حزقيل وداود عليهما السلام

روي ان داود عليه السلام خرج ذات يوم يقرأ الزبور ، وكان اذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع الا جاوبه ، فما زال يمر حتى انتهى الى جبل ، فاذا على الجبل نبي عابد يقال له « حزقيل » ، فلما سمع دوي الجبال واصوات السباع والطير علم انه داود عليه السلام.

فقال داود : يا حزقيل اتأذن لي فاصعد اليك ؟ قال : لا ، فبكى داود عليه السلام ، فأوحى الله جل جلاله اليه :

يا حزقيل لا تعير داود وسلني العافية ، فقام حزقيل فأخذ بيد داود فرفعه اليه.

فقال داود : يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط ؟ قال : لا ، قال : فهل دخلك العجب مما انت فيه من عبادة الله عزوجل ؟ قال : لا ، قال : فهل ركنت الى الدنيا فاحببت ان تأخذ من شهوتها ولذتها ؟ قال : بلى ربما عرض بقلبي ، قال : فماذا تصنع اذا كان ذلك ؟ قال : ادخل هذا الشعب فاعتبر بما فيه.

قال : فدخل داود النبي عليه السلام الشعب ، فاذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية ، وعظام فانية ، واذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داود عليه السلام فاذا هي :

انا اروي سلم (1) ، ملكت الف سنة ، وبنيت الف مدينة ، وافتضضت الف بكر ، فكان آخر امري ان صار التراب فراشي ، والحجارة وسادتي ، والديدان والحيات جيراني ، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا. (2)

________________________________________

1 ـ وفي نسخة : اروى شلم.

2 ـ البحار : ج 14 ص 25.