تأدب ابن سينا من كلام الكناس

أمضى الشيخ الرئيس ابن سينا مدة طويلة من عمره في المجال السياسي والوزارة، وهذا من جملة ما عابه عليه العلماء من بعده.. قالوا: لقد صرف أكثر وقته في هذه الأمور، مع أنه كان باستطاعته بحكم الطاقات والمواهب التي يمتلكها أن يكون أكثر نفعاً وفائدة. 

 

ذات يوم كان الرئيس ابن سينا ماراً في موكبه بأبهته وضجيجه وخدمه وعلمائه، فصادف في الطريق شخصاً كناساً يكنس الأرض، وابن سينا معروف بقوة السمع حتى حكيت عنه في ذلك الأساطير.. كان ذلك الكناس يردد لنفسه بيتاً من الشعر مضمونه:لقد أعززتك أيتها النفس كي تمر عليك هذه الدنيا بيسر وسهولة.

 

ضحك ابن سينا لأن هذا الرجل يكنس ويمن على نفسه بأنه احترمها وأكرمها، حتى لا تعاني صعوبات الدنيا وشدائدها..لوى ابن سينا عنان فرسه وتقدم قائلاً:للإنصاف.. لقد احترمت نفسك كثيراً، فلم تجد أفضل من أن تختار هذا العمل الشريف!..

 

وأدرك الكناس من قرائن الحال أن هذا الشخص وزير، فقال له جملة.. تصبب منها ابن سينا عرقاً من الخجل ثم مضى ولم يعقب..قال الكناس:أكل الخبز من العمل الخسيس أفضل من منّة الرئيس