فصل في الترتيب

[ فصل في الترتيب يجب الاتيان بأفعال الصلاة على حسب ما عرفت من الترتيب (1)، بأن يقدم تكبيرة الاحرام على القراءة، والقراءة على الركوع، وهكذا. فلو خالفه عمدا بطل ما أتى به مقدما، وأبطل من جهة لزوم الزيادة، سواء كان ذلك في الافعال أو الاقوال، وفي الاركان أو غيرها. وإن كان سهوا ] من سنخ المصلحة الصلاتية ومن مراتبها، وحينئذ ظاهر قوله (ع) في خبر ابن رباح: " فدخل الوقت وأنت في الصلاة " (* 1)، وإن كان مطلق الطبيعة الصلاتية تم ما في المتن، أما لو كان خصوص الصلاة المأمور بها التي اختتامها وتحليلها التسليم، تعين البناء على وجوب الاعادة. وهذا إن لم يكن أظهر - كما هو كذلك - فلا أقل من الاجمال، الموجب للرجوع إلى أصالة البطلان بفوات الوقت. وهكذا الحال لو شك في صحة الصلاة وهو في التسليم، المستحب، فانه يبني على الصحة لقاعدة الفراغ. مع أنه يكفي في الصحة قاعدة التجاوز. والله سبحانه أعلم. فصل في الترتيب (1) بلا إشكال في ذلك ظاهر وإن قل من تعرض له بعنوان مستقل. نعم يستفاد من كلماتهم في تعداد أفعال الصلاة، وفي مبحث الخلل حينما يتعرضون لنسيان الجزء وذكره بعد الدخول فيما بعده وفي قاعدة التجاوز،

 

 

____________

(* 1) الوسائل باب: 25 من ابواب المواقيت حديث: 1.

 

===============

 

( 483 )

 

[ فان كان في الاركان بأن قدم ركنا على ركن، كما إذا قدم السجدتين على الركوع فكذلك، وإن قدم ركنا على غير الركن كما إذا قدم الركوع على القراءة، أو قدم غير الركن على الركن كما إذا قدم التشهد على السجدتين أو قدم غير الاركان بعضها على بعض، كما إذا قدم السورة - مثلا - على الحمد فلا تبطل الصلاة إذا كان ذلك سهوا. وحينئذ فان أمكن التدارك بالعود بأن لم يستلزم زيادة ركن وجب. وإلا فلا. نعم يجب عليه سجدتان لكل زيادة أو نقيصة تلزم من ذلك (1). (مسألة 1): إذا خالف الترتيب في الركعات سهوا، كأن أتى بالركعة الثالثة في محل الثانية، بأن تخيل بعد الركعة الاولى أن ما قام إليه ثالثة فأتى بالتسبيحات الاربع وركع وسجد، وقام إلى الثالثة وتخيل أنها ثانية فأتى بالقراءة والقنوت لم تبطل صلاته، بل يكون ما قصده ثالثة ثانية، وما قصده ثانية ثالثة قهرا، وكذا لو سجد الاولى بقصد الثانية، والثانية بقصد الاولى (2). ] ويستفاد من النصوص الواردة في جزئية الاجزاء ومحالها، والواردة في الشك في الجزء بعد الدخول فيما بعده، والواردة في نسيان تكبيرة الافتتاح، والقراءة، والركوع، والسجود، والتشهد، وغيرها، وما تضمن أن تحريمها التكبير وتحلليها التسليم، وغير ذلك، ويأتي إن شاء الله تعالى في مبحث الخلل التعرض للاحكام المذكورة في المتن. (1) يأتي إن شاء الله التعرض لوجوب السجود لمطلق الزيادة والنقيصة. (2) تقدم في فصل الركعات الاخيرة التنبيه على أن الصحة في المقام