رحمة الله هي رحمة اوليائه

روي انه بينما كان داود عليه السلام جالس وعنده شاب رث الهيئة يكثر الجلوس عنده ويطيل الصمت.

جاء ملك الموت يوما الى داود فسلم عليه وجلس عنده واخذ يمد النظر الى الشاب ، فقال داود عليه السلام : نظرت الى هذا ؟ فقال : نعم ، اني امرت بقبض روحه الى سبعة ايام في هذا الموضع.

فرحمه داود فقال : يا شاب هل لك امرأة ؟ قال : لا وما تزوجت قط ، قال داود عليه السلام : فات فلانا ـ رجلا عظيم القدر من بني اسرائيل ـ فقل له : ان داود يأمرك ان تزوجني ابنتك ، وتدخلها الليلة ، وخذ من النفقة ما تحتاج اليه وكن عندها ، فاذا مضت سبعة ايام فوافني في هذا الموضع.

فمضى الشاب برسالة داود عليه السلام فزوجه الرجل ابنته وادخلوها عليه ، واقام عندها سبعة ايام ، ثم وافى داود يوم الثامن ، فقال له داود عليه السلام : يا شاب كيف رأيت ماكنت فيه ؟ قال : ماكنت في نعمة ولا سرور قط اعظم مما كنت فيه.

قال داود : اجلس فجلس وداود ينتظر ان يقبض روحه ، فلما طال قال : انصرف الى منزلك فكن مع اهلك ، فاذا كان يوم الثامن فوافني ههنا.

فمضى الشاب ثم وافاه يوم الثامن وجلس عنده ، ثم انصرف اسبوعا آخر ثم اتاه وجلس ، فجاء ملك الموت الى داود عليه السلام فقال داود : ألست حدثتني بأنك امرت بقبض روح هذا الشاب الى سبعة ايام ؟ قال : بلى ، فقال : فقد مضت ثمانية وثمانية وثمانية. قال : يا داود ان الله تعالى رحمه برحمتك له فأخر في اجله ثلاثين سنة (1).

________________________________________

1 ـ البحار : ج 14 ص 38