه الله من الكواعب المألفات و الجواري المهذبات و الغلمان المخلدين و النجائب المطيرات و الرياحين المعطرات و الأنهار الجاريات و النعيم الراضيات و التحف و الهديات و الخلع و الكرامات و ما تشتهي الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ

    و من هذا الكتاب عن الباقر ع من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء و مثاقيل الجبال و مكاييل البحار

ذكر نشر المصحف الشريف و دعائه

 رويناه بإسنادنا إلى حريز بن عبد الله السجستاني عن أبي جعفر ع قال تأخذ المصحف في ثلاث ليال من شهر رمضان فتنشره و تضعه بين يديك و تقول اللهم إني أسألك بكتابك المنزل و ما فيه و فيه اسمك الأكبر و أسماؤك الحسنى و ما يخاف و يرجى أن تجعلني من عتقائك من النار و تدعو بما بدا لك من حاجة

 ذكر دعاء آخر للمصحف الشريف ذكرنا إسناده و حديثه في كتاب إغاثة الداعي و نذكر هاهنا المراد منه و هو عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال خذ المصحف فدعه على رأسك و قل اللهم بحق هذا القرآن و بحق من أرسلته به و بحق كل مؤمن مدحته فيه و بحقك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك بك يا الله عشر مرات ثم تقول بمحمد عشر مرات بعلي عشر مرات بفاطمة عشر مرات بالحسن عشر مرات بالحسين عشر مرات بعلي بن الحسين عشر مرات بمحمد بن علي عشر مرات بجعفر بن محمد عشر مرات بموسى بن جعفر عشر مرات بعلي بن موسى عشر مرات بمحمد بن علي عشر مرات بعلي بن محمد عشر مرات بالحسن بن علي عشر مرات بالحجة عشر مرات و تسأل حاجتك و ذكر في حديثه إجابة الداعي و قضاء حوائجه

 ذكر دعاء آخر للمصحف الشريف ذكرناه بإسنادنا إليه في كتاب إغاثة الداعي عن علي بن يقطين رحمه الله عن مولانا موسى بن جعفر صلوات الله عليهما يقول فيه خذ المصحف في يدك و ارفعه فوق رأسك و قل اللهم بحق هذا القرآن و بحق من أرسلته إلى خلقك و بكل آية هي فيه و بحق كل مؤمن مدحته فيه و بحقه عليك و لا أحد أعرف بحقه منك يا سيدي يا سيدي يا سيدي يا الله يا الله يا الله عشر مرات و بحق محمد عشر مرات و بحق كل إمام و تعدهم حتى تنتهي إلى   إمام زمانك عشر مرات فإنك لا تقوم من موضعك حتى يقضى لك حاجتك و تيسر لك أمرك

ذكر ما نختاره من الروايات بالدعوات ليلة تسع عشرة من شهر رمضان

 دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة و هو اللهم لك الحمد على ما وهبت لي من انطواء ما طويت من شهري و أنك لم تحن فيه أجلي و لم تقطع عمري و لم تبلني بمرض يضطرني إلى ترك الصيام و لا بسفر يحل لي الإفطار فأنا أصومه في كفايتك و وقايتك أطيع أمرك و أقتات رزقك و أرجو و أؤمل تجاوزك فأتمم اللهم علي في ذلك نعمتك و أجزل به منتك و اسلخه عني بكمال الصيام و تمحيص الآثام و بلغني آخره بخاتمة خير و خيرة يا أجود المسئولين و يا أسمح الواهبين و صلى الله على محمد و آله الطاهرين

 دعاء آخر في الليلة التاسعة عشر منه رويناها بإسنادنا إلى محمد بن أبي قرة من كتابه في عمل شهر رمضان يا ذا الذي كان قبل كل شي‏ء ثم خلق كل شي‏ء ثم يبقى و يفنى كل شي‏ء يا ذا الذي ليس في السماوات العلى و لا في الأرضين السفلى و لا فوقهن و لا بينهن و لا تحتهن إله يعبد غيره لك الحمد حمدا لا يقدر على إحصائه إلا أنت فصل على محمد و آل محمد صلاة لا يقدر على إحصائها إلا أنت

 دعاء آخر في ليلة تسع عشرة منه اللهم اجعل فيما تقضي و تقدر من الأمر المحتوم و فيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر و في القضاء الذي لا يرد و لا يبدل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم المشكور سعيهم المغفور ذنوبهم المكفر عنهم سيئاتهم و اجعل فيما تقضي و تقدر أن تطيل عمري و توسع علي في رزقي و تفعل بي كذا و كذا و هذا الدعاء ذكرنا نحوه في دعاء كل ليلة و لكن بينهما تفاوت

 دعاء آخر في ليلة تسع عشرة منه اللهم إني أمسيت لك عبدا داخرا لا أملك لنفسي ضرا و لا نفعا و لا أصرف عنها سوءا أشهد بذلك على نفسي و أعترف لك بضعف قوتي و قلة حيلتي فصل على محمد و آل محمد و أنجز لي ما وعدتني و   جميع المؤمنين و المؤمنات من المغفرة في هذه الليلة و أتمم علي ما آتيتني فإني عبدك المسكين المستكين الضعيف الفقير المهين اللهم لا تجعلني ناسيا لذكرك فيما أوليتني و لا غافلا لإحسانك فيما أعطيتني و لا آيسا من إجابتك و إن أبطأت عني في سراء كنت أو ضراء أو شدة أو رخاء أو عافية أو بلاء أو بؤس أو نعماء إنك سميع الدعاء

 دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي ص سبحان من لا يموت سبحان من لا يزول ملكه سبحان من لا يخفى عليه خافية سبحان من لا تسقط ورقة إلا بعلمه وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ إلا بعلمه و بقدرته فسبحانه سبحانه سبحانه سبحانه سبحانه سبحانه ما أعظم شأنه و أجل سلطانه اللهم صل على محمد و آله و اجعلنا من عتقائك و سعداء خلقك بمغفرتك إنك أنت الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

فصل فيما يختص باليوم التاسع عشر من دعاء غير متكرر

 دعاء اليوم التاسع عشر من شهر رمضان اللهم إني أسألك بأنك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا صلواتك عليه و آله عبدك و رسولك و بأنك أحد صمد لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ و بأنك جواد ماجد رحمان الدنيا و الآخرة تعطي من تشاء و تحرم من تشاء أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل فيما تقضي و تقدر من الأمر المحتوم أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم المبسوط رزقهم المحفوظين في أنفسهم و أديانهم و أهاليهم و أولادهم و أن تجعل ذلك في عامي هذا و في كل عام أبدا ما أبقيتني في يسر منك و عافية و صحة من جسمي و نية خالصة لك و سعة في ذات يدي و قوة في بدني على جميع أموري اللهم من طلب حاجته إلى أحد من المخلوقين فإني لا أطلب حاجتي إلا منك وحدك لا شريك لك أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أسألك أن تجعل لي أن أغض بصري و أن أحفظ فرجي و أن أكف عن محارمك و أن أعمل ما أحببت و أن أدع ما أسخطت

    دعاء آخر في هذا اليوم اللهم وفر حظي من بركاته و سهل سبيلي إلى حيازة خيراته و لا تحرمني القليل من حسناته يا هادي إلى الحق المبين

 أقول و اعلم أن الرواية وردت من عدة جهات عن الصادقين عن الله جل جلاله عليهم أفضل الصلوات أن يوم ليلة القدر مثل ليلته فإياك أن تهون بنهار تسع عشرة أو إحدى و عشرين أو ثلاث و عشرين و تتكل على ما عملته في ليلتها و تستكثره لمولاك و أنت غافل عن عظيم نعمته و حقوق ربوبيته و كن في هذه الأيام الثلاثة المعظمات على أبلغ الغايات في العبادات و الدعوات و اغتنام الحياة قبل الممات أقول و المهم من هذه الليالي في ظاهر الروايات عن الطاهرين ما قدمناه من التصريح أن ليلة القدر ليلة ثلاث و عشرين فلا تهمل يومها

 و من الرواية في ذلك بإسنادنا عن هشام بن الحكم رضوان الله عليه عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه قال يومها مثل ليلتها يعني ليلة القدر

 و في حديث آخر عن أبي عبد الله ع أنه سأله بعض أصحابنا و لا أعلمه إلا سعيد السمان كيف تكون ليلة القدر خيرا من ألف شهر قال العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيه ليلة القدر

 و قال أبو عبد الله ع يومها مثل ليلتها يعني ليلة القدر و هي تكون في كل سنة

 4-  قل، ]إقبال الأعمال[ فيما نذكره من زيادات و دعوات في الليلة الحادية و العشرين منه و في يومها فمن الزيادات في فضل ليلة إحدى و عشرين على ليلة تسع عشرة اعلم أن ليلة الحادية و العشرين من شهر الصيام ورد فيها أحاديث أنها أرجح من ليلة تسع عشرة منه و أقرب إلى بلوغ المرام

 فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى زرارة عن حمران قال سألت أبا عبد الله ع عن ليلة القدر قال هي في إحدى و عشرين و ثلاث عشرين

 و من ذلك بإسنادنا أيضا إلى عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن ليلة   القدر قال التمسها في ليلة إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين فقلت أفردها لي فقال و ما عليك أن تجتهد في ليلتين

أقول و قد قدمنا قول أبي جعفر الطوسي في التبيان أن ليلة القدر في مفردات العشر الأواخر من شهر رمضان و ذكر أنه بلا خلاف. و منها أن الاعتكاف في هذا العشر الأواخر من شهر رمضان عظيم الفضل و الرجحان مقدم على غيره من الأزمان

 و قد روينا بعدة طرق عن الشيخ محمد بن يعقوب الكليني و أبي جعفر محمد بن بابويه و جدي أبي جعفر الطوسي قدس الله أرواحهم أن رسول الله ص كان يعتكف هذا العشر الأخير من شهر رمضان

أقول و اعلم أن كمال الاعتكاف هو إيقاف العقول و القلوب و الجوارح على مجرد العمل الصالح و حبسها على باب الله جل جلاله و مقدس إرادته و تقييدها بقيود مراقباته و صيانتها عما يصون الصائم كمال صونه عنه و يزيد على احتياط الصائم في صومه زيادة معنى المراد من الاعتكاف و التلزم بإقباله على الله و ترك الإعراض عنه فمتى أطلق المعتكف خاطرا لغير الله في طرق أنوار عقله و قلبه أو استعمل جارحة في غير الطاعة لربه فإنه يكون قد أفسد من حقيقة كمال الاعتكاف بقدر ما غفل أو هون به من كمال الأوصاف و منها ذكر المواضع التي يعتكف فيها

 روينا بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني و أبي جعفر ابن بابويه و جدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنهم بإسنادهم إلى عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع ما تقول في الاعتكاف ببغداد في بعض مساجدها فقال لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة قد صلى فيها إمام عدل صلاة جماعة و لا بأس أن تعتكف في مسجد الكوفة و البصرة و مسجد المدينة و مسجد مكة

ذكر أن الاعتكاف لا يكون أقل من ثلاثة أيام بالصيام

 رويناه بالإسناد المقدم ذكره عن أبي عبد الله ع قال لا يكون الاعتكاف أقل من ثلاثة أيام و متى اعتكف صام و ينبغي للمعتكف إذا اعتكف أن يشترط كما يشترط الذي يحرم

   أقول و من شرط المعتكف أن لا يخرج من موضع اعتكافه إلا بضرورة تقتضي جواز انصرافه و إذا خرج لضرورة فيكون أيضا حافظا لجوارحه و أطرافه حتى يعود إلى مسجد الاختصاص و ما شرط على نفسه من الإخلاص ليظفر من الله جل جلاله بالشرط المضمون في قوله تعالى أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ

ذكر ما نختار روايته من فضل المهاجرة إلى الحسين صلوات الله عليه في العشر الأواخر من شهر رمضان

 روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي المفضل قال أخبرنا علي بن محمد بن بندار القمي إجازة قال حدثني يحيى بن عمران الأشعري عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال سمعت الرضا علي بن موسى ع يقول عمرة في شهر رمضان تعدل حجة و اعتكاف ليلة في مسجد الرسول ص و عند قبره يعدل حجة و عمرة و من زار الحسين ع يعتكف عند العشر الغوابر من شهر رمضان فكأنما اعتكف عند قبر النبي ص و من اعتكف عند قبر رسول الله ص كان ذلك أفضل له من حجة و عمرة بعد حجة الإسلام قال الرضا ع و ليحرص من زار الحسين ع في شهر رمضان ألا يفوته ليلة الجهني عنده و هي ليلة ثلاث و عشرين فإنها الليلة المرجوة قال و أدنى الاعتكاف ساعة بين العشاءين فمن اعتكفها فقد أدرك حظه أو قال نصيبه من ليلة القدر

 و منها الغسل في كل ليلة من العشر الأواخر

 رويناه بإسنادنا إلى محمد بن أبي عمير من كتاب علي بن عبد الواحد النهدي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يغتسل في شهر رمضان في العشر الأواخر في كل ليلة

و منها تعيين فضل الغسل في ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان

 و قد رويناه بإسنادنا إلى الحسين بن سعيد بإسناده إلى أبي عبد الله ع قال غسل ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان سنة

و منها المائة ركعة و دعاؤها أو المائة و الثلاثون ركعة على إحدى الروايتين و أدعيتها و قد قدمنا وصف المائة ركعة و أدعيتها منها عشرون ركعة أول ليلة من   الشهر و منها ثمانون ركعة في ليلة تسع عشرة منه تكملة الدعوات فليعمل هذه الليلة على تلك الصفات ثمان بين العشاءين و اثنتان و تسعون ركعة بعد العشاء الآخرة. و منها الدعوات المتكررة في كل ليلة من شهر رمضان قبل السحر و بعده و قد تقدم وصف ذكرها و طيب نشرها في أول ليلة من شهر رمضان فاعمل عليه و لا تتكاسل عنه فإنما تعمل مع نفسك العزيزة عليك و إن هونت فأنت النادم و الحجة ثابتة عليك بالتمكن الذي قدرت عليه و إذا رأيت المجتهدين يوم التغابن ندمت على التفريط و خاصة إذا وجدت نفسك هناك دون من كنت في الدنيا متقدما عليه و منها الدعاء المختص بليلة إحدى و عشرين وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة و هو في ليلة إحدى و عشرين

 لا إله إلا الله مدبر الأمور و مصرف الدهور و خالق الأشياء جميعا بحكمته دالة على أزليته و قدمه جاعل الحقوق الواجبة لما يشاء رأفة منه و رحمة ليسأل بها سائل و يأمل إجابة دعائه بها آمل فسبحان من خلق و الأسباب إليه كثيرة و الوسائل إليه موجودة و سبحان الله الذي لا يعتوره فاقة و لا تستذله حاجة و لا تطيف به ضرورة و لا يحذر إبطاء رزق رازق و لا سخط خالق فإنه القدير على رحمة من هو بهذه الخلال مقهور و في مضائقها محصور يخاف و يرجو من بيده الأمور و إليه المصير و هو على ما يشاء قدير اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و نبيك مؤدي الرسالة و موضح الدلالة أوصل كتابك و استحق ثوابك و أنهج سبيل حلالك و حرامك و كشف عن شعائرك و أعلامك فإن هذه الليلة التي سميتها بالقدر و أنزلت فيها محكم الذكر و فضلتها على ألف شهر و هي ليلة مواهب المقبولين و مصائب المردودين فيا خسران من باء فيها بسخطه و يا ويح من حظي فيها برحمته اللهم فارزقني قيامها و النظر إلى ما عظمت منها من غير حضور أجل و لا قربه و لا انقطاع أمل و لا فوته و وفقني فيها لعمل ترفعه و دعاء تسمعه و تضرع ترحمه و شر تصرفه و خير تهبه   و غفران توجبه و رزق توسعه و دنس تطهره و إثم تغسله و دين تقضيه و حق تتحمله و تؤديه و صحة تتمها و عافية تنميها و أشعاث تلمها و أمراض تكشفها و صنعة تكنفها و مواهب تكشفها و مصائب تصرفها و أولاد و أهل تصلحهم و أعداء تغلبهم و تقهرهم و تكفي ما أهم من أمرهم و تقدر على قدرتهم و تسطو بسطواتهم و تصول على صولاتهم و تغل أيديهم إلى صدورهم و تخرس عن مكارهي ألسنتهم و ترد رءوسهم على صدورهم اللهم سيدي و مولاي اكفني البغي و مصارعة الغدر و معاطبه و اكفني سيدي شر عبادك و اكف عني شر جميع عبادك و انشر عليهم الخيرات مني حتى تنزل علي في الآخرين و اذكر والدي و جميع المؤمنين و المؤمنات برحمتك و مغفرتك ذكرى سيد قريب لعبيد و إماء فارقوا الأحباء و خرسوا عن النجوى و صموا عن النداء و حلوا أطباق الثرى و تمزقهم البلى اللهم إنك أوجبت لوالد علي حقا و قد أديته بالاستغفار لهما إليك إذ لا قدرة لي على قضائه إلا من جهتك و فرضت لهما في دعائي فرضا قد أوفدته عليك إذ خلت بي القدرة على واجبها و أنت تقدر و كنت لا أملك و أنت تملك اللهم لا تحلل بي فيما أوجبت و لا تسلمني فيما فرضت و أشركني في كل صالح دعاء أجبته و أشرك في صالح دعائي جميع المؤمنين و المؤمنات إلا من عادى أولياءك و حارب أصفياءك و أعقب بسوء الخلافة أنبياءك و مات على ضلالته و انطوى في غوايته فإني أبرأ إليك من دعاء لهم أنت القائم على كل نفس بما كسبت غفار الصغائر و الموبق بالكبائر ب لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فانشر علي رأفتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على محمد النبي و آله و سلم كثيرا

 و منها الدعاء المختص بليلة إحدى و عشرين من الفصول الثلاثين مروي عن النبي ص أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أشهد أن الجنة حق و النار حق وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ   يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ و أشهد أن الرب ربي لا شريك له و لا ولد له و لا والد له و أشهد أنه الفعال لما يريد و القادر على كل شي‏ء قدير و الصانع لما يريد و القاهر من يشاء و الرافع من يشاء مالك الملك و رازق العباد الغفور الرحيم العليم الحليم أشهد أشهد أشهد أشهد أشهد أشهد أشهد أنك سيدي كذلك و فوق ذلك لا يبلغ الواصفون كنه عظمتك اللهم صل على محمد و آله و اهدني و لا تضلني بعد إذ هديتني إنك أنت الهادي المهدي

و منها ذكر ما يختص بهذه الليلة من دعاء العشر الأواخر رويناه بعدة طرق إلى جماعة من أصحابنا الماضين عمن أسندوه إليه من الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين و وجدنا رواية محمد بن أبي قرة رحمه الله أكمل الروايات فأوردناها بألفاظها احتياطا للعبادات و هي

 مما نرويه بإسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى رحمه الله بإسناده إلى عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال يقول أول ليلة منه يا مولج الليل في النهار و مولج النهار في الليل و مخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي يا رازق مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ يا الله يا رحمان يا الله يا رحيم يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى و الأمثال العليا و الكبرياء و الآلاء أسألك باسمك بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إن كنت قضيت في هذه الليلة تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ من كل أمر حكيم فصل على محمد و آل محمد و اجعل اسمي في السعداء و روحي مع الشهداء و إحساني في عليين و إساءتي مغفورة و أن تهب لي يقينا تباشر به قلبي و إيمانا يذهب بالشك عني و رضا بما قسمت لي و آتني في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قني عذاب النار و ارزقني يا رب فيها ذكرك و شكرك و الرغبة و الإنابة إليك و التوبة و التوفيق لما تحبه و ترضاه و لما وفقت له شيعة آل محمد عليه و عليهم السلام يا أرحم الراحمين و لا تفتني بطلب ما زويت عني بحولك و قوتك و أغنني يا رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك و ارزقني العفة في بطني و فرجي و فرج عني كل هم و غم و لا   تشمت بي عدوي و وفق لي ليلة القدر على أفضل ما رآها أحد و وفقني لما وفقت له محمدا و آل محمد صلواتك عليه و عليهم و افعل بي كذا و كذا الساعة الساعة حتى ينقطع النفس زيادة بغير الرواية اللهم صل على محمد و آل محمد و اقسم لي حلما يسد عني باب الجهل و هدى تمن به علي من كل ضلالة و غنى تسد به عني باب كل فقر و قوة ترد بها عني كل ضعف و عزا تكرمني به عن كل ذل و رفعة ترفعني بها عن كل ضعة و أمنا ترد به عني كل خوف و عافية تسترني بها من كل بلاء و علما تفتح لي به من كل يقين و يقينا تذهب به عني كل شك و دعاء تبسط لي به الإجابة في هذه الليلة و في هذه الساعة الساعة الساعة يا كريم و خوفا تيسر لي به كل رحمة و عصمة تحول بها بيني و بين الذنوب حتى أفلح بها بين المعصومين عندك برحمتك يا أرحم الراحمين

و من الزيادات ما يتكرر كل ليلة من العشر الأواخر

 فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى رضي الله عنه بإسناده إلى محمد بن أبي عمير عن مرازم عن أبي عبد الله ع أنه كان يقول في كل ليلة من العشر الأواخر اللهم إنك قلت في كتابك المنزل شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ فعظمت حرمة شهر رمضان بما أنزلت فيه من القرآن و خصصته بليلة القدر و جعلتها خيرا من ألف شهر اللهم و هذه أيام شهر رمضان قد انقضت و لياليه قد تصرمت و قد صرت يا إلهي منه إلى ما أنت أعلم به مني و أحصى لعدده من الخلق أجمعين فأسألك بما سألك به ملائكتك المقربون و أنبياؤك المرسلون و عبادك الصالحون أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفك رقبتي من النار و تدخلني الجنة برحمتك و أن تتفضل علي بعفوك و كرمك و تتقبل تقربي و تستجيب دعائي و تمن علي بالأمن يوم الخوف من كل هول أعددته ليوم القيامة إلهي و أعوذ بوجهك الكريم و   بجلالك العظيم أن تنقضي أيام شهر رمضان و لياليه و لك قبلي تبعة أو ذنب تؤاخذني به أو خطيئة تريد أن تقتصها مني لم تغفرها لي سيدي سيدي سيدي أسألك يا لا إله إلا أنت إذ لا إله إلا أنت إن كنت رضيت عني في هذا الشهر فازدد عني رضا و إن لم تكن رضيت عني فمن الآن فارض عني يا أرحم الراحمين يا الله يا أحد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ و أكثر أن تقول يا ملين الحديد لداود ع يا كاشف الضر و الكرب العظام عن أيوب ع أي مفرج هم يعقوب ع أي منفس غم يوسف ع صل على محمد و آل محمد كما أنت أهل أن تصلي عليهم أجمعين و افعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله

 و في رواية أخرى عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله ع قال تقول في العشر الأواخر من شهر رمضان كل ليلة أعوذ بجلال وجهك الكريم أن ينقضي عني شهر رمضان أو يطلع الفجر من ليلتي هذه و بقي لك عندي تبعة أو ذنب تعذبني عليه يوم ألقاك

فصل و اعلم أن هذه الرواية بأدعية العشر الأواخر من شهر رمضان تتكرر في كل ليلة منها مفرداتها و مزدوجاتها إن كنت قضيت في هذه الليلة تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها و من المعلوم من مذهب الإمامية و رواياتهم أن ليلة القدر في الليالي المفردات دون المزدوجات فيحتاج ذكرها في هذه الأدعية في مزدوجات العشر جميعه إلى تأويل فأقول إنه إن كان يمكن أن يكون المقصود بذكرها في جميع ليالي العشر ستر هذه الليلة من أعدائهم و إبهامهم أنهم ما يعرفونها كما كنا قد بيناه أو يكون المراد إن كنت قضيت في الليالي المزدوجات أن يكون ليلة القدر في الليالي المفردات أو يكون إن كنت قضيت نزول الملائكة إلى موضع خاص من السماء في الليالي المزدوجات و يتكمل نزولهم إلى الدنيا في الليالي المفردات أو يكون له تأويل غير ما ذكرناه.   فصل و إن أسرار خواص الله جل جلاله و نوابه ما يتطلع كل أحد على حقيقة معناه. فصل و ذكر أبو جعفر محمد بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه أدعية العشر الأواخر من شهر رمضان من نوادر محمد بن أبي عمير عن الصادق ع و لم يذكر فيها إن كنت قضيت بل يقول أن تجعل في هذه الليلة اسمي في السعداء و روحي مع الشهداء و تمام الدعاء فصل فيما يختص باليوم الحادي و العشرين من دعاء

 رواه محمد بن علي الطرازي قال عن عبد الباقي بن بزداد أيده الله قال أخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان بن محمد البصري قال حدثنا أبو علي محمد بن الحسن بن جمهور قال حدثنا أبي عن أبيه محمد عن حماد بن عيسى عن حماد بن عثمان قال دخلت على أبي عبد الله ع ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان فقال لي يا حماد اغتسلت قلت نعم جعلت فداك فدعا بحصير ثم قال إلى لزقي فصل فلم يزل يصلي و أنا أصلي إلى لزقه حتى فرغنا من جميع صلاتنا ثم أخذ يدعو و أنا أؤمن على دعائه إلى أن اعترض الفجر فأذن و أقام و دعا بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم و صلى بنا الغداة فقرأ بفاتحة الكتاب و إنا أنزلناه في ليلة القدر في الأولى و في الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد فلما فرغنا من التسبيح و التحميد و التقديس و الثناء على الله تعالى و الصلاة على رسوله ص و الدعاء لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأولين و الآخرين خر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ساعة طويلة ثم سمعته يقول لا إله إلا أنت مقلب القلوب و الأبصار لا إله إلا أنت خالق الخلق بلا حاجة فيك إليهم لا إله إلا أنت مبدئ الخلق لا ينقص عن ملكك شي‏ء لا إله إلا أنت باعث من في القبور لا إله إلا أنت مدبر الأمور لا إله إلا أنت ديان الدين و جبار الجبابرة لا إله إلا أنت مجري الماء في الصخرة الصماء لا إله إلا أنت مجري الماء في النبات لا إله إلا أنت مكون طعم الثمار لا إله إلا أنت   محصي عدد القطر و ما تحمله السحاب لا إله إلا أنت محصي عدد ما تجري به الرياح في الهواء لا إله إلا أنت محصي ما في البحار من رطب و يابس لا إله إلا أنت محصي ما يدب في ظلمات البحار و في أطباق الثرى أسألك باسمك الذي سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك و أسألك بكل اسم سماك به أحد من خلقك من نبي أو صديق أو شهيد أو أحد من ملائكتك و أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و أسألك بحقك على محمد و آل محمد و أهل بيته صلواتك عليهم و بركاتك و بحقهم الذي أوجبته على نفسك و أنلتهم به فضلك أن تصلي على محمد عبدك و رسولك الداعي إليك بإذنك و سراجك الساطع بين عبادك في أرضك و سمائك و جعلته رحمة للعالمين و نورا استضاء به المؤمنون فبشرنا بجزيل ثوابك و أنذرنا الأليم من عقابك أشهد أنه قد جاءَ بِالْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ و أشهد أن الذين كذبوه ذائقو العذاب الأليم أسألك يا الله يا الله يا الله يا رباه يا رباه يا رباه يا سيدي يا سيدي يا سيدي يا مولاي يا مولاي يا مولاي أسألك في هذه الغداة أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعلني من أوفر عبادك و سائليك نصيبا و أن تمن علي بفكاك رقبتي من النار يا أرحم الراحمين و أسألك بجميع ما سألتك و ما لم أسألك من عظيم جلالك ما لو علمته لسألتك به أن تصلي على محمد و أهل بيته و أن تأذن لفرج من بفرجه فرج أوليائك و أصفيائك من خلقك و به تبيد الظالمين و تهلكهم عجل ذلك يا رب العالمين و أعطني سؤلي يا ذا الجلال و الإكرام في جميع ما سألتك لعاجل الدنيا و آجل الآخرة يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد أقلني عثرتي و اقلبني بقضاء حوائجي يا خالقي و يا رازقي و يا باعثي و يا محيي عظامي و هي رميم صل على محمد و آل محمد و استجب لي دعائي يا أرحم الراحمين فلما فرغ رفع رأسه قلت جعلت فداك سمعتك و أنت تدعو بفرج من بفرجه فرج أصفياء الله و أوليائه أ و لست أنت هو قال لا ذاك قائم آل محمد ع قلت فهل لخروجه علامة قال نعم كسوف الشمس عند طلوعها ثلثي ساعة من النهار   و خسوف القمر ثلاث و عشرين و فتنة يظل أهل مصر البلاء و قطع النيل اكتف بما بينت لك و توقع أمر صاحبك ليلك و نهارك فإن الله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ لا يشغله شأن عن شأن ذلك الله رب العالمين و به تحصين أوليائه و هم له خائفون

 و من ذلك دعاء اليوم الحادي و العشرين من شهر رمضان سبحان الله السميع الذي ليس شي‏ء أسمع منه يسمع من فوق عرشه ما تحت سبع أرضين و يسمع ما في ظلمات البر و البحر و يسمع الأنين و يسمع السر و يسمع وساوس الصدور و يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ و لا يصم سمعه صوت سبحان الله بارئ النسم سبحان الله المصور سبحان الله خالق الأزواج كلها سبحان الله جاعل الظلمات و النور سبحان الله خالق الحب و النوى سبحان الله خالق كل شي‏ء سبحان الله خالق ما يرى و ما لا يرى سبحان الله مداد كلماته سبحان الله رب العالمين

 دعاء آخر اللهم اجعل لي فيه إلى مرضاتك دليلا و لا تجعل للشيطان فيه علي سبيلا و اجعل الجنة منزلا لي و مقيلا يا قاضي حوائج الطالبين

5-  قل، ]إقبال الأعمال[ فيما نذكره من زيادات و دعوات في الليلة الثالثة و العشرين منه و يومها و فيها عدة روايات اعلم أن هذه الليلة الثالثة و العشرين من شهر رمضان وردت أخبار صريحة بأنها ليلة القدر على الكشف و البيان

 فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى سفيان بن السمط قال قلت لأبي عبد الله ع أفرد لي ليلة القدر قال ليلة ثلاث و عشرين

 و من ذلك ما روينا بإسنادنا إلى زرارة عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال سألت أبا جعفر ع عن ليلة القدر فقال أخبرك و الله ثم لا أعمي عليك هي أول ليلة من السبع الآخر

أقول لعله قد أخبر عن شهر كان تسعا و عشرين يوما لأنني ما عرفت أن ليلة أربع و عشرين و هي غير مفردة مما يحتمل أن تكون ليلة القدر و وجدت بعد هذه التأويل في الجزء الثالث من جامع محمد بن الحسن القمي لما روي منه هذا   الحديث فقال ما هذا لفظه

 عن زرارة قال كان ذلك الشهر تسعة و عشرين يوما

 و من ذلك بإسنادنا إلى ضمرة الأنصاري عن أبيه أنه سمع النبي ص يقول ليلة القدر ثلاث و عشرون

 و من ذلك ما رويناه بإسنادنا أيضا إلى حماد بن عيسى عن محمد بن يوسف عن أبيه قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن الجهني أتى إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله إن لي إبلا و غنما و غلمة فأحب أن تأمرني ليلة أدخل فيها فأشهد الصلاة و ذلك في شهر رمضان فدعاه رسول الله ص فساره في أذنه قال فكان الجهني إذا كانت ليلة ثلاث و عشرين دخل بإبله و غنمه و أهله و ولده و غلمته فكان تلك الليلة ليلة ثلاث و عشرين بالمدينة فإذا أصبح خرج بأهله و غنمه و إبله إلى مكانه و اسم الجهني عبد الرحمن بن أنيس الأنصاري

 و روى أبو نعيم في كتاب الصيام و القيام بإسناده أن النبي ص كان يرش على أهله الماء ليلة ثلاث و عشرين يعني من شهر رمضان

و من الزيادات في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان فمنها الغسل روينا ذلك بعدة طرق

 منها بإسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى رحمه الله بإسناده إلى بريد بن معاوية عن أبي عبد الله ع قال رأيته اغتسل في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان مرة في أول الليل و مرة في آخر

و منها المائة ركعة و أدعيتها على إحدى الروايتين أو المائة و ثلاثون على رواية أخرى بأدعيتها و قد تقدم وصف هذه المائة عشرون منها في أول ليلة من شهر رمضان بدعواتها و ثمانون ركعة في ليلة تسع عشرة بضراعاتها فتؤخذ من هناك على ما قدمنا من صفاتها. و منها نشر المصحف الشريف و دعاؤه و قد ذكرناه في ليلة تسع عشرة و منها الدعوات المتكررة في كل ليلة في أول الليل و آخره و قد تقدم وصفها في أول ليلة منه و منها دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة و هو في ليلة ثلاث و عشرين

 اللهم إن كان الشك في أن ليلة القدر فيها أو فيما تقدمها واقع فإنه فيك و في وحدانيتك و تزكيتك الأعمال زائل و في أي الليالي تقرب منك العبد لم   تبعده و قبلته و أخلص في سؤالك لم ترده و أجبته و عمل الصالحات شكرته و رفع إليك ما يرضيك ذخرته اللهم فامددني فيها بالعون على ما يزلف لديك و خذ بناصيتي إلى ما فيه القربى إليك و أسبغ من العمل في الدارين سعيي و رق لي من جودك بخيراتها عطيتي و ابتر عيلتي من ذنوبي بالتوبة و من خطاياي بسعة الرحمة و اغفر لي في هذه الليلة و لوالدي و لجميع المؤمنين و المؤمنات غفران متنزه عن عقوبة الضعفاء رحيم بذوي الفاقة و الفقراء جاد على عبيده شفيق بخضوعهم و ذلتهم رفيق لا تنقصه الصدقة عليهم و لا يفقره ما يغنيهم من صنيعه إليهم اللهم اقض ديني و دين كل مديون و فرج عني و عن كل مكروب و أصلحني و أهلي و ولدي و أصلح كل فاسد و انفع مني و اجعل في الحلال الطيب الهني‏ء الكثير السائغ من رزقك عيشتي و منه لباسي و فيه منقلبي و اقبض عن المحارم يدي من غير قطع و لا شل و لساني من غير خرس و أذني من غير صمم و عيني من غير عمى و رجلي من غير زمانة و فرجي من غير إحبال و بطني من غير وجع و سائر أعضائي من غير خلل و أوردني عليك يوم وقوفي بين يديك خالصا من الذنوب نقيا من العيوب لا أستحيي منك بكفران نعمة و لا إقرار بشريك لك في القدرة و لا بإرهاج في فتنة و لا تورط في دماء محرمة و لا بيعة أطوقها عنقي لأحد ممن فضلته بفضيلة و لا وقوف تحت راية غدرة و لا أسود الوجه بالإيمان الفاجر و العهود الخائنة و أنلني من توفيقك و هداك ما نسلك به سبل طاعتك و رضاك يا أرحم الراحمين

و منها دعوات مختصة بهذه الليلة من جملة الفصول الثلاثين و هو مروي عن رسول الله ص و هو دعاء ليلة ثلاث و عشرين

 سبوح قدوس رب الملائكة و الروح سبوح قدوس رب الملائكة و العرش سبوح قدوس رب السماوات و الأرضين سبوح قدوس رب البحار و الجبال سبوح قدوس يسبح له الحيتان و الهوام و السباع و الآكام سبوح قدوس سبحت له الملائكة المقربون سبوح   قدوس علا فقهر و خلق فقدر سبوح سبوح سبوح سبوح سبوح سبوح سبوح قدوس قدوس قدوس قدوس قدوس قدوس قدوس أن تصلي على محمد و آله و أن تغفر لي و ترحمني فإنك أنت الأحد الصمد

و منها أدعية مختصة بها من أدعية العشر الأواخر فمن ذلك

 يا رب ليلة القدر و جاعلها خيرا من ألف شهر و رب الليل و النهار و الجبال و البحار و الظلم و الأنوار و الأرض و السماء يا بارئ يا مصور يا حنان يا منان يا الله يا رحمان يا قيوم يا بديع السماوات و الأرض يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى و الأمثال العليا و الكبرياء و الآلاء و النعماء أسألك باسمك بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إن كنت قضيت في هذه الليلة تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ من كل أمر حكيم فصل على محمد و آل محمد و اجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء و روحي مع الشهداء و إحساني في عليين و إساءتي مغفورة و أن تهب لي يقينا تباشر به قلبي و إيمانا يذهب بالشك عني و ترضيني بما قسمت لي و آتني في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قني عذاب النار الحريق و ارزقني يا رب فيها ذكرك و شكرك و الرغبة و الإنابة و التوفيق لما وفقت له شيعة آل محمد يا أرحم الراحمين و لا تفتني بطلب ما زويت عني بحولك و قوتك و أغنني يا رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك و ارزقني بحولك في بطني و فرجي و فرج عني كل هم و غم و لا تشمت بي عدوي و وفق لي ليلة القدر على أفضل ما رآها أحد و وفقني لما وفقت له محمدا و آل محمد عليه و عليهم السلام و افعل بي كذا و كذا الليلة الليلة الليلة الساعة الساعة حتى ينقطع النفس

و من دعاء ليلة ثلاث و عشرين

 اللهم امدد لي في عمري و أوسع لي في رزقي و أصح جسمي و بلغني أملي و إن كنت من الأشقياء فامحني من الأشقياء و اكتبني من السعداء فإنك قلت في كتابك المنزل على نبيك صلواتك عليه و آله يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ

   و من الدعاء في هذه الليلة

 اللهم إياك تعمدت الليلة بحاجتي و بك أنزلت فقري و مسألتي تسعني الليلة رحمتك و عفوك فأنا لرحمتك أرجى مني لعملي و رحمتك و مغفرتك أوسع من ذنوبي و اقض لي كل حاجة هي لي بقدرتك على ذلك و تيسيره عليك فإني لم أصب خيرا إلا منك و لم يصرف عني أحد سوءا قط غيرك و ليس لي رجاء لديني و دنياي و لا لآخرتي و لا ليوم فقري يوم أدلى في حفرتي و يفردني الناس بعملي غيرك يا رب العالمين

و من دعاء ليلة ثلاث و عشرين

 اللهم اجعلني من أوفر عبادك نصيبا من كل خير أنزلته في هذه الليلة أو أنت منزله من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تقسمه أو بلاء تدفعه أو ضر تكشفه و اكتب لي ما كتبت لأوليائك الصالحين الذين استوجبوا منك الثواب و أمنوا برضاك عنهم منك العقاب يا كريم يا كريم صل على محمد و آل محمد و افعل بي ذلك برحمتك يا أرحم الراحمين

و من الدعاء في هذه الليلة

 أسألك مسألة المسكين المستكين و أبتهل إليك ابتهال المذنب البائس الذليل مسألة من خضعت لك ناصيته و اعترف بخطيئته ففاضت لك عبرته و هملت لك دموعه و ضلت حيلته و انقطعت حجته أن تعطيني في ليلتي هذه مغفرة ما مضى من ذنوبي و اعصمني فيما بقي من عمري و ارزقني الحج و العمرة في عامي هذا و اجعلها حجة مبرورة خالصة لوجهك و ارزقنيه أبدا ما أبقيتني و لا تخلني عن زيارتك و زيارة قبر نبيك محمد صلواتك عليه و آله إلهي و أسألك أن تكفيني مئونة خلقك من الجن و الإنس و العرب و العجم و من كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم اللهم اجعل لي فيما تقضي و تقدر من الأمر المحتوم و مما تفرق من الأمر الحكيم في هذه الليلة في القضاء الذي لا يرد و لا يبدل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام في عامي هذا المبرور حجهم المشكور سعيهم المغفور ذنوبهم المكفر عنهم سيئاتهم و أن تطيل عمري و توسع لي في رزقي و ارزقني ولدا بارا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ   قَدِيرٌ و بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُحِيطٌ

و من الدعاء في ليلة ثلاث و عشرين

 اللهم إني أسألك سؤال المسكين المستكين و أبتغي إليك ابتغاء البائس الفقير و أتضرع إليك تضرع الضعيف الضرير و أبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل و أسألك مسألة من خضعت لك نفسه و رغم لك أنفه و عفر لك وجهه و خضعت لك ناصيته و اعترف بخطيئته و فاضت لك عبرته و انهملت لك دموعه و ضلت عنه حيلته و انقطعت عنه حجته بحق محمد و آل محمد عليك و بحقك العظيم عليهم أن تصلي عليهم كما أنت أهله و أن تصلي على نبيك و آل نبيك و أن تعطيني أفضل ما أعطيت السائلين من عبادك الماضين من المؤمنين و أفضل ما تعطي الباقين من المؤمنين و أفضل ما تعطي من تخلفه من أوليائك إلى يوم الدين ممن جعلت له خير الدنيا و الآخرة يا كريم يا كريم يا كريم و أعطني في مجلسي هذا مغفرة ما مضى من ذنوبي و اعصمني فيما بقي من عمري و ارزقني الحج و العمرة في عامي هذا متقبلا مبرورا خالصا لوجهك يا كريم و ارزقنيه أبدا ما أبقيتني يا كريم يا كريم يا كريم و اكفني مئونة نفسي و اكفني مئونة عيالي و اكفني مئونة خلقك و اكفني شر فسقة العرب و العجم و اكفني شر فسقة الجن و الإنس و اكفني شر كل دابة أنت آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ

و من الدعاء في ليلة ثلاث و عشرين و قد تقدم نحوه في ليلة تسع عشرة عن مولانا الكاظم ع و هذا

 رويناه بإسنادنا إلى عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال يقول اللهم اجعل فيما تقضي و فيما تقدر من الأمر المحتوم و فيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يرد و لا يبدل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام في عامي هذا المبرور حجهم المشكور سعيهم المغفور ذنوبهم المكفر عنهم سيئاتهم و اجعل فيما تقدر و فيما تقضي أن تطيل عمري و توسع لي في رزقي

أقول و هذا الدعاء ذكره محمد بن أبي قرة في دعاء ليلة ثلاث و عشرين و   أورد حديثا عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع أن هذا الدعاء من أدعية ليلة القدر و من زيادات ليلة ثلاث و عشرين القراءة فيها لسورة العنكبوت و سورة الروم

 نروي ذلك بعدة طرق عن الصادق ع أنه قال من قرأ سورة العنكبوت و الروم في ليلة ثلاث و عشرين فهو و الله يا با محمد من أهل الجنة لا أستثني فيه أبدا و لا أخاف أن يكتب الله تعالى علي في يميني إثما و إن لهاتين السورتين من الله تعالى مكانا و من القراءة فيها سورة إنا أنزلناه ألف مرة و قد تقدمت رواية لذلك في الليلة الأولى عموما في الشهر كله

و روينا تخصيص قراءتها في هذه الليلة بعدة طرق إلى مولانا أبي عبد الله ع

 قال لو قرأ رجل ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان إنا أنزلناه في ليلة القدر ألف مرة لأصبح و هو شديد اليقين بالاعتراف بما يختص فينا و ما ذاك إلا لشي‏ء عاينه في نومه

 دعاء علي بن الحسين ع في ليلة القدر يا باطنا في ظهوره و يا ظاهرا في بطونه يا باطنا ليس يخفى يا ظاهرا ليس يرى يا موصوفا لا يبلغ بكينونيته موصوف و لا حد محدود يا غائبا غير مفقود و يا شاهدا غير مشهود يطلب فيصاب و لم يخل منه السماوات و الأرض و ما بينهما طرفة عين لا يدرك بكيف و لا يؤين بأين و لا بحيث أنت نور النور و رب الأرباب أحطت بجميع الأمور سبحان من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ سبحان من هو هكذا و لا هكذا غيره ثم تدعو بما تريد

و من زيادات عمل ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان زيارة الحسين صلوات الله عليه

 رويناها من كتاب عمل شهر رمضان لعلي بن عبد الواحد النهدي بإسناده إلى أبي المفضل و قال و كتبته من أصل كتابه قال حدثنا الحسن بن خليل بن فرحان بأحمدآباد قال حدثنا عبد الله بن نهيك قال حدثني العباس بن عامر عن إسحاق بن زريق عن زيد أبي أسامة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع في هذه   الآية فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ قال هي ليلة القدر يقضى فيه أمر السنة من حج و عمرة أو رزق أو أمر أو أجل أو سفر أو نكاح أو ولد إلى سائر ما يلاقي ابن آدم مما يكتب له أو عليه في بقية ذلك الحول من تلك الليلة إلى مثلها من عام قابل و هي في العشر الأواخر من شهر رمضان فمن أدركها أو قال شهدها عند قبر الحسين ع يصلي عنده ركعتين أو ما تيسر له و سأل الله الجنة و استعاذ به من النار آتاه الله ما سأل و أعاذه مما استعاذ منه و كذلك إن سأل الله تعالى أن يؤتيه من خير ما فرق و قضى في تلك الليلة و أن يقيه من شر ما كتب فيها أو دعا الله و سأله تبارك و تعالى في أمر لا إثم فيه رجوت أن يؤتى سؤله و يوقى محاذيره و يشفع في عشرة من أهل بيته كلهم قد استوجبوا العذاب و الله إلى سائله و عبده بالخير أسرع

 و روينا بإسنادنا أيضا إلى أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال حدثنا علي بن نصر البرسجي قال حدثنا عبد الله بن موسى عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الثاني في حديث قال من زار الحسين ع ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان و هي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر و فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ صافحه روح أربعة و عشرين ألف ملك و نبي كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين ع في تلك الليلة

 قال و أخبرنا أحمد بن علي بن شاذان و إسحاق بن الحسين قالا أخبرنا محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن مندل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله ع قال إذا كان ليلة القدر يفرق الله عز و جل كل أمر حكيم نادى مناد من السماء السابعة من بطنان العرش أن الله عز و جل قد غفر لمن أتى قبر الحسين ع

فصل و لا يمتنع الإنسان في هذه الليلة من دعوات بظهر الغيب لأهل الحق فقد قدمنا في عمل اليوم و الليلة فضائل الدعاء للإخوان و رأينا في القرآن عن إبراهيم ع وَ اغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ و روينا دعاء النبي ع لأعدائه   

 اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون

فصل أقول و كنت في ليلة جليلة من شهر رمضان بعد تصنيف هذا الكتاب زمانا و إني أدعو في السحر لمن يجب أو يحسن تقديم الدعاء له و لي و لمن يليق بالتوفيق أن أدعو له فورد على خاطري أن الجاحدين لله جل جلاله و لنعمته و المستخفين بحرمته و المبدلين لحكمه في عباده و خليقته ينبغي أن يبدأ بالدعاء لهم بالهداية من ضلالتهم فإن جنايتهم على الربوبية و الحكمة الإلهية و الجلالة النبوية أشد من جناية العارفين بالله و بالرسول صلوات الله عليه و آله فيقتضي تعظيم الله و تعظيم جلاله و تعظيم رسوله ص و حقوق هدايته بمقاله و فعاله أن يقدم الدعاء بهداية من هو أعظم ضررا و أشد خطرا حيث تعذر أن يزال ذلك بالجهاد و منعهم من الإلحاد و الفساد. أقول فدعوت لكل ضال عن الله بالهداية إليه و لكل ضال عن الرسول بالرجوع إليه و لكل ضال عن الحق بالاعتراف به و الاعتماد عليه. فصل ثم دعوت لأهل التوفيق و التحقيق بالثبوت على توفيقهم و الزيادة في تحقيقهم و دعوت لنفسي و من يعنيني أمره بحسب ما رجوته من الترتيب الذي يكون أقرب إلى من أتضرع إليه و إلى مراد رسوله ص و قد قدمت مهمات الحاجات بحسب ما رجوته أقرب إلى الإجابة. فصل أ فلا ترى ما تضمنه مقدس القرآن من شفاعة إبراهيم ع في أهل الكفران فقال الله جل جلاله يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ فمدحه جل جلاله على حلمه و شفاعته و مجادلته في قوم لوط الذين قد بلغ كفرهم إلى تعجيل نقمته. فصل أ ما رأيت ما تضمنته أخبار صاحب الرسالة و هو قدوة أهل الجلالة كيف كان كلما آذاه قومه الكفار و بالغوا فيما يفعلون

 قال صلوات الله عليه و آله اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون

فصل أ ما رأيت الحديث عن عيسى ع كن كالشمس تطلع على البر و الفاجر   و قول نبينا صلوات الله عليه و آله اصنع الخير إلى أهله و إلى غير أهله فإن لم يكن أهله فكن أنت أهله و قد تضمن ترجيح مقام المحسنين إلى المسيئين قوله جل جلاله لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ و يكفي أن محمدا ص بعث رحمة للعالمين فصل و مما نذكره من فضل إحياء ليلة القدر

 ما ذكره الشيخ الفاضل جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس بن محمد بن الدوريستي رحمه الله في كتاب الحسنى قال حدثني أبي عن محمد بن علي قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد عن الحسن بن العباس بن الجريش الرازي عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ع عن آبائه عن الباقر محمد بن علي ع قال من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء و مثاقيل الجبال و مكاييل البحار

 و من الكتاب الحسنى المذكور حدثني أبي عن محمد بن علي السكوني قال حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي السكوني قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال من أحيا ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان و صلى فيه مائة ركعة وسع الله عليه معيشته في الدنيا و كفاه أمر من يعاديه و أعاذه من الغرق و الهدم و السرق و من شر السباع و دفع عنه هول منكر و نكير و خرج من قبره نور يتلألأ لأهل الجمع و يعطى كتابه بيمينه و يكتب له براءة من النار و جواز على الصراط و أمان من العذاب و يدخل الجنة بغير حساب و يجعل فيها من رفقاء النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً

و من زيادات ليلة ثلاث و عشرين قراءة سورة الدخان فيها و في كل ليلة   و قد قدمنا الرواية بذلك في أول ليلة و أن تحيا بالعبادة كما قدمناه و مما رويناه في تعظيم فضلها و إحيائها أيضا

 ما رواه ابن أبي عمير عن جميل و هشام و حفص قالوا مرض أبو عبد الله ع مرضا شديدا فلما كان ليلة ثلاث و عشرين أمر مواليه فحملوه إلى المسجد فكان فيه ليلته

فصل فيما يختص باليوم الثالث و العشرين من شهر رمضان دعاء اليوم الثالث و العشرين من شهر رمضان

 سبحان الذي يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ يُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ و يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ و ينزل الماء من السماء بكلماته و ينبت النبات بقدرته و يسقط الورق بأمره سبحان الله بارئ النسم سبحان الله المصور سبحان الله خالق الأزواج كلها سبحان الله جاعل الظلمات و النور سبحان الله فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى سبحان الله خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ سبحان الله خالق ما يرى و ما لا يرى سبحان الله مداد كلماته سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ثلاثا

 دعاء آخر في هذا اليوم اللهم اغسلني فيه من الذنوب و طهرني فيه من العيوب و امتحن فيه قلبي لتقوى القلوب يا مقيل عثرات المذنبين