استحباب الوضوء

جاء في كتاب وسائل الشيعة عن الشيخ المفيد : أنّ رسول اللّه‏  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال : « يا  أنس أكثر من الطهور يزِد اللّه‏ في عمرك ، وإن استطعت أن تكون في الليل والنهار على طهارة فافعل ، فأنت تكون إذا متّ على طهارة شهيداً »([1]) .وعنه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم : « من أحدث ولم يتوضّأ فقد جفاني »([2]) .وعن الإمام الصادق  عليه‏السلام عن رسول اللّه‏  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم : قال اللّه‏ تبارك وتعالى : « إنّ بيوتي في الأرض المساجد تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض ، ألا طوبى لمن كانت المساجد بيوته ، ألا طوبى لعبد توضّأ في بيته ثمّ زارني في بيتي »([3]) .وقال الإمام الصادق  عليه‏السلام : « الوضوء شطر الإيمان »([4]) .وتدلّ هذه الروايات وما إليها أنّ الوضوء كما يكون وسيلة إلى غيره فإنّه أيضاً غاية في نفسه ، وراجح بطبيعته ، وأنّ للإنسان أن يتوضّأ لا لشيء إلاّ ليكون على طهارة في أيّ جزء من أجزاء الليل أو النهار .وعلى هذا يكون الوضوء واجباً لغيره كالصلوات الخمس ، والطواف الواجب وللنذر ، ويكون مستحبّاً في نفسه ولغيره كالصلوات المستحبّة والطواف المستحبّ .وقال الفقهاء : يستحبّ أيضاً للتهيّؤ للصلاة قبل دخول [  وقتها ، ولدخول المساجد ، والمشاهد المشرّفة ، وللسعي في الحجّ ، ولصلاة الأموات ، وزيارة القبور ، وقراءة القرآن ، وللدعاء ، وقضاء الحاجة ، ولسجدة الشكر ، وللأذان ، وللزوجين ليلة الزفاف ، ولورود المسافر على أهله ، وقبل النوم ، وقبل مقاربة الحامل ، وقبل أن يجلس القاضي في مجلس القضاء .وأيضاً يستحبّ تجديد الوضوء ؛ لأ نّه نور على نور ، وعن الإمام  عليه‏السلام أ نّه توبة من غير استغفار([5]) .وأيضاً يستحبّ للحائض أن تتوضأ وتجلس في مصلاّها بمقدار مدّة الصلاة ، وللجنب قبل النوم والأكل والشرب والجماع ثانية ، وقبل أن يُغسّل الميّت . وفي ذلك كلّه روايات عن أهل البيت عليهم‏السلام([6]) ]([7]) .________________[1] الوسائل 1 : 383 ، ب11 من أبواب الوضوء ، ح3 .[2] الوسائل 1 : 382 ، ب11 من أبواب الوضوء ، ح2 .[3] الوسائل 1 : 381 ، ب10 من أبواب الوضوء ، ح5 .[4] الوسائل 1 : 366 ، ب1 من أبواب الوضوء ، ح5 .[5] الوسائل 1 : 377 ، ب8 من أبواب الوضوء ، ح7 .[6] الوسائل 1 : 372 ، 374 ، 375 ، 378 ، 380 ، 382 ، 385 ، 386 ، ب4 ، 6 ، 8 ، 9 ، 10 ،11 ، 13 ، 14 من أبواب الوضوء . و ج2 : 219 ، 227 ، ب20 ، 25 من أبواب الجنابة . و  ص491 ، ب6 من أبواب غسل الميّت . و ج3 : 110 ، ب21 من أبواب صلاة الجنازة . و ج7 : 5 ، ب1 من أبواب سجدتي الشكر . و ج13 : 493 ، ب15 من أبواب السعي . و ج20 : 115 ، ب55 من أبواب مقدّمات النكاح و آدابه .[7] ما بين المعقوفين ليس في الطبعة الأخيرة .