أبواب مقدّمة العبادات

   باب 1 - وجوب العبادات الخمس الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و الحجّ و الجهاد

1    الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن سعدان عن فضيل عن أبي جعفر ع قال عشر من لقي اللّه عزّ و جلّ بهنّ دخل الجنّة شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و الإقرار بما جاء به من عند اللّه عزّ و جلّ و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صوم شهر رمضان و حجّ البيت و الولاية لأولياء اللّه و البراءة من أعداء اللّه و اجتناب كلّ مسكر

، و رواه أيضا عن محمّد بن إبراهيم الطّالقانيّ عن الحسن بن عليّ العدويّ عن صهيب بن عبّاد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه ع مثله

3    و في الأمالي، عن الحسن بن إبراهيم بن ناتانة عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمّار بن موسى عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أوّل ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي اللّه عزّ و جلّ عن الصّلوات المفروضات و عن الزّكاة المفروضة و عن الصّيام المفروض و عن الحجّ المفروض و عن ولايتنا أهل البيت الخبر

4    و في معاني الأخبار، و الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن جعفر بن عثمان عن أبي بصير قال كنت عند أبي جعفر ع فقال له رجل أصلحك اللّه إنّ بالكوفة قوما يقولون بمقالة ينسبونها إليك فقال و ما هي قال يقولون الإيمان غير الإسلام فقال أبو جعفر ع نعم فقال له الرّجل صفه لي فقال من شهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و أقرّ بما جاء من عند اللّه فهو مسلم قال فالإيمان قال من شهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و أقرّ بما جاء من عند اللّه و أقام الصّلاة و آتى الزّكاة و صام شهر رمضان و حجّ البيت الخبر

5    كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، برواية أبان بن أبي عيّاش عنه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال إنّ جبرئيل أتى رسول اللّه ص في صورة آدميّ فقال له ما الإسلام فقال شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت و صيام شهر رمضان و الغسل من الجنابة الخبر

6    العيّاشيّ في تفسيره، عن هشام بن عجلان قال قلت لأبي عبد اللّه ع أسألك عن شي‏ء لا أسأل عنه أحدا بعدك أسألك عن الإيمان الّذي لا يسع النّاس جهله فقال شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و الإقرار بما جاء من عند اللّه و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت و صوم رمضان و الولاية لنا و البراءة من عدوّنا و تكون مع الصّادقين

، و عن زرارة عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمسة أشياء على الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّوم و الولاية

8    الشّيخ شاذان بن جبرئيل القمّيّ في كتاب الرّوضة، و كتاب الفضائل، بالإسناد يرفعه إلى أبي سعيد الخدريّ أنّه قال قال رسول اللّه ص بني الإسلام على شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صوم شهر رمضان و الحجّ إلى البيت و الجهاد و ولاية عليّ بن أبي طالب ع

9    أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، عن جعفر بن أحمد بن أيّوب عن صفوان عن عمرو بن حريث عن أبي عبد اللّه ع قال دخلت عليه و هو في منزل أخيه عبد اللّه بن محمّد فقلت له جعلت فداك ما حوّلك إلى هذا المنزل قال طلب النّزهة قال قلت جعلت فداك أ لا أقصّ عليك ديني الّذي أدين به قال بلى يا عمرو قلت إنّي أدين اللّه بشهاده أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله و أنّ السّاعة آتية لا ريب فيها و أنّ اللّه يبعث من في القبور و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صوم شهر رمضان و حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا و الولاية لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بعد رسول اللّه ص و الولاية للحسن و الحسين و الولاية لعليّ بن الحسين و الولاية لمحمّد بن عليّ من بعده و أنتم أئمّتي عليه أحيا و عليه أموت و أدين اللّه قال يا عمرو هذا و اللّه ديني و دين آبائي الّذي ندين اللّه به في السّرّ و العلانية الخبر

10    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن أبي الجارود قال قلت لأبي جعفر ع إنّي امرؤ ضرير البصر كبير السّنّ و الشّقّة فيما بيني و بينكم بعيدة و أنا أريد أمرا أدين اللّه به و أحتجّ به و أتمسّك به و أبلّغه من خلّفت إلى أن قال فقال ع نعم يا أبا الجارود شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا عبده و رسوله و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صوم شهر رمضان و حجّ البيت و ولاية وليّنا و عداوة عدوّنا و التّسليم لأمرنا و انتظار قائمنا و الاجتهاد و الورع

  الشّيخ المفيد في أماليه، عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمس دعائم إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صوم شهر رمضان و حجّ البيت و الولاية لنا أهل البيت

12    الحسن بن الشّيخ الطّوسيّ ره في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن عليّ بن خالد المراغيّ عن القاسم بن محمّد بن حمّاد عن عبيد بن يعيش عن يونس بن بكير عن يحيى بن أبي حيّة أبي جناب الكلبيّ عن أبي العالية قال سمعت أبا أمامة يقول قال رسول اللّه ص ستّ من عمل بواحدة منهنّ جادلت عنه يوم القيامة حتّى تدخله الجنّة تقول أي ربّ كان يعمل بي في الدّنيا الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّيام و أداء الأمانة و صلة الرّحم

13    أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن، روي عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ رسول اللّه ص كان يسير في بعض سيره فقال لأصحابه يطلع عليكم من بعض هذه الفجاج شخص ليس له عهد بإبليس منذ ثلاثة أيّام فما لبثوا أن أقبل أعرابيّ قد يبس جلده على عظمه و غارت عيناه في رأسه و اخضرّت شفتاه من أكل البقل فسأل عن النّبيّ ص في أوّل الزّقاق حتّى لقيه فقال له اعرض عليّ الإسلام فقال قل أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّي محمّد رسول اللّه قال أقررت قال تصلّي الخمس و تصوم شهر رمضان قال أقررت قال تحجّ البيت الحرام و تؤدّي الزّكاة و تغتسل من الجنابة قال أقررت الخبر

14    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّا ع أمر النّاس بإقامة أربع إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و يتمّوا الحجّ و العمرة للّه جميعا

15    عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن محمّد بن أحمد بن شهريار عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عامر عن محمّد بن جعفر التّميميّ عن محمّد بن الحسين الأشنانيّ عن عبّاد بن يعقوب عن حسين بن زيد عن جعفر عن أبيه ع عن عليّ أو الحسن بن عليّ ع قال إنّ اللّه افترض خمسا و لم يفترض إلّا حسنا جميلا الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّيام و ولايتنا أهل البيت فعمل النّاس بأربع و استخفّوا بالخامسة و اللّه لا يستكملوا الأربع حتّى يستكملوها بالخامسة

16    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال في حجّة الوداع يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم و صلّوا خمسكم و صوموا شهركم و أدّوا زكاة أموالكم طيّبة بها أنفسكم و أطيعوا ولاة ربّكم تدخلوا جنّة ربّكم

17    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب الطّرف، بإسناده إلى عيسى بن المستفاد ممّا رواه في كتاب الوصيّة عن موسى بن جعفر عن أبيه ع أنّه قال في حديث و لمّا كانت اللّيلة الّتي أصيب حمزة في يومها دعاه رسول اللّه ص فقال يا حمزة يا عمّ رسول اللّه يوشك أن تغيب غيبة بعيدة فما تقول لو وردت على اللّه تبارك و تعالى و سألك عن شرائع الإسلام و شروط الإيمان فبكى حمزة و قال بأبي أنت و أمّي أرشدني و فهّمني قال يا حمزة تشهد أن لا إله إلّا اللّه مخلصا و أنّي رسول اللّه بالحقّ قال حمزة شهدت قال و أنّ الجنّة حقّ و أنّ النّار حقّ و أنّ السّاعة آتية لا ريب فيها و أنّ الصّراط حقّ و الميزان حقّ و من يعمل مثقال ذرّة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره و فريق في الجنّة و فريق في السّعير و أنّ عليّا ع أمير المؤمنين قال حمزة شهدت و أقررت و آمنت و صدّقت و قال الأئمّة من ذرّيّته ولده الحسن و الحسين و الإمامة في ذرّيّته قال حمزة آمنت و صدّقت و قال و فاطمة سيّدة نساء العالمين قال نعم صدّقت الخبر

 باب 2 -ثبوت الكفر و الارتداد بجحود بعض الضّروريّات و غيرها ممّا تقوم الحجّة فيه بنقل الثّقات

1      أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ في تفسيره، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفيّ عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع و أمّا الكفر المذكور في كتاب اللّه فخمسة وجوه منها كفر الجحود و منها كفر فقط فأمّا كفر الجحود فأحد الوجهين منه جحود الوحدانيّة و هو قول من يقول لا ربّ و لا جنّة و لا نار و لا بعث و لا نشور و هؤلاء صنف من الزّنادقة و صنف من الدّهريّة الّذين يقولون ما يهلكنا إلّا الدّهر و ذلك رأي وضعوه لأنفسهم استحسنوه بغير حجّة فقال تعالى إن هم إلّا يظنّون و قال إنّ الّذين كفروا سواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون أي لا يؤمنون بتوحيد اللّه و الوجه الآخر من الجحود هو الجحود مع المعرفة بحقّيّته قال تعالى و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلما و علوّا و قال سبحانه و كانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللّه على الكافرين أي جحدوه بعد أن عرفوه و أمّا الوجه الثّالث من الكفر فهو كفر التّرك لما أمر اللّه به و هو من المعاصي قال اللّه سبحانه و إذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم و لا تخرجون أنفسكم من دياركم ثمّ أقررتم و أنتم تشهدون إلى قوله أ فتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فكانوا كفّارا لتركهم ما أمر اللّه تعالى به فنسبهم إلى الإيمان بإقرارهم بألسنتهم على الظّاهر دون الباطن فلم ينفعهم ذلك بقوله تعالى فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلّا خزي في الحياة الدّنيا الآية الخبر

2      و رواه في البحار، عن كتاب ناسخ القرآن و منسوخه لسعد بن عبد اللّه القمّيّ برواية جعفر بن قولويه عنه قال روى مشايخنا عن أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع و ذكر مثله

3    و في كتاب الغيبة، عن ابن عقدة عن محمّد بن المفضّل عن قيس و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسين و محمّد بن أحمد جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال قلت له أ رأيت من جحد إماما منكم ما حاله فقال من جحد إماما من الأئمّة و برئ منه و من دينه فهو كافر و مرتدّ عن الإسلام لأنّ الإمام من اللّه و دينه دين اللّه و من برئ من دين اللّه فدمه مباح في تلك الحال إلّا أن يرجع أو يتوب إلى اللّه ممّا قال

4    و رواه المفيد في الإختصاص، عن أبي أيّوب و محمّد بن مسلم عنه ع مثله

5    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن بكر بن صالح عن أبي عمرو الزّبيريّ عن أبي عبد اللّه ع قال الكفر في كتاب اللّه على خمسة وجوه فمنه كفر الجحود و هو على وجهين جحود بعلم و جحود بغير علم فأمّا الّذين جحدوا بغير علم فهم الّذين حكى اللّه عنهم في قوله و قالوا ما هي إلّا حياتنا الدّنيا الآية و قوله إنّ الّذين كفروا سواء عليهم الآية فهؤلاء كفروا و جحدوا بغير علم و أمّا الّذين كفروا و جحدوا بعلم فهم الّذين قال اللّه تعالى فيهم و كانوا من قبل يستفتحون الآية فهؤلاء كفروا و جحدوا بعلم إلى أنقال و منه كفر التّرك لما أمرهم اللّه الخبر

6    الصّدوق في معاني الأخبار، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن العبّاس بن معروف عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن ابن مسكان عن أبي الرّبيع قال قلت ما أدنى ما يخرج به الرّجل من الإيمان قال الرّأي يراه الرّجل مخالفا للحقّ فيقيم عليه

7    كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، قال أتى رجل أمير المؤمنين ع فقال له يا أمير المؤمنين ما أدنى ما يكون به الرّجل مؤمنا و أدنى ما يكون به كافرا و أدنى ما به يكون ضالّا إلى أن قال ع و أدنى ما يكون به كافرا أن يتديّن بشي‏ء فيزعم أنّ اللّه أمره به عمّا نهى اللّه عنه ثمّ ينصبه فيتبرّأ و يتولّى و يزعم أنّه يعبد اللّه الّذي أمره به

8    ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن الحسن بن حمزة عن نصر بن الحسن الورامينيّ عن سهل عن محمّد بن الوليد الصّيرفيّ عن سعيد الأعرج قال دخلت أنا و سليمان بن خالد على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع فابتدأني فقال يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع يؤخذ به إلى أن قال و الرّادّ عليه في صغير أو كبير على حدّ الشّرك باللّه

9    محمّد بن الحسن الصّفّار في بصائر الدّرجات، عن عليّ بن حسّان عن أبي عبد اللّه الرّياحيّ عن أبي الصّامت الحلوانيّ عن أبي جعفر ع قال فضّل أمير المؤمنين ع ما جاء به أخذ به و ما نهى عنه انتهي عنه إلى أن قال و الرّادّ عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشّرك باللّه

10    أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن الحذّاء عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول أما و اللّه إنّ أحبّ أصحابي إليّ أورعهم و أكتمهم لحديثنا و إنّ أسوأهم عندي حالا و أمقتهم إليّ الّذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا و يروى عنّا فلم يعقله و لم يقبله قلبه اشمأزّ منه و جحده و كفر بمن دان به و هو لا يدري لعلّ الحديث من عندنا خرج و إلينا أسند فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا

11    أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن مرازم بن حكيم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من خالف سنّة محمّد ص فقد كفر

12    أبو القاسم أحمد بن عليّ الكوفيّ في كتاب الإستغاثة، عن رسول اللّه ص أنّه قال من ترك صلاة واحدة عامدا فهو كافر

 و يأتي تتمّة أخبار الباب في أبواب المرتدّ من كتاب الحدود

 باب 3 -اشتراط العقل في تعلّق التّكليف

1    الصّدوق في الأمالي، عن عليّ بن أحمد بن موسى عن محمّد بن يعقوب عن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن محمّد بن سليمان عن أبيه قال قلت لأبي عبد اللّه الصّادق ع فلان من عبادته و دينه و فضله كذا و كذا قال فقال كيف عقله فقلت لا أدري فقال إنّ الثّواب على قدر العقل الخبر

2    و في علل الشّرائع، عن أحمد بن محمّد بن عيسى العلويّ الحسينيّ عن محمّد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن محمّد القطّان عن أبي الطّيّب أحمد بن محمّد بن عبد اللّه عن عيسى بن جعفر العلويّ العمريّ عن آبائه عن عمر بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب ع أنّ النّبيّ ص سئل ممّ خلق اللّه عزّ و جلّ العقل قال خلقه ملك له رءوس بعدد الخلائق من خلق و من يخلق إلى يوم القيامة و لكلّ رأس وجه و لكلّ آدميّ رأس من رءوس العقل و اسم ذلك الإنسان على وجه ذلك الرّأس مكتوب و على كلّ وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك السّتر من ذلك الوجه حتّى يولد هذا المولود و يبلغ حدّ الرّجال أو حدّ النّساء فإذا بلغ كشف ذلك السّتر فيقع في قلب هذا الإنسان نور فيفهم الفريضة و السّنّة و الجيّد و الرّدي‏ء ألا و مثل العقل في القلب كمثل السّراج في البيت

3    و فيه، و في العيون، عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد بن عامر عن أبي عبد اللّه السّيّاريّ عن أبي يعقوب البغداديّ عن ابن السّكّيت في خبر أنّه قال فما الحجّة على الخلق اليوم فقال الرّضا ع العقل تعرف به الصّادق على اللّه فتصدّقه و الكاذب على اللّه فتكذّبه فقال ابن السّكّيت هذا هو و اللّه الجواب

4    و فيه، و في الخصال، عن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن المروزيّ عن محمّد بن جعفر المقري الجرجانيّ عن محمّد بن الحسن الموصليّ عن محمّد بن عاصم الطّريفيّ عن عيّاش بن يزيد بن الحسن مولى زيد بن عليّ عن أبيه عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه خلق العقل من نور مخزون مكنون إلى أن قال فقال الرّبّ تبارك و تعالى و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقا أحسن منك و لا أطوع لي منك و لا أرفع منك و لا أشرف منك و لا أعزّ منك بك أوحّد و بك أعبد و بك أدعى و بك أرتجى و بك أبتغى و بك أخاف و بك أحذر و بك الثّواب و بك العقاب الخبر

5    و فيه، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن عليّ بن حديد عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال اعرفوا العقل و جنده و الجهل و جنده تهتدوا إلى أن قال ع و إنّما يدرك الحقّ بمعرفة العقل و جنوده الخبر

635-  و رواه في الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه الحميريّ معا عن البرقيّ و رواه البرقيّ في المحاسن، عن عليّ بن حديد مثله

 و رواه ثقة الإسلام في الكافي، عن عدّة من أصحابنا عن البرقيّ مثله

7    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، قال قال النّبيّ ص في جواب شمعون بن لاوي بن يهودا حيث قال أخبرني عن العقل ما هو و كيف هو و ما يتشعّب منه و ما لا يتشعّب و صف لي طوائفه كلّها فقال رسول اللّه ص إنّ العقل عقال من الجهل و النّفس مثل أخبث الدّوابّ فإن لم تعقل حارت فالعقل عقال من الجهل و إنّ اللّه خلق العقل فقال له أقبل فأقبل و قال له أدبر فأدبر فقال اللّه تبارك و تعالى و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقا أعظم منك و لا أطوع منك بك أبدئ و بك أعيد لك الثّواب و عليك العقاب الخبر

8    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إذا علمتم من رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله فإنّما يجزى الرّجل بعقله

9    أصل زيد الزّرّاد، عن أبي عبد اللّه ع قال قال أبو جعفر ع يا بنيّ اعرف منازل شيعة عليّ ع على قدر روايتهم و معرفتهم إلى أن قال إنّي نظرت في كتاب لعليّ ع فوجدت فيه أنّ زنة كلّ امرئ و قدره معرفته إنّ اللّه عزّ و جلّ يحاسب العباد على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدّنيا

10    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه بلغه عن عمر أنّه أمر بمجنونة زنت لترجم فأتاه فقال أ ما علمت أنّ اللّه عزّ و جلّ رفع القلم عن ثلاثة عن النّائم حتّى يستيقظ و عن المجنون حتّى يفيق و عن الصّغير حتّى يكبر و هذه مجنونة قد رفع عنها القلم

11    محمّد بن عليّ الفارسيّ في روضة الواعظين، عن ابن عبّاس أنّه قال أساس الدّين العقل و فرضت الفرائض على العقل الخبر

  و يأتي باقي أخبار الباب في أبواب جهاد النّفس و نشير فيها إلى المراد من العقل في المقامين

 باب 4 -اشتراط التّكليف بالوجوب و التّحريم بالاحتلام و الإنبات مطلقا أو بلوغ الذّكر خمس عشرة سنة و الأنثى تسع سنين و استحباب تمرين الأطفال على العبادة قبل ذلك

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص و لا يتم بعد تحلّم الخبر

2    و رواه السّيّد الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عنه ع مثله و فيه بعد الحلم

3   ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال يجب الصّلاة على الصّبيّ إذا عقل و الصّوم إذا أطاق و الشّهادة و الحدّ إذا احتلم

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه قال لأبي بكر يا أبا بكر إنّ الغلام إنّما يثّغر في سبع سنين و يحتلم في أربع عشرة سنة و يستكمل طوله في أربع و عشرين و يستكمل عقله في ثمان و عشرين سنة و ما كان بعد ذلك فإنّما هو بالتّجارب

5    عوالي اللآّلي، و في الحديث أنّ سعد بن معاذ حكم في بني قريظة بقتل مقاتليهم و سبي ذراريّهم و أمر بكشف مؤتزرهم فمن أنبت فهو من المقاتلة و من لم ينبت فهو من الذّراريّ و صوّبه النّبيّ ص

6      الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد و عبد اللّه ابني محمّد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ نجدة الحروريّ كتب إلى ابن عبّاس يسأله عن أربعة أشياء إلى أن قال و عن اليتيم متى ينقطع يتمه و عن قتل الذّراريّ فكتب إليه ابن عبّاس إلى أن قال فأمّا اليتيم فانقطاع يتمه أشدّه و هو الاحتلام

7   ، و عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد اللّه ع قال حدّ بلوغ المرأة تسع سنين

8   ، و عن أبيه عن محمّد بن يحيى العطّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال إذا بلغ الغلام أشدّه ثلاث عشرة سنة و دخل الأربع عشرة سنة وجب عليه ما وجب على المحتلمين احتلم أم لم يحتلم و كتبت عليه السّيّئات و كتبت له الحسنات و جاز له كلّ شي‏ء من ماله

9    و في فضائل الأشهر الثّلاثة، عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عن عبد العزيز بن يحيى عن محمّد بن زكريّا عن أحمد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن سليمان المروزيّ عن الرّضا ع أنّه قال في حديث و إنّ الصّبيّ لا يجري عليه القلم حتّى يبلغ

10    أبو عليّ بن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ عن الصّدوق عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير و محمّد بن إسماعيل عن منصور بن حازم عن الصّادق ع عن آبائه قال قال رسول اللّه ص لا رضاع بعد فطام و لا وصال في صيام و لا يتم بعد احتلام

11    فقه الرّضا، ع و آخر حدود اليتم الاحتلام و أروي عن العالم ع لا يتم بعد احتلام

12    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال سأله أبي و أنا حاضر عن اليتيم متى يجوز أمره فقال حين يبلغ أشدّه قلت و ما أشدّه قال الاحتلام قلت قد يكون الغلام ابن ثماني عشرة سنة لا يحتلم أو أقلّ أو أكثر قال إذا بلغ ثلاث عشرة سنة كتب له الحسن و كتب عليه السّيّئ و جاز أمره إلّا أن يكون سفيها أو ضعيفا

 و يأتي في كتاب الحجر و الوصيّة تتمّة أخبار الباب و التّحديد بالخمس عشرة سنة المذكورة في العنوان عليه العمل و إن لم نذكر ما يدلّ عليه لكفاية ما يدلّ عليه في الأصل المعتضد بعمل الأصحاب و شذوذ المخالف فلا بدّ من طرح ما دلّ على خلافه أو حمله على بعض المحامل

 باب 5 -وجوب النّيّة في العبادات الواجبة و اشتراطها بها مطلقا

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن 5-  أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول لا حسب إلّا التّواضع و لا كرم إلّا التّقوى و لا عمل إلّا بنيّة و لا عبادة إلّا بيقين

2    ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن أحمد بن محمّد المعروف بابن الصّلت عن ابن عقدة أحمد بن محمّد بن سعيد عن المنذر بن محمّد عن أحمد بن يحيى الضّبّيّ عن موسى بن القاسم عن أبي الصّلت عن الرّضا ع عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص لا قول إلّا بالعمل و لا قول و لا عمل إلّا بنيّة و لا قول و لا عمل و لا نيّة إلّا بإصابة السّنّة

3    و عن ابن مخلد عن أبي عمرو عن محمّد بن هشام المروزيّ عن يحيى بن عثمان عن بقيّة عن إسماعيل البصريّ يعني ابن عليّة عن أبان عن أنس قال قال رسول اللّه ص لا يقبل قول إلّا بعمل و لا يقبل قول و لا عمل إلّا بنيّة و لا يقبل قول و عمل و نيّة إلّا بإصابة السّنّة

4    فقه الرّضا، عن العالم ع أنّه قال لا قول إلّا بعمل و لا عمل إلّا بنيّة و لا نيّة إلّا بإصابة السّنّة

5    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع قال النّبيّ ص إنّما الأعمال بالنّيّات و لكلّ امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه

 و رواه في الدّعائم، عنه مثله

6    الصّدوق في الهداية، قال رسول اللّه ص إنّما الأعمال بالنّيّات

7    دعائم الإسلام، عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لا عمل إلّا بنيّة و لا عبادة إلّا بيقين و لا كرم إلّا بالتّقوى

 باب 6 -استحباب نيّة الخير و العزم عليه

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لا تمنّي إلّا في خير كثير

2   ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من تمنّى شيئا هو للّه رضى لم يمت من الدّنيا حتّى يعطاه

3   ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال إذا تمنّى أحدكم فليكن مناه في الخير و ليكثر فإنّ اللّه واسع كريم

4   ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص نيّة المؤمن خير من عمله و نيّة المنافق شرّ من عمله و كلّ يعمل على نيّته

5    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، قوله تعالى قل كلّ يعمل على شاكلته أي على نيّته فربّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا فإنّه حدّثني أبي عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرّضا ع قال إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه فيكون هو الّذي يلي حسابه فيعرض عليه عمله إلى أن قال ع ثمّ يقول اللّه للملائكة هلمّوا الصّحف الّتي فيها الأعمال الّتي لم يعملوها قال فيقرءونها فيقولون و عزّتك إنّك لتعلم أنّا لم نعمل منها شيئا فيقول صدقتم نويتموها فكتبناها لكم ثمّ يثابون عليها

6    العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي هاشم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الخلود في الجنّة و النّار فقال إنّما خلّد أهل النّار في النّار لأنّ نيّاتهم كانت في الدّنيا أن لو خلّدوا فيها أن يعصوا اللّه أبدا و إنّما خلّد أهل الجنّة في الجنّة لأنّ نيّاتهم كانت في الدّنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا اللّه أبدا فبالنّيّات خلّد هؤلاء و هؤلاء ثمّ تلا قوله تعالى قل كلّ يعمل على شاكلته

7   ، و عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل لآدم ع ثلاث خصال في ذرّيّته جعل لهم أنّ من همّ منهم بحسنة أن يعملها كتبت له حسنة و من همّ بحسنة فعملها كتبت له بها عشر حسنات و من همّ بالسّيّئة أن يعملها لا يكتب عليه و من عملها كتبت عليه سيّئة واحدة

8    فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع أنّه قال نيّة المؤمن خير من عمله لأنّه ينوي خيرا من عمله و نيّة الفاجر شرّ من عمله و كلّ عامل يعمل على نيّته و نروي نيّة المؤمن خير من عمله لأنّه ينوي من الخير ما لا يطيقه و لا يقدر عليه و روي من حسنت نيّته زاد اللّه في رزقه و سألت العالم عن قول اللّه خذوا ما آتيناكم بقوّة قوّة الأبدان أم قوّة القلوب فقال جميعا و نروي حسن الخلق سجيّة و نيّة و صاحب النّيّة أفضل و نروي ما ضعفت نيّة عن نيّة و أروي عنه ع نيّة المؤمن خير من عمله فسألته عن معنى ذلك فقال العمل يدخله الرّياء و النّيّة لا يدخلها الرّياء و سألت العالم عن تفسير نيّة المؤمن خير من عمله قال إنّه ربّما انتهت بالإنسان حالة من مرض أو خوف فتفارقه الأعمال و معه نيّته فلذلك الوقت نيّة المؤمن خير من عمله و في وجه آخر أنّه لا يفارقه عقله أو نفسه و الأعمال قد تفارقه قبل مفارقة العقل و النّفس

9    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع قال النّبيّ ص نيّة المؤمن خير من عمله

10    الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي غالب أحمد بن محمّد عن جدّه محمّد بن سليمان عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن حمزة بن الطّيّار عن أبي عبد اللّه ع قال إنّما قدّر اللّه عون العباد على قدر نيّاتهم فمن صحّت نيّته تمّ عون اللّه له و من قصرت نيّته قصر عنه العون بقدر الّذي قصر

11    البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصّوريّ قال قال رسول اللّه ص نيّة المؤمن خير من عمله

12    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، قال حدّثني حميد بن شعيب عن جابر قال سمعته يقول إنّ المؤمن يتمنّى الحسنة أن يعملها فإن لم يعمل كتبت له حسنة و إن عملها كتبت له عشرة و يهمّ بالسّيّئة فلا يكتب عليه شي‏ء و إن عملها كتبت له سيّئة

13   ، و عن جابر قال سمعته يقول رجلان في الأجر سواء رجل مسلم أعطاه اللّه مالا يعمل فيه بطاعة اللّه و رجل فقير يقول اللّهمّ لو شئت رزقتني ما رزقت أخي فأعمل فيه بطاعتك و رجل كافر رزق مالا يعمل فيه بغير... فقال اللّهمّ لو كان لي مثل مال فلان عملت فيه بمثل عمل فلان فله مثل إثمه

14    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص نيّة المؤمن أبلغ من عمله

  الصّدوق في الهداية، روي أنّ نيّة المؤمن خير من عمله و نيّة الكافر شرّ من عمله و روي أنّ بالنّيّات خلّد أهل الجنّة في الجنّة و أهل النّار في النّار و قال عزّ و جلّ قل كلّ يعمل على شاكلته يعني على نيّته

16    الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب الزّهد، عن إبراهيم بن أبي البلاد عن ابن أبي عمير عن جميل عن بكير عن أحدهما ع قال إنّ آدم ع قال يا ربّ سلّطت عليّ الشّيطان و أجريته مجرى الدّم منّي فاجعل لي شيئا أصرف كيده عنّي قال يا آدم قد جعلت لك أنّ من همّ من ذرّيّتك بسيّئة لم تكتب عليه و من همّ منهم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرة الخبر

17    ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن محمّد بن الحسين الخلّال عن الحسن بن الحسين الأنصاريّ عن زافر بن سليمان عن الأشرس الخراسانيّ عن أيّوب السّجستانيّ عن أبي قلابة قال قال رسول اللّه ص من أسرّ ما يرضي اللّه عزّ و جلّ أظهر اللّه له ما يسرّه

18    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن هشام عن الكاظم ع أنّه قال من حسنت نيّته زيد في رزقه

  الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع عن الحسين بن عليّ ع في حديث طويل عن أمير المؤمنين ع قال قال اللّه تعالى لنبيّه ص ليلة المعراج و كانت الأمم السّالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثمّ لم يعملها لم تكتب له و إن عملها كتبت له حسنة و إنّ أمّتك إذا همّ أحدهم بحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة و إن عملها كتبت له عشرة و هي من الآصار الّتي كانت عليهم فرفعتها عن أمّتك الخبر

20    كتاب المسلسلات، لجعفر بن أحمد القمّيّ حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحسين عن ]أبيه عن[ الثّعلبيّ عن ]عبد اللّه بن[ منصور عن أبيه قال سألت مولاي أبا الحسن موسى بن جعفر ع عن قول اللّه عزّ و جلّ يعلم السّرّ و أخفى قال فقال لي سألت أبي قال سألت جدّي قال سألت أبي عليّ بن الحسين بن عليّ قال سألت أبي الحسين بن عليّ ع قال سألت النّبيّ ص عن قول اللّه عزّ و جلّ يعلم السّرّ و أخفى قال سألت اللّه عزّ و جلّ فأوحى إليّ أنّي خلقت في قلب ابن آدم عرقين يتحرّكان بشي‏ء من الهوى فإن يكن في طاعتي كتبت له حسنات و إن يكن في معصيتي لم أكتب عليه شيئا حتّى يواقع الخطيئة

 باب 7 -كراهية نيّة الشّرّ

1    فقه الرّضا، ع و نروي ما من عبد أسرّ خيرا فتذهب الأيّام حتّى يظهر اللّه له خيرا و ما من عبد أسرّ شرّا فتذهب الأيّام حتّى يظهر اللّه له شرّا و قال ع و أروي لا يقبل اللّه عمل عبد و هو يضمر في قلبه على مؤمن سوءا

2    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن حميد بن شعيب عن جابر قال سمعته أي جعفرا ع يقول ما من عبد يسرّ خيرا إلّا لم تذهب الأيّام حتّى يظهر له خيرا و ما من عبد يسرّ شرّا إلّا لم تذهب الأيّام حتّى يظهر له شرّا

3    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من أسرّ سريرة ألبسه اللّه رداها إن خيرا فخير و إن شرّا فشرّ

  ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن محمّد بن الحسين الخلّال عن الحسن بن الحسين الأنصاريّ عن زافر بن سليمان عن أشرس الخراسانيّ عن أيّوب السّجستانيّ عن أبي قلابة قال قال رسول اللّه ص من أسرّ ما يسخط اللّه تعالى أظهر اللّه ما يخزيه الخبر

 باب 8 -وجوب الإخلاص في العبادة و النّيّة

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص تكتب الصّلاة على أربعة أسهم سهم منها إسباغ الوضوء و سهم منها الرّكوع و سهم منها السّجود و سهم منها الخشوع قيل يا رسول اللّه و ما الخشوع قال التّواضع في الصّلاة و أن يقبل العبد بقلبه كلّه على ربّه عزّ و جلّ

2   ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص أبصر رجلا قد دبرت جبهته فقال له النّبيّ ص من يغالب عمل اللّه يغلبه و من يهجر اللّه عزّ و جلّ يشوّه به و من يخدع اللّه يخدعه فهلّا تجافيت بجبهتك الأرض و لم يبشر وجهك

3    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع و لا بدّ للعبد من خالص النّيّة في كلّ حركة و سكون لأنّه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلا و الغافلون قد وصفهم اللّه تعالى فقال إن هم إلّا كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا و قال و أولئك هم الغافلون و قال ع الإخلاص يجمع فواضل الأعمال و هو معنى مفتاحه القبول و توقيعه الرّضا فمن تقبّل اللّه منه و يرضى عنه فهو المخلص و إن قلّ عمله و من لا يتقبّل اللّه منه فليس بمخلص و إن كثر عمله اعتبارا بآدم ع و إبليس عليه اللّعنة و علامة القبول وجود الاستقامة ببذل كلّ محابّمع إصابة كلّ حركة و سكون و المخلص ذائب روحه باذل مهجته في تقويم ما به العلم و الأعمال و العامل و المعمول بالعمل لأنّه إذا أدرك ذلك فقد أدرك الكلّ و إذا فاته ذلك فاته الكلّ و هو تصفية معاني التّنزيه في التّوحيد كما قال الأوّل هلك العاملون إلّا العابدون و هلك العابدون إلّا العالمون و هلك العالمون إلّا الصّادقون و هلك الصّادقون إلّا المخلصون و هلك المخلصون إلّا المتّقون و هلك المتّقون إلّا الموقنون و إنّ الموقنين لعلى خطر عظيم قال اللّه تعالى و اعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين و أدنى حدّ الإخلاص بذل العبد طاقته ثمّ لا يجعل لعمله عند اللّه قدرا فيوجب به على ربّه مكافاة لعلمه بعمله أنّه لو طالبه بوفاء حقّ العبوديّة لعجز و أدنى مقام المخلص في الدّنيا السّلامة من جميع الآثام و في الآخرة النّجاة من النّار و الفوز بالجنّة

4   ، العيّاشيّ عن عليّ بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال قال اللّه تعالى أنا خير شريك من أشرك بي في عمله لن أقبله إلّا ما كان لي خالصا

5    أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي، عن النّبيّ ص قال يقول اللّه سبحانه أنا خير شريك و من أشرك معي شريكا في عمله فهو لشريكي دوني لأنّي لا أقبل إلّا ما خلص لي

6   ، و عنه ص إنّ لكلّ حقّ حقيقة و ما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يحمد على شي‏ء من عمل للّه

7    فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع يقول اللّه عزّ و جلّ أنا خير شريك من أشرك معي غيري في عملي لم أقبل إلّا ما كان لي خالصا

8    تفسير العسكريّ، ع قال محمّد بن عليّ الباقر ع لا يكون العبد عابدا للّه حقّ عبادته حتّى ينقطع عن الخلق كلّه إليه فحينئذ يقول هذا خالص لي فيتقبّله بكرمه و قال جعفر بن محمّد ع ما أنعم اللّه عزّ و جلّ على عبد أجلّ من أن لا يكون في قلبه مع اللّه غيره و قال جعفر بن محمّد ع أشرف الأعمال التّقرّب بعبادة اللّه عزّ و جلّ

9    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن حذيفة بن اليمان قال سألت رسول اللّه ص عن الإخلاص فقال سألته عن جبرئيل فقال سألته عن اللّه تعالى فقال الإخلاص سرّ من سرّي أودعه في قلب من أحببته

10   ، و عن أبي ذرّ الغفاريّ قال قال رسول اللّه ص إنّ لكلّ حقّ حقيقة و ما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يحمد على شي‏ء من عمل

 باب 9 -ما يجوز قصده من غايات النّيّة و ما يستحبّ اختياره منها

1    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن حميد بن شعيب عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال سمعته أي جعفرا ع يقول قد كان عليّ ع و هو عبد اللّه قد أوجب له الجنّة عمد إلى قربات فجعلها صدقة مبتولة قال اللّهمّ إنّما فعلت هذا لتصرف وجهي عن النّار و تصرف النّار عن وجهي

2    تفسير العسكريّ، ع قال عليّ بن الحسين ع إنّي أكره أن أعبد اللّه لأغراض لي و لثوابه فأكون كالعبد الطّمع المطمّع إن طمّع عمل و إلّا لم يعمل و أكره أن أعبده لخوف عذابه فأكون كالعبد السّوء إن لم يخف لم يعمل قيل فلم تعبده قال لما هو أهله بأياديه عليّ و إنعامه

   باب 10- عدم جواز الوسوسة في النّيّة و العبادة

1    الشّيخ حسين العامليّ والد شيخنا البهائيّ في العقد الطّهماسبيّة، رويت بسندي إلى رسول اللّه ص أنّ بعض أصحابه شكا إليه كثرة الوسوسة فقال يا رسول اللّه إنّ الشّيطان قد حال بيني و بين صلواتي يلبّسها عليّ فقال رسول اللّه ص ذلك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسست به فتعوّذ باللّه و اتفل عن يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهب اللّه عنّي

 خنزب بخاء معجمة تفتح و تكسر و نون ساكنة و زاء مفتوحة و باقي أخبار الباب يأتي في آخر أبواب الخلل

 باب 11 -تحريم قصد الرّياء و السّمعة في العبادة

1    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن جعفر بن أحمد عن عبيد اللّه بن موسى عن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في قوله عزّ و جلّ فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا قال هذا الشّرك شرك رياء

2    فقه الرّضا، ع و نروي من عمل للّه كان ثوابه على اللّه و من عمل للنّاس كان ثوابه على النّاس إنّ كلّ رياء شرك

3    العيّاشيّ في تفسيره، عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن تفسير هذه الآية فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا قال من صلّى أو صام أو أعتق أو حجّ يريد محمدة النّاس فقد أشرك في عمله و هو شرك مغفور

4   ، و عن جرّاح عن أبي عبد اللّه ع قال فمن كان يرجوا إلى بعبادة ربّه أحدا إنّه ليس من رجل يعمل شيئا من البرّ و لا يطلب به وجه اللّه إنّما يطلب تزكية النّاس يشتهي أن يسمّع به النّاس فذاك الّذي أشرك بعبادة ربّه أحدا

5   ، و عن مسعدة بن زياد عن الصّادق عن أبيه ع أنّ رسول اللّه ص سئل فيما النّجاة غدا فقال النّجاة في أن لا تخادعوا اللّه فيخدعكم فإنّه من يخادع اللّه يخدعه و يخلع منه الإيمان و نفسه يخدع لو يشعر فقيل له و كيف يخادع اللّه قال يعمل بما أمره اللّه ثمّ يريد به غيره فاتّقوا اللّه و اجتنبوا الرّياء فإنّه شرك باللّه إنّ المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر حبط عملك و بطل أجرك و لا خلاق لك اليوم فاطلب أجرك ممّن كنت تعمل له

6   ، و عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع قالا لو أنّ عبدا عمل عملا يطلب به رحمة اللّه و الدّار الآخرة ثمّ أدخل فيه رضا أحد من النّاس كان مشركا

7    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع و اعملوا في غير رياء و لا سمعة فإنّه من يعمل لغير اللّه يكله اللّه إلى من عمل له

8    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو خشوع نفاق

9    كتاب المانعات من الجنّة، للشّيخ الفقيه أبي محمّد جعفر بن أحمد القمّيّ عن أبي سعيد الخدريّ عن النّبيّ ص قال إنّ اللّه حرّم الجنّة على كلّ مراء و مرائية و ليس البرّ في حسن الزّيّ و لكنّ البرّ في السّكينة و الوقار

10    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن أبي الصّبّاح العبديّ و يقال له الكنانيّ عن يزيد بن خليفة قال دخلنا على أبي عبد اللّه ع فلمّا جلسنا عنده قال نظرتم حيث نظر اللّه إلى أن قال ما على عبد إذا عرفه اللّه ألّا يعرفه النّاس إنّه من عمل للنّاس كان ثوابه على النّاس و من عمل للّه كان ثوابه على اللّه و إنّ كلّ رياء شرك

11    و عن حميد بن شعيب عن جابر قال سمعته أي جعفرا ع يقول فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا ثمّ قال إنّه ليس من رجل عمل شيئا من أبواب الخير يطلب به وجه اللّه و يطلب به حمد النّاس يشتهي أن يسمّع النّاس قال فقال هذا الّذي أشرك بعبادة ربّه

12    الشّهيد الثّاني في منية المريد، قال رسول اللّه ص إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر قالوا و ما الشّرك الأصغر قال رسول اللّه ص هو الرّياء يقول اللّه تعالى يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم اذهبوا إلى الّذين كنتم تراءون في الدّنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء و قال ص استعيذوا من جبّ الخزي قيل و ما هو يا رسول اللّه قال واد في جهنّم أعدّ للمراءين و قال ص إنّ المرائي ينادى يوم القيامة يا فاجر يا غادر يا مرائي ضلّ عملك و بطل أجرك اذهب فخذ أجرك ممّن كنت تعمل له

13    و في أسرار الصّلاة، عن النّبيّ ص قال إنّ الجنّة تكلّمت و قالت إنّي حرام على كلّ بخيل و مراء و عنه ص قال إنّ النّار و أهلها يعجّون من أهل الرّياء فقيل يا رسول اللّه و كيف تعجّ النّار قال من حرّ النّار الّتي يعذّبون بها

14    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع لا تراء بعملك من لا يحيي و لا يميت و لا يغني عنك شيئا و الرّياء شجرة لا تثمر إلّا الشّرك الخفيّ و أصلها النّفاق يقال للمرائي عند الميزان خذ ثوابك ممّن عملت له ممّن أشركته معي فانظر من تعبد و من تدعو و من ترجو و من تخاف و اعلم أنّك لا تقدر على إخفاء شي‏ء من باطنك عليه و تصير مخدوعا قال اللّه عزّ و جلّ يخادعون اللّه و الّذين آمنوا و ما يخدعون إلّا أنفسهم و ما يشعرون و أكثر ما يقع الرّياء في النّظر و الكلام و الأكل و المشي و المجالسة و اللّباس و الضّحك و الصّلاة و الحجّ و الجهاد و القراءة و سائر العبادات الظّاهرة و من أخلص باطنه للّه و خشع له بقلبه و رأى نفسه مقصّرا بعد بذل كلّ مجهود وجد الشّكر عليه حاصلا فيكون ممّن يرجى له الخلاص من الرّياء و النّفاق إذا استقام على ذلك في كلّ حال

15    الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن أبي الحسين رجاء بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبد اللّه بن أبي دنيّ الهنائيّ عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص يا أبا ذرّ اتّق اللّه و لا تر النّاس أنّك تخشى اللّه فيكرموك و قلبك فاجر

16    الصّدوق في الأمالي، عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن عامر عن عمّه عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال المؤمن خلط علمه بالحلم إلى أن قال و لا يفعل شيئا من الحقّ رياء و لا يتركه حياء

17    الشّيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر، عن شدّاد بن أوس قال دخلت على رسول اللّه ص فرأيت في وجهه ما ساءني فقلت ما الّذي أرى بك فقال أخاف على أمّتي الشّرك فقلت أ يشركون من بعدك فقال أما إنّهم لا يعبدون شمسا و لا قمرا و لا وثنا و لا حجرا و لكنّهم يراءون بأعمالهم و الرّياء هو الشّرك فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا

 باب 12 -بطلان العبادة المقصود بها الرّياء

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إنّ الملك ليصعد بعمل العبد إلى اللّه تعالى فإذا صعد بحسناته إلى اللّه تعالى يقول اللّه تعالى اجعله في سجّين فإنّه ليس إيّاي أراد به

2   ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص لا يقبل اللّه تعالى دعاء المرائي الخبر

3    فقه الرّضا، ع و نروي في قول اللّه تعالى فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا قال ليس من رجل يعمل شيئا من الثّواب لا يطلب به وجه اللّه إنّما يطلب تزكية النّاس و يشتهي أن يسمّع به إلّا أشرك بعبادة ربّه في ذلك العمل فيبطله الرّياء و قد سمّاه الشّرك

4    العيّاشيّ في تفسيره، عن عليّ بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال قال اللّه تعالى أنا خير شريك من أشرك بي في عمله لم أقبله إلّا ما كان لي خالصا

5   ، و في رواية أخرى عنه ع قال إنّ اللّه تعالى يقول أنا خير شريك من عمل لي و لغيري فهو لمن عمل له دوني

6    عدّة الدّاعي، عن النّبيّ ص قال إنّ اللّه تعالى لا يقبل عملا فيه مثقال ذرّة من رياء

7    الشّهيد الثّاني في أسرار الصّلاة، عن النّبيّ ص إنّ أوّل من يدعى يوم القيامة رجل جمع القرآن و رجل قتل في سبيل اللّه و رجل كثير المال فيقول اللّه عزّ و جلّ للقارئ أ لم أعلّمك ما أنزلت على رسولي فيقول بلى يا ربّ فيقول ما عملت فيما علمت فيقول يا ربّ قمت به في آناء اللّيل و أطراف النّهار فيقول اللّه تعالى كذبت و تقول الملائكة كذبت و يقول اللّه تعالى إنّما أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذلك و يؤتى بصاحب المال فيقول اللّه تعالى أ لم أوسّع عليك حتّى لم أدعك تحتاج إلى أحد فيقول بلى يا ربّفيقول فما عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرّحم و أتصدّق فيقول اللّه تعالى كذبت و تقول الملائكة كذبت و يقول اللّه تعالى بل أردت أن يقال فلان جواد و قد قيل ذلك و يؤتى بالّذي قتل في سبيل اللّه فيقول اللّه تعالى ما فعلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتّى قتلت فيقول اللّه تعالى كذبت و تقول الملائكة كذبت و يقول اللّه تعالى بل أردت أن يقال فلان شجاع جري‏ء فقد قيل ذلك ثمّ قال رسول اللّه ص أولئك تسعّر لهم نار جهنّم

8    السّيّد الأجلّ عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، بإسناده عن الشّيخ هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن ابن عقدة عن محمّد بن سالم بن جبهان عن عبد العزيز عن الحسن بن عليّ عن سنان عن عبد الواحد عن رجل عن معاذ قال قال رسول اللّه ص في خبر طويل و تصعد الحفظة بعمل العبد أعمالا بفقه و اجتهاد و ورع له صوت كصوت الرّعد و ضوء كضوء البرق و له ثلاثة آلاف ملك فيمرّ بهم على ملك السّماء السّابعة فيقول الملك قف و اضرب بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الحجاب أحجب كلّ عمل ليس للّه إنّه أراد رفعة عند القوّاد و ذكرا في المجالس و صوتا في المدائن أمرني ربّي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري ما لم يكن خالصا قال و تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من صلاة و زكاة و صيام و حجّ و عمرة و خلق حسن و صمت و ذكر كثير تشيّعه ملائكة السّموات و ملائكة السّموات السّبعة بجماعتهم فيطئون الحجب كلّها حتّى يقوموا بين يدي اللّه سبحانه فيشهدوا له بعمل صالح و دعاء فيقول اللّه تعالى أنتم حفظة عمل عبدي و أنا رقيب على ما في نفسه إنّه لم يردني بهذا العمل عليه لعنتي فتقول الملائكة عليه لعنتك و لعنتنا

9    و رواه ابن فهد في عدّة الدّاعي، عن كتاب المنبئ عن زهد النّبيّ ص لأبي محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّيّ عن عبد الواحد عمّن حدّثه عن معاذ بن جبل مثله

  الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن هشام عن الكاظم ع أنّه قال و ينبغي للعاقل إذا عمل عملا أن يستحيي من اللّه إذ تفرّد بالنّعم أن يشارك في عمله أحدا غيره

11    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه سئل ما القلب السّليم فقال دين بلا شكّ و هوى و عمل بلا سمعة و رياء

12   ، و عنه ص قال ينادى في القيامة أين الّذين كانوا يعبدون النّاس قوموا و خذوا أجوركم ممّن عملتم له فإنّي لا أقبل عملا خالطه شي‏ء من الدّنيا

13   ، و قال ص الشّرك أخفى في أمّتي من دبيب النّمل على الصّفا

14    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه أوصى قوما من أصحابه فقال اجعلوا أمركم هذا للّه و لا تجعلوه للنّاس فإنّه ما كان للّه فهو له و ما كان للنّاس فلا يصعد إلى اللّه الخبر

15   ، و عن أبي جعفر ع أنّه أوصى لبعض شيعته فقال يا معشر شيعتنا اسمعوا و افهموا إلى أن قال و اجتمعوا على أموركم و لا تدخلوا غشّا و لا خيانة على أحد إلى أن قال و لا عملكم لغير ربّكم و لا إيمانكم و قصدكم لغير نبيّكم

 باب 13 -كراهية الكسل في الخلوة و النّشاط بين النّاس

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال للمرائي ثلاث علامات ينشط إذا رأى النّاس و يكسل إذا خلا و يحبّ أن يحمد في جميع أموره

2    الصّدوق في الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن حمّاد عن أبي عبد اللّه ع قال قال لقمان لابنه للمرائي ثلاث علامات يكسل إذا كان وحده و ينشط إذا كان النّاس عنده و يتعرّض في كلّ أمر للمحمدة

3    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، قال قال النّبيّ ص من أحسن صلاته حتّى يراها النّاس و أساءها حين يخلو فتلك استهانة استهان بها ربّه

 باب 14 -كراهة ذكر الإنسان عبادته للنّاس

1    عدّة الدّاعي، عن الصّادق ع من عمل حسنة سرّا كتبت له سرّا فإذا أقرّ بها محيت و كتبت جهرا فإذا أقرّ بها ثانيا محيت و كتبت رياء

2    القطب الرّاونديّ في دعواته، روى زيد بن أسلم أنّ عابدا في بني إسرائيل سأل اللّه تعالى فقال يا ربّ ما حالي عندك أ خير فأزداد في خيري أو شرّ فأستعتب قبل الموت قال فأتاه آت فقال له ليس لك عند اللّه خير قال يا ربّ و أين عملي قال كنت إذا عملت لي خيرا أخبرت النّاس به فليس لك منه إلّا الّذي رضيت به لنفسك الخبر

3    كتاب العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لا بأس أن تحدّث أخاك إذا رجوت أن تنفعه و تحثّه و إذا سألك هل قمت اللّيلة أو صمت فحدّثه بذلك إن كنت فعلته فقل قد رزق اللّه ذلك و لا تقل لا فإنّ ذلك كذب

 باب 15 -جواز تحسين العبادة ليقتدى بالفاعل و للتّرغيب في المذهب

1    عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن الحسن بن الحسين بن بابويه عن عمّه محمّد بن الحسن عن أبيه عن عمّه أبي جعفر بن بابويه عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن السّنديّ عن يونس عن يحيى الحلبيّ عن عبد الحميد بن غوّاص عن عمر بن يحيى بن بسّام قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ أحقّ النّاس بالورع آل محمّد و شيعتهم كي تقتدي الرّعيّة بهم

2    دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال في حديث أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بطاعته و اجتناب معاصيه و أداء الأمانة لمن ائتمنكم و حسن الصّحابة لمن صحبتموه و أن تكونوا لنا دعاة صامتين فقالوا يا ابن رسول اللّه و كيف ندعو إليكم و نحن صموت قال تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة اللّه و تتناهون عن معاصي اللّه و تعاملون النّاس بالصّدق و العدل و تؤدّون الأمانة و تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و لا يطّلع النّاس منكم إلّا على خير فإذا رأوا ما أنتم عليه عملوا أفضل ما عندنا فتنازعوا إليه الخبر

 باب 16 -استحباب العبادة في السّرّ و اختيارها على العبادة في العلانية إلّا في الواجبات

1    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع في بعض خطبه يا أيّها النّاس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب النّاس و طوبى لمن لزم بيته و أكل قوته و اشتغل بطاعة ربّه و بكى على خطيئته فكان من نفسه في شغل و النّاس منه في راحة

2    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال لرجل هل في بلدك قوم شهروا أنفسهم بالخير فلا يعرفون إلّا به قال نعم قال فهل في بلدك قوم شهروا أنفسهم بالشّرّ فلا يعرفون إلّا به قال نعم قال ففيها بين ذلك قوم يجترحون السّيّئات و يعملون بالحسنات يخلطون ذا بذا قال نعم قال ع تلك خيار أمّة محمّد ص تلك النّمرقة الوسطى يرجع إليهم الغالي و ينتهي إليهم المقصّر

3    الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن رجاء بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبد اللّه عن أبي الحرب بن أبي الأسود عن أبيه عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص يا أبا ذرّ إنّ الصّلاة النّافلة تفضل في السّرّ على العلانية كفضل الفريضة على النّافلة إلى أن قال يا أبا ذرّ إنّ ربّك عزّ و جلّ يباهي الملائكة بثلاثة نفر رجل يصبح في أرض قفر فيؤذّن ثمّ يقيم ثمّ يصلّي فيقول ربّك عزّ و جلّ للملائكة انظروا إلى عبدي يصلّي و لا يراه أحد غيري فينزل سبعون ألف ملك يصلّون وراءه و يستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم الخبر

4    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ من أغبط أوليائي عندي رجل خفيف الحال ذو حظّ من صلاة أحسن عبادة ربّه في الغيب و كان غامضا في النّاس جعل رزقه كفافا فصبر عليه عجّلت منيّته مات فقلّ تراثه و قلّت بواكيه

5    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، بإسناده عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن همّام عن أبي الحسن ع قال دعوة العبد سرّا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية

6    و عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال ما يعلم عظم ثواب الدّعاء و تسبيح العبد فيما بينه و بين نفسه إلّا اللّه تبارك و تعالى

7    و عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن عيسى عن عليّ بن أسباط عن رجل عن صفوان الجمّال عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى فرض هذا الأمر على أهل هذه العصابة سرّا و لن يقبله علانية قال صفوان قال أبو عبد اللّه ع إذا كان يوم القيامة نظر رضوان خازن الجنّة إلى قوم لم يمرّوا به فيقول من أنتم و من أين دخلتم قال يقولون إيها عنّا فإنّا قوم عبدنا اللّه سرّا فأدخلنا اللّه الجنّة سرّا

8    كتاب الغايات، لجعفر بن أحمد القمّيّ، عن معاذ بن ثابت رفعه قال ص أفضل العبادة أجرا أخفاها

9    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار عن النّبيّ ص قال كفى بالرّجل بلاء أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا

10    و عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه يبغض الشّهرتين شهرة اللّباس و شهرة الصّلاة

11-  و عنه ع قال الشّهرة خيرها و شرّها في النّار

 باب 17 -تأكّد استحباب حبّ العبادة و التّفرّغ لها

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال أفضل النّاس من عشق العبادة و عانقها و أحبّها بقلبه و باشرها بجسده و تفرّغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من الدّنيا على يسر أم على عسر

2    كتاب الغايات، لجعفر بن أحمد القمّيّ عن أبي عبد اللّه ع عنه ص مثله

3    كتاب درست بن أبي منصور، عن جميل بن درّاج قال قلت لأبي عبد اللّه ع أصلحك اللّه و لا يرضى لعباده الكفر قال فقال النّاس جميعا لم يرض لهم الكفر قال قلت جعلت فداك و ما خلقت الجنّ و الإنس إلّا ليعبدون قال فقال خلقهم للعبادة

4    أصل زيد النّرسيّ، عن أبي عبد اللّه ع قال سأله بعض أصحابنا عن طلب الصّيد إلى أن قال قال ع و إنّ المؤمن لفي شغل عن ذلك شغله طلب الآخرة عن طلب الملاهي

5    عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين البصريّ عن أبي طالب محمّد بن الحسن عن أبي الحسن محمّد بن الحسين الدّبيليّ عن عليّ بن أحمد العسكريّ عن أبي سلمة أحمد الأصفهانيّ عن أبي عليّ راشد بن عليّ عن عبد اللّه بن حفص عن محمّد بن إسحاق عن سعد بن زيد بن أرطأة عن كميل بن زياد قال قال أمير المؤمنين ع يا كميل إنّه لا تخلو من نعمة اللّه عزّ و جلّ عندك و عافيته فلا تخل من تحميده و تمجيده و تسبيحه و تقديسه و شكره و ذكره على كلّ حال الخبر

6    و رواه الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، و يوجد في بعض نسخ نهج البلاغة أيضا

7    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن يعقوب بن سعيد عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ  و ما خلقت الجنّ و الإنس إلّا ليعبدون قال خلقهم للعبادة قال قلت و قوله و لا يزالون مختلفين إلّا من رحم ربّك و لذلك خلقهم فقال نزلت هذه بعد تلك

 باب 18 -تأكّد استحباب الجدّ و الاجتهاد في العبادة

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص لرجل اعمل عمل من يظنّ أنّه يموت غدا

2    و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص علّمني جبرئيل و أوجز فقال يا محمّد أحبب ما شئت فإنّك مفارقه و عش كم شئت فإنّك ميّت و اعمل ما شئت فإنّك ملاقيه

3    و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال اعمل لكلّ يوم بما فيه ترشد

  و بهذا الإسناد عنه ع قال قلت لرسول اللّه ص أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ و كان تحته كنز لهما ما ذلك الكنز الّذي أقام الخضر الجدار فقال ص يا عليّ علم مدفون في لوح من ذهب مكتوب فيه إلى أن قال و عجبا لمن أيقن بالحساب غدا ثمّ هو لا يعمل

5    و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع في قوله تعالى و لا تنس نصيبك من الدّنيا قال لا تنس صحّتك و قوّتك و فراغك و شبابك و نشاطك و غناك و أن تطلب به الآخرة

6    و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ في الجنّة شجرة يخرج من أصلها خيل بلق لا تروث و لا تبول مسرجة ملجمة لجمها الذّهب و مركبها الذّهب و سروجها الدّرّ و الياقوت فيستوي عليها أهل علّيّين فيمرّون على من أسفل عنهم فيقولون يا أهل الجنّة أنصفونا أي ربّ بما بلّغت عبادك هذه المنزلة قال فيقول عزّ و جلّ كانوا يصومون و كنتم تأكلون و كانوا يقومون اللّيل و كنتم تنامون و كانوا يتصدّقون و كنتم تبخلون و كانوا يجاهدون و كنتم تجبنون فبذلك بلّغتهم هذه المنزلة

7    زيد الزّرّاد في أصله، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في جملة كلام له في أوصاف المؤمنين الكاملين فهم الحفيّ عيشهم المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض الخميصة بطونهم من الصّيام الذّبلة شفاههم من التّسبيح العمش العيون من البكاء الصّفر الوجوه من السّهر فذلك سيماهم مثلا ضربه اللّه في الإنجيل لهم و في التّوراة و القرآن و الزّبور و الصّحف الأولى وصفهم فقال سيماهم في وجوههم من أثر السّجود ذلك مثلهم في التّوراة و مثلهم في الإنجيل عنى بذلك صفرة وجوههم من سهر اللّيل إلى أن قال حليتهم طول السّكوت بكتمان السّرّ و الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّوم الخبر

8    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عنه عن حميد بن شعيب عن جابر قال سمعته أي جعفرا ع يقول كيف يزهد قوم في أن يعملوا الخير و قد كان عليّ ع و هو عبد اللّه قد أوجب له الجنّة عمد إلى قربات له فجعلها صدقة مبتولة تجري من بعده للفقراء قال إنّما فعلت هذا لتصرف وجهي عن النّار و تصرف النّار عن وجهي

  و عنه ع يقول إنّ عليّ بن الحسين ع قال إنّ أحقّ النّاس بالاجتهاد و الورع و العمل بما عند اللّه و برضاه الأنبياء و أتباعهم

10    و عن جعفر عن أبي الصّبّاح عن خيثمة الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال أردت أن أودّعه فقال يا خيثمة أبلغ موالينا السّلام و أوصهم بتقوى اللّه إلى أن قال يا خيثمة أبلغ موالينا أنّا لسنا نغني عنهم من اللّه شيئا إلّا بعمل و أنّهم لن ينالوا ولايتنا إلّا بورع و أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ خالفه إلى غيره

11    السّيّد عليّ بن طاوس ره في فتح الأبواب، عن محمّد بن الحسين بن داود الخراجيّ عن أبيه و محمّد بن عليّ بن حسن المقري عن عليّ بن الحسين بن أبي يعقوب الهمدانيّ عن جعفر بن محمّد الحسنيّ عن الآمديّ عن عبد الرّحمن بن قريب عن سفيان بن عيينة عن الزّهريّ قال دخلت مع عليّ بن الحسين ع على عبد الملك بن مروان قال فاستعظم عبد الملك ما رأى من أثر السّجود بين عيني عليّ بن الحسين ع فقال يا أبا محمّد لقد بيّن عليك الاجتهاد و لقد سبق لك من اللّه الحسنى و أنت بضعة من رسول اللّه ص قريب النّسب وكيد السّبب و إنّك لذو فضل عظيم على أهل بيتك و ذوي عصرك و لقد أوتيت من الفضل و العلم و الدّين و الورع ما لم يؤته أحد مثلك و لا قبلك إلّا من مضى من سلفك و أقبل يثني عليه و يطريه قال فقال عليّ بن الحسين ع كلّ ما ذكرته و وصفته من فضل اللّه سبحانه و تأييده و توفيقه فأين شكره على ما أنعم يا أمير المؤمنين كان رسول اللّه ص يقف في الصّلاة حتّى ترم قدماه و يظمأ في الصّيام حتّى يعصب فوه فقيل له يا رسول اللّه أ لم يغفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر فيقول ص أ فلا أكون عبدا شكورا الحمد للّه على ما أولى و أبلى و له الحمد في الآخرة و الأولى و اللّه لو تقطّعت أعضائي و سالت مقلتاي على صدري لن أقوم للّه جلّ جلاله بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه الّتي لا يحصيها العادّون و لا يبلغ حدّ نعمة منها عليّ جميع حمد الحامدين لا و اللّه أو يراني اللّه لا يشغلني شي‏ء عن شكره و ذكره في ليل و لا نهار و لا سرّ و لا علانية و لو لا أنّ لأهلي عليّ حقّا و لسائر النّاس من خاصّهم و عامّهم عليّ حقوقا لا يسعني إلّا القيام بها حسب الوسع و الطّاقة حتّى أؤدّيها إليهم لرميت بطرفي إلى السّماء و بقلبي إلى اللّه ثمّ لم أرددهما حتّى يقضي اللّه على نفسي و هو خير الحاكمين و بكى ع و بكى عبد الملك الخبر

12    و في فلاح السّائل و من صفات مولانا عليّ ع في ليلة ما ذكره نوف لمعاوية و أنّه ما فرش له فراش في ليل قطّ و لا أكل طعاما في هجير قطّ

13    الصّدوق في الخصال، عن الخليل بن أحمد عن ابن منيع عن مصعب عن مالك عن أبي عبد الرّحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدريّ و عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص سبعة يظلّهم اللّه في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه إمام عادل و شابّ نشأ في عبادة اللّه عزّ و جلّ الخبر

 و رواه بطريق آخر عن ابن عبّاس عنه ص

14    العيّاشيّ، عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال يا أبا محمّد عليكم بالورع و الاجتهاد الخبر

15    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال يوصي شيعته عليكم بالورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الأمانة و التّمسّك بما أنتم عليه الخبر

16    و عنه ع أنّه أوصى بعض شيعته فقال أما و اللّه إنّكم لعلى دين اللّه و دين ملائكته فأعينونا على ذلك بورع و اجتهاد إلى أن قال ع و اللّه إنّكم كلّكم لفي الجنّة و لكن ما أقبح بالرّجل منكم أن يكون من أهل الجنّة مع قوم اجتهدوا و عملوا الأعمال الصّالحة و يكون هو بينهم قد هتك ستره و أبدى عورته الخبر

17    و عنه ع أنّه بلغه عن بعض شيعته تقصير في العمل فوعظهم و غلظ عليهم الخبر

18    روّينا عن عليّ ع أنّ قوما أتوه في أمر من أمور الدّنيا يسألونه في الدّين فتوسّلوا إليه بأن قالوا نحن من شيعتك يا أمير المؤمنين فنظر إليهم طويلا ثمّ قال ما أعرفكم و ما أرى عليكم أثرا ممّا تقولون إنّما شيعتنا من آمن باللّه و رسوله و عمل بطاعته و اجتنب معاصيه و أطاعنا فيما أمرنا و دعونا إليه شيعتنا رعاة الشّمس و القمر و النّجوم يعني التّحفّظ من مواقيت الصّلاة شيعتنا ذبل شفاههم خمص بطونهم تعرف الرّهبانيّة في وجوههم الخبر

19    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن عن أبي جعفر ع قال كان رسول اللّه ص عند عائشة ليلتها قالت يا رسول اللّه و لم تتعب نفسك و غفر لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر فقال يا عائشة أ لا أكون عبدا شكورا قال و كان رسول اللّه ص يقوم على أصابع رجليه فأنزل اللّه تعالى طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى

20    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب كان النّبيّ ص يصلّي حتّى تورّمت قدماه و لمّا قال اللّه لداود ع اعملوا آل داود شكرا لم يخل محرابه من نفسه أو نائب له من أهله

 و الأخبار في هذا الباب أكثر من أن تحصى و يأتي في أبواب جهاد النّفس شطر منها

 باب 19 -استحباب استواء العمل و المداومة عليه و أقلّه سنة

1    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال سمعته أي جعفرا ع يقول إنّ أبا جعفر ع كان يقول إنّي أحبّ أن أدوم على العمل إذا عوّدتني نفسي و إن فاتني من اللّيل قضيته من النّهار و إن فاتني من النّهار قضيته باللّيل و إنّ أحبّ الأعمال إلى اللّه ما ديم عليها فإنّ الأعمال تعرض كلّ يوم خميس و كلّ رأس شهر و أعمال السّنة تعرض في النّصف من شعبان فإذا عوّدت نفسك عملا فدم عليه سنة

2    ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن عمرو بن محمّد المعروف بابن الزّيّات عن محمّد بن همّام الإسكافيّ عن جعفر بن محمّد بن مالك عن أحمد بن سلامة الغنويّ عن محمّد بن الحسن العامريّ عن معمر عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيليّ قال حدّثني الحسن بن عليّ بن أبي طالب ع قال لمّا حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي إلى أن قال قال ع و اقتصد في عبادتك و عليك فيها بالأمر الدّائم الّذي تطيقه الخبر

 و رواه المفيد في أماليه، عن ابن الزّيّات مثله متنا و سندا

3    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، قال عليّ بن أبي طالب ع المداومة المداومة فإنّ اللّه لم يجعل لعمل المؤمنين غاية إلّا الموت

4    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع قال من عمل عملا من أعمال الخير فليدم عليه سنة و لا يقطعه دونها

  فقه الرّضا، ع قال فإذا كان الرّجل على عمل فليدم عليه السّنة ثمّ يتحوّل إلى غيره إن شاء ذلك لأنّ ليلة القدر تكون فيها لعامها ذلك ما شاء اللّه أن يكون

6    كتاب الغايات، لجعفر بن أحمد القمّيّ عن أبي عبد اللّه ع قال أفضل الأعمال ما داوم عليه العبد و إن قلّ

 باب 20 -استحباب الاعتراف بالتّقصير في العبادة

1    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن هشام عن موسى بن جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع إنّ للّه عبادا كسرت قلوبهم خشيته فأسكتتهم عن المنطق و إنّهم لفصحاء عقلاء يسبقون إلى اللّه بالأعمال الزّاكية لا يستكثرون له الكثير و لا يرضون له من أنفسهم بالقليل يرون في أنفسهم أنّهم أشرار و إنّهم لأكياس و أبرار

2    الشّيخ المفيد في أماليه، عن الصّدوق عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي الحسن موسى ع قال سمعته يقول لا تستكثروا كثير الخير الخبر

  الصّدوق في الأمالي، في خبر مناهي النّبيّ ص قال لا تحقّروا شيئا من الشّرّ و إن صغر في أعينكم و لا تستكثروا الخير و إن كثر في أعينكم

4    و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن هلال عن أميّة بن عليّ عن عبد اللّه بن مغيرة عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لم يعبد اللّه عزّ و جلّ بشي‏ء أفضل من العقل و لا يكون المؤمن عاقلا حتّى تجتمع فيه عشر خصال الخير منه مأمول و الشّرّ منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره و يستقلّ كثير الخير من نفسه الخبر

5    و رواه في علله، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن أبي إسحاق إبراهيم بن الهيثم الخفّاف عن رجل من أصحابنا عن عبد الملك بن هشام عن عليّ الأشعريّ رفعه قال قال رسول اللّه ص و ذكر مثله

6    ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن محمّد بن عمر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن الحسن بن جعفر عن طاهر بن مدرار عن رزين بن أنس قال سمعت جعفر بن محمّد ع يقول لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون كامل العقل و لا يكون كامل العقل حتّى يكون فيه عشر خصال و ذكر مثله

7    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع و تاللّه لو انماثت قلوبكم انمياثا و سالت عيونكم من رغبة إليه أو رهبة منه دما ثمّ عمّرتم في الدّنيا ما الدّنيا باقية ما جزت أعمالكم عنكم و لو لم تبقوا شيئا من جهدكم أنعمه عليكم العظام و هداه إيّاكم للإيمان

8    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، سأل أعرابيّ عليّا ع عن درجات المحبّين ما هي قال أدنى درجاتهم من استصغر طاعته و استعظم ذنبه و هو يظنّ أن ليس في الدّارين مأخوذ غيره فغشي على الأعرابيّ فلمّا أفاق قال هل درجة أعلى منها قال نعم سبعون درجة

9    الإمام العسكريّ ع في تفسيره، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في حديث أ لم تعلموا أنّ للّه عبادا قد أسكتتهم خشيته من غير عيّ و لا بكم و إنّهم لهم الفصحاء العقلاء الألبّاء العالمون باللّه و أيّامه و لكنّهم إذا ذكروا عظمة اللّه انكسرت ألسنتهم و انقطعت أفئدتهم و طاشت عقولهم و هامت حلومهم إعزازا للّه و إعظاما و إجلالا فإذا أفاقوا من ذلك استقبلوا إلى اللّه بالأعمال الزّاكية يعدّون أنفسهم مع الظّالمين و الخاطئين و أنّهم لبرآء من المقصّرين و المفرّطين ألا إنّهم لا يرضون للّه بالقليل و لا يستكثرون للّه الكثير و لا يدلّون عليه بالأعمال فهم متى رأيتهم متيّمون مروّعون خائفون مشفقون وجلون الخبر

10    الصّحيفة الكاملة، في الصّلاة على الملائكة و الّذين لا تدخلهم سآمة من دءوب و لا إعياء من لغوب و لا فتور و لا تشغلهم عن تسبيحك الشّهوات و لا يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلات الخشّع الأبصار فلا يرومون النّظر إليك النّواكس الأذقان الّذين قد طالت رغبتهم فيما لديك المستهترون بذكر آلائك و المتواضعون دون عظمتك و جلال كبريائك الّذين يقولون إذا نظروا إلى جهنّم تزفر إلى أهل معصيتك سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك

11    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، بالسّند المتقدّم في باب استحباب العبادة في السّرّ عن رسول اللّه ص أنّه قال يا أبا ذرّ لو أنّ رجلا كان له عمل سبعين نبيّا لاحتقره و خشي أن لا ينجو من شرّ يوم القيامة إلى أن قال يا أبا ذرّ إنّ للّه عزّ و جلّ ملائكة قياما من خيفته لا يرفعون رءوسهم حتّى ينفخ في الصّور النّفخة الأخيرة فيقولون جميعا سبحانك و بحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد فلو كان لرجل عمل سبعين نبيّا لاستقلّه من شدّة ما يرى يومئذ الخبر

 باب 21 -تحريم الإعجاب بالنّفس و بالعمل و الإدلال به

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص آفة الجسد العجب و الافتخار

2    و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاث منجيات و ثلاث مهلكات فأمّا المنجيات فتقوى اللّه في السّرّ و العلانية و قول الحقّ في الغضب و الرّضا و إعطاء الحقّ من نفسك و أمّا المهلكات فشحّ مطاع و هوى متّبع و إعجاب المرء برأيه

3    الصّدوق في الخصال، عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع لابنه محمّد بن الحنفيّة إيّاك و العجب و سوء الخلق و قلّة الصّبر فإنّه لا يستقيم لك على هذه الخصال الثّلاث صاحب و لا يزال لك عليها من النّاس مجانب

4    و في معاني الأخبار، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه

5    الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، عن البراء بن عازب عن رسول اللّه ص أنّه قال تحشر عشرة أصناف من أمّتي أشتاتا قد ميّزهم اللّه تعالى من بين المسلمين و بدّل صورهم إلى أن قال و بعضهم صمّ بكم لا يعقلون ثمّ قال و الصّمّ البكم المعجبون بأعمالهم الخبر

6    الشّيخ المفيد في الأمالي، عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن عيسى اليقطينيّ عن يونس بن عبد الرّحمن عن سعدان بن مسلم عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع قال قال رسول اللّه ص بينما موسى بن عمران جالس إذ أقبل إبليس إلى أن قال قال له موسى ع فأخبرني بالذّنب الّذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه فقال إذا أعجبته نفسه و استكثر عمله و صغر في عينه ذنبه الخبر

7    القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عمّن ذكره عن درست عمّن ذكره عنهم ع مثله

8    و عنه عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن محمّد بن سنان عن النّضر بن مرداس عن إسحاق بن عمّار عمّن سمع أبا عبد اللّه ع يحدّث قال مرّ عالم بعابد و هو يصلّي قال يا هذا كيف صلاتك قال مثلي يسأل عن مثل هذا قال بلى قال ثمّ بكى فضحك العالم قال أ تضحك و أنت خائف من ربّك فقال الضّحك أفضل من بكائك و أنت مدلّ بعملك إنّ المدلّ بعمله ما يصعد منه شي‏ء

  فقه الرّضا، ع نروي عن رسول اللّه ص أنّه قال قال اللّه تبارك و تعالى أنا أعلم بما يصلح عليه دين عبادي إنّ من عبادي المؤمنين من يجتهد في عبادتي فيقوم من نومه و لذّة وسادته فيجتهد لي فأضربه بالنّعاس اللّيلة و اللّيلتين نظرا منّي له و إبقاء عليه فينام حتّى يصبح فيقوم و هو ماقت خشية و لو خلّيت بينه و بين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب فيصيّره العجب إلى الفتنة فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه ألا فلا يتّكل العاملون على أعمالهم فإنّهم لو أجهدوا أنفسهم و أعمارهم في عبادتي كانوا مقصّرين غير بالغين كنه عبادتي فيما يطلبونه عندي الخبر

 و نروي أنّ عالما أتى عابدا فقال له كيف صلاتك فقال تسألني عن صلاتي و أنا أعبد اللّه منذ كذا و كذا فقال كيف بكاؤك فقال إنّي لأبكي حتّى تجري دموعي فقال له العالم فإنّ ضحكك و أنت عارف باللّه أفضل من بكائك و أنت مدلّ على اللّه إنّ المدلّ لا يصعد من عمله شي‏ء

10    المفيد ره في الإختصاص، عن الصّدوق عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي الرّبيع الشّاميّ قال قال أبو عبد اللّه ع من أعجب بنفسه هلك و من أعجب برأيه هلك و إنّ عيسى ابن مريم ع قال داويت المرضى فشفيتهم بإذن اللّه و أبرأت الأكمه و الأبرص بإذن اللّه و عالجت الموتى فأحييتهم بإذن اللّه و عالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه فقيل يا روح اللّه و ما الأحمق قال المعجب برأيه و نفسه الّذي يرى الفضل كلّه له لا عليه و يوجب الحقّ كلّه لنفسه و لا يوجب عليها حقّا فذاك الأحمق الّذي لا حيلة في مداواته

11    ابن فهد ره في عدّة الدّاعي، روى المفسّرون عن ابن جبير قال جاء رجل إلى النّبيّ ص فقال إنّي أتصدّق و أصل الرّحم و لا أصنع ذلك إلّا للّه فيذكر منّي و أحمد عليه فيسرّني ذلك و أعجب به فسكت رسول اللّه ص و لم يقل شيئا فنزل قوله تعالى قل إنّما أنا بشر مثلكم إلى قوله أحدا

12    و قال المسيح ع يا معشر الحواريّين كم من سراج أطفأه الرّيح و كم من عابد أفسده العجب و قال أمير المؤمنين ع سيّئة تسوءك خير من حسنة تعجبك

13    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع العجب كلّ العجب ممّن يعجب بعمله و لا يدري بم يختم له فمن أعجب بنفسه و عمله فقد ضلّ عن منهج الرّشد و ادّعى ما ليس له و المدّعي من غير حقّ كاذب و إن خفي دعواه و طال دهره و إنّ أوّل ما يفعل بالمعجب نزع ما أعجب به ليعلم أنّه عاجز حقير و يشهد على نفسه ليكون الحجّة عليه أوكد كما فعل بإبليس و العجب نبات حبّها الكفر و أرضها النّفاق و ماؤها البغي و أغصانها الجهل و أوراقها الضّلالة و ثمرها اللّعنة و الخلود في النّار فمن اختار العجب فقد بذر الكفر و زرع النّفاق و لا بدّ له من أن يثمر

14    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن رجاء بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبد اللّه بن أبي دنيّ الهنائيّ عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه أبي الأسود عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص إنّ الرّجل ليعمل الحسنة فيتّكل عليها و يعمل المحقّرات فيأتي اللّه و هو من الأشقياء

15    الشّهيد ره في الدّرّة الباهرة، قال الصّادق ع العجب صارف عن طلب العلم داع إلى الغمط و الجهل

16    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، مرسلا إنّ اللّه أوحى إلى داود ع بشّر المذنبين و أنذر الصّدّيقين قال كيف هذا قال بشّر المذنبين إذا تابوا فإنّي غفور رحيم و أنذر الصّدّيقين إذا أعجبوا فإنّي غيور

17    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، بالسّند المتقدّم في باب بطلان العبادة المقصود بها الرّياء عن رسول اللّه ص قال و تصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كالكوكب الدّرّيّ في السّماء له دويّ بالتّسبيح و الصّوم و الحجّ فيمرّ به إلى ملك السّماء الرّابعة فيقول له قف فاضرب بهذا العمل وجه صاحبه و بطنه أنا ملك العجب إنّه كان يعجب بنفسه و إنّه عمل و أدخل نفسه العجب أمرني ربّي أن لا أدع عمله يتجاوزني إلى غيري فاضرب به وجه صاحبه الخبر

 و رواه ابن فهد في عدّته، عن جعفر بن أحمد القمّيّ كما تقدّم

18    كتاب عبد الملك بن حكيم، عن بشير النّبّال عن أبي عبد اللّه ع قال سهر داود ع ليلة يتلو الزّبور فأعجبته عبادته فنادته ضفدع يا داود تعجّبت من سهرك ليلة و إنّي لتحت هذه الصّخرة منذ أربعين سنة ما جفّ لساني عن ذكر اللّه تعالى

19    الصّحيفة الكاملة، في دعاء مكارم الأخلاق و عبّدني لك و لا تفسد عبادتي بالعجب

 باب 22 -جواز السّرور بالعبادة من غير عجب و حكم تجدّد العجب في أثناء الصّلاة

1    الصّدوق في الأمالي، عن محمّد بن موسى المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عليّ بن أسباط عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصّادق جعفر بن محمّد ع قال كان فيما وعظ اللّه تبارك و تعالى به عيسى ابن مريم ع أن قال يا عيسى افرح بالحسنة فإنّها لي رضا و ابك على السّيّئة فإنّها لي سخط الخبر

 و رواه في الكافي، عن عليّ بن أسباط عنهم ع مثله

  كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن يحيى بن صالح عن مالك بن خالد عن عبد اللّه بن الحسن عن عباية قال كتب أمير المؤمنين ع إلى محمّد بن أبي بكر و أهل مصر و ذكر الكتاب و فيه قال النّبيّ ص من سرّته حسناته و ساءته سيّئاته فذلك المؤمن حقّا

3-  عوالي اللآّلي، عن يحيى بن محمّد بن صاعد عن سعيد بن يحيى الأمويّ عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم عن زرّ قال خطب عليّ بن أبي طالب ع بالشّام فقال قام فينا رسول اللّه ص مثل مقامي هذا فيكم فقال خير قرونكم قرن أصحابي إلى أن قال ع و من سرّته حسنته و ساءته سيّئته فهو مؤمن

 باب 23 -جواز التّقيّة في العبادات و وجوبها عند خوف الضّرر

1    البحار، عن كتاب النّاسخ و المنسوخ للشّيخ سعد بن عبد اللّه الأشعريّ قال روى مشايخنا عن أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع و أمّا الرّخصة الّتي صاحبها بالخيار فإنّ اللّه تعالى نهى المؤمن أن يتّخذ الكافر وليّا ثمّ منّ عليه بإطلاق الرّخصة عليه عند التّقيّة في الظّاهر أن يصوم بصيامه و يفطر بإفطاره و يصلّي بصلاته و يعمل بعمله و يظهر له استعماله ذلك موسّعا عليه فيه و عليه أن يدين اللّه تعالى في الباطن بخلاف ما يظهر لمن يخافه من المخالفين المستولين على الأمّة قال اللّه تعالى لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من اللّه في شي‏ء إلّا أن تتّقوا منهم تقاة و يحذّركم اللّه نفسه فهذه رخصة تفضّل اللّه على المؤمنين و رحمة لهم ليستعملوها عند التّقيّة في الظّاهر و قال رسول اللّه ص إنّ اللّه يحبّ أن يؤخذ برخصه كما يحبّ أن يؤخذ بعزائمه

 و باقي أخبار هذا الباب يأتي إن شاء اللّه تعالى في كتاب الأمر بالمعروف

 باب 24 -استحباب الاقتصاد في العبادة عند خوف الملل

1    البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ قال قال أبو محمّد العسكريّ ع إذا نشطت القلوب فأودعوها و إذا نفرت فودّعوها

2    كتاب درست بن أبي منصور، عن ابن مسكان عن زرارة قال دخلت أنا و أبو الخطّاب قبل أن يبتلى أو يفسد على أبي عبد اللّه ع فسأله عن صلاة رسول اللّه ص فأخبره فقال أزيد إن قويت عليه قال فتغيّر وجه أبي عبد اللّه ع قال ثمّ قال إنّي لأمقت العبد يأتيني فيسألني عن صنيع رسول اللّه ص فأخبره فيقول أزيد إن قويت كأنّه يرى أنّ رسول اللّه ص قد قصّر ثمّ قال إن كنت صادقا فصلّها في ساعات بغير أوقات رسول اللّه ص

3    كتاب عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ، قال حدّثني محمّد بن مروان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما سائل يسألني عن صلاة رسول اللّه ص فأخبره بها فيقول إنّ اللّه لا يعذّب على الزّيادة كأنّه يظنّ أنّه أفضل من رسول اللّه ص

4    نهج البلاغة، في كتاب أمير المؤمنين ع إلى الحارث الهمدانيّ و خادع نفسك في العبادة و ارفق بها و لا تقهرها و خذ عفوها و نشاطها إلّا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة فإنّه لا بدّ من قضائها و تعاهدها

5    و في بعض نسخه، في وصيّة عليّ ع لكميل يا كميل لا رخصة في فرض و لا شدّة في نافلة

  و رواه عماد الدّين في بشارة المصطفى، مسندا عنه ع مثله

 باب 25 -استحباب تعجيل فعل الخير و كراهة تأخيره

1    محمّد بن عليّ الخزّاز في كفاية الأثر، عن محمّد بن وهبان البصريّ عن داود بن الهيثم بن إسحاق النّحويّ عن جدّه إسحاق بن البهلول عن أبيه بهلول بن حسّان عن طلحة بن يزيد البرقيّ عن الزّبير بن عطاء عن عمير بن هانئ العبسيّ عن جنادة بن أبي أميّة عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا

2    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، بإسناده عن جدّه الشّيخ أبي جعفر الطّوسيّ عن عليّ بن أبي جيّد عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الشّيخ جعفر بن سليمان فيما رواه في كتابه كتاب ثواب الأعمال قال و قال أبو عبد اللّه ع إذا أوى أحدكم إلى فراشه ابتدره ملك كريم و شيطان مريد فيقول له الملك اختم يومك بخير و افتح ليلك بخير و يقول له الشّيطان اختم يومك بإثم و افتح ليلك بإثم قال فإن أطاع الملك الكريم و ختم يومه بذكر اللّه و فتح ليله بذكر اللّه إلى أن قال زجر الملك الشّيطان عنه فتنحّى و كلأه الملك حتّى ينتبه من رقدته فإذا انتبه ابتدره شيطان فقال له مثل مقالته قبل أن يرقد و يقول له الملك مثل ما قال له قبل أن يرقد فإن ذكر اللّه عزّ و جلّ العبد بمثل ما ذكره أوّلا طرد الملك شيطانه عنه فتنحّى و كتب اللّه عزّ و جلّ له بذلك قنوت ليلة

3    الشّيخ المفيد ره في أماليه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا هممت بخير فلا تؤخّره فإنّ اللّه تبارك و تعالى ربّما اطّلع على عبده و هو على شي‏ء من طاعته فيقول و عزّتي و جلالي لا أعذّبك بعدها و إذا هممت بمعصية فلا تفعلها فإنّ اللّه تبارك و تعالى ربّما اطّلع على العبد و هو على شي‏ء من معاصيه فيقول و عزّتي و جلالي لا أغفر لك أبدا

4    دعائم الإسلام، عن عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ ع أنّهما ذكرا وصيّة عليّ ع و ساقا الوصيّة و فيها و أوصيكم بالعمل قبل أن يؤخذ منكم بالكظم و باغتنام الصّحّة قبل السّقم و قبل أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطت في جنب اللّه و إن كنت لمن السّاخرين أو تقول لو أنّ اللّه هداني لكنت من المتّقين و أنّى و من أين و قد كنت للهوى متّبعا فيكشف له عن بصره و تهتك له حجبه لقول اللّه عزّ و جلّ فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد أنّى له بالبصر ألّا أبصر قبل هذا الوقت الضّرر قبل أن تحجب التّوبة بنزول الكربة فتتمنّى النّفس أن لو ردّت لتعمل بتقواها فلا ينفعها المنى الخبر

 و يأتي في أبواب جهاد النّفس ما يدلّ على ذلك

 باب 26 -عدم جواز استقلال شي‏ء من العبادة و العمل استقلالا يؤدّي إلى التّرك

1    الصّدوق في معاني الأخبار، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال قيل له إنّ أبا الخطّاب يذكر عنك أنّك قلت له إذا عرفت الحقّ فاعمل ما شئت فقال لعن اللّه أبا الخطّاب و اللّه ما قلت له هكذا و لكنّي قلت له إذا عرفت الحقّ فاعمل ما شئت من الخير يقبل منك الخبر

2    و في الأمالي، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي بصير عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى أخفى أربعة في أربعة أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرنّ شيئا من طاعته فربّما وافق رضاه و أنت لا تعلم و أخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرنّ شيئا من معصيته فربّما وافق سخطه و أنت لا تعلم و أخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرنّ شيئا من دعائه فربّما وافق إجابته و أنت لا تعلم و أخفى وليّه في عباده فلا تستصغرنّ عبدا من عبيد اللّه فربّما يكون وليّه و أنت لا تعلم

 باب 27 -بطلان العبادة بدون ولاية الأئمّة ع و اعتقاد إمامتهم

1    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال لنا عليّ بن الحسين ع و نحن جلوس أيّ البقاع أفضل قال فقالوا اللّه و ابن رسوله أعلم قال فقال فإنّ أفضل البقاع ما بين الرّكن و المقام و لو أنّ رجلا عمّر ما عمّر نوح ع في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما يصوم النّهار و يقوم اللّيل و لقي اللّه بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا

2    كتاب سلّام بن أبي عمرة، عن سلّام بن سعيد المخزوميّ عن أبي جعفر ع قال قلت لا يصعد عملهم إلى اللّه و لا يقبل منهم عملا فقال لا من مات و في قلبه بغض لنا أهل البيت و من تولّى عدوّنا لم يقبل اللّه له عملا

3    و عن سلّام بن سعيد المخزوميّ عن يونس بن حباب عن عليّ بن الحسين ع قال قام رسول اللّه ص فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم و آل عمران فرحوا و استبشروا و إذا ذكر عندهم آل محمّد اشمأزّت قلوبهم و الّذي نفس محمّد بيده لو أنّ عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيّا ما قبل اللّه ذلك منه حتّى يلقى اللّه بولايتي و ولاية أهل بيتي

4    و رواه ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن عليّ بن خالد المراغيّ عن الحسن بن عليّ الكوفيّ عن إسماعيل بن محمّد المزنيّ عن سلّام بن أبي عمرة عن سعد بن سعيد مثله

5    و عن أبي حمزة قال كنت مع أبي جعفر ع فقلت جعلت فداك يا ابن رسول اللّه قد يصوم الرّجل النّهار و يقوم اللّيل و يتصدّق و لا نعرف منه إلّا خيرا إلّا أنّه لا يعرف قال فتبسّم أبو جعفر ع فقال يا ثابت أنا في أفضل بقعة على ظهر الأرض لو أنّ عبدا لم يزل ساجدا بين الرّكن و المقام حتّى يفارق الدّنيا لم يعرف ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا

6    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن أبي الصّبّاح عن بشير الدّهّان عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول وصلتم و قطع النّاس إلى أن قال ع و إنّا قوم فرض اللّه طاعتنا في كتابه و أنتم تأتمّون بمن لا يعذر النّاس جهالته و قد قال رسول اللّه ص من مات و ليس عليه إمام فميتته ميتة جاهليّة عليكم بتقوى اللّه فقد رأيتم أصحاب عليّ ع

7    أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن، عن خلّاد المقري عن قيس بن الرّبيع عن ليث بن سليمان عن ابن أبي ليلى عن الحسين بن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص الزموا مودّتنا أهل البيت فإنّه من لقي اللّه و هو يودّنا أهل البيت دخل الجنّة بشفاعتنا و الّذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعلمه إلّا بمعرفة حقّنا

8    و رواه المفيد في أماليه، عن محمّد بن عمر الزّيّات عن عليّ بن إسماعيل عن محمّد بن خلف عن الحسين الأشقر عن قيس عن ليث عن ابن أبي سليم عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى مثله

  و عن محمّد بن الحسين المقري عن الحسين بن محمّد البزّاز عن جعفر بن عبد اللّه العلويّ عن يحيى بن هاشم عن المعمّر بن سليمان عن ليث عن عطاء عن ابن عبّاس عنه ص مثله مع زيادات و تغيير في بعض الألفاظ

10    و رواه ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن الجعابيّ عن ابن عقدة عن أبي عوانة موسى بن يوسف عن محمّد بن سليمان بن بزيع عن الحسين الأشقر مثله

11    الصّدوق في الأمالي، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمّار بن موسى السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أوّل من يسأل العبد عنه إذا وقف بين يدي اللّه جلّ جلاله عن الصّلوات المفروضات و عن الزّكاة المفروضة و عن الصّيام المفروض و عن الحجّ المفروض و عن ولايتنا أهل البيت فإن أقرّ بولايتنا ثمّ مات عليها قبلت منه صلاته و صومه و زكاته و حجّه و إن لم يقرّ بولايتنا بين يدي اللّه جلّ جلاله لم يقبل اللّه عزّ و جلّ منه شيئامن أعماله

12    و عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن حفص عن الصّادق ع قال إنّ عليّا ع كان يقول لا خير في الدّنيا إلّا لأحد رجلين رجل يزداد كلّ يوم إحسانا و رجل يتدارك سيّئته بالتّوبة و أنّى له بالتّوبة و اللّه لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل اللّه منه إلّا بولايتنا أهل البيت

13    و رواه في الخصال عن أبيه و محمّد بن الحسن بن الوليد عن سعد مثله

 و رواه البرقيّ في المحاسن، عن القاسم بن محمّد الأصفهانيّ مثله

14    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرّحيم عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من خالفكم و إن تعبّد و اجتهد منسوب إلى هذه الآية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية

15    ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبي عمرو عن ابن عقدة عن الحسن بن عليّ بن بزيع عن قاسم بن الضّحّاك عن منير بن حوشب أخي العوّام عن أبي سعيد الهمدانيّ عن أبي جعفر ع إلّا من تاب و آمن و عمل صالحا قال و اللّه لو أنّه تاب و آمن و عمل صالحا و لم يهتد إلى ولايتنا و مودّتنا و معرفة فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئا

16    و عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن محمّد الزّراريّ عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمّار بن موسى السّاباطيّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ أبا أميّة يوسف بن ثابت حدّث عنك أنّك قلت لا يضرّ مع الإيمان عمل و لا ينفع مع الكفر عمل فقال إنّه لم يسألني أبو أميّة عن تفسيرها إنّما عنيت بهذا أنّه من عرف الإمام من آل محمّد ع و تولّاه ثمّ عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك و ضوعف له أضعافا كثيرة فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة فهذا ما عنيت بذلك و كذلك لا يقبل اللّه من العباد الأعمال الصّالحة الّتي يعملونها إذا تولّوا الإمام الجائر الّذي ليس من اللّه تعالى فقال له عبد اللّه بن أبي يعفور أ ليس اللّه تعالى قال من جاء بالحسنة فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون فكيف لا ينفع العمل الصّالح ممّن تولّى أئمّة الجور فقال له أبو عبد اللّه ع و هل تدري ما الحسنة الّتي عناها اللّه تعالى في هذه الآية هي و اللّه معرفة الإمام و طاعته و قد قال اللّه عزّ و جلّ و من جاء بالسّيّئة فكبّت وجوههم في النّار هل تجزون إلّا ما كنتم تعملون و إنّما أراد بالسّيّئة إنكار الإمام الخبر

  و عن أبيه عن أبي منصور السّكّريّ عن جدّه عليّ بن عمر عن العبّاس بن يوسف الشّكليّ عن عبيد اللّه بن هشام عن محمّد بن مصعب عن الهيثم بن حمّاد عن يزيد الرّقاشيّ عن أنس بن مالك قال رجعنا مع رسول اللّه ص قافلين من تبوك فقال لي في بعض الطّريق ألقوا لي الأحلاس و الأقتاب ففعلوا فصعد رسول اللّه ص فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله ثمّ قال معاشر النّاس ما لي إذا ذكر آل إبراهيم تهلّلت وجوهكم و إذا ذكر آل محمّد ع كأنّما يفقأ في وجوهكم حبّ الرّمّان فو الّذي بعثني بالحقّ نبيّا لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال و لم يجئ بولاية عليّ بن أبي طالب ع أكبّه اللّه عزّ و جلّ في النّار

18    و عن أبيه عن أبي عمرو عن ابن عقدة عن عبد اللّه بن أحمد عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن تميم و عن أبي الطّفيل عن بشر بن غالب و عن سالم بن عبد اللّه كلّهم ذكروا عن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه ص قال يا بني عبد المطّلب إنّي سألت اللّه عزّ و جلّ ثلاثا أن يثبّت قائلكم و أن يهدي ضالّكم و أن يعلّم جاهلكم و سألت اللّه أن يجعلكم جوداء نجباء رحماء فلو أنّ امرأ صفّ بين الرّكن و المقام فصلّى و صام ثمّ لقي اللّه عزّ و جلّ و هو لأهل بيت محمّد ع مبغض دخل النّار

 و رواه عن أبيه عن المفيد عن الحسين بن محمّد التّمّار عن ابن أبي أويس عن أبيه عن حميد عن عطاء عن ابن عبّاس و عن المفيد عن الجعابيّ عن عبد الكريم بن محمّد عن سهل بن زنجلة عن ابن أبي أويس مثله مع اختلاف يسير

 و رواه عليّ بن طاوس في كتاب كشف اليقين، عن الأربعين للحافظ أبي بكر محمّد بن أبي نصر عن ابن عبّاس مثله

19    الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن أمير المؤمنين ع في جواب الزّنديق المدّعي للتّناقض في القرآن في جملة كلام له ع فلذلك لا تنفع الصّلاة و الصّدقة إلّا مع الاهتداء إلى سبيل النّجاة و طريق الحقّ

20    الصّدوق في ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن الحسين بن أبي الخطّاب عن صفوان عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه ع قال عبد اللّه حبر من أحبار بني إسرائيل حتّى صار مثل الخلال فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى نبيّ زمانه قل له و عزّتي و جلالي و جبروتي لو أنّك عبدتني حتّى تذوب كما تذوب الألية في القدر ما قبلت منك حتّى تأتيني من الباب الّذي أمرتك به

 و رواه البرقيّ في المحاسن، عن محمّد بن عليّ عن صفوان مثله

21    القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده عن الصّدوق عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن محمّد بن يحيى العطّار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمّد بن أورمة عن رجل عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصريّ عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال مرّ موسى بن عمران برجل رافعا يديه إلى السّماء يدعو فانطلق موسى في حاجته فغاب عنه سبعة أيّام ثمّ رجع إليه و هو رافع يديه يدعو و يتضرّع و يسأل حاجته فأوحى اللّه إليه يا موسى لو دعاني حتّى يسقط لسانه ما استجبت له حتّى يأتيني من الباب الّذيأمرته به

22    محمّد بن الحسن الصّفّار في البصائر، عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن البراء عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن يعني ابن كثير قال حججت مع أبي عبد اللّه ع فلمّا صرنا في بعض الطّريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى النّاس فقال ما أكثر الضّجيج و أقلّ الحجيج فقال له داود الرّقّيّ يا ابن رسول اللّه هل يستجيب اللّه دعاء هذا الجمع الّذي أرى قال ويحك يا أبا سليمان إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به الجاحد لولاية عليّ ع كعابد الوثن الخبر

23    و عن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن عبد اللّه بن مسكان عن الثّماليّ قال خطب أمير المؤمنين ع فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال إنّ اللّه اصطفى محمّدا ص بالرّسالة و أنبأه بالوحي فأنال في النّاس و أنال و فينا أهل البيت معاقل العلم و أبواب الحكمة و ضياء الأمر فمن يحبّنا منكم نفعه إيمانه و يقبل عمله و من لم يحبّنا منكم لم ينفعه إيمانه و لا يقبل عمله

24    و عن محمّد بن عيسى عن أبي عبد اللّه المؤمن عن عبد اللّه بن مسكان و أبي خالد و أبي أيّوب الخزّاز عن محمّد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع في حديث فمن عرفنا نفعته معرفته و قبل منه عمله و من لم يعرفنا لم تنفعه معرفته و لم يقبل منه عمله

25    و عن محمّد بن عبد الجبّار عن أبي عبد اللّه البرقيّ عن فضالة بن أيّوب عن ابن مسكان عن أبي حمزة الثّماليّ قال خطب أمير المؤمنين ع و ساقها إلى أن قال فمن يحبّنا منكم نفعه إيمانه و يقبل عمله و من لم يحبّنا منكم لم ينفعه إيمانه و لا يتقبّل عمله

26    و عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن أبي كهمس عن أبي محمّد عن عمرو عن القاسم بن عروة عن أمير المؤمنين ع مثله و زاد في آخره و لو صام النّهار و قام اللّيل

27    و عن الحسن بن عليّ عن الحسين و أنس عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة عن أبي الطّفيل عنه ع مثله

28    أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن، عن محمّد بن عليّ عن عبيس بن هشام عن الحسن بن الحسين عن مالك بن عطيّة مثله

29    و عن الوشّاء عن كرّام الخثعميّ عن أبي الصّامت عن معلّى بن خنيس قال قال أبو عبد اللّه ع يا معلّى لو أنّ عبدا عبد اللّه مائة عام ما بين الرّكن و المقام يصوم النّهار و يقوم اللّيل حتّى يسقط حاجباه على عينيه و تلتقي تراقيه هرما جاهلا بحقّنا لم يكن له ثواب

30    و عن ابن محبوب عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قول اللّه عزّ و جلّ يا أيّها الّذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربّكم و افعلوا الخير لعلّكم تفلحون و جاهدوا في اللّه حقّ جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدّين من حرج في الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و الخير إذا تولّوا اللّه و رسوله و أولي الأمر منّا أهل البيت قبل اللّه أعمالهم

31    و عن ابن فضّال عن معاوية بن وهب عن أبي برحة الرّمّاح عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّاس سواد و أنتم حاجّ

32    و عن أبيه عن بعض أصحابه يرفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال قلت له إنّي خرجت بأهلي فلم أدع أحدا إلّا خرجت به إلّا جارية لي نسيت فقال ترجع و تذكر إن شاء اللّه ثمّ قال فخرجت بهم لتسدّ بهم الفجاج قلت نعم قال و اللّه ما يحجّ غيركم و لا يتقبّل إلّا منكم

33    و عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن عمر بن أبان الكلبيّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع ما أكثر السّواد قلت أجل يا ابن رسول اللّه قال أما و اللّه ما يحجّ للّه غيركم و لا يصلّي الصّلاتين غيركم إلى أن قال و لكم يغفر و منكم يقبل

 و رواه بسند آخر ذكره الشّيخ في الأصل

34    و عن ابن فضّال عن الحارث بن المغيرة قال كنت عند أبي عبد اللّه ع جالسا فدخل عليه داخل فقال يا ابن رسول اللّه ما أكثر الحاجّ العام فقال إن شاءوا فليكثروا و إن شاءوا فليقلّوا و اللّه ما يقبل اللّه إلّا منكم و لا يغفر إلّا لكم

 و رواه عن النّضر عن يحيى الحلبيّ عن الحارث مثله

35    و عن محمّد بن عليّ عن عبيس بن هشام عن عبد الكريم و هو كرّام بن عمرو الخثعميّ عن عمر بن حنظلة قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ آية في القرآن تشكّكني قال و ما هي قلت قول اللّه تعالى إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين قال و أيّ شي‏ء شككت فيها قلت من صلّى و صام و عبد اللّه قبل منه قال إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين العارفين ثمّ قال أنت أزهد في الدّنيا أم الضّحّاك بن قيس قلت لا بل الضّحّاك بن قيس قال فذلك لا يتقبّل منه شي‏ء كما ذكرت

36    و عن أبيه عن حمزة بن عبد اللّه عن جميل بن درّاج عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لو أنّ عبدا عبد اللّه ألف عام ثمّ ذبح كما يذبح الكبش ثمّ أتى اللّه ببغضنا أهل البيت لردّ اللّه عليه عمله

37    و عن أبيه عن حمزة بن عبد اللّه عن جميل بن ميسّر عن أبيه النّخعيّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا ميسّر أيّ البلدان أعظم حرمة قال فما كان منّا أحد يجيبه حتّى كان الرّادّ على نفسه قال فقال مكّة فقال أيّ بقاعها أعظم حرمة قال فما كان منّا أحد يجيبه حتّى كان الرّادّ على نفسه قال ما بين الرّكن إلى الحجر و اللّه لو أنّ عبدا عبد اللّه ألف عام حتّى ينقطع علباؤه هرما ثمّ أتى اللّه ببغضنا أهل البيت لردّ اللّه عليه عمله

38    و عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن العلاء عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ من دان اللّه بعبادة يجهد فيها نفسه بلا إمام عادل من اللّه فإنّ سعيه غير مشكور و هو ضالّ متحيّر

39    الإمام الهمام أبو محمّد العسكريّ، ع قال الصّادق ع أعظم النّاس حسرة رجل جمع مالا عظيما بكدّ شديد و مباشرة الأهوال و تعرّض الأخطار ثمّ أفنى ماله في صدقات و مبرّات و أفنى شبابه و قوّته في عبادات و صلوات و هو مع ذلك لا يرى لعليّ بن أبي طالب ع حقّه و لا يعرف له في الإسلام محلّه و يرى أنّ من لا بعشره و لا بعشر عشير معشاره أفضل منه ع يوافق على الحجج فلا يتأمّلها و يحتجّ عليه بالآيات و الأخبار فيأبى إلّا تماديا في غيّه فذاك أعظم حسرة من كلّ من يأتي يوم القيامة و صدقاته ممثّلة له في مثال الأفاعيّ تنهشه و صلواته و عباداته ممثّلة له في مثال الزّبانية تتبعه حتّى تدعّه إلى جهنّم دعّا يقول يا ويلي أ لم أك من المصلّين أ لم أك من المزكّين أ لم أك عن أموال النّاس و نسائهم من المتعفّفين فلما ذا دهيت بما دهيت فيقال له يا شقيّ ما نفعك ما عملت و قد ضيّعت أعظم الفروض بعد توحيد اللّه و الإيمان بنبوّة محمّد رسول اللّه ص ضيّعت ما لزمك من معرفة حقّ عليّ وليّ اللّه ع و ألزمت ما حرّم اللّه عليك من الائتمام بعدوّ اللّه فلو كان بدل أعمالك هذه عبادة الدّهر من أوّله إلى آخره و بدل صدقاتك الصّدقة بكلّ أموال الدّنيا بل بمل‏ء الأرض ذهبا لما زادك ذلك من رحمة اللّه إلّا بعدا و من سخط اللّه إلّا قربا

40    و فيه، قال رسول اللّه ص في جملة كلام له في فضل الزّكاة فمن بخل بزكاته و لم يؤدّها أمر بالصّلاة فردّت إليه و لفّت كما يلفّ الثّوب الخلق ثمّ يضرب بها وجهه و يقال له يا عبد اللّه ما تصنع بهذا دون هذا قال فقال له أصحاب رسول اللّه ص ما أسوأ حال هذا و اللّه قال رسول اللّه ص أ و لا أنبّئكم بأسوأ حالا من هذا قالوا بلى يا رسول اللّه قال رجل حضر الجهاد في سبيل اللّه فقتل مقبلا غير مدبر و الحور العين يطّلعن عليه و خزّان الجنان يتطلّعون ورود روحه و أملاك الأرض يتطلّعون نزول الحور العين عليه و الملائكة و خزّان الجنان فلا يأتونه فتقول ملائكة الأرض حول ذلك المقتول ما بال الحور العين لا ينزلن إليه و ما بال خزّان الجنان لا يردون عليه فينادون من فوق السّماء السّابعة يا أيّتها الملائكة انظروا إلى آفاق السّماء دوينها فينظرون فإذا توحيد هذا العبد و إيمانه برسول اللّه ص و صلاته و زكاته و صدقته و أعمال برّه كلّها محبوسات دوين السّماء قد طبقت آفاق السّماء كلّها كالقافلة العظيمة قد ملأت ما بين أقصى المشارق و المغارب و مهابّ الشّمال و الجنوب تنادي أملاك تلك الأعمال الحاملون لها الواردون بها ما لنا لا تفتح لنا أبواب السّماء لندخل إليها أعمال هذا الشّهيد فيأمر اللّه بفتح أبواب السّماء فتفتح ثمّ ينادي يا هؤلاء الملائكة أدخلوها إن قدرتم فلا تقلّهم أجنحتهم و لا يقدرون على الارتفاع بتلك الأعمال فيقولون يا ربّنا لا نقدر على الارتفاع بتلك الأعمال فينادي منادي ربّنا عزّ و جلّ يا أيّها الملائكة لستم حمّال هذه الأعمال الثّقال الصّاعدين بها إنّ حملتها الصّاعدين بها مطاياها الّتي ترفعها إلى دوين العرش ثمّ تقرّها في درجات الجنان فتقول الملائكة يا ربّنا ما مطاياها فيقول اللّه و ما الّذي حملتم من عنده فيقولون توحيده بك و إيمانه بنبيّك فيقول اللّه تعالى فمطاياها موالاة عليّ ع أخي نبيّي و موالاة الأئمّة الطّاهرين فإن أتت فهي الحاملة الرّافعة الواضعة لها في الجنان فينظرون فإذا الرّجل مع ما له من هذه الأشياء ليس له موالاة عليّ و الطّيّبين من آله ع و معاداة أعدائهم فيقول اللّه تعالى للأملاك الّذين كانوا حامليها اعتزلوها و الحقوا بمراكزكم من ملكوتي ليأتيها من هو أحقّ بحملها و وضعها في موضع استحقاقها فتلحق تلك الأملاك بمراكزها المجعولة لها ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ و جلّ يا أيّتها الزّبانية تناوليها و ضعيها إلى سواء الجحيم لأنّ صاحبها لم يجعل لها مطايا من موالاة عليّ و الطّيّبين من آله قال فتأتي تلك الأملاك و يقلّب اللّه تلك الأثقال أوزارا و بلايا على باعثها لما فارقها من مطاياها من موالاة أمير المؤمنين ع و نادت تلك الأعمال إلى مخالفته لعليّ ع و موالاته لأعدائه فيسلّطها اللّه عزّ و جلّ و هي في صورة الأسود على تلك الأعمال و هي كالغربان و القرقس فيخرج من أفواه تلك الأسود نيران تحرقها و لا يبقى له عمل إلّا حبط و يبقى عليه موالاته لأعداء عليّ ع و جحده ولايته فيقرّه ذلك في سواء الجحيم فإذا هو قد حبطت أعماله و ثقلت أوزاره و أثقاله فهذا أسوأ حالا من مانع الزّكاة الّذي يحفظ الصّلاة

41    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن يوسف بن ثابت عن أبي عبد اللّه ع في حديث له أنّه قال و اللّه لو أنّ رجلا صام النّهار و قام اللّيل ثمّ لقي اللّه بغير ولايتنا للقيه و هو غير راض أو ساخط عليه ثمّ قال و ذلك قول اللّه و ما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلّا أنّهم كفروا باللّه و برسوله إلى قوله و هم كارهون

42    البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ من كتاب الحسين بن سعيد بإسناده عن عليّ ع مثله

43    الشّيخ المفيد في أماليه، عن عليّ بن محمّد بن الزّبير عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن عليّ بن أسباط عن محمّد بن يحيى عن أخي مغلّس عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أحدهما ع قال قلت له إنّا نرى الرّجل من المخالفين عليكم له عبادة و اجتهاد و خشوع فهل ينفعه ذلك شيئا فقال يا محمّد إنّ مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل و كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلّا دعا فأجيب و إنّ رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا فلم يستجب له فأتى عيسى ابن مريم ع يشكو إليه ما هو فيه و يسأله الدّعاء له فتطهّر عيسى ع و صلّى ثمّ دعا فأوحى اللّه إليه يا عيسى إنّ عبدي أتاني من غير الباب الّذي أوتى منه إنّه دعاني و في قلبه شكّ منك فلو دعاني حتّى ينقطع عنقه و تنتثر أنامله ما استجبت له فالتفت عيسى ع فقال تدعو ربّك و في قلبك شكّ من نبيّه قال يا روح اللّه و كلمته قد كان و اللّه ما قلت فاسأل اللّه أن يذهب به عنّي فدعا له عيسى ع فتقبّل اللّه منه و صار في أحد أهل بيته كذلك نحن أهل البيت لا يقبل اللّه عمل عبد و هو يشكّ فينا

 و رواه الشّيخ شرف الدّين النّجفيّ في تأويل الآيات الباهرة، من كتاب أبي عمرو الزّاهد بإسناده إلى محمّد بن مسلم مثله

44    و عن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابيّ عن عبد الكريم بن محمّد عن سهل بن زنجلة الرّازيّ عن ابن أبي أويس عن أبيه عن حميد بن قيس عن عطاء عن ابن عبّاس عن رسول اللّه ص في حديث قال أما و اللّه لو أنّ رجلا صفّ قدميه بين الرّكن و المقام مصلّيا و لقي اللّه ببغضكم أهل البيت لدخل النّار

45    و عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام عن مرازم عن الصّادق ع قال قال رسول اللّه ص ما بال أقوام من أمّتي إذا ذكر عندهم إبراهيم و آل إبراهيم استبشرت قلوبهم و تهلّلت وجوههم و إذا ذكرت و أهل بيتي اشمأزّت قلوبهم و كلحت وجوههم و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا لو أنّ رجلا لقي اللّه بعمل سبعين نبيّا ثمّ لم يلقه بولاية أولي الأمر منّا أهل البيت ما قبل اللّه منه صرفا و لا عدلا

46    عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن أبي البركات عمر بن حمزة و سعيد بن محمّد الثّقفيّ عن محمّد بن عليّ بن الحسين العلويّ عن زيد بن جعفر بن محمّد بن حاجب عن عليّ بن أحمد بن عمرو عن محمّد بن منصور عن حرب بن حسن عن يحيى بن مساور عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع يا أبا الجارود ما ترضون أن تصلّوا فيقبل منكم و تصوموا فيقبل منكم و تحجّوا فيقبل منكم و اللّه إنّه ليصلّي غيركم فما يقبل منه و يصوم غيركم فما يقبل منه و يحجّ غيركم فما يقبل منه

47    و بهذا الإسناد عن زيد بن جعفر عن محمّد بن الحسين بن هارون عن محمّد بن عليّ الحسينيّ عن محمّد بن مروان عن عامر بن كثير عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قلت له بمكّة أو بمنى يا ابن رسول اللّه ما أكثر الحاجّ قال ما أقلّ الحاجّ ما يغفر إلّا لك و لأصحابك و لا يتقبّل إلّا منك و من أصحابك

48    جامع الأخبار، روي عن الصّادق عن أبيه عن جدّه ع قال مرّ أمير المؤمنين ع في مسجد الكوفة و قنبر معه فرأى رجلا قائما يصلّي فقال يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلا أحسن صلاة من هذا فقال أمير المؤمنين ع مه يا قنبر فو اللّه لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير ممّن له عبادة ألف سنة و لو أنّ عبدا عبد اللّه ألف سنة لا يقبل اللّه منه حتّى يعرف ولايتنا أهل البيت و لو أنّ عبدا عبد اللّه ألف سنة و جاء بعمل اثنين و سبعين نبيّا ما يقبل اللّه منه حتّى يعرف ولايتنا أهل البيت و إلّا كبّه اللّه على منخريه في نار جهنّم

49    و عن النّبيّ ص أنّه قال أمّتي أمّتي إذا اختلف النّاس بعدي و صاروا فرقة فرقة فاجتهدوا في طلب الدّين الحقّ حتّى تكونوا مع أهل الحقّ فإنّ المعصية في دين الحقّ تغفر و الطّاعة في دين الباطل لا تقبل

50    فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره، عن الحسين بن سعيد معنعنا عن سعد بن طريف قال كنت جالسا عند أبي جعفر ع فجاءه عمرو بن عبيد فقال أخبرني عن قول اللّه و لا تطغوا فيه فيحلّ عليكم غضبي و من يحلل عليه غضبي فقد هوى و إنّي لغفّار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثمّ اهتدى قال له أبو جعفر ع قد أخبرك أنّ التّوبة و الإيمان و العمل الصّالح لا يقبلها إلّا بالاهتداء إلى أن قال و أمّا الاهتداء فبولاة الأمر و نحن هم الخبر

51    و عن عبيد بن كثير معنعنا عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع قال قال اللّه تعالى في كتابه و إنّي لغفّار الآية قال و اللّه لو أنّه تاب و آمن و عمل صالحا و لم يهتد إلى ولايتنا و مودّتنا و لم يعرف فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئا

52    و عن محمّد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي ذرّ الغفاريّ في قوله تعالى و إنّي لغفّار الآية قال آمن بما جاء به محمّد ص و عمل صالحا قال أداء الفرائض ثمّ اهتدى إلى حبّ آل محمّد ص و سمعت عن رسول اللّه ص يقول و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا ما ينفع أحدكم الثّلاثة حتّى يأتي بالرّابعة

53    و عن عليّ بن محمّد الزّهريّ عن محمّد بن عبد اللّه يعني ابن غالب عن الحسن بن عليّ بن سيف عن مالك بن عطيّة عن يزيد بن فرقد النّهديّ أنّه قال قال جعفر بن محمّد ع في قوله تعالى يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و لا تبطلوا أعمالكم إلى أن قال و عداوتنا تبطل أعمالهم

54    البحار، عن كتاب فضائل الشّيعة للصّدوق بإسناده عن منصور الصّيقل قال كنت عند أبي عبد اللّه ع في فسطاطه بمنى فنظر إلى النّاس فقال يأكلون الحرام و يلبسون الحرام و ينكحون الحرام و تأكلون الحلال و تلبسون الحلال و تنكحون الحلال لا و اللّه ما يحجّ غيركم و لا يتقبّل إلّا منكم

 و رواه الشّيخ محمّد بن أحمد بن شاذان في مناقبه، مثله

55    العلّامة الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن محمّد بن أحمد بن شاذان عن نوح بن أحمد بن أيمن عن إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين عن جدّه عن يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الرّبيع عن سليمان الأعمش عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص يا عليّ أنت أمير المؤمنين إلى أن قال ص لو أنّ عبدا عبد اللّه ألف عام ما قبل اللّه ذلك منه إلّا بولايتك و ولاية الأئمّة من ولدك و إنّ ولايتك لا تقبل إلّا بالبراءة من أعدائك و أعداء الأئمّة من ولدك بذلك أخبرني جبرئيل فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر

56    الشّيخ الجليل محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ في كتاب الغيبة، عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن محمّد بن المفضّل بن إبراهيم و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسين بن عبد اللّه و محمّد بن أحمد بن الحسن القطوانيّ عن الحسن بن محبوب الزّرّاد عن عليّ بن رئاب عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع يقول كلّ من دان لعبادة اللّه يجهد فيها نفسه و لا إمام له من اللّه تعالى فسعيه غير مقبول و هو ضالّ متحيّر إلى أن قال ع إنّ أئمّة الجور لمعزولون عن دين اللّه و عن الحقّ فقد ضلّوا و أضلّوا فأعمالهم الّتي يعملونها كرماد اشتدّت به الرّيح في يوم عاصف لا يقدرون ممّا كسبوا على شي‏ء ذلك هو الضّلال البعيد

 و رواه عن عليّ بن أحمد عن عبيد اللّه بن موسى عن محمّد بن أحمد القلانسيّ عن إسماعيل بن مهران عن أحمد بن محمّد عن عبد اللّه بن بكير و جميل بن درّاج عن محمّد بن مسلم عنه ع مثله

57    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع أنّه قال إنّ الجنّة لتشتاق و يشتدّ ضوؤها بمجي‏ء آل محمّد ع و شيعتهم و لو أن عبدا عبد اللّه بين الرّكن و المقام حتّى تتقطّع أوصاله و هو لا يدين اللّه بحبّنا و ولايتنا أهل البيت ما قبل اللّه منه

58    و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال يوما لبعض النّاس أحببتمونا و أبغضنا النّاس إلى أن قال أ ما ترضون أن تصلّوا و يصلّوا فيقبل منكم و لا يقبل منهم و تحجّوا و يحجّوا فيقبل منكم و لا يقبل منهم و اللّه ما يقبل الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و الحجّ و أعمال البرّ كلّها إلّا منكم الخبر

59    و عنه ع أنّه قال لأبي بصير في حديث من لم يكن على ما أنتم عليه لم يتقبّل له حسنة و لم يتجاوز له عن سيّئة

60    و عنه ع أنّه قال لبعض شيعته في حديث فاتّقوا اللّه و أعينونا بالورع فو اللّه ما تقبل الصّلاة و لا الصّوم و لا الزّكاة و لا الحجّ إلّا منكم و لا يغفر إلّا لكم الخبر

61    و عنه ع أنّه أوصى بعض شيعته فقال أما و اللّه إنّكم لعلى دين اللّه و دين ملائكته فأعينونا على ذلك بورع و اجتهاد أما و اللّه ما يقبل إلّا منكم الخبر

  و عنه ع أنّ رجلا من أصحابه ذكر له عن بعض من مرق من شيعته و استحلّ المحارم و أنّهم يقولون إنّما الدّين المعرفة فإذا عرفت الإمام فاعمل ما شئت فقال أبو عبد اللّه ع إنّا للّه و إنّا إليه راجعون تأوّل الكفرة ما لا يعلمون و إنّما قيل اعرف و اعمل ما شئت من الطّاعة فإنّه مقبول منك لأنّه لا يقبل اللّه عملا من عامل بغير معرفة لو أنّ رجلا عمل أعمال البرّ كلّها و صام دهره و قام ليله و أنفق ماله في سبيل اللّه و عمل بجميع طاعة اللّه عمره كلّه و لم يعرف نبيّه الّذي جاء بتلك الفرائض فيؤمن به و يصدّقه و إمام عصره الّذي افترض اللّه طاعته فيطيعه لم ينفعه اللّه بشي‏ء من عمله قال اللّه عزّ و جلّ في مثل هؤلاء و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا

63    و عنه ع في جواب كتاب كتبه إليه بعض أصحابه و إنّما يقبل اللّه العمل من العباد بالفرائض الّتي افترضها عليهم بعد معرفة من جاء بها من عنده و دعاهم إليه فأوّل ذلك معرفة من دعي إليه و هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو و توحيده و الإقرار بربوبيّته و معرفة الرّسول الّذي بلّغ عنه و قبول ما جاء به ثمّ معرفة الأئمّة بعد الرّسول الّذي افترض طاعتهم في كلّ عصر و زمان على أهله و الإيمان و التّصديق بجميع الرّسل و الأئمّة ع ثمّ العمل بما افترض اللّه عزّ و جلّ على العباد من الطّاعات ظاهرا و باطنا و اجتناب ما حرّم اللّه عزّ و جلّ عليهم تحريمه ظاهرا و باطنا الخبر

64    مجموعة الشّهيد، ره نقلا من كتاب التّعريف لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الصّفوانيّ عن النّبيّ ص أنّه قال و الّذي بعثني بالحقّ لو تعبّد أحدهم ألف عام بين الرّكن و المقام ثمّ لم يأت بولاية عليّ و الأئمّة من ولده ع كبّه اللّه تعالى على منخريه في النّار

65    و عن أبي الحسن الرّضا ع أنّه قال لا يقبل اللّه عملا لعبد إلّا بولايتنا فمن لم يوالنا كان من أهل هذه الآية و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا

  و عن النّبيّ ص أنّه قال فرض اللّه على أمّتي خمس خصال إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صيام شهر رمضان و حجّ البيت و ولاية عليّ بن أبي طالب و الأئمّة من ولده ع و الّذي بعثني بالحقّ لا يقبل اللّه عزّ و جلّ من عبد فريضة من فرائضه إلّا بولاية عليّ ع فمن والاه قبل منه سائر الفرائض و من لم يواله لم يقبل اللّه منه صرفا و لا عدلا و مأواه جهنّم و ساءت مصيرا

 باب 28 -أنّ من كان مؤمنا ثمّ كفر ثمّ آمن لم يبطل عمله في إيمانه السّابق

1    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال من كان مؤمنا يعمل خيرا ثمّ أصابته فتنة فكفر ثمّ تاب بعد كفره كتب له كلّ شي‏ء عمله في إيمانه فلا يبطله كفره إذا تاب بعد كفره

 باب 29 -نوادر ما يتعلّق بأبواب مقدّمة العبادات

1    الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن موسى بن جعفر عن آبائه ع في أجوبة أمير المؤمنين ع عن مسائل اليهوديّ في فضل محمّد ص على جميع الأنبياء إلى أن قال قال له اليهوديّ فإنّ هذا سليمان سخّرت له الشّياطين يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل قال له عليّ ع لقد كان كذلك و لقد أعطي محمّد ص أفضل من هذا إنّ الشّياطين سخّرت لسليمان و هي مقيمة على كفرها و لقد سخّرت لنبوّة محمّد ص الشّياطين بالإيمان فأقبل إليه الجنّ التّسعة من أشرافهم من جنّ نصيبين و اليمن من بني عمرو بن عامر من الأحجّة منهم شصاه و مصاه و الهملكان و المرزبان و المازبان و نضاه و هاصب و هاضب و عمرو و هم الّذين يقول اللّه تبارك اسمه فيهم و إذ صرفنا إليك نفرا من الجنّ و هم التّسعة يستمعون القرآن فأقبل إليه الجنّ و النّبيّ ص ببطن النّخل فاعتذروا بأنّهم ظنّوا كما ظننتم أن لن يبعث اللّه أحدا و لقد أقبل إليه أحد و سبعون ألفا فبايعوه على الصّوم و الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الجهاد و نصح المسلمين و اعتذروا بأنّهم قالوا على اللّه شططا و هذا أفضل ممّا أعطي سليمان سبحان من سخّرها لنبوّة محمّد ص بعد أن كانت تتمرّد و تزعم أنّ للّه ولدا فلقد شمل مبعثه من الجنّ و الإنس ما لا تحصى الخبر

 و في هذا المعنى أخبار كثيرة تدلّ على أنّ الجنّ كالإنس في التّكاليف الشّرعيّة الفرعيّة الإسلاميّة و اللّه العالم

2    البحار، عن دلائل الإمامة للطّبريّ الإماميّ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه عن محمّد بن همّام عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه عن بعض رجاله عن الهيثم بن واقد قال كنت عند الرّضا ع بخراسان و كان العبّاس يحجبه فدعاني و إذا عنده شيخ أعور يسأله فخرج الشّيخ فقال لي ردّ عليّ الشّيخ فخرجت إلى الحاجب فقال لم يخرج عليّ أحد فقال الرّضا ع أ تعرف الشّيخ فقلت لا فقال هذا رجل من الجنّ سألني عن مسائل و كان فيما سألني عنه مولودان ولدا في بطن ملتزقين مات أحدهما كيف يصنع به قلت ينشر الميّت عن الحيّ

3    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع لا يتمكّن الشّيطان بالوسوسة من العبد إلّا و قد أعرض عن ذكر اللّه و استهان بأمره و سكن إلى نهيه و نسي اطّلاعه على سرّه فالوسوسة ما يكون من خارج القلب بإشارة معرفة العقل و مجاورة الطّبع أمّا إذا تمكّن في القلب فذلك غيّ و ضلالة و كفر و اللّه عزّ و جلّ دعا عباده بلطف دعوته و عرّفهم عداوة إبليس فقال تعالى إنّ الشّيطان لكما عدوّ مبين و قال إنّ الشّيطان لكم عدوّ فاتّخذوه عدوّا فكن معه كالغريب مع كلب الرّاعي يفزع إلى صاحبه من صرفه عنه كذلك إذا أتاك الشّيطان موسوسا ليضلّك عن سبيل الحقّ و ينسيك ذكر اللّه فاستعذ منه بربّك و ربّه فإنّه يؤيّد الحقّ على الباطل و ينصر المظلوم بقوله عزّ و جلّ إنّه ليس له سلطان على الّذين آمنوا و على ربّهم يتوكّلون و لن يقدر على هذا و معرفة إتيانه و مذاهب وسوسته إلّا بدوام المراقبة و الاستقامة على بساط الخدمة و هيبة المطّلع و كثرة الذّكر و أمّا المهمل لأوقاته فهو صيد الشّيطان لا محالة و اعتبر بما فعل بنفسه من الإغواء و الاغترار و الاستكبار حيث غرّه و أعجبه عمله و عبادته و بصيرته و رأيه و جرأته عليه قد أورثه علمه و معرفته و استدلاله بعقله اللّعنة إلى الأبد فما ظنّك بنصحه و دعوته غيره فاعتصم بحبل اللّه الأوثق و هو الالتجاء إلى اللّه و الاضطرار بصحّة الافتقار إلى اللّه في كلّ نفس و لا يغرّنّك تزيينه للطّاعة عليك فإنّه يفتح عليك تسعة و تسعين بابا من الخير ليظفر بك عند تمام المائة فقابله بالخلاف و الصّدّ عن سبيله و المضادّة باستهوائه