تزويج آدم من حواء و بدء النسل

اراد الله عزوجل ان ينتشر ابناء آدم عليه السلام في الارض ويعمروها ، فأمر آدم عليه السلام ان يواقع حواء ، فغشيها وولدت له هابيل ، وقابيل ، وشيث ، وغيرهم من الذكور والاناث.

وقد روي ان قابيل حسد اخيه هابيل وقربا قربانا الى الله فجاءت النار فاكلت قربان هابيل وتقبل قربانه فحسد قابيل هابيل وهدده بالقتل فقتله.

قال اليعقوبي في تاريخه : ان الله عزوجل انزل لهابيل حوراء من الجنة فزوجه بها ، واخرج لقابيل جنية فزوجه بها ، فحسد قابيل اخاه على الحوراء ، فقال لهما آدم : قربا قربانا فقرب قابيل من تبن زرعه ، وقرب هابيل افضل كبش في غنمه لله ، فقبل الله قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل ، فازداد حسدا فزين له الشيطان قتل اخيه فشدخه بالحجارة حتى قتل (1).

وروي انه لما قتل قابيل هابيل ، تركه بالعراء لا يدري ما يصنع به ، فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل احدهما صاحبه ، ثم حفر له بمنقاره وبرجله ، ثم القاه في الحفيرة وواراه ، وقابيل ينظر اليه ، فتعلم منه ودفن اخاه.

ذكرنا ان الله بعث الى قابيل جنية والى هابيل حورية ، فكثر النسل منهما.

وروي ايضا : لما مضى من عمر آدم مائة وثلاثون سنة وذلك بعد قتل هابيل بخمس سنين ، ولدت له حواء ( شيثا ) ـ وتفسيره هبة الله ـ وكان وصي آدم وولي عهده ، وهو اول وصي على وجه الارض من الآدميين ، ثم ولد لآدم من بعد شيث ، يافث ، فلما ادركا واراد الله عزوجل ان يبلغ بالنسل ما ترون وان يحكم بتحريم الزواج من الاخوات على الاخوة ، انزل الله بعد العصر من يوم الخميس ، حوراء من الجنة اسمها ـ بركة ـ فأمر الله عزوجل آدم ان يزوجها من شيث ، فزوجها منه ، ثم انزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها ـ منزلة ـ او ـ نزلة ـ فأمر الله عزوجل آدم ان يزوجها من يافث فزوجها منه ، فولد لشيث غلام وولد ليافث جارية ، فأمر الله عزوجل آدم حين ادركا ان يزوج بنت يافث من ابن شيث ، ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما ....

ومن قال بزواج اخت قابيل من اخت هابيل ، او بزواج الاخوة من الاخوات فقد كذب ، ومعاذ الله ان يكون على ما قالوا ...

قال ابو عبد الله عليه السلام عندما قيل له بزواج الاخوة من الاخوات قال : سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا يقول من قال هذا : بان الله عزوجل خلق صفوة خلقه واحباءه وانبياءه ورسله والمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات من حرام ، ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال ، وقد اخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب.

فو الله لقد تبينت ان بعض البهائم تنكرت له اخته ، فلما نزا عليها ونزل كشف له عنها ، فلما علم انها اخته ، اخرج غرموله ـ اي ذكره ـ ثم قبض عليه باسنانه حتى قطعه فخر ميتا ... الخ. (2)

 

 

________________________________________

1 ـ تاريخ اليعقوبي : ج 1 ص 2.

2 ـ البحار : ج 11 ص 223.